المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شكوك تروادني ..



MrAmin
02-09-2015, 12:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الأخوة في منتدى التوحيد, هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك-وفقكم الله-أما بعد:

قد مرت على أيام مؤلمة فقدت فيها الكثير من إيماني و اصبحت و العياذ بالله أفكر بالالحاد مما دعاني للتفكير في الإنتحار, و بعد بحث مطول و قراءات أطول الحمدلله وقر في قلبي الإيمان. و أحمد الله أنني اكتشفت هذا المنتدى المبارك في تلك الأيام الماسة جداً . من المواضيع التي حركتني جداً (لماذا تركت الإلحاد ) لكاتبه الأخ فامبير -رحمه الله رحمة واسعة- و مناقشات الأستاذ الكبير عبدالواحد و أيضا محاورات دكتور أبو مريم مع دارون.

قد يتوارد لكم عنوان هذا الموضوع و هو (شكوك تراودني) فكل يوم أقرأ أكثر أؤمن أكثر. ولكن كلما أنام و أصحى تأتيني نزعات إلحادية مرة أخرى و هذا الموضوع يؤرقني فبعد إطلاعي الكثير على منتداكم و قراءة كل موضوع تناله يدي قررت أن أكتب هذا الموضوع عسى الله أن يضحد لي هذه الشكوك على يديكم.

أحب أن أنوه قبل كتابة أول شبه أنني مسلم و لله الحمد, ولكن هذه الشكوك هي إلحادية بحتة حتى لا يخيل لأحد أني غير مسلم.
أحب أيضاً أن أنوه للإخوة المراقبين أن لهم كل الحرية في نقل هذا الموضوع أو أي جزء منه حيث أن هذه هي أول مشاركة لي فلربما أخطأت في إختيار القسم.
أخيراً أحب أن أهنئ جميع القائمين على أمر هذا المنتدى حيث أنه و الله لم أجد أي منتدى عربي بهذه الموسوعية و الإنضباط.


الشبهة الأولى
ما هي الذات؟
قرأت محاورة دارت بين دارون و الدكتور أبو مريم تقريباً عن تعريف الوعى. وحيث أنه لا يوجد من الأساس تعريف للمادة الحية فقد اكتفيت عن هذا الموضوع. لكن هذه المشكلة وردت عندي عندما قرأت عن ديفد هيوم. و هي مشكلة كما أسميها (مشكلة الذات) .. فما هو الأنا ؟
الموضوع هذا أكبر إنعكاساته عندما أتحدث عن البعث. سأضرب مثال لتبسيط المعضلة.
الشخص 1 رجل أعمى. كل حياته كان أعمى, فهو عندما يتحدث عن ذاته كل أنعكاساتها لها بكونه أعمى.
توجد حالتين عند البعث:
حالة 1 : الشخص 1 يبعث أعمى فأين العدل ؟
حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟

أظن أن المثال واضح.

ملاحظتين قبل الختام :
1- الرجاء عدم إحالتي لمواضيع أخرى عند الرد حيث أغلب الظن أني قرأت تلك المواضيع و حيث أن الشبهات تختلف و المعطيات تختلف فالنتائج تختلف.
2- لا مانع لدي أن تكون هذه مناقشة ثنائية. و الرجاء الأخذ في الإعتبار أن الغرض من هذا الموضوع هو فقط زيادة علمي و معرفتي في مواضيع غلب على أن أجاوبها لوحدي فهو استشارة لعقولكم.
و السلام عليكم

مستفيد..
02-09-2015, 05:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

الشخص 1 رجل أعمى. كل حياته كان أعمى, فهو عندما يتحدث عن ذاته كل أنعكاساتها لها بكونه أعمى.
توجد حالتين عند البعث:
حالة 1 : الشخص 1 يبعث أعمى فأين العدل ؟
حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟
لم أفهم لماذا علقت المسألة على البعث تحديدا..فالأعمى قد يرد بصره وهو في الدنيا ويبقى هو هو كما يقول ديكارت (أنا أفكر إذن أنا موجود) -ابتسامة-..
بالنسبة لهيوم..الرجل يعتبر الحس والتجربة الوسيلة الوحيدة لتحقيق المعرفة..ومن هذا الأساس تتفرع أفكاره عن الذات والدين والتشكيك في العلل والسببية والغائية وعتبرها أوهام..وحكمه على هذه المواضيع راجع لهذا الأساس الذي ذكرناه وهو إعلائه من قدر الحس والتجربة لدرجة اعتبارها الوسيلة الوحيدة في تحقيق المعرفة..ولنقض أفكاره يكفي أن ننقض أساسه المزعوم وما بني على أساس غير علمي فبالتأكيد النتيجة تكون غير علمية ولا تُلزم..
دافيد هيوم متأثر بالفلسفة التي أقامها الفيلسوف والمفكر السياسي جون لوك على أنقاض العقلانية الديكارتية من خلال تبنيه لنظرية الصفحة البيضاء tabula rasa وأساسها أن الخبرة والملاحظة تحتل مكان الأفكار الفطرية..هذا التصور الذي جاء به لوك ومن ثم دافيد هيوم انتقده رائد فلسفة العلم كارل بوبر وسماها بنظرية العقل السطل..وبين بوبر أنها نظرية ساذجة وخاطئة وغير علمية وبين أخطائها وخطورتها على العلم..فالعلم يحفل بالفروض الغير مثبتة تجريبيا والمعتمدة في النظريات العلمية ككيانات قائمة الذات تربط بينها قوانين كالسببية والعلية
أولا قبل التجربة العلمية التي يعتبرها هيوم الأساس الوحيد لتحقيق المعرفة تجد الإيمان والذي يعتبره هيوم وهما!..فقبل دخول التجريبيين مخبر تجاربهم هم يدخلونه ومعهم إيمان بكون هذا الكون قابل للتعقل وثابت ومنتظم..ولو لا هذا الإيمان بقابلية الكون للتعقل وثباته وانتظامه ما دخل عالم مخبر تجاربه..يقول كارل بوبر : (( بدونه –أي هذا الإيمان بفكرة اطراد الطبيعة وانتظامها- لا يمكن تصور أي فعل عملي إلا بصعوبة )) karl popper la logique de la découverte scientifique p257..
ثانيا هذا الإيمان بوجود انتظام وثبات في الكون هو مبدأ ميتافيزيقي بحت..يقول بوبر: (( للقوانين الطبيعية نسبية مع الزمان والمكان وتمنع عنها الإستثناءات وهكذا مبدأ الإنتظام يمكن إذن إعتباره تفسيرا ميتافيزيقيا لقاعدة ميتودولوجية مثلها مثل القانون القريب منها "قانون العلية )) فلسفة كارل بوبر ص112..د لخضر مذبوح

ثالثا يعتبر أن النظريات العلمية بما فيها نظريات الفيزياء النظرية تنطلق من إعتقاد ميتافيزيقي ويقصد بذلك مبدأ السببية..يقول: (( الإعتقاد في السببية هو إعتقاد ميتافيزيقي..إنه ليس شيئا آخر غير حالة نمطية من أقنوم hypostase ميتافيزيقي لقاعدة منهجية مبرر جيدا : قرار الباحث بعدم التوقف أبدا عن مواصلة البحث عن قوانين ..فالإعتقاد الميتافيزيقي بالسببية يبدو إذن إعتقادا اكثر خصوبة في مظاهره المتنوعة من إي ميتافيقا لا حتمية من النوع الذي يدعو إليه هايزنبورغ)) نفس المصدر

إذن حسب كارل بوبر الإيمان بالسببية هو إيمان ميتافيزيقي ومع ذلك فهو أساس العلم التجريبي..يقول: (( على الرغم أن إنكار السببية يعني محاولة ودعوى للمنظر إلى التخلي عن البحث غير أننا كما أوضحنا فإن محاولة من هذا النمط لا يمكن أن تستند على أي شيء يشبه الحجة ..إن ما يسمى مبدأ سببيا أو قانونا سببيا بأي طريقة يمكن صياغتها له طابع خاص جدا مختلف عن طابع قانوني طبيعي ))..
إذن فالأساس الذي تنطلق منه المدرسة الفلسفية التجريبية هو أساس غير علمي تطبيقه يهدم العلم التجريبي نفسه..وبالتالي ما ينتج عن هذا الأساس من استنتاجات سواء عن الذات أو الدين او الكون فهي استنتاجات غير ملزمة ولا تتصف بالعلمية

