المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال مازالت له خطوات قليلة نحو الإلحاد الرجاء المساعدة



عابـر سبيل
07-13-2014, 01:05 PM
السلام عليكم .
لدي بعض الأستفسارات جزاكم الله خير و اريد من حضرتكم التفضل في مساعدتي و الإجابة عليه :
منذ لحظات قليلة قرأت فتوى للشيخ الفاضل ( محمد بن صالح العثيمين ) رحمة الله

السؤال كان : يعيب بعض علماء المسلمين على المسلم الذي يصوم ولا يصلي، فما دخل الصلاة في الصيام، فأنا أريد أن أصوم لأدخل مع الداخلين من باب الريان، ومعلوم أن رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، أرجو التوضيح وفقكم الله ؟
الإجابة كانت : الذين عابوا عليك أن تصوم ولا تصلي على صواب فيما عابوه عليك، وذلك لأن الصلاة عمود الإسلام، ولا يقوم الإسلام إلا بها، والتارك لها كافر خارج عن ملة الإسلام، والكافر لا يقبل الله منه صياماً، ولا صدقة، ولا حجاً ولا غيرها من الأعمال الصالحة لقول الله تعالى:
{ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة:54].
وعلى هذا فإذا كنت تصوم ولا تصلي، فإننا نقول لك أن صيامك باطل غير صحيح، ولا ينفعك عند الله، ولا يقربك إليه. وأما ما وهمته من أن رمضان إلى رمضان مكفراً لما بينهما فإننا نقول لك: إنك لم تعرف الحديث الوارد في هذا فإن رسول الله يقول:
« الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ».
____________________________
هنا تأتي أسئلتي :
- لدي صديق عزيز علي جداً جداً جداً يصوم ولا يصلي، فالمشكلة ان لديه قناعات ان الأحاديث مجهولة المصدر ( غير واثق في صحتها )
و في كل مرة أقوله له حديث عن رسول الله الكريم يرد قائلاً ( هات مصدرك ؟ - هات ما يثبت انه صحيح ؟ - ) الخ من التشكيكات . . .
بل و ان اعطيتخ المصدر من القرآن يقول لي ( هل هذا المصدر موثوق فيه ؟ - و من قال لك انه لم يتم التعديل فيه ليتناسب مع حاجاتهم ؟ ) الخ من التشكيكات . . .
فيدخل في دوامة و الأعياذ بالله و يقنع نفسه ان كل نفس أمارة بالسوء و يمكن ان تكون هذه السُنة ( استغفر الله ) مشكوك فيه ( احدهم زاد فيها - او نقص منها ) بل و حتى ( هل هي موجودة أساساً ) ؟
فلذلك :
كيف لهذا الصديق ان يقتنع بأي حديث و كيف لي ان ارشده للصواب ؟ الموضوع تعدى الصلاة يا اخوتي و بدء يشكك في كل شي .
أعلم ان هنالك مسلمات و لكن هو لا يقتنع بالمسلمات, فيربط بذلك كل شي " بالمنطق "
رجاءً كيف لي ان ارشده و اتكلم معه بلغة "المنطق" الذي يختارها هو ؟

مثال آخر :
عندما اسمع شيخ في التلفاز يقول لي ( هذه هي شيوخ اليوم, كلهم نفاق ) بل حتى عندما انقل له حديث يبدء في تجزئته و تفصيص محتويات الحديث لكي يخرج منه ثغرة و لا يأخده كما هو.
في إنتظار الرد منكم. . . .

مشرف 7
07-13-2014, 01:34 PM
هنا تأتي أسئلتي :
- لدي صديق عزيز علي جداً جداً جداً يصوم ولا يصلي


وهل الصوم مذكور في القرآن والصلاة غير مذكورة في القرآن ؟! ومن أين أتى من القرآن بتحريم الجماع أثناء الصوم وغير ذلك من التفاصيل ؟


فالمشكلة ان لديه قناعات ان الأحاديث مجهولة المصدر ( غير واثق في صحتها )


الأحاديث تعتمد في دراسة صحتها من ضعفها على علم كامل يسمى علم الحديث والإسناد ، كما أن الدين يحوي أخبارا لا ترفضها العقول وإن احتارت فيها أو استصعبتها لأنها في النهاية تدخل تحت الممكن ، وأقرب مثال لهذا الشخص هي أحاديث الإعجاز العلمي الصريحة التي ما كان يعرف الناس - وليس المسلمون فقط - أي شيء عنها طوال القرون الماضية ، ثم يكشف العلم صحتها مائة بالمائة اليوم أو من سنوات قليلة مضت ! ولو كان المسلمون عرضوا كل شيء على قدراتهم على التصور لكانوا رفضوا مثل هذه الأحاديث الإعجازية ، ولكنهم آمنوا بها من إيمانهم بصدق المُبلغ لها عن الله ، وهكذا فعل أبو بكر في تصديق النبي في الإسراء وبها اشتهر بالصديق
هذه هي المفاتيح التي يمكن لك أن تحاوره بها إذا أردت ، ولعل الإخوة يُفصلوا لك أكثر إن شاء الله

زيد الجزائري الجزائر
07-13-2014, 02:10 PM
لقد أجاب الدكتور مصطفى السباعي في كتابه مكانة السنة في التشريع الإسلامي فقال: "إن أعداء الإسلام من غلاة الشيعة والمستشرقين ودعاة الإلحاد لم يصلوا ولن يصلوا إلى مدى السمو الذي يتصف به رواة السنة من الترفع عن الكذب حتى في حياتهم العادية بل ولن يصل أعداء الإسلام إلى مبلغ الخوف الذي استقر في نفوسهم بجنب الله خشية ورهبة، ولا مدى استنكارهم لجريمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال منهم من قال بكفر من يفعل ذلك وقَتْلِهِ وعدم قبول توبته إن أعداء الإسلام معذورون إذ لم يفهموا عن علمائنا هذه الخصائص لأنه لا يوجد لها ظل في نفوسهم ولا فيمن حولهم، ومن اعتاد الكذب ظن في الناس أنهم أكذب منه واللص يظن الناس لصوصا مثله وإلا فمن الذي يقول في قوم جاهروا بالإنكار على بعض ولاتهم لأنهم خالفوا بعض أحكام السنة وتعرض بعضهم للضرب والإهانة والتنكيل في سبيل الجهر بكلمة الحق من يقول: إن هؤلاء استباحوا لأنفسهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضيفوا إلى سنته أحكاما لم يقلها".ا هـ
نعم إن قوما لم يحابوا في حكمهم على الرجال أحدا لا أبا ولا ابنا ولا أخا ولا صديقا ولا شيخا إن ذلك لَعُنوَانُ صدق ديانتهم ونزاهتهم وأمانتهم وعنوان إجلال الحفاظ للسنة النبوية الشريفة وأنها عندهم أغلى من الآباء والأجداد والأولاد والأحفاد فكانوا مضرب المثل في الصدق والتقوى والأمانة.
وهاك أمثلةً على نزاهتهم في حكمهم على الرجال :
1- المُجَرِّحُونَ لآبائهم:
الإمام علي بن المديني سئل عن أبيه فقال: "سلوا عنه غيري" فأعادوا المسألة، فأطرق ثم رفع رأسه فقال: "هُوَ الدِّينُ، إِنَّهُ ضَعِيفٌ".
2- المجرحون لأبنائهم:
الإمام أبو داود السجستاني "صاحب السنن" قال: "ابني عبد الله كذاب". ونحوه قول الذهبي في ولده أبي هريرة: "إنه حفظ القرآن، ثم تشاغل عنه حتى نسيه".
3- المجرحون لإخوانهم:
زيد بن أبي أنيسة قال: "لا تأخذوا عن أخي يحيى المذكور بالكذب".
4- المجرحون لأصهارهم وأختانهم:
شعبة بن الحجاج قال: "لو حابيت أحدا لحابيت هشام بن حسان كان خَتَنِي، ولم يكن يحفظ".
5- المجرحون لبعض أقاربهم:
أبو عروبة الحراني: "قال الذهبي في ترجمة الحسين بن أبي السري العسقلاني: "قال أبو عروبة: هو خال أمي، وهو كذاب".
6- ومن الذين لم يحابوا مشايخهم:
روى الإمام ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "اختلفوا يوما عند شعبة، فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكما فقال: قد رضيت بالأحول يعني: يحيى بن سعيد القطان، فما برحنا حتى جاء يحيى فتحاكموا إليه فقضى على شعبة وهو شيخه ومنه تعلم وبه تخرج، فقال له شعبة: ومن يطيق نقدك - أو من له مثل نقدك - يا أحول؟!
قال ابن أبي حاتم:هذه غاية المنزلة ليحيى بن سعيد القطان إذ اختاره شيخه شعبة من بين أهل العلم، ثم بلغ من عدالته بنفسه وصلابته في دينه أن قضى على شعبة شيخه ومعلمه".
وبلغ من نزاهة أئمة الحديث أنهم كانوا لا يقبلون شفاعة إخوانهم للسكوت عمن يرون جرحه وكيف يرتضون تلك الواسطة وهم الذين طعنوا في أبنائهم وآبائهم وإخوانهم لما رأوا منهم ما يستوجب القدح.
أما عن موقف الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة الإسلام من ملوكهم وأمرائهم فالنماذج المشرفة الدالة على ذلك كثيرة فمنها على سبيل المثال لا الحصر موقف أبي سعيد الخدري من مروان والي المدينة، وموقـف ابن عمر من الحجاج وموقف الإمام الزهري مع هشـام بن عبد الملك الأموي وغيرهم الكثير و الكثير .

عابـر سبيل
07-13-2014, 02:20 PM
! ولو كان المسلمون عرضوا كل شيء على قدراتهم على التصور لكانوا رفضوا مثل هذه الأحاديث الإعجازية ، ولكنهم آمنوا بها من إيمانهم بصدق المُبلغ لها عن الله ، وهكذا فعل أبو بكر في تصديق النبي في الإسراء وبها اشتهر بالصديق
بارك الله فيك اخي المشرف ، فعلاً اصبت عين الحقيقة و لكن ، رجاءً دعني افهم منك أكثر :
لو اتيت لصديقي و قلت له كما قلت : " ولكنهم آمنوا بها من إيمانهم بصدق المُبلغ لها عن الله "
اي يجب ان يُسلم ( مُسلمة ) ان هذا شي مثله مثل وجود الله و انه يجب ان يؤمن بهذه الأحاديث و بوجودها
فبذلك سنرجع لنقطة البداية والتي كما اسلفت لك و ذكرت ( ان صديقي يحاور نفسه بالمنطق لا بالمسلمات )
لعل مُسلمة ( وجود الله ) رغم اننا لا نراه هو مقتنع بها لانه هناك دلائل على الحياة الواقعية تدل على وجوده سبحانه و تعالى
و لكن عندما نأتي للأحاديث فهو يعبر بشكوك واضحة حيالها .
شخصياً و اعترف بكل تواضع لا افقه كثيراً في طريقة حوار هكذا اشخاص و لكن ارغب في معرفة طريقة سهلة في التحاور معه . طريقة تجعله عند الأنتهاء بالحديث معي يذهب و يفكر مع نفسه ج

ابن سلامة القادري
07-13-2014, 02:26 PM
الشك في الحقائق و الثوابت أساسه الجهل و ليس العلم و الدليل .. يكفي أن تقنعه بذلك .. فعلى أي أساس ينكر كل شيء و هو لا يعرف شيئا ؟! فالأولى بمثله أن يتواضع و يسأل و يبحث بصدق و إخلاص لا أن يكابر و يركب هوى نفسه و كأنه ملَك الحقائق .. أنظر قسم السنة (http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?30-%DE%D3%E3-%C7%E1%D3%E4%C9-%E6%DA%E1%E6%E3%E5%C7) ففيه ما يكفي و أكثر لإثبات مصدرها و حجيتها بدلالات القرآن و التاريخ و إجماع الأمة و حتى شهادات الغربيين و الأجانب إن شاء.
أخيرا الشاذ لا حكم له و هو إما موسوس أو مريض نفسي أو مختل عقلي فعلاجه أطول من علاج العقلاء و المتعلمين .. لذا أرجو إن كان أحد هؤلاء أن تأخذه بالحكمة في اختيار الاستدلالات و بالتي هي أحسن .. أما إن كان مع جهله بعد بيان الحق أو بعضه عابثا مكابرا مستهترا فلا تضيع وقتك معه.

مستفيد..
07-13-2014, 02:47 PM
( ان صديقي يحاور نفسه بالمنطق لا بالمسلمات )
بل هو اللامنطق أخي الكريم..فالتشكيك في الأحاديث مع الإيمان بالقرآن هو التناقض بعينه فإما ان يؤمن بهما جميعا أو يكفر بهما جميعا والدليل ان ما اتخذه حجة للتشكيك في الأحاديث يصلح كذلك للتشكيك في القرآن فبأي منطق أسقطها على الأولى ورفعها عن الثانية..فعندما يقول (( ف ان الأحاديث مجهولة المصدر ( غير واثق في صحتها ) )) ويقول (( هل هذا المصدر موثوق فيه ؟ - و من قال لك انه لم يتم التعديل فيه ليتناسب مع حاجاتهم ؟ ))..نقول وما ادراك بصحة مصدر القرآن وما أدراك أنه لم يتم التعديل فيه ليتناسب مع حاجاتهم بل وما أدراك أن الصوم الذي انتَ آخذ به ليس من ضمن تلك التعديلات..فلماذا تصوم أصلا فالصوم كذلك مشكوك في صحته- وفق نفس المنطق الذي تتبعه- فإن قال أن الله قد تعهد بحفظه بقوله سبحانه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))..نقول وما ادراك بصحة تلك الآية لعلها كذلك أقحمت في القرآن ونحن لا ندري!..باختصار أخي الكريم ألزمه بالذي يؤمن به ليكون حجة على ما لا يؤمن به..فنقلة القرآن بما فيها آية الصوم هم هم نقلة الأحاديث والطعن في الناقل طعن في المنقول وازدراء الناقل ازدراء للمنقول بما في ذلك القرآن..

عابـر سبيل
07-13-2014, 03:01 PM
انت أبداع اخي ( مُستفيد ) .
اخشى فقط ان اقول له هذا الكلام فيكون دريعة له ان يتمادى أكثر في التسيب و الأعياذ بالله .
و لكن كلامك صائب جداً .

مستفيد..
07-13-2014, 03:40 PM
إن كان في سياق الدعوة..فنعم معك حق..لا نقول لتارك الصلاة لا تصم بل ندعوه للصلاة ونحببه فيها..لكن هذا الأسلوب ينفع فقط مع من ترك الصلاة تكاسلا..أما صاحبنا هذا فهو مدعي ومشكلتنا معه ليست في صلاة أو صوم وإنما في منهج..فهو منكر للسنة وأفكاره وأحكامه مبنية على ضلالات منكري السنة..وكما أخبرتنا عنه يحاور بالمنطق ولا يقبل المسلمات..فإن كان كذلك نٌقم عليه الحجة ولا كرامة (( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ))..

عابـر سبيل
07-13-2014, 04:31 PM
الله يجازيك الخير ,

د. هشام عزمي
07-13-2014, 04:45 PM
بل هو اللامنطق أخي الكريم..فالتشكيك في الأحاديث مع الإيمان بالقرآن هو التناقض بعينه فإما ان يؤمن بهما جميعا أو يكفر بهما جميعا والدليل ان ما اتخذه حجة للتشكيك في الأحاديث يصلح كذلك للتشكيك في القرآن فبأي منطق أسقطها على الأولى ورفعها عن الثانية..فعندما يقول (( ف ان الأحاديث مجهولة المصدر ( غير واثق في صحتها ) )) ويقول (( هل هذا المصدر موثوق فيه ؟ - و من قال لك انه لم يتم التعديل فيه ليتناسب مع حاجاتهم ؟ ))..نقول وما ادراك بصحة مصدر القرآن وما أدراك أنه لم يتم التعديل فيه ليتناسب مع حاجاتهم بل وما أدراك أن الصوم الذي انتَ آخذ به ليس من ضمن تلك التعديلات..فلماذا تصوم أصلا فالصوم كذلك مشكوك في صحته- وفق نفس المنطق الذي تتبعه- فإن قال أن الله قد تعهد بحفظه بقوله سبحانه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))..نقول وما ادراك بصحة تلك الآية لعلها كذلك أقحمت في القرآن ونحن لا ندري!..باختصار أخي الكريم ألزمه بالذي يؤمن به ليكون حجة على ما لا يؤمن به..فنقلة القرآن بما فيها آية الصوم هم هم نقلة الأحاديث والطعن في الناقل طعن في المنقول وازدراء الناقل ازدراء للمنقول بما في ذلك القرآن..
أحسنت يا أخي في هذا الإلزام ، وأنا كنت أستعمله فعلا في مناظرة ومحاججة القوم ، وأذكر أن أحدهم على البالتوك كنت قد ضيقت عليه الخناق في هذا الباب حتى سألته - متعمدًا إحراجه - عن أي قراءات القرآن تقبل وما لا تقبل ، وكلها متواتر وكلها قرآن ، فكانت أجوبته مما أضحك الناس على عقله .. والإلزام بقراءات القرآن في هذا الباب أنكى وأشد وأقسى لمنكري السنة ، فلا يلبثوا حتى ينكروا القرآن أيضًا مضطرين تحت ضغط هذا الإلزام العقلي القاهر .. لكن هذا المسلك لا يكون إلا للجاحد المعاند المكابر ، وليس للباحث عن الحق أو المتأثر ببعض الشبهات العارضة ، فلكل مقام مقال ..

عَرَبِيّة
07-13-2014, 06:16 PM
صديقك هذا واقع في جملة من التناقضات، ومن يقع في التناقضات بهذه الطريقة البالغة فهو شخص مُتخبّط تغيب المنهجية عن سماء تفكيره؛ وأخشى عليْهِ أن يكون مُكابرًا مُنكرًا لمجرد الهوى وليس لشهبة تُدحض أو دليل مُتوهّم، لا أقصد إخافتك أخي فالمعذرة ولكن أُخبرك لتتأهّب أثناء نقاشك معه وتوصيه أن يُنظّم تفكيره ويكون صادق مع نفسه حتى يصل إلى النتيحة الحقّة ويكُف عن غيّه.

قال تعالى الله عزَّ وجل { وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }. الكتاب هو القرآن الكريم، مالحكمة إذن؟! ولا يقول أنها صفةً للقرآن هُنا وإلاّ لقال كما في ثاني آية من سورة يس { وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ } إنما أتى ذكر الكتاب وأتبعه بالحكمة : بينهما حرف عطف؟! فمن يقول: أتى حمزة وباسل ليس كمن يقول: أتى حمزة الباسل.

ومن هذه الآيات التي أُحدثك عنها { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } وقوله { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } وقال تعالى { وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ }
وركِّز معي على كلمة " يُعلمهم، علّمك، يُعلّمكم " : فهل يعتقد صاحبك ذا المنطق هذا أن تكون الحكمة تعاليم وقتية محصورة في عصر الرسالة؟!! وما دليله على هذا الإعتقاد؟! بل ماهذا الدين قصير الأجل وعلاما يكون دين للعالمين حتى تقوم الساعة؟! ياأخي حتّى النصرانية التي أتى الإسلام ناسخًا لها!! صمدت لأكثر من هذا بمراحل : صمدت حوالي ثلاثة قرون قبل التحريف. فعلاً منطق! سبحان الله!

أبو جعفر المنصور
07-13-2014, 06:36 PM
قال الله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )

ولا يعقل في الحكمة الإلهية حفظ المشروح وعدم حفظ الشرح

وعلم الإسناد عند المسلمين من المفاخر

فالراوي لكي يقبل حديثه يجب أن يكون عدلاً

ثم لا بد أن يكون ضابطاً وقد قال الإمام مالك أنه أدرك أناساً يستسقى بهم ومع ذلك لم يكن يحمل عنهم الحديث

ثم لا بد أن يكون قد سمع الخبر من شيخه فثقة يروي عن ثقة لم يدركه لا يقبل

ثم لا بد من السلامة من الشذوذ والعلة وهي مخالفة الأوثق أو الأكثر

وباب العلة دقيق يتفرع منه شيء كثير

والناظر في كلمات أئمة الجرح والتعديل يجد آية أخرى إذ أنهم في الغالب متفقون على الحكم في الراوي مما يدل أنهم ينطلقون من قواعد موحدة

ثم بعد ذلك الأحاديث التي صححها البخاري ومسلم كان الأئمة متفقين على صحتها من قبلهم وعامة الأحاديث الصحيحة معروفة متفق عليها بين أئمة الفن كما نبه عليه ابن تيمية في منهاج السنة

ثم إنك إذا تتبعت روايات الرواة وجدت الصدق يلوح عليها

فالحديث يرويه عن سفيان بن عيينة مثلاً كل من الحميدي وأحمد والشافعي

تجدهم كلهم يضبطونه بلفظ واحد

وهكذا في الطبقة الأعلى منها والأعلى

ولا يعرف التاريخ نظام دقيق في نقل الأخبار كنظام علماء الحديث في ذلك

والأحاديث التي يعترض عليها الجهلة لا تكاد تبلغ المائة حديث

أفيسقط الآلاف من أجل مائة فقط يدل البرهان على غلطهم فيها

الصحابة كانوا 124 ألفاً الرواة منهم لم يبلغوا الألف لأن الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم شديدة بل أكثر 350 صحابياً ليس لهم إلا حديث واحد

وبقي القول بأن الانسجام في المعنى بين عامة الأحاديث وتميز لغة النبي صلى الله عليه وسلم عن لغة غيره ممن ينقل عنه الأخبار من الصحابة والتابعين من أدل البراهين على سلامة المنهج الذي نقلت به السنة

وصاحبك فيما يظهر ليس عنده فكرة عن علم الجرح والتعديل وعلم المراسيل ( الاتصال والانقطاع ) وعلم العلل ولم يقرأ في سير كبار علماء الحديث فكيف له أن يشكك فيهم وفي علمهم وهو لا يعرفه ( بل كذبوا بما لم يحيطوا به علماً )

والمنهج الصحيح عند حلول الشبهة سؤال أهل العلم لا اعتقاد الشبهة والاستسلام للوساوس رأساً

( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهذا الخطأ يقع فيه الكثير من الشباب ثم بعد ذلك إذا تاب أحدهم عض أصابع الندم

ابن سلامة القادري
07-13-2014, 07:24 PM
ما اتخذه حجة للتشكيك في الأحاديث يصلح كذلك للتشكيك في القرآن فبأي منطق أسقطها على الأولى ورفعها عن الثانية..

ليعذرني أخي الحبيب مستفيد .. صراحة لا أعتمد دليل حجية سند القرآن دليلا على حجية السنة لأن القرآن حجة في نفسه و متنه يغني عن سنده و عظمة أسلوب القرآن و عدم تحريفه ظاهر للعلمين فإن لم يكن عند عامة الناس من غير القراء المتخصصين في القراءات بسندها فعند اللغويين و النحويين الذين خبروا أساليب اللغة و مستوياتها و أن القرآن في أعلاها و لا يمكن أن تصل إليه محاولات التحريف .. فلا يرنو أحد إلى تحريفه إلا افتضح و انكشف و لا تقليده و انتحاله إلا و عن كماله و جلاله ضل و انحرف و لا حاول مجاراة رونقه و جماله و لو في أقصر آياته إلا بدت ركاكة أسلوبه و ابتذاله بين يديه و اختلف. ذلك أن كلام الله تعالى آية في ذاته و تحديه الدال على علو مصدره قائم به لا ينفك عنه أبدا حتى يرث الله الأرض و من عليها .. و ذلك بخلاف السنة فقد أمكن تقليدها و مجاراتها و انتحالها حتى دون أن يتبين العالم المختص بعض ذلك إلا من خلال دراسة السند و تمحيصه.
و من هذا الباب فإنه يسوغ منطقيا من الإحتجاج بالقرآن إجمالا حتى دون النظر إلى سنده ما لا يسوغ مع السنة خاصة بالنظر إلى نسبة الأحاديث الصحيحة الثابتة إلى غيرها من الضعيف و الموضوع رغم عدالة الناقل.
أما عن القول في من أدى القرآن و أنه لا بد و أن يكون على قدر من العدالة و النزاهة مع ضبطه فهذا ليس بلازم لأن ما ظهر من كثير من القراء أنفسهم منذ زمان النبي صلى الله عليه و سلم أو زمن صحابته يسقط فضل عمومهم لقول النبي صلى الله عليه و سلم « أكثر منافقي أمتي قراؤها » صححه الألباني في السلسلة الصحيحة, والأرناؤوط في تحقيقه لمسند الإمام أحمد .
و سنورد شيئا من فقه هذا الحديث، و ذهب أهل الحديث أهل السنة الذين هم أعلم الناس بالقرآن و أعملهم به بعظم الفضل و جلالة القدر و خصوصية العدالة و النزاهة و ثمة أحاديث صحيحة للنبي صلى الله عليه و سلم شهدت لهؤلاء ما لم تشهد به لأولئك من النزاهة و التمسك بالدين و فقهه في العلمين .. أما أن أكثر القراء كما قال النبي صلى الله عليه و سلم منافقون فهو أظهر في زمامنا هذا حتى إن منهم لمن يتأكل بالقرآن أو يحفظه ليقال حافظ أو ليقدم للإمامة أو لمجرد التغني و التطريب أمام الملأ أو ليحضر به الولائم و المآتم ... و هذا لا يختلف عن حال أحبار اليهود الذين حملوا التوراة فلم يحملوها. و حملة القرآن في زمامنا بعدد القطر و لو صلحوا لصلحت الأمة عن بكرة أبيها.

فما على الإنسان إذن و كما قلنا ليستيقن من مصدر السنة و حجيتها إلا أن يستجمع الدلالات من القرآن و التاريخ و إجماع الأمة بعد نبيها صلى الله عليه و سلم و شهادات الشهود من العلماء و المؤرخين العرب و الغربيين.

قول النبي صلى الله عليه و سلم « أكثر منافقي أمتي قراؤها » :

قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله معلقاً على قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ".. وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه؛ يحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده.."؛ قال:
(فيه من الفقه مدح زمانه لكثرة الفقهاء فيه وقلة القراء، وزمانه هذا هو القرن الممدوح على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليل على أن كثرة القراءة للقرآن دليل على تغير الزمان وذمه لذلك، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم "أكثر منافقي أمتي قراؤها" من حديث عقبة بن عامر وغيره.
وقال مالك رحمه الله: قد يقرأ القرآن من لا خير فيه، والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا الحديث كالبرهان.
وفيه دليل أن تضييع حروف القرآن ليس به بأس؛ لأنه قد مدح الزمان الذي تضيع فيه حروفه، وذم الزمان الذي يحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده).

وقال في موضع آخر: (وفي هذا الحديث نص على أن القرآن يقرؤه من لا دين له ولا خير فيه ولا يجاوز لسانه.. وحسبك بما ترى من تضييع حدود القرآن وكثرة تلاوته في زماننا هذا بالأمصار وغيرها؛ مع فسق أهلها، والله أسأله العصمة والتوفيق والرحمة فذلك منه لا شريك له).

وقال الإمام البخاري معلقاً على هذا الحديث: (قراء المعطلة وأهل الأهواء وغيرهم).
قلت: ويفسره أحاديث أخرى تبين معناه؛ فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقرأ القرآن رجال يمرقون من الدين لا يجاوز حلوقهم هم شر الخلق والخليقة؛ وقال: يتعجلونه ولا يتأجلونه".
وقال عليه الصلاة والسلام: "أتخوف على أمتي من ثنتين: يتبعون الشهوات، ويؤخرون الصلوات، والقرآن يتعلمه المنافقون يجادلون به الذين آمنوا"، وغيرها الكثير.

وقال ابن الأثير: (أي أنهم يحفظون القرآن نفياً للتهمة عن أنفسهم وهم معتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة).
وقال في موضع آخر: (أراد بالنفاق ها هنا الرياء؛ لأن كليهما إظهار غير ما في الباطن).

وقال أبو عبيد: (لم يرد بهذا أن القراءة نفاق، وأن القارئ منافق، وإنما أراد أن الرياء في القراءة كثير والإخلاص فيهم قليل، والرياء صفة المنافقين).
وقال في موضع آخر: (إنما جعل النفاق في أكثر القراء؛ لأن الرياء فيهم أكثر منه في غيرهم، والرياء نفاق).

و فضل السنة يعرف أيضا من فضل أهلها و حملتها الذين وطنوا أنفسهم للذب عنها و العمل بها بمقتضى كتاب الله تعالى : أنظر هنا (http://www.saaid.net/arabic/ar92.htm)

مستفيد..
07-13-2014, 08:18 PM
تحية رمضانية لأخي بن سلامة :)
يقول الإمام الذهبي في الكبائر: (( فمن طعن فيهم، أو سبهم، فقد خرج من الدين، ومرق من ملّة المسلمين، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبِّهم ولأنهم أرضى الوسائل المأثورة، والوسائط من المنقول، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والإزدراء بالناقل ازدراء بالمنقول،وهذا ظاهر لمن تدبره وسَلَمَ من النفاق والزندقة والإلحاد في عقيدته ))..
كما ترى..فالإمام الذهبي اعتمد على نفس الحجة..رغم أن حديثنا لم يكن من باب التقرير وإنما من باب قلب حجة الخصم وإلزامه بمعتقده..
أما ما قلته أخي بن سلامة من أن القرآن حجة في نفسه و متنه يغني عن سنده و عظمة أسلوب القرآن و عدم تحريفه ظاهر للعلمين فهذا صحيح ولا خلاف عليه ..ولكن كما قال الدكتور هشام لكل مقام مقال..ومقام المحاججة والإلزام غير مقام التقرير..كما أني لا اتفق معك في الذي ذهبتَ إليه فمعرفة القائل وكونه ثقة هو من لوازم القبول والسلامة من التزوير..فهل تظن بأن الله يرضى بأن ينقل دينه منافق أو مدلس ؟..هذا من المحال..أين قدسية الرسالة وعظم الامانة..ولو تدبرنا لوجدنا أن الله لم يجعل المنافقين من أهل الذكر (( وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ))..ذلك حتى لا يكون لهم دور البتة في نقل الأمانة لهذه الأمة..أما عن المنافقين "الحفظة" اليوم فليسوا هؤلاء موضوعنا لأن الأمانة وصلت وحفظت وقضي الأمر..وسواء كانوا حفظة ام لا فليس لهم أي دور اليوم في نقل الدين او حفظه..
وللفائدة كان قد اعترض علي منكر للسنة بنفس هذا الإعتراض وهو أن النص القرآني حجة في ذاته ولا يُشترط أن يكون الناقل ثقة بل يجوز أن يكون مدلس (وطبعا انتَ لا تقول بهذا القول أخي بن سلامة ولكن انتبه فلازم قولك يصب في هذا المعنى..ولازم القول يقع محل القول كما هو معلوم)..فكان من ضمن الرد مثال أنقله هنا بِنَصِّهِ للفائدة:

لو كان لكلامك معنى لما أرهق علماء النصرانية أنفسهم في التحقيق في كَتَبَةِ الكتاب المقدس لإثبات صحته..فأكبر معضلة تعترضهم هو وجود أسفار مجهولة الهوية وهو ما يقدح في صدق الكتاب وخلوه من التزوير ككاتب سفر استير ونشيد الإنشاد والأخبار وسفر أيوب وغيرها الكثير..فصارت بذلك نصوصهم غير مقدسة لأنهم لا يعرفون من كتبها ومتى كتبها !!..فلماذا هذا التحقيق ولماذا لم يرضوا فقط بوجود النص الذي بين أيديهم..أنصحك ان تُفتيهم
ولذلك قال جوش ماكدويل فى الشرط الثانى لقبول اى سفر :
هل السفر نبوى كتبه أحد رجال الله ؟؟؟
كما صرح صاحب موسوعة اباء الكنيسة ...ان معرفة كاتب السفر تتوقف عليه قانونية الرسالة...
فكما ترى أيها المزن..حتى يكون السفر قانونى ومقبول لدى الكنيسة ...لا بد ان يكون كاتبه أحد رجال الله ..وبخصوص أسفار العهد الجديد...قال القمص بسيط ان رسولية الرسل وكونهم شهود عيان على حياته شرط هام لقبول السفر...
وطبقا لهذا الشرط يمكننا أن نقول أن أغلب أسفار الكتاب المقدس ...غير قانونية ..لأنها مجهولة الكاتب ...رغم أن النص موجود وناقله أو كاتبه مات وانتهى كما يقول العلاّمة مزن...
وكما تعلم أخي بن سلامة فالتوراة والإنجيل هي كذلك كلام الله كما أن القرآن كلام الله...فهل تقدر أن تبين لنا بالتفصييل (كلمة كلمة) أين وقع التحريف في التوراة والإنجيل وأين لم يقع..طالما أنه حجة في ذاته (( وكله كلام الله ))..:)

ابن سلامة القادري
07-13-2014, 08:54 PM
تحية رمضانية لأخي بن سلامة :)
يقول الإمام الذهبي في الكبائر: (( فمن طعن فيهم، أو سبهم، فقد خرج من الدين، ومرق من ملّة المسلمين، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبِّهم ولأنهم أرضى الوسائل المأثورة، والوسائط من المنقول، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والإزدراء بالناقل ازدراء بالمنقول،وهذا ظاهر لمن تدبره وسَلَمَ من النفاق والزندقة والإلحاد في عقيدته ))..



و هذا هو القدر المتفق عليه أخي الحبيب حين طلبت أن يستدل بدلالات القرآن و هو ما لا يخرج عن إطار القرآن .. أما إطلاقا من حيث سند القرآن فقد ذكرت حديث النبي صلى الله عليه و سلم في نفي عدالة السند مطلقا خاصة أن حفظة القرآن كاملا لم يكونوا بالعدد الذي نعرفه اليوم في القرون الأولى و قد يستشهد عليك بحال حفظة اليوم على حال حفظة الأمس.


رغم أن حديثنا لم يكن من باب التقرير وإنما من باب قلب حجة الخصم وإلزامه بمعتقده..


معك الحق في هذه أخي إذا كان استدلاله بالسند و كان استدلاله من القوة بحيث نعتمد عليه كأصل لنقض ما ادعاه. أما إذا لم يكن فرق لديه في الناقل -و لا أرى الطاعن فيمن روى السنة إلا و يطعن في من نقل القرآن اقتضاء- فالمعول إذن على النظر في المنقول بالدرجة الاولى بوجود قرينة الإعجاز فيما خص القرآن أو النظر في طبيعة الإسناد فيما خص السنة.



كما أني لا اتفق معك في الذي ذهبتَ إليه فمعرفة القائل وكونه ثقة هو من لوازم القبول والسلامة من التزوير..فهل تظن بأن الله يرضى بأن ينقل دينه منافق أو مدلس ؟..هذا من المحال..أين قدسية الرسالة وعظم الامانة..ولو تدبرنا لوجدنا أن الله لم يجعل المنافقين من أهل الذكر (( وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ))..ذلك حتى لا يكون لهم دور البتة في نقل الأمانة لهذه الأمة..أما عن المنافقين "الحفظة" اليوم فليسوا هؤلاء موضوعنا لأن الأمانة وصلت وحفظت وقضي الأمر..وسواء كانوا حفظة ام لا فليس لهم أي دور اليوم في نقل الدين او حفظه..


نعم هذا لا شك فيه عندنا أخي لكن الذي لا يرى العصمة قائمة في الصحابة أو التابعين في نقلهم للوحي و أمانتهم لن يرى في ذلك حجة فتلزمه حجة غيرها أقوى منها و هي إلزامه بأدلة تنزيههم من القرآن نفسه الذي يرى قدسيته الذاتية و من التاريخ و من شهادة الشهود.



وللفائدة كان قد اعترض علي منكر للسنة بنفس هذا الإعتراض وهو أن النص القرآني حجة في ذاته ولا يُشترط أن يكون الناقل ثقة بل يجوز أن يكون مدلس (وطبعا انتَ لا تقول بهذا القول أخي بن سلامة ولكن انتبه فلازم قولك يصب في هذا المعنى..ولازم القول يقع محل القول كما هو معلوم)..فكان من ضمن الرد مثال أنقله هنا بِنَصِّهِ للفائدة:
..................................
وكما تعلم أخي بن سلامة فالتوراة والإنجيل هي كذلك كلام الله كما أن القرآن كلام الله...فهل تقدر أن تبين لنا بالتفصييل (كلمة كلمة) أين وقع التحريف في التوراة والإنجيل وأين لم يقع..طالما أنه حجة في ذاته (( وكله كلام الله ))..:)


لا مجال للمقارنة أخي بين القرآن الكريم الذي تحدى الله به الجن و الإنس بأسلوبه و فصاحته و بأنواع إعجازه التي لا تنقضي و بين التوراة الإنجيل الذين هما دونه بكثير .. فقد فضل الله تعالى القرآن على سائر كلامه ... و قد وافقتني الرأي في ذلك بقولك أخي إن القرآن حجة في نفسه و متنه يغني عن سنده و عظمة أسلوب القرآن و عدم تحريفه ظاهر للعلمين فهذا صحيح ولا خلاف عليه.

و الله تعالى أعلم

مستفيد..
07-13-2014, 09:33 PM
لا مجال للمقارنة أخي بين القرآن الكريم الذي تحدى الله به الجن و الإنس بأسلوبه و فصاحته و بأنواع إعجازه التي لا تنقضي و بين التوراة الإنجيل الذين هما دونه بكثير
كيف هذ أخي بن سلامة..هل تقصد أن الله لو تحدى الإنس والجن على أن ياتوا بمثل التوراة والإنجيل سيأتون بمثله..الذي اعرفه أن جميع الكتب السماوية متساوية في هذا الجانب فجميعها كلام رب العالمين..وكلامه سبحانه معجز سواء كان في التوراة او الإنجيل أو القرآن..الإختلاف هو ان الله تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ التوراة والإنجيل..فكيف يكون كلام الله معجز هنا وغير معجز هناك..

و قد وافقتني الرأي في ذلك بقولك أخي إن القرآن حجة في نفسه و متنه يغني عن سنده و عظمة أسلوب القرآن و عدم تحريفه ظاهر للعلمين فهذا صحيح ولا خلاف عليه.
نعم لكن ذلك لا يلغي الحجة العقلية الظاهرة..وكما قلت كل مقام مقال..

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 02:14 AM
كيف هذ أخي بن سلامة..هل تقصد أن الله لو تحدى الإنس والجن على أن ياتوا بمثل التوراة والإنجيل سيأتون بمثله..الذي اعرفه أن جميع الكتب السماوية متساوية في هذا الجانب فجميعها كلام رب العالمين..وكلامه سبحانه معجز سواء كان في التوراة او الإنجيل أو القرآن..الإختلاف هو ان الله تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ التوراة والإنجيل..فكيف يكون كلام الله معجز هنا وغير معجز هناك..



لا بد أن هذه فاتتك أخي الحبيب و أعجب كيف فاتتك :):

فلو كانت خصوصية القرآن و ميزته على سائر الكتب التي سبقته في مجرد حفظه و سلامته من التحريف لما كان لوصف الله تعالى له بأنه أحسن الحديث معنى .. و كذا قوله بأنه مهيمن على الكتب قبله و أنه في أم الكتاب علي.

يقول الباقلاني في إعجاز القرآن : قال القاضي‏:‏ فإن قيل هل تقولون أن غير القرآن من كلام الله معجزًا كالتوراة والإنجيل قلنا‏:‏ ليس شيء من ذلك بمعجز في النظم والتأليف وإن كان معجزًا كالقرآن فيما يتضمن من الأخبار بالغيوب وإن لم يكن معجزًا لأن الله تعالى لم يصفه بما وصف به القرآن ولأنا قد علمنا أنه لم يقع التحدي إليه كما وقع في القرآن ولان ذلك اللسان لا يتأتى فيه من وجوه الفصاحة ما يقع به التفاضل الذي ينتهي إلى حد الإعجاز‏.

و قال ابن عاشور في مقدمة (التحرير والتنوير) : حديث : « ما من الأنبياء نبي إلا أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر .. » قال: فيه نكتتان غفل عنهما شارحوه: ـ الأولى: أن قوله صلى الله عليه وسلم: «ما مثله آمن عليه البشر» اقتضى أن كل نبي جاء بمعجزة هي إعجاز في أمر خاص، كان قومه أعجب به، وأعجز عنه، فيؤمنون على مثل تلك المعجزة.

ـ الثانية أن قوله صلى الله عليه وسلم: «وإنما كان الذي أوتيت وحيًا» اقتضى أن ليست معجزته من قبيل الأفعال، كما كانت معجزات الرسل الأولين أفعالًا لا أقوالًا، كقلب العصا، وانفجار الماء من الحجر، وإبراء الأكمه والأبرص، بل كانت معجزته ما في القرآن من دلالة على عجز البشر عن الإتيان بمثله من جهتي اللفظ والمعاني، وبذلك يمكن أن يؤمن به كل من يبتغي إدراك ذلك من البشر، ويتدبره.

و قال أحمد عبد الله البيلي البدوي (المتوفى: 1384هـ) في كتابه ''من بلاغة القرآن'' : كما لا نقبل قول من قال إن وجه الإعجاز في نظم القرآن، أنه حكاية عن كلام الله القديم، لأنه لو كان كذلك لكانت التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله معجزات، فى النظم والتأليف وما قال بذلك أحد، ولا ذكرته تلك الكتب نفسها.

و قال تعالى : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] قال القرطبي : أي عاليًا عليها وَمُرْتَفِعًا.

و قال سبحانه : {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً } [الرعد: 31] قال المفسرون : و جواب الشرط محذوف وتقديره : لكان هذا القرآن. . .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: يَقُولُ تَعَالَى مَادِحًا لِلْقُرْآنِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- ، وَمُفَضِّلًا لَهُ عَلَى سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ قَبْلَهُ: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ } أَيْ: لَوْ كَانَ فِي الْكُتُبِ الْمَاضِيَةِ كِتَابٌ تَسِيرُ بِهِ الْجِبَالُ عَنْ أَمَاكِنِهَا، أَوْ تُقَطَّعُ بِهِ الْأَرْضُ وَتَنْشَقُّ أَوْ تُكَلَّمُ بِهِ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهَا، لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ هُوَ الْمُتَّصِفُ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ، أَوْ بِطْرِيقِ الْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِعْجَازِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَنْ آخِرِهِمْ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ، وَلَا بِسُورَةٍ مِنْ مَثَلِهِ.

و يكفي فضل كلام الله الذي في القرآن الكريم على كلامه من حديث قدسي ليُعلم أن الله فضل بعض كلامه على بعض.


نعم لكن ذلك لا يلغي الحجة العقلية الظاهرة..وكما قلت كل مقام مقال..


كما قلت أخي .. هذا إن اعترف المخالف بوجوب و اشتراط صحة السند في تناقل القرآن لتمييزه عن سائر الكلام دون اعتبار متنه و اعجازه. أما و الحال بل الاصل في منكري السنة طعنهم في من نقل القرآن فالاستدلال بغير وجه.

مستفيد..
07-14-2014, 02:39 AM
و قد وافقتني الرأي في ذلك بقولك أخي إن القرآن حجة في نفسه و متنه يغني عن سنده و عظمة أسلوب القرآن و عدم تحريفه ظاهر للعلمين فهذا صحيح ولا خلاف عليه.
أردتُ زيادة توضيح هذه النقطة لكي لا يقع لبس..كوننا نؤمن أن القرآن معجز في ذاته لا يعني أننا نجوّز إحتمال أن يكون ناقله -ابتداءََ من الصحابة إلى التابعين إلى تابعي التابعين- كذاب مدلس..بل نقول أنه معجز في ذاته ولكن هذا الإعجاز يلزم أن يكون ناقله عدلا ثقة فالجهة هنا غير منفكة..بينما في كلامك أخي بن سلامة تجويز لأن يكون ناقل هذا النص المعجز في ذاته كاذب مدلس..وهذا كما قلنا من المحال..لأنك إن قلت يجوز فقد نسبتَ لله ما لا يليق وهو تكذيبه سبحانه في ثنائه على الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ومعلوم أن هؤلاء هم نقلة القرآن جيلا عن جيل..ومن جهة أخرى هو قدح -ولو بفتح باب الإحتمال- في من تواتر عنهم نقل القرآن ..ولهذا نجد ان الشيعة لما طعنوا في الصحابة الكرام قالوا بتحريف القرآن.. إذن العلاقة هنا أخي بن سلامة هي علاقة تلازم....ولو أخذنا مثلاالتوراة والإنجيل لوجدنا ان فيها نصوص مما لم يثبت لنا تحريفه..فهذه النصوص لا نصدقها ولا نكذبها لماذا..لأن من نقلها ليس بثقة ولا يقبل منه النص ولو كان في ذاته صحيحا لم تطله يد التحريف..
النقطة الثانية أخي بن سلامة وهي أنالمقال يختلف باختلاف المقام..فعندما نتحدث مع مسلم يؤمن بالقرآن والسنة نتحدث عن حجية القرآن في ذاته وعندما نناقش ملحد أو لاديني كافر بالقرآن والسنة كذلك نفس الشيء نتحدث عن حجية القرآن في ذاته..لكن عند الحديث مع منكر السنة مؤمن بالقرآن كافر بالسنة نلزمه بما سبق..

مستفيد..
07-14-2014, 02:45 AM
ننظر فيما نقلت عن التوراة والإنجيل غدا بإذن الله لتأخر الوقت..كما أني لم ألحظ المشاركة إلا بعد تمرير المداخلة..

إلى حب الله
07-14-2014, 02:54 AM
بارك الله فيكم ...
وإن كنت أدلو بدلوي هنا :
فأرى أن الأمر بيد الأخ السائل ومعرفته بدرجة ضلال صاحبه ...

فإن كان يمكن أن يُحدثه بما نصح به الأخ المشرف : لكان أبعد عن فتنته ..
أما إذا كان من النوع الذي فيه غفلة ويقف على باب ضلال أكبر وهو الكفر بالإسلام ككل :
فأرى ألا يُناقش معه دليل أخينا مستفيد خوف فتنته وزحزحته عن الدين بالكلية ولو من باب العناد عندما سيعجز عن الإجابة ..
وأما إن كان مجادلا بالباطل يرسم دور العالم - وهذه الصفة متوفرة في كل منكري السنة بلا استثناء - :
فأرى ساعتها إمكانية إلزامه بما قاله أخونا مستفيد .. وهي طريقة ناجحة جدا في كسر شوكة منكري السنة وفضح جهلهم وتعالمهم وتناقضهم بهواهم !! حيث يقبلون من القرآن ما لا يقبلوه من السنة رغم وحدة الأصل !!.. والمسألة لا تقتصر على مسألة أن ناقلي القرآن هم أنفسهم ناقلي السنة ولا أن السنة مبينة للقرآن .. بل الأهم هو إيمان المسلم بما في القرآن رغم عدم تصوره - مثل المعجزات العجيبة مثلا : تحول العصا لثعبان وشق البحر والنار تصير بردا وسلاما والناقة وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله - والسبب : هو تصديق المُبلغ عن الله تعالى لا شيء سواه !!
وعليه : فكان الواجب مع الأحاديث ((الصحيحة)) التي يجعل منكر السنة حُجته في رفضها هي عدم تصورها : الواجب أنه كان يُسلم لها طالما ثبتت نسبتها إلى المُبلغ عن الله عز وجل ..

وبالنسبة للقرآن : فبالفعل معجزته في بنائه .. وذلك غير موجود في التوراة والإنجيل ولم يتحدى الله تعالى بهما أحد ..

ولولا خوفي من أن تدعو صاحبك إلى هنا فتصيبه لوثات الملاحدة لقلت لك ادعه إلينا ولاسيما قسم الحوارات الخاصة ..
والله الموفق سبحانه ..

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 03:06 AM
بينما في كلامك أخي بن سلامة تجويز لأن يكون ناقل هذا النص المعجز في ذاته كاذب مدلس


أولا : ليس بالضرورة أخي أن يكون ناقل الوحي من القرآن أو السنة إن لم يكن ثقة عدلا أن يكون كاذبا أو مدلسا -مع أن هذا وارد أيضا- فقد يكون واهما أو مختلطا أو ناقلا عن غير ثقة أو كما جاء في نص حديث النبي صلى الله عليه و سلم نفسه : منافقا مرائيا يريد مالا أو جاها و سمعة ... إلخ .. هناك عشرات الاحتمالات غير الكذب.
ثانيا : لماذا و كيف يكذب الناقل بشأن القرآن و نحن نعلم يقينا أنه لا يسع أحدا ذلك أبدا لأن القوم إذ تناقلوا القرآن كلام الله المعجز تناقلوا معه آليات فهمه و معرفة مقداره و استحالة تقليده و محاكاته حتى من الخواص.

لذا فقولي هو وصف لواقع و ليس تجويزا ... و ما حضر لدينا من الأدلة على عدالة الصحابة هو أكثر من كونهم مجرد ناقلين فحسب لكلام الله إلينا ... فالقرآن وصفهم بين من عاصر النبي صلى الله عليه و سلم بالفضل العظيم و كذا السنة و كذا كتب التاريخ و السير و كذا وجود من يقتفي دائما خطاهم و يسير على نهجهم في كل عصر و مصر ... فاجتمعت لدينا قرائن -بفضل الله و هدايته- هي شواهد على صدقهم و عدالتهم و حتى ضبطهم في نقلهم و الذي هو من أسباب حفظ الله لكتابه. لكن ما أدرى المخالفين بهذه الشواهد و الأسباب !؟



لكن عند الحديث مع منكر السنة مؤمن بالقرآن كافر بالسنة نلزمه بما سبق..


هذا إن اكتفى و التزم -بارك الله فيك- أما مع وجود الريبة بسبب ما قلناه و بسبب ما تناقلته الأجيال أيضا من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة التي شوهت جمال السنة في أعين كثير من الناس الذين نئوا و ابتعدوا عن موارد الصدق و مناهله فذلك لعمري بعيد إلا بأن تكون المعالجة أبعد و أكثر دقة و تكون البينة كما قلنا من أوجه عدة. فعلى قدر الشبهات يجب أن تكون الدلائل و البينات.

و الله المستعان.

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 07:17 AM
بارك الله فيكم ...

و فيكم بارك شيخنا.


والمسألة لا تقتصر على مسألة أن ناقلي القرآن هم أنفسهم ناقلي السنة ولا أن السنة مبينة للقرآن .. بل الأهم هو إيمان المسلم بما في القرآن رغم عدم تصوره - مثل المعجزات العجيبة مثلا : تحول العصا لثعبان وشق البحر والنار تصير بردا وسلاما والناقة وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله - والسبب : هو تصديق المُبلغ عن الله تعالى لا شيء سواه !!
وعليه : فكان الواجب مع الأحاديث ((الصحيحة)) التي يجعل منكر السنة حُجته في رفضها هي عدم تصورها : الواجب أنه كان يُسلم لها طالما ثبتت نسبتها إلى المُبلغ عن الله عز وجل ..


أجل و قد يكون أكثر ما يدعو منكري السنة إلى فعلهم هذا هو احتكامهم فيها للعقل دون الالتفات إلى سندها حتى، مهما بلغ صحة و قوة و جودة. فيقعون بذلك في إثم عظيم مركب ما بين تضييع للوحي و للتصديق بالوحي متمثلا في السنة الصحيحة و ازدراء لخير هذه الأمة و أكرمها على الله و هم ناقلوها إلينا.
و كما قال أخونا المشرف الكريم :
ولكنهم - أي المسلمون- آمنوا بها من إيمانهم بصدق المُبلغ لها عن الله ، وهكذا فعل أبو بكر في تصديق النبي في الإسراء وبها اشتهر بالصديق.

مستفيد..
07-14-2014, 02:23 PM
فيما يخص موضوع الحصة :)..أكتفي بما جاء في المداخلة #18
-----
ننتقل إلى نقطة التوراة والإنجيل..قلت أخي بن سلامة:

لا بد أن هذه فاتتك أخي الحبيب و أعجب كيف فاتتك
لعله من باب عرفتُ شيئا وغابت عني أشياء :)..
على العموم ليس الأمر كما ظننتَ ولم يفتني شيئا هاهنا كما أحسب -ما لم تبيّن لي خطئي-..فالقرآن مهيمن على باقي الكتب وناسخ لها وله ميزة أن الله تحدى به أهل البلاغة والبيان من العرب وهذا ما لم يحصل في غيره من الكتب وأن إعجازه في نظمه وتركيبه كما أشار أخي أبو حب الله.. وله ميزة أنه الرسالة الخاتمة الخالدة ومعجزاته لا تفنى وانه صالح لكل البيئات والازمنة والأمكنة..ولكن أخي بن سلامة أنا لا أتحدث عن هذا..أنا قلت أن الكتب السماوية جميعا متساوية في جانب..ما هو هذا الجانب ؟..قلتُ: جميعها كلام رب العالمين..وكلامه سبحانه معجز سواء كان في التوراة او الإنجيل أو القرآن..يعني اكتفيت بالمشترك بينهما ليتحقق الإعجاز وهو انهم جميعا كلام رب العالمين..ولا أتحدث عن خصوصية كل كتاب ولا أين يكمن الإعجاز في كل كتاب من الكتب الثلاث..
أعيد: يكفي ان يكون من رب العالمين ليكون معجز ويمتنع على الإنس و الجن على أن يأتوا بمثله سواء كان توراة أو إنجيل (قبل التحريف طبعا) أو قرآن..وقد خالفتني في هذا ونقلت لي نقولات..أولا المنقول عن بن عاشور وبن كثير لم أجد فيه ما يخالف قولي..البدوي والباقلاني يتحدثان عن الإعجاز في النظم والتأليف وانه خصوصية قرآنية ولا أراني خضتُ في هذا ولا أنكرت..حجتي: أنهما من الله مثل القرآن وهذا يكفي ليكون معجز وليس شرطا ان يكون الإعجاز لغويا مثل القرآن..ولنا في ذلك حجة وهي قوله سبحانه (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))..فالآية تصرّح بأن سلامة القرآن الكريم من الإختلاف والتناقض هو دليل على كونه من عند الله تبارك وتعالى..وفرقت الآية بين قول غير الله (إنس كان او جن أو خلافه) وقول الله..فالأول نجد فيه اختلافا أي تعارضا كثيرا بينما كلام الله لن تجد فيه شيء من هذا وهو شرط جعله الله حجة على سماوية القرآن..فالمراد من الآية إذن هو أن كلام الله يخلو من التناقض والتضارب تماما.. فلا اختلاف فيه على الإطلاق وهذا ينطبق على جميع الكتب المنزلة ما لم تحرف بل وما التحريفات إلا اختلافات دالة على بشرية من غير وبدل ..وهو نفس الكلام المسطور في جميع كتب التفسير يقول بن كثير: (( لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) أي : اضطرابا وتضادا كثيرا . أي : وهذا سالم من الاختلاف فهو من عند اللّه ))..يقول الطبري: (( أي : قول الله لا يختلف ، وهو حق ليس فيه باطل ، وإن قول الناس يختلف ))..وعند القرطبي: (( إنه ليس من متكلم يتكلم كلاما كثيرا إلا وجد في كلامه اختلاف كثير ، إما في الوصف واللفظ ؛ وإما في جودة المعنى ، وإما في التناقض ، وإما في الكذب . فأنزل الله عز وجل القرآن وأمرهم بتدبره ؛ لأنهم لا يجدون فيه اختلافا في وصف ولا ردا له في معنى ، ولا تناقضا ولا كذبا فيما يخبرون به من الغيوب وما يسرون . ))..وفي تفسير البغوي: (( لأن ما لا يكون من عند الله لا يخلو عن تناقض واختلاف ))..ويقول بن عاشور: (( ، أي ألا يتدبرون انتفاء الاختلاف منه فيعلمون أنه من عند الله ))..
والتوراة والإنجيل قبل التحريف هما كلام الله ومن عند الله فلزم أن يسلما من الإختلاف والتضارب بنص الآية الكريمة بل وجعل الله الإختلاف والتضارب من علامات التحريف والدليل أننا اليوم نقيم الحجة على أهل الكتاب بالتضارب والإختلافات في أناجيلهم وهذا من أقوى الحجج لدينا على تدخل أيدي البشر وعبثها بكتاب الله إذ لو كان من عنده سبحانه لما وجدنا اختلافا واحدا وهذا إعجاز لم أجد من خالف فيه كإعجاز غير الإمام الزرقاني ولكنه بهذا يكون قد خالف نصا صريحا..يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (( فما أعلم أحدا من الخارجين عن الكتاب والسنة من جميع فرسان الكلام والفلسفة إلا ولا بد أن يتناقض، فيحيل ما أوجب نظيره ويوجب ما أحال نظيره، إذ كلامهم من عند غير الله، وقد قال الله تعالى : وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا. )) -انتهى قوله-..فلزم إذن ان تكون التوراة أو الإنجيل وقت نزولها سالمة من الإختلاف والتناقض وهذا إعجاز لا يقدر كل من وقع تحت قوله: (( غَيْرِ اللَّهِ )) ان يأتوا لنا بمثله..
هذا هو فهمي أخي بن سلامة وتلك هي حجتي..فإن كان لديك ما يخالف هذا الفهم بدليله تركتُ ما عندي..
والله أعلم..

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 02:48 PM
لست أخالفك أخي في أن كلام الله تعالى بائن من سائر الكلام في التوراة أو الإنجيل أو القرآن أو الصحف كما الله تعالى بائن من خلقه .. فقدسيته لا جدال حولها و كماله الدال على كمال قدرة الله و عجز الخلائق عن الإتيان بمثله (و المثيل غير الشبيه) لا مرية فيه. إنما أخذت عليك ما قلته في هذا الموضع لاعتبارين اثنين :


وكلامه سبحانه معجز سواء كان في التوراة او الإنجيل أو القرآن..الإختلاف هو ان الله تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ التوراة والإنجيل..فكيف يكون كلام الله معجز هنا وغير معجز هناك..

- الأول : تسوية التوراة و الانجيل بالقرآن في مقام الإعجاز و قد علمت أن القرآن فاقها جميعا في مستويات لا تحصى منه .. ناهيك عن أن الإعجاز القرآني لا تخلو منه آية من آياته بحيث أن التحدي القائم من الله تعالى لخلقه ينتهي إليها جميعا و هذا بخلاف الكتب السابقة .. و إذا سلمنا بوجود إعجاز فعلا في الكتب السابقة فهو على الأغلب متعلق بعدم الإختلاف بين نصوصها و هذا قد يكون غير ملحوظ بالنسبة لسائر الكلام و منه كلام البشر .. بحيث يكون بينة لهم و تقوم به الحجة عليهم .. في حين أن عظمة الإعجاز القرآني لا تخفى على أحد حتى على الذين لا يتكلمون العربية.

- الثاني : قولك إن الإختلاف هو أن الله تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ التوراة والإنجيل و قد تعلم أن هذا ليس هو الاختلاف الوحيد كما أسلفنا و كما ذكر العلماء حول وجوه إعجاز القرآن و أنه لا تنقضي عجائبه.

و على أي حال فقد ضربت لك مثالا أخي الحبيب بالحديث القدسي ..للإشارة إلى وجود التفاضل و التباين و التمايز بين القرآن و بين سائر الكلام الإلهي .. و قدرة الله لا تحدها حدود.

و الله المستعان

مستفيد..
07-14-2014, 03:30 PM
لا يُحتج بالحديث القدسي في هذ الموضوع..لا لأن الحديث القدسي خلافي في هل ان اللفظ للنبي أم لله..بل لأن حديثنا عما انزل الله من كتب على عباده وامر باتباعها..وآية (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))....صريحة وقطعية في هذا الباب وإعجاز الكتب المنزلّة فيها بَيِّنْ كما أسلفنا القول..أيضا لا توجد كذلك اختلافات فيما صح من احادث قدسية ولا في الأحاديث النبوية وهذ أيضا من الإعجاز مما يفوق طاقة البشر فكلها وحي من عند الله إلا ان الله سبحانه ما تحداهم إلا بالقرآن ..فالفرق إذن هو في الناحية التعبدية لا في الناحية الإعجازية ( أقصد معجز من عدمه ولا أقصد درجات الإعجاز وقوتها وتباينها) ..لهذا لا يصلح كاعتراض..

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 03:53 PM
عظمة الإعجاز القرآني لا تخفى على أحد .. فهو في أعلى مراتب الإعجاز ... غير أني أتراجع أخي عن مقولتي عن الكتب المقدسة التي سبقته لما ذكرته أنت و لاعتبارات أخرى ذكرها شيخ الاسلام بن تيمية :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب النبوات (ص519 -521) :
" وما أتى به محمد -صلى الله عليه و سلم- من الآيات، فهو دليلٌ على إثبات جنس الأنبياء مطلقاً، وعلى نبوّة كلّ من سُمِّيَ في القرآن، خصوصاً إذا كان هذا ممّا أخبر به محمد عن الله، ودلّت آياته على صدقه فيما يخبر به عن الله.
وحينئذٍ فإذا قُدِّر أنّ التوراة، أو الإنجيل، أو الزبور معجزٌ لما فيه من العلوم والإخبار عن الغيوب، والأمر والنهي، ونحو ذلك، لم يُنازع في ذلك، بل هذا دليل على نبوّتهم صلوات الله عليهم، وعلى نبوّة من أخبروا بنبوّته.
ومن قال: إنها ليست بمعجزة ؛ فإن أراد ليست معجزة من جهة اللفظ والنظم؛ كالقرآن، فهذا ممكن ، وهذا يرجع إلى أهل اللغة العبرانية.
وأما كون التوراة معجزة من حيث المعاني لما فيها من الإخبار عن الغيوب، أو الأمر والنهي؛ فهذا لا ريب فيه.
وممّا يدلّ على أنّ كتب الأنبياء معجزة: أنّ فيها الإخبار بنبوّة محمد قبل أن يُبعث بمدة طويلة، وهذا لا يُمكن علمه بدون إعلام الله لهم، وهذا بخلاف من أخبر بنبوّته من الكهّان والهواتف؛ فإنّ هذا إنّما كان عند قرب مبعثه لمّا ظهرت دلائل ذلك، واستَرَقَتْه الجنّ من الملائكة، فتحدثت به، وسمعته الجنّ من أتباع الأنبياء.
فالنبيّ الثاني إذا كان قد أخبر بما هو موجود في كتاب النبيّ الأول، وقد وصل إليه من جهته، لم يكن آية له؛ فإنّ العلماء يشاركونه في هذا.
وأما إذا أخبر بقدرٍ زائدٍ لم يوجد في خبر الأول، أو كان ممّن لم يصل إليه خبر نبيّ غيره، كان ذلك آية له؛ كما يوجد في نبوّة أشعيا، وداود، وغيرهما من صفات النبيّ ما لا يوجد مثله في توراة موسى.
فهذه الكتب معجزة لما فيها من أخبار الغيب الذي لا يعلمه إلا نبيّ، وكذلك فيها من الأمر والنهي، والوعد والوعيد، ما لا يأتي به إلا نبيّ، أو تابع نبيّ.
وما أتى أتباع الأنبياء من جهة كونهم أتباعاً لهم، مثل أمرهم بما أمروا به، ونهيهم عما نهوا عنه، ووعدهم بما وعدوا به، ووعيدهم بما يُوعدون به؛ فإنه من خصائص الأنبياء".

لكن أصل خلافنا يا أخي لم يزل طالما أن القرآن الكريم فريد معجز في مبناه و ليس فقط في معناه .. فيسهل على كل مطلع أن يعرف الفرق بينه و بين سائر الكلام.

مستفيد..
07-14-2014, 04:22 PM
السطر الأخير من المداخلة أخي بن سلامة يقولني ما لم أقله..

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 04:38 PM
السطر الأخير من المداخلة أخي بن سلامة يقولني ما لم أقله..

لم أفهم أخي

مستفيد..
07-14-2014, 04:53 PM
لكن أصل خلافنا يا أخي لم يزل طالما أن القرآن الكريم فريد معجز في مبناه و ليس فقط في معناه .. فيسهل على كل مطلع أن يعرف الفرق بينه و بين سائر الكلام.

أين قلت أنا أن القرآن معجز فقط في معناه..وأين قلت أنه يصعب على كل مطلع أن يفرق بينه وبين كلام سائر البشر..

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 05:04 PM
طيب،، أعني أصل خلافنا حول الاستدلال بالنص المقدس سوى القرآن على أن حجيته في ذاته .. و ذلك بالعودة إلى المشاركة 14 حيث قلت أخي :


وكما تعلم أخي بن سلامة فالتوراة والإنجيل هي كذلك كلام الله كما أن القرآن كلام الله...فهل تقدر أن تبين لنا بالتفصييل (كلمة كلمة) أين وقع التحريف في التوراة والإنجيل وأين لم يقع..طالما أنه حجة في ذاته (( وكله كلام الله ))..


و هكذا علقت فقلت :
لكن أصل خلافنا يا أخي لم يزل طالما أن القرآن الكريم فريد معجز في مبناه و ليس فقط في معناه .. فيسهل على كل مطلع أن يعرف الفرق بينه و بين سائر الكلام.

أي لا وجه للمقارنة باعتبار الفارق ...

مستفيد..
07-14-2014, 05:42 PM
حسنا فهمت قصدك الآن..أقول لا ينحصر استخراج الكلام المحرف فقط في طريق النظم اللغوي بل كذلك من جهة الإختلاف والتضاد وهي حجة معمول بها في نقد الكتاب المقدس أراك قد أغفلتها وقصرت الأمر فقط على الميزان اللغوي الغير معتمد أصلا في نقد الكتاب المقدس أو يكاد يكون معدوم وهذا أراه خطأ منك لأن القرآن استخدمها كحجة في قوله ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))..والإختلاف هنا لا يقتصر على الإعجاز اللغوي وحسب كما أشار إلى ذلك القرطبي في تفسيره: (( إما في الوصف واللفظ ؛ وإما في جودة المعنى ، وإما في التناقض ، وإما في الكذب))..فطلبتُ منك ان تستخرج جميع النصوص المحرفة لا من جهة النظم اللغوي وحسب بل من جهة الإختلاف عموما والنظم اللغوي قد يشمله كذلك كما أشار إليه بن تيمية رحمه الله في الإقتباس الذي نقلته عنه عندما أحال الحكم إلى أهل اللغة العبرانية..ثم حتى لو تنازلنا عن مقياس اللغة فمقياس التضاد والإختلاف لا يزال قائم بوجوهه الأخرى إذ معلوم انه توجد نصوص في التوراة والإنجيل ظاهرة ثبت تحريفها لدينا بالنص وتوجد نصوص أقرها النص..ولكن توجد نصوص أخرى محايدة neutre..لا يظهر فيها اختلاف مع نص آخر أو تضاد أي مطابق للشرط الذي نصت عليه الآية بخصوص الإختلاف وكونه من عند الله..فأخبرتك أننا لا نقبلها لأن كاتبها مجهول وليس ثقة وهو ما قرره علماء الكنيسة أنفسهم..

ابن سلامة القادري
07-14-2014, 08:29 PM
لم يتغير شيء أخي،
بل إن هذا التفصيل ينضاف إلى أن القرآن حجة في ذاته لفظا و معنى و أما الكتب السابقة فلا لسهولة التباسها على الناس بغيرها ... و أن ما أتيت به دليلا فهو لي و ليس علي ..
فعلى الرغم من فساد كثير من حملة القرآن لم يشك أحد يوما في ثبوته و مصدريته لعلو مقاماته لغة و معنى فهو يعلو كل كلام شعرا أو نثرا بل يعلو ما جاء في تلك الكتب المحرفة جملة و تفصيلا حتى إنه لا يسع أحدا محاكاته بشيء ما يسع مع غيره .. و الكتب المحرفة مع انطوائها على نصوص أصلية لا تدري و لا يدري أحد بالضبط مكامنها .. و لا سبيل إلى إثبات صحتها مهما بدا لمعتنقي ديانتها أن الذين حملوها إليهم عدول.

