المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يحاسبني الله وهو قد علم ما سأفعله وكتبه عنده ؟



mostafa nasr
05-17-2015, 03:48 PM
سؤال من أكثر الأسئلة ورودا من الملحدين ....ويقع فيه كثير من المشككين ...
لماذا يحاسبني الله وهو قد علم ما سأفعله وكتبه عنده ؟
أقول :
الحمد لله وبعد :
لحل هذا الإشكال لابد أن تكون على علم بأن صفات الله تعالى مطلقة ، فالله عز وجل عليم ذو العلم المطلق ...الأزلي ، فالله يستوي في علمه الأزلي الزمن بأنواعه الثلاثة التي نعرفها -الماضي والحاضر والمستقبل - إذا فعلم الله تعالى أزلي لا نقص فيه .... يعني المستقبل ليس غيب بالنسبة له !! بل هو كالماضي بالنسبة لنا ....
الله تعالى يعلم ما فعلته في الماضي ويعلم بحالك الآن وأنت تقرأ هذه الكلمات في الحاضر ويعلم بحالك في المستقبل ، ويعلم ما سيحدث إذا اختارت شيئا ما ، ويعلم ما يحدث إذا اختارت شيئا آخر غير الذي اختارت ... فهو يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ....فعلم الله تعالى لا دخل فيما فعلت أنت وما ستفعل ، انت حر افعل ما تشاء ، لكن اعلم أنك ستحاسب !!.

أما عن المحاسبة : فكما قلنا في المرة السابقة أن الله تعالى خلقك مسير مخير ...فأنت محاسب على ما تم تخييرك فيه ...غير محاسب على ما أنت مسير عليه ...

الله تعالى لم يتدخل فيما اختارت وهذا من مشيئته ، حيث كان من مشيئته وقدرته أن يترك لك الخيار لتختار ، ولذا سيحاسبك على اختيارك دون إجبار ، فأنت تستطيع أن تؤمن بالله ، وتستطيع أن تكفر بالله ، تستطيع أن تعمل الحلال وتستطيع أن تعمل الحرام .

وليتضح المقال بمثال :
نفترض أني جئتك زائرا ، ولديك ولدين ، ثم أعطيت أحدهما أ خمسون جنيها ، وأعطيت الآخر ب مثل ذلك ، ثم انصرفا ، فإذا بك تخبرني أن ابنك أ سيصرف 10 جنيهات ، وسيتصدق بعشر أخرى ، وسيعطي والدته عشرون ، وسيحتفظ بالعشرة الباقية ...
ثم اخبرتني بأن ابنك الاخر ب سيصرف الاربعون جنيها كاملة ، وسيعطي والدته عشرة جنيهات فقط ....
وبعد ساعتين جاء كلا من الولدين وإذا بهما فعلا مثل ما اخبرتني به تماما ....وذلك لعلمك السابق بهما وبخبرتك وتعاملك معهما ...

هل هذا يعني أنك أجبرت أحدا على فعل شيء ؟! وهل هذا يعني أنه لا يحق لك حسابهما ؟! وهل هذا يعني أنهما لا يحسنان التصرف فيما يملكان ما دمت قد علمت مسبقا بما سيفعلان ؟!
بلطبع لا ...بل ينبغي أن يجتهد كل منهما ما دام يعرفان أنك تعلم ما سيفعلان

لنأخذ مثال آخر فيزيائي :) حتى تتضح الصورة أكثر و أكثر

السفر عبر الزمن ....هو فكرة نتجت لدى الفيزيائيين نتجت تطور الفيزياء وبخاصة النظرية النسبية في القرن العشرين ...المهم ...نفترض أن رئيس المجهورية كلفك بعمل خلال سنتين ....وقال إن أكملته على أكمل وجه كما ينبغي فسأكفأك بكذا وكذا ...وإن قصرت وأهملت فسأسجنك وأعذبك ......ثم قام هذا الرئيس برحلة عبر الزمن إلى المستقبل بخمس سنوات ...وعلم ما ستفعله أنت وما ستقوم به ، سواء من إتمام العمل كما ينبغي أو بالإهمال ، ثم كتب كل ذلك وأيده عنده ، ثم أخبرك أنه كتب كل ما ستفعله مستقبلا ، وذلك لعلمه الذي حصل عليه ، فهل هذا يعني أنه لا يحق له أن يحاسبك بعد السنتين بحجة علمه ، وهل هذا يعني أنه أجبرك على شيء مما تعمل أو ما ستعمل ؟! أم أن هذا يكون دافعا أن تحسن العمل ؟!

فما بالك بربك ....ولله المثل الأعلى ...والكمال والعلم المطلق ...الذي يعلم السر وأخفى .
هذه الأمثلة هي فقط مجرد تشبيه لتقريب المعلومة ...

الحارس المنتظر
05-17-2015, 05:29 PM
شكر الله لك قولك وجهدك اخي الكريم ,,,,و ببساطة نستطيع ان نرد عليهم بآية كريمة قال تعالى ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)) ,, فهذا ينفي ان الله سبحانه قد تحكم في تصرفاتك وسلوكك ومنتهاك .

hani1984
05-17-2015, 10:13 PM
بارك الله بك اخي ارجو ان تفصل اكثر البارحة رايت فيديو عن هذا الموضوع والشاب كان سال اذا كان الله عز وجل يعلم ما سافعل ويعرف اني من اهل النار لماذا لم يوقفني او يساعدني او يتجنب خلقي كي لا ادخل النار ؟ هل هناك رد اخي

mostafa nasr
05-17-2015, 10:59 PM
بارك الله بك اخي ارجو ان تفصل اكثر البارحة رايت فيديو عن هذا الموضوع والشاب كان سال اذا كان الله عز وجل يعلم ما سافعل ويعرف اني من اهل النار لماذا لم يوقفني او يساعدني او يتجنب خلقي كي لا ادخل النار ؟ هل هناك رد اخي

