المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة تهمني جدا



مشروع الإلتزام
08-27-2014, 08:30 PM
السلام عليكم
دخلت ذات يوم دون قصد إلى منتدى الإلحاد حيث كنت أقوم ببحث دراسي فيGoogle و ضغطت على الموقع ظنا مني أني أجد معلومات تناسبني و يا ليتني لم أفعل، فقد قرأت كلاما ينكر وجود الله و يقول أن الحياة مجرد صدفة فاصطربت كثيرا لأني أول مرة أسمع هذه الأشياء و من قبل كنت مسلما مؤمنا بالله ، لم أنم تلك الليلة و بقيت مصدوما، هل كل ماضي كنت أعبد فيه وهما؟ بدأت أتردد يوميا إلى منتدياتهم و مواقعهم و كل مرة أزداد حيرة و ضياعا و قرأت مواضيع عن نظرية التطور و قوانين الفيزياء و الطبيعة التي تحكم الكون و حقيقة الأديان و غيرها و شاهدت فيديوهات عديدة و قرأت مجلات ملحدة على مدار عامين تقريبا و بدأ إيماني و إحساسي بوجود الله يذهب شيئا فشيئا و تملكني الكرب و الصراع النفسي، المهم لا أجد كلمات لأعبر عن الحالة التي كنت فيها حيث صار كل تفكيري في الإنتحار و قلت سأنتحر و إن لقيت حياة أخرى فسأتعذب و أكون مستحقا لذلك و إن لم ألقى فذلك أفضل لكن خوفي الشديد من فشل العملية و نقص الشجاعة الكافية حالا دون ذلك، أصبحت نفسيتي في أقصى حالات الضياع و التدهور و التشتت:معقول، لا يوجد إله، كيف جاء كل هذا إذن؟ لماذا وجدت أنا من بينهم؟ ما الفائدة إن كنت خرجت من عدم لم أكن أحس به و أعرفه و سأعود إليه بعد سنوات عمري؟ ... أسئلة و أسئلة و أسئلة كانت تسبب لي صداع رأس شديد و قررت أن أحسم الأمر إما أن أؤمن أو ألحد . فوجدت فجأة إسم منتدى التوحيد في الإنترنت فدخلت و قرأت ما تكتبونه من نقد للإلحاد و كشف حقيقته السوداء. فكرت بشدة و عمق و تذكرت كيف كان حالي قبل الدخول إلى ذلك الموقع حيث كنت مسلما مؤمنا أحس بوجود الله و أعبده بيقين و طمأنينة و كيف كان ينقذني و يستجيب لدعائي خاصة في أحلك المواقف و كنت أشعر بطعم الحياة بين عائلتي و أصدقائي فقررت العودة إلى الله و ترك ما أنا فيه و أدركت حقيقة أن المستشرقين و العلماء الملحدين يسعون لتشويه الإسلام و قالوا أن الرسول (ص) كان مصابا بالصرع، و كان يحاول ممارسة الشعر و كان مريضا نفسيا يتخيل كائنات غريبة تخاطبه و قالوا أنه كان له مشروع سياسي ليسيطر على اليهود و يصبح ملكا لذا قام بتأليف القرآن حيث يقولون أنه كان يقوم بتأليف الآيات لتتطابق مع الوقائع التي كان يعيشها. و يقولون عن القرآن أنه مشروع ترجمة حيث ساهم في نشأته العديد من الكتاب و المترجمين في ذلك الوقت حيث كانوا ينتقون و يصلحون و يفحصون و يترجمون الكلمات من الكتب السابقة و الأساطير و أحيانا يقولون أن القرآن من تأليف شعراء في عصر محمد بالإضافة إلى مساهمة بحيرى و ورقة و جار الرسول و سلمان الفارسي و عدة شخصيات أخرى حيث كان رسولنا يختلط بهم فيتعلم منهم عن مختلف الأديان كالمسيحية و الزراديتشية و مختلف الحضارات القديمة و أحيانا يقولون أن محمد قام بإقتباس حرفي للكتب القديمة دون أن يدرك و يفهم ذلك...إلخ من مئات الإفتراءات. أدركت حجم التناقضات الرهيبة في إتهاماتهم و أن كل واحد منهم يرمي بدلوه و يساهم في نقد محمد. لكن كيف يكون مصابا بالصرع و الجنون و النرجسية و يقوم بكتابة القرآن و يغامر بنفسه في المعارك و الحروب لأجل شيء خادع و يقوم بوضع كل آية لكي تتوافق مع الأحداث و يطلع على مختف العلوم و الثقافات و يأمر أشخاصا أن يتبعوا كلامه و يصبر على الأذى و العذاب الشديد و... ؟ من المستحيل أن نجد رجلا إجتمعت فيه كل هذه الأشياء. أدركت أن التطور شيء زائف فمن المستحيل أن تخرج سمكة من الماء و لا تموت كما يزعمون أنه تحولت و من المستحيل أن تنشأ أشياء من العدم من تلقاء نفسها و من المستحيل أن يكون الكون أزلي. و أدركت وهم الإنتخاب الطبيعي الذي يتمسكون بقوة به و يقولون أنه عشوائي و غير واعي و هو من منح لنا الوعي و العقل (قمة التناقض و اللامنطق) و بهذا الوعي أصبح الإنسان بنفسه ينتخب و يصطفي الحيوانات و النباتات و ينتج أنواع جيدة، فإذا كان الإنسان يتدخل لتنويع النباتات و تهجينها و إختيار الحيوانات الجيدة الجينات و يزوج بينها و يقوم بتطوير السيارات و الحواسيب و كل هذا بإستخدام التفكير و العقل و الملاحظة و من المستحيل وقوع ذلك بالصدفة و العشوائية، فكيف للطبيعة الجامدة الصماء الغير واعية أن تنتج كل هذا الكون المبهر و المدهش و الشديد الإتقان؟ إنه قمة السفه من يقول بإمكان حدوث ذلك. أدركت أن كل مايقدمه العلم مجرد نظريات ليست نهائية بدليل أنها تتبدل و تسقط و تجيء أخرى فالعلم ليس ثابت أما كتاب الله فكل كلمة منه في موضعها و بدقة عجيبة. و أيقنت أن الدين الإسلامي دين الحق و كل الأديان الأخرى محرفة.
هل سيغفر الله لي لأنني شككت في وجوده و قدرته و دينه؟ أشعر بالندم الشديد و ضميري يؤنبني بشدة لأني تماديت في الدخول لتلك المواقع.
هل لازلت على الإسلام؟
كيف يمكنني إسترجاع حلاوة الإيمان و الإحساس بوجود خالقنا؟
كيف أتخلص من آثار الخواطر و الوساوس الإلحادية في رأسي؟
لقد قمت بإنشاء مفضلة في متصفحي و قمت بإضافة العديد من مواقع نقد الإلحاد و الشبهات و العديد من مواقع الإسلام. هل يمكنني أن أقوم بالدخول إليها متى سمحت لي الفرصة حتى أكتسب المزيد من العلم و الإيمان؟

