المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الإعجاز العلمي - الضابط الغائب ( كتيب تحت النشر )



فيزيائي رحاب صبري
08-31-2014, 02:21 AM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله . . و بعد فهذه رسالة , للدفاع عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم تحديداً , و مناقشة المنهج الذي يتبعه البائسون اليائسون في بث شبهات حول هذا الموضوع .

و أنا أعتذر إذ أسمي ما أكتبه الآن رسالة أو كتيباً , لكنني أتسول به على موائد الكرام ليغضوا الطرف عما به من عوار و يقبلوا ما به من خير , و عذري في هذا أن الإنسان لا يصل إلى الإتقان , إلا إن مر بتجارب بها من الفشل ما بها .

كما أنني بصفتي أحمل درجة علمية في الفيزياء , قريب إلى حد ما من هذا المجال , على تنوعه .

ولم يتكلم أمثالي من الأصاغر - و بغير تواضع أقولها - إلا بعد أن خلت ساحة هذا الباب من تعليق كثير من الأكابر , فوجد أمثالي أنفسهم مضطرون للبيان .

و نسأل الله فيه الإخلاص , و الانتصار لدين الله من الجهال و الأوباش .


00 - مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , و الصلاة و السلام على النبي الأحمد الذي خلقه و خلقه الحمد , الذي بشر به المسيح فقال : { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } [1]

وبعد . . أشرقت الأرض بنور الإسلام , و قاومت خفافيش الظلام و مصاصي الدماء هذا النور , و بعد النصر المادي المؤقت الذي حققته على أمة الإسلام بسبب تخليها عن كتاب ربها و هدي نبيها , ظنت قوى الظلام أنها قد هزمت النور , و لكن ومن ظلمات الهزيمة تتفجر المفاجأة في عصر العلم , و تشرق شمس الإسلام من جديد في يوم جديد من أيام الله , و لكن هذه المرة من معاقل الكفر , في بلاد الكفر, و ما أقوى الحق حين يولد من رحم الباطل .

لقد افاق العالم الغربي ليجد نفسه مشرقاً جديداً لشمس الإسلام , و ليجد أبناءه الذين أرضعهم كره الإسلام هم من أقوى دعاة الإسلام الجدد رغم أنهم لم يعتنقوا افسلام يوما , لأنهم أبثتوا بأنفسهم و أموالهم و جهدهم و عرقهم , جانبا من حقائق القرآن الخبيئة في آياته.

و كأنهم المعنيون بقول الله عز وجل : " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [2]

فتزلزلت الأرض تحت أقدام القوم , و رأوا بعض العلماء[3] من بني جلدتهم في شتى مجالات العلم يدخلون في دين الله أفواجاً , حتى أصبح الإسلام في إحصائية الفاتيكان لعام 2008 هو الدين لأكثر أتباعاً – إذا اعتبرنا أن الكاثوليكية دين منفصل و الأرثوذكسية دين آخر و كلاهما يكفر الآخر كما نعلم و يعلمون هم – لذا البعض ليطلق قنابل الدخان في وجه ضياء شمس الإسلام لكي تحجبه عن أعينهم .

و لأن القرآن المعجز تجلى بعض الجديد من إعجازه في عصر العلم فيما اصطلح عليه ( الإعجاز العلمي في القرآن ) , و الذي صعق كثيرين ممن لا يرجون الحق , فراحوا يفتشون عن مطاعن أو أكاذيب يردون بها على هذه الصواعق المرسلة التي لا قبل لهم بها , و أصبحت الهجمة الشرسة على الإعجاز هي أكبر دليل على فزع القوم منه , فلا تكاد تدخل موقعاً تنصيريا أو تفتح قناة تنصيرية إلا وتجد باباً بعنوان ( الرد على الإعجاز العلمي في القرآن ) .بل و تجد بهذه المواقع و القنوات من الاستهزاء المصطنع الخالي من المنطق و المدعم بكم من الأكاذيب المضحكة التي لا تنطلي إلا على مسكين , ما يضحك كل ذي علم و عقل , و لا ينطلي إلا على رجل لا يملك اي انتقائية لما يدخل رأسه على أساس عقلي , أو على مسكين جعلته الصدمة بإعجاز القرآني يترنح , فهو يتلمس متنفساً يشحذ منه ما يستقوي به للحفاظ على ما رضعه من رفض لللإسلام , و يشوش به لإسكات صوت العقل الذي يصرخ بداخله أن الإسلام حق .