الخلاصة و عودا على بدء أقول : القرآن الكريم هو الحجة على العلمين بالنظر فقط إلى متنه. و الشاهد : ليس في مجرد حمل القرآن تزكية للناقل و لا تشترط زكاته ليعلم مصدر ما حمل .. أما السنة فلا بد من النظر فيها إلى السند للتمحيص في مصدريتها مهما بدا أنها متوافقة مع القرآن و مهما كان حملتها عدولا.

مستفيد..
07-14-2014, 09:33 PM
أخي الكريم..القرآن لم يُحرَّف ليس لأن النص غير قابل للتحريف بل لأن الله هو من تعهد بحفظه هذ هو المرجح..أنتَ تخلط بين التحريف وبين الإتيان بمثله..الأول جائز في حق الكتب المنزلة توراة كانت أو إنجيل أو قرآن (لو لم يتعهد الله بحفظه) والثاني ممتنع في جميعهم..
أكتفي بهذا القدر لأننا بدأنا نسير نحو التكرار..

ابن سلامة القادري
07-15-2014, 12:21 AM
أخي الكريم..القرآن لم يُحرَّف ليس لأن النص غير قابل للتحريف بل لأن الله هو من تعهد بحفظه هذ هو المرجح..أنتَ تخلط بين التحريف وبين الإتيان بمثله..الأول جائز في حق الكتب المنزلة توراة كانت أو إنجيل أو قرآن (لو لم يتعهد الله بحفظه)
أكتفي بهذا القدر لأننا بدأنا نسير نحو التكرار..


و إني أقول لو كان هناك إمكان بأن يؤتى بمثله أيضا لأمكن أن يحرف مع حفظ الله لمادته .. لأن هذا هو مناط التحدي أصلا فلا مجال للإتيان بمثله ... و لأن الله حفظه و لانه من المستحيل محاكاته بشيء من الكلام فقد أسلم العالم له و أذعن و عرف الكل قدر إعجازه لفظا و معنى. فلم يوكله الله إلى أحد كما أوكل كتبه السابقة.
و لما كان حديثنا منذ البداية عن الناقل فأصر أننا عرفنا فضله بالإتباع و ليس بمجرد النقل. و الذي أشكل على منكري السنة غالبا في تعاملهم مع السنة كما ذكرنا هو من تبعات تحكيم العقل القاصر و ضعف التسليم و اتباع الشبهات ليس إلا. و لو لم تتفرد السنة بما تفردت به من الأخبار و التشريعات و زيادة في التفصيلات مع وجود كثير من التحريف حيال ذلك من قبل الضعفاء و الوضاعين لما كان هناك داع لإنكار من أنكرها.
أما القرآن فلا سبيل لإنكاره بأي وجه لأنه المصون الكاشف عن حقيقة كل شيء حتى و لو كان حامله.


والثاني ممتنع في جميعهم.. (تقصد الإتيان بمثله)


أصر على أن إعجاز الكتب الإلهية السابقة ليس مطلقا و لا يرقى إلى الإعجاز القرآني بحال و لا تمتنع محاكاته بوجه من الأوجه لأنه و كما قال العلماء لم يكن مناط التحدي .. و ما كانت تلك الكتب إلا تفصيلا و هدى و رحمة لمن نزلت عليهم.

مستفيد..
07-15-2014, 03:32 PM
أصر على أن إعجاز الكتب الإلهية السابقة ليس مطلقا و لا يرقى إلى الإعجاز القرآني بحال

لم أقل خلاف ذلك بارك الله فيك..

و لا تمتنع محاكاته بوجه من الأوجه لأنه
إن قصدت بمحاكاته الإتيان بمثله فبلى يمتنع..وإلا لما وجدنا اختلافات كثيرة في النصوص التي كتبها القساوسة والرهبان من عند انفسهم..وإلى الآن أخي بن سلامة لم تبلغك قوة الحجة في آية (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))..وطالما ان هذه الحجة لم تبلغك ولم تستوعبها كما يجب فسنظل ندور في نفس الدائرة..

لأنه و كما قال العلماء لم يكن مناط التحدي
كونه لم يكن مناط التحدي لا ينفي إعجازه وكونه لم يكن مناط التحدي لا يعني جواز الإتيان بمثله.فهل لأن الله تحداهم بالقرآن ينفي أن يكون تسبيح الحجر في يد النبي إعجازا ..هل ينفي أن تكون الإسراء والمعراج إعجازا وغيرها وغيرها..هذا فضلا أني أتيتك بآية تثبت إستحالة الإتيان بمثله لأنك لو جوزتَ ذلك فقد كذَّبْتَ الله إذ قد جعلتَ في مقدور الإنس أو الجن أن يأتو بكتاب يخلو من أي اختلاف..وهذا كما قلنا محال بنص الآية..فأي دليل أخي بن سلامة اعتمدتَ عليه أنتَ لتجويز الإتيان بمثل التوراة أو الإنجيل ؟..لاحظ اني اتحدث عن الإتيان بمثله من جهة الإختلافات لا من جهة النظم اللغوي ولا أتحدث عن مجرد التحريف (رغم أن النظم اللغوي بدوره فيه نظر)..

ابن سلامة القادري
07-15-2014, 03:57 PM
لم أقل ذلك بارك الله فيك..

أعلم أخي الحبيب



إن قصدت بمحاكاته الإتيان بمثله فبلى يمتنع..وإلا لما وجدنا اختلافات كثيرة في النصوص التي كتبها القساوسة والرهبان من عند انفسهم..وإلى الآن أخي بن سلامة لم تبلغك قوة الحجة في آية (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))..وطالما ان هذه الحجة لم تبلغك ولم تستوعبها كما يجب فسنظل ندور في نفس الدائرة..

كونه لم يكن مناط التحدي لا ينفي إعجازه وكونه لم يكن مناط التحدي لا يعني جواز الإتيان بمثله.فهل لأن الله تحداهم بالقرآن ينفي أن يكون تسبيح الحجر في يد النبي إعجازا ..هل ينفي أن تكون الإسراء والمعراج إعجازا وغيرها وغيرها..هذا فضلا أني أتيتك بآية تثبت إستحالة الإتيان بمثله لأنك لو جوزتَ ذلك فقد كذَّبْتَ الله إذ قد جعلتَ في مقدور الإنس أو الجن أن يأتو بكتاب يخلو من أي اختلاف..وهذا كما قلنا محال بنص الآية..فأي دليل أخي بن سلامة اعتمدتَ عليه أنتَ لتجويز الإتيان بمثل التوراة أو الإنجيل ؟..لاحظ اني اتحدث عن الإتيان بمثله من جهة الإختلافات لا من جهة النظم اللغوي ولا أتحدث عن مجرد التحريف (رغم أن النظم اللغوي بدوره فيه نظر)..



مدار حديثك المتعلق بإعجاز الكتب السابقة هو عن خصوصية عدم الاختلاف التي تميزها عن سائر الكتب كما هي ميزة للقرآن الكريم ... و كما قلتُ آنفا هي لا يجب أن تكون ملحوظة -إلا بدراسة الكتاب المقدس بطوله و عرضه- في حين أن إعجاز القرآن يتعلق بآحاد الآيات بقدر ما هو إعجاز شامل ... و هنا اختلفنا حول المقصد : أعني أن تكون تلك الكتب حجة في ذاتها مثلما سائر المعجزات في كل حيثية من حيثياتها و في كل موطن يستدعي إقامة الحجة خاصة خاصة خاصة أن التحريف طالها و لا زال دون أن يتبين العوام مكامنه حتى إنه يمكن القول بأن 99 بالمائة من العالم المسيحي منذ القرون الأولى و إلى اليوم مخدوعون و لا يشكون في مصداقية تلك الكتب المحرفة لديهم. .. و لو حدث اختلاف مثله بنسبة 0.000001 في كتاب الله لانكشف و لما انخدع به المسلمون أبدا. و الحمد لله رب العلمين.

مستفيد..
07-15-2014, 04:37 PM
أخي بن سلامة قمتَ بالخلط بين نقطتين..كلامي كان ردا على قولك بجواز الإتيان بمثل التوراة أو الإنجيل بحجة أن العلماء قالوا أنها لم تكن موضع التحدي..ولم يكن كلامي ردا على مسألة التحريف والمقارنة بين الكتب السابقة والقرآن كما بدا تعقيبك..لأن هذه النقطة كنتُ قد فصلت فيها سابقا وقلت أن استحالة تحريف القرآن..لا يرجع إلى أن النص القرآني غير قابل للتحريف بل لأن الله هو من تعهد بحفظه وتعهد بعدم تحريفه..وهذا كما قلت هي النقطة التي رجحت تحريف الكتب السابقة وامتناعه في القرآن..والدليل أن النص القرآني لو أنه غير قابل للتحريف كنص لما تعهد الله بحفظه ولكان قوله سبحانه (( وإنا له لحافظون )) بعد أن انزله..بلا معنى ..فطالما أن النص أنزل وهو ممتنع في ذاته كما تقول لما احتجنا لأن يقول الله إني سأحفظه بعد أن أنزلته..

ابن سلامة القادري
07-15-2014, 07:30 PM
أخي الكريم مستفيد - بارك الله فيك و شكر الله لك صبرك و جهدك - أقول :

لا لم أخلط أخي و لو تأملت لوجدت أني أجبتك في الصميم : و هنا سأحاول أن أختم بمشاركتي هذه إذ طال بنا النقاش و لعلي أوضح لك أكثر منتهى ما أرمي إليه و ما فهمته و ما أنا مقتنع به، و لك أن ترى بعدها رأيك سددني الله و إياك :

مقارنة القرآن بالكتب المقدسة في هذا الباب - باب حال الناقل و المتلقي - ليست ذات أهمية بالنسبة لي و لم أناقشك إياها إلا لأنك تطرقت إليها باعتبار إمكانية تحريف القرآن كما حُرّفت لو لم يتعهد الله تعالى بحفظه و زواله و اندثاره .. لكنك في هذا لم تضع اعتبارا أبدا لجوهر الإعجاز القرآني و الذي هو مناط التحدي الذي ينئى به عن الإختلاف اللفظي و البياني قبل اختلاف المضمون و المعاني .. و هذا الإعجاز هو أحد إن لم أقل أهم الأسباب و الدعائم التي جعلت نصه الأصلي مصونا بأمر الله و تعهده. ما يعني أن الأمرين متلازمين إلى حد بعيد فإن وُجد القرآن وُجد كما هو مصونا أو يقع التحريف فينكشف سريعا لأنه يعلو كما قلنا و بالحرف كل كلام يقترن به مهما بلغت بلاغته .. فقلت بضرورة خلود القرآن الكريم بقرينة التحدي بإعجازه البلاغي و البياني و ليس فقط بقرينة الحفظ ما ليس من شأن الكتب المقدسة.



والدليل أن النص القرآني لو أنه غير قابل للتحريف كنص لما تعهد الله بحفظه ولكان قوله سبحانه (( وإنا له لحافظون )) بعد أن انزله..بلا معنى ..فطالما أن النص أنزل وهو ممتنع في ذاته كما تقول لما احتجنا لأن يقول الله إني سأحفظه بعد أن أنزلته..

مع ذلك لا بد من اعتبار الأسباب و النظر فيها لأن هذا هو المنهج القرآني الرصين و الوسط بين الإعتماد على الأسباب و بين إلغائها مطلقا .. و لولا ذلك لما منع رسول الله صلى الله عليه و سلم من كتابة حديثه مظنة الإختلاط و الالتباس بالقرآن اللكريم و -هو المحفوظ بحفظ الله- قبل أن يسمح بذلك مجددا بعدما استقرت طبيعة الوحي القرآني في أذهان الأمة و تمرَّست على تشخيصه .. و لما جاء في صحيح البخاري - أثر كهذا الأثر عن الصديق رضي الله عنه : لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.

و لتلاحظ معي أن إمكان ضياع القرآن و الذي استدعى حفظ الله تعالى له هنا كما جاء في هذا الأثر هو مقتل الصحابة القراء رضي الله عنهم .. ما يعني أن هناك وجوها و حالات من الضياع موجبة الحفظ غير وقوع التحريف.

و كما جعل الله تعالى صحابة نبيه سببا في حفظ كتابه فمن باب أولى أن جعل أسباب حفظ كتابه قائمة في ذاته على مر العصور حتى دونما حاجة إلى البشر .. و الدليل على أن القرآن محفوظ بحفظ الله مع غناه عن الحملة و شرط أن يكونوا عدولا أنه يبقى إلى آخر الزمان حين لا يبقى في الناس خير فيرفعه من صدورهم و سطورهم لعدم استحقاقهم له على معرفة منهم بقدسيته أوجبت استيعابهم له إلى ذلك الحين

.

مستفيد..
07-15-2014, 08:39 PM
لا لم تجبني في الصميم اخي بن سلامة..حدثتك عن امتناع الإتيان بمثلها في نقطة إلتقاء بين جميع الكتب المقدسة وهي امتناع الإختلاف وقدمت لك ادلة فحدثتني عن نقطة أخرى انفرد بها القرآن لا يمكن الإتيان بمثلها كذلك وهي البلاغة..

