mostafa nasr
07-29-2015, 03:21 AM
البعض يأتي بأسئلة لم تنفعه و لم تفيده سواء ف الدنيا أو في الآخرة ، فمثلا لو قلت كيف خلق الله الكون ؟ لقلت لك ابحث في الفيزياء أو الفلك و جئت لك بنظريات علمية تقول ببداية الكون على وضع كذا و أخرى تقول بنهايته بعد أن يصل إلى مرحلة كذا و أن له عمر كذا ، فكل هذا داخل في مجال العلوم الطبيعية التي تبحث في أصل الكون و نشأته ، و بهذا أمرنا الله تبارك و تعالى حيث قال " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " .... " أولم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده " .. " قل انظروا ماذا في السماوات و الأرض " ، فالله تعالى أمرنا بالبحث في الكيفية ، فبعلومنا نستطيع أن نبحث و أن نصل إلى شيء ما من حقيقة هذا الكون ، لكن لماذا خلق الله الكون ؟ فهو سؤال فلسفي على أكثر منه علمي ، فالعلم يبحث في كيف و ليس في لماذا ؟ و لذا هذا السؤال اقرب للفلسفة و الدين من العلم ، و لو نظرنا من الناحية الدينية مثلا نجد أن :
الله عز وجل يتصف بصفات ..هذه الصفات لابد أن تكون متكاملة ومطلقة ..ووجودها مرتبط بوجود الله تعالى وأزليته ....ومن هذه الصفات القدرة ، العلم ،الإرادة ، الحكمة ، الأول-ليس قبله شيء- ، الأخر-ليس بعده شيء- ، كما أن من صفاته أنه المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء ، و أنه خارج عن الزمكان -الكون - ...وهناك العديد من الصفات ...لكني اختارت هذه الصفات دون غيرها لأن هذه الصفات يستطيع العقل السليم الوصول إليها بفطرته وكذلك صفات أخرى ..
فالله تعالى مريد ، يخلق ما يشاء وما يريده .. وعنده القدرة على فعل ذلك متى شاء ..كما أنه عليم بما سيكون ، و فعله عز وجل يكون لحكمة يعلمها هو وليس عبثا سواء علمناها أو علمنا جزءا منها أو جهلناها بالكلية ...
وبالتالي عندما نبحث في هذا السؤال يتبين لدينا أنه لن نصل أبدا إلى المعرفة النهائية لهذا السؤال وذلك لأنه حكيم ، ومن الحكمة أن لا تعرف كل شيء ، فلو عرفنا كل شيء ما كان الله حكيما في ذلك –حاشاه سبحانه - لذا فنحن نجتهد لنعرف بعضا من هذه الحكمة ...ولذا فعندما أراد الله تبارك وتعالى خلق الإنسان قال للملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة" فبناء على علم الملائكة القاصر بالماضي وعدم درايتهم بحكمته تعالى وما يريده كان جوابهم"قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء" فقال الله "إني أعلم مالا تعلمون "
فهذه هي الملائكة بعلمهم الذي اختصهم الله به وبقدرتهم التي أعطاهم الله إياها لا يعلمون ما يريده الله تعالى ...و لذا عندما خلق الله تعالى آدم ميزه بالعلم على الملائكة "قال يا آدم انبئهم بأسمائهم ، فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما تكتمون "
وهذا السؤال عن سبب وجود الكون ذو ارتباط وثيق يوجود الإنسان ، بل يمكننا القول بأن الكون وُجِد على حالته هذه من أجل الإنسان ...كل شيء في الكون تم إعداده بعناية لتوفير الحياة المناسبة للإنسان فالانفجارات النجمية من نوع السوبرنوفا ضرورية لوجود الحياة إذ بدونها لن توجد أياً من اللبنات الكيماوية اللازمة للحياة على سطح كوكبٍ كالأرض .... فإنها ظواهر شديدة التدمير تقضي على كل حياة في الأنظمة الشمسية القريبة منها.....ولذا يقول البروفيسور مايكل دينتون Michael Denton الأخصائي في الكيمياء الحيوية في كتابه «مصير الطبيعة Nature’s Destiny»: إن المسافات الفاصلة بين النجوم العملاقة بل كافة النجوم تعتبر قضية حساسة جدا، فهذه المسافات تقدر كمتوسط لها بـ 30 مليون ميل بين نجوم مجرتنا، ولو تغيرت هذه المسافات بأن تكون أقل قليلا لأصبحت مدارات الكواكب غير مستقرة، ولو كانت أكبر قليلا لكانت المادة المنطلقة من قبل النجوم المنفجرة سوبرنوفا متشتتة تشتتا كبيرا للغاية لدرجة ينعدم معه تشكل مجموعات شمسية مثل التي ننتمي إليها.
• فإن كنا نريد كونا صالحا وملائما للحياة لكان من الضروري استمرار النجوم المنفجرة في الانفجارعلى وتيرة معينة. علما أنّ هذه الانفجارات تعتبر محددة للمسافات المعينة الفاصلة بين النجوم، وإن هذه المسافات البعيدة والمحددة موجودة فعليا وتمارس تأثيرها المباشر.
• إنّ الأجرام السّماوية في الكون مخلوقة بحيث أن الابعاد الموجودة بينها هي أفضل الأبعاد والمسافات. وأي تغيير زيادة أو نقصانا في معدل المسافات الفاصلة بين الإجرام السماوية لمجرتنا يؤدي حتما إلى استحالة ظهور كوكب ملائم لنشوء الحياة عليه.
كما أن الكون خُلِق وهو موجود بطبيعة الحال ....سواء عرفت مراد الله من خلقه أم لم تعرف ، فأنت لن تغير شيء ولن تستطيع تغيير شيء من وجود الكون أو عدمه....
ولذا كان السؤال الأوجب هو لماذا خلق الله الإنسان ...وهو بطبيعة الحال مكافيء للسؤال عن خلق الكون ...لكن هذا هو ما يهم الإنسان ويفيده لذا هذا الذي يتوجب سؤاله عنه ....ولقد جاءت الإجابة واضحة في قوله تبارك وتعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
فالله تبارك وتعالى خلقك أيها الإنسان لغرض ولغاية معينة وهو عبادته تبارك وتعالى على الوجه الذي حدده لك وشرعه عبر الرسول الذي أرسله إليك بالطريقة التي أنزل بها كتابه إليك ....ولذا وجب الإلتزام بذلك للسعادة والفوز برضوانه في الدارين ... فالله تعالى لا يريد منا سوى سعادتنا ....الله تعالى عندما تحدث عن عذابه على من عصاه وأشرك به قال "جزاء وفاقا " أي جزاء موافقا لعصيانهم لا يزيد ... لكنه تبارك وتعالى عندما أراد أن يتحدث عن جزاء طاعته قال "جزاء من ربك عطاء حسابا " فأبْهَمَ قيمة الجزاء للدلالة على قيمة الأجر ... فاللهم وفقنا لطاعتك .
و الله اعلم
الله عز وجل يتصف بصفات ..هذه الصفات لابد أن تكون متكاملة ومطلقة ..ووجودها مرتبط بوجود الله تعالى وأزليته ....ومن هذه الصفات القدرة ، العلم ،الإرادة ، الحكمة ، الأول-ليس قبله شيء- ، الأخر-ليس بعده شيء- ، كما أن من صفاته أنه المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء ، و أنه خارج عن الزمكان -الكون - ...وهناك العديد من الصفات ...لكني اختارت هذه الصفات دون غيرها لأن هذه الصفات يستطيع العقل السليم الوصول إليها بفطرته وكذلك صفات أخرى ..
فالله تعالى مريد ، يخلق ما يشاء وما يريده .. وعنده القدرة على فعل ذلك متى شاء ..كما أنه عليم بما سيكون ، و فعله عز وجل يكون لحكمة يعلمها هو وليس عبثا سواء علمناها أو علمنا جزءا منها أو جهلناها بالكلية ...
