د. هشام عزمي
05-12-2013, 08:18 PM
مساء الخير ...تحية طيبة وبعد
اثناء مطالعتي للقران الكريم وجدت عدد من الايات تتعارض مع قول الله انه بكل شئ عليم
مثلا ولنبلونكم حتي نعلم
ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين
ليعلم الذين نافقوا
اللي اخره من الايات
فارجوا توضيح هذا الاشكال وبيان المقصود بالعلم هنا
وشكرا
هذا السؤال مهم جدًا ..
والمقصود بالعلم في هذه الآيات وأمثالها - وهي كثير - هو علم الشهادة الذي يحاسبهم عليه ..
فالله تعالى لا يحاسب العباد بناءً على علمه بنواياهم وخبايا نفوسهم ..
بل يحاسبهم على ما ظهر من أعمالهم وما بان من أفعالهم ..
وهذا مبدأ عام في السنن الإلهية ، والغرض منه إقامة الحجة على كل فرد ساعة الحساب ..
لهذا تجد أن الملائكة تحصي الأعمال وتسجلها في كتاب مخصوص لكل واحد ..
وهذا رغم أن الله تعالى يعلم كل دقيقة وجليلة من أعمال البشر ..
لكنه لنفس الغرض : إقامة الحجة ..
كذلك شهادة اليد واللسان والجوارح على العبد أمام الله يوم القيامة ..
رغم أنه جل وعلا يعلم ما اقترفه العبد في حياته ..
إنما هو لنفس السبب : إقامة الحجة ..
فالله لا يحاسب العباد إلا أن يقع منهم الفعل وتسجله الملائكة وتشهد به عليهم أيديهم وألسنتهم وجوارحهم ..
لتكون حجة على حجة وبينة فوق بينة ..
..
فإن الله تعالى يعلم ما كان وما سيكون ، لكن هذا العلم السابق على الفعل لا يحاسب الله العباد بناء عليه ..
فالله تعالى يعلم أن الكفار سيكفرون ويقتلون المؤمنين ويحاربون الرسل ومع ذلك لم ينزل بهم العقاب - ولا أنزله بقوم قطٌ - قبل أن تبلغهم الرسالة ويكفروا بها ، قال تعالى : {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} ..
فالعلم السابق أن فلانًا سيعصى أو سيفسق أو سيكفر = لا يحاسب الله أحدًا عليه ..
..
يقول الدكتور ياسر برهامي في شرح المنة بعد كلامه عن الفرق بين علم الغيب وعلم الشهادة :
ومن هنا نفهم قوله تعالى : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} (محمد:31) ، لأن البعض قد يظن أن الله لا يعلم حتى يختبرهم ، فالله عز وجل كان يعلم من سيجاهد ومن سيصبر ولكن هذا العلم لا يحاسبهم عليه ، وإنما فسر أهل العلم قوله : {حتى نعلم} ، أي علمًا يحاسبهم عليه ، ويعلم أنه قد "وقع" بعد علمه أنه "سيقع" ، وينتقل من علم الغيب إلى علم الشهادة ، فعلم الله سبحانه قبل وقوع الشيء ووقوع الحدث علم غيب ، وعلمه بعد وقوعه علم شهادة ، أما المخلوقون فعلمهم مقصور على ما بعد الوقوع ، أما قبل أن يقع فهو ظن وليس علمًا .
وأما علم الله سبحانه وتعالى فهو علم بالشيء علمًا جازمًا قبل أن يقع وبعده ، لكن على أي العلمين يكون الحساب ؟ إنه يكون على العلم بعد وقوع الفعل ، وهو علم الشهادة .
وقال عز وجل : {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} (آل عمران: 140) ، ليعلم علمًا يحاسبهم عليه ، وقد فسّر ابن عباس قوله تعالى : {وليعلم الله} بـ: "وليرى" ، وهذا هو معنى علم الشهادة ، فهو عز وجل يعلم الشيء الذي لم يقع قبل وقوعه ، ولكن قال : {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31) ، يعلم الذين آمنوا الذين وقع منهم الإيمان ، والذين صبروا الذين وقع منهم الصبر ، ويعلم المجاهدين الذين وقع منهم الجهاد بالفعل ، وليس لأنه لا يعلمه قبل وقوعه ، ولكن لأنه يحاسب العباد على ذلك العلم الذي بعد الوقوع .
اثناء مطالعتي للقران الكريم وجدت عدد من الايات تتعارض مع قول الله انه بكل شئ عليم
مثلا ولنبلونكم حتي نعلم
ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين
ليعلم الذين نافقوا
اللي اخره من الايات
فارجوا توضيح هذا الاشكال وبيان المقصود بالعلم هنا
وشكرا
هذا السؤال مهم جدًا ..
والمقصود بالعلم في هذه الآيات وأمثالها - وهي كثير - هو علم الشهادة الذي يحاسبهم عليه ..
فالله تعالى لا يحاسب العباد بناءً على علمه بنواياهم وخبايا نفوسهم ..
بل يحاسبهم على ما ظهر من أعمالهم وما بان من أفعالهم ..
وهذا مبدأ عام في السنن الإلهية ، والغرض منه إقامة الحجة على كل فرد ساعة الحساب ..
لهذا تجد أن الملائكة تحصي الأعمال وتسجلها في كتاب مخصوص لكل واحد ..
وهذا رغم أن الله تعالى يعلم كل دقيقة وجليلة من أعمال البشر ..
لكنه لنفس الغرض : إقامة الحجة ..
كذلك شهادة اليد واللسان والجوارح على العبد أمام الله يوم القيامة ..
رغم أنه جل وعلا يعلم ما اقترفه العبد في حياته ..
إنما هو لنفس السبب : إقامة الحجة ..
فالله لا يحاسب العباد إلا أن يقع منهم الفعل وتسجله الملائكة وتشهد به عليهم أيديهم وألسنتهم وجوارحهم ..
لتكون حجة على حجة وبينة فوق بينة ..
..
فإن الله تعالى يعلم ما كان وما سيكون ، لكن هذا العلم السابق على الفعل لا يحاسب الله العباد بناء عليه ..
فالله تعالى يعلم أن الكفار سيكفرون ويقتلون المؤمنين ويحاربون الرسل ومع ذلك لم ينزل بهم العقاب - ولا أنزله بقوم قطٌ - قبل أن تبلغهم الرسالة ويكفروا بها ، قال تعالى : {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} ..
فالعلم السابق أن فلانًا سيعصى أو سيفسق أو سيكفر = لا يحاسب الله أحدًا عليه ..
..
يقول الدكتور ياسر برهامي في شرح المنة بعد كلامه عن الفرق بين علم الغيب وعلم الشهادة :
ومن هنا نفهم قوله تعالى : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} (محمد:31) ، لأن البعض قد يظن أن الله لا يعلم حتى يختبرهم ، فالله عز وجل كان يعلم من سيجاهد ومن سيصبر ولكن هذا العلم لا يحاسبهم عليه ، وإنما فسر أهل العلم قوله : {حتى نعلم} ، أي علمًا يحاسبهم عليه ، ويعلم أنه قد "وقع" بعد علمه أنه "سيقع" ، وينتقل من علم الغيب إلى علم الشهادة ، فعلم الله سبحانه قبل وقوع الشيء ووقوع الحدث علم غيب ، وعلمه بعد وقوعه علم شهادة ، أما المخلوقون فعلمهم مقصور على ما بعد الوقوع ، أما قبل أن يقع فهو ظن وليس علمًا .
وأما علم الله سبحانه وتعالى فهو علم بالشيء علمًا جازمًا قبل أن يقع وبعده ، لكن على أي العلمين يكون الحساب ؟ إنه يكون على العلم بعد وقوع الفعل ، وهو علم الشهادة .
وقال عز وجل : {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} (آل عمران: 140) ، ليعلم علمًا يحاسبهم عليه ، وقد فسّر ابن عباس قوله تعالى : {وليعلم الله} بـ: "وليرى" ، وهذا هو معنى علم الشهادة ، فهو عز وجل يعلم الشيء الذي لم يقع قبل وقوعه ، ولكن قال : {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31) ، يعلم الذين آمنوا الذين وقع منهم الإيمان ، والذين صبروا الذين وقع منهم الصبر ، ويعلم المجاهدين الذين وقع منهم الجهاد بالفعل ، وليس لأنه لا يعلمه قبل وقوعه ، ولكن لأنه يحاسب العباد على ذلك العلم الذي بعد الوقوع .