المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الذي يريده المسلمون بالضبط ؟



قيصر الاسدي
06-30-2014, 07:18 AM
هل يريدون ان يمارسوا طقوسهم وشعائرهم بحرية ؟ أم يريدون ان يكون الاسلام هو الدين الوحيد على هذا الكوكب ؟ ارجو الاجابة ... مع التحية .

Islam-Is-Knowledge
06-30-2014, 07:53 AM
سؤالك في العنوان عام و منطقي، أما تحديد الإجابة بعد ذلك بأحد خيارين فهو مناقض لعمومية السؤال السابق و منطقيته.

الدكتور قواسمية
06-30-2014, 10:20 AM
هناك من المسلمين من يريد سيارة وهناك من يريد بيت كبير وهناك من يريد الزواج وهناك من يريد التوبة وهناك من يريد أن يصبح مهندسا وهناك من يرد أن يؤلف كتابا
وماذا يريد الاأدري بالضبط
ننتظر الجواب

محمد القحطاني
06-30-2014, 10:42 AM
يريدون الجنة :):

Maro
06-30-2014, 10:47 AM
نريد تبليغ الرسالة على أكمل وجه مستطاع...
فماذا تريد أنت يا "قيصر" ؟
طعاماً فى جوفك وامرأة تنكحها !
هذا مبلغ طموحك !

قيصر الاسدي
06-30-2014, 12:25 PM
اظن أن سؤالي واضح جدا خصوصا بعد تحديد الاجابة بخيارين ... وأظن أن maro فهم سؤالي وأجاب بشكل صريح بلا لف ودوران ....
وأضيف : وضح اكثر يا ( maro ) ... لو مكن لكم في الارض ماذا ستفعلون مع من يخالفوكم بالعقيدة والدين ؟ كيف ستتصرفون مع الالمان أو الروس أو الهنود أو بني الاصفر أو أو ...... ان رفضوا اتباع دينكم والبقاء على عقائدهم وما يؤمنون به ؟؟ ارجو الاجابة بكل صراحة شجاعة ...............

Maro
06-30-2014, 01:21 PM
اظن أن سؤالي واضح جدا خصوصا بعد تحديد الاجابة بخيارين ... وأظن أن maro فهم سؤالي وأجاب بشكل صريح بلا لف ودوران ....
وأضيف : وضح اكثر يا ( maro ) ... لو مكن لكم في الارض ماذا ستفعلون مع من يخالفوكم بالعقيدة والدين ؟ كيف ستتصرفون مع الالمان أو الروس أو الهنود أو بني الاصفر أو أو ...... ان رفضوا اتباع دينكم والبقاء على عقائدهم وما يؤمنون به ؟؟ ارجو الاجابة بكل صراحة شجاعة ...............

أرجوك لا تطلب منى الشجاعة، فلا طاقة لى بها أمام قوة حجتك !
أما الصراحة: فأمرها يسير، حيث أن الصدق هو أمر معتاد لدى كل مسلم... على خلاف قومك !

أما سؤالك عمّا سنفعله -وهو حاصل بإذن الله، شاء من شاء وأبى من أبى- إن مُكِّن لنا فى الأرض...
فهو عين ما فعلناه سابقاً حين مُكِّن لنا وسيطرنا على العالم طيلة خمسة عشر قرناً !
لماذا تسألنى عن افتراضات فى حين بإمكانك رؤية الإجابة بنفسك من الواقع ؟

إلى حب الله
06-30-2014, 01:32 PM
لا إشكال يا أستاذ قيصر ...
سأضع لك ثلاث مشاركات ...
الأولى : من أقوال واعترافات وتقريرات غير مسلمين عندما تمكن الإسلام ..
الثانية : من فقهنا الإسلامي نفسه ..
الثالثة : مثال عملي بين دخول غير المسلمين القدس .. ودخول المسلمين القدس ..
--------------

عظمة الفتوحات الإسلامية وشهادات المؤرخين والمنصفين ..


الأخوة الكرام ...
هذه بقية ردي على المتملحد بجهل الذي اتهم الإسلام بالانتشار بالسيف والجبر ..
وأنه كان يُصادر حريات البشر في معتقداتهم وليس كما يزعم المسلمون ..
فجمعت له الشهادات التالية :
وذلك لغياب تلك الحقائق الهامة عن الفتوحات الإسلامية : ورحمتها وعدالتها وكفالتها لحرية العقيدة للمسالمين ....
---------

أقول : لم ولا ولن : يجد العالم أمة ًكانت لها تشريعاتها الرحيمة العادلة : حتى في الحروب : وطبقتها بالفعل على أرض الواقع : إلا الأمة الإسلامية السُـنية !!..
وأرجو قراءة الأحاديث التالية بتمعن :
ومقارنة حال (المدنيين الذين لا يشتركون في الحرب) فيها : بما سبق !

فهذا رسول الله بأبي هو وأمي يُعلم أصحابه فيقول :
" اغزوا باسم الله : في سبيل الله .. قاتلوا مَن كفر بالله .. اغزوا : ولا تغُلّوا .. ولا تغدروا .. ولا تمثلوا (أي تشويه القتلى والجثث) .. ولا تقتلوا وليدا ً" !!..
صحيح مسلم !!..

وعن رباح بن ربيع قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة .. فرأى الناس مجتمعين على شىء .. فبعث رجلا فقال : انظر علام اجتمع هؤلاء ؟!.. فجاء فقال : على امرأة قتيل (أي مقتولة) .. فقال : ما كانت هذه لتقاتل !!.. قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد .. فبعث رجلا ًفقال : قل لخالد : لا تقتلن امرأة ولا عسيفا ً" !!..
رواه أبو داود وصححه الألباني ..

ونهى عن الغدر : حتى في الحرب ..! يقول صلى الله عليه وسلم :
" إن الغادر : يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال : هذه غَدْرة فلان بن فلان " !!..
رواه البخاري ومسلم ..

والآن : أترككم مع الثمرات .. ومع تطبيق الأقوال إلى أفعال ..
وليس مثل دساتير حقوق الإنسان والأسرى وعصابة الأمم ورحمة النصارى المزعومة !

1...
يقول (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص99) :
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام .. أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي من قِـبل المسلمين " !!!!!...
أقول :
قارنوا ذلك بما سبق !!.. بل :
وعندما أقدم الرافضة الباطنيون العبديون (الذين تسموا زورا ًبالفاطميين) على حمل المسلمين جبرا ًعلى الكفر والتشيع والرفض : للدرجة التي أجبروا فيها حتى النصارى أنفسهم على ذلك : كانالحادثين التاليين هما موقف الإسلام منهم حيث : (لا إكراه في الدين) !!..

2...
يذكر الحادثتين الدكتور (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص214) حيث يقول :
" وهذا ما حصل بالفعل زمن (الحاكم بأمر الله الفاطمي الشيعي الرافضي) الذي أقل ما يوصف به هو : (الخبل والجنون) ..! وكان من خبله : أن (أكره) كثيرين من أهل الذمة (أي اليهود والنصارى)على الإسلام !!!!.. فسمح لهم الخليفة (الظاهر) بالعودة إلى دينهم .. فارتد منهم الكثير بالفعل سنة 418 هـ " !!..

" ولما تم جبر (موسى بن ميمون) على التظاهر بالإسلام : فر إلى مصر .. وعاد إلى دينه : فلم يعتبره القاضي (عبد الرحمن البيساني) مرتداً .. بل قال : رجل ٌ يُـكره على الإسلام : لا يصح إسلامه شرعاً" ..

ويعلق على ذلك الدكتور (ترتون) نفسه فيقول :
" وهذه عبارة تنطوي على : التسامح الجميل " ..!

3...
يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) :
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!.. فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!..

ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية(أي كنيسة روما) .. والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا .. أصبح هؤلاء الآن : (أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين) " !!!!!..

4...
وينقل مترجم كتاب (حضارة العرب) لـ (غوستاف لوبون) في حاشية الصفحة 128 :
قول ما جاء عن (روبرتسن) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
" إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. و(روح التسامح) نحو أتباع الأديان الأخرى .. وإنهم مع امتشاقهم الحسام (أي السيف) نشراً لدينهم .. فقد تركوا مَن لم يرغبوا في هذا الدين : أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..

5...
وينقل أيضاً عن الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) قوله :
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين (التسامح) !!.. والذي هو آية الإحسان بين الأمم !!.. واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!!!...

6...
وينقل (أيه إس ترتون) مرة أخرى في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص159) شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام 657 هـ حيث يقول :
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون .. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!!!..

7...
ويقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس :
" لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى .. حتى تفتح لها الأبواب !!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم غزوة (تمدين وحضارة) ولم تكن غزوة (فتح وقهر) .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة (حرية الضمير) .. وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !!!... فقبلوا في المدن التي ملكوها (كنائس النصارى) و (بيع اليهود – جمع بيعة) ولم يخشَ (المسجد) من (معابد الأديان) التي سبقته .. بل عرف لها حقها !!.. واستقر إلى جانبها .. غير حاسد لها .. ولا راغب في السيادة عليها " !!!..

8...
ويقول المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص51) :
" لقد عامل المسلمون المنتصرون العرب : المسيحيين : بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة .. ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام : قد اعتنقته عن (اختيار وإرادة حرة) !!.. وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين : لخير شاهد على هذا التسامح " !!..

9...
وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب ص364) :
" العرب (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) الدخول في الإسلام .. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم .. وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!.. أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..

وفعلا ًزميلي : وكأن السؤال لك !!.. بل : ولغيرك ممَن لا يقرأ عن دينه إلا للحاقدين الكاذبين الذين يُطلقون الكلام على عواهنه !!!..

10...
ويقول المـؤرخ الإسباني (أولاغي) :
" فخلال النصف الأول من القرن التـاسع : كـانت أقـلية مسيحية مُهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة " !!..

11...
ويقـول القس (إيِلوج) :
" نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات في ما يتعلق بمعتقدنا " !!!!..

12...
ويبين لنا (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص93) أن :
" (خراج) مصر كان على عهد (عثمان رضي الله عنه) : (اثنا عشر مليون دينار) .. فنقص في عهد (معاوية رضي الله عنه) حتى بلغ (خمسة ملايين) .. ومثله كان في (خراسان) .. فتلاعب بعض الأمراء في شرع الله : طمعا ًفي (الخراج والجزية) .. فلم يُسقطهما بعض الأمراء عمّن أسلم من أهل الذمة !!!!!.. ولهذا السبب : قام أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز) بعزل واليه على (خراسان) : (الجراح بن عبد الله الحكمي) .. وكتب له كلمته المشهورة : " إن الله تعالى بعث محمداً هادياً .. ولم يبعثه جابياً " !!!!..

والسؤال الآن زميلي هو :
إذا كان الحال هو كما عرفنا وقرأنا الآن .. من عدم (غصب) شعوب العالم على اعتناق الإسلام .. أو حتى مضايقتها في أديانها .. فما هو السر إذا ًفي :
تقبل هذه الشعوب للإسلام وانتشاره فيها إلى الآن ؟!!!!!!!!!!..

13...
ينقل (الخربوطلي) عن المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) قوله :
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام .. وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة : مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!!!..

14...
ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص127) :
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن .. فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام .. واتخذ العربية لغة له : فذلك لِـما كان يتصف به العرب الغالبون من (ضروب العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!..

ويقول أيضا ً:
" وما جهله المؤرخون أن (حِلم) العرب الفاتحين و (تسامحهم) : كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم ولغتهم !!!!.. والحق : أن الأمم لم تعرف(فاتحين رحماء متسامحين ) مثل العرب . ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!..

15...
ويوافقه المؤرخ (ول ديورانت) فيقول في كتابه (قصة الحضارة) :
" وعلى الرغم من منهج التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون .. أو بسبب هذا المنهج : اعتنق الدين الجديدَ (معظمُ) المسيحيين .. وجميع (الزرادشتيين والوثنيين) إلا عدداً قليلاً منهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من (الصين وأندنوسيا) إلى (مراكش والأندلس) !!!!.. واستحوذ على خيالهم .. وسيطر على أخلاقهم !!.. وصاغ لهم حياتهم .. وبعث آمالاً : (تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها) " !!..

أقول : ولم يكن للإسلام كل هذا زميلي :
إلا لو كان من رب البشر !!.. فقد عجزت عقول أباطرة الناس عن مثله !
وما زالوا يُخرجون لنا العفن بعيدا ًعن الدين (علمانية - ليبرالية - دولة مدنية إلخ)
وقد فشلت هذه الخداعات في بلاد الكفر نفسه : فهل من معتبر ؟!!..
http://abohobelah.blogspot.com/2012/07/blog-post_5186.html

16...
ويقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
" لكنا لا نعلم للإسلام (مجمعاً دينياً متسلطا) .. ولا (رُسلاً وراء الجيوش) .. ولا (رهبنة بعد الفتح) !!!.. فلم يُكره الإسلام أحدا على اعتناقه (بالسيف ولا باللسان) .. بل دخل القلوب عن (شوق واختيار) .. وكان ذلك نتيجة ما جاء في القرآن من مواهب (التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!!!...

17...
ويقول (آدم متز) في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2/93) :
" ولما كان الشرع الإسلامي (خاصاً) بالمسلمين .. فقد أفسحت الدولة الإسلامية المجال بين أهل الملل الأخرى وبين (محاكمهم الخاصة بهم) .. والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت(محاكم كنسية) .. وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام (كبار القضاة) أيضاً . وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون في ذلك الوقت .. ولم تقتصر أحكامهم على مسائل (الزواج) .. بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل (الميراث) وأكثر (المنازعات) التي تخص المسيحيين وحدهم : مما لا شأن للدولة الإسلامية به " !!...

ويقول أيضاً :
" أما في الأندلس .. فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى : كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم .. وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي المسلم إلا في مسائل القتل " !!!!..

أقول : ورغم هذا : ففي بلاد العرب ولاحتكاكهم الأطول والأقرب بالإسلام وعدله :
فقد كانوا كثيرا ًما يلجأون إلى شرعه !!!..

18...
فينقل لنا (الخربوطلي) عن الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) حديثه عن :
" رغبة أهل الذمة في (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون (مواريثهم) حسب ما قرره الإسلام " !!..

وسبحان الله العظيم على الافتراءات !!..

وآخر ما أختم به هو ما تعلق بتشريع الجزية في الإسلام ..
وتعليق هؤلاء المنصفين عليها ...!

19...
حيث ذكر (وول ديورانت) في (موسوعة الحضارة) مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمون فقال :
" إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير سنويًا " ..

أقول : أي ما يوازي اليوم من 4.75 إلى 19 دولار أمريكي على حسب قدرة وغنى الفرد ! وهي قيمة ثابتة لا تتجاوز هذه الأرقام المتواضعة سنويًا : إذا ما قارناها بالنسبة إلى زكاة مال المسلم الغني نفسه سنويًا ! والتي تبلغ 2.5 % من ماله إذا بلغ حد زكاة المال !!!..
<لاحظ أن الجزية (قيمة) ثابتة وأما الزكاة فهي (نسبة) متعلقة بحجم رأس المال>

بمعنى آخر ...
لو لدينا تاجر مسلم رأس ماله في السنة 100.000 (مائة ألف) دينار .. وتاجر نصراني مثلًا يملك نفس القدر من رأس المال في السنة ..
فإن التاجر النصراني سيدفع 4 دينار فقط (جزية الأغنياء) ..
في حين سيدفع التاجر المسلم 2.5 % أي : 2500 دينار !!!!!!!!!..

ويواصل (وول ديورانت) بيانه للأصناف التي كانت تستثنيهم الجزية فيقول :
" وأنه كان يُعفى منها الرهبان ! والنساء ! والذكور الأقل من سن البلوغ ! والأرقاء ! والشيوخ ! والعجزة ! والعميان ! والفقراء ! وكان الذميون يُعفون في نظير هذه الجزية من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة " ..!

20...
ويقول (آدم ميتز) كلامًا مثل ذلك في كتابه (الحضارة الإسلامية 1/ 96) :
" كان أهل الذمة يدفعون الجزية : كلٌ منهم بحسب قدرته .. وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني .. فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح !!.. فلا يدفعها ذوو العاهات ! ولا الرهبان وأهل الصوامع : إلا إذا كان لهم غنىً " !!..

قيصر الاسدي
06-30-2014, 01:40 PM
أرجوك لا تطلب منى الشجاعة، فلا طاقة لى بها أمام قوة حجتك !
أما الصراحة: فأمرها يسير، حيث أن الصدق هو أمر معتاد لدى كل مسلم... على خلاف قومك !

أما سؤالك عمّا سنفعله -وهو حاصل بإذن الله، شاء من شاء وأبى من أبى- إن مُكِّن لنا فى الأرض...
فهو عين ما فعلناه سابقاً حين مُكِّن لنا وسيطرنا على العالم طيلة خمسة عشر قرناً !
لماذا تسألنى عن افتراضات فى حين بإمكانك رؤية الإجابة بنفسك من الواقع ؟
اعتذر عن سفلية جهلي امام صرح علمك العظيم ... ولكن هلا اخبرتنا عما فعلتموه حين سيطرتم على العالم لمدة خمسة عشر قرنا ... اخبرنا وبكل فخر لديك حتى يطلع كل من يزور المنتدى على انجازاتكم العظيمة ... وبالذات فيما يخص اجرائاتكم اتجاه الشعوب الاخرى المخالفة لكم بالعقيدة ...

إلى حب الله
06-30-2014, 01:48 PM
التعايش مع غير المسلمين في المجتمع المسلم ...

مقتطفات من رسالة الدكتور منقذ محمود السقار - مكة المكرمة – صفر – 1427هـ ..
وبسم الله نبدأ (الترقيم من عندي) ..

1)
والموضوع الذي نحن بصدده رسالة نتقدم بها إلى أولئك الذين دأبوا على اتهام الإسلام بالانغلاق، ووصموه بما يكذبه التاريخ ولا تعشى عنه الأبصار.

إنه لمن العجب أن يوسم الإسلام بالصفة ونقيضها، فلئن اتهمه بعضهم بالعنف فإن آخرين عابوا عليه نزعته التسامحية ورأوها سبب أفول الدولة الإسلامية، يقول الكونت هنري دي كاستري في كتابه "الإسلام": "تطرف المسلمون في المحاسنة؛ لأنها سهلت العصيان للعصاة، ومهدت لبعض الأسر المستقلة في المغرب الخروج على الجماعة في بلاد الأندلس وبلاد المغرب، وانتهى الأمر – مع المحاسنة – إلى انحلال عناصر المملكة العربية، ومن المرجح أن المسلمين لو عاملوا الأندلسيين كما عامل المسيحيون الأمم السكسونية والواندية؛ لأخلدت إلى الإسلام واستقرت عليه" !!..
سماحة الإسلام، أحمد الحوفي (209)
----------

2)
الكفر: وصف يشمل كل من كذب الرسول عليه الصلاة والسلام، في شيء مما جاء به، أو صدقه وامتنع عن الدخول في الإسلام، يقول ابن تيمية: " الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم" !!..
درء تعارض العقل والنقل (1/242)
فالمقصود به ما سوى المسلمين من أهل الملل والأديان.

والكفار تجاه المجتمع المسلم على أنواع: أولها الحربي، وهو المقيم في بلاد الكفر المحاربة للمسلمين، ولا تعلق له بمبحثنا إلا إذا دخل بلاد المسلمين بهدنة أو أمان، فلا يصير حينذاك حربياً، بل معاهداً أو مستأمناً. قال ابن القيم: "الكفار إما أهل حرب وإما أهل عهد؛ وأهل العهد ثلاثة أصناف: أهل ذمة، وأهل هدنة، وأهل أمان" !!..
أحكام أهل الذمة (2/873)

>>>
فأهل الذمة هم المقيمون تحت ذمَّة المسلمين بدفع الجزيَّة حصراً، قال ابن القيم: "ولفظ الذمة والعهد يتناول هؤلاء [أهل الذمة وأهل الهدنة وأهل الأمان] كلهم في الأصل , وكذلك لفظ الصلح ، فإن الذمة من جنس لفظ العهد والعقد.

وقولهم: هذا في ذمة فلان، أصله من هذا، أي: في عهده وعقده .. ولكن صار في اصطلاح كثير من الفقهاء أهل الذمة عبارة عمن يؤدي الجزية ، وهؤلاء لهم ذمة مؤبدة، وهؤلاء قد عاهدوا المسلمين على أن يجري عليهم حكم الله ورسوله، إذ هم مقيمون في الدار التي يجري فيها حكم الله ورسوله" !!..أحكام أهل الذمة (2/873-874).

ومقصوده رحمه الله بجريان أحكام الإسلام أي العامة منها، وإلا فإنه لا يعرض لهم في خاصة أمورهم وما تعلق بدينهم من شرائع.

>>>
وأما أهل العهد من غير المسلمين فهم الذين صالحهم الإمام أو هادنهم، قال ابن القيم: "أهل الهدنة فإنهم صالحوا المسلمين على أن يكونوا في دارهم، سواء كان الصلح على مال أو غير مال، لا تجري عليهم أحكام الإسلام كما تجري على أهل الذمة، ولكن عليهم الكف عن محاربة المسلمين، وهؤلاء يسمون أهل العهد وأهل الصلح وأهل الهدنة" !!!..
أحكام أهل الذمة (2/874).

>>>
وأما المُستأمن فهو من أهل بلاد الحرب يدخل بلاد المسلمين بأمان لغرض ما ، لا على وجه الديمومة، قال النووي: "المستأمن هو الحربي الذي دخل دار الإسلام بأمان" !!..
تحرير ألفاظ التنبيه (325) .

وفصّل ابن القيم فقال: "وأما المستأمن فهو الذي يقدم بلاد المسلمين من غير استيطان لها، وهؤلاء أقسام: رسل وتجار ومستجيرون، وحكم هؤلاء ألا يهاجروا ولا يقتلوا، ولا تؤخذ منهم الجزية" !!..
أحكام أهل الذمة (2/874) .

والأصل في الأمان أن يكون من الوالي، ولو أعطاه أحد المسلمين ثبت له ، فقد أجارت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم أبا العاص بن الربيع , فأمضاه عليه الصلاة والسلام !!..
رواه عبد الرزاق في المصنف (5/224) , والبيهقي في السنن (9/95).

كما أمضى صلى الله عليه وسلم جوار أم هانىء لأحمائها، فقال لها: ((قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانىء, إنما يجير على المسلمين أدناهم)) !!..
رواه البخاري ح (6158), ومسلم (336) .

وعليه فأي مسلم أمّن حربياً دخل بلاد المسلمين ثبت أمانه - كائناً من كان - ، لأن ((ذمة المسلمين واحدة, يسعى بها أدناهم, فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يُقبل منهم صرف ولا عدل)) !!..
رواه البخاري ح (7300) , ومسلم ح (1370)
----------

3)
< وأقول أنا أبو حب الله : والغريب : ليس فقط فيما سبق !!.. ولكن في ميل التشريع الإسلامي لجانب إعطاء الأمان للغريب : بمجرد الشُبهة أو الادعاء : حتى ولو بتكذيب المسلم > !!..


