المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه برهان التصميم (2).. الضبط الدقيق



مجرّد إنسان
09-01-2015, 11:30 AM
د.البشير عصام-إسلام ويب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
من أعظم الأدلة على وجود الله تعالى ما يسمى: برهان الضبط الدقيق ''Fine Tuning Argument ''، وصيغته التي سأذكر في هذا المقال حرّرها الفيلسوف المعاصر: روجر وايت ''Roger White '' في بعض كتاباته.
وكما فعلنا في مقالنا السابق، فإننا هنا أيضا نبدأ بمثال توضيحي، ننتقل منه إلى تقرير البرهان.

مثال تقريبي: رموز تعطيل القنبلة النووية!
لنفرض أن قنبلة نووية هائلة تهدد حال انفجارها بتدمير الكرة الأرضية كلها، وأن الطريقة الوحيدة لتفادي الانفجار، هو أن تكون رموز حقيبة التفجير موافقة بالضبط لسلسلة مخصوصة من الأرقام، في الوقت الذي بُرمج فيه الانفجار، أي قبل ساعة من الآن مثلا. وأي تغيير يحصل في رمز واحد، يؤدي ولا بد إلى انفجار القنبلة وتدمير الأرض كلها!

ولنفرض أن أزرار الحقيبة المحتوية على الرموز، مرتبطة بواسطة أسلاك إلى محاور دائرية تتأثر بقوة الريح وتوجُّهها، بحيث إن هبوب الريح في اتجاه معين بقوة معينة يجعل الزر على رقم مخصوص.

ولنفرض أن القنبلة النووية لم تنفجر في ذلك الوقت المعين، بل إن الكرة الأرضية سالمة آمنة مطمئنة، مما يعني أن رموز حقيبة التفجير كانت قبل ساعة من الآن موافقة تماما لما ينبغي أن تكون عليه في حالة عدم الانفجار!

ما الذي يخطر ببالنا حينئذ (غير السعادة العظيمة بعدم انفجار الكرة الأرضية، بالطبع)؟

يمكن لبعضنا أن يقول: إن هذه محض صدفة، ونحن محظوظون، لأن الرموز وافقت السلسلة الصحيحة، في ذلك الوقت المحدد بالضبط.

ولكن لا شك أن التفسير الأكثر موافقة للعقول السليمة، هو أن شخصا ما تدخّل في الأمر، فثبّت رموز الحقيبة في الوقت المحدد على الأرقام المطلوبة.

ولا شك أننا لن نجد عاقلا يشكك في صحة التفسير الثاني، وهشاشة التفسير الأول!

الثوابت الكونية Cosmological Constants
بعد أن شرحنا هذا المثال التوضيحي، لننتقل الآن إلى محور آخر.

يتداول الفيزيائيون في قوانين الفيزياء التي تحكم الكون، مجموعةً من الأعداد الثابتة، التي يسمونها: ''ثوابت كونية''، مثل: سرعة الضوء أو قوة الجاذبية أو ما أشبه ذلك.
ويقرر الفيزيائيون أمرين اثنين:

أولهما: أنه لا يوجد في قوانين الفيزياء ما يحتّم أن تكون هذه الثوابت بقيمها المعروفة. أي: لا يمكن التنبؤ بهذه القيم انطلاقا من قوانين الفيزياء.

والثاني: أن كل واحدة من هذه الثوابت لو تغيرت قيمتها – ولو بمقدار صغير جدا – لتغير الكون، بحيث لم يعد صالحا لنشأة الحياة فيه!

ولنأخذ مثالا يوضح الفكرة، وليكن هو: قوة الجاذبية.

يقول أهل الفيزياء: لو أن الجاذبية كانت أضعف مما هي عليه، ولو بقدر ضئيل جدا، لتشتتت المادة بعد الانفجار الكبير (The Big Bang) في الكون كله، ولم تتجمع في مجرات ونجوم وكواكب ونحو ذلك، ولما كانت الحياة ممكنة!
وبعكس ذلك، لو أن الجاذبية كانت أقوى مما هي عليه، ولو بمقدار قليل جدا، لما أمكن للمادة أن تتمدد بعد الانفجار الكبير، ولبقيت إذن في موضع محصور، بالغ الكثافة، ولما كانت الحياة ممكنة أيضا!
فتبين لنا إذن، أن قوة الجاذبية – وهي واحدة من ثوابت فيزيائية متعددة - لو تغيرت بزيادة طفيفة، أو نقص قليل، لتغير الكون كله، ولما أمكن للحياة أن توجد!


نخلص إذن إلى أن الثوابت كان بالإمكان أن تكون على غير ما هي عليه (لأن قوانين الفيزياء لا تحتم قيما مخصوصة لها)، ونخلص أيضا إلى أن هذه الثوابت لو كانت على غير ما هي عليه لما وجدت الحياة في الكون.

ألا يشبه هذا رموز حقيبة التفجير التي يمكنها أن تكون على غير ما هي عليه بسبب الريح المتحكمة في الأزرار، ولكنها لو تغيرت عما هي عليه لانفجرت الكرة الأرضية؟!

وبما أننا في صورة القنبلة النووية، حكمنا - انطلاقا من تحققنا من وجودنا الدالّ على عدم وقوع التفجير في الوقت المحدد له – بأن شخصا ما، مريدا لحماية الأرض من التدمير، هو الذي حدّد قيم الأزرار لتكون الرموز موافقة لسلسلة الأرقام المطلوبة، فإننا أيضا في الصورة الأخرى، نحكم – انطلاقا من تيقننا بوجود الحياة في الكون – بأن صانعا مُصمما، مريدا لوجود الحياة في الكون، هو الذي جعل للثوابت الفيزيائية قيمها المحددة، التي بدونها تنعدم الحياة.
فثبت وجود الله سبحانه وتعالى، المبدع لهذا الكون. وهذا هو المطلوب من هذا البرهان.

صياغة البرهان
وكما فعلنا مع برهان التصميم في صيغته الأولى، فلنصغ البرهان الذي بين أيدينا في صورة مقدمات تتلوها نتيجة.

المقدمة الأولى: قاعدة الاستدلال بأفضل تفسير، التي سبق شرحها في المقال السابق.

المقدمة الثانية: كون العالم الذي نعيش فيه قابلا لنشوء الحياة، أمر يحتاج لتفسير.

المقدمة الثالثة: أفضل تفسير لوجود الحياة في الكون، هو أن الخالق سبحانه أعطى للثوابت الفيزيائية قيمها الملائمة لذلك.

النتيجة: وجود الخالق المبدع، الذي أتقن خلق الكون، بما فيه من الكائنات الحية.


نقد ونقاش
لا شك أن برهان الضبط الدقيق، من أقوى الأدلة على وجود الخالق سبحانه، خاصة إذا تعزز بما استقر في نفوس الناس من الفطرة السليمة، قبل تعرضها للتحريف والإفساد.

ومع ذلك فإن دعاة الإلحاد، في سعيهم اليائس لمخالفة الفطرة، وإنكار الواضحات العقلية، تعرضوا لهذا البرهان ببعض التشكيك.