لكنك في هذا لم تضع اعتبارا أبدا لجوهر الإعجاز القرآني و الذي هو مناط التحدي الذي ينئى به عن الإختلاف اللفظي و البياني قبل اختلاف المضمون و المعاني .. و هذا الإعجاز هو أحد إن لم أقل أهم الأسباب و الدعائم التي جعلت نصه الأصلي مصونا بأمر الله و تعهده
أنتَ هنا تجعل العهدة للنص بدل أن تكون لله..وهذا الكلام خطير..(والحديث هنا عن حفظه من التحريف لا عن إعجازه في ذاته..)
النص القرآني معجز في ذاته ولا يقدر إنس او جن ان يأتو بآية واحدة من مثله..هذا شيء..لكن من يحفظ هذا النص من التحريف وعبث العابثين (ودائما أذكر التحريف ليس الإتيان بمثله) فهو الله سبحانه وتعالى..
وسأعطيك مثال ليتبين المقال أكثر..تخيل لو أن القرآن ليس هو الرسالة الخاتمة وأنزله الله على بني اسرائيل بدل التوراة والإنجيل بإعجازه البلاغي والبياني والعلمي ووو ثم أوكل الله مهمة حفظه لأحبارهم وعلمائهم..هل كانوا سيصونونه ؟ هل كان هذا القرآن سيصل إلى الأجيال اللاحقة كما أنزله الله ؟..أم ستُخفى منه نصوص..وتبدل كلمات بدل أخرى..أظن هذا المثال يوضح المسألة بشكل جيد..

فإن وُجد القرآن وُجد كما هو مصونا أو يقع التحريف فينكشف سريعا لأنه يعلو كما قلنا و بالحرف كل كلام يقترن به مهما بلغت بلاغته
نفس الخلل..ينكشف سريعا لأنه حفظ بحفظ الله..لا لأن النص غير قابل للتحريف..وسأعيد نفس المثال..تخيل لو أن القرآن ليس هو الرسالة الخاتمة وأنزله الله على بني اسرائيل بدل التوراة والإنجيل بإعجازه البلاغي والبياني والعلمي ووو ثم أوكل الله مهمة حفظه لأحبارهم وعلمائهم..هل كانوا سيصونونه ؟ هل كان هذا القرآن سيصل إلى الأجيال اللاحقة كما أنزله الله ؟..أم ستُخفى منه نصوص..وتبدل كلمات بدل أخرى..

. فقلت بضرورة خلود القرآن الكريم بقرينة التحدي بإعجازه البلاغي و البياني و ليس فقط بقرينة الحفظ ما ليس من شأن الكتب المقدسة.
بل فقط بقرينة الحفظ..لأن التحدي يسقط إن طاله التحريف..فالله أخبرنا أنه أنزل هذا التحدي وأخبرنا انه انه تكفل بحفظه..فالتحدي هنا محفوظ بحفظ الله له وليس أن التحدي هو من يحفظ نفسه بنفسه ..وأعيد ...تخيل لو أن القرآن ليس هو الرسالة الخاتمة وأنزله الله على بني اسرائيل بدل التوراة والإنجيل بإعجازه البلاغي والبياني والعلمي ووو ثم أوكل الله مهمة حفظه لأحبارهم وعلمائهم..هل كانوا سيصونونه ؟ هل كان هذا القرآن سيصل إلى الأجيال اللاحقة كما أنزله الله ؟..أم ستُخفى منه نصوص..وتبدل كلمات بدل أخرى..

الصديق رضي الله عنه : لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
هذا دليل على ما أقوله..

و لتلاحظ معي أن إمكان ضياع القرآن و الذي استدعى حفظ الله تعالى له هنا كما جاء في هذا الأثر هو مقتل الصحابة القراء رضي الله عنهم .. ما يعني أن هناك وجوها و حالات من الضياع موجبة الحفظ غير وقوع التحريف.
وكيف حرفت التوراة ألم تحرق في العهد البابلي فأعيد صياغتها ثم بدل في الصياغة ما بدل..ولو ان الله لم يحفظ القرآن في الموقعة التي ذكرت..ألن يكون هذا مدخلا لتحريفه بنفس طريقة تحريف التوراة..

مستفيد..
07-15-2014, 09:20 PM
يقول بن عاشور في تفسير قوله تعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )): (( شمل حفظه الحفظ من التلاشي ، والحفظ من الزيادة والنقصان فيه ، بأن يسر تواتره وأسباب ذلك ، وسلمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمة عن ظهور قلوبها من حياة النبيء - صلى الله عليه وسلم - ، فاستقر بين الأمة بمسمع من النبيء - صلى الله عليه وسلم - وصار حفاظه بالغين عدد التواتر في كل مصر..
وقد حكى عياض في المدارك : أن القاضي إسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البصري سئل عن السر في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له ، فأجاب بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال : بما استحفظوا من كتاب الله - وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون قال أبو الحسن بن المنتاب ذكرت هذا الكلام للمحاملي فقال لي : لا أحسن من هذا الكلام . ))
وكما سبق وقلت لو كان مجرد إنزاله يغني عن حفظه..لما قال الله (( وإنا له لحافظون))..فالواو تُفيد الترتيب مع التراخي الزمني..

ابن سلامة القادري
07-16-2014, 03:15 AM
لا لم تجبني في الصميم اخي بن سلامة..حدثتك عن امتناع الإتيان بمثلها في نقطة إلتقاء بين جميع الكتب المقدسة وهي امتناع الإختلاف وقدمت لك ادلة فحدثتني عن نقطة أخرى انفرد بها القرآن لا يمكن الإتيان بمثلها كذلك وهي البلاغة..

طيب أخي أعد و بتمعن أكثر قراءة المشاركة 36


أنتَ هنا تجعل العهدة للنص بدل أن تكون لله..وهذا الكلام خطير..(والحديث هنا عن حفظه من التحريف لا عن إعجازه في ذاته..)


و هل تعتقد أن الله تعالى حفظ كتابه بغير أسباب ؟ طيب ماذا عن الأسباب التي عددها العلماء و منها :

- أمر النبي صلى الله عليه و سلم بكتابته و أن لا يكتب غيره معه
- حظه على تعلمه و تعليمه و ترتيب الأجر العظيم على ذلك
- قوة الحافظة عند العرب و اعتيادهم على الحفظ حتى لما هو دون القرآن بكثييير
- تسهيل حفظه في الصدور حتى إنه لا يعجز الصبي الصغير عن أن يكون من حملته
- جمعه و إعادة جمعه على عهد الخليفتين أبي بكر و عثمان رضي الله عنهما

و كل ذلك لا يعدل عندي أنه محفوظ بما قام به في ذاته من إعجاز لا مثيل له في أي كتاب قبله أو بين يديه تحدى الله به الخلق جميعا و جعله معجزة كبرى من معالمها شموليته المطلقه و صلاحه لكل زمان و مكان فكان لكل تلك الأسباب التي جعلها الله فيه و في غيره حقيقا بأن يحفظ .. أقول ذلك و أؤكد عليه ألف مرة.

و تأكيدا على ما ذهبنا إليه من أن مقومات الحفظ ذاتية في القرآن الكريم أن الله تعالى قال : ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا﴾

قال شيخ الاسلام بن تيمية في كتابه ''الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح'' موضحا عظمة القرآن و فضله على سائر الكتب الإلهية في المعاني أيضا و ليس فقط في الأساليب و المباني :

ومن تدبر ما صنفه جميع العقلاء في العلوم الإلهية، والخلقية، والسياسية، وجد بينه وبين ما جاء في الكتب الإلهية: التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف الأنبياء، وجد بين ذلك وبين القرآن من التفاوت، أعظم مما بين لفظه ونظمه، وبين سائر ألفاظ العرب ونظمهم.
فالإعجاز في معناه، أعظم وأكثر من الإعجاز في لفظه، وجميع عقلاء الأمم عاجزون عن الإتيان بمثل معانيه أعظم من عجز العرب عن الإتيان بمثل لفظه. وما في التوراة والإنجيل: ولو قدر أنه مثل القرآن لا يقدح في المقصود؛ فإن تلك كتب الله - أيضا - ولا يمتنع أن يأتي نبي بنظير آية نبي، كما أتى المسيح بإحياء الموتى. وقد وقع إحياء الموتى على يد غيره؛ فكيف وليس ما في التوراة والإنجيل مماثلا لمعاني القرآن، لا في الحقيقة، ولا في الكيفية، ولا الكمية؟!
بل يظهر التفاوت لكل من تدبر القرآن، وتدبر الكتب.
وهذه الأمور من ظهرت له من أهل العلم والمعرفة ظهر له إعجازه من هذا الوجه. ومن لم يظهر له ذلك، اكتفى بالأمر الظاهر الذي يظهر له ولأمثاله ،كعجز جميع الخلق عن الإتيان بمثله مع تحدي النبي وإخباره بعجزهم؛ فإن هذا أمر ظاهر لكل أحد. اهـ

ويقول العلامة السعدي رحمه الله في تفسير قول الله عز وجل : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) الكهف/27.
" أي : اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها ، وتصديق أخباره ، وامتثال أوامره ونواهيه ، فإنه الكتاب الجليل ، الذي لا مبدل لكلماته، أي : لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها ، وبلوغها من الحسن فوق كل غاية ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) فلتمامها استحال عليها التغيير والتبديل ، فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه ، وفي هذا تعظيم للقرآن ، وفي ضمنه الترغيب على الإقبال عليه " انتهى." تيسير الكريم الرحمن " (ص/479)

و مما يؤكد أن مقومات حفظ الله تعالى لكتابه في ذاته قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41-42.

قال ابن عباس : عزيز أي : ممتنع عن الناس أن يقولوا مثله .
و قال قتادة : أعزه الله عز وجل عزا فلا يجد الباطل إليه سبيلا .
و قال ابن كثير : ( وإنه لكتاب عزيز ) أي : منيع الجناب ، لا يرام أن يأتي أحد بمثله.
و قال السعدي : { عَزِيزٌ } أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء.
وقال ابن عاشور : أنه كتاب عزيز ، والعزيز النفيس ، وأصله من العزة وهي المنعة لأن الشيء النفسي يدافعَ عنه ويُحمَى عن النبذ فإنه بيِّن الإِتقان وعلوِّ المعاني ووضوح الحجة ومثل ذلك يكون عزيزاً ، والعزيز أيضاً : الذي يَغلب ولا يُغلب ، وكذلك حجج القرآن .

فعزة القرآن منعة له من التحريف و هي أقوى سبب لحفظه من كل مبطل و باطل مقارنة مع الأسباب الخلقية التي ليست في ذاته و التي اقترنت بالخلق.


النص القرآني معجز في ذاته ولا يقدر إنس او جن ان يأتو بآية واحدة من مثله..هذا شيء..لكن من يحفظ هذا النص من التحريف وعبث العابثين (ودائما أذكر التحريف ليس الإتيان بمثله) فهو الله سبحانه وتعالى..
وسأعطيك مثال ليتبين المقال أكثر..تخيل لو أن القرآن ليس هو الرسالة الخاتمة وأنزله الله على بني اسرائيل بدل التوراة والإنجيل بإعجازه البلاغي والبياني والعلمي ووو ثم أوكل الله مهمة حفظه لأحبارهم وعلمائهم..هل كانوا سيصونونه ؟ هل كان هذا القرآن سيصل إلى الأجيال اللاحقة كما أنزله الله ؟..أم ستُخفى منه نصوص..وتبدل كلمات بدل أخرى..أظن هذا المثال يوضح المسألة بشكل جيد..


بعد كل الذي ذكرته من أن مقومات حفظ كتاب الله تعالى ذاتية و أعظم بكثير مما قام بالكتب السابقة .. فلا يعني هذا أني أنكر التصرف الإلهي و إرادة الله تعالى أن لا يصير على القرآن ما صار على الكتب السابقة.

لكن ما يهمني ابتداء و هو المقصود من هذا الحوار أن منعة القرآن و حفظه لا يلزم منه القول بأن أسبابه مطلقا هي مرضية من الله تعالى .. و هذا كعصمة الله تعالى لنبيه بأهله و عشيرته و قد كانوا على الشرك يومئذ.


نفس الخلل..ينكشف سريعا لأنه حفظ بحفظ الله..لا لأن النص غير قابل للتحريف..وسأعيد نفس المثال..تخيل لو أن القرآن ليس هو الرسالة الخاتمة وأنزله الله على بني اسرائيل بدل التوراة والإنجيل بإعجازه البلاغي والبياني والعلمي ووو ثم أوكل الله مهمة حفظه لأحبارهم وعلمائهم..هل كانوا سيصونونه ؟ هل كان هذا القرآن سيصل إلى الأجيال اللاحقة كما أنزله الله ؟..أم ستُخفى منه نصوص..وتبدل كلمات بدل أخرى..


هذا إن أمكن تحريفه للاعتبارات التي ذكرنا .. و هو ما لا يجوز عليه البتة لعظم الفارق بينه و بين الكتب السابقة و أيضا بين طبيعة حملته و حملة تلك الكتب. و إن استطاع أحد أن يحرفه فليفعل و لينظر أين مكانه منه و قد تحدى الله به الخلق جميعا .. و هذه النقطة هي التي لم يسعك استيعابها أخي الكريم !

لو لم يحفظه الله .. قد يضيع بإهماله و نسيانه نعم .. قد يرفع أو يقبض بقبض أهله أو قتلهم نعم .. لكن إمكان أن يحرف مع ما يتصف به من العزة و المنعة و علو المقام من كل وجه فلا ثم لا ثم ألف لا.

و لست أبدا مع من يقول بإمكان تحريفه أو كما قلت قابل للتحريف.



بل فقط بقرينة الحفظ..لأن التحدي يسقط إن طاله التحريف..فالله أخبرنا أنه أنزل هذا التحدي وأخبرنا انه انه تكفل بحفظه..فالتحدي هنا محفوظ بحفظ الله له وليس أن التحدي هو من يحفظ نفسه بنفسه ..وأعيد ...تخيل لو أن القرآن ليس هو الرسالة الخاتمة وأنزله الله على بني اسرائيل بدل التوراة والإنجيل بإعجازه البلاغي والبياني والعلمي ووو ثم أوكل الله مهمة حفظه لأحبارهم وعلمائهم..هل كانوا سيصونونه ؟ هل كان هذا القرآن سيصل إلى الأجيال اللاحقة كما أنزله الله ؟..أم ستُخفى منه نصوص..وتبدل كلمات بدل أخرى..


