المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال المرجو الرد على هذه الشبهة (الغاية من الخلق)



ali yassar
08-07-2014, 12:07 AM
سأقدم بين يدي الشبهة بمثال بسيط يوضحها؛ وهو أن الانسان باعتباره كائنا عاقلا، واعيا، يضع لنفسه غايات، ويخطط لتحقيقها، لا يقوم بفعل إلا وينشد من القيام به غاية ما، وغاياته هي دائما خاضعة لأسباب، مثلا الانسان يأكل لأنه جائع (سبب)، أو ليستمتع بلذة الطعام (سبب)، أو لملل أصابه (سبب)، يعمل طلبا للرزق (سبب)، أو ليحقق ذاته (سبب)، أو ليجسد مهاراته (سبب)، يحك رأسه لأنه يحس بحكة (سبب) الخ، فكل فعل نفعله إنما نفعله لأجل غاية ما، ولسبب ما، وذلك السبب كان المحرك لنا لفعل ذلك الفعل، ولولاه لكان الإنسان ساكنا بدون فعل، فلولا حاجته للطعام لما أكل، ولولا حاجته للمتعة لما لهى، إلخ. بعد هذا المثال (التوضيحي فقط) أطرح الشبهة:
لماذا قام الله بخلق الأشياء؟ ألا يدل فعله (فعل الخلق) على افتقاره وحاجته لذلك الفعل أو لنتائج ذلك الفعل؟ إذا كان الله كاملا كمالا مطلقا أليس المفترض فيه أن لا يقوم بأي فعل على الإطلاق لأن القيام بالفعل يدل على الحاجة إليه؟
وشكرا لمن سيرد على هذه الشبهة.

muslim.pure
08-07-2014, 12:16 AM
سأقدم بين يدي الشبهة بمثال بسيط يوضحها؛ وهو أن الانسان باعتباره كائنا عاقلا، واعيا، يضع لنفسه غايات، ويخطط لتحقيقها، لا يقوم بفعل إلا وينشد من القيام به غاية ما، وغاياته هي دائما خاضعة لأسباب، مثلا الانسان يأكل لأنه جائع (سبب)، أو ليستمتع بلذة الطعام (سبب)، أو لملل أصابه (سبب)، يعمل طلبا للرزق (سبب)، أو ليحقق ذاته (سبب)، أو ليجسد مهاراته (سبب)، يحك رأسه لأنه يحس بحكة (سبب) الخ، فكل فعل نفعله إنما نفعله لأجل غاية ما، ولسبب ما، وذلك السبب كان المحرك لنا لفعل ذلك الفعل، ولولاه لكان الإنسان ساكنا بدون فعل، فلولا حاجته للطعام لما أكل، ولولا حاجته للمتعة لما لهى، إلخ. بعد هذا المثال (التوضيحي فقط) أطرح الشبهة:
لماذا قام الله بخلق الأشياء؟ ألا يدل فعله (فعل الخلق) على افتقاره وحاجته لذلك الفعل أو لنتائج ذلك الفعل؟ إذا كان الله كاملا كمالا مطلقا أليس المفترض فيه أن لا يقوم بأي فعل على الإطلاق لأن القيام بالفعل يدل على الحاجة إليه؟
وشكرا لمن سيرد على هذه الشبهة.
الله كامل كمالا مطلقا و حكمته مطلقة و لا اشكال لان الله اساسا لا تحكمه الاسباب و هذا خطأ منهجي ان تقوم باسقاط صفات الخلق على الخالق
ثانيا الغاية من خلق العباد هي عبادة الله عز و جل و الامر منطقي فالله يجب ان يعبد و الا لما كان اله
ثالثا الخلق فعل تتجلى فيه صفات الخالق من قدرة و حكمة و علم......
رابعا عدم القيام باي فعل على الاطلاق معناه عدم الوجود او العدم
بسم الله الرحمان الرحيم (يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن فبأي آلاء ربكما تكذبان ) صدق الله العظيم

ali yassar
08-07-2014, 12:40 AM
- في سؤالي انا لم أقم باسقاط صفات المخلوق على الخالق، لذلك ذكرت أن افتقار الانسان وخضوعه للأسباب ليس سوى مثال توضيحي للسؤال، وجعلت هذا بين قوسين للتنبيه، حتى لا لا يقال شبهت الخالق بالمخلوق لكن وقع ما حذرت منه.
- أما كون الله كاملا كمالا مطلقا فهذا ما أتساءل عنه في الشبهة، اذ قلت: ألا يتعارض الكمال المطلق مع قيام الكامل بفعل ما (أي فعل) كفعل الخلق، أو النزول، أو العقاب، أو الإنعام الخ، فإذا كان الله قد خلق الأشياء، فالسؤال حينها: ولماذا خلق الاشياء؟ إذا كان لإثبات عظمته، فهل هو في حاجة لإثبات عظمته؟ إذا كان لتعبده المخلوقات، فهل هو في حاجة لعبادتها؟ الخ، فكل جواب يبدأ بـ (لأن) سيجعل من الله خاضعا للأسباب.
- قلت (أنت) أن عدم القيام بأي فعل على الاطلاق معناه عدم الوجود، وهذا في نظري غير صحيح، فالله كان (قبل الخلق) ولا شيء غيره، أي لم يقم حينها بأي فعل، لكن هذا لا يعني أنه كان غير موجود. (هكذا أفهم حديث "كان الله ولم يكن شيء غيره")

أبو جعفر المنصور
08-07-2014, 12:56 AM
شبهات مستعارة كالعادة

هذه شبهة فلسفية معروفة

تعامل معها المتكلمون على عدة مسالك

أحدها مسلك الأشاعرة نفاة الحكمة والتعليل ويرون أن الخالق لا يفعل لحكمة ويفسرون الحكمة في النصوص بالإحكام

قال الرازي :" كل من فعل فعلا لأجل تحصيل مصلحة أو لدفع مفسدة فإن كان تحصيل تلك المصلحة أولى من عدم تحصيلها كان ذلك الفاعل قد استفاد بذلك الفعل تحصيل ذلك"

وقد أجاب أهل السنة على هذه الشبهة

بما قاله ابن القيم في شفاء العليل :" قال المثبتون الجواب عن هذه الشبهة من وجوه أحدها أن قولك أن كل من فعل لغرض يكون ناقصا بذاته مستكملا بغيره ما تعني بقولك أنه يكون ناقصا بذاته أتعني به أنه يكون عادما لشيء من الكمال الذي لا يجب أن يكون له قبل حدوث ذلك المراد أم تعني به أن يكون عادما لما ليس كمالا قبل وجوده أم تعني به معنى ثالثا فإن عنيت الأول فالدعوى باطلة فإنه لا يلزم من فعله لغرض حصوله أولى من عدمه أن يكون عادما لشيء من الكمال الواجب قبل حدوث المراد فإنه يمتنع أن يكون كمالا قبل حصوله وإن عنيت الثاني لم يكن عدمه نقصا فإن الغرض ليس كمالا قبل وجوده وما ليس بكمال في وقت لا يكون عدمه نقصا فيه فما كان قبل وجوده عدمه أولى من وجوده وبعد وجوده وجوده أولى من عدمه لم يكن عدمه قبل وجوده نقصا ولا وجوده بعد عدمه نقصا بل الكمال عدمه قبل وقت وجوده وجوده وقت ووجوده وإذا كان كذلك فالحكم المطلوبة والغايات من هذا النوع وجودها وقت وجودها هو الكمال وعدمها حينئذ نقص وعدمها وقت عدمها كمال ووجودها حينئذ نقص وعلى هذا فالنافي هو الذي نسب النقص إلى الله لا المثبت وإن عنيت به أمرا ثالثا فلا بد من بيانه حتى ننظر فيه الجواب الثاني إن قولك يلزم أن يكون ناقصا بذاته مستكملا بغيره أتعني به أن الحكمة التي يجب وجودها إنما حصلت له من شيء خارج عنه أم تعني أن تلك الحكمة نفسها غير له وهو مستكمل بها فإن عنيت الأول فهو باطل فإنه لا رب غيره ولا خالق سواه ولم يستفد سبحانه من غيره كمالا بوجه من الوجوه بل العالم كله إنما استفاد الكمال الذي فيه منه سبحانه وهو لم يستفد كماله من غيره كما لم يستفد وجوده من غيره وإن عنيت الثاني فتلك الحكمة صفته سبحانه وصفاته ليست غيرا له فإن حكمته قائمة به وهو الحكيم الذي له الحكمة كما أنه العليم الذي له العلم والسميع الذي له السمع والبصير الذي له البصر فثبوت حكمته لا يستلزم استكماله بغير منفصل عنه كما أن كماله سبحانه بصفاته وهو لم يستفدها من غيره الجواب الثالث أنه سبحانه إذا كان إنما يفعل لأجل أمر هو أحب إليه من عدمه كان اللازم من ذلك حصول مراده الذي يحبه وفعل لأجله وهذا غاية الكمال وعدمه هو النقص فإن من كان قادرا على تحصيل ما يحبه وفعله في الوقت الذي يحب على الوجه الذي يحب فهو الكامل حقا لا من لا محبوب له أو له محبوب لا يقدر على فعله الجواب الرابع أن يقال أنت ذكرت في كتبك أنه لم يقم على نفي النقص عن الله دليل عقلي واتّبعت في ذلك الجويني وغيره وقلتم إنما ينفى النقص عنه عز وجل بالسمع وهو الإجماع فلم تنفوه عن الله عز وجل بالعقول ولا بنص منقول عن الرسول بل بما ذكرتموه من الإجماع وحينئذ فإنما ينفى بالإجماع ما انعقد الإجماع على نفيه والفعل بحكمه لم ينعقد الإجماع على نفيه فلم تجمع الأمة على انتفاء التعليل لأفعال الله فإذا سميت أنت ذلك نقصا لم تكن هذه التسمية موجبة لانعقاد الإجماع على نفيها فإن قلت أهل الإجماع أجمعوا على نفي النقص وهذا نقص قيل نعم الأمة مجمعة على ذلك ولكن الشأن في هذا الوصف المعني أهو نقص فيكون قد أجمعت على نفيه فهذا أول المسألة والقائلون بإثباته ليس هو عندهم نقصا بل هو عين الكمال ونفيه عين النقص وحينئذ"

