المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اول مخطوطات الحديث اين تكون ؟\



معتز
12-24-2014, 09:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي استفسار بسيط يا اخوان

هل توجد المخطوطة الاولى للموطأ للأمام مالك ؟؟؟

وهل توجد اول مخطوطة للبخاري..؟

اقصد اول مخطوطة هي التي كتبها الامام مالك بنفسه او كتبها البخاري بنفسه

واين تكون تلك المخطوطات .؟؟؟

ابو علي الفلسطيني
12-24-2014, 10:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بخصوص موطأ الامام مالك فللموطأ روايات كثيرة ومخطوطات الموطا مفرقة في دول العالم حسب هذه الروايات وللدكتور الاعظمي محقق موطا مالك مقدمة مفيدة حول هذا الامر فراجعها ...
اما بخصوص صحيح البخاري فاقدم نسخة للصحيح موجودة بين ايدينا اليوم يعود تاريخها الى 265 هـ وهي موجودة في قطر ... وهذا اقتباس لي من موضوع قديم حول الامر:

اما مخطوطاتُ البخاري ... فيذكرُ لنا الدكتور محمود مصري في بحثٍ له مقدمٌ الى مؤتمر المخطوطاتِ الألفية ... مكتبةُ الاسكندرية عام 2004 ... أنَّ أقدمَ مخطوطٍ للبخاري موجودٌ في دارِ الكتبِ القطرية (وزارة التربية) ويعودُ تاريخهُ للعام 265 هـ ... ومخطوطٌ آخرَ موجودٌ في كلياتِ سيلي أوك وهو من مجموعِ مخطوطاتِ المستشرقِ منجانا ويعودُ تاريخهُ الى سنةِ 391 هـ .. بالاضافةِ الى مخطوطٍ أخرَ في دارِ الكتبِ في صوفيا يعود تاريخهُ لسنةِ 407 هـ .. ومخطوطٌ اخر في الخزانةِ العامةِ في الرباط يحتوي على الاجزاءِ من 2-5 ويعود تاريخهُ لسنة 492 هـ ..
ويذكرُ المؤلفَ نفسَه أَّن عددَ مخطوطاتِ البخاري المتواجدةُ في مكتباتِ العالمِ يصلُ مجموعهُ إلى حواليْ 2327 نسخةٍ مخطوطةٍ في العالم ... ولعلَّ منْ أهمها هي نسخةُ الحافظِ اليونيني رحمهُ الله تعالى والمأخوذُ عنها النص الحالي وهي أضبطُ نسخةٍ ... وموجودةٌ في تركيا .. ويعودُ تاريخها الى القرن السادسِ أوالسابعُ للهجرة ...وتجدُ كلامَ العلامةِ أبي الاشبال احمد شاكر رحمه الله تعالى حولِ هذهِ النسخةِ ووصفِها في مقدمةِ الطبعةِ السلطانية لصحيح البخاري التي طُبعتْ بامرٍ من السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى قبلَ حواليْ مائةٍ وعشرونِ عاماً ... ولله الحمد والمنة ...

عَرَبِيّة
12-25-2014, 12:24 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يوجد مكتبة ضخمة للمخطوطات ومعلومات وافرة عنها في قسم المخطوطات من شبكة الألوكة لعلها تنفع المهتمين : http://www.alukah.net/library/8010/

معتز
12-25-2014, 08:21 AM
شكرا لكم يا اخوان

حسنا سؤال اخر ..

كيف نرد على من يقول ان كتاب البخاري اقدم مخطوطة لديه كانت بعد وفاته وانه تم التلاعب بها ....؟؟؟

وكذلك موطأ الامام مالك

ابو علي الفلسطيني
12-27-2014, 09:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الكلام غير وارد اخي الكريم لان من روى الصحيح عن البخاري مثلا كثيرون جدا لكن اشتهر منهم اربعة ورغب الناس في روايتهم للصحيح لانهم كانوا اكثر ملازمة للبخاري ومن هؤلاء الاربعة اشتهر الفربري الذي اخذ عنه صحيح البخاري اكثر من تسعين الفا من البشر .... نعم قد تجد بعض الفروق الطفيفة في روايات الصحيح لكن هذا لا يؤثر بالمرة
وكذلك موطا الامام مالك رواه عنه كثيرون والفروق بين الروايات لا تضر لان احد الرواة قد يسمع من شيخه ما لا يسمعه راو اخر وهكذا
ومن كثرة من رووا دواوين السنة عن اصحابها نثق بانه لا يمكن التلاعب بها لا باضافة احاديث ولا بحذفها ولا بتبديل كلمات باخرى ... مع ملاحظة ان كثيرا من الاحاديث مشتركة بين كتب الحديث بمعنى ان كثيرا من احاديث الصحيحين رواهما اصحاب السنن الاربعة ابو داود والترمذي ...الخ وانفرادهم برواية بعض الاحاديث لا يضر
والله اعلم

