المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الردود على حسن فرحان المالكى .



خطاب أسد الدين
10-06-2015, 02:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم .

سأجمع الردود على شبهات حسن فرحان المالكى الموجودة على الشبكة
من مقالات وكتب ومرئيات

ارجوا من الاخوة المساعدة فى جمع الردود .

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:33 AM
رسالة كشف النقاب عن الطاعن في الآل والأصحاب وبقية السلف أولي الألباب - الشيخ علي بن يحيى الفيفي

http://sunnahway.net/sites/default/files/kashfneqab.pdf

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:40 AM
فتوى الشيخ عبد الله السعد في المدعو حسن المالكي
السؤال
فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم ما يقوم به المدعو ( حسن بن فرحان المالكي ) من نشر لضلالاته بين الحين والآخر ؛ ومن ذلك : تهجمه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى عقيدة السلف الصالح ، ومحاربتها بما ينشره من مذكرات خبيثة ؛ كمذكرته التي طبعها بعنوان ( قراءة في كتب العقائد ) وقد شحنها بلمز كثير من علماء السنة الذين ألفوا في العقيدة ، بلهجة حانقة لا تصدر إلا عن مبغض شانئ لهم .
وكان من آخر مخازي هذا الرجل نشره لمذكرة بعنوان ( نقض كشف الشبهات ) !! يحمل فيها هذا المعتوه حملة شعواء على شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، ويلصق به مذهب تكفير المسلمين ! ويدافع عن القبوريين .
وقد تواترت لدينا الأخبار – فضيلة الشيخ – أن هذا المبتدع يتبجح في كثير من مجالسه بأنه كثير المدارسة لكم في علم الحديث ،والأخذ منكم ، بما يوهم السامعين أنكم راضون عن مسلكه الذميم – والعياذ بالله – تلبيساً منه على بعض طلبة العلم ممن يحسنون الظن بكم .
ونحن نتمنى من فضيلتكم بما عرفناه عنكم من صدع بالحق – نحسبكم كذلك ولا نزكي على الله أحداً - بيان حقيقة هذا الرجل ؛ حتى لا يغتر به أحد ويصدق دعواه ، جعلكم الله من أنصار دينه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبكم / سليمان بن صالح الخراشي

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأخ المكرم الشيخ سليمان بن صالح الخراشي وفقه الله تعالى آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : جواباً عن سؤالك أقول وبالله التوفيق :
إن حسن بن فرحان المالكي إنسان ضال متبع لهواه ، منحرف عما جاء في كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مخالف لما عليه المسلمون .
وقد رددت عليه في مقدمة كتاب ( الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة ) فيما يتعلق بطعنه في الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وذلك قبل أن يظهر طعنه بالعقيدة الأثرية التي جاءت في الكتاب والسنة .
وقد حضر فيما سبق بعض دروسي وجرى عدة لقاءات بيني وبينه ، وذلك قبل أن يٌظهر كثيراً من ضلالاته وإنحرافاته ، وكنت أترفق به وأحاول معه ؛ حتى يتبع الحق ، وقد نصحته ولكن الرجل استمر على إنحرافه ، بل وزاد في الضلال والغي ، نسأل الله السلامة والعافية ، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .

وكتب / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
16 / 5 / 1422هـ

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:44 AM
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله
لقد كثر الحديث عن حسن بن فرحان المالكي وخاصة بعد إثارته لعدد من القضايا في وسائل الإعلام كالصحف والمجلات والقنوات الفضائية ، وهذه القضايا عن عدالة الصحابة و الدفاع عن الفرق الضالة واتهام كتب أهل السنة وأئمتهم بالنصب ، وغيرها من القضايا التي نرجو من فضيلتكم بيانها وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد كثر في عصرنا الحداثيون والعلمانيون والمعتزلة وغيرهم من أصحاب العقائد الفاسدة ، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، وأخطرهم وأعظمهم أثرا من جمع خليطاً من هذه العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة ، لا سيما الطعن في الصحابة ، والقدح في أهل السنة وفي كتبهم ، والدفاع عن أهل الضلال ، وعلى رأس هؤلاء حسن بن فرحان المالكي ، الذي قد تضخمت انحرافاته ، وتعاظم شره ، وبيان ذلك بأمور :-

أولاً :
طعنه في الصحابة وحصره الصحبة في المهاجرين والأنصار فقط وأنهم الذين هاجروا قبل الحديبية وبيعة الرضوان ، وقوله بعدم عدالتهم في الجملة، وزعم أن هذا التعريف عليه جمهرة من المحدثين وأكثر الصحابة ، وقوله أيضاً بأن الصحابة ليس كلهم عدول والأدلة التي ذكرها العلماء في إثبات عدالة الصحابة كلهم لا تفيد ذلك ، وقال إن بيعة أبي بكر لو سبقها شورى واتفاق فإن معظم الناس سيختارون علي لفضله وقربه من النبي r وكونه من بني هاشم أفضل قبيلة في قريش ، وسبب ميل الأنصار لعلي أكثر من ميلهم لأبي بكر وعمر لأن علياً كان أكثر فتكاً في مشركي قريش بعكس أبي بكر وعمر وعثمان إذ لم يثبت أنهم قتلوا من قريش أحداً باستثناء رجل واحد قتله عمر يوم بدر ، وقال إن بيعة أبي بكر أشبه ما تكون بالغلبة والقهر وجمهور الصحابة لا يرون بيعته بلا شورى ، وأن نصف الأنصار وافق على بيعة أبي بكر على مضض .
وقال إن البعض يرى أن اختلاف الصحابة في السقيفة على الخلافة لم يكن بأسباب بحثهم عن مصلحة الإسلام ، بل هناك أسباب قبلية وتعصب لفئات وأشخاص وليس هناك دليل شرعي ولا عقلي يمنع من هذا ، وقال إن الأمر لم يستتب لأبي بكر ولا لعمر إلا بانشغال الناس بالفتوحات التي أنستهم الأحق في الخلافة ، وقال عن معاوية إنه انتـزى على الأمة بالسيف وجعل الخلافة ملكاً عضوضاً واستأثر ببيت مال المسلمين وأحدث مفاسد ، وأنه خرج على علي بهدف سياسي بحت وليس المطالبة بدم عثمان ولا غيره ، وأنه من أبرز النواصب في الشام ، وقد لعنه ابن عباس وكان يلعنه أيضاً كثير من المهاجرين السابقين والأنصار وذهب إلى جواز لعنه من العلماء المتأخرين محمد بن عقيل في كتابه ( النصائح الكافية ) .
وقال عن أبي سفيان شكك العلماء في إسلامه ، وقال إن أبا هريرة يروي عن كعب الأحبار بعض الإسرائيليات فيرويها الناس عنه ظناً منهم أنها أحاديث عن النبي r ، وقال عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً إنه يهم وينسى في التحديث ، وكذلك قال عن عبد الله بن عمرو أنه ظفر بزاملتين يوم اليرموك فهو يحدث منهما فيظن الناس أنه يحدث عن الرسول r ، وقال بأن عبد الله بن الزبير يقاتل من أجل الملك ، وقال عبد الله بن عمر يهم وينسى في الحديث .
وقال الذين أسلموا بعد الفتح ليسوا صحابة وهم أصحاب أطماع مادية ، وقوله عمرو بن العاص وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة ومن أسلم بعدهم ليسوا من الصحابة ، هذا بعض ما قاله إلى غير ذلك من تعمده ذم الصحابة وإنكار فضلهم وإسقاط عدالتهم .

ثانياً :
عدم إثباته لبعض من الصفات التي وردت في السنة ويزعم أن فيها تشبيهاً وتجسيماً ، ويميل إلى قول الجهمية والمعتزلة في عدم التشبيه والتجسيم كما زعموا ، ويقول بأن أهل السنة يثبتون بعض الصفات لله التي أخذوها من التلمود ، ويتهم الحنابلة بأنهم متفقون مع العامة بالتجسيم والتشبيه ، ومن أقواله انه يقول عن حديث ( إذا قضى الله الأمر في السماء .. إلى أن قال : كأنه سلسلة على صفوان ) كما عند البخاري ، فيقول المالكي : تشبيه واضح لا يليق بالله تعالى ولا يثبت بسند صحيح ، ويكذب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها ويقول خزعبلات رغم أنه حديث حسن .

ثالثاً :
تركيزه على أن عقيدة أهل السنة صنعها الصراع السياسي وأنها تشكلت حسب الصراع وليس بناء على الأدلة الشرعية أو اتباع الرسول r أو الصحابة ، ثم رمى الأمة بأنها أحدثت في العقيدة أموراً ما أنزل الله بها من سلطان وذلك بأسباب الصراعات السياسية كالقول بعدم خلق القرآن أو تشبيه الله بخلقه بإثبات صفات له كصفات البشر .

رابعاً :
لمزه أئمة أهل السنة ، فخذ مثال ذلك ، قال عن ابن تيمية أنه هو الذي أحيى عقيدة النصب بعد أن كادت أن تنتهي في بداية القرن الثامن ، وقال ابن كثير ناصبي متأثر بأهل بلده ، والذهبي كذلك ، وقال عن ابن القيم أنه قليل العلم قليل الورع متعصب يكفر جمهور المسلمين ، والبربهاري صاحب إرهاب فكري على خصومه ، وعبد الله بن الإمام أحمد يروي الخزعبلات والموضوعات والإسرائيليات ، وأهل السنة ولا يروون عن آل البيت كثيراً بسبب ثوراتهم السياسية .

خامساً :
قدحه في أئمة الحنابلة وطعنه في كتبهم والتشكيك بآرائهم ، والحامل له على ذلك قوة الحنابلة في العقيدة وحملهم راية التوحيد ومصاولة الباطل ومقارعة الفساد ، زيادة على ذلك قيامهم على أهل البدع والتشريد بهم وكشف أباطيلهم وبيان ضلالهم ، فالمالكي يدعي على الحنابلة بعدة دعاوى هي : -
1 : بأنهم أدخلوا في العقيدة ما ليس فيها ، 2 : أن عندهم غلواً في التكفير ، 3 : عندهم إرهاب لخصومهم ، 4 : يضعون الأحاديث ويغيرون في الأسانيد والمتون ويكذبون على أحمد بن حنبل لخدمة مذهبهم ، 5 : شهدوا على كثير من المسلمين بالفاحشة وقتلوا بعض فقهاء الشافعية ، 6 : لا يفهمون حجج الخصوم ويحكمون عليهم بلازم أقوالهم ، 7 : يعممون خطأ الفرد على أهل مذهبه جميعاً وعندهم ظلم وتكفير وافتراء على خصومهم ، 8 : تضعيفهم لثقات المخالفين وتوثيقهم للضعفاء الموافقين ، 9 : عندهم غلو في شيوخهم ، 10 : متقدمي الحنابلة في القرن الثالث والرابع فيهم انحراف عن علي بن أبي طالب .

سادساً :
قدحه في كتب العقيدة عند أهل السنة ، وقوله إن فيها من الحق قليلا ، وهي كتب الفساد والإفساد ، وما هزم المسلمون إلا بأثر كتب العقائد ، لأن فيها تكفيراً للمسلمين وغلواً في المشايخ ، وفيها كذب وقسوة وشتم وظلم ، وفيها تجسيم وتشبيه صريح، والتأويل الباطل للنصوص ، وإرهاب المتسائلين ، وتفضيل الكفار على المسلمين وتفضيل الظلمة والفسقة على الصالحين ، والمغالطة والانتصار بالأساطير والأحلام ، وتجويز قتل الخصوم ، وروايات للإسرائيليات ، والتناقض والكذب على الخصوم وزرع الكراهية الشديدة مع عدم معرفة حق المسلم ، واستشارة العامة والغوغاء ، والتزهيد من العودة للقرآن الكريم مع المبالغة في نشر أقوال العلماء الشاذة ، والتركيز على الجزئيات وترك الأصول ، وإطلاق دعاوى الإجماع ودعاوى الاتفاق كذباً وزوراً ، وسمة من سمات كتب العقائد التناقض أيضاً.

