المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقه عيادة المريض



حسين شوشة
09-17-2015, 05:46 PM
فقه عيادة المريض
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن من باب البر والصلة أن يزور الانسان المرضى , وزيارة المريض لها فوائد عديدة , ولقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في عيادة المرضي
جاء في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟!، يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي"(208).
والحديث صريح بأن الله لم يمرض، ولم يأكل ولم يشرب، وإنما العبد هو الذي مرض وطعم وسقي، والمعنى: لوجدت ذلك أي: ثواب ذلك عندي، يعني وجدت ذلك، يعني ثوابه، ثواب العمل،
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفُكُّوا العاني» رواه البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عودوا المرضى، واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة» رواه أحمد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» رواه الإمام أحمد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس» رواه البخاري ومسلم

وحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتم المريض، أو الميت، فقولوا خيرا؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون» رواه مسلم.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: «أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما». فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي ثم قال: «اللهم اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى». قالت: فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى.
وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عوفي».

الحكمةمن عيادة المرضى:
لعيادة المريض حكمة تتعلق بالزائر، وحكمة تتعلق بالمزور، وثالثة تتعلق بهما.
أما ما يتعلق بالزائر فتذكره لنعمة الله عليه بالعافية، وعظيم الثواب الذي يناله بهذه العيادة.
وأما ما يتعلق بالمريض فالتخفيف عنه والدعاء له.
وما يتعلق بهما الألفة والمحبة التي تورثها هذه العيادة.

آداب العيادة:

1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة؛ كأن يدق الباب برفق، وألا يبهمَ نفسه، وأن يغض بصره، وألا يقابل الباب عند الاستئذان.
2=- أن تكون العيادة في وقت ملائم،
3-أن يدنو العائد من المريض ويَجِلس عند رأسه ويضع يده على جبهته ويسألَه عن حاله وعما يشتهيه.
4-ينبغي للعائد ألا يطيل الجلوس حتى يضجر المريض، أو يشقَّ على أهله، فإذا اقتضت ذلك ضرورة فلا بأس.
5- ألا يكثر العائد من سؤال المريض؛ لأن ذلك يثقل عليه ويضجره.
6- من آداب العيادة أن يدعو العائد للمريض بالعافية، وأن يرقي له
7-تطمينه فيبين الله أنه بخير وأن الله قادر على كل شيء وأن الله مع المريض حتى يشفى

8-ألا يتكلم العائد أمام المريض بما يقلقه ويزعجه وأن يظهر له من الرقة واللطف ما يَطِيب به خاطره.
9-- حمله على الصبر بوعد الأجر وتذكيره بما في ذلك من الأحاديث.
10- ألا يكثر عوَّاد المريض من اللغط والاختلاف بحضرته؛ لما في ذلك من إزعاجه.
11- دعمه مادياً إن كان بحاجة إلى ذلك؛ لئلا يجتمع عليه عوز ومرض!
وبالجملة فإن جماع هذه الآداب أمران: عدم إزعاجه، ومحاولة نفع
ماذا لعائد المريض
إن عائد المريض يحظى بجوائز عديدة
أولا ؛أصاب السنة ونال أجر اتباع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم
ثانيا؛يحظى بدعاء الملائكة:
أخرج الترمذي عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم يعود مسلما غُدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خَرِيفٌ في الجنة».
وعند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا نادى مناد من السماء: طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا».
ثالثا ؛ينال من الرحمات التى تتنزل عليه من رب العالمين
ففي المسند عن هارون بن أبي داود قال: أتيت أنس بن مالك رضي الله عنه فقلت: يا أبا حمزة، إن المكان بعيد، ونحن يعجبنا أن نعودك، فرفع رأسه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة». قال: فقلت يا رسول الله، هذا للصحيح الذي يعود المريض، فالمريض ماله؟ قال: «تُحَطُّ عنه ذنوبُه». وفي رواية في المسند أيضاً: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا».
رابعا؛ تكون عيادة المريض سببا في دخوله الجنة

ففي صحيح مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عاد مريضا لم يزل في خُرْفَة الجنة». قيل يا رسول الله: وما خرفة الجنة؟ قال: «جناها».
وعند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح اليوم منكم صائما؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «من عاد منكم اليوم مريضا؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «من شهد منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «من أطعم منكم اليوم مسكينا؟» قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في رجل إلا دخل الجنة»
وبعد فما أعظم تعاليم الاسلام التي تحث على عيادة المرضى ومساندتهم والوقوف إلى جانبهم والسؤال عنهم وقضاء حوائجهم هذا هو الاسلام يا سادة
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم