المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القواعد الإبستمولوجية بين النظرة الإلحادية والفيزياء الكمومية



mostafa nasr
09-18-2014, 10:46 PM
هذا المقال هو امتداد لتفنيد بعض اطروحات الملحدين من حيث حتمية القوانين وأنها واجبة ، فالملحد يعتقد أن القوانين ما دامت حتمية فبالتالي هي تعمل بطريقة مباشرة لا تحتاج إلى قوة خارجية تشغلها وبالتالي فهي لا تحتاج إلى خالق لها كما يعتقد المؤمنون ، وهو ما يسمى بالمبدأ الإبستمولوجي .
فما هي الإبستمولوجية ؟ وهل حقا تتفق الإبستمولوجيا مع هذا التصور ؟؟ وما موقف فيزياء الكوانتم من هذا التصور ؟؟ وهل حقا القوانين حتمية ؟؟ هيا بنا لنرى سويا .
ارجو منك عزيزي القاريء أن لا تتعجل الإجابات ، ودعنا نتتبع خطوات العلم وما وصل إليه سويا ، لنرى مدى صحة هذا الإدعاء من عدمه ، وارجو أن تتحلى بالصبر فالموضوع حقا يحتاج إلى وقفة لبيان الحق وتتبعه حيثما كان دون مجاملة لأحد.
نظرية المعرفة( Epistemology) هي فرع من فروع الفلسفة تهتم بطبيعة ومجال المعرفة. وهي تحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي المعرفة؟ كيف يمكن امتلاك المعرفة؟ وما هو مدى المعرفة بموضوع ما؟ يركز البحث والنقاش في هذا المجال على تحليل طبيعة المعرفة ومدى إرتباطها بمفاهيم الحقيقة والإيمان والتبربر.ومع أن طرق الإجابة عن هذه الأسئلة يتم باستخدام نظريات مترابطة فإنه يمكن عمليا فحص كل من هذه النظريات على حدة.
(ويكيبيديا )
مدارس نظرية المعرفة مختلفة, فالتجريبيون يردون المعرفة إلى الحواس, والعقليون يؤكدون أن بعض المبادئ مصدرها العقل لا الخبرة الحسية, وعن طبيعة المعرفة, يقول الواقعيون ان موضوعها مستقل عن الذات العارفة, ويؤكد المثاليون أن ذلك الموضوع عقلى في طبيعته لأن الذات لا تدرك الا الأفكار. وكذلك تختلف المذاهب في مدى المعرفة: فمنها ما يقول أن العقل يدرك المعرفة اليقينية, ومنها ما يجعل المعرفة كلها احتمالية, ومنها ما يجعل معرفة العالم مستحيلة.
إن الحقيقة العلمية نسبية ذلك أن تاريخ العلم لايقوم على وجود حقيقة واحدة ثابتة ونهائية وهومايجعل من العقلانية العلمية ليست عقلانية وثوقية ومنغلقة ونهائية وإنماعقلانية منفتحة تقوم على النفي والإثبات ، وهذا الطابع النسبي للحقيقة العلمية يبرز خاصة في العلم الفزيائي المعاصرالذي يتعلق بالميكروفيزيائي (فيزياء الكوانتم) فالحقيقة في إطار هذاالعلم لمتعد تقوم على الإبستمولوجيا كما هوالشأن في الفيزياءالكلاسيكية وإنماالحقيقة أصبحت احتمالية احصائية تقريبية جوازية . إن هذه السمة للحقيقة بماهي تقريبية اواحتمالية لا تشكك في علمية العلم وانما هو تعبيرعن انتقال من نموذج أو نطاق إلى آخر .
المصدر : أهمية علم النفس بالنسبة الاتجاهات الابستمولوجيا المعاصرة - ياسينكريكر
تقول د.يُمنى الخولي في كتاب فلسفة العلم في القرن العشرين ص 179 بعد أن قامت بسرد لأهم الإخفاقات في الفيزياء الكلاسيكية وظهور فيزياء الكوانتم وحل هذه المشاكل والعقبات ،وإثبات التجارب لصحتها وحلولها فتقول
(وبهذا فقد أصبحت الكوانتم نظرية شاملة تحكم قبضتها على علم الإشعاع والذرة ، العلم المتناهي في الصغر ، الذي تعجز الفيزياء الكلاسيكية عن التعامل معه ، ولن تجد أي همزة وصل بينه وبين حتمية ميكانيكيتها البائدة )....ثم تتابع الكلام قائلة (( إن عالم الكوانتم والذرة والإشعاع عالم لاحتمي ، وهذا انقلاب جذري في إبستمولوجيا العلم من النقيض إلى النقيض من الحتمية إلى اللاحتمية )).