سابعاً :
دفاعه عن أهل البدعة والضلال ، كالرافضة والقرامطة وغلاة المعتزلة والجهمية والمتفلسفة وعدّهم من جمهور المسلمين ، بل إنه يدافع عن أئمة الضلال مثل عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وابن المطهَّر و الجهم بن صفوان و الجعد بن درهم وغيلان الدمشقي وغيرهم ممن يسميهم العلماء – كما يزعم – وهم كأبي حنيفة و أحمد بن حنبل وابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب .
وقال ما نصه : كنت آسفاً على سنوات أضعتها في بغض ولعن الجهمية والقدرية ولم أنتبه لبراءتهما وظلمي لهما إلا بعد بحثي في الموضوع في فترة متأخرة وقد انخدع كثير من علماء الأمة الإسلامية بهذا وتواطئوا عليه تواطؤاً عظيماً ، وقال عن المعتزلة " يكاد يتفق دارسوا التاريخ على إثبات دورهم الكبير في صد شبه الملحدين والزنادقة ، وهم فرقة لهم أخطاء لكنهم في الجملة لا يستغني عنهم ولا عن تراثهم وعلومهم وهم مسلمون بدين الإسلام باطناً وظاهراً وهذا يوجب لهم حق الإسلام كما لا يخفى على عاقل .
ويتضح لك من ذلك أنك لا تراه مع أهل البدع والضلال إلا موالياً مناصراً مدافعاً عنهم بالباطل وينفي ما نقله العلماء عنهم أنه حق بدعوى أنه اتهام من خصومهم ، وإذا جاء الحديث عن أهل السنة وعلمائهم تنصل من نصرهم وحاول التشكيك في علومهم واجتهاداتهم ، وذمهم بما هو شرف لهم .

ثامناً :
جراءته في الكذب على الأئمة فهو لا يخجل أبداً بأن ينسب قولاً من الأقوال الشاذة إلى أحد من الأئمة أو إلى الصحابة أيضاً ، وكثيراً ما يدعي اتفاق الصحابة على أمر لم يثبت أو ينفي اتفاقهم على أمر ثبت بأسانيد صحيحة كقوله مثلاً عن الصحابة لم يجمعوا إلا على شيء معروف في نص شرعي غالباً لكن أكثر دعوانا في إجماعهم افتراء عليهم كتفضيل أبي بكر ، أو قوله عن أنس بن مالك و شعبة وسعيد بن المسيب ويحيى بن معين وأبي زرعة وغيرهم أنهم لا يرون أن الصحابي كل من رأى النبي r بل الصحابي هو المهاجري أو الأنصاري الذي أسلم قبل الحديبية ، ومستنده هو الكذب والافتراء ونصرة مذهبه وبدعته .

تاسعاً :
جهله حتى بمعاني الحديث فلما سمع حديث تكليم الله لموسى وكان موسى عليه جبة من صوف ونعلين من جلد حمار ، ظن أن الحنابلة يزعمون أن الله هو الذي كان يلبس جبة الصوف والنعلين ، فاستعظم الأمر وسب الحنابلة لافترائهم على الله .

عاشراً :
أسلوبه في كتاباته خبيث سيء في ما يكتب عن أهل السنة وكتبهم وأئمتهم ، وبالمقابل هين لين وديع مع الرافضة ورواتهم ، وأسلوبه أيضاً يفتقد إلى الطرح العلمي الموثق ويعتمد على الكذب وبتر النصوص ، والتعالم ونسبة المقولات التي سبقه بها الرافضة أو غيرهم إلى نفسه .

الحادي عشر:
سعيه الحثيث والدائم على تشويه حقائق التاريخ والتشكيك بها ، رغم أنه لم يأت إلى الآن بما يصلح أن يكون نقداً علمياً موثقاً ومعتبراً عند أهل التخصص سوى بعض كلامه على سيف بن عمر ، إنما همه النيل من المؤرخين جميعاً ، ووصفه بأن التاريخ وضع ليخدم السلاطين ، ولا يوجد عندنا من التواريخ ما يصلح لأن نعتمد عليه كحقائق فكلها تمثل وصفاً للصراعات السياسية والمذهبية فقط ، والسلطة السياسية هي المسؤولة عن تشويه التاريخ زيادة إلى النزاعات المذهبية وضعف العقل وضعف التحليل ، وأن الذي يقرأ كتب المتقدمين في التاريخ أو العلوم الشرعية بإحسان ظن مبالغ فيه فإنه سيكون ضحية للتشويهات والتحيزات التي فيها ، واتهامه لجميع المؤرخين المعاصرين بالجهل وتشويه حقائق التاريخ وكتبهم أكثرها خلط وتحكيم للعقل وجمع للضعيف ولا يحسن أحد منهم على تحقيق إسناد واحد وهم أبعد الناس عن منهج أهل الحديث ، وكثير منهم يستحلون الكذب والتحريف ، وقد طمسوا الحقائق وبعضهم تلاعب بتاريخنا الإسلامي ، إلى غير ذلك من التهم .

الثاني عشر:
اتهامه الأمة بأنها لم تقاتل لأجل الدين بل كانت تقاتل لأجل الدنيا ، كما قال أنا لا أعد الفتوحات الإسلامية إلا في عهد الخلفاء الراشدين ، أما العهد الأموي فغالباً يسميه استعماراً أموياً .

الثالث عشر:
لديه تقيه و غموض في طرحه فتارة يردد أقوال الرافضة فإذا رد عليه أحد انقلب ليثني على الصحابة ، فهو مضطرب المنهج والنقل ، ففي كل مقالة له يظهر لنا ما يدل على اضطرابه وتذبذبه .

الرابع عشر :
تشكيكه للعامة بالحق ، فهو كثيراً ما يطرح للعامة بعض التساؤلات التي تحيرهم ، كقوله بأن التاريخ يحتاج إلى تحقيق شامل وفيه من الدس كثير ، وقوله صحيح البخاري فيه أخطاء كثيرة ويحتاج إلى تحقيق لأن البخاري عنده ضعف في أسلوبه لأنه كان يروي بالمعنى والرواية بالمعنى إشكالة كبرى ، وقوله إن العقيدة أدخل فيها ما ليس من العقيدة في شيء ، والسنة الصحيحة حولها جدال كبير ، والأحاديث حتى الآن لم تخضع لنقد علمي منصف متجرد ، وغير ذلك مما يشكك به الأمة ويسقط أصولها .

الخامس عشر :
تعميم خطأ الفرد على الجميع ، يفرح المالكي إذا وجد على أحد من العلماء خطأ في كتاب من كتبه ، خاصة إذا كان من الحنابلة فيسارع إذا ظفر بمثل ذلك إلى اتهام أهل البلد جميعاً أو المذهب كله بذلك فيعمم خطأ الفرد ليشمل به الجميع ، ناهيك عن إسقاط الكتب بسبب خطأ واحد يجده فيها يعمل على تضخيمه ليؤدي غرضه ، وهذه أسهل طريقة يسقط بها الآخرين .
جميع ما ذكرته من الأقوال السابقة موجودة في كتبه ( الصحابة بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية ) و ( قراءة في كتب العقائد ) و محاضرة صوتية هي ( عدالة الصحابة ) و مقابلة صوتية مسجلة مع قناة الجزيرة في يوم 22/4/1421 هـ ومقالات متفرقة في جريدة الرياض طبعتها الجريدة بعنوان ( نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ) .

السادس عشر :
ختم هذا النكرة سلسلة ضلالاته وهذيانه الذي بدأه بالطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجريحهم و إخراج معظمهم من شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنكر وجود بعضهم وادعى أنه خرافة لم يرد ذكره إلا عند واحد من المؤرخين ، ويعني بذلك البطل الشجاع الذي لا تخفى مواقفه المشرفة في المعارك على أحد ، حتى على العوام ، وهو البطل القعقاع بن عمرو .
ثم استمر في طريقته القذرة يتناول بكتاباته أئمة الهدى والدين بالسب والتجريح ، أولئك الأئمة الأعلام الذين دافعوا عن عقيدة السلف ، وضحوا بكل غالي ونفيس لنصرة العقيدة والشريعة والذب عنها ، والوقوف في وجه كل ضال وملحد ، كالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله والإمام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أئمة أهل السنة رحمهم الله .
ثم ختم ذاك النكرة سلسلة ضلالاته بنقد الإمام المجدد الذي استطاع بتوفيق الله ثم بما أعطاه الله من علم وحنكة وإخلاص لربه أن يغير حالة الجزيرة العربية وما حولها من البلدان من كونها تعيش في جاهلية جهلاء تغلب عليها الوثنية من عبادة الأصنام والأوثان والقبور والأشجار إلى جعلها مركزا ومقرا للتوحيد الخالص ، ألا وهو الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، محيي السنة وقامع البدعة ، حيث تناول كشف الشبهات الذي يعتبر من أنفس ما كتب رحمه الله في توحيد الإلهية والرد على المشركين وكسر شبههم ، فتناول المالكي هذا الكتاب الجليل بالرد الذي سماه نقض كشف الشبهات .
وسأذكر فيما يلي بعضا من هذيان هذا الجاهل المجهول ، واكتفي بذكرها تاركا للقارئ تقييمها والاطلاع على عورها ، وقد سمى المالكي هذيانه هذا ( نقض كشف الشبهات ) وهذا العنوان كاف في إظهار ما يكنه هذا الأرعن من حقد دفين ضد أهل السنة والجماعة ، وما سأذكره من نقاط لا تساوي عشر ما رمى به هذا الجاهل هذا الشيخ الإمام .
قال ص3 : هكذا يرسم صورة جميلة ( يعني الشيخ محمد بن عبدالوهاب ) عن كفار قريش ليبرر له تكفير المسلمين ، وقد تكررت مثل هذا الكلام في غير هذا الموضع ، وقال في نفس الصفحة : إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب قاتل المسلمين .
وفي ص7 قال : إن الشيخ يكفر علماء المسلمين ، وفي ص8 يزعم أن في كلام الشيخ ظلم ، وفي نفس الصفحة ينسب إلى الشيخ تكفير المسلمين ، والكتاب قائم على دعم هذه الفكرة في كثير من صفحاته ، وفي ص10 قال في تعليق له على كلام الشيخ ، قال : سبحانك هذا بهتان عظيم ، وفي نفس الصفحة قال معلقا على كلام الشيخ : هذا ظلم أعظم من ظلم خصوم الشيخ له ، وفي ص11 قال : هذا تكفير صريح للمخالفين له ممن يسمونهم خصوم الدعوة أو أعداء التوحيد أو أعداء الإسلام ، وفي ص13 قال : إن الشيخ غفل عن مثل هذه الدقائق فوقع في تكفير المسلمين ، ويقول في نفس الصفحة : على هذا لن يدخل الجنة في زمن الشيخ إلا أهل العيينة والدرعية .
وفي ص14 قال : إن الشيخ زرع خيرا كثيرا وشرا مستطيرا وأنه بالغ حتى وصل إلى الغلو المذموم ، وقال في نفس الصفحة : بل إن الخوارج أنفسهم في الأزمان المتأخرة لا أظن أنهم كفروا العوام أو استحلوا دمائهم كما فعل اتباع الشيخ بفتوى منه في العلماء والعوام ، وفي ص15 نسب التكفير المعاصر إلى فتاوى الشيخ وعلماء الدعوة ، وفي نفس الصفحة يرى أن الدرر السنية فيها تكفير للمسلمين ، وفي ص16 قال : إن هذه الفوضى التكفيرية من نتائج منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي توسع في التكفير ، ويدعي في ص17 أن الشيخ يفرح إذا علم بحوادث شركية في الحجاز أو عسير أو سدير ليتخذها حجة في تكفير وقتال تلك الجهة ، وفي ص19 وصف الشيخ محمد بالجهل في الأسماء والأحكام وموانع التكفير .
وقال في ص20 : تعقيبا على كلام الشيخ : فأنتم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ، والمح في ص26 إلى أن منهج الشيخ يلزمه الكفر ، وفي ص2 يرى أن الغلو في الصالحين ليس من الشرك الأكبر المخرج من الملة ، وفي ص11 يدافع عن ابن فيروز وابن عفالق وأضرابهم ويستنكر تكفيرهم ، وفي ص8 يخالف صريح القران إذ يقول : وليس صحيحا ما ذكر من أن المشركين يعلمون أن الله هو الخالق الرازق ، و في ص12 يقول : فالخوارج قالوا بصرف الحكم كله لله ( لا حكم إلا لله ) وهي كلمة حق أريد بها باطل مثلما أراد الوهابية من قولهم : ( لا ذبح إلا لله ولا توسل إلا بالله ولا استغاثة إلا بالله .. ) ، وفي ص 25 يرى أن عند الصحابة ( الطلقاء ) اعتقادات باطلة .
وما ذكرته قليل من كثير ، فلو تتبعت كل ما قاله هذا الأرعن لطال الكتاب ، ولكن اكتفي بما قدمته فهو كاف بإدانته .
وبناءا على ما تقدم فإنه يتعين أن يتخذ في حقه ما يلي :
أولا : منعه من الكتابة .
ثانيا : مصادرة ما كتبه من بحوث ومنع تداولها .
ثالثا : إبعاده عن أي عمل له علاقة بالتعليم .
رابعا : إحالته للقضاء الشرعي لتتم محاكمته لطعنه بالصحابة وعقيدتهم وقذفه أئمة الهدى بالضلال والإضلال والتشبيه والتجسيم والنصب ، وطعنه في عقيدة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب وافتراءه عليه .
نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أملاه / فضيلة الشيخ
أ . حمود بن عقلاء الشعيبي
29 / 4 / 1422 هـ