فقالوا مثلا:

''لا نقرّ بالمقدمة الثانية، بل نقول: وجود الحياة في الكون لا يحتاج إلى تفسير. كما لو أن شخصا رمى قطعة نرد، فجاءت على رقم 9 مثلا، فإنه لا يحتاج إلى تفسير ذلك ولا يسأل عنه أصلا''.
والجواب:

أن من الظواهر ما يحتاج إلى تفسير ومنها ما لا يحتاج إليه.

ففي حالة النرد، لا فرق بين رقم 9 وبين غيره من الأرقام، ولا تميز لهذا الرقم على غيره. فلو وقع السؤال: لِم رقم 9 خصوصا؟ لقلنا: ولِم لا يكون كذلك؟ فلو لم يكن رقم 9 لكان رقم 4 مثلا، ولوقع السؤال نفسه (1)!

ولا شك أن هذا فرق جوهري بين صورة لعب النرد، وصورة نشوء الحياة في الكون!

فالحياة تتسم بالجمال والتنسيق والترتيب، الذي يجعلها متميزة - بما لا وجه لإنكاره - عن عدم الحياة. ووجود هذه الحياة المتميزة بعد إعطاء قيم مخصوصة للثوابت الفيزيائية من ضمن ما لا يحصى من القيم الأخرى، أمر عجيب يحتاج إلى تفسير ولا بد!

وأقرب ما يماثل هذه الحالة التي نَصفها الآن: المثال الآتي.

لنفرض أن لديّ فوق الطاولة عددا كبيرا من البطاقات الصغيرة التي فيها حروف اللغة العربية مثلا. ولنفرض أنني غبت برهة يسيرة من الزمان، ثم رجعت فوجدت بعض هذه البطاقات مرتبا على الطاولة بحيث يقرأ منها القارئ الجملة الآتية: ''الإلحاد مخالَفةٌ للفطرة، ونقص في العقل''.

ما الذي يخطر ببالي حينئذ؟

لا شك أنني سأعتقد جازما أن شخصا ما (والظاهر أنه مؤمن عاقل!)، دخل الغرفة قبلي ورتّب الحروف على وفق تلك الجملة الطيبة. ويستحيل أن أعتقد أن النسائم المتسربة من النافذة هي التي حرّكت البطاقات، فوقع لها ذلك الترتيب العجيب بالصدفة!

وبعبارة أخرى: إن ما في وضع الجملة من التنسيق والترتيب والتميز عن الأوضاع العشوائية الأخرى، يجعل الأمر محتاجا إلى تفسير. والتفسير الذي يفرض نفسه هو تدخل شخص ما في ترتيب البطاقات.

والملاحدة في هذا الموضع من مناقشة الدليل، يفرّون إلى أحد مخرجين:

المخرج الأول: فرضية ''الأكوان المتعددة''.

أي: إذا كان الكون الذي نحن فيه قد وقع ضبطه على القيم التي تنشأ بها الحياة، فإننا نفترض وجود أكوان أخرى كثيرة جدا، بعدد الاحتمالات التي يمكن نظريا أن تكون عليها الثوابت الفيزيائية! فهنالك كون آخر، قوة الجاذبية فيه أقل من قوة الجاذبية في كوننا بنسبة 1% مثلا، وكون آخر تكون فيه أقل بنسبة 2% مثلا، وثالث تكون فيه أكثر بنسبة 1%، وهلم جرا!

فهنالك أكوان متعددة، بقدر ما لدينا من الاحتمالات في قيم الثوابت الفيزيائية؛ وهنالك كون واحد فيه الضبط الصحيح الموافق لنشأة الحياة!!

وهذا الافتراض في مثل هذا المقام العلمي، أقرب إلى التفسير الدوغمائي، والفكر الغيبي (الذي ينكرونه على أهل الأديان) منه إلى المنهج العلمي العقلاني (الذي يتشدقون به).

وهذا شبيه بقول القائل، في صورة بطاقات الحروف السابق بيانها:

إنني أفترض أن هنالك طاولات أخرى كثيرة، وقع في كل واحدة منها - تحت تأثير الريح - ترتيبٌ معين للحروف، لا ينتج جملة مفيدة. وأن الطاولة الوحيدة التي تكونت فيها جملة ذات معنى، هي التي في بيتي، وأمام عيني!
أيعدّ عاقلا، مَن يزعم مثل هذا؟!


المخرج الثاني: التزام وقوع الأمر بمحض الصدفة، وهو ما يسمونه برهان القِرَدة.

وملخص البرهان – المنسوب إلى توماس هكسلي Thomas Huxley – أن مجموعة من القردة لو تُركت تضرب على مجموعة من الآلات الكاتبة لمدة زمنية كافية، فإنها ستستطيع دون ريب أن تكتب قصيدة من قصائد شكسبير، أو ربما إحدى مسرحياته!

والحق أن هذا البرهان ضعيف جدا. فقد أثبت بعض الرياضيين (2) أن عمر الكون كله لن يكفي لكتابة مسرحية واحدة لشكسبير لو ضرب القرد على آلة كاتبة بمعدل مرة كل نانو ثانية (أي: كل جزء من مليار جزء من الثانية)!

وبعبارة أخرى: فإن الحقائق الإحصائية صريحة في أن المادة مهما بلغت من حجم، ومهما أعطيت من زمن، فإنها لا تقدر على إنشاء الحياة بالصدفة.

فمراهنة أهل الإلحاد على الصدفة وعامل الزمن، مخالفة للمنهج العلمي السليم، وهروب – لأسباب نفسية غير علمية - مما تقتضيه أدلة الفطرة والتصميم من ضرورة اعتقاد وجود الله سبحانه وتعالى.

وسيكون لنا في المقال المقبل – إن شاء الله – وقفة مع برهان آخر، يدل على وجود الله سبحانه وتعالى.

هوامش المقال:
1- هذا بحسب بظاهر الحال، وإلا فإننا نعلم أن خروج رقم معين يخضع لاعتبارات فيزيائية دقيقة يصحب حصرها (القوة الدافعة، درجة مقاومة الريح، نوع الاحتكاك على البساط، ..). ونعلم نحن الموحدين أن هذا كله – وإن بدا لنا اتفاقيا – هو بمحض تقدير الله عز وجل.
2- يراجع كتاب ''خرافة الإلحاد''، عمرو شريف: ص 341.