وتقول في موضع آخر ص 183
(إن الفوتون هو الكوانتا وهو الجسيم في الإشعاع كمتميز عن المجموعة ، وإذا كان كل جسيم له كتلة ، فإن الفوتون كتلته صفر . وكان الفوتون من الكيانات التي أدت إلى الانقلابة الجذرية في إبستمولوجيا العلم ، وإلى أقوى وأرسخ تصور للاحتمية ، وهو الميكانيكا الموجية ).
ولكن هنا علينا أن نشير من الجانب الفيزيائي إلى أهم هذه الإخفاقات في الفيزياء الكلاسيكية وسقوط حتميتها ، وأهم الأشياء التي جاءت بها الكوانتم لنقد هذه الحتمية وتقديم الحلول التي تثبتها التجارب المتوالية .
في نهاية القرن التاسع عشر مطلع القرن العشرين أصبح لدى علماء الفيزياء قناعة بأنهم قد توصلوا إلى كل شيء في الفيزياء وأنهم قد أجابوا على كل الأسئلة والظواهر الطبيعية ولم يتبقى في الفيزياء شيء وذلك بالاعتماد على ثلاثة أعمده رئيسية شكلت ما يسمى اليوم الفيزياء الكلاسيكية Classical Physics وهذه هي:
1- قوانين نيوتن للحركة ، وقانونه الآخر الجذب العام.
2- نظرية ماكسويل التي وحدت المجالين الكهربائي والمغناطيسي في إطار نظري واحد وتسمى النظرية الكهرومغناطيسية Electromagnetic Theory
3- النظرية الحركية للغازات وقوانين الديناميكا الحرارية المسندة بقوانين الميكانيكا لبولتزمان والتي أمكن من خلالها تفسير كثير من الظواهر الإحصائيStatistical Mechanics .والمجهرية Microscopic الحرارية الجهرية Macroscopic
لكن نظرية الفيزياء لم تكن قد اكتملت بعد فعلا، إذ بقيت هنا وهناك بعض المسائل النظرية التجريبية التي كان الفيزيائيون يحاولون جاهدين لمعالجتها وتفسيرها ومن
أهم هذه المسائل
1. مشكلة الأثير . 2. مسألة انبعاث الطاقة وامتصاصها 3 .ظاهرة التأثير الكهروضوئي .
المصدر:حصاد القرن العشرين – المجلد الثالث – الفصل الثاني – د. محمد باسل الطائي
وكان ذلك سببا في ظهور فرع جديد في الفيزياء وإن شئت فقل فيزياء جديدة غيرت نظرتنا للعالم من حولنا وقلبت مفاهيمنا للأشياء وجعلت العلماء يعيدون النظر فيما كان من قبل وكانت فيزياء الكوانتم تثبت وجودها يوما بعد يوم وتجربة تتلوها أخرى لتصبح أهم نظرية في علم الفيزياء الحديث .
فيزياءالكوانتملا تعطينا تنبؤاً دقيقاً بنتيجة رصد أو قياس جملة كمية أو جسيم كمي إنما تكتفي بإعطاء مجموعة من النتائج الممكنة والمختلفة لكل منها إحتمال وجود معين، كما لا تستطيع تحديد طبيعة الجسيم إن كانت جسيمية أو موجية فهو يعتبر هذه الطبيعة نتيجة الرصد والقياس فعندما توجه إهتمامك للخاصية الموجية للجملة ترصد تلك الخواص ، وعندما تهتم بالخواص الجسيمية تبدو الجملة بشكل جسيم، وهو ما يضع الإبستمولوجيا في مأزق كبير بل ربما يهدمها!
المصدر:ميكانيكا الكم – ويكبيديا العربية
ويصيب النظرة الإلحادية للإبستمولوجيا بالشلل التام ، ويجعل الملحد في حالة ملحة لإعادة صياغتها ، ربما تركها والتوجه لطريق آخر غيرها لعله يجد فيه مطلبه !!
