المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش مع صوفية حلولية



*Mahmoud*
09-03-2014, 03:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

نقاش مع صوفية حلولية


السلام عليكم ورحمه الله ..

إخواني الكرام هذا نقاش بسيط دار بيني وبين فتاة متصوفة مغالية على صفحتها على الفيسبوك بعدما قرأت ما كتبته من انحرافات خطيرة في العقيدة .. أحببت نقله للاستفادة من ملاحظاتكم وخبرتكم ..

بدأ النقاش في تعليق لي على بوست طويل لها وجدت فيه شذوذات عقدية أحببت أن أنوهها إليها ..

البوست كما ذكرت طويل ولكن أبرز ما جاء فيه قولها :


أنا ما بدي كون عندك ... انا هلأ بشرية .. وهون مطرحي ... بدي انت تكون عندي ... بدي بجلالتك و قدسيتك وسمّوك تكون عندي محل مو انا بالأرض ... يساعك قلبي ..
بدي كون انت ... بدي كون على شكلك ... بدي كون إيدك .. خادمتك ... بنتك ..
لا مالي بنتك .. تخطيت إحساس الأبوة ناحك من زمان ...
أنت إلي كل شي .. وأنا إلك جزء منك ...
احتواء .. انتماء ... هيك أنا بتعرّف .. من خلالك ... وأنت بدي اقدر تكون عندي هون تكون هون من خلالي ...
أنت الكل أنت البعض .. وأنا بدي كون انت ...


سأكتب النقاش في المشاركة القادمة إن شاء الله

*Mahmoud*
09-03-2014, 03:36 PM
أنا : (أنت الكل أنت البعض .. وأنا بدي كون انت ...)

لا يجوز لمسلم أنت يتخطى حدوده عند التحدث مع إلهه بزعم أنه في "نشوة" روحانية فالإله يبقى إله في قدسيته والمخلوق الضعيف على الأرض يبقى مخلوقاً .. أرجو أن تتوبي من هذه العقيدة قبل مماتك وألا تكوني من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !

هي :

أولا أنا لا أحسب أنني أحسن صنعاً ..
ثانياً .. الله لم يخلقنا كي لا نعرفه ونقدره حق قدره ... كلنا في هذه الحياة نسعى لمعرفته بوعينا أو لا وعينا ... بطريقة محددة او أخرى ...
عندما أقول أني أريد أن اكون هو .. هذا لا يعني أن أكون إلهة ... طبعا وقطعاً ... ولكن أريد أن تتجسد صفاته بداخلي .. أن اكون يده التي يحركها .. أن أكون خليفته .. أولم يقول الله في كتابه " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" ﴿البقرة: ٣٠﴾
أتمنى أن تفهم قبل أن ترمي البشر بخطايا وتطالبهم بتوبة ...
وأتمنى أكثر أن تبدأ بالتفكير في أن تكون خليفة الله على الأ{ض وأن تتحلى بصفاته وتسعى لأن تكون مستحقاً أنه خلقك ونزّلك على ارضه لتعمرها .. سلام.

أنا : الله خلقنا لنعرفه ولكنكِ أخطأتِ عندما قلتِ (بوعينا او لا وعينا بطريقة محددة أو أخرى) ذلك بأن العقل وحده لا يكفي لذلك ويمكن أن يشذ ولهذا السبب أرسل الله رسلاً وأنزل معهم كتباً كي لا يشذ العقل وحيداً في تخيلاته دون الحدود التي وضعتها هذه الرسل ..

أما صفات الله العليا فلا يمكن أن تتجسد ببشر ولا يجوز القول بذلك بل يخلق الله هذه الصفات في البشر وأعطى البشر حرية الاتصاف بها ..
وهناك فرق كبير بين تجسد الصفات ببشر وبين خلق الصفات بالبشر كالفرق بين قولك (المسيح هو الله المتجسد) وبين قولك (المسيح مخلوق من الله) فالأول قول النصارى أما الثاني فهو قول المسلمين..