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:45 AM
بيان من فضيلة الشيخ علي بن خضير الخضير في حسن بن فرحان المالكي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام الموحدين وقامع أهل الزيغ والضلال والمبتدعين والملحدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد فقد اطلعت على كتابي المدعو حسن فرحان المالكي وهما كتاب ( قراءة في كتب العقائد ) وكتاب ( نقض كشف الشبهات ) ، فوجدت الرجل من أئمة الضلال والزيغ وعتاتهم المعاصرين .
وهو رقم جديد في سلسلة أئمة الضلال السابقين له ، جاء بخلط عجيب من العقائد الضالة فاجتمع فيه من شرور الزائغين من الطوائف الثلاثة : من عباد القبور ، وغلاة المرجئة من الجهمية والكرامية ، والرافضة ، قبحهم الله جميعا .
والعقائد والطوام التي بثها في كتابيه السابقين هي :

أولا :
1 ـ فقد تابع أئمة عباد القبور في عدم التفريق بين أصل توحيد الربوبية وبين أصل توحيد الألوهية ، كما في نقضه المزعوم في الصفحات التالية : 5، 8 ، 12 .
2 ـ وفيه تسمية عباد القبور ومن يذبح لغير الله ومن يستغيث وينذر لغير الله بالمسلمين ، كما في نقضه المزعوم في الصفحات التالية : 6، 7 ، 11، 14 ، 17 .
3 ـ التهجم ونبز وتخطئة من يكفر عباد القبور ، كما في نقضه المزعوم في الصفحات التالية : 6 ، 7 ، 8 ، 10 ، 11 .
4 ـ يرى أن من جوّز الاستغاثة وعبادة غير الله متأولا ، أن له وجهة حق كما في نقضه المزعوم في الصفحات التالية : 12 ، 25 ، 26 .
وحاله ليست بعيدة من حال البكري الذي رد عليه ابن تيمية رحمه الله في كتابه الاستغاثة [1]

ثانيا :
تابع غلاة المرجئة من الجهمية والكرامية في :
1 ـ فالإيمان عنده هو الكلمة فقط ( قول لاإله إلا الله ) كما في كتابه قراءة في كتب العقائد ، و كما في نقضه المزعوم في صفحة 9 .
2 ـ لا يكفر بالأعمال التي هي كفر بالكتاب أو السنة كما في نقضه المزعوم في صفحة 26 .
3 ـ الكفر عنده فقط هو الخروج من الإسلام جملة ، كما في نقضه المزعوم في الصفحات التالية : 8 ، 19 ، 20 ، 21 ، 22 ، وهذا أمر لم يسبق إليه .
4- الثناء على الجهمية الذين أجمع السلف على تكفيرهم .

ثالثا :
تابع الرافضة ، وهذا في معظم كتابه ، قراءة في كتب العقائد ، حيث تهجم على الصحابة وطعن في خلافة أبي بكر وعمر رضى الله عنهما ، ونسب بعض ما حدث بين الصحابة أنه صراع قبلي ، وتناول بعض الصحابة بالازدراء والتحقير والاتهام ، أمثال : معاوية وأبي سفيان وعمرو بن العاص ، رضي الله عنهم أجمعين .
وتتبع يشتم السلف الصالح ويسبهم باسم إنقاذ التاريخ ، هذا ما تبين لي من حاله والعياذ بالله .
وأقول إن من كان هذا مسلكه ، وهذه أقواله لابد أن يقدم للمحاكمة الشرعية وأن يحكم عليه بما تستحقه أقوله ، جزاء له وردعا لأمثاله .
نسأل الله أن يقيض لأهل البدع والزيغ والضلال من يأطرهم على الحق أطرا ، ويفعل بهم ما فعل السلف الصالح بأمثالهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه
علي بن خضير الخضير
24 / 5 / 1422 هـ
القصيم ــ بريدة

--------------------
[1] ولمزيد من الإيضاح ومعرفة مشابهة هذا الضال التائه للائمة عباد القبور راجع : كتاب دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تأليف الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف ، الصفحات التالية : 163وما بعدها ، 195وما بعدها ، 241وما بعدها ، 278 وما بعدها ، 329 وما بعدها ، 349 وما بعدها ،

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:48 AM
الرويبضة المترفض حسن فرحان المالكي يقول : لا شيخ للإسلام إلا الله


https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=QHjlU9M-8-o

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:51 AM
تقرير موجز عن ( حسن المالكي ) وكتبه
سليمان بن صالح الخراشي


بسم الله الرحمن الرحيم


بمناسبة مداخلات حسن بن فرحان المالكي - هداه الله - في الحلقات التي تبثها قناة المستقلة هذه الأيام ، عن ( عام الجماعة ) الذي تم فيه الصُلح بين الحسن بن علي ، ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ، فحقن الله به دماء المسلمين ، مصداقًا لما أخبر به صلى الله عليه وسلم في قوله عن الحسن : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين من المسلمين " . وهو ما لا يود مبغضو الصحابة ، والمسترزقون من إدامة البغضاء بين الأمة : الحديث عنه ؛ لأنه يُشيع المحبة والألفة بين أهل الإسلام ، ويضع الأمور في حجمها الطبيعي ، وأن كلا الطائفتين كانوا أصحاب معتقد واحد ، ولكنهم اختلفوا في اجتهادهم ، وحصل بينهم ما يحصل بين غيرهم من غير المعصومين ، ثم وفّقهم الله للصلح ؛ كما قال تعالى : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ... ) ، فوصفهما بالإيمان رغم الاقتتال . وأيضًا في الصلح بين الحسن ومعاوية هدم لعقيدة الشيعة من أساسها ؛ لأنهم يعتقدون أن الحسن من الأئمة " المعصومين " . إذن هم بين أمرين :
1-أن يكون تنازله لمعاوية خطأ . فهو إذن غير معصوم .
2-أو يكون صوابًا . وفي هذا تزكية لمعاوية ؛ لأن المعصوم لا يتنازل عن حكم الأمة لكافر !

أقول : بمناسبة مداخلات المالكي ، التي أود من الدكتور الهاشمي أن يُعرض عنها ؛ لأنها ستحرم المشاهد من الفائدة ، بسبب بثه للشُبه وإثارته الضغائن من جديد ؛ فقد أحببت أن أضع للقراء تقريرًا عنه ، كتبته منذ سنوات ، بطلب من أحد الفضلاء ممن لا وقت عندهم لقراءة كتبه ، لعله يُفيد من يريد معرفة حقيقة هذا الرجل الذي يُحب إثارة الغبار ، ولو بالمشاركة في قنوات الرافضة ، الذين استغلوه - للأسف - للنيل من عدوهم المشترك : دعوة الكتاب والسنة . أصلحه الله ..


تقرير عن حسن المالكي وكتبه


- هو حسن بن فرحان المالكي ، من مواليد جبال بني مالك عام (1390هـ) .
- من أسرة ( زيدية ) . وقد اعترف لي بهذا في لقاء قبل سنوات مدعيًا أنهم تسننوا ! . ويُنظر كتاب " من مذكرات تركي بن ماضي " ( ص 442 ) ، فقد قال – رحمه الله ، وهو الخبير بتلك المناطق وأهلها - عن قبيلة المالكي : ( قحطانيون زيود ) .
- تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في بلاده .
- ثم التحق بكلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (1408هـ-1412هـ).
- كان يتردد على بعض المشايخ في الرياض ، ويحضر دروسهم ، ويدعي أنه من طلابهم ! ومنهم الشيخ المُحدِّث عبدالله السعد ، الذي تبرأ منه لما أظهر الطعن في بعض الصحابة – رضي الله عنهم - . انظر هنا :
http://saaid.net/R/hsnfrhan/fatwa/2.htm
- أول ما عُرف المالكي عندما كتب عن " تنقية " كتب الفقه من الأحاديث الضعيفة ! متظاهرًا بمظهر أهل الحديث ! فأحدث جلبة ، واغتر به البعض .
- ثم زاد الاغترار به عندما صوّر نفسه بصورة " المنقذ " للتاريخ ، والناقد لبعض كتبه ، وما أُلف فيه من رسائل . ولم يظهر منه إلى هذا الوقت ما ينبئ عن " زيديته " أومايحمله قلبه تجاه بعض الصحابة الذين يكرههم الزيود أو الشيعة – بضفة عامة - .
- دخل في ردود مع شرعيين وتاريخيين ، حول قضايا تتمحور حول الروايات أو الشخصيات التاريخية .
- أوهم قراء كتبه ومقالاته أنه قد أتى بما لم تأتِ به الأوائل ! وعند التدقيق والتحقيق ، تبين أنه يجتر ويسرق شبهات وأفكار مَن قبله من المغرضين والمُبغضين للصحابة - رضي الله عنهم - ، ولأهل السنة . كما تجده في رسالة " سرقات حسن المالكي " هنا :
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=563
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=576


وهذه نبذة موجزة عن كتبه ، وتطور حاله فيها :

الكتاب الأول : ( نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ) :
- هو أول كتاب له، عبارة عن مقالات كان ينشرها في جريدة الرياض، ثم طبعتها الجريدة ضمن كتاب الرياض !
-ناقش فيه بعض الدكاترة كعبدالحليم عويس وشاكر وفقيهي وامحزون وسليمان العودة في إثبات أن بيعة علي رضي الله عنه لم يخالفها أحد، وأن معاوية كان يسب علياً ، وهي كذبة عليه لم يستطع المحقق ! المالكي إثباتها ، وهنا ردها :
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/79.htm
- ناقش د. عبدالله العسكر في "سيف بن عمر" الذي يرى المالكي ضعفه وعدم الاعتماد عليه.
-ادعى أن قتلة عثمان والخارجين عليه كان من ضمنهم صحابة وأن أهل السنة يعذرون الخارجين على علي ولا يعذرون هؤلاء.
-قال عن شيخ الإسلام ص 267: ( هو معروف بدفاعه عن الخلفاء الثلاثة ) يقصد أنه لا يدافع عن علي رضي الله عنه !
-لمز في معاوية بطريقة خفية –لم تظهر بعدُ بوضوح-، ص 71، 72، 148، 167، 240، 279، 287، 331.
-لم تظهر عقيدة المالكي بوضوح في هذا الكتاب – كما سبق - ؛ لأنه يُشكل بداية الانحراف عنده في نظري، فهو يذكرني بكتاب "هذه هي الأغلال"؛ للقصيمي ، فهو الشرار الأولى.

الكتاب الثاني : ( بيعة علي بن أبي طالب في ضوء الروايات الصحيحة ) :
- ألفه بالمشاركة مع زوجته التي انفصلت عنه فيما بعد : أم مالك الخالدي – وفقها الله وثبتنا وإياها على السنة- .
- وهو عبارة عن دراسة لأم مالك عن روايات بيعة علي رضي الله عنه ، وإثبات أنه لم يخالف فيها أحد.
- وملحق للمالكي في الرد على أصحاب رسائل جامعية خالفوا في النتيجة السابقة (رغم أن معهم أدلة صحيحة صريحة)، وهو مكرر لكثير مما جاء في كتابه السابق.
-مواصلة اتهام بعض علماء المسلمين بالنَصْب، كابن حزم، ص 273. لأنه لم يوافق هوى المالكي . وتجد الرد على اتهامه لابن حزم - رحمه الله – هنا :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k01.rar
- قال عن عقيدة أهل السنة ! ص 252: ( أما أهل السنة والجماعة فيعرفون للصحابة حقوقهم وفضائلهم، كل بحسب مرتبته، فيحبون الفاضل، ويُخطئون المخطئ، ويُبغضون الظالم الذي غلب عليه الظلم والفجور ) ! وهذا الكذب منه ، تمهيد للطعن في معاوية وعمرو بن العاص وغيرهما ممن يبغضهم الزيود !
- أيضاً لم تظهر عقيدة المالكي بوضوح في هذا الكتاب، فهو لا زال في التوطئة.