و كلا الصنفين لا يهمنا و ليس مقام بحثنا .

ولكن رسالتي هذه لإخواني الغيورين على الدين لذين بدأوا في رفض " الإعجاز العلمي في القرآن " لمجرد أن بعض المتحدثين عنه ظلمه كما سأبين إن شاء الله تعالى .

و إلى كل من يسمع صوت عقله يناديه ن القرآن كلام الله المعجز .

01- الفصل الأول


الإعجاز العلمي للقرآن - تعريف و ضوابط

المبحث الأول / سبب تجرؤ التافهين و تردد المخلصين:

إن هذا الخلط الرهيب بين ( الإعجاز العلمي في القرآن ) و ( التفسير العلمي للقرآن ) هو الباب الأوسع الذي يتسلل منه اليائسين البائسين لمحاولة التشكيك في الإعجاز العلمي للقرآن .

بل و هو الذي يصد بعض أهل العلم ممن نحسبهم من أهل الإخلاص و الغيرة على الدين من الخوض في مسألة الإعجاز العلمي للقرآن .

لذا كان من الواجب وضع تعريف جامع قاطع مانع للإعجاز العلمي في القرآن , و كذلك تمييزه عن التفسير العلمي للقرآن.

و سوف تجد إن شاء الله أن مثل هذا سوف يغني أصلاً عن مجرد الرد على زارعي الأوهام , وسوف تحمد الله على نعمة الإسلام و نعمة العقل .


المبحث الثاني / التعريف المـقــارن للإعجاز العلمي للقرآن و التفسير العلمي للقرآن

* الإعجاز العلمي للقرآن

هو إعجاز القرآن بما فيه من آيات (محكمة) دلت دلالة صحيحة على (حقائق علمية يقينية ثابتة تجريبياً) (من غير سابق علم للبشر بها) .

مثال ذلك :
آيات التكوين الجنيني .( حيث أنها تقرر بدلالة قطعية ما أثبتته علوم الأجنة و التشريح كما إن شاء الله يوف نورد فيما بعد )

* التفسير العلمي للقرآن:

هو محاولة استجلاء ما خفي من معان بعض الآيات بالاستعانة بالحقائق العلمية الثابتة تجريبياً و إن احتملت أوجهاً أخرى مع التقيد التام بالقواعد الأصولية للتفسير و العلم التام بالحقيقة العلمية و تفاصيلها.

مثال ذلك
تفسير( الجوار الكنس ) : الذي ذهب إليه البعض من أنه : ( الثقوب السوداء )


المبحث الثالث / ضوابط معرفة آيات الإعجاز العلمي في القرآن

من التعريف السابق للإعجاز العلمي للقرآن نجد أنه لكي نتحدث في آيات عن الإعجازالعلمي في القرآن يجب أن تتوافر الشروط التالية مجتمعة :

1- ثبوت الحقيقة العلمية

المشارإليها ثبوتاً تجريبياً عند المتخصصين في مجالها بحيث يسمى حقيقة ولا يكون فيها للاحتمال أدنى مجال , بحيث يكون إنكارها علامة جهل أو جنون .