وقول الله للملائكة بأنه سيجعل للأرض "خليفة" لم يحدد فيه أن هذا الخليفة سيكون "خليفتي" (أي خليفة الله) بل خليفة لمن سبقه (كالجن مثلاً) أو بمعنى أن بعضهم يخلف بعضاً .. لأن الغائب هو من يستخلف والله حاضر وليس بغائب ..
وحتى لو تنزلت واعتبرت أن المقصود بالآية هو خليفة الله .. فإن خلافة الله بهذا المعنى لا تكون بزعم تجسد صفاته وحلولها (تعالى الله عن ذلك) بل تكون باتباع أوامره والانتهاء عن نواهيه والتقيد بالضوابط التي وضعها الشرع في تحقيق صفات الله سبحانه وتعالى ..
هي :

وعينا هو عقلنا .. لاوعينا هو فطرتنا وهذا ما عنيته ...
ولم أدخل بتفصيل تجسيد الله وفرقه عند المسلمين والمسيحيين وهذا ليس حديثنا ..
الفكرة ببساطتها وعمقها هي أن تتمثّل بخالقك فيكون هو مثلك الأعلى بكل شيء ولا ارى أي خطيئة بذلك كي" أتوب " ...
وإن كنت تعتقد أن الآية يعني بها الله خليفة جن مثلاً ... أن تجعل خلافة الجن هي احتمال فلا أدري حقاً ماذا أقول لك!
ألا تريد كعبد مخلص أن تكون يد الله التي يفعل بها؟ ألا تشعر بسعادة غامرة إن كنت خادماً له وبكل عظمته وقداسته يحبك ويريدك أن تفعل أوامره؟ لا أعني بها النواهي والأوامر الواجبة ... بل أسمى وأعلى من مجرد القيام بالأوامر والابتعاد عن النواهي ...
هذا ليس الله يا عزيزي .. الله ليس افعل ولا تفعل ... الله هو المحبة ... ومن وصفه حصره ومن حصره عدّه وحاشى له ...
الله لا صفات له وصفاته صرّح بها لنا لنمتثل بها لتكون جزء من بشريتنا ... وأخيراً لا تتقيّد بحدود إسلام أو مسيحية ... أنت روح بداخل جسد وأنت قلب وعقل وفكر .. و الله رب الأديان كلها .. كلّها ...

أنا : الله المستعان .. بداخلك حب كبير لله وهذه بداية كل متصوف ولكنك جنحت بحبك عن الأدلة الشرعية إلى شذوذات في العقيدة وهذه نهاية كل متصوف ..
أنا أقدر حبك الكبير لله وقولي بالالتزام بحدودنا لا يعني إغفال الروحانية في الإسلام .. فرُبَّ عبدٍ عبَدَ الله بضوابط شرعه شعر بروحانية وقدسية وتجليات لا يشعر بها من جنح بتصوفه وغالى في معتقده ...
عندما نصحتك بالتوبة .. قصدت التوبة من عقيدة الحلول التي أخذها الزنادقة عن ديانات آسيا الشرقية .. وكانت بداية انحرافهم هو اعتقادهم بصحة هذه الأديان وهو عين ما قلتيه في النهاية (الله رب الأديان كلها)!

بالطبع أشعر بسعادة غامرة إذا كنت عبداً لله وحققت المعنى الحقيقي للعبودية وجعلته يرضى عني بكل عظمته وقدسيته .. ولكن بالتأكيد لن أشعر بالسعادة إذا ما دخل إلي الشيطان من منفذ العقيدة بعدما سددت بوجهه جميع المنافذ بحبي الكبير لله فجاءني الشيطان من هذا المنفد الوحيد (باب حبي لله) وخرب علي عقيدتي .. بالتأكيد حينها لن أشعر بالسعادة الغامرة ..

وتجلى الانحراف بالعقيدة عندك في آخر فقرة من تعليقك .. عند قولك (ومن وصفه حصره ومن حصره عده وحاشى له)
لقد أنكرت وصف الله مع أن صفاته مليئة بالقرآن والأحاديث الصحيحة .. وأنكرت عد الله وهو القائل عن نفسه الواحد الأحد ..
ومن قال لك أن الله قد صرح بصفاته لنمتثل بها ؟ أين دليلك على هذا الوجه من تفسير صفات الله في القرآن ؟ إن عندك من سلطان بهذا ؟ أو أثارة من علم ؟ أريد دليلاً واحداً ولو حديثاً ضعيفاً يقول (إن صفات الله في القرآن قالها ليس ليصف بها نفسه بل لنمتثل بها لتكون جزء من بشريتنا)

إذا لم تأتني بهذا الدليل - ولن تأتيني به - فاعلمي أنك تتبعين الهوى والهوى فقط ولا تلتزمين الأدلة والضوابط .. لك هويت هذه العقيدة (الحلول والتجسد والتمثل) واتبعتيها .. تماماً كما اتبع النصارى والوثنيون أهواءهم ورد عليهم القرآن بجواب قاسم اقتبسته منه قبل قليل (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)

ولو تتبعتي القرآن وتتدبرتيه لعلمتي أن هذه أهم نقطة يركز عليها القرآن في محاججة جميع الأديان الأخرى (وهي الدليل النقلي أولاً والعقلي ثانياً)

ولو علمتي هذه النقطة لكنتِ من أحرص الناس على ألا تقعي بما وقع به الأمم السابقة من اتباع الأهواء دون أدلة ..

ويكفي الجواب على جملتك الأخيرة بأنه لا فرق بين مسلم ونصراني وأن الله رب جميع الأديان قول الله تعالى :

وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران : 85]

هي :

أتمنى لو استطع ان "أشير لك " "tag u" بآخر post كي تفهم ماذا أعني عندما قلت لك ماذا يعني حقاً أن نجعل من أنفسنا هبات لله بعد أن انعم علينا بوجودنا ..
إن كنت تعتقد أن الصفات المذكورة بالقرىن الكريم لله كي نصفه فأعتقد أنّك يجب أن تعطي لروحك فرصة للبحث من جديد عن الله ...
هل هو بحاجة لصفات كي يكون؟ من الكائن الذي يحتاج إلى صفات كي تتم معرفته؟ أليس الناقص فقط؟ ... الله أكبر واسمى وأكمل من أن تصفه صفات .. نحن الذين بحاجة إلى صفات كي تستقيم بشريتنا ولا نشذّ عن الطريق المستقيم .. نحن بحاجة إلى منارة ونور نهتدي بهما ومن أكمل وأعظم وأسمى من نور الله ..
هو غني عن كل شيء حتى عن وصفه ... ولا يحتاج الأمر إلى دليل ...
إن كنت تقرّ بالله بأنه الأول والآخر والظاهر والباطن والغني وأنّه كامل وأنّ الإلوهية شيء لا يمكن لعقل محدود إدراكه فكيف لك ألأ تقر بسبحانيته وترفعه عن كل صفة ... هو اصل الصفات هو مصدر الأمور كلها ...
إن كنت تدّعي أن الله بقرآنه الكريم فضّل الإسلام عن باقي الأديان فأنت لم تفهم رسالة الله والقرآن ...
كيف للخالق ذاته أن يقلل من كتاب هو أنزله مع رسول هو اختاره؟
لا تدخل نفسك بأحكام اختص بها الله وحده .. من أنت لتحدد لله من الدين الأفضل الذي أنزله؟
ولا أعتقد الله عنى الإسلام بالمفهوم الخاص المحصور بقرىن وسيدنا محمد ... أعتقد أنه عنى التسليم لوجهه ولكل ما أنزل .. تحب الخالق وتفرّق بين كتبه واديانه التي أنزلها؟!!! غريب جداً ... لا تسمح لنفسك أن تعطيك أي حق لتحكم بشيء لا سلطان لك فيه .. بل عليك ... تحب الخالق ... احبب كل ما أنزل ... لا تجزيء بالإيمان أو التسليم أو العشق ...

يُتبع ...

*Mahmoud*
09-03-2014, 03:42 PM
أنا : في تعليقاتي السابقة كنت أترفق بكِ وأحدثكِ بأسلوب "الإفهام" من باب النصح والتذكير لعلك تتذكرين أو تخشين .. ولكن بعد هذا الذي ذكرتيه في تعليقك الأخير سأضطر أن أغير من أسلوبي وأحدثك بأسلوب "الإفحام"

((هل هو بحاجة لصفات كي يكون؟))

لم يحتج لها ليكون فهو كان مع هذه الصفات منذ الأزل ..

((من الكائن الذي يحتاج إلى صفات كي تتم معرفته؟ أليس الناقص فقط؟))

لا .. ليس الناقص فقط .. هو لا يحتاج لهذه الصفات بل هي متلازمة به ...

((الله أكبر واسمى وأكمل من أن تصفه صفات ))

بل الله أكبر واسمى وأكمل من أن تنزعي عنه صفات ألوهيته وقهره وعزته وسمعه وبصره التي أثبتها لنا في القرآن الكريم

((نحن الذين بحاجة إلى صفات كي تستقيم بشريتنا ولا نشذّ عن الطريق المستقيم))

الصفات ليس شيئاً عيباً فالصفات ليست طعاماً أو شراباً.. ولعلك تخلطين بين الصفات والفضائل.. من اسمها هي مجرد توصيف لشيء وهذا تعريفها اللغوي .. مثلاً كأن تصفي شيء بأنه قادر وتصفي شيء بأنه عاجز ..
الله خلقنا إذاً هو قادر على خلقنا إذاً هو (قادر) ويحمل صفة اسمها (القدرة) .. وليس هذا يعني أنه يحتاج القدرة كي يكون! من أين تأتين بكلامك هذا ؟؟

(تحدي رقم 1) لماذا لا تأتيني بدليل أو سلطان على قولك بأن الصفات شيء معيب ؟
(تحدي رقم 2) لماذا لم تأتني بدليل أو سلطان على زعمك السابق بأن الله لا صفات له وأن المقصود بالصفات هو كما ذكرتِ ولو حتى حديث ضعيف ؟ لا جواب. لأنه ليس لديك دليل ولن يكون بل إنك تتبعين الهوى تماماً كالوثنيين !

((إن كنت تدّعي أن الله بقرآنه الكريم فضّل الإسلام عن باقي الأديان فأنت لم تفهم رسالة الله والقرآن))

بل أنتِ التي لم تفهم رسالة الله والقرآن وهو مليء بتسفيه أحلام القوم وتبيين عوار عقيدتهم سواء من أهل الكتاب (المحرفين) أو من الوثنيين وغيرهم ..

لقد فهم أبو جهل ما لم تفهميه أنت .. فقد فهم أبو جهل أن القرآن سفه عقيدته وحارب رسول الله على ذلك

(تحدي رقم 3) اعطني حديثاً ضعيفاً أو حتى موضوعاً يحاول فيه رسول الله إفهام أبي جهل (أو غيره) بأن الإسلام لم يسفه أحلامهم وأن الله يقبل منهم عقيدتهم الوثنية..

((كيف للخالق ذاته أن يقلل من كتاب هو أنزله مع رسول هو اختاره؟))

تحدثيني وكأنك لم تقرأي القرآن في حياتك .. الكتاب الذي أنزله قد حُرَّف .. لقد حرفه الأحبار والرهبان ولم يتعهد الله بحفظ هذه الكتب لعلمه المسبق أنها لن تكون الخاتمة وأوكل مهمة حفظه للأحبار والرهبان ولكنهم فرطوا بهذا الأمر العظيم ولهذا قلل الله من التوراة المحرفة التي بين أيدينا ولكنه لم يقلل من التوراة التي أنزلها على موسى بل مدحها..

((لا تدخل نفسك بأحكام اختص بها الله وحده .. من أنت لتحدد لله من الدين الأفضل الذي أنزله؟))

أنا لا شيء لأحدد الدين الأفضل .. أنا فقط وصلت بعقلي أن القرآن هو الحق والقرآن هو من أخبرني من هو الدين الأفضل .. لذلك لست أنا من دخلت نفسي بهذه الأحكام بل هذه الأحكام نزلت إلي في القرآن وأنا اتبعتها ..

((ولا أعتقد الله عنى الإسلام بالمفهوم الخاص المحصور بقرىن وسيدنا محمد )) ..

هل لاحظتي كلمة "لا أعتقد" ؟ إنها الظن في أزهى مظهر (وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً)

(تحدي رقم 4) أعطني دليلاً إن الله لم يعني الإسلام بالمفهوم الخاص المحصور بالقرآن وسيدنا محمد وفي المقابل عندي عشرات الأدلة على عكس ذلك..

((تحب الخالق وتفرّق بين كتبه واديانه التي أنزلها؟!!! غريب جداً ...))

بل أنت الغريبة .. لست أنا من فرق بين كتبه وأديانه فإن الدين واحد وهو الإسلام والشرائع مختلفة ونزلت في كتب مع أنبياء اختارهم الله .. ولكن ماذا أفعل إذا تم تحريف هذه الكتب .. مثلاً لن تجدي في الأناجيل الأربعة (حتى الحالية منها) أن المسيح طلب من تلاميذه أن يعبدوه ولم يصف نفسه بأنه الله المتجسد . ومع ذلك اتبع النصارى تحريفات شاؤول الطرسوسي وآمنوا بعقيدتهم الحالية التي لا وجود لها في الإنجيل (ولا حتى الإنجيل الحالي)

((لا تسمح لنفسك أن تعطيك أي حق لتحكم بشيء لا سلطان لك فيه ..))

نعم ليس لي سلطان فيه ولكن القرآن له كل السلطان ليفرق بين الأديان المحرفة وبين الدين الصحيح

((بل عليك ... تحب الخالق ... احبب كل ما أنزل ... لا تجزيء بالإيمان أو التسليم أو العشق ...))

مرة أخرى أنا أحب الخالق وأحب كل ما أنزل (قبل أن يحرف) ولكن علي أن أكفر بما تم تحريفه والإيمان بالنسخة الوحيدة التي لم تحرف وتكفل الله بحفظها ..

أرجو ألا تعذبي نفسك بالرد قبل أن تحضري الإجابة على التحديات الأربعة



هي :

لا تحتاج إلى تحضير ولا تحتاج إلى أدلة ... حتّى بموضوع التحريف لا أنا ولا أنت نعلم حقاً إن حرف القرآن أم "إنا له لحافظون" .. لا نعلم حتى ماهو المحرف منه وما ليس كذلك ... لا نعلم إن كانوا الرهبان حرفوه أو لم يفعلوا .. وكيف وماذا ومن.. بالنسبة لبقية الكتب السماوية..
وأوافق جداً على فكرتك بان المسيح لم يعلن أنه الله في أي من الأناجيل الأربع ... و الغريب أكثر أن تدخل نقاشاً "ناصحاً ومرشداً " بدل أن تدخله كمحاور ٍ ... خاصة وأنك لا تعرفني أبداً ولا أعرفك ... وربما لو كنا نفعل كنا إما اتفقنا بمرحلة ما لكن لكل منا طريقه وإما اختلفنا جداً لدرجة أن نوقف حتى النقاش ...
لم أدخل معك بحوار ناصحة ولا مرشدة ...
ولا أدري لماذا تريد الأمور ان تسير على مبدأ التحدي ... لترقمها وتفندها ...
على اية حال ...
الصفات ... لم أقل أنها معيبة ... ولكني قلت أنني أرفض أن نصف مالا نعلم .. حقاً أجبني ... نعشق الله ونقر بإلوهيته و كل شيء ولكن هل تعرفه؟ ماذا تعرف عنه إلا من خلال القرآن؟ ونعم هذا رائع أن نعرفه من خلال القرآن ... ولكن حقاً كيف هو ومن و و ... غيبيات نقدسها لأن أرواحنا التمست شيئاً من الحقيقة والحق والعشق الإلهي ...
ألا تخجل من أن تصفني بالوثنية وقلبي يدركه الله وليس أنت... ؟ ألا تستحي من خالقك أن تقرر هذا فقط لأني أرى الله مترفعاً عن الصفات .. الله صمد أتدري ماذا يعني هذا يا سيد؟ .. أجب نفسك ...
القرآن العربي الكريم لا شك هو خاتم الكتب كما نبينا الأكرم خاتم الأنبياء ... ولا شك أنه كافٍ و وافٍ وشافٍ و لكن لم تعتقد أن القرآن يفرق بين الأديان المحرفة ... هو جاء ليلم شعث المتفرقين فمنهم من رضي ومنهم من بقي على نسخته ... ولكن القرآن لم يأتِ ليبين عورات عقائد بل يبين عورات نفوس فهمت العقائد بشكل مغلوط ...
أخشى ما أخشاه اننا ندور في الفلك ذاته بمسارين مختلفين ولكن نيتك بأن تحاورني كي ترشدني وتنصحني تجعلني أقف عند هذا الحد ...
لله مافي القلوب وللبشر مايريدون ... السلام عليكم ...


أنا : بالنسبة لمسألة تحريف القرآن فيكفيكِ أن تعلمي أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يحمل سنداً متصلاً إلى قائله جل في علاه وهذا ما لن تجديه في أي كتاب آخر ولن أتعمق في المسألة أكثر من ذلك لأن شرحها سيطول..

وبالنسبة للمسيح والأناجيل فأنا أردت أن أفند زعمك بأن هذه الأديان جميعها من الله وأن الله يقبلها منهم لأنه هو من أنزل الإنجيل ! فاليوم يتبع حوالي ملياري إنسان تحريفات وأهواء بولس دون أن يملكوا دليلاً ملموساً على عقيدتهم .. وهذا ما تفعلينه أنتِ باتباعك أهواءك دون أدلة على عقيدتك..

