المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال ما الفرق بين إبليس والشيطان ؟



رمضان مطاوع
01-23-2015, 10:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36))
في الآيات الكريمة ذُكر أن إبليس هو الذي أبى أن يسجد لآدم , والذي تسبب في خروج آدم وزوجه هو الشيطان
السؤال : ما الفرق بين إبليس والشيطان ؟ أم أنهما لفظان لكيان واحد ؟
وجزاكم الله خيرا

رمضان مطاوع
01-23-2015, 06:43 PM
الأخوة الكرام :
على حد علمي في هذا الشأن أن ( إبليس هو الشيطان ) أي لفظان يُطلقان على كيان واحد , لكن أرى هناك أمر آخر ألا وهو أن القرآن يفرق بين إبليس والشيطان من حيث المعنى :
فحيثما ذكر الامتناع عن السجود لآدم نسبه إلى إبليس ، وحينما ذكر محاولة إغواء آدم أسندها إلى الشيطان
أي أن هذا المخلوق عندما أبلس أي رفض السجود فقط ولم يصل لمرحلة الفجور والتحدي لله سبحانه وتعالى فهو مازال إبليس , أما عندما فجر وتحدى الله وقرر إغواء ذرية آدم إلا المخلصين منهم , واعتبر نفسه ندا لله تعالى عندئذٍ هو شيطان رجيم , يعني لفظ إبليس يُطلق على بداية العصيان , أما لفظ الشيطان يُطلق على من وصل إلى قمة العصيان وهي مرحلة الفجور , وإليكم بعض الشواهد :

أولا إبليس :
إبليس آمن بالله خالقاً (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) , وآمن به رباً (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) , وآمن به عزيزاً (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) , ولكن كفره كان متمثلا في عصيانه فقط لأمر الله ( أي السجود لآدم ) , والدليل :
• وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)
• وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11)
• وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ......... @

ثانيا الشيطان :
الشيطان كفر بالله ولن يكتفي بكفره وعدم طاعته لله فقط , بل وصل الأمر به إلى إغواء ذرية آدم والعمل على إفساد عبادتهم لله
• فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)
• قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)
• فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)
• يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)

إذن الاختلاف بين الكلمتين في كل مرة لا يخلو من حكمة ، وبالتأكيد ومما لا يدعوا مجالاً للشك أن القرآن الحكيم يرعى الحكمة في كل كلمة من كلماته ، فمن المستحيل أن يكون الاختلاف بين الكلمتين فيه دون حكمة .. فلزم أن يكون الممتنع عن السجود غير الذي حاول الإغواء.. ولذلك أطلق على الأول اسم: إبليس ، وعلى الثاني اسم: الشيطان .

هذا هو ما أردت التأكد منه وكان سببا في طرح سؤالي ليطمئن قلبي , ولعل من لديه علم من أهل العلم في هذا الموضوع أن يُمدنا به

وجزاكم الله خيرا

ابن سلامة القادري
01-23-2015, 09:12 PM
الفرق لغوي ليس أكثر .. فإبليس إسم (وقيل إنه أعجمي) و شيطان صفة من شَطَن و معناها في اللغة بَعُدَ و سياق الآيات أدعى لوصفه بذلك أي البعد عن الله، و هي صفة قد وصف الله تعالى بها شرار الإنس أيضا في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [ الأنعام: 112]. وكذا قوله تعالى : (وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ )[ البقرة: 14].

و قد يكون إسم إبليس صفة له أيضا، قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري : وقد تعقب بأنه لو كان اسماً عربياً مشتقاً من الإبلاس لكان قد سمي به بعد يأسه من رحمة الله بطرده ولعنه. وظاهر القرآن أنه كان يسمى بذلك قبل ذلك، وكذا قيل، ولا دلالة فيه، لجواز أن يسمى بذلك باعتبار ما سيقع له، نعم روى الطبري عن ابن عباس قال: (كان اسم إبليس حيث كان مع الملائكة عزازيل ثم إبليس بعد. وهذا يؤيد القول. والله أعلم.

أعاذنا الله منه و من أوليائه.

Maro
01-24-2015, 10:55 AM
إذاً فهناك فرق بين "محمد" و "أحمد" ؟

رمضان مطاوع
01-24-2015, 04:47 PM
الفرق لغوي ليس أكثر ..

جزاكم الله خيرا

رمضان مطاوع
01-24-2015, 04:49 PM
إذاً فهناك فرق بين "محمد" و "أحمد" ؟
يبدوا أنك ترفض اختلاف المعنى بينهما !!!! - على العموم
بلا شك هناك فرق من حيث المعنى :
مُحمّد اسم مفعول على وزن مُفعّل من الفعل حمّد , أما أحمد اسم تفضيل على وزن أفعل من الفعل حَمَد
كلاهما اسم ويمكن أن يُطلقا على شخص واحد , لكن الأول له معنى يختلف عن معنى الثاني
مثال : رحيم صيغة مبالغة لاسم الفاعل راحم , أما أرحم اسم تفضيل على وزن أفعل من الفعل رَحَم
شكراً لمرورك