المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كان الشيخ حفظه الله ..



الشهرستاني
10-22-2014, 09:01 PM
عبدالرحيم الجمعان ..

__________________________________________________ _________

كان – حفظه الله – يعقد دروسه في مسجده وكان قريبا من طلابه وانتفع الناس بأشرطته وقصده طلبة العلم وأثنى عليه أكابر أهل العلم ولكن ما إن خرج في الإعلام حتى تغيّرت حاله فليس الشيخ كما عهدناه ...

• شرع الشيخ – أحسن الله إليه - في تخفيف لحيته وذلك تزامنًا مع التخفيف الفقهي الذي سلكه إذ صار من دعاة التخفيف والترقيق والتسهيل والإمالة والإقلاب والإخفاء .... وبدت لحيته تتقاصر مع كل ظهور إعلامي تزامنا مع تقاصر ورعه وخشيته، كما طال ثوبه بطول أعذاره وتأويلاته وتبريراته .

• صارت فتاوى الشيخ إنسانية أكثر من كونها شرعية حتى ظنناه عضوا في مفوضية العليا لشئون اللاجئين في الأمم المتحدة، وحسبناه عضوا مؤسسا لجمعية حقوق الإنسان الدولية، فصار ينادي بالتعايش السلمي .. وينادي بتلاقح الحضارات .. والتعددية .. واحترام الآخر .. والرضا بوجود ديانات أخرى واحترام ذلك لأنه قدر الله الكوني ..... إلخ .

• وصار الشيخ - كما يقول - يراعي جماهيره في العالم بعد أن كان جمهوره في مسجد منزوٍ في حي المنفوحة لا يتعدى عم عطية مؤذن المسجد وخورشيد حارس المسجد وعم عبده بائع المساويك الذي إذا لم يجد زبونا حضر له، فصرنا نسمع منه عبارات جديدة : الآخر بدلا من (الكافر) .. (الأصدقاء من المسيحين) بدلا من النصارى .. (التقارب) بدل الولاء والبراء .. (المقاومة) بدلا من الجهاد .. (الثوار) بدلا من المجاهدين ، و(الديموقراطية) بدلا من الشورى والحكم بما أنزل الله ..... إلخ .

• وصار الشيخ يظهر في مقابلات إعلانية مع المذيعات بل صار يمزح معهن بدعوى تغليب المصالح .. وصار يتساهل في الموسيقى بدعوى تحقيق المقاصد .. وصار يخرج في برامج وقنوات مشبوهة مع مذيعين ومذيعات عرفوا بتوجهات وأفكار غير رشيدة ولا فاضلة .

• وصار الشيخ يزور الحفلات والأندية والمهرجانات ويدعى في افتتاحها فيحضر بحجة أنه شخصية مجتمعية يؤثر غيابها على فعاليات البرامج وربما أن غيابه يسبب حرجاً وتساؤلات إعلامية .

• وصار للشيخ أصدقاء ومعارف بل لقاءات مع أهل الفن والغناء والتمثيل والرياضة وصار بينهم تعاون وزيارات متبادلة .

• تراجع الشيخ عن قوله بحرمة الغناء .. ووجوب تغطية الوجه .. والتشديد في الاختلاط .. وحرمة التصوير .. وإنكاره مخالطة أهل الفسق والمجون .. وتحريمه التقارب مع الرافضة والنصارى .. وتبديعه الاحتفال بالأعياد المحدثة والمستوردة .. وأعاد النظر في مفهوم البدعة .... إلخ .

• وصار للشيخ معجبات وجمهور من الجنس الناعم وصار يتواصل معهن ويتحدث معهن بطلاقة ودون حرج وفي مواضيع محرجة في هاتفه أو صفحته وذلك على الخاص والعام، في حين كان يتحرج عن أن يرد على استفتاء أم حديجان ذات السبعين عام، وربما أغلق السماعة إذا تناهى إلى سمعه صوت امرأة واستعاذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وكان ينكر إذا سمع بعض المشايخ يفتي امرأة وأحس بخضوع في صوتها، وكم انتهر امرأة تشتري سلعة وهي تكلم البائع بصوتها الطبيعي دون خضوع .

