المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أعبد الله حباً به؟! أم خوفاً منه؟! أم رجاءً فيه؟!!



مالك مناع
07-17-2006, 10:01 PM
قال العلامة صالح الفوزان:

"فالعبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، وهي تتضمن ثلاثة أركان هي‏:‏


المحبة والرجاء والخوف ..

ولا بد من اجتماعها؛ فمن تعلق بواحد منها فقط؛ لم يكن عابدا لله تمام العبادة.

فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية ..
وعبادته بالرجاء وحده طريقة المرجئة ..
وعبادته بالخوف فقط طريقة الخوارج‏ .‏.

والمحبة المنفردة عن الخضوع لا تكون عبادة؛ فمن أحب شيئا ولم يخضع له؛ لم يكن عابدا؛ كما يحب الإنسان ولده وصديقه، كما أن الخضوع المنفرد عن المحبة لا يكون عبادة؛ كمن يخضع لسلطان أو ظالم اتقاء لشره‏.‏ ولهذا لا يكفي أحدهما عن الآخر في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء‏.‏"

"هذا ويجب أن نعلم أن الخوف من الله سبحانه يجب أن يكون مقرونا بالرجاء والمحبة؛ بحيث لا يكون خوفا باعثا على القنوط من رحمة الله؛ فالمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، بحيث لا يذهب مع الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا يذهب مع الرجاء فقط حتى يأمن من مكر الله؛ لأن القنوط من رحمة الله والأمن من مكره ينافيان التوحيد‏:‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ‏}‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ‏}‏

وقال‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ‏}‏

قال إسماعيل بن رافع‏:‏ ‏"‏من الأمن من مكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة‏"‏‏.‏
وقال العلماء‏:‏ القنوط‏:‏ استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنب عظيم‏.‏

فلا يجوز للمؤمن أن يعتمد على الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا على الرجاء فقط حتى يأمن من عذاب الله، بل يكون خائفا راجيا؛ يخاف ذنوبه، ويعمل بطاعة الله، ويرجو رحمته؛ كما قال تعالى عن أنبيائه‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ‏}‏ ، وقال‏:‏ ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا‏}‏

والخوف والرجاء إذا اجتمعا؛ دفعا العبد إلى العمل وفعل الأسباب النافعة؛ فإنه مع الرجاء يعمل الطاعات رجاء ثوابها، ومع الخوف يترك المعاصي خوف عقابها‏.‏ أما إذا يئس من رحمة الله؛ فإنه يتوقف عن العمل الصالح، وإذا أمن من عذاب الله وعقوبته؛ فإنه يندفع إلى فعل المعاصي‏.‏

قال بعض العلماء‏:‏ من عبد الله بالحب وحده؛ فهو صوفي ..
ومن عبده بالخوف وحده؛ فهو حروري ..
ومن عبده بالرجاء وحده؛ فهو مرجئ ..
ومن عبده بالحب والخوف والرجاء؛ فهو مؤمن ..

كما وصف الله بذلك خيرة خلقه حيث يقول سبحانه‏:‏ ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ‏}‏ .

انتهى ..

العاصمي
08-13-2006, 09:27 PM
- من عرف الله خافه و احبه و رجاه فمن عرف ان ربه قوي مطلع على كل ذنوبه خافه و من عرف نعمة الله عليه و ستره له و تفضله عليه أحبه و من عرف ان ربه غفار رحيم رحمن رجاه.

محمدغراب
09-21-2006, 12:15 AM
بارك الله فيك الموضوع مهم جدا خاصة ان العوام وبعض مدعى العلم كثيرا ما يرددون دون وعى كلام رابعة العدويه انا لا اعبدك طمعا فى جنتك ولا خوفا من نارك ولكن حبا فى ذاتك وهو كلام فيه ما فيه من الجهل والتسطيح فضلا عن مخالفته لنهج اهل السنه كما وضح العلامه الفوزان والله اعلم

امجاد
09-22-2006, 11:42 AM
بارك الله فيك مالك ووفقك لما فيه الخير ويرضاه .. موضوعك اكثر من هام .. وبه الخلاصة الشافية والوعى بحقيقة العبودية لله والايمان .. جزاك الله خيرا والعلامة صالح الفوزان وكل عام وانتم والامة الاسلامية بخير .. ورمضان كريم

صادق
01-17-2007, 02:39 PM
حقا دار بيني وبين صديق لي حوار حول هذه النقطه

جزاك الله خيرا يا اخي وشكرا على هذا الموضوع

تحياتي

احمد صادق

islamistheway
01-17-2007, 03:55 PM
جزاك الله خيرا. المشكلة أن كثير من المسلمون حاليا يتبعون فلسفة الصوفية دون وعي منهم على طريقة إفعل ما شئت (من حرام كان أو حلال) فيأمنوا مكر الرحمن عز وجل بدافع المحبة فقط.

أبو عبد الرحمن
01-20-2007, 12:08 AM
المؤمن يطير الى الله بجناحين جناح الخوف وجناح الرجاء ويحمل بينهما قلب مفعم بحبه
ولا يُتصور ان يطير طائر بجناح واحد اوبجناحين من غير قلب
كذلك لابد ان يتساوى الجناحين فلا يمكن ان يكون الجناح الايمن جناح عصفور والجناح الايسر جناح نسر
فلا بد من تساوى الخوف والرجاء
وقالوا لا باس فى الشباب ان يكون جناح الخوف اقوى وفى الكبر جناح الرجاء اقوى حتى يحسن الظن فى الله
ولكن للاسف يعكر على هذا القول ان الموت الان لا يفرق بين شاب وشيخ وكثر موت الفجاه

أبو مريم
01-20-2007, 06:58 AM
مرحبا بالشيخ أبو عبد الرحمن وعود حميد وما أحلى هذا الكلام الذى لا زلت أحفظه منذ سمعته منه عندما كنت فى الصف الأول الثانوى .