إلى أن قال :" السادس النقص إما أن يكون جائزا أو ممتنعا فإن كان جائزا بطل دليلك وإن كان ممتنعا بطل دليلك أيضا فبطل الدليل على التقديرين الجواب السابع أن النقص منتف عن الله عز وجل عقلا كما هو منتف عنه سمعا والعقل والنقل يوجب اتصافه بصفات الكمال والنقص هو ما يضاد صفات الكمال فالعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والحياة صفات كمال وأضدادها نقص فوجب تنزيهه عنها لمنافاتها لكماله وأما حصول ما يحبه الرب تعالى في الوقت الذي يحبه فإنما يكون كمالا إذا حصل على الوجه الذي يحبه فعدمه قبل ذلك ليس نقصا إذ كان لا يحب وجوده قبل ذلك"

أرجو التأمل بهذا الكلام جيداً ولابن القيم كلام مطول في هذه المسألة

وأما المعتزلة فأثبوا لله عز وجل حكمة تعود على الخلق دون الخالق

والله عز وجل بين في كتابه أن خلق الجن والإنس لعبادته لا يريد منهم رزقاً ولا يريد أن يطعمونه ( جواباً على شبهة الافتقار ) وهذا البحث يخوض فيه مثبتو وجود الله عز وجل لفهم أمر الحكمة وأما الملحد فبحثه ينبغي أن يكون في أصل ضرورة وجود الرب ، هو لا يحتاج إلى إظهار عظمته ولكن إذا أظهرها ما المانع العقلي ؟

muslim.pure
08-07-2014, 12:59 AM
- في سؤالي انا لم أقم باسقاط صفات المخلوق على الخالق، لذلك ذكرت أن افتقار الانسان وخضوعه للأسباب ليس سوى مثال توضيحي للسؤال، وجعلت هذا بين قوسين للتنبيه، حتى لا لا يقال شبهت الخالق بالمخلوق لكن وقع ما حذرت منه.
- أما كون الله كاملا كمالا مطلقا فهذا ما أتساءل عنه في الشبهة، اذ قلت: ألا يتعارض الكمال المطلق مع قيام الكامل بفعل ما (أي فعل) كفعل الخلق، أو النزول، أو العقاب، أو الإنعام الخ، فإذا كان الله قد خلق الأشياء، فالسؤال حينها: ولماذا خلق الاشياء؟ إذا كان لإثبات عظمته، فهل هو في حاجة لإثبات عظمته؟ إذا كان لتعبده المخلوقات، فهل هو في حاجة لعبادتها؟ الخ، فكل جواب يبدأ بـ (لأن) سيجعل من الله خاضعا للأسباب.
- قلت (أنت) أن عدم القيام بأي فعل على الاطلاق معناه عدم الوجود، وهذا في نظري غير صحيح، فالله كان (قبل الخلق) ولا شيء غيره، أي لم يقم حينها بأي فعل، لكن هذا لا يعني أنه كان غير موجود. (هكذا أفهم حديث "كان الله ولم يكن شيء غيره")
اولا الله لا يحتاج شيئا و الكل محتاج اليه و من صفاته الخلق فهو خالق و من صفاته الحكمة فهو حكيم و من صفاته العلم فهو عليم..... فلا يجوز في هذه الحالة ان نصف الله بالنقص لان تلك الصفات صفات كمال كما لا يجوز ان نقول لماذا خلق الله الخلق لانه ببساطة خالق (اظن الامر واضح)
ثانيا بالنسبة لمسالة الخلق فقد قال بها ابن تيمية و لعل الاخوة يفصلوا اكثر في هذا الموضوع و يوضحوا الصورة فاخاف ان تزل قدمي لعدم تمكني فاستفتي من هم اعلم مني و في هذا المنتدى من يستطيع جوابك قال ابن تيمية ان الله ما زال يخلق من الازل الى الابد و التفصيل كما قلت تجده عند الاخوة

أبو جعفر المنصور
08-07-2014, 01:03 AM
أما مسألة أولية الأفعال فلم يقل أهل السنة بأن الله عز وجل كان لا يفعل ولا يلزم من عدم وجود الخلق أنه لا يفعل

ويكفي في ذلك حديث كتابة المقادير قبل الخلق

والذي يؤمن به أهل السنة أن أفعال الله عز وجل وكلماته لا أول لها كوجوده

( فعال لما يريد ) ( وكان الله سميعاً بصيراً ) قال ابن عباس ( لم يزل كذلك )

وذهب جماعة من أهل السنة إلى أنه يجوز أن يكون هناك عوالم قبل هذا العالم وأن نصوص أولية المخلوقات خاصة بهذا العالم

أبو جعفر المنصور
08-07-2014, 01:26 AM
وأحسب أنه من المفيد أن أشرح وجهة نظر المتكلمين في مسألة ( أولية الأفعال )

فقد اختار عامتهم أن أفعال لها أول ولم يسموها كذلك بل رأوا أنها آثار صفات الله عز وجل القديمة

والملاحدة الأوائل اعترضوا عليهم بأن الانتقال من اللافعل إلى الفعل لا بد له من سبب حادث خارجي ، وذلك أنهم كانوا يقولون بأزلية الكون

وأما الملاحدة الحاليون الذين يقولون بأن الكون له بداية وأنه جاء شيء من لا شيء وجاء تعقيد من البدائية فهؤلاء لا يمكنهم الاعتراض على المتكلمين كما اعترض أسلافهم

ونضيف أمراً هاماً وهو أن هناك فرقاً بين عاجز عن الفعل صار قادراً عليه ، وبين قادر على الفعل ولكنه لم يفعل إلا في زمن معين

وهذا يقضي على إشكال عظيم

وقول أهل السنة هو المتعين

ali yassar
08-07-2014, 01:29 AM
ابو جعفر المنصور شكرا على ردك الذي لم يجانب موضوع الشبهة لكن رجائي ان تكون ردودك بلغة عصرنا وليس بلغة اهل الكلام (القرن 8 م) حتى تعم الفائدة فمن الجيد نقل كلام الاوائل لكن من الافيد نقله بلغتنا واسلوبنا
خلاصة ما فهمته من ردك ان قيام الله بفعل ما لا يستوجب نقصه قبل حصول ذلك الفعل لان هذا الفعل ليس شرطا في حصول الكمال فالقيام به او عدم القيام به لا يتعلق بموضوع الكمال (ويمكن ان تصحح لي هذا الفهم بالطبع) لكن السؤال رغم ذلك يبقى قائما: اذا كان خلق الله للاشياء لا يدل على نقصه فلماذا خلق الله الاشياء؟

رمضان مطاوع
08-07-2014, 02:59 AM
لو أن قرية يمتلكها طبيب واحد حادق ولكنه غير معروف , ويريد أن يعرف نفسه ويريد أن يثبت ذاته ويلفت الأنظار إليه ويثبت للناس أن القرية بما فيها ملكه , وهو الطبيب الوحيد الماهر الخالي من العيوب المنزه عن النقص أو العيب في القرية , فأنشأ مدرسة خاصة للطب يمتلكها هو ويديرها لكي يقوم بتعليم وتدريب أبناءه مهنته , فأدخلهم هذه المدرسة تمهيدا لممارسة مهنة الطب في القرية أي مهنة أبيهم , فقرر الأب الطبيب 0000 مالك المدرسة أن يكون مديرا لها يلقي الأوامر للموظفين 00000 لإدارتها وتدبير أمرها وفق أوامره , مع إعدادهم الإعداد الجيد لما وكل إليهم من أعمال كلفهم بها 0
ثم يدخل أبناءه الفصول الدراسية دفعة بعد دفعة لتلقي علم الطب والتدريب العملي تمهيدا للممارسة العملية في القرية , ثم يرسل المدير تعليماته مع الموظفين عن كيفية العمل في مهنة الطب لمن يختاره من بين طلاب كل فصل , على أن يكون الإختيار للطالب المثالى الذي يثق فيه هو ويرى أنه سيبلغ تعليماته المرسلة مع الموظفين بكل دقة وأمانة إلى أخوانه , ويقوم بتدريبهم كما دربه الموظفين المدربين من المدير مباشرة
فإذا تعلم وتدرب الأبناء أو الطلاب مهنة أبيهم في هذه المدرسة وفاموا بممارستها أثناء وبعد التخرج فينسب الفضل منهم ومن أهل القرية إلى الأب الذي علمهم ودربهم في مدرسته ولولا هو لما تخرجوا وأصبحوا أطباء فكل ما يتصفوا به من خبرة ومهارة وعظمة في الأداء فهي أصلا خبرة ومهارة وعظمة الأب مدير مدرسة الطب , وهم المستفيدين في النهاية ,
وكل مااتصف به الأبناء من خبرة ومهارة وعظمة و00000 الخ 0 فهي تنسب للمدير ( لأن محدش جاب حاجة من عنده )
وهذا هو التنزيه فالأب نزيه بذاته وينزه نفسه من خلال مدرسته التي أنشأها بما فيها من موظفين وأبناءه وهذا من علو شأنه ورفعته وهذا هو الأب الطبيب الماهر النزيه الناجح الحكيم المنزه عن كل عيب أو نقص من خلال إبراز مهاراته وخبرته وعلمه و ...................... إلخ , فهذه طبيعة هذا الأب الطبيب الماهر وهذه الصفات التي يبرزها وتظهر هي صفاته يعني ( طبيعته ) وليس في حاجة لغيره , وليس نقصا في كماله ويريد إكماله بواسطة ممتلكاته
الصانع النزيه نزاهته تظهر في صنعته وفي أفعاله تجاه صنعته
يمكن تكون هذه هي لغة عصرنا التي يريدها كاتب الشبهة
ولله المثل الأعلى

ali yassar
08-07-2014, 03:32 AM
رمضان مطاوع شكرا على الرد.
لماذا قام هذا الطبيب بتعليم مهنة الطب لطلابه؟ هل لإشفاقه على اهل القرية (سبب)؟ هل لزيادة ثروته (سبب)؟ هل حبا للظهور (سبب)؟ هل لتحقيق المجد (سبب)؟ هل قتلا للملل (سبب)؟ هل لأنه يحب ذلك (سبب)؟ الخ، في جميع الحالات هو خاضع للاسباب، ولولا هذه الاسباب (او أحدها فقط) لما قام بشيء مما قام به. اذا طابقنا بين مثال الطبيب وبين الله فهذا سيقودنا للقول بأن الله خاضع للأسباب، وهذا يتنافى مع الألوهية.

د. هشام عزمي
08-07-2014, 10:14 AM
منقول للفائدة : كتبه أبو الفداء في رسالة: فَصْلُ المَقَالِ في التَحْذيرِ مِنْ بِدْعَةِ تَشْبِيهِ الأفْعال (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?48869)

يقول رب العزة تبارك وتعالى: ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) [الأنبياء : 23]. فهل تأملتَ في معنى هذه الآية يوما ما؟
لماذا لا يُسأل الله عما يفعل؟ أليست لنا عقول يمكنها أن تسأل وتستفهم وتطلب المزيد والمزيد من الجواب، ولا تكتفي من طرح الأسئلة ولا تشبع من ذلك أبدا؟
بلى! ولكن هذا - والله - من ابتلاء الإنسان بعقله! ذلك أن مجرد سؤال الله عما يفعل سؤال من يطلب الإحاطة المعرفية أو يريد الحكم على هذا الفعل أو ذاك كما يكون في سؤال المخلوقين عن أفعالهم = هذا من تشبيه الخالق بالمخلوق في أفعاله، وهو من أبطل الباطل، وهو أصل من بضعة أصول تقوم عليها سائر الممل الإلحادية التي عرفها الناس منذ أن ظهر الإلحاد على الأرض وإلى يومنا هذا.
يا عبد الله: الإنسان مخلوق، جميع أفعاله مخلوقة، جميع صفاته مخلوقة مركبة فيه تركيبا، يقوم بغيره كما يقوم غيره به، تطرأ عليه الحاجة وتعرض عليه الضرورة كما هو شأن كل مخلوق، لذا فعندما يفعل شيئا ما، فمن المعقول ألا تخرج أفعاله عن دائرة الحاجة أو الضرورة. حتى عندما يحب ويكره (وهي أفعال قلبية) فهو محتاج لذلك بموجب غريزة ركبها فيه خالقه، لو لم يشبعها لذاق العنت والضرر. من هنا جاز في العقل أن يُسأل من هذا وصفه (كائن مخلوق مركب قد ركبت فيه صفاته وغرائزه وعقله الذي به يختار ما يختار)، عن اختياراته لماذا اختارها، وأفعاله ما الذي دفعه إليها، لأنه إن لم يكن مسؤولا من غيره من المخلوقين، فهو مسؤول من خالقه الذي ركب فيه تلك الأشياء.
أما عندما نتكلم عن خالق الخلق جميعا، سبحانه وتعالى وتقدس، فنحن لا نتكلم عن مخلوق قد رُكبت فيه نفسه بما جُبلت عليه من دوافع فكرية وعاطفية لا تخرج عنها خياراته فيما يأتي من الأفعال وما يذر! فالله عندما يحب شيئا فلا يرد عليه أصلا أن يكون ذلك الحب من حاجة أو "غريزة" أو "شهوة" أو نحو ذلك! وكذلك فيما يكره وفي جميع ما يصدر عنه سبحانه من إرادات وأفعال! إرادات الإنسان وأفعاله معلولة بإرادة خالقه السابقة عليها ضرورة! أما الخالق القيوم فهو علة العلل الذي لا يسبقه شيء سبحانه، ولا يرد عليه النقص أصلا!
أنت تشهد - كما أرجو - بصحة هذا الأصل العقلي الكلي وتوافقني عليه.
فعلى هذا نأتي للسؤال المهم: هل يجوز لنا - عقلا - أن نسأل عن سبب أفعال هذا الخالق كما نسأل عن أسبابنا ودوافعنا خلف أفعالنا نحن المخلوقين؟
تأسيسا على ما تقدم، لا تجد في عقلك إلا جوابا واحدا لهذا السؤال، وهو - ولله الحمد - عين ما قرره الملك سبحانه في الآية الكريمة!
ولهذا أنكر أهل السنة على بعض طوائف المتكلمين (لا سيما المعتزلة) وقوعهم فيما يسمى "بتشبيه الأفعال". وتشبيه الأفعال بدعة خطيرة لا ينتبه إليها للأسف كثير ممن يشتغلون بالرد على شبهات الملاحدة في هذه القضية! تشبيه الأفعال يعني أن يقاس الله تعالى على مخلوقاته في أفعاله وإراداته، ليس في مطلق معانيها، فهي معاني نثبتها على ظاهرها ولا نرى في قولنا - مثلا - إن الله أحب كذا أو كره كذا أن فيه تشبيها بالمخلوقين (خلافا للجهمية وغيرهم من مبتدعة المتكلمين الذين قالوا إن مجرد هذا الإثبات المعنوي لازمه التمثيل)، ولكن يقع تشبيه الأفعال عندما يتطرق الإنسان إلى الخوض بعقله في تلك الأفعال بما يلزم من مجرده حصول التشبيه بالمخلوقين، ومن ذلك أن نسأل مثلا: لماذا اختار الله أن يخلق الإنسان ولم يكتف بالملائكة؟
الجواب الكافي هنا إنما هو قوله تعالى: ((لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) ويتجلى لك هذا المعنى في قوله تعالى في جوابه للملائكة يوم سألته عن سبب خلقه لآدم، ذاك المخلوق الضعيف الذي توقعوا من حاله أنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء = ((إني أعلم ما لا تعلمون))، ثم قال بعدما برهن لهم سبحانه على ما تقرر لديهم العلم به مسبقا من أنه يعلم ما لا يعلمون، بأن أظهر لهم ما علمه سبحانه لآدم مما لم تعلمه تلك الملائكة = ((ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))، فما كان جوابهم إلا أن قالوا ((سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)) فتأمل كيف أن الله تعالى ما زاد في أصل الأمر على أن قال لهم ((إني جاعل في الأرض خليفة))، فلما سألوه بين لهم أنه علمه الأسماء كلها وأعده لذلك الاستخلاف إعدادا، وأنه يعلم أنه سيقع منه الإفساد كما سيقع منه الإصلاح، ويعلم من أمره ما لا يعلمون. فهل زادوا بأن سألوه (مثلا): ولماذا تخلقه أصلا يا رب؟ ألسنا نعبدك ليل نهار لا نفتر عن عبادتك؟ ألا تكفيك عبادتنا الدائمة التي لا تنقطع، وقد ملأت بنا السماوات كلها؟ لا والله لم يسألوه سؤالا كهذا وما كان لهم أن يفعلوا! هذا سؤال من يدخل فيما لا شأن له به ولا يجوز له ذلك، وهو واقع - لا محالة - من مجرد السؤال نفسه في تشبيه الأفعال وقياس الخالق على خلقه! ما لازم أن يقع السؤال على هذه الصيغة: "ألا يكفيك كذا؟"؟ لازمه قياس الخالق على المخلوق، في معنى وقوع الخلق والتكوين من الحاجة التي يتصور لسدها وجود حدّ للكفاية، ما أن يبلغه الصانع حتى يكتفي ولا يزيد! وهذا قياس محض وتشبيه محض، قد تنزه الله تعالى عنه، وتنزهت ملائكته البررة عن أن تقع فيه!
فنحن قد شهدنا بضرورة العقل أنه سبحانه لا تعليل لأفعاله إلا إرادته وعلمه وغيرها من صفات ذاته، بخلاف المخلوقين الذين تتعلل أفعالهم بإراداتهم وصفاتهم وغيرهم من المخلوقين أمثالهم، المعللة كلها بإرادة الخالق الواحد من فوقهم جميعا.
ولو أنك تأملت، لوجدت أن أي سؤال عن سبب فعل الله كذا وكذا، كسائر الأسئلة عن الأسباب والتفسيرات، يحتمل أن يتسلسل سؤالا بعد سؤال. بمعنى أنني لو سألتك الآن: لماذا تكتب في المنتدى؟ لجاء جوابك: لأني أريد أن أعرف جواب مسألة ما. فإن قلت لك: ولماذا تريد أن تعرف جواب المسألة، فستجيب: لأني محتار فيها والوساوس تقتلني، فإن زدت وسألتك ولكن لماذا تحاصرك الوساوس؟، فقد ينتقل بنا الكلام إلى أمور تربوية وأمور تتعلق بظروف معيشتك وتركبيتك النفسية والفكرية .. الخ. والقصد أن هذا التسلسل في الإجابة عن السؤال "لماذا؟" جائز في حقك لأنك مخلوق. ولكن ما نهايته؟ ما نهاية هذا التسلسل في السؤال؟ نهايته بضرورة العقل أن نصل إلى نقطة نقول فيها: الله أعلم، هذا ما أراد الله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا نجيب إلا بما علمنا (مما نرى إمكان أن نتوصل إلى العلم به بالأساس). هذه السلسلة قد تطول وقد تقصر في حق المخلوق لأنه معلول بغيره، ولكنها لابد وأن تنتهي مهما طالت أو قصرت عند إرادة خالقه سبحانه التي لا تقاس على إراداتنا ولا تتعلل بشيء خارج عن ذاته جل وعلا، وإلا انفتح تسلسل الأسباب وهو ممنوع في العقل.
لذا نقول إنه إذا كان الفاعل الذي نسأل عن أفعاله هو الله نفسه، تبارك وتعالى، فلا يجيز العقل أن تتسلسل الأجوبة في السؤال "لماذا" على نحو ما يكون في حق المخلوق. ذلك أنه هو نهاية السلسلة أصلا، إرادته وحكمته وعلمه (التي لا نعلم منها إلا ما يأتينا من خبره هو وحده سبحانه) هي نهاية المعرفة بالنسبة لنا! نعم قد يجتهد العلماء في استنباط الحكمة من تشريع ما أو من خلق شيء ما، من غير أن يكون في ذلك نصّ منزل، ولكن هذا الاجتهاد مضبوط بضابط لا يجوز أن يتخطاه، وهو ألا تكون المسألة مما يمتنع الوصول إلى معرفة جوابه بالنص أو القياس الصحيح. قمثلا يجوز أن نسأل: ما الحكمة (أو ما السبب) في تشريع الحج (مثلا)، فنبدأ في قياس أفعاله على أحداث يوم الحشر - كما فعل بعض أهل العلم - ليصلوا إلى القول اجتهادا بأن سبب التشريع والحكمة منه إمرار الحاج والمعتمر بأحداث تقرب إلى ذهنه مشهد يوم الحشر حتى يستحضر مهابته وعظمته، بما يرجع على نفسه بكثير من المنافع. هذا اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ وصاحبه ممن يرجى له الأجر أو الأجران. ولكن هب أنه زاد فسأل: ولماذا يريد الله خلق نوع من المخلوقات يميته ثم يبعثه ويحشره إلى جنة أو نار من الأصل؟ هنا يكون السؤال عما لا يتطرق إليه نص ولا قياس، ولا يزاد فيه على أن يقال: هكذا أراد الله سبحانه، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. كذلك يجوز أن نسأل - مثلا - لماذا خلق الله تعالى القمر؟ ففي القرءان أنه جعل الأهلة مواقيت للناس والحج. ومن أسباب خلق القمر ما جعله الله سببا فيه من أحداث تجري على الأرض كالمد والجزر مثلا، بما في ذلك من منافع للمخلوقين علموا منها ما علموا جهلوا ما جهلوا. هذا مما أمكننا معرفته من النص ومن المشاهدة والقياس، وليس في إثباته ما يلزم منه تشبيه أفعال الخالق بالمخلوق. أما أن يسأل السائل: ولماذا أراد بالأساس أن يخلق خلقا هذه صفتهم ينتفعون بالقمر لهذه الغاية وتلك، فهنا نقول له قف: الله لا يُسأل عما يفعل، فالزم حدّك ولا تجاوزه، ولا تنس أنك تتكلم عن خالق السماوات والأرض الأول الذي ليس قبله شيء، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، سبحانه وتعالى.
وحاصل هذا الكلام الطويل، والأمر الذي أنصحك بأن تعض عليه بنواجذك ما حييت: أن الله تعالى ليس كمثله شيء، لم يكن له كفؤا أحد، فلا يُسأل عما يفعل كما يُسأل المخلوقون!
فهل يسعك هذا الجواب يا عبد الله، كما وسع سائر عقلاء المسلمين من زمان الصحابة وإلى يوم الناس هذا؟
أم تراك لا تكتفي حتى تملأ جوفك بتنطعات الفلاسفة وتهافتاتتهم، ومساعي المتكلمين في توضيح الواضحات التي لا تراهم إلا يبعدونها عن أذهان العقلاء جميعا حتى يصبح القطع ظنا واليقين نظرية وفرضية وجدلية؟ أعيذك بالذي خلقك من هذه السبيل وأهلها!
يا أخي والله لا يضيرك الجهل بالحكمة من خلق الإنسان (وليس الهدف: فالهدف في اللغة شيء يسدد الإنسان ويقارب لإصابته، والله منزه عما يقتضيه هذا المعنى من نقص واضح)!
لا يضيرك أن تموت ولم تعلم لماذا خلق ربك خلقا للجنة وخلقا للنار، ولم يجعلهم جميعا كالملائكة، أو يجعلهم جميعا في نعيم سرمدي وهناء وسرور أبدي من غير ابتلاء ولا امتحان ولا شيء من ذلك! هو يحب ذلك ويريده، سبحانه، يحب أن يرى عبدا يعبده ويخشاه بالغيب من غير أن يراه! يحب أن يراهم تهون عليهم المصائب والبلايا محبة فيه وخشية له من غير أن يروه، فهل لديك اعتراض على هذا؟ هل لعاقل من المخلوقين أن يعترض على هذا أو أن يسأل لماذا يحب هذا؟
هذا ما عندي وعند عقلاء المسلمين..
فهل نخرج منك الآن بتوبة إلى الله تعالى مما بدر منك من تجاوز في حقه (بمجرد السؤال عما ليس لك أن تسأل عنه، فضلا عن أن تجعله "إشكالية"!)، وانصراف عن هذا المنتدى وغيره مما تُطرح فيه أمثال تلك المسائل، والاستعاذة بالله تعالى من كل وسواس يطرأ عليك، والانصراف إلى طلب العلم الشرعي الذي لا يسع المسلم جهله؟