ولنقرأ هذا العجب ....




ويلحق بالمستأمن من كان له شبهة عهد أو ادعاه، قال محمد بن الحسن الشيباني: "لو خرج من دار الحرب كافر مع مسلم، فادعى المسلم أسره، وادعى الآخر الامان؛ فالقول قول الحربي" !!..

شرح السير الكبير (2/551) .



وبمثله لو ادعى أنه رسول، قال ابن قدامة : "إذا دخل حربي دار الإسلام بغير أمان , وادعى أنه رسول : قُـبِل منه, ولم يجز التعرض له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لرسولي مسيلمة : (( لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما))" !!..

الكافي في فقه ابن حنبل (4/333)، والحديث رواه أبو داود ح (3762)، وأحمد ح (3752)، واللفظ له.



وكل ما يشتبه على الحربي أنه أمان؛ يصير أماناً له، قال ابن قدامة: "وإن أشار إليه [مسلم] بالأمان فهو آمن .. وإن قال له: قف أو قم أو ألق سلاحك : فقال أصحابنا: هو أمان؛ لأن الكافر يعتقده أماناً، فأشبه قوله: لا تخف" !!..

الكافي في فقه ابن حنبل (4/333) ..



< وأسأل أنا أبو حب الله : هل هذه أخلاق وتشريعات مَن ينتهبون الناس ويستبيحون دماءهم وأموالهم وأعراضهم بغير وجه حق أو : يُجبرون أحدا ًعلى الإسلام مستغلين ضعفه بين أيديهم ؟!!..

ولنواصل > ...



وممَن يأمن بأمان المسلمين في بلادهم؛ التجار. قال أحمد: " إذا ركب القوم في البحر فاستقبلهم فيه تجار مشركون من أرض العدو يريدون بلاد الإسلام لم يعرضوا لهم ولم يقاتلوهم، وكل من دخل بلاد المسلمين من أهل الحرب بتجارة بويع، ولم يسأل عن شيء" !!..

المغني (9/199) .



وهكذا فالكافر إذا دخل بلاد المسلمين بعهد أو امان، أو أقام بينهم؛ فهو في ذمة المسلمين وعهدهم، والله يقول: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً((الإسراء: 34).
----------


4)
ثم يتكلم الكاتب عن إرادة الله الكونية في اختلاف البشر الذي سيُظهر معادنهم وحقيقة الإيمان أو الكفر بداخلهم .. وهي بخلاف الإرادة الشرعية التي بها نود لو كل الناس مسلمون ونعمل على دعوتهم لذلك فيقول :


والإنسانية خلقها الله وفق هذه السنة الكونية، فاختلف البشر إلى أجناس مختلفة وطبائع شتى، وكلّ من تجاهل وتجاوز أو رفض هذه السُّنة الماضية لله في خلقه، فقد ناقض الفطرة وأنكر المحسوس.


واختلاف البشر في شرائعهم هو أيضاً واقع بمشيئة الله تعالى ومرتبط بحكمته، يقول الله: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً((المائدة: 48).




(ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)( هود : 118– 119).




قال ابن حزم: "وقد نص تعالى على أن الاختلاف ليس من عنده، ومعنى ذلك أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده تعالى إرادة كونٍ، كما أراد الكفر وسائر المعاصي (أقول أنا أبو حب الله : أي سمح بوقوعها) " !!..

الإحكام في أصول الأحكام (2/64).

أدرك المسلمون أن هداية الجميع من المحال، وأن أكثر الناس لا يؤمنون، وأن واجب الدعاة الدأب في دعوتهم وطلب أسباب هدايتهم. فإنما مهمتهم هي البلاغ فحسب، والله يتولى حساب المعرضين في الآخرة، قال الله مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ)(النحل: 82). وقال تعالى: (فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد)(آل عمران: 20).




قال القرطبي: " فإن تولوا أي أعرضوا عن النظر والاستدلال والإيمان؛ فإنما عليك البلاغ، أي ليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فإلينا" !!..

الجامع لأحكام القرآن (10/161).



قال الشوكاني في سياق شرحه لقول الله تعالى: (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) (الرعد: 40): "أي: فليس عليك إلا تبليغ أحكام الرسالة، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم، لما بلّغته إليهم، (وعلينا الحساب) أي: محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها، وليس ذلك عليك" !!..

فتح القدير (3/90) .



وقال تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر *لست عليهم بمسيطر)(الغاشية: 21-22).
----------


5)
وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه احترام النفس الإنسانية ، ففي الخبر أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة فقالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي؟! فقال: ((أليست نفساً)) ؟!!..


رواه البخاري ح (1313)، ومسلم ح (961).




< ملحوظة : حرف ح : اختصار لكلمة حديث رقم >



ومن تكريم الله للجنس البشري ما وهبه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل (وهديناه النجدين)(البلد: 10) ، وبموجبه وهبه الحرية والإرادة الحرة لاختيار ما يشاء (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)(الإنسان: 3) , (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)(يونس: 99).




وعليه فالإنسان يختار ما يشاء من المعتقد (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)(البقرة: 256) ، والله يتولى في الآخرة حسابه (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها)(الكهف: 29).




قال ابن كثير : "أي لا تُكرِهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بَيِّن واضح، جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته؛ دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره؛ فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً" !!..

تفسير القرآن العظيم (1/416).



ويقول تعالى: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) (الزمر: 14- 15)، ويقول: (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون * الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون)(الحج: 68-69).


وقد امتثل سلفنا هدي الله، فلم يلزموا أحداً بالإسلام إكراهاً، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب قال لعجوز نصرانية: أسلمي تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق قالت: أنا عجوز كبيرة، والموت أقرب إليّ! فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا: (لا إكراه في الدين)(البقرة: 256).

المحلى (11/196).
----------



6)
والإيمان ابتداء هو عمل قلبي، فليس بمؤمن مَن لم ينطو قلبه على الإيمان، ولو نطق به كرهاً فإنه لا يغير في حقيقة قائله ولا حكمه، وعليه فالمكره على الإسلام لا يصح إسلامه، ولا تلزمه أحكامه في الدنيا، ولا ينفعه في الآخرة.



قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة: "لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه؛ أنه أجبر أحداً من أهل الذمة على الإسلام ... وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً؛ مثل أن يثبت على الإسلام بعد زوال الإكراه عنه، وإن مات قبل ذلك فحكمه حكم الكفار، وإن رجع إلى دين الكفر لم يجز قتله ولا إكراهه على الإسلام .. ولنا أنه أكره على ما لا يجوز إكراهه عليه، فلم يثبت حكمه في حقه، كالمسلم إذا أكره على الكفر والدليل على تحريم الإكراه قول الله تعالى : (لا إكراه في الدين)(البقرة: 256)" !!..

السير الكبير (10/103).



وبمثله قال الفقيه الحنبلي ابن قدامة: "وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً" !!..

المغني (9/29)، وانظر كشاف القناع للبهوتي (6/180).



وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الذي يصفه ترتون بالخبل والجنون، وقد كان من خبله أن أكره كثيرين من أهل الذمة على الإسلام، فسمح لهم الخليفة الظاهر بالعودة إلى دينهم، فارتد منهم كثير سنة 418هـ.

أهل الذمة في الإسلام، د. أ س ترتون (214).



ولما أُجبر على التظاهر بالإسلام موسى بن ميمون : فر إلى مصر، وعاد إلى دينه، ولم يعتبره القاضي عبد الرحمن البيساني مرتداً، بل قال: "رجل يُكره على الإسلام، لا يصح إسلامه شرعاً"، وعلق عليها الدكتور ترتون بقوله: "وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل" !!..

أهل الذمة في الإسلام، د. أ س ترتون (214).
----------


7)
وإذا لم يجبر الإسلام من تحت ولايته على الدخول فيه؛ فإنه يكون بذلك قد ترك الناس على أديانهم، وأول مقتضياته : الإعراض عن ممارسة الآخرين لعباداتهم، وضمان سلامة دور العبادة.


وهذا – بالفعل - ما ضمنه المسلمون في عهودهم التي أعطوها للأمم التي دخلت في ولايتهم أو عهدهم، فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران أماناً شمل سلامة كنائسهم وعدم التدخل في شؤونهم وعباداتهم ، وأعطاهم على ذلك ذمة الله ورسوله، يقول ابن سعد: "وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم: أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته" !!!..


الطبقات الكبرى (1/266)، وانظر كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/449).



ووفق هذا الهدي السمح سار الخلفاء الراشدون من بعده صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمن الخليفة عمر بن الخطاب نحوه في العهدة العمرية التي كتبها لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم .

ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم .. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين " !!..

تاريخ الطبري (4/449).



ويجدر هنا (والكلام للمؤلف) التنبيه إلى أن الصيغة التي أوردها ابن القيم رحمه الله للعهدة العمرية لا تصح، وقد نبه العلماء على ضعف سندها، فقال الألباني: " وإسناده ضعيف جداً من أجل يحيى بن عقبة، فقد قال ابن معين : ليس بشيء. وفي رواية : كذاب خبيث عدو الله. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم : يفتعل الحديث ". إرواء الغليل (5/104).

وبمثله كتب عمر لأهل اللُد.

تاريخ الطبري (4/449).



وبمثله أيضاً كتب عياض بن غنم رضي الله عنه لأهل الرقة، ولأسقف الرها !!..

انظر : فتوح البلدان (239).



وقد خاف عمر من انتقاض عهده من بعده فلم يُصلِّ في كنيسة القمامة !!..

(سُميت كذلك لأن اليهود كانوا يلقون في مكانها القذر قبل أن تطهره هيلانة أم الامبرطور قسطنطين، وتتخذه كنيسة. انظر: تاريخ ابن خلدون (1/435))
وذلك حين أتاها وجلس في صحنها، فلما حان وقت الصلاة قال للبترك: أريد الصلاة. فقال له البترك: صل موضعك. فامتنع عمر رضي الله عنه وصلى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً، فلما قضى صلاته قال للبترك: (لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي، وقالوا: هنا صلى عمر).

وكتب لهم أن لا يُجمع على الدرجة للصلاة، ولا يُؤذن عليها، ثم قال للبترك: أرني موضعاً أبني فيه مسجداً فقال: على الصخرة التي كلم الله عليها يعقوب، ووجد عليها دماً كثيراً، فشرع في إزالته" !!..

تاريخ ابن خلدون (2/266).



وقد نقل هذه الحادثة بإعجاب المستشرق درمنغم في كتابه "The live of Mohamet" فقال: "وفاض القرآن والحديث بالتوجيهات إلى التسامح، ولقد طبق الفاتحون المسلمون الأولون هذه التوجيهات بدقة، عندما دخل عمر القدس أصدر أمره للمسلمين أن لا يسببوا أي إزعاج للمسيحيين أو لكنائسهم، وعندما دعاه البطريق للصلاة في كنيسة القيامة امتنع، وعلل امتناعه بخشيته أن يتخذ المسلمون من صلاته في الكنيسة سابقة، فيغلبوا النصارى على الكنيسة"، ومثله فعل ب سميث في كتابه: "محمد والمحمدية" !!..

نقلاً عن التسامح والعدوانية، صالح الحصين، ص (120-121).



وحين فتح خالد بن الوليد دمشق كتب لأهلها : "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين" !!..

رواه البلاذري في فتوح البلدان (166)، وانظر كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/473).



وتضمن كتابه رضي الله عنه لأهل عانات عدم التعرض لهم في ممارسة شعائرهم وإظهارها: "ولهم أن يضربوا نواقيسهم في أي ساعة شاءوا من ليل أو نهار، إلا في أوقات الصلاة، وأن يخرجوا الصلبان في أيام عيدهم" !!..

رواه أبو يوسف في الخراج (175).



وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله: "لا تهدموا كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار" !!..

رواه أبو عبيد في الأموال (138).



قال أبو الوليد الباجي: "إن أهل الذمة يُقرون على دينهم ويكونون من دينهم على ما كانوا عليه، لا يمنعون من شيءٍ منه في باطن أمرهم، وإنما يمنعون من إظهاره في المحافل والأسواق" !!..

المنتقى شرح موطأ مالك (2/178).



ويمتد أمان الذمي على ماله ، ولو كان خمراً أو خنزيراً ، وينقل الطحاوي إجماع المسلمين على حرية أهل الذمة في أكل الخنازير والخمر وغيره مما يحل في دينهم، فيقول: "وأجمعوا على أنه ليس للإمام منع أهل الذمة من شرب الخمر وأكل لحم الخنازير واتخاذ المساكن التي صالحوا عليها، إذا كان مِصراً ليس فيه أهل إسلام (أي في بلادهم التي هم فيها الكثرة)" !!..

اختلاف الفقهاء (233).



قال مالك: "إذا زنى أهل الذمة أو شربوا الخمر فلا يعرض لهم الإمام؛ إلا أن يظهروا ذلك في ديار المسلمين ويدخلوا عليهم الضرر؛ فيمنعهم السلطان من الإضرار بالمسلمين" !!..

التمهيد (14/392)، وانظر: أحكام أهل الذمة (1/317)، والمحلى (9/118)



< وأقول أنا أبو حب الله : وأرجو ألا يخلط البعض بفهمه السقيم أو جهله بين ذلك : وبين ما تواطأ عليه عدد ٌمن حكام البلاد الإسلامية وحكوماتها من السماح بالزنا جهارا ًفي شواطيء البلاد الإسلامية وفنادقها وشرب الخمر واكل الخنزير والتعامل بالربا إلخ تحت ستار السياحة وأهمية ذلك في الدخل القومي !!.. والصواب : أن ما حرمه الله تعالى على المسلم : فلا يفعله مع غير المسلم ولا يشاركه فيه ولا يُعينه عليه>
----------


8)
وحين أخل بعض حكام المسلمين بهذه العهود اعتبر المسلمون ذلك ظلماً، وأمر أئمة العدل بإزالته وإبطاله، ومنه أن الوليد بن عبد الملك لما أخذ كنيسة يوحنا من النصارى قهراً، وأدخلها في المسجد، اعتبر المسلمون ذلك من الغصب، فلما ولي عمر بن عبد العزيز شكا إليه النصارى ذلك، فكتب إلى عامله يأمره برد ما زاد في المسجد عليهم، فاسترضاهم المسلمون، وصالحوهم، فرضوا!!..


رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وانظره في فتوح البلدان (171-172).




كما شكا النصارى إلى عمر بن عبد العزيز في شأن كنيسة أخرى في دمشق كان بعض أمراء بني أمية أقطعها لبني نصر، فردها إليهم !!..

رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وانظر الأموال، ابن زنجويه (1/388)، وفتوح البلدان (169).
----------


9)
ومن أمارات تسامح المسلمين مع غيرهم أنهم لم يتدخلوا في الشؤون التفصيلية لهم ، ولم يجبروهم على التحاكم أمام المسلمين وإن طلبوا منهم الانصياع للأحكام العامة للشريعة المتعلقة بسلامة المجتمع وأمنه.


وينقل العيني عن الزهري قوله: "مضت السُنة أن يرد أهل الذمة في حقوقهم ومعاملاتهم ومواريثهم إلى أهل دينهم؛ إلا أن يأتوا راغبين في حكمنا، فنحكم بينهم بكتاب الله تعالى" !!..

عمدة القاري (16/161).



كما ينقل عن ابن القاسم: " إن تحاكم أهل الذمة إلى حاكم المسلمين ورضي الخصمان به جميعاً؛ فلا يحكم بينهما إلا برضا من أساقفهما، فإن كره ذلك أساقفهم فلا يحكم بينهم، وكذلك إن رضي الأساقفة ولم يرض الخصمان أو أحدهما لم يحكم بينهما" !!..

عمدة القاري (16/161).



وقد بين المرداوي المراد من التزام الأحكام الإسلامية فقال: "لا يجوز عقد الذمة إلا بشرطين : بذل الجزية والتزام أحكام الملة من جريان أحكام المسلمين عليهم .. يلزم أن يأخذوهم بأحكام المسلمين في ضمان النفس والمال والعرض وإقامة الحدود عليهم فيما يعتقدون تحريمه" !!..

الإنصاف (4/222).



وسنرى بعد قليل ٍ: اعترافات المنصفين من غير المسلمين أنفسهم عن دخول الأمم والشعوب من شرق العالم إلى غربه في الإسلام : طواعية ًلكماله ونقائه كونه الحق من لدن رب العالمين !!!..

حيث سنقرأ فيه مثلا ًقول ول ديورانت :

"وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها" !!!..

قصة الحضارة (13/133).

----------

10)
وإن خير شاهد على التزام المسلمين بهذه المبادئ، تلك الشهادات التاريخية المتتابعة التي سجلها مؤرخو الغرب والشرق عن تسامي المسلمين عن إجبار أحد - ممن تحت سلطانهم – في الدخول في الإسلام.

يقول ول ديورانت: "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم" !!..
قصة الحضارة (12/131).

ويقول: "وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بكامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم .. وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم علناً، والحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية، الذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا، أصبح هؤلاء الآن أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين" !!..
قصة الحضارة (12/132).

يقول توماس آرنولد : "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي" !!..
الدعوة إلى الإسلام (99).

وينقل معرب "حضارة العرب" قول روبرتسن في كتابه "تاريخ شارلكن": "إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وإنهم مع امتشاقهم الحسام نشراً لدينهم، تركوا مَن لم يرغبوا فيه أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية" !!..
حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون.

وينقل أيضاً عن الراهب ميشود في كتابه "رحلة دينية في الشرق" (ص 29) قوله: "ومن المؤسف أن تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح ، الذي هو آية الإحسان بين الأمم واحترام عقائد الآخرين وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة" !!..
حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون.

وينقل ترتون في كتابه "أهل الذمة في الإسلام" شهادة البطريك " عيشو يابه " الذي تولى منصب البابوية حتى عام 657م:" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية ، بل يمتدحون ملتنا ، ويوقرون قديسينا وقسسنا، ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!..
أهل الذمة في الإسلام (159).

ويقول المفكر الأسباني بلاسكوا أبانيز في كتابه "ظلال الكنيسة"(ص 64) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس: "لقد أحسنت أسبانيا استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية، وأسلمتهم القرى أزمتها بغير مقاومة ولا عداء، فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى؛ حتى تفتح لها الأبواب وتتلقاها بالترحاب .. كانت غزوة تمدين، ولم تكن غزوة فتح وقهر .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة حرية الضمير، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب، فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى وبيع اليهود، ولم يخشَ المسجد معابد الأديان التي سبقته، فعرف لها حقها، واستقر إلى جانبها، غير حاسد لها، ولا راغب في السيادة عليها" !!..
فن الحكم في الإسلام، مصطفى أبو زيد فهمي (387).

ويقول المؤرخ الإنجليزي السير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة ، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح " !!..
الدعوة إلى الإسلام (51).

وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : "العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها؛ سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال؟ ومتى؟" !!..
شمس العرب تسطع على الغرب (364).

يقول المـؤرخ الإسباني أولاغي: "فخلال النصف الأول من القرن التـاسع كـانت أقـلية مسيحية مهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة" !!..

يقـول القس إيِلُوج : "نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات، في ما يتعلق بمعتقدنا" !!..
حوار الثقافات في الغرب الإسلامي، سعد بوفلاقة (14).

بل ينقل المؤرخون الغربيون باستغراب بعض الحوادث الغريبة المشينة في تاريخنا، وهي على كل حال تنقض ما يزعمه الزاعمون المفترون على الإسلام، تقول المؤرخة زيغرد: "لقد عسّر المنتصرون على الشعوب المغلوبة دخول الإسلام حتى لا يقللوا من دخلهم من الضرائب التي كان يدفعها مَن لم يدخل في الإسلام" !!..
شمس العرب تسطع على الغرب (365).

ويقول ول ديورانت في سياق حديثه عن الخليفة عمر بن عبد العزيز في كتابه قصة الحضارة: "وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ: (والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا، حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا)" !!..

ويبين لنا توماس أرنولد أن خراج مصر كان على عهد عثمان اثنا عشر مليون دينار، فنقص على عهد معاوية حتى بلغ خمسة ملايين

< أقول أنا أبو حب الله : أي أن الزيادة في دخول الإسلام في مدة هذه السنوات القلائل : زادت عن الـ 215 % تقريبا ً!!! >

، ومثله كان في خراسان، فلم يسقط بعض الأمراء الجزية عمن أسلم من أهل الذمة

< أقول : وهذا جنس ما حذر منه رسول الله وهو انفتاح زهرة الدنيا على المسلمين >

، ولهذا السبب عزل عمر بن عبد العزيز واليه على خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي ، وكتب: "إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً" !!..
طبقات ابن سعد (5/283)، والدعوة إلى الإسلام لأرنولد (93).
----------

11)
فإذا كان الحال كما عرفنا، فما السر في تقبل الشعوب للإسلام وإقبالها عليه؟


ينقل الخربوطلي عن المستشرق دوزي في كتابه "نظرات في تاريخ الإسلام" قوله: "إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!..

الإسلام وأهل الذمة (111)



ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" : " إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن ، فقد ترك العربُ : المغلوبين : أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام واتخذ العربية لغة له؛ فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس عهد بمثله، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم تعرفها الأديان الأخرى" !!..

حضارة العرب (127).



ويقول: "وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة اقتناع كثير من الأمم بدينهم ولغتهم .. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!..

حضارة العرب (605).



ويوافقه المؤرخ ول ديورانت فيقول: "وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها" !!..

قصة الحضارة (13/133).



ويقول روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": "لكنا لا نعلم للإسلام مجمعاً دينياً، ولا رسلاً وراء الجيوش، ولا رهبنة بعد الفتح، فلم يُكره أحد عليه بالسيف ولا باللسان، بل دخل القلوب عن شوق واختيار، وكان نتيجة ما أودع في القرآن من مواهب التأثير والأخذ بالأسباب " !!..

روح الدين، عفيف طبارة (412).



ويقول آدم متز: "ولما كان الشرع الإسلامي خاصاً بالمسلمين، فقد تركت الدولة الإسلامية أهل الملل الأخرى وبين محاكمهم الخاصة بهم، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت محاكم كنسية، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام كبار القضاة أيضاً، وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل الزواج، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل الميراث وأكثر المنازعات التي تخص المسيحيين وحدهم مما لا شأن للدولة به" !!..

الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري (2/93).



ويقول أيضاً: "أما في الأندلس، فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم، وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي إلا في مسائل القتل" !!..

الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري (2/95).



لكن الخربوطلي ينقل عن الدكتور فيليب في كتابه "تاريخ العرب" حديثه عن رغبة أهل الذمة في التحاكم إلى التشريع الإسلامي، واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون مواريثهم حسب ما قرره الإسلام !!..

الإسلام وأهل الذمة، الخربوطلي (119).
----------



12)
أمر الله في القرآن الكريم المسلمين ببر مخالفيهم في الدين، الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)(الممتحنة: 8).