الله عز وجل يفعل ذلك مرارا وتكرارا والسعيد من اتعظ وفهم وعاد إلى الحق وإلى الصراط المستقيم ، لكن الله تعالى لا يجبر أحدا على فعل شيء ، فهو سبحانه قد جعل الدنيا دار اختبار وبلاء ، وأوضح فيها بأدلة ظاهرة قاطعة وببراهين كثيرة لكل عاقل ، على الحق من الباطل وأقام الحجة ومن أجل هذا أنزل الكتب وأرسل الرسل حتى يميز الخبيث من الطيب وحتى يأخذ كل ذي حق حقه ، واقتضت مشيئته أن يخلقنا ويترك لنا الحرية في الايمان أو الكفر ويحاسبنا على أفعالنا حسب استطاعتنا وحسب ما وصلنا إليه بحريتنا دون جبر من أحد ... فلو كان أحد يسير في طريق اهل النار بارتكاب المحرمات وأوضح الله له ببينات عدة على خطأه وخطأ ما يسير فيه ، هنا تقوم عليه الحجة فإن لم يرجع عن ما هو عليه وجب عليه الحساب على ما قدم ، كما أن الدنيا كما اخبرتك دار بلاء وامتحان فلا يستوي فيها من يعمل الصالحات ويطيع الله كمن يفسد في الارض ويعص الله ، أما عن قولك أن يتجنب الله خلقه .... فهذا خطأ إذ ان الله تعالى أشهد بني آدم على أنفسهم وهم في عالم الذر " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا " كما أن الخلق افضل من العدم ..... واخيرا قائل هذا الكلام يستطيع بكامل إرادته أن يقوم ويتوب ويصلي لله ويفعل الخيرات وينجو من النار .

muslim.pure
05-17-2015, 11:47 PM
جزا الله خيرا الأخ مصطفى فقد وضح و أجاب فقط لدي إضافة بسيطة بخصوص

او يتجنب خلقي كي لا ادخل النار
أنقل كلاما للأخ أبو الفداء لفائدته

فعندما يأتينا من يقول إننا لو كنا الآن معدومين غير موجودين لكان ذلك خيرا لنا وأعدل في حقنا من كوننا موجودين، فإن هذا السفساط لا يجاب إلا بالإحالة إلى طبيب! ذلك أننا لا نعقل العدم في حق ذواتنا الموجودة! فكيف يقال إن عدم ذواتنا خير لها – أو شر لها - من وجودها، والخير والشر لا ينسبان إلى معدوم أصلا؟ إن شئنا أن ننصب المقارنة بين موجود وموجود فهذا تستقيم به العقول ولا تمنعه! أما أن نعقد الكلام على ذات موجودة للحكم على "حالها" في العدم أو قبل أن توجد، فنقول إن العدم أفضل لها من الوجود أو الوجود أفضل لها من العدم، فهذا محض سفسطة وسخف! فإن أحكام العدل والظلم وأحكام الخير والشر وصفات الأحوال والأفعال لا تتعلق بالشيء إلا إن كان له وجود في الواقع، أما المعدوم فلا يتعلق به حكم ولا تنسب له صفة!
بقية المقال على هذا الرابط
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?29445-%E3%E4-%D3%DD%D3%D8%C9-%C7%E1%E3%E1%C7%CD%CF%C9-%DE%E6%E1%E5%E3-%C7%E1%DA%CF%E3-%CE%ED%D1-%E1%E4%C7-%E3%E4-%C7%E1%CA%DF%E1%ED%DD%A1-%E6%C7%E1%C7%C8%CA%E1%C7%C1-%E3%E4-%C7%E1%D9%E1%E3!

SHAKER
05-18-2015, 02:31 AM
شكرا لكـ موضوع جميل جدا

المثال الأسهل
تخيل انكـ في اختبار و الختبار مكون من سؤال واحد
و اسؤال له 4 خيارات
1 و 2 و 3 و 4

المعلم الذي كتب السؤال يعرف ان الأجابه الصحيحه هي (مثل 3) و يقف المعلم فوق رائسك لينظر لطريقة حلكـ
عندما تقرب قلمكـ لـ خيار 2 يعلم المعلم انكـ سترسب وعندما تختار 3 يعلم انك ستنجح .

رمضان مطاوع
05-18-2015, 07:47 AM
وهذا الرابط إضافة لما ذكره الأخوة الكرام لعل فيه فائدة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?59440-%DA%E1%E3-%C7%E1%E1%E5-%D3%C7%C8%DE-%E1%E1%E6%CC%E6%CF

مسلم أسود
05-18-2015, 03:01 PM
أما آن للزميل شاكر أن يشهد أنه لا إله إلا الله ؟

أبو عمر النفيس
05-18-2015, 04:52 PM
أساسا استشكال الملحدين غريب و متناقض ...!

فهم يقولون : كيف يحاسبنا الإله و هو يعلم بما سنفعله ؟!

و حاصل كلامهم أنهم يريدون من الإله أن يحاسبهم إذا كان لا يعلم ما فعلوه ! و لا أظنّ عاقلا يقول بأن الأحق بالمحاسبة هو من لا يعلم ما فعله الإنسان ... !!

و عليه ،، فالله يحاسبك لأنه يعلم ما فعلته ، لو كان لا يعلم ، لما جاز عقلا أن يحاسبك ... !

و عليه ، فالاستشكال متناقض أصلا !

[] .... أبو عمر النفيس .... []

أبو عمر النفيس
05-18-2015, 05:02 PM
هناك معادلتين منطقيتين في هذه المسألة ،،،

المعادلة الأولى : لابدّ أن يكون الحساب بعد العمل.
( بمعنى لا بدّ أن يعمل الإنسان عمله ، ثم بعد ذلك يحاسبه الإله ، و لا يجوز عقلا أن يحاسبه الإله قبل العمل )

المعادلة الثانية : لابدّ أن يكون العلم قبل الحساب.
( بمعنى لابدّ أن يعلم الإله ما قام به الإنسان قبل أن يحاسبه ، ولا يجوز عقلا أن يحاسب الإله الإنسان دون أن يعلم ماقام به الإنسان)

و عليه ،، فجميع المعادلتين آنيا ،، نجد الآتي

إما : 1- ( العلم ) 2- ( العمل ) 3- ( الحساب )
أو : 1- ( العمل ) 2- ( العلم ) 3- ( الحساب )

لا يوجد أساس منطقي أو قاعدة عقلية تشترط أن يكون ( العلم ) بعد ( العمل ) .. و عليه ، فكلا الترتيبين الأول و الثاني صحيح ... و نحن المسلمون نرى أن الترتيب الأول أصحّ و أدلّ على كمال الله سبحانه و تعالى .

[] .... أبو عمر النفيس ... []

مستفيد..
05-18-2015, 10:28 PM
شكرا لكـ موضوع جميل جدا

المثال الأسهل
تخيل انكـ في اختبار و الختبار مكون من سؤال واحد
و اسؤال له 4 خيارات
1 و 2 و 3 و 4

المعلم الذي كتب السؤال يعرف ان الأجابه الصحيحه هي (مثل 3) و يقف المعلم فوق رائسك لينظر لطريقة حلكـ
عندما تقرب قلمكـ لـ خيار 2 يعلم المعلم انكـ سترسب وعندما تختار 3 يعلم انك ستنجح .


تقريب جميل..ولكن أضف ان المعلم لا فقط يعلم وإنما يُخبر التلاميذ صراحةً بمكان الإجابة الصحيحة ويحذرهم من الأجوبة الخاطئة..فيعترض أحدهم بحجة ان هذا غَيْرُ كافٍ وإنما يلزم أن يجبره على اختيار الإجابة الصحيحة!..هكذا اعترض الملحد..ولله المثل الأعلى

muslim.pure
05-18-2015, 10:51 PM
أساسا استشكال الملحدين غريب و متناقض ...!

فهم يقولون : كيف يحاسبنا الإله و هو يعلم بما سنفعله ؟!

و حاصل كلامهم أنهم يريدون من الإله أن يحاسبهم إذا كان لا يعلم ما فعلوه ! و لا أظنّ عاقلا يقول بأن الأحق بالمحاسبة هو من لا يعلم ما فعله الإنسان ... !!

و عليه ،، فالله يحاسبك لأنه يعلم ما فعلته ، لو كان لا يعلم ، لما جاز عقلا أن يحاسبك ... !

و عليه ، فالاستشكال متناقض أصلا !

[] .... أبو عمر النفيس .... []
يا أخي أبو عمر الإشكال في الموضوع في علم الله للمستقبل و حرية إختيار العبد و ليس في مسألة الحساب على فعل قد تم
أما علم الله للمستقبل فهذا ما وضحه الأخ مصطفى

هناك معادلتين منطقيتين في هذه المسألة ،،،

المعادلة الأولى : لابدّ أن يكون الحساب بعد العمل.
( بمعنى لا بدّ أن يعمل الإنسان عمله ، ثم بعد ذلك يحاسبه الإله ، و لا يجوز عقلا أن يحاسبه الإله قبل العمل )

المعادلة الثانية : لابدّ أن يكون العلم قبل الحساب.
( بمعنى لابدّ أن يعلم الإله ما قام به الإنسان قبل أن يحاسبه ، ولا يجوز عقلا أن يحاسب الإله الإنسان دون أن يعلم ماقام به الإنسان)

و عليه ،، فجميع المعادلتين آنيا ،، نجد الآتي

إما : 1- ( العلم ) 2- ( العمل ) 3- ( الحساب )
أو : 1- ( العمل ) 2- ( العلم ) 3- ( الحساب )

لا يوجد أساس منطقي أو قاعدة عقلية تشترط أن يكون ( العلم ) بعد ( العمل ) .. و عليه ، فكلا الترتيبين الأول و الثاني صحيح ... و نحن المسلمون نرى أن الترتيب الأول أصحّ و أدلّ على كمال الله سبحانه و تعالى .

[] .... أبو عمر النفيس ... []
بالنسبة للمعادلة الأولى ففيها إلزام بما لا يلزم فالله يمكن أن يحاسبنا بعلمه بما سيكون منا و يدخل فئة النار و فئة الجنة و لكن الله خلقنا و ابتلانا و قدر أنه لا يدخل أحد النار إلا بعد أن تبلغه الحجة
(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
و المعادلة الثانية نفس الشيء ف( الله بكل شيء عليم ) و يمكن لله أن يحاسبنا دون أن نعمل شيئا فقط بعلمه لما سيكون منا و لكن فضل من الله فقد قضى أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة
(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )

أبو عمر النفيس
05-19-2015, 02:20 AM
[QUOTE]يا أخي أبو عمر الإشكال في الموضوع في علم الله للمستقبل و حرية إختيار العبد و ليس في مسألة الحساب على فعل قد تم
أما علم الله للمستقبل فهذا ما وضحه الأخ مصطفى
المشكلة أن البعض يرى أنه لا ينغي على الله أن يعلم بالمستقبل إلا بعد حدوثه ... !
و هذا إشكال غير لازم ؛ لأن المستقبل نسبي ؛ لأن الزمن نسبي و المستقبل هو زمن ... فلو قال أحدهم : مالذي سيحدث غدا في الساعة العاشرة صباحا ؟! لا معنى لهذا السؤال حتى نعرف المكان .. إذ الساعة العاشرة صباحا في الصين ليس هو الساعة العاشرة في الهند ليس هو الساعة العاشرة في أمريكا .. و عليه ،، فلا معنى للزمان بلا مكان .. فمن لا مكان له لا زمان له .. فلا معنى للمستقبل عند الله .