الدكتور قواسمية
08-07-2014, 10:33 AM
سأقدم بين يدي الشبهة بمثال بسيط يوضحها؛ وهو أن الانسان باعتباره كائنا عاقلا، واعيا، يضع لنفسه غايات، ويخطط لتحقيقها، لا يقوم بفعل إلا وينشد من القيام به غاية ما، وغاياته هي دائما خاضعة لأسباب، مثلا الانسان يأكل لأنه جائع (سبب)، أو ليستمتع بلذة الطعام (سبب)، أو لملل أصابه (سبب)، يعمل طلبا للرزق (سبب)، أو ليحقق ذاته (سبب)، أو ليجسد مهاراته (سبب)، يحك رأسه لأنه يحس بحكة (سبب) الخ، فكل فعل نفعله إنما نفعله لأجل غاية ما، ولسبب ما، وذلك السبب كان المحرك لنا لفعل ذلك الفعل، ولولاه لكان الإنسان ساكنا بدون فعل، فلولا حاجته للطعام لما أكل، ولولا حاجته للمتعة لما لهى، إلخ. بعد هذا المثال (التوضيحي فقط) أطرح الشبهة:
لماذا قام الله بخلق الأشياء؟ ألا يدل فعله (فعل الخلق) على افتقاره وحاجته لذلك الفعل أو لنتائج ذلك الفعل؟ إذا كان الله كاملا كمالا مطلقا أليس المفترض فيه أن لا يقوم بأي فعل على الإطلاق لأن القيام بالفعل يدل على الحاجة إليه؟
وشكرا لمن سيرد على هذه الشبهة.

لماذا لا تذهب في جولة سياحية وتغير الجو لتستريح أعصابك قليلا
الانسان ناقص وأفعاله لا تخرج عن اطار توفير حاجته المعاشية ولو لم يقم بتلك الافعال لهلك
اما الخالق فقد خلق الخلق ليمتحنهم ويبلوهم أيهم أحسن عملا ولو شاء ما خلقهم أو أهلكهم بعد أن خلقهم ولم يضره ذلك شيئا
قال تعالى " ومن يملك من الله شيئا ان أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا" قرآن كريم
أما اذا كان الملاحيد أمثالك يريدون أن لا يفعل الله شيئا كي يكون كاملا فان الله "فعال لما يريد" قرآن كريم

عُبَيّدُ الّلهِ
08-07-2014, 11:49 AM
سأقدم بين يدي الشبهة بمثال بسيط يوضحها؛ وهو أن الانسان باعتباره كائنا عاقلا، واعيا، يضع لنفسه غايات، ويخطط لتحقيقها، لا يقوم بفعل إلا وينشد من القيام به غاية ما، وغاياته هي دائما خاضعة لأسباب، مثلا الانسان يأكل لأنه جائع (سبب)، أو ليستمتع بلذة الطعام (سبب)، أو لملل أصابه (سبب)، يعمل طلبا للرزق (سبب)، أو ليحقق ذاته (سبب)، أو ليجسد مهاراته (سبب)، يحك رأسه لأنه يحس بحكة (سبب) الخ، فكل فعل نفعله إنما نفعله لأجل غاية ما، ولسبب ما، وذلك السبب كان المحرك لنا لفعل ذلك الفعل، ولولاه لكان الإنسان ساكنا بدون فعل، فلولا حاجته للطعام لما أكل، ولولا حاجته للمتعة لما لهى، إلخ. بعد هذا المثال (التوضيحي فقط) أطرح الشبهة:
لماذا قام الله بخلق الأشياء؟ ألا يدل فعله (فعل الخلق) على افتقاره وحاجته لذلك الفعل أو لنتائج ذلك الفعل؟ إذا كان الله كاملا كمالا مطلقا أليس المفترض فيه أن لا يقوم بأي فعل على الإطلاق لأن القيام بالفعل يدل على الحاجة إليه؟
وشكرا لمن سيرد على هذه الشبهة.بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،
هذه الشبهة سببها أنك وضعت قياسا للخالق مثل قياسات المخلوقات وهذا من أبطل الباطل وقد نهانا الله عزوجل عنه
فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)
فالله عزوجل لا مثيل لصفاته وذاته وأفعاله شئ حتى يُقاس عليها
أما ان نجعل الله عزوجل على مزاجنا وهوانا فهذا باطل أخر
أما القول بأن ذات الله عزوجل لا ينبغى أن تكون فعالة فالجواب بأن فعالية الذات الإلهية للخلق والأمر هى أزلية وهى صفة ذات
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)الأنبياء
فأنت تعترض على فعالية الله عزوجل وهى صفة ذات من صفات كماله
أما علة الخلق تحديدا فله علتان:علة ظهور صفات الإلوهية وهى إستحقاق الله عزوجل بالعبادة وليس ذلك نقص بل زيادة فى الكمال وظهور صفات الربوبية من القدرة والعلم
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)الطلاق
وهو أيضا زيادة فى الكمالات وزيادة الكمال لا يحتاجها الله عزوجل ولكن يحبها فالله عزوجل خلق الخلق حبا وإرادة منه أن تظهر صفات ذاته وصفات فعله ولكنه لا يحتاج لذلك ولم لا وقد كان قبل العالم وقبل العرش وقبل كل خلق