قال الطبري: "عنى بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم .. وقوله: (إن الله يحب المقسطين) يقول : إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم" !!..

جامع البيان (12/62).



والبر أعلى أنواع المعاملة ، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ، وقد وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ((البر حُسن الخلق)) !!..

رواه مسلم ح (2553).



قال القرافي وهو يُعدد صوراً للبر أ ُمر بها المسلم تجاه أهل الذمة: "ولين القول على سبيل اللطف لهم والرحمة، لا على سبيل الخوف والذلة، واحتمال إذايتهم في الجوار مع القدرة على إزالته، لطفاً منا بهم، لا خوفاً وتعظيماً ، والدعاء لهم بالهداية، وأن يُجعلوا من أهل السعادة، نصيحتهم في جميع أمور دينهم، وحفظ غيبتهم إذا تعرض أحد لأذيتهم .. وكل خير يحسُن من الأعلى مع الأسفل أن يفعله، ومن العدو أن يفعله مع عدوه، فإن ذلك من مكارم الأخلاق .. نعاملهم – بعد ذلك بما تقدم ذكره - امتثالاً لأمر ربنا عز وجل وأمر نبينا صلى الله عليه وسلم" !!..

الفروق (3/21-22).



وقد بين رحمه الله في كلام ٍنفيس ٍله أيضا ً: ضوابط المعاملة مع غير المسلمين، وما يجوز منها وما لا يجوز، فليُرجع إليه.

----------

13)
وقد تجلى حسن الخلق عند المسلمين في تعاملهم مع غيرهم في كثير من تشريعات الإسلام التي أبدعت الكثير من المواقف الفياضة بمشاعر الإنسانية والرفق.

فقد أوجب الإسلام حسن العشرة وصلة الرحم حتى مع الاختلاف في الدين ، فقد أمر الله بحسن الصحبة للوالدين وإن جهدا في رد ابنهما عن التوحيد إلى الشرك، فإن ذلك لا يقطع حقهما في بره وحسن صحبته: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً)(لقمان: 15).

قال ابن كثير: "إن حرصا عليك كل الحرص، على أن تتابعهما على دينهما؛ فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدنيا (معروفاً) أي محسناً إليهما" !!..
تفسير القرآن العظيم (3/446).

وقد جاءت أسماء بنت الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: يا رسول الله! إن أمي قدمت علي وهي راغبة (وكانت مشركة آنذاك في عهد قريش) أفأصلها ؟ قال: نعم صليها " !!..
رواه البخاري ح (2620)، ومسلم (رقم 1003).

قال الخطابي: "فيه أن الرحم الكافرة توصل من المال ونحوه كما توصل المسلمة، ويستنبط منه وجوب نفقة الأب الكافر والأم الكافرة؛ وإن كان الولد مسلماً" !!..
فتح الباري (5/234).

قال محمد بن الحسن: "يجب على الولد المسلم نفقة أبويه الذميين لقوله تعالى: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً)(لقمان: 15)، وليس من المصاحبة بالمعروف أن يتقلب في نعم الله، ويدعهما يموتان جوعاً، والنوازل والأجداد والجدات من قبل الأب والأم بمنزلة الأبوين في ذلك، استحقاقهم باعتبار الولاد بمنزلة استحقاق الأبوين" !!..
المبسوط (4/105).

وفي مثل آخر لصلة الرحم – وإن كانت كافرة - يقول عبد الله بن مروان: قلت لمجاهد: إن لي قرابة مشركة، ولي عليه دين، أفأتركه له (أي أ ُسامحه فيه لوجه الله) ؟ قال: نعم : وصِله !!!..
رواه أبو عبيد في الأموال (804).

ويمتد البر وصلة الرحم بالمسلم حتى تبلغ الرحم البعيدة التي مرت عليها المئات من السنين، فها هو صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بأهل مصر خيراً ، براً وصلة لرحم قديمة تعود إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً)) !!..
رواه مسلم ح (2543).

قال النووي تعليقا ًعلى الحديث : " وأما الذمة فهي الحُرمة والحق , وهي هنا بمعنى الذمام ، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم" !!..
شرح النووي على صحيح مسلم (16/97).

ومن البر وصلة الأرحام عيادة المريض ، فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب في مرضه !!..
رواه أحمد ح (2009) ، والترمذي ح (3232).

وعاد أيضاً جاراً له من اليهود في مرضه، فقعد عند رأسه !!..
رواه البخاري ح (1356).

ومن صور البر التي تهدف إلى كسب القلوب واستلال الشحناء؛ الهدية، وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم إلى مخالفيه في الدين، من ذلك ما رواه ابن زنجويه أن رسول الله أهدى إلى أبي سفيان تمر عجوة، وهو بمكة، وكتب إليه يستهديه أدماً، فأهدى إليه أبو سفيان !!..
رواه ابن زنجويه في كتاب الأموال (2/589).

وقبِل صلى الله عليه وسلم في خيبر هدية زينب بنت الحارث اليهودية، لكنها هدية غدر لا مودة، فقد أهدت له شاة مشوية دست له فيها السم !!..
رواه البخاري ح (2617)، ومسلم (2190).

وفي مرة أخرى دعا يهودي النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة، فأجابه صلى الله عليه وسلم !!..
رواه أحمد ح (12789).

< أقول أنا أبو حب الله : الحديث بهذا اللفظ شاذ كما أخبر الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل 35 - والصواب ما جاء في البخاري وغيره أن النبي أخذ من اليهودي شعيرا ًلأهله ورهنه درعه بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه >

كما قبِل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا الملوك إليه، فقِبل هدية المقوقس، وهدية ملك أيلة أكيدر، وهدية كسرى !!..
انظر البخاري ح (1482)، وأحمد ح (749).

قال ابن قدامة : "ويجوز قبول هدية الكفار من أهل الحرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية المقوقس صاحب مصر" !!..
المغني (9/262) وانظر: كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/590).

وأهدى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه حُلّةً ثمينة، فأهداها عمر رضي الله عنه أخيه بمكة كان يومئذ مشركاً !!..
البخاري ح (886)، ومسلم ح (2086).

قال النوويّ: "وفي هذا دليل لجواز صلة الأقارب الكفار , والإحسان إليهم, وجواز الهدية إلى الكفار" !!..
شرح النووي على صحيح مسلم (14/39).

ويروي البخاري في الأدب المفرد عن مجاهد أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول لغلام له يسلخ شاة: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي. فقال رجل من القوم : اليهودي أصلحك الله!؟ فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار، حتى خشينا أنه سيورثه !!..
رواه البخاري في الأدب المفرد ح (95)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ح (72).

وحين تحدث الفقهاء عن حقوق الضيف رأوا وجوبها لكل ضيف، سواء كان مسلماً أم غير مسلم، قال أبو يعلى: "وتجب الضيافة على المسلمين للمسلمين والكفار لعموم الخبر، وقد نص عليه أحمد في رواية حنبل، وقد سأله إن أضاف الرجل ضيفان من أهل الكفر؟ فقال: قال صلى الله عليه وسلم : ((ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم))، دل على أن المسلم والمشرك مضاف .. يعم المسلم والكافر" !!..
الأحكام السلطانية (158)، والحديث رواه أبو داود ح (3750)، وابن ماجه ح (3677)، وأحمد ح (16720).

ومن حق الضيافة إكرام الضيف على قدر الاستطاعة ، وقد صنعه النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه عدي بن حاتم، يقول عدي: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم. وجئتُ بغير أمان ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي .. حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة، فجلس عليها" !!!..
رواه الترمذي ح (2954)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ح (2353).

ومن أعظم أنواع البر وصوره؛ دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين، وهو بعض رحمته صلى الله عليه وسلم للعالمين، ومنه دعاؤه لقبيلة دوس ، وقد قدم عليه الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إن دوساً قد كفرت وأبت ؛ فادع الله عليها، فقيل : هلكت دوس - أي ستهلك بدعائه عليها - فقال صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اهد دوساً، وائت بهم)) !!..
رواه البخاري ح (2937)، ومسلم ح (2524).

ولما قيل له صلى الله عليه وسلم في موطن آخر: يا رسول اللّه، ادع على المشركين .. قال: ((إنّي لم أبعث لعّاناً، وإنّما بعثت رحمةً)) !!!..
رواه مسلم ح (2599).

< أقول أنا أبو حب الله : والأمر ليس بإطلاق : بل دعا رسول الله على مَن بلغ بهم الكفر والفـُحش والغدر مبلغه : وذلك كما دعا في مكة على سبعة نفر بأسمائهم : فقتلوا في بدر !!.. وكما دعا على قتلة السبعين من القراء >
----------

14)
إن من أهم المُثل ومكارم الأخلاق التي جاء الإسلام لحمايتها وتتميمها؛ العدل، والعدل غاية قريبة ميسورة إذا كان الأمر متعلقاً بإخوة الدين أو النسب، وغيرها مما يتعاطف له البشر.


لكن صِدق هذه الخُلة إنما يَظهر إذا تباينت الأديان وتعارضت المصالح، وهو ما يعنينا في هذا المبحث، فما هو حكم الإسلام في العدل مع غير المسلمين، وهل حقق المسلمون ما دعاهم إليه دينهم أم خالفوه؟


لقد أمر القرآن الكريم بالعدل، وخصَّ - بمزيد تأكيده – على العدل مع المخالفين الذين قد يظلمهم المرء بسبب الاختلاف والنفرة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)(المائدة: 8).




قال القرطبي: "ودلت الآية أيضاً على أن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه، وأن يُقتصر بهم على المستحق من القتال والاسترقاق، وأن المُثلة بهم غير جائزة ، وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا، وغمّونا بذلك؛ فليس لنا أن نقتلهم بمثله قصداً لإيصال الغم والحزن إليهم " !!..

الجامع لأحكام القرآن (6/110).



وقال البيضاوي: "لا يحملنكم شدة بغضكم للمشركين على ترك العدل فيهم، فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل، كمُثلة وقذف وقتل نساء وصِبية ونقض عهد، تشفياً مما في قلوبكم (اعدلوا هو أقرب للتقوى) أي: العدل أقرب للتقوى" !!..

مواهب الجليل (137).



وأعلم الله تعالى المؤمنين بمحبته للذين يعدلون في معاملتهم مع مخالفيهم في الدين الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (الممتحنة: 8). فالعدل مع الآخرين مُوجب لمحبة الله.


وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم، وجعل نفسه الشريفة خصماً للمعتدي عليهم، فقال: ((مَن ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه يوم القيامة)) !!..

رواه أبو داود ح (3052)، و نحوه في سنن النسائي ح (2749)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ح (2626).



وأكد أن ظلم غير المسلم مُوجب لانتقام الله الذي يقبل شكاته ودعوته على ظالمه المسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم ((اتقوا دعوة المظلوم - وإن كان كافرًا - فإنه ليس دونها حجاب)) !!..

رواه أحمد ح (12140).
----------



15)


أما منتهى الظلم وأشنعه، فهو قتل النفس بغير حق، لهذا جاء فيه أشد الوعيد وأعظمه، يقول صلى الله عليه وسلم : ((مَن قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً)) !!..

رواه البخاري ح (3166).



قال ابن حجر: "المراد به مَن له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم" !!..

فتح الباري (12/259).



ومن الطريف أن الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وأوغلوا فيها توقفوا عن قتل أهل الذمة خشية نقض عهدهم !!!.. قال ابن حجر: "الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم : استباحوا دماءهم، وتركوا أهل الذمة فقالوا: نفي لهم بعهدهم" !!!!!!..

فتح الباري (12/302).



وقال صلى الله عليه وسلم : ((أيما رجل أمّن رجلاً على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافراً)) !!..

رواه ابن حبان ح (5982)، والبيهقي في السنن ح (9/142)، والطبراني في معجمه الأوسط (4252).



قال ابن القيم: " المُستأمن يحرُم قتله، وتـُضمن نفسه، ويُقطع بسرقة ماله (أي تـُقطع يد سارقه كالمسلم " !!!..

أحكام أهل الذمة (2/ 737).



ويقول القرطبي: "الذمي مَحقون الدم على التأبيد، والمسلم كذلك، وكلاهما قد صار من أهل دار الإسلام، والذي يحقِق ذلك: أنّ المسلم يقطع بسرقة مال الذمي، وهذا يدل على أنّ مال الذمي قد ساوى مال المسلم، فدل على مساواته لدمه، إذ المال إنّما يحرم بحرمة مالكه" !!..

الجامع لأحكام القرآن (2/246).



ويروي عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أن رجلاً مسلماً قتل رجلاً من أهل الذمة من أهل الحيرة على عهد عمر، فأقاد منه عمر !!..

رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/101).



ويروي الشافعي في مسنده أن رجلاً من المسلمين أُخذ على عهد عليّ رضي الله عنه وقد قتل رجلاً من أهل الذمة، فحكم عليه بالقصاص، فجاء أخو المقتول، واختار الدية بدلاً عن القود، فقال له علي: "لعلهم فرقوك أو فزّعوك أو هددوك؟" فقال: لا ، بل قد أخذت الدية، ولا أظن أخي يعود إليّ بقتل هذا الرجل، فأطلق عليّ القاتل، وقال: "أنت أعلم، من كانت له ذمتنا، فدمه كدمنا، وديته كديتنا" !!..

رواه الشافعي في مسنده (1/344)، والبيهقي في السنن (8/34).



ويُحدث ميمون بن مهران أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى بعض أمرائه في مسلم قتل ذميّاً، فأمره أن يدفعه إلى وليه، فإن شاء قتله، وإن شاء عفا عنه. يقول ميمون: فدفع إليه، فضرب عنقه، وأنا أنظر!!..

رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/101).



ولئن اختلف الفقهاء في مسألة قتل المسلم بالذمي؛ فإنهم لم يختلفوا في عظم الجناية وشناعة الفعل، كما لم يختلفوا في وجوب العدل مع مخالفيهم في الدين ووجوب كف الأذى والظلم عنهم.
قال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل لم يُحِلَّ لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ، ولا ضَرْبَ نسائهم ، ولا أكلَ ثمارهم : إذا أعطوكم الذي عليهم)) !!..

رواه أبو داود ح (3050)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (882).



قال القرافي: "عقد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم، لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة في عِرْض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك؛ فقد ضيع ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام" !!!..

الفروق (3/20).
----------



16)
وشواهد عدل المسلمين مع أهل ذمتهم كثيرة، منها العدل معهم في خصومتهم مع الخلفاء والأمراء، ومنه خصومة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع يهودي في درعه التي فقدها ثم وجدها عند يهودي، فاحتكما إلى شريح القاضي، فحكم بها لليهودي، فأسلم اليهودي وقال: "أما إني أشهد أن هذه أحكام أنبياء! أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه، فيقضي لي عليه! أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، الدرع درعك يا أمير المؤمنين، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين، فخرجت من بعيرك الأورق". فقال علي رضي الله عنه: أما إذ أسلمت فهي لك !!..


حلية الأولياء (4/141)، والبداية والنهاية (8/4 - 5).



ومن عجيب الأخبار، أخبار عدل الخلفاء مع أهل ذمة الله ورسوله والمؤمنين ؛ أن عمير بن سعد رضي الله عنه ترك ولاية حمص لإساءته إلى ذمي !!.. فقد قال للخليفة مستعتباً عن الرجوع إلى الإمارة: (إن ذلك لسيء، لا عملت لك، ولا لأحد بعدك، والله ما سلِمت، بل لم أسلم، قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني به يا عمر، وإن أشقى أيامي يوماً خلفت معك يا عمر)، ولم يجد الخليفة بُداً من قبول هذه الاستقالة، فتقبلها على مضض وهو يقول: (وددت أن لي رجلاً مثل عمير بن سعد استعين به على أعمال المسلمين) !!!..

القصة رواها الطبراني في معجمه الكبير (17/52)، وأبو نعيم في الحلية (1/248)، قال الهيثمي: " رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن إبراهيم بن عنترة، وهو متروك ". مجمع الزوائد (9/383)، ويشهد له خبر ابن عساكر الآتي.

وفي تاريخ دمشق أن عميراً رضي الله عنه قال للخليفة عمر: "فما يؤمنني أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خصمي يوم القيامة، ومَن خاصمه (أي النبي يوم القيامة :) خصمه " !!!..

ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (46/493)، والمتقي الهندي في كنز العمال ح (37446)



ولما ولي أمير العدل عمر بن عبد العزيز أمر مناديه أن ينادي: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، فقام إليه رجل ذمي يشكو الأمير العباس بن الوليد بن عبد الملك في ضيعة له أقطعها الوليد لحفيده العباس، فحكم له الخليفة بالضيعة، فردها عليه !!!..

انظر: صفة الصفوة (2/115- 116)، والبداية والنهاية (9/213-214).



بل :

وفي أحيان أخرى لم يأخذ المسلمون العدل من خصومهم، بل عفوا وتجاوزوا كما جرى زمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حين نقض أهل بعلبك عهدهم مع المسلمين، وفي أيدي المسلمين رهائن من الروم، فامتنع المسلمون من قتلهم، ورأوا جميعاً تخلية سبيلهم، وقالوا:
"وفاء بغدر : خير من غدر بغدر" !!.. قال هشام: وهو قول العلماء، الأوزاعي وغيره !!..

رواه أبو عبيد في الأموال (236)، والبلاذري في فتوح البلدان (217).



يُـتبع إن شاء الله :

ومع بعض صور الظلم التي وقعت من جانب بعض حكام المسلمين لغير المسلمين : فاستشنعها العامة والعلماء والفقهاء ودونوها حتى جاء الله بإصلاحها ..

يرويها لنا الكاتب بحيادية وواقعية طرح جزاه الله خيرا ً...

----------

17)
ولم يخلُ تاريخنا - على وضاءته - من بعض المظالم التي وقعت للمسلمين ولغيرهم، وقد استنكرها فقهاء الإسلام، ورأوا فيها جوراً وخروجاً عن رسوم الشريعة، ومنه أن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه مرّ على أناس من الأنباط بالشام قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)). قال: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه، فحدثه، فأمر بهم فخُلوا !!!..


رواه مسلم ح (2613).



ولما خاف الخليفة الوليد بن يزيد من نصارى قبرص أجلاهم منها، فاستفظع المسلمون ذلك، واعتبروه من الظلم ، يقول إسماعيل بن عياش : "فاستفظع ذلك المسلمون، واستعظمه الفقهاء، فلما ولي يزيد بن الوليد ردهم إلى قبرص ، فاستحسن المسلمون ذلك من فعله، ورأوه عدلاً" !!..

فتوح البلدان (213-214)، وانظر الأموال، ابن زنجويه (1/425).



كما حطَّ عمر بن عبد العزيز عن أهل قبرص ألف دينار كان قد زادها عبد الملك عما في عهد معاوية رضي الله عنه لهم، ثم ردها عليهم هشام بن عبد الملك، فلما كانت خلافة أبي جعفر المنصور أسقطها عنهم، وقال: "نحن أحق من أنصفهم، ولم نتكثر بظلمهم" !!!..

فتوح البلدان (211).



ومثله صنع الأوزاعي فقيه الشام حين أجلى الأمير صالح بن عليٍّ بن عبد الله بن عباس أهل ذمة من جبل لبنان، فكتب إليه الأوزاعي: "فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يُخرَجوا من ديارهم وأموالهم؟ وحكم الله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى)(النجم: 38)، وهو أحق ما وقف عنده واقتدي به ، وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: ((من ظلم ذميًا أو كلَّفه فوق طاقته فأنا حجيجه)) ... فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونَ في حِلٍ من تحويلهم من بلد إلى بلد، ولكنهم أحرار أهلُ ذمة" !!!..

رواه أبو عبيد في الأموال )247-248)، انظر: فتوح البلدان للبلاذري (222).



وما زال العلماء والخلفاء يتواصون بحقوق الذمة، كل ٌيحذر أن تخفر ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو شاهد، لأجل ذلك حرصوا على تفقد أحوالهم ومعرفة أمورهم، ومن ذلك أن وفداً منأهل الذمة جاء إلى عمر، قال عمر للوفد: (لعل المسلمين يفضون إلى أهل الذمة بأذى وبأمور لها ما ينتقضون بكم؟) فقالوا: ما نعلم إلا وفاء وحُسن ملكة" !!..

تاريخ الطبري (2/503).



ويُرسل عمر كتاباً إلى عامله أبي عبيدة، فيقول موصياً بأهل الذمة: "وامنع المسلمين من ظلمهم والإضرار بهم، وأكل أموالهم إلا بحلها، ووف لهم بشرطهم الذي شرطت لهم في جميع ما أعطيتهم" !!..

رواه البلاذري في فتوح البلدان (144).



ولما جاءه مال الجباية سأل رضي الله عنه عن مصدره مخافة العنت والمشقة على أهل الذمة، ففي الأثر عنه رضي الله عنه "أنه أتي بمال كثير، أحسبه قال: من الجزية. فقال: إني لأظنكم قد أهلكتم الناس؟ قالوا: لا، والله ما أخذنا إلا عفواً صفواً. < حيث الذي يؤخذ من الجزية يجب أن يكون عفوا ًأي : من الزائد عن حاجتهم : بعكس جباة الضرائب في كل زمان ٍومكان : لا يعنيهم إن كان المأخوذ هو العفو أم هو قوت الناس الضروري ! > قال: بلا سوط ولا نوط؟ قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني " !!!..

رواه أبو عبيد في الأموال (91).



ولما جاء عمر رضي الله عنه إلى الشام تلقاه المقلسون من أهل أذرعات بالسيوف والريحان‏ يلعبون بين يديه.‏ فكره عمر لعبهم، وأمر بمنعهم‏.‏ فقال له أبو عبيدة‏:‏ يا أمير المؤمنين هذه سُنتهم، وإنك إن منعتهم منها : يروا أن في نفسك نقضاً لعهدهم‏.‏ فقال عمر‏:‏ دعوهم ..

وفي رواية ابن زنجويه أنه قال: (دعوهم ، عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة) !!!..

رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وابن زنجويه في الأموال (1/386). والبلاذري في فتوح البلدان (179).



فقد كره رضي الله عنه مساءتهم، وأن يظنوا به النقض، فأذعن لقول أبي عبيدة.


ولما تدانى الأجل به رضي الله عنه : لم يفُته أن يوصي المسلمين برعاية أهل الذمة فقال: (أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيراً، وأن يوفي لهم بعهدهم ، وأن يقاتلوا من ورائهم ، وألا يكلفوا فوق طاقتهم) !!!..

رواه البخاري ح (1392).

قيصر الاسدي
06-30-2014, 01:52 PM
أبو حب الله .......... يبدو ان لي معك حوار طويل ولكن ليس الان فقد حدث امر طارىء وما اكثر الامور الطارئة في زمننا هذا ... اعتذر منك شديد الاعتذار والى لقاء مرتقب بيني وبينك عن قريب

ابن سلامة القادري
06-30-2014, 02:07 PM
هل يريدون ان يمارسوا طقوسهم وشعائرهم بحرية ؟ أم يريدون ان يكون الاسلام هو الدين الوحيد على هذا الكوكب ؟ ارجو الاجابة ... مع التحية .