لقد قامت نظرية الكم بتقديم تصور غريب عن العالم الذري ودون الذري (ميكروسكوبي) يصدمنا ويبعدنا عن كل ما تعودنا عليه في الواقع الحياتي وما تقدمه الفيزياء الكلاسيكية من تصورات، لكنها بالرغم من كل ذلك تنجح إلى حد بعيد في تفسير حقائق العالم دون الذري وتعزز صحتها يوماً بعد يوم بتقديم تنبؤات غريبة لكن كل التجارب العلمية تأتي فيما بعد لتؤكد صحة هذه التنبؤات، كل هذا أدخل فيزياء الكوانتم في عمق نقاشات فلسفية حول طبيعة ما تطرحه ومدى قربه من الحقيقة .

ميكانيكا الكم – ويكبيديا العربية

وكان أبرز المفاهيم التي جاءت بها هو مفهوم اللاحتمية Indeterminism في نتائج عمليات القياس،حيثيمكن اعتماد مبدأ عدم التأكد لهايزنبرج لإبراز مفهوم اللاحتمية ، وإيضاح هذه التحولات العلمية وانعكاساتها على الحقيقة العلمية وطبيعتها ، ويشتمل هذا المبدأ (أعني مبدأ عدم التأكد) على انه لا يمكن ان نحدد موقع الالكترون وسرعته في آن واحد لأن تسليط شعاع ضوئي على الإلكترون لتحديده يؤثر في سرعته وموقعه ، حيث طاقة الفوتون ( الشعاع الضوئي ) تُضاف إلى طاقة الإلكترون وبالتالي فان العلاقات بين الموقع والسرعة تقوم على الارتياب وعدم التحديد والإحتمال ، وبهذا فإن مبدأ عدم التأكد يدل على تجاوز المفاهيم الكلاسيكية التي أصبحت عاجزة على التعامل مع هذا الواقع الجديد ، ومن هذه المفاهيم الحقيقة القائمة على التطابق والموضوعية والحتمية ، وهو ما يتعارض مع ما تقول به الإبستمولوجيا ويضعها في مأزق لم تخرج منه بعد !
دفاتر فلسفية : الحقيقة ، اعداد وترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي ص 78 دار توبقال
فميكانيكا الكم تثبت أن الظواهر الطبيعية لا تحدث بمجرد توافر شروطها (أي أنها ليست حتمية) وإنما هي احتمالية جوازية،
ملحدة كلية الشريعة – محمد العوضي - الرأي
فسقوط الجسيم على الأرض من مكان أعلى هو احتمالي جوازي وليس واجب احتمالي فقد يسقط الجسيم وقد لا يسقط (لا تتعجب فهناك احتمال قائم ولو واحد بالمليار أن لا يسقط)، وبهذا فهذه القوانين لا يمكن احتمالها بنفسها،ويجعلها تحتاج إلى قوة خارجية قائمة عليها في كل وقت (القيومية)، وقد يتخيل البعض بأن قوانين الفيزياء حتمية واجبة ، وهنا لابد أن نعلم بأن قوانين الفيزياء يمكن أن تحسب الاحتمالية لكنها لا تتحكم بها، كما وضحنا آنفا، فنحن في ميكانيكا الكوانتم نقرر احتمالية حدوث الحدث لكن ليس ماذا سيحدث بالضبط وهو ما يسمى بمشكلة القياس في ميكانيكا الكم .
ولقد قامت اللاحتمية على وجهين: الأول يتمثل في الطبيعة الإحتمالية لنتائج القياس (كما وضحنا آنفا) ، وأما الثاني فيتمثل في عدم الدقة الطبيعية الملازمة لنتائج القياس وارجو أن تعلم عزيزي القاريء أن (عدم الدقة هذا لا علاقة له بنوعية وحساسية الأجهزة المستعملة في القياس).
وعندما يتبين لنا من خلال التجارب والملاحظات (التي تثبت يوما بعد يوم وتجربة بعد أخرى صحة النظرية) بأن نظرية الكوانتم هي في وجهها العملي هذا نظرية قياس، وحين نعلم أيضا أن قوانين هذه النظرية هي القوانين الأكثر عمومية ودقة في الفيزياء، نُدرك جيدا أهمية مشكلة اللاحتمية الكمومية، ونعلم مدى المأزق الإبستمولوجي الذي تمثله هذه النظرية لفلسفة الطبيعة وللمعرفة العلمية ،هنا تسقط النظرة الإلحادية من قاموس المعرفة الحديث .
