المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ



حسين شوشة
07-12-2015, 01:22 AM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أقول وبالله التوفيق
بأن عرش الرحمن تكلم فيه من تكلم , منهم من أصاب ومنهم من أخطأ , ولكي نحسم الخلاف لابد من الرجوع للسلف الصالح وأقوالهم
يقول رب العزة تبارك وتعالى (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16 ) البروج
ولكي نحقق الموضوع نبين أولا
1- ما العرش ؟؟
يقول الشيخ بن باز رحمه الله
العرش عند أهل العلم في اللغة العربية هو الكرسي، الكرسي العظيم، كرسي الملك والمراد بعرش الرحمن كرسي عظيم ......... له قوائم وله حملة من الملائكة يحملونه، والله فوق العرش -سبحانه وتعالى- كما قال -عز وجل-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طـه: 5]، وقال -سبحانه-: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ[يونس: 3]، فهو كرسي عظيم مخلوق عظيم لا يعلم مدى عظمه وسعته إلا الذي خلقه -سبحانه وتعالى-، وهو كالقبعة على العالم وهو سقف العالم كله، وهو سقف الجنة أيضاً وهو سقف العالم وليس فوقه شيء سوى الله -سبحانه وتعالى-، هذا هو العرش الكرسي العظيم الذي تعرفه العرب،
من الذين يحملون عرش الرحمن؟وما عددهم ؟؟
تحمله الملائكة
يقول تعالى ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ[الحاقة: 17]، يوم القيامة، والمشهور أنه في الدنيا يحمله أربعة،
ما مدى عظمة الكرسي ؟؟
جاء في تفسير السعدي
{ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } أي: صاحب العرش العظيم، الذي من عظمته، أنه وسع السماوات والأرض والكرسي، فهي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة في فلاة، بالنسبة لسائر الأرض، وخص الله العرش بالذكر، لعظمته، ولأنه أخص المخلوقات بالقرب منه تعالى، وهذا على قراءة الجر، يكون { المجيد } نعتا للعرش، وأما على قراءة الرفع، فإن المجيد نعت لله ، والمجد سعة الأوصاف وعظمتها.
تحذير
لا يجوز أن يتوهم متوهِّم أن تخصيص اللهِ للعرش بالذكر يقتضي أن يكون الله مستقرًّا عليه كما فهم بعض المشبّهة من قول الله تعالى:{الرحمنُ على العرش استوى} [سورة طه] بل إن اعتقاد السلف ومن اتَّبعهم بإحسان هو تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات أخذًا بقولِ الله عزَّ وجلَّ:{ليس كمثله شىء} [سورة الشورى].
ما معنى ((الرحمن على العرش استوى ))؟؟
قال الإمام البيهقي الحافظ الشهير في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة: "يجب أن يُعلم أن استواء اللهِ سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ولا استقرار في مكان ولا مماسة لشىء من خلقه، لكنه مستو على عرشِه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائنٌ من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئَه ليس بحركة، وأن نزولَه ليس بنُقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأنَّ وجهه ليس بصورة، وأن يدَه ليست بجارِحة، وأن عينَه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفيْنا عنها التكييف، فقد قال تعالى:{ليس كمثله شىء} [سورة الشورى]، وقال:{ولم يكنْ له كفوًا أحد} [سورة الإخلاص]، وقال:{هل تعلمُ له سميًّا} [سورة مريم]" اهـ.
ثم روى رحمه الله بإسناده أن الأوزاعي ومالكًا وسفيان الثوري والليث بن سعد سُئلوا عن هذه الأحاديث يعني حديث النزول وما أشبهه، فقالوا: "أمِرُّوها كما جاءت بلا كيفية"، وقال: "إن من وصفَ الله بالكيف اقتضى ذلك تشبيهَ الله بخلقه في أوصاف الحدَث". انتهى كلام البيهقي وهو نفيس. وقد فسر بعض أهل السنة الاستواء بالاستيلاء والقهر والغلبة.
هل هناك فرق بين العرش والكرسي ؟؟
للعلماء ثلاثة أقوال في معنى الكرسي المذكور في قوله تعالى: وَسَعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ[البقرة:255]:
- الأول أنه بمعنى علم الله، وهو عن ابن مسعودٍ وابن عباس وسعيد بن جبير وقال به: ابن جرير الطبري، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن.
- الثاني: أنه هو العرش، وهو مروي عن الحسن.
- الثالث: أنه موضع القدمين بالنسبة للعرش، وهو مروي عن أبي موسى والسدي ومسلم البطين وابن عباس.

فائدة

روى البيهقي في السنن والشُّعَب و الطبراني في الأوسط و ابن أبي عاصم عن بريدة قال: لما قدم جعفر من الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة. قال: مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به، فجعلت انظر إليها وهي تعيده في مكتلها وهي تقول: ويل لك يوم يضع الملك كرسيه، فيأخذ للمظلوم من الظالم، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال: كيف تقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع.

وقد صحح الحديث الألباني في ظلال الجنة، ففيه إثبات نصب الكرسي وليس فيه ذكر جلوس الله عليه.

هذا والله أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عزمي ابراهيم عزيز
07-12-2015, 01:14 PM
جزاك الله خيرا