المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش عميق



abo abas
09-22-2014, 08:58 PM
اود اناقش احد الاخوة نقاش عميق لاني امر بمرحلة شديدة من التشوش وتكالب الوساوس والشبهات وكل دليل اجده لدي عليه الف سؤال فارجو من احد الاخوة في المنتدى ان يبدا معي نقاش عميق كي احاصر الشبهات والوساوس التي تراودني واتخلص منه
نحن نقول ان عقلنا محدود ما الدليل على ان عقلنا محدود وهل يمكن لهذا المحدود ان يصل للحق ؟
ما هو اليقين وكيف اعرفه واميزه عن الظن والشكوك ؟
لماذا ديننا لا يمكن لنا نقده ولا البحث عن الاخطاء فيه لماذا هذا ممنوع ؟
ما هو الفرق بين الكفر والايمان والكافر والمؤمن ؟
مسائل الغيب من وجود ملائكة وجن كيف نتاكد منها ؟
الخلود في الجنة كيف سيكون وكيف نتصوره وهل هو ممكن ؟
ارجو من اخواني المساعدة للوصول الى اليقين والتخلص من هذه الشبهات والوساوس

أبو جعفر المنصور
09-22-2014, 09:32 PM
أما السؤال الأول والدليل على أن عقلك محدود

هو أنك تتعلم كل يوم وتتسع مداركك فكل شيء تتعلمه جديد يدل على أن معرفتك كان لها حدود من قبل

وأزيدك بياناً لو أن شخصاً قبل مائة سنة أخبرته بأنه يمكن أن يوضع ألف مجلد في قرص هل كان سيعقل هذا ؟

أم سيتهمك في عقلك ، ولو أخبرته بأنه يمكنه مخاطبة رجل في الصين وهو جالس في بيته لاتهمك في عقلك أو أنك ساحر

غير أن العقل المحدود هناك درجة من المعارف لا يمكن أن يجهلها من العقلاء إذا تجرد من الهوى

فالعقلاء لا يتنازعون أبداً أنهم إذا رأوا سيارة فاخرة ، بأنها من صنع صانع ماهر

فالله عز وجل أودع في الخلق درجة من فقه الحق لا يتخلف عنها أحد ، فإذا كان الإنسان دونها سمي بالمجنون ورفع عنه الخطاب ولم يعد مخاطباً بالأمر الشرعي

والأدلة على الحق كثيرة ومتنوعة ولا بد ان يكون فيها ما يناسب عقلك أو مستواك العلمي إن طلبت بتجرد

قال البخاري في صحيحه 7274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ أُومِنَ أَوْ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ

فباختصار العقل محدود عن معرفة كيفية الأمور الغائبة عنه والتي لا نظير لها عنده ولم يخبره عن كيفيتها أحد

وأعطيك مثالاً رجل قال لك ( عندي حديقة عجيبة مبهرة ) كيف تعرف كيفية هذه الحديقة بالعقل المجرد ! لا يمكن أن تتصور كيفيتها من تلك العبارة _ فقط ستنمو في ذهنك خيالات مبنية على المعهود عندك_ ولكنك إن كنت تثق بصدق هذا الرجل ستعلم بوجودها ومعرفة الكيفية لها ثلاثة طرق

الأولى : أن يخبرك هو نفسه فيقول ( فيها كذا وفيها كذا ) ويصف لك وصفاً دقيقاً

الثانية : أن ترى أنت بنفسك

الثالثة : أن ترى شيئاً نظيراً لها فيقال لك ( هي كهذه أو تشبهها )

بغير هذه الثلاثة لا يمكن أن تتصور تفاصيل كيفيتها بالعقل وهذا معنى قولنا ( العقل محدود )

وأما مسألة التمييز بين اليقين والشك فهذا من أعجب الأسئلة كأنك تسأل كيف أفرق بين المر والحلو

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (4/44) :" وهذا حال أئمة المسلمين وسلف الأمة وحملة الحجة فإنهم يخبرون بما عندهم من اليقين والطمأنينة والعلم الضروري كما في الحكاية المحفوظة عن نجم الدين الكبرى لما دخل عليه متكلمان أحدهما أبو عبدالله الرازي والآخر من متكلمي المعتزلة وقالا يا شيخ بلغنا أنك تعلم علم اليقين فقال نعم أنا أعلم علم اليقين فقالا كيف يمكن ذلك ونحن من أول النهار إلى الساعة نتناظر فلم يقدر أحدنا أن يقيم على الآخر دليلا وأظن الحكاية في تثبيت الإسلام فقال ما أدري ما تقولان ولكن 2 أنا أعلم علم اليقين فقالا صف لنا علم اليقين فقال علم اليقين عندنا واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها فجعلا يقولان واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها ويستحسنان هذا الجواب "

وأما مسائل الغيب فاعلم أنها بعيدة عن التجريب وإلا لما كانت غيباً

والإيمان بها متفرع عن الإيمان بالرسالة والتي كتب في موضوع إثباتها أبحاث كثيرة أرى من أجودها ما كتب أخونا القواسمة في باب الإعجاز العلمي وما كتب الأخ ابن سلامة

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56551-%C3%DE%E6%EC-%C7%E1%CF%E1%C7%C6%E1-%DA%E1%EC-%E4%C8%E6%C9-%E3%CD%E3%CF-%D5%E1%EC-%C7%E1%E1%E5-%DA%E1%ED%E5-%E6%D3%E1%E3-%28%28%28%E1%E1%E4%D4%D1%29%29%29

وهناك كتب كثيرة جداً في الموضوع غير أن موضوع الملائكة كان محل اتفاق بين المسلمين واليهود والنصارى والصابئة وعباد الأوثان وأقر به جميع الأنبياء الذين جاءوا إلى الأرض

ومعلوم لمتتبع تاريخهم أنهم كانوا ذوي ثقافات متعددة وفي بلدان مختلفة ومع ذلك دعوا لشيء واحد

ونفسياً لا يوجد أي مبرر لاختراع شيء مثل الملائكة في نفوس البشر

وأما الجن فقد ادعى بعض الناس أنهم يمكن أن يستدل على وجودهم حسياً بمشاهدة المس وهو أمر حسي مثبت من خلال آلاف الحالات وقد اعترف بقراط أبو الأطباء به

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (19/32) :" وجماهير الأمم يقر بالجن ولهم معهم وقائع يطول وصفها ولم ينكر الجن الا شر ذمة قليلة من جهال المتفلسفة والأطباء ونحوهم وأما أكابر القوم فالمأثور عنهم اما الإقرار بها وأما أن لا يحكى عنهم فى ذلك قول ومن المعروف عن بقراط أنه قال فى بعض المياه انه ينفع من الصرع لست أعني الذى يعالجه أصحاب الهياكل وإنما أعنى الصرع الذى يعالجه الأطباء وأنه قال طبنا مع طب أهل الهياكل كطب العجائز مع طبنا

وليس لمن أنكر ذلك حجة يعتمد عليها تدل على النفي وإنما معه عدم العلم إذ كانت صناعته ليس فيها ما يدل على ذلك كالطبيب الذى ينظر فى البدن من جهة صحته ومرضه الذى يتعلق بمزاجه وليس فى هذا تعرض لما يحصل من جهة النفس ولا من جهة الجن وان كان قد علم من غير طبه أن للنفس تأثيرا عظيما فى البدن أعظم من تأثير الأسباب الطبية وكذلك للجن تأثير فى ذلك"

كلام ابن تيمية هذا نفيس جداً

يذكر فيه أن بقراط الملقب ب( أبو الأطباء ) وهو فيلسوف كافر كان يقر بوجود المس ، وأن جهلة الأطباء المنكرين ليس معهم إلا عدم العلم بحسب معطيات صنعتهم



وأجهل الناس من يجعل عدم علمه علماً

وقد رأيت طبيبة لبنانية حائزة على الدكتوراة والزمالة في الولايات المتحدة الأمريكية وعندها جهاز تزعم أن من خلاله تستطيع أن تميز ما إذا كان في الإنسان جن أو لا من خلال رصد بعض الأمور التي لا تفسر طبياً بالمقاييس المعروفة

ثم تحيل إلى راق لا يأخذ مالاً ولو شاءت لكررت جلسات المريض وأخذت أموالاً طائلة بشهادتها

قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد في هدي خير العباد) (4/ 66 - 69) ما نصه:
(الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج.
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها).
إلى أن قال: (وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم.
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً! ويكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له"

وقد أحسن ابن القيم في سخريته من هؤلاء الجهلة

وقد قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/ 268) :" الثانى ان المضطر لا طريق له إلى إزالة ضرورته الا الأكل من هذه الأعيان وأما التداوي فلا يتعين تناول هذا الخبيث طريقا لشفائه فإن الأدوية أنواع كثيرة وقد يحصل الشفاء بغير الأدوية كالدعاء والرقية وهو أعظم نوعى الدواء حتى قال بقراط نسبة طبنا إلى طب أرباب الهياكل كنسبة طب العجائز إلى طبنا"

فهذا تواضع من بقراط وذلك أن نفع الرقية حسي معروف مشاهد ، وقد بلغ بالبعض في دعوى العقلانية إلى إنكار الحسيات كالمس والعين ، وهذه وإن كانت لا ترى إلا أن آثارها ظاهرة كآثار الكهرباء

ولو كان كل ما لا يرى ينكر وستنكر الجن لذلك بماذا يفسر تأثير السحرة على الناس وما يفعله أولئك السحرة الصوفية من إدخال السيوف إلى بطونهم ولعق النار ولا تفسير سوى التعامل مع الجن والسحر

وقد استدل ابن تيمية بأمر حسي على وجود المس

قال كما في مجموع الفتاوى (11/574) :" وهؤلاء الذين يدخلون النار مع خروجهم عن الشريعة هم من هذا النمط فان الشياطين تلابس أحدهم بحيث يسقط احساس بدنه حتى ان المصروع يضرب ضربا عظيما وهو لا يحس بذلك ولا يؤثر فى جلده فكذلك هؤلاء تلبسهم الشياطين وتدخل بهم النار وقد تطير بهم فى الهواء وإنما يلبس أحدهم الشيطان مع تغيب عقله كما يلبس الشيطان المصروع"

وهذا مشاهد إلى اليوم ، والذي أريد قوله أن العقلانية المزعومة وصلت ببعض هؤلاء الجهلة إلى إنكار المحسوس ، وجعل الجهل علماً

وقد صنف الطبيب يعقوب بن إسحاق الكندي رسالة في الفرق بين الجنون العارض من مس الشياطين وبين ما يكون من فساد الأخلاط ، ويعقوب نفسه كان متهماً في دينه ولكنه كان رأساً في الطب حتى قال الذهبي ( لا يلحق شأوه في ذلك العلم المتروك )

وحتى أمر الرؤى وهو أن المرء يرى رؤيا فتقع أو يذهب لمفسر فيفسرها بأمر سيقع ويقع أو يذكر له بعض أحواله الخفية هذا لا يمكن تفسيره إلا بوجود عالمي غيبي وهذا توجد عليه آلاف الأمثلة في العصر الحاضر والماضي ولا زالت إلى اليوم

بل تكرر بعض الرؤى لبعض الناس ثم يكون لها بعض الدلالات أمر معروف وظاهر

ولهذا وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها جزء من النبوة

وأما مسألة لماذا لا يمكننا نقد ديننا فهذا لأننا نؤمن بانه من الله وقد قامت عندنا الأدلة على ذلك وعلم الله فوق علمنا على أنه سبحانه قد أنزل كتاباً وتحدى ناقديه

وأما أمر الجنة فلا أدري بماذا أجيبك سوى أن أقول : لقد خلق الله عز وجل هذه الحياة كل شيء فيها له بداية ونهاية ليعلمك أنه لا بد لها من نهاية ، وما جعل الخلود إلا لأمر الآخرة حيث سيحكم الدنيا قوانين أخرى مختلفة عن التي موجودة الآن واستحضر ما قلته لك آنفاً

فالجنة أخبرنا رب العالمين عنها فعلمنا أنها موجودة ولكن كيفية الأمور التي فيها لم يخبرنا ولم نرها ولم لا نرى لها نظيراً فكيف يدرك عقلنا هذا ؟!

ونصيحتي لك وساوسك من أضعف الوساوس التي مرت علي ولكنها تؤثر عليك بقوة لعامل خارجي ابحث عنه وأزله بارك الله فيك

ولو تجاهلتها وحاولت التثقف شرعياً شيئاً فشيئاً لضحكت على سخفها فيما بعد

aboabd
09-22-2014, 10:56 PM
قصة العجوز مع الإمام الفخر الرازي
حيث قالوا لها إن هذا العالم يملك ألف دليل عقلي على وجود الله ، فقالت لهم : : لو لم يكن عنده ألف شك في وجود الله لما جمع ألف دليل ،
و عندما سمع الفخر الرازي بقولها قال : اللهم ارزقنا إيمان العجائز .