مجرّد إنسان
09-01-2015, 11:31 AM
http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=206386

lightline
09-01-2015, 11:56 AM
والمفر الثالث الذي يلجأ له ملاحدة اليوم
( العلماء في المستقبل سيكتشفوا اجابة تفسير الضبط الدقيق للكون ) ويستمر هذا الامل المثير للشفقة داخل الملحد الي ان يموت ويتعفن كما حصل ليهتشن

مجرّد إنسان
09-06-2015, 12:15 PM
بارك الله فيك

عاشق الشمس
10-05-2015, 01:14 PM
( العلماء في المستقبل سيكتشفوا اجابة تفسير الضبط الدقيق للكون ) ويستمر هذا الامل المثير للشفقة داخل الملحد الي ان يموت ويتعفن كما حصل ليهتشن


من قال لك هذا؟

بهتان التوليف الدقيق صار منخورا متآكلا أكل الدهر عليه، و كان لنا صولات في الردّ على هذا '' البرهان '' و لا أتذكّر أنّ أحد الملحدين قال بأنّ العلم لم يستطع تفسيره بعد! و أسجّل هذه النقاط أوّليّا:

الأرقام التي تحاولون إيهامنا بأنّها مضبوطة هي ليست كذلك، و هي تقبل الكثير من الزيادة و النقصان بدون أنْ يؤثّر ذلك على إمكانيّة نشوء عناصر ثقيلة مثل الكربون و الأكسجين و بالتالي إمكانيّة نشأة الحياة، و قد أتى العلماء بنماذج كثيرة بتحوّرات كثيرة في تلك ''الثوابت '' كلّها أفضت إلى كون يسمح بنشأة الحياة ( من بين العلماء الذين قاموا بصناعة هذه النماذج الرياضيّة: فيكتور ستينجر، أنتوني أغيري، كرايغ هوغمان...).

mrkira
10-05-2015, 03:39 PM
من قال لك هذا؟

بهتان التوليف الدقيق صار منخورا متآكلا أكل الدهر عليه، و كان لنا صولات في الردّ على هذا '' البرهان '' و لا أتذكّر أنّ أحد الملحدين قال بأنّ العلم لم يستطع تفسيره بعد! و أسجّل هذه النقاط أوّليّا:

الأرقام التي تحاولون إيهامنا بأنّها مضبوطة هي ليست كذلك، و هي تقبل الكثير من الزيادة و النقصان بدون أنْ يؤثّر ذلك على إمكانيّة نشوء عناصر ثقيلة مثل الكربون و الأكسجين و بالتالي إمكانيّة نشأة الحياة، و قد أتى العلماء بنماذج كثيرة بتحوّرات كثيرة في تلك ''الثوابت '' كلّها أفضت إلى كون يسمح بنشأة الحياة ( من بين العلماء الذين قاموا بصناعة هذه النماذج الرياضيّة: فيكتور ستينجر، أنتوني أغيري، كرايغ هوغمان...).

لا يلزم أن يكون عالما من يقول بإمكانية ايجاد تفسير للضبط الدقيق للكون في المستقبل. هذه الحجة غالبا ما نسمعها من بعض الملاحدة.
على أية حال؛ روبن كولنز أيضا قام بالرد على دعاوى الخصوم في نقض الضبط الدقيق للكون.
http://home.messiah.edu/~rcollins/Fine-tuning/ft.htm
وبشكل عام؛ وجود احتمالات مختلفة ممكنة للحياة للثوابت الرياضية لا يلغي فكرة الضبط الدقيق لأن هذه الاحتمالات لا تزال في نطاق ضيق مقارنة بالاحتمالات الممكنة والشاسعة لعدم وجود كون صالح للحياة.

عاشق الشمس
10-05-2015, 08:14 PM
و لكنّني ذكرت لك أسماءهم فلماذا لا تبحث عن تخصّصاتهم و شهاداتهم لتعلم ما إذا كانوا علماء أم لا، إلّا إذا كنت أنت الذي سيحدّد ما إذا كانوا علماء أم لا حينها يكون لنا نقاش آخر. فيكتور ستينجر عالم فيزياء جسيمات معروف طبعا، و كرايغ هوغان بدوره عالم فيزياء و فلك في جامعة شيكاغو. أمّا بخصوص كولينز، فالذي أعرفه أنّه ليس متخصّصا في الفيزياء، بل هو أستاذ فلسلفة، فكيف تعطيه الحقّ في أن يفتي في الفيزياء؟ و على كلّ حال، انقل لي كلامه و ردّه على فيكتور ستينجر و هوغان إن كان هناك ردّ لنتناقش حوله ها هنا!





وبشكل عام؛ وجود احتمالات مختلفة ممكنة للحياة للثوابت الرياضية لا يلغي فكرة الضبط الدقيق لأن هذه الاحتمالات لا تزال في نطاق ضيق مقارنة بالاحتمالات الممكنة والشاسعة لعدم وجود كون صالح للحياة.


هذه الاحتمالات ليست ضيّقة، بل تسمح بهامش واسع من التغيّرات دون أن يؤثّر ذلك على إمكانيّة نشأة الحياة. و سآتي بالأرقام طبعا!

mrkira
10-05-2015, 10:32 PM
لكنّني ذكرت لك أسماءهم فلماذا لا تبحث عن تخصّصاتهم و شهاداتهم لتعلم ما إذا كانوا علماء أم لا، إلّا إذا كنت أنت الذي سيحدّد ما إذا كانوا علماء أم لا حينها يكون لنا نقاش آخر
لم تفهمني. ما قلته أن حجة "العلم سيكتشفه في المستقبل" موجودة عند الملاحدة وليس العلماء فقط من قد يقولون بذلك.


فكتور ستينجر عالم فيزياء جسيمات معروف طبعا، و كرايغ هوغان بدوره عالم فيزياء و فلك في جامعة شيكاغو. أمّا بخصوص كولينز، فالذي أعرفه أنّه ليس متخصّصا في الفيزياء، بل هو أستاذ فلسلفة، فكيف تعطيه الحقّ في أن يفتي في الفيزياء؟ و على كلّ حال، انقل لي كلامه و ردّه على فيكتور ستينجر و هوغان إن كان هناك ردّ لنتناقش حوله ها هنا!

هناك أيضا علماء كثر أصحاب تخصصات فيزيائية قالوا أن هناك ضبط دقيق للكون. ان شاء الله في الغد قد أذكر بعض الأسماء لو أردت ذلك وسأذكر لك بعض الردود على فيكتور ستينجر وغيره اذا تفرغت لذلك. وروبن كولنز لديه أبحاث ودراسات في الفيزياء، فهو مطلع ولديه المام جيد فيها؛ ولكون تخصصه في الفلسفة جعلت حججه أقوى في دفع الاعتراضات على حجة الضبط الدقيق للكون. على أية حال؛ لدي مشاركة سابقة فيها الرد على بعض الاعتراضات الشائعة على الضبط الدقيق : http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35491-%C3%CF%E1%C9-%C7%E1%CA%D5%E3%ED%E3-%C7%E1%D0%DF%ED-%E6-%C3%E4%E6%C7%DA%E5&p=2780609#post2780609

عاشق الشمس
10-05-2015, 10:53 PM
الزميل المحترم، كولينز درس فلسفة و هو لا يحقّ له الحديث في الفيزياء، و إلّا فيجب عليك أن تأخذ برأيي أنا أيضا، فقد درست الفلسفة و لكنّني مطّلع على الفيزياء كثيرا، فهل تسمح لي بالافتاء؟ طبعا لا!
المهمّ، أنتظر ردودك حول كلامي، مع اعتذاري عن قراءتي لرابطك فأنا مشغول بعض الشيء، مشكورا.