أبو جعفر المنصور
01-01-2015, 12:34 PM
أخي معتز بارك الله فيك

في الحقيقة كنت ولو لمرة واحدة أن أرى في اعتراضات هؤلاء الأطفال ما يوحي بالموضوعية

اعلم رحمك الله أن هناك عدة حقائق

الأولى : أنه لا يوجد حديث في صحيح البخاري فقط !

وأن كل أحاديث البخاري موجودة في مصادر أعلى ومصادر موازية بالمخرج نفسه

وكتب الحديث ليست وحدة واحدة بل هي أحاديث متفرقة

والبخاري كان يكفيه أن ينظر في مسند شيخه أحمد ابن حنبل وشيخه إسحاق بن راهوية وشيخه الحميدي ليصنف الصحيح فكل أحاديث كتابه موجودة في هذه الكتب

ومن أمارات صدقه أنه إذا خرج حديثاً من طريق أحد المؤلفين يأتي على اللفظ الذي في كتابه

خذ مثالاً هذا الحديث

قال البخاري في صحيحه 73 - حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَىهَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا "

هذا الحديث موجود في مسند الحميدي

وفي الزهد لابن المبارك وهذا لفظه

قال المبارك في الزهد 1205 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا "

فابن المبارك متابع لسفيان بن عيينة

وهو أيضاً موجود في مسند ابن أبي شيبة

قال ابن أبي شيبة في مسنده 194 - نا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا "

وموجود في مسند أحمد وغيرها من المصادر

فلاحظ هنا أمرين

الأول : اتفاق الإسناد مع ما في صحيح البخاري

الثاني : اتفاق المتن مع ما في صحيح البخاري

خذ المفاجأة

كل أحاديث الصحيح كذلك ! ولا يوجد في البخاري حديث واحد انفرد البخاري به فقط من دون كل المصنفين في الحديث

زيادة على ذلك أن البخاري قد ألفوا عليه مستخرجات بمعنى أنهم خرجوا أحاديثه كلها من غير طريقه

وهذه المستخرجات عددها كبير منها مستخرج أبي نعيم ومنها مستخرج الاسماعيلي

أخي الكريم صحيح البخاري ليس الكتاب المقدس فيأتي دفعة واحدة

طريقة المحدثين آنذاك أن الرجل إذا ألف كتاباً يجلس إليه الطلبة فيقرأ عليهم الكتاب كاملاً ثم كل واحد منهم يفعل هذا مع طلبته

وهكذا فالاعتماد ليس على المخطوط فقط بل على المخطوط والسماع فحتى المخطوطات التي تأخرت هي مسلسلة بالسماع والناس يرغبون عن المخطوطات القديمة لصعوبة القراءة فيها ولهذا كان أحدهم لا يقرأها إلا على شيخ متقن

وأما موطأ مالك فهو رواه عن مالك تسعة !

كلهم رواياتهم موجودة فهو متواتر عن مالك والاختلاف في الروايات التسعة يسير فالترتيب هو هو بل كلام مالك لا يكاد يختلف من رواية إلى رواية فضلاً عن الأحاديث

وأحاديث مالك بالذات محل قبول بين المحدثين فلا يصنف أحد كتاباً في الحديث إلا ويخرج أحاديث مالك التي في الموطأ من طريق مالك

فلو فرضنا أن رجلاً تسلط على موطأ مالك وغير في رواياته التسعة كلها والمسلمون كلهم نيام

فهل يستطيع أن يتسلط على كل مؤلفات المحدثين وهل يستطيع أن يتسلط على روايات أقران مالك وأقران البخاري في كل تلك المصادر ويغير فيها

خذ هذا المثال

قال مالك في الموطأ 3366/ 692 - ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا. وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً. وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُهَاجِرَ (1) أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ».