قل هذا الكلام لو كانت كل البلاد أندلسا كانت و لم تعد تحت ظل الإسلام ... أما و الأصل في المسلمين و في بلاد المسلمين عامة هو الإسلام فاذهب بتعاليك إلى بلاد الوقواق و انعق هناك طلبا للحرية مع كل نعّاق .. هل هذا وقتك ؟؟؟

إلى حب الله
06-30-2014, 02:15 PM
المقارنة بين دخول الصليبيين : ودخول المسلمين القدس !

الأخوة الكرام ..
أواصل في هذا الرد على مَن يطعن في فتوحات وحروب الإسلام ومعنا :
بيان الفرق الرهيب بين النصارى أدعياء السلام : والذين إذا تمكنوا فهم همج متوحشون رعاع !!..
وبين المسلمين : الوحيدين الذين طابقت أفعالهم تعاليم دينهم .. لا لشيء إلا لإيمانهم بأنهم :
يمتثلون أوامر ونواهي الرسالة الوحيدة والخاتمة من عند الله تعالى : والتي بقت بغير تحريف ..
لن أطيل عليكم ... وتعالوا لنرى الفرق :
واحكموا بأنفسكم ...
--------

1... موقف دخول الصليبيين للقدس ..

منذ أن فتح أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه القدس : وأهلها يعيشون جميعا في سلام .. المسلمين مع اليهود مع النصارى .. بل وقد وجد اليهود والنصارى (الأرثوذكس) في كنف المسلمين مالم يجدوه أبدا في اضطهاد نصارى (الكاثوليك) الأوروبيين لهم .. فكل منهم يتعبد في دينه كما يريد .. بل وظلت (بيع) اليهود و (كنائس) النصارى كما هي عليه لم يمسها المسلمون بسوء ..!

فهل خمد الشيطان الرابض في قلوب الكافرين والملحدين والمُحرفين بعد ؟؟؟؟....
لنرى ...

نتيجة للنداء الذي أعلنه (البابا أوربانوس الثاني) في اجتماع (كليرمونت) عام 1095م :
توجه ما يزيد على (المائة ألف رجل) من جميع أنحاء أوروبا بدافع :
(تحرير الأراضي المقدسة من المسلمين) !!!.. وأما الدافع الحقيقي فكان :

>>إبادة المسلمين !!!!..
>>الحصول على الثروات الأسطورية للشرق !!!..

وفي نهاية رحلة طويلة ومضنية استمرت (4 سنوات) .. وبعد الكثير من المجازر وعمليات النهب والسلب التي ارتكبوها بحق المسلمين وغيرهم في طريقهم .. استطاعوا فعلا دخول القدس عام1099م .. ونتيجة حصار طويل للمدينة استمر مدة خمسة أسابيع .. سقطت المدينة في أيديهم .. وارتكبوا فيها مجزرة : أقل ما يقال عنها أنه :
يصعب إيجاد نظير لها في تاريخ العالم !!!!..
حيث ذبحوا جميع المسلمين واليهود في المدينة وأبادوهم !!!..

< لا يحضرني مجزرة مثلها إلا ما فعله التتار فياجتياح بغداد بخيانة الشيعة >

يقول أحدهم مفتخرا ً(وهو : رايموند من اجيلس) واصفا ًهذه الوحشية :
" لقد تحققت مشاهد رائعة تستحق الرؤية ..! حيث كان بعض رجالنا – وكان هؤلاء أكثرنا رحمة - يقطعون رؤوس الأعداء ..! وكان البعض : يصوب الأسهم عليهم ويردونهم قتلى ..! أما الآخرون منا : فكانوا يلقون بهم في النار أحياءً !.. ليستمتعوا بقتلهم وتعذيبهم فترة ًأطول !!!!...
وامتلأت شوارع المدينة بالرؤوس المقطعة والأيدي والأرجل ..! حتى أنه كان يصعب المشي دون التعثر فيها والوقوع من كثرة الأعضاء !!!!.. لكن كل هذه بقيت خفيفة : بالمقارنة مع ما فعلناه في هيكل سليمان .. ماذا حصل هناك ؟؟؟.. لو حدثتكم بالحقائق لما صدقتموني .. على الأقل سأقول لكم : أن ارتفاع الدماء المسفوكة في هيكل سليمان وصلت إلى حد ركب رجالنا " !!!!...
المرجع : August C. Krey, The First Crusade: The Accounts of Eye-Witnesses and Participants (Princeton & London: 1921), p. 261. emphasis added

كما وصف (ستيفن رنسيمان) في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية جـ1 – 404 : 406) ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال :
" وفي الصباح الباكر من اليوم التالي : اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين .. فأجهزت على جميع اللاجئين إليه !!!... وحينما توجه قائد القوة (ريموند أجيل) في الضحى لزيارة ساحة المعبد : أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه !!!.. وتركت مذبحة بيت المقدس أثرا ًعميقا ًفي جميع العالم !!!!.. وليس معروفا ًبالضبط عدد ضحاياها !!!.. غير أنها أدت إلى (خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود) !!!!.. بل إن كثيراً من المسيحيين : اشتد جزعهم لما حدث " !!!..

وحتى (غوستاف لوبون) في كتابه (الحضارة العربية) : ينقل بعض روايات (رهبان ومؤرخين) رافقوا الحملة الصليبية الحاقدة على القدس ..! فيقول نقلا ًعن الراهب (روبرت) : (وهو أحد الصليبيين المتعصبين الذي يروي ما أحدثوه في بيت المقدس) صـ 325 :
" كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت : ليرووا غليلهم من التقتيل !!!.. وذلك كاللبؤات (جمع لبؤه وهي أنثى الأسد الشرسة) التي خـُطفت صغـارها !!!!..
كانوا يذبحـون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا ًإربا ً!!!.. وكانوا يشنقون أناسا ًكثيرين بحبل ٍواحد بغرض السرعة !!!!... وكان قومنا يقبضـون على كل شيء يجدونه .. فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ًذهبية !!!... فيا للشره وحب الذهب !!!!.. وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث " !!!!!!!!!...

وأقول : لعل رهبانهم وقساوستهم أوهموهم بأن في قلوب وبطون المسلمين (ذهبا وكنوزا) !!!!..
أو لعلهم اليهود ابتلعوا ذهبهم في بطونهم والله أعلم !!..
واقرأوا التالي أيضا ًوقارنوه بوصايا نبي الرحمة محمد في النهي حتى عن التمثيل في القتل والجثث !

يقول كاهن أبوس (ريموند داجميل) شامتاً صـ 326 : 327 :
" ففعلنا كل ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وأبراجها !!!.. فقد قطعت رؤوس بعضهم !!!!.. فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم !!!.. وبقرت بطون بعضهم .. فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار ...! وحرق بعضهم في النـار : وكان ذلك بعد عذاب طويل !!!!!!!... وكـان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم !!!!.. فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم !!!!.. ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا " !!!!!!....

ويقول أخزاه الله وهو يصف مذبحة (مسجد عمر) في القدس :
" لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان !!!.. وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك !!!!!.. وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها !!!!.. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك (ولاحظوا وصفهم بـ : الأتقياء !!!!) .. فعقدوا مؤتمرا ًأجمعوا فيه على (إبادة) جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى (أي نصارى الشرق الأرثوذوكس) الذين كان عددهم جميعا ً(ستين ألفا ً) ..! فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام !!!..
ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً" !!!!!!!...

يا سبحان الله !!.. " ما كانت هذه لتقاتل " صدق رسول الله !
< ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً> !!..

ويقول هذا الهالك أيضا ًفي صـ 396 :
" وعمل الصليبيون مثل ذلك : في مدن المسلمين التي اجتاحوها : ففي (المعرة) : قتلوا جميع من كان فيها من المسلمين : (اللاجئين في الجوامع والمختبئين في السراديب) !!!!.. وأهلكوا صبراً(أي حبسا ًبغير طعام ولا شراب حتى الموت) : (ما يزيد على مائة ألف إنسان) في أكثر الروايات !!!!.. (أقول : انظروا لذلك : وانظروا لرحمة الإسلام وعدله مع الأسرى والمسجونين !) .. وكانت(المعرة) من أعظم مدن (الشام) بعدد السكان : بعد أن فر إليها الناس بعد سقوط (أنطاكية) وغيرها بيد الصليبيين " !!..
---------

والآن زميلي .. ولكي تكتمل المقارنة في نفس الموقف :
تعال نرى معا ً: بماذا (( انتقم )) المسلمون لهذه المجازر عند دخولهم فاتحين للقدس ؟!

2... موقف دخول المسلمين للقدس ..

وأقصد به هنا : الموقف التاريخي لدخول القائد المظفر (صلاح الدين الأيوبي) للقدس !!..
حيث تثبت كتب التاريخ والمؤرخين العرب والكفار على حد سواء أنه :

لم تتعرض أي دار من دور بيت المقدس للنهب !!!!!....

ولم يحل بأحد من الأشخاص مكروه !!!!...

إذ فور دخوله للقدس : أصدر أوامره لرجال الشرطة بأن يطوفوا بالشوارع والأبواب : لمنع أي اعتداء يحتمل وقوعه على النصارى كانتقام !!!!!...

وقد تأثر الملك (العادل) (وهو أخو صلاح الدين) لمنظر (بؤس الأسرى) !!!!..
فطلب من أخيه (صلاح الدين) إطلاق سراح (ألف أسير) !!... فوهبهم له !!!!..
فأطلق (العادل) سراحهم على الفور !!!!!..
كما أعلن (صلاح الدين) نفسه : أنه سوف يطلق سراح كل (شيخ) وكل (امرأة) !!..

وعند ظهور هذه الرحمة من المسلمين الفاتحين : أقبل (نساء الصليبيين) وقد امتلأت عيونهن بالدموع !!!.. فسألن (صلاح الدين) : أين يكون مصيرهن بعد أن لقي أزواجهن أو آباؤهن مصرعهم ؟؟!!.. أو وقعوا في الأسر ؟؟!!..

فأجابهن (صلاح الدين) بأن وعدهن بإطلاق سراح كل من في الأسر من أزواجهن !!..

وبذل (للأرامل واليتامى) من خزانته العطايا : كل بحسب حالته !!!!...
فكانت رحمته وعطفه : نقيض أفعال الصليبيين الغزاة منذ 88 عاما ًمضت !!...

أما بالنسبة لرجال الكنيسة أنفسهم (وعلى رأسهم بطريرك بيت المقدس) :
فإنهـم لم يهتـموا إلا بأنفسهم !!!!!.. وقد تعجب المسلمون حينما رأوا (البطريرك هرقل) وهو يؤدي العشرة دنانير (مقدار الفدية المطلوبة منه) عن نفسه ( فقط ) : ويغادر المدينة !!..
وقد انحنت قامته : من وطأة ثقل ما يحمله من الذهب !!!!!!!...
وقد تبعته عربات تحمل ما بحـوزته من الأموال والجواهر والأواني النفيسة !!!!!!!!!...

ومع أن جميع النصارى كانوا يشعرون بالخوف الشديد .. بل وكانوا ينتظرون خائفين من أن يقتص
منهم (صلاح الدين) : فيقوم بقتلهم أشنع قتلة كما فعل أسلافهم من قبل عند دخولهم المدينة :
إلا أن (صلاح الدين) الذي تربى في محراب القرآن وسنة نبيه العدنان : لم يقم بإيذاء أيا ًمنهم !!!!!!!!.. ولم يكتف بذلك .. بل وقد أمر اللاتين (أي الكاثوليك) بترك المدينة .. وسمح (للأرثوذكس) الذين لم يكونوا يحملون صفة الصليبية الأوروبية الغاشمة : بالبقاء فيها : والتعبد فيها : كيفما يشاءون !!!!!...

وفي هذا تصف المؤرخة الإنجليزية (أرمسترونج) الفتح الإسلامي الثاني للقدس فتقول :
" في 2 تشرين الأول 1187م دخل (صلاح الدين) وجيشه القدس فاتحاً .. لتبقى المدينة : مُسلمة للسنوات الثمانمائة القادمة ... و قد أوفى (صلاح الدين) بوعده الذي كان قد قطعه للمسيحيين .. وأخذ المدينة دون أن يقوم بأي (مجازر) بما يتوافق و (المبادئ الإسلامية السامية) !!!... فلم يقتل أي مسيحي !!!!!... ولم تحدث عملية نهب واحدة !!!!... وتم تعيين مبالغ ضئيلة للغاية لإخلاء سبيل الأسرى !!!!!... وكما أمر القرآن الكريم : فقد تم إخلاء سبيل معظم الأسرى دونما دفع أي ديّة (تقصد حض القرآن والسنة عموما ًعلى عتق الرقبة) !!!!..
وكان شقيق (صلاح الدين) الملك (العادل) قد طلب من (صلاح الدين) أن يمنحه (ألف أسير) لخدمته ... لكنه عاد وأخلى سبيلهم : لمّا رأى حالتهم التي يرثى لها !!!!!!...
ولقد سارع (أغنياء المسيحيين) لترك المدينة : حاملين معهم ممتلكاتهم الثمينة !!!!!!.... على الرغم من أن ثرواتهم كانت كافية لدفع فدية جميع أسرى الحرب من أتباع دينهم وإخلاء سبيلهم !!!!... أما كبير الأساقفة (هرقل) .. فقد دفع فدية العشرة دنانير مثله مثل الباقين !!!!!... وترك المدينة بثروته التي حملتها عدة عربات " !!!!!!!!!...
المرجع : Armstrong, Holy War, p. 185. emphasis added.

فالحمد لله على نعمة الإسلام زميلي !!..
والحمد لله الذي جعلنا مبصرين لما يتعامى عنه الآخرون ..
والحمد لله على أخلاق الإسلام التي إذا ذ ُكرت في أي زمان ٍومكان ٍعلى حقيقتها :
فتـُحمد ..

والحمد لله رب العالمين ..

Maro
06-30-2014, 02:41 PM
وبالذات فيما يخص اجرائاتكم اتجاه الشعوب الاخرى المخالفة لكم بالعقيدة ...

وكأنك تتحدث عن أمر مجهول لم يسمع به العالم... أو أمر حدث فى ليلة ظلماء على غفلة من الناس !
لم لا تقتبس لى أنت من تاريخ الخلافة الإسلامية شيئاً أو حدثاً محدّداً تريد منى أن أرد عليه ؟

إلى حب الله
06-30-2014, 02:47 PM
أبو حب الله .......... يبدو ان لي معك حوار طويل ولكن ليس الان فقد حدث امر طارىء وما اكثر الامور الطارئة في زمننا هذا ... اعتذر منك شديد الاعتذار والى لقاء مرتقب بيني وبينك عن قريب

لا بأس .. كلنا ذو أشغال ....
في انتظارك إن شاء الله تعالى وقت أن ترجع .. ولكن أرجو مراعاة وقتي أنا أيضا في رمضان ..
فإذا تأخرت عليك في الرد فلا تتعجل ...
والله الهادي . وهو ولي الصالحين ..

مشرف 7
06-30-2014, 03:11 PM
نرجو من الإخوة الأفاضل ضبط النفس ، ونحن نتفهم أن تكون بعض أسئلة المخالفين قديمة أو قد تم الرد عليها مرارا ، ولكننا في المقابل نضع في الاعتبار أنها ليست بالضرورة كذلك بالنسبة لهم ، وطالما لم يظهر من الزميل أي ما يسيء في طرحه لسؤاله فنرجو التزام حدود الأدب معه وإلزامه بنقاط محددة في الحوار كما طلب أسئلة محددة ، ويمكن جعل الحوار ثنائي للزميل إذا شاء ، أيضا يمكنه - إن كان صادقا في طلب الحق ونحن ندعو له بالخير - أن يفتح موضوعا في القسم الخاص أو العام يركز فيه النقاش حول لا أدريته لعل وعسى يجد ما يشفي صدره ويجيب على تساؤلاته وما التبس عليه من أمر الدين - وكل عام وأنتم طيبين

Maro
06-30-2014, 03:19 PM
وعلى الوجه الآخر من القضية...
فهذا ما يريده اللادينيون إذا تمكّنوا:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?55340-%C7%E1%CF%E6%E1%C9-%C7%E1%E6%CD%ED%CF%C9-%C7%E1%E3%F5%E1%CD%CF%C9-%DD%ED-%C7%E1%DA%C7%E1%E3-%C7%E1%C2%E4-%D4%ED%C1-%E3%DE%D2%D2-%E6%CD%DE%ED%D1

*Mahmoud*
07-01-2014, 05:49 AM
لم لا تقتبس لى أنت من تاريخ الخلافة الإسلامية شيئاً أو حدثاً محدّداً تريد منى أن أرد عليه ؟
سبحان الله ! لطالما تشدق المخالفون باضطهاد المسلمين للشعوب الأخرى وعندما نطالبهم بذكر حدث واحد يبهتون .. في حين أن تاريخ الأمم الأخرى مليء بالاضطهادات الدموية مثل محنة الموركسيين والحروب الصليبية التي ذكر فصلاً من فصولها أخونا أبو حب الله !

المدافع عن الاسلام
07-01-2014, 10:38 PM
اجل اتحداك ان تاتيني بحادثة واحدة تبين اضطهاد المسلمين في عهد الرسول او الخلفاء هيا افضحنا على حقيقتنا السنا سفاحين؟:o: لابد اننا قتلنا اضعاف ما قتل الملحدين من هتلر و ستالين ووووو

قيصر الاسدي
07-06-2014, 12:27 PM
يا حب الله ......... المس فيك الحكمة والرغبة في الحوار الجاد لذا سأوجه كلامي اليك وخذ وقتك في الاجابة لست على عجل وكل ما ارجوه منك هو ( الصدق ) ليس اكثر ....
لقد اطلعت على تعليقاتك .. واود ان ابين ما يلي :
أولا : لا شأن لي بما مضى من غابر الزمان وكيف عامل المسلمون شعوب البلدان التي احتلوها ... سؤالي ليس كيف عامل المسلمون باقي البشر ... بل سؤالي ماذا يريد المسلمون في الوقت الحاضر ... هل يريد المسلمون اعادة امجاد الماضي باحتلال اراضي باقي الشعوب وفرض شروطهم عليهم أم ماذا ؟؟؟
ثانيا : للتوضيح اكثر .. سبب سؤالي هو حوار دار مع احد اصدقائي من الدول الاوربية ومن المانيا بالتحديد وهو الماني الجنسية والمولد عندما صرح امامي : بانه لا يأمن للمسلمين ... سألته وما السبب في نظرتك هذه .. اجابني : بأن المسلمين لديهم نظرة توسعية تهدف الى الغاء كل معتقدات الشعوب المخالفة واجبارهم على اعتناق عقيدة الاسلام بالمقابل فان باقي الشعوب تسمح للمسلمين باقامة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية ....
ثالثا : ارجو منك الافصاح وبكل شجاعة وشفافية ... هل في كلام صديقي الالماني شيء من الحقيقة ... انتظر الاجابة .....................

مسلم أسود
07-06-2014, 12:58 PM
طالما تعلم معاملة المسلمين لغيرهم أيام الخلافة ، فما فائدة السؤال إذاً ؟

ابن سلامة القادري
07-06-2014, 04:22 PM
ثانيا : للتوضيح اكثر .. سبب سؤالي هو حوار دار مع احد اصدقائي من الدول الاوربية ومن المانيا بالتحديد وهو الماني الجنسية والمولد عندما صرح امامي : بانه لا يأمن للمسلمين ... سألته وما السبب في نظرتك هذه .. اجابني : بأن المسلمين لديهم نظرة توسعية تهدف الى الغاء كل معتقدات الشعوب المخالفة واجبارهم على اعتناق عقيدة الاسلام بالمقابل فان باقي الشعوب تسمح للمسلمين باقامة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية ....
ثالثا : ارجو منك الافصاح وبكل شجاعة وشفافية ... هل في كلام صديقي الالماني شيء من الحقيقة ... انتظر الاجابة .....................



إعقد له و لك أيضا مقارنة بين هتلر و نبي الله محمد عليه السلام لتعرف الفرق بين الفتح الإسلامي و الفتح النازي ... و اعرف أن دين الله إذا ظهر لا يظهر لحساب شخص دون شخص و لا جماعة دون جماعة .. يجب أن تناقش دين الله كما هو : أي مدى عدله و رحمته بالخصوم و مدى إقراره لكرامة البشر و حرياتهم أيا كانت أنواعهم و أجناسهم.

و إن كنت تناقش الأشخاص فأؤكد لك أن من المسلمين أنفسهم من خالفوا نهج الإسلام و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في كل شيء يتعلق بمعاملة البشر أو حتى المسلمين أنفسهم .. لهذا لا تدهش إذ وجدت منهم من سيعريك من ملابسك و يقذف بك في الألاسكا مثلا .. أو يطعمك السمك و يمنعك الماء كما كان يفعل هتلر و ستالين :):

قيصر الاسدي
07-06-2014, 04:59 PM
إعقد له و لك أيضا مقارنة بين هتلر و نبي الله محمد عليه السلام لتعرف الفرق بين الفتح الإسلامي و الفتح النازي ... و اعرف أن دين الله إذا ظهر لا يظهر لحساب شخص دون شخص و لا جماعة دون جماعة .. يجب أن تناقش دين الله كما هو : أي مدى عدله و رحمته بالخصوم و مدى إقراره لكرامة البشر و حرياتهم أيا كانت أنواعهم و أجناسهم.

و إن كنت تناقش الأشخاص فأؤكد لك أن من المسلمين أنفسهم من خالفوا نهج الإسلام و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في كل شيء يتعلق بمعاملة البشر أو حتى المسلمين أنفسهم .. لهذا لا تدهش إذ وجدت منهم من سيعريك من ملابسك و يقذف بك في الألاسكا مثلا .. أو يطعمك السمك و يمنعك الماء كما كان يفعل هتلر و ستالين :):



مرة اخرى اكرر واوضح ... انا لا اسأل عن ما مضى وأيهما أفضل هذا أم ذاك ..... وبالتالي فلا حاجة لعقد أي مقارنة بين فاتح واخر ...
رجاء ركز في سؤالي اصيغه بشكل اخر :
هل لدى المسلمين تعاليم واوامر تفرض عليهم نشر الاسلام في كل اصقاع الارض وبكل الوسائل حتى ان اقتضى الامر استخدام القوة لتحقيق هذا الهدف ؟؟؟؟

إلى حب الله
07-06-2014, 05:05 PM
يا حب الله ......... المس فيك الحكمة والرغبة في الحوار الجاد لذا سأوجه كلامي اليك وخذ وقتك في الاجابة لست على عجل وكل ما ارجوه منك هو ( الصدق ) ليس اكثر ....
لقد اطلعت على تعليقاتك .. واود ان ابين ما يلي :
أولا : لا شأن لي بما مضى من غابر الزمان وكيف عامل المسلمون شعوب البلدان التي احتلوها ... سؤالي ليس كيف عامل المسلمون باقي البشر ... بل سؤالي ماذا يريد المسلمون في الوقت الحاضر ... هل يريد المسلمون اعادة امجاد الماضي باحتلال اراضي باقي الشعوب وفرض شروطهم عليهم أم ماذا ؟؟؟
ثانيا : للتوضيح اكثر .. سبب سؤالي هو حوار دار مع احد اصدقائي من الدول الاوربية ومن المانيا بالتحديد وهو الماني الجنسية والمولد عندما صرح امامي : بانه لا يأمن للمسلمين ... سألته وما السبب في نظرتك هذه .. اجابني : بأن المسلمين لديهم نظرة توسعية تهدف الى الغاء كل معتقدات الشعوب المخالفة واجبارهم على اعتناق عقيدة الاسلام بالمقابل فان باقي الشعوب تسمح للمسلمين باقامة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية ....
ثالثا : ارجو منك الافصاح وبكل شجاعة وشفافية ... هل في كلام صديقي الالماني شيء من الحقيقة ... انتظر الاجابة .....................

إذا كانت هذه هي رؤيتك لصدقنا معك : فأبشر إن شاء الله تعالى ...
أدعو الله عز وجل أن يهديك ويبصرك بدين الإسلام .. اللهم آمين ..

أما بالنسبة إلى سؤالك في أول مشاركاتك فقد قلت :


هل يريدون ان يمارسوا طقوسهم وشعائرهم بحرية ؟ أم يريدون ان يكون الاسلام هو الدين الوحيد على هذا الكوكب ؟ ارجو الاجابة ... مع التحية .

فوضعت لك الحقائق العديدة على أن الفهم الثاني الذي لونته لك باللون الأحمر هو فهم مغلوط !!..
وأن الإسلام لم ينتشر يوما بالسيف ولم يجبر أحدا على الدخول فيه - وهذا مُثبت في نصوص القرآن والسنة - بل العكس :
عندما وقعت مثل هذه الحوادث الفردية - والإسلام يعترف بهذه الأخطاء ولا يتنكر لها ويكذب ويخدع - :
كان العلاج الشرعي هو الحل - وقد مرت أمثلة على ذلك إذا لاحظت فيما نقلته لك - ..

والسؤال الآن :
هل كان هذا السمو - الذي لم تستطع أنت نفسك ولا الألماني صديقك التنكر له - :
هل كان إلا نصوص الإسلام وضوابط شرعه ؟
هل كان إلا حقيقة هذا الدين الذي كفل للمسلم وللكافر حريتهما في العقيدة مع بقاء العذاب الشديد في الآخرة لله وحده :
" وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا " الكهف 29..

هل تغير مِن تلك النصوص شيئا اليوم ؟؟..
هل تم تحريفها كما حُرفت كتب الأديان الأخرى حتى تخاف - أنت أو صديقك - مِن تبديل المعاملة ؟

إن بقاء اليهود والنصارى وغيرهم على أديانهم في بلادهم إلى اليوم رغم وقوع شعوبهم تحت قبضة الفاتحين لهو أكبر مُكذب لتلك المخاوف !

ولولا أن الإسلام مسلوب مِن الخلافة والحكم لقرن مِن الزمان : لكنت ضربت لك الأمثلة من اليوم والحاضر ..
ولكن يكفيك المعاملة الراقية من المسلمين لغير المسلمين في بلادهم بل :
إنك لتعجب أشد العجب مِن الآلاف الذين يدخلون الإسلام وهم على جنسياتهم لم يزالوا - ألمان فرنسيين كنديين أمريكيين هولنديين إلخ : فيجذبون الأنظار إليهم بتحسن أخلاقهم ومعاملاتهم للناس ولغير المسلمين !! -

الإسلام يستخدم القوة في الفتوحات الإسلامية لشيء واحد فقط وهو :
ضمان وصول رسالة الله تعالى ودينه الإسلام لكل بقعة مِن بقاع الأرض وضمان حماية من يدخل فيه من أي بلد كان !!..
ولذلك كانت البلد التي لا تقبل الإسلام ولا تريد حرب المسلمين أنها تدفع جزية سنوية .. وهي بمثابة اعتراف ضمني منها بقوة المسلمين مما ينعكس على عدم تعديها على المسلمين الذين تحت يديها أو تصد مَن أراد من شعوبها عن الإسلام ..

وكذلك الجزية على غير المسلمين تحت كنف الإسلام : فهي بالمواصفات والتفاصيل التي نقلتها لك من قبل : ليست على الجميع وليست على الفقراء وغير القادرين .. وهي أصغر بكثير مما يؤخذ مِن المسلم المقتدر نفسه مِن زكاة سنوية !!!.. وترد إلى بيت مال البلد الذي ينفق على مصالح البلد للمسلم وغير المسلم على السواء أو لمساعدة المسلمين في بلد آخر إن فاض .. بل وتحمل عن أهل البلد الكفار أنفسهم مؤونة حمل السلاح ومخاطرة الموت في حال الدفاع عن أرضهم ..!
ولذلك لم نجد أبدا يوما ما ظاهرة الشكوى من الجزية الإسلامية داخل البلاد الإسلامية : اللهم إلا من وقع الخيال المريض للكتبة المحرضين والمستشرقين الكاذبين على الإسلام وهم معروفون بالاسم .. وفضحهم أقرانهم المنصفون أنفسهم من غير المسلمين ..

فماذا يُقال بعد كل ذلك ؟؟..

chihab_eddine
07-06-2014, 05:31 PM
أحب أن أقول أن الإسلام هو الإسلام .. لذا ..فإن استعاد المسلمون قوتهم - و لن يستعيدوها إلا بعد الرجوع للإسلام - فسيتم تطبيق نفس الشريعة ..
عندما يخطئ المسلم فليس خطأ يعاب على الإسلام ..
ان استطآع المسلمون احتلآل العــآلم أجمع .. فطبعا لن يمنعواْ أي شخص كان من ممارسة شعائره الدينية .. لكن مقابل ذلك دفع الجزية ..
و كما وضح لك الأخ أبو حب الله فالجزية قليلة من حيث قيمتها و من حيث مقارنتها مع مآ يدفعه المسلم سنويا !

قيصر الاسدي
07-06-2014, 05:43 PM
أبو حب الله ......
أولا : ما فهمته من كلامك ( الإسلام يستخدم القوة في الفتوحات الإسلامية لشيء واحد فقط وهو :
ضمان وصول رسالة الله تعالى ودينه الإسلام لكل بقعة مِن بقاع الأرض وضمان حماية من يدخل فيه من أي بلد كان !!.. ) هو أن المسلمين يجب عليهم استخدام كل الوسائل بما فيها ( القوة ) لغرض نشر الاسلام ... هذا ما فهمته فان كان فهمي خطأ ارجو التوضيح ؟
ثانيا : ما ذكرته من احكام ( اهل الذمة ) مفهوم ... ماذا عن غيرهم من اقوام ؟ ماذا ان لم يكونوا لا يهود ولا نصارى ولا مجوس ؟ كيف ستتعاملون معهم ؟

ابن سلامة القادري
07-06-2014, 06:29 PM
مرة اخرى اكرر واوضح ... انا لا اسأل عن ما مضى وأيهما أفضل هذا أم ذاك ..... وبالتالي فلا حاجة لعقد أي مقارنة بين فاتح واخر ...
رجاء ركز في سؤالي اصيغه بشكل اخر :
هل لدى المسلمين تعاليم واوامر تفرض عليهم نشر الاسلام في كل اصقاع الارض وبكل الوسائل حتى ان اقتضى الامر استخدام القوة لتحقيق هذا الهدف ؟؟؟؟


هذا بحسب فهمك لدور الخليفة في الإسلام و أنه يجب أن لا يختلف شكليا و لا ضمنيا عن دور الرسول لأنه مسؤول أمام الله عن كل البشر الذين تحت إمرته بل عن البهائم و النباتات و الجمادات ! فلعلك تعي رسالة الرسول أولا .. و أن فحواها هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور و هدايتهم سبل السلام و إنقاذ كل ما يمكن إنقاده و نماء كل ما يمكن نمائه من الأرض لا لمصلحة خاصة بل بالدرجة الأولى إرضاء لرب العلمين.

أما استخدام القوة .. فلا أعتقد أن عاقلا سينكر استخدام القوة في محلها.

مسلم أسود
07-06-2014, 06:46 PM
أشعر بأن المدعو قيصراً يريد توجيه دفة الحوار كما يشاء ليجبرنا جبراً أن نقول ما في باله بالطريقة التي يريدها .

إلى حب الله
07-06-2014, 06:49 PM
هدانا الله وإياك زميلي ...

إذا أردت إجابتي على سؤالك الأول :
فإن كلامك يفتقد إلى الدقة في صياغته .. وهي إن كانت بصورة صغيرة : ولكني أعلم أنها تورث شبهة لديك ولدى غيرك .. لذا :

فهناك فرق بين قولي :


ضمان وصول رسالة الله تعالى ودينه الإسلام لكل بقعة مِن بقاع الأرض وضمان حماية من يدخل فيه من أي بلد كان !!

وبين قولك :


هو أن المسلمين يجب عليهم استخدام كل الوسائل بما فيها ( القوة ) لغرض نشر الاسلام

فأولا :
تعبير ( كل الوسائل ) لا يتماشى مع الإسلام الذي لا يحد من قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) ولا يستثني منها إلا الضرورة المُهلكة ..

وثانيا :
تعبير ( نشر الإسلام ) هنا : إذا أردت به ( نشره ولو بالجبر ) .. فهو غير مقصود كلامي أو شرع الله عز وجل ..
وأما إذا أردت به ( نشر رسالة الإسلام ودعوة الناس في كل مكان إليه وتعريفهم الصحيح به ) : فهذا هو ...

وفي ضوء تلك التوضيحات يمكنك تقييم فهمك لكلامي ...
-------------------

وأما بالنسبة لسؤالك :


ثانيا : ما ذكرته من احكام ( اهل الذمة ) مفهوم ... ماذا عن غيرهم من اقوام ؟ ماذا ان لم يكونوا لا يهود ولا نصارى ولا مجوس ؟ كيف ستتعاملون معهم ؟

فالواقع التاريخي يشهد أنه ما من دين وثني لا يعبد الله عز وجل - الإله المعروف لدينا ولدى أهل الكتاب - إلا وكان من أوائل الداخلين في الإسلام بعد وصوله رسالته وفهمه وإلا : كيف يستوي في الفطرة التوحيد ثم الشرك والتحريف وعبادة الحيوانات والكواكب والشجر والأشخاص ؟!!.. ولذلك فإن الحروب التي وقعت - وهي معدودة جدا - لم يُحارب منهم المسلمين إلا قادة هذه الأديان الوثنية البشرية الشيطانية وكهانها وملوكها الذين يقتاتون على استعباد شعوبهم والبسطاء وامتصاص أموالهم وهتك أعراضهم وذبح فلذات أكبادهم قرابينا لآلهتهم المزعومة !!!.. ولذلك كانت شعوبهم - عند معرفتهم بقدوم المسلمين - هي مِن أوائل مَن ينقلب عليهم لصالح الإسلام الذي يدخلون فيه أفواجا ...
راجع تاريخ الفتوحات الإسلامية في جنوب وشرق آسيا وفي شمال غرب وجنوب أفريقيا ...

ولعلك تعرف - أو لا تعرف - أنه حتى القبائل البسيطة في أسيا وأفريقيا كانت تتحول بكل سهولة - وإلى الآن - من معتقداتها الوثنية - التي بالآلاف - لأنها كلها صور محرفة لديها عن حقيقة واحدة وهي الإله الواحد عز وجل - أو الإله الأكبر أو الروح الأعظم - لدى هذه الشعوب !

ولذلك - وهذه مهمة جدا زميلي فتح الله عليك - :
كان الكثير من هذه الشعوب يدخل الإسلام (( من غير حرب )) أو حتى من قبل أن يصل إليهم الفاتحون (( أي فقط من سمعتهم السابقة لهم )) أو فقط من (( مجرد الاحتكاك بالتجار والمسلمين الوافدين إليهم )) !! واقرأ تاريخ دخول جنوب شرق أسيا للإسلام - وخاصة إندونيسيا - لتعرف ذلك !!

وأخيرا لأني سأخرج من المنتدى الآن ...
يمكنك الاطلاع على الرابط التالي كمثال لإسلام إحدى قرى أفريقيا بأكملها :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/10/blog-post_1137.html

وذلك لتلمس مدى بساطة الدخول في الإسلام فطريا ..
وهذا رابط عن منجزات الداعية الدكتور عبد الرحمن السميط في أفريقيا وحده و 11 مليون أفريقي أسلم بسببه !!
http://abohobelah.blogspot.com/2012/10/blog-post_5990.html

وهذا رابط أرجو من الله تعالى أن تتجول فيه بروية وتأني وحيادية وقلب مفتوح وعقل واع - أنت وصاحبك الألماني - لتحكم بنفسك :
يدخلون الإسلام :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/08/blog-post_4010.html

ومن الرابط الرابع منه أنقل لك على حدة :
قصص وفيديوهات إسلام قساوسة وغيرهم من مصر والعالم :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/09/blog-post_7394.html

وهو الرابط الذي نقلت لك منه قصة القرية أعلاه والشيخ عبد الرحمن سميط رحمه الله وستجد غيرهم ..

وأخيرا : رابط كشف أكاذيب انتشار الإسلام بالسيف ومقارنته بغيره من الأديان لتقف بنفسك على سموه التشريعي والأخلاقي في كل زمان ومكان :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/08/blog-post_17.html

وهو الرابط الذي نقلت لك منه المشاركات الثلاثة الأولى في ردودي عليك هنا ..

والله الهادي سبحانه ...

قيصر الاسدي
07-06-2014, 07:06 PM
هدانا الله وإياك زميلي ...

إذا أردت إجابتي على سؤالك الأول :
فإن كلامك يفتقد إلى الدقة في صياغته .. وهي إن كانت بصورة صغيرة : ولكني أعلم أنها تورث شبهة لديك ولدى غيرك .. لذا :

فهناك فرق بين قولي :



وبين قولك :



فأولا :
تعبير ( كل الوسائل ) لا يتماشى مع الإسلام الذي لا يحد من قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) ولا يستثني منها إلا الضرورة المُهلكة ..

وثانيا :
تعبير ( نشر الإسلام ) هنا : إذا أردت به ( نشره ولو بالجبر ) .. فهو غير مقصود كلامي أو شرع الله عز وجل ..
وأما إذا أردت به ( نشر رسالة الإسلام ودعوة الناس في كل مكان إليه وتعريفهم الصحيح به ) : فهذا هو ...

وفي ضوء تلك التوضيحات يمكنك تقييم فهمك لكلامي ...
-------------------

وأما بالنسبة لسؤالك :



فالواقع التاريخي يشهد أنه ما من دين وثني لا يعبد الله عز وجل - الإله المعروف لدينا ولدى أهل الكتاب - إلا وكان من أوائل الداخلين في الإسلام بعد وصوله رسالته وفهمه وإلا : كيف يستوي في الفطرة التوحيد ثم الشرك والتحريف وعبادة الحيوانات والكواكب والشجر والأشخاص ؟!!.. ولذلك فإن الحروب التي وقعت - وهي معدودة جدا - لم يُحارب منهم المسلمين إلا قادة هذه الأديان الوثنية البشرية الشيطانية وكهانها وملوكها الذين يقتاتون على استعباد شعوبهم والبسطاء وامتصاص أموالهم وهتك أعراضهم وذبح فلذات أكبادهم قرابينا لآلهتهم المزعومة !!!.. ولذلك كانت شعوبهم - عند معرفتهم بقدوم المسلمين - هي مِن أوائل مَن ينقلب عليهم لصالح الإسلام الذي يدخلون فيه أفواجا ...
راجع تاريخ الفتوحات الإسلامية في جنوب وشرق آسيا وفي شمال غرب وجنوب أفريقيا ...

ولعلك تعرف - أو لا تعرف - أنه حتى القبائل البسيطة في أسيا وأفريقيا كانت تتحول بكل سهولة - وإلى الآن - من معتقداتها الوثنية - التي بالآلاف - لأنها كلها صور محرفة لديها عن حقيقة واحدة وهي الإله الواحد عز وجل - أو الإله الأكبر أو الروح الأعظم - لدى هذه الشعوب !

ولذلك - وهذه مهمة جدا زميلي فتح الله عليك - :
كان الكثير من هذه الشعوب يدخل الإسلام (( من غير حرب )) أو حتى من قبل أن يصل إليهم الفاتحون (( أي فقط من سمعتهم السابقة لهم )) أو فقط من (( مجرد الاحتكاك بالتجار والمسلمين الوافدين إليهم )) !! واقرأ تاريخ دخول جنوب شرق أسيا للإسلام - وخاصة إندونيسيا - لتعرف ذلك !!

وأخيرا لأني سأخرج من المنتدى الآن ...
يمكنك الاطلاع على الرابط التالي كمثال لإسلام إحدى قرى أفريقيا بأكملها :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/10/blog-post_1137.html

وذلك لتلمس مدى بساطة الدخول في الإسلام فطريا ..
وهذا رابط عن منجزات الداعية الدكتور عبد الرحمن السميط في أفريقيا وحده و 11 مليون أفريقي أسلم بسببه !!
http://abohobelah.blogspot.com/2012/10/blog-post_5990.html

وهذا رابط أرجو من الله تعالى أن تتجول فيه بروية وتأني وحيادية وقلب مفتوح وعقل واع - أنت وصاحبك الألماني - لتحكم بنفسك :
يدخلون الإسلام :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/08/blog-post_4010.html

ومن الرابط الرابع منه أنقل لك على حدة :
قصص وفيديوهات إسلام قساوسة وغيرهم من مصر والعالم :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/09/blog-post_7394.html

وهو الرابط الذي نقلت لك منه قصة القرية أعلاه والشيخ عبد الرحمن سميط رحمه الله وستجد غيرهم ..

وأخيرا : رابط كشف أكاذيب انتشار الإسلام بالسيف ومقارنته بغيره من الأديان لتقف بنفسك على سموه التشريعي والأخلاقي في كل زمان ومكان :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/08/blog-post_17.html

وهو الرابط الذي نقلت لك منه المشاركات الثلاثة الأولى في ردودي عليك هنا ..

والله الهادي سبحانه ...

شكرا جزيلا لك ابو حب الله ... واعدك اني سأمعن التفكير بكلامك واجاباتك وسأطلع مليا على الروابط التي ادرجتها ... الى لقاء .....

قيصر الاسدي
07-07-2014, 06:46 PM
أشعر بأن المدعو قيصراً يريد توجيه دفة الحوار كما يشاء ليجبرنا جبراً أن نقول ما في باله بالطريقة التي يريدها .

يا مسلم اسود ....
بدل أن تشغل فكرك وتبذل جهدك في التكهنات ... لماذا لا تدلي بدلوك وتطرح اجابتك ... لا بالطريقة التي اريدها أو التي تريدها انت .. بل بطريقة الحقيقة المحضة الخالية من أي تزييف أو تزويق أو لف ودوران ... وها انا ذا اعيد طرح سؤالي عليك بصيغة اخرى لعلك تجيب بشكل مباشر ومختصر ( بنعم أو لا ) وأظن أن طلبي ليسا صعبا ..
السؤال : هل دين الاسلام يجيز للمسلمين استخدام القوة من اجل نشر الاسلام اكرر من اجل نشر الاسلام ؟ ارجو منك الاجابة بنعم أو لا اذا سمحت ....

قيصر الاسدي
07-07-2014, 07:04 PM
يا ابا حب الله قولك :
( فالواقع التاريخي يشهد أنه ما من دين وثني لا يعبد الله عز وجل - الإله المعروف لدينا ولدى أهل الكتاب - إلا وكان من أوائل الداخلين في الإسلام بعد وصوله رسالته وفهمه وإلا : كيف يستوي في الفطرة التوحيد ثم الشرك والتحريف وعبادة الحيوانات والكواكب والشجر والأشخاص ؟!!.. ولذلك فإن الحروب التي وقعت - وهي معدودة جدا - لم يُحارب منهم المسلمين إلا قادة هذه الأديان الوثنية البشرية الشيطانية وكهانها وملوكها الذين يقتاتون على استعباد شعوبهم والبسطاء وامتصاص أموالهم وهتك أعراضهم وذبح فلذات أكبادهم قرابينا لآلهتهم المزعومة !!!.. ولذلك كانت شعوبهم - عند معرفتهم بقدوم المسلمين - هي مِن أوائل مَن ينقلب عليهم لصالح الإسلام الذي يدخلون فيه أفواجا ...
راجع تاريخ الفتوحات الإسلامية في جنوب وشرق آسيا وفي شمال غرب وجنوب أفريقيا ...

ولعلك تعرف - أو لا تعرف - أنه حتى القبائل البسيطة في أسيا وأفريقيا كانت تتحول بكل سهولة - وإلى الآن - من معتقداتها الوثنية - التي بالآلاف - لأنها كلها صور محرفة لديها عن حقيقة واحدة وهي الإله الواحد عز وجل - أو الإله الأكبر أو الروح الأعظم - لدى هذه الشعوب !

ولذلك - وهذه مهمة جدا زميلي فتح الله عليك - :
كان الكثير من هذه الشعوب يدخل الإسلام (( من غير حرب )) أو حتى من قبل أن يصل إليهم الفاتحون (( أي فقط من سمعتهم السابقة لهم )) أو فقط من (( مجرد الاحتكاك بالتجار والمسلمين الوافدين إليهم )) !! واقرأ تاريخ دخول جنوب شرق أسيا للإسلام - وخاصة إندونيسيا - لتعرف ذلك !!
عذرا ولكني ارى انك لم تجب عن سؤالي ( كيف تتعاملون مع من لا تنطبق عليهم احكام اهل الذمة ان ابوا الدخول في الاسلام ؟ ما هو حكمهم الشرعي حتى وان كان شخص واحد فقط ؟

إلى حب الله
07-07-2014, 11:47 PM
عذرا ولكني ارى انك لم تجب عن سؤالي ( كيف تتعاملون مع من لا تنطبق عليهم احكام اهل الذمة ان ابوا الدخول في الاسلام ؟ ما هو حكمهم الشرعي حتى وان كان شخص واحد فقط ؟

كان الخلاف فيهم محصورٌ في هل تؤخذ منهم جزية مثل اليهود والنصارى (كأهل كتاب) ومثل مجوس هجر (وهم وثنيين عباد النار) أم لا ؟ والسبب أن رسول الله لم يأخذ جزية من مشركي قريش الوثنيين عباد الأصنام .. والصواب : أنه لم تظهر شوكة دولة الإسلام على مشركي جزيرة العرب إلا بعد فتح مكة .. وساعتها لم يكن هناك مجال لأخذ جزية منهم أصلا !! وذلك لدخول أغلب جزيرة العرب الإسلام ساعتها فعمت الرسالة ولم يبق للمشركين شوكة - راجع تاريخ الإسلام من بعد فتح مكة وفي عهد الخلفاء الراشدين ومَن بَعدَهم - .. وهو ظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب .. ولكن في التحريش بينهم" رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره ..
وأتركك مع الشرح التالي وإجابة سؤالك أفضل مع ابن القيم رحمه الله من كتابه الماتع (زاد المعاد) يقول :


فلما نزلت آية الجزية ، أخذها صلى الله عليه وسلم من ثلاث طوائف : من المجوس ، واليهود ، والنصارى ، ولم يأخذها من عباد الأصنام . فقيل : لا يجوز أخذها من كافر غير هؤلاء ، ومن دان بدينهم ، اقتداء بأخذه وتركه . وقيل بل تؤخذ من أهل الكتاب وغيرهم من الكفار كعبدة الأصنام من العجم دون العرب ، والأول : قول الشافعي رحمه الله وأحمد في إحدى روايتيه . والثاني : قول أبي حنيفة ، وأحمد رحمهما الله في الرواية الأخرى .

