المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجار بين الهدي النبوي والبحوث العلمية



الدكتور قواسمية
08-26-2014, 05:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين

مقدمة
المنهج المادي في الحياة المبني على الفردية والأنانية ليس له ثمرة سوى الانهيار العصبي والنفسي والانتحار والاصابة بكل أنواع الأمراض السيكوباتية....ويوما بعد يوم تقوم الحضارات المادية باعادة طرح أزمتها الحضارية -فهي حضارة التوتر العصبي والانهيار وأمراض القلب والشرايين بامتياز- على العلم للبحث عن علاجات غير كيماوية لمشاكلها بسبب ابتعادها عن الوحي وتمجيد الفردية واللذات الشهوانية والجسدية...وفي كل مرة تكون نتائج الأبحاث العلمية الدعوة لاعتناق سنة نبوية أو اتباع آية قرآنية......
بعد أن سئم الناس_حوالي ثلاثين مليون امريكي مدمن على الأقراص المضادة للاكتئاب - من تناول أطنان من الأقراص المضادة للاكتئاب التي لم تمنحهم السعادة ولم تعصمهم من الميول الانتحارية....

تلخيص الدراسات العلمية
في بحث جديد نشر ملخصاً عنه موقع سي ان ان الأمريكي جاء فيه أن الجار الجيد والمتعاون مع جاره يؤثر إيجابياً على صحة جاره! لقد تتبع الباحثون خلال دراسة "الصحة والتقاعد"، التي نشرت في دورية "علم الأوبئة وصحة المجتمع" أكثر من 5 آلاف من كبار السن، لم يسبق معاناتهم من أمراض القلب، لفترة أربعة أعوام. واخضع المشاركون لاستبيان بشأن مدى الاندماج والترابط بالمجتمع المحيط بهم، وعما إذا كان الجيران ودودين ومتعاونين ويمكن الوثوق بهم.

http://www.3rbz.com/uploads/35229a4e25a71.jpg (http://www.bnatgames.info/)العاب بنات (http://www.bnatgames.info/)

وجدت الدراسة أن المشاركين الذين استوفى جيرانهم تلك المعايير، هم الأقل عرضة للإصابة بـ"النوبة القلبية" التي أصيب بها نحو 148 مشاركا خلال الدراسة. ويقول الباحثون إن المجتمعات المترابطة ربما تعزز وتشجيع نمطاً محدداً من السلوكيات تحمي القلب والأوعية الدموية من الضرر...

والحقيقة العلمية إذاً تقول إنه يجب على الجيران أن يتعاونوا وأن ينشئوا بينهم علاقات طيبة ويقدمون المساعدة لمن يحتاجها، وهذا سيخفض لديهم جميعاً أمراض القلب ومشاكل ارتفاع ضغط الدم، وبالنتيجة يعيشوا لمدة أطول!

مكانة الجار في الاسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) [متفق عليه]. انظروا إلى عظمة هذا الحديث، وماهي النتيجة لو طبق الناس هذا الحديث، أي كل جار يكرم جاره ويقدم له ما يحتاج.. إذاً سوف تنتهي المشاكل بين الناس.. ولن نجد أحداً في المحاكم أو السجون!

حديث أخر عجيب ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: (الذي لا يأمن جاره بوائقه) [رواه البخاري]... أي أن النبي نفى صفة الإيمان عن كل من يؤذي جاره..

إذاً تعالوا وقيسوا اليوم على واقعنا، ما هي نسبة المسلمين الذين يطبقون هذا الحديث؟ ربما تكون النسبة مخيفة لأنك قد لا تجد بين الناس اليوم من يكرم جاره ويعمل على مساعدته ويحب له الخير كما يحبه لنفسه... إذاً ما هي نسبة المسلمين الحقيقية في عصرنا هذا؟

والله لو طيق الناس اليوم نصيحة واحدةً من نصائح النبي الأعظم – مثل الاهتمام بالجار - لزالت جميع مشاكلنا ولأصبحنا من خير الأمم وأكثرها تطوراً وتقدماً.. ومن هنا ربما ندرك لماذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار وقال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه) [متفق عليه].

وأخيراً عزيزي القارئ أرجو منك الاهتمام بجيرانك وإكرامهم ومساعدتهم وأن تحب لهم الخير.. فهذا من أعظم الأعمال التي تكون سبباً لدخولك الجنة في الآخرة، وفي الدنيا سوف تنعم بصحة جيدة وطول العمر بإذن الله.
لماذا تنحاز البحوث العلمية دائما نحو القرآن والسنة وتفضح المنهج المادي الحيواني الذي دمر أعصاب الناس وقلوبهم وزرع مئة وخمسين نوع من الالتهابات الجنسية وسط الخلائق؟

المراجع
http://arabic.cnn.com/scitech/2014/08/24/good-neighbors-are-good-your-heart#251