أبو الفداء
06-01-2014, 09:24 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن سلك السبيل بعده،
أما بعد، فمما شاع على ألسنة بعض الناس من تلك الطائفة التي أسميها "بالخلقيين المسلمين"، وصف الله تعالى بأنه "صمم" كذا، وبأن "تصميمه" فيه كذا وكذا، وأنه "المصمم"، يتابعون الخلقيين النصارى في استعمالهم اللفظة Design ومشتقاتها حذو القذة بالقذة، والله المستعان. وما ذاك إلا من تلك الآفة الخطيرة التي تلبسوا بها في نقد عقائد الملاحدة المعاصرين بعموم ونظرية داروين على جه الخصوص، إذ تراهم يتتلمذون على اللاهوتيين النصارى الطبيعيين (الذين يقال لهم الخلقيون) في تلك البابة، يكثرون النقل عنهم والترجمة ومتابعة مناظراتهم ومؤلفاتهم و"نظرياتهم" وما إلى ذلك! فالنصيحة لكل مسلم أن يتقي الله في منهجه ودينه وفيما يطلقه على ربه من أسماء وصفات، حتى ولو في باب الإخبار الذي هو أوسع من باب الصفات كما ذكره أهل العلم. فلفظة "تصميم" هذه إنما استعملها الملاحدة في سياق الاعتراض السوفسطائي على صفة الخلق والتصوير كما هو معلوم، جريا على نحلتهم في تشبيه الأفعال، فاختزلوا قول خصومهم (أو بالأحرى: عامة البشر فيما عداهم) "بالخلق" المحكم تام الإحكام Creation إلى مجرد قياس متوهم على التصاميم البشرية (الناقصة المعيبة بالضرورة مهما كملت!) التي يضعها المصممون البشريون لأجهزتهم وصناعاتهم، أي أنهم جعلوا غاية القول بالخلق أن يكون توهما "لتصميم" مزعوم! وقد أمرنا بترك الألفاظ التي قد توهم قصد السوء في حق الله تعالى ورسوله عند جريانها على ألسنة المجرمين، كما في قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [البقرة : 104]، فلما كانت اليهود تقول لمحمد عليه الصلاة والسلام "راعنا"، وكان اللفظ يسمح للمعتدين منهم بأن يطلقوه وهم يريدون المذمة والمسبة في حقه عليه السلام (يرمونه بالرعونة)، نزل القرءان بنهي المسلمين عن مخاطبته عليه السلام بهذا اللفظ مع أنهم ما كانوا يريدون منه إلا المعنى الحسن (وهو طلب الرعاية والعناية)! فكذلك لا يجوز أن نقول عن رب العالمين إنه "صمم العين البشرية تصميما دقيقا" مثلا، لأننا نعلم ما ينطوي عليه استعمال الملاحدة لتلك الكلمة من قياس وتشبيه فاسد! وأشدّ من ذلك في النكارة أن يستعمل اللفظ "المصمم" كعلم على ذات الله (كأنه اسم من أسمائه) أو يتعبد به في الدعاء (وكأنه صفة ثبوتية) فيقال "اللهم مصمم السماوات والأرض ... " أو نحو ذلك، لما تقرر من أن الله تعالى لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، والله أعلى وأعلم.
أما بعد، فمما شاع على ألسنة بعض الناس من تلك الطائفة التي أسميها "بالخلقيين المسلمين"، وصف الله تعالى بأنه "صمم" كذا، وبأن "تصميمه" فيه كذا وكذا، وأنه "المصمم"، يتابعون الخلقيين النصارى في استعمالهم اللفظة Design ومشتقاتها حذو القذة بالقذة، والله المستعان. وما ذاك إلا من تلك الآفة الخطيرة التي تلبسوا بها في نقد عقائد الملاحدة المعاصرين بعموم ونظرية داروين على جه الخصوص، إذ تراهم يتتلمذون على اللاهوتيين النصارى الطبيعيين (الذين يقال لهم الخلقيون) في تلك البابة، يكثرون النقل عنهم والترجمة ومتابعة مناظراتهم ومؤلفاتهم و"نظرياتهم" وما إلى ذلك! فالنصيحة لكل مسلم أن يتقي الله في منهجه ودينه وفيما يطلقه على ربه من أسماء وصفات، حتى ولو في باب الإخبار الذي هو أوسع من باب الصفات كما ذكره أهل العلم. فلفظة "تصميم" هذه إنما استعملها الملاحدة في سياق الاعتراض السوفسطائي على صفة الخلق والتصوير كما هو معلوم، جريا على نحلتهم في تشبيه الأفعال، فاختزلوا قول خصومهم (أو بالأحرى: عامة البشر فيما عداهم) "بالخلق" المحكم تام الإحكام Creation إلى مجرد قياس متوهم على التصاميم البشرية (الناقصة المعيبة بالضرورة مهما كملت!) التي يضعها المصممون البشريون لأجهزتهم وصناعاتهم، أي أنهم جعلوا غاية القول بالخلق أن يكون توهما "لتصميم" مزعوم! وقد أمرنا بترك الألفاظ التي قد توهم قصد السوء في حق الله تعالى ورسوله عند جريانها على ألسنة المجرمين، كما في قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [البقرة : 104]، فلما كانت اليهود تقول لمحمد عليه الصلاة والسلام "راعنا"، وكان اللفظ يسمح للمعتدين منهم بأن يطلقوه وهم يريدون المذمة والمسبة في حقه عليه السلام (يرمونه بالرعونة)، نزل القرءان بنهي المسلمين عن مخاطبته عليه السلام بهذا اللفظ مع أنهم ما كانوا يريدون منه إلا المعنى الحسن (وهو طلب الرعاية والعناية)! فكذلك لا يجوز أن نقول عن رب العالمين إنه "صمم العين البشرية تصميما دقيقا" مثلا، لأننا نعلم ما ينطوي عليه استعمال الملاحدة لتلك الكلمة من قياس وتشبيه فاسد! وأشدّ من ذلك في النكارة أن يستعمل اللفظ "المصمم" كعلم على ذات الله (كأنه اسم من أسمائه) أو يتعبد به في الدعاء (وكأنه صفة ثبوتية) فيقال "اللهم مصمم السماوات والأرض ... " أو نحو ذلك، لما تقرر من أن الله تعالى لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، والله أعلى وأعلم.