ولقد اختلف كبار علماء الفيزياء في تفسير هذا المبدأ (أعني مبدأ الاحتمالية)
أول هذه التفسيرات يعرف بتفسير كوبنهاجن ويعود بشكل أساسي إلى بور وزملائه، الذين يؤكدون أن الطبيعة الاحتمالية لتنبؤات نظرية الكوانتم لا يمكن تفسيرها بأي نظرية حتمية أخرى، وهي صفة أصيلة في الطبيعة التي نعيش بها وليست نتاجا لنقص في المعرفة والمعلومات نعاني منه، بإختصار نظرية الكوانتم ذات طبيعة إحتمالية لأن الطبيعة ذات طبيعة إحتمالية أساساً فما تفعله نظرية الكوانتم هو محاولة وصف قوانين الطبيعة كما هي.
بينما التفسير الثاني كان من أينشتاين أحد مؤسسي نظرية الكم ، حيث أعلن رفضه للاحتمية الكمية التي تنشأعن احتمالية القياسات، قائلاً (إن الإله لا يلعب النرد)، كانت هذه العبارة الشهيرة بمثابة رفض قاطع لفكرة ان تكون للطبيعة أصالة احتمالية، مرجحاً فكرة أن هناك نقص في المعلومات المتوفرة لدينا يؤدي إلى تلك الطبيعة الاحتمالية للنتائج ،بحيث نجد من تفسيره أن ميكانيكا الكوانتم هي ذي طبيعة إحصائية ، وأنها لا تنطبق إلا على حزمة الجسيمات وليس الجسيم المفرد. وعليه فنظرية الكوانتم ناقصة ينبغي إكمالها عن طريق تعويض النقص بالمعلومات ، وكان آينشتاين يعتقد أن العالم ينبغي حقاً أن يكون محكوماً بقوانين صارمة حتمية لا سبيل إلى خرقها أبداً (وهو ما يوافق الابستمولوجيا المعرفية)، وهو ما دعاه إلى القول بالمتغيرات الخفية ، فعن طريق هذه المتغيرات يمكن صياغة نظرية كاملة ذات طبيعة حتمية وهو ما تبين خطؤه لاحقا !!
وأما التفسير الثالث فكان عبارة عن نظرية العوالم المتعددة لهيوايفريت، حيث تقول هذه النظرية بأن جميع الإحتمالات التي تطرحها نظرية الكوانتم تحدث فعلياً في نفس الوقت في عدد من العوالم المستقلة المتوازية، وبالتالي يكون الكون المتشعب حتمياً في حين أن كل كون فرعي لن يكون إلا إحتمالياً....وعليه فإن مبدأ اللاحتمية الفيزيائي الذي نكشفه إثر عملية القياس هو نتيجة للتقلب الحاصل في حال العالم بين العوالم الإفتراضية المختلفة .
هناك أيضا تفسير رابع يعود إلى ديفيد بوم ، ويفترض هذا التفسيروجود دالة موجية عالمية غير محلية ، تسمح للجسيمات البعيدة بأن تتفاعل مع بعضها بشكل فوري، واعتماداً على هذا التفسير يحاول بوم أن يؤكد أن الواقع الفيزيائي ليس مجموعة من الجسيمات المنفصلة المتفاعلة مع بعضها كما يظهر لنا ، بل هو كل واحد غير منقسم ذو طبيعة حركية متغيرة دوماً.
ويتفق الفيزيائيين على أن أكثر هذه التفسيرات الأربعة نجاحا مما ذكرنا هو تفسير مدرسة كوبنهاجن،فلقد أثبتت التجارب العملية المتوالية أنه التفسير الأوفق حتى الآن.
