المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية البُعد الواحد ومعنى الأيّام الستّة الواردة في القرآن الكريم.



محمد ناصر
02-19-2015, 03:48 PM
نظرية البُعد الواحد.

إن لهذا الكون بُعداً واحداً. أو ما يُمكن تسميتهُ [اللا بُعد]، فلا طولٌ حقيقي ولا عرض ولا عُمقٌ!. ولا مكانٌ حقيقي ولا زمن.

إنّنا نعيشُ [وكذا وُجود هذا الكون] في [الآنُ] نفسهُ الّذي خلق {الله تعالى} به هذا الكون، وهو [الآنُ] نفسُهُ الّذي تقومُ فيه الساعة!. فلا ماض ولا مُستقبلٌ!. ولا إنفجارٌ ولا تمدّد!. ولا نُشوءٌ ولا تطوُّر.

هذه النظرية إن تمّ لها النجاح ولقيت من الناس من يدعو إلى{الله تعالى} دعوة خالصة فإنها ستجيب عن جميع أسئلة البشرية منذ خلق الكون وإلى يوم القيامة. و{الله} من وراء القصد.

{وقُل جاء الحقُّ وزهق الباطلُ إن الباطل كان زهوقاً}.

القسمُ الأوّلُ - الجزءُ الأوّلُ.

{ بسم الله الرحمن الرحيم}

الحمدُ {لله} والصلاة والسلام على {رسول الله} وعلى {آله وصحبه ومن والاه} ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعدُ:

هذا فضلٌ من {الله تعالى} مما فتحهُ {الله تعالى} علينا، وليس لنا فيه أيُّ فضل إلاّ رحمة من لدنهُ {سبحانه} حيث وجدنا أن هذا الكون والوجود كلّهُ ليس لهُ إلاّ بُعداً واحداً لا غير!. وسوف تحلُّ هذه النظرية
التي أسميناها ب[نظريّة البُعد الواحد] جميع الإشكالات والنقاط الغامضة التي واجهت البشرية عامّة والعلماء المنصفين والغير منحازين خاصة في فهم حقيقة هذا الكون والوجود الذي نعيش فيه. آملين إن
تحقق لها النجاحُ إن شاء {الله تعالى} أن تضع البشرية على فهم واحد صحيح للكون والتعرّف على حقيقته الحقّة، وحركته، وكل القوى العاملة فيه.

ولقد كان كل ما في هذه النظرية مستنبطاً ومستوحىً من {القرآن الكريم}، والذي هو في معناهُ اللغويُّ يعني القراءة الكاملة من كل وجه لهذا الكون وهذا الوُجود، ككلمة {فُرقان} و{سُبحان} و{حُسبان}
و{خُسران}، وغير ذلك على وزن [فُعلان]، وكلها تأتي بمعنى آخرُ [بكسر الخاء] أو مُنتهى دلالةُ الفعلُ، ف{الفُرقانُ} هو مُنتهى وغاية التفريقُ بين أمرين أو أكثر، وكذا {السُبحانُ} فهو مبلغُ ومنتهى التنزيهُ
والتسبيحُ. {الحُسبانُ} مُنتهى ومبلغُ دقّة الحسابُ. {الخُسرانُ} غايةُ ومُنتهى الخسارة، وهكذا...ف{القُرآنُ الكريمُ} هو غايةُ ومُنتهى ومبلغُ كلّ ٌقراءة وإمعانٌ وتدبّرٌ لآيات هذا الكون وهذا الوُجود، ولذا
كانت هي {القراءةُ الكريمة} و{القرآنُ الكريمُ} الذي لا يبلُغُ مبلغهُ غوص فطين أو سبرُ سابرأو شعرُ شاعر أو سحرُ ساحر. إنّهُ {قُرآنُ الخالقُ جلّ شأنهُ لكونه الذي خلقهُ، ووُجودهُ "وجودُ الكون" الّذي
أوجدهُ}.

وسيكون هذا هو القسم الأول، ويتبعُهُ إن شاء {اللهُ تعالى} أقسامُ أخرى، مدخلاً لهذه النظرية، حيث سنضع المعنى والتفسير الحقيقي لكلمات "اليومين والأربعة والستّة أيّام" المذكورة في { القرآن الكريم }
في الحديث عن خلق {الله تعالى} لهذا الكون وهذا الوُجودُ.

إن الفهم الشائع لدى المسلمين أو غيرهم من أصحاب الكُتب في ما يتعلق في خلق الكون وما فيه من أرض وسماوات وما بينهما فإن هذا الفهم يتناقض تناقضاً تاماً مع ما أثبتته العلوم الحديثة المثبتة في
هذا المجال، وأُولى وأهم هذه العلوم، وفي ما يعنينا في هذا البحث هو إقرار "العلماء" بأن هذا الكون لم يكن موجوداً في يوم من الأيّام وأنّهُ كونٌ مُستحدثٌ "وُجد خلال أجزاء قليلة جداً من الثانية".
ولكن...هل قال "العلماء" الحقيقة كاملة؟.
الجوابُ: كلّا.
إن الذي يظن أن ما يُعرفون بعلماء الفلك أو الفيزياء أو الطبيعة هم أُناسٌ محايدون وعُلماءٌ صرف لا علاقة لهم بأيّ إنتماء فكري أو عقدي وليس لهم إنحياز يُجانب الحقيقة فهو في وهم كبير. وسأبيّن لكم
في هذا البحثُ صدق هذا القول، وسأفنّد ما يسمّونهُ ب(الإنفجار العظيم) بأقوى وأهم النظريّات التي يتبنّاها هؤلاء "العلماءُ" هم أنفسهم، بحيث لم يعُد هنالك مناصٌّ من الإقرار بما نذهبُ إليه، وكذلك لم يعُد
لمن يبحثُ عن الحقيقة حقّاً إلاّ أن يُسلّمُ بما نقول.
وسنثبتُ قولنا هذا بأشهر وأهم وأقوى وأثبتُ نظرية تمّ إثبات صحّتها وتطبيقها على أرض الواقع، ألا وهي [النظريّةالنسبيّة] لآلبرت آينشتين، العالمُ الأقوى والأشهر
على مدى عقود وإلى يومنا هذا.

عنوانٌ: إمّا "النسبيّة" أو "الإنفجارُ العظيم".

إن تفسير وجود الكون بحسب ما يُعرفُ اليوم ب(نظريّة الإنفجار العظيم) فإن هذا التفسير المُحرّفُ هو عبارة عن تفسير إلحادي جديد يُبقي على ما سبقهُ من إعتقاد بأن هذا الكون هو كونٌ (أزلي أبدي)،
ولكن بطريقة أخرى بحيث يبقى وجودهُ ونشأتهُ منحصراً في داخله [داخل الكون] نفسهُ.

أن أي "إنفجار" لا يُمكن أن يحدُث إلاّ عن وجود شيء ما قبلهُ أدّى إلى (إنفجاره). وللأسف الشديد فإن المسلمين يقعون في فخ هذا "التفسير" المدلّس في تفسير نشأة الكون ويدعمون هذا التفسير الزائف
من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وذلك بتفسيرهم وإستدلالهم [خطأً] ب{قوله تعالى}: {أو لم ير الّذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاّ ففتقناهما وجعلنا من الماء كُلّ شيء حي أفلا يؤمنون} بأن
كلمة {فتق} الواردة في {الآية الكريمة} تعني "الإنفجار"!، ويقولون أن نظريّة (الإنفجار العظيم) هي نفسها موجودة في كتاب المسلمين {القرآن الكريم} (منذ أكثر من أربعة عشر قرناً)، حيث تقابلها
"والقول لعلماء المسلمين" (بنفس المعنى) ما يُمكن تسميتهُ (الفتق العظيم)!. والحقيقة أن هذا القول الخاطيء يدعمُ هذه التسمية (الإنفجار العظيم) والتي هي تسميةٌ كاذبة لحدث وهميّ وخرافي. ومن ثم
فإن إستدلال المسلمين الخاطيء ب{الآية الكريمة} آنفة الذكر هو دعمٌ للفكرة أو المفهوم المُحرّف والذي يُرادُ من وراءه الإبقاء على فكرة أو مقولة (أزليّة الكون). فإذا كان [الفتقُ] "والقول لنا" ناجم عن
[رتق] قبلهُ، فما الذي يمنعُ أن يكون الذي يسمّونهُ (الإنفجارُ العظيم) ناجمٌ عن شيء من جنسه قبلهُ حيثُ حدث عنهُ ذلك (الإنفجار)!؟..
إن المعنى الصحيح الذي أشارت إليه {الآيات الكريمات} آنفة الذكر "أي الفتقُ بعد الرتق" فهو في الحقيقة ليس بالمعنى الّذي شاع فهمهُ، ولا يمتُّ بأيّة صلة إلى ما يعتبرهُ العلماءُ الواعون هو تفسير لما
حدث بما يُعرف بنظريّة (الإنفجار العظيم)، ولكن هذا الرتقُ قد حدث بعد عمليّة الخلق، حيث "الرتقُ والفتقُ" كلاهما قد حدث بعد خلق هذا الكون من العدم، حيث أن كل ما في هذا الكون "من مادة وطاقة"
كان شيئاً واحداً وكتلةً واحدة في اللحظات الحرجة الأوّلية [وهي لحظاتٌ يُمكن إن تُعطى أرقاماً عشريّة ولكنها من الصغر بحيث يُمكن إعتبار أنها تقعُ في [الزمن الذي لا يُمكن حسابهُ] بعد الخلق الكُلّي
المُجمل، وقبل إستقلال كل ما فيه من أرض وشمس ونجوم وكواكب ومجرّات ونحو ذلك وإعطائها من لدُن {الباريء عزّ وجلّ} الشكل والكيفية والماهيّة التي هي عليها الآن بدون أن يأخذ هذا الخلق
أيُّ زمن مهما صغُر مقدارهُ!. وسيتم بيان ذلك في ما يأتي من هذا البحثُ إن شاء {الله ربُّ العالمين}.
[إن إستعمال كلمة "قبل" و"بعد" هنا هو مجازٌ وسيتم شرح ذلك لاحقاً في الحديث عن "الزمان" و"المكان"]. وأما التسمية الصحيحة التي يجب أن يعرفها ويدافعُ عنها العلماء المُنصفون "كتسمية
صحيحة لما حدث في نشأة الخلق" فهي كلمة [الإنبثاق العظيم] أو [الإيجاد العظيم]، وهي تسميةٌ لا تعدو عن معنى [الخلق العظيم] قيد أنملة.

