المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المفلسون بين الحالقة التي تحلق الشعر والحالقة التي تحلق الدين والأعناق



أبو سلمى المغربي
08-14-2015, 03:16 AM
http://im89.gulfup.com/QekyCq.jpg (http://www.gulfup.com/?BYjfHL)
الحمد لله ذي الملك والملوك والعز والجبروت والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه.
لقد وجدت نفسي مضطرا لتسطير هذه السطور بعد حوار البارحة مع بعض بني جلدتنا من أصحاب الحالقة التي تحلق الدين والأعناق, ممن اختلت عنده معاير الورع والتدين والولاء والبراء والنصح والهجر, وهي معاير تكاد أن تكون معلومة من الدين بالضرورة, لكن للأسف قد يضطرك عناد المحاور لتوضيح الواضحات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "فإن فساد ذات الدين هي الحالقة لاأقول إنها تحلق الشعر ولكن تحلق الدين". وفي الحديث الحسن عند الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم قال "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين"
لاحظت كغيري هذه الظاهرة الغريبة عند بعض أهل التدين المغشوش والورع الكاذب, وهم صنف من الناس لا تنفرد به طائفة دون أخرى, وإن طغت هذه الظاهرة عند طائفة دون غيرها, فتبقى حالة مرضية مستشرية أصابت كثير من أفراد هذه الأمة خصوصا بعض المتعالمين من أهل التطفيف في ميزان الرجال, فتجد هذه الظاهرة في كل المذاهب والمشارب إلا من عصم الله كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم : "دب إليكم داء الامم قبلكم" هذه الظاهرة من الورع الكاذب تجعل صاحبها يتورع عن أن يحلق شعرة من لحيته بالحالقة (وحاش أن أقول هذا تعريضا بمن أعفى لحية مقتديا بالمصطفى صلى الله عليه وسلم) لكني أعنى من يتورع عن حلق شعرة ولا يمنعه وورعه ودينه وضميره من أن يساهم في جز رقبة وحلق عنق أخيه المسلم بالحالقة وذلك بالحريض عليه واستاحة دمه وترديد الشائعات وتهويلها بناء على تهم ملفقة دون بينة, فيتحول لسانه إلى حالقة حادة سامة يحلق به الدين ويطعن به إخوانه خلف ظهورهم في عز أيام محنتهم, وتجده يتلذذ بالتشفي في ضحايا المسلمين الأبرياء على أساس التصنيف والتهم الجاهزة التي ابتلعها دون هضم وبينة. هذا الورع الكاذب والتدين المغشوش يذكرني بقول الله سبحانه (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) الحق تبارك وتعالى ضرب لنا في هذه الآية مثلاً بالمرأة قرشية حمقاء وهي ريْطة بنت عامر, كانت تأمر جواريها بغزل الصوف من الصبح إلى الظهر ثم تأمرهنّ بنقض ما غزلنه من الظهر حتى العصر.
أيضا ذكرتني هذه الظاهرة بقصة ذكرها الإمام أحمد في مسنده عن الرجل العراقي الذي ساهم وحرض على قتل الإمام الحسين رضي الله فجاء بعد مدة إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب يسأله عن حكم المحرم الذي يقتل الذباب, فقال عبد الله بن عمر: "أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم" وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هما ريحانتي من الدنيا "
وأيضا ذكرتني هذه الظاهرة بقصة وردت في كتاب "البصائر والذخائر" وهي أن نوفل بن مساحق جاءه ابن أخيه يستفتيه في امرأة وقع معها في جريمة الزنا فحملت منه فقال له نوفل مغتاظا: يا عدو الله، لما ابتليت بالفاحشة هلا عزلت كيلا تحمل سفاحا؟ فقال: يا عم، بلغني أن العزل مكروه، فقال: أفما بلغك أن الزنا حرام؟!! ".
وأيضا ما يعبر عن هذه الظاهرة قصة وردت في كتاب "ثمرات الأوراق" عن أبي العيناء أنه قال رأيت جارية وهي تحلف أن لا ترجع فسألتها عن ذلك فقالت يا سيدي: أنّه يواقعني من قيام ويصلي من قعود ويشتمني بأعراب, ويلحن في القرآن, ويصوم الخميس والاثنين, ويفطر رمضان, ويصلي الضحى ويترك الفرض, فقلت لا أكثر الله مثله في المسلمين.
