المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة كشف الشخصيات (26) ضياء كوك الب



حازم
07-17-2006, 09:07 PM
من كتاب الاتجاهات الفكرية المعاصرة للمستشار الدكتور على جريشة

من ابناء تركيا (1) بلغ حد التاثير فى الجيل التركى الجديد ، وعين استاذا اول لعلم الاجتماع بجامعة استنبول عام 1915م (بمواهبه الشخصية) عين عام 1922م رئيسا للجنة التاليف والترجمة ، كان يؤيد مصطفى كمال بقوة وحماس ، وحمل لواء (علمنة تركيا) فكريا . يقول الاستاذ الندوى اكرمه الله :
(ان ضياء كوك دعا بكل قوة وصراحة الى سلخ تركيا من ماضيها القريب ، وتكوينها تكوينا قوميا خالصا ، وايثار الحضارة الغربية على اساس انها امتداد للحضارة القديمة التى ساهم الاتراك على زعمه فى تكوينها وحراستها)

يقول -اى كوك- فى مقالة له (ان الحضارة الغربية امتداد لحضارة حوض البحر الابيض المتوسط القديمة ، وكان مؤسسو هذه الحضارة التى نسميها بحضارة البحر الابيض المتوسط من الاتراك مثل الفينيقيين والرعاة ، لقد كان فى التاريخ عصر طورانى قبل العصور القديمة ، لان سكان اسيا الوسطى القدامى كانوا اجدادنا ، وفى زمن متاخر جدا رقى االاتراك المسلمون هذه الحضارة ونقلوها الى الاوربيين ، وبتحطم الامبراطوريتين الرومانيتين الغربية والشرقية احدث الاتراك انقلابا فى تاريخ اوربا ، لذلك نحن جزء من الحضارة الغربية ولنا سهم فيها)

ثم يقول (حين تقطع امة شاوا بعيدا فى نشوئها ، ترى من الواجب ان تغير حضارتها ايضا ، لما كان الاتراك قبائل رحالة فى اسيا الوسطى دانوا بحضارة الشرق الاقصى ولما انتهوا الى عصر (السلطنة) دخلوا فى مساحة الحضارة البيزنطية ، والان فى طور انتقالهم الى الحكومة الشعبية هم مصممون على قبول حضارة الغرب)

ثم يقول (وان شعوبا تدين بديانات مختلفة يمكن ان تدين بحضارة واحدة ، ان اليهود واليابانيين يشاركون الاوربيين فى حضارة واحدة)

وعلى ذلك فالدين شىء والحضارة شىء اخر ، وينسى الفرق بين طبيعة الدين الاسلامى والدين المسيحى فيقول (ليس الدين اسما لمجموعة من المؤسسات المقدسة والعقائد والتقاليد ، فالمؤسسات التى لا تحمل قدسا وتمجيدا دينيا (كالافكار العلمية والتطبيقية والادوات الصناعية ومثل الجمال) تؤلف نظاما مستقلا يخرج عن نطاق الدين والعلوم الايجابية : كالرياضات والعلوم الطبيعية وعلم النفس وعلم الحياة والاجتماع والطرق الصناعية والفنون الجميلة لا تمت بصلة الى الدين ، لذلك لا يصح اى ارتباط للحضارة بالدين ، ليست هناك حضارة مسيحية ولا حضارة اسلامية ، فكما لا يصح ان تسمى الحضارة الغربية حضارة مسيحية كذلك لا يصح ان تسمى الحضارة الشرقية حضارة اسلامية)

ثم اشار الى سبب نهضة الروس (رغم انهم شرقيون) (وهذه الحقيقة التاريخية تكفى لاثبات ان الحضارة الغربية هى الشارع الوحيد للتقدم)(2)
(علينا ان نختار احدى الطريقتين ، اما ان نقبل الحضارة الغربية او نظل مستعبدين لقوى الغرب) لابد ان نختار احد الامرين .

ثم لا يترك الاختيار الى من يخاطب بل يمضى ليقول : (يجب علينا ان نسيطر على الحضارة الغربية لندافع عن حريتنا واستقلالنا)(3) كل ذلك بغير اشارة واحدة الى تميزنا بشىء عن الغرب او احتفاظنا بشىء غير الحضارة الغربية!!

ويعلق على ذلك صاحب كتاب القومية التركية والحضارة الغربية (وكان –اى كوك- يتخيل القومية التركية كاساس دولى عالمى ، ويرى فيها عوضا عن الخلافة الاسلامية)(4)

ثم يقول (ومع ان دراساته عن الاجتماع والمدينة الشعبية والتاريخ ليست لها قيمة علمية كبيرة اذا قورنت بمؤلفات علماء تركيا الحضارة وغيرها ، ولكنه لا يستهان بقيمته كزعيم لهذا الاتجاه ومؤسس لهذه المدرسة)

وان بعض مفاهيمه نسيت او اغفلت فى تركيا الجديدة ، او انها تعتبر اليوم تافهة ولا يلاحظ فيها ابتكار ، مع انها كانت تبدو فى عصره جديدة ومبتكرة فذلك لانها اصبح تالان حقائق ، ويتجلى من ذلك عمق تاثيره .

--------------------------------------

(1) ولد بها عام 1875 او 1876 (فى دياربكة) ومات عام 1942 فى الثامنة او التاسعة والاربعين ، التحق بالمدرسة الثانوية العسكرية ، درس الادب والرياضيات والتاريخ واللغة الفرنسية والعلوم الشرقية ، وكانت افكار الثورة الفرنسية التى تسربت. اعجب بهيجل وبشنر واسبنسر ولى بون ، وسافر فى عام 1896 الى قسطنطينية ، التحق بجمعية الاتحاد والترقى وثارت هذه الجماعة عام 1906 ضد النظام الجائر بقيادة ضياء ، خلع السلطان عبد الحميد عام 1909 ، اصدر ضياء جريدتين بيام ، Pacle (الصراع بين الفكرة الاسلامية والفكرة الغربية – الندوى ص 39 )
(2) المرجع السابق ص 275
(3) ، (4) المرجع السابق

مالك مناع
07-17-2006, 10:03 PM
لم يكن أستاذهم ( سارتر ) مبالغاً حين قال: ( شرعت الصفوة الغربية تضع فئة من السكان الأصليين أخذت تصطفي فتياناً مراهقين ، ترسم على جباههم بالحديد الأحمر مبادئ الثقافة الأوروبية وتحشو أفواههم بشعارات رنّانه ثم تردُّهم إلى ديارهم وقد زُيفوا ، إن مثل هؤلاء أكاذيب حية لا يملكون ما يقولون لإخوانهم لأنهم يرجّعون ما يسمعون ، وكنا نحن المستعمرين الأوروبيين نقول لأنفسنا سراً ، دعوهم يعووا فذلك يسري عنهم وإن الكلب الذي ينبح لا يعض ) .

فها هو أحد النابحين!

جزاك الله خيراً أخي الحبيب حازم