دخلت إليكِ في البداية ناصحاً ومرشداً لأني أردت مساعدتك وإرشادك إلى الصراط المستقيم ولكن بعدما بدا منك الإصرار على اعتقاداتك دون أن تجلبي دليلاً واحداً عليها اضطررت أن أغير من أسلوبي لأنهي النقاش لأنه لن ينتهي هكذا ..

بالنسبة لإجابتك على الصفات فلن أجيبك كي لا أكرر كلامي السابق .. بإمكانك مراجعة تعليقي السابق كيلا ندور في حلقة مفرغة ..

أنا لم أصفك بالوثنية ولكني شبهت اتباعك هواك باتباع الوثنيين لهواهم واتبعت أسلوب القرآن في مطالبتك بدليل أو سلطان أو أثارة من علم ولكن كالعادة لا جواب.

تدعين أن "تعرفين" الله وأنا لا أعرفه .. فمعرفة الله بالنسبة إليك هو الركون إلى الأهواء والتأملات الشيطانية أما اتباع النص الصحيح الذي يصف فيه الله نفسه فهو جهل بالله وعدم معرفة به ! أي منطق هذا !

وكلامك الأخير عن أن القرآن بين عورات نفوس وليس عورات عقائد كالعادة مرسل ولا دليل عليه لذلك لن أرد عليه ..

بقي أن أسألك إذا كنت ترين كل الأديان صالحة من الذي سيدخل النار؟

سأضرب لك مثالاً .. أنت تمشين على الرصيف وبجوارك أعمى يمشي في منتصف الطريق وكلاكما يود الوصول إلى مسجد القرية .. وعلى الطريق هناك سيارة كبيرة مسرعة لا تستطيع تدارك سرعتها قبل أن تصل إلى الأعمى وستدهسه قريباً ...

الآن وجهة نظرك عن جميع الأديان تقول إن هذا الأعمى يسير على الطريق وسيصل في النهاية إلى المسجد لأننا كلنا نمشي على نفس الدرب وسنصل .. وستتركيه لمصيره المحتوم لتدهسه السيارة قبل أن يصل !

أما أنا فأقول إن هذا الأعمى يمشي على الطريق الخاطئ وهو الشارع والطريق الصحيح هو الرصيف فإما أن أتدارك هذا الأعمى قبل أن يكمل ضلاله في طريقه وأنقذه وأجلبه إلى الرصيف أو أنه لن يصل إلى المسجد حتماً .. فالطريق الآمن الوحيد الذي سيوصلنا إلى المسجد هو الرصيف ولا شيء غيره ..

الآن من منا على حق ومن على باطل ؟ ومن الذي يريد إنقاذ الأعمى هل الذي يقول له أنت على صواب أكمل كما أنت فكلنا سيصل ؟ أم الذي يتداركه ويجلبه إلى بر الأمان ؟

كلمة أخيرة اعتبريها نصيحة وأرجو أن تفتحي قلبك لها :


لقد ساقني القدر إلى صفحتك بعدما جذبني اسمها ولكني تفاجأت بمحتواها .. لربما أراد الله أن أكون حجة عليك ..

حاولي للحظة أن تستفيقي من اعتقاداتك وتفكري للحظة "ما صحة ما أعتقد به" .. صدقيني أنا أفعل هذا كل يوم تقريباً ..

فقط فكري للحظة "ماذا لو كان فلان على حق ودخل الجنة وكنت أنا على باطل ودخلت النار" .. أظن أن الموضوع يستحق إعادة النظر والاستفاقة من الغيبوبة أليس كذلك ؟ ولأن الأمر يستحق إعادة النظر مرات ومرات (لأنه لا يوجد فرصة ثانية) أقوم بسؤال نفسي هذا السؤال دائماً على الرغم من يقيني ومن اتباعي للأدلة ولكن لأني أرى الكل يغرق في متاهات عقائد ضالة أعود فأسأل نفسي من الصفر هل أنا على حق ومن ثم ازداد يقيناً أني على حق بفضل الله تعالى .. وما ذلك إلا لأن الأمر يستحق .. إنه فعلاً يستحق ..[/right]

هذا آخر رد عليها ولا زلت أنتظر ما ستكتبه .. أرجو من الأخوة أن يفيدوني بملاحظاتهم على كلامي أو أسلوبي في النقاش فأنا أستفيد من خبرتكم وعلمكم الكبيرين .. والسلام عليكم ورحمة الله