قال البخاري في الصحيح 6076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ»

لاحظ أنه رواه من طريق مالك بمثل اللفظ الذي في الموطأ

وهذا الحديث لم يروه عن الزهري مالك وحده بل رواه زملاؤه أيضاً

قال أحمد في مسنده 13354 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ»

فهنا شعيب تابع مالكاً

وشعيب روايته موجودة في مصادر عديدة وأنا أذكر المسند لأنه المصدر الذي وجدته أمامي

وألخص لك هذا الحديث رواه عن الزهري خمسة أنفس أو ستة غير مالك باللفظ مثله وحديثهم متوزع في عشرات المصادر

المفاجأة !

عامة أحاديث الموطأ كذلك !

فالطعن في منهج أهل الحديث ليس يسيراً إذ أنهم لهم منهج دقيق وبحث تمحيص ولم ترتفع أسماء الذين ارتفعت أسماؤهم إلا لكونهم على درجة عالية من التيقظ والضبط

والعجيب أن هؤلاء المشككين يصدقون كل ما يقول لهم الغرب

فلو جاءت إحصائية بأنه ثمة كيت وكيت فتراه يصدق رأساً علماً بأن هذا من باب قبول الأخبار فهو لم يقف على الإحصائيات بنفسه

وقد أقنعوهم أن في العراق سلاح دمار شامل وأقنعوهم أنهم صعدوا القمر وأقنعوهم بأكاذيب أخرى كثيرة ولا يوجد منهج دقيق في هذا كله ومع ذلك يتشكك في الأحاديث مع كل ما حظيت به من النقد والتحقيق وهو لم يحقق في حياته مخطوطة أو يخرج حديثاً

صحيح البخاري له مئات المخطوطات حول العالم عامتها متطابقة بشكل مذهل والخلافات يسيرة فتجد المرء يحقق صحيح البخاري على ثلاثين مخطوطة وتقرأ الصحيح فلا يخرج إلا بين فينة وأخرى ليبين لك في الحاشية أن الكلمة الفلانية ساقطة من إحدى النسخ ثم تجد هذه الكلمة مثبتة في رواية أخرى من النسخة نفسها ويمكن استدراكها من مصادر الحديث الأخرى

كل من يتكلم في فن يجب أن يرجع للمتخصصين لا المستشرقين أو المنصرين الحاقدين أو حتى جهلة المسلمين

وكلام أصحاب الفن فيه مقدم

ابن سلامة القادري
01-01-2015, 03:28 PM
وهكذا فالاعتماد ليس على المخطوط فقط بل على المخطوط والسماع فحتى المخطوطات التي تأخرت هي مسلسلة بالسماع والناس يرغبون عن المخطوطات القديمة لصعوبة القراءة فيها ولهذا كان أحدهم لا يقرأها إلا على شيخ متقن



السماع .. حيثية بالغة الأهمية و يجب أخذها بعين الإعتبار .. فعلماء الحديث منهم حفاظ متقنون، و العرب كانوا أقدر على الحفظ -و بشكل مذهل- منهم على الكتابة.
قال الشيخ عبد الحي الكتاني – رحمه الله - : " وقال البخاري : أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح ، وقال مسلم : صنفتُ هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب " السنن " ، وقال الحاكم في " المدخل " : كان الواحد من الحفاظ يحفظ خمسمائة ألف حديث ، سمعت أبا جعفر الرازي يقول : سمعت أبا عبد الله بن وارة يقول : كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور فقال رجل من أهل العراق : سمعتُ أحمد بن حنبل يقول : صح من الحديث سبعمائة ألف وهذا الفتى – يعني : أبا زرعة - قد حفظ سبعمائة .
قال البيهقي : أراد : ما صح من الأحاديث وأقاويل الصحابة والتابعين .
قلت (أي الكتاني): رحم الله الحافظ البيهقي فقد أزال عن القلب غمة ورفع عن الدين أكبر وصمة بهذه الإفادة التي شرح فيها هذه المقالة ؛ فإن كثيراً من المتفقهين الآن يقولون : مع تكفل الله بالدين أين هذا المقدار من السنَّة الآن فهل لم يدوَّن ؟ فبيَّن البيهقي أن مرادهم بهذه الأعداد العظيمة ما يشمل السنَّة وآثار الصحابة والتابعين ، أو أنهم كانوا يريدون طرق الحديث المتنوعة ، فيجعلون كل طريق حديثاً ، وكل حديث له طرق وروايات ؛ فمرادهم بهذا العدد العديد : طرق الحديث الواحد العديدة ورواياته المتنوعة ، وقد يكون الحديث واحداً ولكن باعتبار طرقه واختلاف ألفاظه وتعدد من رواه يعدُّ الحديث الواحد بالمائة ، لأنهم كانوا يقولون : لو لم نكتب الحديث من عشرين وجهاً ما عرفناه " انتهى من " التراتيب الإدارية " ( 2 / 204 ) .