2- صحة دلالة لفظ النص القرآني على الحقيقة العلمية :

بحيث تكون دلالة قطعية من غير تكلف أو تعسف ( وهذه الصحة تحددها القواعد الأصولية لعلم التفسير و اللغة العربية , و لم يترك سلف هذه الأمة معنى يحتمله لفظ من الألفاظ القرآنية إلا و ذكروه في تفسيراتهم التي أثرت عنهم , مهما بدت مستغربة , حيث أنهم رضي الله عنهم كانوا يتخذون القرآن مصدرا للعلم , و ليس كمانفعل نحن بأن نجعل ما نظن أنه علم حكما على القرآن )

3- عدم وجود آية أخرى أو حديث صحيح أو ما في معناه يفسر الآيات

تفسيراً آخر لأن تفسير القرآن بالقرآن , ثم بالحديث الصحيح يقدم في هذه الحالة .

4- عدم سبق المعرفة العلمية للمعرفة عن طريق الوحي :
و أعني به عدم معرفة أحد من البشر قبل ولا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الحقيقة العلمية و هذا الشرط الأخير ليس شرطا على قبول المعنى و نسبته للآية ,و إنما هو شرط لاعتباره من باب الإعجاز العلمي في باب المحاجة و الدعوة .


02-الفصل الثاني




أقسام الآيات التي تنسب للإعجاز العلمي في القرآن

المبحث الأول : تصنيف الآيات التي ينسب إليها الإعجاز :

1- آيات قطعية الدلالة العلمية :

و هي آيات تتوافر فيها جميع شروط الإعجاز العلمي في القرآن و السابق ذكرها , غير أنها لا تحتمل إلا هذا الوجه من التفسير , بل و تدل عليه دلالة قطعية. .


و مثاله :

·آيات التكوين الجنيني { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ.......} التي ذكرت تفاصيل تكوين الأجنة بشكل مبهر , أجبر الدكتور كيث إل مور أحد أعظم علماء العلماء في علوم الأجنة و صاحب أعحد عظم مراجع علم الإجنة[4] , على الدخول في الإسلام بعد فترة من الصراع النفسي الاجتماعي .

2- أيات تحتمل من أحد أوجهها دلالة علمية :

و هي أيات تنطبق عليها شروط آيات الإعجاز غير أنها تحتمل أوجهاً أخرى للتأويل .

ومثاله :

{ وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ }[5] حيث يحتمل في أحد أوجهه الإشارة إلى ما يسمى النجوم النيوترونية .
{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ }[6] حيث يحتمل من وجه أن يكون فيه إشارة إلى حقيقة أن الإنسان لا يستطيع أبداً أن يرى النجوم حقيقة , و لكن فقط يرى مواقعها التي كانت فيها في الماضي , فما يراه الإنسان ليس هو النجم , و إنما موضع كان فيه النجم حيث أن النجم شديد البعد لذا يأخذ الضوء عدة دقائق و ربما ساعات بل مئات السنين .

3- أيات يلوي البعض أعناق تفسيرها نحو الدلالة العلمية :

و هي آيات لا تحتمل بأي حال أحد أوجه الإعجاز , و لم يذكر حد من السلف فيها قولا مما ينسب للحقيقة العلمية بحال , غير أن البعض يصمم على إقحام معنى إلى تفسير الآية غير لا يمت له بصلة .

و مثاله :

قوله تعالى{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}[7] فلو قال أحدهم مثلاً أن هذا فيه إشارة إلى عدد كواكب المجموعة الشمسية (كما قع في ذلك الدكتور زغلول النجار غفر الله له). فإن هذا يكون قد أوغل في النزع , و هوى من السماء إلى جرف هارً , فالآية تتحدث بنص القرآن عن إخوة يوسف و أبيه و أمه .


المبحث الثاني : أي هذه الأنواع هو ما ينطبق عليه الإعجاز العلمي في القرآن

إن النوع الأول فقط دون النوعين الثاني و الثالث , هو اللذي ينطبق عليه لفظ اصطلاح الإعجاز العلمي في القرآن .و هو الذي يقدم عند دعوة أو محاجة المعاندين , و ذلك من باب فبهت الذي كفر { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }[8]أما النوع الثاني فيستأنس به بعد إثبات الإعجاز بالنوع الأول . و النوع الثالث فليس من الإعجاز العلمي في شئ و إن دخل في الإعجاز البلاغي أو التشريعي أو الغيبي أو البياني أو في غير ذلك , إلا أنه ليس مما يحتج به في مجال الإعجاز العلمي في القرآن , و ضره أكثر من نفعه , إن لم يكن تخرص على الله .


