أحمد عبدالله.
03-09-2015, 08:46 PM
في احصاء صغير قمت به تبين ان الناس يميلون- بنسبة كبيرة- إلى دليل التصميم والتنظيم كدليل يدل على وجود الله... ولا يمكن الاعتراض على ذلك مطلقا خاصة وان النقل والعقل يسندانهم أي اسناد... فالايات في كتاب الله والتي تدعو إلى التفكر في مخلوقاته لا سيما جسم الانسان كثيرة جدا... ومنها تستدل غير مخطئ على وجود الله وصفاته وان هذا الكون ما خلق عبثا… أما العقل فيحتم بذلك وجود الصانع الحكيم لأن الامر لو ترك للعشوائية لخرج خرابا لا ينم عن شيء من التنظيم...
وانت ان وقفت على ذلك لا بد وان تجد في عالم الهرمونات ما يصلح لأن يكون مثالا على ما اوردناه أعلاه... وهو من التصميم بمكان يمحق بنظرية داروين التي تعجز ايما عجز عن تبيان منشأ هذه الرسائل الدموية...
وقد اخترنا بعون الله ثلاثة انظمة نتحدث عنها في شريطنا هذا:
1- ضغط الدم
2- الكالسيوم في الدم
3- السكر في الدم
فكل هذه الأنظمة خاضعة لميزان الدقيق... شأنهـا شأن كثير وكثير من الأنظمة في الجسد... لكننا سنحد انفسنا في ثلاثة منها... بل سنحد انفسنا في جزء بسيط من هذه الثلاثة... ولئن اردت ان تتكلم بلغة علمية فعليك ان تتذكر هذا المصطلح : Homeostasie ...
2440
وما يساعد في تحقيق هذا التوازن أجهزة عدة... والهرمون – بطل قصتنا – لاعب رئيس... وإنك لتعجب معي في طريقة عمله... فهو:
1- يحتاج إلى محفز يأمر الغدة بفرز هذا الهرمون... وهذا المحفز يكون عادة خللا في توازن احدى هذه الأنظمة فيأتي الهرمون ليصحح هذا الخلل …
2- يحتاج إلى هدف يعمل عليه... فالهرمون ان شئت هو عبارة عن رسالة يحملها لا بد ان يوصلها إلى المرسل إليه حتى يقوم بعمله... والعجيب ان كل هرمون يذهب إلى المكان المناسب في الوقت المناسب... وهذا ما سنراه مع الأمثلة ان شاء الله...
2441
3- يحتاج إلى جهاز يثبطه... فالخلل ينجم عن ارتفاع في الضغط مثلا أو انخفاض فيه... أما الهرمون فهدفه ان يعيد الضغط إلى وضعه الأصلي... فعند ارتفاعه لا بد وان يجد الطريقة المناسبة لخفضه من جديد إلى المعدل المناسب... لكن ما الذي يمنع الهرمون من خفض الضغط اكثر من اللازم... هذا ما سنراه ايضا...
4- والهرمون يوجد له عادة هرمون "مضاد" - كما أسميه شخصيا - يعمل بعكس ما يعمل الاول... إن كان ارتفاع الضغط يحرك هرمون معينا... فإن انخفاضه يحرك هرمونا آخرا يعمل بعكس الاول...
وقبل الشروع باسقاط الكلام على ارض الواقع لا بد من وقفات مهمة... اذ إن كل نقطة من النقاط الاربع أعلاه تشكل طعنة في جسد الداروينية...
فالنقطة الاولى... تجعلنا في حيرة امام منشأ الهرمون التطوري...
والنقطة الثانية تغرس رمحها في عشوائية النظرية... كيف للهرمون ان يجد هدفه؟ كيف؟ والاعجب حينما تجد ان الهرمون المضاد يجد ذات الهدف ليعمل بعكسه... نفحة من ال convergent evolution تجدها في نظام هرموني واحد... والصدفة تعجز ان تتكرر مرات عديدة مديدة...
هذا اشبه برجل اراد ان يقوم بحفلة عظيمة من اجل نجاح ابنه... فاذا بك تراه ينزل إلى السوق... ثم يجد نفسه امام الوان من المحال التجارية لكنه يختار منها مثلا محلا للحلوى وفرنا للمعجنات وآخرا للزينة ورابعا للصوتيات وهكذا... ولا تراه يدخل إلى محل للدهان أو قطع السيارات أو معدات الصيد أو أو … هذا نظام بديع لا دخل للعشوائية فيه... وهذا في النقطة الثانية… ولا يمكن ان يكون للصدفة أي دور في هذا الانتقاء... لكن! على فرض ان زميل هذا الطفل نجح ايضا... فإن اهله سيحتفلون به كذلك... سيذهبون لا محالة إلى المحال الصحيحة... العشوائية لا يمكن ان تفعل ذلك... فإنها في الاولى لا تنجح... كيف تنجح مرة أخرى؟...بل مرات عديدة... وهذا ما نراه في الهرمونات المضادة... تقصد ذات الأهداف التي قصدها الاول...انه التنظيم والاتقان...
والنظرية التطورية تقوم على التجربة ثم الانتخاب… لكن!... لماذا اهتدى الهرمون عشوائيا إلى اهدافه قبل ان ينتخب؟... هنا محل السؤال... ونحن لا نتكلم عن هدف واحد لكل هرمون بل مجموعة اهداف... بل والهرمون المضاد ايضا اصاب عدة اهداف... وهكذا مع الهرمونات العديدة... اهداف بالجملة... وتراكم الصدف بهذا الحجم ضرب من الخيال...
بل انت تعجب انى للعنصر المختل ان يصيب الغدة المحفزة للهرمون المنشود... بل وكيف يصيبها مرة أخرى ليقول لها: "قفي! لقد عدت إلى التوازن... لا أريد المزيد لئلا يفيض الهرمون فأقع من الارتفاع إلى الانخفاض أو العكس!" وتعجب كيف ان العنصر المختل يصيب الغدد المناسبة المتعددة على توزعها في الجسد!
وخلاصة الكلام... لو إختل مثلا الكالسيوم في الدم... وجدنا أمرا عجبا:
1- يذهب إلى غدد مختلفة تساهم في احداث توازنه... فقد اصاب اهدافه
2- هذه الغدد تفرز هرمونات عديدة كل واحد منها يذهب إلى اهداف مختلفة لاعادة الكالسيوم إلى معدله السليم
وانت ان وقفت على ذلك لا بد وان تجد في عالم الهرمونات ما يصلح لأن يكون مثالا على ما اوردناه أعلاه... وهو من التصميم بمكان يمحق بنظرية داروين التي تعجز ايما عجز عن تبيان منشأ هذه الرسائل الدموية...
وقد اخترنا بعون الله ثلاثة انظمة نتحدث عنها في شريطنا هذا:
1- ضغط الدم
2- الكالسيوم في الدم
3- السكر في الدم
فكل هذه الأنظمة خاضعة لميزان الدقيق... شأنهـا شأن كثير وكثير من الأنظمة في الجسد... لكننا سنحد انفسنا في ثلاثة منها... بل سنحد انفسنا في جزء بسيط من هذه الثلاثة... ولئن اردت ان تتكلم بلغة علمية فعليك ان تتذكر هذا المصطلح : Homeostasie ...
2440
وما يساعد في تحقيق هذا التوازن أجهزة عدة... والهرمون – بطل قصتنا – لاعب رئيس... وإنك لتعجب معي في طريقة عمله... فهو:
1- يحتاج إلى محفز يأمر الغدة بفرز هذا الهرمون... وهذا المحفز يكون عادة خللا في توازن احدى هذه الأنظمة فيأتي الهرمون ليصحح هذا الخلل …
2- يحتاج إلى هدف يعمل عليه... فالهرمون ان شئت هو عبارة عن رسالة يحملها لا بد ان يوصلها إلى المرسل إليه حتى يقوم بعمله... والعجيب ان كل هرمون يذهب إلى المكان المناسب في الوقت المناسب... وهذا ما سنراه مع الأمثلة ان شاء الله...
