المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش عميق 2



abo abas
10-14-2014, 11:36 AM
السلام عليكم
اريد اناقش نقاش عميق اطرح فيه كل الشبهات والاسالة عندي حتى احاصر الشك وليسمح لي الاخوة بنقد كل دليل كي اصل في اخر الامر الى التخلص من الشكوك واحب ان ابدا من الادلة على وجود الله

أبو جعفر المنصور
10-14-2014, 03:45 PM
هذا أمر كتبت فيه عشرات المواضيع

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?581-%D8%D1%DE-%C7%CB%C8%C7%CA-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56235-%D1%C4%E6%D3-%C3%DE%E1%C7%E3-%DD%ED-%C7%E1%CF%E1%C7%E1%C9-%DA%E1%EC-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%C8%ED%E4-%C7%E1%DD%D8%D1%C9-%E6%C7%E1%C8%D1%C7%E5%ED%E4-%C7%E1%DA%DE%E1%ED%C9

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54240-%C3%E1%ED%D3-%E1%CF%ED%DF%E3-%CF%E1%ED%E1-%DA%E1%EC-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%BF/page2

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?30993-%CC%C7%E3%DA-%C7%E1%C3%CF%E1%C9-%DA%E1%EC-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%E3%DA-%E4%DE%CF-%D4%C8%E5%C7%CA-%C7%E1%E3%E1%C7%CD%CF%C9-%CD%E6%E1%E5%C7-%D3%E1%D3%E1%C9-%E3%CA%CC%CF%CF%C9

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51007-%C3%CF%E1%C9-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%CA%DA%C7%E1%EC-%C7%E1%DD%D8%D1%C9-%E6%C7%E1%DA%DE%E1-%E6%C7%E1%D4%D1%DA-%E6%C7%E1%CD%D3

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?15673-%C3%CF%E1%C9-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%DA%D2%E6%CC%E1-%CF%E1%ED%E1-%C7%E1%DA%E4%C7%ED%C9-%283-4%29

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56415-%CF%E1%ED%E1-%C7%E1%E4%D9%DC%DC%C7%E3-%DA%E1%EC-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?30993-%CC%C7%E3%DA-%C7%E1%C3%CF%E1%C9-%DA%E1%EC-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%E3%DA-%E4%DE%CF-%D4%C8%E5%C7%CA-%C7%E1%E3%E1%C7%CD%CF%C9-%CD%E6%E1%E5%C7-%D3%E1%D3%E1%C9-%E3%CA%CC%CF%CF%C9

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?1301-%C7%E1%C3%CF%E1%C9-%C7%E1%E3%C7%CF%ED%C9-%DA%E1%EC-%C7%E1%DB%ED%C8

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?10084-%DF%ED%DD-%C3%CA%C3%DF%CF-%E3%E4-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%BF%BF%BF-%ED%C7%D3%D1-%CC%C8%D1

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?20466-%C7%DF%CA%C8-%DF%CA%C7%C8%C7-%DD%ED%E5-%C7%E1%C3%CF%E1%C9-%C7%E1%DA%DE%E1%ED%C9-%DA%E1%EC-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%CA%DA%C7%E1%EC

وغيرها من المواضيع

وكل دلائل النبوة وكل الإعجازات العلمية وكل خوارق العادات وكل كرامات الأولياء وكل الرؤى

وفي الواقع هذا اجترار لأمر مكتوب فيه مواضيع كثيرة جداً

abo abas
10-14-2014, 04:11 PM
اخي ابو جعفر كل ما اريده هو النقاش العقلي حتى احاصر الشك اي انني اطرح كل اسالتي النقدية حتى في النهاية احاصر الشك النوجود في داخلي هذه المواضيع لاتشفي ما بي اريد نقاش عميق لابعد حد حتى تستكين نفسي وتطمان

ابن سلامة القادري
10-14-2014, 11:06 PM
لو كان الكون فوضى بلا سنن و لا قوانين و لا جمال و لا رحمة عند الكائنات و لا عدل و لا حياة حتى لحُقّ لك أن تشك في وجود الخالق الحكيم .. أما و الأصل في كل شيء في الكون هو الإتقان و الإحسان فلا أدري فيم تشك ؟
أنظر يا أُخيّ في خلوة مع نفسك و تأمل في خلقك لساعات .. و تفكّر : أين مكان الفوضى من نفسي .. و لماذا هناك إتقان و تكامل في كل جزء من جسدي ؟ و بالتالي : أنا صنعة من ؟ بل أنا لست فقط مجرد صنعة مادية أنا كائن حي متحرك مريد مفكر شاعر و متغير في نمو متسارع من صغر إلى كِبر و من قصور إلى نضج .. و اكتساب لشتى المواهب .. كنت مجرد نطفة و ها أنا ذا رجل سوي قادر فاعل .. و لدي قدرات مركبة عقلية نفسية جسدية جنسية .. إلخ .. أنا إذن صنعة من ؟ صنعة من ؟

فإن فكرت و أيقنت بعد هذا كله أنك مجرد فوضى .. فحلال عليك أن تكفر بالله بعد ذلك !!

abo abas
10-16-2014, 12:50 PM
اغتقد اخي ابن السلامة ان النقاش سيبرز مشكلتي اكثر ويجعلني احاصر الشكوك وهو الذي اريده

أبو جعفر المنصور
10-17-2014, 04:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبو العباس سأضع لك ثلاث محاضرات لرجال أجانب مسلمين

المحاضرة الأول لبلال فيليبس
http://www.youtube.com/watch?v=trdnkqE5MI4

المحاضرة الثانية : أخبرني عن الإله لحمزة تروزروس

وهي موجودة في صفحة أهل العقل في تويتر ولم أتمكن من وضعها

المحاضرة الثالثة : للدكتور لورانس براون

http://www.youtube.com/watch?v=trdnkqE5MI4

وبعدها أحيلك على كتاب ( هناك إله ) لأنتوني فلو الذي دك صروح الملاحدة

وبعدها لنخض حواراً لطيفاً

اعلم رحمك الله أن الناس فلاسفتهم _ في الغالب _ والمجوس واليهود والنصارى والبراهمة والبوذيين وعباد الأوثان كلهم اتفقوا على وجود خالق مع كل ما بينهم من الاختلافات

فما السبب ؟

والناس اختلفوا في حكمة الله ولم يختلفوا في وجوده واختلفوا في القدر ولم يختلفوا في وجوده واختلفوا في النبوات ولم يختلفوا في وجوده

فما السبب ؟

السبب أن وجود الله حقيقة فطرية وأقوى من كل هذه الحقائق

اعلم وفقك الله أن العقل كالبصر ، فعامة المبصرين يشتركون في إبصار أشياء معينة ، وبعض أمور لا يبصرها إلا حديد البصر ، وإذا كان في النظر ضعف احتاج إلى نظارات ، وإذا غاب شيء عن البصر احتاج إلى من يخبره

فكذلك العقل هناك أمور يشترك جميع العقلاء في بعض الحقائق والبعض لا يعقلها لتشويش فيحتاج إلى بعض البراهين وبعض الإيضاح والأمور التي تغيب عن العقل يحتاج فيها إلى الوحي

ولنقف هنا وقفة يسيرة

قول الأعرابي ( البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير ) هو لب المنطق وإن سخر منه الساخرون

إذا رأيت نظارات لا تشك أن لها صانعاً فكيف بعينيك وهي أدق من النظارات

وإذا رأيت رجل صناعية لا تشك أن لها صانعاً ، فكيف برجلك ما تلك إلا محاكاة لها

ولنأخذ مثالاً أعمق

إذا جلسنا أنا وأنت وقد رأينا رسمة على الحائط فقلت لك : هذه تكونت بصدفة سقوط دلو من الطلاء على الحائط ، فستنظر إلي شزراً وتقول ( بل هي مرسومة ) فقلت لك ( ما الدليل )؟

فقلت لي : انظر العينين المرسومتين وانظر تناسق الألوان وانظر كذا وكذا

الكون كهذه الرسمة يا أخي ، والثوابت الكونية وكون الكون له بداية وتسخير عامة ما في الأرض لمصلحة الإنسان ، وكل الجماليات في الكون التي لا يمكن تفسيرها بغير لمسة إلهية لهذا كانت ريشة الطاووس تزعج دارون

ولو فرضنا أن رساماً حاذقاً رسم رسمة فيها إبداع كثير ، فأراد إرشاد الناس إلى الجماليات التي فيها وقد لا يتنبهون لها