بالنسبة للمعادلة الأولى ففيها إلزام بما لا يلزم فالله يمكن أن يحاسبنا بعلمه بما سيكون منا و يدخل فئة النار و فئة الجنة و لكن الله خلقنا و ابتلانا و قدر أنه لا يدخل أحد النار إلا بعد أن تبلغه الحجة
(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
و المعادلة الثانية نفس الشيء ف( الله بكل شيء عليم ) و يمكن لله أن يحاسبنا دون أن نعمل شيئا فقط بعلمه لما سيكون منا و لكن فضل من الله فقد قضى أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة
(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )

لا يُعذّب الله الناس بعلمه ، فهذا يتنافى مع كمال عدله ... فأبناء الكفار لاشك أنهم سيعيشون كفارا كآبائهم .. و مع ذلك ، ما عليه جمهور أهل العلم أن أطفال الكفار لا يدخلون النار ، برغم علم الله بما كان سيؤول إليه حالهم لو عاشوا ...

[] ... أبو عمر النفيس ...[]

muslim.pure
05-19-2015, 10:24 AM
المشكلة أن البعض يرى أنه لا ينغي على الله أن يعلم بالمستقبل إلا بعد حدوثه ... !
و هذا إشكال غير لازم ؛ لأن المستقبل نسبي ؛ لأن الزمن نسبي و المستقبل هو زمن ... فلو قال أحدهم : مالذي سيحدث غدا في الساعة العاشرة صباحا ؟! لا معنى لهذا السؤال حتى نعرف المكان .. إذ الساعة العاشرة صباحا في الصين ليس هو الساعة العاشرة في الهند ليس هو الساعة العاشرة في أمريكا .. و عليه ،، فلا معنى للزمان بلا مكان .. فمن لا مكان له لا زمان له .. فلا معنى للمستقبل عند الله .

يا أخي لا أتحدث عن هذا المستقبل بمعنى فارق التوقيت و لكن أتحدث عن الشيئ الذي لم يحدث بعد فالله يعلم به قبل حدوثه فمثلا الساعة 10 صباحا في الصين بتاريخ 12/12/3000 فهذا التاريخ لم يحدث إلى الآن حتى مع فارق التوقيت بين البلدان و الله يعلم به قبل حدوثه و الشبهة التي يطرحها الملاحدة هي ما دام الله يعلم مسبقا ما سنفعله فنحن مسيرين و نجيبهم لا يعني أن الله يعلم ما ستفعله في المستقبل أنه سيحاسبك بعلمه و لكن بفعلك الذي ارتكبته بمحض إرادتك و يمكن مراجعة موضوع الأخ مصطفى

لا يُعذّب الله الناس بعلمه ، فهذا يتنافى مع كمال عدله ... فأبناء الكفار لاشك أنهم سيعيشون كفارا كآبائهم .. و مع ذلك ، ما عليه جمهور أهل العلم أن أطفال الكفار لا يدخلون النار ، برغم علم الله بما كان سيؤول إليه حالهم لو عاشوا ...
الظلم هو وضع الشيئ في غير موضعه و لو حاسبنا الله بعلمه بما سيكون منا لما كان ظالما لنا و حاشاه و لكن خلقنا و رزقنا و كل هذا فضل من الله سبحانه علينا و زاد لنا من فضله فقضى أن لا يعذب أحدا حتى تبلغه الحجة و كل هذا فضل من الله سبحانه علينا

أبو عمر النفيس
05-19-2015, 12:35 PM
[QUOTE]يا أخي لا أتحدث عن هذا المستقبل بمعنى فارق التوقيت و لكن أتحدث عن الشيئ الذي لم يحدث بعد فالله يعلم به قبل حدوثه فمثلا الساعة 10 صباحا في الصين بتاريخ 12/12/3000 فهذا التاريخ لم يحدث إلى الآن حتى مع فارق التوقيت بين البلدان و الله يعلم به قبل حدوثه و الشبهة التي يطرحها الملاحدة هي ما دام الله يعلم مسبقا ما سنفعله فنحن مسيرين و نجيبهم لا يعني أن الله يعلم ما ستفعله في المستقبل أنه سيحاسبك بعلمه و لكن بفعلك الذي ارتكبته بمحض إرادتك و يمكن مراجعة موضوع الأخ مصطفى
عندما تقول : مالذي سيحدث في الساعة 10 صباحا بتاريخ 12/12/3000 في الصين ، فهذا أمر في الماضي بالنسبة للصينين !!! و ذلك لأنه حسب التقويم الصيني نحن في عام 4000 و أكثر ... فلا معنى لقولك عام 3000 ... لا بدّ أن تحدّد على أي أساس هذا الزمن .. كأن تقول بعد 3000 سنة من ميلاد المسيح أو بعد 3000 سنة من هجرة الرسول ... فلا معنى للزمن دون أن تنسبه إلى مرجعيّة معيّنة . و عليه ، فالمستقبل مستقبل بالنسبة للمرجعية التي تعتمد أنت عليها ... أما بدون بدون مرجعية فلا معنى للمستقبل .. و عليه ،، فعندما نتحدث عن الأحداث التي تحدث في كوكب الأرض على أنها في المستقبل لم تحدث بعد ، هي نظرة قاصرة ، لأنه حسب كوكب عطارد ، الزمن المستقبل بالنسبة للأرض هو ماضي بالنسبة لها .. و الماضي بالنسبة لكوكب الأرض هو مستقبل بالنسبة لكوكب زحل و هكذا ...

