المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السماوات فى القرأن



عُبَيّدُ الّلهِ
04-06-2015, 06:35 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى اله وصحبه ومن تبعه وبعد،
فقد جاء لادينى إلى منتدى التوحيد يسئل عن السماوات فى القرأن الكريم،
والحقيقة أن السماوات فى القرأن الكريم على أربعة معانى:
أولا طبقات السماء الدنيا من السماوات العلا:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)النحل
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)الجاثية
ثانيا السماوات الطباق وبالبحث تبين أنها الطبقات الكونية السبعة التى أكتشفتها الحضارة السومرية بالنظر إلى السماء ليلا وهى بالترتيب من أعلى إلى أسفل:السماء ذات البروج،وسماوات مدارات الكواكب الخمسة:اورانوس ونبتون وزحل والمشترى والزهرة ومدار القمروالسماء الدنيا وهى مدار القمر تتضمن الغلاف الجوى المُزين وحده دونا عن بقية السماوات بالمصابيح والشهب
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)الملك
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)نوح
ثالثا السماوات العلا وهى سبعة أولها الغلاف الجوى وكان السلف يُسمونه بالموج المكفوف وهو العنان وهو الرقيع وهو السماء ذات الرجع وهناك ستة سماوات أخرى يقول السلف أنها من صخر وحديد ونحاس،وهذا الكلام نمرره لأنه من الغيب كما أن هذه السماوات من الغيب ولا نعرف عنها إلا من حديث المعراج
رابعا السماوات الواسعة وتشمل العرش واللوح والماء والكرسى وجنة عدن وسدرة المنتهى وهى من الغيب أيضا

ابن سلامة القادري
04-06-2015, 10:30 PM
أخي عبيد الله بارك الله فيك، بالنسبة للسماء و السموات فلا شك أن لها معان كثيرة في القرآن الكريم بحسب الحال و المقام و الأوصاف التي دلت عليها لغة العرب .. لكن التقسيم إلى سبع لم يقترن إلا بعين السموات التي بناها الله تعالى في ستة أيام ثم استوى على العرش و هي التي عرفها القرآن بسبع مرات في سبع آيات مرتين منها بأل التعريف، قال تعالى :

1ـ (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 29] .
2ـ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) [الإسراء : 44].
3ـ (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [المؤمنون : 86] .
4ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) [فصلت : 12] .
5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق : 12] .
6ـ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [الملك : 3] .
7ـ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح : 15] .

فلا يقال إنها تتعدد إلى سبعات أُخر إلا بدليل من الكتاب أو السنة الصحيحة ..

بعض المراجع في معاني السماء و السموات في القرآن و السنة :

هل السموات السبع هن طبقات الغلاف الجوي (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=190961)

معاني السماء في آي القرآن الكريم (http://www.mutah.edu.jo/eijaz/samaameanings.htm)

بالنسبة لقوله تعالى :

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)نوح

فلا يجب أن يفهم منه أن هذه السموات الطباق هي الأفلاك القريبة المحيطة بالأرض في السماء الدنيا .. لأن الأرض و القمر و الشمس و الكواكب التابعة لها و الأبراج و السماء الدنيا جميعا كلها تقع في جوف السموات السبع المبنية و المحيطة بها و المستديرة من كل جهة بإجماع أهل العلم.

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 06:02 AM
أخي عبيد الله بارك الله فيك، بالنسبة للسماء و السموات فلا شك أن لها معان كثيرة في القرآن الكريم بحسب الحال و المقام و الأوصاف التي دلت عليها لغة العرب .. لكن التقسيم إلى سبع لم يقترن إلا بعين السموات التي بناها الله تعالى في ستة أيام ثم استوى على العرش و هي التي عرفها القرآن بسبع مرات في سبع آيات مرتين منها بأل التعريف، قال تعالى :

1ـ (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 29] .
2ـ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) [الإسراء : 44].
3ـ (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [المؤمنون : 86] .
4ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) [فصلت : 12] .
5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق : 12] .
6ـ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [الملك : 3] .
7ـ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح : 15] .

فلا يقال إنها تتعدد إلى سبعات أُخر إلا بدليل من الكتاب أو السنة الصحيحة ..

بعض المراجع في معاني السماء و السموات في القرآن و السنة :

هل السموات السبع هن طبقات الغلاف الجوي (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=190961)

معاني السماء في آي القرآن الكريم (http://www.mutah.edu.jo/eijaz/samaameanings.htm)

بالنسبة لقوله تعالى :

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)نوح

فلا يجب أن يفهم منه أن هذه السموات الطباق هي الأفلاك القريبة المحيطة بالأرض في السماء الدنيا .. لأن الأرض و القمر و الشمس و الكواكب التابعة لها و الأبراج و السماء الدنيا جميعا كلها تقع في جوف السموات السبع المبنية و المحيطة بها و المستديرة من كل جهة بإجماع أهل العلم.


االسبع لعولى غير السبع الطرائق والسبع الطباق،هذا من اللغة مفهوم فالطباق هى الطبقات وقوم نوح لم يكونوا يستطيعون إستيعاب معنى السماوات العلا،كما أن الناظر فى الأيات يجدها تتحدث عن السماوات مرة بإعتبارها منظورة مرئية ومرة بإعتبارها غيبية كما أن حديث المعراج يؤكد أن السبع العوالى ليست طبقات فوق بعضها وأخيرا فإن الناظر فى أيات خلق السماوات والأرض يجد حديثا عن خلق تم بالتوازى طيلة الأيام الستة وخلق أخر تم فى أخر يومين كما قل ابن عباس رضى الله عنه وهذا يعنى وجود نوعين من السماوات السبعة لا نوع واحد،والسلف لم يعترضوا على هذا فتجدهم يتحدثون عن السماء الدنيا تارة بأنها الغلاف الجوى وتارة بأنها مدار القمر وما حوله،فهذا يعنى أن مفهوم السماوات يختلف،وكما قلت الأيات تتحدث عن نوعين:نوع من الغيب وهو سبع ونوع من الشهدة وهو سبع أيضا

الدكتور قواسمية
04-07-2015, 09:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياأخي في الله عبيد الله ....توقف عن الخوض في هاته المواضيع فأنت تخلط فيها خلطا واضحا .....فلماذا تقوم بنشر هاته الأفكار وتشوش أفكار البسطاء وتزيد الطين بلة
وتأتينا بأفكار السوماريين وبحديث التربة وبالسماء التي فيها الصخر والحديد والنحاس والسماوات العلا.....الخ وبتقسيمات لا يعرف لها أصل وبالنجوم التي تقول أنها موجودة في الغلاف الغازي عجبا .......
عندما تكون عند مسلم قناعات فردية فلا يجب عليه اشاعتها بين الناس لأن ذلك خطير جدا بل يناقشها عن طريق البريد الخاص مع المؤهلين علميا وفقهيا وابعادها عن العوام وذلك من الحكمة والسياسة الشرعية والفطنة التي يجب أن يتسم بها المسلم.

1-السماوات عددها سبع -بنص القرآن -أولها السماء الدنيا وهي تبدأ من أقرب نجم الينا الى أبعد نجم سيتم اكتشافه لأن الله أخبرنا في القرآن أنه قسم السماء الى سبع سموات طباق وزين السماء الدنيا منها بالنجوم.قال تعالى " وزينا السماء الدنيا بمصابيح" قرآن كريم

2 الغلاف الغازي او الهواء محصور بين السماء والأرض ولا يوجد به نجوم فانتبه رعاك الله ....والهواء أو الغلاف الغازي ليس موجودا الا بين السماء والأرض ولا يوجد خارج جو الأرض لذلك لا ينتقل الصوت في ما يسمى "الفضاء الخارجي"
3 اذا أردنا التلخيص فان نعيش على كوكب الارض و والسماوات السبع تعلو الأرض ومحيطة بها والهواء أو الغلاف الغازي محصور بين السماء والأرض .ولا وجود له خارج جو الأرض ولذلك لا ينتقل الصوت.
4-التقسيمات التي أوردتها قناعات فردية عليك مناقشتها على الخاص وعدم اشاعتها بين الناس.

ابن سلامة القادري
04-07-2015, 10:27 AM
كما أجابك الدكتور حفظه الله و أزيدك :


االسبع لعولى غير السبع الطرائق والسبع الطباق،هذا من اللغة مفهوم فالطباق هى الطبقات


هذا تفسير شاذ .. أما الطرائق فكما قال المفسرون : ابن كثير و الطبري و القرطبي و غيرهم بإجماع تقريبا :

قوله تعالى : ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين
قوله تعالى : ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق قال أبو عبيدة : أي سبع سماوات . وحكى عنه أنه يقال : طارقت الشيء ، أي جعلت بعضه فوق بعض ؛ فقيل للسماوات طرائق لأن بعضها فوق بعض . والعرب تسمي كل شيء فوق شيء طريقة . وقيل : لأنها طرائق الملائكة .
و زاد الطبري :
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.

و أما طباقا فهذه أوضح، قال بن كثير :
( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) أي : طبقة بعد طبقة ، وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهم على بعض ، أو متفاصلات بينهن خلاء ؟ فيه قولان ، أصحهما الثاني ، كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره .
و بذلك قال جمهور المفسرين.


وقوم نوح لم يكونوا يستطيعون إستيعاب معنى السماوات العلا،


وإن قلت قولا مخالفا كما قال ابن عاشور و شذ عن المفسرين بذلك : فإنها هي المشاهدة بأعين المخاطبين ، فالاستدلال بها استدلال بالمحسوس . .

نحتج عليك بقوله تعالى للكافرين :
اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون
و قوله :
اولم يروا انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب

و هذه من الآيات التي تدخل في سياق الحجاج بعلم الله المحيط لما في ذلك من تعجيز للقوم بالإخبار عما لم يصلوه بعلومهم على غرار آيات كثير لم يحيطوا بعلمها و احتج الله بها عليهم لكنهم يفهمون معناها و يستوعبون مداها.


كما أن الناظر فى الأيات يجدها تتحدث عن السماوات مرة بإعتبارها منظورة مرئية ومرة بإعتبارها غيبية


هذا ما لم نخالفك فيه البتة فقلنا إن للسماء و السموات عدة معاني إذا لم يقيد المعنى بالعدد سبعة.


كما أن حديث المعراج يؤكد أن السبع العوالى ليست طبقات فوق بعضها


بل يؤكد كما سبق من قول ابن كثير .. و هو معنى ظاهر من تأكيد الحديث على أن لها أبوابا و أنها مباني بناها الله بعضها فوق بعض.

يقول ابن عاشور بعد أن افترض رأيك الأول :
ويجوز أن يراد بالسماوات السبع طبقات علوية يعلمها الله تعالى وقد اقتنع الناس منذ القدم بأنها سبع سماوات.



وأخيرا فإن الناظر فى أيات خلق السماوات والأرض يجد حديثا عن خلق تم بالتوازى طيلة الأيام الستة وخلق أخر تم فى أخر يومين كما قل ابن عباس رضى الله عنه وهذا يعنى وجود نوعين من السماوات السبعة لا نوع واحد،والسلف لم يعترضوا على هذا فتجدهم يتحدثون عن السماء الدنيا تارة بأنها الغلاف الجوى وتارة بأنها مدار القمر وما حوله،فهذا يعنى أن مفهوم السماوات يختلف،وكما قلت الأيات تتحدث عن نوعين:نوع من الغيب وهو سبع ونوع من الشهدة وهو سبع أيضا


أعود للقول ليس في ما قلته هنا دليل .. و أن المعاني المتعددة للسماء التي قال بها السلف لم تختلف حول السبع و إنما قصدت المعاني العامة للسماء.

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 10:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياأخي في الله عبيد الله ....توقف عن الخوض في هاته المواضيع فأنت تخلط فيها خلطا واضحا .....فلماذا تقوم بنشر هاته الأفكار وتشوش أفكار البسطاء وتزيد الطين بلة
وتأتينا بأفكار السوماريين وبحديث التربة وبالسماء التي فيها الصخر والحديد والنحاس والسماوات العلا.....الخ وبتقسيمات لا يعرف لها أصل وبالنجوم التي تقول أنها موجودة في الغلاف الغازي عجبا .......
عندما تكون عند مسلم قناعات فردية فلا يجب عليه اشاعتها بين الناس لأن ذلك خطير جدا بل يناقشها عن طريق البريد الخاص مع المؤهلين علميا وفقهيا وابعادها عن العوام وذلك من الحكمة والسياسة الشرعية والفطنة التي يجب أن يتسم بها المسلم.

1-السماوات عددها سبع -بنص القرآن -أولها السماء الدنيا وهي تبدأ من أقرب نجم الينا الى أبعد نجم سيتم اكتشافه لأن الله أخبرنا في القرآن أنه قسم السماء الى سبع سموات طباق وزين السماء الدنيا منها بالنجوم.قال تعالى " وزينا السماء الدنيا بمصابيح" قرآن كريم

2 الغلاف الغازي او الهواء محصور بين السماء والأرض ولا يوجد به نجوم فانتبه رعاك الله ....والهواء أو الغلاف الغازي ليس موجودا الا بين السماء والأرض ولا يوجد خارج جو الأرض لذلك لا ينتقل الصوت في ما يسمى "الفضاء الخارجي"
3 اذا أردنا التلخيص فان نعيش على كوكب الارض و والسماوات السبع تعلو الأرض ومحيطة بها والهواء أو الغلاف الغازي محصور بين السماء والأرض .ولا وجود له خارج جو الأرض ولذلك لا ينتقل الصوت.
4-التقسيمات التي أوردتها قناعات فردية عليك مناقشتها على الخاص وعدم اشاعتها بين الناس.

أفكار السومريين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلا،ليس هذا مقصدى فقوم نوح كانوا قريبا من الحضارة السومرية وبالتالى فهمهم للسماوات مقارب لفهم السومريين وكذلك عرب الجاهية كانوا قريبين من الصابئة والسماوات السبع عند الصابئة هى السبع الطباق كما شرحتها،
أما كلام حضرتك عن السماء الدنيا فهو ليس بدليل ضدى،أنا أرى السماء الدنيا ليست ثابتة فى الكتاب والسنة بل تتغير بتغير السياق والنصوص وأنت مصمم على تثبيتها،
الحديث عن سماوات من صخر وحديد هو كلام للصحابة فى تفسير السماوات العلا وليس كلامى،هذا كلام الصحابى سلمان الفارسى والتابعى الربيع بن انس وله شواهد،وأنا جئت به للتفرقة بين السماوات العلا والسماوات الطباق
السلف أعلم بتأويل كلام الله منى ومنك

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 10:53 AM
كما أجابك الدكتور حفظه الله و أزيدك :




هذا تفسير شاذ .. أما الطرائق فكما قال المفسرون : ابن كثير و الطبري و القرطبي و غيرهم بإجماع تقريبا :

قوله تعالى : ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين
قوله تعالى : ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق قال أبو عبيدة : أي سبع سماوات . وحكى عنه أنه يقال : طارقت الشيء ، أي جعلت بعضه فوق بعض ؛ فقيل للسماوات طرائق لأن بعضها فوق بعض . والعرب تسمي كل شيء فوق شيء طريقة . وقيل : لأنها طرائق الملائكة .
و زاد الطبري :
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.

و أما طباقا فهذه أوضح، قال بن كثير :
( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) أي : طبقة بعد طبقة ، وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهم على بعض ، أو متفاصلات بينهن خلاء ؟ فيه قولان ، أصحهما الثاني ، كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره .
و بذلك قال جمهور المفسرين.




وإن قلت قولا مخالفا كما قال ابن عاشور و شذ عن المفسرين بذلك : فإنها هي المشاهدة بأعين المخاطبين ، فالاستدلال بها استدلال بالمحسوس . .

نحتج عليك بقوله تعالى للكافرين :
اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون
و قوله :
اولم يروا انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب

و هذه من الآيات التي تدخل في سياق الحجاج بعلم الله المحيط لما في ذلك من تعجيز للقوم بالإخبار عما لم يصلوه بعلومهم على غرار آيات كثير لم يحيطوا بعلمها و احتج الله بها عليهم لكنهم يفهمون معناها و يستوعبون مداها.




هذا ما لم نخالفك فيه البتة فقلنا إن للسماء و السموات عدة معاني إذا لم يقيد المعنى بالعدد سبعة.




بل يؤكد كما سبق من قول ابن كثير .. و هو معنى ظاهر من تأكيد الحديث على أن لها أبوابا و أنها مباني بناها الله بعضها فوق بعض.

يقول ابن عاشور بعد أن افترض رأيك الأول :
ويجوز أن يراد بالسماوات السبع طبقات علوية يعلمها الله تعالى وقد اقتنع الناس منذ القدم بأنها سبع سماوات.





أعود للقول ليس في ما قلته هنا دليل .. و أن المعاني المتعددة للسماء التي قال بها السلف لم تختلف حول السبع و إنما قصدت المعاني العامة للسماء.


أستاذ بن سلامة،أنا أعرف ما قاله ابن كثير جيدا فهو قال فى تفسير اية نوح:
وقوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقاً }؟ أي: واحدة فوق واحدة. وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أوهو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات؛ فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضاً، فأدناها القمر في السماء الدنيا، وهو يكسف ما فوقه، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة، وأما بقية الكواكب وهي الثوابت، ففي فلك ثامن يسمونه فلك الثوابت، والمتشرعون منهم يقولون: هو الكرسي، والفلك التاسع، وهو الأطلس والأثير عندهم الذي حركته على خلاف حركة سائر الأفلاك، وذلك أن حركته مبدأ الحركات، وهي من المغرب إلى المشرق، وسائر الأفلاك عكسه من المشرق إلى المغرب، ومعها يدور سائر الكواكب تبعاً، ولكن للسيارة حركة معاكسة لحركة أفلاكها؛ فإنها تسير من المغرب إلى المشرق، وكل يقطع فلكه بحسبه، فالقمر يقطع فلكه في كل شهر مرة، والشمس في كل سنة مرة، وزحل في كل ثلاثين سنة مرة، وذلك بحسب اتساع أفلاكها، وإن كانت حركة الجميع في السرعة متناسبة، هذا ملخص ما يقولونه في هذا المقام، على اختلاف بينهم في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها، وإنما المقصود أن الله سبحانه وتعالى: { خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } أي: فاوت بينهما في الاستنارة، فجعل كلاً منهما أنموذجاً على حدة؛ ليعرف الليل والنهار بمطلع الشمس ومغيبها، وقدر للقمر منازل وبروجاً، وفاوت نوره، فتارة يزداد حتى يتناهى، ثم يشرع في النقص حتى يستتر؛ ليدل على مضي الشهور والأعوام، كما قال تعالى:
{ هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ يُفَصِّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }
[يونس: 5].

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 10:59 AM
الرجاء تجنب الردود العاطفية والجواب بهدوء حول النقاط التى أثرتها:
أولا فاارق اللغة بين الطباق والعوالى.
ثانيا فارق السياق بين سماوات منظورة مشاهدة وسماوات غير منظورة وغيبية.
ثالثا فارق الزمن بين سماوات ابتدئت مع بداية الأيام الستة وسماوات ابتدء خلقها من اليوم الرابع.
رابعا فارق السماء الدنيا بين سماوات أدناها القمر"وجعل القمر فيهن نورا" وسماوات أدناها الغلاف الجوى.
أنتظر الجواب على كل نقطة،ولا مجال للكهنوت فى الإسلام فالإجتهاد جائز طالما يتقيد بمنهج وكلام السلف

ابن سلامة القادري
04-07-2015, 01:13 PM
أنا أعرف ما قاله ابن كثير جيدا فهو قال فى تفسير اية نوح:
وقوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقاً }؟ أي: واحدة فوق واحدة. وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أوهو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات؛ فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضاً
.......
هذا ملخص ما يقولونه في هذا المقام، على اختلاف بينهم في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها


و المعنى أخي ؟؟
هل وافقك الإمام بن كثير الرأي هنا فتستدل بقوله أم هو فقط أدرج قولهم و لم يُعَرِّفهم حتى ؟!
بل إن تساؤله يؤكد لك ما ذهبنا إليه : وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات ؟

السموات السبع كانت معلومة لدى جميع المفسرين و عامة أئمة السلف و من ذلك يُعلم شذوذ هذا التفسير الذي يُعزى إلى الفلكيين و من نحا نحوهم ثم يضيفون فلكا ثامنا و فلكا تاسعا ...،
و هذا ظاهر و أكيد من تفسير الآيات الأخر :
يقول ابن كثير :

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
لما ذكر تعالى دلالة من خلقهم وما يشاهدونه من أنفسهم ، ذكر دليلا آخر مما يشاهدونه من خلق السماوات والأرض ، فقال : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء ) أي : قصد إلى السماء ، والاستواء هاهنا تضمن معنى القصد والإقبال ؛ لأنه عدي بإلى ( فسواهن ) أي : فخلق السماء سبعا ، والسماء هاهنا اسم جنس ، فلهذا قال : ( فسواهن ) . ( وهو بكل شيء عليم ) أي : وعلمه محيط بجميع ما خلق . كما قال : ( ألا يعلم من خلق ) [ الملك : 14 ] وتفصيل هذه الآية في سورة " حم السجدة " وهو قوله : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ فصلت : 9 - 12 ] .
ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا ، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك ، وقد صرح المفسرون بذلك.اهـ

و لقد قلت لك الداعي من ذكر السموات و أنها سبع و أنه إخبار بما لم يحيطوا بعلمه على سبيل التحدي و التعجيز و أيضا للتعظيم و التكثير كما هو معلوم من اصطلاح العرب عند إطلاق العدد سبعة و سبعين فهي منتهى العدد.

وبالإضافة إلى ما ذكرنا إليك التفسيرات الأخرى لآية الطباق :

يقول القرطبي :
قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } ذكر لهم دليلاً آخر، أي ألم تعلموا أن الذي قدر على هذا، فهو الذي يجب أن يُعْبَد! ومعنى «طِبَاقاً» بعضها فوق بعض، كل سماء مطبقة على الأخرى كالقباب، قاله ابن عباس والسدّي. وقال الحسن: خلق الله سبع سموات طباقاً على سبع أرضين، بين كل أرض وأرض، وسماء وسماء خلق وأمر. وقوله: «ألَمْ تَرَوْا» على جهة الإخبار لا المعاينة، كما تقول: ألم ترني كيف صنعت بفلان كذا.

و يقول الزمخشري :
نبههم على النظر في أنفسهم أوّلاً؛ لأنها أقرب منظور فيه منهم، ثم على النظر في العالم وما سوّى فيه من العجائب الشاهدة على الصانع الباهر قدرته وعلمه من السموات والأرض والشمس والقمر { فِيهِنَّ } في السموات، وهو في السماء الدنيا؛ لأنّ بين السموات ملابسة من حيث أنها طباق فجاز أن يقال: فيهنّ كذا وإن لم يكن في جميعهنّ، كما يقال: في المدينة كذا وهو في بعض نواحيها.

و الرازي :
قوله: { سَبْعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقاً } يقتضي كون بعضها منطبقاً على البعض، وهذا يقتضي أن لا يكون بينها فرج، فالملائكة كيف يسكنون فيها؟ الجواب: الملائكة أرواح فلعل المراد من كونها طباقاً كونها متوازية لا أنها متماسة.

و الشوكاني :
{ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } أي: منوّراً لوجه الأرض، وجعل القمر في السمٰوات مع كونها في سماء الدنيا؛ لأنها إذا كانت في إحداهنّ فهي فيهنّ، كذا قال ابن كيسان.

و ابن عاشور :
وقوله: { سبع سموات } يجوز أن يكون وصف { سبع } معلوماً للمخاطبين من قوم نوح، أو من أمة الدعوة الإسلامية بأن يكونوا علموا ذلك من قبل؛ فيكون مما شمله فعل { ألم تروا }. ويجوز أن يكون تعليماً للمخاطبين على طريقة الإِدماج،ولعلهم كانوا سلفاً للكلدانيين في ذلك.

نختم بهذا القول الفصل للإمام الشنقيطي في أضواء البيان و هو إمام في اللغة (و سترى أنه يعرض لنقطتين هامتين : الأولى تحديد سؤال نوح لقومه ألم تروا في كيفية الخلق و ليس في المخلوق و هي السموات، الثاني استدلاله كما القرطبي على أن الآية على جهة الإخبار لا المعاينة بآية أكثر صراحة و هي آية فصلت كما سيأتي و قد فصّل هنا في كلام المفسرين أيضا) :
يقول :

ولكن في هذا السياق إشكال فيما يبدو كبير وهو قوله تعالى:
{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً }
[نوح: 15].

وإذا كان السياق للاستدلال بالمعلوم المشاهد على المجهول الغيبي، فإن خلق الإنسان أطواراً محسوس مشاهد ومسلم به، وإنبات الإنسان من الأرض بإطعامه من نباتها وإحيائها بعد موتها واهتزازها وإنباتها النبات أمر محسوس.

ويمكن أن يقال للمخاطب: كما شاهدت خلق الإنسان من عدم وتطوره أطواراً، وشاهدت إحياء الأرض الميتة، فإن الله الذي خلقك وأحيا لك الأرض الميتة قادر على أن يعيدك ويخرجك منها إخراجاً.

ولكن كيف تقول: وكما شاهدت خلق السماوات سبعاً طباقاً فإن القادر على ذلك قادر على بعثك. والحال أن الإنسان لم يشاهد خلق السموات سبعاً طباقاً، ولا رأى كيف خلقها الله سبعاً طباقاً، والإشكال هنا هو كيف قيل لهم: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ }.

والكيف للحال والهيئة، وهم لم يشاهدوها كما قال تعالى:
{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ }
[الكهف: 51].

وكيف يستدلون بالمجهول عندهم على المغيب عنهم؟

وهنا تساءل ابن كثير تساؤلاً وارداً، وهو قوله: { طِبَاقاً } أي واحدة فوق واحدة، وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس، مما علم من التسيير والكسوفات. وأظنه يعني التسيير من السير، فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضاً، فأدناها القمر في السَّماء الدنيا وذكر الكواكب السبعة في السماوات السبع، وكلام أهل الهيئة ولم يتعرض للإشكال بحل يركن إليه.

وقال القرطبي: قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ } كيف على جهة الاخبار لا المعاينة.

كما تقول: ألم تر كيف فعلت بفلان كذا؟

وعلى كلام القرطبي يرد السؤال الأول، إذا كان ذلك على جهة الإخبار، فكيف يجعل الخبر دليلاً على خبر آخل لا يدرك إلا بالسمع؟

والجواب عن ذلك مجملاً مما تشير إليه آيات القرآن الكريم كالآتي:

أولاً: أن تساؤل ابن كثير هل يتلقى ذلك من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس، لا محل له لأنه لا طريق إلا النقل فقط، كما قال تعالى:
{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ }
[الكهف: 51] أي آدم. فلم نعلم كيف خلق ولا كيف سارت الروح في جسم جماد صلصال، فتحول إلى جسم حساس نام ناطق.

وأما قول القرطبي: إنه على جهة الإخبار لا المعاينة، فهو الذي يشهد له القرآن.

ويجيب القرآن على السؤال الوارد عليه، وذلك في قوله تعالى:
{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
[فصلت: 9-13].

لأن الله تعالى خاطب هنا الكفار قطعاً لقوله:
{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ }
[فصلت: 9].

وخاطبهم بأمور مفصلة لم يشهدوها قطعاً من خلق الأرض في يومين، ومن تقدير أقواتها في أربعة أيام ومن استوائه إلى السَّماء وهي دخان.

ومن قوله لها وللأرض:
{ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْها }
[فصلت: 11].

ومن قولهما:
{ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }
[فصلت: 11].

ومن قضائهن سبع سماوات في يومين.

ومن وحيه في كل سماء أمرها.

كل ذلك تفصيل لأمور لم يشهدوها ولم يعلموا عنها بشيء، ومن ضمنها قضاؤه سبع سماوات، فكان كله على سبيل الإخبار لجماعة الكفار.

وعقبه بقوله:
{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ }
[فصلت: 12] فكان مقتضى هذا الإخبار وموجب هذا التقدير من العزيز العليم، أن يصدقوا أو أن يؤمنوا. وهذا من خصائص كل إخبار يكون مقطوعاً بصدقه من كل من هو واثق بقوله: يقول الخبر، وكان لقوة صدقه ملزم لسامعه، ولا يبالي قائله بقبول السامع له أو إعراضه عنه.

ولذا قال تعالى بعد ذلك مباشرة { فإِنْ أَعْرَضُواْ } أي بعد إعلامهم بذلك كله، فلا عليك منهم:
{ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
[فصلت: 13].

وحيث إن الله خاطبهم هنا { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ } فكان هذا أمر لفرط صدق الإخبار به، كالمشاهد المحسوس الملزم لهم؟

وقد جاءت السنة وبينت تلك الكيفية أنها سبع طباق بين كل سماء، والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وشمل كل سماء وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام.

وقد يقال: إن الرؤية هنا في الكيفية حاصلة بالعين محسوسة، ولكن في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج حيث عرج به ورأى السبع الطباق، وكان يستأذن لكل سماء. ومشاهدة الواحد من الجنس كمشاهدة الجميع، فكأننا شاهدناها كلنا لإيماننا بصدقه صلى الله عليه وسلم، ولحقيقة معرفتهم إياه صلى الله عليه وسلم في الصدق من قبل. والعلم عند الله تعالى.

ابن سلامة القادري
04-07-2015, 01:19 PM
الرجاء تجنب الردود العاطفية والجواب بهدوء حول النقاط التى أثرتها:
أولا فاارق اللغة بين الطباق والعوالى.
ثانيا فارق السياق بين سماوات منظورة مشاهدة وسماوات غير منظورة وغيبية.
ثالثا فارق الزمن بين سماوات ابتدئت مع بداية الأيام الستة وسماوات ابتدء خلقها من اليوم الرابع.
رابعا فارق السماء الدنيا بين سماوات أدناها القمر"وجعل القمر فيهن نورا" وسماوات أدناها الغلاف الجوى.
أنتظر الجواب على كل نقطة،ولا مجال للكهنوت فى الإسلام فالإجتهاد جائز طالما يتقيد بمنهج وكلام السلف


حقاًّ ؟ هل تعتقد بأننا كنا عاطفيين ؟!

حتى الآن يا أخي و كما أخبرتك لم تأتي بدلائل أو قرائن تفسيرية أو لغوية على ما ذهبت إليه من هذه التقسيمات و الفوارق -عدا ما شذّ كما قلنا- .. و كل ما قلته حتى الآن بشأن عدد السموات و الذي اختصت به السموات الكبرى تحديدا هو مجرد اجتهاد شخصي و تعريفات شخصية .. نريد علماً نستزيد منه لا آراء خاصة و بخاصة إذا كانت مخالفة لما عليه الجمهور .. و لا تنسى أن الإجتهاد له أهله و إلا لفُتح الباب لمن هو أقل منك !

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 01:28 PM
و المعنى أخي ؟؟
هل وافقك الإمام بن كثير الرأي هنا فتستدل بقوله أم هو فقط أدرج قولهم و لم يُعَرِّفهم حتى ؟!
بل إن تساؤله يؤكد لك ما ذهبنا إليه : وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات ؟

السموات السبع كانت معلومة لدى جميع المفسرين و عامة أئمة السلف و من ذلك يُعلم شذوذ هذا التفسير الذي يُعزى إلى الفلكيين و من نحا نحوهم ثم يضيفون فلكا ثامنا و فلكا تاسعا ...،
و هذا ظاهر و أكيد من تفسير الآيات الأخر :
يقول ابن كثير :

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
لما ذكر تعالى دلالة من خلقهم وما يشاهدونه من أنفسهم ، ذكر دليلا آخر مما يشاهدونه من خلق السماوات والأرض ، فقال : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء ) أي : قصد إلى السماء ، والاستواء هاهنا تضمن معنى القصد والإقبال ؛ لأنه عدي بإلى ( فسواهن ) أي : فخلق السماء سبعا ، والسماء هاهنا اسم جنس ، فلهذا قال : ( فسواهن ) . ( وهو بكل شيء عليم ) أي : وعلمه محيط بجميع ما خلق . كما قال : ( ألا يعلم من خلق ) [ الملك : 14 ] وتفصيل هذه الآية في سورة " حم السجدة " وهو قوله : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ فصلت : 9 - 12 ] .
ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا ، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك ، وقد صرح المفسرون بذلك.اهـ

و لقد قلت لك الداعي من ذكر السموات و أنها سبع و أنه إخبار بما لم يحيطوا بعلمه على سبيل التحدي و التعجيز و أيضا للتعظيم و التكثير كما هو معلوم من اصطلاح العرب عند إطلاق العدد سبعة و سبعين فهي منتهى العدد.

وبالإضافة إلى ما ذكرنا إليك التفسيرات الأخرى لآية الطباق :

يقول القرطبي :
قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } ذكر لهم دليلاً آخر، أي ألم تعلموا أن الذي قدر على هذا، فهو الذي يجب أن يُعْبَد! ومعنى «طِبَاقاً» بعضها فوق بعض، كل سماء مطبقة على الأخرى كالقباب، قاله ابن عباس والسدّي. وقال الحسن: خلق الله سبع سموات طباقاً على سبع أرضين، بين كل أرض وأرض، وسماء وسماء خلق وأمر. وقوله: «ألَمْ تَرَوْا» على جهة الإخبار لا المعاينة، كما تقول: ألم ترني كيف صنعت بفلان كذا.

و يقول الزمخشري :
نبههم على النظر في أنفسهم أوّلاً؛ لأنها أقرب منظور فيه منهم، ثم على النظر في العالم وما سوّى فيه من العجائب الشاهدة على الصانع الباهر قدرته وعلمه من السموات والأرض والشمس والقمر { فِيهِنَّ } في السموات، وهو في السماء الدنيا؛ لأنّ بين السموات ملابسة من حيث أنها طباق فجاز أن يقال: فيهنّ كذا وإن لم يكن في جميعهنّ، كما يقال: في المدينة كذا وهو في بعض نواحيها.

و الرازي :
قوله: { سَبْعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقاً } يقتضي كون بعضها منطبقاً على البعض، وهذا يقتضي أن لا يكون بينها فرج، فالملائكة كيف يسكنون فيها؟ الجواب: الملائكة أرواح فلعل المراد من كونها طباقاً كونها متوازية لا أنها متماسة.

و الشوكاني :
{ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } أي: منوّراً لوجه الأرض، وجعل القمر في السمٰوات مع كونها في سماء الدنيا؛ لأنها إذا كانت في إحداهنّ فهي فيهنّ، كذا قال ابن كيسان.

و ابن عاشور :
وقوله: { سبع سموات } يجوز أن يكون وصف { سبع } معلوماً للمخاطبين من قوم نوح، أو من أمة الدعوة الإسلامية بأن يكونوا علموا ذلك من قبل؛ فيكون مما شمله فعل { ألم تروا }. ويجوز أن يكون تعليماً للمخاطبين على طريقة الإِدماج،ولعلهم كانوا سلفاً للكلدانيين في ذلك.

نختم بهذا القول الفصل للإمام الشنقيطي في أضواء البيان و هو إمام في اللغة (و سترى أنه يعرض لنقطتين هامتين : الأولى تحديد سؤال نوح لقومه ألم تروا في كيفية الخلق و ليس في المخلوق و هي السموات، الثاني استدلاله كما القرطبي على أن الآية على جهة الإخبار لا المعاينة بآية أكثر صراحة و هي آية فصلت كما سيأتي و قد فصّل هنا في كلام المفسرين أيضا) :
يقول :

ولكن في هذا السياق إشكال فيما يبدو كبير وهو قوله تعالى:
{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً }
[نوح: 15].

وإذا كان السياق للاستدلال بالمعلوم المشاهد على المجهول الغيبي، فإن خلق الإنسان أطواراً محسوس مشاهد ومسلم به، وإنبات الإنسان من الأرض بإطعامه من نباتها وإحيائها بعد موتها واهتزازها وإنباتها النبات أمر محسوس.

ويمكن أن يقال للمخاطب: كما شاهدت خلق الإنسان من عدم وتطوره أطواراً، وشاهدت إحياء الأرض الميتة، فإن الله الذي خلقك وأحيا لك الأرض الميتة قادر على أن يعيدك ويخرجك منها إخراجاً.

ولكن كيف تقول: وكما شاهدت خلق السماوات سبعاً طباقاً فإن القادر على ذلك قادر على بعثك. والحال أن الإنسان لم يشاهد خلق السموات سبعاً طباقاً، ولا رأى كيف خلقها الله سبعاً طباقاً، والإشكال هنا هو كيف قيل لهم: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ }.

والكيف للحال والهيئة، وهم لم يشاهدوها كما قال تعالى:
{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ }
[الكهف: 51].

وكيف يستدلون بالمجهول عندهم على المغيب عنهم؟

وهنا تساءل ابن كثير تساؤلاً وارداً، وهو قوله: { طِبَاقاً } أي واحدة فوق واحدة، وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس، مما علم من التسيير والكسوفات. وأظنه يعني التسيير من السير، فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضاً، فأدناها القمر في السَّماء الدنيا وذكر الكواكب السبعة في السماوات السبع، وكلام أهل الهيئة ولم يتعرض للإشكال بحل يركن إليه.

وقال القرطبي: قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ } كيف على جهة الاخبار لا المعاينة.

كما تقول: ألم تر كيف فعلت بفلان كذا؟

وعلى كلام القرطبي يرد السؤال الأول، إذا كان ذلك على جهة الإخبار، فكيف يجعل الخبر دليلاً على خبر آخل لا يدرك إلا بالسمع؟

والجواب عن ذلك مجملاً مما تشير إليه آيات القرآن الكريم كالآتي:

أولاً: أن تساؤل ابن كثير هل يتلقى ذلك من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس، لا محل له لأنه لا طريق إلا النقل فقط، كما قال تعالى:
{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ }
[الكهف: 51] أي آدم. فلم نعلم كيف خلق ولا كيف سارت الروح في جسم جماد صلصال، فتحول إلى جسم حساس نام ناطق.

وأما قول القرطبي: إنه على جهة الإخبار لا المعاينة، فهو الذي يشهد له القرآن.

ويجيب القرآن على السؤال الوارد عليه، وذلك في قوله تعالى:
{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
[فصلت: 9-13].

لأن الله تعالى خاطب هنا الكفار قطعاً لقوله:
{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ }
[فصلت: 9].

وخاطبهم بأمور مفصلة لم يشهدوها قطعاً من خلق الأرض في يومين، ومن تقدير أقواتها في أربعة أيام ومن استوائه إلى السَّماء وهي دخان.

ومن قوله لها وللأرض:
{ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْها }
[فصلت: 11].

ومن قولهما:
{ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }
[فصلت: 11].

ومن قضائهن سبع سماوات في يومين.

ومن وحيه في كل سماء أمرها.

كل ذلك تفصيل لأمور لم يشهدوها ولم يعلموا عنها بشيء، ومن ضمنها قضاؤه سبع سماوات، فكان كله على سبيل الإخبار لجماعة الكفار.

وعقبه بقوله:
{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ }
[فصلت: 12] فكان مقتضى هذا الإخبار وموجب هذا التقدير من العزيز العليم، أن يصدقوا أو أن يؤمنوا. وهذا من خصائص كل إخبار يكون مقطوعاً بصدقه من كل من هو واثق بقوله: يقول الخبر، وكان لقوة صدقه ملزم لسامعه، ولا يبالي قائله بقبول السامع له أو إعراضه عنه.

ولذا قال تعالى بعد ذلك مباشرة { فإِنْ أَعْرَضُواْ } أي بعد إعلامهم بذلك كله، فلا عليك منهم:
{ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
[فصلت: 13].

وحيث إن الله خاطبهم هنا { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ } فكان هذا أمر لفرط صدق الإخبار به، كالمشاهد المحسوس الملزم لهم؟

وقد جاءت السنة وبينت تلك الكيفية أنها سبع طباق بين كل سماء، والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وشمل كل سماء وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام.

وقد يقال: إن الرؤية هنا في الكيفية حاصلة بالعين محسوسة، ولكن في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج حيث عرج به ورأى السبع الطباق، وكان يستأذن لكل سماء. ومشاهدة الواحد من الجنس كمشاهدة الجميع، فكأننا شاهدناها كلنا لإيماننا بصدقه صلى الله عليه وسلم، ولحقيقة معرفتهم إياه صلى الله عليه وسلم في الصدق من قبل. والعلم عند الله تعالى.

لم أخالف هذا،السماوات الطباق هى نفس السماوات العلا بإعتبار المجموع لا الإفراد،بمعنى:السماوات العلا موجودة فى الكون ولكن لا نقدر على إدراكها

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 01:35 PM
حقاًّ ؟ هل تعتقد بأننا كنا عاطفيين ؟!

حتى الآن يا أخي و كما أخبرتك لم تأتي بدلائل أو قرائن تفسيرية أو لغوية على ما ذهبت إليه من هذه التقسيمات و الفوارق -عدا ما شذّ كما قلنا- .. و كل ما قلته حتى الآن بشأن عدد السموات و الذي اختصت به السموات الكبرى تحديدا هو مجرد اجتهاد شخصي و تعريفات شخصية .. نريد علماً نستزيد منه لا آراء خاصة و بخاصة إذا كانت مخالفة لما عليه الجمهور .. و لا تنسى أن الإجتهاد له أهله و إلا لفُتح الباب لمن هو أقل منك !


لابد من تحديد موطن النزاع،أنا أقول السماوات العلا عند إفرادها سماء سماء تخالف السبع الطباق عند إفرادها سماء سماءو أنت تعترض على كون السماوات الطباق أو السبع طرائق أو أسباب السماوات مخالفة للسبع العلا،وتقول هى نفسها على سبيل الإفراد والجمع وهنا السؤال،
إذا كانت هى نفسها فهل السماوات العلا مشهودة؟
لو كانت الطباق هى العلا لكانت كل منهما مشهودة،وهذا يعنى حتمية رؤية الملائكة والأرواح التى تسكنها أيضا
الرجاء الجواب:هل السموات العلا التى زارها النبى عليه الصلاة والسلام مشهودة ام غيبية؟

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 01:54 PM
لا يزال االسؤال للأخ الكريم ابن سلامة هل السماوات العلا من الشهادة ام الغيب،ولكن احببت إضافة وهى رد المتشابه من كلام اهل العلم إلى المحكم وهذا هو المحكم،قال الطبرى رحمه الله تعالى:


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق
{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } * { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } * { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } * { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً }

يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه، لقومه المشركين بربهم، محتجاً عليهم بحجج الله في وحدانيته: { أَلمْ تَروْا } أيها القوم فتعتبروا { كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } بعضها فوق بعض والطباق: مصدر من قولهم: طابقت مطابقة وطباقاً. وإنما عني بذلك: كيف خلق الله سبع سموات، سماء فوق سماء مطابقة.

وقوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً }. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول: إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء، اقرءوا إن شئتم: { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً }... إلى آخر الآية.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات، وأقفيتهما قِبَل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }.

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 01:57 PM
وفى تفسير سورة الملك قال الطبرى رحمه الله:
يقول تعالى ذكره: مخبراً عن صفته { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } طبقاً فوق طبق، بعضها فوق بعض.

وقوله: { ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت } يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله { منْ تَفَاوُتٍ } قال: من اختلاف.

عُبَيّدُ الّلهِ
04-07-2015, 02:49 PM
فى إنتظار جواب الأخ سلامة،مع ملاحظة أنه:
تم وضع أربعة نقاط للدلالة على الفارق بين السماوات الطباق والسماوات العلا،ولم يتم الجواب الشافى ولا على نقطة
بل تم المجئ بكلام لأهل العلم يُفهم منه أننى ضد القول بأن السماوات العلا تقع فى السماوات الطباق وليس الأمر كذلك
ثم تم توجيه سؤال واضح محدد للأخ سلامة لتحديد موضع النزاع:هل يؤمن بأن السماوات العلا مرئية ام لا وإن كان يؤمن فهل نرى الملائكة والأرواح والعوالم الغيبية فيها؟
فى إنتظار الرد

عُبَيّدُ الّلهِ
04-09-2015, 05:10 AM
تعليق اخير بعد تأخر الأخ سلامة:
اولا القول بأن الرؤية فى ايتى الملك ونوح يراد بها العلم مناقض للسياق،كما أنه مناقض لكون القرأن الكريم حمال اوجه.
ثانيا القول بأن الرؤية فى اية الأنبياء هى محض العلم إجحاف لتعددية المعنى الذى فى الأية وهو ما فهمه السلف فأية الأنبياء ليس لها وجه واحد للتأويل وعلى المخالف الرجوع للتفسيرات خصوصا الطبرى.
ثالثا القول بأن ابن كثير لم يوافق كلام اهل الهيئة والفلك واكتفى بإدراج كلامهم ليس بدقيق فهو قد قال بعد ذكر كلامهم فى تفسير اية نوح:

على اختلاف بينهم في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها، وإنما المقصود أن الله سبحانه وتعالى خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً أي: فاوت بينهما في الاستنارة، فجعل كلاً منهما أنموذجاً على حدة؛ ليعرف الليل والنهار بمطلع الشمس ومغيبها، وقدر للقمر منازل وبروجاً، وفاوت نوره، فتارة يزداد حتى يتناهى، ثم يشرع في النقص حتى يستتر؛ ليدل على مضي الشهور والأعوام، كما قال تعالى:
{ هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ يُفَصِّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }
رابعا من القواعد التفسيرية التى قالها شيخ الإسلام فى مقدمة التفسير أن الترادف فى اللغة كثير وفى القرأن نادر،فالمعانى التى تكون فى القرأن الكريم ظاهرها الترادف لا تكون مترادفة على الحقيقة وإنما متقاربة،ولهذا فكون السماوات السبع العوالى هى السماوات الطباق،هذا من باب التقريب لا التحقيق.
خامسا وأخيرا التأويل الأصح لمعنى السماوات العوالى هو الحديث النبوى الذى رواه ابن مسعود وابوهريرة والعباس وغيرهم رضى الله عنهم:
" مَا بَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ , وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْكُرْسِيِّ خَمْسِ مِائَةُ عَامٍ , وَمَا بَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَالْمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ , وَالْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ , وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ "
ويثبت من الحديث وجود مسافات بينية بين السماوات العلا،كما أن مسيرة الخمسمائة عام لاتُرى بالعين المجردة.
وختاما اقول:ما اصبت فيه فمن الله تعالى وحده وما اخطئت فيه فمن نفسى الأمارة بالسوء او من الشيطان

ابن سلامة القادري
04-09-2015, 11:41 PM
السلام عليكم و رحمة الله، أعتذر عن تأخري لشغل طارئ...

أخي عبيد الله .. من البداية لاحظت أن لديك خلطاً شديدا .. لا أفهم كيف وقعت فيه .. و هو لا بد موقِعُك في تناقضات و كمّ من التعقيد كما هو واضح لأنك لم تشأ اتباع صريح القرآن و السنة في تحديد معنى السموات السبع الكبرى فرُحت تصفها تارة بالقريبة و تارة بالبعيدة و تارة بأن لها ظاهرا هو السموات الطباق و باطنا هي سموات الغيب.

هذا تخليط لا أدري كيف وقعت فيه مع أن آيات القرآن صريحة جدا في أن كل ما تراه عينك إلى أبعد نجمة هي السماء الدنيا و الدنيا هي الأقرب إلى الأرض بالطبع و ليس إلى العرش و هي بمعنى آخر الأخفض كما قال الله تعالى عن الأرض التي غلبت فيها الروم : في أدنى الأرض أي في أخفض الأرض. فالسماء الدنيا بما تزخر يه من نجوم و مجرات و كواكب و مداراتها التي تعتقد أنت أنها هي السبع الطباق .. كل ذلك يسماء دنيا و النجوم ما هي إلا زينة لها .. و أما السموات العلى السموات الطباق فهي تبدأ حيث تنتهي السماء الدنيا و لها باب هو الذي طرقه جبريل ليلة عُرج بالنبي صلى الله عليه و سلم ليلج به السماء الثانية حيث لقي عيسى و يحيى عليهما السلام إلا أن تكون تعتقد بأنه لقيهما في زُحل سبحان الله !!!!!!

عُبَيّدُ الّلهِ
04-10-2015, 06:04 AM
السلام عليكم و رحمة الله، أعتذر عن تأخري لشغل طارئ...

أخي عبيد الله .. من البداية لاحظت أن لديك خلطاً شديدا .. لا أفهم كيف وقعت فيه .. و هو لا بد موقِعُك في تناقضات و كمّ من التعقيد كما هو واضح لأنك لم تشأ اتباع صريح القرآن و السنة في تحديد معنى السموات السبع الكبرى فرُحت تصفها تارة بالقريبة و تارة بالبعيدة و تارة بأن لها ظاهرا هو السموات الطباق و باطنا هي سموات الغيب.

هذا تخليط لا أدري كيف وقعت فيه مع أن آيات القرآن صريحة جدا في أن كل ما تراه عينك إلى أبعد نجمة هي السماء الدنيا و الدنيا هي الأقرب إلى الأرض بالطبع و ليس إلى العرش و هي بمعنى آخر الأخفض كما قال الله تعالى عن الأرض التي غلبت فيها الروم : في أدنى الأرض أي في أخفض الأرض. فالسماء الدنيا بما تزخر يه من نجوم و مجرات و كواكب و مداراتها التي تعتقد أنت أنها هي السبع الطباق .. كل ذلك يسماء دنيا و النجوم ما هي إلا زينة لها .. و أما السموات العلى السموات الطباق فهي تبدأ حيث تنتهي السماء الدنيا و لها باب هو الذي طرقه جبريل ليلة عُرج بالنبي صلى الله عليه و سلم ليلج به السماء الثانية حيث لقي عيسى و يحيى عليهما السلام إلا أن تكون تعتقد بأنه لقيهما في زُحل سبحان الله !!!!!!

مبدئيا هناك احاديث صحيحة وحسنة تُثبت بأن السماء الدنيا هى العنان او الغلاف الجوى مثل هذا

أنها سمعتْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: إن الملائكةَ تنزلُ في العَنانِ وهو السحابُ ، فتذكرُ الأمرَ قُضِيَ في السماءِ ، فتسْتَرِقُ الشياطينُ السمعَ فتسمعُه ، فتوحِيه إلى الكُهَّانِ ، فيكذبون معها مائةَ كَذْبةٍ من عند أنفسِهم.

الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري

المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3210 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]ومعلوم من الطرق الأخرى للحديث أن العنان هو السماء الدنيا،وهناك ايضا حديث السماوات ااولها موج مكفوف وهو حسن لغيره فقد جاء بطريقين يقويان بعضهما وهو صريح فى أن الغاف الجوى هو السماء الدنيا.
ثانيا التعبير القرأنى:زينا السماء الدنيا لا يصح علميا إلا مع الغلاف الجوى لأنك لو تجاوزت الغلاف الجوى فلن ترى إلا ظلام دامس حالك،فالغلاف الجوى يحبس الضوء القادم من النجوم والقمر والشمس مما يصنع صور ضوئية لهذه المخلوقات.
ثالثا يوجد دليل على أن السماء الدنيا فى رحلة المعراج هى النجوم.
رابعا السماء التى يمكن تسميتها برجوم الشياطين وهى السماء الدنيا تنطبق على المنطقة بين الغلاف الجوى ومدار القمر حول الأرض فهى التى تتسبب فى ظاهرة الشهب.
هذه النقاط وغيرها فى مسألة السماء الدنيا،ولكن يظل التساؤل:القرأن الكريم حمال ذو وجوه،وأحد الوجوه التى فهمها المفسرون من أيتى نوح والملك أن الرؤية تتم للسبع الطباق ومصداق ذلك فى ايات اخرى مثل:
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)الأعراف
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)يونس

ابن سلامة القادري
04-10-2015, 06:45 PM
الأخ الكريم عبيد الله، تقول :


مبدئيا هناك احاديث صحيحة وحسنة تُثبت بأن السماء الدنيا هى العنان او الغلاف الجوى مثل هذا
ومعلوم من الطرق الأخرى للحديث أن العنان هو السماء الدنيا،وهناك ايضا حديث السماوات ااولها موج مكفوف وهو حسن لغيره فقد جاء بطريقين يقويان بعضهما وهو صريح فى أن الغاف الجوى هو السماء الدنيا.


أولا، أين تجد في الحديثين صريحا بأن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي ؟
و بالنسبة للحديث الثاني (عن الموج المكفوف) لو صح هذا الحديث و قد ذُكر فيه أن بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام فما نسبة الغلاف الجوي إلى المسافات الشاسعة في الكون على الأقل بين الأرض و القمر ثم بين الأرض و النجوم لتقول إن هذه المسافة تعدل ما فوقها من مسافات بين السموات العلى .. أليس هذا من التناقضات التي يوقعك فيها تفسيرك الشاذ ؟


ثانيا التعبير القرأنى:زينا السماء الدنيا لا يصح علميا إلا مع الغلاف الجوى لأنك لو تجاوزت الغلاف الجوى فلن ترى إلا ظلام دامس حالك،فالغلاف الجوى يحبس الضوء القادم من النجوم والقمر والشمس مما يصنع صور ضوئية لهذه المخلوقات.


هذا حسب ظنك .. أما العلم فيقول خلاف ذلك لأن ما ينتفي ظهوره من خارج الغلاف الجوي هو فقط ضياء الشمس الذي يسمى نهارا و بالتحديد زرقة السماء التي تنتشر بفعل جزيئات الغلاف الجوي و ليس أن أنوار النجوم و الكواكب تختفي كليا فلا يظهر من الفضاء سوى العدم و السواد المطلق أو الليل المطبق لأنك مهما خرجت من الغلاف الجوي فسترى هذه الأجرام مصابيح كما تراها ليلا طبعا مع نقص في الوميض و اللمعان و الذي يختفي حينها هو تلألئها بسبب طبقات الهواء و ليس نورها.
و يمكنك النظر إلى الأرض و القمر و النجوم كيف تبدو من الفضاء الخارجي من خلال صور المركبات الفضائية على هاته المواقع الفلكية المتخصصة :
http://www.spaceanswers.com/solar-system/the-earth-from-afar-ten-incredible-images-of-our-planet-from-space/

http://www.space.com/22783-voyager-1-interstellar-space-star-flyby.html

و كيف يتصور أن تخسر هاته الوكالات الفضائية بلايين الدولارات من أجل البحث في السواد المطلق و نقل صور مكذوبة للكواكب و النجوم البعيدة ؟؟

أضف إلى ذلك أن البحوث الفلكية اضطرت إلى جعل التلسكوب هابل خارج الغلاف الجوي ما أمكن لضمانة رؤية أحسن و أوضح للفضاء الخارجي بحيث لا يحدث تشتت.

و ما يهمنا ليس ذلك لأنه سواء ثبت أن ضوء النجوم يُرى من خارج الغلاف الجوي أم لا فقد جعلها الله بأضوائها مرئية لنا بقدرته على هيئة مصابيح و هذا لا ينفي كونها زينة السماء الدنيا لأن النجوم مهما نئت فهي أقرب إلينا من السموات العلى و هي جزء من النظام الكوني المحيط بالأرض.
و سيأتي تفصيل إبطال الرأي بأن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي بسهولة بأدلة أوضح و أقوى إن شاء الله تعالى.


ثالثا يوجد دليل على أن السماء الدنيا فى رحلة المعراج هى النجوم.


و هذا ما نقوله و هو تناقض صارخ منك مع قولك الأول :

ففي رأيك الأول تقول : الغلاف الجوي هو السماء الدنيا
و هنا تقول : السماء الدنيا هي النجوم فأيهما هو رأيك ؟؟؟
بالنسبة لرحلة المعراج هي دليل عليك و ليس لك يا أخي عبيد الله فهي تؤكد كما قلنا آنفا أن السموات العلى تبتدأ حيث تنتهي السماء الدنيا و هي السماء الأولى حيث لقي نبينا صلى الله عليه و سلم آدم عليه السلام.
فهل تعتقد أنه لقيه في الغلاف الجوي أم في مكان هو أبعد بُعد السماء الدنيا عن الأرض ؟؟؟ فتأمل.


رابعا السماء التى يمكن تسميتها برجوم الشياطين وهى السماء الدنيا تنطبق على المنطقة بين الغلاف الجوى ومدار القمر حول الأرض فهى التى تتسبب فى ظاهرة الشهب.


تريد أن تقول التي فيها رجوم الشياطين، لا هذا خطأ علمي آخر و قد أوقعك أيضا في التناقض، فالمنطقة التي يصير فيها النيزك شهابا حارقا هي منطقة الغلاف الجوي نفسها. يقول العلماء :
تطلق كلمة شهاب على المسار المرئي للنيزك الذي يدخل الغلاف الجوي، وعندما يصل النيزك إلى سطح الأرض، فإنه في هذه الحالة يعرف باسم الحجر النيزكي.

و ليس في هذا دليلا على أن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي، بل الآيات دالة دلالة واضحة كما سيأتي على أن النجوم و الكواكب خلقها الله في عليائها لنا و لهذا لهذا الغرض بالإضافة إلى الاهتداء بها و أنها كلها تقع في السماء الدنيا و ليس خارجها أو في الغلاف الجوي طبعا.

و تضطرني الآن إلى التفصيل في أوضح الواضحات و بيان ما أجمع عليه السلف تقريبا :

أولا ما فهمته منك منذ البداية هو أن الغلاف الجوي هو السماء الدنيا أو الأولى و أن النجوم التي تقع فوقه هي بالتالي تقع في السموات العلى بما أنها تأتي بالترتيب فوق الغلاف الجوي (السماء الدنيا أو السماء الأولى) و بالتالي فالنجوم تطال السموات العلى و الملأ الأعلى و العالم العلوي حيث الأنبياء و ما شاء الله إلى السماء السابعة حيث عرش الرحمن و الرحمن مستو على العرش .. و ربما كانت النجوم عندك محادية للعرش.

أولا القرآن صريح جدا في أن السماء الدنيا هي التي خلق الله فيها هذا العالم من مادة النجوم و جعل فيه نظاما شمسيا أو أرضيا هو نظامنا الذي نحن فيه : الأرض و الشمس و الكواكب و الأقمار و أقربها قمرنا. و جعل هذا النظام محاطا بهالة لا متناهية من النجوم العظيمة ذات المواقع و التي تحفظ توازن الكون بجاذبيتها و كلها سابحة في أفلاكها :

قال الله تعالى :
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت : 9 - 12]
هذه الآية صريحة كما هي مقالات البحث العلمي الحديث في أن الأرض بغلافها الجوي و الذي ضمن الله تعالى به حياة الكائنات على الأرض مستقلة تمام عن الفضاء الكوني ذو الأطراف الشاسعة و أن الله تعالى حين خلق الأرض و قدر فيها أقواتها كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي الذي لم ينشأ للوهلة الأولى بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها الأرض في بدء نشأتها عندما انفصلت عن السماء و أن ذلك كان قبل بناء السماء و تسويتها سماوات .. فبعد أن خلق الله تعالى الأرض بدأ بالسماء فبناها و سواهن سبع سموات و جعل السماء الدنيا إحداها و هي التي زينها بالمصابيح : الكواكب و النجوم ثم دحا الأرض و جعل فيها أسباب الحياة من ماء و مرعى و غلاف جوي و غيره.
و لا يقول أحد إن السماء الدنيا نشأت بنشأة الغلاف الجوي لأنه من المؤكد لم يظهر إلا أخيرا كما فصلت الآيات من سورة النازعات :

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)

و ماذا عن النجوم ؟ ما علاقتها بالسماء الدنيا ؟

يحدثنا عن ذلك الإمام التابعي المفسر قتادة رحمه الله بقوله : في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) : " خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ : أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ "
ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107)

فلا يقال إن الرجم يكون من السموات العلى ذات الأبواب و البناء المحكم إلى الأرض !!

قال الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير سورة الملك:

قوله تعالى : ولقد زينا السماء الدنيا .
فالدنيا تأنيث الأدنى أي : السماء الموالية للأرض ، ومفهومه أن بقية السماوات ليست فيها مصابيح التي هي النجوم والكواكب كما قال : بزينة الكواكب [ 37 \ 6 ] . ويدل لهذا [ ص: 231 ] المفهوم ما جاء به عن قتادة : أن الله جعل النجوم لثلاثة أمور : أمران هنا ، وهما : زينة السماء الدنيا ورجوما للشياطين . والثالثة علامات واهتداء في البر والبحر ، وهذه الأمور الثلاثة تتعلق بالسماء الدنيا . لأن الشياطين لا تنفذ إلى السماوات الأخرى ; لأنها أجرام محفوظة ، كما في حديث الإسراء : " لها أبواب وتطرق ولا يدخل منها إلا بإذن " .
وكقوله : إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء [ 7 \ 40 ] .
وكذلك ليس هناك من يحتاج إلى اهتداء بها في سيره ; لأن الملائكة كل في وضعه الذي أوجده الله عليه ، ولأن الزينة لن ترى لوجود جرم السماء الدنيا ، فثبت أن النجوم خاصة بالسماء الدنيا .
وقد أشار تعالى إلى ذلك في قوله تعالى : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد [ 37 \ 6 - 7 ] .
ومفهوم الدنيا عدم وجودها فيما بعدها ، ولا وجود للشيطان في غير السماء الدنيا .
انتهى كلام الشنقيطي رحمه الله.

إذن فلا يقال إن الله خلق النجوم في السموات العلى فهذا ما يتنافى مع الحكمة الإلهية أيضا إذ لم يخلق النجوم للملأ الأعلى و لكن للإنسان على الأرض و كما ذكرنا آنفا و نؤكد عليه أن هذه النجوم العوالي لم تخلق رجوما للشياطين في سماء غير سمائها أعني السماء الدنيا.

و هذا كلام مفصل للعلامة بن باز رحمه الله بهذا الشأن مجيبا عن إمكان الوصول إلى الكواكب شرعا :

وقد تأملنا ما ورد في الكتاب العزيز من الآيات المشتملة على ذكر الشمس والقمر والكواكب، فلم نجد فيها ما يدل دلالة صريحة على عدم إمكان الوصول إلى القمر أو غيره من الكواكب وهكذا السنة المطهرة لم نجد فيها ما يدل على عدم إمكان ذلك وقصارى ما يتعلق به من أنكر ذلك أو كفر من قاله، ما ذكره الله في كتابه الكريم في سورة الحجر، حيث قال سبحانه: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}[8]، وقال تعالى في سورة الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}[9]، وقال في سورة الصافات: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}[10].
وقال سبحانه في سورة الملك: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}[11]، وقال في سورة نوح: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}[12]، وظنوا أن ما ذكره الله في هذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها يدل على أن الكواكب في داخل السماء، أو ملصقة بها، فكيف يمكن الوصول إلى سطحها، وتعلقوا أيضا بما قاله بعض علماء الفلك: من أن القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة.
وقد نقل ذلك كثير من المفسرين وسكتوا، والجواب أن يقال: ليس في الآيات المذكورات ما يدل على أن الشمس والقمر وغيرهما من الكواكب في داخل السماء ولا أنها ملصقة بها، وإنما تدل الآيات على أن هذه الكواكب في السماء وأنها زينة لها، ولفظ السماء يطلق في اللغة العربية على كل ما علا وارتفع، كما في قوله سبحانه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}

و حكى الإمام بن باز إجماع علماء السلف على ما ذكرنا فقال في نفس الفتوى هنا (http://www.binbaz.org.sa/mat/8190):

يقول في ذلك :

وأما قوله سبحانه في سورة نوح: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}[26]، فليس في الأدلة ما يدل على أن معناه أن الشمس والقمر في داخل السماوات، وإنما معناه عند الأكثر: أن نورهما في السماوات لا أجرامهما فأجرامهما خارج السماوات ونورهما في السماوات والأرض.
وقد روى ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ما يدل على هذا المعنى حيث قال في تفسيره: حدثنا عبد الأعلى، قال حدثنا ابن ثور، عن معمر عن قتادة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قبل السماوات، وأقفيتهما قبل الأرض انتهى وفي سنده انقطاع؛ لأن قتادة لم يدرك عبد الله بن عمرو، ولعل هذا إن صح عنه مما تلقاه عن بني إسرائيل، وظاهر الآية يدل على أن نورهما في السماوات لا أجرامهما، وأما كون وجوههما إلى السماوات وأقفيتهما إلى الأرض فموضع نظر، والله سبحانه وتعالى أعلم بذلك. وأما قول من قال من أهل التفسير: أن ذلك من باب إطلاق الكل على البعض لأن القمر في السماء الدنيا، والشمس في الرابعة، كما يقال: رأيت بني تميم وإنما رأى بعضهم فليس بجيد، ولا دليل عليه، وليس هناك حجة يعتمد عليها فيما نعلم، تدل على أن القمر في السماء الدنيا والشمس في الرابعة، وأما قول من قال ذلك من علماء الفلك، فليس بحجة عليها لأن أقوالهم غالباً مبنية على التخمين والظن، لا على قواعد شرعية، وأسس قطعية، فيجب التنبه لذلك، ويدل على هذا المعنى: ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله سبحانه: َ{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}[27] الآية، حيث قال ما نصه: (قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} أي واحدة فوق واحدة وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط. أو هو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات، فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضا، فأدناها القمر في السماء الدنيا، وهو يكسف ما فوقه، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة، وأما بقية الكواكب وهي الثوابت، ففي فلك ثامن يسمونه: (فلك الثوابت)، والمتشرعون منهم يقولون: هو الكرسي، والفلك التاسع: وهو الأطلس، والأثير عندهم: الذي حركته على خلاف حركة سائر الأفلاك وذلك أن حركته مبدأ الحركات، وهي من المغرب إلى المشرق وسائر الأفلاك عكسه من المشرق إلى المغرب، ومعها يدور سائر الكواكب تبعا، ولكن للسيارة حركة معاكسة لحركة أفلاكها، فإنها تسير من المغرب إلى المشرق، وكل يقطع فلكه بحسبه، فالقمر يقطع فلكه في كل شهر مرة، والشمس في كل سنة مرة، وزحل في كل ثلاثين سنة مرة، وذلك بحسب اتساع أفلاكها، وإن كانت حركة الجميع في السرعة متناسبة، هذا ملخص ما يقولونه في هذا المقام على اختلاف بينهم، في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها) انتهى.
فقول الحافظ رحمه الله هنا: على اختلاف بينهم... إلخ، يدل: على أن علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفا، من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة.. إلخ وغير ذلك مما نقله عنهم، ولو كانت لديهم أدلة قطعية على ما ذكروا، لم يختلفوا، ولو فرضنا أنهم اتفقوا على ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة؛ لأنه غير معصوم، وإنما الإجماع المعصوم هو إجماع علماء الإسلام الذين قد توافرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة..)) الحديث. فإذا اجتمع علماء الإسلام على حكم، اجتماعا قطعيا لا سكوتيا، فإنهم بلا شك على حق؛ لأن الطائفة المنصورة منهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تزال على الحق، حتى يأتي أمر الله، وظاهر الأدلة السابقة، وكلام الكثير من أهل العلم أو الأكثر كما حكاه النسفي، والألوسي: أن جميع الكواكب ومنها الشمس والقمر تحت السماوات، وليست في داخل شيء منها، وبذلك يعلم أنه لا مانع من أن يكون هناك فضاء بين الكواكب والسماء الدنيا، يمكن أن تسير فيه المركبات الفضائية، يمكن أن تنزل على سطح القمر أو غيره من الكواكب ولا يجوز أن يقال بامتناع ذلك إلا بدليل شرعي صريح يجب المصير إليه، كما أنه لا يجوز أن يصدق من قال إنه وصل إلى سطح القمر أو غيره من الكواكب، إلا بأدلة علمية تدل على صدقه، ولا شك أن الناس بالنسبة إلى معلوماتهم عن الفضاء، ورواد الفضاء يتفاوتون، فمن كان لديه معلومات قد اقتنع بها بواسطة المراصد أو غيرها، دلته على صحة ما ادعاه رواد الفضاء الأمريكيون أو غيرهم، من وصولهم إلى سطح القمر فهو معذور في تصديقه، ومن لم تتوافر لديه المعلومات الدالة على ذلك فالواجب عليه: التوقف، والتثبت حتى يثبت لديه ما يقتضي التصديق أو التكذيب، عملا بالأدلة السالف ذكرها.
ومما يدل على إمكان الصعود إلى الكواكب: قول الله سبحانه في سورة الجن فيما أخبر به عنهم: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا}[28]، فإذا كان الجن قد أمكنهم الصعود إلى السماء حتى لمسوها، وقعدوا منها مقاعد فكيف يستحيل ذلك على الإنس في هذا العصر الذي تطور فيه العلم، والاختراع حتى وصل إلى حد لا يخطر ببال أحد من الناس، حتى مخترعيه قبل أن يخترعوه، أما السماوات المبنية فهي محفوظة بأبوابها وحراسها، فلن يدخلها شياطين الإنس والجن، كما قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ}[29]، وقال تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}[30]، وثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء مع جبريل، لم يدخل السماء الدنيا وما بعدها إلا بإذن، فغيره من الخلق من باب أولى.انتهى

جاء في موقع مركز الفتوى :

لا تعارض بين كون السماوات سبع وأن النجوم في السماء الدنيا

الرابط :

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=267976

عُبَيّدُ الّلهِ
04-12-2015, 08:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:

أولا، أين تجد في الحديثين صريحا بأن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي ؟
و بالنسبة للحديث الثاني (عن الموج المكفوف) لو صح هذا الحديث و قد ذُكر فيه أن بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام فما نسبة الغلاف الجوي إلى المسافات الشاسعة في الكون على الأقل بين الأرض و القمر ثم بين الأرض و النجوم لتقول إن هذه المسافة تعدل ما فوقها من مسافات بين السموات العلى .. أليس هذا من التناقضات التي يوقعك فيها تفسيرك الشاذ ؟هناك طريق للحديث الثانى تقول بأن المسافة بين الأرض والسماء الدنيا دون بقية السماوات بضع وسبعين سنة وهذا السند على الراجح افضل،فهذا يقطع المسألة،أما الحديث الأول فيتحدث فى طرقه الأخرى عن ابى هريرة وابن عباس رضوان الله عليهما عن نزول الملائكة من سماء إلى سماء حتى يبلغوا السماء الدنيا،وهناك نقطة تخص الحديث الثانى"الموج المكفوف" ولفظة الموج المكفوف جاءت عند السلف كثيرا لتوصيف السماء الدنيا والراجح أنها جبال البرد التى تحجز الماء فى الغلاف الجوى فالأمر واضح


هذا حسب ظنك .. أما العلم فيقول خلاف ذلك لأن ما ينتفي ظهوره من خارج الغلاف الجوي هو فقط ضياء الشمس الذي يسمى نهارا و بالتحديد زرقة السماء التي تنتشر بفعل جزيئات الغلاف الجوي و ليس أن أنوار النجوم و الكواكب تختفي كليا فلا يظهر من الفضاء سوى العدم و السواد المطلق أو الليل المطبق لأنك مهما خرجت من الغلاف الجوي فسترى هذه الأجرام مصابيح كما تراها ليلا طبعا مع نقص في الوميض و اللمعان و الذي يختفي حينها هو تلألئها بسبب طبقات الهواء و ليس نورها.
و يمكنك النظر إلى الأرض و القمر و النجوم كيف تبدو من الفضاء الخارجي من خلال صور المركبات الفضائية على هاته المواقع الفلكية المتخصصة :
http://www.spaceanswers.com/solar-system/the-earth-from-afar-ten-incredible-images-of-our-planet-from-space/

http://www.space.com/22783-voyager-1-interstellar-space-star-flyby.html

و كيف يتصور أن تخسر هاته الوكالات الفضائية بلايين الدولارات من أجل البحث في السواد المطلق و نقل صور مكذوبة للكواكب و النجوم البعيدة ؟؟

أضف إلى ذلك أن البحوث الفلكية اضطرت إلى جعل التلسكوب هابل خارج الغلاف الجوي ما أمكن لضمانة رؤية أحسن و أوضح للفضاء الخارجي بحيث لا يحدث تشتت.
الرؤية فى الأيات يُراد بها رؤية العين المجردة لا رؤية الأجهزة التكنولوجية

و ما يهمنا ليس ذلك لأنه سواء ثبت أن ضوء النجوم يُرى من خارج الغلاف الجوي أم لا فقد جعلها الله بأضوائها مرئية لنا بقدرته على هيئة مصابيح و هذا لا ينفي كونها زينة السماء الدنيا لأن النجوم مهما نئت فهي أقرب إلينا من السموات العلى و هي جزء من النظام الكوني المحيط بالأرض.
و سيأتي تفصيل إبطال الرأي بأن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي بسهولة بأدلة أوضح و أقوى إن شاء الله تعالى.
كون النجوم زينة للسماء الدنيا لا يعنى وقوعها فيها فهل مصباح الحجرة فى نفس مستوى السقف،وهل قوله تعالى الله نور السماوات والأرض يقتضى نفى علوه وإحاطته وكونه فى كل مكان كما تزعم الحلولية والجهمية؟


و هذا ما نقوله و هو تناقض صارخ منك مع قولك الأول :
هناك مشكلة فى الكيبورد فلم يكتب حرف لا
ف
في رأيك الأول تقول : الغلاف الجوي هو السماء الدنيا
و هنا تقول : السماء الدنيا هي النجوم فأيهما هو رأيك ؟؟؟
بالنسبة لرحلة المعراج هي دليل عليك و ليس لك يا أخي عبيد الله فهي تؤكد كما قلنا آنفا أن السموات العلى تبتدأ حيث تنتهي السماء الدنيا و هي السماء الأولى حيث لقي نبينا صلى الله عليه و سلم آدم عليه السلام.
فهل تعتقد أنه لقيه في الغلاف الجوي أم في مكان هو أبعد بُعد السماء الدنيا عن الأرض ؟؟؟ فتأمل.
أعتقد أنه قابل ادم عليه السلام فى مكان غيبى فى الغلاف الجوى أو قريبا


تريد أن تقول التي فيها رجوم الشياطين، لا هذا خطأ علمي آخر و قد أوقعك أيضا في التناقض، فالمنطقة التي يصير فيها النيزك شهابا حارقا هي منطقة الغلاف الجوي نفسها. يقول العلماء :
تطلق كلمة شهاب على المسار المرئي للنيزك الذي يدخل الغلاف الجوي، وعندما يصل النيزك إلى سطح الأرض، فإنه في هذه الحالة يعرف باسم الحجر النيزكي.

و ليس في هذا دليلا على أن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي، بل الآيات دالة دلالة واضحة كما سيأتي على أن النجوم و الكواكب خلقها الله في عليائها لنا و لهذا لهذا الغرض بالإضافة إلى الاهتداء بها و أنها كلها تقع في السماء الدنيا و ليس خارجها أو في الغلاف الجوي طبعا.
جميل جدا،هذا إثبات إضافى على صحة كلامى مع ملاحظة أن الأيات القرأنية تقطع بأن من خصائص السماء الدنيا جعلها رجوما

و تضطرني الآن إلى التفصيل في أوضح الواضحات و بيان ما أجمع عليه السلف تقريبا :

أولا ما فهمته منك منذ البداية هو أن الغلاف الجوي هو السماء الدنيا أو الأولى و أن النجوم التي تقع فوقه هي بالتالي تقع في السموات العلى بما أنها تأتي بالترتيب فوق الغلاف الجوي (السماء الدنيا أو السماء الأولى) و بالتالي فالنجوم تطال السموات العلى و الملأ الأعلى و العالم العلوي حيث الأنبياء و ما شاء الله إلى السماء السابعة حيث عرش الرحمن و الرحمن مستو على العرش .. و ربما كانت النجوم عندك محادية للعرش.العرش فوق الماء والكرسى والكرسى فوق السماوات كما قال ابن مسعود رضى الله عنه ودلت النصوص

عُبَيّدُ الّلهِ
04-12-2015, 08:12 AM
أولا القرآن صريح جدا في أن السماء الدنيا هي التي خلق الله فيها هذا العالم من مادة النجوم و جعل فيه نظاما شمسيا أو أرضيا هو نظامنا الذي نحن فيه : الأرض و الشمس و الكواكب و الأقمار و أقربها قمرنا. و جعل هذا النظام محاطا بهالة لا متناهية من النجوم العظيمة ذات المواقع و التي تحفظ توازن الكون بجاذبيتها و كلها سابحة في أفلاكها :

قال الله تعالى :
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت : 9 - 12]
هذه الآية صريحة كما هي مقالات البحث العلمي الحديث في أن الأرض بغلافها الجوي و الذي ضمن الله تعالى به حياة الكائنات على الأرض مستقلة تمام عن الفضاء الكوني ذو الأطراف الشاسعة و أن الله تعالى حين خلق الأرض و قدر فيها أقواتها كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي الذي لم ينشأ للوهلة الأولى بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها الأرض في بدء نشأتها عندما انفصلت عن السماء و أن ذلك كان قبل بناء السماء و تسويتها سماوات .. فبعد أن خلق الله تعالى الأرض بدأ بالسماء فبناها و سواهن سبع سموات و جعل السماء الدنيا إحداها و هي التي زينها بالمصابيح : الكواكب و النجوم ثم دحا الأرض و جعل فيها أسباب الحياة من ماء و مرعى و غلاف جوي و غيره.هذا الكلام على تأويلك بأن السماء الدنيا هى الكوزمولوجى خطأ علمى فظيع لأن الأرض ظهرت بعد الشمس والشمس ظهرت بعد مجرة درب التبانة وأنت الأن تعكس الحقائق العلمية لإثبات تأويل،محض تأويل بشرى

و لا يقول أحد إن السماء الدنيا نشأت بنشأة الغلاف الجوي لأنه من المؤكد لم يظهر إلا أخيرا كما فصلت الآيات من سورة النازعات :

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)

و ماذا عن النجوم ؟ ما علاقتها بالسماء الدنيا ؟

يحدثنا عن ذلك الإمام التابعي المفسر قتادة رحمه الله بقوله : في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) : " خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ : أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ "
ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107)

فلا يقال إن الرجم يكون من السموات العلى ذات الأبواب و البناء المحكم إلى الأرض !!
أتفق معك تماما

قال الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير سورة الملك:

قوله تعالى : ولقد زينا السماء الدنيا .
فالدنيا تأنيث الأدنى أي : السماء الموالية للأرض ، ومفهومه أن بقية السماوات ليست فيها مصابيح التي هي النجوم والكواكب كما قال : بزينة الكواكب [ 37 \ 6 ] . ويدل لهذا [ ص: 231 ] المفهوم ما جاء به عن قتادة : أن الله جعل النجوم لثلاثة أمور : أمران هنا ، وهما : زينة السماء الدنيا ورجوما للشياطين . والثالثة علامات واهتداء في البر والبحر ، وهذه الأمور الثلاثة تتعلق بالسماء الدنيا . لأن الشياطين لا تنفذ إلى السماوات الأخرى ; لأنها أجرام محفوظة ، كما في حديث الإسراء : " لها أبواب وتطرق ولا يدخل منها إلا بإذن " .
وكقوله : إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء [ 7 \ 40 ] .
وكذلك ليس هناك من يحتاج إلى اهتداء بها في سيره ; لأن الملائكة كل في وضعه الذي أوجده الله عليه ، ولأن الزينة لن ترى لوجود جرم السماء الدنيا ، فثبت أن النجوم خاصة بالسماء الدنيا .
وقد أشار تعالى إلى ذلك في قوله تعالى : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد [ 37 \ 6 - 7 ] .
ومفهوم الدنيا عدم وجودها فيما بعدها ، ولا وجود للشيطان في غير السماء الدنيا .
انتهى كلام الشنقيطي رحمه الله.

إذن فلا يقال إن الله خلق النجوم في السموات العلى فهذا ما يتنافى مع الحكمة الإلهية أيضا إذ لم يخلق النجوم للملأ الأعلى و لكن للإنسان على الأرض و كما ذكرنا آنفا و نؤكد عليه أن هذه النجوم العوالي لم تخلق رجوما للشياطين في سماء غير سمائها أعني السماء الدنيا.لا خلاف أن للسماوات العلا جوانب غيبية،والسماء الدنيا نفسها لم تُفتح للنبى وجبريل عليهما الصلاة والسلام إلا بإذن،ومن باب قلب الأدلة،إذا كانت السماء الدنيا ليست الغلاف الجوى فما الأبواب التى أنفتحت على قوم نوح بماء منهمر؟


و هذا كلام مفصل للعلامة بن باز رحمه الله بهذا الشأن مجيبا عن إمكان الوصول إلى الكواكب شرعا :

وقد تأملنا ما ورد في الكتاب العزيز من الآيات المشتملة على ذكر الشمس والقمر والكواكب، فلم نجد فيها ما يدل دلالة صريحة على عدم إمكان الوصول إلى القمر أو غيره من الكواكب وهكذا السنة المطهرة لم نجد فيها ما يدل على عدم إمكان ذلك وقصارى ما يتعلق به من أنكر ذلك أو كفر من قاله، ما ذكره الله في كتابه الكريم في سورة الحجر، حيث قال سبحانه: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}[8]، وقال تعالى في سورة الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}[9]، وقال في سورة الصافات: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}[10].
وقال سبحانه في سورة الملك: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}[11]، وقال في سورة نوح: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}[12]، وظنوا أن ما ذكره الله في هذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها يدل على أن الكواكب في داخل السماء، أو ملصقة بها، فكيف يمكن الوصول إلى سطحها، وتعلقوا أيضا بما قاله بعض علماء الفلك: من أن القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة.
وقد نقل ذلك كثير من المفسرين وسكتوا، والجواب أن يقال: ليس في الآيات المذكورات ما يدل على أن الشمس والقمر وغيرهما من الكواكب في داخل السماء ولا أنها ملصقة بها، وإنما تدل الآيات على أن هذه الكواكب في السماء وأنها زينة لها، ولفظ السماء يطلق في اللغة العربية على كل ما علا وارتفع، كما في قوله سبحانه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}

و حكى الإمام بن باز إجماع علماء السلف على ما ذكرنا فقال في نفس الفتوى هنا (http://www.binbaz.org.sa/mat/8190):

يقول في ذلك :

وأما قوله سبحانه في سورة نوح: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}[26]، فليس في الأدلة ما يدل على أن معناه أن الشمس والقمر في داخل السماوات، وإنما معناه عند الأكثر: أن نورهما في السماوات لا أجرامهما فأجرامهما خارج السماوات ونورهما في السماوات والأرض.
وقد روى ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ما يدل على هذا المعنى حيث قال في تفسيره: حدثنا عبد الأعلى، قال حدثنا ابن ثور، عن معمر عن قتادة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قبل السماوات، وأقفيتهما قبل الأرض انتهى وفي سنده انقطاع؛ لأن قتادة لم يدرك عبد الله بن عمرو، ولعل هذا إن صح عنه مما تلقاه عن بني إسرائيل، وظاهر الآية يدل على أن نورهما في السماوات لا أجرامهما، وأما كون وجوههما إلى السماوات وأقفيتهما إلى الأرض فموضع نظر، والله سبحانه وتعالى أعلم بذلك. وأما قول من قال من أهل التفسير: أن ذلك من باب إطلاق الكل على البعض لأن القمر في السماء الدنيا، والشمس في الرابعة، كما يقال: رأيت بني تميم وإنما رأى بعضهم فليس بجيد، ولا دليل عليه، وليس هناك حجة يعتمد عليها فيما نعلم، تدل على أن القمر في السماء الدنيا والشمس في الرابعة، وأما قول من قال ذلك من علماء الفلك، فليس بحجة عليها لأن أقوالهم غالباً مبنية على التخمين والظن، لا على قواعد شرعية، وأسس قطعية، فيجب التنبه لذلك، ويدل على هذا المعنى: ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله سبحانه: َ{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}[27] الآية، حيث قال ما نصه: (قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} أي واحدة فوق واحدة وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط. أو هو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات، فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضا، فأدناها القمر في السماء الدنيا، وهو يكسف ما فوقه، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة، وأما بقية الكواكب وهي الثوابت، ففي فلك ثامن يسمونه: (فلك الثوابت)، والمتشرعون منهم يقولون: هو الكرسي، والفلك التاسع: وهو الأطلس، والأثير عندهم: الذي حركته على خلاف حركة سائر الأفلاك وذلك أن حركته مبدأ الحركات، وهي من المغرب إلى المشرق وسائر الأفلاك عكسه من المشرق إلى المغرب، ومعها يدور سائر الكواكب تبعا، ولكن للسيارة حركة معاكسة لحركة أفلاكها، فإنها تسير من المغرب إلى المشرق، وكل يقطع فلكه بحسبه، فالقمر يقطع فلكه في كل شهر مرة، والشمس في كل سنة مرة، وزحل في كل ثلاثين سنة مرة، وذلك بحسب اتساع أفلاكها، وإن كانت حركة الجميع في السرعة متناسبة، هذا ملخص ما يقولونه في هذا المقام على اختلاف بينهم، في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها) انتهى.
فقول الحافظ رحمه الله هنا: على اختلاف بينهم... إلخ، يدل: على أن علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفا، من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة.. إلخ وغير ذلك مما نقله عنهم، ولو كانت لديهم أدلة قطعية على ما ذكروا، لم يختلفوا، ولو فرضنا أنهم اتفقوا على ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة؛ لأنه غير معصوم، وإنما الإجماع المعصوم هو إجماع علماء الإسلام الذين قد توافرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة..)) الحديث. فإذا اجتمع علماء الإسلام على حكم، اجتماعا قطعيا لا سكوتيا، فإنهم بلا شك على حق؛ لأن الطائفة المنصورة منهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تزال على الحق، حتى يأتي أمر الله، وظاهر الأدلة السابقة، وكلام الكثير من أهل العلم أو الأكثر كما حكاه النسفي، والألوسي: أن جميع الكواكب ومنها الشمس والقمر تحت السماوات، وليست في داخل شيء منها، وبذلك يعلم أنه لا مانع من أن يكون هناك فضاء بين الكواكب والسماء الدنيا، يمكن أن تسير فيه المركبات الفضائية، يمكن أن تنزل على سطح القمر أو غيره من الكواكب ولا يجوز أن يقال بامتناع ذلك إلا بدليل شرعي صريح يجب المصير إليه، كما أنه لا يجوز أن يصدق من قال إنه وصل إلى سطح القمر أو غيره من الكواكب، إلا بأدلة علمية تدل على صدقه، ولا شك أن الناس بالنسبة إلى معلوماتهم عن الفضاء، ورواد الفضاء يتفاوتون، فمن كان لديه معلومات قد اقتنع بها بواسطة المراصد أو غيرها، دلته على صحة ما ادعاه رواد الفضاء الأمريكيون أو غيرهم، من وصولهم إلى سطح القمر فهو معذور في تصديقه، ومن لم تتوافر لديه المعلومات الدالة على ذلك فالواجب عليه: التوقف، والتثبت حتى يثبت لديه ما يقتضي التصديق أو التكذيب، عملا بالأدلة السالف ذكرها.
ومما يدل على إمكان الصعود إلى الكواكب: قول الله سبحانه في سورة الجن فيما أخبر به عنهم: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا}[28]، فإذا كان الجن قد أمكنهم الصعود إلى السماء حتى لمسوها، وقعدوا منها مقاعد فكيف يستحيل ذلك على الإنس في هذا العصر الذي تطور فيه العلم، والاختراع حتى وصل إلى حد لا يخطر ببال أحد من الناس، حتى مخترعيه قبل أن يخترعوه، أما السماوات المبنية فهي محفوظة بأبوابها وحراسها، فلن يدخلها شياطين الإنس والجن، كما قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ}[29]، وقال تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}[30]، وثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء مع جبريل، لم يدخل السماء الدنيا وما بعدها إلا بإذن، فغيره من الخلق من باب أولى.انتهى
بارك الله فيك،لا خلاف حول هذه النقطة

جاء في موقع مركز الفتوى :

لا تعارض بين كون السماوات سبع وأن النجوم في السماء الدنيا

الرابط :

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&option=fatwaid&id=267976



[/color]

[/quote]الفتوى إجتهاد،والنص ينسخها،فعليك أن ترد النص أولا

ابن سلامة القادري
04-13-2015, 12:49 AM
تقديم

قبل أن أرد على كلامك أخي عبيد الله – و لعله يكون ردي الأخير في الموضوع لأننا بتنا نناقش الواضحات و هذا يسبب لي الغثيان- أحب أن ألفت انتباه القارئ إلى أن التفسير الذي قدمته لنا عن السماء الدنيا و أنها الغلاف الجوي لم يقل به أحد من السلف و لا أراه قولا حتى لمن خالفهم، فمعظم القائلين بنظرية الأفلاك السبعة أو التسعة أو الذين تبنوها يزعمون أن فلك القمر الذي هو مستوى السماء الدنيا. لأن المتقدمين لم تكن لديهم أي فكرة عن الغلاف الجوي أساسا و هذا يدحض كل شيء.
و عند البحث وجدت أن هذا القول الشاذ قال به أحد المتأخرين و هو شخص لا علاقة له بالعلم هو منصور الكيالي الغني عن التعريف. و هذا كاف لرده و دحضه.
و لمن شاء التعرف على تخبيصه في هذه المسألة هنا
https://www.facebook.com/DrAliKayali/posts/813072375436802

و للتعرف عليه أكثر على لسان أهل العلم و المختصين هنا :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?59442-%C7%E1%D1%CF-%DA%E1%EC-quot-%DA%E1%ED-%E3%E4%D5%E6%D1-%C7%E1%DF%ED%C7%E1%ED-quot-%DD%ED-%CA%DD%D3%ED%D1%C7%CA%E5-%E1%E4%D5%E6%D5-%C7%E1%E6%CD%ED

و هنا :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?27121-%DA%D8%E6%E4%ED-%D1%C7%ED%DF%E3-%DD%ED-%DF%E1%C7%E3-%E5%D0%C7-%C7%E1%C3%D3%CA%C7%D0-%BF&p=202981#post202981

و قد كنت أحسب قبل هذا أن الرأي المخالف ينحصر حول وصف طبقات الغلاف الجوي بأنها سبع سموات لفرضية أنها سبع، و لا أعلم إن كانوا يقصدون بها السموات العلى أم لا و هو على أي حال تأويل محدث لا يفهم البتة من القرآن الذي يسره الله تعالى للذكر و لا من كلام العرب و اصطلاحاتهم و لا يتوافق مع باقي الأدلة المتوافرة.

يذكر أن قول الإمام التابعي المفسر قتادة رحمه الله يكفي أيضا في الرد على هاته الهرطقة بقوله :
في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) : " خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ : أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ "
ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107)

و أنت يا أخي تكلفت ما لا علم لك به بقولك إن الله خلق النجوم في سماء فوق السماء الدنيا و أنها داخلة في نطاق السموات العلى و لم يدل على ذلك آية و لا حديث و لا قول أحد من الأعلام. و قولك هذا يعني أنها خلقت في مكان غير المكان المعلوم و المحدد و في أكثر من سماء بما يلغي الفارق بينها و خصوصية كل منها و بما لا تنضبط معه الأمور حكمة و لا قدرا و لا نظاما و حسابا.
تقول إن الله تعالى خلقها في السموات العليا لكن فقط ليزين بها غلافنا الجوي المحيط بالأرض. و هذا لعمري من التكلف و الشطط في الفهم .
فأين تجد من القرآن أو من السنة أن الله تعالى خلق النجوم و الكواكب في السموات العلى ؟؟

و قبل الرد على مداخلتك الأخيرة أنوه إلى أنك لم ترد على أكثر من نقطة تنسف ما ذكرته ألخصها فيما يلي :

1- فالله تعالى وصف السموات بأنها سبع طباق و أنها سبع طرائق أي بعضها فوق بعض على هيئة القباب فهي جميعها في استدارة كل منها محيطة بالأخرى و هذا ينبئ عنه حديث المعراج الذي دل على أن للسموات أبوابا و فواصل و حدودا تفصل بينها على هيئة الطبقات كأنها أسقف مبنية و لها أبواب و هذا لا ينطبق البتة على الكون المادي المرئي و الزاخر بالنجوم و الكواكب فهذه على شكل مجاميع يمسك بعضها بعضا بفعل الجاذبية على هيئة الذرات و ليس طبقات أو طرائق.
فلا علاقة بين بناء مبني على هيئة طبقات و بين أجرام سماوية متشابكة متماسكة لكل منها موقع مختلف لا يوازي الآخر و لا يتصل به إلا عن طريق التجاذب ثم إنها كحبات الرمل في كثرتها و تنوع أحجامها و مادتها.

2- و ذكرنا أن الرؤية التي قصدها نوح عليه السلام في قوله ''ألم تروا'' هي العلم بكيفية خلق الله للسموات و ليس رؤية السموات، و هذا له نظائر في القرآن من مثل : أولم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانت رتقا ففتقناهما . ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة .
و قد ذكرنا قول ابن عاشور في تفسير الآية : يجوز أن يراد بالسماوات السبع طبقات علوية يعلمها الله تعالى وقد اقتنع الناس منذ القدم بأنها سبع سماوات.

3- ذكرنا أن تأويل السموات السبع تارة بالأفلاك السبعة أو سيارات الكواكب السبعة قول مردود على قائله و هم الفلكيون الذين لا علم لهم بالسموات و ما لا يعلم إلا من طريق الوحي. و قد ذكر الإمام بن باز تجافي المفسرين عن هذا القول و إجماع أئمة السلف على أن السموات السبع هي أعلى مما زعموه و لا تدخل الشمس و القمر و النجوم و الكواكب إلا في نطاق السماء الأولى السماء الدنيا، يقول :
فقول الحافظ (أي بن كثير) رحمه الله هنا: على اختلاف بينهم... إلخ، يدل: على أن علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفا، من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة.. إلخ وغير ذلك مما نقله عنهم، ولو كانت لديهم أدلة قطعية على ما ذكروا، لم يختلفوا، ولو فرضنا أنهم اتفقوا على ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة؛ لأنه غير معصوم، وإنما الإجماع المعصوم هو إجماع علماء الإسلام الذين قد توافرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة..)) الحديث. فإذا اجتمع علماء الإسلام على حكم، اجتماعا قطعيا لا سكوتيا،...إلخ. انتهى
و العجيب يا أخي عبيد الله تعليقك على هذا الكلام :


بارك الله فيك،لا خلاف حول هذه النقطة

ففيم الخلاف إذن و كلام ابن باز طولا و عرضا هو خلاف قولك ؟؟؟ !!!

و مثله كلام للشيخ محمد العثيمين رحمه الله في تفسير سورة (يس ) في تعداد الفوائد في قوله تعالي " لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ '' يقول :
( و من فوائدها : ضعف قول من قال إن الشمس في السماء الرابعة و القمر في السماء الدنيا ، و يجعلون الكواكب و الشمس و القمر كواكب معينة في كل سماء .. علي هذا الترتيب من الأعلي إلي الأدني :
زحل شري مريخه من شمسه *** فتزاهرت بعطارد الأقمار .
هذه سبعة يكون كل واحد في سماء .. زحل هو أعلاها في السماء السابعة .. علي كلام السابقين من علماء الفلك ، شري : يعني المشتري في السماء السادسة ، مريخه : المريخ في السماء الخامسة ، من شمسه : الشمس في السماء الرابعة ، فتزاهرت : الزهرة في السماء الثالثة ، بعطارد : في السماء الثانية ، الأقمار : القمر في السماء الدنيا ..فهذا البيت فيه ترتيب هذه الكواكب :
زحل شري مريخه من شمسه *** فتزاهرت بعطارد الأقمار .
و ليس هذا من كتاب الله و لا من سنة رسول الله صلي الله عليه و سلم )انتهى

أضيف إلى ما ذكره العالمان ابن باز و بن عثيمين ردا متينا للشيخ محمد إسماعيل المقدم على المفسر جمال الدين القاسمي و هو من المتأخرين في التفسير تماما كابن عاشور (القرنان 19 و 20 ميلادي) و العجيب تشابههما – و معهما رشيد رضا- في تبني رأي الفلكيين في مسألة السموات السبع، و هذا لعله من التأثر بالنهضة العلمية الحديثة :
يقول :
يلاحظ في تفسيره (أي القاسمي) أنه يعتبر السماوات السبع هي الكواكب السيارة! ومن قال: إن السماوات السبع هي الكواكب السيارة فقد أخطأ، فإن كل ما نراه حولنا من الكواكب قال الله سبحانه وتعالى فيها: وزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ [الصافات:5-6] فالكواكب هذه كلها في السماء الدنيا، فكيف يقول: إن السماوات السبع هي هذه الكواكب؟!إذا كانت سماء الدنيا مزينة بالكواكب فهذا يدل على أن هذه الكواكب ليست هي السماوات السبع، ولا يجوز إخضاع القرآن الحكيم الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى لتأويلات مبنية على نظريات علماء الفلك الذين تتغير علومهم من وقت إلى آخر، وتنهار نظريات وتنشأ نظريات أخرى، فلا ينبغي ربط كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بأمور متغيرة ونظريات متبدلة.انتهى
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=169604

و يقول الباحث وسيم محمد في موقعه ''المضاربة'' كلاما نفيسا أحببت أن أدرجه هنا لتمام الفائدة :
ولا بد أن المفسرين الأوائل قد عانوا بعض الشيء من محاولة التوفيق بين النصوص وهذا المعنى (يقصد مفهوم الكواكب السيارة)، ففي القرآن الكريم {فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم } والمصابيح وفق علم القرن السابع هي النجوم الثابتة، وقد تعني الكواكب أيضًا، وجاء القمر كمصباح أيضًا، وهؤلاء كلهم في السماء الدنيا. وأيضًا { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } 37/6 وهذه سماء واحدة – من السبع سماوات – وفيها المصابيح والكواكب السيارة، ولهذا فلا يمكن أن يكون تفسير السماوات السبع هو المستويات التي تحدث عنها أفلاطون، والتي أعتبرها المفسرون ألأوائل ومثلهم الكنيسة التفسير الصحيح لما ورد في الرسالات.
ولهذا فتفسير السماوات السبع كما سبق كان مرحليًا، وكان يعكس مدى علمهم ويناسب مداركهم ويقوم بالغرض المطلوب منه آنذاك، ولكنه ليس صحيحًا، لا علميًا ولا بالنصوص القرآنية كما بيَّنا، والخطأ العلمي يتأتي من أن الكواكب السيارة في الحقيقة أكثر من الخمسة الذين جاء ذكرهم، فهناك ثمانية كواكب أساسية وخمسة أقزام وفق التقسيم المعاصر، والنجوم كلا منهم على مستوى وهؤلاء لا يمكن حصر عددهم ، وكلهم في سماء واحدة، والأهم من هذا أن هذا التفسير لا يؤدي إلى أي مدلول ذي أهمية إذا قيست هذه الأجسام السيارة بحجم الكون المشاهد، فالكواكب والقمر والشمس لا يتعدون نقطة من بحر هذا الكون المترامي الإتساع.انتهى
http://almudarabah.com

الرد على مداخلتك ما قبل الأخيرة :


هناك طريق للحديث الثانى تقول بأن المسافة بين الأرض والسماء الدنيا دون بقية السماوات بضع وسبعين سنة وهذا السند على الراجح افضل،فهذا يقطع المسألة،


أولا حديث مسافة السبعين عاما أو نحوها ضعفه علماء الحديث (أنظر هنا (http://islamqa.info/ar/88746))

و مهما افترضنا صحته فتفسيره و التوفيق بينه و بين الحديث الآخر هو غير التفسير و التوفيق الذي أتيت به وحدك من دون أهل العلم :
فلدرء التعارض بين الحديثين لا سبيل إلى مثل تأويلك لانه يبقي على التعارض و يكون التأويل الوحيد على ما ذكره العلماء هنا :
قال ابن القيم رحمه الله : وأما اختلاف مقدار المسافة في حديثي العباس وأبي هريرة رضي الله عنهما فهو مما يشهد بتصديق كل منها للآخر ، فإن المسافة يختلف تقديرها بحسب إختلاف السير الواقع فيها . فسير البريد مثلا يقطع بقدر سير ركاب الإبل سبع مرات ، وهذا معلوم بالواقع فما تسيره الإبل سيرا قاصدا في عشرين يوما ، يقطعه البريد في ثلاثة . فحيث قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسبعين أراد به السير السريع سير البريد وحيث قدر بالخمسمائة أراد به السير الذي يعرفونه سير الإبل والركاب فكل منهما يصدق الآخر ويشهد بصحته ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

وقال الذهبي : لا منافاة بينهما لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلا ، ونيف وسبعون سنة على سير البريد لأنه يصح ان يقال بيننا أي بالشام وبين مصر عشرون يوما باعتبار سير العادة وثلاثة أيام باعتبار سير البريد . انتهى

و على فرض صحته أيضا لعلك تجيب على هذا :

كيف ترى المقارنة بين هاتين النسبتين :
النسبة بين بضع و سبعين عاما و خمسمائة عام أي 1 على 7 و النسبة
و النسبة بين ألف كيلومتر و بين مئات الآلاف من الكلومترات بل ملايين بل السنين الضوئية ؟؟؟؟
و لنقل فقط 1 على 1000 كحد أدنى معقول لديك
ألا ترى أنه لا مقارنة بين النسبتين في التصور و لا في الحساب و تظن أنك حسبتها ؟
أليس التناقض لا ينفك عن قولك ؟؟؟
ألا يفترض أن تكون المسافة هي ذاتها بين سماء النجوم و الباب إلى السماء الأولى و بين كل سماء و سماء كما جاء في الحديث الوحيد الذي يصح في هذا الباب و يعول عليه و هو الموقوف على ابن مسعود رضي الله عنه و له حكم الرفع بقوله: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام ومابين كل سماء مسيرة خمس مائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مئة عام وما بين الكرسي والماء مسيرة خمس مئة عام والعرش على الماء والله عز وجل على العرش يعلم ما أنتم عليه'' "

أي أن هاته السماء التي فيها النجوم الطوالع و التي هي السماء الأولى حيث آدم عليه السلام في أعلاها كما في حديث البخاري و يعلم الله مبدئها و منتهاها : عرضها مسيرة خمسمائة عام .. أليس هذا هو المنطق ؟

أم ما زلت ترى أن الغلاف الجوي يسع لتكون مسافته معادلة للسموات الست و أن مبدئه فوق رؤوسنا مباشرة و ربما عند السحاب كما قد تظن ؟

ثم أين تنتهي النجوم برأيك بما أنها على حد قولك غير محدودة في السموات ؟



أما الحديث الأول فيتحدث فى طرقه الأخرى عن ابى هريرة وابن عباس رضوان الله عليهما عن نزول الملائكة من سماء إلى سماء حتى يبلغوا السماء الدنيا،

لم تذكر لفظ هذا الطريق


وهناك نقطة تخص الحديث الثانى"الموج المكفوف" ولفظة الموج المكفوف جاءت عند السلف كثيرا لتوصيف السماء الدنيا والراجح أنها جبال البرد التى تحجز الماء فى الغلاف الجوى فالأمر واضح


كما ذكرت جميع الروايات التي اشتملت على هذا اللفظ لا تصح .
و لعلك تلاحظ أن كتاب الله و حديث رسول الله لم يجمعا أبدا بين ذكر ''السماء الدنيا'' و بين ذكر أيٍّ من خصائص الغلاف الجوي من رياح أو سحاب أو مطر و نحوه في أي آية من الآيات و لا في أي حديث من الأحاديث .. فقد زين الله تعالى السماء الدنيا بمصابيح لا بالسحاب على سبيل المثال، فلا يناسب الجمع بينهما البتة.

و الآية التي ذكرتها في مداخلتك الأخيرة عن عذاب قوم نوح عليه السلام لا تعني ما قلته بحال سواء اعتبرنا الأمر حقيقة أم مجازا، أولا لأنه لم يقل بهذا التفسير غيرك و أعني نسبة المطر إلى السماء الدنيا فوقنا.
و إنما ذكر بعض المفسرين أن الماء كان من المجرة أو من شرج السماء و ليس من السموات، كما ذكر ابن كثير : قال ابن جريج عن ابن عباس: { فَفَتَحْنَآ أَبْوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } كثير، لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب، فتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم، فالتقى الماءان على أمر قد قدر. وروى ابن أبي حاتم: أن ابن الكواء سأل علياً عن المجرة، فقال: هي شرج السماء، ومنها فتحت السماء بماء منهمر.
و هذا التفسير لا يعد دليلا كما قلنا لعدم ذكر السموات. و حتى الآية نفسها لم تأت بهذا اللفظ المفروض الإتيان به في حال كان المقصود السموات السبع هكذا : ففتحنا أبواب السموات. فهم أحقر من أن ينزل عليهم المطر من السموات العلى فهذا تشريف لهم.

يقول الرازي في تفسيره :
فيه مسائل :
المسألة الأولى: المراد من الفتح والأبواب والسماء حقائقها أو هو مجاز؟ نقول فيه قولان أحدهما: حقائقها وللسماء أبواب تفتح وتغلق ولا استبعاد فيه وثانيهما: هو على طريق الاستعارة، فإن الظاهر أن الماء كان من السحاب، وعلى هذا فهو كما يقول القائل في المطر الوابل جرت ميازيب السماء وفتح أفواه القرب أي كأنه ذلك، فالمطر في الطوفان كان بحيث يقول القائل فتحت أبواب السماء، ولا شك أن المطر من فوق كان في غاية الهطلان.
المسألة الثانية: قوله تعالى: { فَفَتَحْنَا } بيان أن الله انتصر منهم وانتقم بماء لا بجند أنزله، كما قال تعالى:
{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وٰحِدَةً }

و إنما اتفقوا على أن المعنى المراد من فتح الأبواب هو الانصباب الشديد للماء من كل جهة و على كل ناحية.
حتى ابن عاشور الذي يستأنس في تفسيراته عند ذكر السموات السبع بفرضية الفلكيين عن الأفلاك التسعة لم يسايرك في هذا التفسير فاكتفى بقول ما ذكرناه :

أنظر هنا
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=7&tTafsirNo=54&tSoraNo=54&tAyahNo=11&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1

يقول : وجملة { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } مركب تمثيلي لهيئة اندفاق الأمطار من الجو بهيئة خروج الجماعات من أبواب الدار على طريقة :
وسالتْ بأعناق المطيّ الأباطح


الرؤية فى الأيات يُراد بها رؤية العين المجردة لا رؤية الأجهزة التكنولوجية


لكن كيف أنت حددت موقع النجوم بأنها لا تقع في السماء الدنيا (الغلاف الجوي حسب قولك) بمجرد الرؤية ؟ بأي اعتبار افترضت أو نفيت ؟ هل هناك شيء إسمه الغلاف الجوي في القرآن الكريم فتحدد المعنى بذكره ؟
لكن كلامي أساسا كان ردا على قولك إن التزيين مقيد بالغلاف الجوي ..
و في كل الأحوال فمعنى السماء ذو سعة أي يتسع ما دمنا نرى السماء الدنيا فوقنا و ما لا يصح هو إنكار كون هذه المصابيح خلقت في السماء الدنيا الأقرب منا و جُعلت زينة فيها لنا. فيكون قولك بأنها هي الغلاف الجوي من باب التكلف ليس إلا لأنه لا شيء يضطرك إلى هذا القول لا من القرآن و لا من الحديث كما سبق.


كون النجوم زينة للسماء الدنيا لا يعنى وقوعها فيها فهل مصباح الحجرة فى نفس مستوى السقف،وهل قوله تعالى الله نور السماوات والأرض يقتضى نفى علوه وإحاطته وكونه فى كل مكان كما تزعم الحلولية والجهمية؟


و لا يعني العكس كما ذكرنا .. و لإثبات أن النجوم لم تقع في السماء الدنيا يلزمك دليل على ذلك و لو دليل واحد.


أعتقد أنه قابل ادم عليه السلام فى مكان غيبى فى الغلاف الجوى أو قريبا


هل أنت جادّ ؟ تعتقد أنه قابله بين السحب مثلا أم بقرب الطائرات أم بجوار الأقمار الاصطناعية .. و محطات الفضاء الدولية .. ربما بقرب التلسكوب هابل فهو في أبعد نقطة من ذلك في الغلاف الجوي.
ألا تدرك أن الانسان قد سيطر على الغلاف الجوي بل يعتقد الكثيرون أنه سيطر على القمر و أنت تقول إن آدم عليه السلام فوق رؤوسنا ؟؟ !!
ألا تدرك انه لا نسبة بين الغلاف الجوي و بين البعد بين الأرض و القمر الذي هو أقرب الأجرام السماوية إلينا فضلا عن الكواكب و الشمس و باقي النجوم ؟؟؟

أين تعد الشمس و القمر إذن ؟ في أي سماء ؟؟؟

مع ذلك تصر على أن الغلاف الجوي الملتصق بالأرض هو الذي عناه الله بالسماء الدنيا ؟
في أي آية من القرآن تجد ذلك و في أي حديث ؟


جميل جدا،هذا إثبات إضافى على صحة كلامى مع ملاحظة أن الأيات القرأنية تقطع بأن من خصائص السماء الدنيا جعلها رجوما


لماذا اعتبرت كلامي هنا عن الشهب إثباتا إضافيا مع أنك نفسك استدللت بحديث نزول الملائكة إلى السحاب تنبئ من أمر السماء فتسترق الشياطين السمع عندها فتصيبها الشهب.
فليس في هذا إذن أدنى إثبات على أن الغلاف الجوي هو السماء المقصودة بالدنيا أو الأولى فالرجوم تصلها حيث هي لكن مصدرها و أصل مادتها يبقى من الكواكب و النجوم بإجماع المفسرين.

سيتبع إن شاء الله عندما أفرغ لاستكمال الرد .. لأرد على نقطة هامة وردت في مداخلتك الثانية في مسألة بدأ الخلق التي وردت في سورة فصلت و إن لم تكن لها علاقة مباشرة لكن سنفرد لها فصلا إن شاء الله.

و هي قولك :

تأويلك بأن السماء الدنيا هى الكوزمولوجى خطأ علمى فظيع لأن الأرض ظهرت بعد الشمس والشمس ظهرت بعد مجرة درب التبانة وأنت الأن تعكس الحقائق العلمية لإثبات تأويل،محض تأويل بشرى

و العجيب أنك هنا ربطت تفسير آيات بدأ الخلق بموضوعنا عن السماء الدنيا ربطا عجيبا لتنسف كل شيء بناء على لا شيء !!!

عُبَيّدُ الّلهِ
04-13-2015, 01:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،
استطيع الرد بحول الله تعالى وقوته على كل ما ذكرته اخى الكريم ولكن اترك لك الساحة كاملة لتقول كل ماتراه وتستكمل كلامك بناء على قولك

سيتبع إن شاء الله عندما أفرغ لاستكمال الرد .. لأرد على نقطة هامة وردت في مداخلتك الثانية في مسألة بدأ الخلق التي وردت في سورة فصلت و إن لم تكن لها علاقة مباشرة لكن سنفرد لها فصلا إن شاء الله.

ابن سلامة القادري
04-14-2015, 12:31 AM
قال الله تعالى :
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت : 9 - 12]
هذه الآية صريحة كما هي مقالات البحث العلمي الحديث في أن الأرض بغلافها الجوي و الذي ضمن الله تعالى به حياة الكائنات على الأرض مستقلة تمام عن الفضاء الكوني ذو الأطراف الشاسعة و أن الله تعالى حين خلق الأرض و قدر فيها أقواتها كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي الذي لم ينشأ للوهلة الأولى بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها الأرض في بدء نشأتها عندما انفصلت عن السماء و أن ذلك كان قبل بناء السماء و تسويتها سماوات .. فبعد أن خلق الله تعالى الأرض بدأ بالسماء فبناها و سواهن سبع سموات و جعل السماء الدنيا إحداها و هي التي زينها بالمصابيح : الكواكب و النجوم ثم دحا الأرض و جعل فيها أسباب الحياة من ماء و مرعى و غلاف جوي و غيره.


هذا ما قلته لك في سابق ردي ثم رددت علي أخي الكريم بما يلي :


هذا الكلام على تأويلك بأن السماء الدنيا هى الكوزمولوجى خطأ علمى فظيع لأن الأرض ظهرت بعد الشمس والشمس ظهرت بعد مجرة درب التبانة وأنت الأن تعكس الحقائق العلمية لإثبات تأويل،محض تأويل بشرى


و العجيب كيف لم أفطن (أنا) إلى أن مجرد التدبر في هذه الآية يحل الإشكال تماما ..
فقد كان ردك أخي بحسب وجهة نظرك أنت أنه لا يمكن أن يخلق الله الأرض قبل النجوم (و هي عندك تقع في السموات العلى أو في مستواها) لأنك تعتقد بأن الله سواها أولا قبل تسوية الأرض و تجعل دليلا على ذلك أن الشمس باعتبارها إحدى النجوم هي أصل مادة الأرض فلا يعقل القول بأن الأرض سابقة لها في الوجود.

و لو تأملت كلامي الذي سأعززه بالإمعان في تدبر الآيات الكريمة من سورة فصلت ستجد أولا أني لم أقل بسبق الارض في الوجود ثم سترى الإشكال كيف سيُحل بسهولة (لكن الشرط أن تحاول برجاء فهم الأمور كما فهمتها أنا و فهمها السلف قبلي و تتصور معي أن السموات العلا واقعة فوق الأفلاك التي هي السماء الدنيا بنجومها و كواكبها و مجراتها) :

قلتُ :
''أن الله تعالى حين خلق الأرض و قدر فيها أقواتها كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي الذي لم ينشأ للوهلة الأولى بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها الأرض في بدء نشأتها عندما انفصلت عن السماء و أن ذلك كان قبل بناء السماء و تسويتها سماوات .. فبعد أن خلق الله تعالى الأرض بدأ بالسماء فبناها و سواهن سبع سموات و جعل السماء الدنيا إحداها و هي التي زينها بالمصابيح : الكواكب و النجوم ثم دحا الأرض و جعل فيها أسباب الحياة من ماء و مرعى و غلاف جوي و غيره''

لاحظ فعندما قلت : حين خلق الأرض و قدر فيها أقواتها كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي ... فقصدت من الخلق خلق مادة الأرض من السماء الكونية و مادتها النجوم و أما التقدير فهو طبعا –و كما قال المفسرون- ليس بمعنى الخلق و لذلك أتبعت قولي هذا مؤكدا :
كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي الذي لم ينشأ للوهلة الأولى بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها الأرض في بدء نشأتها عندما انفصلت عن السماء.
و أقصد هنا طبعا : السماء الدخانية و هي السماء الدنيا التي تشكلت نجوما و مجرات و كواكب و أقمار و من ثم (كل في فلك يسبحون)

أؤكد أني لم أقصد خلق الأرض قبل الشمس بل قصدت أنها خلقت بعد انفصالها عنها لكنها ما زالت حينئذ كوكبا ناريا على هيئة عطارد و الزهرة بما لا يتاح معه وجود الغلاف الجوي ثم الحياة على ظهرها.

