المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يكفر بالله ويؤمن بالكائنات الفضائية ...



أبو جعفر المنصور
11-06-2014, 06:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تردد في عدد من المواقع اعتقاد الملحد ستيفن هوكنج بوجود كائنات فضائية ، وأنها ستلتقي بنا حتماً وهذا اللقاء سيكون بمنزلة لقاء كولومبوس بالهنود الحمر وسنكون نحن الطرف الأضعف وسيقضى علينا تماماً ، والتمس إيقاف إعطاء إشارات للفضاء لكي لا يهيجوا علينا هذه الكائنات

وهنا عدة وقفات

أولاً : هذا اعتقاد ميتافيزيقي لا علاقة له بالتجريب ولا بالفلسفة حتى وحتى لو سلمنا بوجود هذه الكائنات فكيف عرف تطورها وتشوفها لإفناء الأجناس الأضعف والعجيب أن من يزعم هذا يدعي أن العلم دفن الفلسفة

ثانياً : هذه الكائنات لم ترسل رسلاً ولم تنزل كتباً ولا يتوقف وجود الكون على وجودها فلسفياً بقاعدة امتناع تسلسل الأسباب وقاعدة لكل صانع مصنوع فالإيمان بها أعسر بكثير من الإيمان بالله عز وجل

والأمر كما قال ابن القيم من جحد الحق ابتلي بتصديق الباطل

بل كما قال الله تعالى : ( أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون )

ثم يا ليت شعري ما الذي يستفيده الناس من نشر مثل هذا سوى تسليل اليأس إلى قلوب الناس في حقد ظاهر على البشرية واعتقاد أنها ستنتهي على يد أمة أقوى نهاية مظلمة مرعبة

لعل هذا يشير لنا إلى المرض الذي يعيشه هذا الإنسان

وقريب منه في المرض أولئك الملاحدة الذين يضعون مقارنات غريبة ولو شئنا

لوضعنا مقارنة بين امرأة مسلمة يقبل ولدها يدها أو يحملها في الحج ، أو يخدمها وامرأة أخرى غربية أخرى يلقيها ولدها في دار المسنين

أو نضع صور ممثلة ماتت من إدمان المخدرات أو ممثلة إباحية وصورة فتاة محجبة أو منتقبة وهي متخرجة من الكلية

أو نضع صور الأسرى في المعتقلات الأمريكية في العراق مع ما يقوله الأسرى الذين أسرهم المسلمون

على أن ليس كل تصرفات يقوم بها بعض المسلمين يرتضيها الدين الإسلامي ويرتضيها كل المسلمين

وقد رأيت ساقطة تضع صورة تقول الفرق بين المؤمن والملحد ويضعون صورة رجلين في جزيرة أحدهما مؤمن يكتفي بالدعاء والآخر ملحد يقوم بصنع قارب

وهذا كذب فالدين لا ينهى عن فعل الأسباب ولكن المؤمن يعمل بالأسباب مع ثقته بالله أنه لن يضيع تعبه ، والواقع أن الله استجاب دعاء المؤمن فقيض له الملحد الذي صنع له قارباً ( هذا مزاح )

وماذا لو لم يكن هناك أسباب يمكن اتخاذها ما سيكون سينتحر الملحد حتماً من اليأس وما أكثر انتحاراتهم

وحتى لو صنعت قارباً هذا لا يعني النجاة قطعاً بل قد يأتيه موج قوي ويغرقه فلا بد أن تطلب عناية الله أو تتكل إلى إلهك الصدفة

( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين )

قال ابن تيمية كما في الفتاوى الكبرى :" وَمِنْ هُنَا يُعْرَفُ أَنَّ السَّبَبَ الْمَأْمُورَ بِهِ، أَوْ الْمُبَاحَ لَا يُنَافِي وُجُوبَ التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ فِي وُجُودِ السَّبَبِ، بَلْ الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ إلَى اللَّهِ ثَابِتَةٌ مَعَ فِعْلِ السَّبَبِ. إذْ لَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ مَا هُوَ وَحْدَهُ سَبَبٌ تَامٌّ لِحُصُولِ الْمَطْلُوبِ. وَلِهَذَا لَا يَجِبُ أَنْ تَقْتَرِنَ الْحَوَادِثُ بِمَا قَدْ يُجْعَلُ سَبَبًا إلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ. فَمَنْ ظَنَّ الِاسْتِغْنَاءَ بِالسَّبَبِ عَنْ التَّوَكُّلِ فَقَدْ تَرَكَ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ التَّوَكُّلِ، وَأَخَلَّ بِوَاجِبِ التَّوْحِيدِ، وَلِهَذَا يُخْذَلُ أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ إذَا اعْتَمَدُوا عَلَى الْأَسْبَابِ، فَمَنْ رَجَا نَصْرًا أَوْ رِزْقًا مِنْ غَيْرِ اللَّهِ خَذَلَهُ اللَّهُ، كَمَا قَالَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لَا يَرْجُوَنَّ عَبْدٌ إلَّا رَبَّهُ، وَلَا يَخَافَنَّ إلَّا ذَنْبَهُ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [يونس: 107] . وَقَالَ: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 38] . وَهَذَا كَمَا أَنَّ مَنْ أَخَذَ يَدْخُلُ فِي التَّوَكُّلِ تَارِكًا لِمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ الْأَسْبَابِ فَهُوَ أَيْضًا جَاهِلٌ ظَالِمٌ عَاصٍ لِلَّهِ يَتْرُكُ مَا أَمَرَهُ، فَإِنَّ فِعْلَ الْمَأْمُورِ بِهِ عِبَادَةٌ لِلَّهِ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: 123] . وَقَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] . وَقَالَ: {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30] . وَقَالَ شُعَيْبٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88] "

فمن الذي خلق لك يداً وجعل فيها القدرة على تركيب المواد الأولية وتكوين شيء معقد منها ، وغيرها من الأسباب والله الموفق

والإفلاس هو الذي يدفع للكذب والتهويل

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحسن لمن آساء إليك
11-12-2014, 01:06 PM
هذا كلام جميل وقد أعجبنيي
ولكن لدي سؤال: ما هو الدليل أن الله هو الخالق وليست الكائنات الفضائية؟

lightline
11-12-2014, 01:57 PM
هذا كلام جميل وقد أعجبنيي
ولكن لدي سؤال: ما هو الدليل أن الله هو الخالق وليست الكائنات الفضائية؟

الرسل والقرآن الكريم
هل بعثت الكائنات الفضائية رسل ؟

Northern Bird
11-12-2014, 02:03 PM
هذا كلام جميل وقد أعجبنيي
ولكن لدي سؤال: ما هو الدليل أن الله هو الخالق وليست الكائنات الفضائية؟

لأنه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى (11)
ولأنه (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) النحل (49)

وعلى فكرة شكل وجوه الكائنات الفضائية التي تُصور دائما ، هي بالحقيقة وجوه حشرات مكبرة.
http://i.dailymail.co.uk/i/pix/2011/06/08/article-2000902-0C76DAEB00000578-252_964x679.jpg

http://www.arabnet5.com/media/638/news_2826433B-F446-490E-99BC-5828D3988477.jpg

الإنسان لا يستطيع تخيل شيء خارج محيطه

أبو جعفر المنصور
11-12-2014, 03:58 PM
طيب هذا سؤال غيب منطقياً

لأنه يمكن أن يعكس ويقال ما الدليل على أن الخالق هو الكائنات الفضائية وليس الله

ولنرفع المستوى قليلاً

الكائنات الفضائية إما أن تكون مخلوقات لوجودها بداية فتكون هي محتاجة إلى موجد أيضاً ، وتكون حقيقتها كحقيقة الملائكة في الكتب السماوية لا تنفي وجود الخالق بل تثبته

وإما أن تكون آلهة لا بداية لها وهنا ننتهي للاعتقادات الأغريقية القائلة بتعدد الآلهة

وهذه الآلهة لا يخلو الأمر من عدم توافقها فإن كانت غير متوافقة فلا بد أن يذهب كل إله بخلقه أو يعلو بعضهم على بعض والعالي يصير الإله المطلق

وإما أن تتوافق بشكل مستمر وهذا يعني أنها شيء واحد في الحقيقة أو أن أحدها محتاج للآخر والإله لا يحتاج إلى غيره

ولا يوجد أحد من البشر قال بوجود إلهين كاملين متساويين فحتى المجوس يقولون بإله الظلمة وإله النور وأن إله النور هو الأقدم وهو الذي سينتصر لاحقاً

والنصارى يرجعون الثالوث إلى شيء واحد بطريقة عجيبة

ولنرفع المستوى قليلاً الكائنات الفضائية لم يكن لها ظهور في التاريخ ولم ترسل أي أنبياء أو كتب ولا يعقل أن القوة الفاعلة في هذا الكون تختفي بهذه الطريقة مع كل ما أودعته فيك من تعقل وتعطش لمعرفة الحقيقة وتسخير لهذا الكون لمصلحتك وخلق جسدك على هيئة عجيبة ونافعة

البرهان الذي بعده أنه يوجد أدلة على صحة القرآن وفطرة فطرت في الناس على الإيمان بالله وأما الكائنات الفضائية فخرافة !!