عُبَيّدُ الّلهِ
08-07-2014, 11:50 AM
سأقدم بين يدي الشبهة بمثال بسيط يوضحها؛ وهو أن الانسان باعتباره كائنا عاقلا، واعيا، يضع لنفسه غايات، ويخطط لتحقيقها، لا يقوم بفعل إلا وينشد من القيام به غاية ما، وغاياته هي دائما خاضعة لأسباب، مثلا الانسان يأكل لأنه جائع (سبب)، أو ليستمتع بلذة الطعام (سبب)، أو لملل أصابه (سبب)، يعمل طلبا للرزق (سبب)، أو ليحقق ذاته (سبب)، أو ليجسد مهاراته (سبب)، يحك رأسه لأنه يحس بحكة (سبب) الخ، فكل فعل نفعله إنما نفعله لأجل غاية ما، ولسبب ما، وذلك السبب كان المحرك لنا لفعل ذلك الفعل، ولولاه لكان الإنسان ساكنا بدون فعل، فلولا حاجته للطعام لما أكل، ولولا حاجته للمتعة لما لهى، إلخ. بعد هذا المثال (التوضيحي فقط) أطرح الشبهة:
لماذا قام الله بخلق الأشياء؟ ألا يدل فعله (فعل الخلق) على افتقاره وحاجته لذلك الفعل أو لنتائج ذلك الفعل؟ إذا كان الله كاملا كمالا مطلقا أليس المفترض فيه أن لا يقوم بأي فعل على الإطلاق لأن القيام بالفعل يدل على الحاجة إليه؟
وشكرا لمن سيرد على هذه الشبهة.بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،
هذه الشبهة سببها أنك وضعت قياسا للخالق مثل قياسات المخلوقات وهذا من أبطل الباطل وقد نهانا الله عزوجل عنه
فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)
فالله عزوجل لا مثيل لصفاته وذاته وأفعاله شئ حتى يُقاس عليها
أما ان نجعل الله عزوجل على مزاجنا وهوانا فهذا باطل أخر
أما القول بأن ذات الله عزوجل لا ينبغى أن تكون فعالة فالجواب بأن فعالية الذات الإلهية للخلق والأمر هى أزلية وهى صفة ذات
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)الأنبياء
فأنت تعترض على فعالية الله عزوجل وهى صفة ذات من صفات كماله
أما علة الخلق تحديدا فله علتان:علة ظهور صفات الإلوهية وهى إستحقاق الله عزوجل بالعبادة وليس ذلك نقص بل زيادة فى الكمال وظهور صفات الربوبية من القدرة والعلم
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)الطلاق
وهو أيضا زيادة فى الكمالات وزيادة الكمال لا يحتاجها الله عزوجل ولكن يحبها فالله عزوجل خلق الخلق حبا وإرادة منه أن تظهر صفات ذاته وصفات فعله ولكنه لا يحتاج لذلك ولم لا وقد كان قبل العالم وقبل العرش وقبل كل خلق

أبو جعفر المنصور
08-07-2014, 01:40 PM
الشبهة هي أصلاً قديمة فمن المفيد نقل كلام العلماء السابقين وهو كلام علمي دقيق يعالج المسألة ، بل هم استوعبوا كل ما يمكن أن يقال في حل هذه الشبهة

وقد أشفقت عليك فلم أنقل كلام ابن تيمية في الأصبهانية ودرء التعارض واختصرت كلام ابن القيم ثم بعد ذلك تقول لي هذا هداك الله


ولكن يبدو أنك لا ترغب في أن تفهم هذا كل في ما في الموضوع

وخلاصة الأمر أن شبهة التشبيه بين الخالق والمخلوق هي أساس هذه الشبهة ونفيها لفظاً مع وجودها معنىً ضرب مما يسميه الفلاسفة ( سفسطة )

وهذا كقولك ( من خلق الخالق ) السؤال السخيف المتكرر

وبما أنني مولع بما يسمى بقلب الأدلة

أستفيد من هذه الشبهة دليلاً على وجود الله عز وجل

فإن هذا العالم الذي يعج بالسببية والمخلوق العاقل فيه لا يفعل الفعل السليم المحكم إلا لعلة

فكيف يمكن أن يكون هذا الكون كله جاء ( لا لعلة )

وهذا قياس لمخلوق على مخلوق أسد بكثير من قياس المخلوق على الخالق

كقولك كل مخلوق له بداية ونهاية إذن هذا الكون لا بد له من بداية ونهاية

وصدقني الكلام في المقاصد الفلسفية لا يفيد الإلحاد المعاصر أبداً ، الملاحدة القدماء الفلاسفة أولئك هم الأذكياء الذين كان يمكنهم الحوار في مثل هذه الأمور

وقد انقطعوا تماماً بعد ثبوت عدم أزلية الكون بالدليل التجريبي ، وأما أصحاب ( شيء من لا شيء ) والطفرات العشوائية الخلاقة فكلامهم عن القرود والأسماك أكثر جاذبية من الخوض في الفلسفة

وحيد المنتهي
08-07-2014, 03:11 PM
ابو جعفر المنصور شكرا على ردك الذي لم يجانب موضوع الشبهة لكن رجائي ان تكون ردودك بلغة عصرنا وليس بلغة اهل الكلام (القرن 8 م) حتى تعم الفائدة فمن الجيد نقل كلام الاوائل لكن من الافيد نقله بلغتنا واسلوبنا
خلاصة ما فهمته من ردك ان قيام الله بفعل ما لا يستوجب نقصه قبل حصول ذلك الفعل لان هذا الفعل ليس شرطا في حصول الكمال فالقيام به او عدم القيام به لا يتعلق بموضوع الكمال (ويمكن ان تصحح لي هذا الفهم بالطبع) لكن السؤال رغم ذلك يبقى قائما: اذا كان خلق الله للاشياء لا يدل على نقصه فلماذا خلق الله الاشياء؟

لأن من صفاته الخلق ولأنه الخالق

سوف تدور وتدور ولن تتوقف عن الأسئلة التي لا معنى لها

كمثل الطفل الذي يسأل أباه عن الشجرة
الطفل : ما هذه يا أبي
الأب : شجرة
الطفل : وما الشجرة ؟
الأب : إنها نبات
الطفل : وما النبات يا أبي
الأب : ما ينبت الى فروع و اوراق وجذور
الطفل : وما الجذور ؟
الأب : هي شيء كالأرجل للنبات
الطفل : وما حاجة النبات للأرجل ؟
ويظل يسأل الطفل حتى يسأل الطفل أباه ولماذا سموا الشجرة شجرة يا بابا ؟ فهذا سؤال لا معنى له

ali yassar
08-07-2014, 05:13 PM
د. هشام عزمي شكرا على الرد الذي لم يجانب موضوع السؤال. جوابك هو أحسن ما وجدت في هذا الباب، وهو أنه لا ينبغي أن نسأل لماذا فعل الله كذا وكذا فهو ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) لكن عيب هذا الجواب أنه ليس بجواب، بل هو في حقيقته تفويض، قد يكفي عقل السلفي، لكن لا يكفي عقل غيره.

ali yassar
08-07-2014, 05:16 PM
الدكتور قواسمية لا أجد له علاقة بالموضوع قولك: "لماذا لا تذهب في جولة سياحية وتغير الجو لتستريح أعصابك قليلا".
أما ردك على سؤالي بأن الله خلق الخلق ليمتحنهم أيهم أحسن عملا، فلي عليه تعليقات. أولها أني لم أسأل عن الغاية من خلق الخلق (الحي العاقل فقط) بل سألت عن خلق الأشياء عموما، فإذا جاز امتحان الإنسان وهو عاقل مكلف، فكيف يجوز امتحان الحجر وسائر الجمادات؟ ولذا فجوابك لا يستوعب سؤالي. ثانيا -وعلى فرض أني سألت عن العاقل المكلف فقط- فإذا كان الله قد خلق الخلق ليمتحنهم، فلماذا خلقهم ليمتحنهم (والخلق والامتحان فعلان)؟ هل هو مفتقر لهذين الفعلين ولنتائجهما؟ السؤال يبقى مطروحا.

ali yassar
08-07-2014, 05:26 PM
عبيد الله شكرا على الرد الذي لم يخرج عن موضوع السؤال. علة الخلق عندك ظهور صفات الألوهية والربوبية، وفي ذلك -بحسبك- زيادة في الكمال، لكن هل سيكون قادحا في ألوهية الله وربوبيته ألا يخلق أي شيء؟ طبعا لا فهو الله، هل الله محتاج لإظهار صفات ألوهيته وربوبيته لخلقه؟ طبعا لا فهو الله، فإذن ينبغي البحث عن علة أخرى لفعل الخلق.
ملاحظة 1#: في هذا الجواب تشبيه الله بالإنسان، فالإنسان عادة هو الذي يكون متشوقا لإظهار بعض كمالاته، كالقوة، أو المال، أو الذكاء، الخ، حبا للظهور، أو تعويضا عن نقص، أو كيدا في عدو، الخ، والله يتنزه عن هذا.
ملاحظة2#: عبارة "زيادة في الكمال" عبارة مُشكلة، لأن الكمال بالتعريف هو ما لا يحتاج لزيادة، إذ هو ليس بنقص. (يمكن أن تصحح لي بالطبع)

ali yassar
08-07-2014, 05:31 PM
وحيد المنتهي شكرا على ردك الذي كان في صلب موضوع السؤال. جوابك أن الله خلق الاشياء لأن من صفاته الخلق، ولي على هذا الجواب تعقيبات، فأولا -وهذا ما نسيتَه- أن الله لم يصبح خالقا إلا بعد أن خلق الأشياء فعلا، يعني عندما كان الله وحده (قبل عملية الخلق) لم يكن من صفاته الخالق، بل كان من صفاته "القدرة على الخلق"، والقدرة على الفعل لا تستوجب لزوما صدور الفعل، فالله مثلا قادر على إدخال جميع الناس الجنة لكنه لن يفعل، فسؤالي تحديدا كان عن العلة التي تفسر تحول القدرة على الخلق إلى خلق فعلا، أي ببساطة علة الخلق (إلا إن كنت -وأستبعد ذلك- تقول بأزلية الخلق لأن هذا يعني أزلية المخلوق وبالتالي انتفاء صفة القدم عن الله فتنتفي عنه صفة "الأول") . ثانيا إذا كان الله كاملا كمالا مطلقا قبل عملية الخلق، فما علة الخلق؟ (إلا إذا كنت ترى أن الخلق شرط في الكمال، وهو ما يعني عدم كمال الله قبل عملية الخلق).
ملاحظة: لا توجد أسئلة لا معنى لها، الأجوبة هي التي قد لا يكون لها معنى. الطفل عندما يسأل أباه عن علة تسمية الشجرة بالشجرة، فمن المفترض أن يجيب الأب بأن العلاقة بين الدال والمدلول في اللغة علاقة اعتباطية، ويضرب له أمثلة على اعتباطية هذه العلاقة، مثلا ذوق من أطلق التسمية لأول مرة، أو انجذابه النفسي لأصوات الشين والجيم والراء (شجرة) حتى صار تقليدا من بعده، الخ.

عُبَيّدُ الّلهِ
08-07-2014, 07:01 PM
عبيد الله شكرا على الرد الذي لم يخرج عن موضوع السؤال. علة الخلق عندك ظهور صفات الألوهية والربوبية، وفي ذلك -بحسبك- زيادة في الكمال، لكن هل سيكون قادحا في ألوهية الله وربوبيته ألا يخلق أي شيء؟ طبعا لا فهو الله، هل الله محتاج لإظهار صفات ألوهيته وربوبيته لخلقه؟ طبعا لا فهو الله، فإذن ينبغي البحث عن علة أخرى لفعل الخلق.
ملاحظة 1#: في هذا الجواب تشبيه الله بالإنسان، فالإنسان عادة هو الذي يكون متشوقا لإظهار بعض كمالاته، كالقوة، أو المال، أو الذكاء، الخ، حبا للظهور، أو تعويضا عن نقص، أو كيدا في عدو، الخ، والله يتنزه عن هذا.
ملاحظة2#: عبارة "زيادة في الكمال" عبارة مُشكلة، لأن الكمال بالتعريف هو ما لا يحتاج لزيادة، إذ هو ليس بنقص. (يمكن أن تصحح لي بالطبع)
عذرا على عدم احسان التعبير
الإجابة ببساطة وإختصار:الله جل وعلا خلق الخلق لأنه يحب أن يتم ثناؤه وتسبيحه وعبادته من هذا الخلق ويحب أن تظهر عظمة صفاته أيضا
فالله عزوجل سبوح قدوس حميد كامل الذات والصفات لا يحتاج إلى إكمال فهو كامل من جهة كيفية صفاته ولكنه سبحانه لما خلق الخلق أزداد عدد صفاته بظهور الصفات الفعلية
فالكمال الزائد هو كمال فى العدد والكم وليس فى الكيف
أما قولك بأن هذا تشبيه فنحن معشر أهل السنة والجماعة نثبت لله الإنفراد فى كيفية الصفة والفعل وليس فى معنى الصفة فمعانى الصفات يشترك فيها الخالق والمخلوق ولكن كيفية الصفات وأوليتها ينفرد بها الخالق عن المخلوق

المدافع عن الاسلام
08-07-2014, 07:21 PM
لكن من صفات الله الارادة و الله فعال لمايريد
و الفعل يجرع لسبب لكن لا يكون السبب دائما حاجة او نقص فقد يكون سبب الفعل ارادة كان الله وحده فاراد ان يخلق فخلق اين الاختلال هنا؟

ali yassar
08-07-2014, 07:39 PM
عبيد الله شكرا على الرد، وهو في صلب الموضوع.
قولك أن "الله خلق الخلق لأنه يحب أن يتم ثناؤه وتسبيحه وعبادته من هذا الخلق" هو قول يطرح إشكالات؛ فإذا كان الحب الخاص بالله كحب الإنسان -وهذا محال- فسيكون الله ناقصا، لأن الانفعالات كالحب أو الكره أو الغضب تدل على نقص صاحبها، إذ هي علامة على إمكانية التأثير عليه، وبالتالي خضوعه للأسباب، وإذا كان الحب الإلهي من طبيعة خاصة (طبيعة إلهية) فلن أحيط به علما، ولن تحيط به علما، وسيكون جوابك حينها غير قابل للفهم من طرفي لأني لست من طبيعة إلهية، والواقع أني أطلب جوابا يفهمه البشري مثلي ومثلك. إذا كان الاحتمال الثاني هو قصدك فجوابك حينها أقرب إلى مذهب التفويض، ما دمت تصرح (أو ستصرح) بالعجز عن فهم طبيعة الحب الإلهي، لكن في جميع الأحوال، هذا لا يمنعني من طرح السؤال بصيغة أخرى: إذا كان الله قد خلق الأشياء لأنه يحب أن يُعبد، فهل هذا يعني أنه سيكون في حالة نقص إذا لم يقم بإشباع هذا الحب؟ ما سبب رغبته في إشباع هذا الحب؟ هل كان يحس بنوع من التوتر العاطفي (اعتذر عن العبارة لكن هي ما وجدته صالحا للتعبير) قبل أن يقوم بعملية الخلق لإشباع رغبة الحب لديه؟

المدافع عن الاسلام
08-07-2014, 07:41 PM
لكن من صفات الله الارادة و الله فعال لمايريد
و الفعل يكون لسبب لكن لا يكون السبب دائما حاجة او نقص فقد يكون سبب الفعل ارادة كان الله وحده فاراد ان يخلق فخلق اين الاختلال هنا؟

ali yassar
08-07-2014, 07:52 PM
المدافع عن الاسلام، أشكر لك ارتباط ردك بموضوع السؤال.
ربطك فعل الخلق بسبب هو الإرادة الإلهية يجعل من هذه الإرادة سببا غير كاف، لأن السؤال تحديدا هو: لماذا أراد الله خلق الخلق؟ فالفعل هو لا شك نتاج إرادة، لكن ليوصف الفعل بالحكمة ويتنزه عن العبث وجب استكناه العلة التي كانت وراءه، والتي تفسره وتفسر إرادته، وهذا هو جوهر السؤال.

مستفيد..
08-07-2014, 07:58 PM
د. هشام عزمي شكرا على الرد الذي لم يجانب موضوع السؤال. جوابك هو أحسن ما وجدت في هذا الباب، وهو أنه لا ينبغي أن نسأل لماذا فعل الله كذا وكذا فهو ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) لكن عيب هذا الجواب أنه ليس بجواب، بل هو في حقيقته تفويض، قد يكفي عقل السلفي، لكن لا يكفي عقل غيره.
الدكتور هشام بيّن لماذا لا ينبغي أن نسأل هذا السؤال..نقبل أن عقل السلفي يكتفي بعبارة (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) ولا يخوض في لماذا لا ينبغي..لكنك كملحد مطالب بمناقشة (( لماذا لا ينبغي))..والدكتور هشام قدم لك أدلية عقلية منطقية أوصلتنا في النهاية إلى أن العبارة التي ترفضها كإجابة هي الإجابة الأمثل ولم يطلب منك ان تقبلها تلقينا كفلان أو علان..أنتَ تغالط القارئ بهذا الأسلوب..ناقش المقدمات التي بنيت عليها العبارة..ولا تقفز إلى رفض النتيجة بتعلات واهية..بمعنى آخر يمكنك رفض العبارة كإجابة لكن هذا لا يكون إلا بعد أن تفند ما بنيت عليه من مقدمات منطقية وعقلية..وعقل السلفي الذي بنيتَ عليه رفضك لها كإجابة ليس من ضمن تلك المقدمات..لهذ لا يصلح كلامك لأن يكون ردا على كلام الدكتور..فضلا على أن يكون دحضا للمضمون..

ali yassar
08-07-2014, 08:31 PM
أستاذ مستفيد، شكرا على ملاحظتك القيمة.
الدكتور هشام انتهى إلى نتيجة مفادها أن الله "لا يُسأل عما يفعل"، لكنه بنى هذه النتيجة ليس على مقدمات عقلية منطقية -كما تقول- بل على مقدمات إيمانية خلاصتها أن الله والإنسان من طبيعتين مختلفتين، بحيث إذا جاز الاستفسار عن علل الأفعال الانسانية، فإنه لا يجوز هذا الاستفسار في حق الأفعال الإلهية -هكذا- ، حيث ذكر أن الله "ليس كمثله شيء". فالدكتور هشام يرى أن الله لا ينبغي أن يُسأل لأنه "الله" وفقط، وليس بناء على مقدمات عقلية منطقية، لأن هذه النتيجة (أن الله لا ينبغي أن يُسأل) لو كان ممكنا بناؤها على مقدمات عقلية، فهذا سيعني قدرتنا على فهم دقائق الطبيعة الالهية، بحيث نستنتج أنه لا يمكن أو لا ينبغي أن نتساءل عن علل الأفعال الالهية، وهذا لا يدعيه أحد، ولا يخفى أن أهم ما في الجواب هو نتيجته، وليس فقط مقدماته (على فرض أنها مقدمات عقلية). وجواب الدكتور هشام يعجبني وقد نوهت به.

مستفيد..
08-07-2014, 08:51 PM
الدكتور هشام انتهى إلى نتيجة مفادها أن الله "لا يُسأل عما يفعل"، لكنه بنى هذه النتيجة ليس على مقدمات عقلية منطقية -كما تقول- بل على مقدمات إيمانية خلاصتها أن الله والإنسان من طبيعتين مختلفتين،
يعني أنتَ تجوّز أن يكون الله من طبيعة بشرية إنسانية..أنتَ تهدم ما بنيتَ يا رجل..لا يوجد عاقل على وجه البسيطة باستثناء اليهود والنصارى يوافقك على هذا الجواز..
الله والإنسان من طبيعتين مختلفتين: ليست مقدمة إيمانية هي مقدمة وبديهة عقلية بامتياز هي الصخرة العقلية التي تحطمت عليها عقيدة اليهود والنصارى..
فاحذر واعرف على أي أرض تقف..

لأن هذه النتيجة (أن الله لا ينبغي أن يُسأل) لو كان ممكنا بناؤها على مقدمات عقلية، فهذا سيعني قدرتنا على فهم دقائق الطبيعة الالهية بحيث نستنتج أنه لا يمكن أو لا ينبغي أن نتساءل عن علل الأفعال الالهية
كوننا نستنتج اننا لا ينبغي أن نتساءل عن علل الأفعال الالهية يعني في نظرك أننا قادرين على فهم دقائق الطبيعة الالهية !..
كيف ذلك؟..لنفرض أنك اقتنعت بامتناع السؤال..فهل تقدر على فهم دقائق الطبيعة الإلهية ؟..ما هي تلك الدقائق ؟..وكيف توصلت إليها ؟..الأصل هو عكس ما تقول تماما إذ لو أحطنا علما بعلل الأفعال فهذا يعني أننا أحطنا بالفعل بدقائق الذات الإلهية..أليس كذلك ؟

وجواب الدكتور هشام يعجبني وقد نوهت به.
الإعجاب والتنويه ليس بالحجة العقلية ليكون داحضا لبقية الكلام الذي لم يعجبك..

ali yassar
08-07-2014, 09:18 PM
أستاذ مستفيد، أنا لم أقل أن بالإمكان فهم دقائق الطبيعة الإلهية، بل قدمت ذلك كفرض لأخرج منه باستنتاج يخدم فكرتي، وعندما قدمت هذا الفرض أنهيت كلامي عنه بقولي " وهذا لا يدعيه أحد" فلعلك لم تنتبه لها، وإذا كُنْتَ موافقا على أن الطبيعة الالهية لا يمكننا سبر أغوارها، فكيف حكمت على فكرة أن الله لا يُسأل عما يفعل هي نتيجة صادرة عن مقدمات منطقية عقلية، في حين أنت تتكلم عن غيب لا تحيط به العقول وهو الطبيعة الإلهية، فأنا أطلب منك أن تحيطني علما بهذه المقدمات العقلية المنطقية التي ستقودنا الى النتيجة التالية: أنه لا ينبغي أن نتساءل عن علل الأفعال الالهية، وأن توضح لي كيف أن عدم السؤال في هذا الموضع هو عين العقل.

