المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماتت (أمي) التي كان يكرمنا الله من أجْلِها



أبو المظفر السناري
05-11-2015, 06:13 PM
لله ما أخذ، وله ما أعطَى، وكل شيء عنده بقدْر مسمَّى. العينُ تدمع والقلب يحزن، ولستُ أقول إلا ما يُرضِي الرب. فإنا للَه وإنّا إليه راجعون؛ تسليمًا لِمَا أمضاهُ، ورِضَىً بما قضاهُ.
أكتبُ تلك الكلمات ودمْعُ العيون لا يزال واكفًا، وحُزْنُ القلوب على سُوَيْدائها ما بَرِحَ عاكفًا، ماذا أقول بعد أنْ مَدَّ الهمُّ إلى جسْمِي يدَ التجريح والسَّقْم، وجَرَّ الأسَى على مَقَاسِمِي ذيولَ الدمع بالدّمِ.
ماتت أمي بعد أنْ رَمَتْني (بفراقها) بسهم أصاب مني كلَّ مَعْقِد ومَفْصِل، ولنْ يزال بالقلب حسرات عليها حتى ألقاها.
قد شاء الله أنْ أُبَاشِر غُسْلَها بيدي (مع مساعدة بعضهن)، فكلما قلَّبْتُها ذات اليمين وذات الشمال أرَى يشائر الرضا على قَسَمات وجهها بارقة مُضِيئة، مع السكينة والوقار وجمَال الطُّمَأنِينة.
الآن بدأتْ تطْرُقُنِي عيونُ المُواساة: اصبِرْ شيخنا. تجمَّلْ مولانا. رِفْقًا أُستاذنا!
وأنا أقول في نفسي:

ومَا تنفعُ الآدابُ والعلمُ والحِجَا ... وصاحبُها عند التمام يَمُوتُ!
الله المستعان. فإن المصيبة أعظم مِن أن توصَفَ بحال. ومصيبتنا في مولانا وسيدنا أبي القاسم (صلى الله عليه وسلم) أعظم وأشد وأبقَى.
وكذا مصيبتنا في أسلافنا الأوائل: أبي بكر وعمر وعثمان وعلِيّ والحسن والحسين ومَنْ سار على دَرْبهم مِن شموس الأئمة، وأقمار الأمة.
بل يعلم الله أنّ حُزْني على إخواننا المعذَّبِين الآن في جَنَبات الأرض، والشارِدِين في بلْدانها بالطول والعَرْض= لا يقِلّ عن حُزني بأهلي وأحبابي.
ولن تزال الكبد لهؤلاء حَرَّى، والعين عَبْرَى، والنفس حَيْرَى، والهم عليهم طارِقٌ ووارِد، والأُنْسُ مِن أجلهم طائِر شارد.
وإذا صح لي تعزيةُ نفسي بفقِيدة نفْسي، وتسْلِية قلبي بحبِيبة قلبي، فيكفي أنْ أنْفُثَ هنا تلك الأبيات؛ علَّها تكون ترياقًا لِنَازِلاتِ أحزاني، ودواءً ناجعًا لباعثات آلامِي وأشجاني.


أُمَّاه يا روحِي ومُقْلةَ ناظري *** وجمالَ نفْسي إنْ عَراهُ فُتور
يا بسْمةً كانتْ على الثَّغْر الذي *** ما إنْ بدا فاحتْ هناك عُطور
قد كنتِ لي نورَ الحياة وشمْسَها *** فغدوتُ أعمَى في الظلام يسير
ضحكاتُ فرحُكِ لا تزال تهزُّني *** وتُطيلُ أنَّاتِ الْجَوَىَ وتُثِير
دقَّاتُ قلبُكِ في الفؤاد طوارقٌ *** يصْدعْنَ نفسي والإلهُ خبير
أُمَّاه قد عظم المصاب وإنني *** أبداً على العهد القديم أسِير
كأسُ المنيَّةِ قد أصابكِ بغْتةً *** فَشَرَبْتِ ماء الموتِ وهْو مَرِير
قد كان لا يحلو غيابُكٍ ساعةً *** كيف التَسَلِّي والغيابُ دهور
يا ليتني قد كنتُ قبلكِ ثاويًا *** حُفَرَ الترابِ فَيَشْتفي المصْدُور
ما طابَ عيشي في الحياة رفِيقَتِي*** مُذْ غاب بدرُ جَمالكِ المستور
كبدي يَسيل مرارة أبدًا وإنْ *** مرَّتْ عليَّ صوارفٌ وعُصور
فإلى اللِّقاء حبيبتي في عالمٍ *** ما فيه حُزْنٌ بل هناك سرور
في جنَّةٍ فيها الأحبَّةُ تلْتقي *** والرَّبُّ راضٍ .. والشَّرابُ طَهُور

مسلم أسود
05-11-2015, 06:52 PM
إنا لله و إنا إليه راجعون . عظم الله أجركم و رحمها .

