المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال بخصوص مخلوقات الله عز و جل



muslim.pure
08-18-2014, 01:52 AM
كنت قد كتبت في منتدى اخر ردا على سؤال بخصوص تعلق قدرة الله بالمستحيل و عقب أحد الإخوة برد ايضا على نفس السؤال أنقله كما هو

الأصل هو أن السؤال المطروح خطأ بحد ذاته، حيث أن الصخرة مهما كان حجمها ووزنها فهي محدودة، حتى لو كانت أعظم من الكون الذي نعرفه، والله تعالى لا حدَّ لقدرته، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، والصخرة التي لا حد لها ليست ممكنة الوجود بل هي مستحيلة، ولا يمكن أن تكون "شيئاً"، والله تعالى على كل "شيء" قدير، والشيء هو كل ما كان ممكن الوجود.
الأمر الآخر هو أن السؤال وكأنه يقول بعبارة أُخرى: "هل يقدر الله أن يكون عاجزاً؟" وهذا ضرب من ضروب العبث الفكري

الاشكال هو بخصوص العبارة الملونة في الاقتباس فهل هي صحيحة ام لا و هل تحتوي اشكالا عقديا ام لا
بالنسبة لي ارى انه لا اشكال عقدي فيها و صحيحة منطقيا و لكن فقط اردت التاكد لاكون على بينة من امري
بارك الله فيكم

أبو جعفر المنصور
08-18-2014, 12:32 PM
هنا تنبيه حول مسألة ( هل يستطيع الخالق أن يخلق إلهاً مثله )؟!

يظهر التنبيه في بيان أن الوجود وجودان وجود مادي ووجود ذهني ( يعني في الخيال )

وهناك وجود يخرج عن هذين تماماً وهو الممتنع لذاته

كقولك ( هل يمكن أن تغتسل بالماء دون أن يغسلك الماء )

فهذا ليس له وجود مادي أو ذهني لعسورة تصوره في الذهن لذا هو ليس شيئاً فليس في قوله تعالى ( وهو على كل شيء قدير )

وقولهم ( هل يقدر أن يخلق إلها مثله ) من هذا القبيل من قبيل الممتنع لذاته الذي يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى ولهذا لا يمكن أن توجد النتيجة

فالخالق لا يكون مخلوقاً

هذا بخلاف قولك ( هل يقدر الله أن يخلق فيلاً يطير ) فهذا ممكن ولا يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى

وفي أمر البعث بين رب العالمين إمكانه عن طريق ما يسمى بقياس الأولى وهو أن من خلق من العدم أهون عليه أن يعيد المخلوق إذا فني

والإمكان في القدرة أحسن ما يستدل عليه وجود نظير لهذا المذكور أو وجود ما هو دونه

وبين أنه بكل شيء عليم وعلم ما تنقص الأرض منهم

وبين ضرورة قيام الساعة من الناحية العقلية ليأخذ كل ظالم جزاءه ويفوز المجتهد بالثواب ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون )

وإلا فالله عز وجل قادر على المستحيلات وإنما يقال بأن القدرة لا تتعلق بالمستحيل لذاته

وإلا فالظلم من الله عز وجل مستحيل ولكنه مقدور له ولكنه استحالته خارجية والأشاعرة خلطوا فاعتبروه من المستحيلات التي لا تتعلق بها القدرة

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (18/144 ) :"وكذلك قوله تعالى { وقال الذي آمن يا قوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد } يبين أن هذا العقاب لم يكن ظلما لإستحقاقهم ذلك وأن الله لا يريد الظلم والأمر الذى لا يمكن القدرة عليه لا يصلح أن يمدح الممدوح بعدم إرادته .

وإنما يكون المدح بترك الأفعال إذا كان الممدوح قادرا عليها فعلم أن الله قادر على ما نزه نفسه عنه من الظلم وأنه لا يفعله

وبذلك يصح قوله ( إنى حرمت الظلم على نفسى ( وأن التحريم هو المنع وهذا لا يجوز أن يكون فيما هو ممتنع لذاته فلا يصلح أن يقال حرمت على نفسى أو منعت نفسى من خلق مثلى أو جعل المخلوقات خالقة ونحو ذلك من المحالات .

وأكثر ما يقال فى تأويل ذلك ما يكون معناه إنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى مما يتيقن المؤمن أنه ليس مراد الرب وأنه يجب تنزيه الله ورسوله عن إرادة مثل هذا المعنى الذى لا يليق الخطاب بمثله إذ هو مع كونه شبه التكرير وإيضاح الواضح ليس فيه مدح ولا ثناء ولا ما يستفيده المستمع فعلم أن الذى حرمه على نفسه هو أمر مقدور عليه لكنه لا يفعله لأنه حرمه على نفسه وهو سبحانه منزه عن فعله مقدس عنه "

وقال ابن عثيمين في الشرح الممتع (5/221):" وقول صاحب تفسير الجلالين في قوله تعالى في سورة المائدة: { لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير} (المائدة:120)

قال: "خص العقل ذاته فليس عليها بقادر"، فهذا القول منكر، وذلك؛ لأن قوله: "خص العقل ذاته" نقول: أين العقل الذي خص ذاته بأنه ليس قادرا عليها، أليس الله يفعل ما يريد؟!