أبو جعفر المنصور
08-27-2014, 08:43 PM
قال مسلم في صحيحه 209 - (132) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ»،

وما يزيد اليقين أمر كقراءة القرآن وطلب الشرعي وكثرة التفكر في ملكوت الله عز وجل

صدقني هذا الذي حصل خيرٌ لك لكي يفتح لك باباً من اليقين ، غير أن الاهتمام بنقد الإلحاد لن يعطيك نقلات نوعية في هذا الباب أبداً

وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (7/650) :" وَأَمَّا قَوْلُهُ: هَلْ يَكُونُ لِأَوَّلِ حُصُولِهِ سَبَبٌ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّهُ يَحْصُلُ بِسَبَبِ مِثْلَ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ وَمِثْلَ رُؤْيَةِ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالنَّظَرِ فِي أَحْوَالِهِمْ وَمِثْلَ مَعْرِفَةِ أَحْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعْجِزَاتِهِ وَالنَّظَرِ فِي ذَلِكَ وَمِثْلَ النَّظَرِ فِي آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَمِثْلَ التَّفَكُّرِ فِي أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ نَفْسِهِ وَمِثْلَ الضَّرُورِيَّاتِ الَّتِي يُحْدِثُهَا اللَّهُ لِلْعَبْدِ الَّتِي تَضْطَرُّهُ إلَى الذُّلِّ لِلَّهِ وَالِاسْتِسْلَامِ لَهُ وَاللُّجُوءِ إلَيْهِ وَقَدْ يَكُونُ هَذَا سَبَبًا لِشَيْءِ مِنْ الْإِيمَانِ وَهَذَا سَبَبًا لِشَيْءِ آخَرَ؛ بَلْ كُلُّ مَا يَكُونُ فِي الْعَالَمِ مِنْ الْأُمُورِ فَلَا بُدَّ لَهُ مَنْ سَبَبٍ وَسَبَبُ الْإِيمَانِ وَشُعَبِهِ يَكُونُ تَارَةً مِنْ الْعَبْدِ وَتَارَةً مَنْ غَيْرِهِ مِثْلَ مَنْ يُقَيِّضُ لَهُ مَنْ يَدْعُوهُ إلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَاهُ عَنْ الشَّرِّ وَيُبَيِّنُ لَهُ عَلَامَاتِ الدِّينِ وَحُجَجَهُ وَبَرَاهِينَهُ وَمَا يَعْتَبِرُهُ وَيَنْزِلُ بِهِ وَيَتَّعِظُ بِهِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ"

واحرص على الطاعات الخفية التي لا يراك فيها إلا الله عز وجل وادعوه فإنه قال ادعوني أستجب لكم وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

وأما أمر الوسوسة فتجاهلها

قال أحمد في مسنده 8376 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْمُؤَدِّبَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبِ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ "

وضع في رأسك فكرة أن الإلحاد مغامرة خطيرة فإن الإسلام إذا كان حقاً فمعناه أنك ستخلد في النار وأما إذا كان الإلحاد حقاً فماذا ستسخر إن خالفته ( هكذا تخرس الشيطان تماماً )

وهناك كتاب جميل لابن القيم اسمه ( إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان ) فيه كلام كثير عن الوسوسة وعلاجها لعلك في باديء ستسثقل الكتاب ولكنك بعد هذا ستستمتع بالأمر اقرأه ببطء وصدقني لن تنهيه حتى تكون قد جزنت على مفارقته

أبو سهيل
08-28-2014, 06:39 PM
بارك في أبي جعفر ونفع به.

الأخ السائل دخل منتديات الملحدين وأدمن قراءة مجلاتهم مدة عامين كما صرَح بذلك. فحصلت له شبه ينبغي معالجتها بالدليل ولا يكفي التجاهل. لأن التجاهل مطلوب عندما تكون الوسوسة تلقائية، فيُعلم أنها من الشيطان. كما في حديث ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.)
أما أذا عرضت شبهة واستقرت فعلاجها غير ذلك. ومنه حديث أبي هريرة عن الرجل الذي سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمد! أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض، فاين النار؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أرأيت هذا الليل قد كان ثم ليس شيء أين جعل ؟ قال : الله أعلم .. قال : فإن الله يفعل ما يشاء . وقد ورد مثله عن عمر بن الخطّاب حين سأله ناس من اليهود فأجابهم بمثل جواب رسول لله عبيه الصلاة والسلام. وجاء مثله عن ابن عبّاس رضي الله عنهما. والحاصل أن الشبهة التي يستدل لها يقابلها الدليل.

قال الإمام المازَري رحمه الله في شرح حديث الوسوسة الشيطانية التي أوردتُه:
" ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها قال والذي يقال في هذا المعنى إن الخواطر على قسمين فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم."