الكتاب الثالث : ( قراءة في كتب العقائد ) :
-في هذا الكتاب كشف المالكي المستور ، وأبان عن مدى حقده على عقيدة أهل السنة والجماعة ، عندما افترى عليها بأنها عقيدة تجسيم وتشبيه ونصْب، متستراً خلف دعوى نقد الحنابلة ، ويقصد بهم أهل السنة ، لكنها حيلة منه بتصويرهم أن عقيدتهم مخالفة لعقيدة أهل السنة ! كما يفعل الرافضة عندما يهاجمون السنة تحت مسمى " الوهابية " ، ثم يوهمون السُذج أن مَن يسمونهم الوهابيين يختلفون عن أهل السنة .
ومن أقواله الشنيعة في هذا الكتاب:
- الطعن في إمام أهل السنة أحمد بن حنبل نفسه – رحمه الله – بأنه تكفيري ! بأسلوب ماكر ، بقوله ( ص 109 ) : ( كنت أستبعد صدور مثل هذه الأقوال عن أحمد بن حنبل رحمه الله .. لكنني أصبحت متوقفاً في صدور هذه الأقوال عن أحمد لسببين اثنين:
السبب الأول: كثرة النقولات عن أحمد في التكفير ، حتى أصبحت تقترب من المتواتر عنه خصوصاً في تكفير القائلين بخلق القرآن.
السبب الثاني: خروج أحمد منتصراً من السجن بعد أن ظلم من المعتزلة وسلطتهم وكان لنشوة الانتصار والغضب على الخصوم أثر على حدة الإمام في التكفير والتبديع ) ! وفات الزيدي أن علماء الأمة مجمعون على تكفير الجهمية ومَن يقول بخلق القرآن ، وليس أحمد وحده !
- قال ( ص 95 ) : ( دخل الحنابلة في الصراع ضد المعتزلة والشيعة بتأييد من الخليفة المتوكل الذي أراد كسب العامة التي كانت مع الحنابلة ، وهناك علاقة حميمة بين الحنابلة والعامة قبل هذا ، إذ يجمعهم بساطة التفكير، يدل على ذلك اجتماعهم في التجسيم والتشبيه ) ! والتشبيه والتجسيم الذي يقصده الزيدي هو عقيدة أهل السنة في إثبات صفات الله الواردة في الكتاب والسنة .
- قال ( ص 103 ) : ( وأبرز المؤلفين من رجال المذهب الحنبلي في العقيدة : عبدالله بن أحمد بن حنبل وابن بطة الحنبلي وابن حامد الحنبلي والبربهاري الحنبلي وأبو يعلى الحنبلي وابن تيمية وابن القيم الحنبليان وغيرهم رحمهم الله وقد انتشر تقليد هؤلاء بين علماء الدعوة السلفية سواءً عندنا في المملكة أو في الهند أو جماعة أنصار السنة بمصر وغير هؤلاء ) ! أي أننا لا نختلف عنهم في التشبيه والتجسيم والتكفير !
- قال مدافعًا عن قومه وأسلافه المبتدعة ( ص 90 ) : ( أكثر بل كل التيارات التي نصمها بالبدعة كالجهمية والقدرية والمعتزلة والشيعة والزيدية وغيرهم كل هؤلاء كانوا من الدعاة إلى تحكيم كتاب الله وتحقيق العدالة وكانوا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .. ) .
- قال ( ص 46 ) – وتأملوا النَفَس الشيعي ولمزه لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم - : ( سبب ميل الأنصار لعلي أكثر من ميلهم لأبي بكر وعمر أن علياً كان أكثر فتكاً في مشركي قريش إذ قتل من قريش في بدر وحدها نحو خمسة عشر رجلاً ، وأوصلهم بعض المؤرخين كالواقدي إلى ثلاثة وعشرين رجلاً، فكان الأنصار يرون أن علياً كان صارماً في موضوع قريش وأنه سيكبح جماح قريش ، وخاصة الطلقاء منهم وكان الطلقاء يمثلون أغلب قريش ، وأنه لن يصيب الأنصار من قريش أذى أو أثرة إذا كان علي هو الخليفة لأن قريشاً تبغض علياً لكثرة نكايته في بيوتاتهم بعكس أبي بكر وعمر وعثمان إذ لم يثبت أنهم قتلوا من قريش أحداً .. ) !!
- أثبت ( ص 52 ) ما يسمى " مظلومية فاطمة " التي يرددها الرافضة ! فقال : ( ولكن حزب علي كان أقل عند بيعة عمر منه عند بيعة أبي بكر الصديق نظراً لتفرقهم الأول عن علي بسبب مداهمة بيت فاطمة في أول عهد أبي بكر ) ! ثم قال في الهامش : ( كنت أظن المداهمة مكذوبة لا تصح ، حتى وجدت لها أسانيد قوية .. ) !! قلت : بل أبطلها بعض الشيعة !
- كعادته في كتبه السابقة ، لابد أن يطعن في عدو الزيود والشيعة : معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ( ص 70 ) .
- من أفضل من رد على كتابه السابق : الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي ، في كتاب نفيس ، عنوانه " قمع الدجاجلة ، الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة " هنا :
http://www.islamhouse.com/d/files/ar...Islam_view.doc

الكتاب الرابع : ( الصحبة والصحابة) :
- محور الكتاب يدور حول التفريق –كما يزعم- بين الصحبة الشرعية والصحبة اللغوية، وأن ما ورد من فضائل ومدح للصحابة فإنما هو متعلق بمن تحققت فيهم الصحبة الشرعية؛ وهم المهاجرون والأنصار. أما غيرهم فلا .
وكل هذا اللف والدوران ليتسنى له إخراج معاوية رضي الله عنه من الصُحبة الشرعية ؛ ليسهل عليه وأمثاله الطعن فيه! (علماً بأن تفريقه السابق مسروق من أسلافه الذين يقتات على كتبهم؛ من الزيود والرافضة ) .
ومن أقواله الشنيعة في هذا الكتاب:
-قوله مدعياً أن أهل السنة يخلطون بين الصحبتين -الشرعية واللغوية ص63 -: (وبسبب هذا الخلط بُدِّع كثير من علماء المسلمين (!) الذين كانوا يذمون بعض أعمال من وصفوا بالصحبة وليسوا صحابة على الحقيقة؛ كالوليد ومعاوية..)
-عدَّ معاوية من التابعين بغير إحسان لا من الصحابة! ثم قال ص186: ( وأما التابعون بغير إحسان فهم الذين ظهر ظلمهم أو فسقهم، وكان سوء السيرة غالباً على سيرهم؛ كمعاوية بن أبي سفيان..). (وينظر ص 60، 63، 76)
-هوَّن في ص 225 من سب الرافضة لمعاوية رضي الله عنه قائلاً: ( أما سبهم لمحاربي علي وبغضهم لهم فليس بأفحش من سب النواصب لعلي على منابرهم، ذلك الذي يسلت عنه متعصبة النواصب ويزمجرون حول سب الشيعة لمعاوية ) !! ويقصد بمتعصبة النواصب: أهل السنة الذين لم يوافقوه على تشيعه !
-اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه ناصبي، 242. ( وقد رددت عليه في رسالة: " شيخ الإسلام لم يكن ناصبياً " هنا :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k24.rar
والعجيب أن زوجته السابقة أم مالك في رسالتها السابقة تنفي هذه التهمة عن شيخ الإسلام؛ فلعه يتهمها الآن بالنَصْب !).
-رد على كتابه السابق : الشيخ عبدالباسط الغريب . هنا :
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3322

الكتاب الخامس : ( مع الشيخ عبدالله السعد في الصحبة والصحابة ) .
- ألفه لنقاش الشيخ الذي رد على كتابه السابق.
- كرر فيه تفريقه السابق بين الصحابة.
- ناقش الشيخ بجهل وهوى في أدلة تزكية الصحابة –رضي الله عنهم-
- ردد في ص 76 ادعاءه أن الخارجين على عثمان رضي الله عنه فيهم صحابة.
- فضَّل نفسه على معاوية رضي الله عنه !! وهذه من عجائبه التي لا تنتهي، قال ص 37: ( أما الطبقة الثانية ممن أساء الصحبة، سواء هدمها بردة أو لوثها بمظالم أو كبائر ذنوب مصراً عليها، فنحن إن شاء الله أفضل منهم بكثير ) !!
- ادعى ص 62 أن معاوية سرق جملاً هو وأبوه يوم حنين! (لم يورد المصدر!) ثم قال: ( وهناك دلائل قوية (!) على أنهما شاركا في محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ) !
- من طوامه قوله ص 82: ( بل حتى مانعي الزكاة لا نتهم إسلامهم فهم مسلمون وليسوا كفاراً ) مخالفاً إجماع الصحابة الذين قاتلوهم دون تفريق.
- في ص 129 صحح حديث: ( يموت معاوية على غير ملتي ) ! وهو حديث موضوع، لكنه الحقد والهوى.
- في ص 42 حاول تبرئة المختار بن أبي عبيد الذي أجمع العلماء على ذمه، ثم قال: ( وعلى هذا فأنا الآن متوقف في أمره إلى أن أبحث أحواله (!) لكني اعترف بأن الأسانيد في اتهام الوليد والحكم ومعاوية أقوى من الأسانيد في اتهام المختار )!
- شكك ص 137 في قوله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بن علي – رضي الله عنهما - : ( إن ابني هذا سيد ) الذي رواه البخاري بقوله: ( الأقرب في الحديث أنه مرسل لا يصح وإن دندن حوله النواصب ليس حباً في الحسن ولا في صلحه ولكن طعناً في الإمام علي وحربه للبغاة ) !! كطل هذا لأنه لايوافق هواه في الطعن في معاوية – رضي الله عنه - ، ومَن معه .
- قال ص 182 عن حديث: ( في أصحابي اثنا عشر منافقاً لا يدخلون الجنة ) : ( الحديث في مسلم، ومناسبته في مسلم تدل على أن عمار وحذيفة يريان أن معاوية من هؤلاء خاصة ) ! ثم قال: ( وفيه الإخبار أن ثمانية منهم يموتون بمرض الدبيلة –وهي قرحة تظهر في الأكتاف- وقد مات منها معاوية ) !
- في ص 207 جهر بقبح مذهبه عندما قال عن الحديث الموضوع عن معاوية – رضي الله عنه - : ( يموت على غير ملتي ) والمالكي يصححه ! : ( ظاهره كفر معاوية ) !!
ثم أخذ في الاعتذار لمن كفّره، مدعياً أن منهم بعض أهل السنة! (يقصد الرافضيان الحضرميان ابن عقيل الحضرمي وشيخه ابن شهاب). انظر حقيقتهما هنا :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k41.rar
- في ص 246 تطاول على الصحابي الجليل سمرة بن جندب ، مع غمزٍ خفي في عمر – رضي الله عنه - بقوله: ( سمرة بن جندب ممن لم يُحسن الصحبة وأمره إلى الله، فقد قتل بشراً كثيراً وجار في حكمه في البصرة وكان يبيع الخمر مثل معاوية (!) ولعنه عمر ولم يعاقبه وترك عقوبته حالة غريبة من عمر رضي الله عنه ، وقد ورد في سمرة "آخركم موتاً في النار" فكان آخر هؤلاء المخاطبين، وقد تأوله بعضهم تأويلاً بعيداً ) !! ولا أدري متى يجهر المالكي بالطعن في عمر – رضي الله عنه – صراحة . فمذهبه يظهر بالتدريج .
-في ص 289 قال عن راوية الإسلام أبي هريرة الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يُحبه إلا مؤمن: (هناك بعض الدراسات المعاصرة تطعن في صدقه، كدراسات الشيخ أبي رية (!) وعبدالجواد ياسين صاحب كتاب السلطة في الإسلام (!) وكان بعض الأحناف أيضاً يتوقف في مروياته –إلى أن يقول بخبث- وأنا ممن يعتقد صدقه وأمانته وهذا لا يعني نفي الوهم في مروياته أو رويات غيره، أو الضعف البشري الذي يحدث للبشر من طمع في مال أو سلطة ..) ! قلتُ : وأبورية رد العلماء على مطاعنه في أبي هريرة رضي الله عنه ؛ كالمعلمي ومصطفى السباعي ، وغيرهما . والمالكي لم يتابع أبارية في الطعن في أبي هريرة ، كما يزعم ، إنما يتابع الرافضة الذين يُبغضون أباهريرة ، وألفوا الكتب في سبه . وانظر هنا :
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=7&book=3382
- في ص 165 يعد الغماري القبوري من أهل السنة لأنه توافق وإياه في الطعن بمعاوية رضي الله عنه.
-في ص 175 اتهام للأمويين أنهم قاتلوا لأجل الدنيا، متناسياً انتشار الإسلام في عهدهم شرقاً وغرباً مما لم يقم بمعشاره أعداء الصحابة من الزيود والرافضة .

الكتاب السادس : ( داعية وليس نبياً ) :
خصصه للنيل من دعوة الإمام المُجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - ، واتهامه – كما فعل مع الإمام أحمد كما سبق – بالغلو في التكفير . وقد دافع المالكي في كتابه عن المشركين والقبوريين ، الذين يصرفون ( العبادة ) لغير الله . ويلزمه أن يطعن في جميع علماء المسلمين الذين ذكروا في كتبهم بابًا سموه " باب الردة " ، وتحدثوا فيه عن الأقوال والأفعال التي تُخرج المسلم من الإسلام إذا ما ارتكبها ، حتى وإن كان ينطق لفظًا بالشهادتين . بل يلزمه أن يطعن في الصحابة – رضي الله عنهم – وعلى رأسهم علي بن أبي طالب !! الذين كفروا مانعي الزكاة ، وحكموا عليهم بالردة ، وقاتلوهم ، رغم ادعائهم الإسلام . لكن المالكي جاهل بعقيدة أهل السنة التي يدعي الانتساب لها ! وهدفه الأكبر التشنيع على أهلها ، وفي مقدّمهم : شيخ الإسلام ابن تيمية ، والشيخ محمد – رحمهما الله - .