فرسم الرسمة مرةً أخرى مع إنقاص بعض الجماليات وفعل هذه مرة ثانية وثالثة ورابعة

ووضع الرسمة الكاملة إلى جانب الرسمات الأخرى فصار الناس يدركون جماليات الصورة الأولى بالنقص الوارد في الرسمات الأخرى

هذا مثال الأعمى والبصير ، والأصم والسميع في الناس والحكمة من وجودهم وقد دلت النصوص الشرعية في النبوات على أن هذا المبتلى يأجره على ابتلائه يوم القيامة إذا صبر وما الحياة الدنيا إلا متاع قليل

لهذا كان أينشتاين يقول ( يدي هذه دليل على وجود الله ) ومن يبصر آثار الصنعة في كل الجسد ثم إذا جهله في بعض الأماكن جعله دليلاً على عدم وجود الصانع هذا لا يصدر إلا عن مقدمة نفسية

فالمصنوع حتى لو كان رديئاً في نظرك هو مصنوع

ووجود الأسبوع عند عامة الأمم وتشوفهم للإله ، واستخدام الإنسان للنار فقط وشكل يد الإنسان والبصمة الوراثية وكونه المخلوق الوحيد الذي يلبس الملابس وكونه المخلوق الوحيد القادر على الصناعة والابتكار واختلاف لغات البشر وغيرها من الأمور كلها لا إجابة عليها بدون أديان

بل إن الشريعة الإسلامية بحد ذاتها دليل على وجود الإله ، فمن الغير المقنع أن رجلاً أمياً بعد الأربعين يتحول فجأة إلى بليغ يتحدى البلغاء ومناظر لاهوتي وفيلسوف ويأتي بشريعة دقيقة تأتي على جميع مناحي الحياة وتثبت نفسها على مدى أربعة عشر قرناً

وقل لي بربك مدعِ أمي ما الذي يهمه في إبقاء الناس على عقولهم وينهاهم عن الخمر الذي يحبونه

وقل لي بربك مدع أمي ما الذي يهمه في عدم اختلاط الأنساب فيشرع أحكام العدد ، ويحرم مجامعة الأمة وهي حامل ويفرض استبراءها بحيضة وإن ام تكن حاملاً

وقل لي بربك مدع أمي ما الذي يهمه في عدم حصول نزاع في المواريث فيشرع فيها أحكاماً دقيقة بعقلية حسابية عجيبة

وعلى هذا فقس

فإن قلت : لو كان الأمر بالوضوح الذي تدعي ما بال الإلحاد اليوم وهم يزعمون أن العلم معهم

فيقال : عامة هؤلاء على فريقين فريق هو يبغض الإله لداعي عدم فهم بعض تشريعاته أو أحكامه القدرية ولا يعطي نفسه مجالاً في النظر في النصوص الشرعية ، فهم كطفل ضربه والده فقال ( أنا أكرهك لست والدي )

وفريق إلحاده شهواني فهذا العصر سمته الشهوانية فوسائل الإعلام تركز بشكل مقزز على إثارة الشهوات خصوصاً الجنسية منها في الأفلام والمسلسلات والإعلانات حتى وصل الأمر إلى حلبات المصارعة والملاكمة ، فإذا استقرت الشهوانية في النفس كانت هناك رغبة في عدم وجود إله يحاسب في الآخرة من أطلق للشهوات العنان أو كانت هناك رغبة في عدم وجود مجتمعات متدينة تقيد الشهوات ، ومما يدل على ذلك أنك ترى منهم يقول ( أنتم تخوفوننا بالنار لكي نؤمن ) وكيف نخوفك بأمر لا تؤمن به ! ، ولا تجد أحداً منهم في الغالب يؤيد الأديان في الممارسات الواقفة أمام الإباحية ، ولا يجد مثلاً من يؤيد تعدد الزوجات كحل لمشكلة العنوسة وكثرة النساء وقلة الرجال ، أو يؤيد الفصل بين الجنسين في التعليم لكي يركز كل جنس على العلم بعيداً عن التفكير بالآخر ، أو يحارب التعري أو الألبسة النسائية المثيرة لكونها تثير الرجال وهذا يحد من تركيزهم على الأقل في أماكن العمل

حتى من جهة فلسفة عقلانية قل أن تجد فيهم من يوافق الأديان في بعض الأبواب ، وتجدهم باستمرار يقوون مع قوة الثورة الشهوانية

وقليل فقط من يغره دعوى الفصل بين العلم والدين حقاً ولا يتخذها ستاراً لمقدماته المريضة وهذه الدعوى نوقشت بقوة في كتب مؤلفة من أهمها كتاب ( صلاة الملحد ) وكتاب ( أنتوني فلو )

ومما يدل على وجود المقدمة النفسية وضع نتيجة لا تتناسب المقدمة ، فيجعل وجود شبهة على الإسلام سبباً للإلحاد ، والسؤال هنا لماذا لا يبحث في الأديان الأخرى ؟

بل إذا وجد حديثاً لا يعجبه لماذا لا يكتفي بإنكار الحديث فينطلق إلى إنكار وجود الله !

ونظرية التطور مثلاً يؤمن بها كثير من البوذيين ولا تعارض عقيدتهم ويؤمن بها بعض المنتسبين للإسلام ، ويؤمن بها القاديانية ويؤمن بها الرائيليون عباد كائنات الفضاء والزاعمين أن الأديان كلها جاءت منها

وكثير من حجج القوم لا تنطلي إلا على بعض الأديان دون بعض أو بعض المذاهب دون بعض وعامتها لا ينطلي على اللاأدية والربوبية

وحصر الأدلة بالأدلة التجريبية المحسوسة تعطيل للعقل فلا فائدة من العقل إذا كانت كل الأدلة محسوسة

هذه إضافة يسيرة أحببت أن أضيفها على ما قاله أخي ابن سلامة جزاه الله خيراً

أبو جعفر المنصور
10-19-2014, 02:53 PM
وهنا إضافة

مسألة وجود الله مسألة أعمق من الأدلة التقليدية بل هناك بينات يبصرها كل إنسان

ألا ترى أن رجلاً يعق والديه فيعقه أبناؤه بالطريقة نفسها

ألا ترى رجلاً يطغى على من هو أضعف منه فيتسلط عليه أقوى

ألا ترى خائناً يخان

هذه كلها آثار عدالة من الذي نظمها ومن الذي جعلها في هذا الكون ليخبرك أنه يحب العدل وأنه سيأتي يوم العدل المطلق

كثير من الجهلة الزنادقة لا يرى من يوم القيامة إلا نار جهنم ويراها فكرة مريعة

ولكن المريع أكثر أن تكون نهاية أفضل الناس وأسوأ واحدة

وأن المجرم الذي هرب من القانون لن ينال جزاءه أبداً ، وأن المرأة التي خانت زوجها لن تعاقب والمخلصة لن تثاب ومن افترى عليه ومن صدق وأنصفك مصيرهما واحد دون أي عقوبة أو تعويض لك

وأن الذي عاش معاقاً أو أعمى لن يعوض على هذا إذا صبر واحتسب

وهكذا وعلى هذا فقس

قد ذكر الله في القرآن أن آياته منها المحكم ومنها المتشابه

فهناك تشريعات يفهم عامة الناس متوسط المصالح منها ولكن هناك تشريعات لا يفقه كنهها إلا العلماء وربما عجز العلماء فالتفكير المنطقي أن يقال ( آمنا به كل من عند ربنا )

فالرب الحكيم لا يمكن لمخلوق أن يحيط بتفاصيل الحكمة ولو أحاط لما كان إلها حكيماً عظيماً لا تدرك حكمته كاملةً مفصلة كما لا تدرك عظمته كاملةً مفصلة

الملائكة جهلوا الحكمة من خلق آدم وقد رأوا بعض المفاسد فسلموا لحكمة الله فنجوا ، وإبليس كره السجود لآدم ولم يسلم الحكمة فهلك

ولولا ظهرت الحكمة من كل شيء على وجه يرى فيه الإنسان التشريعات بمنزلة الأكل والشرب لاستوى المؤمن والكافر بل الفاسق والبر ولم يكن هناك تمايز حقيقي ولا اختبار لإيمان ولا خضوع لإرادة الرب