و لأنه غلب عليك تصور أن السموات التي بناها الله تعالى لاحقا تشمل النجوم و الشمس التي انفصلت عنها الأرض ظننت أني قلت بسبقها في الوجود و ما عليك إلا أن تتصور مفهومي للسموات العلى حتى تصل إلى ما أريده بالضبط. هذه نقطة

النقطة الثانية، سأختصر ذكر المراحل لتستوعب مفهومي جيدا :

1- خلق الله تعالى الأرض بعد فصلها عن السماء الدخانية التي سيسويها فيما بعد سبع سموات و كانت حالتها أشبه بعطارد و الزهرة فلا غلاف جوي و لا جبال و لا نباتات أو أقوات
ملاحظة : ستقول هذا دليل كاف على أن السموات العلى تشترك مع النجوم في الأصل و هو الدخان فلماذا جعلتهما منفصلين ؟ و الجواب على هذا في النقطة الثالثة.

2- في أربعة أيام من أيام الله التي يحيط بعلمها بردت الأرض شيئا فشيئا و تهيأت لمرحلة الحياة بأن جعل الله تعالى فيها الماء الذي هو أصل أقواتها (و الكل يعلم أن منشأ الحياة حقيقة من مادة البحار (لا نعني التطور) و كذا الغلاف الجوي يعتمد على مادة البحار بنسبة تفوق 90 بالمائة) هكذا خلق الله الأرض و قدر فيها أقواتها في أربعة أيام بعد خلق النجوم طبعا في مستوى السماء الدنيا و التي لم يكن هذا إسمها قبلاً

3- في اليومين التاليين من أيام الله تعالى التي يحيط بعلمها استوى سبحانه و تعالى إلى السماء التي ما زالت دخانا و يعلم وحده مداها فقد تكون مساحتها يومئذ أضعاف المساحة التي شغلتها النجوم بعشرات المرات أو أقل أو أكثر بحيث ستنقسم المساحة إلى سبع متساوية. هنالك سواها الله تعالى سبعا طباقا و جعل أحدها هذه السماء التي نراها و هي سماء النجوم، سماء الأفلاك، السماء الدنيا أي الأقرب إلى الأرض فبناها كما شاء سبحانه. و كان ذلك في يومين. بعدها دحا الأرض و أرسى فيها الجبال.

هنا لا بد أن أذكر بأن السموات السّت العلا – و الله أعلم- مرئية لمن صعد إليها و ليست غيبية أو شفافة كما يقول بعض المفسرين لأن القرآن صريح في أن الله تعالى خلقها من مادة النجوم و هي الدخان و لأنها وصفت بالبناء وصفا يشملها مع السماء الدنيا كما يشملها قوله تعالى (و أوحى في كل سماء أمرها) أي بالتساوي تماما كالمسافات التي بينها. و هذا يجيب أيضا على النقطة الأولى عن مادة السموات المشتركة.
إنما الإشكال : هل أبواب السموات و حدودها مرئية أم لا .. لأن السماء الدنيا التي نراها بأعيينا لها باب أيضا قد استفتحه جبريل عليه السلام ليلة عُرج بالنبي صلى الله عليه و سلم.
و سواء كانت مرئية أو غيبية فهذا لا يضير من المفهوم الذي بسطنا القول فيه شيئا.

و يعزز هذا الفهم أيضا ما جاء في كتاب الله تعالى عن أهوال القيامة حين أخبر بأن النجوم تقع و هي مادة السماء الدنيا و تنشق هذه السماء و تنفطر ثم يطوي الله السموات العلا الست بيمينه و ضمنها السماء الدنيا التي زالت أفلاكها و عادت كلها كما كانت سماء واحدة و دونها الأرض قد دكها الله دكا .. قال الله تعالى :
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ( 67 – الزمر )

فلا يقال عن هذه السموات أنها غيبية لأنها من دخان و مادتها كمادة النجوم.


و الله تعالى أعلم .. فإن أصبنا فمن الله تعالى و إن أخطأنا فمن أنفسنا و من الشيطان.

عُبَيّدُ الّلهِ
04-14-2015, 02:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،
أخى فى الله فى هذه المشاركة أنا سأناقش مشاركتك الثانية إن شاء الله وسأترك الرد على المشاركة الأولى لمدة قل من يوم
الأخ الفاضل ابن سلامة،لماذا الإصرار على الدفاع عن خطأ بخطأ أكبر،
تقول:

و العجيب كيف لم أفطن (أنا) إلى أن مجرد التدبر في هذه الآية يحل الإشكال تماما ..
فقد كان ردك أخي بحسب وجهة نظرك أنت أنه لا يمكن أن يخلق الله الأرض قبل النجوم (و هي عندك تقع في السموات العلى أو في مستواها) لأنك تعتقد بأن الله سواها أولا قبل تسوية الأرض و تجعل دليلا على ذلك أن الشمس باعتبارها إحدى النجوم هي أصل مادة الأرض فلا يعقل القول بأن الأرض سابقة لها في الوجود.

و لو تأملت كلامي الذي سأعززه بالإمعان في تدبر الآيات الكريمة من سورة فصلت ستجد أولا أني لم أقل بسبق الارض في الوجود ثم سترى الإشكال كيف سيُحل بسهولة (لكن الشرط أن تحاول برجاء فهم الأمور كما فهمتها أنا و فهمها السلف قبلي و تتصور معي أن السموات العلا واقعة فوق الأفلاك التي هي السماء الدنيا بنجومها و كواكبها و مجراتها) :
أخى الكريم لللأسف أنت كبقية التيار المتأثر بمواقع التفسير العلمى غير المنضبط،لا أرى فى كلامكم إحترام للسلف العظام إلا عندما يوافق أهوائكم فقط،فهل رجعت لإجماع السلف فى كلامك هذا؟
لا أظن لأنك لو رجعت للبداية والنهاية ستجد نقل ابن كثير عن السلف عكس كلامك،
تقول:

قلتُ :
''أن الله تعالى حين خلق الأرض و قدر فيها أقواتها كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي الذي لم ينشأ للوهلة الأولى بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها الأرض في بدء نشأتها عندما انفصلت عن السماء و أن ذلك كان قبل بناء السماء و تسويتها سماوات .. فبعد أن خلق الله تعالى الأرض بدأ بالسماء فبناها و سواهن سبع سموات و جعل السماء الدنيا إحداها و هي التي زينها بالمصابيح : الكواكب و النجوم ثم دحا الأرض و جعل فيها أسباب الحياة من ماء و مرعى و غلاف جوي و غيره''

لاحظ فعندما قلت : حين خلق الأرض و قدر فيها أقواتها كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي ... فقصدت من الخلق خلق مادة الأرض من السماء الكونية و مادتها النجوم و أما التقدير فهو طبعا –و كما قال المفسرون- ليس بمعنى الخلق و لذلك أتبعت قولي هذا مؤكدا :
كان من ضمن ذلك الغلاف الجوي الذي لم ينشأ للوهلة الأولى بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها الأرض في بدء نشأتها عندما انفصلت عن السماء.
و أقصد هنا طبعا : السماء الدخانية و هي السماء الدنيا التي تشكلت نجوما و مجرات و كواكب و أقمار و من ثم (كل في فلك يسبحون)

أؤكد أني لم أقصد خلق الأرض قبل الشمس بل قصدت أنها خلقت بعد انفصالها عنها لكنها ما زالت حينئذ كوكبا ناريا على هيئة عطارد و الزهرة بما لا يتاح معه وجود الغلاف الجوي ثم الحياة على ظهرها.
تظل إشكالية كبرى ليس له حل فالسماء الدنيا على تأويلك هى الكوزمولوجى والكوزمولوجى سابق خلق المجموعة الشمسية بملايين السنين،فالمجموعة الشمسية الحالية مخلوق متأخر فى المجرة

و لأنه غلب عليك تصور أن السموات التي بناها الله تعالى لاحقا تشمل النجوم و الشمس التي انفصلت عنها الأرض ظننت أني قلت بسبقها في الوجود و ما عليك إلا أن تتصور مفهومي للسموات العلى حتى تصل إلى ما أريده بالضبط. هذه نقطة
السماوات العلا غير السماء غير السماوات الطباق،هذا ما أفهمه لأن هذا يطابق النبأ القرأنى والدليل العقلى العلمى،ومع إحترامى وتقديرى لك لن تكون أعلم من السلف الذين أكدوا أن خلق الأرض سبق للسماوات العلا ويؤيد كلامهم أية طه:تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)
وهناك أكثر من ستة مواضع من القرأن الكريم تقطع بخلق الأرض قبل السماوات العلا،فلا يوجد أعلم بشرع الله وتنزيله من الله تعالى نفسه!

النقطة الثانية، سأختصر ذكر المراحل لتستوعب مفهومي جيدا :
1- خلق الله تعالى الأرض بعد فصلها عن السماء الدخانية التي سيسويها فيما بعد سبع سموات و كانت حالتها أشبه بعطارد و الزهرة فلا غلاف جوي و لا جبال و لا نباتات أو أقوات
ملاحظة : ستقول هذا دليل كاف على أن السموات العلى تشترك مع النجوم في الأصل و هو الدخان فلماذا جعلتهما منفصلين ؟ و الجواب على هذا في النقطة الثالثة.

2- في أربعة أيام من أيام الله التي يحيط بعلمها بردت الأرض شيئا فشيئا و تهيأت لمرحلة الحياة بأن جعل الله تعالى فيها الماء الذي هو أصل أقواتها (و الكل يعلم أن منشأ الحياة حقيقة من مادة البحار (لا نعني التطور) و كذا الغلاف الجوي يعتمد على مادة البحار بنسبة تفوق 90 بالمائة) هكذا خلق الله الأرض و قدر فيها أقواتها في أربعة أيام بعد خلق النجوم طبعا في مستوى السماء الدنيا و التي لم يكن هذا إسمها قبلاً

3- في اليومين التاليين من أيام الله تعالى التي يحيط بعلمها استوى سبحانه و تعالى إلى السماء التي ما زالت دخانا و يعلم وحده مداها فقد تكون مساحتها يومئذ أضعاف المساحة التي شغلتها النجوم بعشرات المرات أو أقل أو أكثر بحيث ستنقسم المساحة إلى سبع متساوية. هنالك سواها الله تعالى سبعا طباقا و جعل أحدها هذه السماء التي نراها و هي سماء النجوم، سماء الأفلاك، السماء الدنيا أي الأقرب إلى الأرض فبناها كما شاء سبحانه. و كان ذلك في يومين. بعدها دحا الأرض و أرسى فيها الجبال.
أنت تناقض نفسك ففى البدية-بداية المحاورة-أصررت على جعل التعبير القرأنى"زينا السماء الدنيا"بمعنا أوجدنا،ثم لما رأيت هذا ضدك أخذت رأيي بأن بناء السماء مرحلة غير تزيينها،وفى كل الأحوال صرت فى النهاية تتفق معى بدرجة ما بدليل قولك:

هنا لا بد أن أذكر بأن السموات السّت العلا – و الله أعلم- مرئية لمن صعد إليها و ليست غيبية أو شفافة كما يقول بعض المفسرين لأن القرآن صريح في أن الله تعالى خلقها من مادة النجوم و هي الدخان و لأنها وصفت بالبناء وصفا يشملها مع السماء الدنيا كما يشملها قوله تعالى ([COLOR="#FF0000"]و أوحى في كل سماء أمرها) أي بالتساوي تماما كالمسافات التي بينها. و هذا يجيب أيضا على النقطة الأولى عن مادة السموات المشتركة.
تقول

و يعزز هذا الفهم أيضا ما جاء في كتاب الله تعالى عن أهوال القيامة حين أخبر بأن النجوم تقع و هي مادة السماء الدنيا و تنشق هذه السماء و تنفطر ثم يطوي الله السموات العلا الست بيمينه و ضمنها السماء الدنيا التي زالت أفلاكها و عادت كلها كما كانت سماء واحدة و دونها الأرض قد دكها الله دكا .. قال الله تعالى :
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ( 67 – الزمر )
فلا يقال عن هذه السموات أنها غيبية لأنها من دخان و مادتها كمادة النجوم. أين تجد فى كتاب الله تعالى أو فى سنة نبيه عليه السلام أن كذا سيحدث للسماء الدنيا دون بقية السماوات؟


و الله تعالى أعلم .. فإن أصبنا فمن الله تعالى و إن أخطأنا فمن أنفسنا و من الشيطان.
إن أردنا الحق فلننظر فى كلام الأولين فهم أعلم بالتنزيل منا ولنترك إنتحال الخلف المبطلين والله المستعان،
أترك لك فرصة التعليق لو شئت وسأرد بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة على مشاركتك الأولى إن شاء الله.

ابن سلامة القادري
04-14-2015, 02:33 PM
من قال بهذا أخي : أن الكوزمولوجى سابق خلق المجموعة الشمسية بملايين السنين،فالمجموعة الشمسية الحالية مخلوق متأخر فى المجرة ؟

هل شهدوا خلق السموات و الأرض الم يقل الله تعالى : إنهما أي السموات و الأرض كانت ملتصقتين أي من مادة واحدة و أصل واحد فانفصلتا و هذا الانفصال بالضرورة لن يكون عبر ملايين السنين إلا أن تكذّب بصريح القرآن و تصدق الرأي البشري.


أين تجد فى كتاب الله تعالى أو فى سنة نبيه عليه السلام أن كذا سيحدث للسماء الدنيا دون بقية السماوات؟


ذلك ظاهر بجلاء من نصوص القرآن : إقرأ سور التكوير و الانفطار و الانشقاق فهي كلها تتحدث عن السماء الدنيا أما السموات العلا فيطويها الله تعالى يومئذ كما أخبر .. إلا أن تقول بتفسير من عندك.

و أقوال السلف ليس فيها ما يثبت غير ما قلته فلا تدعي أني اقتبست من المتأخرين فلا علاقة لي بما يقولون .. و إن شئت سآتيك بالاستدلالات من فهم السلف.

عُبَيّدُ الّلهِ
04-14-2015, 11:16 PM
من قال بهذا أخي :[COLOR="#4B0082"] أن الكوزمولوجى سابق خلق المجموعة الشمسية بملايين السنين،فالمجموعة الشمسية الحالية مخلوق متأخر فى المجرة ؟
هذا موقع إسلامى يشهد بهذه الحقيقة العلمية التى لا يجادل فيها طالب فى الصف الثانى الإعدادى بمصر
http://www.alkoon.alnomrosi.net/solar.html

هل شهدوا خلق السموات و الأرض الم يقل الله تعالى : إنهما أي السموات و الأرض كانت ملتصقتين أي من مادة واحدة و أصل واحد فانفصلتا و هذا الانفصال بالضرورة لن يكون عبر ملايين السنين إلا أن تكذّب بصريح القرآن و تصدق الرأي البشري.
الدليل العلمى لا يلزمه المشاهدة،والقرأن الكريم نفى رؤية بدء خلق الوجود ولم ينفى العلم


ذلك ظاهر بجلاء من نصوص القرآن : إقرأ سور التكوير و الانفطار و الانشقاق فهي كلها تتحدث عن السماء الدنيا أما السموات العلا فيطويها الله تعالى يومئذ كما أخبر .. إلا أن تقول بتفسير من عندك.
أيات القيامة تتحدث عن السماء بمعنى السبع الطباق أى على سبيل الجمع وليس على سبيل الفصل

و أقوال السلف ليس فيها ما يثبت غير ما قلته فلا تدعي أني اقتبست من المتأخرين فلا علاقة لي بما يقولون .. و إن شئت سآتيك بالاستدلالات من فهم السلف.
بل واجب شرعى عليك أن تأخذ بإجماع السلف،وواجب عليك الأن لإثبات مصداقيتك أمامى أن تأتى بإجماع السلف على رأيك

ابن سلامة القادري
04-14-2015, 11:45 PM
هذا موقع إسلامى يشهد بهذه الحقيقة العلمية التى لا يجادل فيها طالب فى الصف الثانى الإعدادى بمصر
http://www.alkoon.alnomrosi.net/solar.html


سمعنا و أطعنا .. لعلك تخلط بين قدسية النص و بين مواقع النت



الدليل العلمى لا يلزمه المشاهدة،والقرأن الكريم نفى رؤية بدء خلق الوجود ولم ينفى العلم

و ما أدراك أنت أنهم علموا ؟؟؟؟


أيات القيامة تتحدث عن السماء بمعنى السبع الطباق أى على سبيل الجمع وليس على سبيل الفصل

تزعم أن السماء المنشقة و المنفطرة هي السموات السبع ؟
و تزعم أيضا أنها السموات المطوية ؟؟ ألا تتوقف عن التناقضات يا أخانا عبيد الله ؟؟؟؟؟؟


بل واجب شرعى عليك أن تأخذ بإجماع السلف،وواجب عليك الأن لإثبات مصداقيتك أمامى أن تأتى بإجماع السلف على رأيك


و أين أنت من إجماع السلف على حقيقة أن السماء الدنيا هي سماء النجوم و الأفلاك فكيف تتحدث عن الإجماع و أنت شاذ في قولك و تثق في فرضيات الغرب ثقة عمياء ؟؟؟؟!!!!.. و قد تبين لك أن ما فهمته لم أخالف فيه الكتاب و السنة و لا الإجماع فما الذي توجبه علي يا صاحب المصداقية ؟؟؟

هلا رددت على مداخلاتي السابقة أولا و التي كانت واضحة وضوح الشمس ؟؟؟

ابن سلامة القادري
04-15-2015, 03:59 AM
الأخ عبيد الله، أنت تصر على أن السماء الدنيا التي زينها الله تعالى هي الغلاف الجوي .. طيب إقرأ الآيات القاصمة التي ستقصم رأيك الشاذ هذا :

قال الله تعالى :
﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: 47]

(ثبت في هذه الآية إعجاز علمي قطعي لإخبارها عن اتساع الكون المرئي و تطابق هذا الخبر مع الواقع المشهود لعلماء الفضاء راجع مجلة العلوم على الرابط)
http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=1189

و الشاهد :

قال الله تعالى : أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6 – سورة ق)

أنظر إلى ارتباط التزيين هنا بالبناء المنظور :

الشق الأول : هو البناء (ولا يمكن أن يطلق بحال على الغلاف الجوي لأنه بمعنى الرفع كما سيأتي بيانه في كتب التفسير)
الشق الثاني : هو التزيين و المراد به تزيين السماء المبنية أو تزيين السماء بعد بنائها بالنجوم و السلف مجمعون على ذلك و مجمعون على أن بنائها يعني رفعها بغير عمد و جعلها سقفا للأرض .. و إن قلت إن هذا السقف هو ذات الغلاف الجوي نجيبك و هل يحتاج الغلاف الجوي إلى عمد ؟ فما الحكمة إذن من ذكر العمد ما لم يكن المقصود هو السقف المرئي ؟
و يدل على ذلك قول الله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }
و قوله : [وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ]

* فهل ستقول إن الله تعالى هنا يتحدث عن سمائين أم عن السماء الدنيا إذ يقول للكافرين أنظروا إلى ما فوق رؤوسكم مرئيا ظاهرا جليا تعرفون به قدرة ربكم ؟
و إياك أن تدعي هنا أن النظر بمعنى العلم كما الرؤية في آية الطباق !!

** أم ستقول إن الغلاف الجوي هو السماء المبنية ؟ بالله أخبرني كيف ؟
فهنا اللفظ محدد و هو يحاصرك :
السماء المزينة هي السماء المبنية و المرفوعة بلا عمد كما ذكر سبحانه في كتابه أكثر من مرة .

فأنت هنا محاصر بين اعتبارين إما تقول :
- الغلاف الجوي أو الهواء المحيط بالأرض هو البناء المرفوع بلا عمد
أو تقول :
- السماء الدنيا ذات النجوم و الكواكب السيارة و ما علاها هي البناء المرفوع بلا عمد

*** هل ستقول إنها السماء الغيبية التي في مستوى الغلاف الجوي ؟؟؟
طيب هل يخاطبنا الله تعالى في كل الآيات و في هذه الآية تحديدا و يدعونا إلى النظر فوقنا في سماء غيبية حين يكلمنا عن الرؤية و الفطور و الفروج ؟؟؟

**** أم ستقول إن الله تعالى يعني السموات عموما و أن وصف البناء و التزيين يكون بالتخصيص بحسب السماء فالعليا بناها و الدنيا زينها ؟
لكن الله تعالى هنا يتكلم عن سماء واحدة دعا للنظر فيها .. إلى شيء يبصرونه فما الحكمة هنا من تعميم يليه تخصيص ؟

أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6 – سورة ق)

فقول الله تعالى صريح في أنه أراد من الكافرين النظر إلى السماء التي فوقهم إلى السماء المبنية و ليست الغيبية .. و عليه فالصفتان تشملان المنظور و ليس غيبا و منظورا.

و المفسرون متفقون على أن السماء المقصودة هنا هي سماء النجوم و الأفلاك و ما علاها و طبعا لا ذكر للغلاف الجوي أو الهواء المحيط إلا في قولك الشاذ المبتدَع :

الطبري :
قوله تعالى : { أفَلَمْ يَنظُرُوا إلى السَّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها } يقول تعالى ذكره: أفلم ينظر هؤلاء المكذّبون بالبعث بعد الموت المُنكرون قُدرتنا على إحيائهم بعد بلائهم { إلى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْف بَنَيْناها } فسوّيناها سقفاً محفوظاً، وزيناها بالنجوم { وَما لَهَا مِنْ فُرُوج } يعني: وما لها من صدوع وفُتوق. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

الزمخشري :
{ بَنَيْنَـٰهَا } رفعناها بغير عمد { مِن فُرُوجٍ } من فتوق: يعني أنها ملساء سليمة من العيوب لا فتق فيها ولا صدع ولا خلل، كقوله تعالى:
{ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ }

القرطبي :
{ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } فرفعناها بلا عمد { وَزَيَّنَّـٰهَا } بالنجوم { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }

ابن كثير :
{ أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَـٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا } أي بالمصابيح، { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } قال مجاهد: يعني: من شقوق، وقال غيره: فتوق، وقال غيره: صدوع، والمعنى متقارب؛ كقوله تبارك وتعالى:
{ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ }

الشوكاني :
{ كَيْفَ بَنَيْنَـٰهَا } ، وجعلناها على هذه الصفة مرفوعة بغير عماد تعتمد عليه { وَزَيَّنَّـٰهَا } بما جعلنا فيها من المصابيح { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } أي: فتوق وشقوق وصدوع،

الفيروزبادي :
{ أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ } كفار مكة { إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ } فوق رؤوسهم { كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } خلقناها بلا عمد { وَزَيَّنَّاهَا } بالنجوم يعني سماء الدنيا { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } من شقوق وصدوع وعيوب وخلل

الآلوسي :
{ أَفَلَمْ يَنظُرُواْ } أي أغفلوا أو عموا فلم ينظروا حين كفروا بالبعث { إِلَى ٱلسَّمَاء فَوْقَهُمْ } بحيث يشاهدونها كل وقت. قيل: وهذا ظاهر على ما هو المعروف بين الناس من أن المشاهد هو السماء التي هي الجرم المخصوص الذي يطوى يوم القيامة وقد وصف في الآيات والأحاديث بما وصف. وأما على ما ذهب إليه الفلاسفة من أن المشاهد إنما هو كرة البخار أو هواء ظهر بهذا اللون ولا لون له حقيقة ودون ذلك الجرم ففيه خفاء. وقال بعض الأفاضل في هذا المقام: إن ظواهر الآيات والأخبار ناطقة بأن السماء مرئية، وما ذكره الفلاسفة المتقدمون من أن الأفلاك أجرام صلبة شفافة لا ترى غير مسلم أصلاً، وكذا كون السمٰوات السبع هي الأفلاك السبعة غير مسلم عند المحققين، وكذا وجود كرة البخار وأن ما بين السماء والأرض هواء مختلف الأجزاء في اللطافة فكلما علا كان ألطف حتى أنه ربما لا يصلح للتعيش ولا يمنع خروج الدم من المسام الدقيقة جداً لمن وصل إليه، وان رؤية الجو بهذا اللون لا ينافي رؤية السماء حقيقة وإن لم تكن في نفسها ملونة به ويكون ذلك كرؤية قعر البحر أخضر من وراء مائة ونحو ذلك مما يرى بواسطة شيء على لون وهو في نفسه على غير ذلك اللون، بل قيل: إن رؤية السماء مع وجود كرة البخار على نحو رؤية الأجرام المضيئة كالقمر وغيره. وأنت تعلم أن الأصحاب مع الظواهر حتى يظهر دليل على امتناع ما يدل عليه وحينئذٍ يؤولونها، وأن التزام التطبيق بين ما نطقت به الشريعة وما قاله الفلاسفة مع إكذاب بعضه بعضاً أصعب من المشي على الماء أو العروج إلى السماء، وأنا أقول: لا بأس بتأويل ظاهر تأويلاً قريباً لشيء من الفلسفة إذا تضمن مصلحة شرعية ولم يستلزم مفسدة دينية، وأرى الإنصاف من الدين، ورد القول احتقاراً لقائله غير لائق بالعلماء المحققين. هذا وحمل بعض { ٱلسَّمَاء } هٰهنا على جنس الأجرام العلوية وهو كما ترى، والظاهر أنها الجرم المخصوص وأنها السماء الدنيا أي أفلم ينظروا إلى السماء الدنيا.