-رد على كتابه السابق غير واحد . وتجد هنا بعضها :
http://www.almisq.net/articles-action-show-id-77.htm

-في كتابه السابق : تطور به الحال ، فطعن في سيف الله المسلول : خالد بن الوليد – رضي الله عنه - !! وقال عنه ( ص 71 ) : ( صاحب مجازفات ) ! وهذا ليس بغريب على الزيدي ؛ لأني تأملت الصحابة الذين يطعن فيهم ، فإذا بهم نفس الصحابة الذين يطعن فيهم الرافضة . والسبب الحقيقي لطعنهم في خالد : دوره العظيم في إسقاط دولة الفرس المجوس .
-وأظن – والله أعلم – أن المالكي إن لم يتب عن ضلاله ؛ سترونه عما قريب يطعن صراحة في أبي بكر وعمر – رضي الله عنه - ، وقد بدأ التمهيد لهذا - كما سبق - ؛ لأن خطوات الشيطان لا تتوقف إلا بتوبة نصوح .
-في كتابه السابق ( ص 190 – 192 ) : بدأ يمدح المعتزلة ، ويزن أحاديث البخاري بعقله ! وأظنه – أيضًا – سيسير على خطى المبتدع الآخر حسن السقاف ، الذي بدأ أشعريًا ثم شيعيًا ثم معتزليًا .. فالحمد لله على نعمة الهداية ..

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:53 AM
الإنقـاذ من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي !!
الإنقـاذ
من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي !!

رد على حسن بن فرحان المالكي



تأليف
د . سليمان بن حمد العودة
1421هـ


[ بين يدي الكتاب ]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين أما بعد
هذا الكتاب يمثل مجموعة من النقاشات والردود كُنت قد كتبتها أول ما أخرج المالكي كتابه (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) وحينها كان المالكي يكتب طروحاته مدعياً تحقيق التاريخ الإسلامي مما علق به ، وخدمة السنة النبوية وبيان الصحيح منها ، وكشف الحقائق للناس …. إلى غير ذلك من دعاوى عريضة ، وطروحات يتلاعب بألفاظها ويخدع بها الأغرار لينفذ من خلالها إلى الطعن والتشويه وإثارة البلبلة والتشكيك في تاريخنا الإسلامي ، والنيل من رجالات خير القرون ، وغيرهم من باب أولى ، ولئن بدأ المالكي طروحاته تلك متسللاً تحت ستار النقد التاريخي ، ومكتفياً بالإشارة والتلميح معرضاً عن التصريح، عامداً إلى الهمس مرجئاً للتجاسر ، فقد انكشف مخبوء الأمس وأصبح السر علناً والتلميح تصريحاً ، ومن تتبع كتاباته وأقواله المكتوبة أو المسجلة وجد أنها آخذة في التطور مسرعة نحو تحقيق الهدف الذي يريد ، فالصحابة يصرح بتجريحهم ويتعرض لعدالتهم ويُفضِّل – حسب منهجه وتوجيهه – بعضهم على بعض وإن خالف إجماع المسلمين ، بل وينكر صحبة عددٍ منهم .
ويتجاوز أهل التاريخ إلى أصحاب العقائد فيتهمهم وينتقد أبرز كتب العقيدة الإسلامية فضلاً عن نيله وتعريضه بأئمة السنة كالإمام أحمد رحمه الله .
وكتب السنة التي كانت بالأمس جسراً يتكئ عليه في إظهار نفسه بمظهر المحقق الخادم للسنة باتت اليوم في عداد كتب التراث التي لم تسلم منه ، وبكل بساطة ينكر حديثاً في البخاري أو يؤله ، وينكر معه صفات لله تعالى صح نقلها واتفق الأئمة على إثباتها وتفسيرها ، وهكذا فلا يكاد المالكي ينتهي من (طامة) إلا ويتبعها أخرى .
ولقد كنت توقعت ما وراء ( أكمة ) المالكي حين ابتدأت الرد عليه ووضعت أحد العناوين التالية " (عباءة النقد التاريخي ماذا تخفي عند المالكي) ، فإذا بها اليوم تخفي هجوماً سافلاً على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعريضاً بالثوابت من العقيدة الصحيحة وطعناً في عدد من الأئمة الأعلام في تاريخنا وإنكاراً للصفات الإلهية أو بعضها .
ولم يعد ( أهل التاريخ ) وحدهم خصوم المالكي ، بل انضم إلى هؤلاء (أصحابُ السنة ) و ( أصحاب العقيدة الحقة ) بل وإن شئت فقل أصحاب النقل والمنهج السلفي بعامة .
ولعل هذه التخبطات المالكية وهذا الهتك المبكر لأستار المالكي عقوبة معجلة لتنقصه الصحابة رضي الله عنهم والحط من قدرهم ، فما تعرض أحد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح والتجريح إلا هتك الله ستره في الدنيا ، قبل أن يلقى ربه فيجازيه بعمله .
وحين أنشر هذه الردود والمناقشات للمالكي اليوم فإنما أستجيب لعدد من الطلبات وردت إليَّ وأتقرب إلى الله ببيان الحق للناس ، وأشكره تعالى إذ كنت في طليعة الذين كشفوا دعاوى المالكي وقد رأيت أن أبقي المنشور كما هو ليعبر عن فترته الماضية ، وليدرك القارئ اللبيب الفرق بين طروحاته الماضية واللاحقة وأنها تكاد تكون في نوع العبارة وإن تطور الهمس إلى تجاسر ، والتخصيص إلى التعميم ، وهكذا تنشأ الأفكار ويتسلل أهل الريب ، ولكن الزبد يذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس ويبقى الحق وإن لم يزخرف ، وينكشف الباطل وإن طُلي بطلاء خادع .
لقد تسارع المالكي في السقوط وانكشف أمره للناس وشاء الله أن يكون هذا التسارع وإن شئت فقل ( هذه الجرأة المحمومة ) سبباً لإيقاظ النائمين ، وكشف الغشاوة عن المنخدعين ، ولئن بقيت في الأمس طائفة من الناس تؤيد المالكي في بعض ما ذهب إليه فاليوم لا تكاد تجد من يدور حوله ويحسن الظن به إلا من هو على شاكلته وأهل الأهواء في كل زمان يؤازر بعضهم بعضاً ، وكفى بالمرء عقوبة أن يكون أنصاره ومريدوه من أهل الأهواء . وأشد من ذلك أن تقع الوحشة له في قلوب أهل الحق النبلاء . ومن يهن الله فلا له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء .

تقدمـة
أهدى إليَّ ( حسن بن فرحان المالكي ) كتاب ( نحو إنقاذ للتاريخ الإسلامي) وطلب مني إبداء الملحوظات عليه ، مؤرخاً في 3/2/1418 هـ . واستجابة لمطلبه من جانب ، وإحقاقاً للحق الذي أراه من جانب آخر كتبت هذه الملحوظات ، التي فكرت في بعثها إليه شخصياً لقناعتي بأهمية النصح ( سراً ) ولكني عدت إلى نفسي ، فرأيت أن (الكتاب ) وأفكـار الكتاب منشورة على الملأ ، وأن النصح لعامة المسلمين لا يقل أهميـة عن النصح ( لخاصتهم ) .
ولن أتوقف – طويلاً عند عبارات ( حسن ) ( الجارحة ) بمناهج جامعاتنا ، وهزال رسائلنا ، وضعف ثلة من المختصين في التاريخ عندنا .. ؟ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
فقد ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍كفيت من جانب – بمن سبقني في الكتابة _ ، ولأن الثقة بمناهجنا ومختصينا لا تهتز بمثل هذه المقولات الجائرة والأحكام المتعجلة من جانب آخر وإن كنت ( أعجب ) كغيري ، من بعض العبارات التي سطرها ( المالكي ) في كتابه ، كيف استساغها ، وكيف تم نشرها في كتاب ( حليته ) العلم وشعاره (الإنقاذ)؟ !
وقبل البدء بتدوين الملحوظات أشير إلى عدة أمور منها :
1 – سأقتصر في ملحوظاتي على الكتاب على (فصوله الأولى) رأيت أنها أقرب إلى تخصصي من جانب ، ولأدع لأصحاب الشأن فرصة الحديث عن تخصصهم من جانب آخر وحين (أتحاشى) الحديث عن ملحوظاته على كتابي (عبدالله بن سبأ … ) فلا يعني ذلك موافقتي على ملحوظاته ، قدر ما يعني البعد عن الانتصار للذات ؟
2 – وأشفق على ( حسن ) وهو ( يتعاظم ) في نفسه ، و (يزكي) عمله حين يقول ( وها أنذ طالب لم يحصل على شهادة في التاريخ ، ولكنني لما تمسكت بمنهج أهل الحديث فندت أقاويل من سبقوني بعقود في كتاب التاريخ الإسلامي !! ) ص 40 . وفي مقابل ذلك ( يزري ) بالآخرين ( ويستهجن ) عملهم ، ولا ( يتورع ) عن إلحاق التهم بهم ؟
3- ولا أظنك يا حسن ممن يهـوى ( الصعود ) على ( أكتاف الآخرين ) ولا أرغب لك ( عالم الشهرة ) على حساب ( الحقيقة العلمية ) ، ومن بوابة (الإثارة الإعلامية ) ؟
4- ولست أدري كيف تحول التاريخ في ذهنك وانحسر ( الإنقاذ ) في منهجك في ( بيعة علي ) رضي الله عنه وأرضاه فحسب ، فمعظم دراسات
( النقدية ) تتمحور حول هذه القضية ، ومع أهميتها ، فالإنقاذ ( الحق ) ينبغـي أن يكون أشمل ، وثمـة أحداث في (تاريخ الخلفاء الراشدين) رضي الله عنهم لا تقل عنها أهمية .
5 - ولئن كنا – معاشر المؤرخين – ( نأنف ) من إقامة التأريخ على شفا جرف هار تخونه الروايات الضعيفة ، ويشتط بتأويل أحداثه الرواة المتهمون ، فإننا (نرفض) الجنوح نحو (إنكار) الصحيح ، وإبطال الحق ، وتسفيه الأحلام ؟
6- وحين أقدم لك هذه ( النصائح الأولية ) فلا يسبـق إلى ( ظنك ) أنها مجرد ( عواطف ) بل سأتبعها بما فتح الله من ( حقائق ) لا أدعي العصمة فيها ، لكنها على الأقل ( تخالف ) ما قطعت بـه ، وأدع لك الفرصة لتأملها بعـين ( الإنصاف ) و ( التجرد ) للحق فقد ( شجعني ) في الكتابة إليك ، إعلانك قبول الحق ، واستعدادك للتنازل عن أي رأي يثبت لك خلافـة ـ كما ذكرت في الكتـاب ـ أكثر من مرة وأرجو ألا يكون الهـدف التجهّز لمعركة طويلـة الأجـل كما ذكرت في ردك على الأخ ( عبد الله العسكر ) ص 89 إذ ليس مما
( يتفاخر به ) المرء ( تعوده على الردود على بعض الفقهاء أو مشاغبي التاريخ)كما قلت في الصفحة نفسها ؟
وسيكون الحديث إليك وإلى غيرك عبر المحاور التالية :
1 - ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر ؟
2 - التحقيق في المرويات ؟
3 - سيف بن عمر مشجب ؟
4- ملحوظات أخرى في الكتاب ؟