وأصحاب القول الثاني : يقولون إنما لم يأخذها من مشركي العرب ؛ لأنها إنما نزل فرضها بعد أن أسلمت دارة العرب ، ولم يبق فيها مشرك ، فإنها نزلت بعد فتح مكة ، ودخول العرب في دين الله أفواجا ، فلم يبق بأرض العرب مشرك ، ولهذا غزا بعد الفتح تبوك ، وكانوا نصارى ، ولو كان بأرض العرب مشركون ، لكانوا يلونه ، وكانوا أولى بالغزو من الأبعدين .

ومن تأمل السير ، وأيام الإسلام ، علم أن الأمر كذلك ، فلم تؤخذ منهم الجزية لعدم من يؤخذ منه ، لا لأنهم ليسوا من أهلها ، قالوا : وقد أخذها من المجوس ، وليسوا بأهل كتاب ولا يصح أنه ( كان لهم كتاب ورفع ) وهو حديث لا يثبت مثله ، ولا يصح سنده .

ولا فرق بين عباد النار ، وعباد الأصنام بل أهل الأوثان أقرب حالا من عباد النار ، وكان فيهم من التمسك بدين إبراهيم ما لم يكن في عباد النار ، بل عباد النار أعداء إبراهيم الخليل ، فإذا أخذت منهم الجزية فأخذها من عباد الأصنام أولى ، وعلى ذلك تدل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت عنه في " صحيح مسلم " أنه [ ص: 140 ] قال : ( إذا لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى إحدى خلال ثلاث ، فأيتهن أجابوك إليها ، فاقبل منهم ، وكف عنهم " . ثم أمره أن يدعوهم إلى الإسلام ، أو الجزية أو يقاتلهم ) .

وقال المغيرة لعامل كسرى : ( أمرنا نبينا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله ، أو تؤدوا الجزية ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش : ( هل لكم في كلمة تدين لكم بها العرب ، وتؤدي العجم إليكم بها الجزية . قالوا : ما هي ؟ قال " لا إله إلا الله ) .


وقد وجدت نقلا آخرا له - أي ابن القيم رحمه الله - هو من أجمل ما قيل - والحمد لله أن وافق قولي قوله - حيث ذكر في كتابه الماتع (هداية الحيارى) :


أكثر الأمم دخلوا في الإسلام طوعا ورغبة واختيارا، لا كرها ولا اضطرارا، فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا إلى أهل الأرض وهم خمسة أصناف قد طبقوا الأرض: يهود، ونصارى، ومجوس، وصابئة، ومشركون ـ

وهذه الأصناف هي التي كانت قد استولت على الدنيا من مشارقها إلى مغاربها... وأديان أهل الأرض لا تخرج عن هذه الأديان الخمسة، ودين الحنفاء لا يعرف فيهم البتة..

وهذه الأديان الستة مذكورة في آية الفصل في قوله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد ـ

فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم استجاب له ولخلفائه بعده أكثر الأديان طوعا واختيارا، ولم يكره أحدا قط على الدين، وإنما كان يقاتل من يحاربه ويقاتله، وأما من سالمه وهادنه فلم يقاتله ولم يكرهه على الدخول في دينه، امتثالا لأمر ربه سبحانه، حيث يقول: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ـ

وهذا نفي في معنى النهي، أي: لا تكرهوا أحدا على الدين.. والصحيح أن الآية على عمومها في حق كل كافر، وهذا ظاهر على قول مَن يجوز أخذ الجزية من جميع الكفار، فلا يُكرهون على الدخول في الدين، بل إما أن يدخلوا في الدين وإما أن يعطوا الجزية، كما يقوله أهل العراق وأهل المدينة.

ولله تعالى الحمد والمنة ..
وأعتذر عن تأخر الرد للانشغال وضيق الوقت ...
هدانا وهداك الله ..

د. هشام عزمي
07-08-2014, 01:48 AM
المسلمون - في الجملة - يعيشون أحد أشد عصور إنحطاطهم الحضاري ، فليس من المنطقي أن يحتل الحديث عن الغزوات والجزية وغيرها القسم الأكبر في حوارنا مع المخالفين .. والأسئلة الأهم بالنسبة لنا كشعوب ودول هو : ماذا يريد منا الغرب ؟ إلى أي مدى سيستمرون في امتصاص ثرواتنا بمساعدة عملائهم في الداخل ؟ نحن أحق بهذا السؤال في الوقت الحاضر من الغربيين ..

أما إذا امتلكت بلاد الإسلام القوة السياسية والعسكرية المتفوقة فأظن أنها ستكون أكثر رحمة بالأمم والشعوب الأخرى غير المسلمة مما لو كان الأمر بالعكس كما هو حاصلٌ في عصرنا الحاضر ، وما الحروب والنزاعات الحربية إلا وسائل للدين وليست غاية أبدًا ، فإذا كان المجتمع الدولي يسمح بحرية بلوغ رسالة الإسلام ويمنع الإساءات للإسلام ومقدساته فلا مبرر للحروب ، وإنما تكون الحرب في حالات العدوان أو اضطهاد الرعايا المسلمين أو غيرها من الأسباب التي تقوم بسببها الحروب في عالمنا الحاضر .. أما في حالة جهاد الطلب ، فالغرض منه ليس بناء امبريالية إسلامية ، حاشا لله ، بل ستكون ثروات الشعوب ملكًا لها ، وتكون ثروات ومقدرات هذه الشعوب محفوظة غير منهوبة ولا مسلوبة كما يحض الإسلام في حق كل مسلم وكافر .. والجزية تفرض على أهل الكتاب والمشركين على القول الراجح من كلام العلماء الذي تعضده الأدلة وآثار السلف وسير الفتوحات الإسلامية في بلاد الكفار ، والله أعلم .

ابن سلامة القادري
07-08-2014, 03:19 AM
قيصر أسدي، لولا جعلت سؤالك منذ البداية مباشراً : أنت كافر مقيم على كفرك بين المسلمين و لست من أهل الكتاب فماذا سيُفعل بك في دولة إسلامية تحكم بما أنزل الله إذا قامت، هل تُقتل أم يجري عليك ما يجري على أهل الكتاب ؟
لا تخف و لا ترتعد من الموت .. فالأسوء ما بعده زميلي إن أنت متَّ على كفرك بالله ربك و خالقك و فاطرك و هاديك لأقوم سبيل،

على الأرجح ليس يختلف حكمك عن حكم أهل الكتاب لما ذهب إليه أهل العلم :

- قال الشيخ ناصر الدين الألباني (المتوفى : 1420هـ) في كتابه ''إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل'' في تعقيبه على حديث في غزو المجوس (عبّاد النار من دون خالق النار) :
واللفظ للبخاري وسياق البيهقي أتم وقال عقبه : " وفيه دلالة على أخذ الجزية من المجوس - والله أعلم - فقد كان كسرى وأصحابه مجوسا " . قلت : ومثله في الدلالة حديث بريدة الآتي بعده فإن فيه : " وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال . . . . فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . . " بل هو أعم في الدلالة فان لفظ " المشركين " يعم الكفار جميعا سواء كان لهم شبهة كتاب كالمجوس أو ليس لهم الشبهة كعباد الأوثان فتأمل.

- و كذا جاء في ''الموسوعة الفقهية'' لعلماء الحجاز :
ذهب مالك في قول وهو الراجح عند المالكية ، والأوزاعي إلى أن الجزية تقبل من جميع الكفار ، ومنهم المشركون وعبدة الأوثان ، سواء أكانوا من العرب ، أم من العجم ، وسواء أكانوا قرشيين أم غير قرشيين . واستدلوا لذلك بحديث بريدة قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية ، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله . . . وقال : اغزوا باسم الله . وإذا لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم » وذكر من هذه الخصال الجزية .
فقوله صلى الله عليه وسلم : « عدوك من المشركين » إما أن يكون خاصا بعبدة الأوثان ونحوهم من غير أهل الكتاب ، وإما أن يكون عاما في جميع الكفار من أهل الكتاب وعبدة الأوثان . وعلى كل منهما يحصل المقصود وهو قبول الجزية من عبدة الأوثان ؛ لأنه لو اختص بغير أهل الكتاب من عبدة الأوثان . فالحديث يفيد قبول الجزية من عبدة الأوثان ، وإذا كان عاما فيستفاد منه أيضا قبول الجزية من عبدة الأوثان وأهل الكتاب .
واستدلوا لقبول الجزية من عبدة الأوثان بالقياس على أهل الكتاب والمجوس . ونقل عن مالك أن الجزية تقبل من جميع الكفار إلا مشركي قريش . وقد أخذ بهذا النقل كل من ابن رشد صاحب المقدمات ...

مسلم أسود
07-08-2014, 03:31 AM
السؤال : هل دين الاسلام يجيز للمسلمين استخدام القوة من اجل نشر الاسلام اكرر من اجل نشر الاسلام ؟

الحق أن السؤال - و أرجو أن يكون بغير قصد - ملغوم و لا يحتمل إجابة مباشرة بنعم أو لا . و قد بين لك الأستاذ أبو حب الله فما الذي تجادل فيه أكثر ؟ و ماذا تعني أصلاً حين تذكر "استخدام القوة" ؟ هل تقصد الصورة الكاذبة التي يفتريها أعداء الإسلام عن المسلمين "الوحشين" الذين يقتلون من لا يعجبهم شكله ؟ إن كان كذلك فلا و لتطمئن .

ابن سلامة القادري
07-08-2014, 04:41 AM
لا ننسى أن هناك وضعية ثالثة و هي وضعية الكافر العربي المرتد عن دين الإسلام و هذا حكمه معلوم .. و الأولى أن يبادر الحاكم المسلم بإقامة الحد عليه أولا لإظهاره الكفر في بلاد الإسلام و ثانيا حتى لا يورث كفره لبنيه في بيئة مسلمة نظيفة. اللهم سلّم

مسلم أسود
07-08-2014, 06:11 AM
لا ننسى أن هناك وضعية ثالثة و هي وضعية الكافر العربي المرتد عن دين الإسلام و هذا حكمه معلوم .. و الأولى أن يبادر الحاكم المسلم بإقامة الحد عليه أولا لإظهاره الكفر في بلاد الإسلام و ثانيا حتى لا يورث كفره لبنيه في بيئة مسلمة نظيفة. اللهم سلّم



هل فاتني شيء أم أن للعروبة دخلاً ؟

ابن سلامة القادري
07-08-2014, 06:19 AM
هل فاتني شيء أم أن للعروبة دخلاً ؟

لا لم يفتك شيء أخي .. بصيغة أخرى : الملاحدة و اللادينيون العرب معنيون أكثر من غيرهم طالما أن أكثر حواراتنا موجهة إليهم فهم من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا و تحديدا زملائنا في الصرح هداهم الله .. كما أن الحجة القائمة عليهم لكونهم عربا يتكلمون و يفهمون لغة القرآن هي آكد و أعظم .. و على قدر البينة يكون الأخذ و العذاب عند الله تعالى.
أرجو أني أوصلت الفكرة أخي مسلم.

قيصر الاسدي
07-08-2014, 08:55 AM
ابو حب الله ... رفيقي الصبور في رحلتي الحوارية هذه .. لا تعتذر عن التأخير فمثلك من يجب أن اعتذر منه عن كثرة الحاحي في الأسئلة التي هدفي منها تكوين صورة واضحة المعالم عما يريده المسلمون في وقتنا الحالي من باقي شعوب الارض ....
طيب يا ابا حب الله ....
من خلال اجاباتك فهمت ان المسلمين واجب عليهم نشر الاسلام بكل الوسائل المتاحة سمعية وبصرية وقد شرع لهم القتال ايضا من اجل نشر الاسلام .. وقد اوضحت مشكورا الاسباب والدوافع من اجل هكذا حكم ... والذي فهمته ايضا ان الذي يرفض الدخول في الاسلام سواء كان من اهل الذمة او من غيرهم يمكن ان يدفع الجزية لينال الامان وقد اوضحت مشكورا الية دفع الجزية ومقدارها وعلى من تجب وووو .......................
يا ابا حب الله ...
ماذا عن النظام الاجتماعي للبلدان المفتوحة ؟ طقوسهم وشعائرهم الدينية ومعابدهم سواء كانوا من اهل الذمة او من غيرهم من اصحاب الديانات الارضية ؟ ماذا عن طريقة عيش هذه الشعوب على سبيل المثال لا الحصر ( مسألة الحجاب ان كانت نسائهم لا تتحجب , مسألة الغناء والرقص ودور السينما وجميع المرافق السياحية , مسألة الخمر ونوادي بيعها ووووووو....... ) ؟
هل سيترك المسلمون شعوب هذه البلدان المفتوحة على ما هم عليه من طقوس وشعائر ومعابد ووووكل ما تقدم ويكتفوا بأخذ الجزية منهم ؟
ارجو منك التوضيح ولا تعجل فلست على عجل ..............

ابن سلامة القادري
07-08-2014, 12:14 PM
ابو حب الله ... رفيقي الصبور في رحلتي الحوارية هذه ..




و الباقي تخشى أن يقطع رأسك قبل أن يَيْنع و يحينَ قِطافُه :): ؟ هههههه
أعظم شيء في الإسلام هو الإحسان خاصة مع الضعيف و من لا يعلم و أنه قد جعل الله فيه لكل شيء قدرا تماما مثل الكون الذي خلقه .. و تكفيك هذه لتعلم أنه الدين الحق و ليس خلطة أو طبخة من عند طباخ !

قيصر الاسدي
07-08-2014, 01:25 PM
و الباقي تخشى أن يقطع رأسك قبل أن يَيْنع و يحينَ قِطافُه :): ؟ هههههه
أعظم شيء في الإسلام هو الإحسان خاصة مع الضعيف و من لا يعلم و أنه قد جعل الله فيه لكل شيء قدرا تماما مثل الكون الذي خلقه .. و تكفيك هذه لتعلم أنه الدين الحق و ليس خلطة أو طبخة من عند طباخ !



ها قد عدنا لحديث قطع الروؤس , والذبح بالسكين , والحرق بالنيران ..... ما بالك يا هذا انه اسلوب الفاشلين الذين لا يملكون حجة مقنعة ... انصحك كصاحبك الذي سبقك بأخذ قسط من الراحة واستشارة طبيب نفسي ودعني ورفيقي نكمل حوارنا بسلام ......... سلام يا هذا .

ابن سلامة القادري
07-08-2014, 01:36 PM
ها قد عدنا لحديث قطع الروؤس , والذبح بالسكين , والحرق بالنيران ..... ما بالك يا هذا انه اسلوب الفاشلين الذين لا يملكون حجة مقنعة ... انصحك كصاحبك الذي سبقك بأخذ قسط من الراحة واستشارة طبيب نفسي ودعني ورفيقي نكمل حوارنا بسلام ......... سلام يا هذا .


يا راااااجل إنما أردت أن أطمئنك فلماذا حملت كلامي على غير محمل :):؟!
كما لا أرى أن في كلامي (و هو من قبيل المزح) ما يمنع أن تكمل حوارك مع أستاذنا الفاضل .. فلتكمل بسلام هداك الله سبل السلام.

إلى حب الله
07-08-2014, 10:30 PM
أجيب عليك بعد عودتي الليلة إن شاء الله ..

إلى حب الله
07-09-2014, 12:05 PM
ماذا عن النظام الاجتماعي للبلدان المفتوحة ؟ طقوسهم وشعائرهم الدينية ومعابدهم سواء كانوا من اهل الذمة او من غيرهم من اصحاب الديانات الارضية ؟ ماذا عن طريقة عيش هذه الشعوب على سبيل المثال لا الحصر ( مسألة الحجاب ان كانت نسائهم لا تتحجب , مسألة الغناء والرقص ودور السينما وجميع المرافق السياحية , مسألة الخمر ونوادي بيعها ووووووو....... ) ؟
هل سيترك المسلمون شعوب هذه البلدان المفتوحة على ما هم عليه من طقوس وشعائر ومعابد ووووكل ما تقدم ويكتفوا بأخذ الجزية منهم ؟
ارجو منك التوضيح ولا تعجل فلست على عجل ..............

أعتذر عن عدم الإجابة بالأمس ..
فهذه الأيام لدينا ضغوطات عمل قبل غلق بعض الجهات الرسمية هنا لاستقبال أعمال المكتب ..

سأجيبك باختصار الآن حتى لا تتأخر معي وقد تكون شغوفا بالإجابة ..
على أن أضع لك بعض النقولات الهامة الفقهية والتاريخية حين يتيسر إن شاء الله - لأني أعمل صباحا وبعد التراويح -
-------------

رأينا من قبل أن حال الأمم المدعوة إلى الإسلام والمتاخمة لدولة الإسلام على ثلاث :
# إما الدخول في الإسلام .. وساعتها تتغير العادات الاجتماعية الفاسدة إلى صالحة مثل : عبادة الأصنام والأوثان والبشر والأضرحة والقبور والكواكب والنجوم إلخ + شرب الخمر المفضي لغياب العقل وجرائمه + الزنا المُفسد لبناء الأسرة والمجتمع وضياع الأولاد واختلاط الأنساب واقتتال الأفراد على جرائم الخيانة ونحوه إلى آخر هذه الأباطيل ..
# إما المُسالمة ودفع جزية سنوية .. وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها .. ولكنها تدفع جزية سنوية إلى المسلمين ..
# إما الحرب أو الفتح .. حيث في حال غلبة المسلمين وفتحهم لبلد ما : فيكون على أهلها جزية سنوية محدودة كما تقدم شرحه : ويكون التصرف التالي من المسلمين :

1... الإبقاء على الآثار التاريخية - لأنها من تراث الشعوب وحقها - إلا ما كان فيه عبادة لغير الله ظاهرة مثل التماثيل .. فهذه يمنع المسلمون المشركين مِن عبادتها مِن دون الله .. وإن استطاعوا هدمها أو إزالتها أو كسرها فعلوا حسب استطاعتهم .. أما إن كانت من الضخامة والصلابة بالصورة التي يشق عليهم ذلك أو استغرق منهم أوقاتهم التي هي أولى بالعبادة والجهاد تركوها وليس عليهم حرج ..

2... ترك دور العبادة كما هي ومسالمة أهلها طالما لم يُظاهروا بشركهم وطقوسهم في الحياة العامة والطرقات ..

3... عدم تسور بيوت الكافرين ومبانيهم والتجسس عليهم لرؤية ما فيها من أباطيل ومنكرات (مثل شرب الخمر أو الزنا ونحوه إن كان مباحا عندهم) .. وعدم مؤاخذتهم إلا إذا ظاهروا بها في العيان في الحياة العامة وفي الطرقات ليُصيبوا غيرهم بأذى أو فتنة أو غواية .. فساعتها تسري عليهم أحكام الإسلام ..

4... ترك كل أهل ملة ودين إلى أحكام ملتهم أو دينهم التي يتعايشون ويحتكمون إليها لتفصل بينهم : إلا إذا تراضوا على الاحتكام بأنفسهم إلى شرع الإسلام ..

5... بالنسبة للحجاب : فتلتزم النساء بعدم كشف عوراتها في الحياة العامة والطرقات .. ولهن أن يبدين وجوههن أو شعرهن مع زيهن المحلي الذي اعتدن عليه ولا بأس ..

فكما ترى زميلي : حياة الإسلام هي حياة الطهر والعفاف وسلامة المجتمع من الفساد والباطل الذي يُحاصر حتى لا يفتن غيره وحتى يستشعر أصحابه نفسيا أن فعله مذموم وحقه الإخفاء لا المجاهرة والإظهار ..
ووالله لن تجد شيئا حرمه الإسلام إلا وفي تحريمه السلامة والعقل .. ولن تجد شيئا أحله الإسلام إلا وفيه كل خير .. ولذلك كانت تترك الشعوب أباطيلها وفساد ما هي عليه دينيا واجتماعيا لتدخل في الإسلام طواعية وبعدما عايشوا نقائه وصفائه وأفضليته للفرد والأسرة المجتمع ولله الحمد والمنة ..

هذا ما لدي باختصار ...
ولعلي أدخل قريبا لوضع بعض النقولات كما قلت - أو يتفضل أحد الإخوة الكرام بذلك - ..
والله الهادي سبحانه ..

ابن سلامة القادري
07-09-2014, 12:34 PM
الحوار على هذا الرابط مع ما تضمنه من نقولات قد يفيد الزميل أيضا نرجو له التوفيق و السداد و لتكتمل لديه الصورة عن كيان الدولة الاسلامية التي من المفترض أن تكون -و كما كانت - أرقى الدول حضارة حكما سياسة مجتمعا اقتصادا و علوما .., إلخ :

بماذا أفاد المسلمون العالم؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56578-%C8%E3%C7%D0%C7-%C3%DD%C7%CF-%C7%E1%E3%D3%E1%E3%E6%E4-%C7%E1%DA%C7%E1%E3%BF)

و لينظر هنا أيضا :

رقي الإسلام (متجدد) (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56005-%D1%DE%ED-%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3-(%E3%CA%CC%CF%CF))

و هنا :

رقي الإسلام في عيون الغربيين .. إلى من يمجدهم (متجدد) (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56276-%D1%DE%ED-%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3-%DD%ED-%DA%ED%E6%E4-%C7%E1%DB%D1%C8%ED%ED%E4-%C5%E1%EC-%E3%E4-%ED%E3%CC%CF%E5%E3-(%E3%CA%CC%CF%CF))

قيصر الاسدي
07-09-2014, 11:57 PM
أبو حب الله ....
بخصوص الحالين الاول والثالث فلي معك بخصوصهما حديث في وقت اخر .........
أما الحال الثاني والذي هو حسب قولك ( إما المُسالمة ودفع جزية سنوية .. وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها .. ولكنها تدفع جزية سنوية إلى المسلمين .. ) فعندي اشكال بخصوصه وأوضح هذا الاشكال بشكل افتراضي وكما يلي :
لو افترضنا أن الغلبة للمسلمين وفتحوا جميع دول العالم وتراضوا معهم حسب هذا الشرط ( المسالمة ودفع الجزية ) فأين دعوى تشريع القتال من اجل نشر الاسلام ان كانت احدى فقرات هذا الشرط ( تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها ) ؟ ألا ترى معي أن الغرض من تشريع القتال تحول من نشر الاسلام الى جلب مكاسب مادية لا اكثر ؟

ابن سلامة القادري
07-10-2014, 12:49 AM
دعوى تشريع القتال من اجل نشر الاسلام


هنا المغالطة يا زميلنا قيصر : تشريع القتال لم يكن لأجل نشر الإسلام قسرا كما يقتضي قولك و لا لمصلحة مادية كما ترمي .. و ما كل هذا الشريط الحواري بينك و بين الأستاذ أبو حب الله إلا ليمحو هذه الصورة القاتمة من ذهنك و لما تنمحي بعد ...