الظلم هو وضع الشيئ في غير موضعه و لو حاسبنا الله بعلمه بما سيكون منا لما كان ظالما لنا و حاشاه و لكن خلقنا و رزقنا و كل هذا فضل من الله سبحانه علينا و زاد لنا من فضله فقضى أن لا يعذب أحدا حتى تبلغه الحجة و كل هذا فضل من الله سبحانه علينا
لو خلق الله بشرا و أدخلهم النار فهذا حقّه ، و هذا معناه أن هؤلاء البشر خُلقوا لأجل هذه الغاية ... لكن حينها لا نقول أنه أدخلهم النار جزاءا لما كانوا سيفعلونه لو أنهم عاشوا !!! فهناك فرق بين أن تخلق كائنا لهدف ما هو استخدامه كحطب في جهنم و بين أن تخلق كائنا تحاسبه على أفعاله ... فإن كان خلق للأمر الثاني ، فليس من العدل وقتها القول بأنه يحاسبهم وفق ما يعلمه عنهم .. لكن له أن يثيبهم وفق ما يعلمه عنهم ؛ لأن الثواب قد يأتي من باب المنّة و التفضّل ، لكن العقوبة لا تكون إلا لمن يستحقها .. و الاستحقاق لا يتحقق إلا بحدوث الفعل المؤدي له ، لا وجود العلم بذلك.

[] .... أبو عمر النفيس .... []

muslim.pure
05-20-2015, 12:46 AM
عندما تقول : مالذي سيحدث في الساعة 10 صباحا بتاريخ 12/12/3000 في الصين ، فهذا أمر في الماضي بالنسبة للصينين !!! و ذلك لأنه حسب التقويم الصيني نحن في عام 4000 و أكثر ... فلا معنى لقولك عام 3000 ... لا بدّ أن تحدّد على أي أساس هذا الزمن .. كأن تقول بعد 3000 سنة من ميلاد المسيح أو بعد 3000 سنة من هجرة الرسول ... فلا معنى للزمن دون أن تنسبه إلى مرجعيّة معيّنة . و عليه ، فالمستقبل مستقبل بالنسبة للمرجعية التي تعتمد أنت عليها ... أما بدون بدون مرجعية فلا معنى للمستقبل .. و عليه ،، فعندما نتحدث عن الأحداث التي تحدث في كوكب الأرض على أنها في المستقبل لم تحدث بعد ، هي نظرة قاصرة ، لأنه حسب كوكب عطارد ، الزمن المستقبل بالنسبة للأرض هو ماضي بالنسبة لها .. و الماضي بالنسبة لكوكب الأرض هو مستقبل بالنسبة لكوكب زحل و هكذا ...
؟؟؟؟؟؟؟؟
ما سيحدث مثلا في الصين في مكان معين في لحظة معينة بعد مائة سنة بالتقويم الصيني قابل ذلك 12/12/3000 أو حتى 12/12/100000 ما قولك في ذلك

لو خلق الله بشرا و أدخلهم النار فهذا حقّه ، و هذا معناه أن هؤلاء البشر خُلقوا لأجل هذه الغاية ... لكن حينها لا نقول أنه أدخلهم النار جزاءا لما كانوا سيفعلونه لو أنهم عاشوا !!! فهناك فرق بين أن تخلق كائنا لهدف ما هو استخدامه كحطب في جهنم و بين أن تخلق كائنا تحاسبه على أفعاله ... فإن كان خلق للأمر الثاني ، فليس من العدل وقتها القول بأنه يحاسبهم وفق ما يعلمه عنهم .. لكن له أن يثيبهم وفق ما يعلمه عنهم ؛ لأن الثواب قد يأتي من باب المنّة و التفضّل ، لكن العقوبة لا تكون إلا لمن يستحقها .. و الاستحقاق لا يتحقق إلا بحدوث الفعل المؤدي له ، لا وجود العلم بذلك.
يا عائشةُ ! إنَّ اللهَ خلق للجنةِ أهلًا ، خلقهم لها وهم في أصلابِ آبائِهِم ، وخلق للنارِ أهلًا ، خلقهم لها وهم في أصلابِ آبائِهِم
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 7919 خلاصة حكم المحدث : صحيح
فدخول الكفار النار لأنهم يستحقونها على كفرهم و الله لو أدخلهم النار دون أي إختبار فقط لعلمه بحالهم و ما في قلوبهم فالله لم يظلمهم بهذا و لكن الله شاء أن يخلقنا في الدنيا و يختبرنا ليظهر ما علمه من حالنا تحقيقا يحاسبنا عليه
قال عز وجل : {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} (آل عمران: 140) ، ليعلم علمًا يحاسبهم عليه ، وقد فسّر ابن عباس قوله تعالى : {وليعلم الله} بـ: "وليرى" ، وهذا هو معنى علم الشهادة ، فهو عز وجل يعلم الشيء الذي لم يقع قبل وقوعه ، ولكن قال : {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31) ، يعلم الذين آمنوا الذين وقع منهم الإيمان ، والذين صبروا الذين وقع منهم الصبر ، ويعلم المجاهدين الذين وقع منهم الجهاد بالفعل ، وليس لأنه لا يعلمه قبل وقوعه ، ولكن لأنه يحاسب العباد على ذلك العلم الذي بعد الوقوع .
و كما قلت لك كتعريف مبسط لمصطلح الظلم فالظلم هو وضع الشيئ في غير موضعه و على هذا فلو دخل الكفار النار لعلم الله بما سيكون منهم حتى دون أن يختبرهم في الدنيا فالله بهذا لم يظلمهم و لكن بالقرآن و السنة فقط يمكن القول أن الله لا يعذب أحدا إلا بعد أن تبلغه الحجة و هذا فضل من الله عز و جل

أبو عمر النفيس
05-20-2015, 03:00 PM
[QUOTE]؟؟؟؟؟؟؟؟
ما سيحدث مثلا في الصين في مكان معين في لحظة معينة بعد مائة سنة بالتقويم الصيني قابل ذلك 12/12/3000 أو حتى 12/12/100000 ما قولك في ذلك
عندما تقول أننا في عام 1436 فنحن في الزمن الحاضر بالنسبة للتقويم الهجري ، و نحن في الزمن الماضي بالنسبة للتقويم الميلادي ... لذا فالزمن لا معنى له دون أن تنسبه إلى نقطة معيّنة . فما تراه مستقبلا قد يراه غيرك ماضي .. و هذا مربط الفرس الذي يستصعبه كثيرون ...
و يُعتبر حقيقة أن الزمن النسبي من أواخر النظريات العلمية التي وضعها آيشتاين ، و ربّما يكون إدراكها عند الكثيرين من الصعب العسير ....!



يا عائشةُ ! إنَّ اللهَ خلق للجنةِ أهلًا ، خلقهم لها وهم في أصلابِ آبائِهِم ، وخلق للنارِ أهلًا ، خلقهم لها وهم في أصلابِ آبائِهِم
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 7919 خلاصة حكم المحدث : صحيح
فدخول الكفار النار لأنهم يستحقونها على كفرهم و الله لو أدخلهم النار دون أي إختبار فقط لعلمه بحالهم و ما في قلوبهم فالله لم يظلمهم بهذا و لكن الله شاء أن يخلقنا في الدنيا و يختبرنا ليظهر ما علمه من حالنا تحقيقا يحاسبنا عليه
هذا كلام خطير جدا ...!
دعنا نستبدل كلمة " علم " بكلمة " إرادة " ... فتصبح جملتك كالآتي :
" و الله لو أدخلهم النار دون أي إختبار فقط لإرادته ذلك ، فالله لم يظلمهم بهذا و لكن الله شاء أن يخلقنا في الدنيا و يختبرنا ليظهر ما أراده لنا تحقيقا يحاسبنا عليه " .
هنا ستقول لي : الله لم يرد أن يدخل الإنسان النار ! الله فقط علم بذلك .
سأقول لك : و لكنّك تقول أنه له أن يدخلنا حتى بدون أن نعمل ما يؤدي إلى دخولها .. فهنا لا فرق بين كوننا دخلنا النار لعلمه بما كان سيكون ، أو لإرادته أن ندخلها !!
و عليه ،، لو جاء أحدهم و شكّك في كون الله يعلم بالمستقبل ، فلا نملك دليلا نلزمه به ، سوى النصوص القطعية التي يلتزم بها المعترض ...
أما لو جاءك ملحد و قال : مالدليل المنطقي أن خالق الكون يجب أن يعلم بما سيكون من أفعال الإنسان ؟
ستجد أن طريقة إثبات ذلك مرتبطة بإثبات علمه بما سيكون فعلا ، من خلال إثبات أن الزمن نسبي و أن المستقبل بالنسبة له حاضر . أما الأشياء التي لن تحدث فصعب إثبات أن الله يعلم بما لن يحدث أنه لو حدث كان سيحدث بطريقة ما .. طريقة إثبات ذلك النقل فقط ... و عليه ،، فلا يُتصوّر أن يعذّب الله إنسانا لكونه لو عاش كان سيكون كافرا .. فهو في نهاية المطاف " ماعاش " .. و الله لا يُحاسب من باب " لو " ، أي لا يحاسب من باب ماكان يمكن أن يكون .. بل يحاسب من باب ما كان .


قال عز وجل : {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} (آل عمران: 140) ، ليعلم علمًا يحاسبهم عليه ، وقد فسّر ابن عباس قوله تعالى : {وليعلم الله} بـ: "وليرى" ، وهذا هو معنى علم الشهادة ، فهو عز وجل يعلم الشيء الذي لم يقع قبل وقوعه ، ولكن قال : {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31) ، يعلم الذين آمنوا الذين وقع منهم الإيمان ، والذين صبروا الذين وقع منهم الصبر ، ويعلم المجاهدين الذين وقع منهم الجهاد بالفعل ، وليس لأنه لا يعلمه قبل وقوعه ، ولكن لأنه يحاسب العباد على ذلك العلم الذي بعد الوقوع.
خلافنا ليس في كون الله يعلم بالمستقبل قبل وقوعه ، فنحن متفقان في ذلك ... خلافنا في كون الله يحاسب على المستقبل حتى في حال عدم وقوعه ، هذا ما لسنا متفقان فيه !