مستفيد..
05-11-2015, 06:57 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون
أحسن الله عزائكم وجبر مصابكم (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون)
اللهم ارحمها واغفر لها واجعلها من أهل الجنة

(>أبو محمد<)
05-11-2015, 10:45 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون ، عظم الله أجركم وأحسن الله عزاءكم وجبر مصابكم أخي الكريم أبو المظفر ،

اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها ، واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ،
وابدلها دارا خيرا من دارها ، وزوجا خيرا من زوجها ، وأهلا خيرا من أهلها ، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار ،
اللهم جازها بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ، ولموتانا وموتى المسلمين ، آمين .

muslim.pure
05-12-2015, 12:23 AM
رحمها الله و غفر ذنبها

أبو المظفر السناري
05-12-2015, 06:46 PM
الحمد لله على كل حال. وشكرَ اللهُ لِمَنْ عزَّى وصَبَّر.
وأرجو أن تكون الوالدة (إن شاء الله برحمته) قد استراحَتْ مِن وَصَبِ الدنيا ولأَوَئِها. وهي التي صرَّفَتْ عمرها كله في خدمة أبنائها والقيام عليهم بما تقصر العبارة عن الإفصاح عنه.
نعم: استراحتْ من وَخْزِ الإِبَر (وهي التي كانت أخوف الناس منها)، وانْسِراح أنياب المرض في أطرافها بما كان يجعلنا نَصِيح كلما صاحتْ مِن وَعْثَاء الألَم.
هذا مع ما كثير ما عانيناه مِن ضَعْفِ المُنَّة وقلة الحاجة ونحن بصدد السعْي عليها بين مِن يتلقَّبون بــ (الأطباء)! أخَذَ الله منهم لنا على كل تقصير منهم أو من بعضهم في سبيل الاعتناء بالوالدة.
لقد حَفِيَتْ أظافِري أيامًا بلياليهن وأنا أتنقل من مَشْفَى لآخَر؛ باحثًا عمَّنْ يقبل المرأة المسكينة (لِحجْزها في قسم الرعاية) فلا أجِد مجيبًا؛ لقلة ذات اليد، وانعدام المُعِين (الواسطة) المُوَصِّل إلى ساحة هؤلاء! لا كان الله لهم!
وكلما خرجْتُ مِن مكان كما دخلْتُ فيه؛ تذكرْتُ قول القائل:

يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضدُّهُ ... والناسُ تغلقُ دونَهُ أبوابَها
وتراهُ مبْغوضًا وليس بمُذْنبٍ ... ويرَى العداوةَ لا يرَى أسبابَها.
إِي وربِّي لقد صدَقَ الصادق القدوة سفيانُ الثوري فيما رويناه عنه بالإسناد الصحيح أنه قال: (أَوْحَشَتْ الْبِلَادُ واسْتَوْحَشْتْ، وَلَا أَرَاهَا تَزْدَادُ إِلَّا وَحْشَةً)!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

متحري الحقيقة
05-14-2015, 01:50 PM
عظم الله أجركم رحمها الله بإذن الله مثواها الفردوس الأعلى و ما ظهر على وجهها لهو أعظم بشرى صبركم الله على فقدانها ورزقكم من حيث لا تحتسبون وكل نصب ووصب أصابك أثناء رعايتها فهو في ميزان حسناتك فأبشر

إلى حب الله
05-14-2015, 09:17 PM
والله كلامك شيخنا يفت في قلب الواحد منا حتى ليلمس قساوته مع والديه وإن كان بهما بارا
يا الله
ما أعجب الإنسان - وما أعجب أرباب المادة والطبيعة الجوفاء وما أفقرهم في مثل ذلك المقام
حيث لا عزاء ولا ذكرى ولا جميل يُحمل ويُنشر !! وسبحان الله العظيم
صبركم الله أخي الكريم
وأنت تعلم أن قضاء الله تعالى لا مفر منه وإن تعددت الأسباب
وأنت تعلم أن نول الرضا من الرحمن لا يكون إلا مع الابتلاء الذي معه ويليه الصبر والاحتساب
رفع الله قدركم ومقامكم في عليين
ورزقكم مع الوالدة والوالد وكل مَن تحب جوار نبيه الأمين ومع الصالحين
اللهم آمين

د. هشام عزمي
05-14-2015, 10:46 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
عظم الله أجرك وثبتك وصبرك وربط على قلبك شيخنا الحبيب ..
أسأل الله أن يغفر للوالدة الكريمة ويرحمها ويتجاوز عنها ويكرم نزلها ويوسع مدخلها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة !

عَرَبِيّة
05-15-2015, 03:02 PM
إنَّا لله وإنَّا إليهِ راجعون،
لله ما أعطى ولله ما أخذ؛ أعظمَ الله أجركم وأحسنَ عزاءكم وغفر لوالدتكم وأسكنها فسيح جناته.
والحمد لله على كل حال، إنما هي دار عبور، فصبرٌ جميلٌ يرحمكم الله.

ابن سلامة القادري
05-15-2015, 10:14 PM
أكرمكم الله تعالى بالدعاء لها و برها بعد موتها بما تطيقون فلا تنسوها أبدا يا أخي من دعائكم و من كل عمل صالح يصلها .. أثابكم الله برها و باعد بينها و بين النار كما باعد بين المشرق و المغرب و غفر لها و رحمها
إنا لله وإنا إليه راجعون

ابن عبد البر الصغير
05-22-2015, 02:30 AM
الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل .. إن لله يا أبا المظفر ما أخذ وله ما أعطى وكلّ عنده بأجل مسمّى، فاصبر واحتسب، وأسأل الله لها السعادة الأخروية بدون حساب ولا سابقة عذاب .. وإن شاء الله تعالى منعّمةٌ برزخيا الآن ..

رزقكم الله الصبر والسلوان، وأغدق عليهم من النّعم والخيرات، ويسر أموركم ورفع درجاتكم . آمين

قلب ينبض بحب الله
05-22-2015, 11:51 AM
لله ما أخذ وله سبحانه وما أعطى وكل شىء عنده بأجل مسمى

أسأل الله - تبارك وتعالى - أن يغفر لها ويرحمها ويرزقها الفردوس الأعلى من الجنة

وأن يُصبر ذويها وأهلها ولا يفتنا بعدها إنه ولى ذلك ومولاه ولا حول ولا قوة إلا بالله

hameed gaber
05-23-2015, 11:37 PM
اللهم اغفر لها وارحمها ويجمعها بك ان شاء الله فى الفردوس الاعلى

الالحاد بلاء
05-30-2015, 10:09 PM
أنَ لله وأنَ أليه راجعون ، اللهم ارحمها واغفر لها وتقبلها عندك يا أرحم الراحمين.

أحسن الله عزائكم وغفر لفقيدتكم وابدلها دار من داره ، الله يثبتكم ويجبر ما اصابكم ، سلواكم انها سبقتكم للجنّه أن شاء الله .

memainzin
06-04-2015, 10:31 AM
رحم الله ميتكم وعظم الله اجركم وغفرالله لها ولنا ولكم وجميع المسلمين الاحياء والميتين
-------------------
مقتبس
أُمَّاه يا روحِي ومُقْلةَ ناظري *** وجمالَ نفْسي إنْ عَراهُ فُتور
يا بسْمةً كانتْ على الثَّغْر الذي *** ما إنْ بدا فاحتْ هناك عُطور
قد كنتِ لي نورَ الحياة وشمْسَها *** فغدوتُ أعمَى في الظلام يسير
ضحكاتُ فرحُكِ لا تزال تهزُّني *** وتُطيلُ أنَّاتِ الْجَوَىَ وتُثِير
دقَّاتُ قلبُكِ في الفؤاد طوارقٌ *** يصْدعْنَ نفسي والإلهُ خبير
أُمَّاه قد عظم المصاب وإنني *** أبداً على العهد القديم أسِير
كأسُ المنيَّةِ قد أصابكِ بغْتةً *** فَشَرَبْتِ ماء الموتِ وهْو مَرِير
قد كان لا يحلو غيابُكٍ ساعةً *** كيف التَسَلِّي والغيابُ دهور
يا ليتني قد كنتُ قبلكِ ثاويًا *** حُفَرَ الترابِ فَيَشْتفي المصْدُور
ما طابَ عيشي في الحياة رفِيقَتِي*** مُذْ غاب بدرُ جَمالكِ المستور
كبدي يَسيل مرارة أبدًا وإنْ *** مرَّتْ عليَّ صوارفٌ وعُصور
فإلى اللِّقاء حبيبتي في عالمٍ *** ما فيه حُزْنٌ بل هناك سرور
في جنَّةٍ فيها الأحبَّةُ تلْتقي *** والرَّبُّ راضٍ .. والشَّرابُ طَهُور