أولاً : ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر .
تابع ( المالكي ) من سبقوه في اعتبار سيف بن عمر ( المصدر الوحيد الذي روى أخبار عبد الله بن سبأ في الفتنة ) ( ص 58 ) فهو يثني على دراسة الدكتور ( الهلابي ) ويعتبرها من أروع الدراسات عن سيف بن عمر ، ثم يتبعها بدراسة أخرى للسيد مرتضي العسكري ، الـذي توصل للنتائج نفسها التي توصل إليهـا الدكتور الهلابي ـ على حـد تعبير المالكي (ص 58 ) ولي وقفة منهجية حول هذا التعبير ـ فيما بعد ـ أن شاء الله .
وأنقل للقاريء هنا ( نصَ ) نتيجة هاتين الدراستين ـ محل إعجاب المالكي ـ يقول د/ عبد العزيز الهلابي : (( ينفرد الأخباري سيف بن عمر التميمي (ت 180) من بين قدامي الأخباريين و المؤرخين المسلمين بذكر عبد الله بن سبأ في رواياته ، ويجعل له دوراً رئيسياً في التحريض على الفتنه .. ))
[ الحولية الثامنة لكلية آداب جامعة الكويت ، الرسالة الخامسة والأربعون ، عبد الله بن سبأ دراسة للمرويات التاريخية عن دوره في الفتنة ص 13 ] .
ويقول في موضوع آخر ـ من الحولية ـ (( لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد الله بن سبأ عند غير سيف بن عمر سوى رواية واحدة عند البلاذري ، وهذه يكتنفها الغموض .. )) ص 46 .
وفي نهاية بحث الدكتور عبد العزيز الهلابي يخلص إلي النتيجة الآتية حين يقول:
(( والذي نخلص إليه في بحثنا هذا أن (( ابن سبأ ))شخصية وهمية لم يكن لها وجود فإن وجد شخص بهذا الاسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي اسنده إليه سيف وأصحاب كتب الفرق لا من الناحية السياسية ولا من ناحية العقيدة )) ( ص 73 من الحولية ) .
أما (( مرتضى العسكري )) فعنوان كتابة ( عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ) يكفي لمعرفة رأيه ، ومع ذلك فهو يركز على ( سيف ) متهماً إياه بالتزوير والكذب ( ص6 ) ويؤكد ( العسكري أنه لم يكن لعبد الله بن سبأ وجود في عصري ( عثمان ) و( علي ) البتة ..
ولكن ( سيفاً ) صحف واخترع هذه الشخصية الجديدة ( ص 279، 281)
تلك مقتطفات سريعة لأبرز ( أفكار ) و ( نتائج ) هاتـين الدراستين ، اللتين يعجب بهما ( المالكي ) ويعتبرهما ـ أو إحداهما ـ من أروع الدراسات ؟‍‍ ‍‍‍‍‍!
وحتى لا ( نظلم ) المالكي ، ننقل شيئاً من كلامه ( هو ) عن ابن سبأ :‍
فهو يعتبره ( اليهودي النكرة ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ! ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍) ( ص 71 )
وهو ينكر أفكار ابن سبأ ومعتقداته حين يتحدث عن ( الوصية ) ويقول : إن ( سيفاً ) يروي أن عبدالله بن سبأ نشر فكرة الوصية لعلي بن أبي طالب ...إلى أن يقول وهذا يتناقض مع فكرة ( الوصية ) لأن عبد الله بن سبأ لو بث فكرة الوصية لعلي وتأثر الناس بها فلماذا اختار اتباعه بالبصرة والكوفة وغيره ؟ مع أن ابن سبأ لم يدع بالوصية للزبير ولالطلحة فهذا تناقض ))
(ص 79 من نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي )
والخلاصة أن (المالكي) يشارك غيره الإنكار والتشكيك لشخصية (ابن سبأ) وأفكاره ، وأن (سيفاً )وراء ذلك كله ،إذ هو المصدر الوحيد لأخبار عبد الله بن سبأ .
فهل تصح هذه الفرضية الخاطئة ، التي انتهت إلى هذه النتائج الخاطئة ؟‍ ‍‍‍‍
لقد ثبت لدي بالبحث العلمي وجود ( ثمان ) روايات ، لا ينتهي سندها إلى ( سيف ) بل ولا وجود لسيف فيها أصلاً ، وكلها تتضافر على إثبات عبد الله بن سبأ والروايات ( مثبتة ) في تاريخ دمشق لابن عساكر ، وقد صحح العلامة ( ناصر الدين الألباني رحمه الله ) إسناد عدد منها، وقمت بتحقيق في أسانيدها - رواية رواية - فثبت لي صحة إسناد معظمها في بحث لم أنشره بعد بعنوان { ابن سبأ والسبئية قراءة جديدة وتحقيق في النصوص القديمة } والروايات الثمانية مسندة كما يلي :
1- أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر احمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، قالا : أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمـد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا محمد ابن العلاء ، نا أبو بكر بن عياش ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : أول من كذب عبد الله بن سبأ .
2- قرأنا على أبي عبد الله يحي بن الحسن ، عن أبي الحسين ابن الأبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد ابن عبد العزيز ، أنا علي بن محمـد بن خزفة قالا : نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا محمد بن عبـاد ، نا سفيـان ، عن عمار الدهني قال : سمعت أبا الطفيل يقول : رأيت المسيب بن نجبة أتى به طببه يعنى ابن السوداء وعلي على المنبر فقال علي : ما شأنـه؟ فقال : يكذب على الله وعلى رسوله .
3 - أخبرنا أبو القاسم يحي بن بطريق بن بشرى وأبو محمد عبد الكريم ابن حمزة قالا : أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني ، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا بندار ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن سلمة ، عن زيد بن وهب عن علي قال : مالي وما لهذا الحميت الأسود ؟ قال: ونا يحي بن محمد ، نا بندار ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة عن سلمة قال: سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي عليه السلام قال: مالي وما لهذا الحميت الأسود؟
4 – أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، نا أبو محمـد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أحمد بن زهير بن حرب ، نا عمرو بن مرزوق أنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل عن زيد قال : قال علي بن أبي طالب : مالي ولهذا الحميت الأسود ؟ يعني عبد الله ابن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر.
5- أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم أبن الخطاب ، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين بن إبراهيم الداراني ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال قالا : أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبدالله الذهلي ، نا أبو أحمد ابن عبدوس نا محمد بن عباد ، نا سفيان ، نا عبد الجبار بن العبـاس الهمـداني ، عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي الكندي قال :رأيت . عليا كرم الله وجهه وهو على المنبر وهو يقول من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله وعلى الرسول ـ يعني أبن السوداء ـ لولا أن لا يزال يخرج عليَّ عصابة تنعي عليَّ دمه كما ادعيت علي دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما .
6- أخبرنا أبو المظفر بن القشيرى ، أنا أبو سعـد الجنزروذى ، أنا أبوعمـرو ابن حمدان ، وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويـه ، أنا أبو يعـلى الموصلي ، نا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني , نا محمد أبن الحسـن الأسدى ، نا هارون بن صالح الهمداني ، عـن الحارث أبـن عبد الرحمن عـن أبي الجلاس ، قال : سمعـت عليا يقـول لعبد الله السبئي : ويلك والله ما أفضي إلي بشيء كتمه أحداً من الناس ، ولقـد سمعته يقول : أن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وإنك لا حدهم . قالا : وانا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا محمد أبن الحسـن ، زاد أبن المقرىء الأسدي بإسناده مثله .
7- أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار في كتابة ، وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السبخي بمرو ، عنه ، أنا أبو علي بن شاذان ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس أبو الأحوص عن مغيرة عن سماك قال : بلغ عليا أن ابن السواد ينتقض أبا بكر وعمر ، فدعا به ودعا بالسيف أو قال فهم بقتله فكلم فيه فقال : لايساكني ببلد أنا فيه ، قال : فسير إلى المدائن .
8 - أنبأنا أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم ، أنا أبو الفضائل محمد أبن أحمـد بن عبد الباقي بن طوق ، قال : قرىء على أبي القاسم عبيدالله ابن علي أبن عبيد الله الرقي ، نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد أبن أبى مسلم ، أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد ، أخبرني الغطافي ، عن رجاله ، عن الصادق عن آبائه الطاهرين عن جابر قال : لما بويع علي خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له : أنت دابة الأرض ، قال فقال له : اتق الله ، فقـال له : أنت الملك ، فقال له : اتق الله ، فقـال له : أنت خلقت الخلق ، وبسطت الرزق ، فأمر بقتلـه ، فاجتمعت الرافضـة فقالت : دعه وانفه إلى ساباط المدائن فإنك إن قتلته بالمدينة خرجت أصحابه علينا وشيعته ، فنفاه إلي ساباط المدائن فثم القرامطة والرافضة ، قال : ثم قامت إليه طائفة وهم السبئية وكانوا أحد عشر رجلا فقال أرجعوا فإني علي بن أبي طالب أبي مشهور وأمي مشهورة ، وانا أبن عم محمد صلي الله عليه وسلم فقالوا لا نرجع ، دع داعيك فأحرقهم بالنار ، وقبورهم في صحراء أحد عشر مشهورة فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم علينا : أنه إله ، واحتجوا بقول ابن عباس : " لا يعذب بالنار إلا خالقها " . قال ثعلب : وقد عذب بالنار قبل علي أبو بكر الصديق شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وذاك أنه رفع إليه رجل يقال له : الفجأة وقالوا إنه شتم النبي ـ صلي الله عليه وسلم بعد وفاته ، فأخرجه إلى الصحراء فأحرقه بالنار . قال فقال ابن عباس : قد عذب أبو بكر بالنار فاعبدوه أيضا
(انظر : تاريخ مدين دمشق للحافظ ابن عساكر الصفحات 124 / ب ، 125/ أ من أصل المخطوط ) .




