المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل المخلوقات كائنات و أنظمة ذكية نشأت و تنشأ بغير وعي أو تدبير ؟



ابن سلامة القادري
04-03-2015, 03:50 PM
الإلحاد لا يؤمن بشيء .. يستوي فيه العدم بالوجود و الجهل بالعلم و البساطة بالتعقيد و العشوائية بالحكمة و الشر بالخير .. و الألم باللذة .. و النقمة بالنعمة .. و الغباء بالوعي .. و الصدفة بالتخطيط .. و الفوضى بالنظام .. و الحركة بالسكون .. و العمى المطلق بالعقل .. و خدر الإحساس بالمشاعر الفياضة .. و القسوة بالرحمة.

مراحل الخلق المنتظمة قبل الولادة لا تعني شيئا .. النمو لا يعني شيئا .. الحياة لا قدسية لها الحي كالميت ..
الأعضاء بالغة التعقيد و التي درسها العلم على مدى قرون و ما زال يدرسها و لا يزال يستكشف عجائبها و أسرارها و يبحث عن ألف طريقة و طريقة لمجرد علاجها و تقويمها إن فسدت (وعادة تفسد بفعل الإنسان نفسه) ..
اختلاف الأشكال و الألوان و الأذواق و الروائح و الطبائع .. و انبثاق كل ذلك من عنصر واحد هو الماء الذي لا شكل له و لا لون و لا ذوق و لا رائحة و بغيره تفنى الحياة جميعا ... ليس معجزة و لا يثير في الإلحاد تساؤلا .. حمل هذا الماء بتريليونات الأطنان عذبا زلالا من بحر لجي على متن سحب إلى أعالي الجبال و السهول و الوديان و نزوله متفرقا بمقدار لا جملة فوق رؤوس الخلائق خلال فصل من كل سنة حتى ترتوي الأرض و الناس و الأنعام و الحشرات و تنشأ مراعي و بساتين و حيوات جديدة .. كل ذلك في الإلحاد لا شيء و من لا شيء و من أجل لا شيء.
للأشربة و الأطعمة وظائف موزونة في الجسد إدخالا و انتفاعا و إخراجا كل شيء مقسم تقسيما و محفوظ في مكانه حفظا بغير اختلال و لا فوضى في الجمع و التأليف بما يعجز أمهر الأطباء عن محاكاته ...
في الجسد لكل المرئيات و المسموعات و المعقولات و المحسوسات و الروائح و الأذواق المتنوعة غاية التنوع وظائف موزونة و له آليات و أطراف في محلها بميزان من أجل إيصال ما يجب أن يصل للجسد و الوصول إليه من يدين و رجلين و أصابع و مفاصل تسهل الحركة و الانتقال.
و للأرض جميعا و عليها الحياة و الكواكب و النجوم و ما احتوته من الذرات و الطاقات الهائلة موازين دقيقة .. لكن كل شيء في الإلحاد عبث .. فلا يتصور الملحد وجود إله متحكم متصرف .. كل شيء إله نفسه ..
هكذا ببساطة وُجدت الأشياء من عدم من تلقاء نفسها و بغير سبب أو مسبب .. و أيّا كان السبب فهو غير عاقل و لا مدبر و لا قادر و لا مسيطر و لا يستطيع عناية و لا حفظا.
و حياة الأحياء بغير سبب أو مسبب، و أيا كان السبب فهو خيالي.
و ائتلاف الأحياء على ما ائتلفت عليه من أجزاء غاية في الدقة و أعضاء ذات وظائف محكمة بغير سبب أو مسبب، و أيا كان السبب فهو وهمي.
و أن يوجد لكل جزء أو عضو من الكائن وظيفة و ميزان دقيق و مناعة ذاتية دون أن يؤثر وعي الكائن في شيء من ذلك و دون أدنى تدخل منه بل لا يعلم عنه شيئا ... لا سبب لذلك و لا مسبب إلا أسبابا مفترضة لا تشرح كل شيء بل لا تفسر شيئا : انتخاب تغير تكيف طفرة تطور ...
الكائن و بدون علمه و لا قصده حين يلتقي مع أنثاه و التي أعدت سلفا بغير علم و لا قصد ليسجلا معظم معلوماتهما بدقة في جزء متناه في الصغر : الإنسان و الحيوان في حيوان منوي و النبات في بذرة ليكبر الحيوان المنوي و تكبر البذرة بالموروثات المنتظمة في حيز جزيئي كان غائبا تماما عن العلم و العلماء تحليل ماهيته و مكوناته من جينات و دَنا و رَنا و بروتينات ووو إلخ .. كل ذلك و أدق تفاصيله فعلته الصدف العمياء و من غير وعي ؟ .. أفلا يعقلون ؟
ثم الذين يلقون باللائمة على الأديان و بخاصة الإسلام ما الذي نقموه منه غير أنه يدعوهم للإيمان بربهم و يعبدوه و يشكروا له و يسلكوا إليه صراطا مستقيما كله أخلاق و فضائل و مثل عليا تسمو بالإنسان إلى مكانه اللائق بالروح التي نفخها الله فيه و العقل الذي أودعه فيه ؟

مسلم أسود
04-04-2015, 10:55 AM
درر و الله . وفقك الله .

ابن سلامة القادري
04-05-2015, 01:00 AM
آمين .. بارك الله فيك أخي مسلم