إن (الإنفجار) "كما قدّمنا" لا يكون أو يحدث إلاّ إذا كان هنالك شيء أو أشياء أو عوامل قبله أدّت إلى حدوثه!. فكلمة [إنفجار] تعني حدوث أو وجود شيء من شيء موجود قبلهُ، وليس "شيء من لا
شيء". فكلمة [إنفجار] هنا ستعني فكريّاً "إعادة ترتيب الكون أو الوجود من شكل كان عليه قبل هذا (الإنفجار) إلى الشكل الذي هو عليه الآن بعد حدوث هذا (الإنفجار)، وسيعيدنا هذا التفسير الإلحادي
إلى نفس فكرة "الوجود الأزلي الأبدي" التي تُبنى عليها "المادّيّة" العمياء الصمّاء.
إن هذه التسمية المُحرّفة، وهي تسمية الذي حدث في بداية نشأة الكون ب(الإنفجار) تلقى دعماً ونشراً وتعميماً، وتُدرّس في المدارس بهذه التسمية الزائفة وذلك بسبب أن وسائل الإعلام والمدارس
والجامعات كلّها بيد العالم المُلحد، والأنكى من ذلك أن يتبعها ويقول بما تقول حتى الذين يدّعون أنهم يؤمنون ب{الله سبحانه وتعالى}.

إن التسمية الصحيحة لما حدث وبناءاً على وصف الغرب نفسهُ لهذا الحدث فهي [الإنبثاق] وليس (الإنفجار). فالذين سلّموا بفكرة أن هذا الكون لم يكن موجوداً في يوم من الأيّام وأنّه قد كان قبلهُ "عدمٌ
محض" فإن الزعم بأنهُ نشأ من مادة أو طاقة مهما صغر أو كبُر مقدارها كانت موجودة قبلهُ!، فإنه سيشكّل تناقضاً في المنطوق والمفهوم لأن هذه المادة أو الطاقة هي مشمولةٌ أيضاً بالقول أنها لم تكن
موجودة في يوم من الأيام!، وتقعُ ضمن الكون ذاته الّذي يتم البحث عن نشأته الأولى!. إن التسمية الصحيحة للحدث هو أنه "إنبثاق" من ذلك "العدم" بأمر وقدرة من خارجه [من خارج الكون]، ومن
خارج كل ما موجود فيه، سواء تمّت المعرفة أو لم تتمّ بعدُ لهذا الموجود الواقع ضمن هذا الكون. وأن الذي نشأ عن أمره وسبّب لهُ السبب الأوّل هو مسبّبٌ لهُ القدرة المطلقة على الإتيان بالأسباب من
العدم كيف ما أراد ومتى ما أراد. ولا يُمكن أبداً أن يكون المُحدث له {سبحانهُ وتعالى} من داخله [أي من داخل الكون نفسه]، لأن الشيء، وكل شيء في هذا الكون بكل مسمّيات موجوداته فإنهُ لا يُمكن
لهُ أن يوجد "بكسر الجيم" أو يُحدث "بكسر الدال" شيئاً مثلهُ أو من جنسه، كالمادة والطاقة وكل ما عداهما.
إن تسمية الحدث ب(الإنفجار) فإن ذلك "كما قُلنا سابقاً" يتطلبُ وجود شيء آخر قبلهُ، وهذا يُناقض تماماً الفكرة التي بُنيت عليها أصلاً ما تُعرفُ بنظريّة "البك بانك" أو ما تسمّى "تحريفاً"
ب(الإنفجار العظيم)، وأن التسمية الصحيحة لما حدث فهو في حقيقته [الإنبثاق العظيم] أو [الخلق العظيم]،هذه التسمية التي يدعمها العلمُ والمنطقُ قبل أن تقول بها {كُتُب السّماء}.
إن كلمتا "الفتق والرتق" اللتان تتحدث عنهما {الآية الكريمة} إنما تصف حال الكون "حين" خلقه وليس "قبل هذا الخلق وبعده".

إن هذا الكون قد إنطلق "أو وُجد" من نقطة وهميّة "بالنسبة لنا حيث نعيش فيه الآن"، وهي من الشفافيّة وصغر الكتلة وإنعدام الحركة بحيث أنّها لا يمكن إلاّ أن تكون عدماً. وأمّا الوصف الذي فبركهُ
المُلحدون لهذه [النقطة الوهميّة] بأنها (متناهية الضآلة غير متناهية الطاقة وفيها كل المادة والطاقة الموجودتان في الكون)!!! فإن هذا الوصف من السُخف والجهالة بحيث أن طفلاً رضيعاً لو تسنّت له
بعض المعرفة فإنه سيسخر من هذا الإدّعاء أيّما سُخرية، كما أن الذين يدّعون هذا الإدعاء ويقولون بهذا الهُراء فإنهم هم أنفسهم لا يصدّقونه، ويعلمون في قرارة أنفسهم بأنّه محض كذب وإفتراء لا يُدانيه
إيُّ إفتراء، إذ كيف يكون هذا الكون كُلُّه موجوداً في جزء منهُ!!؟؟، أو أنّهُ نتج عن هذا الجزء "الضئيل" وهو "أي الجزء" موجود فيه [أي في داخل الكون كما تُوصفُ هذه النقطة التي يقولون أن هذا
الكون قد (تكوّن منها) أو (نشأ عن إنفجارها)]!!؟؟.
إن هذا القول يُخالفُ بديهة علمية مفادها أن الجزء لا يمكن لهُ أن يحتوي الكلّ الذي تجزّء عنه. فإذا جئت "مثلاً" بكمّيّة من الطين وأخذت جزءاً صغيراً منها فإنهُ لا يُمكنك أن تضع أو تدسّ ما تبقّى من
هذه الكمية [كتلة الطين الأساسية] في داخل الجزء الصغير الذي إقتطعتهُ منها!!؟؟. أليس في ذلك مخالفةً لكل قوانين الفيزياء والكيمياء والمنطق وكُلّ العلوم التي أقرّها العُلماءُ أنفسهم!؟.
ولو أننا فرضنا جدلاً، ووُفقاً لكُلّ القوانين والحقائق العلميّة، بأننا قد أردنا وضع هذا الكون بكُلّ ما فيه من كُتلة وكثافة ووزن في داخل حجم مساوي لهُ في هذه الكُتلة والكثافة والوزن ناقصٌ واحداً إلى
مليار مليار المليار من مقدار هذه الكُتلة والكثافة والوزن فلن يتسنّى ذلك مُطلقاً، وطبقاً لجميع العُلوم التي عرفتها البشرية، فما بالُك ب(وضعه) في داخل هذه النُقطة الخُرافيّة التي يدّعون أن الكون قد خرج
عنها نتيجة ذلك (الإنفجار) المزعوم!!؟؟.

عُنوانٌ: إثبات الحقيقة أعلاه [أي حقيقة أن ما يُسمّونهُ الإنفجار العظيم هو زيفٌ وكذب] من خلال "النسبيّة" نفسها:

تقولُ "النسبيّة": أن مقدار الطاقة التي تحتوي عليها المادّة هي تُساوي كميّة هذه المادّة مضروبة في مربّع سرعة الضوء. وقد أُختصرت هذه الفكرة [التي تحوّلت إلى قانون فيزيائي وكيميائي لا لبس
فيه] بالمعادلة الشهير التالية: [مربّعE=m[c
حيث E تمثُل الطاقة المنبعثة، وm تمثُل كميّة المادة، وc مرفوعة إلى القوّة 2 تمثُل مربّع سرعة الضوء.
فإذا قُمنا بعكس هذه النظريّة فإنها ستكون بالشكل التالي:
M=e/c حيث M تمثُل المادّة، وe تمثلأ الطاقة، وc مرفوعة للقوّة 2 تمثُل مربّع سرعة الضوء. أي أن المادّة تساوي الطاقة مقسومة على مربّع سرعة الضوء.

إن القنبلة الذريّة التي تم تفجيرها في اليابان فإن جميع الطاقة التي إنبعثت جرّاء تفكيك كميّة المادّة المستعملة فإن مقدار هذه الطاقة لم يكُن أويُمكن حصرهُ أو حبسهُ في مادّة أقل من تلك الكمّيّة التي
أُستُخدمت في صُنع تلك القنبلة. هذا قانون فيزيائي طبيعي، وفوق ذلك "لمن يدّعي أنهُ يحاجج بالعلم التجريبي فقط" فقد تم إثباتهُ بالتجربة ولا يُمكن لأي مدّع أن يقول بخلاف ذلك، إلاّ إذا أراد بالعلوم أن
ترجع إلى العصر الحجري.

لنأخذ طاقة الشمس [كمثال]، التي هي عبارة عن قنابل هيدروجينية تُعادل طاقتها المُنبعثة ملايين القنابل كتلك التي فُجّرت في اليابان. فلو إستطعنا [وهذا فرضٌ علميٌّ]، فكم هي يا تُرى كميّة المادّة التي
ستُخلّفها عمليّة جمع طاقة الشمس المنبعثة وتحويلها إلى مادّة [المادّة التي تستهلكها الشمس لتوفير طاقتها لمدّة يوم واحد فقط، وبحسب النظريّة النسبية]؟.
لا بد أنها ستكون بضع مايكروغرامات من المادة على الأقل، ولنقل أنها تساوي ذرّة واحدة فقط!، فحتى هذه الذرّة فقد تمّت رؤيتها بل رؤيةُ شحنتها، إلاّ هذه (المادّة)، رغم (كبرها بحيث أنها وكما
يزعمون كانت تحوي جميع مادّة الكون وطاقته) فلا يُمكنُ معرفتها ولا تصوّرها ولا رؤيتها!!!. قاتل {الله} الظالمين.
وهكذا فإن تفسير نشأة الكون بما يسمونهُ (الإنفجارُ العظيم) وطبقاً للنظريّة النسبيّة فإنّهُ هُراءٌ في هُراء. فإمّا "النسبيّة" وإمّا (الإنفجارُ العظيم).

فما حكايةُ (جوائز نوبل) التي حاز عليها من قيل أنّهُم (توصّلوا إلى إكتشاف بقايا الصوت المنبعث من ذلك الإنفجار) والآخرون الّذين (توصّلوا إلى إكتشاف بقايا الدُخان المنبعث من ذلك الإنفجار)، وما هي
حقيقةُ سببُ إنحراف طيفُ النجوم إلى الطيف الأحمر إلى اليمين!؟.

إن العالم "هابل" قد رصد حقيقة علميّة، ولكنّ مدارس وجامعات الإلحاد، وكذا ديدنهم في كُلّ ما هو مصداقٌ ل{دعوة الحقّ} ممّا تتوصّلُ لهُ البشرية من علوم وإكتشافات، فقد فسّروا إكتشاف "هابل" بما
يُناسبُ دعواهُم الباطلة من أن وجود الكون هو (حصيلة إنفجار ضخم، لا تزالُ عمليّة إنطلاقه من نقطة إنفجاره مستمرّة). بينما حقيقة الأمر في إكتشاف "هابل" لهذا التباعُد، والّذي هو في مجموعات
معيّنة من النجوم والأجرام إنّما هو ناتج عن حركة هذه المجموعات النجميّة في دورة أكبر بكثير من دورات المجموعات التي قبلها، ومنها حركة مجموعتنا الشمسيّة، وما يتلوها من حركة مجموعة مجرّة
[درب التبّانة] والتّي ينضوي تحتها نظامُنا الشمسي، كما سيتمُّ توضيح ذلك في ما سيأتي من هذا البحثُ.

إن الحقيقة الحقّة، والتي يُخبئها أرباب الإلحاد، ومن يسيرُ على نهجهم بعلم أو بغير علم فإنّهُ لا بقايا لصوت ولا دُخان ولا تباعُد ولا إقترابٌ!. إنّهُ كذبٌ وإفتراء، وإنغماسٌ في الدجل والشعوذة (العلميّة)،
وإنحلال أخلاقي مُختبيء وراء جُلباب مُبهرجٌ، ويافطات كاذبة يعيش أصحابها كُلّ معاني السقوط والخسّة والنذالة. فالّذي يُنكرُ ربّهُ الّذي خلقهُ فهل يُرجى منهُ بعد ذلك صدقٌ أو خير أو فضيلة!!؟؟.

يقول الّذين يتبنّون هذا الإدّعاء [إدّعاء أن الكون يتباعد عنّا نحن سكّان الأرض وعن بعضه البعض] بسرعة تقارب سرعة الضوء!، فهل يُمكن لأحد أن يرصد تباعداً بين الشمس ومجرّتها دربُ التبّانة ولو
بمقدار ملّيمتر واحد مُخالفٌ للناموس المُقدّر والمفروض على هذا الكون، كما تقتضيه هذه النظريّة الوهميّة؟!.
إن أي أختلال حتى وإن كان بمقدار جزء واحد إلى مليار جزء من الثانية في موازين ومواقع مكوّنات هذا الكون فإن ذلك سيؤدي إلى خلخلته وإضطرابهُ [وهذا فرضٌ غيرُ ممكن] لأن القوّة المهيمنة عليه
هي نفس القوّة التي أوجدتهُ من العدم. إن حدوث مثل هذا "الخلل" أو "الإضطرابُ" هو ليس مفروضاً على {الله سُبحانهُ وتعالى} وليس ذاتي الحُدوث، وإنّما {هو سُبحانهُ وتعالى} الذي وضعهُ وخلقهُ [ أي
خلق الخلل والإضطراب نفسهُ] وجعلهُ كامناً، و{هو سُبحانهُ وتعالى} الذي يُخرجُهُ من كُمونه ويُحدثُهُ إن شاء {سُبحانهُ}، وذلك {ليُبيّن سُبحانهُ} للناس دقّة الصُنع في الموازين التي {وضعها جلّ جلالُه}.
وأمّا الإدّعاءُ بأن (إنطلاق الكون منذ اللحظة الأولى) لما يسمّونهُ (الإنفجار العظيمُ من نقطة الإنفجار بالسرعة الثابتة التي هو عليها منذ تلك اللحظة وما يُقابلها ويساويها تماماً من قوة الجذب المعاكسة،
وأن إزدياد أو نقص أو تباطؤ أيّ من تلك القوّتين المتعاكستين فإن ذلك سيؤدي إلى إنهيار الكون) فإن هذا القولُ هو هُراءٌ في هُراءُ ولا تدعمهُ أيّة حقيقة أو شاهد علميٌّ أو منطقي. فلا يوجدُ إنفجارٌ أصلاً،
وليس يسيرُ الكون بالكيفيّة الكاذبة التي يدّعونها.

من الأمثلة على تناقض إدّعاءات "العُلماء" بالشفافية والمصداقية والعلميّة الخالصة وكذب هذا الإدّعاء، فقد توصّل بعضُ التقنيين في فرنسا إلى صنع جهاز يُمكن من خلاله أخذُ أشعة "ثلاثيّة الأبعاد"
للمومياوات الفرعونيّة من دون الحاجة إلى حل لفائفها، وأنهم قد قاموا بالفعل بأخذ الأشعة لفرعون {موسى عليه السلام} وقد (توصّلوا إلى معرفة أن هذا الفرعون قاد توفّي بسبب كسر في ساقه)!!!.
نعم هكذا يقولون، لأن قولهم الحقيقة بأن "فرعون" قد مات غرقاً كما قال ذلك {القرآن الكريم} [وقد أدى إكتشاف هذه الحقيقة علميّاً من قبل المرحوم عالم الأحياء الفرنسي الشهير موريس بوكايل إلى
إسلامه]، يرحمه {الله تعالى}. إن قولهم الحقيقة فيه نصرٌ لدين {الله} الحقُّ، وهذا ما لا ترضاهُ نفوسُهم المريضة.

إن "النظريّة النسبية العامّة" بمفهومها المُدبلج والمُزيّف تُعتبر قيداً وحائلاً يُحاولُ وضعهُ المُنكرون في طريق نشر معارف وعلوم {القرآن الكريم} الذي فيه تفصيل كلّ شيء و{تبياناً لكُلّ شيء}. وممّا
يُؤسفُ لهُ حقّاً أن يُساير من يُحسبون على {الإسلام الحنيف} ويدّعون (العلم والأعلميّة) هذا النهج المُظلمُ والخبيثُ، ولن أقول أكثر من هذا.

إن النقطة الوهمية التي بدأ منها خلق الكون [ونقول أنها وهميّة وذلك لأنها لا يمكن إعتبارها بداية له ما دامت هذه النقطة هي من جنسه [جنس الكون الذي تجري عليه جميع قوانينه] أو من جنس
أيّ شيء موجود فيه، وكذلك هي وهميّة لأنها لا يُمكن أن يكون فيها أيُّ شيء أو شبه من هذا العالم وإلاّ فإنها لا يُمكن أن تكون تفسيراً لنظريّة البك بانك التي تقول أن هذا الكون لم يكُن موجوداً في يوم
من الأيّام. كما أن هذه النقطة لا يمكن أن تكون ناتجةً نتاجاً عن عالم الغيب الّذي إنبثقت عنهُ وإلاّ لكان فيها أيضاً شبهٌ أو ملامح من ذلك العالم الخفي الذي جاءت منهُ، والمحجوب عن مدارك كل الموجودات
في هذا الكون وهذا الوجود.
إذن لا يُمكن أن تكون هذه [النقطة الوهميّة] إلاّ أنها قد وُجدت من العدم المحض، وأنها عبارة عن خلق مُستحدثُ لا يُشبهُها أيُّ شيء قبلها ممّا هو موجودٌ الآن في هذا الكون.

إن [الفتق] و[الرتق] هما من جنس واحد، ولا يُمكن إستعمال هذا المعنى [فتقٌ بعد رتق] لوصف حالة الخلق من العدم. إن النقطة الوهمية التي أشرنا إليها سالفاً يجبُ أن لا يكون لها مكانٌ ولا يكتنفها زمانٌ
وذلك لأن الزمانُ والمكانُ لم يوجدا بعدُ، ولذا وكنتيجة حتميّة فإن هذه النقطة الوهميّة يجبُ أن تكون خارج الكون "زمانه ومكانه" وذلك لأن الكون "وأي شيء آخر من الناحية العقليّة والمنطقيّة" لا يُمكن
أن يجيء أو يتكوّن من داخل نفسه، وهذه بديهةٌ علميّة لأن الّذي كوّن نفسهُ "أي كوّن الكون" هو هذا الحدثُ [إي حدث الإنبثاق من العدم] فكيف يوجدُ الحدثُ قبل وجود مُحدثه!؟.

إن الفصل الحقيقي بين الوُجود واللا وُجود، لا يُمكن إلاّ أن يكون بحاجز ليس لهُ سُمكٌ أو كتلةٌ أو زمانٌ أو مكانٌ، وإلاّ فإن الفصل هنا سيُخلّف [شوائب] من جنس أحد الأمرين [الوُجودُ والعدمُ] المُراد
فصلهما كُلٌّ في جنس الآخر أو في أحدهما على الأقل [أي شيءٌ من العدم في هذا الوُجود، أو شيءٌ من الوُجود في ذلك العدم]!!. إن الفصل الحقيقي بين شيئين متغايرين أو مختلفين في الجنس أو الطبيعة
أو الماهيّة فإن هذا الفصل يجبُ أن لا يترك في جنس أو مادّة أو ماهيّة الآخر المفصول عنهُ أدنى مقدار من مادّة أو جنس أو كُنه الآخر المُنفصلُ عنهُ وإلاّ فإن هذا الفصل لا يُمكن أن يكون فصلاً تامّاً بكل
معنى الكلمة. ومن أوضح الأمثلة وأحسنها لهذا الفصل هو الفصلُ بين الحياة والموت وعلمُ الغيب وعالمُ الشهادة، إذ أنّهُ لا يمكن أن يُحدث الفصلُ أو يترك أي شيئ آخر يحمل شيئاً من صفات الموت في
الجانب الآخر [جانب الحياة] أو صفات الحياة في الجانب الآخر [جانب الموت].
وكذا الوجودُ والعدم فإن الفصل بينهما لا يجبُ أن يترك أيّ أثر لإحدهما توجدُ لهُ بقيّة في الجانب الآخر. فأُنظر إلى دقّة الفصل بين الشيئين المتغايرين في هذا الكون وتمامهُ التامُّ لتتعرف على
{عظمة الخالق سبحانه وتعالى الّذي قام بهذا الفصل المُعجز}، هذا الفصلُ التامُّ مع عدم وُجود فاصل مادّي مهما بلغت دقّته بين المفصولين ألبتّة!!!!!!!.
ولقد سمّى {الرحمن سبحانهُ} دقّة الفصل هذه ب{البرزخ}، وأوجد {تعالى} مثالاً ممّا تُدركهُ العقولُ وتتعقّلُهُ الأفهامُ، ومن العالمُ الّذي يعيشُ فيه الإنسانُ، وذلك لأنّ الإنسان لم يكُن شاهداً خلق هذا الكون،
وليس بمقدوره أن يستوعب بسهولة فكرة الوجود من العدم ما لم تُضربُ له الأمثلة، ويُشارُ لهُ بالدلائل التي لا تخرجُ عن إطار مداركه، ومُمكنُ أن تتعقّلُها قواهُ العقليّة، وتستريحُ لها نفسهُ الفطريّة، فلا
يُطالبُ بشيء خارج هذه القوى المودعة فيه، أو خارج هذه التعقّلات. {قال تعالى}: { ما أشهدتُهُم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفُسهم وما كُنتُ مُتّخذ المُضلّين عضُداً}.
وهكذا جاء ضربُ مثل البحرين في {قوله تعالى}: { مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخٌ لا يبغيان}، ليكون شاهداً على الإنسان إذ هُو ممّا لا يخرُجُ عن دائرة معارفه المُحدّدة، وممّا لا يبقى لهُ بعد ذلك من
حُجّة في النُكران، ليُؤخذُ بعد ذلك، وفي ظلّ البراهين والآيات الواضحات "قسطاً وعدلاً" للإيمان بعالم الغيب الّذي يكادُ يكونُ الفصلُ فيه [أو هُو أقربُ] ممّا هو عليه برزخُ الفصلُ بين البحرين المُشار إليهما.

إن هذا الفصل البرزخيُّ ولشدّة وقوّة فصله، رغم دقّته الّتي لا تعدو عن اللا شيء، فإنّهُ يُتخيّل في الأذهان أنهُ كبيرٌ وواسعٌ، بينما هو في الحقيقة شيء كلا شيء،
وهنا تكمنُ دلائل القدرة المُطلقة ل {الخالق سبحانهُ وتعالى}.

إن النفس البشرية عندما تُجيل في الذهن صورة فاصل [بحسب المألوف] فإنها ستميل إلى إعتبار أن هذا الفاصل عاجزٌ عن إحداث هذا الفصل الشديد وخاصّة بين أمرين عظيمين متغايرين كالحياة والموت
إلاّ إذا كان من السُمك والسعة والإمتداد أشدّ ما يكون، ليكون هذا "الفصلُ" مُبعداً [بكسر العين] كلا المفصولين عن الآخر كُل الإبعاد. يُضاف إلى ذلك شيوع التفسير الخاطيء بأن هذا {البرزخُ} هو مُمتد
من لحظة الموت إلى يوم القيامة.
إن تفسير {الآية الكريمة}: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يُبعثون} بأن هذا {البرزخُ} من (الطول) بأنهُ ممتدٌ بالمسافة الزمنيّة منذ ساعة الموت إلى يوم القيامة، [وبحسب الفكر السائد] فإننا هنا سنُسقط هذه
المسافة الزمنيّة التي نعيشها وعاشها من كان قبلنا على حال الإموات! في الوقت الذي يكون فيه "الزمن" قد توقّف عندهم. فكيف يكون طول البرزخُ عند الأموات بنفس الطول الذي يعيشُ فيه الأحياء!؟.
ولقد أشارت {الآيات الكريمات} بأن الّذين يُبعثون يوم القيامة فإنّهم حين يُسألون عن مدّة لبثهم في الموت فإنهم يقولون أنها يومٌ أو بعض يوم !. قال {تعالى}: {قال كم لبثتُم في الأرض عدد سنين* قالوا
يوماً أو بعض يوم فاسأل العادّين* قال إن لبثتُم إلاّ قليلاً لو أنّكم كنتُم تعلمون} {المؤمنون 12-14}. فلو كان السؤال عن مدّة المكث أو اللبث في الحياة "كما يذهبُ البعضُ" فإنّهم لن يقولوا [فاسأل العادّين]
، وذلك لأنّهُم يعرفون [وكُلُنا كذلك] مدّة مكثهم في هذه الحياة الدُنيا، ويُمكنُ لهم أن يقولون كم هي بالسنة والشهر واليوم بل وحتّى بالساعة، وخاصّة بالنسبة للناس الّذين عاشوا في زمن الحساب والتقويم
الدقيقين، ومنها ما في حياتنا المُعاصرة.
و{قولهُ تعالى}: {لو أنّكم كُنتُم تعلمون} أي لو أنّكم كنتم تشعرون وتعلمون بمرور الزمن وحسابه عليكم. والناس يوم إذ ليسوا جميعهم كانوا من الورع والحكمة حتى يُفسّرُ قولهم بأنّهم إعتبروا أن هذه
الحياة الدُنيا من القصر بأنها لم تساوي قياساً لحياة الآخرة إلاّ يوماً أو بعض يوم. وليسوا جميعهم من الكُفر والضلال بأنّهم جميعهم سيجيبون بقولهم: [فإسأل العادّين]ّ!. فالسؤال إذن موجّهٌ إلى جميع البشر
الذين سيبعثهم {الله تعالى} يوم القيامة. الكُل لا يعلمُ مقدار الزمن الّذي مرّ عليه أثناء موته.

ولذا فقد أخطأ المفسّرون بأن هنالك حياةٌ للأموات قبل البعث أسموها ب(حياة البرزخ) تفسيراً لقوله {تعالى}: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يُبعثون}. والطريفُ أن الّذين يُفسّرون هذه {الآية} بهذا المعنى
فإنهم هُم أنفسهم يضربون المثل بدقّة الفصل بين {البحرين} مستخدمين الكلمة نفسها {البرزخُ} في تفسير قوله {تعالى}: {مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخٌ لا يبغيان}.
وأين نضعُ {قولُ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم}: {الموتُ القيامةُ. إذا مات أحدُكُم فقد قامت قيامتُهُ، يرى ما لهُ من خير وشرّ.}!؟، و{قولُهُ صلى الله عليه وسلّم}: {بُعثتُ أنا والساعة كهاتين.}؟!.

وعلى كل حال فإن الذي يهمّنا هنا أن هذا الحدث [حدثُ الخلق] قد حدث، وأن هذا الكون قد وُجد من العدم بإذن ومشيئة {الخالق العظيم سبحانهُ وتعالى}.
ولكن هذه الحقيقة "الإنبثاق العظيم" قد حدثت وبحسب العلماء الضالعين في "بضع" جزء من الثانية. ورغم أننا كمُسلمون نؤمن أن أمر {الله تعالى} إذا أتى فإنه يكون أقرب من لمح البصر. قال تعالى:
{وما أمرنا إلاّ واحدة كلمح بالبصر} {سورة القمر}. فلماذا خلق {الله تعالى} السماوات والأرض في ستّة أيّام وهو القادر على خلقها بأقرب من لمح البصر؟!. إن كل التآويل والتفاسير الموضوعة لهذه
{الآية الكريمة}: {وما أمرنا إلاّ واحدة كلمح بالبصر}، ومحاولة التوفيق أو التوليف بينها وبين الفهم الشائع في قضية الخلق في "ستّة أيّام" فإنها تكون قاصرة ولا تتناسب مع قدرة {الله تعالى}، بل أنها
تُسيء إساءة ما بعدها إساءة في حق {الرحمن تبارك وتعالى}.
إن جميع تلك التفسيرات الخاطئة لا بد لها عند محاولتها التوليف مع {أمر الله تعالى الأقرب من لمح البصر} أن تُبرز أن هناك (شيئاً ما) قد (جعل) {الله تعالى سبحانه} أن يخلقها في ستّة أيام و {هو القادر}
على خلقها بأقرب من لمح البصر!. وهذا يتنافى مع {ألوهيته تعالى وسطوته وقدرته} على الفعل وإحداث نتائج هذا الفعل في آن واحد.
إن "سرعة" أمر {الله تعالى} أقربُ من لمح البصر، ولا تأخذ أي حيّز زمني وذلك لأن وجود أيّ حيّز زمني يعني أن هنالك (قوّة ما) قد عطّلت أو عرقلت هذا الأمر حتى وإن كان هذا الحيّز الزمني هو واحد
إلى مليار المليار من الثانية. كما أن {الله تعالى} لا يُجيلُ فكرةً سواء في {أمره تعالى} أو قبل أو بعد هذا الأمر. وكذا فإن كل شيء في هذا الوجود سواء كان هذا الشيء معلوماً أو مجهولاً، مُشاهدٌ أو غائبٌ
عنّا فإنّهُ خاضع لسلطان {الله تعالى} مهما دقّ أو كان أقرب إلى التلاشي، حتّى وإن كان هذا الشيء هو زمنٌ مقدارهُ واحد إلى ترليون تلريون ترليون جزء من الثانية الواحدة.
فلا يوجد شيء يُمكن أن نقول أن هذا الشيء قد (جعل) {الله تعالى سبحانه} أن يفعل كذا وكذا، إذ لا جاعل لأمره، ولا يُمكن أن نصف أو نوقع طُرُق الناس أو الخلائق في إحداث الأفعال على {الله سبحانه}.

ومن (التآويل) الباطلة التي يُلقيها ممّن يُحسبون على المسلمين أن {الله تعالى} (يعطي أوامر تكوين الأجزاء ومن ثم يلحقها بأوامر تركيبها أو تكوينها)! كما في تفسير {قوله تعالى}: {يخلقكم في بطون
أمهاتكم خلقاً من بعد خلق} {سورة الزمر}. إن هذا التفسير أو ما شابهه سواء في هذا الموضع من {القرآن الكريم} أو في غيره مما يوجب "إحداث معالجة أو إعمال فكره" فإنه يمثل جهلاً شديداً، وهو من
أشدّ الإساءات "المتعمّدة أو الغير متعمدة" {للذات العليّة} ولا ينبغي أن يقولهُ أحدٌ من المسلمين وبين أيديهم هذا {القرآ العظيم}.

وبحسب الفهم الشائع والتفاسير الواردة لآيات من مثل: {قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون لهُ أنداداً ذلك ربُّ العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها
في أربعة أيّام سواء للسائلين* ثم أستوى إلى السماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض أئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين* فقضاهُنّ سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزيّنّا السماء الدنيا
بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم}، {فصّلت 9-12}. وقوله {تعالى}: {الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ثم أستوى على العرش مالكم من دونه من وليّ ولا شفيع أفلا
تتذكّرون}، {السجدة-5}. وقوله {تعالى}: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام وما مسّنا من لُغوب}،{ق-38}.

بحسب الفهم الشائع في تفسير الآيات على أنّ الخلق قد إستغرق أو أخذ مقداراً من الزمن "يومين أو أربعة أو ستّة أيّام" فإن هذا الفهم ومن خلال الإدراك القاصر المبني على المعلومات المكتسبة من خلال
العيش أو الوُجود في هذا الكون فإن عجب الإنسان أو تعجُّبهُ ومن خلال التصوّر ل{الله تعالى} [التصوّر الذي يفرضُهُ الفهم الخاطيء] يكون هذا العجب والسؤال أو التساؤل في أنه {تعالى}
كيف قد خلق هذا الخلق ولم (يتعب) كما يتعب الآخرون.

إن كل خلق يأخذ حيّزاً من الزمن مهما كانت مدّته حتى وإن كان هذا الحيّز بمقدار جزء واحد من مليار مليار جزء من الثانية، فإن هذا الزمن مهما تناهى في الصغر أو إقترب إلى أدنى حد من حدود
الوجود أو الشيئيّة فإنه لا يليق ب{الذات الإلهية العليّة}.

وسنشرحُ في القسم التالي التفسير الصحيح لهذه {الآيات الكريمات} بما يؤيّدُ ذلك وتدعمهُ كُلّ العلوم والمعارف الصحيحة، إن شاء {الله تعالى}.

إن كل التأويلات والتفاسير التي تم تقديمها لآيات {القرآن الكريم} في مسألة قضية الخلق فإنها إمّا أن تكون قد أُُخطيء فهمها من قبل الآخرين "بكسر الراء" وهذه التفاسير قد جاءت من الأوّلين الذين لم
يبلغ أحدٌ ما بلغوه من العلم، أو أنها قاصرة تماماً عن فهم أو إدراك الحقائق التي أشار إليها كتاب {الله الكريم سبحانه وتعالى}. وسوف نقدّم الآن شرحاً لإثبات صحة ما نقول و{الله} وليُّ التوفيق:


بحسب الفهم الشائع فإن تفسير هذه {الآيات الكريمات} التي تُذكر فيها كلمة [اليوم] أو [الأيام] في مسألة الخلق فإن المعنى المُستفاد من خلال هذا الفهم أو التفسير يوحي بل يقول بأن "الوقت" أو "الزمن"
هو شيء أو أيقونة أو حقيقة مُسلّم بها، وأنها كانت موجودة قبل الخلق!، إذ كيف (يستغرق) خلق الزمن زمناً، وخلق الوقت وقتاً!؟.
لقد أثبت العلم بما لا يقبل الشك والجدال "كما تقدّم" بأن {الله تعالى} قد خلق الزمان والمكان دُفعة واحدة من العدم [بما يسمّونه (الإنفجار العظيم)]، ولم يكُن لهما وجود قبل هذا الخلق، فلا زمان ولا مكان
ولا أي شيء من هذا الخلق كان موجوداً قبل هذا الحدث.

إن القول بالمعنى الشائع لفهم مفردة "اليوم" أو "الأيّام" في قضيّة الخلق يُعطي فهماً أو معنىً باطناً أن هنالك ثمة معالجة قد تمّت من لدُن {الخالق سبحانهُ} لإحداث أو إنشاء هذا الخلق!. ويعني كذلك بذل
"إجتهاد" و"إعتمال فكرة" و"تخطيط" ل(الوصول) إلى تمام هذا الخلق! وهذا يتنافى تماماً مع {قدرتهُ تعالى المُطلقة} ويتماهى مع قول الذين يُنسبون لهُ العجز {سبحانهُ} ويقولون أنهُ {تعالى} (إستراح)
في (اليوم السابع).
ونحنُ "المُسلمون" في الوقت الذي نُنكرُ عليهم هذا القول فإننا نُعزّزهُ وندعمهُ ونجعل لهُ أرضيّة من حيث نشعر أو لا نشعر!، فالذي {خلق السماوات والأرض سبحانه} في (ستّة أيّام)
بحسب هذا الفهم الخاطيء والمُشترك، فما الذي يمنعُ أنه {سبحانهُ} (إحتاج إلى يوم آخر ليستريحُ)!؟.

إن القول بهذا المعنى السائد في فهم هذه {الآيات الكريمات} يُحدث في أعماق النفس صورة تجسيمية ل{الباريء سبحانه جلّ وعلا} إذ أنه {سبحانه} سيكون ومن خلال هذا التصوُّر المُلقى في أعماق
الوجدان، فإنه {تعالى} سيكون (في داخل هذا الكون)!!! نستغفرُهُ و{سبحانه}، حيث أن مفهوم "اليوم" و"الزمن" و"الوقت" لا يوجدُ إلاّ في داخل هذا الكون، ولا توجد المادّة ولا الطاقة ولا جميع القوى
الجاذبة والطاردة وما تُحدثه من أفعال وردود أفعال إلاّ فيه "في داخل الكون أو مشتملاً عليها".

قال {تعالى}: {الذي خلق الأرض في يومين}، لاحظ الحرف [في] في هذه {الآية الكريمة} وفي غيرها في هذا السياق. وقال {تعالى}: {وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّام}. وقال {تعالى}: {فقضاهن سبع
سماوات في يومين}. وقال {تعالى}: {الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام}. ولم يقل {تعالى} في كل هذه {الآيات} [ب] يومين! أو [ب] أربعة أيّام أو [ب] ستّة أيّام. وفي اللغة
العربية فإنهُ عندما يُراد الإشارة إلى الزمن فإنهُ يُستعملُ حرف [الباء] وتسمّى [الباء الظرفية] بينما يُستعملُ حرف ال[في] عندما يُرادُ الإشارة إلى شيء داخلٌ أو مُشتملٌ "بفتح الميم" عليه، وتسمّى هذه
ال[في] بأل [في] المكانيّة. ولم يحدثُ أن إستعمل العرب حرف [الباء]في حالة مكانيٌّة البتّة.
قال {تعالى}: {ولقد نصركُمُ اللهُ ببدر}، ولم يقل {تعالى} [في] بدر بحسب ما يقتضيهُ الفهمُ الخاطيءُ لمعاني {الآيات الكريمات} المذكورة أعلاه إذا كان فهمنا لها صحيحاً!. بينما قال {تعالى}:
{إلاّ آل لوط نجّيناهُم بسحر}، ولم يقل {تعالى}: [في] سحر، حيث "يُفترض بحسب الفهم الخاطيء المشار إليه أعلاه".

كيف يستقيمُ أو يُعقلُ سواءٌ من الناحية المنطقيّة أو الفكريّة أو العقليّة، وبحسب المفهوم الخاطيء لهذه {الآيات الكريمات} أن يخلُق {الله تعالى} الأرض من دون قوتها وما فيها أو عليها من كلأ وأنهار
وثمار بيومين بينما يُقدّر أقواتها بأربعة أيّام!؟ إذا كان ذلك الفهم المُتداولُ صحيحاً؟. وكيف يستقيمُ أن يقضي {الله تعالى} السماوات السبعُ في يومين بينما يخلقُ {تعالى} الأرض في يومين كذلك، [بحسب ذلك
الفهم الخاطيء] و{هو جلّ جلالُهُ الّذي يُقسمُ بالسماء وهو الغنيُّ عن القسم في أوّل سورة الطارق}: {والسماء والطارق* وما أدراك ما الطارقُ* النجمُ الثاقبُ}. {الطارق 1-3}. إذ لم يأت القسمُ بالأرض
في بداية أيّة {سورة من سُور القرآن الكريم} رغم عظم الآيات في خلق الأرض وما يتعلّقُ بها!؟. وأصحاب الدراية يعلمون ما يعنيه وقوع القسم في أوّل {السُور} من سواه.

إذا كان المقصودُ ب"اليوم" هو تعاقبُ الليل والنهار، "ولنفرض تنزّلاً أن هذا المعنى في {الآيات الكريمات} (ليس بالضروروة أن يكون من أيّام الأرض)، رغم أن هذا القول هو قول ساذج كما سيتبيّنُ لاحقاً
بإذن {الله تعالى}، فكيف يستقيمُ أن يكون ليل الأرض ونهارها "والّذان يكوّنان يومها" موجودان وهي في "طور" الخلق، ولم يكتملُ خلقها بعدُ!؟. وكذا السماوت وما بينهما والكون كلّهُ!؟. كيف يُمكن أن
يُحسب خلقهُ بوحدات ومقاييس هي في الأصل لا توجد إلاّ فيه وهو [أي الكون] بشكله ووجوده التامّ هذا!؟. كيف يُمكن قياس طول مسافة ما بالمتر والمتر لم يعرفه أحد ولم يوجدُ بعدُ!؟. كيف يُمكن أن نسبح
في ساقية تمّ شقّها من نهر ولم يتم بعدُ فتحُ الماء من النهر إليها!؟. يقول المثلُ العربي: [ثبّت العرش ثم أنقش]، فكيف يُحسبُ خلق الكون بالزمن والكون لم يُخلقُ بعدُ!!؟؟.

إن أُولى "لحظات" أوّل يوم على الأرض [وهي لحظات نسبية تنتهي في المحصّلة النهائية للزمن إلى الصفر المُطلق كما سنشرح ذلك في الأقسام القادمة إن شاء {الله تعالى}] بحسب {آيات الذكر الحكيم}،
وكما تقول به "النظريّة النسبيّة" للذين يدّعون القبول بالعلوم التطبيقية"] فإن هذه "اللحظات" ما كان لها أن تنطلق ويُمكن البدْء بحسابها إلاّ إذا كانت الأرض موجودة بهذه الحال وهذه الكيفية التي هي
عليها الآن، وإشتراكها مع مجموعتها الشمسية، وكذلك وجود الشمس وإشتراكها مع مجرّتها، وهلمّ جرّاً.

إنّهُ لا يُمكن أن يكون على هذه الأرض "يوماً" إلاّ إذا كان هذا الكون كلّهُ موجوداً. وكذلك الحال فإن أي شيء في هذا الكون فإنه لا يُمكنُ أن يكون موجوداً إلاّ إذا كان الكونُ كلّهُ موجوداً برمّته، ولا يُمكن
"تجزئة" مكوّناته، فهو كونٌ مترابط لا غنى فيه لأي شيء عن أي شيء آخر فيه، وكلّهُ بكل ما فيه فإنّهُ محتاجٌ إلى قوّة من خارجه تدير وتدبّر أمرهُ. وسنضربُ على هذا القول مثالاً مبسّطاً ويمكن لأيّ أحد
تجربتهُ:
لو جئنا بمولّد كهربائي يعملُ بالحركة التدويريّة كالّذي يُستعمل في الإضاءة في الدرّاجات الهوائيّة والمسمّى ب"الداينمو" وربطناه على عجلة الدرّاجة الهوائية، ثم وضعنا محرّكاً كهربائيّاً يعملُ بقوّة هذا
المولّد الكهربائي، وبدأنا بتدوير العجلة يدويّاً إلى أن تم تشغيل المحرّك الذي أخذ بتدوير العجلة التي بدورها قامت بتدوير المولّد "الداينمو" ليُزوّد المُحرّك بما يحتاجُهُ من طاقة كهربائيّة. فهل ستظلُّ هذه
المنظومة تعملُ بذاتها ولو بمقدار ثانية واحدة؟.
الجواب: كلّا، إذ لا يُمكن أن تعمل أيّة منظومة في هذا الكون عملاً ذاتيّاً وتلقائيّاً من دون مؤثّر خارجي من خارج المنظومة نفسها.
وكذا فإن أيّة منظومة كونيّة "كالمجموعة الشمسيّة مثلاً" لا غنى لها عن المنظومات الكونيّة الأخرى، وجميعُ المنظومات الكونيّة برمّتها فإنها لا غنى لها ألبتّة عن قوّة من خارج هذا الكون تقوم بتسييرها
وإبقاءها والكونُ كُلُّهُ على الشكل الّذي هو عليه.

إن أي شيء في هذا الكون وهذا الوجود فإنّهُ لو كانت فيه أو لديه القُدرة على إيجاد أو خلق ذاته "أو خلق أيّ شيءآخر غيرهُ" ل(خلقها) أو جعلها أعلى ما يكون في مراتب الخلق، ولما إستكان إلاّ أن يجعل
من نفسه (إلهاً)، فالّذي (إستطاع أن يخلق) ذاتهُ فأراً [بفرض أنّهُ قادرٌ على الخلق] كان عليه أن (يخلقها) قطّاً على أقلّ تقدير!. والذي خلق ذاتهُ مرّيخاً كان عليه وهو (القادر) "بفرض القُدرة" أن يخلقها
أرضاً ذات أنهار وبهجة!
. وكذا هذا الكون، ولنسمّها (الطبيعة) رغم أنّها ليست بطبيعة!، ذلك أنها كونٌ ووُجودٌ مُستحدثٌ نتج عن (الإنفجار العظيمُ)، وهذا القولُ هو قولُهُم هُم المُنكرون للخلق أنفُسُهُم، ولن نُظيف على قولهم شيئاً.
إذن..فهذا الوُجودُ وهذا الكونُ جديرٌ بالتأمُّل، وعلى الأقلّ في كونه إتّخذ هذا المنحى وهذا الشكل، وبحسب (إنفجارهم العظيم)، التأمُّل في أنهُ لماذا لم يُبقي [أي مايسمّونهُ الإنفجار] على ديمومة (الإستقرار
الذي كانت عليه نُقطتهُم المُتناهية الصغر اللا متناهية الطاقة)!؟. ومن أين جاء السببُ الذي أدّى إلى (إنفجار) هذه النُقطة، مع أنّهُ لا يوجدُ أيُّ شيء آخرعداها "من كُلّ مادة أو مكونات أو موجودات هذا
الكون" يُمكنُ أن نعتبرهُ سبباً لذلك (الإنفجار)، إذ أننا نتحدّثُ [وبحسب وصف تلك النُقطة من أنها مُتناهية الصغر في الكُتلة ولامتناهية الكبر في الطاقة] عن نقطة لا يُمكن معها إفتراض وُجود أي شيء آخر
مهما صغُر حجمهُ أو كُتلتهُ أو طاقتهُ!.
ولماذا جائها هذا (السبب الذي أدّى إلى إنفجارها) في وقت إنفجارها المزعوم، بعد أن ظلّت كُل تلك (الأزليّة) المُمتدة (إلى ما لا بداية ما قبل هذا الإنفجار)!؟. وكيف يُمكن أن يكون هذا السبب من جنس
ومادّة وطبيعة هذا الكون أو تلك (النُقطة التي إنفجرت)، في الوقت الذي نتحدّثُ فيه عن نُقطة لا يوجدُ غيرها، ولا يُحيط بها أي سبب، وبحسب وصفهم للحدث!!؟.

لماذا لم يُبق هذا (الإنفجارُ) على الإستقرار المزعوم لتلك النُقطة المادّيّة المزعومة، رغم (شدّة حراجتها) ولكُلّ مُدّة ذلك (الأزلُ) في ما (نتج عن إنفجارها) [أي لماذا لم يُبق هذا الإنفجارعلى الإستقرار
والسكينة والكُمون والإستمرارية الثابتة التي يجب أن يظل عليها كُل ما نشأ عنهُ، والتي تحفظُ الشيء كما هو عليه إلى ما لا نهاية مثلما كانت عليه تلك النُقطة من الأزلية الغير مُنتهية ما قبل حدث الإنفجار
بحسب وصفهم للحدث]!؟.

إن وصف نشأة أو وُجود الكون بأنهُ نتج عن نقطة مُتناهية الصغر في الحجم غير متناهية الكبر في الطاقة إنفجرت في ما بعدُ معناهُ ببساطةُ أنهُ عبارة عن كون موجودٌ إختبأ في نُقطة ثم خرج من هذا
الإختباء!. هذا كُلٌ ما يقدمهُ الوصفُ المزعوم!، وهذا ببساطة يعني تماماً إعادة فكرة أزلية الكون بسيناريو مُفبركٌ آخرٌ، ولا يُضيفُ ولا يُقدّم أي شيء جدير بالإعتبار أو الدراسة!. إنهُ مُجردُ إجترار لفكرة
بالية.

لماذا تتبدّلُ أنماط الحياة بهذا الشكل الدوري الذي يحفظُ بقائها ووُجودها، كالفُصولُ الأربعة التي يُساهمُ كُلٌّ منها في بقاء الآخر، والموتُ الذي يُبقي على الحياة، كما في خلايا الدم والجلد والشعرُ!؟، والليلُ
والنومُ الّذان يُحافظُان على دأب النهار والحياة التي فيه، ولا يكونُ العكسُ!؟. النهارُ وما يُرافقهُ من نشاط وعمل هو ليس في خدمة الليل والنوم ولا يقومُ من أجله بينما العكسُ هو الذي يكونُ! [أي أن الليل
والهُجوعُ هو من أجل النهار والحياة والعمل، وهو في خدمة كُلّ ذلك]!.

وفي ما يُسمّونهُ (التطوُّر)، فلو كان هذا الكونُ أو هذه (الطبيعة) قادرة على الإتيان بنفسها بذاتها وأنّها هي التي جائت بهذه الحياة [حياة كُل الكائنات الحيّة]، فلماذا جائت بالموت الذي هو على طرف
النقيضُ!؟. لماذا جائت بحياة الإنسان [الحياةُ بمفهوم المُنكرين] ولم تحفظ بقائها!؟، [ أي حياةُ الإنسانُ كفرد، إذ أن حياة الآخرين وبقاء الجنس لا يعني شيئاً لمن يموتُ، فهل الذين ماتوا قبل ألف عام هُم
سُعداء الآن أو أن لهُم وُجود لأن أبناء جنسهم أحياءٌ الآن!؟.]. لماذا جائت الطبيعة المزعومة بالحياة والموت في آن واحد!؟، وحيثُ أن الموت [الموت بمفهوم المُنكرين] لا يتناسبُ مع (قُدرة الطبيعة) على
العطاء!؟. فإذا قيل أن ذلك من أجل الحفاظ على الجنس أو النسل، فالطبيعة إذن عاقلة كُلّ العقل وواعية بمُنتهى الوعي وهي تُخطّط وتضعُ القوانين والأُسُس والقواعد التي تضمن نتائجها مئة بالمئة، بحيث
أنها حافظت على ديمومة هذا الكون وهذا الوُجود وكُل الكائنات التي فيه الآن، أو أنها قرضت بعضاً منها وإستحدثت أو أبقت على البعض الآخر من أجل هذا الإستمرار، بحيث أن كُل ما هو موجودٌ الآن أو
أنه وُجد في ما مضى، أو أنّهُ سيوجدُ في المُستقبل فإن سُبُل عيشه وأسباب وُجودهُ مضمونةٌ طيلة هذه المليارات من السنين منذ لحظة ذلك الإنفجار المزعوم إلى ما لا نهاية!!.
فهل يُقالُ أنهُ عاقلٌ من ينسبُ فعل ذلك إلى شيء في هذا الكون أو ينسبهُ إلى الكون كُلّه، أو ما يًسمّونها الطبيعة!!؟؟.
لماذا لا تكونُ الحياةُ [الحياةُ وُفق مفهوم المُنكرين] سرمديّة، خالية من كُل عيب، أو من كُلّ ما يشوب ممّا لا يتناسبُ مع الحياة "المثالية" التي يُفترضُ أن تكون للطبيعة القُدرة على الإتيان بها مثلما جائت
بهذا الكون!. والمرض والحاجة إلى الطعام وإلى النوم والعمل!، ولجعلت الحياة سرمداً كما تشتهي الأنفسُ، ولجعلتها بمُنتهى الكمال مثلما (حصل هذا التطوُّر كما يزعُمون في حالة الإنسان) وبهذا الشكل
الذي يسيدُ فيه على كُلّ ما عداهُ من الكائنات الحيّة، ويكونُ فيه الكائنُ الوحيدُ القادرُ على فهم وعلم وإستيعاب ودراسة وتحليل كُلّ ما في الكون الّذي يعيشُ فيه من موجودات!!!.
فهل تنتظرُ الكائناتُ الحيّة، ومنها الإنسانُ "بحسب هؤلاء الأدعياء" يوماً وإن كان بعد مليار مليار مليار عام أن تصل إلى مرحلة من (التطوُّر) تفلُتُ فيه من أيقونةُ الموت، وستقولُ الأجيال الخالفة أن
ألأجيال السالفة كانوا يُعانون في وُجودهم من شيء إسمهُ [الموت] لم يكونوا قد (تطوّرت بهم الطبيعة بعدُ) كما نحنُ الآن [أي بعد مليار مليار المليار من السنين] للخلاص منهُ بعدُ!!!؟؟؟. وكذا لم يعُد هُنالك
شيء إسمُهُ [المرض] أو [النوم] أو [الجوع] أو [العطش] أو [التعب] أو [الحملُ لدى الإناث] أو [العمل من أجل العيش]!!!؟؟؟.

ألا يوجدُ الموتُ والحياةُ معاً في هذا الكون جنباً إلى جنب وفي آن واحد!؟. كيف يأت الموتُ بالحياة وتأت الحياةُ بالموت!؟. أليس المفروض أن الذي يأت بهذا لا يكونُ من هذا ولا يكونُ من ذاك!؟.

ما فائدة (إنتصابُ) قامة الإنسان التي يزعمون أن الإنسان قد وصل إليها مُتخلّفاً عن القرد خلال ملايين السنين من التطوُّر ما دامت وكما يقولون أنها ليست سوى (تطوّرٌ طبيعي صرف
ليست فيه أيّة حكمة أو لمسات قُدرة خارجيّة) مقابل ملازمة "جهاز الإفراغ" للإنسان كُل هذه (الملايين من السنين)، والذي يُعتبر "أي جهازُ الإفراغ ووُفق ما يقتضيه منطقهم" صفة حيوانيّة توجدُ حتى
لدى الصراصير!؟.
وإذا كان هذا الإنسانُ ليس بالشأن الخطير، وليس في وُجوده بهذا الشكل وبهذه الأنظمة الديناميكيّة المُعجزة أي شيء فيه مدعاةٌ للدهشة، فلماذا يسرحون بكل هذا الخيال الخصب إلى ملايين من السنين
الوهميّة والمراحلُ الخياليّة، والخبطُ شرقاً وغرباً لوصف معنى الإنسان وماهيّة وُجوده، ما دام هذا الإنسانُ بكلّ هذا القُرب من مراتب الحيوان!!؟؟.
وكيف يستقيمُ قولُهُم أن الإنسان ليس في وُجوده أو شكله أو صفاته [وكذا جميعُ الموجودات في هذا الكون] أيّة حكمة وأنهُ [أي الإنسان وباقي الأحياء] هو مُجرّد نتيجة (عمليّات تطوُّريّة عاديّة وطبيعيّة
خالية من القصد والحكمة) وهو في النهاية شأنهُ شأن أيّ كائن أو موجود آخر، وفي الوقت نفسه يعتبرون أن هذا الإنسانُ هو (حالة متقدّمة جدّاً من عمليّات التطوُّرفي سُلّم الكائنات)!؟.
أليست ما يسمّونها (عمليّة التطوُّر) التي يعتبرونها مُذهلة ويُفاخرون ويفخرون بواضع نظريّتها، والتي (وصل الإنسانُ إلى أقصى عمليّاتها) جديرةٌ بالإنبهار والعجب، وكما يقولون هم أنفُسُهُم!؟.
فلماذا يعتبرون الإنسان ناشيء عن حالة من (التطوُّر المُمتدّ لملايين السنين) وفي الوقت نفسه يُعاملونهُ كآلة أو كأيّ كائن حيواني أخر، ويمتهنون إنسانيّتهُ في الوقت نفسه!!؟؟.
وما دام الذي يسمّونهُ (تطوّرٌ) والّذي وصل الإنسانُ "بزعمهم" إلى أقصى مراتبه، فكيف العزو والرجوع أو المآل في نسبة الأحياء إلى شيء [أي التطوّر] ما دامت نتائجُهُ أو حصيلتُهُ [أي وُجودُ الإنسانُ
وبقيّة الأحياء] بهذه البساطة، وبهذه الحال الخالية من أية حكمة أو قصد!؟.

وما دامت هذه العمليّة التي يسمّونها ب(التطوُّر) لم تأت بشيء ذو شأن أو بال، أو في وُجوده أيّة حكمة [كالإنسان وباقي الأحياء]، وما دام السؤال عن الحكمة في وُجود الجبال هو
كالسؤال عن لون الغيرة والحسد!، فلماذا يسمّون (العمليّة) ب[التطوُّر]!؟. لماذا لا يسمّونها ب[الإنحدار] أو [الوُجودُ الطبيعي للأشياء كُلٌّ مثلما هو عليه]، ما دام الأمرُ سيّان!؟.

لماذا يكونُ الإنسانُ [وكذا بقيّة الخلق] لدى هؤلاء المارقين ليس بهذا الشأن أو القدر العظيم حتى يُناطُ وجودهُ بقُدرة {خالق عظيم سبحانهُ وتعالى}، وفي الوقت نفسه يعتبرون وجودهُ [أي وجود الإنسان]
(ناجمٌ عن ملايين من سنين التطوُّر) المزعوم!؟. فما حاجةُ الإنسان في هذه الحال [أي الحال التي يعتبرون أن الإنسان فيها عبارة عن حالة حيوانيّة متقدمة] إلى ملايين السنين هذه ما دام هو بهذا القُرب
من مراتب الحيوان!؟.

لماذا يكونُ الإنسانُ "لدى هؤلاء المارقين" مُمتهنُ الكرامة وليس لإنسانيّته أو شأنه أي تقدير أو تمييز، وليس لهُ الحقُّ في الحياة عندما يمسكُ [أي الإنسانُ] بحبل الوصل ب{القدرة العليّة} التي أوجدته،
بينما يكون في الوقت نفسه في (أعلى درجات الإحترام والتقدير والإعتراف لهُ بحق الوُجود) عندما تُسلبُ إنسانيّتهُ وبشريّتهُ [المُنقطعةُ عن كُلّ نسب حيواني آخر] عندما يُنسبُ وُجودهُ إلى عالم الحيوان!؟.
أليس الأمرُ هو مُجرّدُ فُسوقٌ ومُروقٌ ونكرانٌ ل{اليد العليّة} التي أوجدت هذا الإنسان، وأوجدت كلّ ما في هذا الكون الفسيح!؟.

لماذا يُقتلُ الإنسانُ ويُحاربُ وتُهدّمُ على رأسه الصوامعُ عندما يتطلّعُ إلى السماء ويعزو وُجودهُ إلى {قُدرةُ خالق عظيم سبحانهُ وتعالى}، بينما يُسمعُ لهُ ويُربّتُ على كتفه عندما يعزو وُجودهُ إلى عالم
الحيوان، أو توضعُ بجانب صورتهُ صورة قرد، أو تُنسبُ لهُ سلسلة من أدنى مراتب الحيوان!؟.
أليس الأمر كُفرٌ وتمرُّدٌ على {الأمر العليّ} الّذي أوجد الأنسان وأوجد هذا الكون والخلق والوُجود وكُلّ ما فيه!؟.

لماذا (تطوّر) عقلُ الإنسان "بحسب قول الأدعياء" ليصل إلى هذه الدرجة من الكمال، وفي الوقت نفسه لا يزالُ بُنيانُ الإنسان ونظامهُ الجسدي يعملُ بنفس النظام وبنفس الحال التي يعملُ فيها أصغرُ
وأضعفُ الحيوانات كالفأر والأرنبُ والعُصفور!؟، بل أن من الحيوانات والطيور وحتى الحشرات ما فيه من نُظُم الرؤية والتنفُّس والذاكرة ما يغبطُهُ الإنسان عليها، وتُعتبرُ لهُ حُلمٌ يستحيلُ منالهُ، وقد أجهد
نفسهُ سنين ليصنع شيئاً من مثلها، كما هو في نظام الذبذبات التي يستخدمها الخفّاش للحصول على غذائه، أو قُدرة أسماك السلمون في معرفة مكان معيشتها الأوّل وإستدلالها من على بُعد آلاف الأميال
البحريّة.
إن إنسداد فتحة الشرج لدى الإنسان، أو حدوث أي خلل مهما كان بسيطاً في جهاز الإفراغ فإن هذا الإنسان سيتحوّلُ إلى "قنبلة ..........................................."، فأنّا لهُ أن يكون مرجعاً لتفسير هذا
الوُجود!!!؟؟؟.
كيف يحلُّ للإنسان أن يزعُم أنّهُ قادرٌ على إدارة شؤون حياته بعيداً عن {رسالات السماء} وهو ليست لهُ أيّة يد أو إرادة أو دخلٌ في إدارة أو عمل أيّ عضو أو جهاز من أجهزة بدنه!؟.

عندما يشتري أحدٌ ما سيّارة مرسيدس من الشركة المُصنّعة لهذه السيّارة فهل يأخذُ كتيّب تعليمات قيادتها أو إستعمالها من شركة أخرى؟. عندما يكونُ أحدٌ ما ليست لهُ أيّةُ شراكة أو حصّة في شركة
المرسيدس هذه، فهل يحقُّ لهُ أن يتدخّل في وضع تعليمات قيادة السيارات التي تنتجها هذه الشركة؟.

{قال تعالى}: {ما أشهدتُهُم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفُسهم وما كُنت مُتّخذ المُضلّين عضُداً}. {الكهفُ -51}.
فكيف يكونُ للإنسان، وهو الطاريء على هذا الوُجود، الحقُّ أو الأهليّة ليضع ما يعتبرها قوانين تُنظّمُ شؤون الناس، وهو في الوقت نفسه لا يملكُ لنفسه نفعاً ولا ضرّاً، ولا يستطيع إدارة أو تنظيم عمل
أجهزة بدنه!؟.

إن كل شيء في الكون من الألكترون في الذرّة وحتّى أكبر الأجرام فإنها ليست قائمة بذاتها، ولا يُمكن أن توجد إلاّ معوّلة على شيء آخر، وقد يكون هذا الشيء من الصغر والتفاهة بحيث أن النفس
لتستحيي أن تعول على شيء من مثله!.

بحسب "النظرية النسبيّة العامة" والتي ستحلُّ نظريتنا هذه إن شاء {الله تعالى}، فقد قال صاحبها "آينشتاين" حرفيّاً: "إن التفريق بين الماضي والحاضر والمستقبل هو مجرّد وهم رغم ظنّنا ببديهيته".
وقولهُ هذا "والذي هو إحدى النتائج الفيزيائية "للنسبيّة العامة" وهو حقيقة علميّة ثابتة وهي "نسبيّة الزمن"، فإن الفهم الخاطيء لمعنى "الأيّام" المُشار إليها آنفاً في الحديث عن الخلق في
{القرآن الكريم} يُشكّلُ تعارضاً لهذه الحقيقة العلمية التي تطرحها "النسبيّة". فإذا كان التفريقُ بين "الأمس" و "اليوم" و"غداً" هو مجرّدُ وهمٌ ولا وجود لهُ في كوننا المخلوق هذا فكيف يكونُ لهُ وجودٌ
لدى {الخالق سبحانهُ} وهو {تعالى} الذي أوجده "أي أوجد الزمان وكذلك المكان" من العدم!؟.

وسنسوقُ الكثير من الأمثلة في الأقسام القادمة من شرح هذه النظرية [نظريّة البُعد الواحد] في إثبات خطأ الفهم السائد لمعنى "الأيّام" والذي سنطرحهُ هنا إن شاء {الله ربُّ العالمين}.

إن المعنى الصحيح والذي سنثبتهُ بعونه {تعالى} في هذه القسم وما يليه هو أن المعنى المُراد من كلمة "يوم" أو "يومين" أو "أيّام" التي ذكرها {الباريء جلّ وعلا} في {الآيات الكريمات} التي تتحدث
عن خلق الأرض والسماء والكون عموماً فإن المُراد بكلمة "يوم" هو [دورة فلكيّة]. فخلق الأرض في يومين معناه: [في دورتين فلكيّتين] وهاتان الدورتان هما: دوران الأرض حول محورها والثانية
دورانها حول الشمس. وكذا الحال فإن تقدير {الباريء جل وعلا} لأقوات الأرض قد تم في هاتين الدورتين الفلكيتين للأرض كذلك، فكل ما فيها أو يأتيها من قوت فإنه لا يخرجُ عن نطاق هاتين الدورتين،
فالليل والنهار وتتابع الفصول الأربع هو الذي تتعلّق به أسباب المعيشة على هذه الأرض، بالإضافة إلى القمر الذي هو دائبٌ في المساهمة في هذه الأسباب، وهو يدور حول الأرض ومتعلّقٌ بها أينما
ذهبت، والأرض لا تدورُ حولهُ. ومن عجائب {القدرة الإلهيّة} أنّهُ لو كان هنالك قمران "فرضاً" أو أن هذا القمر لا يوجد فإن أسباب المعيشة على هذه الأرض ستضطربُ ومن ثمّ تكون معدومة تماماً
[بحسب هذا الناموس المُبتدع من {الخالق جلّ وعلا} والذي جعل {سبحانهُ} ترابطهُ بهذا الشكل الذي هو عليه]. إن هذا الإضطراب أو الخلل وكما أشرنا أعلاهُ فإنّ {الله تعالى} هو الذي خلقهُ كذلك [أي أن
{الله تعالى} هو الذي خلق هذا الخلل والإضطراب أيضاً] وجعلهُ كامناً، و{هو سُبحانهُ} الذي يُخرجهُ من كُمونه في حال فرض تبدُّل ناموس الكون هذا ولو بالنسبة المُشار إليها أعلاه، وذلك {ليُبيّن سُبحانهُ}
للناس دقّة الصُنع والعظمة والحكمة والتقدير في هذا الخلق المُعجز.
ولو فرضنا فرضاً أنه لا يوجد حول الأرض غير هذه الشمس [على فرض أنها لا تحتاج في ديمومة طاقتها إلى المجرّة] ولا غيرهذا القمر، لكان ذلك كافياً لإن يحفظ للحياة والمعيشة وجودها عليها من
خلال {التقدير الربّاني} الذي قدّرهُ وأودعهُ {الباريء سبحانهُ} وجعل أسبابهُ تتحصّلُ في هاتين الدورتين أو [اليومين] المذكورين في {القرآن الكريم}.

إن تقدير الأقوات من لدُن {الباريء جلّ وعلا} يُشارُ إليه أنهُ في يومين، عندما يكونُ الحديثُ عن أقوات الأرض، بينما يكون التقديرُ في أربعة أيّام عندما يكون الحديثُ عن أقواتُ الأرض والسماء معاً!،
والحقيقة أن كلمة {الأقوات} ليست بالضرورة أن تكون طعاماً وشراباً وما إلى ذلك من رزق المخلوقات من إنسان أو غيره من هائم وسائم، وإنّما يشملُ حتى قوت الشمس والقمر والنجوم والكواكب، إذ
أن كلّ ما يُحافظُ على إستمرارية وحياة هذه الموجودات فهو [قوتٌ مُقدّرٌ] من لدُن {الباريء جلّ وعلا}، فقوتُ الشمسُ "مثلاً" هو مادّتها المُحترقة من ذرّات أو آيونات والتي تُبقي على توهّجها هذا بالقدر
والمُدّة إلى {أجلها المسمّى}. قال {تعالى}: {كُلٌّ يجري إلى أجل مُسمّى}. وقد يكونُ القوتُ مُستحصلاً للكائن [جُرمٌ كان أم إنسانٌ أم حيوانٌ] في يومين [أي في دورتين فلكيتين كما بيّنّا] أو في أكثر من ذلك
كما في قوت السماء بما فيها من نجوم أو كواكب أو غير ذلك.

إن معنى [الأيّام الستّة] المذكورة في {القرآن الكريم} في مسألة خلق السماوات والأرض وما بينهما فإن المعنى الصحيح هو أنه {تعالى} قد خلقها [السماوات والأرض وما بينهما] في ستّة دورات فلكيّة
تُبيّنُها الأشكال المرفقة مع هذا الشرح. فالكون كلّهُ يدورُ مترابطاً مع بعضه البعض وفق حساب دقيق لا تصلُ إلى تصوُّر دقّتهُ عقول البشريّة كلُّها وهي مجتمعةً!.

إن هذا الكون الذي نعيشُ فيه فإنّهُ لا يمرُّ عليه زمن حقيقي وليس فيه مكانٌ حقيقي أيضاً، ولذا فإن ما يُسمّونهُ ب(نظريّة تطوّرُ الكائنات) فإن هذا القول عبارة عن هراء في هراء، إذا لا يوجدُ زمانٌ حقيقي
يُمكن أن يُقال أن هذا الزمن قد مرّ على هذه الكائنات وأنّها وبمرور هذا (الوقت) قد (تطوّرت)!. وأمّا ما يمرُّ على المخلوقات من ولادة ثم نمو ثم عجز ثم كبر ثم موتٌ فإن هذا هو عبارة عن [ختم] أو
[دمغة] وضعتها {اليدُ العليّة}، و{وضعت} هذا السيناريو من [الحركة] التي تُشعرُ في النفوس وُجود ما نسمّيه (الزمن) وذلك ليسهُل على الإنسان تعقُّل هذا التبدُّل في شكل الأحياء ومنها الإنسانُ، والذي
يُحدثهُ هذا [الختم] أوتُحدثهُ هذه [الدمغة].

إن الخطأ الذي وقع فيه آينشتين هو أنّهُ قد أعطى من الناحية النظرية وجوداً حقيقيّاً ل(الزمان والمكان) حيث إعتبر أن المكان هو البُعد الرابع في هذا الكون!، بينما أنكرهُ في أفكاره ومقولاته التي طرحها
على هامش نظريّته النسبيّة!.
كما أن فكرة (السفر إلى الماضي أو المستقبل) فهي عبارة عن فكرة رياضيّة خياليّة لا توجدُ لها مصداقية أو تطبيق عملي على أرض الواقع، كما هو حال الإرقام العددية، فهي من الناحية النظرية ليست لها
نهاية ولكن جميع المسمّيات أو المفردات الموجوة في هذا الكون المخلوق فإنها محدودة ولها حصرٌ ونهاية عند {الله تعالى الذي أوجدها}. إن الأرقام الحسابية الغير منتهية هي في الواقع لا تمثّل أعداداً
حقيقية ولكنها عبارة عن أرقام يُمكن أن تضيف إليها ما تشاء من الأرقام. كما أن إستخدام الأرقام على أنها أعدادٌ غير منتهية يُمكن إسقاطها على هذا الوجود هو تدليسٌ كبير. إننا يُمكن أن نكتب [أرقاماً]
لا حصر لها،وهكذا جعلها {الله تعالى}، ولكننا لن نستطيع أن نوجد أشياء لا حد ولا حصر لها. ولذا فإن المُلحدين في جدلهم فإنهم يستخدمون الأرقام على أنها (أعداد) وهي في الحقيقة غير ذلك. إن
الأرقام ليس بالضرورة أن تمثّل أعداد الموجودات أو المسمَيات الموجودة في هذا الكون. وكذلك فإن المُلحد في جدله فإنّهُ يُسقط الأرقام على أنّها أعداد على {الذات الإلهيّة العليّة}، حيث أن جميع
الملحدين واقع في إنفسهم وتصوّرهم أن {الله تعالى} هو شيء كأشياء هذا الكون {سبحان الله عما يصفون وعلا علوّاً كبيراً}.
إن المؤمن عندما يُجادلُ ملحداً فإنه [أي المؤمن] يتحدّث عن {الله الحق تبارك وتعالى} بينما المُلحدُ يتحدّث عن إله أخر لا يوجد إلاّ في تصوره وعقله المريض. ولذا فإنّهُ ليس من الحكمة مُجادلة المُلحد
وإعتباره نظيراً للمؤمن في الجدل أو (المناظرة) إلاّ إذا فهم وعلم وأقرّ {الصفات العليّة لله سبحانه وتعالى}، وكان جدلهُ في {الله الحقُّ تبارك وتعالى}، حيثُ عند هذا سيصمتُ "أي المُلحد" ولن يكون
بمقدوره الحديثُ أو النبس بحرف واحد، إذا لا جدال في {الله تعالى} عندما يكون الجدالُ في {الله سبحانهُ وتعالى}.

وفي ما يخص عيوب [النسبيّة العامّة] وفي ما يُسمّى ب(السفر عبر الزمن) فإنّهُ لمن المؤسف حقّاً أن يقول من يُحسبون على المُسلمين بما يقول الغربُ المُلحد وبين ظهرانيهم {القرآن المجيد}!!
فترى أحدهم يضربُ نفس (المثل) الذي يقوله الغرب في شخصين توأمين سافر أحدهما إلى (مكان) آخر في الكون وعاش هناك "فرضاً"، فلما عاد إلى الأرض بعد عشرين سنة فقد وجد أخاه التوأم قد هرم
بينما هو بقي في حالة الطفولة أو الشباب!.

وسنكتفي بهذا القدر من شرح هذه النظريّة إن شاء {الله تعالى}، وسنُكملُ الحديث في ما سيأتي {بإذنه تعالى} من حلقات، إن كان في العُمر بقيّة.

وسنكون سعداء في تلقّ إسئلة الذين هم جادّون فيها، وتكون ضمن الموضوع المطروح، والمتّسمة بالأدب في طرح السؤال، والبحث عن الحقيقة.


محمّد ناصر.
20/02/2015

muslim.pure
02-19-2015, 04:23 PM
المقال طويل و لم أقرأ إلا بدايته و لي بعض الملاحظات
أولا اثباتك للنظرية النسبية و انها الاقوى و بناء بحثك عليها و محاكمة الانفجار الكبير على اساسها على ماذا استند و ما ادراك انها صحيحة
ثانيا ربط بين مقدار الطاقة و المادة حسب المعادلة الخاصة بالنظرية النسبية و نفي فكرة الانفجار الكبير غير علمي لان الفيزياء اساسا تقول ان تلك النقطة الاولى لا تخضع لقوانين الفيزياء المعروفة بل كل ما وجد قبل زمن بلانك لا يدخل ضمن القوانين الفيزيائية الحالية
ثالثا نفيك لجميع الابعاد و جعلها بعد واحد فيما سميته بنظرية البعد الواحد يعود على اصل العلوم بالنقض مثل الفيزياء الكلاسيكية و حتى الفيزياء النسبية القائمة على اربعة ابعاد (طول /عرض /ارتفاع /زمن) مع اعتمادك عليها في بحثك و الرياضيات....
رابعا ردا على قولك ان القول بخلق السموات و الارض في ستة ايام لا يمنع ان يقال ان الله تعب و ارتاح في اليوم السابع اقول هذا يقال مع الاديان الاخرى و لكن في الاسلام ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب)
خامسا الحكمة من خلق السموات و الارض في ستة ايام http://www.binbaz.org.sa/mat/4109

محمد ناصر
02-20-2015, 06:48 AM
أخي الكريم: كيف يصُح أن تقيّم موضوعاً أو تنتقده أو تطرح حولهُ الأسألة وأنت "كما تقول" لم تقرأ إلاّ بدايته؟!

د. هشام عزمي
02-20-2015, 10:04 AM
ما هو تخصصك العلمي أو المهني أخي محمد ناصر بارك الله فيك ؟

محب الإسلام الحنيف
02-21-2015, 04:58 PM
اخي محمد ناصر بارك الله فيك ,
أولا: اشرك على مجهودك الكبير في كتابة هذا البحث الذي أراه دسما بالمعلوات .
ثانيا: ما ذكرته عن نفي الأبعاد في الكون و جعلها بعد واحد يحتاج إلى دليل علمي واضح .
ثالثا: محاولة تفسير آيات القرآن بالاعتماد على الذات خطر كبير الم يكن لك خبرة دينية او علم كافي بهذه الأمور , ثم ان معنا هذه الأيام (الأزمنة) التي ذكر الله انه خلق فيها السماوات و الأرض هي تقريب للأذهان فمعلوم أن الله لا يحده زمان و لا مكان .
ولعل دخولك على الرابط الذي أرفقه الأخ مسلم بيور ستعرف الحكمة من خلق الله للسماوات و الأرض في هذه المدة.
رابعا: قول العلماء بان الكون قد تكون في جزيئات من الوقت الرد عليه في قوله { ما أشهتدهم خلق السماوات و الأرض و لا خلق أنفسهم}.
خامسا: ما هو التفسير العلمي من وجهة نظرك لقوله تعالى { كانتا رقا ففتقناهما}؟
سادسا : اقرأ هذا الموضوع :http://www.kaheel7.com/modules.php?name=news&file=article&sid=882

كميل
03-25-2015, 04:40 AM
حاولت ان اجهد على نفسي ان اقراء خرابيطك ووجدت اول خطاء تقع فيه

عن خلق الأرض والسماء والكون عموماً فإن المُراد بكلمة "يوم" هو [دورة فلكيّة]. فخلق الأرض في يومين معناه: [في دورتين فلكيّتين] وهاتان الدورتان هما: دوران الأرض حول محورها والثانية
دورانها حول الشمس.
انت تسمي دوران الأرض حول الشمس يوما يا حبيبي هذا يسمى سنه
فقط دوران الأرض حول نفسها يسما يوما
ومن شدة جهلك انك لاتعلم ان هنلك دورانا ثالثا للأرض لكنت قد فسرته بتفسيرك العظيم وبعملك الذي علمك إياه الله طبعا :36:
وهو دوران محور الأرض وهذا يسمى العصور الفلكيه والذي يستلزم 26000 سنه ليتم دورة واحده
ربما كان افضل تفسيرك للايام السته أيضا بهذا الامر


إن الخطأ الذي وقع فيه آينشتين هو أنّهُ قد أعطى من الناحية النظرية وجوداً حقيقيّاً ل(الزمان والمكان) حيث إعتبر أن المكان هو البُعد الرابع في هذا الكون!، بينما أنكرهُ في أفكاره ومقولاته التي طرحها

أن كلّ ما يُحافظُ على إستمرارية وحياة هذه الموجودات فهو [قوتٌ مُقدّرٌ] من لدُن {الباريء جلّ وعلا}، فقوتُ الشمسُ "مثلاً" هو مادّتها المُحترقة من ذرّات أو آيونات والتي تُبقي على توهّجها هذا بالقدر
الشمس لاقوت لها هيه ليست ماده محترقه الشمس في طور البلازما وهلنك عمليات انفيوجين داخلها أي انصهارات نوويه لا ذرات ولا ايونات
من اين تاتي بهذا الكلام
هذه جمله من الأخطاء التي وقعت انت فيها يامن تدعي علوك على العلماء
سلام ِ
الزمن هو البعد الرابع لا المكان
المكان مكون من ثلاثة ابعاد وهذا خطاء ثاني