أبو عبدالرحمن الأثري
08-16-2014, 04:59 AM
الإيمان
تلخيص أركان الإيمان من شرح الأصول الثلاث لشيخنا عبد الحكيم الشحي
2316
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) ﴾ ( سورة آل عمران الآية: 102 ) ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾ ( سورة الأحزاب الآية: 70-71 )، أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد 2317، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أما بعد:
قال شيخنا عبدالحكيم بن عبدالله الشحي-حفظه الله-: يجب على طالب العلم بل على المسلم حفظ -حفظها سواءً في المعنى أو اللفظ- هذه الأركان لما فيها من أمور مهمة.
الإيمان في اللغة: هو الإقرار وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "الإيمان في اللغة: يقول كثير من الناس: إنه التصديق؛ فصدقت وآمنت معناهما واحدٌ لغة، وقد سبق أن هذا القول لا يصح، بل الإيمان في اللغة: الإقرار بالشيء عن تصديق به"(1).
والإيمان شرعاً: اعتقاد بالقلب وقول اللسان وعمل بالجوارح يزيد الطاعة وينقص بالمعصية.
إذاً ترك المسلم شيئاً من الواجبات أو فعل شيئاً من المحرمات، فإنه لا يزول إيمانه بالكلية عند أهل السنة والجماعة؛ ولكن يزول كماله الواجب. فيكون ناقص الإيمان أو فاسقاً.
وأركان الإيمان ستة وهي:
1. الإيمان بالله.
2. الإيمان بالملائكة.
3. الإيمان بالكتب.
4. الإيمان بالرسل.
5. الإيمان باليوم الآخر.
6. الإيمان بالقدر خيره وشره.
1. الإيمان بالله.
والإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الإيمان بوجود الله -تعالى-.
الإيمان بربوبيته.
الإيمان بألوهيته.
الإيمان بأسمائه وصفاته.
2. الإيمان بالملائكة.
وهو عالم غيبي خلقهم الله من نور وهم عابدون لله تعالى وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وعددهم كثير لا يحصيهم إلا الله -سبحانه-.
والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور(2):
الإيمان بوجودهم.
الإيمان بمن علمنا اسمه ومن لم نعلم اسمه نؤمن به اجمالاً.
الإيمان بما علمنا من صفاتهم كما جاء في الكتاب والسنة.
الإيمان بما علمنا من أعمالهم كما جاء في الكتاب والسنة.
3. الإيمان بالكتب.
والمراد بالكتب هي: الكتب السماوية التي أنزلها الله -تعالى- على رسله هداية للبشرية ورحمة بهم ليصلوا إلى سعادة الدارين.
والإيمان بالكتب لا يتم إلا بأربعة أمور:
الإيمان بأنها منزلة من عند الله حقاً.
الإيمان بما علمنا اسمه منها كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وأما ما لا نعرفه منها فنؤمن به إجمالاً.
التصديق بما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يحرف وما لم يبدل من أخبار الكتب السابقة، مثل الرجم فإنه من الأخبار التي لم تحرف فيما حُرف من التوراة.
العمل بأحكام ما لم ينسخ، وهذا بالنسبة لكتابنا وهو القرآن، وما لم ينسخ من أخبار الكتب السابقة كلها نسخت بالقرآن العظيم الذي تكفَّل الله بحفظه(3).
4. الإيمان بالرسل.
الرسل جمع رسول وهو ما أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.
والإيمان بالرسل يتضمن أربع أمور(4):
الإيمان بأن رسالتهم حق من عند الله.
الإيمان بمن علمنا اسمه منهم.
تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
5. الإيمان باليوم الآخر.
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-(5): "يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء. وسمي بذالك لإنه لا يوم بعده حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم.
والإيمان باليوم الآخر لا يتم إلا بثلاثة أمور:
الإيمان بالبعث.
الإيمان بالحساب والجزاء.
الإيمان بالجنة والنار.
6. الإيمان بالقدر خيره وشره.
المراد بالقدر(6): تقدير الله -تعالى- لما سيكون حسب ما سبق به علمه واقتضت حكمته -سبحانه وتعالى-.
والإيمان بالقدر لا يتم إلا بأربعة أمور:
الإيمان بعلم الله -تعالى- وأنه عالم بما كان وما يكون وكيف يكون.
الإيمان بالكتابة وأن الله كتب ما علم أنه كائن إلى يوم القيامة.
الإيمان بأنه لا يحصل في هذا الكون إلا ما شاء الله.
الإيمان بأن الله -جلّ وعلا- خلق الخلق وأعمالهم وأفعالهم.
___________________________________
(1) شرح العقيدة الواسطية 1\45
(2) ينظر شرح ابن عثيمين رحمه الله ص90
(3) حصول المأمول ص132-133
(4) انظر نبذة العقيدة الإسلامية
(5) شرح الأصول الثلاث ص100
(6) حصول المأمول ص135
كتبه لكم: أبو عبدالرحمن الأثري
20 شوال 1435
16\8\2014
للمزيد الرجاء زيارة مدونة أبو عبدالرحمن الأثري
تلخيص أركان الإيمان من شرح الأصول الثلاث لشيخنا عبد الحكيم الشحي
2316
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) ﴾ ( سورة آل عمران الآية: 102 ) ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾ ( سورة الأحزاب الآية: 70-71 )، أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد 2317، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أما بعد:
قال شيخنا عبدالحكيم بن عبدالله الشحي-حفظه الله-: يجب على طالب العلم بل على المسلم حفظ -حفظها سواءً في المعنى أو اللفظ- هذه الأركان لما فيها من أمور مهمة.
الإيمان في اللغة: هو الإقرار وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "الإيمان في اللغة: يقول كثير من الناس: إنه التصديق؛ فصدقت وآمنت معناهما واحدٌ لغة، وقد سبق أن هذا القول لا يصح، بل الإيمان في اللغة: الإقرار بالشيء عن تصديق به"(1).
والإيمان شرعاً: اعتقاد بالقلب وقول اللسان وعمل بالجوارح يزيد الطاعة وينقص بالمعصية.
إذاً ترك المسلم شيئاً من الواجبات أو فعل شيئاً من المحرمات، فإنه لا يزول إيمانه بالكلية عند أهل السنة والجماعة؛ ولكن يزول كماله الواجب. فيكون ناقص الإيمان أو فاسقاً.
وأركان الإيمان ستة وهي:
1. الإيمان بالله.
2. الإيمان بالملائكة.
3. الإيمان بالكتب.
4. الإيمان بالرسل.
5. الإيمان باليوم الآخر.
6. الإيمان بالقدر خيره وشره.
1. الإيمان بالله.
والإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الإيمان بوجود الله -تعالى-.
الإيمان بربوبيته.
الإيمان بألوهيته.
الإيمان بأسمائه وصفاته.
2. الإيمان بالملائكة.
وهو عالم غيبي خلقهم الله من نور وهم عابدون لله تعالى وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وعددهم كثير لا يحصيهم إلا الله -سبحانه-.
والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور(2):
الإيمان بوجودهم.
الإيمان بمن علمنا اسمه ومن لم نعلم اسمه نؤمن به اجمالاً.
الإيمان بما علمنا من صفاتهم كما جاء في الكتاب والسنة.
الإيمان بما علمنا من أعمالهم كما جاء في الكتاب والسنة.
3. الإيمان بالكتب.
والمراد بالكتب هي: الكتب السماوية التي أنزلها الله -تعالى- على رسله هداية للبشرية ورحمة بهم ليصلوا إلى سعادة الدارين.
والإيمان بالكتب لا يتم إلا بأربعة أمور:
الإيمان بأنها منزلة من عند الله حقاً.
الإيمان بما علمنا اسمه منها كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وأما ما لا نعرفه منها فنؤمن به إجمالاً.
التصديق بما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يحرف وما لم يبدل من أخبار الكتب السابقة، مثل الرجم فإنه من الأخبار التي لم تحرف فيما حُرف من التوراة.
العمل بأحكام ما لم ينسخ، وهذا بالنسبة لكتابنا وهو القرآن، وما لم ينسخ من أخبار الكتب السابقة كلها نسخت بالقرآن العظيم الذي تكفَّل الله بحفظه(3).
4. الإيمان بالرسل.
الرسل جمع رسول وهو ما أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.
والإيمان بالرسل يتضمن أربع أمور(4):
الإيمان بأن رسالتهم حق من عند الله.
الإيمان بمن علمنا اسمه منهم.
تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
5. الإيمان باليوم الآخر.
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-(5): "يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء. وسمي بذالك لإنه لا يوم بعده حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم.
والإيمان باليوم الآخر لا يتم إلا بثلاثة أمور:
الإيمان بالبعث.
الإيمان بالحساب والجزاء.
الإيمان بالجنة والنار.
6. الإيمان بالقدر خيره وشره.
المراد بالقدر(6): تقدير الله -تعالى- لما سيكون حسب ما سبق به علمه واقتضت حكمته -سبحانه وتعالى-.
والإيمان بالقدر لا يتم إلا بأربعة أمور:
الإيمان بعلم الله -تعالى- وأنه عالم بما كان وما يكون وكيف يكون.
الإيمان بالكتابة وأن الله كتب ما علم أنه كائن إلى يوم القيامة.
الإيمان بأنه لا يحصل في هذا الكون إلا ما شاء الله.
الإيمان بأن الله -جلّ وعلا- خلق الخلق وأعمالهم وأفعالهم.
___________________________________
(1) شرح العقيدة الواسطية 1\45
(2) ينظر شرح ابن عثيمين رحمه الله ص90
(3) حصول المأمول ص132-133
(4) انظر نبذة العقيدة الإسلامية
(5) شرح الأصول الثلاث ص100
(6) حصول المأمول ص135
كتبه لكم: أبو عبدالرحمن الأثري
20 شوال 1435
16\8\2014
للمزيد الرجاء زيارة مدونة أبو عبدالرحمن الأثري