mrkira
10-06-2015, 07:59 AM
الزميل المحترم، كولينز درس فلسفة و هو لا يحقّ له الحديث في الفيزياء، و إلّا فيجب عليك أن تأخذ برأيي أنا أيضا، فقد درست الفلسفة و لكنّني مطّلع على الفيزياء كثيرا، فهل تسمح لي بالافتاء؟ طبعا لا!
المهمّ، أنتظر ردودك حول كلامي، مع اعتذاري عن قراءتي لرابطك فأنا مشغول بعض الشيء، مشكورا.
هل لديك أبحاث في الفيزياء؟ نحن بالفعل ليسنا متخصصين بالفيزياء فهل هذا يمنع بالكلية من المناظرة في بعض المواضيع التي لها علاقة بها؟ ما رأيك أن نغلق المنتدى أيضا لأن الكثير منا يتكلم في غير تخصصه؟! هذا المنتدى هدفه مناظرات وليس مجرد سرد لأقوال أصحاب التخصصات في قضايا خلافية!! نعم قد نستفيد من أهل الإختصاص ونرجع لهم ولكن هذا ليس معناه أن كلامهم غير قابل للأخذ والرد. وكما بينت لك سابقا؛ روبن كولنز لديه أبحاث في الفيزياء وهو مخول بالفعل للحديث عنها. وزد على ذلك أنه لا يأتي بشيء من جيبه؛ فأبحاثه موثوقة بدراسات علمية ويمكنك الإطلاع على مصادره عند وجود أدنى شك.

أبو عمر النفيس
10-06-2015, 09:25 AM
الزميل المحترم، كولينز درس فلسفة و هو لا يحقّ له الحديث في الفيزياء، و إلّا فيجب عليك أن تأخذ برأيي أنا أيضا، فقد درست الفلسفة و لكنّني مطّلع على الفيزياء كثيرا، فهل تسمح لي بالافتاء؟ طبعا لا!
المهمّ، أنتظر ردودك حول كلامي، مع اعتذاري عن قراءتي لرابطك فأنا مشغول بعض الشيء، مشكورا.

ماذا تريد أن تقول بالضبط ؟؟
هل تريد أن تقول بأنّه لا يوجد تصميم أم أنّك تقرّ بوجود تصميم و لكنّك ترى أنّه يمكن تفسيره تفسيرا ماديا ؟؟!!!
ما هو موقفك بالضبط ؟!!!

عاشق الشمس
10-06-2015, 01:47 PM
هل لديك أبحاث في الفيزياء؟

نعم، رسالة الماستر حول انتقال الفيزياء من الحتميّة إلى الفوضى، بمعنى لها علاقة بفلسفة العلوم و نظريّة المعرفة. و لكن إذا كنت تقول بأنّ لديه أبحاثا في علم الفيزياء، فيجب علينا نعرف نتأكّد أوّلا من نوعيّة هذه الأبحاث، هل هي منشورة في دوريّات علميّة محترمة، تتمّ مراجعتها و التعليق عليها من قبل متخصّصين، أم إنّها تنشر في مجلّات مجّانيّة أو مدفوعة الاشتراك، من أجل التمييز بين شخص يحقّ له الكلام و بين منا لا يحقّ له ذلك. و على كلّ حال، أنا أنتظر ردّك حول كلامي، أو أن تنقل لي ردّه حول اعتراضنا على التوليف الدقيق من أجل إكمال النقاش.

عاشق الشمس
10-06-2015, 01:50 PM
هل تريد أن تقول بأنّه لا يوجد تصميم أم أنّك تقرّ بوجود تصميم و لكنّك ترى أنّه يمكن تفسيره تفسيرا ماديا ؟؟!!!


لا، لا يوجد تصميم ذكيّ أصلا، هذه هي فكرتي: الكوّن ليس مولّفا توليفا دقيقا، لأنّ العلماء قد قاموا بصناعة نماذج رياضيّة تسمح بوجود أكوان أخرى تمتلك ''ثوابت '' تختلف كثيرا عن ''ثوابت '' كوننا و مع ذلك ستكون هذه الأكوان داعمة للحياة، لذلك إذا كان كثير من الأكوان الممكنة داعمة للحياة، فبأيّ حقّ يكون كوننا مميّزا إذا كان واحدا من كثير من الأكوان الممكنة؟ هذه هي الفكرة مبسّطة.

mrkira
10-06-2015, 02:23 PM
نعم، رسالة الماستر حول انتقال الفيزياء من الحتميّة إلى الفوضى، بمعنى لها علاقة بفلسفة العلوم و نظريّة المعرفة. و لكن إذا كنت تقول بأنّ لديه أبحاثا في علم الفيزياء، فيجب علينا نعرف نتأكّد أوّلا من نوعيّة هذه الأبحاث، هل هي منشورة في دوريّات علميّة محترمة، تتمّ مراجعتها و التعليق عليها من قبل متخصّصين، أم إنّها تنشر في مجلّات مجّانيّة أو مدفوعة الاشتراك، من أجل التمييز بين شخص يحقّ له الكلام و بين منا لا يحقّ له ذلك. و على كلّ حال، أنا أنتظر ردّك حول كلامي، أو أن تنقل لي ردّه حول اعتراضنا على التوليف الدقيق من أجل إكمال النقاش.
لديك معيار غريب صراحة في تقبل الحق من الشخص وهي أن تكون أبحاثه منشورة في مجلات علمية موثوقة. أنت تتدعي أن لديك بحث في الفيزياء والحتمية. وهذا قد يخولك للحديث أكثر في هذا المجال. لكن هل هذا معناه أن ألتزم الصمت وأسمع لك حتى تفرض لي رأيك؟ هل يجب علي أن أصدق كل ما يقوله فيكتور ستيجنر لأنه أعلم مني؟ بالطبع لا. الشيء الذي يجمعنا هي عملية الاستدلال بشكل منطقي سليم اعتمادا على مصادر وأساسيات يتفق عليها الناس. فمهما كتبت موضوعا أو نقلت لك بحثا فهو قابل للرد لأننا في الواقع في محل مناظرة! وقد كتبت موضوع مسبقا عن مشاكل الاعتماد على الاوراق العلمية المراجعة كمصدر معرفة وحيد:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35688-%E3%D4%C7%DF%E1-%C7%E1%E3%D1%C7%CC%DA%C9-%C7%E1%DA%E1%E3%ED%C9-Problems-with-Peer-Review
على أية حال؛ حتى نغلق هذا الموضوع؛ فروبن كولينز لديه دكتوراة في الفيزياء. تجد سيرته الذاتية من هنا:
http://home.messiah.edu/~rcollins/home.html
وهذا ليس معناه أنه يجب أن تؤمن بكل ما يقول. من خلال المناظرة يمكن التمييز بن الحق والباطل ولو تأملت قليلا؛ ستجد أن المناظرة أشبه بالمراجعة العلمية لأنك في الحالتين تقيم مدى صحة الخبر اعتمادا على أسس متفق عليها.

mrkira
10-06-2015, 02:40 PM
http://home.messiah.edu/~rcollins/Fine-tuning/Abridged%20Version%20of%20Fine-tuning%20book.doc
من هذا البحث لخصت مشاركتي التي كتبتها عن الاعتراضات الشائعة عن الضبط الدقيق وفيها ردود على اعتراضات ستينجر. يمكنك أن ترجع للبحث نفسه أو لمشاركتي السابقة نفسها: http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35491-%C3%CF%E1%C9-%C7%E1%CA%D5%E3%ED%E3-%C7%E1%D0%DF%ED-%E6-%C3%E4%E6%C7%DA%E5&p=2780609#post2780609

عاشق الشمس
10-06-2015, 04:33 PM
ديك معيار غريب صراحة في تقبل الحق من الشخص وهي أن تكون أبحاثه منشورة في مجلات علمية موثوقة.

