المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ



حسين شوشة
06-19-2015, 06:18 PM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أقول وبالله التوفيق

بأن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا ضلى الله عليه وسلم لكي يتبعه الناس وأرسل على يديه المعجزات التى تؤيد دعوته وأصبح الأمر محسوما فلماذا يوجد بين الناس من يخالف أمر الرسول الكريم ؟؟يقول الله تعالى ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))
جاء في تفسير الطبري
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " ومن يشاقق الرسول "، ومن يباين الرسولَ محمدًا صلى الله عليه وسلم، معاديًا له، فيفارقه على العداوة له " من بعد ما تبين له الهدى "، يعني: من بعد ما تبين له أنه رسول الله، وأن ما جاء به من عند الله يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم=" ويتبع غير سبيل المؤمنين "، يقول: ويتبع طريقًا غير طريق أهل التصديق، ويسلك منهاجًا غير منهاجهم، وذلك هو الكفر بالله، لأن الكفر بالله ورسوله غير سبيل المؤمنين وغير منهاجهم=" نولّه ما تولّى "، يقول: نجعل ناصره ما استنصره واستعان به من الأوثان والأصنام، وهي لا تغنيه ولا تدفع عنه من عذاب الله شيئًا، ولا تنفعه، كما:-
عن مجاهد في قوله: " نوله ما تولى "، قال: من آلهة الباطل.
ونصله جهنم "، يقول: ونجعله صِلاءَ نار جهنم، يعني: نحرقه بها." وساءت مصيرًا "، يقول وساءت جهنم " مصيرًا "، موضعًا يصير إليه من صار إليه
هذا لأن محمدا لا يأتي بشيء من عنده قال تعالى (( { مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاك عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }يقول القرطبي

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاك عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } وَهَذَا إِعْذَار مِنْ اللَّه إِلَى خَلْقه فِي نَبِيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُول اللَّه تَعَالَى ذِكْره لَهُمْ : مَنْ يُطِعْ مِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس مُحَمَّدًا , فَقَدْ أَطَاعَنِي بِطَاعَتِهِ إِيَّاهُ , فَاسْمَعُوا قَوْله , وَأَطِيعُوا أَمْره , فَإِنَّهُ مَهْمَا يَأْمُركُمْ بِهِ مِنْ شَيْء فَمِنْ أَمْرِي يَأْمُركُمْ , وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ مِنْ شَيْء فَمِنْ نَهْيِي , فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدكُمْ : إِنَّمَا مُحَمَّد بَشَر مِثْلنَا يُرِيد أَنْ يَتَفَضَّل عَلَيْنَا ! ثُمَّ قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ : وَمَنْ تَوَلَّى عَنْ طَاعَتك يَا مُحَمَّد , فَأَعْرِض عَنْهُ , فَإِنَّا لَمْ نُرْسِلك عَلَيْهِمْ حَفِيظًا , يَعْنِي حَافِظًا لِمَا يَعْمَلُونَ مُحَاسِبًا , بَلْ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاك لِتُبَيِّنَ لَهُمْ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ , وَكَفَى بِنَا حَافِظِينَ لِأَعْمَالِهِمْ وَلَهُمْ عَلَيْهَا مُحَاسِبِينَ. وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِيمَا ذُكِرَ قَبْل أَنْ يُؤْمَر بِالْجِهَادِ. فهنيئا لمن أطاع الله وأطاع رسول الله ولم يتبع غير سبيل المؤمنين
هذا والله أعلم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم