المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه أربعة لا عذر بعدها لمشرك أو ملحد



ابن سلامة القادري
11-25-2014, 11:02 PM
وقد وضع الله سدودا أربعة تمنع الانسان من الشرك فمن تجاوزها فقد ظلم نفسه وخسر:
1-الميثاق : أخذ الله على الانسان العهد في عالم الذر على أن يعبده و لا يشرك به شيئا.
2-الفطرة : فالانسان يُفطر على التوحيد.
3-العقل.
وهذه الثلاث كافية في أن يستحق الانسان العذاب إذا اشرك به عز وجل ومع ذلك فإن الله لا يعذب عباده إلا بعد أن يبعث إليهم رسولا وهذا هو الحاجز الرابع الذي يمنع الانسان من الشرك.
4-الرسل.


أبو مارية القرشي - العذاب الأبدي - منتدى التوحيد

mouhalab
11-26-2014, 12:14 AM
في الثانية والثالثة و الرابعة يمكنك ان تقيم عليه الحجة ولكن في الأولى لا، لأنها تعد مسألة إيمانية كمسألة وجود الجنة والنار واليوم الآخر لهذا يمكننا أن نقول هي ليست حجة قائمة بذاتها ولكنها حجة تحتاج لغيرها من الحجج فإن صدق الملحد بالقرآن وجب ضمنا أن يصدق بها فيعلم عندئذ أنه أخلف العهد - إن لم يؤمن - وهي حجة عليه يوم القيامة

أبو جعفر المنصور
11-26-2014, 03:41 PM
في الثانية والثالثة و الرابعة يمكنك ان تقيم عليه الحجة ولكن في الأولى لا، لأنها تعد مسألة إيمانية كمسألة وجود الجنة والنار واليوم الآخر لهذا يمكننا أن نقول هي ليست حجة قائمة بذاتها ولكنها حجة تحتاج لغيرها من الحجج فإن صدق الملحد بالقرآن وجب ضمنا أن يصدق بها فيعلم عندئذ أنه أخلف العهد - إن لم يؤمن - وهي حجة عليه يوم القيامة

الأولى والثانية حجة في وجود الله واستقلاله بالخلق والعبودية وإن لم يأتِ رسل يفصلون الأحكام وبطلان العبثية والإلحاد والوثنية

قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174))

والعذاب لا يقع إلا بعد الرسالة تفضلاً وإن كان ما قبله كافياً على الأقل في إبطال الوثنية

mouhalab
11-27-2014, 04:23 PM
الأولى والثانية حجة في وجود الله واستقلاله بالخلق والعبودية وإن لم يأتِ رسل يفصلون الأحكام وبطلان العبثية والإلحاد والوثنية

قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174))

والعذاب لا يقع إلا بعد الرسالة تفضلاً وإن كان ما قبله كافياً على الأقل في إبطال الوثنية
ماقصدته أنك إن أردت إقامة الحجة على ملحد لن تذكر له الميثاق فأنى له أن يتذكر الميثاق والله قد مسح ذاكراتنا

أبو جعفر المنصور
11-27-2014, 04:26 PM
ماقصدته أنك إن أردت إقامة الحجة على ملحد لن تذكر له الميثاق فأنى له أن يتذكر الميثاق والله قد مسح ذاكراتنا


هذا كلام خطأ ويصل إلى درجة خطيرة

الميثاق الذي وقع بقاياه موجودة في نفس الإنسان بمعنى أن نفسه تتشوف لوجود معبود وخالق ويدرك في كل مخلوق أنه ليس أهلاً لذاك بفطرته

فكل إنسان أياً كان يعبد إذا قرأ صفات الله في الكتب السماوية الصحيحة يجد نفسه تدفعه إلى أن هذا هو الإله الذي تجب عبادته وهذه بقايا الميثاق

الملحد أنكر أمراً بديهياً أقر به كل أهل الأديان وهو وجود خالق عظيم

mouhalab
11-27-2014, 04:40 PM
هذا كلام خطأ ويصل إلى درجة خطيرة

الميثاق الذي وقع بقاياه موجودة في نفس الإنسان بمعنى أن نفسه تتشوف لوجود معبود وخالق ويدرك في كل مخلوق أنه ليس أهلاً لذاك بفطرته

فكل إنسان أياً كان يعبد إذا قرأ صفات الله في الكتب السماوية الصحيحة يجد نفسه تدفعه إلى أن هذا هو الإله الذي تجب عبادته وهذه بقايا الميثاق

الملحد أنكر أمراً بديهياً أقر به كل أهل الأديان وهو وجود خالق عظيم
إن اتفقنا في وجود بقايا الميثاق فلايعني ذلك أنك مدرك لوجود ميثاق فلولا إخبار القرآن بذلك لما علمنا بوجوده

أبو جعفر المنصور
11-27-2014, 04:49 PM
المهم الجزء الذي فيه الحجة والذي أراده الله بهذه الآية ( ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)

mouhalab
11-27-2014, 04:53 PM
لم يفتني ذلك و هذه الآية تتحدث عن يوم القيامة .

أبو جعفر المنصور
11-27-2014, 05:22 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون

الميثاق كان قبل الخلق وجعله حجة على قلد الآباء لأن فساد ما عليه الآباء ظاهر بداعي الفطرة والعقل

قال الفريابي في القدر 60 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الأعراف: 172] قَالَ: " مَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ فَخَرَّجَ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِنَعْمَانَ هَذَا الَّذِي وَرَاءَ عَرَفَةَ وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف: 172] قَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] " ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «يَا ابْنَ جُبَيْرٍ، وَاللَّهِ لَيَخْرُجَنَّ مَا فِي ظَهْرِكَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعِينَ» قَالَ: " فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98] فَالْمُسْتَوْدَعُ مَا كَانَ فِي الْأَصْلَابُ، فَاسْتَقَرُّوا فِي الْأَرْحَامِ وَعَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ وَبَطْنِهَا فَذَلِكَ الْمُسْتَقَرُّ "

ولهذا تجد كل إنسان متشوف لئن يكون له دين إلا فئة مرذولة كابرت الفطرة وهم في المفطورين كالمجانين بين العقلاء

mouhalab
11-27-2014, 05:31 PM
ياشيخنا الفاضل نحن نتكلم في هذه الدنيا والعالم الذي نحن فيه والميثاق كان قبل الخلق والله تعالى أشهدهم أن يقولوا يوم القيامة ولاندري كيف فلربما أعاد لهم الذاكرة لتذكر كيف تم الميثاق !

mouhalab
11-27-2014, 05:32 PM
لو قيل كيف يحتج الله تعالى بالميثاق على الإنسان في اليوم الآخر و الإنسان عاش حياته مؤمنا بوجود ميثاق فقط لاغير، غير متذكر أنه وقّع ميثاقا
ومثل هذا الامر كمثل الشرطي الذي يعاقب السائق على عدم التوقف بالرغم من أنه لم يؤمره بالتوقف ؟
أقول لإثبات أن مسألة الميثاق لاتشبه المثال الثاني ولايصح أن تقيس عليه سأضرب لك مثالا :

تصور معي ان الميثاق تم على هذا الشكل :
الله خلقك كما انت الآن وانت تسأل هذا السؤال وقال لك هل تعاهدني على أنني ربك ولاتشرك بي شيئا ولكني سأمسح بذاكرتك بعد ذلك ثم أضعك في امتحان دنيوي ولكن ان عصيتني سأدخلك جهنم وان لم تعصني جازيتك بجنة خالدا فيها؟ فتجيبه أنت نعم أعاهدك
ألا ترى معي أن هذا التصور للأحداث يجعل هذا الميثاق حجة عليك ؟ إذا فقد علم أننا وجدنا تصور واحد على الأقل لكيفية تمام هذا الميثاق يجعل هذا الأخير حجة عليك وجعل قياسك الميثاق على مثال الشرطي باطل ولايمنع كذلك أن نجد أكثر من تصور واحد لأحداث هذا الميثاق
فما الذي فعلناه هنا منطقيا؟ منطقيا أنك لتثبت بطلان المقدمة الكلية السالبة يكفي ان تجد مثالا ينقضها وقد وجدنا مثالا ...وهذا كله نزولا فقط عند هؤلاء الذين يدعون إستعمال العقل ليكون حجة عليهم بما يستدلون به وإلا فنحن المسلمين لما علمنا قصور العقل البشري علمنا كذلك أن جلهنا بالكيفية لايعني عدم الثبوت

أبو جعفر المنصور
11-27-2014, 05:55 PM
لو قيل كيف يحتج الله تعالى بالميثاق على الإنسان في اليوم الآخر و الإنسان عاش حياته مؤمنا بوجود ميثاق فقط لاغير، غير متذكر أنه وقّع ميثاقا
ومثل هذا الامر كمثل الشرطي الذي يعاقب السائق على عدم التوقف بالرغم من أنه لم يؤمره بالتوقف ؟
أقول لإثبات أن مسألة الميثاق لاتشبه المثال الثاني ولايصح أن تقيس عليه سأضرب لك مثالا :

تصور معي ان الميثاق تم على هذا الشكل :
الله خلقك كما انت الآن وانت تسأل هذا السؤال وقال لك هل تعاهدني على أنني ربك ولاتشرك بي شيئا ولكني سأمسح بذاكرتك بعد ذلك ثم أضعك في امتحان دنيوي ولكن ان عصيتني سأدخلك جهنم وان لم تعصني جازيتك بجنة خالدا فيها؟ فتجيبه أنت نعم أعاهدك
ألا ترى معي أن هذا التصور للأحداث يجعل هذا الميثاق حجة عليك ؟ إذا فقد علم أننا وجدنا تصور واحد على الأقل لكيفية تمام هذا الميثاق يجعل هذا الأخير حجة عليك وجعل قياسك الميثاق على مثال الشرطي باطل ولايمنع كذلك أن نجد أكثر من تصور واحد لأحداث هذا الميثاق
فما الذي فعلناه هنا منطقيا؟ منطقيا أنك لتثبت بطلان المقدمة الكلية السالبة يكفي ان تجد مثالا ينقضها وقد وجدنا مثالا ...وهذا كله نزولا فقط عند هؤلاء الذين يدعون إستعمال العقل ليكون حجة عليهم بما يستدلون به وإلا فنحن المسلمين لما علمنا قصور العقل البشري علمنا كذلك أن جلهنا بالكيفية لايعني عدم الثبوت

هذه هي المشكلة ضرب الأمثال للنصوص

أولاً دعني أخبرك أن كلامك هذا خطير جداً بل هو رد على الله بشكل مباشر رد واضح على الآية

دعني أفيدك بأمر حين تستشكل ينبغي أن تسأل لا أن تناظر لأن هذا يوقعك في مشاكل

ثانياً عليك أن تتأمل الكلام

ضرب الأمثال الغالطة للكتاب والسنة باب زندقة

أمثلتك التي تذكرها مبناها على شيء واحد وهو أنه تم مسح الذاكرة بشكل تام بحيث أصبح هذا الميثاق وجوده كعدمه

هذه النقطة رددت عليها آنفاً بأن هذا الميثاق أورث البشر فطرة وارد ذكرها في الحديث ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ) هذه الفطرة تعرضها لتشوهات ناتجة عن تقليد الآباء تظهر بأدنى تأمل بطلان الشرك فلم يكتف الله بدلالة الفطرة والعقل على بطلان حال المشركين والتي قادت بعض الناس قبل البعثة إلى إنكار الشرك كزيد بن عمرو بن نفيل

ودللت على ذلك بأمرين

الأول تشوف الناس للمعبود بل إيمان عامتهم أنه في السماء وإشارتهم إليه حتى عباد الأوثان بشكل فطري

الثاني : أنه إذا جاءت نصوص الوحي يكون المرء الذي تلوثت فطرته كمن بحث شيء ووجده أو كمن نسي شيئاً وجاء من يذكره

مسألة الفطرة وإيمان الناس أمر مثبت علمياً وأن الإنسان وهو مهيء للتدين ( هذا في بحثك مع من ينكرون كل شيء وهم الملاحدة )

فإخراج الإنسان عن أي مؤثر خارجي يجعله يؤمن بوجود الله على صفة أقرب إلى ما في الكتب السماوية

الحجة الي نتكلم عنها ليس من شرطها أن يعترف بها الجاحد فهو لا يعترف بكل صور الحجج حتى الوحي

mouhalab
11-27-2014, 06:42 PM
هذه هي المشكلة ضرب الأمثال للنصوص

أولاً دعني أخبرك أن كلامك هذا خطير جداً بل هو رد على الله بشكل مباشر رد واضح على الآية

دعني أفيدك بأمر حين تستشكل ينبغي أن تسأل لا أن تناظر لأن هذا يوقعك في مشاكل

ثانياً عليك أن تتأمل الكلام

ضرب الأمثال الغالطة للكتاب والسنة باب زندقة

أمثلتك التي تذكرها مبناها على شيء واحد وهو أنه تم مسح الذاكرة بشكل تام بحيث أصبح هذا الميثاق وجوده كعدمه

هذه النقطة رددت عليها آنفاً بأن هذا الميثاق أورث البشر فطرة وارد ذكرها في الحديث ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ) هذه الفطرة تعرضها لتشوهات ناتجة عن تقليد الآباء تظهر بأدنى تأمل بطلان الشرك فلم يكتف الله بدلالة الفطرة والعقل على بطلان حال المشركين والتي قادت بعض الناس قبل البعثة إلى إنكار الشرك كزيد بن عمرو بن نفيل

ودللت على ذلك بأمرين

الأول تشوف الناس للمعبود بل إيمان عامتهم أنه في السماء وإشارتهم إليه حتى عباد الأوثان بشكل فطري

الثاني : أنه إذا جاءت نصوص الوحي يكون المرء الذي تلوثت فطرته كمن بحث شيء ووجده أو كمن نسي شيئاً وجاء من يذكره

مسألة الفطرة وإيمان الناس أمر مثبت علمياً وأن الإنسان وهو مهيء للتدين ( هذا في بحثك مع من ينكرون كل شيء وهم الملاحدة )

فإخراج الإنسان عن أي مؤثر خارجي يجعله يؤمن بوجود الله على صفة أقرب إلى ما في الكتب السماوية

الحجة الي نتكلم عنها ليس من شرطها أن يعترف بها الجاحد فهو لا يعترف بكل صور الحجج حتى الوحي

اسمح لي ان أقول لك أنك لاتقرأ ردودي بتمعن وتقفز مباشرة للرد، نعلم قدرك في العلم الشرعي وتفوقك علينا في هذا المجال بسبب اهتمامنا بالعلوم الاخرى وفرطنا في هذا العلم الذي هو أشرف العلوم وأجلها ولكنها مسألة وقت فقط فنحن نحاول تدارك الوضع !
ولكن مع ذلك كما قال شيخنا ابن العثيمين في كتاب علم مصطلح الحديث: التواضع للعلم رفعة، والذل في طلبه عز و كم من شخص أقل منك في العلم من حيث الجملة، وعنده علم في مسألة ليس عندك منها علم.

نعود الآن لنعلق على ردك الاخير :


هذه هي المشكلة ضرب الأمثال للنصوص
ضرب الأمثلة لابأس به إن كان في محله .


أولاً دعني أخبرك أن كلامك هذا خطير جداً بل هو رد على الله بشكل مباشر رد واضح على الآية
والسبب في أنك تظن انه رد على الله تعالى انك قلتَ فيما سبق :

الميثاق الذي وقع بقاياه موجودة في نفس الإنسان بمعنى أن نفسه تتشوف لوجود معبود وخالق ويدرك في كل مخلوق أنه ليس أهلاً لذاك بفطرته
وقد قلت لك : إن اتفقنا في وجود بقايا الميثاق فلايعني ذلك أنك مدرك لوجود ميثاق فلولا إخبار القرآن بذلك لما علمنا بوجوده .
وسأفصل أكثر : بقايا الميثاق هذه التي تتحدث عنها هي الفطرة نفسها ، ولكن هذه الفطرة لاتمكننا من إدراك أنه حدث ميثاق فعلا والطريق التي علمنا بأنه هناك ميثاق هي النص والذي هو القرآن .


ضرب الأمثال الغالطة للكتاب والسنة باب زندقة

أمثلتك التي تذكرها مبناها على شيء واحد وهو أنه تم مسح الذاكرة بشكل تام بحيث أصبح هذا الميثاق وجوده كعدمه
لاأرى المثال الذي ضربته غالطا بل هو ممكن الحدوث لأننا نجهل كيف تم الحدوث ..
وأما بخصوص مسح الذاكرة ولكي نتفق فقولي مسح الله تعالى بذاكرة الإنسان يعني أنه جعله لايتذكر هذا الميثاق وكيفيته .

أبو جعفر المنصور
11-27-2014, 07:11 PM
اسمح لي ان أقول لك أنك لاتقرأ ردودي بتمعن وتقفز مباشرة للرد، نعلم قدرك في العلم الشرعي وتفوقك علينا في هذا المجال بسبب اهتمامنا بالعلوم الاخرى وفرطنا في هذا العلم الذي هو أشرف العلوم وأجلها ولكنها مسألة وقت فقط فنحن نحاول تدارك الوضع !
ولكن مع ذلك كما قال شيخنا ابن العثيمين في كتاب علم مصطلح الحديث: التواضع للعلم رفعة، والذل في طلبه عز و كم من شخص أقل منك في العلم من حيث الجملة، وعنده علم في مسألة ليس عندك منها علم.

نعود الآن لنعلق على ردك الاخير :


ضرب الأمثلة لابأس به إن كان في محله .


والسبب في أنك تظن انه رد على الله تعالى انك قلتَ فيما سبق :

وقد قلت لك : إن اتفقنا في وجود بقايا الميثاق فلايعني ذلك أنك مدرك لوجود ميثاق فلولا إخبار القرآن بذلك لما علمنا بوجوده .
وسأفصل أكثر : بقايا الميثاق هذه التي تتحدث عنها هي الفطرة نفسها ، ولكن هذه الفطرة لاتمكننا من إدراك أنه حدث ميثاق فعلا والطريق التي علمنا بأنه هناك ميثاق هي النص والذي هو القرآن .


لاأرى المثال الذي ضربته غالطا بل هو ممكن الحدوث لأننا نجهل كيف تم الحدوث ..
وأما بخصوص مسح الذاكرة ولكي نتفق فقولي مسح الله تعالى بذاكرة الإنسان يعني أنه جعله لايتذكر هذا الميثاق وكيفيته .


دعني أعبر عن أسفي الشديد للدخول في هذا الحوار

الآية القرآنية تظهر الميثاق على أنه حجة ومانع منطقي من تقليد الآباء

وحين تعترض على نص شرعي يجب أن تذكر تفسيراً صحيحاً لهذا النص

وضرب الأمثال على جهة الاعتراض ردة عن الإسلام وليست أمراً لا بأس به فلا تفتي

تفاصيل الميثاق بتفاصيله ليس هو المهم في قيام الحجة على الخلق وإنما المهم مضمون هذا الميثاق وانفطاره في القلوب ومناقضته لكل كفر

ولو لم يكن هذا المعنى موجوداً لكان الميثاق أمراً عبثياً لا فائدة منه

أنت لم تناقش النقاط التي ذكرتها وإنما كبر عليك فقط أن يكون ردي هو الأخير وفيه شيء من الغلظة عليك وصرت تعظني بالتواضع وأنا إنما أحذرك من مغبة الخوض في آيات الله بغير علم

الآية هذا نصها ( ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)

( أن تقولوا يوم القيامة ) يعني هذا حصل قبل يوم القيامة ومعناه لكي لا تقولوا

ويقول سبحانه ( أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)

ماذا تفهم منها ولن أذكر لك تفسير ابن عباس مرةً أخرى

فإن قلت : فما فائدة إرسال الرسل والميثاق هذه حاله

قلت لك : فائدة أرسال الرسل التذكير بهذا الميثاق والله أخذ على نفسه تفضلاً ألا يعذب إلا بعد إرسال الرسل كما أنه مثلاً تفضل على اليهود الذين كفروا بعيسى وأعطاهم فرصة أخرى بالإيمان بمحمد صلى الله عليهم أجمعين

أعلم جيداً أن ضغط دمك ارتفع من بعض عباراتي وأنا أقصد ولكني صدقني ليس على معنى الإيذاء وإنما على معنى الحرص والمحبة

أنا هنا لأفيدك ولأصحح الأخطاء في تصوراتك وأنت هنا لتفعل الشيء نفسه إن استطعت

أبو جعفر المنصور
11-27-2014, 07:18 PM
قال أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية _ رحمه الله _ في درء تعارض العقل والنقل وهو من أواخر تصانيفه صنفه بعد رجوعه من مصر (8/491) :" ثم قال { أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون } سورة الاعراف 173 ذكر لهم حجتين يدفعهما هذا الاشهاد

إحداهما { أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } فبين أن هذا علم فطري ضروري لا بد لكل بشر من معرفته وذلك يتضمن حجة الله في ابطال التعطيل وان القول بإثبات الصانع علم فطري ضروري وهو حجة على نفي التعطيل

والثاني { أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم } فهذا حجة لدفع الشرك كما أن الأول حجة لدفع التعطيل فالتعطيل مثل كفر فرعون ونحوه والشرك مثل شرك المشركين من جميع الأمم

وقوله { أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون } وهم آباؤنا المشركون وتعاقبنا بذنوب غيرنا وذلك لأنه لو قدر أنهم لم يكونوا عارفين بأن الله ربهم ووجدوا آباءهم مشركين وهم ذرية من بعدهم ومقتضى الطبيعة العادية أن يحتذى الرجل حذو ابيه حتى في الصناعات والمساكن والملابس والمطاعم إذ كان هو الذي رباه ولهذا كان ابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ويشركانه فإذا كان هذا مقتضى العادة الطبيعية ولم يكن في فطرتهم وعقولهم ما يناقض ذلك قالوا نحن معذورون وآباؤنا هم الذين اشركوا ونحن كنا ذرية لهم بعدهم اتبعناهم بموجب الطبيعة المعتادة ولم يكن عندنا ما يبين خطأهم

فإذا كان في فطرتهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم كان معهم ما يبين بطلان هذا الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم فإذا احتجوا بالعادة الطبيعة من اتباع الاباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية العقلية السابقة لهذه العادة الابوية

كما قال صلى الله عليه وسلم

كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه فكانت الفطرة الموجبة للاسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول فانه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا

وهذا لا يناقض قوله تعالى { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } سورة الاسراء 15 فإن الرسول يدعو إلى التوحيد لكن أن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن اقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك وان هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة اني كنت عن هذا غافلا ولا أن الذنب كان لابي المشرك دونى لانه عارف بان الله ربه لا شريك له فلم يكن معذورا في التعطيل ولا الاشراك بل قام به ما يستحق به العذاب

ثم أن الله بكمال رحمته واحسانه لا يعذب أحدا بعد ارسال رسول اليهم وان كانوا فاعلين لما يستحقون به الذم والعقاب كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث اليهم رسول فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب والرب تعالى مع هذا لم يكن معذبا لهم حتى يبعث اليهم رسولا"

تأمل هذا الكلام فإنه يلخص البحث

ابن سلامة القادري
11-27-2014, 11:19 PM
حقّاً إنك لن تجد مبرّرا أبدا للشرك و الإلحاد حتى من دون بعثة الرسل .. فالإيمان بالله تعالى و أنه وحده المنعم فطرة فينا. وهذا هو السبب الذي جعلنا نحب الإسلام و القرآن و الرسل عليهم السلام و نستمسك بسبيلهم مخلصين لله الدين.

الإشهاد و الميثاق الذي أخذه الله من بني آدم في عالم الذر هو حجة عليهم باعتباره مخاطبة بدئية بمعلوم من العقل و الفطرة و الدين بالضرورة، كما أنه كان مثيلا للإيحاء كما أوحى الله إلى النحل، و كما أوحى إلى السماء و الأرض أن تأتيا طوعا أو كرها و الله أعلم بحالنا كيف كنا في عالم الذر أو عالم الروح، إنه كذلك حين تعلق الأمر بنا أشبه بعملية زرع و فَطر و جَبْل في عالم الجينات .. فكما زرع الله فينا محبة العدل و الإحسان و زرع فينا العفة و الحياء و كراهية الظلم و الجريمة و الفحشاء فكذلك كنا في عالم الذر مؤمنين بالله و في عالم الفطرة موحدين و بالعقل -بعد أن عقلنا- شاهدين على أن الله وحده القادر على الخلق و التدبير و النفع و الضر و ليس إله من دونه مخلوقا مثلنا لا يملك حتى لنفسه نفعا و لا ضرا إلا ما شاء الله.
و اعتبار الميثاق حجة على الملحد لا يزيد شيئا و لا ينقص شيئا لأنه إن ثبت عنده مقتضى حجج الله العقلية و الفطرية و الرسالية ثبت عنده ذلك بالتضمن .. و إن انتفى انتفى كل ذلك، لكن من المؤكد أن الاحتجاج عليه به وحده بمجرد الإعلام به لا يكفي كحجة عليه بالغة قاطعة تمنع العذر و إلا لاكتفى الله به و رسله و لم ينزل معهم كتبا و لم يرسلهم بالبينات و الآيات. و لذلك أتبع الله تعالى ذكر الميثاق بقوله : { وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } و ذكر في إثر ذلك قصة بلعام فقال :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ.

فمهما يكن فقد جعل الله الآيات هي الحجة القاطعة لأنها لا تترك مقالاً و بها يتبين الصادق في البحث عن الحقيقة من الكاذب.

يقول ابن عاشور في تفسير آية الميثاق :

والكلام تمثيل حال من أحوال الغيب، من تسلط أمر التكوين الإلهي على ذوات الكائنات وأعراضها عند إرادة تكوينها، لا تبلغ النفوس إلى تصورها بالكُنْه، لأنها وراء المعتاد المألوف، فيراد تقريبها بهذا التمثيل، وحاصل المعنى: أن الله خلق في الإنسان من وقت تكوينه إدراك أدلة الوحدانية، وجعل في فطرة حركة تفكير الإنسان التطلع إلى إدراك ذلك، وتحصيل إدراكه إذا جرد نفسه من العوارض التي تدخل على فطرته فتفسدها.
وجملة: { قالوا بلى } جواب عن الاستفهام التقريري، وفصلت لأنها جاءت على طريقة المحاورة كما تقدم في قوله تعالى: { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها }
في سورة البقرة (30).
وأطلق القول إما حقيقة فذلك قول خارق للعادة، وإمّا مجازاً على دلالة حالهم على أنهم مربوبون لله تعالى، كما أطلق القول على مثله في قوله تعالى: { فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين } [فصلت: 11] أي ظهرت فيهما آثار أمر التكوين.

{أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ }

والمعنى: أن ذلك لمَّا جُعل في الفطرة عند التكوين كانت عقول البشر منساقة إليه، فلا يغفل عنه أحد منهم فيعتذرَ يوم القيامة، إذا سئل عن الإشراك، بعذر الغفلة، فهذا إبطال للاعتذار بالغفلة، ولذلك وقع تقدير حرف نفي أي أنْ لا تقولوا إلخ.

وعُطف عليه الاعتذار بالجهل دون الغفلة بأن يقولوا إننا اتبعنا آباءنا وما ظننا الإشراك إلا حقاً، فلما كان في أصل الفطرة العلمُ بوحدانية الله بطل الاعتذار بالجهل به، وكان الإشراك إما عن عمد وإما عن تقصير، وكلاهما لا ينهض عذراً، وكل هذا إنما يصلح لخطاب المشركين دون بني إسرائيل.
ومعنى: { وكنا ذرية من بعدهم } كنا على دينهم تبعاً لهم لأننا ذرية لهم، وشأن الذرية الاقتداء بالآباء وإقامة عوائدهم فوقع إيجاز في الكلام وأقيم التعليل مقام المعلل.

و { من بعدهم } نعت لذرية لما تؤذن به ذرية من الخلفية والقيام في مقامهم. والاستفهام في { أفتهلكنا } إنكاري، والإهلاك هنا مستعار للعذاب، والمبطلون الآخذون بالباطل، وهو في هذا المقام الإشراك.

وفي هذه الآية دليل على أن الإيمان بالإله الواحد مستقر في فطرة العقل، لو خُلي ونفسه، وتجرد من الشبهات الناشئة فيه من التقصير في النظر، أو الملقاة إليه من أهل الضلالة المستقرة فيهم الضلالة، بقصد أو بغير قصد، ولذلك قال الماتريدي والمعتزلة: أن الإيمان بالإله الواحد واجب بالعقل، ونسب إلى أبي حنيفة وإلى الماوردي وبعضضِ الشافعية من أهل العراق، وعليه أنبتت مؤاخذة أهل الفترة على الإشراك، وقال الأشعري: معرفة الله واجبة بالشرع لا بالعقل تمسكاً بقوله تعالى:
{ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً }
[الإسراء: 15] ولعله أرجع مؤاخذة أهل الفترة على الشرك إلى التواتر بمجيء الرسل بالتوحيد.

وجملة: { وكذلك نفصل الآيات } معترضة بين القصتين، والواو اعتراضية، وتسمى واو الاستئناف أي مثل هذا التفصيل نفصل الآيات أي آيات القرآن، وتقدم نظير هذا عند قوله تعالى:
{ وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين }
في سورة الأنعام (55). وتفصيلها بيانها وتجريدها من الإلتباس.

وجملة: { ولعلهم يرجعون } عطف على جملة: { وكذلك نفصل الآيات } فهي في موقع الاعتراض، وهذا إنشاء ترجّي رجوععِ المشركين إلى التوحيد، وقد تقدم القول في تأويل معنى الرجاء بالنسبة إلى صدوره من جانب الله تعالى عنه قوله تعالى:
{ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون }
في سورة البقرة (21).

والرجوع مستعار للإقلاع عن الشرك، شُبه الإقلاع عن الحالة التي هم متلبسون بها بترك من حل في غير مقره الموضع الذي هو به ليرجع إلى مقره، وهذا التشبيه يقتضي تشبيه حال الإشراك بموضع الغُربة، لأن الشرك ليس من مقتضى الفطرة فالتلبس به خروج عن أصل الخلقة كخروج المسافر عن موطنه، ويقتضي أيضاً تشبيه حال التوحيد بمحل المرء وحيّه الذي يأوي إليه، وقد تكرر في القرآن إطلاق الرجوع على إقلاع المشركين عن الشرك كقوله:
{ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براءٌ مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلهم يرجعون }
[الزخرف: 26 ـــ 28] أي يرجعون عن الشرك، وهو تعريض بالعرب، لأنهم المشركون من عقب إبراهيم. اهـ

تفسير ابن عاشور - سورة الأعراف

mouhalab
12-01-2014, 12:28 AM
دعني أعبر عن أسفي الشديد للدخول في هذا الحوار

والله لو لم تدخل لكان أفضل لأني أراك تعترض على أشياء لايجب الإعتراض عليها


الآية القرآنية تظهر الميثاق على أنه حجة ومانع منطقي من تقليد الآباء

وحين تعترض على نص شرعي يجب أن تذكر تفسيراً صحيحاً لهذا النص

أنت لم تفهم أبدا ردي بالرغم من أنني وضحته أكثر من مرة



تفاصيل الميثاق بتفاصيله ليس هو المهم في قيام الحجة على الخلق وإنما المهم مضمون هذا الميثاق وانفطاره في القلوب ومناقضته لكل كفر