لقد حاول آينشتاين البرهنة علميا على أن اللاحتمية الكمومية تقودنا إلى نتائج غريبة، حيث ظن أنها غير قابلة للتحقق عملياً (وذلك استنادا إلى مبدأ الابستمولوجيا) ، وبالتالي فإن هذا يعني أن نظرية الكوانتم غير كاملة على الأقل (من وجهة نظره) ،ولذا قام آينشتاين مشتركا مع ناثان روزن وبودولوسكي في العام 1935 بنشر بحثِ ( المعضلةE P R ) ، حيث أوضحوا خلال هذا البحث أن أزواج الجسيمات المغزلية ، تتمتع بصفة غريبة تجعل منها مترابطة بعضها بالبعض الآخر. فلو أننا أخذنا شعاعاً ضوئيا مثلاً ثم شطرناه نصفين بواسطة لوح نصف شفاف ثم قمنا بتغيير استقطاب أحد الشعاعين (أي تغيير مستوي تذبذب أحد الشعاعين ) ، فإن استقطاب الشعاع الثاني سيتبدل تلقائياً في لحظة آنية مهما كانت المسافة بين نهايات الشعاعين ، وهذا ما يكشف عن تعلق الفوتون الأول مع الفوتون الثاني تعلقا لحظيا. المشكلة في معضلة (أينشتاين ـ بودلسكي ـ روزن) هي أن هذا التعلق لاسببيا ، فلا يتطلب الأمر أن لا يأخذ تغيير الاستقطاب في الفوتون الثاني وقتا مهما بَعُدت المسافة بين الاثنين بل يحصل لحظيا. وطبقا للنظرية النسبية لآينشتاين حيث أن أحد أسسها التي قامت عليها هي أن أعلى سرعة في الكون هي سرعة الضوء، لذلك فقد اعتبر مثل هذا التعلق الذي يحصل آنياً حادثاً لاسببياً بالتأكيد. وهو ما يكشف عن تعلق الجسيمات في ميكانيك الكوانتم ببعضها على نحو غريب وغير مفهوم سببياً. وهذا ما يسمى التشابك الكمومي Quantum Entanglement .
وقد تتعجب عزيزي القاريء عندما تعلم بأن التشابك الكمومي الذي رفضه آينشتاين بعد التوصل إليه نظريا ، قد تم التحقق منه عملياً في العام 1982 بعد أن تطورت تقنيات علوم فيزياء الليزر بما يمكن إجراء هذه التجربة. على العكس مما كان يظنه آينشتاين أمراً غير قابل للتحقيق ، حيث بنى نظرته على المبدأ الإبستمولوجي الذي أسقطته ميكانيكا الكوانتم التي رفضها هو بنفسه ! ،
المأزقالإبستمولوجيللمعرفةالعلميةالمعاصرة - محمدباسلالطائي - الحوارالمتمدن
حيث خرج أينشتاين بعد ربع قرن عام 1949بعد هذا البحث الشاق وجدالاته المشهورة مع بور أحد آباء فيزياء الكوانتم ، معترفا بفشله تماما في استيعاب ميكانيكا الكوانتم حينما قال :- ( إن كل محاولاتي لكي أُكيِف الأسس النظرية للفيزياء مع الحقائق الجديدة ، قد باءت تماما بالفشل ، وكان الأمر يبدو بالضبط وكأن الارض تنزلق من تحت أقدامنا .. ويبدو الأمر بالنسبة لي معجزة) .
ورغم محاولات آينشتاين وجدالاته مع نظيره بور، إلا أن بور ظل مقتنعا بفكرته فمعادلاته صحيحة، وما توصل إليه كان أحد استنتاجات ميكانيكا الكم، واعتبر أن أينشتاين قد أسس مجادلته على خطأ، وذلك طبقا لاستناده إلى المبدأ الإبستمولوجي الذي رفض أن يتخلى عنه .
في تلك الفترة كان أغلب علماء الفيزياء ساخطين على تلك النظرية التي تهدد نظرتنا للعالم للأبد،وكان الجميع يتحاشاها لأنها تهدم المبدأ الإبستمولوجي الذي قامت عليه الفيزياء الكلاسيكية.
يقول العالم هندريك كرامرز عام 1920 :- (تشبه نظرية الكوانتم الانتصارات الأخرى في العلم تفرح بها عدة أشهر ثم تبكي سنوات بعدها) .. وقال العالم بول إبشتاين عام 1922 :- (إن القوانين الكمومية بالشكل الحالي هي إلى حد ما نظرية لاهوتية فيما يختص بالطبيعة ومن ثم فإن الكثير من العلماء لهم الحق في سخطهم على هذه القوانين)
يقول جيلز هولست العالم الفيزيائي عام 1923 ما يلي :- ( يمكن تشبيه نظرية الكوانتم بالدواء الذي يعالج المرض ولكنه يقتل المريض .)