عُبَيّدُ الّلهِ
08-07-2014, 09:41 PM
لديك نفس مشاكل المتكلمين والجهمية القدماءولكنهم لم يلحدوا فسبحان الله

عبيد الله شكرا على الرد، وهو في صلب الموضوع.
قولك أن "الله خلق الخلق لأنه يحب أن يتم ثناؤه وتسبيحه وعبادته من هذا الخلق" هو قول يطرح إشكالات؛ فإذا كان الحب الخاص بالله كحب الإنسان -وهذا محال- فسيكون الله ناقصا، لأن الانفعالات كالحب أو الكره أو الغضب تدل على نقص صاحبها، إذ هي علامة على إمكانية التأثير عليه، وبالتالي خضوعه للأسباب، وإذا كان الحب الإلهي من طبيعة خاصة (طبيعة إلهية) فلن أحيط به علما، ولن تحيط به علما، وسيكون جوابك حينها غير قابل للفهم من طرفي لأني لست من طبيعة إلهية، والواقع أني أطلب جوابا يفهمه البشري مثلي ومثلك. إذا كان الاحتمال الثاني هو قصدك فجوابك حينها أقرب إلى مذهب التفويض،الله عزوجل له صفات ينفرد بكيفيتها وعقيدة أهل السنة أن كيفية الصفات لا تدرك لا دنيا ولا أخرة فحتى مع الإيمان بان بعض صفات الله عزوجل يمكن رؤيتها كالوجه أو سماعها كالكلام أو إدراك أثارها كالرحمة والقدرة والعلم والحكمة والبر(الحب)ولكن الثابت فيما أؤمن به أن الكيفية لا مجال لإدراكها اما مذهب التفويض فهو فى المعانى وأنا لا أفوض المعانى فالحب كمعنى يختلف من مخلوق لأخر وبالتالى الحب فى حق الله عزوجل جائز بما يليق بذاته
ليس معنى أن صفة شابها النقص عند المخلوق بأن العيب فى الصفة نفسها بل العيب فى الموصوف
فالمُحب قد يكون مُحبا عن كمال ورحمة وعدم إحتياج كحب مساعدة الفقراء مثلا فهذا إن كان فى حق المخلوق فهو فى حق الخالق بقياس الأولى
فمشكلتك الشخصية أنك لم تفهم التصور الإسلامى عن صفات الرب جل جلاله وتحتاج أن تتعلم وتعرف وليس عيبا

ما دمت تصرح (أو ستصرح) بالعجز عن فهم طبيعة الحب الإلهي، لكن في جميع الأحوال، هذا لا يمنعني من طرح السؤال بصيغة أخرى: إذا كان الله قد خلق الأشياء لأنه يحب أن يُعبد، فهل هذا يعني أنه سيكون في حالة نقص إذا لم يقم بإشباع هذا الحب؟ ما سبب رغبته في إشباع هذا الحب؟ هل كان يحس بنوع من التوتر العاطفي (اعتذر عن العبارة لكن هي ما وجدته صالحا للتعبير) قبل أن يقوم بعملية الخلق لإشباع رغبة الحب لديه؟العجز عن شرح كيفية صفات البارى جل جلاله كالعجز عن وصف المادة المظلمة التى تملأ الكون ولكن بقياس الأولى طبعا فطبيعة ذات الخالق العظيم هى أعظم الغيبيات على الإطلاق وفيما أؤمن به أنها شئ خارج قدرة أى مخلوق.
أما سؤالك الأخير فواضح أن لديك مشكلة فى الخلط بين كمال صفات الذات وكمال صفات الفعل
كمال صفات ذات الله جل وعلا يقتضى الإنتفاء المطلق لأى إحتياج وهو ما سماه السلف الصالحين"الغنى الذاتى"من أسم الله الغنى
وكمال صفات الفعل يقتضى أن تكون أفعال الله عزوجل عن حكمة فوجوب الخلق ليس لأن الله يحتاج الخلق ولكن لأن صفة الحكمة المقترنة بكل أفعال الله عزوجل(وهذا مادلت عليه الأيات الكريمة"ان الله يحكم ما يريد")هى التى تقتضى وجوب الخلق وليس الإفتقار حاشا لله!
الحكمة الإلهية أقتضت وجود العالم فى هذا التوقيت بهذا الشكل لتظهر الصفات الفعلية وأثار الصفات الذاتية
فكيف يكون الإله حكيما وهو يتصف بصفة التواب ولم يخلق من يتوب عليهم؟
وكيف يكون الرب حكيما وهو يتصف بحب الإلوهية ولم يخلق من يعبده؟
فالحكمة هى التى اوجبت الخلق لا الحاجة والإفتقار

ali yassar
08-07-2014, 09:54 PM
شكرا لجميع الاخوة على تفاعلاتهم

مستفيد..
08-07-2014, 10:20 PM
أستاذ مستفيد، أنا لم أقل أن بالإمكان فهم دقائق الطبيعة الإلهية، بل قدمت ذلك كفرض لأخرج منه باستنتاج يخدم فكرتي، وعندما قدمت هذا الفرض أنهيت كلامي عنه بقولي " وهذا لا يدعيه أحد" فلعلك لم تنتبه لها
بلى انتبهت..أنتَ قدمتَ فرض جدلي كاعتراض على بناء فكرة (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) على مقدمات عقلية..فأضفت لك فرضا جدليا آخر يبطل فرضك وما وراءه من استنتاجات وهو ماذا لو اقتنعتَ بامتناع السؤال..فهل تقدر على فهم دقائق الطبيعة الإلهية ؟..ما هي تلك الدقائق ؟..وكيف توصلت إليها ؟..هذه تبعات فرضك سيدي الكريم الذي قلتَ انك قدمته لتخرج منه باستنتاج يخدم فكرتك..
الإجابة على الأسئلة المطروحة هي من سيحدد إن كان هذا الإستنتاج المبني على الفرض ( الذي لم ندعي أنك تدعيه على الحقيقة) يصمد أم لا يصمد..

فكيف حكمت على فكرة أن الله لا يُسأل عما يفعل هي نتيجة صادرة عن مقدمات منطقية عقلية،
هي ذات الإجابة التي قفزت عليها في تعقيبك ولم تشر إليها مع أنها هي أصل الخلاف..وأقصد بذلك اختلاف الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية كضرورة عقلية..وأذكرك انك اعترضت وقلت أنها مقدمة إيمانية وليست عقلية فأجبتك:
يعني أنتَ تجوّز أن يكون الله من طبيعة بشرية إنسانية..أنتَ تهدم ما بنيتَ يا رجل..لا يوجد عاقل على وجه البسيطة باستثناء اليهود والنصارى يوافقك على هذا الجواز..
الله والإنسان من طبيعتين مختلفتين: ليست مقدمة إيمانية هي مقدمة وبديهة عقلية بامتياز هي الصخرة العقلية التي تحطمت عليها عقيدة اليهود والنصارى..
فاحذر واعرف على أي أرض تقف....
قولك سيدي الكريم باختصار هو:
- الإختلاف بين الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية ليست مقدمة عقلية هي في نظرك مقدمة إيمانية لا علاقة لها بالعقل
لازم قولك سيدي الكريم:
-جواز التشابه عقلا بين الذات الإلهية والذات البشرية..والتي هي أساس عقيدة اليهود والنصارى..هُدِمَتْ عقلا على ألسنة عقلاء القوم من اليهود والنصارى ولم يهدموها إيمانيا !
هل تقر بهذا الكلام أم تسحبه ؟

في حين أنت تتكلم عن غيب لا تحيط به العقول وهو الطبيعة الإلهية
تنزيه الخالق عن صفات النقص..ليس إحاطة بطبيعة الذات الإلهية..تماما كمن يثبت وجود خالق للكون كضرورة عقلية بناء على استدلال وتسلسل منطقي فلا يعني أن هذا الأخير أحاط علما بمن استدل على وجوده !

رمضان مطاوع
08-07-2014, 11:14 PM
الله تعالى حي ولولا أنه حي لما قام بأي فعل ولكان ساكنا ولقلنا عليه أنه غير موجود والعياذ بالله , والبديهي أن الحي جميع أفعاله دليل على أنه حي ذو إرادة ذاتية , وليس دليل على أنه يفتقر لهذه الأفعال التي يقوم بها , لأن الذات الإلهية ( النفس الإلهية ) كاملة في ذاتها كمال مطلق لا تفتقر لشيء كما تفتقر النفس البشرية التي تسكن جسد مادي في هذا العالم المادي تسعى وتدب به في الأرض فهي تحتاج وكما قلت أنت :

الانسان باعتباره كائنا عاقلا، واعيا، يضع لنفسه غايات، ويخطط لتحقيقها، لا يقوم بفعل إلا وينشد من القيام به غاية ما، وغاياته هي دائما خاضعة لأسباب، مثلا الانسان يأكل لأنه جائع (سبب)، أو ليستمتع بلذة الطعام (سبب)، أو لملل أصابه (سبب)، يعمل طلبا للرزق (سبب)، أو ليحقق ذاته (سبب)، أو ليجسد مهاراته (سبب)، يحك رأسه لأنه يحس بحكة (سبب) الخ، فكل فعل نفعله إنما نفعله لأجل غاية ما، ولسبب ما، وذلك السبب كان المحرك لنا لفعل ذلك الفعل، ولولاه لكان الإنسان ساكنا بدون فعل، فلولا حاجته للطعام لما أكل، ولولا حاجته للمتعة لما لهى،
أما الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لا يوجد ولا يليق بالخالق أن يكون موجود بذاته في مخلوقاته بل تظهر وتتجلى آثار صفاته فقط في هذا العالم المادي من خلال أفعاله , وأفعاله هذه تُبرز كماله ولا يتعارض أبدا الكمال مع الأفعال فإذا كان الكمال مطلق فالأفعال مطلقة , وإذا كان الكمال نسبي فالأفعال نسبية وهذا الأخير هو الكمال البشري ,
أما النفس البشرية هي في ذاتها كاملة ولكن كمال نسبي حيث أنها خُلقت على صورة الخالق أي على صورة الله , والنفس أو الذات الإلهية كاملة في ذاتها كمال مطلق أي لا تفتقر لسمع أو بصر أو قوة أو أو ,,,,,,,,,,,, إلخ كما تفتقر النفس البشرية ,
ثم أن حكمة الأفعال دليل قاطع على الكمال المطلق للنفس الإلهية , وليس دليل على الحاجة لهذه الأفعال , ولو لم تكن هناك أفعال تُظهر وتتجلى من خلالها صفات النفس التي هي في الحقيقة وصف لخصائص النفس الإلهية الموجودة أصلا فيها , كخاصية الرحمة لترحم بها أو خاصية البصر لتبصر بها أو خاصية المغفرة لتغفر بها أو خاصية العفو لتعفو بها أو خاصية العدل لتعدل بها أو خاصية الخلق لتخلق بها أو أو أو ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, إلخ , كل هذه هي خصائص النفس الإلهية والتي وُصفت بأنها ( رحمة وعدل ومغفرة وعفو ولطف وخلق و و و ,,,,,,,, إلخ هذه هي صفات كاملة , أما الصفات التي توصف بها خصائص النفس البشرية فهي صفات نسبية مهما ظهرت في نظر البشر أنها كاملة إلا أن كمالها كمال نسبي بالنسبة لكمال الذات ( النفس الإلهية )

الخلاصة : القيام بالفعل ليس دليل على حاجة الفاعل إليه ولولا الفعل لكان الفاعل ساكنا
فمثلا جهاز الكمبيوتر أو التليفون المحمول كل جهاز مصنوع صناعة ذو تقنية عالية جدا وفيه خصائصه , فالتسجيل مثلا أو التصوير أو غيرها من الخصائص التي تميز الجهاز عن غيره , هي خاصية موجودة أصلا في الجهاز ومع ذلك الجهاز نفسه لا يحتاج للتسجيل أو أي خاصية أخرى سواء تم استخدام هذه الخاصية من عدمه
وقس على ذلك باقي الخصائص الموجودة في الجهاز

رمضان مطاوع
08-08-2014, 12:31 PM
وهذه إضافة للمداخلة السابقة - وخصوصا السطور الأخيرة منها
السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا يقوم الجهاز بالتسجيل ؟
هل لأن الجهاز نفسه يحتاج للتسجيل .. كلا بالطبع
أم لأن مستخدم الجهاز يفتقر لهذه الخصائص .. كلا
بل هي حكمة الإنسان ( مستخدم الجهاز ) في توظيف خصائص ذلك الجهاز توظيفا حكيما سليما - وهذا دليل على كمال الإنسان العاقل الذي يستخدم الجهاز , وليس بالضرورة أن يكون ذلك التوظيف والذي يتمثل في استخدام الإنسان العاقل خصائص ذلك الجهاز في بعض الأفعال أو الأعمال دليلا على افتقاره لتلك الأفعال , فيمكن لأي إنسان اقتناء جهاز كمبيوتر ويمكنه أيضا استخدامه بحكمة وتوظيف إمكاناته دون حاجته للميزات والخصائص والإمكانات التي يختص بها ذلك الجهاز , أليس كذلك ؟
قياسا على ذلك : جميع الدواب التي تدب وتتحرك في الأرض عبارة عن نفس حية بذاتها , تدب وتعمل في الأرض بواسطة جسد مادي مخلوق من وفي البيئة المادية التي وجدت فيها هذه النفس , تتحرك في الأرض كسائر الأنفس الأخرى التي خلقها الله وجعلها مسخرة لخدمة النفس البشرية التي قبلت دون غيرها حمل الأمانة ( التكليف ) , فالنفس البشرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى هي عبارة عن جهاز إن جاز التعبير ذو تقنية عالية جدا , سماه الخالق ( نفس ) حية بكامل إرادتها وصفاتها , ومن طبيعة وإمكانات هذه النفس وهي أيضا طبيعة أي نفس أخرى تدب في الأرض ككائن حي متحرك أنها تتفاعل وتتعامل مع المؤثرات الخارجية والاستجابة لها وإلا لما كانت حية , فبإمكاني أنا مثلا ككائن حي متحرك ذو إرادة القيام بأي فعل أو عمل من عدمه لأني كائن حي متحرك
ولولا أن نفسي البشرية مخلوق حي متحرك ما دامت تسكن جسدي المادي تتحرك به في هذا العالم , لذهبت نفسي لعالم لبرزخ وصارت مخلوق ساكنا كالجماد لا حراك فيه ( يعني لكنت أنا هناك ميت موت عملي نهائي ) , وهو الموت الحقيقي المعروف , ولتحلل جسدي , ولكن قُدر ليي البقاء في هذا العالم المادي إلى أجل معلوم عند الله , والحمد لله الذي كرم بني آدم وحملهم في البر والبحر وفضلهم على كثير مما خلق بنعمة العقل تفضيلا , حيث أن نفس أبونا آدم البشرية أبو البشر هي النفس الوحيدة من بين الأنفس التي قبلت حمل الأمانة , ومن هنا جاء التكريم والتفضيل لذريته على بقية الأنفس الأخرى وتسخيرهم لخدمة بني آدم
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل إذا ما وظفت هذه النفس البشرية الفاعلة أو العاملة التي منحها الله نعمة العقل تلك الصفات الموجودة أصلا فيها في الأفعال أو الأعمال التي تقوم بها توظيفا حكيما , ظن الجاهلون بحقيقة هذا الأمر أنها تفتقر لهذه الأفعال أو الأعمال ؟؟ - فهي بطبيعتها هكذا هي نفس فاعلة عاملة تستجيب للمؤثرات سواء وظفت صفاتها في هذه الأفعال وفق تعليمات خالقها أم لا , هكذا هي تكون طبيعة النفس الحية , فإذا وظفت صفاتها وفق تعليمات الصانع في تفاعلها واستجابتها للمؤثرات , كانت حركتها في الأرض حكيمة وصالحة وسعدت بها وسلمت بجسدها من كل سوء , أما إن وظفت صفاتها وفق تعليمات وتوجيهات الشيطان والهوى في تفاعلها واستجابتها للمؤثرات , كانت حركتها في الأرض عشوائية وفاسدة وشقيت بها وهلكت بجسدها بكل سوء , فالالتزام بتعليمات وتوجيهات صانعها في توظيف صفاتها التوظيف الحكيم يجعلها كاملة ولكن كمال نسبي , ولا تعود هذه الأفعال الحكيمة بالنفع إلا عليها وليس على الخالق سبحانه , فالله تعالى هو الكامل كمال مطلق ولا يفتقر إلى النفع بغيره , فما بالكم إن كان الوجود ( الذي أوجده هو بصفة الوجود الموجودة في نفسه ) بأكمله سواء عالم الغيب النوراني أو عالم الشهادة المادي هو من صنعه , ويمكن أن يذهب بهذه الصنعة ويأتي بخلق جديد متى شاء ذلك , فهل يُعقل أن طبيعة الصانع الفاعلة أو العاملة يحتاج لصنعة ما ويتمسك بها كي يثبت من خلالها أن طبيعته طبيعة فاعلة عاملة ؟ , كلا بل هي هكذا طبيعته ولا يفتقر لهذه الأفعال كي يثبت أن ذاته حية فاعلة , وبما أن الصنعة ناتجة عن توظيفه لصفات نفسه التوظيف الحكيم في جميع أفعاله والتي تتجلى من خلالها آثار صفاته في هذا العالم المادي , فيظهر كماله المطلق ويتجلى في صنعته وأفعاله تجاهها - فالكمال الإلهي يقتضي الحكمة في توظيف صفات الذات الفاعفة في الأفعال , ولا يلزم منه الحاجة لتلك الأفعال - فالنفس بطبيعتها خُلقت لتعمل في الأرض أي تكون عاملة بدليل :
- يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ........... @
- وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)
- يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ @

وأخيرا :
أفوض أمري إلى الله وأدعو كل ذي عقل يفكر ويتدبر في خلق الله , أن يتدبر هذه الكلمات ويفهم من خلالها - لماذا النفس بصفة عامة فاعلة عاملة ؟ - هل لحاجتها لهذه الأفعال أم أن الأفعال وعملها هو طبيعتها ؟ , أما حكمة النفس الفاعلة في توظيف صفاتها الفضلى في كل أفعالها فهي دليل كمالها , إذا كان ذلك في الإنسان المخلوق الضعيف , ولله المثل الأعلى ليس لنا أن نسأل عن حكمته ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) وهو يعلم ما في أنفسنا ولا نعلم ما في نفسه كما قال عيسى ابن مريم عليه السلام ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) وهذا ليس تفويض وتسليم بل هي حقيقة حيث لا تعلم نفس ما أخفي لها من قرة أعين , ولا تعلم نفس عما يكمن في نفس أخرى إلا ( النفس الإلهية ) أي ذات الله الخالق سبحانه - ولا يمكن لأي إنسان أن يحيط بماهية الذات الإلهية إلا أن محاولة العلم بطبيعة النفس البشرية أولا , ثم هي التي توصلنا ولو لشيء يسير من طبيعة الذات الإلهية ( النفس الإلهية ) , الغير محدودة حيث خلق النفس البشرية المحدودة على صورته

هذا ما قدمته على حد اجتهادي واستنباطي من النصوص الشرعية كتاب وسنة
فالنقل الصحيح يقول بذلك وأيضا العقل الصريح يفهم ذلك والفطرة السليمة تستجيب وتقبل والواقع الموضوعي يهدينا إلى ذلك

والله تعالى أعلم