رمضان مطاوع
02-09-2015, 06:13 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأضرب مثال لتبسيط المعضلة.
الشخص 1 رجل أعمى. كل حياته كان أعمى, فهو عندما يتحدث عن ذاته كل أنعكاساتها لها بكونه أعمى.
توجد حالتين عند البعث:
حالة 1 : الشخص 1 يبعث أعمى فأين العدل ؟
حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟
يقول تعالى : ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا )
العمى في الآخرة عمى بصيرة النفس البشرية ( الروح ) عن الوحي الإلهي , وليس عمى العين المادية المحسوسة
فقد يُبصر الإنسان وهو في الدنيا بعينه المادية المعروفة ولكنه أعمى البصيرة , وقد يكون فاقد البصر المادي المعروف ولكنه بصير بحقائق الأمور بقلبه

MrAmin
02-09-2015, 07:49 PM
الشكر لكما الإخوة رمضان مطاوع و مستفيد:
أما بالنسبة لك أخي مستفيد فقد أسهبت في موضوع الإبستملوجيا بين العقل و الحس و هذه ليست بمشكلتي مع هيوم.
المشكلة التي لم تردوا لي عليها هي مشكلة الذات و علاقتها المباشرة مع البعث. ما الذي يبعث. جسدي ؟ عقلي؟ روحي\نفسي؟

سأعيد طرحي لمثالي مرة أخرى.



لم أفهم لماذا علقت المسألة على البعث تحديدا..فالأعمى قد يرد بصره وهو في الدنيا ويبقى هو هو كما يقول ديكارت (أنا أفكر إذن أنا موجود) -ابتسامة-..


أنا أريد علاقة بين الصفات الدنيوية كمثال (لون بشرتي , ملامحي, شخصيتي) التي هي في المقام الأول صفات جسدية. و بين ما يبعث مني. و المثال يبين هذه النقطة .
فضربت مثال بصفة نقص ألا و هي العمى, فكون الشخص أعمى في الدنيا يجعل من ذاته التي يعتبرها هو نفسه مبنية على كونه أعمى, أو على كونه أطرش أو أبكم.

أنت قلت (يبقى هو هو) مما يدل على وجود شئ ثابت, أنا أريد تعريف لهذا الشئ الثابت و حدوده و علاقته بما سيبعث.

الدكتور قواسمية
02-09-2015, 09:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفيد النصوص الصحيحة أن أجساد الخلائق تتبدل عند الدخول الى الجنة أو النار حيث أن الكفار ستكون لهم جلود غليظة جدا لأن النهايات العصبية الحسية الناقلة للحرارة تقع على مستوى الجلد
بينما يكون أصحاب الجنة أصحاب ثلاث وثلاثين على صورة أبيهم آدم عليه السلام وحسن يوسف عليه السلام
وهذه التغيرات تخص الجانب الفيزيائي والثبات للروح
لا داعي للألعاب اللغوية ولتكن الأمور واضحة. الروح شيء لا نعرف كنهه وهي محل السعادة والشقاء والجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس المتنوعة ويعطيها الوجود الجثماني

MrAmin
02-09-2015, 09:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفيد النصوص الصحيحة أن أجساد الخلائق تتبدل عند الدخول الى الجنة أو النار حيث أن الكفار ستكون لهم جلود غليظة جدا لأن النهايات العصبية الحسية الناقلة للحرارة تقع على مستوى الجلد
بينما يكون أصحاب الجنة أصحاب ثلاث وثلاثين على صورة أبيهم آدم عليه السلام وحسن يوسف عليه السلام
وهذه التغيرات تخص الجانب الفيزيائي والثبات للروح
لا داعي للألعاب اللغوية ولتكن الأمور واضحة. الروح شيء لا نعرف كنهه وهي محل السعادة والشقاء والجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس المتنوعة ويعطيها الوجود الجثماني
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
لم أفهم قصدك ب(الألعاب اللغوية)..
لم تجاوب أخي على موضوع السؤال و تعريف الذات ! العلاقة بين الأجساد الدنيوية و الشخصية و الذات!
ثم تقول (الروح شئ لا نعرف كنهه و هي محل السعادة و الشقاء و الجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس ) طيب و الدوبامين أليس هو الذي يعطي الشعور بالسعادة ؟ طيب و المخدرات أليست تعطي إحساس بالسعادة ؟ إذن العقل و الجسم له تأثير.

الدكتور قواسمية
02-09-2015, 09:21 PM
من كانت له عاهة في الدنيا فهي نقص فيزيائي امتحنه به الله عز وجل وقد تزول عاهته في الدنيا ويبقى الشخص هو نفسه فلم نسمع بشخص تبدل عندما زالت عاهته أما في الآخرة فلا بد أن تزول ويكتسب أحسن صورة لدخول الجنة ان شاء الله تعالى

aboabd
02-09-2015, 09:26 PM
تحياتى مستر امين
صحيح فعلا معضلة ,, ولكن :
1- هل الله قادر على حلها ؟؟!!
إذا كنت أنت تظن أن الله يستطيع حلها فهنيئا لك بما معك من إيمان.

2- إذا كان طب البشر قد نجح فى علاج بعض انواع العمى و إذا توقعنا
خلال سنين وصار الأعمى بصير , هل هذا الشخص ( الذى كان أعمى )
هو هو نفسه ( الذى صار بصيرا ).

3- الاعمى والبصير , الاصم و السميع , الأبكم و المتكلم , المجنون و العاقل ,
هذه الحواس المعطلة فى الجسم البشرى , استطاع العلم التشريحى أن يصل
الى مرحلة كبيرة لتفعيلها او نسب منها.
فهل كذلك ستصير تلك معضلات عويصة فى البعث !!

4- إذا كان البعث حقيقة فلا أرى ان الخوض فى أحداث ما بعد البعث من العقل فى شئ , ويكفينا الخوض فى أحوال الدنيا وما تراه أعيننا وما تعيه عقولنا.

5- اما إذا كان فى البعث شك فإعرض شكوكك لعل الله يذهبها.

مشكور

الدكتور قواسمية
02-09-2015, 09:28 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
لم أفهم قصدك ب(الألعاب اللغوية)..
لم تجاوب أخي على موضوع السؤال و تعريف الذات ! العلاقة بين الأجساد الدنيوية و الشخصية و الذات!
ثم تقول (الروح شئ لا نعرف كنهه و هي محل السعادة و الشقاء و الجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس ) طيب و الدوبامين أليس هو الذي يعطي الشعور بالسعادة ؟ طيب و المخدرات أليست تعطي إحساس بالسعادة ؟ إذن العقل و الجسم له تأثير.

نحن نعرف أن الجانب الفيزيائي- صحة أو جمال أو قبح أو عمى او عاهة - له تأثير على الحالة النفسية ونعرف تأثير العقاقير والهورمونات على الحالة النفسية
لكن لم نسمع أن "أحمد" عندما عاد اليه بصره أصبح "فؤاد"
أو "ياسين " حين فقد أنفه صار " كريم'"