هل صار من الغرابة أن أطلب مجلّات علميّة موثوقة؟ بين أصبح من البداهة أن تكون كلّ أبحاثكم منشورة في مجلّات مجّانيّة أو مدفوعة هدفها هو الربح؟ لو لم نتّبع هذا المعيار، سيستطيع أيّ غبيّ أن يفتح مجلّة و أن ينشر فيها هراءَه، و إلّا كيف نميّز بين الغثّ و الزؤان؟ و لماذا تعترض على الاستشهاد بمجلّات علميّة مرموقة إلّا إذا كنت لا تمتلك بحوثا في هذه المجلّات؟ فحساسيّتك من المجلّات المراجعة من طرف العلماء واضحة في بدء أمرك، و هذا لا يبشّر بخير!

الخلاصة: مجلّات علميّة موثّقة و مراجعة لا يستطيع أن يكتب فيها أيّ مهرّج أو متعالم، و لكن فقط العلماء المتخصّصون الذين تتعرّض مقالاتهم للمراجعة من طرف العلماء المتخصّصين أمثالهم. و هذا هو المطلوب، أمّا المجلّات التي لا تخضع لرقابة العلماء و مراجعتهم، فهذه يمكن لأيّ كان أن يؤسّسها، و هي لا تختلف عن مقالات الحوار المتمدّن أو الفايسبوك لانعدام المراجعة العلميّة. فأيَّها تختار يا زميل؟


على أية حال؛ حتى نغلق هذا الموضوع؛ فروبن كولينز لديه دكتوراة في الفيزياء. تجد سيرته الذاتية من هنا:
http://home.messiah.edu/~rcollins/home.html

الذي قرأته أنّ لديه دوكتوراه في الفلسفة و ليس في الفيزياء، و الرابط الذي وضعته لي لم أجد فيه شيئا. هلّا أشرت لي إلى الجزء الذي يقول بأنّ لديه دوكتوراه في الفيزياء لو سمحت؟


http://home.messiah.edu/~rcollins/Fi...ing%20book.doc
من هذا البحث لخصت مشاركتي التي كتبتها عن الاعتراضات الشائعة عن الضبط الدقيق وفيها ردود على اعتراضات ستينجر. يمكنك أن ترجع للبحث نفسه أو لمشاركتي السابقة نفسها: http://www.eltwhed.com/vb/showthread...09#post2780609

الزميل المحترم، ليست لي رغبة في قراءة أيّة مقالات لانشغالي كما قلت لك و لضيق وقتي، رجاءًا انسخ لي الجزء المتعلّق بحوارنا فقط، و أكرّر، أريد ردّك أنت أو ردّ كولينز على كلامي حصرا، حتّى يكون النقاش مركّزا و حتّى لا يتشعّب أكثر، أريد ردّا حول اعتراضي على التوليف الدقيق، بمعنى، كيف تردّون على قول العلماء بوجود عدد كبير من الأكوان الممكنة أن تنتج لنا حياة؟
لا أريد روابط و لا مقالات، إن كان لديك جواب، فضعه لي هنا لكي أقرأه و نناقشه، و يمكنك بعدها أن تضع الرابط للاستشهاد، و ليس لكي أقرأه!

مشكورا.

mrkira
10-06-2015, 05:47 PM
هل صار من الغرابة أن أطلب مجلّات علميّة موثوقة؟ بين أصبح من البداهة أن تكون كلّ أبحاثكم منشورة في مجلّات مجّانيّة أو مدفوعة هدفها هو الربح؟ لو لم نتّبع هذا المعيار، سيستطيع أيّ غبيّ أن يفتح مجلّة و أن ينشر فيها هراءَه، و إلّا كيف نميّز بين الغثّ و الزؤان؟ و لماذا تعترض على الاستشهاد بمجلّات علميّة مرموقة إلّا إذا كنت لا تمتلك بحوثا في هذه المجلّات؟ فحساسيّتك من المجلّات المراجعة من طرف العلماء واضحة في بدء أمرك، و هذا لا يبشّر بخير!

الغرابة في الموضوع هو جعلك الأوراق العلمية هو الأمر الوحيد للتمييز بيت الحق من الباطل ركز قليلا ولا تستعجل في انستنتاجاتك. بالفعل مالا يبشر بالخير هو سوء فهمك المتكرر. كأنك فقط تريد أن تخالفني في أي شيء أقوله. لا أرفض هذه الأوراق أصلا بل بالفعل يمكنني أيضا الإستدلال بها. اعتراضي فقط كان على فكرة اعتبار المراجعات العلمية في مستوى لا يسمح بنقدها أو اعتبارها المصدر الوحيد لمعرفة الحق. لا أظنك تخالفني هنا فركز مرة أخرى.


الذي قرأته أنّ لديه دوكتوراه في الفلسفة و ليس في الفيزياء، و الرابط الذي وضعته لي لم أجد فيه شيئا. هلّا أشرت لي إلى الجزء الذي يقول بأنّ لديه دوكتوراه في الفيزياء لو سمحت؟
تجدها في أسفل الصفحة بعنوان curriculum vitae

mrkira
10-06-2015, 06:02 PM
على كلّ حال، انقل لي كلامه و ردّه على فيكتور ستينجر و هوغان إن كان هناك ردّ لنتناقش حوله ها هنا!

نقلت لك رابط المشاركة لكنك ربما ظننت أنني أنقل لك الموضوع كله لتقرأه؛ على أية حال سأنسخ الرد هنا:

تعريف الضبط الدقيق للكون
الضبط الدقيق للكون معناه أن الثوابت الأساسية و مقادير الطبيعة تقع في نطاق ضيق جدًا، لدرجة أنّ أي تغير صغير في الثوابت الأساسية لن يؤدي إلى بناء وتطور المادة أو الأفلاك أو
جميع أشكال الحياة.
أنواع الضبط الدقيق للكون:
هناك عدة أمثلة للضبط الدقيق للكون، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
• الضبط الدقيق لقوانين الفيزياء مثل قوانين القوى الرئيسية وهي الجاذبية و القوة الضعيفة و القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية التي تربط بين البروتينات والنيترونات معًا في الذرة.
• الضبط الدقيق للثوابت الفيزيائية ولها أمثلة عديدة ومن أبرزها : الضبط الدقيق للثابت الكوني.
• الضبط الدقيق للشروط الابتدائية للكون وأبرزها موجود في الضبط الدقيق للإنتروبي المنخفض (Low Entropy).

