المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوحي العقل - 1



فيزيائي رحاب صبري
08-17-2014, 09:36 PM
بسم الله و الصلاة السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من و الاه ؛
أما بعد . .
فيشرفني أن أضع أول مشاركة لي في منتداكم المحترم . . و هي مقال كتبته كبداية لسلسلة مقالات إن شاء الله عز وجل . . و نسأل الله الإخلاص و القبول . .

المقال : الوحي و العقل - 1

ثمة سؤال سؤال شديد الخطورة , يطرح نفسه أحيانا أو يطرحه آخرون أحيانا أخرى .
سؤال شديد الصواب و المنطقية أحيانا , شديد الخطأ و اللامنطقية أحيانا أخرى .
سؤال كان سببا في ضلال و تخبط بعضٍ ممن كانو مهتدين , و كان سببا كذلك في هداية و رشد بعضٍ من كانوا ضالين .
سؤال كان سببا في ( موضة ) مرض الإلحاد بين بعض من كانوا بالأمس مسلمين , ذلك المرض الذي لا يظهر إلا عندما ينحط عقل الإنسان إلى قاع سحيقة و يصبح كالريشة في اليوم العاصف , كما كان نفس السؤال سببا كذلك في اهتداء كثيرين , ليس فقط من أكابر و
عقلاء الملحدين, بل من غير المسلمين من اليهود و النصارى و غيرهم .

هذا السؤال هو :
" إذا كان هناك عقائد و ملل و مذاهب أخرى غير التي أعتنق , و إذا كان أتباع كل منها يعتقدون أنهم على صواب لا لشيء إلا لأنهم ولدوا هكذا . . فلماذا لا أكون أنا الخطأ في اعتقادي و يكون أي أحد من هؤلاء هو الصواب ؟؟ "


و في هذه السلسلة من المقالات إن شاء الله سوف نثبت بالأدلة العقلية القاطعة أمرين :

الأول / أن الكتاب الوحيد الذي يعالج هذا السؤال و يجيب عليه هو القرآن :

إن مثل هذا السؤال و إن كان سؤالا حتميا لابد أن يطرحه غير المسلم ليهتدي , إلا أن القرآن - و القرآن وحده - بما فيه من أدلة عقلية قاطعة معجزة قد أغنت قراءته المتدبرة أي مسلم عن مثل هذا السؤال , إذ أشبع القرآن حاجات الإنسان العقلية للدليل العقلي و البرهان القطعي على صحة المعتقد بشكل لا يأتيه الاحتمال أو الشك , فما على المسلم إلا أن يقرأ القرآن بتدبر و تفكر .


بل إن القرآن و السنة الصحيحة - كما سنبين إن شاء الله - يقدمان لغير المسلم في وضوح و عمق مصحوب بالدليل العقلي الإجابات الحاسمة للأسئلة التي تفرض نفسها على أي عقل , بأدلتها القاطعة و حججها الملجئة للاقتناع , و تنوع أساليبها في بناء اليقين على أساس يحاور العقل , أي عقل يعمل بتجرد , فلا يستلزم ذلك أن يكون من يقرأ القرآن مسلما .

إن القرآن يخاطب العقل و الروح معا , فيحدث بما فيه من الأدلة و الأساليب نفس الأثر , سواء كان هذا العقل مؤمنا سلفا أو غير مؤمن .

لذا فإن الإنسان يحزن بشأن المسلم الذي يبحث عن الدين و الحقيقة في غير القرآن , فمثله كمثل رجل يملك ضيعة بها قصور و كنوز و حدائق و مراعي , ثم هو لم يدخلها يوما قط و اتفى بالتسكع حولها , و لما شعر بالجوع , رغب عن كل هذا إلى أكوام القمامة بحثا عما يسد به رمقه .

إن هذه الضيعة الغناء و الكنوز التي فيها هي مثل الوحي و أعظم كنوزها هو القرآن , نعم فالقرآن يحتوي على سيل دفاق من الأدلة العقلية الدامغة تتلقف العقل – بغض النظر عن إيمان صاحبه - في رحلة من الحجج و البراهين الساطعة القاطعة التي يكفي الواحد منها ليثبت لأي عقل أن هناك إله و أن هذا الإله هو الذي أنزل هذا الكتاب و أن الإسلام حق و أن رسوله حق , و أن كلما في الوحي كمال لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .




الأمر الثاني :

أننا لو تخيلنا أن كائنا عاقلا مدركا لا يحمل أي عقيدة سابقة , جاء من الفضاء الخارجي لا يعرف شيئا عن الأديان و لا الرسل و لا يعرف عن أهل الأرض شيئا , فقط يعرف القراءة , و لو أنه لم يجد في الأرض أحدا و لم يجد إلا مصحفاً , و فتحه و قرأه , فإنه سوف يؤمن بعقله قبل قلبه بالإسلام .
و سوف نخوض رحلة تخيلية مع هذا الكائن , لنثبت أن الإسلام حتمية عقلية , و أن القرآن يقدم لأي عقل الأدلة ((العقلية الواضحة القاطعة )) على عدة أمور منها :

1- حتمية وجود خالق .
2- حتمية الإيمان بالرسل و الدين .
3- حتمية الإيمان بأن القرآن كلام الله نزله على رسوله محمد رسول الإسلام صلى الله عليه و سلم .
4- حتمية كمال كل ما جاء به الوحي سواء القرآن أو ما صح عن الرسول صلى الله عليه و سلم و لم يراجعه فيه الوحي حتى وفاته .

و ذلك بأدلة حفلت بها آيات القرآن مثل :

(أ) المعجزات من إخبار بالغيوب الماضية
التي لا يستطيع متبحر في علوم التاريخ و مقارنة الأديان أن يعرفها و لا بدراسة متفرغة لعقود . . و كل هذا على لسان نبي أمي لم يقرأ كتابا و لم يخطه بيمينه . .

(ب) الإخبار بالغيوب المستقبلية القريبة و البعيدة
التي منها ما حدث في حياة النبي صلى الله عليه و سلم مثل ( انتصار الروم على الفرس في خلال اقل من تسع سنوات من نزول الآية و قد كان - و مثل فتح مكة و هيئة المسلمين و هم داخلوها - و غيرها كثير كثير .... ).

(جـ) الإخبار بالغيوب العلمية
التي لم يكن أحد من اهل الأرض يعلمها ( مثل التكوين الجنيني للإنسان , و غيرها كثير كثير .... )

(د) المعجزة البلاغية
التي لا تضاهى . . تحدى بلغاء العالم في تاريخ البلاغة فلم يأتوا بمثله . . و لا بعشر سور مثله . . و لا بسورة . . و كل من حاول إلى يومنا هذا كان حبيس أسلوب القرآن . . و لكن بشكل مشوه مضحك . .

(هـ) معجزة التأثير في النفوس
و الذي جعل مشركي مكة يقولون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه ساحر . . رغم أن النبي صلى الله عليه و سلم عاش بينهم 40 سنة قبل البعثة , ما قال عن كلامه يوما إنه سحر . . ما قالوا هذا إلا بعد أن نزل القرآن .

و غير ذلك من الأدلة التي يكفي دليل واحد فقط منها لمعرفة ليجعلك تؤمن عقلا ثم قلبا . . أن القرآن كلام الله . . و أن محمدا رسول الله . .
فإلى سلسلة المقالات القادمة إن شاء الله نتناول فيها كل باب بالتفصيل .

فتابعونا إن شاء الله . .

أبو جعفر المنصور
08-17-2014, 09:40 PM
متابع

الدكتور قواسمية
08-17-2014, 09:46 PM
متابع

ابو علي الفلسطيني
08-17-2014, 10:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

تسجيل متابعة وفقكم الله

فيزيائي رحاب صبري
08-17-2014, 11:35 PM
إخواني المكرمين . .
أبو جعفر المنصور . .
الدكتور قواسمية . .
ابو علي الفلسطيني . .
جزاكم الله خيرا على المتابعة الكريمة . . وشد الأزر . .

مجرّد إنسان
08-19-2014, 09:13 AM
سلمك الله....ننتظر بشغف

عَرَبِيّة
08-20-2014, 01:53 AM
نفع الله بك، متابعة إن شاء الله.