ثانياً : التحقيق في المرويات .
قبل أن اعلق على إسناد هذه الروايات صحة أو ضعفا ، أو وكد أن هذه الروايات الثمان ليس في أحد من إسنادها ذكر لسيف بن عمر ، وهي تنتصب دليلا على أن أخبار " ابن سبأ " من الذيوع والانتشار بحيث لم تكن قصرا على سيف وحده ، وبالتالي يسقط ادعاء التشكيك أو الإنكار اعتمادا على هذا الأساس الواهي ، الذي تخالفه الحقائق العلمية .
أما أسانيد هذه المرويات فهي تتفاوت في الضعف أو القوة حسب رواتها.وإليك البيان :
أ - يبد ضعف الرواية الأولى لوجود محمد بن عثمان أبن أبي شيبة ، فقد ذكره الذهبي في الميزان ونقل أقوال من ضعفه من العلماء ، وأشار إلى طائفة وثقته واكتفى هو بالقول : كان بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة (ميزان الاعتدال 3/642 ) .
وقبله أفاض الخطيب في ترجمته وجمع أقوال من اتهموه بالكذب ، وإن كان الخطيب قد قال عنه : " كان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم ، وله تاريخ كبير " (تاريخ بغداد 3/42 ).
ولوجود مجالد ـ وهو ابن سعيد ـ جاء ذكره في الميزان ، ونقل الذهبي قول ابن معين فيه " لا يحتج به" وقول أحمد : " يرفع كثيراً مما لا يرفعه الناس ، ليس بشيء " ، كما نقل تضعيف الدارقطني ، ويحي ابن سعيد له، وقال هو عنه : مشهور صاحب حديث على لين فيه " (الميزان 3/438) .
ب - أما الرواية الثانية فتظهر علائم الصحة على إسنادها ، فأبو عبدالله يحي ابن الحسن هو البناء الحنبلي البغدادي شيخ ابن عساكر ، وصفه الذهبي بالشيخ الإمام ، الصادق ، العابد ، الخير المتبع الفقيه ، بقية المشايخ ، ثم نقل عن السمعاني قوله : سمعت الحافظ عبدالله الأندلسي يثني عليه ويمدحه ويطريه ويصفه بالعلم والتمييز والفضل وحسن الأخلاق وترك الفضول وعمارة المسجد وملازمته ما رأيت مثله في حنابلة بغداد ، ثم أعقب ذلك السمعاني بقوله : وكذا كل من سمعه كان يثني عليه ويمدحه ، توفي سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة (سير أعلام النبلاء 20/6) .
- وأبو الحسين الأبنوسي هو محمد بن أحمد البغـدادي ، قال الخطيب البغـدادي : كتبت عنه وكان سماعـة صحيحا ، ووثقـه الذهـبي ، وفاته سنه سبـع وخمسين وأربـع مائة ( 457 ) (تاريخ بغداد 1/356 ، سير أعلام النبلاء 18/85) .
- وأحمد بن عبيد بن الفضل هو أبن بيرى الواسطي ، قال عنه خميس الحوزى : كان ثقة ، صدوقا ، وقال الذهبي : المحدث المعمر الصدوق شيخ واسط، وفي انساب السمعاني : ثقة صدوق من أهـل واسط .وكانت وفاتـه قبل الأربعمائة في حـدود سنة تسعـين وثلاثمائة (390) (سؤالات السِّلفي/ 56 الأنساب 1 / 430 ، سير أعلام النبلاء 17/197) .
- وأبو نعيم هو بن خِصْية محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز كان عدلا مستقيما ، كما في سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزى عن جماعة من أهل واسط (ص 65) .
- وابن خزفة هو أبو الحسن علي بن محمد بن حسين بن خزفة الصيدلاني ، كان مكثراً صدوقاً ، كما في سؤالات السلفي ، وهو مسند واسط كما قال الذهبي ، وروى التاريخ الكبير لأحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن الحسين الزعفراني عنه . (سؤالات السلفي / 60 ، تذكرة الحفاظ 3/1049 ، وسير أعلام النبلاء 17/198) .
- ومحمد بن الحسين هو عبد الله الزعفراني الواسطي ، وقد وثقه الخطيب البغدادي ، وقال : كان عنده عن أبي خيثمة كتاب التاريخ (تاريخ بغداد 2/0240) .
- وأبن أبي خيثمة هو أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد نسائي الأصل ، كان ثقة عالما متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس ، كذا قال عنه الخطيب ، وذكره الدارقطني فقال : ثقة مأمون ، وأثنى الخطيب على كتابه في التاريخ فقال :وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته، وقال أيضاً : ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي صنفه أبن أبي خيثمة (المصدر السابق 4/162 ، وتذكرة الحافظ 2/ 596) .
قلت : ومن المحتمل أن يكون هذا الخبر المروي من هذا الكتاب النفيس .
- ومحمد بن عباد هو ابن الزبرقان أبو عبد الله المكي ، سكن بغداد وحدث بها ، وقد روى عنه البخاري ومسلم في الصحيحين (المصدر نفسه 2 / 374) . وبهذا يكون قد جاوز القنطرة كما يقال.
- وسفيان هو ابن عيينة الراوية المشهور ، قال ابن سعد : كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة ، وقال الشافعي : لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز ، وقال ابن المديني : سفيان إمام في الحديث ، وقال العجْلي : كوفي ثقة ثبت يعد من حكماء أصحاب الحديث (تهذيب التهذيب 4 / 117) .
- وعمار الدهني هو ابن معاوية ويقال ابن أبي معاوية ويقال ابن صالح ويقال ابن حبان ، أبو معاوية البجلي الكوفي ، وثقة أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي (المصدر السابق 7/406 )
- أما أبو الطفيل فهو عامر بن واثلة الليثي ، ولد عام واحد ، وروى عن النبي-صلي الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعلـي ومعـاذ بن جبل وحذيفـة وابن عباس وغيرهـم ، قال أبن عـدي : له صحبة وقـال مسلم : مـات أبو الطفيل سنة مائة وهو آخر من مات من الصحابة ، قال أبن سعـد :كان ثقـة في الحديث وكان متشيعاً (المصدر نفسه 5/82 ) .
- والمسيب بن نجبه الكوفي ترجم له ابن حجر في الإصابة ضمن " من كان في عهد النبي - صلى الله عليـه وسلم – ويمكنه أن يسمع منه ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقاً أو مميزاً " ثم قال ابن حجر : له إدراك ، وله رواية عن حذيفة وعلي ، ونقل عن العسكري قوله : روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا وليست له صحبـة . (الإصابة 10/30، وانظر: الكاشف للذهبي 3/146)
وقال أبن سعـد كان مع علي في مشاهدة ، وقتل مع التوابين في عين الوردة عـام خمسة وستين ( 65) . (الطبقات 6/216) .
ج - وكذا الرواية الثالثة تبد صحيحة الإسناد ، فأبو القاسم يحي بن بطريق الطرسوسي ثم الدمشقي شيخ أبن عساكر قال عنه : مستـور حافظ للقران سمـع أبا الحسين محمـد بن مكي وأبا بكر الخطيب ، توفي فـي رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مائة ( 534) وقال عنه الذهبي : المسند المقرىء (سير أعلام النبلاء 20/ 53) .
- وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي الدمشقي الحداد من مشيخة ابن عساكر قال عنه : كان شيخا ثقة مستورا سهلا ، قرأت عليه الكثير وتوفي في ذي القعدة سنة ست وعشرين وخمس مائه ( 526 ) وقال عنه الذهبي : الشيخ الثقة المسند ،وأشار إلى توثيقه ابن العماد الحنبلي (سير أعلام النبلاء 19/600 ، شذرات الذهب 4/78 ) .
- وأبو الحسين ابن مكي هو محمد بن مكي بن عثمان الأزدى المصري ، مسند مصر كما يقول الذهبي ، روى عنه أبو بكر الخطيب ، وابن ما كولا ، والفقيه نصر المقدسي ، وهبة الله بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة وأبو القاسم بن بطريق وغيرهم , وقد وثقه الكتابي وغيره ، وتوفي سنة (461).
(انظر: سير أعلام النبلاء 18/253 ، وتذكرة الحفاظ 3/1158 ، وشذرات الذهب 3/309) .
- والمؤمل بن أحمد الشيباني ، بغدادي ، سكن مصر وحدث بها وبها مات سنة إحدى وتسعين وثلاث مائـه (391) ، وقد وثقه الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 13/183 ) .
- ويحي بن محمد بن صاعد البغدادي ، أحـد الثقات المشهورين قال الدارقطني : ثقـة ثبت حافظ ، وقال الخطيب ، كان ابن صاعد ذا محل من العلم ولـه تصانيف في السنن والأحكام ، وعـده الذهبي مع الحفاظ الثقات ، وقال عنه : له كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره ، مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة (318) (تذكرة الحفاظ 2/776) .
- وبَُنْدار بضم الباء وفتحها وسكون النون – هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري ، أبو بكر ، ثقة حافظ ، روى عنه الجماعة ، وقال البخاري في صحيحه : كتب إلي بندار فذكر حديثاً مسنداً.
قال ابن حجر : ولولا شدة وثوقه ما حدث عنه بالمكاتبة مع أنه في الطبقة الرابعة من شيوخه ، وقد روى عنه البخاري مائـتي حديث وخمسـة أحاديث ، ومسلم أربعمائة وستين ( 460 ) توفي سنة اثنين وخمسين ومائتين ( 252 ) (التهذيب 9/70) .
- ومحمد بن جعفر هو الهذلي أبو عبد الله البصري المعروف بـ (غُنْدر) ، ثقة صحيح الكتاب ، قال ابن المبارك : إذا أختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم ، وقال العجلي : بصري ثقة وكان من أثبت الناس في حديث شعبة ، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة (193) ، وقيل أربع وتسعين ( 194) (التهذيب 4/338 ) .
- شعبة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي الأزدى مولاهم أبـو بسطام الواسطي ثم البصري ، الثقـة الحافظ المتقن ، قال الثوري : شعبة أمير المؤمنين في الحديث ، وقال أحمد : كان شعبة أمة وحدة في الرجال والحديث ، وقال ابن إدريس :ما جعلت بينك وبين الرجال مثل شعبـة وسفيان ، وقال ابن سعد:كان ثقـة مأموناً ثبتا حجة صاحب حديث . توفي سنة 160(التهذيب 4/155 ) .
- وسلمة هو ابن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحي الكوفي ، قال أحمد : سلمة متقن للحديث وقيس بن مسلم كذلك ما نبالي إذا أخذت عنهما ، وقال ابن المبارك : كان ركنا من الأركان وشد قبضته ، وقال أبو زرعه : ثقـة مأمون زكي ، وقال العجلي : كوفي تابعي ثقـة ثبت في الحديث ، وكـان فيـه تشيع قليـل وهو من ثقات الكوفيين ، مات سنة (121 ) هـ (التهذيب 4/155 ) .
- زيد بن وهب هو أبو سليمان الجهني الكوفي ، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وهو في الطريق ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب وابن مندة أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهاجر إليه فلم يدركه ، ثقـة جليل ، مات بعد الثمانين ، وقيل سنة ست وتسعين (96) ، وقد روى عن عمر وعثمان وعلي وأبي ذر وابن مسعود وحذيفة وأبي الدرداء وأبي موسى وغيرهم . وثقة ابن معين ، وابن سعد وابن خراش ، والعجلي ، وعن الأعمش : إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه (انظر : الاستيعاب ت بهامش الإصابة 4/73 ، والإصابة 4/90 ، والتهذيب 3/427 ).
- أما الرواية الواردة من طريق أبي الزعراء فهي بنفس سند ومتن الرواية قبلها عدا أبا الزعراء وهو خال سلمة بن كهيل ، واسمه عبد الله بن هانئ الكندي وقيل الأزدى ، قال ابن الأثير : له صحبة عداده في أهل مصر (أسد الغابة 6/ 122 ) وله ذكر في الاستيعاب (11/ 262 " هامش الإصابة "، والإصابة 11/145 )، وذكره ابن سعد في طبقة من روى عن علي -رضي الله عنه- من أهل الكوفة- فقال : روى عن علي وعبد الله بن مسعود وكان ثقة وله أحاديث (الطبقات 6 / 171) ، وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين ، كما ذكره ابن حبان في الثقات (تهذيب التهذيب 6/61) .
د - أما سند الرواية الرابعة فرواتها ثقات بدءً من خيثمة بن سليمان ومن فوقه فخيثمة هو أبو الحسن خيثمة بن سليمان ابن حيدرة ، الإمام الثقة المعمر ، محدث الشام ، وصاحب مصنف " فضائل الصحابة " ، قال أبو بكر الخطيب : خيثمة ثقة ثقة ، مات خيثمة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء 15/412، تذكرة الحافظ 3 / 858)
- وأحمد بن زهير بن حرب هو ابن أبي خيثمة الثقة الحافظ العالم المتقن ، وقد سبق الحديث عنه في سند الرواية الثانية فليراجع هناك .
- عمرو بن مرزوق أبو عثمان الباهلي مولاهم البصري ، حدث عنه البخاري في صحيحه مقرونا بأخر ، قال عنه يحي بن معين ثقة مأمون ، وقال أبو حاتم : كان ثقة من العباد لم نجد أحدا من أصحاب شعبة كان أحسن حديثاً منه، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث عن شعبة ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين ( 224) (الجرح والتعديل 6/ 413 ، سير أعلام النبلاء 10/ 417 ، تهذب التهذيب 8/ 99) .
- أما الرواة الثلاثة ـ شعبة ، سلمة بن كهيل ، زيد بن وهب ، فقد سبق الحديث عنهم وتوثيقهم في الرواية الثالثة بما يغني عن إعادته هنا .
وكذا من دونهم لم يجرحوا ، بل وثق أكثرهم ، وأقلهم هو مستور الحال ، فأبو محمد بن أبي نصر أسمه عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب التميمي الدمشقي الملقب بالشيخ العفيف قال أبو الوليد الدربندي : أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق وكان خيراً من ألف مثله إسناداً واتقانا وزهدا مع تقدمه ، وقال رشأ بن نظيف : قد شاهدت سادات فما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر كان قرة عين .
وقال الكتاني : توفي شيخنا ابن أبي نصر في جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة فلم أر جنازة كانت أعظم من جنازته كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويكبرون ويظهرون السنة .. قال : وكان ثقة مأمونا عدلا رضى (تاريخ دمشق لابن عساكر ـ النسخة المصورة 10/46 ، وسير أعلام النبلاء 17/366) .
- وأبو القاسم بن أبي العلاء علي بن محمد المصيصي ، الإمام الفقيه المفتي مسند دمشق . قال عنه الحافظ بن عساكر : كان فقيهـا فرضيا من أصحاب القاضي أبي الطيب ، مـات بدمشق سنة سبع وثمانين وأربع مائة (487)، وقال الذهبي : كان فقيها ثقة (العبر 3/319 ، سير أعلام النبلاء 19/12).
- وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، ترجم له أبن عساكر في تاريخ دمشق وقال : كان شيخاً مستورا ، مات سنة أربع وثلاثين وخمس مائة ( 534) (تاريخ دمشق 5/302 ، ومختصره لابن منظور 7/ 260) .
- وأبو محمد بن طاوس هو هبة الله بن أحمد البغدادي ثم الدمشقي ، شيخ السمعاني ، روى عنه ومدحه فقال : كان مقرئا فاضلا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث ، ومن مشيخة ابن عساكر ، وروى عنه السِّلفي ووثقه ، وقال الذهبي: كان ثقة متصوفا . مات سنة ست وثلاثين وخمس مائة ( 536) (الأنساب 2/143 ، سير أعلام النبلاء 20 / 98) .
هـ - أما سند الرواية الخامسة فيظهر أنه لا يصل إلى درجة الصحة لكنـة لا يقـل عن رتبة الحسن ، والحسن - كما هو معلوم - أحد مراتب الصحيح .
فأبو محمد الدراني شيخ لابن عساكر ، وقد قال عنه : لم يكن الحديث صنعته ، وقد روى كثيرا من سنن النسائي الكبير عن الاسفراييني ، كانت وفاته سنة ثمان وخمسين وخمس مائه ( 558) (سير أعلام النبلاء 20/348).
- وسهل بن بشر هو الاسفراييني الشيخ الإمام المحدث المتقن الرحال كما وصفه الذهبي ، وكان قد تتبع السنن الكبير للنسائي وحصله وسمعه بمصر ، قال عنه أبو بكر الحافظ كيس صدوق ، توفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ( 491) (سير أعلام النبلاء 19/ 162).
- وأبو الحسن علي بن منير الخلال ، شيخ صدوق ، لم يأخذ من الغرباء ، وكان ثقة فقيرا ، توفي سنة تسع وثلاثين وأربع مائة ( 439) (السير 17/619).
- والقاضي أبو الطاهر الذهلي ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد وقال : كان ثقة فاضلا ذكيا متقنا لما حدث به ، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة ( 367 ) (تاريخ بغداد 1 / 313) .
- وأبو أحمد بن عبدوس أسمه محمد بن عبدوس بن كامل السلمي ، وصفه الذهبي بالحافظ الثبت المأمون ، ونقل عن أبي الحسين ابن المنادى قوله : كان عبدوس من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث أكثر الناس عنه لثقته وضبطه ، وكان كالأخ لعبد الله بن أحمـد ابن حنبل ، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين ( 293) (تذكرة الحفاظ 2 / 683) .
- ومحمد بن عباد ، وسفيان -وهو ابن عيينة- سبق الحديث عنهم وتوثيقهم في الرواية الثانية ، وكذا سلمة بن كهيل سبق الحديث عن توثيقه في الروية الثالث - وكلهم من رجال التهذيب - وعبد الجبار الهمداني هو الشبامي ، صدوق يتشيع (تقريب التهذيب 1/ 465) .
وحجية بن عدي الكندي صدوق يخطئ كما في ( التقريب 1/155 ) (وقد وقع في بعض نسخ التقريب بن علي بدل عدي وهو تصحيف . انظر التهذيب 2/216).
و - أما الرواية السادسة ففي بعض رجال إسنادها مقال :
محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي هو الكوفي الملقب بالتل صدوق فيه لين كما في التقريب ، وفي الميزان نقل الذهبي تضعيف يحي بن معين والفسوي له ، وتعديل طائفة أخرى كأبي داود وابن عدي الذي قال : حدث عن محمد المقلب بالتل الثقات ولم أر بحديثه بأسا (انظر : تقريب التهذيب 2/154 ، ميزان الاعتدال 3/512) .
- وهارون بن صالح الهمداني عن أبي هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني عن أبي هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني ، وعنه محمد بن الحسن بن الزبير الأسدى ذكره ابن حبان في الثقات ، وفي الميزان : تفرد عنه محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي (تهذيب التهذيب 12/63 ، تقريب التهذيب 2/408) .
- وأبو الجلاس الكوفي غير منسوب ، عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أن بين يدي الساعة ثلاثا الحديث ، وعنه أبو هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني ـ كما جاء في التهذيب ـ وفي التقريب قال ابن حجر : أبو الجلاس الكوفي مجهول من الثالثة (تهذيب 12/63 ، تقريب التهذيب 2/408) .
- ومع ذلك فالرواية بسندها ساقها أبو يعلى الموصلي في مسنده ، عن أبي كريب محمد بن العلاء عن محمد بن الحسن الأسد ، عن هارون ابن صالح ، عن الحارث ، عن أبي الجلاس (مسند أبي يعلى 1/ 349) .
ثم ساق إسنادا آخر عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن محمد بن الحسن بإسناد مثله ( 1/350) .
ولعل هذا هو السند الآخر الذي أومأ إليه ابن عساكر في الرواية نفسها .
وهذا السند الآخر - عن ابن أبي شيبة - ذكره - قبل أبي يعلى - ابن أبي عاصم في كتابه السنة فقال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي حدثنا هارون بن صالح عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي الجلاس قال : سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي : ويلك ما أفضى إلي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشيء كتمته أحدا من الناس ، ولقد سمعته يقول : أن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وإنك أحد هم ( كتاب السنة 2/476) .
ومع أن الألباني ـ محقق كتاب السنة هذا ـ ضعف هذه الرواية لجهالة في أبي الجلاس وهارون بن صالح ، فقد ذكر أن أبا يعلى أخرجه من طريقين آخرين عن الأسدي به .
وفوق ذلك كله فقـد نقل " الهيثمي " الرواية في مجمعـه عن أبي الجلاس ثم قال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ( مجمع الزوائد 7/333) .
ز - وحين نأتي إلى الرواية السابعة نجد رجال إسنادها كالتالي :-
أبو بكر أحمد بن المظفر بن سوسن شيخ مقارب ( قال السخاوي : معناه وسط لا ينتهي إلى درجة السقوط ولا الجلالة وهو نوع مدح ، وقال ابن رشيد : أي ليس حديثه بشاذ ولا منكر . انظر : شرح الألفية ص158،163 ) (سير أعلام النبلاء 19/241) .
أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد لله السبخي الشيخ الإمام الحافظ محدث مرو وخطيبها وعالمها، شيخ السمعاني وابن عساكر ، قال عنه السمعاني : فقيه صالح عمّر حتى سمعنا منه الكثير (الأنساب للسمعاني 3/ 318 ، سير أعلام النبلاء 20/184) .
ـ أبو علي بن شاذان الحسن بن أبي بكر البغدادي ، قال عنه الخطيب : كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب ، ثم قال : سمعت الأزهري يقول : أبو علي بن شاذان من أوثق من برأ الله في الحديث ، وهو مسند العراق الإمام الفاضل الصدوق كما يقول الذهبي (تاريخ بغداد 7 / 279 ، سير أعلام النبلاء 17/415، تذكرة الحفاظ 3/ 175) .
- أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة الأدمي -نسبة إلى بيع الأدم- القارئ الشاهد صاحب الإلحان ، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأجهرهم ترجم له الخطيب ونقل روايته عن أبي علي بن شاذان وخلق ، وذكر الشطوي فيمن روى عنه ، وروى له حكايات ثم قال : قال محمـد بن أبي الفوارس سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (348) فيها مات محمد ابن جعفر الأدمي ، وكان قد خلط فيما حدث (تاريخ بغداد 2/ 147 ، الأنساب للسمعاني 1/ 101 ) .
- أحمد بن موسى الشطوى أبو جعفر البزار ، قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبى وهو صدوق ، ونقل الخطيب توثيق الدارقطني له ، وقال ابن المنادي :كان صالحا مقبولا عند الحكام ومن أهل القرآن والحديث ومات سنة سبع وسبعين ومائتين ( 277 ) (الجرح والتعديل 2/75 ، تاريخ بغداد 5/141 ) .
- أحمد بن عبدالله بن يونس اليربوعي الكوفي ثقة حافظ روى عنه البخاري ومسلم وغيرهم ، ومات سنة سبعة وعشرين ومائتين ( 227 ) (التهذيب 1/05، التقريب 1/19 ) .
- أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي الكوفي ثقة متقن ، مات سنة تسع وسبعين ومائة (التقريب 1 /342) .
- المغيرة بن مقسم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي ثقة متقن ، مات سنة ست وثلاثين ومائة (136) (التقريب 2 / 270) .
- سماك بن حرب بن أوس بن خالـد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة ، صدوق ، وروايته عن عكرمـة خاصة مضطربة ، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن ، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة ، وقال عنه ابن عدي : ولسماك حديث كثير مستقيم إن شاء الله وهو من كبار تابعي أهل الكوفة وأحاديثه حسان وهو صدوق لا بأس به (تهذيب التهذيب 4/232 ، 233 ، تقريب التهذيب 332) .
قلت : ومع ما قيل في سماك ومعرفته بأيام الناس ، ألا أنه لم يذكر له سماع من علي ، بل لعله لا يمكنه ذلك وبين وفاتهما ما يزيد على ثمانين سنه ( 80 ) ولهذا يبقى في الرواية انقطاع بين سماك وعلي رضي الله عنه .
ح - أما إسناد الرواية الأخيرة :
- أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم ، أمام فاضل ومحدث متقن ، كما قال الذهبي ، وثقة ابن ناصر ، وقال الصفدي : وكان صالحا زاهـدا عابدا أمينا صدوقـا ، توفي سنة ثلاث عشـرة وخمس مائه (513) (سير أعلام النبلاء 19/423 ، الوافي بالوفيات 3/ 169) .
- وأبو القاسم عبيد الله بن علي بن عبيـد الله الرَّقي ، سكن بغداد , وكان أحـد العلماء بالنحو والأدب واللغة عارفا بالفرائض وقسمة المواريث كتب عنه الخطيـب البغـدادي وقال عنه : كان صدوقا ، مات سنة خمسين وأربعمائة ( 450 ) (تاريخ بغداد 10/387 ، 388 ، الأنساب للسمعاني 3/ 84، 85) .
- أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرىء ترجمة الخطيب في تاريخه وقال : كان ثقة صادقاً دينا ورعاً ، ويقـول : سمعت الأزهري ذكره فقال : كان إماماً مـن الأئمة . مات سنة ست وأربعمائـة (406) .، ونقل صاحب الشذرات عن الذهبي أنه عاش ( 82) سنه . (تاريخ بغداد 10/380 ، شذرات الذهب 3/181) .
- أبو عمر محمد بن عبد الواحد لعله البغوي الزاهد ، المعروف بغلام ثعلب قال الخطيب : كان جماعة من أهل الأدب يطعنـون عليه ولا يوثقونـه في علم اللغة ، فأما الحديث فرأينـا جميـع شيوخنا يوثقونه فيـه ويصدقونـه ، وقال الذهبي وهو في عداد الشيوخ في الحديث لا الحفاظ ، وإنما ذكرته لسعة حفظـة للسان العرب وصدقه وعلو إسناده مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ( 345 ) (تاريخ بغداد 2/356 ، سير أعلام النبلاء 15/ 508) .
والغطافي لم أعثر له على ترجمة ، ولعلى الاسم تصحف في الأصول المخطوطة فحال دون ضبطه ومعرفته بدقة والله أعلم .