المبحث الثالث : ما يدندن حوله البائسون

إن البائسين من الطاعنين في إعجاز القرآن العلمي , إنما يستمدون الجرأة على محاولة إظهار قوة حجة زائفة و رجاحة عقل خادعة للمنقادين عقلياً , ليس من قوة أو جرأة فعليه , و إنما يستمدونها من التقاط و تصيد ما ينسب للنوع الثالث من الإعجاز مما القرآن بإعجازه العلمي القطعي غني عنه .

و فساد الاستدلال هذا هو الذي يجعل أحدهم يبدو لضعاف العقول كأسد مفترس.

لذا تدور كل الشبهات و المطاعن حول هذا النوع , أما النوع الأول و الثاني , فلا , إلا من محاولات يائسة في الغرف المظلمة لا تساوي في ميدان البحث العلمي شئ , مثلما ادعى أحدهم وهو المدعو زكريا بطرس , أن كلمة ( علقة ) مثلاً , وردت في العهد القديم و لم يستطع إإيجادها حتى هذه اللحظة , و آخر يقول أنها ( من اللغة الهيروغليفية ) من السخف الذي يقشعر له جسد الطفل الصغير حياءً , أما الكلام المرسل و الادعاء بغير حتى شبهة دليل , فهذا يقتنع به المساكين الذين يجلسون فاغري الأفواه أمام مواقع الانترنت و قنوات الرذيلة ليسكتوا صوت العقل .

غير أن هؤلاء لا يتجرأ أحدهم أن يناقش الآيات من النوع الأول , أو الثاني , و لا حتى أن يخوض في الحديث عنها , لأنها شمس تحرق صدره , و تصرخ فيه , أنك على باطل و أن دين الله حق , و تردد في جنبات الكون هذا الوعد الأزلي{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (53) سورة فصلت


03-الفصل الثالث

منهج الملحدين و غيرهم في إثارة الشبهات حول القرآن

المبحث الأول / بين ادعاء العقل و فضيحة الهروب من المواجهة :

تتلخص المحاور الأساسية لمحاولات القوم إثارة الشبهات حول الإعجاز العلمي للقرآن في عدة ألاعيب ( نجملها إن شاء الله هنا ثم بعد ذلك نفصلها فيما استقبل من هذا الفصل مدعمة بالأمثلة ) و هذه الألاعيب هي :
1- الطعن في عموم الإعجاز من خلال ما ينسب إلى الإعجاز بالباطل وهو ليس منه أصلاً .
2- التهرب دائماً من مناقشة مسألة الإعجاز العلمي ككل ( لأن هذا طبعاً سوف يظهر مدى تهافت مطاعن القوم).
3- إختلاق الأكاذيب حول إعجاز الآيات التي ينسب إليه قطعياً إعجاز علمي وهي الآيات من النوع الأول و الثاني
و هذه الأكاذيب نوعان :
الأول : إدعاء أنها معروفة قبل الإسلام:إدعاء بغير دليل و ربما يذكر لذلك تواريخ و استشهادات من مصادر وهمية لا توجد إلا في خياله .

الثاني : محاولة التشكيك في الحقائق العلمية ذاتها :و هنا تجد فجأة أن المنصر أو الملحد يتحدث في العلم , مستصحباً معلومات الصف الرابع الابتدائي التي درسها في مادة العلوم و بجهل منقطع النظير إلا من أمثاله , و ربما استشهد أيضاً بقول عالم وهمي لا يوجد إلا في خياله , و ينتقي له إسماً أوروبياً , و يدعي أن ما يتحدث عنه هو ما توصل إليه العلم ,( و العجيب أنك إن كنت متخصصاً في العلم محل النزاع تعلم أن ما يتحدث عنه هو الجهل بعينه , بل إن بعض العلماء تكون هذه الآيات التي انتقدها هذا الجاهل سببا في دخول مشاهير هذا العلم في الإسلام )

و أحيانا يلجأون إلى مواقع الانترنت التي ينشئونها هم بأنفسهم , كمصدر , و لا يخفى أن 90% من مواقع الإنترنت غير المحسوب على جهات أكاديمية علمية معلومة و معلومة نسبة هذه الموقع إليها لا يعتد به , بل و لا يستأنس حتى به .