رمضان مطاوع
02-09-2015, 09:41 PM
يا أخي الفاضل :
المقصود بالذات هي النفس البشرية ( حقيقة الإنسان ) من عالم الغيب وليس من هذا العالم , وهي التي وصفها الرسول (ص) بأنها الروح التي تُقبض عند الموت ويصعد بها الملائكة إلى عالم البرزخ , وهي أيضا تتصف بصفات ذاتية كالسمع والبصر والحكمة والرحمة والمغفرة و .......... الخ , يعني 99 صفة لأن الله تعالى خلقها على صورته لكن لها قدرة محدودة ولا يُكلفها إلا وسعها , ولا علاقة لصفات الذات ( النفس ) هذه بأعضاء الجسد المادي وحواسه , فالجسد مجرد أداة تتحرك به في الدنيا دار الابتلاء , وعند الموت تتركه ليفنى في عالم الفناء وتبقى هى بذاتها بجميع صفاتها في عالم البرزخ تذوق إما نعيم أو عذاب القبر , ويوم القيامة أي عند البعث تعود لما تبقى من جسدها الذي كانت تسعى به , ولكن في خامته الجديدة أي جسد نوراني يخضع لقوانين طبيعة الكون النوراني في الغيب , وهذا الجسد النوراني مكون من أعمال الإنسان التي سبق أن عملها طول حياته وهو في الدنيا وتتوقف درجة بياض أو سواد كل عضو من أعضاء هذا الجسد على ما فعله بأمر النفس في الدنيا , أما درجة النور المنبعث من النفس يتوقف على درجة سلامة القلب ( النفس ) وعذوبتها ونقاءها من الأمراض وبما كسبته من عمل , فهي رهن ذلك الكسب ويتجلى بياض أو سواد كل عضو من أعضاء هذا الجسد , وكأنه ينطق بلسان حاله كشهادة منه على ما قدمته نفس الإنسان في الدنيا من خير أو شر للآخرة بواسطة هذا العضو , وإلا ماذا تعني هذه الآية : الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) , هل أعضاء الجسد في الآخرة ستكون مادية هي هي ولم تتغير أو تتبدل إلى أعضاء من طبيعة أخرى ؟ , وإذا كانت الأيدي مادية هل سيكون لها ألسن كي تتكلم بها أو الأرجل سيكون لها ألسن كي تشهد عليهم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ؟ !!! , أم أن بياض أو سواد أعضاء الجسد النوراني ينطق بلسان حاله بما قدمته نفس الإنسان في الدنيا من خير أو شر ؟ , بواسطة هذه الأعضاء , وأيضا : حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) , هل السمع والبصر المادي والجلود هذه الأعضاء المادية التي نعيش به اليوم في الدنيا هل ستظل هي هي ولم تتغير كي تشهد علينا يوم القيامة , عجيب أمر الإنسان !!!!
يا أخي الفاضل :
النفس البشرية ثابتة لا تتبدل ولا تُفنى لأنها الإنسان ذاته أما الجسد فقط هو الذي يتبدل يوم تُبدل الأرض غير الأرض والسماوات , أما عمى العين المادية في الدنيا التي تتحدث عنها سوف يُفنى الجسد بالكامل وسوف يُبصر الإنسان في الآخرة بعينه النورانية , فمثلا الملك مركب من نفس ملائكية لها قدراتها وطاقاتها الخاصة وأجساد من نور , والإنسان عند البعث سوف يكون كذلك
أما بالنسبة للون البشرة والملامح والشخصية كلها أمور مادية , فمثلا لو رجل مسلم أسود من أفريقيا وعمله صالح فما ذنبه أن يكون وجهه في الآخرة أسود , ويكون مع الذين قال عنهم ( وجوههم مسودة ) , والعكس صحيح , يعني يا حظ الأبيض في الدنيا سوف سيكون هو هو وجهه أبيض في الآخرة حتى لو كان عمله أسود !!! , وما ذنب مسلم صالح في الدنيا ولكنه أعمى العينين أن يكون أعمى البصر في الآخرة ؟! , ويا خظ البصير في الدنيا إذا كان جسده ستكون هو هو بدون تغيير !!! , أهذا منطق ؟؟؟؟ أو يقبله عقل !!

muslim.pure
02-09-2015, 11:08 PM
باختصار لو أن انسان كان اعمى ثم ابصر فهل يكون الشخص نفسه ام يتغير
ان قلت نفسه فقد افتيت نفسك و ان قلت يتغير فعلتك اكبر من كونها شبهة
ثم الانسان جسد و روح و لك ان تنظر الى ميت و حي و ستعلم ذلك ببساطة و ان كان الامر كذلك فتعلق الروح بالبدن اقسام
انقل لك هذا الكلام من ملتقى اهل الحديث

ليس الموت عدما للحياة وإنما الموت مخلوق كما أن هذه الحياة الدنيا مخلوقة ، حقيقة الموت انفصال التعلق الظاهر بين الروح والبدن هذا هو الموت ، وذلك أن الروح مع البدن لها أنواع من التعلقات أربعة :
- الأول ما يكون في رحم الأم حين يبعث الملك فيؤمر بأن ينفخ في الجنين الروح ، وهذا فيه حياة للبدن والروح لكن التعلق هنا تعلق خاص ليس كما إذا خرج الجنين من بطن أمه .
- النوع الثاني من التعلق تعلق الروح بالبدن على هذه الحياة الدنيا فإن الحياة للأبدان والروح تبع للبدن ، يعني أنه يقع النعيم أو التنعم في الدنيا ويقع التألم ونحو ذلك على الأجساد والروح تبع له فإنها تألم بألمه وتسعد بسعادته ، وقد يكون أيضا هناك استقلال للروح في تنعمها وحزنها ونحو ذلك .
- الثالث ما بعد الموت ، حياة البرزخ الحياة هناك للروح والبدن تبع عكس الحياة الدنيا ، الحياة الدنيا الأبدان تتحرك والأرواح غامضة وما بعد الموت في البرزخ الحياة للأرواح والعذاب والنعيم على الأرواح والأبدان تبع لها يكون لها نصيب من العذاب ومن النعيم لتبعيتها للروح .
- الرابع والأخير هو تعلق الروح بالبدن يوم القيامة العظمى وما بعده وهذا أكمل تعلق فإن الروح مخلوق منفصل والبدن مخلوق منفصل ويكون التنعم يوم القيامة والعذاب واقعين على الروح والبدن جميعا في أكمل تعلق لهما ، وهذا أسراره يعلمه الله جل وعلا .
هناك نوع من التعلق ذكره طائفة من أهل العلم زيادة على ما ذكرنا وهو ( حال المنام ) وهو أن النائم للروح تعلق بالبدن لكن ليس كالحياة الدنيا فيه نوع اختلاف وذلك أن الروح منها ما - يعني بعض الروح بعض روح المعين المكلف - ما يمسكها الله جل وعلا حال المنام ومنها ما تسرح وتذهب وتجيء ويكون منها الأحلام ، ومنها ما يكون ملازما للبدن وبه تكون حياته البدنية ، ولهذا قال طائفة ( إن الأنفس التي تتكون منها الروح ثلاثة :
- نفس تكون بها الحياة تتضح هذه الأنفس في المنام تكون بها الحياة حياة البدن .
- ونفس يمسكها الله جل وعلا .
- ونفس تذهب وتجيء ويكون منها لقاء الأرواح ولقاء الأنفس وتكون منها الرؤى إذا لقيت الأرواح الطيبة ، وتكون منها الأحلام إذا لقيت الشياطين أو الأرواح الخبيثة أو نحو ذلك .
وهذا كما قال الله جل وعلا ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها﴾ فجمع قال الأنفس ثم قال ﴿والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى﴾ الآية ، المقصود من ذلك أن الموت مخلوق تكون بعده حياة أخرى جديدة فكما أن لحظة نفخ الروح في الجنين تكون بها حياة لهذا الجنين فإن نزح الروح من البدن تكون بها حياة جديدة للروح ، وهذا تفصيل مهم في فهم ما يتعلق بالعذاب والنعيم إلى آخر ذلك .

عماد الدين 1988
02-09-2015, 11:28 PM
أحسب أن سؤالك أخي MrAmin يدور عن الفرق بين الذات والصفات كما ذكرت في مثالك:


حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟


حتى لو تغيرت صفة من صفات الشخص فتسبقى ذاته هي نفسها ... وكما عبر عليها الأخ قواسمية "لكن لم نسمع أن "أحمد" عندما عاد اليه بصره أصبح "فؤاد" أو "ياسين " حين فقد أنفه صار " كريم'"

aboabd
02-10-2015, 12:19 AM
إذا وافقناك أن ذات الشخص الواحد تشمل الجسد والعقل والنفس والروح ,
عند النوم : يموت الجسد ( ولكن القلب يعمل والشهيق و الزفير يعمل والهضم
يعمل ,,, والنظر لا يعمل و الاخراج لا يعمل ,,,)
ويموت العقل ( ولكن ربما يغوص فى رؤيا أو حلم أو هلوسة )
و تُقبض النفس , فإذا إستيقظ الشخص تُرد له نفسه.
اما عند الموت : فيموت الشخص ( الجسد و العقل ) والنفس لا تُرد له بل ترسل
الى أجل مسمى ( البعث ) لتعود الى نفس الشخص حينها.
تدبر الآية الكريمة :
" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الزمر42
و فى الحديث الصحيح : " الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور "
ويقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].
وفى الحديث الصحيح "إن الروح إذا قبض تبعه البصر"

والخلاف مشهور بين النفس و الروح لو تتبعته لملئت مجلدات , ولكن خير الكلام
ما قل و دل .

أحمد يعقوب2
02-10-2015, 05:00 AM
الشبهة الأولى

ما هي الذات؟
قرأت محاورة دارت بين دارون و الدكتور أبو مريم تقريباً عن تعريف الوعى. وحيث أنه لا يوجد من الأساس تعريف للمادة الحية فقد اكتفيت عن هذا الموضوع. لكن هذه المشكلة وردت عندي عندما قرأت عن ديفد هيوم. و هي مشكلة كما أسميها (مشكلة الذات) .. فما هو الأنا ؟

النفس هي الذات
والنفس في الحياة الدنيا هي الروح والجسد مندمجان متأثرات متبادلان في التأثير والتأثر

الروح تمثل النفس (الذات) بعد الموت وفناء الجسد من لحظة نزع الروح .

وعند البعث يعود دور الجسد مندمجا مع الروح ممثلاً النفس مرة أخري
يعني:
الجسم + الروح = النفس أو الذات > في الحياة الدنيا و بعد البعث
الروح = النفس أو الذات > في عالم البرزخ

وعلي حد علمي أن الذات إصطلاح متأخر للرد علي الفلاسفة وعني به النفس .

والله تعالي أعلي وأعلم

MrAmin
02-10-2015, 04:23 PM
تحياتى مستر امين
صحيح فعلا معضلة ,, ولكن :
1- هل الله قادر على حلها ؟؟!!
إذا كنت أنت تظن أن الله يستطيع حلها فهنيئا لك بما معك من إيمان.

2- إذا كان طب البشر قد نجح فى علاج بعض انواع العمى و إذا توقعنا
خلال سنين وصار الأعمى بصير , هل هذا الشخص ( الذى كان أعمى )
هو هو نفسه ( الذى صار بصيرا ).

3- الاعمى والبصير , الاصم و السميع , الأبكم و المتكلم , المجنون و العاقل ,
هذه الحواس المعطلة فى الجسم البشرى , استطاع العلم التشريحى أن يصل
الى مرحلة كبيرة لتفعيلها او نسب منها.
فهل كذلك ستصير تلك معضلات عويصة فى البعث !!

4- إذا كان البعث حقيقة فلا أرى ان الخوض فى أحداث ما بعد البعث من العقل فى شئ , ويكفينا الخوض فى أحوال الدنيا وما تراه أعيننا وما تعيه عقولنا.

5- اما إذا كان فى البعث شك فإعرض شكوكك لعل الله يذهبها.

مشكور

الشكر الجزيل للإخوة على ردودهم و الصراحة أنا متفاجئ بكمية الردود في هذه الفترة القصيرة.
أعتذر عن الرد المتأخر حيث أني طالب و لدي أختبارات (دعواتكم :)
كان بودي أن أرد على جميع الردود لأبين رأيي ولكن ذلك صعب لذا سأختار النقاط التي أرد عليها.
أولاً أخ (Aboabd) شكراً لك على تفهمك للمعضلة و جوابك. أما قولك (هل الله قادر على حلها؟؟) فالجواب أكيد بنعم. و هذا ما كنت أسكت به نفسي كلما تراودني مثل هذه الشكوك, و لكن أحببت أن أطرح الفكرة عسى أن أجد جواباً مقنعاً يشفي غل نفسي فنفسي ولله الحمد لا تقبل التسكيت إلا بالأجوبة المفصلة جداً. و قد خضت معها غماراً أكبر في مواضيع و أسئلة أعمق.
لا يوجد شك في البعث حيث أن الناس ينقسمون فيه الى خطين واضحين مؤمنون وكافرون فقط و لذلك جعلها رب العزة من المواضيع التي تؤخذ بالإيمان أولاً (من آمن بالله و اليوم الآخر) فالإيمان بإله كلي القدرة يتطلب مباشرة الإيمان بقدرته على البعث.

ثانياً: معظم الإخوة -بارك الله فيهم- إنصرفوا للنقاش عن الروح و النفس و الذات و حيث أن هذا ليس منطلق المعضلة في هذه الشبهة فلن أفيض في الكلام زيادة على ما كتبوه. فقد أوفو و وفو.

ثالثاً : أعيد طرح الموضوع ليوضح ما أريد الوصول إليه.
-مقدمة 1 : هنالك تمايز في الآخرة. (أقصد بالتمايز هنا أي إختلاف مثل مثالي الأول في العمى و البصيرة . و قد يكون التمايز في مواضيع أخرى في الشخصيات مثل على ضرب المثال حس الفكاهة ففالدنيا يوجد فلان لديه حس فكاهة و فلان ليس لديه حس فكاهة. فهل سيكون الأمر سيان في الاخرة ؟ )
-مقدمة 2 : هنالك عدل في الاخرة .( أي هناك مساواة بين الناس في كل شئ- إذن الكل يفقد شخصيته و يصبحون كشخص واحد بجمال واحد و طول واحد و خلق واحد)
نرى أن المقدمتين تتعارضان. فإذا أقمنا الأولى أثبتنا عدم وجود العدل. و إذا أقمنا الثانية نفينا وجود شخصياتنا\ذواتنا في الآخرة.

أخيراً أحب أن أنوه أن الموضوع في بدايته فلسفي بحت. ميتافيزقي بالدرجة الثانية. فالأدلة و الشواهد و الآيات كلها تحاول أن تقرب لنا الفهم لما سيحدث في الآخرة لكنها لم توصفها بالكامل و ستظل عنا غيباً (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) , فالاستدلال بالآيات و الأحاديث يجب أن يتبعه تفسير أو حل لهذه المعضلة
.
أخ عماد الدين 1988. أصبت أخي. هذا مربط الفرس. فقط أريد تعريف لهذه الذات الباقية دون تغيير. حيث أن الإنسان كل فترة يجد نفسه قد تغيرت تصرفاته و ما يحب و ما يكره و تتغير شخصيته بالكامل. أين الذات الثابتة إذن ؟

(غالباً ستكون هذه آخر مداخلة لي في هذه الشبهة الأولى و سأبدأ بطرح المشكلة الثانية حيث إنها أوسع قليلاً ولكنها تتناول نفس الشكوك)
وجزاكم الله خير الجزاء.

MrAmin
02-10-2015, 04:26 PM
تحياتى مستر امين
صحيح فعلا معضلة ,, ولكن :
1- هل الله قادر على حلها ؟؟!!
إذا كنت أنت تظن أن الله يستطيع حلها فهنيئا لك بما معك من إيمان.

2- إذا كان طب البشر قد نجح فى علاج بعض انواع العمى و إذا توقعنا
خلال سنين وصار الأعمى بصير , هل هذا الشخص ( الذى كان أعمى )
هو هو نفسه ( الذى صار بصيرا ).

3- الاعمى والبصير , الاصم و السميع , الأبكم و المتكلم , المجنون و العاقل ,
هذه الحواس المعطلة فى الجسم البشرى , استطاع العلم التشريحى أن يصل
الى مرحلة كبيرة لتفعيلها او نسب منها.
فهل كذلك ستصير تلك معضلات عويصة فى البعث !!

4- إذا كان البعث حقيقة فلا أرى ان الخوض فى أحداث ما بعد البعث من العقل فى شئ , ويكفينا الخوض فى أحوال الدنيا وما تراه أعيننا وما تعيه عقولنا.

5- اما إذا كان فى البعث شك فإعرض شكوكك لعل الله يذهبها.

مشكور

الشكر الجزيل للإخوة على ردودهم و الصراحة أنا متفاجئ بكمية الردود في هذه الفترة القصيرة.
أعتذر عن الرد المتأخر حيث أني طالب و لدي أختبارات (دعواتكم :)
كان بودي أن أرد على جميع الردود لأبين رأيي ولكن ذلك صعب لذا سأختار النقاط التي أرد عليها.
أولاً أخ (Aboabd) شكراً لك على تفهمك للمعضلة و جوابك. أما قولك (هل الله قادر على حلها؟؟) فالجواب أكيد بنعم. و هذا ما كنت أسكت به نفسي كلما تراودني مثل هذه الشكوك, و لكن أحببت أن أطرح الفكرة عسى أن أجد جواباً مقنعاً يشفي غل نفسي فنفسي ولله الحمد لا تقبل التسكيت إلا بالأجوبة المفصلة جداً. و قد خضت معها غماراً أكبر في مواضيع و أسئلة أعمق.
لا يوجد شك في البعث حيث أن الناس ينقسمون فيه الى خطين واضحين مؤمنون وكافرون فقط و لذلك جعلها رب العزة من المواضيع التي تؤخذ بالإيمان أولاً (من آمن بالله و اليوم الآخر) فالإيمان بإله كلي القدرة يتطلب مباشرة الإيمان بقدرته على البعث.