ولو لم يكن هذا المعنى موجوداً لكان الميثاق أمراً عبثياً لا فائدة منه
وهل قلت لك شيئا يناقض هذا ؟




الآية هذا نصها ( ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)

( أن تقولوا يوم القيامة ) يعني هذا حصل قبل يوم القيامة ومعناه لكي لا تقولوا
أوليست تتحدث عن يوم القيامة؟ هذا ما أردته


فائدة أرسال الرسل التذكير بهذا الميثاق والله أخذ على نفسه تفضلاً ألا يعذب إلا بعد إرسال الرسل كما أنه مثلاً تفضل على اليهود الذين كفروا بعيسى وأعطاهم فرصة أخرى بالإيمان بمحمد صلى الله عليهم أجمعين
وهل قلت لك شيئا يناقض هذا ؟ لاأدري لماذا تتطرق الى نقاط لم نختلف فيها؟


أعلم جيداً أن ضغط دمك ارتفع من بعض عباراتي وأنا أقصد ولكني صدقني ليس على معنى الإيذاء وإنما على معنى الحرص والمحبة

أنا هنا لأفيدك ولأصحح الأخطاء في تصوراتك وأنت هنا لتفعل الشيء نفسه إن استطعت
بل على العكس تماما أنا هادئ
ولأكون صريحا لم أتوقع منك ان تعترض على أشياء لايجب الإعتراض عليها وخاصة لاتقرأ ردودي جيدا ثم ترد على أشياء لم أعترض عليها

ولازلت متسمكا بإدعاءاتي
أولا أن الإنسان لايتذكر شيئا من هذا الميثاق حتى بوجود الفطرة فلن يصل بعقله إلى أن الله تعالى {أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا ..} ولاسبيل لمعرفة ذلك لولا إخبار القرآن .
ثانيا أنك لايجب أن تحتج على الملحد بالميثاق عند محاورته كأن تقول له ألم تعاهد الله على أنه ربك فلماذا تنكره ؟ هذا لايفعله إلا الأغبياء هل تتصور ان يقول : نعم تذكرت أنني عاهدت الله ،
بعد إقناع الملحد بوجود الله وأن القرآن كلام الله عندئذ إن لم يتبع الإسلام يمكن أن يحتج عليه بالميثاق .

أما أن تحتج عليه بالفطرة أو كما سميتها أنت بقايا الميثاق فهذا ممكن ولم أعترض عليه وقد قلت في ردي الأول

في الثانية والثالثة و الرابعة يمكنك ان تقيم عليه الحجة

أبو جعفر المنصور
12-01-2014, 05:26 PM
أنت تضطرني أن أعيدة الكلام

ومن قال لك أن عند حوار الملحد سنقول له عليك أن تؤمن بالميثاق بالتفاصيل

لو أن شخصاً قرأ كتاباً وحصلت له معرفة عامة بفكرة معينة وبقي معه آثار هذا في إدراكه وفي عقله الباطن لا يشترط أن يذكر الصفحة التي وجد فيها المعلومة ولا لون الكتاب

الآية تتحدث عن كون الله عز وجل أخذ الميثاق على الخلق أخذاً لا يجعل يقيم به عليهم الحجة وهذا الأخذ أثمر عقلاً وفطرة

تجعل أمر الإيمان بالخالق أقرب إلى البديهة وهذا رأيناه في البشر فعلاً فعامتهم يؤمن بوجود خالق

والآية لا تتحدث عن يوم القيامة إلا في آخرها وأولها يتحدث عن أمر حصل قبل الخلق

ولو لم يكن في الأمر حجة لما ذكره في القرآن ولما فعله الله أصلاً فأنت تجعل فعل عبثياً وهذا ذكرته لك آنفاً ولكنك تجتنب كل نقطة قوية وتوضيحية في كلامي وتذهب تعلق على ما تريد

وتعيد الثرثرة نفسها

موضوع الفطرة من أقوى الحجج على الملحد ويمكن إثباته بدراسات علمية أو نظرة ميدانية في تاريخ الأمم ، ما جاء في الدين شرحه وفي تلك سبب تولد تلك الفطرة عند الإنسان

فافهم الكلام بارك الله فيك

والمسألة ليست مغالبة ولا أن تضع في رأسك فكرة ثم تذهب وتعيد وتزيد

حواراتكم مع الملاحدة أضرت بكم جداً لدرجة تأثرتم بطريقة التفكير