تم بحمد الله و ما كان من توفيق فمن اللهو ما كان من تقصير فمن نفسي و من الشيطان و أستغفر الله العظيم منه

عبد الله أبو حفص رحاب صبري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

[1] سورة الصف (6) .

[2] فصلت (53)

[3] من أمثال الدكتور بروفيسور كيث مور , و الدكتور جاري ميللر , و قبلهم الدكتور موريس بوكاي و غيرهم كثيرون

[4] مؤلف كتاب Developing of human الحاصل على جائزة أفضل كتاب علمي يكتبه فرد من الولايات المتحدة الأمريكية ,و الذي أعاد كتابته في 1994 قبل أن يسلم و أدخل فيه المصطلحات القرآنية دون اللاتينية .

[5] الطارق (1)

[6] الواقعة (75)

[7] سورة يوسف 5

[8] البقرة 258

<photo id="2" />

الباحثة عن الله
08-31-2014, 04:48 AM
جزاك الله خيرا موضوع مهم ومفيد أنا اصابني الشك في الأعجاز من كثرة الطاعنين فيه وكثرة الذين يلون اعناق الأيات ليناسب اعجازهم
ياليت تجمع الأيات المعجزة التي اصبحت حقائق علمية لاشك فيها لكي نستفيد منها في زيادة اليقين بهذا الدين

أبو جعفر المنصور
08-31-2014, 04:36 PM
أخي الكاتب العزيز اسمح لي أن أقول : لم توفِ الموضوع حقه مع كون مشاركتك جميلة

هنا إيضاح في مسألة هامة في باب التفسير تبين في العادة في علم أصول التفسير وتحل بعض الإشكالات

وهي أنه يجوز للمرء أن يزيد على استنباط السلف أو تفسيرهم للآيات بشرطين

الأول : أن يكون لا يناقض تفسير السلف

الثاني : أن يكون مما تحتمله لغة العرب

وهناك شرط متعلق بالمفسر نفسه ليس هذا محل بحثه ( وهذا تقرير ابن تيمية في مقدمة التفسير )

وذلك أن مفسري السلف يفسرون اللفظ ببعض معناه فتتعدد تفاسيرهم وكل منها يشرح بعض المعنى وإليك مثالان

المثال الأول : اسم الصمد وقد فسره بعض السلف بالذي لا جوف له وبعضهم فسره بالذي يصمد إليه في الحوائج ، وبعضهم فسره بالسيد الذي انتهى إليه السؤدد

وهذا المعاني لا تتناقض فصح حمل الاسم عليها كلها

ومثال آخر وهو الاستواء هناك من فسره ب( علا ) وغيره فسرها ( بارتفع ) وغيره فسرها ب( استقر ) وغيره فسرها ب( صعد )

وهذه التفاسير لا تتناقض فيصح حمل المعنى عليها كلها

والتناقض كقولك معنى ( مقنعي ) رافعي وآخر يقول (موطئي رؤوسهم ) فهذا تناقض

ويقابله اختلاف الناس في قوله ( دهاقاً ) فمنهم من قال مملوء ومنهم من قال كبير وكلا المعنيان لا يتناقضان فيصح حمل المعنى على الجميع

وهذا التقرير يبين غلط كثيرين ممن يعترض على بعضه ما يذكره المشتغلين بالإعجاز العلمي ( وهذه التسمية محل نظر عندي ) بذكر كلام للسلف لا يناقض المعنى الحديث الواسع وإنما يتزاوج المعنيان فيكونان شيئاً واحداً

وهذا الذي ذكرته هو الخيط بين التفسير المحدث المناقض لتفاسير السلف ، وبين الاستنباط المشروع الذي فيه تطبيق لأمر الله عز وجل بتدبر القرآن

هذا يبين لنا ما يغلط فيه بعض الناس ويظنه تنافراً بين تفسير السلف وتفسير الاعجازيين والذي حتى لو كان متوافقاً تماماً فاختلاف اللغة من عصر إلى عصر قد يوهم التنافر

ومثال ذلك قوله تعالى : ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) فسره السلف بأن يجعل يده كحافر حمار أو خف فرس

وذكر المهتمون بالإعجاز العلمي أمر البصمة الوراثية

فهل في هذا تنافر ؟

الواقع لا ، بل أن التفسير الحديث يؤكد التفسير القديم في فكرته الأساسية وهي فضل يد الإنسان على يد غيره من المخلوقات واكتشاف خصائص جديدة ليد الإنسان تجعله أكثر تميزاً يؤكد المعنى القديم ولا ينقضه بل يصب معه في قالب واحد

ويزيد المسألة وضوحاً بيان أن دلالات النصوص الشرعية تتفاوت من حيث الوضوح والعلماء يهتدون إلى معان من النصوص لا يهتدي إليها العامة في العادة ، ومنهم من يسمي ذلك دلالة الإشارة أو القياس أو فحوى الخطاب

فعلى سبيل المثال قوله تعالى عن يوسف ( واتبعت ملة آباءي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) يأتي المفسر العادي ويفسره بأن أن الأنبياء ملتهم واحدة وهذا جيد ، ولكن يأتي فقيه فرضي ويستدل بهذه الآية على أن الجد يعامل في مسائل الفرائض كالأب فيحجب الأخوة والمعنيان ليسا متناقضين فليفهم بل يمكن الإيمان بهما جميعاً

ومثلا قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تدخل الملائكة بيت فيه كلب ولا صورة ) استدل به ابن تيمية على أن العلوم الشرعية لا تدخل قلباً استولى عليه الكبر والحسد قياساً للمعاني على الأعيان واعتبره من التفاسير الإشارية الصحيحة

ويبقى هنا تنبيه وهو أن المسلمين جميعاً لا يختلفون في أنه لا يمتنع أن يوجد في النصوص معانٍ إعجازية تدل على سعة علم الله عز وجل وأنه منزل ذلك الكتاب لأنهم يؤمنون أنه من الله عز وجل

غير أن الإشكال جاء من ثلاثة أنحاء

الأول : أن النصوص الشرعية خاطبت أول ما خاطبت أناساً لا يعرفون شيئاً عن هذه العلوم ، فلا شك أن النصوص الشرعية والحال هذه لها معاني أوسع فحصر معنى الآية بالمعنى العلمي الحديث خطأ يقع فيه عدد من الباحثين يثير حفيظة بعض المشايخ وطلبة العلم لذا لا بد من الجمع بين المعنيين وفي الجمع فائدة تحقيق عدم التناقض

ومن اللطيف في هذا الباب قوله تعالى : ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )


فقوله ( ويخلق ما لا تعلمون ) إشارة بينة إلى أمر السيارات والمراكب الحديثة ولكن لو ذكرها جلياً لكانت محط سخرية قريش وغيرهم من الكفار لاستبعاد هذا الأمر تماماً بالنسبة لعقولهم في تلك الأزمنة وما كان الله عز وجل ليفتن الناس في الأزمنة المتقدمة لينجي الناس في الأزمنة المتأخرة

وكثير من الباحثين يتعجل في مهاجمته لتفسير السلف لضيق أفقه وعدم علمه بأصول التفسير واحتمال النص للمعنيين

الثاني : ما حصل حقاً من توسع من بعض دعاة الإعجاز ووجود أناس اختلقوا بعض الأبحاث ، وكون بعض النظريات غير مثبتة علمياً أصلاً

وهذا الخطب فيه يسير فلا يجوز ترك صدق الصادق من أجل كذب الكذاب والتوثيق العلمي له قواعده المعلومة ووضع جميع الأبحاث المتعلقة بأمر الإعجاز في قالب واحد ظلم وجهل

بل هناك نصوص صريحة كالنص الذي يتعلق بتتريب الإناء والنص المتعلق بغمس الذبابة في الشراب والنص المتعلق بعدد مفاصل الجسم والنص المتعلق بمرحلة نفخ الروح في الجنين ، فهذه كلها نصوص واضحة لا تحتاج إلى تعسف متعسف أو تكلف متكلف ولهذا عامتها محل إجماع بين المسلمين المعاصرين بشرط ثبوت البحث العلمي لأن المعنى الشرعي واضح تمام الوضوح ولا يختلف فيه اثنان

الثالث : ما يحصل من بعض الباحثين في أمر الإعجاز من الحط على السلف أو العلماء الشرعيين واعتبار أنفسهم فقهوا من القرآن ما لم يفقهه أحد أبداً ، ثم يطلقون بعض الكلمات الاحتقارية ويسمون العلم الشرعي ( خطاباً تقليدياً ) بل بعضهم يحصر دعوة غير المسلمين بمثل هذا النوع من الإعجاز

وهذا غلط ولا بد أن يعرف قدر العلماء فهبك أثبت النبوة أو أثبت وجود الله عز وجل فكيف تستطيع أن تعبد الله عز وجل على بصيرة دون الرجوع لأهل العلم والفقه ، ودعوى غير المسلمين ليست مقتصرة على هذا النوع من الإعجاز فقبل ظهوره كانت أمة الإسلام تقدر بالملايين ، بل يكفي الإنسان فطرة سليمة ثم بعد ذلك إطلاع على الإسلام ليعتنقه وليختاره من دون بقية الأديان ، أو يكون له عقل سليم يدله على ضرورة وجود خالق لهذا الكون ثم بعد في اطلاعه على الأديان يجد الإسلام هو السبيل الوحيد الذي يشبع القلب والعقل والروح وفيه فكرة وافية عن الإله

وبعضهم تبهره الأخلاق وبعضهم يبهره الخطاب الإلهي وبعضهم تبهره السيرة النبوية وغير ذلك

ولو فرضنا أن العالم الشرعي قد قصر فهمه عن بعض معنى الآية المتعلق بالعلم الكوني فلم يقصر فهمه عن المعنى الشرعي ولا ينبغي الإزراء على العلماء وإثارة حفيظة طلبة العلم مما جعلنا ندخل في صراعات لها مقدمات نفسية أساسها حصول الاستفزاز من بعض الأطراف

وأذكر أخيراً أنني سمعت بعض المشتغلين بأمر الإعجاز العلمي يذكر في قوله تعالى ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) أن فيه إعجازاً لأنهم اكتشفوا أن الليل لا يذهب دفعة واحدة بل يبقى منه شيء ويكون في الظلال ، وأن النهار لا يذهب دفعة واحدة بل يبقى منه ويكون في ذلك النور الذي يرى في الليل

فبحثت في تفاسير السلف فوجدت ما قاله هذا الباحث هو قول قتادة السدوسي التابعي المفسر الشهير ووجدت أن الطبري لم يقبل قوله وقال بأن النهار يذهب دفعة واحدة وكذا الليل والواقع لم أفهم كلام قتادة حتى قرأت رد الطبري عليه ويبدو أن البحث التجريبي يخدم قول قتادة وفات هذا الباحث ذكر أن له سلفاً فإن ذلك يدفع إشكالات كثيرة لذا ما أجمل أن يتعاون طلبة العلم الشرعي والمتخصصون في العلوم التجريبية من المسلمين في هذا المجال وهكذا يكون هذا مفتاح مودة وأخوة بدلاً من تلك اللغة التي يستخدمها بعضهم وهي مفتاح شر

فيزيائي رحاب صبري
08-31-2014, 06:07 PM
جزاكم الله خيرا . . أحسن الله إليك و جزاك خيرا على ما أثريت به الموضوع . .