ثانياً: معظم الإخوة -بارك الله فيهم- إنصرفوا للنقاش عن الروح و النفس و الذات و حيث أن هذا ليس منطلق المعضلة في هذه الشبهة فلن أفيض في الكلام زيادة على ما كتبوه. فقد أوفو و وفو.

ثالثاً : أعيد طرح الموضوع ليوضح ما أريد الوصول إليه.
-مقدمة 1 : هنالك تمايز في الآخرة. (أقصد بالتمايز هنا أي إختلاف مثل مثالي الأول في العمى و البصيرة . و قد يكون التمايز في مواضيع أخرى في الشخصيات مثل على ضرب المثال حس الفكاهة ففالدنيا يوجد فلان لديه حس فكاهة و فلان ليس لديه حس فكاهة. فهل سيكون الأمر سيان في الاخرة ؟ )
-مقدمة 2 : هنالك عدل في الاخرة .( أي هناك مساواة بين الناس في كل شئ- إذن الكل يفقد شخصيته و يصبحون كشخص واحد بجمال واحد و طول واحد و خلق واحد)
نرى أن المقدمتين تتعارضان. فإذا أقمنا الأولى أثبتنا عدم وجود العدل. و إذا أقمنا الثانية نفينا وجود شخصياتنا\ذواتنا في الآخرة.

أخيراً أحب أن أنوه أن الموضوع في بدايته فلسفي بحت. ميتافيزقي بالدرجة الثانية. فالأدلة و الشواهد و الآيات كلها تحاول أن تقرب لنا الفهم لما سيحدث في الآخرة لكنها لم توصفها بالكامل و ستظل عنا غيباً (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) , فالاستدلال بالآيات و الأحاديث يجب أن يتبعه تفسير أو حل لهذه المعضلة
.
أخ عماد الدين 1988. أصبت أخي. هذا مربط الفرس. فقط أريد تعريف لهذه الذات الباقية دون تغيير. حيث أن الإنسان كل فترة يجد نفسه قد تغيرت تصرفاته و ما يحب و ما يكره و تتغير شخصيته بالكامل. أين الذات الثابتة إذن ؟

(غالباً ستكون هذه آخر مداخلة لي في هذه الشبهة الأولى و سأبدأ بطرح المشكلة الثانية حيث إنها أوسع قليلاً ولكنها تتناول نفس الشكوك)
وجزاكم الله خير الجزاء.

مستفيد..
02-10-2015, 06:56 PM
الأخ الفاضل أمين..البداية معك لا تبشر ..
قلتَ أن الشبهة وردت عليك عندما قرأت عن ديفد هيوم في حديثه عن الذات..
وهيوم يعتبر الذات كيانا غير ثابت لأنه يرى الإنسان محكوما من الحواس الظاهرة وما يتبعها من ردات فعل وجدنية لأثر تلك الحواس كالألم والسعادة واللذة..باختصار الإنسان عند هيوم هو فقط مجموعة من الحواس وتفاعلها مع المحيط بشكل يشبه الآلة لا روح فيه ...
الذي حصل في هذا الموضوع أنك تبنيت هذ الطرح الإلحادي المنكر لوجود الروح ويعرف الإنسان على انه مجرد مجموعة من الأحاسيس المتغيرة والمتعاقبة لا غير وتريد إلزامنا به في قضايا دينية كالبعث القائم أساسا على وجود روح ككيانِِ ثابت!..فالبعث عندنا هو بعث للروح وبعث للحواس ممثلة في الجسد..بينما البعث الذي تريد ان تلزمنا به أنت هو بعث للحواس فقط!..إذن في الأمر مغالطة..
أولا مرد الشبهة هو كما أخبرتك في المداخلة الأولى وهو اعتبار الحس الوسيلة الوحيدة لتحقيق المعرفة سواء عن الإنسان أو الدين أو الكون وقد أخبرتك ان هذه المقدمة أو ما سيترتب عنها من إسقاطات لا تلزمنا في شيء والسبب أنها مقدمة غير علمية..
تقول الذات غير ثابتة لأن إحساسنا بالشيء يتغير في كل مرة..طيب لنغير الجملة بسياق المتكلم وستعرف بنفسك حجم المغالطة..تابع معي:
- إحساسي بهذا الشيء كان (أ)
- إحساسي بهذا الشيء صار (ب)
لنغير الجملة إلى شكل أكثر تفصيلا:
-إحساسي أنا بهذا الشيء كان (أ)
-إحساسي أنا بهذا الشيء صار (ب)
أرأيت الإحساس تغير ولكن صاحب الإحساس (الأنا) لم يتغير..بقي (أنا) ولم يصبح هو أو هي أو أولئك..
مشكلتك أنك تختزل الإنسان في الخصائص السكولوجية والطباع المجردة وتعرفه على هذا الأساس..بينما الذات أو الروح أو (الشيء المفكر) كما يعرفه ديكارت لا يتغير مهما تعرضت الخصائص السيكولوجية للجسد أو الطباع للتغير..
وبالنسبة لأهل الجنة وقولك بأنهم سيفقدون شخصياتهم هو قول مردود لأننا لا نختزل الذات في الطباع المجردة أو في الخصائص السيكولوجية والدليل على أن كل إنسان سيحتفظ بشخصية وذاته قوله تعالى عن أهل الجنة ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ) يقولون هذا عندما يرون فاكهة تشابه الفاكهة التي كانوا يأكلونها في الدنيا ولكن تختلف عنها في الحجم والطعم!..وعن تذكرهم لدعائهم في الدنيا اوقات الضيق يقولون (( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ))..ويتذكرون اهل الشر المشككين في الإيمان (( إني كان لي قرين ، يقول أئنك لمن المصدقين ، أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون ))
وعن أهل النار قول اكابر مشركي قريش: (( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار )) أي ما بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم من الأشرار ويسمون أشخاصا بعينهم من أصحاب النبي..
مع العلم ان الخصائص السيكولوجية قد تغيرت ومع ذلك لم تتغير ذواتهم إلى اناس آخرين..

أبو جعفر المنصور
02-10-2015, 07:35 PM
بالنسبة لخلق بعض البشر أعمى وبعضهم صحيح وبعضهم كذا وبعضهم كذا

فهذا أمر هو منتهى الحكمة لمن تأمله وبيان ذلك من وجوه

الأول : لو قلنا أن رساماً رسم رسمة أبدع فيها بكل صور الإبداع الفني المعروفة والمتعارف عليها في فنه ولكنه أراد أن يوصل للمتذوق العادي الجماليات التي في الصورة

فقام برسم أخرى وحذف منها بعض الجماليات وثالثة حذف منها شيئاً آخر ورابعة حذف منها شيئاً آخر

ثم وضع هذه الصور إلى جانب الصورة الأساسية المكتملة فصار من ينظر في الناقصة يدرك جماليات المكتملة

الثاني : أن المخلوقات لو كانت كلها على درجة واحدة وكان البشر كلهم على صورة واحدة لتحجج بذلك الطبائعي وقال هو فعل الطبيعة الراتب ولا تدخل لإرادة خارجية

ثم بعد ذلك لننظر في شأن هذا الشخص المصاب بعلة في الدنيا والآخرة

أما في الدنيا فالمتجمع الإسلامي مأمور بالإحسان إليه وتسقط عنه صلاة الجماعة والجهاد وفرائض أخرى ، وهذا العيب الذي فيه يعد كفارةً تلقائية لذنوبه كما في ورد في الأخبار في كفارات الذنوب

وهذه الدنيا شيء قليل لا تقارن بالآخرة فالنقص فيها على حساب الكمال في الآخرة ربح حقيقي

ولو فرضنا أن رجحنا الطرح الإلحادي فلن يكون هناك أي عزاء لذوي العاهات

وإذا نوى نية صادقة أن يعمل الأعمال الصالحة التي يعوقه عنها إعاقته فإنه يأخذ أجرها ( إنما الأعمال بالنيات )

ويحرم على المسلم السخرية به ويعد ذلك من الكبائر ولكن كسلوك إلحادي لا مشكلة فيه إلا إذا كانت هناك عقوبة قانونية

هذا ما أردت التعليق عليه في هذه النقطة فحسب

والله عز وجل لا يخلق شيئاً إلا لحكمة وإتقانه للمصنوع بمعنى أنه يكون موافقاً لحكمته فإذا خلق مرضاً فإنما يكون المرض وافياً بحسب تحقيق الحكمة

MrAmin
02-10-2015, 07:37 PM
الأخ الفاضل أمين..البداية معك لا تبشر ..
أعتذر إذا بدا مني ما لا يسرك.