تشريع القتال هو بالأساس حصانة و ضمانة لنشر الإسلام ممن يصد عنه أن تصل رسالته إلى آفاق الأرض و لإظهار دين الله في الأرض على الأديان كلها .. و ليتفضل شيخنا بالتوضيح أكثر جزاه الله خيرا.

قيصر الاسدي
07-10-2014, 01:07 AM
هنا المغالطة يا زميلنا قيصر : تشريع القتال لم يكن لأجل نشر الإسلام قسرا كما يقتضي قولك و لا لمصلحة مادية كما ترمي .. و ما كل هذا الشريط الحواري بينك و بين الأستاذ أبو حب الله إلا ليمحو هذه الصورة القاتمة من ذهنك و لما تنمحي بعد ...

تشريع القتال هو بالأساس حصانة و ضمانة لنشر الإسلام ممن يصد عنه أن تصل رسالته إلى آفاق الأرض و لإظهار دين الله في الأرض على الأديان كلها .. و ليتفضل شيخنا بالتوضيح أكثر جزاه الله خيرا.


يا ابن سلامة يا عزيزي لست انا من قال هذا الكلام بل هو رفيقي ( أبو حب الله ) حيث قال في المداخلة رقم 29 ما نصه ( تعبير ( نشر الإسلام ) هنا : إذا أردت به ( نشره ولو بالجبر ) .. فهو غير مقصود كلامي أو شرع الله عز وجل ..
وأما إذا أردت به ( نشر رسالة الإسلام ودعوة الناس في كل مكان إليه وتعريفهم الصحيح به ) : فهذا هو ...
فليس هناك من مغالطة .... حيث اني لم اذكر كلمة قسرا مطلقا أو كلمة جبرا فلم حملته على المعنى الاول ولم تحمله على المعنى الثاني الذي وضحه مشكورا ابو حب الله ...
رفقا بي يا ابن سلامة فاني مريض لا تتعبني ولا تشتت الموضوع ارجوك ان كان لديك اجابة مباشرة عن الاشكال الذي طرحته فتفضل حبا وكرامة .............

ابن سلامة القادري
07-10-2014, 01:16 AM
يا ابن سلامة يا عزيزي لست انا من قال هذا الكلام بل هو رفيقي ( أبو حب الله ) حيث قال في المداخلة رقم 29 ما نصه ( تعبير ( نشر الإسلام ) هنا : إذا أردت به ( نشره ولو بالجبر ) .. فهو غير مقصود كلامي أو شرع الله عز وجل ..
وأما إذا أردت به ( نشر رسالة الإسلام ودعوة الناس في كل مكان إليه وتعريفهم الصحيح به ) : فهذا هو ...
فليس هناك من مغالطة .... حيث اني لم اذكر كلمة قسرا مطلقا أو كلمة جبرا فلم حملته على المعنى الاول ولم تحمله على المعنى الثاني الذي وضحه مشكورا ابو حب الله ...
رفقا بي يا ابن سلامة فاني مريض لا تتعبني ولا تشتت الموضوع ارجوك ان كان لديك اجابة مباشرة عن الاشكال الذي طرحته فتفضل حبا وكرامة .............


ههههه طيب قلت هذا ما يقتضيه قولك و حاولت تجريده و تصفيته فحسب من زعم بالإقتضاء فحسب .. و لهذا أرجو أن تركز على الثانية و هي : و لا لمصلحة مادية كما ترمي ... و قد أجبناك بخلاصة القول لو تدري يا زميل أن الغاية من تشريع القتال و من ثم الجزية بدل الجبر هي فرض السيادة و تحصين الرسالة من أعدائها حتى تصل إلى غايتها مع أنه كان الأولى بك أن لا تذكر القتال حتى لا تُفهم خطأً من قبل غيري و أن تستعيض عنه بذكر السيادة فقط .. و للأستاذ حفظه الله بيان ذلك.

قيصر الاسدي
07-10-2014, 01:29 AM
ههههه طيب قلت هذا ما يقتضيه قولك و حاولت تجريده و تصفيته فحسب من زعم بالإقتضاء فحسب .. و لهذا أرجو أن تركز على الثانية و هي : و لا لمصلحة مادية كما ترمي ... و قد أجبناك بخلاصة القول لو تدري يا زميل أن الغاية من تشريع القتال و من ثم الجزية بدل الجبر هي فرض السيادة و تحصين الرسالة من أعدائها حتى تصل إلى غايتها مع أنه كان الأولى بك أن لا تذكر القتال حتى لا تُفهم خطأً من قبل غيري و أن تستعيض عنه بذكر السيادة فقط .. و للأستاذ حفظه الله بيان ذلك.


ما هذا يا ابن سلامة ؟؟
هل تلعب معي لعبة ( الحية والدرج ) ؟؟
بعد ان اتفقنا على مصطلح ( نشر الاسلام ) تذكر الان مصطلح جديد ( فرض السيادة و تحصين الرسالة من اعدائها ) ؟؟
ما الذي تعنيه بالضبط بهذا المصطلح الجديد ( فرض السيادة و تحصين الرسالة من اعدائها ) وهل يفرق عن مصطلح ( نشر الاسلام ) بشيء ؟؟؟

ابن سلامة القادري
07-10-2014, 01:35 AM
ما هذا يا ابن سلامة ؟؟
هل تلعب معي لعبة ( الحية والدرج ) ؟؟
بعد ان اتفقنا على مصطلح ( نشر الاسلام ) تذكر الان مصطلح جديد ( فرض السيادة و تحصين الرسالة من اعدائها ) ؟؟
ما الذي تعنيه بالضبط بهذا المصطلح الجديد ( فرض السيادة و تحصين الرسالة من اعدائها ) وهل يفرق عن مصطلح ( نشر الاسلام ) بشيء ؟؟؟


شوف يا زميلي، الحوار بينك و بين الأستاذ على شاكلة ما و هو يحاول تقريب المسألة إلى فهمك بطريقة ما و هو لا يختلف معي بحال و يفهم ما أرمي إليه جيدا فأتركك معه لأن فهمي في ما يبدو قد استعصى عليك إذ لم أتبع معك الخطوات و النقاط الحوارية التي سلكها .. فأستميحك و إياه عذرا، أكمل حوارك أعانك الله حتى تصل إلى المبتغى.

قيصر الاسدي
07-10-2014, 01:41 AM
أبو حب الله ....
بخصوص الحالين الاول والثالث فلي معك بخصوصهما حديث في وقت اخر .........
أما الحال الثاني والذي هو حسب قولك ( إما المُسالمة ودفع جزية سنوية .. وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها .. ولكنها تدفع جزية سنوية إلى المسلمين .. ) فعندي اشكال بخصوصه وأوضح هذا الاشكال بشكل افتراضي وكما يلي :
لو افترضنا أن الغلبة للمسلمين وفتحوا جميع دول العالم وتراضوا معهم حسب هذا الشرط ( المسالمة ودفع الجزية ) فأين دعوى تشريع القتال من اجل نشر الاسلام ان كانت احدى فقرات هذا الشرط ( تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها ) ؟ ألا ترى معي أن الغرض من تشريع القتال تحول من نشر الاسلام الى جلب مكاسب مادية لا اكثر ؟

أبو حب الله ....
اني انتظر الاجابة ....
ولا تعجل فلست على عجل .......

إلى حب الله
07-10-2014, 02:34 AM
أهلا بك زميلي من جديد ...
ولا إشكال عندي إن شاء الله من بيان الإجابات أو اقتباسها مما فات من مشاركاتنا ..

هو كما قال الأخ ابن سلامة .. ولكن ربما أنت تعودت على أسلوبي في الشرح - وهذا شرف لي :) -

تجد إجابة سؤالك في المشاركة 24 حيث قلت لك :



الإسلام يستخدم القوة في الفتوحات الإسلامية لشيء واحد فقط وهو :
ضمان وصول رسالة الله تعالى ودينه الإسلام لكل بقعة مِن بقاع الأرض وضمان حماية من يدخل فيه من أي بلد كان !!..
ولذلك كانت البلد التي لا تقبل الإسلام ولا تريد حرب المسلمين أنها تدفع جزية سنوية .. وهي بمثابة اعتراف ضمني منها بقوة المسلمين مما ينعكس على عدم تعديها على المسلمين الذين تحت يديها أو تصد مَن أراد من شعوبها عن الإسلام ..


وأنا معك إن شاء الله تعالى على طول الخط - بس بناخد إجازة في العشر الأواخر : احترس :)): -

والله يهديك إلى الحق إن شاء الله ...

قيصر الاسدي
07-10-2014, 12:58 PM
ابو حب الله ...........
نحن هنا لسنا في محضر جدال سياسي حيث يستخدم السياسيون فيه شتى العبارات المطاطة التي تقبل اكثر من تأويل ومعنى ........
نحتاج في حوارنا هذا الى صورة واضحة المعالم لا تقبل الشك يفهمها الانسان بسيط الثقافة كما يفهمها المتبحر بشتى العلوم .....................
ولأجل هذه الغاية كيف نوفق بين العبارتين ادناه :
1 - ( إما المُسالمة ودفع جزية سنوية .. وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها .. ولكنها تدفع جزية سنوية إلى المسلمين .. )
2 - ( الإسلام يستخدم القوة في الفتوحات الإسلامية لشيء واحد فقط وهو :
ضمان وصول رسالة الله تعالى ودينه الإسلام لكل بقعة مِن بقاع الأرض وضمان حماية من يدخل فيه من أي بلد كان !!..
ولذلك كانت البلد التي لا تقبل الإسلام ولا تريد حرب المسلمين أنها تدفع جزية سنوية .. وهي بمثابة اعتراف ضمني منها بقوة المسلمين مما ينعكس على عدم تعديها على المسلمين الذين تحت يديها أو تصد مَن أراد من شعوبها عن الإسلام ..
بالنسبة لي : ان كانت أي بلد لا تقبل الاسلام ولا تريد حرب المسلمين فانها تستطيع التهرب من هذين الخيارين الى خيار ثالث ألا وهو ( دفع حفنة من الدولارات تحت مسمى ( الجزية ) وتبقى على دينها وعاداتها وتقاليدها ونظامها الاجتماعي والذي هو حسب نظرة المسلمين ( باطل ) حسب قولك ( وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها) ..........
هنا يأتي سؤالي : ما هذا ؟ هل تخلى المسلمون عن هدفهم الاسمى الا وهو نشر الاسلام بمجرد استلامهم حفنة من الدولارات تحت مسى الجزية ؟؟؟
فلنكن واضحين صريحين هل في الوضوح والصراحة أمر عسير ؟؟؟؟

ابن سلامة القادري
07-10-2014, 02:10 PM
قال تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون }

الجزية في حقيقتها هي علامة خضوع للدولة الإسلامية و هي في نفس الوقت أداء متوجب على القادرين عوضا عن تقديم الخدمة العسكرية في جيش المسلمين.

من خلال هذا المفهوم المبسط تتضح لك القضية في بعدها الثالث !

فهي حل وسط بين الإسلام و القتال .. لا يجُبرون على الإسلام و لا على قتال إن أرادوا السلم فما الحل ؟؟ : يعطون الجزية كدلالة على الخضوع و إعلانا لتمام سيادة دولة الإسلام على أراضيهم. و السياسي المحنك الذي يتحلى بقدر من العدل و المسؤولية تجاه البلدان المفتوحة سيرى في الجزية تلك الحكم و الأبعاد التي أرادها الله ...
ليست القضية تتمثل ببساطة في دفع حفنة دولارات و عن طريق شيك و مبلغ مالي يُؤدى عن بعد ...إنها الطريقة المثلى لتظل البلد المفتوحة على أعين الدولة الإسلامية و تحت سيادتها حتى لا تسول لها نفسها إثارة القلاقل أو النهوض مجددا. خاصة مع علمها بقيمة المال و الإقتصاد في عالم السياسة و الحرب.

و ليست الشريعة القرآنية أول من فرض الجزية على الدولة المحاربة .. لقد كانت هذه سنة الله من قبل و سنة أنبيائه :

كما صنع النبي يشوع مع الكنعانيين حين تغلب على عدوه "فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر.فسكن الكنعانيون في وسط افرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية" (يشوع 16/10)
و جاء في الكتاب المقدس على لسان المسيح عليه السلام :
" ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس من الأجانب.قال له يسوع: فإذاً البنون أحرار " (متى 17/24-25)

و إليك من أقوال الباحثين الغربيين الموسوعيين حول الموضوع :

يقول ولديورانت في ''قصة الحضارة'' :
"لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زيّ ذي لون خاص، وأداء ضريبة عن كل شخص باختلاف دخله، وتتراوح بين دينارين وأربعة دنانير، ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ، والأرقاء والشيوخ، والعجزة، والعمى الشديد والفقر، وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية..ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنان ونصف في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم..."
و يقول المؤرخ آدم ميتز في كتابه "الحضارة الإسلامية":
"كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار".
ويقول المؤرخ سير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" :
"ولم يكن الغرض من فرض هذه الضريبة على المسيحيين - كما يردد بعض الباحثين - لوناً من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام، وإنما كانوا يؤدونها مع سائر أهل الذمة. وهم غير المسلمين من رعايا الدولة الذين كانت تحول ديانتهم بينهم وبين الخدمة في الجيش في مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين".

و الله الموفق

إلى حب الله
07-10-2014, 02:20 PM
ابو حب الله ...........
نحن هنا لسنا في محضر جدال سياسي حيث يستخدم السياسيون فيه شتى العبارات المطاطة التي تقبل اكثر من تأويل ومعنى ........
نحتاج في حوارنا هذا الى صورة واضحة المعالم لا تقبل الشك يفهمها الانسان بسيط الثقافة كما يفهمها المتبحر بشتى العلوم .....................
ولأجل هذه الغاية كيف نوفق بين العبارتين ادناه :
1 - ( إما المُسالمة ودفع جزية سنوية .. وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها .. ولكنها تدفع جزية سنوية إلى المسلمين .. )
2 - ( الإسلام يستخدم القوة في الفتوحات الإسلامية لشيء واحد فقط وهو :
ضمان وصول رسالة الله تعالى ودينه الإسلام لكل بقعة مِن بقاع الأرض وضمان حماية من يدخل فيه من أي بلد كان !!..
ولذلك كانت البلد التي لا تقبل الإسلام ولا تريد حرب المسلمين أنها تدفع جزية سنوية .. وهي بمثابة اعتراف ضمني منها بقوة المسلمين مما ينعكس على عدم تعديها على المسلمين الذين تحت يديها أو تصد مَن أراد من شعوبها عن الإسلام ..
بالنسبة لي : ان كانت أي بلد لا تقبل الاسلام ولا تريد حرب المسلمين فانها تستطيع التهرب من هذين الخيارين الى خيار ثالث ألا وهو ( دفع حفنة من الدولارات تحت مسمى ( الجزية ) وتبقى على دينها وعاداتها وتقاليدها ونظامها الاجتماعي والذي هو حسب نظرة المسلمين ( باطل ) حسب قولك ( وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها) ..........
هنا يأتي سؤالي : ما هذا ؟ هل تخلى المسلمون عن هدفهم الاسمى الا وهو نشر الاسلام بمجرد استلامهم حفنة من الدولارات تحت مسى الجزية ؟؟؟
فلنكن واضحين صريحين هل في الوضوح والصراحة أمر عسير ؟؟؟؟

لا إشكال إن التبس عليك الأمر زميلي ...
فواضح أن المسألة عندك كانت :
1- فتوحات إسلامية = نشر الإسلام وفرضه بالقوة .. وهو فهم مغلوط وغلو في جهة غير الحق ..
وبعد أن نفينا هذه الصورة بحمد الله : صرت إلى الجهة الأخرى من الغلو في جهة غير الحق الأخرى وهو :
2- إذن الإسلام دين مادي كان يتستر بالفتوحات وتخويف الأمم لتدفع له الجزية ....

وعلى هذا أقول :

1...
لو كان الأمر طمعا في المال : ما كان الإسلام وضع شرط المسالمة أو الدخول في الإسلام أصلا !!!.. وكان ترك الأمر مفتوحا للحرب أو دفع الجزية فقط (والحرب سينال بها أيضا خيرات البلاد ونهبها كما تفعل أي دولة استعمارية غير الإسلام ..

2...
ولو كان الأمر طمعا في المال : لكان المسلمون تعنتوا في دخول غير المسلمين الذين في أراضيهم في الإسلام .. وذلك ليستفيدوا لأطول فترة ممكنة من أموالهم بالجزية التي يعطوها لهم .. وهذا ما لم يحدث ..

وهنا يتبين لك أن الهدف فعلا كان نشر الإسلام (بمعنى نشر الإعلام به وبتعاليمه والدعوة إليه) وبسط الحماية في الأرض لكل من أراد الدخول فيه :
حتى لو تحت يد البلد التي سالمت بدفع الجزية للمسلمين وبقت على حالها ....

وإذا أردت أن تتأكد من كلامي (( ومعناه الذي يلتبس عليك )) فدعني أسألك أنا : وأجب أنت عليّ :

أولا :
بلد تدفع الجزية السنوية للمسلمين (عن يد وهم صاغرون) : هل تتوقع أن يُسلم منها أناسٌ وهم يخافون من بطش بلدهم بهم ؟ هل تتوقع أن يضايقهم أحد إن دعوا غيرهم إلى الإسلام وهم على أرضها ؟!!.. أم أن (دفع الجزية) هو إعلان بالمسالمة من حرب تخشى بلادهم من خوضها مع المسلمين ؟ وأن من أسباب تلك الحرب هي أن تبطش تلك البلد الكافرة بالذين أسلموا من أهلها وعلى أرضها ؟

ثانيا :
بلد تدفع الجزية للمسلمين (عن يد وهم صاغرون) : هل ستمنع مَن أراد الهجرة منها لأرض الإسلام والمسلمين ؟ هل ستستطيع اعتراضه أو مضايقته أو التضييق عليه ؟!!..

ثالثا :
بلد تدفع الجزية للمسلمين (عن يد وهم صاغرون) : هل ستمنع المسلمين من تخطيها إلى غيرها لمواصلة الفتوحات الإسلامية لنشر دين الله تعالى إلى باقي الناس وغيرهم من البلدان ؟!!.. هل ستتعاون مع بلد غيرها ضد المسلمين ؟

وبعد إجابتك عن هذه الثلاثة أسئلة : أدعوك لتقارنها بما قلته أنا هنا :


إما المُسالمة ودفع جزية سنوية .. وهنا تبقى كل بلد على حالها بما فيها من أباطيلها .. ولكنها تدفع جزية سنوية إلى المسلمين

وهنا :


الإسلام يستخدم القوة في الفتوحات الإسلامية لشيء واحد فقط وهو :
ضمان وصول رسالة الله تعالى ودينه الإسلام لكل بقعة مِن بقاع الأرض وضمان حماية من يدخل فيه من أي بلد كان !!..
ولذلك كانت البلد التي لا تقبل الإسلام ولا تريد حرب المسلمين أنها تدفع جزية سنوية .. وهي بمثابة اعتراف ضمني منها بقوة المسلمين مما ينعكس على عدم تعديها على المسلمين الذين تحت يديها أو تصد مَن أراد من شعوبها عن الإسلام ..

ثم تحكم من جديد إن كان كلامي متناقضا أو من محض الجدال العقيم والتلاعب بالألفاظ ونحوه أم لا ؟

ونصيحتي : أرجو إعادة قراءة أول 3 مشاركات لي التي نقلت لك فيها النقولات الكثيرة .. لأن في سرد الواقع التاريخي غنا عن كثير الشرح ..
والله الموفق سبحانه ..

المدافع عن الاسلام
07-10-2014, 08:10 PM
شرح موفي و شامل للاستاذ ابو حب الله جزاه الله خيرا
اود اضافة شيء و اتمنى الا يعتبر تدخلا
وهو ان البلد الذي تدفع الجزية لن تمنع المسلمين من الدخول لها و دعوة سكانها الى الاسلام و ذلك لسيادة المسلمين بعد اقرار البلد بالجزية و هذا يبين ان الجزية لا تناقض نشر الاسلام بل تدعمه بلا حرب فبدل المحاربة و الفتح و من تم الدعوة ببساطة تجنب الحرب بانتهاج الجزية فيستطيع بعدها المسلمون الدعوة الى الاسلام و نشره و حماية معتنقيه ...

المدافع عن الاسلام
07-10-2014, 08:12 PM
ثم لو كان الاسلام ماديا
اما كان يجب ان يفرض على دافعي الجزية نفس ما يفرضه على المسلم من الزكاة فبدل اخد 5 او 10 او 25 من العملات سنويا كان بوسعه اخد نسب تقاس بالعشر او اكثر و كان ليحقق ارباحا هائلة لكنه جعلها صغيرة جدا اذا الجزية بحد ذاتها ليست غرضا لجلب المال انما لبيان سيادة الاسلام و علوه على باقي الاديان

قيصر الاسدي
07-11-2014, 12:14 AM
يا ابن سلامة .........
قولك : ( قال تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } ) أظن أن اوضح تطبيق عملي لهذه الاية القرآنية هو ما يسمى ( بالعهدة العمرية ) والتي نصها كما موضح ادناه :
من كتاب لأبن القيم الجوزية كتاب ابن القيم الجوزية عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه

الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب، ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم، ولا يؤووا جاسوساً، ولا يكتموا غشاً للمسلمين، ولا يعلّموا أولادهم القرآن، ولا يُظهِروا شِركاً، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا، وأن يوقّروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يتكنّوا بكناهم، ولا يركبوا سرجاً، ولا يتقلّدوا سيفاً، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يَظهِروا النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم، وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق,
هل انا محق أم على خطا يا ابن سلامة ؟؟؟؟؟

قيصر الاسدي
07-11-2014, 12:20 AM
لا إشكال إن التبس عليك الأمر زميلي ...
فواضح أن المسألة عندك كانت :
1- فتوحات إسلامية = نشر الإسلام وفرضه بالقوة .. وهو فهم مغلوط وغلو في جهة غير الحق ..
وبعد أن نفينا هذه الصورة بحمد الله : صرت إلى الجهة الأخرى من الغلو في جهة غير الحق الأخرى وهو :
2- إذن الإسلام دين مادي كان يتستر بالفتوحات وتخويف الأمم لتدفع له الجزية ....

وعلى هذا أقول :

1...
لو كان الأمر طمعا في المال : ما كان الإسلام وضع شرط المسالمة أو الدخول في الإسلام أصلا !!!.. وكان ترك الأمر مفتوحا للحرب أو دفع الجزية فقط (والحرب سينال بها أيضا خيرات البلاد ونهبها كما تفعل أي دولة استعمارية غير الإسلام ..

