حسام الدين حامد
01-08-2015, 01:40 PM
تقسيم الإلحاد إلى علمي وعاطفي، أو إلى علمي وفلسفي وعاطفي .. ذلك التقسيم وإن كان مقبولًا تجريديًّا أو لازمًا كإجراء لرصد أو تأهيل كوادر في النقاط التي يحتاجها من يرد على الملحدين، إلا أن هذه القسمة تغدو قليلة النفع -بل ربما تكون ضارة- عند تطبيقها على أرض الواقع في الحوارات مع الملحدين!
ذلك أنّه ليس ثمّ ملحدٌ لأسبابٍ علميةٍ بحتة، ولا ثمّ ملحدٌ لأسبابٍ فلسفيةٍ بحتة، وجميعهم يقع في القلب من إلحادهم ذلك التحيز الذي تلعب فيه العاطفة دورًا رئيسًا، وإن شئت التقسيم فبعض الملحدين قبل وجدانه تفسيرات علمية توافق ميوله الإلحادية أو أتته الرؤى العلمية الإلحادية فوافقت محلًا قابلًا ثم تبع ذلك بعض التفلسف والفلسفة، وبعضهم الآخر -لو تعجّل التصريح- ملحد بالعاطفة مازال في مرحلة البحث عن كلمتين هنا وهناك يدعم بهما رؤيته الإلحادية للعالم!
وكثيرًا ما ترى من يرفع أسباب الإلحاد العلمية والفلسفية عند محاوره، ناسيا الدور الذي تلعبه العاطفة، فيرد عليه ردًّا مقنعًا، إلا أنّه لا يحدث أثرًا في نفس الملحد في كثيرٍ من الأحيان.. يسكت الملحد قليلًا ثم يخترع سبلًا أخرى لتسويغ إلحاده! ويدور محاوره معه يمينًا وشمالًا، ويقيم الحواجز على جانبي الطريق، فيقفز الملحد فوقها ليعدو مبعِدًا لا يلتفت، وينتهي الحوار إلى مشهد مؤمنٍ يقف على الصراط ينظر في حسرةٍ إلى محاوره يختفي في أفقٍ مظلم!
وأنا لا أقلل من دور الردود العلمية أو الفلسفية البحتة على الملحدين، وهذه الردود تفيد في التعليم وفي التنظير لكنّها قليلة الجدوى إن انفردت وقت الحوار والمواجهة، إلا أن يكون حوارًا مع رأسٍ معانِدٍ يُسعى لإفحامه ليسقط أمام الملحدين الذي يعلقون إلحادهم على غلبته في الحوار، كما أني لا أقلل من دور الفتنة التي يتعرض لها الملحد، ولكنّه تنبيه للوقوف على عنصر رئيس مؤسِّس في تلك الفتنة، لا يُنتبه إليه في بعض الحوارات والأجوبة وهو عنصر العاطفة!
ولذلك تسمو طريقة القرآن الكريم في معالجة القضايا العقدية على غيرها من الطرق، والفرق بين الذي يتبع طريقة القرآن في الحوار ومن يتبع طريقة غيره، كمثل الموظف الذي يسعى لخدمة المواطنين ببشاشة وجهٍ وسبلٍ لا تلزمه إداريًّا والموظف الذي "يزبّط دفاتره" فلم يخطئ إداريًّا ولكن المواطن أمامه يشعر بعدم راحة وربما أحس أن مصالحه معطلة بسبب البيروقراطية المملة..
وأنت ترى القرآن يدخل على النفس من سبلٍ شتى، وترى الآيات التي تجول بالنفس بين نعم الله، تعقبها آيات الوعد والوعيد، تتخللها أخبار الأمم الماضية، وسنن الله الجارية، وتفاصيل الجزاء الآتية، وفيها وقبلها وبعدها تقرير القضية العقدية .. ولا يحجز النفوس عن الانصياع لتلك الحقائق إلا إعراض وجهل، حقيق بمن يسعى لهدايتها أن يجلّيها ببيان وتعليم، متبعًا ذات الطريقة القرآنية فهي التي أخرجت خير أمة للناس!
ذلك أنّه ليس ثمّ ملحدٌ لأسبابٍ علميةٍ بحتة، ولا ثمّ ملحدٌ لأسبابٍ فلسفيةٍ بحتة، وجميعهم يقع في القلب من إلحادهم ذلك التحيز الذي تلعب فيه العاطفة دورًا رئيسًا، وإن شئت التقسيم فبعض الملحدين قبل وجدانه تفسيرات علمية توافق ميوله الإلحادية أو أتته الرؤى العلمية الإلحادية فوافقت محلًا قابلًا ثم تبع ذلك بعض التفلسف والفلسفة، وبعضهم الآخر -لو تعجّل التصريح- ملحد بالعاطفة مازال في مرحلة البحث عن كلمتين هنا وهناك يدعم بهما رؤيته الإلحادية للعالم!
وكثيرًا ما ترى من يرفع أسباب الإلحاد العلمية والفلسفية عند محاوره، ناسيا الدور الذي تلعبه العاطفة، فيرد عليه ردًّا مقنعًا، إلا أنّه لا يحدث أثرًا في نفس الملحد في كثيرٍ من الأحيان.. يسكت الملحد قليلًا ثم يخترع سبلًا أخرى لتسويغ إلحاده! ويدور محاوره معه يمينًا وشمالًا، ويقيم الحواجز على جانبي الطريق، فيقفز الملحد فوقها ليعدو مبعِدًا لا يلتفت، وينتهي الحوار إلى مشهد مؤمنٍ يقف على الصراط ينظر في حسرةٍ إلى محاوره يختفي في أفقٍ مظلم!
وأنا لا أقلل من دور الردود العلمية أو الفلسفية البحتة على الملحدين، وهذه الردود تفيد في التعليم وفي التنظير لكنّها قليلة الجدوى إن انفردت وقت الحوار والمواجهة، إلا أن يكون حوارًا مع رأسٍ معانِدٍ يُسعى لإفحامه ليسقط أمام الملحدين الذي يعلقون إلحادهم على غلبته في الحوار، كما أني لا أقلل من دور الفتنة التي يتعرض لها الملحد، ولكنّه تنبيه للوقوف على عنصر رئيس مؤسِّس في تلك الفتنة، لا يُنتبه إليه في بعض الحوارات والأجوبة وهو عنصر العاطفة!
ولذلك تسمو طريقة القرآن الكريم في معالجة القضايا العقدية على غيرها من الطرق، والفرق بين الذي يتبع طريقة القرآن في الحوار ومن يتبع طريقة غيره، كمثل الموظف الذي يسعى لخدمة المواطنين ببشاشة وجهٍ وسبلٍ لا تلزمه إداريًّا والموظف الذي "يزبّط دفاتره" فلم يخطئ إداريًّا ولكن المواطن أمامه يشعر بعدم راحة وربما أحس أن مصالحه معطلة بسبب البيروقراطية المملة..
وأنت ترى القرآن يدخل على النفس من سبلٍ شتى، وترى الآيات التي تجول بالنفس بين نعم الله، تعقبها آيات الوعد والوعيد، تتخللها أخبار الأمم الماضية، وسنن الله الجارية، وتفاصيل الجزاء الآتية، وفيها وقبلها وبعدها تقرير القضية العقدية .. ولا يحجز النفوس عن الانصياع لتلك الحقائق إلا إعراض وجهل، حقيق بمن يسعى لهدايتها أن يجلّيها ببيان وتعليم، متبعًا ذات الطريقة القرآنية فهي التي أخرجت خير أمة للناس!