قلتَ أن الشبهة وردت عليك عندما قرأت عن ديفد هيوم في حديثه عن الذات..
وهيوم يعتبر الذات كيانا غير ثابت لأنه يرى الإنسان محكوما من الحواس الظاهرة وما يتبعها من ردات فعل وجدنية لأثر تلك الحواس كالألم والسعادة واللذة..باختصار الإنسان عند هيوم هو فقط مجموعة من الحواس وتفاعلها مع المحيط بشكل يشبه الآلة لا روح فيه ...
الذي حصل في هذا الموضوع أنك تبنيت هذ الطرح الإلحادي المنكر لوجود الروح ويعرف الإنسان على انه مجرد مجموعة من الأحاسيس المتغيرة والمتعاقبة لا غير وتريد إلزامنا به في قضايا دينية كالبعث القائم أساسا على وجود روح ككيانِِ ثابت!..فالبعث عندنا هو بعث للروح وبعث للحواس ممثلة في الجسد..بينما البعث الذي تريد ان تلزمنا به أنت هو بعث للحواس فقط!..إذن في الأمر مغالطة..
أعترف أني متأثر بالنظرة المادية للوجود. ولكن هذا لا يؤثر على سؤالي و أختصاراً للموضوع سأصيغه في جملة واحدة حسب ما بدا لي من ردك
(الإنسان تتغير فيه صفات و أحاسيس ولكن يظل منه شئ ثابت ألا و هو الروح).
أنا فقط أريد توضيح لهذا الثبات وحدوده. حيث أني لا أرى أي ثبات في نفسي و أني لا أشابه نفسي قبل سنة أو سنتين ففكري يتغير و شخصيتي تتغير ... إلخ.

وبالنسبة لأهل الجنة وقولك بأنهم سيفقدون شخصياتهم هو قول مردود لأننا لا نختزل الذات في الطباع المجردة أو في الخصائص السيكولوجية والدليل على أن كل إنسان سيحتفظ بشخصية وذاته قوله تعالى عن أهل الجنة ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ) يقولون هذا عندما يرون فاكهة تشابه الفاكهة التي كانوا يأكلونها في الدنيا ولكن تختلف عنها في الحجم والطعم!..وعن تذكرهم لدعائهم في الدنيا اوقات الضيق يقولون (( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ))..ويتذكرون اهل الشر المشككين في الإيمان (( إني كان لي قرين ، يقول أئنك لمن المصدقين ، أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون ))
وعن أهل النار قول اكابر مشركي قريش: (( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار )) أي ما بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم من الأشرار ويسمون أشخاصا بعينهم من أصحاب النبي..
مع العلم ان الخصائص السيكولوجية قد تغيرت ومع ذلك لم تتغير ذواتهم إلى اناس آخرين..
أحييك أخي على الاستدلال الرائع بالآيات و الملاحظة الفذة حيث أن هذه الملاحظة لم ألاحظها أنا إلا بعد فترة عندما مرت على الآية ((ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار)) حيث إستدليت بها على بقاء الذات لكل شخص.
سؤال آخر أخي في نفس الموضوع : ذكرت إزدواجية الواقع لديكارت (Dualisim) هل هناك أي دليل عملى على هذه الإزدواجية أم هي حجة عقلانية\فلسفية بحتة؟ -لاحظ أني لم أذكر أنها حجة دينية فالإيمان بالغيب من متطلبات الإيمان ولكني فقط أسأل إذا كان هناك ما يدعم نظرية الإزدواجية.

جزاك الله خيراً

مستفيد..
02-10-2015, 07:50 PM
حيث أني لا أرى أي ثبات في نفسي و أني لا أشابه نفسي قبل سنة أو سنتين ففكري يتغير و شخصيتي تتغير ... إلخ.
هذه جملتك: (( حيث أني (أنا) لا أرى أي ثبات في نفسي (أنا) و أني (أنا) لا أشابه نفسي (أنا) قبل سنة أو سنتين ففكري (أنا) يتغير و شخصيتي (أنا) تتغير ... إلخ. ))
غريب..لا أرى انك تغيرت..أنت لا تزال انت رغم كل ما ذكرت من تغيرات..أنت بنفسك الآن تنسب التغيرات إلى شيء ثابت ألا وهو الضمير المتصل المعبر عن الذات المفكرة والمتحدثة والذي هو أنت !
لازلت تُعرّف الذات على أنها هي المتغيرات وتنسى أن الذات تنسب لها المتغيرات ولا تغيرها

aboabd
02-10-2015, 09:19 PM
تحياتى مستر امين
بالاضافة لما ذكره الاخوة الافاضل فتح الله عليهم وعليك ,

1- الموتة الصغرى :
ربما يراودك يقين ان النوم موتة صغرى وتوافقنا ان النفس او الروح تُرد للشخص نفسه إذا إستيقظ على سريره ( الجسد الذى ما زال دافئ وطرى ) .

2- الموتة الكبرى :
ولكن لعله يراودك شك ( وهو الظاهر من كلامك ) ان الموتة الكبرى تختلف عن الموتة الصغرى فى ان الروح ستُرد الى جسد قد هلك واختفى لحمه وعظمه
و صار تراب , فربما عندما يُبعث تختلف مكوناته الشخصية وأخلاقه السلوكية فى هذا الجسد الجديد ,,!!

وهنا يجيبك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم " إنَّ في الإنسانِ عظمًا لا تأكلُه الأرضُ أبدًا فيه يُركَّبُ يومَ القيامةِ قالوا أيُّ عظمٍ هوَ ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال عَجْبُ الذَّنَبِ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2955
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وأثبت العلم الحديث أن عجب الذنب ( عظم العصعص في نهاية العمود الفقري ) يحتوي على الخلايا الأم الرئيسة التي تتضمن كافة المعلومات الوراثية عن كل كائن ( الجينات )
او ما تسميه البحوث العلمية الحديثة جداً ( الشيفرة أو الشريط الوراثي الأولي ) و الموجود في هذا الجزء المتناهي في الصغر.

والذي يمكن تشبيهه كالصندوق الأسود في الطائرة الذي يحوي كافة المعلومات عنها.

و قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" ثم يُنزلُ اللهُ من السماءِ ماءً فينبتونَ كما ينبتُ البقلُ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4935
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فهل وجدت بذرة قمح انبتت شعير؟ او بذرة بطيخ انبتت شمام ؟
كذلك بذرة ابو عبد تنبت ابى عبد ,, وبذرة مستر امين تنبت مستر امين ؟
أليس كذلك!

3- موت الموت :
فهذا لا يطيقه علمى ولا علمك ولا علوم كل الخلق!!
قال صلى الله عليه وسلم : " يُؤتى بالموتِ كهيئةِ كبشٍ أملحَ ، فينادي منادٍ : يا أهلَ الجنَّةِ ، فيشرئبون وينظرون ، فيقولُ : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموتُ ، وكلُّهم قد رآه .
ثم ينادي : يا أهلَ النارِ ، فيشرئبون وينظرون ، فيقولُ : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموتُ ، وكلُّهم قد رآه ، فيذبحُ . ثم يقولُ : يا أهلَ الجنَّةِ خلودٌ فلاموتَ ، ويا أهلَ النارِ خلودٌ فلا موتَ . ثم قرأ : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ - وهؤلاء في غفلةِ أهل الدنيا - وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:4730
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فهل تصدق او لا تصدق ذبح الموت ؟؟!!
مشكور

مستفيد..
02-10-2015, 10:30 PM
سؤال آخر أخي في نفس الموضوع : ذكرت إزدواجية الواقع لديكارت (Dualisim) هل هناك أي دليل عملى على هذه الإزدواجية أم هي حجة عقلانية\فلسفية بحتة؟ -لاحظ أني لم أذكر أنها حجة دينية فالإيمان بالغيب من متطلبات الإيمان ولكني فقط أسأل إذا كان هناك ما يدعم نظرية الإزدواجية.
يقول الدكتور يوسف كرم : (( إنما يلتمس البرهان على صدق العقل في التعقل نفسه كما يستوثق من صلاح آلة باستعمالها. فالعقل حين يزاول فعله الأساسي الذي هو الحكم سواء أكان الحكم بديهيا أم نتيجة إستدلال يدرك مطابقته للموضوع المحكوم عليه..أي يحس ضمنا أنه يدرك ان الموضوع هو كما يُحكم عليه..وحين يعود على هذا الإدراك هذه المطابقة بالفعل يحس بالفعل أنه كفئ لإدراك الحق. فليس البرهان ههنا قياسا حتى يتسلسل من مقدمة إلى أخرى ولكنه اقتناع بديهي في مزاولة التعقل..أي بشكل أيسر وأوضح: في التعقل البديهي للمبادي العامة )) كتاب العقل والوجود 21-23
إضافة بسيطة بخصوص التغيرات التي تصدر عن الذات..هي ليست تغيرات تطرأ على الذات وإنما هي تغيرات تنبع من الذات عبر آلية نعبر عنها بالإرادة الحرة..فالإنسان كائن مريد وعندما يختار الإنسان سلوك معين ثم يختار سلوك آخر مخالف لا يعني أن ذات هذا الشخص تغيرت وإنما إرادته هي التي تغيرت من سلوك باتجاه آخر..ثبات الذات هنا هو في كونه كائن مريد بصرف النظر عن اختياراته وما قد يطرأ عن إرادته من تغيرات..وعلى هذا سيحاسب الإنسان أي سيحاسب على كونه كائن مريد (( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ))..وهيوم بنظرته للذات ألغى الإنسان ككائن مريد وجعل من سلوكياته مجرد ردود أفعال نابعة من الحواس لا نابعة من الإرادة..ولنضرب مثلا رجلا كان غارقا في الفجور والفساد ثم هداه الله لطريق الصلاح والرشاد..هل يقال هنا ان هذا الشخص صار شخصا آخر..نعم قد يقال فلان تغير وصار شخصا آخر وهذه العبارة تقال اصطلاحا المقصود بها هو السلوك فسلوكه هو من تغير والتغير نابع من إرادة الذات فهي هنا قد غَيَّرَتْ لا أنها غُيِّرَتْ فهي الفاعل لتكون مسؤولة أمام الله على أفعالها لا أنها مفعول بها كما يريدها هيوم ..

رمضان مطاوع
02-10-2015, 11:26 PM
إضافة بسيطة بخصوص التغيرات التي تصدر عن الذات..هي ليست تغيرات تطرأ على الذات وإنما هي تغيرات تنبع من الذات عبر آلية نعبر عنها بالإرادة الحرة..فالإنسان كائن مريد وعندما يختار الإنسان سلوك معين ثم يختار سلوك آخر مخالف لا يعني أن ذات هذا الشخص تغيرت وإنما إرادته هي التي تغيرت من سلوك باتجاه آخر..ثبات الذات هنا هو في كونه كائن مريد بصرف النظر عن اختياراته وما قد يطرأ عن إرادته من تغيرات..وعلى هذا سيحاسب الإنسان أي سيحاسب على كونه كائن مريد (( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ))..وهيوم بنظرته للذات ألغى الإنسان ككائن مريد وجعل من سلوكياته مجرد ردود أفعال نابعة من الحواس لا نابعة من الإرادة..ولنضرب مثلا رجلا كان غارقا في الفجور والفساد ثم هداه الله لطريق الصلاح والرشاد..هل يقال هنا ان هذا الشخص صار شخصا آخر..نعم قد يقال فلان تغير وصار شخصا آخر وهذه العبارة تقال اصطلاحا المقصود بها هو السلوك فسلوكه هو من تغير والتغير نابع من إرادة الذات فهي هنا قد غَيَّرَتْ لا أنها غُيِّرَتْ فهي الفاعل لتكون مسؤولة أمام الله على أفعالها لا أنها مفعول بها كما يريدها هيوم ..
أرى ويرى كل عاقل يبحث عن الحق أن هذه الإجابة قد حُل بها الإشكال , بارك الله فيك أخي ( مستفيك ) ونفع بك وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك - آمين

MrAmin
02-12-2015, 02:45 PM
تقول الذات غير ثابتة لأن إحساسنا بالشيء يتغير في كل مرة..طيب لنغير الجملة بسياق المتكلم وستعرف بنفسك حجم المغالطة..تابع معي:
- إحساسي بهذا الشيء كان (أ)
- إحساسي بهذا الشيء صار (ب)
لنغير الجملة إلى شكل أكثر تفصيلا:
-إحساسي أنا بهذا الشيء كان (أ)
-إحساسي أنا بهذا الشيء صار (ب)
أرأيت الإحساس تغير ولكن صاحب الإحساس (الأنا) لم يتغير..بقي (أنا) ولم يصبح هو أو هي أو أولئك..
مشكلتك أنك تختزل الإنسان في الخصائص السكولوجية والطباع المجردة وتعرفه على هذا الأساس..بينما الذات أو الروح أو (الشيء المفكر) كما يعرفه ديكارت لا يتغير مهما تعرضت الخصائص السيكولوجية للجسد أو الطباع للتغير..
\
الأخ مستفيد سلام عليك..أما بعد:
فلا أريد أن أكون اسطوانة مشلوخة ولكن سأضطر أن أعيد السؤال و أعتذر مجدداً على التأخير لظروف ذكرتها سابقاً.
أرى أخي أنك تهربت من الموضوع ببعض التحويلات اللغوية. (إحساسي أنا بهذا الشئ تغير ) . فإضافتك لكلمة أنا لا تلغي وجود المعضلة.
أنا لا أنكر وجود الذات ولكن فقط سؤالي أو شبهتي أنها ذات لحظية\نسبية و ليست مطلقة وهذا ما لم أستطع توفيقه مع البعث.
و نرجع الى ردك أخي:
-إحساسي (انا الانية ) تغير .
فحين تتغير الأنا اللحظية تتحول إلى أنا أخرى في لحظة أخرى بسبب هذا التغيير.
أما قولك
وبالنسبة لأهل الجنة وقولك بأنهم سيفقدون شخصياتهم هو قول مردود لأننا لا نختزل الذات في الطباع المجردة أو في الخصائص السيكولوجية والدليل على أن كل إنسان سيحتفظ بشخصية تقول (لأننا لا نختزل الذات في الطباع المجردة أو في الخصائص السيكولوجية) إذا ما هي الذات ؟
(مشكلتك أنك تختزل الإنسان في الخصائص السكولوجية والطباع المجردة وتعرفه على هذا الأساس..بينما الذات أو الروح أو (الشيء المفكر) كما يعرفه ديكارت لا يتغير مهما تعرضت الخصائص السيكولوجية للجسد أو الطباع للتغير..) و أنا أسأل هل هناك فعلاً شئ لا يتغير ؟ ما هي ملامحه إذا؟ ما هي الثوابت فيه ؟

أما ردك
هذه جملتك: (( حيث أني (أنا) لا أرى أي ثبات في نفسي (أنا) و أني (أنا) لا أشابه نفسي (أنا) قبل سنة أو سنتين ففكري (أنا) يتغير و شخصيتي (أنا) تتغير ... إلخ. ))
غريب..لا أرى انك تغيرت..أنت لا تزال انت رغم كل ما ذكرت من تغيرات..أنت بنفسك الآن تنسب التغيرات إلى شيء ثابت ألا وهو الضمير المتصل المعبر عن الذات المفكرة والمتحدثة والذي هو أنت !
لازلت تُعرّف الذات على أنها هي المتغيرات وتنسى أن الذات تنسب لها المتغيرات ولا تغيرها
وهذه أيضا تلاعب.. أنا اقول ( حيث أني (أنا الحالي) لا أرى أي ثبات في نفسي (الحالية ) وأني أنا (الحالي) .. لا أشابه (انا الماضية قبل سنين )...الخ)

أخيراً أشكرك أخي على طول بالك. و في ردك على وجود العقل و الدليل عليه فأظني سأضطر لقراءة كتاب (كتاب العقل والوجود ) الذي أقتبست منه لأفهم كلام الدكتور يوسف كرم أكثر.