أما كتاب إغاثة اللهفان للإمام ابن القيّم رحمه الله، فرأيي الشخصي أنه لا يُنصح به للتائب الندمان الوجل المقبل على الله لأن فيه شدّة يخشى أن تجرّ إلى اليأس والقنوط. وهو جيّد في بابه لمن كان فيه تهور وازدراء واستهانة بالمعاصي.
أما التائب النادم فأنصحه بكتاب عدة الصابرين لهذا الإمام الهمام، وخاصة خاتمته فإنها ترياق التائب المُقصر
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
يا من عزم على السفر إلى الله والدار الآخرة قد رفع لك علم فشمر إليه فقد أمكن التشمير واجعل سيرك بين مطالعة منته ومشاهدة عيب النفس والعمل والتقصير فما ابقى مشهد النعمة والذنب للعارف من حسنة يقول هذه منجيتى من عذاب السعير ما المعول إلا على عفوه ومفغرته فكل أحد إليهما فقير أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى أنا المذنب المسكين وأنت الرحيم الغفور ما تساوى أعمالك لو سلمت مما يبطلها أدنى نعمة من نعمه عليك وأنت مرتهن بشكرها من حين أرسل بها إليك فهل رعيتها بالله حق رعايتها وهى فى تصريفك وطوع يديك فتعلق بحبل الرجاء وادخل من باب التوبة والعمل الصالح انه غفور شكور نهج للعبد طريق النجاة وفتح له أبوابها وعرفه طرق تحصيل السعادة وأعطاه أسبابها وحذره من وبال معصيته وأشهده على نفسه وعلى غيره شؤمها وعقابها وقال إن أطعت فبفضلى وأنا أشكر وإن عصيت فبقضائى وأنا أغفر إن ربنا لغفور شكور أزاح عن العبد العلل وأمره أن يستعيذ به من العجز والكسل ووعده أن يشكر له القليل من العمل ويغفر له الكثير من الزلل إن ربنا لغفور شكور أعطاه ما يشكر عليه ثم يشكره على إحسانه إلى نفسه لا على إحسانه اليه ووعده على إحسانه لنفسه أن يحسن جزاءه ويقربه لديه وأن يغفر له خطاياه إذا تاب منها ولا يفضحه بين يديه ان ربنا لغفور شكور وثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعتها وعكفت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها وخرقت السبع الطباق دعوات التائبين والسائلين فسمعها ووسع الخلائق عفوه ومغفرته ورزقه فما من دابة فى الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ان ربنا لغفور شكور يجود على عبيده بالنوافل قبل السؤال ويعطى سائله ومؤمله فوق ما تعلقت به منهم الآمال ويغفر لمن تاب اليه ولو بلغت ذنوبه عدد الآمواج والحصى والتراب والرمال ان ربنا

لغفور شكور ارحم بعباده من الوالدة بولدها وأفرح بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التى عليها طعامه وشرابه فى الأرض المهلكة اذا وجدها وأشكر للقليل من جميع خلقه فمن تقرب اليه بمثقال ذرة من الخير شكرها وحمدها ان ربنا لغفور شكور تعرف الى عباده بأسمائه وأوصافه وتحبب اليهم بحلمه وآلائه ولم تمنعه معاصيهم بأن جاد عليهم بآلائه ووعد من تاب اليه وأحسن طاعته بمغفرة ذنوبه يوم لقائه ان ربنا لغفور شكور السعادة كلها فى طاعته والأرباح كلها فى معاملته والمحن والبلايا كلها فى معصيته ومخالفته فليس للعبد أنفع من شكره وتوبته ان ربنا لغفور شكور أفاض على خلقه النعمة وكتب على نفسه الرحمة وضمن الكتاب الذى كتبه ان رحمته تغلب غضبه ان ربنا لغفور شكور يطاع فيشكر وطاعته من توفيقه وفضله ويعصى فيحلم ومعصية العبد من ظلمه وجهله ويتوب اليه فاعل القبيح فيغفر له حتى كأنه لم يكن قط من أهله ان ربنا لغفور شكور الحسنة عنده بعشر أمثالها أو يضاعفها بلا عدد ولا حسبان والسيئة عنده بواحدة ومصيرها الى العفو والغفران وباب التوبة مفتوح لديه منذ خلق السموات والارض الى آخر الزمان ان ربنا لغفور شكور بابه الكريم مناخ الآمال ومحط الأوزار وسماء عطاه لا تقلع عن الغيث بل هى مدرار ويمينه ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ان ربنا لغفور شكور لا يلقى وصاياه الا الصابرون ولا يفوز بعطاياه الا الشاكرون ولا يهلك عليه الا الهالكون ولا يشقى بعذابه الا المتمردون ان ربنا لغفور شكور فإياك أيها المتمرد أن ياخذك على غرة فإنه غيور واذا أقمت على معصيته وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك لكنه صبور وبشراك ايها التائب بمغفرته ورحمته أنه غفور شكور من علم أن الرب شكور تفوع فى معاملته ومن عرف أنه واسع المغفرة تعلق بأذيال مغفرته ومن علم أن رحمته سبقت غضبه لم ييأس من رحمته ان ربنا لغفور شكور من تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه ومن سار اليه بأسمائه الحسنى وصل اليه ومن أحبه أحب أسمائه وصفاته وكانت آثر شئ لديه حياة القلوب فى معرفته ومحبته وكمال الجوارح فى التقرب