اعتراضات متنوعة على الضبط الدقيق للكون
1. الاحتجاج بـ(نظرية كل شيء):
من إحدى الاعتراضات على جدلية الضبط الدقيق هو أن فيما نعرفه، فيمكن أن يكون هناك قانون أكثر صلابة بحيث يتضمن قوانين الفيزياء الحالية وقيم ثوابت الفيزياء. لذلك، مع وجود مثل هذا القانون، فإنه من المحتمل أن القوانين وثوابت الفيزياء تقع في المدى المسموح فيه للحياة. بالرغم من كون هذا الانتقاد تخميني بالكامل، ثلاثة مشاكل تواجه مثل هذه الفرضية .
• بالرغم من أن العديد من الفيزيائيين تمنّوا بأنّ تتضمن نظرية الأوتار الفائقة كلّ القوانين الحالية وثوابت الفيزياء، ذلك الأمل بهت تقريبًا بالكامل عندما جاء علماء الأوتار المنظرين للاعتراف بأن نظرية الأوتار الفائقة (و وريثه المقترح M-theory ) لها الكثير و العديد من الحلول، مقدرة في 10500 حل أو أكثر. ولذلك، فرص اكتشاف مثل هذه القانون الأساسي أصبح خافتًا أكثر قبل.
• إنّ وجود مثل هذا القانون الأساسي لا يوضّح الضبط الدقيق للشروط الابتدائية للكون.
• حتى لو كان مثل هذا القانون موجود، فإنها لا تزال صدفة هائلة في أن القانون الأساسي يتضمن فقط هذا القوانين وقيم ثوابت الفيزياء التي تسمح بالحياة، بدلا من قيم أخرى.
فكما يلاحظ فيزيائيو الفلك (برنارد كار) و (مارتن ريس) : "حتى إذ أمكن تفسير كلّ على ما يبدو من صدف في الضبط الدقيق للكون من ناحية قانون أساسي (أي نظرية كل شيء)، فإنه لا يزال مثيرًا للاهتمام في أن العلاقات المفروضة بنظرية فيزيائية هي نفس العلاقات الملائمة لوجود الحياة."
لذلك، فإنه من غير المحتمل جدًا في أنّ يفقد الضبط الدقيق للكون أهميته حتى إذا اكتشفنا (نظرية كل شيء).

2. الاحتجاج بقوانين/ثوابت فيزيائية أخرى:
بالنسبة للاحتجاج بوجود قوانين/ثوابت فيزيائية أخرى، فهذا الادعاء يزعم أنه يمكن أن تكون هناك مجموعة من القوانين التي تسمح بالحياة والتي لا نعرفها عنها أي شيء. يكون الرد على هذا الاعتراض مباشرة من خلال طريقة صياغة جدلية الضبط الدقيق. كما تم صياغتها، جدلية الضبط الدقيق لا تفترض أن مجموعة قوانيننا هي المجموعة الوحيدة المحتوية على القوانين التي تسمح بالحياة. لكن بالأحرى، فإن الجدلية تفترض أنّ منطقة القوانين التي تسمح بالحياة (أو الثوابت أو الشروط الأولية) صغيرة جدًا مقارنة بالمنطقة التي تمكننا من تحديد أن القوانين تسمح بالحياة.
في هذه الحالة هي ثوابت الطبيعة، فإنه تم افتراض أنه بوجود قوانيننا الحالية، فمدى قيم ثوابت الفيزياء التي تسمح بالحياة صغيرة مقارنة بالمدى الذي يسمح لنا بتحديد سواء كانت القيم تسمح بالحياة أو لا تسمح.

3. الاحتجاج بوجود أشكال أخرى من الحياة:
هذا الاعتراض يدعي أن أشكال أخرى حية معتمدة على الكربون يمكن أن تكون موجودة حتى لو كانت الثوابت الفيزيائية مختلفة. إذًا، فهي تدعي أن جدلية الضبط الدقيق تفترض مسبقًا أن جميع أشكال الحياة المتجسدة والواعية يجب أن تكون معتمدة على الكربون. بالرغم من الصعوبة الفائقة من تصور كيفية حصول أنظمة المادة الغير كربونية على نوع من التعقيد المادي ذو إنتاج ذاتي لدعم القوى الواعية المتجسدة، مشكلة أخرى من هذا الاعتراض في أن العديد من حالات الضبط الدقيق لا تفترض مسبقًا أن جميع أشكال الحياة يجب أن تكون معتمدة على الكربون. فلنأخذ كمثال الثابت الكوني، إذا كان الثابت الكوني أعلى بكثير فإن المادة ستنتشر بسرعة لدرجة أن لا يمكن للكواكب ولا حتى النجوم أن تتكون.
على أية حال، فبدون النجوم، لن يكون هناك مصادر ثابتة للطاقة للأنظمة المادية المعقدة من أي نوع حتى تتطور. لذلك،كل حالات الضبط الدقيق تفترض مسبقًا أن تطور القوى الذكية المتجسدة في كوننا يتطلب مصدر طاقة ثابت وهذا افتراض معقول.

4. الاحتجاج بمبدأ الأنثروبي:
طبقًا للنسخة الضعيفة بما يسمى المبدأ الإنساني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%A3_%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7% D9%86%D9%8A) (anthropic principle): إن لم تكن قوانين الطبيعة مضبوطة بدقة، فإنه من المفترض أن لا نكون هنا للتعليق على هذه الحقيقة.
جون ليسلي وآخرين ردوا على هذا الاعتراض عن طريق قياسهم بفرقة الإعدام. كما يبين ليسلي، إذا كان هناك خمسين رامي بارع وكلهم أخطئوا إصابتي، فردة الفعل مثل إذا لم يخطئوا إصابتي فلن اعتبر هذه الحقيقة لن يكون كافيًا. بدلا من ذلك، فإني سأستنتج بشكل طبيعي أن هناك سبب ما في عدم إصابتهم الهدف، مثل أنهم لم ينووا قتلي أبدًا. لماذا استنتج ذلك؟ اعتمادًا على المعلومات المسبقة التي لا تتضمن استمرار وجودي، ونفس المعلومات المسبقة لطرف ثالث يشاهد إعدامي. استمرار وجودي سيكون غير محتمل جدًا تحت فرضية نيتهم قتلي، لكن سيكون محتملا تحت فرضية عدم نيتهم قتلي.
لهذا السبب، فالجواب على سؤال "لماذا هناك ضبط دقيق للكون؟" لا يكون عن طريق تقديم ملاحظة عادية مثل عدم وجودي لن يمكنني من التعليق على عدم وجود الضبط الدقيق، لكن يكون عن طريق تقديم تفسير لهذا السؤال والتفسير المنطقي في هذا الحالة هو التصميم.