مستفيد..
02-12-2015, 07:26 PM
الأخ أمين..مرحبا

سؤالك منذ البداية قائم على المغالطة في التعريف..تعريفك للذات هو التالي: هي مجموعة السلوكيات المتعاقبة بدون إرادة أو فاعل..فإن تغير السلوك تغيرت الذات..بمعنى إن كان السلوك (أ) فإن الذات (أ) وإن تغير السلوك إلى (ب) فإن الذات تصبح (ب) ..أي أن الذات هي السلوك!..
هذا التعريف أخينا الفاضل تعريف إلحادي أعرج لا يمكن أن نجعله حكما في قضايا إيمانية مثل البعث..تعريفك يلغي الروح ككائن مريد مسؤول ويلغيه حكما على السلوكيات المختلفة:إن شاء اختار السلوك (أ) وإن شاء اختار السلوك (ب)..إذن من المغالطة أخي الكريم أن تُسقط تعريف إلحادي لا يعترف بوجود الروح على قضية إيمانية مثل البعث قائمة أساسا على وجود الروح ككائن مستقل مريد مختار..هذا بخصوص سؤالك وإسقاطه على البعث.
أما بخصوص سؤالك كفكرة..فأمرها شبيه بهذا المثال:
لنمثل الذات بمقود السيارة والسلوكيات على أنها مفترق طرق..أنت تعرف مقود السيارة على أنه هو طريق اليمين في حالة لو ستدار السائق جهة اليمين..وتعرفه على انه طريق الشِّمال في حالة الإستدارة إلى اليسار..أي أنك تعرف المقود على أنه هو الطريق! وبالتالي فالمقود عندك متغير تارة يكون اسمه طريق اليمين وتارة يكون اسمه طريق الشِّمال!
بينما تعريفنا للمقود هو كيان ثابت لديه آلية تمكنه من الذهاب إما يمينا أو شمالا..فالذهاب يمينا أو شمالا هو من وظائف المقود..
أي التعريفين أقرب للعقل في رأيك ؟..

وهذه أيضا تلاعب.. أنا اقول ( حيث أني (أنا الحالي) لا أرى أي ثبات في نفسي (الحالية ) وأني أنا (الحالي) .. لا أشابه (انا الماضية قبل سنين )...الخ)
ما تسميه انت تلاعبا يسميه بن سينا في (رسالة في معرفة النفس الناطقة) ببرهان الإستمرار ويستدل به على ثبات النفس ..يقول الدكتور علي زيعور في عرضه لفكرة بن سينا ((البرهان الثالث هو ما يسمى ببرهان االإستمرار: النفس ثابتة مستمرة..يتذكر الإنسان الكثير من ماضيه..البدن يكون بالعكس في تحلل وانتقاص..النفس إذن مغايرة للبدن إنها واحدة ودائمة )) مذاهب علم النفس والفلسفات النفسانية 54
ويضيف: (( القول بوحدة النفس هو البرهان الرابع ويسمى أيضا ببرهان الأنا: وظائف النفس عديدة..مختلفة..تنتفع من بعضها البعض أو تستعمل هذه تلك..وهكذا...والنفس تبقى مع ذلك واحدة..جامعة..منسقة..تربط وتنظم..هناك "شيء" جامع لسائر الأحاسيس والإدراكات والأفعال: إنه النفس..الأنا.."أنا أمشي..أنا أتكلم..أنا أسمع" )) مذاهب علم النفس والفلسفات النفسانية 55
وهذا نص بن سينا ((تأمل أيها العاقل في انك اليوم في نفسك هو الذي كان موجوداً في جميع عمرك حتى انك تتذكر كثيراً ما جرى من أحوالك , فأنت إذن ثابت مستمر لاشك في ذلك ))
ويقول في الإشارات والتنبيهات (( إن الأحوال النفسية تتنوع وتختلف , فمثلاً نُسرّ ونحزن , ونحب ونكره , وننفي ونثبت ,ونحلل ونركب ؛ ونحن في كل هذا صادرون عن شخصية واحدة وقوة عظيمة توفق بين المختلف , وتوحد المؤتلف , لو لم تكن هذه القوة لتضاربت الأحوال النفسية واختل نظامها ))
يعني تماما كالمقود فهو جامع لوظائف متعددة تتعدد وظائفه ولكن لا يتحول إلى ذات الوظيفة كأن يتحول المقود إلى طريق!..نفس الشيء بالنسبة للنفس فهي جامعة لسائر الأحاسيس والإدراكات والأفعال وتتعامل معها إما إيجابا أو سلبا ولا يصح القول أن الذات تحولت إلى الإحساس أو الإدراك أو الفعل!...فأينا أحق بأن يرمي غيره بالتلاعب هنا..

و في ردك على وجود العقل و الدليل عليه فأظني سأضطر لقراءة كتاب (كتاب العقل والوجود ) الذي أقتبست منه لأفهم كلام الدكتور يوسف كرم أكثر.
راجع أيضا أقوال بوبر في المداخلة 2 (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?59491-%D4%DF%E6%DF-%CA%D1%E6%C7%CF%E4%ED&p=2932986#post2932986)..
وفي ذات السياق يقول جيمس كولينز (( (( نستطيع أن نعرف بالتأمل أن الأشياء تظهر بصورة مختلفة في الظروف المتباينة وأن تقرير الحواس ناقص....فالعقل يعتمد على الحواس وهو في ذات الوقت قادر على اختيار ما تقرره الحواس وقادر على تقويمه وفائدة الحواس انها تطابق الأشياء مع الفهم..لأن الحواس لا تستطيع أن تحكم على الحقيقة العقلية التي تتجاوز كل أنواع الأجسام. )) الله في الفلسفة الحديثة ص79

رمضان مطاوع
02-12-2015, 08:34 PM
الإشكال فعلاً في تحديد ما هية الذات ( هل هو النفس أم الروح أم العقل أم الجسد )
فهذه إضافة متواضعة لما ذكره الأخ مستفيد :
الذات والنفس لفظان لكيان واحد وهو حقيقة الدابة ( إنسان - حيوان - طيور .......... الخ ) , أما لفظ الروح فهو مجرد صفة يوصف بها كل ما كان سببا ضرورياً في حياة الآخر , فبما أن هذا الجوهر المُسمى بــ ( الذات أو النفس ) الموجود داخل الجسد سببا ضروريا لحياة الجسد بيولوجيا فهو روح بالنسبة له , وهذا هو سبب وصف ( الذات أو النفس ) بأنه روح , وهذا الروح داخل جسد في كل دابة بصرف النظر عن طبيعة وخصائص كل من الروح والجسد , والحكمة الإلهية في جعل كل منهما في كل مخلوق بهذه الطبيعة والخصائص , لكي يؤدي الدور الذي خُلق من أجله على أكمل وجه , وسبحان الله وتعالى عن النقص والعيب
إذن :
فالإنسان عبارة عن ( ذات أو نفس ) يُوصف بأنه روح داخل جسد
والحيوان عبارة عن ( ذات أو نفس ) يُوصف بأنه روح داخل جسد
والطير عبارة عن ( ذات أو نفس ) يُوصف بأنه روح داخل جسد , وقس على ذلك ما شئت
( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )

فجوهر الدابة عاقل مُريد له صفاته الذاتية الخاصة به , وحركة الجسد من وظائف الجوهر
ويمكن أن نعتبر الجوهر الذي استقل الجسد مثل :
رائد الفضاء الذي استقل بدلة الفضاء في رحلة فضائية ما , فنقول حركة البدلة من وظائف الرائد
أو كسائق السيارة الذي استقل السيارة في رحلة ما , فنقول حركة السيارة من وظائف السائق
أما الجسد ما هو إلا أداة يعمل بها الجوهر اللي هوه ( الذات أو النفس )

ولكي نخلص إلى نتيجة نقول أن جوهر كل دابة هو ( ذاتها أو نفسها ) لفظان لجوهر واحد , هذا الجوهر ثابت لا يتغير من حيث الجوهر لكن التغيير فقط الذي يطرأ عليه فهو من حيث إرادته في اختيار سلوك ما دون غيره , وكل سلوك اختاره بإرادته يُفعل صفة ما دون غيرها , ولا يعني ذلك أن الجوهر تغير !!! , إذن الجوهر ثابت هو هو والتغيير فقط في السلوكيات وما تقتضيه من تفعيل الصفات , والجوهر سوف يُحاسب على ما اختاره بإرادته من سلوكيات بواسطة جسده
هذا على حد علمي والله تعالى أعلم