والفاعل لما يريد يفعل بنفسه؛ فهو قادر على أن يفعل ما شاء وأن يدع ما شاء.

نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله لا يمكن أن يكون متعلق القدرة؛ لأن أصل القدرة لا تتعلق به.

كما لو قال قائل: هل يقدر الله على أن يخلق مثله؟

نقول: هذا مستحيل؛ لأن المثلية ممتنعة، فلو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثاني مخلوق والأول خالق.

والأول: واجب الوجود.

والثاني: ممكن الوجود"

قلت : وبقي أن نقول أن المستحيل الممتنع ليس بشيء فلا يورد على قوله تعالى :" وهو على كل شيء قدير "

قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/129_130) :" وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر وإنهم سألوا العابد فقالوا هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه فقال لاادري فقال اترونه لم تنفعه عبادته مع جهله وسألوا عن ذلك فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقا فكونه مخلوقا وهو مثل نفسه مستحيل فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله بل كان عبدا من عبيده وخلقا من خلقه"

ابن سلامة القادري
08-18-2014, 04:53 PM
الصخرة التي لا حد لها ليست ممكنة الوجود بل هي مستحيلة



هو كما قلت أخي الحبيب و كما تفضل أستاذنا الفاضل بالشرح .. فكل شيء مستحيل في الأذهان و ممتنع الوجود لذاته خارج عن دائرة القدرة المطلقة و التي لا حد لها في المقدورات مما خلقه الله و ما لم يخلقه و مما أراده الله و ما لم يرده و مما شاءه الله و ما لم يشأه.

قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى/المجلد الثامن :

فصل في قدرة الرب عز وجل

اتفق المسلمون وسائر أهل الملل على أن الله على كل شيء قدير، كما نطق بذلك القرآن في مواضع كثيرة جدًا. وقد بسطت الكلام في الرد على من أنكر قدرة الرب في غير موضع، كما قد كتبناه على الأربعين، والمحصل وفي شرح الأصبهانية وغير ذلك، وتكلمنا على ما ذكره الرازي وغيره في مسألة كون الرب قادرًا مختارًا، وما وقع فيها من التقصير الكثير مما ليس هذا موضعه

والمقصود هنا: الكلام بين أهل الملل الذين يصدقون الرسل فنقول: هنا مسائل:

المسألة الأولى: قد أخبر الله أنه على كل شيء قدير، والناس في هذا على ثلاثة أقوال:

طائفة تقول: هذا عام يدخل فيه الممتنع لذاته من الجمع بين الضدين، وكذلك يدخل في المقدور، كما قال ذلك طائفة منهم ابن حزم

وطائفة تقول: هذا عام مخصوص يخص منه الممتنع لذاته، فإنه وإن كان شيئًا، فإنه لا يدخل في المقدور، كما ذكر ذلك ابن عطية وغيره، وكلا القولين خطأ

والصواب: هو القول الثالث الذي عليه عامة النظار، وهو: أن الممتنع لذاته ليس شيئًا البتة، وإن كانوا متنازعين في المعدوم، فإن الممتنع لذاته لا يمكن تحققه في الخارج، ولا يتصوره الذهن ثابتًا في الخارج، ولكن يقدر اجتماعهما في الذهن، ثم يحكم على ذلك بأنه ممتنع في الخارج؛ إذ كان يمتنع تحققه في الأعيان، وتصوره في الأذهان، إلا على وجه التمثيل بأن يقال: قد تجتمع الحركة والسكون في الشيء، فهل يمكن في الخارج أن يجتمع السواد والبياض في محل واحد، كما تجتمع الحركة والسكون؟ فيقال: هذا غير ممكن، فيقدر اجتماع نظير الممكن ثم يحكم بامتناعه، وأما نفس اجتماع البياض والسواد في محل واحد، فلا يمكن ولا يعقل، فليس بشيء لا في الأعيان ولا في الأذهان، فلم يدخل في قوله: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الحديد: 2]

إلى أن قال رحمه الله في معنى الشيء :

والتحقيق: أن الشيء اسم لما يوجد في الأعيان، ولما يتصور في الأذهان، فما قدَّره الله وعلم أنه سيكون هو شيء في التقدير والعلم والكتاب، وإن لم يكن شيئًا في الخارج. ومنه قوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [2]، ولفظ الشيء في الآية يتناول هذا وهذا، فهو على كل شيء ما وجد وكل ما تصوره الذهن موجودًا، إن تصور أن يكون موجودًا قديرًا، لا يستثنى من ذلك شيء، ولا يزاد عليه شيء، كما قال تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [3]، وقال: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [4]، وقد ثبت في الصحيحين: أنها لما نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهك». فلما نزل: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} الآية قال: [5]. فهو قادر على الأولتين وإن لم يفعلهما، وقال: {وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [6]

muslim.pure
08-19-2014, 10:57 PM
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم