المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعراء الميتافيزيقيون



يوسف مراد
12-29-2004, 07:52 AM
الشعراء الميتافيزيقيون Metaphysical poets

مصطلح يطلق على مجموعة معينة من شعراء القرن السابع عشر الميلادي الإنجليز وشيخهم الرئيس هوالشاعر والواعظ الإنجليكاني جون دون، الذي يعدُّ أكثر الشعراء الميتافيزيقيين أهمية، ويطلق عليهم أحيانًا شعراء ما وراء الطبيعة. وقد كتبوا في موضوعات دينية وغير دينية. ويُعدّ كل من ريتشارد كراشو، وجورج هربرت، وهنري فون، من الكتاب الذين كتبوا بشكل أساسي في الموضوعات الدينية. والأشعار التي كتبوها حيالها تشبه إلى حد كبير جدا الأشعار الصوفية والإشراقية عندنا, أما هربرت شيربري، وجون كليفلاند، وإبراهام كاولي، وأندرو مارفل، فقد كتبوا بشكل عام في موضوعات غير دينية.وتتميز هذه النوعية بنزعتها الرومنطيقية و الفنتازية الدرامية . ومواضيعها تكون حول الغزل والمجتمع, لكن بصبغة طلسمية قليلا.

ومن مضامين شعر ماوراء الطبيعة:

1_ إيقاعات ليست مألوفة في الأدب عموما والإنجليزي منه خاصة.
2_ المجاز الطريف: وهو طابع غير مألوف خاصة في الشعر.
3_استخدام اللغة العامية.
4_ يستخدمون أحيانًا مقارنات غير مألوفة يصعب إدراكها.مثلا:
تكون تشبيهات من الخيال تسقط على الواقع, أو استعارات من موضوع لآخر بدون رابط واضح، أو تداعِيَ لأفكار غيبية. وتقدم فكرة هذا النوع من الشعر عادة مقارنة طويلة لوصف عاطفة أو فكرة أو موقف. وتكون أحيانا بطريقة ساخرة لكن ذكية في نفس الوقت.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، سمَّى الناقد الإنجليزي صمويل جونسون هذه الفئة لأول مرة: الشعراء الميتافيزيقيون، وذلك في كتابه حياة الشعراء , وقد انتقد جونسون طريقة عرضهم للمعرفة وبخاصة استخدامهم أفكار ماوراء الطبيعة. وبالرغم من الوصف الذي أطلقه عليهم جونسون، إلا أن أولئك الشعراء لم يتناولوا موضوعات الميتافيزيقا بالمعنى الفلسفي أكثر مما تناوله كتاب متعمقون آخرون.
وبالرغم من ذلك أخذ معنى الميتافزيقا في الأذهان عند جمهور الأدباء ذاك الطابع السالف الذكر أكثر من المعنى الفلسفي الأصلي للكلمة.
عاد هذا اللون الأدبي إلي الظهور مرة أخرى في أوائل القرن العشرين. وساهم تي.إس. إليوت ـ الشاعر والمسرحي المعروف ـ على بعث الحياة في هذا النهج الأدبي.

-------------------------------------------

معلومات جانبية حول هؤلاء الشعراء:

-المؤسس جون دون كان عميد كاتدرائية القديس بول حتى وفاته, وله أعمال مشهورة أهمها:
\ السونات الأربع عشرية.
\ تواضع أيها الموت.
\ حطم قلبي.
\ الجمعة الحزينة.
\ الا نطلاق صوب الغرب.
\أغنية وداع يحجب الأحزان.
والعديد من الترانيم الكنسية....