نقلت في مقال سابق ما كتبه الأستاذ محمد بن علي البنان على صفحته وهذا نصه:
"إذا كان المرء للحق أقرب .. فالولاء له أكثر ممن هو دونه". انهى كلامه
فقلت حينها: هذه الكلمات الموجزة لو عقلها العقلاء لا الدهماء الذين حاوروني البارحة واليوم, فستضطرهم لتغيير كثير من مواقفهم المتهورة المندفعة الظالمة لإخوانهم, التي ساقهم إليها الإعلام المتغلب المخادع الساحر, أو ساقتهم إليها العصبية المقيتة العمياء لذلك ساهمت بهذه الإضافة على صفحة الأستاذ هذا نصها: "بوركتم, كلمات في أوجز وأوضح وأبلغ ما تكون, لكن طائفة من إخواننا من أهل التطفيف في ميزان الولاء وغمط حقوق إخوانهم, عكسوا هذه القاعدة فصارت على النحو التالي:
إذا كان المرء للباطل أقرب .. فالولاء له أكثر ممن هو دونه.
أنا لا أبريء الإخوان من الخطأ في منهجهم وسياستهم, فقد اطلعت على أخطاءهم من مصادرهم ومن كتبهم لا من مصادر خصومهم الشيوعيين واليساريين والعلمانيين ولا من كتب غلاة أهل التجريح أصحاب ميزان التطفيف, وقرأت ردود الراسخين من أهل العلم والعدالة عليهم, الذين انتقدوا أخطائهم بعلم وحلم وحكمة حرصا على رد أجيالهم إلى المحجة البيضاء دون تهويل وغمط لحقوقهم أو تحريض لأعدائهم اليساريين عليهم ودون قبول شهادة أعدائهم التارخيين من قوميين وناصريين وشيوعيين ويساريين وملحدين وأقباط شعوبيين, ولا أقبل أن أرد أخطاء الإخوان المسلمين بمنكر أكبر وبمجريمة تحريض إخوان الشياطين من اليساريين عليهم, وشهادة الزور فيهم يوم محنتهم ومذبحتهم. كما يفعل أهل الشماتة والغدر, وأيضا لا تنطلي علي حيلة اتهام الشعب المصري المظلوم أنهم كلهم إخوان أو كلهم متطرفين لتسوغ جرائم الرمسيسي المعلماني المتطرف.
أسوق إليكم مثالا لتقريب حال حكم وقضاء السيسي ومن على شاكلته وموقف المخدوعين ممن يدعي الإسلام والسنة وغيرهم منه: هب أن مسلما شرب الخمر -إن سلمنا أنه شربها حقا وإلا فاتهاماتهم جلها ملفقة- فنفذت فيه حكومة علمانية الإعدام مسوغة ذلك أنها نفذت فيه حكم الله, فلعنته وطالبت بأن يلعنه اللاعنون على قنواتها. فهل حكم الله فيه أن يُعدم وأن يُعدم أيضا من حضر معه؟؟!! أم حكم الله فيه غير هذا؟؟ وهل بهذه الطريقة ينفذ حكم الله؟؟ وهل هؤلاء الخمارين المستبيحين للحرمات من العلمانيين وأهل اليسار المتطرف أهلا لأن يقولوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هو المفسدون ولكن لا يشعرون, يزعوا أنهم يفعلون ذلك غيرة على دين الله!!!! هذا ما يحدث تماما, سواء صدر من العلمانيين الاستئصاليين, ومن بعض الغلاة الإستئصاليين الذين دفعهم الظلم الطرف الأول إلى الإنتقام الأعمى, وكلا الأمرين مرفوض, لكن للأسف استطاع العلمانيون الاستئصاليين أن يخدعوا أصنافا من المغفلين من المسلمين منهم الصوفي الخرافي وفيهم من جمع بين الصوفية والعلمانية والأغرب من جمع بين السلفية والعَلمانية فتجده في بعض مسائل الإمامة يدعي أنه سلفي ويجالدك على هذا الأساس, وفي الولاء والسياسة تجده علماني حتى النخاع في تناقض غريب مهول, وفيهم من يدعي السلفية وليس له منها إلا المظهر وشعر اللحية الذي يتورع عن حلق شعرة منها, لكن هذا المفلس لا يتورع عن حلق أعناق إخوانه بالحالقة التي تحلق الشعر وذلك بالبغض والتحريض على أعناقهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "فإن فساد ذات الدين هي الحالقة لاأقول إنها تحلق الشعر ولكن تحلق الدين". وفي الحديث الحسن عند الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم قال "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" فيا من توفرون الشعر وتحلقون الدين وتحلقون أعناق إخوانكم بالتهويل التهم الملفقة وبالتحريض عليهم, اتقوا الله فإن الدائرة ستدور عليكم,
فحال المفلس يوم القيامة كما في صحيح مسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ". أعوذ بالله من دخول النار من أجل دنيا المستكبرين.
أما من يدعي أنه سلفي من أصناف هؤلاء المخدوعين, فأقول له لقد أسأتم إلى الدعوة السلفية المباركة, وجعلتم الناس يمقتونها ظنا منهم أن هذا التدين المغشوش والورع الكاذب والتطفيف في ميزان الولاء هو غاية الدعوة السلفية وحاشها, إنما هي ظاهر مرضية أصابت فئة قليلة أو طيفا منها يدعي السلفية ويسلك نفس المسلك حتى مع إخوانه السلفيين, وأقول لهذه الشريحة: أين أنتم من فقه وحكمة الشيخ الألباني رحمه الله, رغم أنه مخالف للإخوان أنصفهم, فقد استمعت إلى تسجيل له يقول فيه ما نصه حرفيا: (حال نشوب حرب بين الإسلام والعلمانية لا مجال للكلام على الجماعات الآن الحرب بين الإسلام وبين العلمانية، ففي هذا الوضع ما ينبغي للرجل المسلم الغيور على الإسلام أنو يجي في سبيل بيان موقفه من بعض الجماعات الإسلامية التي عندها انحراف قليل أو كثير عن الإسلام، ما ينبغي الدخول في هذه التفاصيل ما دام الجماعة الإسلامية كلها ضد هذه الهجمة الشرسة العلمانية) انتهى كلام العلامة الألباني. فتأملت حالنا أثناء وبعد المجزرة والمحرقة التي خطط لها ونفذها الحلف العلماني اليساري الصليبي المعادي للإسلام والمسلمين بالتعاون مع فلول حسني باراك المتصهين فبدا لي أن بعض أدعياء العلم والسلفية لا يزال إما شامتا في الإخوان أو منشغلا بنقدهم وتجريحهم وتضليلهم وفي المقابل سلم منهم إخوان الشياطين من شيوعيين وعلمانيين وصليبيين ويساريين ممن لا يرقبون في مؤمن إلا ذمة, وهم في ذهول تام عن كيدهم وزحفهم الأحمر والأسود الذي يستهدف دينهم وعرضهم ونحورهم هذا الكيد المدعوم بقوة من الصهيونية والاستعمار وعملاءهم من السادة والكبراء, وتجد هذا الصنف من الأدعياء في ذهول تام عن عقيدة الولاء والبراء في مثل هذا المقام, ورغم ما قد يكون من خلاف بيننا وبين الإخوان فالحكمة تقتضي أن لكل مقام مقال, والحكمة كما عرفها ابن القيم هي فعل أو قول ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي. فجاء فعل وقول بعض أدعياء العلم وأدعياء السلفية على غير الذي ينبغي في غير الوقت الذي ينبغي وعلى غير الوجه الذي ينبغي,
وفي الختام أقول لا ينبغي أن يفهم من يهوى التعليقات السريعة دون فهم قصد الكاتب أني أقصد مناصرة إخواننا على ما صدر منهم من ظلم أو باطل كما يفعل أهل الباطل, بل أقصد الحق الذي أصابو فيه, أو في حقهم المهضوم, فإن أخطأؤا لا نحرض عليهم الجلادين ولا المتربصين المهولين من الملل الأخرى من أعداءهم, ولا نقبل شهادة خصومهم فيهم, بل نردهم عن ظلمهم بالحكمة النبوية التالية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما». فقال رجل: يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: «تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه». متفق عليه"
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه, والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
أبو سلمى المعربي