فالطعن في منهج أهل الحديث ليس يسيراً إذ أنهم لهم منهج دقيق وبحث تمحيص ولم ترتفع أسماء الذين ارتفعت أسماؤهم إلا لكونهم على درجة عالية من التيقظ والضبط
والعجيب أن هؤلاء المشككين يصدقون كل ما يقول لهم الغرب
فلو جاءت إحصائية بأنه ثمة كيت وكيت فتراه يصدق رأساً علماً بأن هذا من باب قبول الأخبار فهو لم يقف على الإحصائيات بنفسه
وقد أقنعوهم أن في العراق سلاح دمار شامل وأقنعوهم أنهم صعدوا القمر وأقنعوهم بأكاذيب أخرى كثيرة ولا يوجد منهج دقيق في هذا كله ومع ذلك يتشكك في الأحاديث مع كل ما حظيت به من النقد والتحقيق وهو لم يحقق في حياته مخطوطة أو يخرج حديثاً
صحيح البخاري له مئات المخطوطات حول العالم عامتها متطابقة بشكل مذهل والخلافات يسيرة فتجد المرء يحقق صحيح البخاري على ثلاثين مخطوطة وتقرأ الصحيح فلا يخرج إلا بين فينة وأخرى ليبين لك في الحاشية أن الكلمة الفلانية ساقطة من إحدى النسخ ثم تجد هذه الكلمة مثبتة في رواية أخرى من النسخة نفسها ويمكن استدراكها من مصادر الحديث الأخرى
كل من يتكلم في فن يجب أن يرجع للمتخصصين لا المستشرقين أو المنصرين الحاقدين أو حتى جهلة المسلمين
وكلام أصحاب الفن فيه مقدم


هذا هو أصل البلاء في كل الأمم يا شيخنا .. واحد أفّاك أثيم يخترع فرية أو شبهة ثم يتلقفها منه عشرات الجهال من المسلمين و غير المسلمين الكسالى و المعاجيز عن البحث و التثبت لتصبح في اليوم التالي حقيقة مسلَّما بها.

كما قال الله تعالى في شأن الأخبار المتداولة : إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ.

و هذه الفرى و الشبهات لا تأتي إلا على القلوب الزائغة، كما قال سبحانه في شأن الكتاب :

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ.

و في النهاية تكذيب بغير علم :

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ .

أبو جعفر المنصور
01-23-2015, 01:21 PM
قال ابن الوزير في العواصم وقد نشأ نشأة زيدية :" أنه لا فرقَ بين كتبِ الحديثِ وبينَ غيرها من سائر (مصنفاتِ) علماء الإسلام، بل كتبُ الحديثِ مختصَّة بصرفِ العنايةِ مِن العلماء إلى سماعها وضبطِها وتصحيحِها، وكِتابة خطوطِهم عليها شاهدٌ لمن قرأها بالسَّماع، ناطقة لمن سمِعَها بالإذن في روايتها، ولا يُوجد في شيء منْ كُتُبِ الإسلامِ مثلُ ما يُوجد فيها مِن العِنايةِ الكثيرة في هذا الشأن حتى صار كأن هذا خصيصةٌ لها دونَ غيرِها مِن العلماء -رضي الله عنهم- وتعظيمٌ لِشعارها، ورفعٌ لمنارها، ومعرفة أنها أساس العلوم الإسلامية، وركن الفنون الدينية"

معتز
01-26-2015, 08:23 AM
ماشاء الله تبارك الله

حفظك الله يا شيخنا ابو جعفر ونفع بك وزادك علما

شكرا لك على الايضاح

ما فهمته منكم حفظكم الله ان البخاري لم يأتي بجديد بل هو جمع الصحيح في كتاب واحد وان لكل حديث في البخاري له قصة وله وجود من قبل البخاري رحمه الله
ولكن لدي سؤال بسيط : ما معنى تفرد به البخاري ..؟

وشكرا جزيلا

أبو جعفر المنصور
01-28-2015, 06:35 PM
نعم هذا هو الصواب

وقولهم ( تفرد به البخاري ) في العادة يقولونه يعنون به تفرده من دون مسلم