إليه بطاعته والقيام بخدمته والألسنة بذكره والثناء عليه بأوصاف مدحته فأهل شكره أهل زيادته وأهل ذكره أهل مجالسته وأهل طاعته أهل كرامته وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته إن تابوا فهو حبيبهم وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم يبتليهم بأنواع المصائب ليكفر عنهم الخطايا ويطهرهم من المعائب انه غفور شكور

والله تعالى أعلم.

أبو جعفر المنصور
08-28-2014, 08:06 PM
بارك في أبي جعفر ونفع به.

الأخ السائل دخل منتديات الملحدين وأدمن قراءة مجلاتهم مدة عامين كما صرَح بذلك. فحصلت له شبه ينبغي معالجتها بالدليل ولا يكفي التجاهل. لأن التجاهل مطلوب عندما تكون الوسوسة تلقائية، فيُعلم أنها من الشيطان. كما في حديث ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.)
أما أذا عرضت شبهة واستقرت فعلاجها غير ذلك. ومنه حديث أبي هريرة عن الرجل الذي سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمد! أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض، فاين النار؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أرأيت هذا الليل قد كان ثم ليس شيء أين جعل ؟ قال : الله أعلم .. قال : فإن الله يفعل ما يشاء . وقد ورد مثله عن عمر بن الخطّاب حين سأله ناس من اليهود فأجابهم بمثل جواب رسول لله عبيه الصلاة والسلام. وجاء مثله عن ابن عبّاس رضي الله عنهما. والحاصل أن الشبهة التي يستدل لها يقابلها الدليل.

قال الإمام المازَري رحمه الله في شرح حديث الوسوسة الشيطانية التي أوردتُه:
" ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها قال والذي يقال في هذا المعنى إن الخواطر على قسمين فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم."