أبو جعفر المنصور
10-25-2014, 10:59 PM
قال ابن حزم في الفصل :" مَّ تراكيب أَعْضَاء الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان من إِدْخَال الْعِظَام المحدبة فِي المقعرة وتركيب العضل على تِلْكَ المداخل والشد على ذَلِك بالعصب وَالْعُرُوق صناعَة ظَاهِرَة لَا شكّ فِيهَا لَا ينقصها إِلَّا رُؤْيَة الصَّانِع فَقَط
وَمن ذَلِك مَا يظْهر فِي الأصباغ الْمَوْضُوعَة فِي جُلُود كثير من الْحَيَوَان وريشه ووبره وشعره وظفره وقشره على رُتْبَة وَاحِدَة وَوضع وَاحِد لَا تخَالف فِيهِ كاضباغ الحجل والشفانين اليمام وَالسمان والبزاة وَكثير من الطير والسلاحف والحشارت والسمك لَا يخْتَلف تنقيطه الْبَتَّةَ وَلَا تكون أصباغه مَوْضُوعَة إِلَّا وضعا وَاحِدًا كأذناب الطواويس وَفِي السّمك وَالْجَرَاد والحشرات نوعا وَاحِدًا كَالَّذي يصوره المصور بَيْننَا
ثمَّ مِنْهَا مَا يَأْتِي مُخْتَلفا كأصباغ الدَّجَاج وَالْحمام والبط وَكثير من الْحَيَوَان فالبضرورة والحس نعلم أَن لذَلِك صانعاً مُخْتَارًا يفعل ذَلِك كُله كَمَا شَاءَ ويحصيه إحصاء لَا يضطرب أبدا عَمَّا شَاءَ من ذَلِك وَلَيْسَ يُمكن الْبَتَّةَ فِي حس الْعقل أَن تكون هَذِه المختلفات المضبوطة ضبطاً لَا تفَاوت فِيهِ من فعل طبيعة وَلَا بُد لَهَا من صانع قَاصد إِلَى صَنْعَة كل ذَلِك وَمن دري مَا الطبيعة علم أَنَّهَا قُوَّة مَوْضُوعَة فِي الشَّيْء تجْرِي بهَا صِفَاته على مَا هِيَ عَلَيْهِ فَقَط وبالضرورة يعلم أَن لَهَا وَاضِعا ومرتباً وصانعاً لِأَنَّهَا لَا تقوم بِنَفسِهَا وَإِنَّمَا هِيَ يحولة على ذِي الطبيعة وَمِنْهَا مَا نرى فِي لِيف النّخل والدوم من النسج الْمَصْنُوع يَقِينا بنيرين وسدى كَالَّذي يصنعه النساج مَا تنْقصنَا إِلَّا رُؤْيَة الصَّانِع فَقَط وَلَيْسَ هَذَا الْبَتَّةَ من فعل طبيعة وَلَا بنسج ناسج وَلَا بِنَاء وَلَا صانع أصباغ مرتبَة بل صَنْعَة صانع مُخْتَار قَاصد إِلَى ذَلِك غير ذِي طبيعة لكنه قَادر على مَا يَشَاء هَذَا أَمر مَعْلُوم بضرورة الْعقل وأوله يَقِينا كَمَا نعلم أَن الثَّلَاثَة أَكثر من الِاثْنَيْنِ فصح أَنه خَالق أول وَاحِد حق لَا يشبه شَيْئا من خلقه الْبَتَّةَ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْوَاحِد الأول الْخَالِق عز وَجل"

وقال أيضاً :" وَيعرف أَن للأشياء طبائع وماهية تقف عِنْدهَا وَلَا تجاوزها فتراه إِذا رأى شَيْئا لَا يعرفهُ قَالَ أَي شَيْء هَذَا فَإِذا شرح لَهُ سكت وَمِنْهَا علمه بِأَنَّهُ لَا يكون فعل إِلَّا لفاعل فَإِنَّهُ إِذا رأى شَيْئا قَالَ من عمل هَذَا وَلَا يقنع الْبَتَّةَ بِأَنَّهُ الْعَمَل دون عَامل وَإِذا رأى بيد آخر شَيْئا قَالَ من أَعْطَاك هَذَا وَمِنْهَا مَعْرفَته بِأَن فِي الْخَبَر صدقا وكذباً فتراه يكذب بعض مَا يخبر بِهِ وَيصدق بعضه ويتوقف فِي بعضه هَذَا كُله مشَاهد من جَمِيع النَّاس فِي مبدأ نشأتهم"

abo abas
10-26-2014, 12:13 AM
اخي ابو جعفر ولكنني ارى هذه الاشياء تتشكل بدون صانع فارى الجنين يتشكل بدون صانع او احد يشكله ويمكن ان يكون سبب تشكاه واصطفاف الخلايا بهذه الطريقة غير معروف لنا الا الان ما الذي يجعلنا ان الخالق هو الذي صنعها وشكلها

أبو جعفر المنصور
10-26-2014, 01:24 AM
اخي ابو جعفر ولكنني ارى هذه الاشياء تتشكل بدون صانع فارى الجنين يتشكل بدون صانع او احد يشكله ويمكن ان يكون سبب تشكاه واصطفاف الخلايا بهذه الطريقة غير معروف لنا الا الان ما الذي يجعلنا ان الخالق هو الذي صنعها وشكلها

هل تعتبر هذا إيراداً ؟

هذا التشكل والاصطفاف من أدلة وجود القوة الخفية يعني الخالق بهذا يذكرها رب العالمين بالقرآن فذلك من آثار قدرته فحين ترى شيئاً على خلاف القياس عليك أن تدرك أن الله الذي خلقه

فهذا كلام تافه يا أخي فالله يقول ( الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك )

فهذه الصنعة التي تفوق صنعة كل صانع لا بد لها من صانع

زيادة على ذلك هذا الأمر ما تكون إلا بسبب وفعل موجه من جماع رجل مع امرأة واتحاد مائه بمائها ولم يأتِ جنين من العدم ولو رأيت جنيناً ملقياً في الشارع فلن تقول ( ربما ليس له والدان ) والوالدان لهما والدان إلى أن تصل إلى آدم ثم تسأل من أين جاء آدم

فإيرادك هذا كإيراد من يرى آلة لصنع الفوشار تصنعه بشكل جيد بحيث أنك فقط تضع المكونات في الآلة ثم تذهب فتقوم بإعداده بشكل جيد ووضعه في طبق

فيقول ( هذه الآلة ليس لها صانع بدليل أنها تطهو الفشار بدون طاهي ) والسؤال من الذي وضع فيها هذه الآلية ؟

هذه علامة صنعة أصلاً

abo abas
10-26-2014, 01:37 AM
كيف يعني بخلاف القياس اخي

أبو جعفر المنصور
10-26-2014, 01:57 AM
كيف يعني بخلاف القياس اخي

يعني هناك حلقة مفقودة

فمثلاً لو حملت امرأة بدون زوج فهذا خلاف القياس يعني خلاف المعتاد فلا بد من وجود حلقة مفقودة لكي يكتمل هذا الأمر بالعقل

وخلق الإنسان وتركيبه هو من أكبر الحجج وأقواها على وجود الخلق والصنعة كما قدمت في كلام ابن حزم

قال ابن القيم في التبيان :" ثم قال {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} لما كان أقرب الأشياء إلى الإنسان نفسه دعاه خالقه وبارئه ومصوره وفاطره من قطرة ماء إلى التبصر والتفكر في نفسه فإذا تفكر الانسان في نفسه استنارت له آيات الربوبية وسطعت له أنوار اليقين واضمحلت عنه غمرات الشك والريب وانقشعت عنه ظلمات الجهل فإنه إذا نظر في نفسه وجد آثار التدبير فيه قائمات وأدلة التوحيد على ربه ناطقات شاهدة لمدبره دالة عليه مرشدة إليه إذا يجده مكوناً من قطره ماء لحوماً منضدة وعظاما مركبة وأوصالا متعددة مأسورة مشددة بحبال العروق والأعصاب قد قمطت وشدت وجمعت بجلد متين مشتمل على ثلاثمائة وستين مفصلاً ما بين كبير وصغير وثخين ودقيق ومستطيل ومستدير ومستقيم ومنحن وشدت هذه الأوصال بثلاثمائة وستين عرقاً للاتصال والانفصال والقبض والبسط والمد والضم والصنائع والكتابة
وجعل فيه تسعة أبواب فبابان للسمع وبابان للبصر وبابان للشم وبابان للكلام والطعام والشراب والتنفس وبابان لخروج الفضلات التي يؤذيه احتباسها
وجعل داخل بابي السمع مراً قاتلاً لئلا تلج فيها دابة تخلص إلى الدماغ فتؤذيه وجعل داخل بابي البصر مالحاً لئلا تذيب الحرارة الدائمة ما هناك من الشحم وجعل داخل باب الطعام والشراب حلواً ليسيغ به ما يأكله ويشربه فلا يتنغص به لو كان مراً أو مالحاً
وجعل له مصباحين من نور كالسراج المضيء مركبين في أعلى مكان منه وفي أشرف عضو من أعضائه طليعة له وركب هذا النور في جزء صغير جداً يبصر به السماء والأرض وما بينهما وغشاه بسبع طبقات وثلاث رطوبات بعضها فوق بعض حماية له وصيانة وحراسة وجعل على محله غلقاً بمصراعين أعلا وأسفل وركب في ذيل المصراعين أهداباً من الشعر وقاية للعين وزينة وجمالاً وجعل فوق ذلك كله حاجبين من الشعر يحجبان العين من العرق النازل ويتلقيان عنها ما ينصب من هناك وجعل سبحانه لكل طبقة من طبقات العين شغلاً مخصوصاً ولكل واحد من الرطوبات مقداراً مخصوصاً لو زاد على ذلك أو نقص منه لاختلت المنافع والمصالح المطلوبة وجعل هذا النور الباصر في قدر عدسة ثم أظهر في تلك العدسة صورة السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والعالم العلوي والسفلي مع اتساع أطرافه وتباعد أقطاره واقتضت حكمته سبحانه أن جعل فيها بياضاً وسواداً وجعل القوة الباصرة في السواد وجعل البياض مستقراً لها ومسكناً وزين كلاً منهما بالآخر وجعل الحدقة مصونة بالأجفان والحواجب كما تقدم والحواجب بالأهداب وجعلها سوداء إذ لو كانت بيضاء لتفرق النور الباصر فضعف الإدراك فإن السواد يجمع البصر ويمنع من تفرق النور الباصر وخلق سبحانه لتحريك الحدقة وتقليبها اربعاً وعشرين عضلة لو نقصت عضلة واحدة لاختل أمر العين
ولما كانت العين كالمرآة التي إنما تنطبع فيها الصور إذا كانت في غاية الصقالة والصفاء جعل سبحانه هذه الأجفان متحركة جداً بالطبع إلى الانطباق من غير تكلف لتبقى هذه المرآة نقية صافية من جميع الكدورات ولهذا لما لم يخلق لعين الذبابة أجفاناً فإنها لا تزال تراها تنظف عينها بيدها من آثار الغبار والكدورات"

قال أبو الشيخ الأصبهاني المتوفى 369 في كتابه العظمة (1/271) :" ذِكْرُ نَوْعٍ مِنَ التَّفَكُّرِ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَحُكْمِهِ، وَتَدْبِيرِهِ، وَسُلْطَانِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] فَإِذَا تَفَكَّرَ الْعَبْدُ فِيِ ذَلِكَ اسْتَنَارَتْ لَهُ آيَاتُ الرُّبُوبِيَّةِ، وَسَطَعَتْ لَهُ أَنْوَارُ الْيَقِينِ، وَاضْمَحَلَّتْ عَنْهُ غَمَرَاتُ الشَّكِّ، وَظُلْمَةُ الرَّيْبِ، وَذَلِكَ إِذَا نَظَرَ إِلَى نَفْسِهِ وَجَدَهَا مُكَوَّنَةً مَكْنُونَةً مَجْمُوعَةً مُؤَلَّفَةً مَجْزَأَةً مُنَضَّدَةً مُصَوَّرَةً مُتَرَكِّبَةً بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَيَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ مُدَبَّرٌ إِلَّا بِمُدَبِّرٍ، وَلَا مُكَوَّنٌ إِلَّا بِمُكَوِّنٍ، وَتَجِدُ تَدْبِيرَ الْمُدِبِّرِ فِيهِ شَاهِدًا دَالًّا عَلَيْهِ كَمَا تَنْظُرُ إِلَى حِيطَانِ الْبِنَاءِ، وَتَقْدِيرِهَا "، وَإِلَى السَّقْفِ الْمُسَقَّفِ فَوْقَهُ بِجُذُوعِهِ، وَعَوَارِضِهِ، وَتَطْيِينِ ظَهْرِهِ، وَنَصْبِ بَابِهِ، وَإِحْكَامِ غَلْقِهِ، وَمِفْتَاحِهِ لِلْحَاجَةِ إِلَيْهِ. فَكُلُّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى بَانِيهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ، فَكَذَلِكَ هَذَا الْجِسْمُ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ، وَتَفَكَّرْتَ فِيهِ وَجَدْتَ آثَارَ التَّدْبِيرِ فِيهِ قَائِمَةً شَاهِدَةً لِلْمُدَبِّرِ دَالَّةً عَلَيْهِ، فَقَدْ أَيْقَنَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئًا، وَلَا كَانَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ أَثَرٌ وَلَا ذِكْرٌ، فَصَارُوا، وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنْفُسًا مَعْرُوفَةً مُصَوَّرَةً مَجْسُومَةً، قَدِ اجْتَمَعَتْ فِيهَا جَوَارِحُ، وَأَعْضَاءٌ بِمِقْدَارِ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا لَمْ يَزِدْ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهَا مِنْ قَطْرَةِ مَاءٍ لُحُومًا مُنَضَّدَةً، وَعِظَامًا مُتَرَكِّبَةً بِحِبَالِ الْعُرُوقِ، وَمَشْدَودَةً بِجِلْدٍ مَتِينٍ مُوَفًّى لَحْمُهُ وَدَمُهُ مَا قَدْ رُكِّبَتْ فِيهِ مَائَتَانِ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ عَظْمًا، وَشُدَّتْ بِثَلَاثِ مِائَةٍ وَسِتِّينَ عِرْقًا فِيمَا بَلَغَنَا لِلِاتِّصَالِ، وَالِانْفِصَالِ، وَالْقَبْضِ ، وَالْبَسْطِ، وَالْمَدِّ، وَالضَّمِ، وَيَجْعَلُ فِيهِ تِسْعَةَ أَبْوَابٍ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهَا، فَمِنْهَا أُذُنَاهُ الْمَثْقُوبَتَانِ لِحَاجَةِ السَّمْعِ قَدْ جُعِلَ مَاؤُهُمَا مُرًّا لِئَلَّا يَلِجَ فِيهَا دَابَّةٌ، فَتَخْلُصَ إِلَى الدِّمَاغِ، وَذَلِكَ الْمَاءُ سُمٌّ قَاتِلٌ، وَعَيْنَاهُ لِحَاجَةِ الرُّؤْيَةِ مِصْبَاحَانِ مِنْ نُورٍ مُرَكَّبَانِ فِي لَحْمٍ وَدَمٍ، وَقَدْ جُعِلَ مَاؤُهُمَا مَالِحًا لِئَلَّا يُفْسِدَهُمَا حَرَارَةُ النَّفَسِ بِالنَّفَسِ، وَلَا يَذُوبَانِ لِأَنَّهُ شَحْمٌ، وَمَنْخِرَاهُ الْمَثْقُوبَتَانِ لِحَاجَةِ الشَّمِّ ، وَالنَّفَسِ، وَإِلْقَاءِ مَا يَجْتَمِعُ فِي رَأْسِهِ مِنْ قَذَرِ الْمُخَاطِ، وَفُوهُ الْمَشْقُوقُ لِحَاجَةِ التَّنَفُّسِ وَالْكَلَامِ وَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، قَدْ جُعِلَ مَاؤُهُ عَذْبًا لِيَجِدَ لَذَّةَ الْمَطَاعِمِ وَطَعْمَ الْمَذَاقَاتِ، مُرَكَّبَةٌ فِيهِ الْأَسْنَانُ لِحَاجَةِ الْمَضْغِ مِنْ أَعْلَى وَأَسْفَلَ، كَحَجَرَيْ رَحًى يَطْحَنَانِ الطَّعَامَ بَيْنَهُمَا، دُونَهُمَا مَجْرَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ حَتَّى يَسُوقَ إِلَى الْمَعِدَةِ، وَهِيَ كَالْقِدْرِ فِي الْجَوْفِ قَدْ وُكِّلَتْ بِهَا نَارٌ تُنْضِجُهُ فِيهَا، وَهِيَ الْكَبِدُ بِدَمِهَا، قَدْ وُكِّلَتْ بِذَلِكَ الطَّعَامِ أَرْبَعٌ مِنَ الرِّيَاحِ رِيحُ تَسُوقُهُ مِنَ الْفَمِ إِلَى الْمَعِدَةِ، وَرِيحٌ تُمْسِكُهُ فِي الْجَوْفِ إِلَى أَنْ يَصِلَ نَفْعُهُ إِلَى الْبَدَنِ، وَرِيحٌ تَصْرِفُ صَفْوَتَهُ فِي الْعُرُوقِ كَمَا يُطْرَدُ الْمَاءُ فِي الْأَنْهَارِ، وَرِيحٌ تَدْفَعُ ثِقَلَهُ وَفَضْلَهُ، وَذَلِكَ حِينَ يَجِدُ فِي جَوْفِهِ تَجْرِيدَ الْخَلَاءِ وَالْبَوْلِ، وَقُبُلُهُ وَدُبُرُهُ لِحَاجَتِهِ إِلَى طَرْحِ ذَلِكَ الْفَضْلِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَوْنٌ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي بِهَا تُنَالُ اللَّذَّاتُ، وَتُدْرَكُ الطَّلَبَاتُ، وَتحَيْى النَّفْسُ ، وَيَطِيبُ الْعُمُرُ، وَلَوْ نَقَصَ مِنْهَا لِامْرِئٍ عُضْوٌ أَوْ جَارِحَةٌ لَطَفِقَ مَنْقُوصَ الْحَظِّ مِنْ شَهْوَتِهِ، وَعَاجِزًا عَنْ إِدْرَاكِ بُغْيَتِهِ، وَلَوْ زَادَ فِيهَا لَضَرَّتْهُ الزِّيَادَةُ وَتَأَذَّى بِهَا وَأَظْهَرَتْ فِيهِ عَجْزًا كَمَا يُظْهِرُهُ النَّقْصُ مِنْهَا، وَإِنْ خَصَّ اللَّهُ عَبْدًا بِنُقْصَانٍ أَوْ زِيَادَةٍ فِي عُضْوٍ أَوْ جَارِحَةٍ فَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى ابْتِلَائِهِ وَاخْتِبَارِهِ وَتَعْرِيفِ مَنْ خَلَقَهُ سَوِيًّا فَضْلَ إِنْعَامِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَقَدْ عَلِمَ الْمَخْلُوقُ أَنَّهُ مُدَبِّرٌ، وَأَنَّ لَهُ خَالِقًا هُوَ مُدَبِّرٌ لِأَنَّهُ وَجَدَ الْعَيْنَ مُدَبِّرَةً لِلْبَصَرِ، وَلَوْلَاهَا لَكَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى النَّظَرِ، وَلَا يَرَى الدُّنْيَا، وَلَا عَجَائِبَهَا، وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْقَبِيحِ فِيهَا، وَالْأُذُنَ تَسْتَمِعُ، وَلَوْلَاهَا لَكَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى سَمْعِ كَلَامِهِ لَا يَسْمَعُ كَلَامًا، وَلَا حِسًّا، وَلَا هَمْسًا، وَلَا يَسْتَفِيدُ أَدَبًا، وَلَا عِلْمًا، وَلَا يُدْرِكُ قَضَاءً وَلَا حُكْمًا، وَالْأَنْفَ لِلشَّمِّ، وَلَوْلَاهُ لَكَانَ لَا يَتَلَذَّذُ بِاسْتِنْشَاقِ طِيبٍ، وَلَا بِنَسِيمِ رِيحٍ، وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ دَوَاءٍ نَافِعٍ، وَسُمٍّ قَاتِلٍ، وَالْفَمَ مُشْرَعًا إِلَى مَا اسْتَبْطَنَ مِنْهُ بِهِ يَنْزِلُ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ، وَيَصْعَدُ النَّفَسُ وَالْكَلَامُ، وَلَوْلَاهُ مَا ذَاقَ طَعْمَ الْحَيَاةِ، وَلَا تَخَلَّفَ سَاعَةً عَنْ مَنْهَلِ الْأَمْوَاتِ، وَاللِّسَانَ لِلنُّطْقِ، وَلَوْلَاهُ لَكَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى دُعَاءٍ، وَلَا نِدَاءٍ، وَلَا عَلَى نَجْوًى، وَلَا عَلَى طَلَبِ شَيْءٍ ابْتَغَى أَوِ اشْتَهَى، وَلَا عَلَى شَكْوَى أَوْ وَصْفِ بَلْوَى، وَالْيَدَ لِلْبَطْشِ، وَلَوْلَاهَا لَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ قَبْضًا، وَلَا بَسْطًا، وَلَا تَنَاوُلًا، وَلَا دَفْعًا، وَلَا تَلَقُّمًا، وَلَا حَكًّا، وَالرِّجْلَ لِلْمَشْيِ، وَلَوْلَاهَا كَانَ لَا يَخْطُو، وَلَا يَنْهَضُ، وَلَا عَنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يَنْتَقِلُ، وَالْفَرْجُ مَعِينُ الشَّهْوَةِ، وَنَهْجٌ لِلنُّطْفَةِ، وَلَوْلَاهُ لَكَانَ لَا يُوجَدُ لَهُ نَسْلٌ، وَلَا يُرَى لَهُ عَقِبٌ، وَسَبِيلُ سَائِرِ الْجَوَارِحِ الَّتِي لَمْ نَصِفْهَا بِسَبِيلِ مَا قَدْ أَتَى وَصْفُنَا عَلَيْهِ مِنْهَا، وَفِي التَّفَكُّرِ فِي الْأَمْعَاءِ، وَمَا فِيهَا مِنَ الْهَوَاءِ، وَالدِّمَاغِ ، وَالْعَصَبِ وَالشَّوَي اللَّاتِي مِنْهَا مَا هِيَ بِمَجَارِي الْأَطْعِمَةِ، وَالْأَشْرِبَةِ، وَالْأَغْذِيَةِ، وَمِنْهَا مَا هِيَ مَقَاطِنُ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ وَالْعَقْلِ وَالْحِلْمِ وَالْجَهْلِ وَالْعِلْمِ وَالْحَذْقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَفِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ الْمَاءُ الدَّافِقُ وَيَخْرُجُ مِنْهُ الْخَلْقُ الْكَامِلُ، وَفِي الْمَفَايِحِ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا الدَّمُ وَالنَّفَسُ، وَالَّتِي يَنْزِلُ عَلَيْهَا مِنَ الْأُنْثَى لِلْوَلَدِ، وَالَّتِي تَنْشَقُّ مِمَّا يَدْخُلُ الْجَوْفَ مَا تَحْيَى بِهِ النَّفْسُ، وَيَرْبُو عَلَيْهِ الْجِسْمُ، وَالَّتِي يَخْرُجُ بِهَا مَا تَقْضُمُهُ الْمَعِدَةُ مِمَّا لَوْ بَقِيَ فِيهَا لَقَتَلَ صَاحِبَهَا الشِّدَّةُ، وَفِي وُرُودِ الرُّوحِ الْبَدَنَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرَى مِنْ أَيْنَ وَرَدَ؟ أَوْ كَيْفَ حَدَثَ؟ وَصُدُورِهِ عَنْهُ بِلَا أَنْ يُعْلَمَ كَيْفَ صَدَرَ؟ وَأَيْنَ ذَهَبَ؟ ثُمَّ إِنَّ الْخَلْقَ جَمِيعًا عَلَى سَبِيلَيْنِ ذُكُورٍ وَإِنَاثٍ، وَالْأَنَامُ طُرًّا عَلَى نَوْعَيْنِ: رِجَالٍ وَنِسَاءٍ، وَإِنَّ جَوَارِحَ كُلِّ أَحَدٍ عَلَى مِثَالِ غَيْرِهِ، وَصُورَةَ كُلِّ وَاحِدٍ تَخْتَلِفُ عَنْ صُورَةِ غَيْرِهِ، فَأَيُّ دَلِيلٍ لِمُدَّعِي حَقٍّ فِي دَعْوَاهُ أَوْضَحُ مِمَّا وَصَفْتُ؟ وَأَيُّ حُجَّةٍ لَهُ أَوْكَدُ مِمَّا أَحَضَرْتُ؟ أَلَا يَعْلَمُ الْمُعَطِّلُ الشَّقِيُّ الْجَاهِلُ الَغَوِيُّ حِينَ لَمْ يَكُنْ لِنَفْسِهِ فِي خَلْقِهِ صُنْعٌ، وَلَا عَرَفَ لَهَا فِي الْأَرْضِ صَانِعًا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمُتَّفِقَةِ الْمُنْتَظِمَةِ الْمُلْتَأَمَةِ الْمُتَشَاكِلَةِ الْمُجْتَمِعَةِ فِي خَلْقٍ وَاحِدٍ، وَكُلُّ أَحَدٍ سَبِيلُهُ سَبِيلُ ذَلِكَ الْوَاحِدِ، وَمَثَلُ هَذِهِ الْعَجَائِبِ الَّتِي يُعْجِزُ عِلْمُ كَوْنِهَا فَضْلًا عَنْ إِحْدَاثِ مِثْلِهَا لَا تَتَكَوَّنُ مِنْ ذَاتِهَا، وَلَا يَسْتَطِيعُهُ إِلَّا حَكِيمٌ قَدِيرٌ عَلَى إِنْشَائِهَا، ثُمَّ الدَّلَائِلُ الْوَاضِحَةُ، وَالْعَلَامَاتُ الْبَيِّنَةُ فِي تَغَيُّرِ الْأُمُورِ وَتَصَرُّفِ الدُّهُورِ الَّتِي لَا يَسْتَطِيعُ دَفْعَهَا، وَلَا إِحْدَاثَ مِثْلِهَا الْمُلُوكُ بِسُلْطَانِهِمْ، وَلَا الْمُثْرُونَ بِأَمْوَالِهِمْ، وَلَا أُولُو الْقُوَّةِ بِقُوَّتِهِمْ، وَلَا أَهْلُ الرَّأْي بِتَدْبِيرِهِمْ، وَفِي الْعَجَائِبِ الَّتِي يَحَارُ فِيهَا الْبَصَرُ، وَيَعْجَزُ عَنْ وَصْفِهَا الْبَشَرُ مِمَّا قَدْ صَارَتْ كُلُّهَا مُدَبِّرَةً لِمَصَالِحِ الْأَنَامِ وَأَرْفَاقِهِمْ وَأَغْذِيَتِهِمْ وَأَرْزَاقِهِمْ بِغَيْرِ صُنْعٍ فِيهَا لَهُمْ، وَلَا حَوْلٍ وَلَا قُوَّةٍ مِنْهُمْ، فَلَوْ رَجَعَتِ الْأَرْوَاحُ إِلَى أَجْسَامِ كُلِّ مَنْ مَضَى مِنَ الدُّنْيَا فَاجْتَمَعُوا مَعَ كُلِّ مَنْ بَقِيَ عَلَى تَغَيِيرِ شَيْءٍ مِنْهَا أَوْ خَلْقِ شَيْءٍ مِثْلَهَا بِإِفْرَاغِ الْوُسْعِ، وَفَرْطِ الِاجْتِهَادِ، وَبَذْلِ الْأَمْوَالِ مَا اسْتَطَاعُوهُ، وَلَا قَدَرُوا عَلَيْهِ، فَمِنْهَا سَمَاءٌ قَائِمَةٌ فِي الْهَوَاءِ بِغَيْرِ عَمَدٍ، وَلَا أَطْنَابٍ تُرَى تُظِلُّهُمْ، وَتُبْدِي مِنْ زِينَتِهَا لَهُمْ نُجُومًا طَالِعَاتٍ زَاهِرَاتٍ جَارِيَاتٍ لَهَا بُرُوجٌ مَفْهُومَةٌ، وَمَطَالِعُ مَعْلُومَةٌ، وَهِيَ عَلَامَاتٌ لِلسَّفَرِ يَهْتَدُونَ بِهَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ أَوَّلَ كُلِّ نَهَارٍ مِنْ مَشْرِقِهَا، وَتَغِيبُ آخِرَهُ فِي مَغْرِبِهَا لَا يُرَى لَهَا رُجُوعٌ، وَلَا يُعْرَفُ لَهَا مَبِيتٌ تُنِيرُ، فَيَسْتَضِيءُ بِضَوْئِهَا الدُّنْيَا لَهُمْ، تَزْهُو وَتَحْمِي فَتَرْبُو بِحَرِّهَا الزُّرُوعُ، وَتَلْحَقُ وَهِيَ لِلْفَقِيرِ دِثَارٌ فِي الْقُرِّ وِلِلْغَنِيِّ عَوْنٌ فِي الْحَرِّ، وَقَمَرٌ يَبْدُو عَلَى آيِ الْبُرُدِ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ فَيَعْرِفُونَ بِهِ عَدَدَ الشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ، وَصُبْحٌ يُفْلَقُ، فَهُوَ لَهُمْ مَعَاشٌ يَتَصَرَّفُونَ فِيهِ لِأُمُورِهِمْ، وَلَيْلٌ يَغْسَقُ فَهُوَ لَهُمْ سَكَنٌ يُرِيحُونَ فِيهِ أَبْدَانَهُمْ بِهُجُوعِهِمْ، وَأَزْمِنَةٌ نَفَّاعَةٌ لِلْخَيْرَاتِ جَلَّابَةٌ تَنْتَقِلُ فِي كُلِّ حَوْلٍ مِرَارًا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، ثُمَّ تَعُودُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الْحَوْلِ إِلَى أَوَّلِ حَالٍ، فَلَهُمْ فِي كُلِّ حَالٍ مِنْهَا سَبَبٌ يُجْرِي عَلَيْهِمْ نَفْعًا وَيَجْلُبُ إِلَيْهِمْ رِزْقًا، وَرِيَاحٌ لَا يُرَى لَهَا جِسْمٌ وَلَا يُعْرَفُ لَهَا كِنٌّ تُلَقِّحُ لَهُمُ الْأَشْجَارَ، فَتَحْمِلُ لَهُمُ الثِّمَارَ وَتُرَوِّحُ الْأَجْسَامَ، وَتُطَيِّبُ الْأَبْدَانَ، وَهِيَ مَطْرَدَةٌ لِلْآفَاتِ الَّتِي تَحْدُثُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، سَحَابٌ يُدِرُّ عَلَيْهِمُ الْغَيْثَ فِي أَوَانِ انِتِفَاعِهِمْ بِهِ، وَيُمْسِكُ عَنْهُمْ وَقْتَ اسِتْغِنَائِهِمْ عَنْهُ، فَتَمْتَدُّ لَهُمْ مِنْهُ الْأَنْهَارُ، وَتُغْمَرُ بِهِ الْبِلَادُ، وَيَكْثُرُ مِنْهُ الْحَبُّ وَالنَّبَاتُ وَيُحْيَى بِهِ النَّوَامَى وَالْمَوَاتُ، وَأَرْضٌ عَلَى الْمَاءِ مَبْسُوطَةٌ هِيَ لَهُمْ مِهَادٌ، وَمَعِيشَةٌ تُنْبِتُ لَهُمُ الْمَطَاعِمَ وَالْمَلَابِسَ وَتُخْرِجُ لَهُمُ الْمَشَارِبَ وَالْمَغَانِمَ، وَتَحْمِلُهُمْ عَلَى ظَهْرِهَا مَا عَاشُوا، وَتُوَارِيهِمْ إِذَا مَا مَاتُوا، وَجِبَالٌ هِيَ أَوْتَادٌ لِأَرْضِهِمْ لِتَسْتَقِرَّ، وَلَا تَمِيدَ بِهِمْ، وَلِتُخْرِجَ لَهُمُ الْجَوَاهِرَ وَالْأَمْوَالَ، وَلِيَنْحِتُوا مِنْهَا الْبُيُوتَ، وَيَرْعَوْا فِيهَا الْأَغْنَامَ، وَيَقْدَحُوا مِنْهَا النَّارَ الَّتِي فِيهَا دِفْؤُهُمْ، وَبِهَا تَصْلُحُ أَغْذِيَتُهُمْ، وَتَطِيبُ أَطْعِمَتُهُمْ، وَمَاءٌ فِيهِ حَيَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْهُ أَصْلُ كُلِّ شَيْءٍ يَرْوِيهِمْ مِنَ الْعَطَشِ، وَيُنَقِّيهِمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَيُطَهِّرُهُمْ عَنِ النَّجَسِ، وَقَدِ امْتَدَّ مِنْهُ بُحُورٌ تَجْرِي الْفُلْكُ فِيهِ، تَحْمِلُهُمْ إِلَى الْمَكَانِ الْبَعِيدِ، وَيَأْكُلُونَ مِنْهَا اللَّحْمَ الطَّرِيَّ، وَيُعْثَرُ لَهُمْ عَنِ الْحُلِيِّ وَالطِّيبِ، أو نَبْعَتِ الْأَرْضُ لَهُمْ مِنْهُ مَاءً يَسُوقُونَهُ إِلَى الْمَوَاضِعِ الَّتِي يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِيهَا لِيُنْبِتَ لَهُمُ الْمَآكِلَ الَّتِي يَعِيشُونَ بِهَا، وَخَزَّنَتْ مِنْهُ مَا يَبْرُدُ لَهُمْ فِي الْقَيْظِ لِيَسْتَلِذُّوا شُرْبَهُ، وَيَفْتُرُ لَهُمْ فِي الشِّتَاءِ لِئَلَّا يُؤْذِيَهُمْ بَرْدُهُ حِينَ يَسْتَعْمِلُونَهُ، وَأَنْعَامٌ لَهُمْ دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمَطَاعِمُ وَمَلَابِسُ، وَفِيهَا لَهُمْ جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ، وَحِينَ تَسْرَحُونَ، وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ، وَتَتَّخِذُونَ مِنْ جُلُودِهَا بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ، وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا، وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا، وَيَشْرَبُونَ مِمَّا فِي بُطُونِهَا مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ، وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ، وَخَيْلٌ وَبِغَالٌ وَحِمْيَرٌ لِيَرْكَبُوهَا، وَيتَزَيَّنُوا بِهَا، وَنَحْلٌ تَتَّخِذُ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا، وَمِنَ الشَّجَرِ، وَمِمَّا يَعْرِشُونَ وَتَأْكُلُ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، وَيَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ لَهُمْ شِفَاءٌ وَلَذَّةٌ، ثُمَّ مَا وُجِدَ مِنْ خَلْقِ سَائِرِ الْأُمَمِ وَالْحَيَوَانِ، وَمَا هُدِيَتْ لِمَا قُدِّرَ لَهَا مِنَ الْأَرْزَاقِ، ثُمَّ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَفِي الْجَوِّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَفِي الْبَرَارِي، وَالْبِحَارِ، وَالْفَيَافِي وَالدِّيَارِ ، وَالشُّعُوبِ وَالْجِبَالِ، وَفِي تُخُومِ الْأَرْضِ وَظُلُمَاتِهَا وَحَوَادِثِ الدَّهْرِ وَخَطَرَاتِهَا مِنَ الْعَجَائِبِ الَّتِي لَا يَبْلُغُهَا وَصْفُ وَاصِفٍ، وَلَا يُدْرِكُهَا عِلْمُ عَالِمٍ، وَكُلُّهَا يُنْبِئُ لِمَا يَقَعُ مِنَ الْعِبَرِ فِيهَا أَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ مُكَوَّنَةٌ مَصْنُوعَةٌ مُدَبَّرَةٌ بِتَدْبِيرِ حَكِيمٍ عَلِيمٍ سَمِيعٍ بَصِيرٍ أَحَدٍ دَائِمٍ عَلَى سَبِيلٍ وَاحِدٍ، غَيْرِ مُعَلَّمٍ وَلَا مُقَوَّمٍ وَلَا مُحْدَثٍ وَلَا مُدَبَّرٍ، عَلِمَ مَا يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَهُ، وَعَرَفَ لِكُلِّ شَيْءٍ مَا يُصْلِحُهُ، وَسَهَّلَ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ شَاءَهُ، وَانْبَسَطَتْ يَدُهُ فِي جَمِيعِ مَا أَرَادَهُ لَمْ يُعْجِزْهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، وَلَا مَنَعَهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، فَخَلَقَ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا كَمَا شَاءَ، وَقَدَّرَهَا، وَجَعَلَهَا مُتَضَادَّةً، وَقَوَّمَهَا وَسَبَّبَ لَهَا مَعَاشَهَا وَمَصَالِحَهَا، وَحَرَسَهَا بِعَيْنٍ لَا تَنَامُ وَحَفِظَهَا بِلَا مُعِينٍ، وَلَا نَصِيرٍ، وَلَا هَادٍ، وَلَا مُشِيرٍ، وَلَا كُفْوٍ، وَلَا شَرِيكٍ، وَلَا ضِدٍّ، وَلَا نَظِيرٍ، وَلَا وَالِدٍ، وَلَا نَسِيبٍ، وَلَا صَاحِبَةٍ، وَلَا وَلَدٍ، وَمِنْ دَلَائِلِ الْبَعْثِ أَنَّ الْحَبَّةَ الْمَيِّتَةَ قَدْ تُدْفَنُ فِي التُّرَابِ لَيْسَ لَهَا وَرَقٌ وَلَا غُصْنٌ وَلَا شِعْبٌ وَلَا ثَمَرٌ وَلَا لَوْنٌ وَلَا رِيحٌ وَلَا طَعِمٌ وَلَا حَرَكَةٌ، فَيُمْكِثُهَا اللَّهُ فِي التُّرَابِ، ثُمَّ يُحْيِيهَا فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى، فَيُخْرِجُهَا مِنْ مَدْفَنِهَا مُتَحَرِّكَةً بَعْدَ مَا لَمْ يَكُنْ لَهَا حَرَكَةٌ، وَتَخْرُجُ مِنَ التُّرَابِ مَعَ شِعْبٍ وَوَرَقٍ وَلَوْنٍ وَرِيحٍ وَطَعْمٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ حِينَ دُسَّتْ فِي التُّرَابِ، فَكَذَلِكَ الْإِنِسَانُ حِينَ يُدَسُّ فِي التُّرَابِ، وَلَيْسَ لَهُ حَرَكَةٌ وَلَا رُوحٌ وَلَا سَمْعٌ وَلَا بَصَرٌ كَالْحَبَّةِ الْمَيِّتَةِ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ مَعَ رُوحٍ وَحَرَكَةٍ وَسَمْعٍ وَبَصَرٍ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذَلِكَ تِبْيَانًا لِعِبَادِهِ، وَدِلَالَةً عَلَى مَعَادِهِ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وآيةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا} [يس: 33] ، وَقَالَ تَعَالَى {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ} [ق: 9] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق: 11] ، وَ {كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 57] فَسُبْحَانَ الَّذِي أَوْضَحَ دِلَالَتَهُ لِلْمُتَفَكِّرِينَ، وَأَبْدَى شَوَاهِدَهَ لِلنَّاظِرِينَ، وَبَيَّنَ آيَاتِهِ لِلْعَاقِلِينَ، وَقَطَعَ عُذْرَ الْمُعَانِدِينَ، وَأَدْحَضَ حُجَجَ الْجَاحِدِينَ وَأَعْمَى أَبْصَارَ الْغَافِلِينَ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"

فهذا كله الذي عشره يثبت وجود صنعة والذي نراه في الطبيعة أن أشياء فيها من الإبداع والصنعة 1 على المائة من هذا ولو ادعى مدع أنها جاءت غير صانع لسخروا من عقله

( أم خلقوا من غير شيء أم الخالقون ) يعني تأتي الحجة الدامغة

وكما أخبرتك آنفاً كل إنسان جاء من إنسان إلى حد أولي فعملية التناسل هذه من وضعها في البشر ومن دبرها ومن جعلها على هذا الشكل بحيث تأتي بهذه النتائج هي بحد ذاتها صنعة كنظام الكمبيوتر لا بد له من واضع

abo abas
10-26-2014, 02:07 AM
اخي ابو جعفر هذا ما قصدته فقد يكون السبب شئ لا نعلمه الى الان ولكن قد نعلمه في المستقبل وهذا السبب هو الذييجعل الخلايا تصطف بهذه الطريقة فما الذي يجعلنا نجزم ان الله هو من خلق ما اعنيه ما الرابط الذي جعلنا نفول ان الله هو الذي جعل هذه الخلايا تصطف بهذه الطريقة

أبو جعفر المنصور
10-26-2014, 02:18 AM
اخي ابو جعفر هذا ما قصدته فقد يكون السبب شئ لا نعلمه الى الان ولكن قد نعلمه في المستقبل وهذا السبب هو الذييجعل الخلايا تصطف بهذه الطريقة فما الذي يجعلنا نجزم ان الله هو من خلق ما اعنيه ما الرابط الذي جعلنا نفول ان الله هو الذي جعل هذه الخلايا تصطف بهذه الطريقة

هذا السبب ما دام محلاً للمشاهدة فلا بد له من مسبب وخالق وضعه حتى تنتهي إلى من هو علة لكل شيء ( يعني الخالق )

فهذا السبب لن يكون إلا نظاماً وضع مسبقاً فمن الذي وضعه ؟

وهذه الخلايا موجودة أمامنا ليس فيها شيء يخفى

يعني باختصار لا بد من قوة عاقلة وضعت هذا النظام كما أنك لو شاهدت آلة تسير بطريقة معينة لا تشك بوجود قوة عاقلة أبدعت هكذا