هذا إن أمكن تحريفه للاعتبارات التي ذكرنا .. و هو ما لا يجوز عليه البتة لعظم الفارق بينه و بين الكتب السابقة و أيضا بين طبيعة حملته و حملة تلك الكتب. و إن استطاع أحد أن يحرفه فليفعل و لينظر أين مكانه منه و قد تحدى الله به الخلق جميعا .. و هذه النقطة هي التي لم يسعك استيعابها أخي الكريم !

لو لم يحفظه الله .. قد يضيع بإهماله و نسيانه نعم .. قد يرفع أو يقبض بقبض أهله أو قتلهم نعم .. لكن إمكان أن يحرف مع ما يتصف به من العزة و المنعة و علو المقام من كل وجه فلا ثم لا ثم ألف لا.

و لست أبدا مع من يقول بإمكان تحريفه أو كما قلت قابل للتحريف.



الصديق رضي الله عنه : لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
هذا دليل على ما أقوله..


بلى كما أشرنا : الضياع ليس هو التحريف.


وكيف حرفت التوراة ألم تحرق في العهد البابلي فأعيد صياغتها ثم بدل في الصياغة ما بدل..ولو ان الله لم يحفظ القرآن في الموقعة التي ذكرت..ألن يكون هذا مدخلا لتحريفه بنفس طريقة تحريف التوراة..


التحريف بعد ضياع الأصل تماما ليس تحريفا هذا انتحال و تدجيل. أما الأول فهو في حق القرآن ممتنع بل حماقة كحماقة مسيلمة .. و أما الانتحال فما أسهل الدعوى بما لا تقوم به الحجة !!

و لا يهمنا ما حدث للتوراة أكان تحريفا أم انتحالا بعد الذي ذكرناه بشأن القرآن العظيم :

يقول شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه الرائع ''الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح''
وأما التوراة فمن المعلوم عند المسلمين واليهود والنصارى أن بيت المقدس خرب الخراب الأول وجلا أهله منه وسبوا ولم يكن هناك من التوراة نسخ كثيرة ظاهرة ، بل إنما أخذت عن نفر قليل. اهـ

مستفيد..
07-16-2014, 02:12 PM
مع تقديري للجهد المبذول في نقل كلام أهل العلم..إلا أنه كلام من جنس ما نقلتَ عن الباقلاني وغيره أول النقاش..أي أنه كلام محل اتفاق وخارج عن محل الخلاف أصلا..ولا أريد ان آتي على كل ما نقلت وقلت بالتفصيل كي لا أطيل .. ولا ادري أخي بن سلامة كيف لم تتأمل كلام شيخ الإسلام بالأخص.. أما كلام السعدي فلا ادري لماذا لونته بالاحمر وعرضتَ الخط :)..فالمشركين طلبوا من النبي ان يبدل ويغير ما كرهوا فقال السعدي أن هذا الطلب ممتنع لكون ما طلبوا تغييره وتبديله هو كامل تام غير ناقص ولو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه بلفظ السعدي (أي التبديل) ..فهل قلنا نحن أن كلام الله منقوص يحتاج للتغيير والتبديل كما زعم المشركون حتى تحتج علينا بقول السعدي..والدليل على أن كل ما ذكرته خارج عن محل الخلاف..أنني ساكتفي بما جاء على لسانك..تقول:

فلا يعني هذا أني أنكر التصرف الإلهي و إرادة الله تعالى أن لا يصير على القرآن ما صار على الكتب السابقة.
هذ هو المراد والغرض من هذ النقاش..وعلى أساس هذا الكلام بنينا حجتنا في نقض مذهب منكر السنة..

التحريف بعد ضياع الأصل تماما ليس تحريفا هذا انتحال و تدجيل
موسى الحاج ليس الحاج موسى :)..إذن ما حصل للتوراة ليس تحريفا تسميه أنتَ انتحالا وتدجيلا..على العموم الله سماه تحريفا أخي بن سلامة..وهذه الشهادة تكفيني..

لكن إمكان أن يحرف مع ما يتصف به من العزة و المنعة و علو المقام من كل وجه فلا ثم لا ثم ألف لا.
لو كان الأمر كما تقول لما أمر النبي الصحابة أول الأمر بعدم تدوين السنة خشية ان تختلط بالقرآن..أم أن النبي لا يدري أن هكذا إختلاط هو من المحال كما تقول..
وأذكرك أخي بن سلامة أنك لم تناقش أيِِ من حججنا السابقة..سواء حجة إمتناع الإتيان بمثل التوراة والإنجيل..أو حجة حفظ القرآن بعد إنزاله من خلال آية الحفظ..ونقل بعض كلام أهل العلم وحتى على فرض أنه مخالف لقولنا إن كان بمعزل عن الدليل فلن يقدم شيئا..

ابن سلامة القادري
07-16-2014, 02:42 PM
العلماء يختلفون و ما نحن إلا طلبة علم و لا زلنا نتفقه .. فلا تضجر منا أخي الكريم :):


فلا يعني هذا أني أنكر التصرف الإلهي و إرادة الله تعالى أن لا يصير على القرآن ما صار على الكتب السابقة.

هذا على عمومه حتى لا تقول اخي إني منكر له مبدئيا.


أما كلام السعدي فلا ادري لماذا لونته بالاحمر وعرضتَ الخط :):

طيب أنت لم تقبل المعنى الذي فهمته من السعدي فاقرأ ما يلي للشيخ ناصر بن سليمان العمر :
وبعد الحثّ على تلاوته، يجيء تقرير حقيقة أنّه: {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} أي أنّ الله -عزََّ وجلََّ- قد حفظ كتابه من التََّبديل والتَّحريف، كما قال في الآية الأخرى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. فهاهنا وقفة تدبُّريَّة، تُشير إلى أنَّ هناك من يحاول تبديل كلام الله، وأنّه لا يستطيع أحدٌ ذلك، لأنّ الله عزّ وجلّ قد حفظه من التّحريف، وعندئذٍ فالزَّائغون يلجؤون إلى تحريف معانيه بالتَّأويلات الباطلة، ويتَّبعون ما تشابه منه ويصدُّون عن محكمه، وهذا نوع من التَّبديل. اهـ

مع أن النص صريح في أن التبديل يشمل التحريف أيضا !

أخيرا إسمح لي أخي الحبيب ان أكتفي بما قاله شيخ الإسلام عن عظمة القرآن و بما ذكره المفسرون في تفسير قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41-42. ..

و ما ذكرته لك من فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه هو للتدليل على أن الأسباب لا تلغى .. و أنها متحققة في ذات القرآن كما هي متحققة في متعلقات حفظه. و إلا فبنفس المنطق سيرد عليك غيري بخصوص آية الحفظ :
لو كان الأمر كما تقول - بأن الله حفظ كتابه حفظا مطلقا دون ان يجعل لذلك أسبابا - لما أمر النبي الصحابة أول الأمر بعدم تدوين السنة خشية ان تختلط بالقرآن..أم أن النبي لا يدري أن هكذا إختلاط هو من المحال كما تقول..!!

ابن سلامة القادري
07-16-2014, 03:29 PM
إضافة من تفسير ابن كثير :
قوله تعالى :
وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً * وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس {لا مبدل لكلماته} أي لا مغير لها ولا محرّف ولا مزيل.

و يكفي أن يُفهم ذلك أخي من قول السعدي : فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه


ستقول لي : و هل كتب الله السابقة كانت ناقصة لذلك لم تسلم ؟؟؟

سأجيبك مجددا : أكتفي بما قاله شيخ الإسلام عن عظمة القرآن و علو خصائصه مقارنة مع الكتب السابقة في المشاركة 41.

و الله الموفق

مستفيد..
07-16-2014, 04:21 PM
لم أجد فيما ذكرت أخي بن سلامة ما يرتقي بالمسألة لأن تكون خلافية..ولم أضجر أخي الكريم بل على العكس النقاش مفيد وممتع أجده فرصة لعرض حجة قاهرة لمذهب منكري السنة من جميع جوانبها لعلها تكون مرجعا لي قبل غيري في وقت لاحق..
اخي بن سلامة ليست العبرة في مجرد النقل..العبرة ان يوافق ما تنقل ما نحن بصدد نقاشه لا أن تنقل ما هو محل اتفاق وتترك الأصل..فعندما تقول:

طيب أنت لم تقبل المعنى الذي فهمته من السعدي فاقرأ ما يلي للشيخ ناصر بن سليمان العمر :
وبعد الحثّ على تلاوته، يجيء تقرير حقيقة أنّه: {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} أي أنّ الله -عزََّ وجلََّ- قد حفظ كتابه من التََّبديل والتَّحريف، كما قال في الآية الأخرى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. فهاهنا وقفة تدبُّريَّة، تُشير إلى أنَّ هناك من يحاول تبديل كلام الله، وأنّه لا يستطيع أحدٌ ذلك، لأنّ الله عزّ وجلّ قد حفظه من التّحريف، وعندئذٍ فالزَّائغون يلجؤون إلى تحريف معانيه بالتَّأويلات الباطلة، ويتَّبعون ما تشابه منه ويصدُّون عن محكمه، وهذا نوع من التَّبديل. اهـ
أنا ادعوك هنا لأن تراجع ما كتبتَه انتَ بنفسك..واعيد ليست الفائدة في مجرد انك نقلت كلام عالم او فقيه بل يجب ان تقف على مقصد الرجل..وتأمل ما لونته لك باللون الأحمر..

أخيرا إسمح لي أخي الحبيب ان أكتفي بما قاله شيخ الإسلام عن عظمة القرآن و بما ذكره المفسرون في تفسير قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41-42. ..
والله لم نختلف ولا في هذا أناقش..يا رجل صرت أشك اني اكتب بالعربية :)

و ما ذكرته لك من فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه هو للتدليل على أن الأسباب لا تلغى .. و أنها متحققة في ذات القرآن كما هي متحققة في متعلقات حفظه. و إلا فبنفس المنطق سيرد عليك غيري بخصوص آية الحفظ :
لو كان الأمر كما تقول - بأن الله حفظ كتابه حفظا مطلقا دون ان يجعل لذلك أسبابا - لما أمر النبي الصحابة أول الأمر بعدم تدوين السنة خشية ان تختلط بالقرآن..أم أن النبي لا يدري أن هكذا إختلاط هو من المحال كما تقول..!!
أين انكرت أنا الأسباب ودورها في حفظ الله لكتابه..يا أخي لم أقل هذا وإلا لكان هذا قدح مني في العقل والشرع...يقول شيخ الإسلام: (( الالتفات الى الأسباب شرك وترك الاسباب بالكلية نقص فى العقل ومنع الأسباب ان تكون أسبابا قدح فى الشرع ))..وما كان قولي آنفا بأن ما تقوله خطير عندما تحدثت على أن عهدة الحفظ فقط للغة العربية والبلاغة لم يكن هذا إنكار مني للأسباب كما فهمت بل هو إشارة إلى أنك التفت للأسباب بالكلية وألغيب مسبب الأسباب والذي هو مذموم واعتبره شيخ الإسلام من الشرك.وكوني أنسب الحفظ لله لا يعني أني أنكر الأسباب لكن العكس غير صحيح أي أن تنسب الحفظ لمجرد السبب وتعلقه عليه..

إضافة من تفسير ابن كثير :
قوله تعالى :
وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً * وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس {لا مبدل لكلماته} أي لا مغير لها ولا محرّف ولا مزيل.
نفس المعنى الذي ذكره السعدي..ولا إشكال فيه وعليك أن تنظر إلى سبب النزول لتفهم ماذا يقصد المفسرون...هل يقصدون أن الله لو لم يتعهد بحفظ القرآن لن يغير ولن يحرف..قطعا لا فالمفسرون يتحدثون عن شيء آخر تماما جميعنا متفق حوله..

ستقول لي : و هل كتب الله السابقة كانت ناقصة لذلك لم تسلم ؟؟؟
سأجيبك مجددا : أكتفي بما قاله شيخ الإسلام عن عظمة القرآن و علو خصائصه مقارنة مع الكتب السابقة في المشاركة 41.
نعم ولكن علو خصائصة على الكتب السابقة لا يعني ان تكون هذه الأخيرة ناقصة..

ابن سلامة القادري
07-16-2014, 04:37 PM
لقد طلبت من أخينا المشرف التدخل السريع ;): :sm_smile: فقط ليدلو بدلوه أو يقترح محاورا ثالثا من إخوتنا الأفاضل يبث في المسألة لإثراء النقاش .. فبصراحة قلت ما عندي أخي الحبيب .. و جزاك الله عنا خيرا و نفع بعلمك.

مستفيد..
07-16-2014, 04:51 PM
ولك بمثل ما دعوت..جزيت خيرا

مشرف 7
07-17-2014, 08:31 PM
بارك الله فيكم على النقاش العلمي الشرعي - الرجل سأل سؤالا في صفحة واستحوذتم أنتم على الثلاث الباقيات :)

الحقيقة التي نراها هي انفكاك جهة القصد لدى كل منكما - فكلاكما يتحدث عن الحق في الجزئية التي يقصدها ، ولعل هذا ما فطن له الإخوة المحاورين الدكتور هشام وأبو حب وغيرهما عندما أرشدوا السائل لحال صاحبه وأي الحجج أنجع معه ، فما يصلح حجاج الاخ ابن سلامة له لا ينفع معه حجاج أخينا مستفيد والعكس بالعكس