2...
ولو كان الأمر طمعا في المال : لكان المسلمون تعنتوا في دخول غير المسلمين الذين في أراضيهم في الإسلام .. وذلك ليستفيدوا لأطول فترة ممكنة من أموالهم بالجزية التي يعطوها لهم .. وهذا ما لم يحدث ..

وهنا يتبين لك أن الهدف فعلا كان نشر الإسلام (بمعنى نشر الإعلام به وبتعاليمه والدعوة إليه) وبسط الحماية في الأرض لكل من أراد الدخول فيه :
حتى لو تحت يد البلد التي سالمت بدفع الجزية للمسلمين وبقت على حالها ....

وإذا أردت أن تتأكد من كلامي (( ومعناه الذي يلتبس عليك )) فدعني أسألك أنا : وأجب أنت عليّ :

أولا :
بلد تدفع الجزية السنوية للمسلمين (عن يد وهم صاغرون) : هل تتوقع أن يُسلم منها أناسٌ وهم يخافون من بطش بلدهم بهم ؟ هل تتوقع أن يضايقهم أحد إن دعوا غيرهم إلى الإسلام وهم على أرضها ؟!!.. أم أن (دفع الجزية) هو إعلان بالمسالمة من حرب تخشى بلادهم من خوضها مع المسلمين ؟ وأن من أسباب تلك الحرب هي أن تبطش تلك البلد الكافرة بالذين أسلموا من أهلها وعلى أرضها ؟

ثانيا :
بلد تدفع الجزية للمسلمين (عن يد وهم صاغرون) : هل ستمنع مَن أراد الهجرة منها لأرض الإسلام والمسلمين ؟ هل ستستطيع اعتراضه أو مضايقته أو التضييق عليه ؟!!..

ثالثا :
بلد تدفع الجزية للمسلمين (عن يد وهم صاغرون) : هل ستمنع المسلمين من تخطيها إلى غيرها لمواصلة الفتوحات الإسلامية لنشر دين الله تعالى إلى باقي الناس وغيرهم من البلدان ؟!!.. هل ستتعاون مع بلد غيرها ضد المسلمين ؟

وبعد إجابتك عن هذه الثلاثة أسئلة : أدعوك لتقارنها بما قلته أنا هنا :



وهنا :



ثم تحكم من جديد إن كان كلامي متناقضا أو من محض الجدال العقيم والتلاعب بالألفاظ ونحوه أم لا ؟

ونصيحتي : أرجو إعادة قراءة أول 3 مشاركات لي التي نقلت لك فيها النقولات الكثيرة .. لأن في سرد الواقع التاريخي غنا عن كثير الشرح ..
والله الموفق سبحانه ..

اعدك يا رفيق ... ما زال الحوار بيننا طويل ارجو فقط أن لا تمل من رفقتي .........

قيصر الاسدي
07-11-2014, 12:56 AM
شرح موفي و شامل للاستاذ ابو حب الله جزاه الله خيرا
اود اضافة شيء و اتمنى الا يعتبر تدخلا
وهو ان البلد الذي تدفع الجزية لن تمنع المسلمين من الدخول لها و دعوة سكانها الى الاسلام و ذلك لسيادة المسلمين بعد اقرار البلد بالجزية و هذا يبين ان الجزية لا تناقض نشر الاسلام بل تدعمه بلا حرب فبدل المحاربة و الفتح و من تم الدعوة ببساطة تجنب الحرب بانتهاج الجزية فيستطيع بعدها المسلمون الدعوة الى الاسلام و نشره و حماية معتنقيه ...
اظنها اجابة وافية لما بدر الى ذهني من اشكال ..... فمع عدم منع البلدان الدافعة للجزية المسلمين من الدخول الى اراضيها ودعوة سكانها الى الاسلام يزول الاشكال الذي ذكرته مسبقا عن تخلي المسلمين عن هدفهم الاسمى الا وهو ( نشر الاسلام ) ............
ولكن ألا تظن معي ايها الزميل المدافع عن الاسلام ... أنه لا حاجة لمثل هذا الاجراء في عصرنا الحالي ........
فأي دولة الان تمنع المسلمين من الدخول الى اراضيها ؟؟
وأي دولة الان تمنع المسلمين من دعوة سكانها الى الاسلام ؟؟
باستطاعة المسلمين ان يبنوا دور عبادتهم ( المساجد ) في أي دولة يشاؤون واقامة طقوسهم وشعائرهم بدون مضايقة من أي احد .. دون الحاجة الى تجييش الجيوش واعلان الحروب ....
بامكان المسلمين استخدام ما صنعته الدول الكافرة من اقمار صناعية وقنوات فضائية من اجل ( نشر الاسلام ) بكل حرية .....
الا تتفق معي ايها الزميل بهذا الرأي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ابن سلامة القادري
07-11-2014, 01:23 AM
يا ابن سلامة .........
قولك : ( قال تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } ) أظن أن اوضح تطبيق عملي لهذه الاية القرآنية هو ما يسمى ( بالعهدة العمرية ) والتي نصها كما موضح ادناه :
من كتاب لأبن القيم الجوزية كتاب ابن القيم الجوزية عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه

الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب، ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم، ولا يؤووا جاسوساً، ولا يكتموا غشاً للمسلمين، ولا يعلّموا أولادهم القرآن، ولا يُظهِروا شِركاً، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا، وأن يوقّروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يتكنّوا بكناهم، ولا يركبوا سرجاً، ولا يتقلّدوا سيفاً، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يَظهِروا النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم، وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق,
هل انا محق أم على خطا يا ابن سلامة ؟؟؟؟؟


لا ليس تماما يا زميلي طالما لم تثبت هذه العهدة بكامل شروطها المنسوبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه و حول سندها و متنها أيضا كلام و قد ضعف الألباني إسنادها في إرواء الغليل (5\103) و إن كان الإمام ابن القيم قد احتج بها لشهرتها فالمدار في إثبات النقول على صحة السند، وسلامته من الشذوذ والعلة.
و هكذا أيضا القول في النص المعتمـد حالياً لدى كنيسة القدس الارثوذكسية فقد ضعفه الشيخ مشهور في كتابه ( كتب حذر منها العلماء )

و هذه ملاحظات على العهدة أو بالأحرى الشروط المنسوبة إلى عمر رضي الله عنه أسوقها للفائدة من منتدى حراس و هي لمشرف أقسام النصرانيات :

ملاحظات في موضوع العهدة العمرية

السياق التاريخي
أمران مهمان يميّزان السياق التاريخي للعهدة العمرية:
- حالة حرب بين المسلمين والروم.
- طرفان أحدهما غالب والآخر مغلوب.
الإيجابيات
- قديماً (نحن في القرن السابع للميلاد) نادراً ما كان الغالب يُعطي الأمان للمغلوب ويتعهد بكل ما تتعهد به لعدة العمرية. لذلك تشكل العهدة العمرية حدثاً جديداً في تاريخ العلاقات بين الشعوب لا يمكن تجاهله أو التقليل من أهميته.
- بقيت العهدة العمرية في التاريخ الطويل بين المسيحيين العرب والمسلمين العرب مرجعاً للمسلمين في الدعوة إلى التسامح وحسن المعاملة (ذاكرة تاريخية، أو حتى مقياس تاريخي) بسبب المقام الرفيع الذي يتمتع به الخليفة عمر بن الخطاب، كما بقيت مرجعاً للمسيحين عندما كان بعض الخلفاء (نهاية الخلافة العباسية والفاطميون والمماليك والأتراك) يضيّقون الخناق على المسحيين.
أية عهدة؟
- أقدم نصّ للعهدة الأصلية يعود إلى القرن العاشر (3 قرون بعد كتابتها)، ومع ذلك لم يتغيّر مضمونها. نستطيع القول أن نصّ العهدة العمرية (الأصلي والمذكور في تاريخ الطبري) نصّ أصلي في مجمله.
- هنالك نصّ الشروط، وهي الإلتزامات التي يقو نصارى القدس أنهم اتخذوها على أنفسهم تجاه المسلمين (مذكورة في كتاب عارف العارف). هذا النصّ ليس من عمر ولا من زمن عمر. فالشروط في مجملها مستحيلة تاريخياً (لأنها تتضمن تعابير وإجراءات لم تظهر إلا فيما بعد –الجلوس والسير وطريقة اللبس-)، إضافة على أنها لا تذكر الجزية، وهو أمر مهم في الشروط التي كان الإسلام يضعها على الشعوب المغلوبة، ومستحيلة نفسياً، لأن عمر بن الخطاب المعروف بسماحته وسعة قلبه لا يُمكن أن يُلزم مسيحيي القدس بشروط مُذلِّة إلى هذا الحدّ.
- ثم هناك نصوص أخرى من العهدة تعود إلى الحقبة التاريخية التي كان الروم واللاتين يتنازعون فيها على ملكية الأماكن المقدسة، لا سيما في العصر التركي. فكان البخشيش هو سيّد الأمر، وظهرت نصوص مختلفة عن "العهدة" تذكر أن عمر بن الخطاب عهد إلى "الملة الفلانية من المسيحيين" ملكية كنيسة القيامة أو غيرها من الكنائس. هذا مستحيل لأن لفظ "ملّة" أساساً اختراع عثماني ...

http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=17509&p=174963#post174963

الدكتور قواسمية
07-10-2016, 12:29 PM
موضوع رائع وشكر الله للاخوة الذين شاركوا في الموضوع خاصة الحبيب وقرة العين أبو حب الله

الدكتور قواسمية
10-08-2016, 07:17 AM
يرفع للفائدة

الدكتور قواسمية
12-29-2016, 05:56 PM
المقارنة بين دخول الصليبيين : ودخول المسلمين القدس !

الأخوة الكرام ..
أواصل في هذا الرد على مَن يطعن في فتوحات وحروب الإسلام ومعنا :
بيان الفرق الرهيب بين النصارى أدعياء السلام : والذين إذا تمكنوا فهم همج متوحشون رعاع !!..
وبين المسلمين : الوحيدين الذين طابقت أفعالهم تعاليم دينهم .. لا لشيء إلا لإيمانهم بأنهم :
يمتثلون أوامر ونواهي الرسالة الوحيدة والخاتمة من عند الله تعالى : والتي بقت بغير تحريف ..
لن أطيل عليكم ... وتعالوا لنرى الفرق :
واحكموا بأنفسكم ...
--------

1... موقف دخول الصليبيين للقدس ..

منذ أن فتح أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه القدس : وأهلها يعيشون جميعا في سلام .. المسلمين مع اليهود مع النصارى .. بل وقد وجد اليهود والنصارى (الأرثوذكس) في كنف المسلمين مالم يجدوه أبدا في اضطهاد نصارى (الكاثوليك) الأوروبيين لهم .. فكل منهم يتعبد في دينه كما يريد .. بل وظلت (بيع) اليهود و (كنائس) النصارى كما هي عليه لم يمسها المسلمون بسوء ..!

فهل خمد الشيطان الرابض في قلوب الكافرين والملحدين والمُحرفين بعد ؟؟؟؟....
لنرى ...

نتيجة للنداء الذي أعلنه (البابا أوربانوس الثاني) في اجتماع (كليرمونت) عام 1095م :
توجه ما يزيد على (المائة ألف رجل) من جميع أنحاء أوروبا بدافع :
(تحرير الأراضي المقدسة من المسلمين) !!!.. وأما الدافع الحقيقي فكان :

>>إبادة المسلمين !!!!..
>>الحصول على الثروات الأسطورية للشرق !!!..

وفي نهاية رحلة طويلة ومضنية استمرت (4 سنوات) .. وبعد الكثير من المجازر وعمليات النهب والسلب التي ارتكبوها بحق المسلمين وغيرهم في طريقهم .. استطاعوا فعلا دخول القدس عام1099م .. ونتيجة حصار طويل للمدينة استمر مدة خمسة أسابيع .. سقطت المدينة في أيديهم .. وارتكبوا فيها مجزرة : أقل ما يقال عنها أنه :
يصعب إيجاد نظير لها في تاريخ العالم !!!!..
حيث ذبحوا جميع المسلمين واليهود في المدينة وأبادوهم !!!..

< لا يحضرني مجزرة مثلها إلا ما فعله التتار فياجتياح بغداد بخيانة الشيعة >

يقول أحدهم مفتخرا ً(وهو : رايموند من اجيلس) واصفا ًهذه الوحشية :
" لقد تحققت مشاهد رائعة تستحق الرؤية ..! حيث كان بعض رجالنا – وكان هؤلاء أكثرنا رحمة - يقطعون رؤوس الأعداء ..! وكان البعض : يصوب الأسهم عليهم ويردونهم قتلى ..! أما الآخرون منا : فكانوا يلقون بهم في النار أحياءً !.. ليستمتعوا بقتلهم وتعذيبهم فترة ًأطول !!!!...
وامتلأت شوارع المدينة بالرؤوس المقطعة والأيدي والأرجل ..! حتى أنه كان يصعب المشي دون التعثر فيها والوقوع من كثرة الأعضاء !!!!.. لكن كل هذه بقيت خفيفة : بالمقارنة مع ما فعلناه في هيكل سليمان .. ماذا حصل هناك ؟؟؟.. لو حدثتكم بالحقائق لما صدقتموني .. على الأقل سأقول لكم : أن ارتفاع الدماء المسفوكة في هيكل سليمان وصلت إلى حد ركب رجالنا " !!!!...
المرجع : August C. Krey, The First Crusade: The Accounts of Eye-Witnesses and Participants (Princeton & London: 1921), p. 261. emphasis added

كما وصف (ستيفن رنسيمان) في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية جـ1 – 404 : 406) ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال :
" وفي الصباح الباكر من اليوم التالي : اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين .. فأجهزت على جميع اللاجئين إليه !!!... وحينما توجه قائد القوة (ريموند أجيل) في الضحى لزيارة ساحة المعبد : أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه !!!.. وتركت مذبحة بيت المقدس أثرا ًعميقا ًفي جميع العالم !!!!.. وليس معروفا ًبالضبط عدد ضحاياها !!!.. غير أنها أدت إلى (خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود) !!!!.. بل إن كثيراً من المسيحيين : اشتد جزعهم لما حدث " !!!..

وحتى (غوستاف لوبون) في كتابه (الحضارة العربية) : ينقل بعض روايات (رهبان ومؤرخين) رافقوا الحملة الصليبية الحاقدة على القدس ..! فيقول نقلا ًعن الراهب (روبرت) : (وهو أحد الصليبيين المتعصبين الذي يروي ما أحدثوه في بيت المقدس) صـ 325 :
" كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت : ليرووا غليلهم من التقتيل !!!.. وذلك كاللبؤات (جمع لبؤه وهي أنثى الأسد الشرسة) التي خـُطفت صغـارها !!!!..
كانوا يذبحـون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا ًإربا ً!!!.. وكانوا يشنقون أناسا ًكثيرين بحبل ٍواحد بغرض السرعة !!!!... وكان قومنا يقبضـون على كل شيء يجدونه .. فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ًذهبية !!!... فيا للشره وحب الذهب !!!!.. وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث " !!!!!!!!!...

وأقول : لعل رهبانهم وقساوستهم أوهموهم بأن في قلوب وبطون المسلمين (ذهبا وكنوزا) !!!!..
أو لعلهم اليهود ابتلعوا ذهبهم في بطونهم والله أعلم !!..
واقرأوا التالي أيضا ًوقارنوه بوصايا نبي الرحمة محمد في النهي حتى عن التمثيل في القتل والجثث !

يقول كاهن أبوس (ريموند داجميل) شامتاً صـ 326 : 327 :
" ففعلنا كل ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وأبراجها !!!.. فقد قطعت رؤوس بعضهم !!!!.. فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم !!!.. وبقرت بطون بعضهم .. فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار ...! وحرق بعضهم في النـار : وكان ذلك بعد عذاب طويل !!!!!!!... وكـان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم !!!!.. فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم !!!!.. ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا " !!!!!!....

ويقول أخزاه الله وهو يصف مذبحة (مسجد عمر) في القدس :
" لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان !!!.. وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك !!!!!.. وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها !!!!.. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك (ولاحظوا وصفهم بـ : الأتقياء !!!!) .. فعقدوا مؤتمرا ًأجمعوا فيه على (إبادة) جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى (أي نصارى الشرق الأرثوذوكس) الذين كان عددهم جميعا ً(ستين ألفا ً) ..! فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام !!!..
ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً" !!!!!!!...

يا سبحان الله !!.. " ما كانت هذه لتقاتل " صدق رسول الله !
< ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً> !!..

ويقول هذا الهالك أيضا ًفي صـ 396 :
" وعمل الصليبيون مثل ذلك : في مدن المسلمين التي اجتاحوها : ففي (المعرة) : قتلوا جميع من كان فيها من المسلمين : (اللاجئين في الجوامع والمختبئين في السراديب) !!!!.. وأهلكوا صبراً(أي حبسا ًبغير طعام ولا شراب حتى الموت) : (ما يزيد على مائة ألف إنسان) في أكثر الروايات !!!!.. (أقول : انظروا لذلك : وانظروا لرحمة الإسلام وعدله مع الأسرى والمسجونين !) .. وكانت(المعرة) من أعظم مدن (الشام) بعدد السكان : بعد أن فر إليها الناس بعد سقوط (أنطاكية) وغيرها بيد الصليبيين " !!..
---------

والآن زميلي .. ولكي تكتمل المقارنة في نفس الموقف :
تعال نرى معا ً: بماذا (( انتقم )) المسلمون لهذه المجازر عند دخولهم فاتحين للقدس ؟!

2... موقف دخول المسلمين للقدس ..

وأقصد به هنا : الموقف التاريخي لدخول القائد المظفر (صلاح الدين الأيوبي) للقدس !!..
حيث تثبت كتب التاريخ والمؤرخين العرب والكفار على حد سواء أنه :

لم تتعرض أي دار من دور بيت المقدس للنهب !!!!!....

ولم يحل بأحد من الأشخاص مكروه !!!!...

إذ فور دخوله للقدس : أصدر أوامره لرجال الشرطة بأن يطوفوا بالشوارع والأبواب : لمنع أي اعتداء يحتمل وقوعه على النصارى كانتقام !!!!!...

وقد تأثر الملك (العادل) (وهو أخو صلاح الدين) لمنظر (بؤس الأسرى) !!!!..
فطلب من أخيه (صلاح الدين) إطلاق سراح (ألف أسير) !!... فوهبهم له !!!!..
فأطلق (العادل) سراحهم على الفور !!!!!..
كما أعلن (صلاح الدين) نفسه : أنه سوف يطلق سراح كل (شيخ) وكل (امرأة) !!..

وعند ظهور هذه الرحمة من المسلمين الفاتحين : أقبل (نساء الصليبيين) وقد امتلأت عيونهن بالدموع !!!.. فسألن (صلاح الدين) : أين يكون مصيرهن بعد أن لقي أزواجهن أو آباؤهن مصرعهم ؟؟!!.. أو وقعوا في الأسر ؟؟!!..

فأجابهن (صلاح الدين) بأن وعدهن بإطلاق سراح كل من في الأسر من أزواجهن !!..

وبذل (للأرامل واليتامى) من خزانته العطايا : كل بحسب حالته !!!!...
فكانت رحمته وعطفه : نقيض أفعال الصليبيين الغزاة منذ 88 عاما ًمضت !!...

أما بالنسبة لرجال الكنيسة أنفسهم (وعلى رأسهم بطريرك بيت المقدس) :
فإنهـم لم يهتـموا إلا بأنفسهم !!!!!.. وقد تعجب المسلمون حينما رأوا (البطريرك هرقل) وهو يؤدي العشرة دنانير (مقدار الفدية المطلوبة منه) عن نفسه ( فقط ) : ويغادر المدينة !!..
وقد انحنت قامته : من وطأة ثقل ما يحمله من الذهب !!!!!!!...
وقد تبعته عربات تحمل ما بحـوزته من الأموال والجواهر والأواني النفيسة !!!!!!!!!...

ومع أن جميع النصارى كانوا يشعرون بالخوف الشديد .. بل وكانوا ينتظرون خائفين من أن يقتص
منهم (صلاح الدين) : فيقوم بقتلهم أشنع قتلة كما فعل أسلافهم من قبل عند دخولهم المدينة :
إلا أن (صلاح الدين) الذي تربى في محراب القرآن وسنة نبيه العدنان : لم يقم بإيذاء أيا ًمنهم !!!!!!!!.. ولم يكتف بذلك .. بل وقد أمر اللاتين (أي الكاثوليك) بترك المدينة .. وسمح (للأرثوذكس) الذين لم يكونوا يحملون صفة الصليبية الأوروبية الغاشمة : بالبقاء فيها : والتعبد فيها : كيفما يشاءون !!!!!...

وفي هذا تصف المؤرخة الإنجليزية (أرمسترونج) الفتح الإسلامي الثاني للقدس فتقول :
" في 2 تشرين الأول 1187م دخل (صلاح الدين) وجيشه القدس فاتحاً .. لتبقى المدينة : مُسلمة للسنوات الثمانمائة القادمة ... و قد أوفى (صلاح الدين) بوعده الذي كان قد قطعه للمسيحيين .. وأخذ المدينة دون أن يقوم بأي (مجازر) بما يتوافق و (المبادئ الإسلامية السامية) !!!... فلم يقتل أي مسيحي !!!!!... ولم تحدث عملية نهب واحدة !!!!... وتم تعيين مبالغ ضئيلة للغاية لإخلاء سبيل الأسرى !!!!!... وكما أمر القرآن الكريم : فقد تم إخلاء سبيل معظم الأسرى دونما دفع أي ديّة (تقصد حض القرآن والسنة عموما ًعلى عتق الرقبة) !!!!..
وكان شقيق (صلاح الدين) الملك (العادل) قد طلب من (صلاح الدين) أن يمنحه (ألف أسير) لخدمته ... لكنه عاد وأخلى سبيلهم : لمّا رأى حالتهم التي يرثى لها !!!!!!...
ولقد سارع (أغنياء المسيحيين) لترك المدينة : حاملين معهم ممتلكاتهم الثمينة !!!!!!.... على الرغم من أن ثرواتهم كانت كافية لدفع فدية جميع أسرى الحرب من أتباع دينهم وإخلاء سبيلهم !!!!... أما كبير الأساقفة (هرقل) .. فقد دفع فدية العشرة دنانير مثله مثل الباقين !!!!!... وترك المدينة بثروته التي حملتها عدة عربات " !!!!!!!!!...
المرجع : Armstrong, Holy War, p. 185. emphasis added.

فالحمد لله على نعمة الإسلام زميلي !!..
والحمد لله الذي جعلنا مبصرين لما يتعامى عنه الآخرون ..
والحمد لله على أخلاق الإسلام التي إذا ذ ُكرت في أي زمان ٍومكان ٍعلى حقيقتها :
فتـُحمد ..

والحمد لله رب العالمين ..
[/QUOTE]