المختلون عقلياً فقط هم من سيعتقدون أن النظام صنع نفسه

وهذه القوة العاقلة هي من نسميه بالخالق

وقد ضربت لك مثلاً سابقاً وأنت بمثل هذه الإيرادات تجعلني أعيد الكلام

لو رأينا رسمة على الحائط لا بد أن يكون لها رسام لأن هناك لمسة لقوة عاقلة لو فرضنا أن رجلاً آلياً هو من رسمها وليس إنساناً فمن صنع الرجل الآلي وهكذا

هذه إيرادات تافهة تفكر بها قبل أن توردها واقرأ الكلام السابق هداك الله وتفكر فيه

أنت لا تعطي نفسك مجالاً أن تقرأ الكلام ثم تعلق رأساً وهذا أصلاً خطأ في الحوار

والقوة العاقلة هي الخالق ، وهذا الأسلوب الذي يدندن حوله الملاحدة تجاه أي سؤال محرج

من أين جاءت الأدوات التي تكون منها الانفجار الكبير

من وضع آلية التطور

كيف ضبط هذا الكون

ولماذا جاء في ذلك التوقيت ؟

فيكون الجواب : قد نكشتف مستقبلاً ؟

وهذا أسلوب لا أعرف أحمق منه ( لا أؤمن بالخالق لأنني قد أكتشف في المستقبل خالقاً آخر )؟

هل هذا معقول ؟

كل الأسباب الذي اكشتفت حديثاً لا تنفي الصنعة بل تؤكدها وخصوصاً اكتشاف الدي أن أي

وافهم أن تشكل الجنين أمرٌ شاهده البشر على مدى آلاف السنين وما زادهم إلا يقيناً بوجود خالق

زد على ذلك أن الأمر ليس في الإنسان فقط بل في كون ما في الكون مسخراً في وخلقة السماوات والأرض والجبال والبحار وكل شيء في هذا المون الفسيح المضبوط

حتى قولك ( قد نجد سبباً في المستقبل ) إقرار منك أن هذا لا يكون إلا بسبب وهذه بديهية عقلية وهذا جيد فما الذي جعلك تعتقد أنه لم يكن إلا بسبب سوى أنه شيء مذهل لا يمكن أن يأتي بلا سبب

وهذه الحجة الدامغة أضف إليها كون السبب الذي ستجده سيكون مفتقراً إلى مسبب حتى تصل إلى الخالق العظيم إضافة إلى البراهين الإلهية الموجودة في كافة الشرائع السماوية

أبو جعفر المنصور
10-26-2014, 02:37 AM
وهنا رابطان يؤكدان ما قلته لك من أن الاكتشافات لا تزيد إلا توكيد الصنعة الظاهرة والتي لا تخفى على أحد

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54322-%C8%D1%E5%C7%E4-%C7%E1%E4%D9%C7%E3-%E6-%C7%E1%CA%D5%E3%ED%E3-%DD%ED-%C7%E1%DF%E6%E4-%E6-%C7%E1%E4%D3%C8%ED%C9-%C7%E1%D0%E5%C8%ED%C9/page3

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51801-%C7%ED%E5%C7-%C7%E1%E3%E1%CD%CF-%E3%C7-%E5%E6-%CA%DD%D3%ED%D1%DF-%C7%E1%E3%C7%CF%ED-%E1%E1%E4%D3%C8%C9-%C7%E1%D0%E5%C8%ED%C9-1-618-%DD%ED-%DF%E1-%D4%ED%C1-%BF

أبو جعفر المنصور
10-26-2014, 02:56 AM
هذا السبب ما دام محلاً للمشاهدة فلا بد له من مسبب وخالق وضعه حتى تنتهي إلى من هو علة لكل شيء ( يعني الخالق )

فهذا السبب لن يكون إلا نظاماً وضع مسبقاً فمن الذي وضعه ؟

وهذه الخلايا موجودة أمامنا ليس فيها شيء يخفى

يعني باختصار لا بد من قوة عاقلة وضعت هذا النظام كما أنك لو شاهدت آلة تسير بطريقة معينة لا تشك بوجود قوة عاقلة أبدعت هكذا

المختلون عقلياً فقط هم من سيعتقدون أن النظام صنع نفسه

وهذه القوة العاقلة هي من نسميه بالخالق

وقد ضربت لك مثلاً سابقاً وأنت بمثل هذه الإيرادات تجعلني أعيد الكلام

لو رأينا رسمة على الحائط لا بد أن يكون لها رسام لأن هناك لمسة لقوة عاقلة لو فرضنا أن رجلاً آلياً هو من رسمها وليس إنساناً فمن صنع الرجل الآلي وهكذا

هذه إيرادات تافهة تفكر بها قبل أن توردها واقرأ الكلام السابق هداك الله وتفكر فيه

أنت لا تعطي نفسك مجالاً أن تقرأ الكلام ثم تعلق رأساً وهذا أصلاً خطأ في الحوار

والقوة العاقلة هي الخالق ، وهذا الأسلوب الذي يدندن حوله الملاحدة تجاه أي سؤال محرج

من أين جاءت الأدوات التي تكون منها الانفجار الكبير

من وضع آلية التطور

كيف ضبط هذا الكون

ولماذا جاء في ذلك التوقيت ؟

فيكون الجواب : قد نكشتف مستقبلاً ؟

وهذا أسلوب لا أعرف أحمق منه ( لا أؤمن بالخالق لأنني قد أكتشف في المستقبل خالقاً آخر )؟

هل هذا معقول ؟

كل الأسباب الذي اكشتفت حديثاً لا تنفي الصنعة بل تؤكدها وخصوصاً اكتشاف الدي أن أي

وافهم أن تشكل الجنين أمرٌ شاهده البشر على مدى آلاف السنين وما زادهم إلا يقيناً بوجود خالق

زد على ذلك أن الأمر ليس في الإنسان فقط بل في كون ما في الكون مسخراً في وخلقة السماوات والأرض والجبال والبحار وكل شيء في هذا المون الفسيح المضبوط

حتى قولك ( قد نجد سبباً في المستقبل ) إقرار منك أن هذا لا يكون إلا بسبب وهذه بديهية عقلية وهذا جيد فما الذي جعلك تعتقد أنه لم يكن إلا بسبب سوى أنه شيء مذهل لا يمكن أن يأتي بلا سبب

وهذه الحجة الدامغة أضف إليها كون السبب الذي ستجده سيكون مفتقراً إلى مسبب حتى تصل إلى الخالق العظيم إضافة إلى البراهين الإلهية الموجودة في كافة الشرائع السماوية

سأختصر لك الجواب

السبب المجهول الذي تتحدث عنه لا يخلو من حالين

الأولى أن يكون غير مفتقر إلى مسبب وهذه هي صفة الخالق سميته الله أم لم تسمه الله بل ليس خالقاً فقط بل خالقاً مبدعاً عليماً وإذا كان كذلك فلماذا يخفي نفسه ولا يظهرها ولا يرسل أنبياء أو أي إشارات تدل عليه يتكلم فيها عن قدرته وعن خلقه وعن حكمه كما في الكتب السماوية

الثانية : أن يكون مفتقراً إلى مسبب فساعتئذ نرجع إلى الأمر نفسه وهو أنه يدل على وجود قوة عاقلة وضعته وجعلته مسبباً بطريقة إيجابية وهذا السبب هو الخالق حتى نصل إلى سبب كل شيء ولا يفتقر وجوده إلى وجود شيء آخر

وهذا أمر نشاهده في الدنيا فالوقود في السيارة أخذ من محطة الوقود ومحطة الوقود وصل إليها من محطة أكبر مروراً بمصنع التكرير الذي أخذ من الآبار وهذه اكتشفت بناء على وجود نفط في هذه الأماكن وهذا النفط مواد عضوية وهذه المواد عضوية كانت شيئاً آخر تحلل في هذه الأرض وهذا الشيء ولد وهكذا كل شيء له سبب سابق حتى تصل إلى نقطة السبب الذي لا يتوقف على مسبب وهو الخالق

كوضعي مجموعة من حجر الدومينو واحداً تلو الآخر ثم ضربي لها بإصبعي فكل حجر سيقسط الذي يليه ويكون سبباً في إسقاطه ولكن هذا السبب له مسبب حتى يرجع الأمر إلى ضربتي الأولى