5. الاحتجاج بالمستقبل العلمي:
أخيرا، طريقة أخرى لتجنب الضبط الدقيق -الثابت الكوني كمثال- هو في الادعاء أنّ إطار الفيزياء الحديثة سيتبدل في طريقة تؤدي إلى تجنب مشكلة الضبط الدقيق. هذه الطريقة لن تنفع مع الثوابت الأخرى، لأن العديد من هذه الثوابت تعتمد على حقائق أساسية جدًا والتي بكل تأكيد لن تُستبدل. كمثال: الضبط الدقيق لقوة الجاذبية تعتمد فقط على حقيقة أن الأجسام مع كتل تماثل الكواكب والنجوم تجذب بعضها البعض بقوة معطاة بقانون نيوتن، وهذا إذا كان سحب الجاذبية للكوكب هائل جدًا، فمعظم الكائنات الحية ستتحطم. لذلك، كإستراتيجية عامة، هذا الطريقة لمراوغة الضبط الدقيق هي ضعيفة الأثر.
-------------------------------------------------------
المصدر: http://home.messiah.edu/~rcollins/Fine-tuning/ft.htm

mrkira
10-06-2015, 06:16 PM
، كيف تردّون على قول العلماء بوجود عدد كبير من الأكوان الممكنة أن تنتج لنا حياة؟
الرد هو كالآتي: هذه الاحتمالات المختلفة أو الأكوان الممكنة للحياة لا تزال أيضا في نطاق ضيق مقارنة بالاكوان التي لا تسمح للحياة. لو ترجع لتعريف الضبط الدقيق تجده لا ينكر وجود احتمالات أخرى صالحة للحياة لكن يبقى حيز هذه الاحتمالات في نطاق ضيق. هذا هو نفس الرد على النقطة الثانية من مشاركتي السابقة.

د. هشام عزمي
10-07-2015, 09:15 AM
الأرقام التي تحاولون إيهامنا بأنّها مضبوطة هي ليست كذلك، و هي تقبل الكثير من الزيادة و النقصان بدون أنْ يؤثّر ذلك على إمكانيّة نشوء عناصر ثقيلة مثل الكربون و الأكسجين و بالتالي إمكانيّة نشأة الحياة، و قد أتى العلماء بنماذج كثيرة بتحوّرات كثيرة في تلك ''الثوابت '' كلّها أفضت إلى كون يسمح بنشأة الحياة ( من بين العلماء الذين قاموا بصناعة هذه النماذج الرياضيّة: فيكتور ستينجر، أنتوني أغيري، كرايغ هوغمان...).

هل من الممكن أن تأتي لنا بالمصادر العلمية المتعلقة بالنماذج الكثيرة التي تخالف مفهوم الضبط الدقيق ؟ حيث أني أنوي أن أكتب مقالاً حول هذا الموضوع ، وسيفيدني كثيرًا الاطلاع على جميع المصادر الممكنة .. في المقابل فالمقدمة العلمية للضبط الدقيق في قوانين الفيزياء مقررة في العديد من المصادر ، أنا شخصيا أقتبس من كلام الفيزيائي الأمريكي ريتشارد موريس (الحاصل على الماجستير والدكتوراه في الفيزياء) في مدونتي على هذا الرابط:
http://heshamiyyat.blogspot.com.eg/2013/04/blog-post_13.html

فبرجاء إطلاعنا على المصادر العلمية الموثوقة التي ناقشت أو دحضت المقدمة العلمية المتعلقة باستدلال الضبط الدقيق .

عاشق الشمس
10-08-2015, 12:08 PM
مرحبا بالجميع، لقد وضعت ردّا البارحة لكنّني تفاجأت اليوم بأنّه لم يظهر، يبدو أنّني أخطأت في إرسال الردّ. على أيّة حال، سأعيد كتابة كلامي.


الغرابة في الموضوع هو جعلك الأوراق العلمية هو الأمر الوحيد للتمييز بيت الحق من الباطل ركز قليلا ولا تستعجل في انستنتاجاتك. بالفعل مالا يبشر بالخير هو سوء فهمك المتكرر. كأنك فقط تريد أن تخالفني في أي شيء أقوله. لا أرفض هذه الأوراق أصلا بل بالفعل يمكنني أيضا الإستدلال بها. اعتراضي فقط كان على فكرة اعتبار المراجعات العلمية في مستوى لا يسمح بنقدها أو اعتبارها المصدر الوحيد لمعرفة الحق. لا أظنك تخالفني هنا فركز مرة أخرى.

أنا لم أقلّ إنّ الأوراق العلميّة المراجعة علميّا لا تتعرّض للنقد، نعم هي تنتقد لأنّها قد تصيب و قد تخطئ، لكنّ عمليّة النقد نفسَها يقوم بها أشخاص مختصّون، بمعنى يجب أن يكون النقدُ نفسُه من طرف خبراء في المجال و متخصّصين، لنعود مجدّدا إلى الأوراق المراجعة علميّا Peer Reviewed، و هذه هي ميزة هذه الطريقة، فكلامك يراقب من طرف أقرانك المتخصّصين و يراجع، و هذا هو المعيار الفاصل بين المقبول و غير المقبول. لذلك فلو كان هناك من نقد لأيّة أطروحة علميّة مراجَعَة، فإنّ هذا النقد يجب أن يكون مراجَعَا بدوره و متخصّصا Peer Reviewed Again. هذه هي فكرتي. لذلك فالجواب على قولك '' هل لديك أبحاث في الفيزياء؟ نحن بالفعل ليسنا متخصصين بالفيزياء فهل هذا يمنع بالكلية من المناظرة في بعض المواضيع التي لها علاقة بها؟ '' هو كالتالي: من حقّك، كغير متخصّص أن تسأل و تستفسر و تبحث أكثر، لكنّ عمليّة النقد نفسَها لا يحقّ لك القيام بها بنفسك، باعتبارك غير متخصّص، بل هي حكر على المتخصّصين.


تجدها في أسفل الصفحة بعنوان curriculum vitae


لقد دخلت إلى الرابط، و هو يقول إنّ الرجل قد درس الفيزياء Academic Training و لم يحصل على درجة دوكتوراه ACADEMIC POSITIONS AND PROFESSIONAL EXPERIENCE ، و هذا ما توضّح مؤلّفاته، فهو غير متخّصّص في الفيزياء و لم أجد رسالة الدوكتوراه خاصّته. تماما كما توقّعت.

الرد هو كالآتي: هذه الاحتمالات المختلفة أو الأكوان الممكنة للحياة لا تزال أيضا في نطاق ضيق مقارنة بالاكوان التي لا تسمح للحياة. لو ترجع لتعريف الضبط الدقيق تجده لا ينكر وجود احتمالات أخرى صالحة للحياة لكن يبقى حيز هذه الاحتمالات في نطاق ضيق. هذا هو نفس الرد على النقطة الثانية من مشاركتي السابقة.