و كما قلت لك كتعريف مبسط لمصطلح الظلم فالظلم هو وضع الشيئ في غير موضعه و على هذا فلو دخل الكفار النار لعلم الله بما سيكون منهم حتى دون أن يختبرهم في الدنيا فالله بهذا لم يظلمهم و لكن بالقرآن و السنة فقط يمكن القول أن الله لا يعذب أحدا إلا بعد أن تبلغه الحجة و هذا فضل من الله عز و جل
لا معنى لقولك : لو دخل الكفار النار ... فلا معنى لكلمة " كفار " ...!!! فما دام لم يقع من الإنسان الكفر فهو ليس بكافر أصلا ؛ حتّى لو برّرت ذلك بالقول بأن الله يعلم أنه لو عاش سيكفر .. فهو في الواقع الخارجي ليس كافر .. بل سيكفر !
و من ثمّ حسب تعريفك للظلم ، لو قرّر الله سبحانه و تعالى أن يضع المؤمن في النار ، فيصبح من العدل ذلك .. لأن المؤمن خلق من أجل ذلك ....
و عليه ،، فلا معنى لتفريق الناس إلى مؤمن و كافر .. لأننا إذا كنّا نتحدّث عن ما كان ممكنا أن يفعله الله ابتداء ، فهو بإمكانه أن يخلق البشر و يدخلهم النار ؛ لأنه يريد ذلك ... و هذا ليس بظلم ؛ لأن هذا هو الهدف من خلقهم ...
أمّا و حيث أنه أخبرنا أن الله خلق البشر ليختبرهم ، و أنّ المؤمن سيدخل الجنة و الكافر سيدخل النار ... يصبح من الظلم أن يدخل الله إنسانا النار ، بحجّة أنه مات طفلا ، و هو لو عاش لكان كافرا .. هنا خالف وعده و شرطه القائل : بأن دخول النار لمن وقع منهم الكفر ،، و الطفل لم يقع منه ذلك ..

[] ... أبو عمر النفيس ... []

رمضان مطاوع
05-23-2015, 01:29 PM
الأخوة الكرام - جزاكم الله خيرا .. موضوع جميل فعلا
صحيح لو أدخل الله الكافر لعلمه بكفره النار لما كان في ذلك ظلما , ولكن من كمال الله سبحانه وتعالى لأنه منزه عن النقائص لا يليق به أن يفعل ذلك , ولذلك الله تعالى منزه عن أن يُحاسب الكافر على كفره إلا بعد أن تبلغه الحجة وبعد أن يكون كفره في الدنيا فعلا حجة عليه
إذن الله سبحانه وتعالى لا يُحاسب الناس على علمه فقط بما سيفعلون ولكن يُحاسبهم على ما يقع منهم من فعل بالفعل , فوقوع فعل الإنسان والمعلوم عند الله , فهو حجة له إن كان خيرا وحجة عليه إن كان شرا
ثم إن الإنسان الكافر ( في علم الله ) هو كافر بلا شك ولو لم يأتي إلى الدنيا بعد ليقع منه الكفر , وليس معنى أن الله يعلم مسبقا بأن هذا الإنسان سوف يكون كافرا في الدنيا , أن يُدخله الله النار قبل الابتلاء في الدنيا , قلابد من الابتلاء وإقامة الحجة
أما الطفل عندما يموت فالله تعالى يعلم أنه سيموت ويعلم أنه لم يُكمل رحلته في الدنيا ولم يُكمل ابتلائه , فلا يُحاسب على فعل لم يُقدر له أن يفعله ( لأن الموت قدره ) ولذلك في علم الله السابق الشيء شيء واللاشيء لا شيء .. والله تعالى أعلم

muslim.pure
05-23-2015, 10:05 PM
عندما تقول أننا في عام 1436 فنحن في الزمن الحاضر بالنسبة للتقويم الهجري ، و نحن في الزمن الماضي بالنسبة للتقويم الميلادي ... لذا فالزمن لا معنى له دون أن تنسبه إلى نقطة معيّنة . فما تراه مستقبلا قد يراه غيرك ماضي .. و هذا مربط الفرس الذي يستصعبه كثيرون ...
و يُعتبر حقيقة أن الزمن النسبي من أواخر النظريات العلمية التي وضعها آيشتاين ، و ربّما يكون إدراكها عند الكثيرين من الصعب العسير ....!
دع عنك نسبية الزمن و كل هذا أنا أحدثك عن مستقبل لم يحدث إلى الآن فمثلا 2000 هجري لم تحدث بعد فقد حددت الزمن و على أي نظام تقويم فالله يعلم ما سيحدث مستقبلا قبل أن يحدث
أما كلامي الذي قلت فيه

فدخول الكفار النار لأنهم يستحقونها على كفرهم و الله لو أدخلهم النار دون أي إختبار فقط لعلمه بحالهم و ما في قلوبهم فالله لم يظلمهم بهذا و لكن الله شاء أن يخلقنا في الدنيا و يختبرنا ليظهر ما علمه من حالنا تحقيقا يحاسبنا عليه
فقد تبين لي خلاف ذلك
أولا الله قادر على الظلم و لكنه لا يفعل تنزها عن ذلك
ولهذا قال (إني حرمت الظلم على نفسي)
و قولي استندت فيه على أن الظلم هو وضع الشيئ في غير محله و بالتالي وضع إنسان في النار دون اختبار و آخر في الجنة دون اختبار أيضا يعني دون أن يقع من الأول كفر و دون أن يقع من الثاني إيمان واقعا مشاهد و لكن فقط لعلم الله بحال كل منهما لو أختبر في الدنيا ما سيكون منه فهذا ليس ظلما و لكن يمكن أن يعترض معترض و يقول و تعذيب الأول دون أن يفعل شيئا من وضع الشيئ في غير موضعه لأن العقوبة موقعة على الجرم ، ومجرد العلم ..ليس إيقاعا للجرم
فلهذا أسحب كلامي و أكتفي بما ورد في القرآن و السنة
يقول الله تعالى " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"

