المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسم قضية ترتيب الخلق بإذن الله



عُبَيّدُ الّلهِ
07-16-2014, 04:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من بعث بالحق المبين وعلى اله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد،
هذا الموضوع هو رسالة مختصرة جدا لبحث طويل أنجرت أكثره وهو يتناول مسألة خلق الوجود والكون فى التصور الإسلامى وهو عبارة عن تعديل لبحث سابق قام به إستاذى الدكتور محمود الرضوانى وهذه الرسالة للدكتور ولم أتلق إجابة عليها
فضيلة الدكتور/محمود الرضوانى:الرجاء الإجابة للضرورة عن هذا السؤال
الذى يتابع دورة منة القدير وكتاب فضيلتكم بداية الكون والإنسان يرى أن حضرتك تقول بالخلق على مرحلتين:مرحلة أولى قبل الأمانة سبقت فيها الأرض على السماء ثم مرحلة ثانية سبقت فيها السماء دحو الأرض بعد الأمانة ولكن لم أجد أحدا قط من السلف يقول بأن الأمانة فصلت بين مرحلتين لخلق السماوات والأرض فهذ قول زائد عن النص ولوازم قول الدكتور خطيرة لأنها ستفتح للعلمانيين واللادينيين بوابة ذهبية للطعن فى النص القرأنى لأن العلم الحديث قطع جهيزة كل خطيب فى أن كوكب الأرض الذى نعيش عليه متأخر النشأة جدا عن باقى الكون فكما أن الإنسان مخلوق متأخر الظهور على الأرض فالأرض مخلوق متأخر الظهور على صفحة الكون وهذه ليست معلومة إحتمالية بل يقينية أثبتتها علوم الفيزياء والفلك
ولكن الذى وجدته من كلام السلف فى المسألة هو كلام لإبن عباس وعبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما فى تقسيم الخلق إلى أربعة مراحل بغير فاصل أو تغيير وهذه هى المراحل الأربعة:
أولا:الماء والعرش
ثانيا:الدخان والرتق
ثالثا:الأرض والفتق(لأيام الستة).
رابعا:خلق الدواب والجن والإنسان فى يومين بعد الستة.
هذا مذهب ابن عباس وابن عمرو رضى الله تعالى عنهما وهذه بعض الأثار:
أخرج الطبرى فى تفسيره والذهبى فى مختصر العلو عن ابن عباس وجود إسناده الألبانى:

عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات } قال : إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا ، فارتفع فوق الماء فسما عليه ، فسماه سماء ، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ، ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين في الأحد والإثنين ...إلى أن قال"أستوى على العرش"
الراوي: بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: مختصر العلو - الصفحة أو الرقم: 54
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
وقال الدارمى فى الرد على الجهمية:
حدثنا عبد الله بن صالح المصري ، قال : حدثني ابن لهيعة ، ورشدين بن سعد ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : " لما أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق شيئا إذ كان عرشه على الماء ، وإذ لا أرض ولا سماء ، خلق الريح فسلطها على الماء حتى اضطربت أمواجه وأثار ركامه ، فأخرج من الماء دخانا وطينا وزبدا ، فأمر الدخان فعلا ، وسما ، ونمى ، فخلق منه السموات ، وخلق من الطين الأرضين ، وخلق من الزبد الجبال "
وروى الطبرى شاهدا للإسناد السابق فقال:
ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا شيبان ، عن الأعمش ، عن بكير بن الأخنس ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : " خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة ، وكان إذا كان عرشه على الماء ، زبدة بيضاء ، فدحيت الأرض من تحته.
قال أبو الشيخ فى العظمة:حدثنا الوليد ،
حدثنا أبو حاتم ، حدثنا أبو صالح ، حدثني يحيى بن أيوب ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : " خلق الله تبارك وتعالى السماوات من دخان ، ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين ، وذلك قول الله عز وجل : { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } ، ثم قدر فيها أقواتها في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، فذلك قول الله عز وجل : { وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان } فسمكها ، وزينها بالنجوم والشمس والقمر أجراهما في ف‍لكهما ، وخلق فيها ما شاء الله من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة ، وخلق الجنة يوم الجمعة ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فذلك قول الله عز وجل : { خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام }
قال الفريابى فى القدر:
حدثنا منجاب بن الحارث ، حدثنا ابن مسهر ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " إن أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب ، فقال : يا رب ، وما أكتب ؟ قال : اكتب القدر ، فجرى بما هو كائن في ذلك إلى أن تقوم الساعة ، وكان عرشه على الماء ، ثم رفع بخار الماء ، فتفتقت منه السموات ، ثم خلق النون ، فتحرك النون فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال ، فإنها لتفخر عليها " *
الأثر صحيح ولكن المعانى منها ما هو قرأنى ومنها ما هو إسرائيلى
فإيباس الأرض من الماء فقط هو الإسرائيلى:
قال ابن ابى حاتم:حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، ثنا سفيان ، عن بشر بن عاصم ، عن سعيد بن المسيب ، عن كعب الأحبار قال : " كان البيت غثاة على الماء قبل أن يخلق الله الأرض بأربعين عاما ، ومنه دحيت الأرض
والصحيح أن البيت كان على الماء قبل خلق الأرض وأن موضعه هو لذى دُحيت منه الأرض
قال ابو الشيخ:ح
دثنا أبو يعلى ، حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا يعقوب ، حدثنا حفص ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال : " وضع البيت في الماء على أربعة أركان قبل أن تخلق الدنيا بألفي سنة ، ثم دحيت الأرض تحت البيت
قال البيهقى:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، حدثنا أبي ، حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : " خلق البيت قبل الأرض بألفي عام ثم دحيت الأرض منه"
عن أبي هريرة ، قال : قلت : يا رسول الله ، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني ، فأنبئني عن كل شيء . فقال : " كل شيء خلق من ماء
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 3/237
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
والذى نستخرجه من كلام السلف أن السماوات خلقت مرة واحدة ولكن على مراحل فهناك مرحلة قبل خلق الأرض وهناك مرحلة بعد خلق الأرض ولكن المهم أن السلف أثبتوا أن الرتق والدخان كان سابقا على خلق الأرض وما يقطع بأن هذا الترتيب هو الصواب وأنه كان سابقا لخلق أدم عليه السلام هو ما نجده فى سورة البقرة من أن الأرض خلقت قبل السماوات وقبل الإنسان من أجل الإنسان:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)