إذن هذا لم يعد توليفا دقيقا، لو سلّمت لك تنزّلا بأنّ نطاق التغيّرات ضيّق، فهذا يتناقض مع كون التوليف '' دقيقا '' لأنّكم تزعمون بأنّ قوّة جسيم معيّن مولّفة بدقّة لامتناهيّة، و لو أنّها كانت أكبر أو أصغر بمقدار جزء واحد من كذا جزء لما نشأ كونٌ يسمح بنشأة الحياة. و هذا تبيّن أنّك لا تقول به، و قد صار هذا التوليف فجأة فضفاضا و لم يعد بتلك الدقّة التي كان عليها من قبل. و سنرى كيف أنّه سيصبح، بعد أن نطّلع على الأ

د. هشام عزمي
10-14-2015, 03:14 PM
لاحظت أنك لم ترد على مداخلتي حتى الآن .. هل رأيتها ؟ أم أنك لا تستطيع الإجابة ؟

مجرّد إنسان
10-15-2015, 08:08 AM
يبدو لي أنه لا يستطيع الإجابة

د. هشام عزمي
10-15-2015, 12:04 PM
فعلاً أخي مجرد إنسان ، له أكثر من أسبوع يجادل الأخوة ويطالبهم بأوراق علمية محكمة لأن هناك أوراق علمية تخالفهم ، وظل يتكلم عن الأوراق العلمية الموثوقة والمعتمدة وعن العلم ومصداقيته ، ثم لم يأت بورقة واحدة تدعم كلامه .. عجيبٌ جدًا !!

lightline
10-16-2015, 02:50 AM
كبير الملاحدة دوكنز بنفسه يعترف بدقة الكون ويأتي هذا النكرة المجهول يتفلسف خلف الشاشة



https://www.youtube.com/watch?v=EqkH5m5JwHU

mrkira
10-20-2015, 09:25 PM
أنا لم أقلّ إنّ الأوراق العلميّة المراجعة علميّا لا تتعرّض للنقد، نعم هي تنتقد لأنّها قد تصيب و قد تخطئ، لكنّ عمليّة النقد نفسَها يقوم بها أشخاص مختصّون، بمعنى يجب أن يكون النقدُ نفسُه من طرف خبراء في المجال و متخصّصين، لنعود مجدّدا إلى الأوراق المراجعة علميّا Peer Reviewed، و هذه هي ميزة هذه الطريقة، فكلامك يراقب من طرف أقرانك المتخصّصين و يراجع، و هذا هو المعيار الفاصل بين المقبول و غير المقبول. لذلك فلو كان هناك من نقد لأيّة أطروحة علميّة مراجَعَة، فإنّ هذا النقد يجب أن يكون مراجَعَا بدوره و متخصّصا Peer Reviewed Again. هذه هي فكرتي. لذلك فالجواب على قولك '' هل لديك أبحاث في الفيزياء؟ نحن بالفعل ليسنا متخصصين بالفيزياء فهل هذا يمنع بالكلية من المناظرة في بعض المواضيع التي لها علاقة بها؟ '' هو كالتالي: من حقّك، كغير متخصّص أن تسأل و تستفسر و تبحث أكثر، لكنّ عمليّة النقد نفسَها لا يحقّ لك القيام بها بنفسك، باعتبارك غير متخصّص، بل هي حكر على المتخصّصين.



بالطبع النقد لا يكون إلا من شخص متخصص وذو دراية بالموضوع. ولا يشترط حتى أن أنتقد أن أقوم بذلك بنفسي، بل يمكنني الإعتماد على أقوال متخصصين في المسألة أو على مصادر موثوقة ومعتمد عليها. يعني يجب أن تكون متمكنا من مهارة البحث والإستدلال بشكل جيد من الأدلة المتوفرة حتى تتمكن من النقد بشكل جيد. هذا كل ما في الأمر، تحتاج الى استخدامك عقلك مع الإعتماد على مراجع معتمدة (أشخاص، كتب، دراسات، الخ..)


لقد دخلت إلى الرابط، و هو يقول إنّ الرجل قد درس الفيزياء Academic Training و لم يحصل على درجة دوكتوراه ACADEMIC POSITIONS AND PROFESSIONAL EXPERIENCE ، و هذا ما توضّح مؤلّفاته، فهو غير متخّصّص في الفيزياء و لم أجد رسالة الدوكتوراه خاصّته. تماما كما توقّعت.

يبدو أن درس الفيزياء والفلسفة معا في برنامج الدكتوراة حتى يؤلف رسالته في الفلسفة التي تتضمن مواضيع في الفلسفة والفيزياء معا. هذا يعد كافيا وهذا كل ما أردت أن أبينه لك وهو أن الشخص يعي ما يقول كونه درس هذا التخصص.

#https://en.wikipedia.org/wiki/Robin_Collins


إذن هذا لم يعد توليفا دقيقا، لو سلّمت لك تنزّلا بأنّ نطاق التغيّرات ضيّق، فهذا يتناقض مع كون التوليف '' دقيقا '' لأنّكم تزعمون بأنّ قوّة جسيم معيّن مولّفة بدقّة لامتناهيّة، و لو أنّها كانت أكبر أو أصغر بمقدار جزء واحد من كذا جزء لما نشأ كونٌ يسمح بنشأة الحياة. و هذا تبيّن أنّك لا تقول به، و قد صار هذا التوليف فجأة فضفاضا و لم يعد بتلك الدقّة التي كان عليها من قبل. و سنرى كيف أنّه سيصبح، بعد أن نطّلع على الأ

أراك تقول شيئا صحيحا عن الضبط الدقيق، ثم بجرة قلم تنكر ذلك وتقولني ما لم أقل. على أية حال، الضبط الدقيق للكون عبارة عن احتمالية حدوث الشي صدفة. فلنقل أن لدينا المدى R وهذا المدى هو عبارة عن جميع الإحتمالات للثوابت أو القوانين لحدوث كون مهيأ للحياة و غير مهيأة للحياة كلاهما. فاحتمالية حدوث كون مهيأ للحياة هي عدد احتمالات حدوث كون مهيأ للحياة على المجموع R.

#خذ كمثال عن مدى دقة الضبط الدقيق للثابت الكوني. الضبط الدقيق للثابت الكوني هو 10:1^120

ضع هذه الاحتمالية على شكل عدد، سيكون العدد هو عبارة عن 0.000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000000000000000000000000000000000000000000 01

هذه بالفعل دقة متناهية، و واقعيا هذا الناتج هو صفر، لكن تنزلا مع الخصم، سنقول أي تغير بأقل من هذا العدد في قيمة الثابت الكوني قد لن يؤثر كثيرا على الكون . لكن السؤال المحوري، هل مقدار هذا التغير ملحوظ أو غير ملحوظ؟ في حالتنا مع الضبط الدقيق للثابت الكوني، احتمالات وجود كون مهيأ للحياة بالفعل قليلة إلى أقصى الحدود. هذا أقصى مثال عن مدى الضبط الدقيق للكون. فلذلك حتى تنفي أنه لا يوجد ضبط دقيق للكون، لابد أن تثبت أن عدد احتمالات وجود أكوان مهيئة للحياة ملحوظة نسبيا مقارنة بالقيمة R

ياسر فوزى
03-15-2023, 07:51 PM
https://www.cambridge.org/core/journals/publications-of-the-astronomical-society-of-australia/article/finetuning-of-the-universe-for-intelligent-life/222321D5D4B5A4D68A3A97BBE46AEE45
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0022519320302071?fbclid=IwAR2HHsA16QWIatQ9CXmU17p dhnFNJkEBTihJUPF_IS78bjmQjMwn1w4_bbs#b0040