أما كتاب إغاثة اللهفان للإمام ابن القيّم رحمه الله، فرأيي الشخصي أنه لا يُنصح به للتائب الندمان الوجل المقبل على الله لأن فيه شدّة يخشى أن تجرّ إلى اليأس والقنوط. وهو جيّد في بابه لمن كان فيه تهور وازدراء واستهانة بالمعاصي.
أما التائب النادم فأنصحه بكتاب عدة الصابرين لهذا الإمام الهمام، وخاصة خاتمته فإنها ترياق التائب المُقصر
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
يا من عزم على السفر إلى الله والدار الآخرة قد رفع لك علم فشمر إليه فقد أمكن التشمير واجعل سيرك بين مطالعة منته ومشاهدة عيب النفس والعمل والتقصير فما ابقى مشهد النعمة والذنب للعارف من حسنة يقول هذه منجيتى من عذاب السعير ما المعول إلا على عفوه ومفغرته فكل أحد إليهما فقير أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى أنا المذنب المسكين وأنت الرحيم الغفور ما تساوى أعمالك لو سلمت مما يبطلها أدنى نعمة من نعمه عليك وأنت مرتهن بشكرها من حين أرسل بها إليك فهل رعيتها بالله حق رعايتها وهى فى تصريفك وطوع يديك فتعلق بحبل الرجاء وادخل من باب التوبة والعمل الصالح انه غفور شكور نهج للعبد طريق النجاة وفتح له أبوابها وعرفه طرق تحصيل السعادة وأعطاه أسبابها وحذره من وبال معصيته وأشهده على نفسه وعلى غيره شؤمها وعقابها وقال إن أطعت فبفضلى وأنا أشكر وإن عصيت فبقضائى وأنا أغفر إن ربنا لغفور شكور أزاح عن العبد العلل وأمره أن يستعيذ به من العجز والكسل ووعده أن يشكر له القليل من العمل ويغفر له الكثير من الزلل إن ربنا لغفور شكور أعطاه ما يشكر عليه ثم يشكره على إحسانه إلى نفسه لا على إحسانه اليه ووعده على إحسانه لنفسه أن يحسن جزاءه ويقربه لديه وأن يغفر له خطاياه إذا تاب منها ولا يفضحه بين يديه ان ربنا لغفور شكور وثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعتها وعكفت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها وخرقت السبع الطباق دعوات التائبين والسائلين فسمعها ووسع الخلائق عفوه ومغفرته ورزقه فما من دابة فى الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ان ربنا لغفور شكور يجود على عبيده بالنوافل قبل السؤال ويعطى سائله ومؤمله فوق ما تعلقت به منهم الآمال ويغفر لمن تاب اليه ولو بلغت ذنوبه عدد الآمواج والحصى والتراب والرمال ان ربنا

لغفور شكور ارحم بعباده من الوالدة بولدها وأفرح بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التى عليها طعامه وشرابه فى الأرض المهلكة اذا وجدها وأشكر للقليل من جميع خلقه فمن تقرب اليه بمثقال ذرة من الخير شكرها وحمدها ان ربنا لغفور شكور تعرف الى عباده بأسمائه وأوصافه وتحبب اليهم بحلمه وآلائه ولم تمنعه معاصيهم بأن جاد عليهم بآلائه ووعد من تاب اليه وأحسن طاعته بمغفرة ذنوبه يوم لقائه ان ربنا لغفور شكور السعادة كلها فى طاعته والأرباح كلها فى معاملته والمحن والبلايا كلها فى معصيته ومخالفته فليس للعبد أنفع من شكره وتوبته ان ربنا لغفور شكور أفاض على خلقه النعمة وكتب على نفسه الرحمة وضمن الكتاب الذى كتبه ان رحمته تغلب غضبه ان ربنا لغفور شكور يطاع فيشكر وطاعته من توفيقه وفضله ويعصى فيحلم ومعصية العبد من ظلمه وجهله ويتوب اليه فاعل القبيح فيغفر له حتى كأنه لم يكن قط من أهله ان ربنا لغفور شكور الحسنة عنده بعشر أمثالها أو يضاعفها بلا عدد ولا حسبان والسيئة عنده بواحدة ومصيرها الى العفو والغفران وباب التوبة مفتوح لديه منذ خلق السموات والارض الى آخر الزمان ان ربنا لغفور شكور بابه الكريم مناخ الآمال ومحط الأوزار وسماء عطاه لا تقلع عن الغيث بل هى مدرار ويمينه ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ان ربنا لغفور شكور لا يلقى وصاياه الا الصابرون ولا يفوز بعطاياه الا الشاكرون ولا يهلك عليه الا الهالكون ولا يشقى بعذابه الا المتمردون ان ربنا لغفور شكور فإياك أيها المتمرد أن ياخذك على غرة فإنه غيور واذا أقمت على معصيته وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك لكنه صبور وبشراك ايها التائب بمغفرته ورحمته أنه غفور شكور من علم أن الرب شكور تفوع فى معاملته ومن عرف أنه واسع المغفرة تعلق بأذيال مغفرته ومن علم أن رحمته سبقت غضبه لم ييأس من رحمته ان ربنا لغفور شكور من تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه ومن سار اليه بأسمائه الحسنى وصل اليه ومن أحبه أحب أسمائه وصفاته وكانت آثر شئ لديه حياة القلوب فى معرفته ومحبته وكمال الجوارح فى التقرب