أبو عمر النفيس
06-06-2015, 02:41 PM
الأخوة الكرام - جزاكم الله خيرا .. موضوع جميل فعلا
صحيح لو أدخل الله الكافر لعلمه بكفره النار لما كان في ذلك ظلما , ولكن من كمال الله سبحانه وتعالى لأنه منزه عن النقائص لا يليق به أن يفعل ذلك , ولذلك الله تعالى منزه عن أن يُحاسب الكافر على كفره إلا بعد أن تبلغه الحجة وبعد أن يكون كفره في الدنيا فعلا حجة عليه
إذن الله سبحانه وتعالى لا يُحاسب الناس على علمه فقط بما سيفعلون ولكن يُحاسبهم على ما يقع منهم من فعل بالفعل , فوقوع فعل الإنسان والمعلوم عند الله , فهو حجة له إن كان خيرا وحجة عليه إن كان شرا
ثم إن الإنسان الكافر ( في علم الله ) هو كافر بلا شك ولو لم يأتي إلى الدنيا بعد ليقع منه الكفر , وليس معنى أن الله يعلم مسبقا بأن هذا الإنسان سوف يكون كافرا في الدنيا , أن يُدخله الله النار قبل الابتلاء في الدنيا , قلابد من الابتلاء وإقامة الحجة
أما الطفل عندما يموت فالله تعالى يعلم أنه سيموت ويعلم أنه لم يُكمل رحلته في الدنيا ولم يُكمل ابتلائه , فلا يُحاسب على فعل لم يُقدر له أن يفعله ( لأن الموت قدره ) ولذلك في علم الله السابق الشيء شيء واللاشيء لا شيء .. والله تعالى أعلم


اعذرني أخي ، لكن أجد في كلامك تناقضات .. !
فأنت تقول بأنه ليس من الظلم أن يدخل الله الكافر النار لعلمه ، حتى لو لم يعش الكافر فيرتكب الكفر ...
و بعد ذلك تقول بأنّ الله تنزّه عن النقائص ، و لذلك يعاقب الكافر بعد أن يترك له مجال تحقيق المعلوم ...
و هذا اعتراف ضمني أنّ معاقبة الكافر على العلم بوقوع الكفر ، منقصة ... و إلا لا معنى للقول بأن الله تنزّه عنها ! إذ لا معنى للقول بأن الله لو فعلها لم ينقصه ذلك ، و لكن و لأنه يتنزّه عن النقص لم يفعلها !!!
لازم كلامك أن معاقبته نقيصة ، و لأن الله كامل منزّه عن النقص لم يفعلها ..

[] ... أبو عمر النفيس ... []

أبو عمر النفيس
06-06-2015, 02:53 PM
دع عنك نسبية الزمن و كل هذا أنا أحدثك عن مستقبل لم يحدث إلى الآن فمثلا 2000 هجري لم تحدث بعد فقد حددت الزمن و على أي نظام تقويم فالله يعلم ما سيحدث مستقبلا قبل أن يحدث
أما كلامي الذي قلت فيه

فقد تبين لي خلاف ذلك
أولا الله قادر على الظلم و لكنه لا يفعل تنزها عن ذلك
ولهذا قال (إني حرمت الظلم على نفسي)
و قولي استندت فيه على أن الظلم هو وضع الشيئ في غير محله و بالتالي وضع إنسان في النار دون اختبار و آخر في الجنة دون اختبار أيضا يعني دون أن يقع من الأول كفر و دون أن يقع من الثاني إيمان واقعا مشاهد و لكن فقط لعلم الله بحال كل منهما لو أختبر في الدنيا ما سيكون منه فهذا ليس ظلما و لكن يمكن أن يعترض معترض و يقول و تعذيب الأول دون أن يفعل شيئا من وضع الشيئ في غير موضعه لأن العقوبة موقعة على الجرم ، ومجرد العلم ..ليس إيقاعا للجرم
فلهذا أسحب كلامي و أكتفي بما ورد في القرآن و السنة
يقول الله تعالى " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"


أحسنت و بارك الله فيك ،،، الآن نكون قد اتفقنا

فعندما تعترف أن معاقبة الكافر على أمرٍ لم يفعله و لم ينوي حتى على فعله ،، و إنما علم الله أنه سينوي عليه و سيفعله ، اعترافك بأنه ظلم .. هو عين الصواب

فهنا تأتي مسألة هل الله يقدر على فعل الظلم ،، فهو يقدر من الناحية العقلية .. و لكن من الناحية النقلية ، أخبرنا بأنه لا يظلم ،و حيث أن الله صادق ، فهو لا يظلم ، ليس لعجزه عن الظلم و إنما لإخباره لنا بأنه لا يظلم .. و عليه ، فليس معقولا أن يعاقب الكافر على علمه بكفره دون وقوع الكفر معه .. لأن ذلك ظلم ، و هو قد أخبر بأنه لا يظلم ...

و عليه ،، تنتفي القضية بانتفاء الموضوع .... فلنا أن نتباحث فيما هو جائز على الله عقلا نقلا ... أما ما هو جائز على الله عقلا و غير جائز نقلا ، فلا معنى للبحث فيه ، لأن ماليس جائز نقلا فهو غير جائز واقعا .. و ما هو غير جائز واقعا فلا معنى لكونه جائز عقلا ... فلا بد أن يكون الأمر جائز عقلا نقلا معا ، ثم بالاجتهاد نجتهد و نرى أيهما أرجح ، الوقوع أو عدم الوقوع ...

[] ... أبو عمر النفيس ... []