2441
3- يحتاج إلى جهاز يثبطه... فالخلل ينجم عن ارتفاع في الضغط مثلا أو انخفاض فيه... أما الهرمون فهدفه ان يعيد الضغط إلى وضعه الأصلي... فعند ارتفاعه لا بد وان يجد الطريقة المناسبة لخفضه من جديد إلى المعدل المناسب... لكن ما الذي يمنع الهرمون من خفض الضغط اكثر من اللازم... هذا ما سنراه ايضا...
4- والهرمون يوجد له عادة هرمون "مضاد" - كما أسميه شخصيا - يعمل بعكس ما يعمل الاول... إن كان ارتفاع الضغط يحرك هرمون معينا... فإن انخفاضه يحرك هرمونا آخرا يعمل بعكس الاول...
وقبل الشروع باسقاط الكلام على ارض الواقع لا بد من وقفات مهمة... اذ إن كل نقطة من النقاط الاربع أعلاه تشكل طعنة في جسد الداروينية...
فالنقطة الاولى... تجعلنا في حيرة امام منشأ الهرمون التطوري...
والنقطة الثانية تغرس رمحها في عشوائية النظرية... كيف للهرمون ان يجد هدفه؟ كيف؟ والاعجب حينما تجد ان الهرمون المضاد يجد ذات الهدف ليعمل بعكسه... نفحة من ال convergent evolution تجدها في نظام هرموني واحد... والصدفة تعجز ان تتكرر مرات عديدة مديدة...
هذا اشبه برجل اراد ان يقوم بحفلة عظيمة من اجل نجاح ابنه... فاذا بك تراه ينزل إلى السوق... ثم يجد نفسه امام الوان من المحال التجارية لكنه يختار منها مثلا محلا للحلوى وفرنا للمعجنات وآخرا للزينة ورابعا للصوتيات وهكذا... ولا تراه يدخل إلى محل للدهان أو قطع السيارات أو معدات الصيد أو أو … هذا نظام بديع لا دخل للعشوائية فيه... وهذا في النقطة الثانية… ولا يمكن ان يكون للصدفة أي دور في هذا الانتقاء... لكن! على فرض ان زميل هذا الطفل نجح ايضا... فإن اهله سيحتفلون به كذلك... سيذهبون لا محالة إلى المحال الصحيحة... العشوائية لا يمكن ان تفعل ذلك... فإنها في الاولى لا تنجح... كيف تنجح مرة أخرى؟...بل مرات عديدة... وهذا ما نراه في الهرمونات المضادة... تقصد ذات الأهداف التي قصدها الاول...انه التنظيم والاتقان...
والنظرية التطورية تقوم على التجربة ثم الانتخاب… لكن!... لماذا اهتدى الهرمون عشوائيا إلى اهدافه قبل ان ينتخب؟... هنا محل السؤال... ونحن لا نتكلم عن هدف واحد لكل هرمون بل مجموعة اهداف... بل والهرمون المضاد ايضا اصاب عدة اهداف... وهكذا مع الهرمونات العديدة... اهداف بالجملة... وتراكم الصدف بهذا الحجم ضرب من الخيال...
بل انت تعجب انى للعنصر المختل ان يصيب الغدة المحفزة للهرمون المنشود... بل وكيف يصيبها مرة أخرى ليقول لها: "قفي! لقد عدت إلى التوازن... لا أريد المزيد لئلا يفيض الهرمون فأقع من الارتفاع إلى الانخفاض أو العكس!" وتعجب كيف ان العنصر المختل يصيب الغدد المناسبة المتعددة على توزعها في الجسد!
وخلاصة الكلام... لو إختل مثلا الكالسيوم في الدم... وجدنا أمرا عجبا:
1- يذهب إلى غدد مختلفة تساهم في احداث توازنه... فقد اصاب اهدافه
2- هذه الغدد تفرز هرمونات عديدة كل واحد منها يذهب إلى اهداف مختلفة لاعادة الكالسيوم إلى معدله السليم