مالك مناع
02-08-2007, 03:54 PM
جزاكم الله خيراً أحبتي وأجزل لكم المثوبة ..وهاكم أيها الأصفياء نقلين عزيزين عن المحبة وأقسامها وقفت عليهما في كتابي الروح والجواب الكافي لابن القيم رحمه الله :


قال ابن القيم رحمه الله موضّحا هذه المسألة :

هنا أربعة أنواع من الحب يجب التفريق بينها وإنما ضلّ من ضلّ بعدم التمييز بينها :

أحدها : محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من الله من عذابه والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله .

الثاني : محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها .

الثالث : الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيه وله .

الرابع : المحبة مع الله وهى المحبة الشركية وكل من أحب شيئا مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه، فقد اتخذه ندًا من دون الله وهذه محبة المشركين .

وبقى قسم خامس ليس مما نحن فيه وهى" المحبة الطبيعية" وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه كمحبة العطشان للماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجة والولد. فتلك لا تُذم إلا إن ألهت عن ذكر الله وشغلته عن محبته كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ) وقال تعالى : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) الجواب الكافي 1/134 .

وقال رحمه الله تعالى : وهناك فرق بين الحب في الله والحب مع الله وهو من أهم الفروق وكل أحد محتاج بل مضطر إلى التفريق بين هذا وهذا، فالحب في الله هو من كمال الإيمان والحب مع الله هو عين الشرك والفرق بينهما أن المحب في الحب تابع لمحبة الله فإذا تمكنت محبته من قلب العبد أوجبت تلك المحبة أن يحب ما يحبه الله فإذا أحب ما أحبه ربه ووليه كان ذلك الحب له وفيه كما يحب رسله وأنبياءه وملائكته وأولياءه لكونه تعالى يحبهم ويبغض من يبغضهم لكونه تعالى يبغضهم وعلامة هذا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه ولا ينقلب حبه لحبيب الله بغضا إذا وصل إليه من جهته من يكرهه ويؤلمه إما خطأ وإما عمدا مطيعا لله فيه أو متأولاً أو مجتهدا أو باغيا نازعا تائبا. والدين كله يدور على أربع قواعد حب وبغض ويترتب عليهما فعل وترك: فمن كان حبه وبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان بحيث إذا أحب أحب لله وإذا أبغض أبغض لله وإذا فعل فعل لله وإذا ترك ترك لله وما نقص من أصنافه هذه الأربعة نقص من إيمانه ودينه بحسبه.

وهذا بخلاف الحب مع الله فهو نوعان: يقدح في أصل التوحيد وهو شرك. ونوع يقدح في كمال الإخلاص ومحبة الله ولا يخرج من الإسلام . فالأول: كمحبة المشركين لأوثانهم وأندادهم قال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) وهؤلاء المشركون يحبون أوثانهم وأصنامهم وآلهتهم مع الله كما يحبون الله فهذه محبة تأله وموالاة يتبعها الخوف والرجاء والعبادة والدعاء وهذه المحبة هي محض الشرك الذي لا يغفره الله ولا يتم الإيمان إلا بمعاداة هذه الأنداد وشدة بغضها وبغض أهلها ومعاداتهم ومحاربتهم وبذلك أرسل الله جميع رسله وأنزل جميع كتبه وخلق النار لأهل هذه المحبة الشركية وخلق الجنة لمن حارب أهلها وعاداهم فيه وفي مرضاته فكل من عبد شيئا من لدن عرشه إلى قرار أرضه فقد اتخذ من دون الله إلها ووليا وأشرك به كائنا ذلك المعبود ما كان ولا بد أن يتبرأ منه أحوج ما كان إليه .

والنوع الثاني محبة ما زينه الله للنفوس من النساء والبنين والذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث فيحبها محبة شهوة كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء فهذه المحبة ثلاثة أنواع:

- فإن أحبها لله تَوَصُلاً بها إليه واستعانة على مرضاته وطاعته أثيب عليها وكانت من قسم الحب لله توصلا بها إليه ويلتذ بالتمتع بها وهذا حاله أكمل الخلق الذي حبب إليه من الدنيا النساء والطيب وكانت محبته لهما عونا له على محبة الله وتبليغ رسالته والقيام بأمره.

-وإن أحبها لموافقة طبعه وهواه وإرادته ولم يؤثرها على ما يحبه الله ويرضاه بل نالها بحكم الميل الطبيعي كانت من قسم المباحات ولم يعاقب على ذلك ولكن ينقص من كمال محبته لله والمحبة فيه.

- وإن كانت هي مقصودة ومراده وسعيه في تحصيلها والظفر بها وقدمها على ما يحبه الله ويرضاه منه كان ظالما لنفسه متبعا لهواه .

فالأولى محبة السابقين ، والثانية محبة المقتصدين ، والثالثة محبة الظالمين . الروح لابن القيم 1/254

انتهى كلامه رحمه الله ؛

عبد التواب
03-03-2013, 02:34 PM
جزاك الله خير