- مارفيل، آندرو ربما كان من أجود الشعراء الميتافيزيقيين الإنجليز في منتصف القرن السابع عشر. وخير أشعار مارفيل مجموعة من الغنائيات كتبها نحو عام 1650م، وهي تشمل أشعارًا ممتازة منها: الحديقة و إلى محبوبته الخجول، التي منها الأبيات المشهورة التالية:

لو كنا نملك فقط ما يكفينا من عالم وزمن...
لما كان في هذا الخجل ـ سيدتي ـ أي جناية


وفيها:
ولكني أسمع دائمًا صوتًا من خلفي لعربة الزمان المجنحة
وهي تطوي الطريق طيًا بلا توانٍ


وهي
تنتهي في تدفق:

فلنطو كل ما لدينا من قوة وكل ما لدينا من جمال
ولنجعل من كل هذا كرة واحدة ولنندفع برغباتنا بكل انفعال وجَيَشَان مخترقين الأبواب الحديدية للحياة
. وهكذا ورغم أننا لن نستطيع بما نفعله جعل شمسنا تقف عن الحركة.
إلا أننا سوف نجعلها تجري وتسرع في الدوران


وقد شارك في الثورة البيوريتانية (التطهيريّة) ومؤيدا لأوليفر كرومول. . وخدم مارفيل في البرلمان آخر أيامه. وخلال سنوات حياته الأخيرة كتب هجائيات سياسية ضد الملك والبلاط.

-هربرت، جورج , نشر ديوان شعره الرئيسي، المعبد (1633م)، بعد وفاته بفترة قصيرة وحقق نجاحًا وتأثيرًا واسعين. وفي هذه المجموعة المكونة من 164 قصيدة شعرية شعبية قصيرة، وصف هربرت بمهارة وحب ما سماه ¸التعارضات الروحية العديدة التي مرت بين الله وروحي•.
. . وأصبح موجهًا لبيميرتون، بالقرب من سالزبري، في عام 1630م. وفي السنة نفسها رُسِّم قسيسًا لكنيستها.


-إليوت، تي. إس (1888-1965م). واحد من أبرز الشعراء الإنجليز في القرن العشرين. عُرف بقصائده الشهيرة أغنية حب لألفرد بروفروك؛ الأرض اليباب؛ أربعاء الرماد، ومسرحيته اغتيال في الكاتدرائية. وساعدت أشعاره وأعماله النقدية على إعادة تشكيل الأدب الأوروبي المعاصر. وفي عام 1948م حصل إليوت على جائزة نوبل للآداب.
ودرس في جامعة هارفارد، وفي جامعة السوربون في باريس، وفي جامعة أكسفورد في بريطانيا. وفي عام 1914م، استقر في لندن. واعتمد الأسلوب الكلاسيكي في الأدب.
عمل إليوت في دار نشر في لندن من عام 1925م حتى وفاته.
أعماله. أولى قصائده الكبرى هي أغنية حب ج. ألفرد بروبروك (1917)، . وقد أحدثت قصيدة بروفروك القليل من الضجة في الأوساط الأدبية الغربية. إلا أن الأرض اليباب أحدثت ضجة كبيرة عند صدورها (1922م).. ومع أن هذه القصيدة الطويلة تتضمن العديد من التلميحات الأدبية الغامضة، بلغات أخرى، فإن اتجاهها واضح. فهي تعكس ماشاهده إليوت في أوروبا المعاصرة من إفلاس في القيم الروحية، ومقارنتها بما كان عليه الماضي من قيم ووحدة. أما قصيدة أربعاء الرماد (1930م)، فكانت مختلفة عن الأرض اليباب في جرس الصوت، إذ تعتبر موسيقية، وهي محاولة ناجحةكقصيدة دينية. أما قصيدته الأرباع الأربعة وهي آخر قصيدة كتبها، هي مؤلفة من أربعة أقسام بيرنت نورتون (1936م)؛ إيست كوكر (1940م)؛ الاستنقاذ الناضب (1941م)، لتل جدنج (1942م)، حيث كتب فيها:

إننا لا نستطيع التوقف عن الاكتشاف ونهاية مانبحث عنه
ستكون الوصول إلى نقطة البدء ومعرفة المكان لأول مرة

كتب إليوت أيضًا بعض المسرحيات، كانت مسرحية اغتيال في الكاتدرائية (1935م) أولاها. وكانت قائمة على موضوع موت توماس بيكت. أما حفلة الكوكتيل (1950م)، فبدت كأنها مسرحية هزلية ناجحة. لكنها في الحقيقة عمل ديني وصوفي بحت. ومن بين مسرحياته الأخرى: اجتماع عائلة (1939م)؛ الكاتب السري (1954م).
طبعت مجموعة إليوت القصائد الكاملة والمسرحيات (1909-1950م) في عام 1952م