إليه بطاعته والقيام بخدمته والألسنة بذكره والثناء عليه بأوصاف مدحته فأهل شكره أهل زيادته وأهل ذكره أهل مجالسته وأهل طاعته أهل كرامته وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته إن تابوا فهو حبيبهم وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم يبتليهم بأنواع المصائب ليكفر عنهم الخطايا ويطهرهم من المعائب انه غفور شكور

والله تعالى أعلم.

في القرآن الكريم مواطن فيه تشديد والموعظة السليمة هي التي تجمع بين الترغيب والترهيب والشدة واللين خصوصاً لمن وقع في مخالفات شرعية

وهذه طريقة القرآن والسنة ليس فيها تقنيط ولا تسهيل

واللين الزائد في مواضع خطيرة له نتائج سيئة ( اكثرها على المسلم الثابت على دينه قبل الملحد أو المتأثر بالإلحاد ) ، وأما بالنسبة لمعالجة الشبهات

فالمعالجة السطحية هي ما يتبعها كثيرون من مجرد الإجابة على الشبهة وهذا بمنزلة قطع غصن في شجرة أصلها فاسد ، والصواب ضرب الأصل ابتداءً وإضعافه وساعتئذ سيكون قطع الأغصان الفاسدة كلها سهلاً وأما الاكتفاء بالقطع للغصن فما يلبث إلا ويظهر غصن جديد ففتح الباب للتائب لطلب العلم الشرعي والتعرف على كتب أهل العلم فهذا معناه تقوية المناعة ولفت الانتباه بعيداً عن موضوع الشبهات

وكتاب الإغاثة فيه تنوع معرفي كبير وانتقال من موضوع إلى آخر يجلب القاريء المبتديء أكثر من كتاب كعدة الصابرين فيه وحدة موضوعية

وفيه الكثير من الفوائد الغريبة على الناس والعمق المعرفي الذي من شأنه توسيع أفق القاريء فلا يصير فريسة سهلة بعد ذلك

لأن الوسواس مرض نفسي من أوائل خطوات القضاء عليه عدم الاستسلام له والتشاغل عنه ردحاً من الزمان حتى تبرد تلك الحرارة والاضطراب ثم بعد ذلك من السهل أن يجد الإجابة ويكتشف أن ضعفه وتفاعله الشديد مع الشبهة هو ما جعل للشبهة خطورة وإلا فهي ليست بشيء

هذه الطريقة هي أنجع بكثير من طريقة الاسترسال مع الشبهات ومحاولة الإجابة عليها مع شخص استسلم للوسواس بسبب أمور خارجية ، والإجابة تأتي ولكن إذا ذهب أصل شجرة الفساد

فالطبيب الحاذق يعالج أصل الشر ويقوي المناعة ولا يكتفي بوضع مرهم على مكان الجرح دون توفير سبيل للوقاية المستقبلية

ومن يدمن مواقع الإلحاد يتعلم صنعة الوسوسة فلا بد من علاج هذا الأمر بالنسبة له بطريقة علمية تجعله يفرق بين الإيراد العلمي والوسواس


ولي موضوع إن شاء الله سأكتبه في مسألة الوسواس سأبين فيه أن بعض ما يظن علاجاً هو علاج من جهة دون أخرى لهذا نحن نرى من يترك الإلحاد ليصير منكراً للسنة وهذا لأن العلاج لم يكن مستوعباً لأصل وإنما عالج بعض الشبهات

وأشكر لك تفاعلك ونصحك