و أختم بالقول و التأكيد :

هذه هي السماء الدنيا و هي السماء ذاتها التي يعتريها الزوال و الاندثار يوم القيامة في قوله تعالى :

{ وَإِذَا ٱلسَّمَاء فُرِجَتْ }
[المرسلات: 9] وقال:
{ إِذَا ٱلسَّمَاء ٱنفَطَرَتْ }
[الانفطار: 1] وقال:
{ فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ }
[الحاقة: 16] وقال:
{ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدّهَانِ }

عُبَيّدُ الّلهِ
04-16-2015, 01:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، فهذا هو الرد على مشاركة الأخ ابن سلامة المُرقمة برقم22 ويتبعه إن شاء الله رد على المشاركتين28و29

قبل أن أرد على كلامك أخي عبيد الله – و لعله يكون ردي الأخير في الموضوع لأننا بتنا نناقش الواضحات و هذا يسبب لي الغثيان- أحب أن ألفت انتباه القارئ إلى أن التفسير الذي قدمته لنا عن السماء الدنيا و أنها الغلاف الجوي لم يقل به أحد من السلف و لا أراه قولا حتى لمن خالفهم، فمعظم القائلين بنظرية الأفلاك السبعة أو التسعة أو الذين تبنوها يزعمون أن فلك القمر الذي هو مستوى السماء الدنيا. لأن المتقدمين لم تكن لديهم أي فكرة عن الغلاف الجوي أساسا و هذا يدحض كل شيء.
ليس هذا الكلام بتام الدقة،لأنه منذ القدم والإنسان يلاحظ إقتراب السحاب عن القمر فالغلاف الجوى علامته السحاب وسماء القمر تتضمنه

و عند البحث وجدت أن هذا القول الشاذ قال به أحد المتأخرين و هو شخص لا علاقة له بالعلم هو منصور الكيالي الغني عن التعريف. و هذا كاف لرده و دحضه.
و لمن شاء التعرف على تخبيصه في هذه المسألة هنا
https://www.facebook.com/DrAliKayali...13072375436802

و للتعرف عليه أكثر على لسان أهل العلم و المختصين هنا :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%E1%E6%CD%ED

و هنا :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...981#post202981
هذا الأمر لا علاقة لى به ولا يعنينى فى أى شئ لأن ما يهمنى شخصيا هو القرأن والسنة فقط

و قد كنت أحسب قبل هذا أن الرأي المخالف ينحصر حول وصف طبقات الغلاف الجوي بأنها سبع سموات لفرضية أنها سبع، و لا أعلم إن كانوا يقصدون بها السموات العلى أم لا و هو على أي حال تأويل محدث لا يفهم البتة من القرآن الذي يسره الله تعالى للذكر و لا من كلام العرب و اصطلاحاتهم و لا يتوافق مع باقي الأدلة المتوافرة.
لا علاقة لى بهذا الكلام الفارغ،كلامى واضح:الترادف فى القرأن الكريم نادر وعليه فالسماوات الطباق ليست السماوات العلا من ناحية المعنى الكلى ولكن هناك علاقة بينهما،وكل هذا بالنص والدليل لا الأهواء والمقالات

يذكر أن قول الإمام التابعي المفسر قتادة رحمه الله يكفي أيضا في الرد على هاته الهرطقة بقوله :
في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) : " خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ : أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ "
ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107)
الإمام قتادة رحمه الله لم يقل إن بقية السماوات بلا نجوم كما تقول أنت متناسيا قوله تعالى"وجعل القمر فيهن نورا"
و أنت يا أخي تكلفت ما لا علم لك به بقولك إن الله خلق النجوم في سماء فوق السماء الدنيا و أنها داخلة في نطاق السموات العلى و لم يدل على ذلك آية و لا حديث و لا قول أحد من الأعلام. و قولك هذا يعني أنها خلقت في مكان غير المكان المعلوم و المحدد و في أكثر من سماء بما يلغي الفارق بينها و خصوصية كل منها و بما لا تنضبط معه الأمور حكمة و لا قدرا و لا نظاما و حسابا.
تقول إن الله تعالى خلقها في السموات العليا لكن فقط ليزين بها غلافنا الجوي المحيط بالأرض. و هذا لعمري من التكلف و الشطط في الفهم .
فأين تجد من القرآن أو من السنة أن الله تعالى خلق النجوم و الكواكب في السموات العلى ؟؟
السؤال هو اين الدليل على إحتواء السماوات كلها للنجوم؟
الجواب:السماوات العلا هى عوالم غيبية وليست طبقات وأماكن السماوات العلا شبه غيب مطلق أما السماوات الطباق فهى طبقات تحوى كل البروج والكواكب والأدلة واضحة من القرأن الكريم على وقوع البروج فى السماوات المرئية فكما سنرى بإذن الله فإن القرأن الكريم قام بتعريف مكونات السماء على أنها ملكوت السماوات فليست ملكوت السماء الدنيا بل ملكوت السماوات،وهناك أدلة خاصة وأدلة عامة فالأدلة الخاصة مثل:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)الحج
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)نوح
والأدلة العامة مثل:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)البقرة
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)الأعراف
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)يونس
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)يونس
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)يوسف
قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)ابراهيم
وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)الروم
إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)الجاثية
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)الجاثية

2- و ذكرنا أن الرؤية التي قصدها نوح عليه السلام في قوله ''ألم تروا'' هي العلم بكيفية خلق الله للسموات و ليس رؤية السموات، و هذا له نظائر في القرآن من مثل : أولم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانت رتقا ففتقناهما . ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة .
و قد ذكرنا قول ابن عاشور في تفسير الآية : يجوز أن يراد بالسماوات السبع طبقات علوية يعلمها الله تعالى وقد اقتنع الناس منذ القدم بأنها سبع سماوات.
هذا مناقض للسياق ومناقض لبدائية قوم نوح أن يعلموا السماوات العلا،ومناقض لتعددية وجوه القرأن الكريم،وقوله تعالى الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل لا ينفى الرؤية العينية فام المؤمنين عائشة رضى الله عنها رأت قائد الفيل وصاحبه وهما يجلسان كالشحاتين فى طرقات مكة،وكلام الطاهر بن عاشور قريب من الحق ولكنه غفر الله له لم ينتبه أن السماوات الطباق مرئية والسماوات العلا غيبية
- ذكرنا أن تأويل السموات السبع تارة بالأفلاك السبعة أو سيارات الكواكب السبعة قول مردود على قائله و هم الفلكيون الذين لا علم لهم بالسموات و ما لا يعلم إلا من طريق الوحي. و قد ذكر الإمام بن باز تجافي المفسرين عن هذا القول و إجماع أئمة السلف على أن السموات السبع هي أعلى مما زعموه و لا تدخل الشمس و القمر و النجوم و الكواكب إلا في نطاق السماء الأولى السماء الدنيا، يقول :
فقول الحافظ (أي بن كثير) رحمه الله هنا: على اختلاف بينهم... إلخ، يدل: على أن علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفا، من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة.. إلخ وغير ذلك مما نقله عنهم، ولو كانت لديهم أدلة قطعية على ما ذكروا، لم يختلفوا، ولو فرضنا أنهم اتفقوا على ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة؛ لأنه غير معصوم، وإنما الإجماع المعصوم هو إجماع علماء الإسلام الذين قد توافرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة..)) الحديث. فإذا اجتمع علماء الإسلام على حكم، اجتماعا قطعيا لا سكوتيا،...إلخ. انتهى
الخلاف حتى بين السلف فى تأويل الكيف وارد لأن تفسير القرأن الكريم تفسيران: تفسير معنى وهذا لا يخالف السلف فيه إلا مبتدع وتفسير كيف وهذا يقع الإختلاف فيه من جيل إلى جيل لأن كل جيل يُسقط الأيات القرأنية على المعلوم له فى عصره
وأنا لا أتفق مع من قال السماوات السبع هى الأفلاك هكذا دون تفصيل فأقول كل سياق يحدد معانى الأيات،فلا معنى ثابت إلا بسياقه.

و العجيب يا أخي عبيد الله تعليقك على هذا الكلام :
بارك الله فيك،لا خلاف حول هذه النقطة
ففيم الخلاف إذن و كلام ابن باز طولا و عرضا هو خلاف قولك ؟؟؟ !!!

و مثله كلام للشيخ محمد العثيمين رحمه الله في تفسير سورة (يس ) في تعداد الفوائد في قوله تعالي " لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ '' يقول :
( و من فوائدها : ضعف قول من قال إن الشمس في السماء الرابعة و القمر في السماء الدنيا ، و يجعلون الكواكب و الشمس و القمر كواكب معينة في كل سماء .. علي هذا الترتيب من الأعلي إلي الأدني :
زحل شري مريخه من شمسه *** فتزاهرت بعطارد الأقمار .
هذه سبعة يكون كل واحد في سماء .. زحل هو أعلاها في السماء السابعة .. علي كلام السابقين من علماء الفلك ، شري : يعني المشتري في السماء السادسة ، مريخه : المريخ في السماء الخامسة ، من شمسه : الشمس في السماء الرابعة ، فتزاهرت : الزهرة في السماء الثالثة ، بعطارد : في السماء الثانية ، الأقمار : القمر في السماء الدنيا ..فهذا البيت فيه ترتيب هذه الكواكب :
زحل شري مريخه من شمسه *** فتزاهرت بعطارد الأقمار .
و ليس هذا من كتاب الله و لا من سنة رسول الله صلي الله عليه و سلم )انتهى
ضيف إلى ما ذكره العالمان ابن باز و بن عثيمين ردا متينا للشيخ محمد إسماعيل المقدم على المفسر جمال الدين القاسمي و هو من المتأخرين في التفسير تماما كابن عاشور (القرنان 19 و 20 ميلادي) و العجيب تشابههما – و معهما رشيد رضا- في تبني رأي الفلكيين في مسألة السموات السبع، و هذا لعله من التأثر بالنهضة العلمية الحديثة :
يقول :
يلاحظ في تفسيره (أي القاسمي) أنه يعتبر السماوات السبع هي الكواكب السيارة! ومن قال: إن السماوات السبع هي الكواكب السيارة فقد أخطأ، فإن كل ما نراه حولنا من الكواكب قال الله سبحانه وتعالى فيها: وزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ [الصافات:5-6] فالكواكب هذه كلها في السماء الدنيا، فكيف يقول: إن السماوات السبع هي هذه الكواكب؟!إذا كانت سماء الدنيا مزينة بالكواكب فهذا يدل على أن هذه الكواكب ليست هي السماوات السبع، ولا يجوز إخضاع القرآن الحكيم الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى لتأويلات مبنية على نظريات علماء الفلك الذين تتغير علومهم من وقت إلى آخر، وتنهار نظريات وتنشأ نظريات أخرى، فلا ينبغي ربط كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بأمور متغيرة ونظريات متبدلة.انتهى
http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=169604

و يقول الباحث وسيم محمد في موقعه ''المضاربة'' كلاما نفيسا أحببت أن أدرجه هنا لتمام الفائدة :
ولا بد أن المفسرين الأوائل قد عانوا بعض الشيء من محاولة التوفيق بين النصوص وهذا المعنى (يقصد مفهوم الكواكب السيارة)، ففي القرآن الكريم {فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم } والمصابيح وفق علم القرن السابع هي النجوم الثابتة، وقد تعني الكواكب أيضًا، وجاء القمر كمصباح أيضًا، وهؤلاء كلهم في السماء الدنيا. وأيضًا { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } 37/6 وهذه سماء واحدة – من السبع سماوات – وفيها المصابيح والكواكب السيارة، ولهذا فلا يمكن أن يكون تفسير السماوات السبع هو المستويات التي تحدث عنها أفلاطون، والتي أعتبرها المفسرون ألأوائل ومثلهم الكنيسة التفسير الصحيح لما ورد في الرسالات.
ولهذا فتفسير السماوات السبع كما سبق كان مرحليًا، وكان يعكس مدى علمهم ويناسب مداركهم ويقوم بالغرض المطلوب منه آنذاك، ولكنه ليس صحيحًا، لا علميًا ولا بالنصوص القرآنية كما بيَّنا، والخطأ العلمي يتأتي من أن الكواكب السيارة في الحقيقة أكثر من الخمسة الذين جاء ذكرهم، فهناك ثمانية كواكب أساسية وخمسة أقزام وفق التقسيم المعاصر، والنجوم كلا منهم على مستوى وهؤلاء لا يمكن حصر عددهم ، وكلهم في سماء واحدة، والأهم من هذا أن هذا التفسير لا يؤدي إلى أي مدلول ذي أهمية إذا قيست هذه الأجسام السيارة بحجم الكون المشاهد، فالكواكب والقمر والشمس لا يتعدون نقطة من بحر هذا الكون المترامي الإتساع.انتهى
http://almudarabah.com
لا خلاف أن الأفلاك ليست السماوات العلا ولكن الخلاف هل هى الطباق أم لا؟
كلام أهل العلم من أهل السنة قديما وحديثا فيمن تأول السماوات العلا بالافلاك، ولكن لم يعترض أحد منهم فيما أعلم أن السماوات معناها يختلف ويوجد اكثر من معنى يحدده السياق.

و على فرض صحته أيضا لعلك تجيب على هذا :تعنى حديث البضع والسبعين سنة بين الأرض والسماء الدنيا،ضعف السند لا يقطع ببطلان المتن وكم من سند ضعيف أحتج أهل السنة بمتنه عند الترجيح فى الفقه بل فى العقيدة وأنا هنا لا أستدل بالحديث للإعتقاد بل للترجيح،فأنت سئلت عن شبهة الخمسمائة عام وأنا أجبتك.

كيف ترى المقارنة بين هاتين النسبتين :
النسبة بين بضع و سبعين عاما و خمسمائة عام أي 1 على 7 و النسبة
و النسبة بين ألف كيلومتر و بين مئات الآلاف من الكلومترات بل ملايين بل السنين الضوئية ؟؟؟؟
و لنقل فقط 1 على 1000 كحد أدنى معقول لديك
ألا ترى أنه لا مقارنة بين النسبتين في التصور و لا في الحساب و تظن أنك حسبتها ؟
أليس التناقض لا ينفك عن قولك ؟؟؟
ألا يفترض أن تكون المسافة هي ذاتها بين سماء النجوم و الباب إلى السماء الأولى و بين كل سماء و سماء كما جاء في الحديث الوحيد الذي يصح في هذا الباب و يعول عليه و هو الموقوف على ابن مسعود رضي الله عنه و له حكم الرفع بقوله: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام ومابين كل سماء مسيرة خمس مائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مئة عام وما بين الكرسي والماء مسيرة خمس مئة عام والعرش على الماء والله عز وجل على العرش يعلم ما أنتم عليه'' "

أي أن هاته السماء التي فيها النجوم الطوالع و التي هي السماء الأولى حيث آدم عليه السلام في أعلاها كما في حديث البخاري و يعلم الله مبدئها و منتهاها : عرضها مسيرة خمسمائة عام .. أليس هذا هو المنطق ؟
أتفقنا أنا وأنت بناء على كلام أهل العلم أن السماوات العلا من الغيب،فالمسافات بينها من الغيب وكيفيتها من الغيب،أنتهى الكلام لأن هذه الشبهة موجهة لمن قال السماء الدنيا هى الكوزمولوجى فالكون إتساعه أكبر بكثير من خمسمائة عام،فلا يجوز أصلا الخوض فى الكيفيات الغيبية وإسقاطها على الواقع،ومكان ادم عليه السلام فى السماء الدنيا من الغيب.

أم ما زلت ترى أن الغلاف الجوي يسع لتكون مسافته معادلة للسموات الست و أن مبدئه فوق رؤوسنا مباشرة و ربما عند السحاب كما قد تظن ؟

ثم أين تنتهي النجوم برأيك بما أنها على حد قولك غير محدودة في السموات ؟
المشكلة كلها عندك وليس عندى أنت مصمم على إسقاط علم الكوزمولوجى على السماوات العلا بينما هى غيب وأنت تعلم أنها غيب وتعلم أن الإجماع على غيبية السماوات ،نعم هناك جانب غيبى من الغلاف الجوى كما أن هناك جانب غيبى من بقية السماوات ومن الأرض أيضا،أما كيفيته فمن الغيب،المسألة ليست تعصب لرأى شخصى فالنصوص تتحدث عن السماء الدنيا بإسم الرقيع وتتحدث عن السماء الدنيا بإعتبارها مكان لرجم الشياطين وتتحدث عن السماء الدنيا بإعتبارها محل زينة النجوم فهل أترك كل هذا من أجل كلام بلا دليل؟

أما الحديث الأول فيتحدث فى طرقه الأخرى عن ابى هريرة وابن عباس رضوان الله عليهما عن نزول الملائكة من سماء إلى سماء حتى يبلغوا السماء الدنيا،
لم تذكر لفظ هذا الطريق
عن ابن عباس عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار: أنهم بينا هم جلوس ليلة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى بنجم واستنار، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما كنتم تقولون في الجاهلية، إذا رمي بمثل هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فإنها لا يرمي بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضي أمرا سبح حمله العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يحملون العرش لحمله العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ما قال، فيستخبر بعض أهل السماوات بعضاً حتى يبلغ هذه السماء الدنيا، فيخطف الجن السمع، فيقذفون إلى أوليائهم ويرمون، فما جاءوا به علي وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون " روه مسلم
ولوجمعت الحديث السابق مع حديث"تنزل الملائكة فى العنان"لأتضح الامر

كما ذكرت جميع الروايات التي اشتملت على هذا اللفظ لا تصح .
و لعلك تلاحظ أن كتاب الله و حديث رسول الله لم يجمعا أبدا بين ذكر ''السماء الدنيا'' و بين ذكر أيٍّ من خصائص الغلاف الجوي من رياح أو سحاب أو مطر و نحوه في أي آية من الآيات و لا في أي حديث من الأحاديث .. فقد زين الله تعالى السماء الدنيا بمصابيح لا بالسحاب على سبيل المثال، فلا يناسب الجمع بينهما البتة.
الغلاف الجوى ليس محض سحاب،ولكن ماذا عن الشُهب؟الم تُذكر الشهب مرتبطة بالسماء الدنيا فى أكثر من موضع من القرأن الكريم؟

و الآية التي ذكرتها في مداخلتك الأخيرة عن عذاب قوم نوح عليه السلام لا تعني ما قلته بحال سواء اعتبرنا الأمر حقيقة أم مجازا، أولا لأنه لم يقل بهذا التفسير غيرك و أعني نسبة المطر إلى السماء الدنيا فوقنا.
و إنما ذكر بعض المفسرين أن الماء كان من المجرة أو من شرج السماء و ليس من السموات، كما ذكر ابن كثير : قال ابن جريج عن ابن عباس: { فَفَتَحْنَآ أَبْوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } كثير، لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب، فتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم، فالتقى الماءان على أمر قد قدر. وروى ابن أبي حاتم: أن ابن الكواء سأل علياً عن المجرة، فقال: هي شرج السماء، ومنها فتحت السماء بماء منهمر.
و هذا التفسير لا يعد دليلا كما قلنا لعدم ذكر السموات. و حتى الآية نفسها لم تأت بهذا اللفظ المفروض الإتيان به في حال كان المقصود السموات السبع هكذا : ففتحنا أبواب السموات. فهم أحقر من أن ينزل عليهم المطر من السموات العلى فهذا تشريف لهم.

يقول الرازي في تفسيره :
فيه مسائل :
المسألة الأولى: المراد من الفتح والأبواب والسماء حقائقها أو هو مجاز؟ نقول فيه قولان أحدهما: حقائقها وللسماء أبواب تفتح وتغلق ولا استبعاد فيه وثانيهما: هو على طريق الاستعارة، فإن الظاهر أن الماء كان من السحاب، وعلى هذا فهو كما يقول القائل في المطر الوابل جرت ميازيب السماء وفتح أفواه القرب أي كأنه ذلك، فالمطر في الطوفان كان بحيث يقول القائل فتحت أبواب السماء، ولا شك أن المطر من فوق كان في غاية الهطلان.
المسألة الثانية: قوله تعالى: { فَفَتَحْنَا } بيان أن الله انتصر منهم وانتقم بماء لا بجند أنزله، كما قال تعالى:
{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وٰحِدَةً }

و إنما اتفقوا على أن المعنى المراد من فتح الأبواب هو الانصباب الشديد للماء من كل جهة و على كل ناحية.
حتى ابن عاشور الذي يستأنس في تفسيراته عند ذكر السموات السبع بفرضية الفلكيين عن الأفلاك التسعة لم يسايرك في هذا التفسير فاكتفى بقول ما ذكرناه :

أنظر هنا
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

يقول : وجملة { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } مركب تمثيلي لهيئة اندفاق الأمطار من الجو بهيئة خروج الجماعات من أبواب الدار على طريقة :
وسالتْ بأعناق المطيّ الأباطح
أنت لم تفهم تماما مقصدى،أنت تحتج على كون السماوات خارج الكوزمولوجى بالأبواب فجئتك بدليل على وجود أبواب فى الغلاف الجوى،وما قلته أنت هنا هو دليل عليك لا لك،فكون فى الغلاف الجوى أبواب للمطر يجعل ممكنا وجود أبواب لعبور الملائكة والأرواح غير معلومة الكيف.


الرؤية فى الأيات يُراد بها رؤية العين المجردة لا رؤية الأجهزة التكنولوجية

لكن كيف أنت حددت موقع النجوم بأنها لا تقع في السماء الدنيا (الغلاف الجوي حسب قولك) بمجرد الرؤية ؟ بأي اعتبار افترضت أو نفيت ؟ هل هناك شيء إسمه الغلاف الجوي في القرآن الكريم فتحدد المعنى بذكره ؟
لكن كلامي أساسا كان ردا على قولك إن التزيين مقيد بالغلاف الجوي ..
و في كل الأحوال فمعنى السماء ذو سعة أي يتسع ما دمنا نرى السماء الدنيا فوقنا و ما لا يصح هو إنكار كون هذه المصابيح خلقت في السماء الدنيا الأقرب منا و جُعلت زينة فيها لنا. فيكون قولك بأنها هي الغلاف الجوي من باب التكلف ليس إلا لأنه لا شيء يضطرك إلى هذا القول لا من القرآن و لا من الحديث كما سبق.
القرأن الكريم تحدث عن السماء ذات الرجع وعن السماء ذات البروج وعن السماء ذات الحبك وأنا وأنت متفقان أن هذه المسميات تتخالف،وأزيدك:السماء الدنيا ايضا ليست محض الغلاف الجوى بل تختلف من أية لأية ومن سياق لسياق فالسماء الدنيا من السبع العوالى غير السماء الدنيا من السبع الطباق،قد يتقارب المعنى ولكن ابدا لا يتطابق الكيف،اما شبهة تخصيص كل النجوم لتضئ الغلاف الجوى فقط فهى مردودة ببساطة فإن هذا ليس للغلاف الجوى بل للإنسان
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)الأنعام
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)الجاثية

كون النجوم زينة للسماء الدنيا لا يعنى وقوعها فيها فهل مصباح الحجرة فى نفس مستوى السقف،وهل قوله تعالى الله نور السماوات والأرض يقتضى نفى علوه وإحاطته وكونه فى كل مكان كما تزعم الحلولية والجهمية؟

و لا يعني العكس كما ذكرنا .. و لإثبات أن النجوم لم تقع في السماء الدنيا يلزمك دليل على ذلك و لو دليل واحد.
الدليل عندى هو نفس الأيات التى تستدل بها أنت:زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب
وأتحداك ان تجد اية واحدة فى القرأن الكريم تقول:جعلنا فى السماء الدنيا بروجا،ولوكنت من اهل السنة والجماعة كما أحسبك ولا أزكى على الله أحدا فعليك الإيمان والتصديق بظاهر ولازم قوله تعالى:
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)نوح
فالاية السابقة واضحة الدلالة على فهمى للسماوات.


أعتقد أنه قابل ادم عليه السلام فى مكان غيبى فى الغلاف الجوى أو قريبا

هل أنت جادّ ؟ تعتقد أنه قابله بين السحب مثلا أم بقرب الطائرات أم بجوار الأقمار الاصطناعية .. و محطات الفضاء الدولية .. ربما بقرب التلسكوب هابل فهو في أبعد نقطة من ذلك في الغلاف الجوي.
ألا تدرك أن الانسان قد سيطر على الغلاف الجوي بل يعتقد الكثيرون أنه سيطر على القمر و أنت تقول إن آدم عليه السلام فوق رؤوسنا ؟؟ !!
ألا تدرك انه لا نسبة بين الغلاف الجوي و بين البعد بين الأرض و القمر الذي هو أقرب الأجرام السماوية إلينا فضلا عن الكواكب و الشمس و باقي النجوم ؟؟؟

أين تعد الشمس و القمر إذن ؟ في أي سماء ؟؟؟

مع ذلك تصر على أن الغلاف الجوي الملتصق بالأرض هو الذي عناه الله بالسماء الدنيا ؟
في أي آية من القرآن تجد ذلك و في أي حديث ؟
الجواب على سؤالك هو:والإنسان قد سيطر على اليابسة سيطرة أكبر من الغلاف الجوى وحفر باطن الأرض بل باطن البحر،ولم يستطع أن يجد أماكن عذاب القبر ولا أماكن سكن الشياطين والجن فالغيب طالما أراده الله تعالى غيب فسيظل غيب.
جميل جدا،هذا إثبات إضافى على صحة كلامى مع ملاحظة أن الأيات القرأنية تقطع بأن من خصائص السماء الدنيا جعلها رجوما


لماذا اعتبرت كلامي هنا عن الشهب إثباتا إضافيا مع أنك نفسك استدللت بحديث نزول الملائكة إلى السحاب تنبئ من أمر السماء فتسترق الشياطين السمع عندها فتصيبها الشهب.
فليس في هذا إذن أدنى إثبات على أن الغلاف الجوي هو السماء المقصودة بالدنيا أو الأولى فالرجوم تصلها حيث هي لكن مصدرها و أصل مادتها يبقى من الكواكب و النجوم بإجماع المفسرين.
أحد وجوه تأويل قوله تعالى"وجعلناها رجوما للشياطين"التى فهمها السلف ودل عليها حديث الإستراق أن رجم الشياطين فى السماء الدنيا،فالسماء الدنيا مكان رجم الشياطين وأنت تعلم جيدا أين يتم الرجم.

عُبَيّدُ الّلهِ
04-16-2015, 04:43 AM
سمعنا و أطعنا .. لعلك تخلط بين قدسية النص و بين مواقع النت




و ما أدراك أنت أنهم علموا ؟؟؟؟



تزعم أن السماء المنشقة و المنفطرة هي السموات السبع ؟
و تزعم أيضا أنها السموات المطوية ؟؟ ألا تتوقف عن التناقضات يا أخانا عبيد الله ؟؟؟؟؟؟




و أين أنت من إجماع السلف على حقيقة أن السماء الدنيا هي سماء النجوم و الأفلاك فكيف تتحدث عن الإجماع و أنت شاذ في قولك و تثق في فرضيات الغرب ثقة عمياء ؟؟؟؟!!!!.. و قد تبين لك أن ما فهمته لم أخالف فيه الكتاب و السنة و لا الإجماع فما الذي توجبه علي يا صاحب المصداقية ؟؟؟

هلا رددت على مداخلاتي السابقة أولا و التي كانت واضحة وضوح الشمس ؟؟؟


السماء المنشقة يوم القيامة أوسع من السبع الطباق طبعا ولكن من ضمن ما ينشق السبع الطباق وغيرها،أما كلامك عن التشكيك فى قياسات أعمار الكون فهذه تحتاج إلى دارس متخصص فى الفيزياء والفلك وحسب علمى هذه القياسات تتم بأكثر من طريقة مما يجعل التشكيك فى النتائج صعبا،كما أن التشكيك لا يلزمنا كمسلمين لأنه يتعارض مع أقوال بشر بأن السماء الدنيا هى الكوزمولوجى وليس نصا مقدسا أو وحيا سماويا بينما الوحى يؤكد أن السماء الدنيا تحوى العنان والرقيع والسحاب ولا تحوى بروجا وهذا يكفى،
تقول:


و أين أنت من إجماع السلف على حقيقة أن السماء الدنيا هي سماء النجوم و الأفلاك فكيف تتحدث عن الإجماع و أنت شاذ في قولك و تثق في فرضيات الغرب ثقة عمياء ؟؟؟؟!!!!.. و قد تبين لك أن ما فهمته لم أخالف فيه الكتاب و السنة و لا الإجماع فما الذي توجبه علي يا صاحب المصداقية ؟؟؟يبدو لى هناك شئ من عدم التركيز فى كلامك
فالسلف تحدثوا عن السماء الدنيا بأنها الموج المكفوف والعنان والرقيع ولم يخالف ذلك إلا قولا لقتادة عن عبد الله بن عمرو فيه ضعف وقد جئت أنت بنفسك بتضعيف ابن باز له،
ما هو مطلوب منك الأن أن تأتى ليس بإجماع فهذا لن تستطيعه،بل مطلوب منك أن تأتى بكلام للسلف يوافق تأويلك لأيات خلق السماوات والأرض
لأنه لا يصح أى تأويل أن يوضع للمناقشة دون أن يكون له جذر من كلام السلف

عُبَيّدُ الّلهِ
04-16-2015, 04:48 AM
الأخ عبيد الله، أنت تصر على أن السماء الدنيا التي زينها الله تعالى هي الغلاف الجوي .. طيب إقرأ الآيات القاصمة التي ستقصم رأيك الشاذ هذا :

قال الله تعالى :
﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: 47]

(ثبت في هذه الآية إعجاز علمي قطعي لإخبارها عن اتساع الكون المرئي و تطابق هذا الخبر مع الواقع المشهود لعلماء الفضاء راجع مجلة العلوم على الرابط)
http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=1189

و الشاهد :

قال الله تعالى : أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6 – سورة ق)

أنظر إلى ارتباط التزيين هنا بالبناء المنظور :

الشق الأول : هو البناء (ولا يمكن أن يطلق بحال على الغلاف الجوي لأنه بمعنى الرفع كما سيأتي بيانه في كتب التفسير)
الشق الثاني : هو التزيين و المراد به تزيين السماء المبنية أو تزيين السماء بعد بنائها بالنجوم و السلف مجمعون على ذلك و مجمعون على أن بنائها يعني رفعها بغير عمد و جعلها سقفا للأرض .. و إن قلت إن هذا السقف هو ذات الغلاف الجوي نجيبك و هل يحتاج الغلاف الجوي إلى عمد ؟ فما الحكمة إذن من ذكر العمد ما لم يكن المقصود هو السقف المرئي ؟
و يدل على ذلك قول الله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }
و قوله : [وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ]

* فهل ستقول إن الله تعالى هنا يتحدث عن سمائين أم عن السماء الدنيا إذ يقول للكافرين أنظروا إلى ما فوق رؤوسكم مرئيا ظاهرا جليا تعرفون به قدرة ربكم ؟
و إياك أن تدعي هنا أن النظر بمعنى العلم كما الرؤية في آية الطباق !!

** أم ستقول إن الغلاف الجوي هو السماء المبنية ؟ بالله أخبرني كيف ؟
فهنا اللفظ محدد و هو يحاصرك :
السماء المزينة هي السماء المبنية و المرفوعة بلا عمد كما ذكر سبحانه في كتابه أكثر من مرة .

فأنت هنا محاصر بين اعتبارين إما تقول :
- الغلاف الجوي أو الهواء المحيط بالأرض هو البناء المرفوع بلا عمد
أو تقول :
- السماء الدنيا ذات النجوم و الكواكب السيارة و ما علاها هي البناء المرفوع بلا عمد

*** هل ستقول إنها السماء الغيبية التي في مستوى الغلاف الجوي ؟؟؟
طيب هل يخاطبنا الله تعالى في كل الآيات و في هذه الآية تحديدا و يدعونا إلى النظر فوقنا في سماء غيبية حين يكلمنا عن الرؤية و الفطور و الفروج ؟؟؟

**** أم ستقول إن الله تعالى يعني السموات عموما و أن وصف البناء و التزيين يكون بالتخصيص بحسب السماء فالعليا بناها و الدنيا زينها ؟
لكن الله تعالى هنا يتكلم عن سماء واحدة دعا للنظر فيها .. إلى شيء يبصرونه فما الحكمة هنا من تعميم يليه تخصيص ؟

أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6 – سورة ق)

فقول الله تعالى صريح في أنه أراد من الكافرين النظر إلى السماء التي فوقهم إلى السماء المبنية و ليست الغيبية .. و عليه فالصفتان تشملان المنظور و ليس غيبا و منظورا.

و المفسرون متفقون على أن السماء المقصودة هنا هي سماء النجوم و الأفلاك و ما علاها و طبعا لا ذكر للغلاف الجوي أو الهواء المحيط إلا في قولك الشاذ المبتدَع :

الطبري :
قوله تعالى : { أفَلَمْ يَنظُرُوا إلى السَّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها } يقول تعالى ذكره: أفلم ينظر هؤلاء المكذّبون بالبعث بعد الموت المُنكرون قُدرتنا على إحيائهم بعد بلائهم { إلى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْف بَنَيْناها } فسوّيناها سقفاً محفوظاً، وزيناها بالنجوم { وَما لَهَا مِنْ فُرُوج } يعني: وما لها من صدوع وفُتوق. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

الزمخشري :
{ بَنَيْنَـٰهَا } رفعناها بغير عمد { مِن فُرُوجٍ } من فتوق: يعني أنها ملساء سليمة من العيوب لا فتق فيها ولا صدع ولا خلل، كقوله تعالى:
{ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ }

القرطبي :
{ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } فرفعناها بلا عمد { وَزَيَّنَّـٰهَا } بالنجوم { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }

ابن كثير :
{ أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَـٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا } أي بالمصابيح، { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } قال مجاهد: يعني: من شقوق، وقال غيره: فتوق، وقال غيره: صدوع، والمعنى متقارب؛ كقوله تبارك وتعالى:
{ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ }

الشوكاني :
{ كَيْفَ بَنَيْنَـٰهَا } ، وجعلناها على هذه الصفة مرفوعة بغير عماد تعتمد عليه { وَزَيَّنَّـٰهَا } بما جعلنا فيها من المصابيح { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } أي: فتوق وشقوق وصدوع،

الفيروزبادي :
{ أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ } كفار مكة { إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ } فوق رؤوسهم { كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } خلقناها بلا عمد { وَزَيَّنَّاهَا } بالنجوم يعني سماء الدنيا { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } من شقوق وصدوع وعيوب وخلل

الآلوسي :
{ أَفَلَمْ يَنظُرُواْ } أي أغفلوا أو عموا فلم ينظروا حين كفروا بالبعث { إِلَى ٱلسَّمَاء فَوْقَهُمْ } بحيث يشاهدونها كل وقت. قيل: وهذا ظاهر على ما هو المعروف بين الناس من أن المشاهد هو السماء التي هي الجرم المخصوص الذي يطوى يوم القيامة وقد وصف في الآيات والأحاديث بما وصف. وأما على ما ذهب إليه الفلاسفة من أن المشاهد إنما هو كرة البخار أو هواء ظهر بهذا اللون ولا لون له حقيقة ودون ذلك الجرم ففيه خفاء. وقال بعض الأفاضل في هذا المقام: إن ظواهر الآيات والأخبار ناطقة بأن السماء مرئية، وما ذكره الفلاسفة المتقدمون من أن الأفلاك أجرام صلبة شفافة لا ترى غير مسلم أصلاً، وكذا كون السمٰوات السبع هي الأفلاك السبعة غير مسلم عند المحققين، وكذا وجود كرة البخار وأن ما بين السماء والأرض هواء مختلف الأجزاء في اللطافة فكلما علا كان ألطف حتى أنه ربما لا يصلح للتعيش ولا يمنع خروج الدم من المسام الدقيقة جداً لمن وصل إليه، وان رؤية الجو بهذا اللون لا ينافي رؤية السماء حقيقة وإن لم تكن في نفسها ملونة به ويكون ذلك كرؤية قعر البحر أخضر من وراء مائة ونحو ذلك مما يرى بواسطة شيء على لون وهو في نفسه على غير ذلك اللون، بل قيل: إن رؤية السماء مع وجود كرة البخار على نحو رؤية الأجرام المضيئة كالقمر وغيره. وأنت تعلم أن الأصحاب مع الظواهر حتى يظهر دليل على امتناع ما يدل عليه وحينئذٍ يؤولونها، وأن التزام التطبيق بين ما نطقت به الشريعة وما قاله الفلاسفة مع إكذاب بعضه بعضاً أصعب من المشي على الماء أو العروج إلى السماء، وأنا أقول: لا بأس بتأويل ظاهر تأويلاً قريباً لشيء من الفلسفة إذا تضمن مصلحة شرعية ولم يستلزم مفسدة دينية، وأرى الإنصاف من الدين، ورد القول احتقاراً لقائله غير لائق بالعلماء المحققين. هذا وحمل بعض { ٱلسَّمَاء } هٰهنا على جنس الأجرام العلوية وهو كما ترى، والظاهر أنها الجرم المخصوص وأنها السماء الدنيا أي أفلم ينظروا إلى السماء الدنيا.

و أختم بالقول و التأكيد :

هذه هي السماء الدنيا و هي السماء ذاتها التي يعتريها الزوال و الاندثار يوم القيامة في قوله تعالى :

{ وَإِذَا ٱلسَّمَاء فُرِجَتْ }
[المرسلات: 9] وقال:
{ إِذَا ٱلسَّمَاء ٱنفَطَرَتْ }
[الانفطار: 1] وقال:
{ فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ }
[الحاقة: 16] وقال:
{ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدّهَانِ }


إستمرار لعدم التركيز أخى الكريم
السماء المزينة ليست كل السماء بل السماء التى فوق الكافرين مباشرة وهى الغلاف الجوى طبعا،الله تعالى قال"أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا"لأن السماء إذا عممت تشمل العرش والكرسى والماء واللوح والعوالم السبعة والجنة وكل هذه ليست مزينة

عُبَيّدُ الّلهِ
04-16-2015, 05:07 AM
بعد أن قمت بفضل الله تعالى بالرد على كلامك فى المشاركة30 فى أخر الصفحة 2من هذا الموضوع أختم بتوضيح السماء المنشقة يوم القيامة لأنك خالفت الإجماع فيها أيضا،فعن ابن عباس وابى هريرة بطرق يقوى بعضها:

عنِ ابنِ عباسٍ , رضي اللهُ عنهما , قال: إذا كان يومُ القيامةِ مُدَّتِ الأرضُ مدَّ الأديمِ في سعتِها كذا وكذا وجُمِع الخلائقُ بصعيدٍ واحدٍ جنُّهم وإنسُهم فإذا كان ذلك كذلك قُبِضَتْ هذه السماءُ الدنيا عن أهلِها فيُنثَرونَ على وجهِ الأرضِ فلأهلُ السماءِ وحدَهم أكثرُ مِن جميعِ أهلِ الأرضِ جنِّهم وإنسِهم بالضعفِ فإذا نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ وقالوا: فيكم ربُّنا ؟ فيَفزَعونَ مِن قولِهم ويقولونَ: سُبحانَ ربِّنا ليس هو فينا وهو آتٍ ثم تفاض أهلُ السماءِ الثانيةِ فلأهلُ السماءِ الثانيةِ وحدَهم أكثرُ مِن أهلِ السماءِ الدنيا ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ جنِّهم وإنسِهم بالضعفِ فإذا نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ وقالوا: فيكم ربُّنا ؟ فيَفزَعونَ مِن قولِهم ويقولونَ: سُبحانَ ربِّنا ليس فينا وهو آتٍ ثم تفاض السمواتُ كلُّها فتضعفُ كلُّ سماءٍ على السمواتِ التي تحتَها ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ بالضعفِ كلما نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ ويقولونَ لهم مِثلَ ذلك ويرجِعونَ إليهِم مِثلَ ذلك ثم يفاضُّ أهلُ السماءِ السابعةِ فلأهلُ السماءِ السابعةِ أكثرُ أهلًا منَ السمواتِ الستِّ ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ بالضعفِ
الراوي : [شهر بن حوشب] المحدث : البوصيريالمصدر : إتحاف الخيرة المهرة الصفحة أو الرقم: 8/161 خلاصة حكم المحدث : موقوف بإسناد حسن


ال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : فأنصرفُ حتى أقفَ مع الناسِ ، فبينا نحنُ وُقوفٌ ، سمِعْنا حسًّا مِنَ السماءِ شديدًا ، فهالَنا ، فنزَل أهلُ السماءِ الدنيا بمثلَيْ مَنْ في الأرضِ مِنَ الجنِّ والإنسِ ، حتى إذا دنَوا مِنَ الأرضِ ، أشرقَتِ الأرضُ بنورِهم ، وأخذوا مصافَّهم ، فقلنا لهم : أفيكم ربُّنا ؟ قالوا : لا وهو آتٍ ، ثم نزَل أهلُ السماءِ الثانيةِ بمثلَيْ مَنْ نزَل مِنَ الملائكةِ ، وبمثلَيْ مَنْ فيها مِنَ الجنِّ والإنسِ ، حتى إذا دنَوْا مِنَ الأرضِ ، أشرقَتِ الأرضُ بنورِهم ، وأخذوا مصافَّهم ، فقلنا لهم : أفيكم ربُّنا ؟ قالوا : لا ، وهو آتٍ ، ثم نزَل أهلُ السماءِ الثالثةِ بمثلَيْ مَنْ نزَل مِنَ الملائكةِ ، وبمثلَيْ مَنْ في الأرضِ مِنَ الجنِّ والإنسِ ، حتى إذا دنَوْا مِنَ الأرضِ ، أشرقَتِ الأرضُ بنورِهم ، وأخذوا مصافَّهم ، فقلنا لهم : أفيكم ربُّنا ؟ قالوا : لا وهو آتٍ ، ثم نزَل أهلُ السماوات على عددِ ذلك مِنَ التضعيفِ ، حتى نزَل الجبارُ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ والملائكةُ ، ولهم زَجَلٌ مِنْ تسبيحِهم ، يقولون : سبحان ذي المُلْكِ والملَكُوتِ ، سبحان رب العرشِ ذي الجَبَروتِ ، سبحان الحيِّ الذي لا يموتُ ، سبحان الذي يُميتُ الخلائقَ ولا يَموتُ ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، ربُّ الملائكةِ والروحِ ، قدُّوسٌ قدُّوسٌ ، سبحان ربِّنا الأعلى ، سبحان ذي السُّلْطانِ والعظمةِ ، سبحانه أبدًا أبدًا ، فينزِلُ تبارك وتعالى يَحمِلُ عرشَه يومئذٍ ثمانيةٌ ، وهمُ اليومَ أربعةٌ ، أقدامُهم على تُخُومِ الأرضِ السفلى ، والسماواتُ إلى حُجُزِهم ، والعرشُ على مناكبِهم ، فوضَع اللهُ عز وجل عرَشه حيثُ شاء مِنَ الأرضِ ، ثم يُنادي منادٍ نداءً يُسمِعُ الخلائقَ ، فيقولُ : يا معشرَ الجنِّ والإنسِ إني قد أَنْصَتُّ منذُ يومِ خلقْتُكم إلى يومِكم هذا ، أسمعُ كلامَكم ، وأبصرُ أعمالَكم ، فأنصِتوا إليَّ ، فإنما هي صحُفُكم وأعمالُكم تُقرأُ عليكم ، فمن وجَد خيرًا فلْيَحْمَدِ اللهَ ، ومَنْ وجَد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه ، فيقضي اللهُ عز وجل بينَ خلقِه الجنِّ والإنسِ والبهائمِ ، فإنه ليُقْتَصُّ يومئذٍ للجمَّاءِ مِنْ ذاتِ القَرْنِ
الراوي : أبو هريرة المحدث : ابن جرير الطبري
المصدر : تفسير الطبري الصفحة أو الرقم: 2/439 خلاصة حكم المحدث : ثابت