وأخيرا التعليق المدهش للعالم النمساوي النابغة باولي عام 1925 :- ( مرة أخرى فإن الفيزياء حليف أعمى وعلى أية حال فقد أصبحت صعبة جدا بالنسبة لي إنني أفضل أن أكون ممثلا للروايات الهزلية في السينما أو شيء من هذا القبيل ولا أسمع المزيد عن الفيزياء .)
الإحتمالات المثيرة للنظرية الكمية تأليف :- ليونيد بونوماريف ص128
وبعد هذا العرض الوجيز نرى بما لا يدع مجالا للشك هدم العلم الحديث لمبدأ الإبستمولوجيا الذي يعتمد عليه الملحد في حتمية القانون وعدم احتياج الكون لخالق ، بل إن العلم يقول لنا بأنه لابد من وجود قوة ذات قيومية على عالمنا هذا في كل آن وإلا لانتهى عالمنا كما وضحنا آنفا .
إذا ثبتت هذه النظرية فسينتهي الإلحاد للأبد نظريا– د. هيثم طلعت

المراجع
كتاب فلسفة العلم في القرن العشرين تأليف د.يُمنى طريف الخولي .
http://www.scribd.com/doc/5998949/Quantum-mechanics-course-iwhatisquantummechanics
http://philsci-archive.pitt.edu/2328/1/handbook.pdf
http://assets.cambridge.org/97805218/29526/excerpt/9780521829526_excerpt.pdf
http://www.damtp.cam.ac.uk/strings02/dirac/hawking/
Stephen Hawking; Gödel and the end of physics
http://latticeqcd.blogspot.com/2005/06/most-accurate-theory-we-have.html
http://plato.stanford.edu/entries/qm-action-distance/
http://plato.stanford.edu/entries/qm-everett/

Albert Einstein, Boris Podolsky, and Nathan Rosen, "Can Quantum-Mechanical Description of Physical Reality Be Considered Complete?"Physical Review 47 (1935), p. 777.
http://en.wikipedia.org/wiki/EPR_paradox

كتاب الاحتمالات المثيرة للنظرية الكمية تأليف :- ليونيد بونوماريف

كريـم البرلسي
09-18-2014, 10:50 PM
مقال رائع ومفيد جدا
شكر الله لك

( محمد الباحث )
09-19-2014, 01:05 AM
مقال جميل اخي الكريم وفقك الله

الدكتور قواسمية
09-19-2014, 10:41 AM
"هذا المقال هو امتداد لتفنيد بعض اطروحات الملحدين من حيث حتمية القوانين وأنها واجبة ، فالملحد يعتقد أن القوانين ما دامت حتمية فبالتالي هي تعمل بطريقة مباشرة لا تحتاج إلى قوة خارجية تشغلها وبالتالي فهي لا تحتاج إلى خالق لها كما يعتقد المؤمنون ، وهو ما يسمى بالمبدأ الإبستمولوجي ."
ألتمس منكم أستاذي محمد الباحث توضيحا يخص هذا المقطع
قوانين العلم حتمية وواجبة حقا وليست هذا من ادعاء الملاحدة
أما الزعم بأن " مادامت القوانين العلمية حتمية فلا تحتاج لقوة خارجية لتعمل " فلا أظن أن ملحدا غربيا يقول هذا الهراء لأن ملاحدة الغرب مثقفون ...ان كان من يقول هذا ملحد من جنس عربي فلا يستحق الرد أصلا لأن الملحد العربي فضيحة حقيقية .هل تعلم ان 98 بالمئة من الملاحدة العرب ما زالوا يعتقدون أن الكون أزلي ولم يسمعوا بقصة الانفجار العظيم الى غاية هذا اليوم والذين سمعوا بها لا يعرفون فحواها..
القوانين حتمية بمعنى أن تكرار الأسباب يعطي دوما نفس النتائج وهذا صحيح على الاطلاق فكلما سخنا الماء تبخر وكلما رمينا جسما في الفراغ يسقط.
والقوانين هي مجرد وصف للعلاقة بين أشياء موجودة ولكن لا نعرف الى غاية هذا اليوم "قانون خالق" وان كانت هناك قوانين تخلق لخلقنا كمية من الذهب كي نصبح أثرياء
كما أن القوانين نفسها مخلوقة فالكون خلق من لاشيء.يعني لم يكن هناك مادة أو زمان أو مكان تعمل عليه القوانين وبالتالي فان القوانين خلقت أيضا مع خلق المادة والمكان والزمان .