المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لن أؤمن حتى يأتيني الله بمعجزة ؟؟



mostafa nasr
03-12-2015, 10:03 PM
بسم الله والحمد لله وبعد :
شبهة تم طرحها لأكثر من مرة ...حيث يقول صاحبها أنا أؤمن بالله والقرآن لكني أريد آية أو معجزة حتى يتيقن إيماني ...أو يقول لن أسلم بوجود الله حتى أرى معجزة بعيني ؟

أقول
إن هذه الشبهة لا تأتي سوى من شخصين لا ثالث لهما .
أما الأول فهو حاقد ومستهزيء ولو جاءته ألف آية ومعجزة ما آمن ...ودليل ذلك كفار قريش حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم معهم وأتاهم بالمعجزات الكثير منها مثلا انشقاق القمر وتسبيح الحصا و و ...لكن كان اكبرها الذي تحداهم به وهو القرآن لكنهم رغم عشرات المعجزات ما آمنوا ....على النقيض من ذلك فقد آمن أبو بكر وعلي وخديجة وزيد بن حارثة بمجرد أن أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ببعثته وقبل أن يُؤيد بالمعجزات ....وذلك لأنهم طلاب حق وصاحب الحق يكفيه دليل فكفاهم صدقه وأمانته وأخلاقه وشخصيته حيث أنه لم يكذب قط على بشر فكيف يكذب على ربه سبحانه وتعالى أما صاحب الهوى فلن يكفيه ألف دليل لأنه ليس صاحب حق ولكن صاحب هوى ....
وهذا ستيفن واينبرج الحاصل على نوبل في الفيزياء حين كان يتحدث مع أحد أقرانه في حلقة ع اليوتيوب ...وعندما تعلق الأمر بالإيمان بوجود خالق قال لن أؤمن حتى يأتيني سيف من نار يخترق هذه القاعة ويضرب رقبتي وقتها أؤمن ....ورغم أنه عالم في الفيزياء ويدرس قوانين الكون لكنه حاقد وصاحب هوى -وستعرفون لما أقول ذلك بعد قليل- وليس صاحب حق ...فالعلم الذي درسه هو أكبر حجة عليه كما كان وجود النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته أكبر حجة على قومه الذين كفروا به ولم يؤمنوا بدعوته رغم أنهم عاشروه قبل البعثة وبعدها ....لكنه الحقد والهوى ...عفانا الله وإياكم
أما الثاني : فهو جاهل ..لا يدري ولا يعلم أن الكون الذي يعيش فيه كون محكم يسير بقوانين وثاوبت قائمة لا تتبدل ولا تتغير ...بل إن هناك ثوابت كونية لو اختلفت بجزء من مليون في مليار جزء لاختلف الكون عما نراه بل ربما أصبح كونا آخر بأبعاد أخرى وربما كان لا شيء أي انتهى قبل أن يبدا ...فالخالق -الله- تبارك وتعالى ذو علم وقدرة على كل شيء وهو أيضا حكيم مصور ومبدع ....فلابد من العلم بصفاته تبارك وتعالى وأنها جميعها تعمل ولا يتعطل أحدها على حساب أخرى ...
فلو طلب كل إنسان هذه المعجزة وحدثت له هنا على المستوى الكوني ...يخرب الكون ويصبح كونا عبثيا يسير بالمعجزات والخوارق لا بالقوانين والصنع المتقن -ولذا قلت على ستيفن واينبرج أنه حاقد وليس جاهل لأنه يعلم كيف يسير الكون- فالله أراد للكون أن يسير بالقوانين والإتقان وليس بالخوارق والمعجزات وإنما تكون المعجزات كشيء عابر نادر لا يحدث سوى على فترات من الأزمان وتحت ظروف محددة يختارها الله تبارك وتعالى حتى يؤيد أنبياءه وأولياءه ....
أما على المستوى البشري فلو حدثت المعجزة لكل أحد طلبها ...فأظن أنه ليس هناك أحد سيتردد من ذلك ...وهنا يطلبها كل البشر وبالتالي يصبح الإيمان لا قيمة له إذ أنك رأيت المعجزة وآمن فكيف يكون الفرق بين البشر حينئذ وكيف نسمي هذا إيمانا أفضل ...إذ الإيمان يتطلب غيبا لا نطلع عليه ولا نراه ولكن نؤمن به حسب البراهين والأدلة النقلية والعقلية التي تتناسب مع الفطرة السليمة التي فطرنا الله تبارك وتعالى عليها.
وأخيرا ...طالب الحق سيجده وسيؤمن به متى بحث عنه وبذل ما في وسعه ووجده دون الحاجة إلى معجزات ....فالحق لا يلزمه سوى فطرة سليمة وعقل صحيح وبديهة منطقية ولا يتطلب علماء حتى يصلوا إليه ...قال تعالى" ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ".
.
هذا والله اعلم .