وبالتالي عندما نبحث في هذا السؤال يتبين لدينا أنه لن نصل أبدا إلى المعرفة النهائية لهذا السؤال وذلك لأنه حكيم ، ومن الحكمة أن لا تعرف كل شيء ، فلو عرفنا كل شيء ما كان الله حكيما في ذلك –حاشاه سبحانه - لذا فنحن نجتهد لنعرف بعضا من هذه الحكمة ...ولذا فعندما أراد الله تبارك وتعالى خلق الإنسان قال للملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة" فبناء على علم الملائكة القاصر بالماضي وعدم درايتهم بحكمته تعالى وما يريده كان جوابهم"قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء" فقال الله "إني أعلم مالا تعلمون "
فهذه هي الملائكة بعلمهم الذي اختصهم الله به وبقدرتهم التي أعطاهم الله إياها لا يعلمون ما يريده الله تعالى ...و لذا عندما خلق الله تعالى آدم ميزه بالعلم على الملائكة "قال يا آدم انبئهم بأسمائهم ، فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما تكتمون "
وهذا السؤال عن سبب وجود الكون ذو ارتباط وثيق يوجود الإنسان ، بل يمكننا القول بأن الكون وُجِد على حالته هذه من أجل الإنسان ...كل شيء في الكون تم إعداده بعناية لتوفير الحياة المناسبة للإنسان فالانفجارات النجمية من نوع السوبرنوفا ضرورية لوجود الحياة إذ بدونها لن توجد أياً من اللبنات الكيماوية اللازمة للحياة على سطح كوكبٍ كالأرض .... فإنها ظواهر شديدة التدمير تقضي على كل حياة في الأنظمة الشمسية القريبة منها.....ولذا يقول البروفيسور مايكل دينتون Michael Denton الأخصائي في الكيمياء الحيوية في كتابه «مصير الطبيعة Nature’s Destiny»: إن المسافات الفاصلة بين النجوم العملاقة بل كافة النجوم تعتبر قضية حساسة جدا، فهذه المسافات تقدر كمتوسط لها بـ 30 مليون ميل بين نجوم مجرتنا، ولو تغيرت هذه المسافات بأن تكون أقل قليلا لأصبحت مدارات الكواكب غير مستقرة، ولو كانت أكبر قليلا لكانت المادة المنطلقة من قبل النجوم المنفجرة سوبرنوفا متشتتة تشتتا كبيرا للغاية لدرجة ينعدم معه تشكل مجموعات شمسية مثل التي ننتمي إليها.
• فإن كنا نريد كونا صالحا وملائما للحياة لكان من الضروري استمرار النجوم المنفجرة في الانفجارعلى وتيرة معينة. علما أنّ هذه الانفجارات تعتبر محددة للمسافات المعينة الفاصلة بين النجوم، وإن هذه المسافات البعيدة والمحددة موجودة فعليا وتمارس تأثيرها المباشر.
• إنّ الأجرام السّماوية في الكون مخلوقة بحيث أن الابعاد الموجودة بينها هي أفضل الأبعاد والمسافات. وأي تغيير زيادة أو نقصانا في معدل المسافات الفاصلة بين الإجرام السماوية لمجرتنا يؤدي حتما إلى استحالة ظهور كوكب ملائم لنشوء الحياة عليه.
كما أن الكون خُلِق وهو موجود بطبيعة الحال ....سواء عرفت مراد الله من خلقه أم لم تعرف ، فأنت لن تغير شيء ولن تستطيع تغيير شيء من وجود الكون أو عدمه....
ولذا كان السؤال الأوجب هو لماذا خلق الله الإنسان ...وهو بطبيعة الحال مكافيء للسؤال عن خلق الكون ...لكن هذا هو ما يهم الإنسان ويفيده لذا هذا الذي يتوجب سؤاله عنه ....ولقد جاءت الإجابة واضحة في قوله تبارك وتعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
فالله تبارك وتعالى خلقك أيها الإنسان لغرض ولغاية معينة وهو عبادته تبارك وتعالى على الوجه الذي حدده لك وشرعه عبر الرسول الذي أرسله إليك بالطريقة التي أنزل بها كتابه إليك ....ولذا وجب الإلتزام بذلك للسعادة والفوز برضوانه في الدارين ... فالله تعالى لا يريد منا سوى سعادتنا ....الله تعالى عندما تحدث عن عذابه على من عصاه وأشرك به قال "جزاء وفاقا " أي جزاء موافقا لعصيانهم لا يزيد ... لكنه تبارك وتعالى عندما أراد أن يتحدث عن جزاء طاعته قال "جزاء من ربك عطاء حسابا " فأبْهَمَ قيمة الجزاء للدلالة على قيمة الأجر ... فاللهم وفقنا لطاعتك .
و الله اعلم