• وصار الشيخ يتلكم بلغات المشاهير من أهل الفن والرياضة والغناء فتسمع منه كلمات : جمهوري .. والمعجبين بي .. وصار يتكلم عن أكله المفضل ولونه المحبب ونوع سيارته وقائمة طعامه .. وصارت صوره تظهر وهو على جميع الأوضاع تارة وهو يأكل .. وتارة وهو نائم .. وتارة وهو يسبح ....إلخ، وصار المعجبون والناس تتصور معه أينما حل وارتحل بل هناك من يطلب منه توقيعه .

• كان الشيخ ينكر على من يدخل على السلطان أو يلي ولاية له أو يجالسه وكان يتهم من يداخله وربما هجره ونال منه ، فصار من بطانة الولاة بل صار يثني عليهم ثناء مبالغا فيه ويكثر من المديح متزلفاً ومتملقاً ومداهناً يبرر الأخطاء ويغطيها بغطاء شرعي ويبحث لها عن مخرج فقهي .

• وصار الشيخ زاهداً في الدروس العلمية ومقلاً في الدورات المشرعية وشحيحاً بالمحاضرات الوعظية، لأنه أضحى من رواد دورات المهارات، ومن المدربين العالميين المعتمدين في تطوير الذات، وخبيرا في البرمجات العصيبة والنفسية، ومعتمدا في الاستشارات الأسرية، وصار الشيخ يطرح حلول اجتماعية ويتناسى الحلول الشرعية فما عاد يوصي بكثرة الاستغفار والصدقة والدعاء والصبر ... إلخ لأنها ليست حلول عملية في نظره، بل صار يوصي بوضع حجر في الجيب حتى يتذكر .. وبوضع ورقة في كل مكان في البيت حتى لا يفتر .. وبالصراخ بأعلى صوت أمام الناس حتى يتغير .. وبالمشي على الجمر والمسامير وباليوجا ..... إلخ .

• تغيرت عناوين محاضراته ولقاءاته إذ كانت قوت القلوب .. وبشر المخبتين .. وهادم اللذات .. الواعظ الصامت .... إلخ، وأصبحت أطلق قواك الخفية .. أيقظ العملاق .. من ركل القط .. القبعات الست .... – ولا بأس بالسروايل التسع-.. العادات السبع .. دع القلق .... إلخ، كنت تسمع في محاضراته عن الموت والآخرة والجنة والنار والتقوى والزهد والإحسان والإيثار ..... إلخ، وأما اليوم فعن ترشيد استهلاك المياه والكهرباء والتنمية والمواطنة والأنظمة المرورية وأسبوع الشجرة والتعليم عن بعد .... إلخ، كنت تسمع في خطبه ابن عمر وابن مسعود والربيع بن خثيم وإبن المبارك وإبن حنبل والذهبي ..... إلخ، وأما اليوم فتسمع في خطبه ستيفن كوفي ونيتشه وجوته ديكارت وكانت ودانتي ..... إلخ .

• كنا نجد الشيخ في مسجده أو في عمله أو في بيته وكنا نصل إليه بسهولة وكنا نسأله باتصال فيرد علينا، وأما اليوم فلا يمكن نراه إلا خلف شاشة تلفاز أو صفحة جريدة أو نسمعه عبر أثير مذياع ، ومن أراد لقاءه ينتظر الليالي ذوات العدد حتى يظفر بموعد معه غير مؤكد بعد أربعة أشهر، وصار للشيخ مكاتب ومنسقون وأكثر من سكرتير وربما اتخذ حارساً شخصياً يدفع عنه الناس .... إلخ .

• كان الشيخ يرد على العلمانيين والليبراليين والزنادقة والمنافقين وكانت له مقالات في الدفاع عن أهل العلم والانتصار للفضيلة والذب عن الشريعة وكشف مخططات أعداء الدين وبعدما ظهر الشيخ في الإعلام لم ينبس ببنت شفة ولم نعد نسمع منه إلا عبارات الثناء والتمجيد لهؤلاء بحجة كسبهم واستمالتهم أو عدم استصناع الأعداء وإيثار السلامة والمحافظة على مكانته الإعلامية والانشغال بما هو أنفع وربما اعتذر لبعضهم وبرر لهم أخطاءهم وربما دافع عنهم ورد على من يرد عليهم من أهل العلم والدعاة والمحتسبين .

• كان الشيخ يؤازر أهل العلم والحسبة والجهاد والدعوة والإغاثة في كل مكان بالمساركة أو التأييد أو التعزيز، وأما اليوم فصار يتنصل من كثير من الأعمال الدعوية والاحتسابية وصار يتبرأ من بعض الأشخاص وينكر علاقته بهم بحجة أنهم يضعفون حضوره الإعلامي ويؤثرون في مكانته الاجتماعية، وربما ينكر أو يتناسى ماضيه في الجهاد والدعوة والاحتساب فإذا سأل في ذلك وثبتت منه بعض المواقف في السالف أعتذر بعدم النضوج العلمي والفكري وأنه طيش الشباب وعجلة الحداثة وغلبة الحماسة، وصار الشيخ يرفض التوقيع على البيانات بل انسحب من كثير من المؤتمرات والندوات والجمعيات التي كان يحضرها، بل صار الشيخ يهاجم كثير من الدعاة وأهل الجهاد ويصفهم بالتشدد والتنطع والغلو والإرهاب وصار يحملهم تبعات الهجمات الشرسة من القوى العالمية المتآمرة على المسلمين .
أخيرا أليس هذا حال كثير ممن فتنه الإعلام فهوى به في قاع قرقر ..



يا معشـر القراء يا ملح البلد
من يصلح الملح إذا الملح فسد

أبو جعفر المنصور
10-24-2014, 01:25 AM
مقال لطيف جداً

وظهور علماء السوء والمنتكسين من دلائل النبوة فإن النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لتتبعن سنن من كان قبلكم )

وقد الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )

فجمعاً بين دلالة الآية ودلالة الحديث لا بد أن يظهر في الأمة من هذا شأنه

بل العجيب ما نراه من أحوال بعض طلبة العلم من التشوف للأبحاث الغريبة التي فيها التيسير فما إن يصير عنده ملكة في البحث

إلا وتجد له بحث في جواز الإسبال وكشف الوجه والكفين وعدم وجوب صلاة الجماعة وجواز الأخذ من اللحية وجواز الاستمناء وكأن الأمة ستهلك إن لم تفعل هذه الأمور ( يعني فعل المنهيات وترك الواجبات )

ومما يدل على هوى متأصل أنك لا ترى أحداً يرى جواز الإسبال وليس مسبلاً فالنتيجة التي توصلت إليها جواز الاسبال مع استحباب التقصير فلماذا لا نراك تفعل المستحب

والأمر نفسه في كشف الوجه والكفين

ظاهر محاولة التفلت من الأمر الشرعي وحسب والبحث لم يصر بنفس نزيهة ولا إشكال عندي في أن يصل الباحث إلى نتيجة معينة ولكن الإشكال في أن يظهر في اختياراته كلها الميل لما تهواه النفوس مع ترك المستحبات _ في قوله _ والإقبال على الرخص إقبالاً عظيماً

هذا مع ترك الكثير من المسائل الخطيرة في العقيدة والمسائل الحيوية لا تبحث ولا يحفل بها كثيراً

ويتعامل مع النصوص بانتقائية وكذلك الآثار

فإذا قرأ أن أيوب السختياني كان لا يقصر ثوبه إلى نصف الساق خوفاً من الشهرة أشاع هذا في الأمة مع أنه رأي خولف فيه

ويترك شدة أيوب على أهل البدع وزهده وورعه وقيامه لليل وخوفه من الدخول على السلطان كل ذلك لا يذكره


وكذا التعامل مع الأحاديث النبوية فكل الأمة علمت ان النبي سابق عائشة ( مع انه حديث معلول ) وقليل من الأمة علمتوه أن أبيات النبي كان سقفها يتناول باليد وأن النبي قال ( فراش للرجل وفراش للمرأة وفراش للضيف والرابع للشيطان ) وأن عائشة كانت كلما شبعت بعد وفاة النبي خنقتها العبرة لكونها لم تشبع في حياة النبي بشكل كبير قط
والشيخ الذي يفسر القرآن ويتكلم عن سفيان الثوري وأحمد ابن حنبل وغيرهم من الزهاد يعيش في قصر ثم بعد ذلك يجمع التبرعات لبعض الشعوب فهلا بعت قصرك وسيارتك الفارهة وتبرعت للشعوب ورضيت بالقوت ليشبه حالك حال العلماء

وحين ترى الناس مقبلين على المحرمات ليس حلاً أن تحاول تحليلها لهم بالطول بالعرض وإذا لم تكن هذه المسائل هي المشتبهات التي تكلم عنها النبي في حديث النعمان بن بشير فلا أعلم المشتبهات حقيقة

والكلام ذو شجون والله المستعان

أبو يحيى الموحد
10-24-2014, 05:46 PM
لا حول ولا قوة الا بالله ..