ثالثاً : سيف بن عمر .. مشجب !!
لقد كان سيف بن عمر التميمي - يرحمه الله - مشجباً - علق علية السابقون واللاحقون مسألة إنكار ابن سبأ ، بل زاد بعضهم ، وحمله اختلاق عدد من الصحابة ، ليس (القعقاع بن عمرو رضي الله عنه ) إلا واحداً من هؤلاء ، فقد ألف ( السيد مرتضي العسكري )
- وهو رافضي المذهب والهوى - كتاباً بعنوان ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) والكتاب مؤلف قبل ما يزيد على ( عقدين ) من الزمن ؟! ويعتمد مؤلفه اتهام (سيف ) باختلاق هذه الشخصيات وأحداثها ، ليس في هذا الكتاب فحسب بل وفي كتابين قبلة أحدهما بعنوان : ( عبد الله بن سبأ بحث حول ما كتبه المؤرخون والمستشرقون ابتداء من القرن الثاني الهجري ، ط النجف 1375هـ / 1956م)
ـ والأخر بعنوان : ( عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ، ط - دار الغدير ، بيروت ، طهرن / 1392هـ / 1972م) ثم جاء ( حسن المالكي ) يجدد ما أندثر من هذه الأفكار ، ولا يخرج عن إطارها ويحمل حملة شعواء ظالمة على سيف بن عمر، وهذه شواهدها وما يناقضها .
أ - يقول المالكي : " ورغم أن الطبري لم يورد في تاريخه أقوالاً في الجرح والتعديل إلا في النادر ، ولم يجرح الضعفاء الذين يروي عنهم إلا أنه صرح بضعف سيف بن عمر ، فذكر مخالفة سيف للإجماع في أكثر من موضع ، مع أن الطبري لم يذكر هذا عن رواة آخرين ضعفاء كأبي مخنف والواقدي فيعد الطبري من مضعفي سيف بن عمر " ( ص 53 نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ) . فهل يصح هذا القول ؟
أولاً : لم يبين لنا ( المالكي ) مواطن تضعيف الطبري لسيف حتى نشاركه الحكم أو عدمه .
ثانياً : ليس صحيحاً أن الطبري لم يصرح بضعف ( أبي مخنف ) بل تجاوز بعض مروياته ولم يستسغها . وقال " فذكر - أبو مخنف - مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعه العامة " ( تاريخ الطبري 4/557 ) .
ثالثاً : وليس صحيحاً كذلك أن الطبري لم يُصرح بضعف (الواقدي) بل قال عنه ما نصه :
" وأما الواقدي فإنه ذكر في سبب مسير المصريين إلى عثمان ونزولهم ذا خشب أموراً كثيرة ، منها ما تقدم ذكريه ، ومنها ما أعرضت عن ذكره كراهة مني لبشاعته "( تاريخ الطبري 4/ 356 ) .
فهل فاتت هذه النصوص على ( المالكي ) وهو الذي ذكر أنه قرأ المجلدين الثالث والرابع لتاريخ الطبري ( نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ص 45 ) أم تناساها أم يفهمها بغير فهمنا إياها ؟
ب – وحيث يقـرن ( المالكي )بين (سيف) و ( أبي مخنف ) يقول عن الأول الوضاع المتهـم بالزندقة !! ، ويكتفي بالقول عن ( أبي مخنف ) الشيعي ؟ ( المرجع السابق ص 33) .
ج - يطلق ( المالكي ) عبارات مرجفة يستبعد فيها توثيق ( سيف ) ولو بحث الباحثون عشرات السنين ، فإذا أحس أن عبارة ( ابن حجر ) رحمة الله في سيف ( عمدة في التاريخ ) ستحرجه خرجها تخريجاً يتفق وهواه وفهمه ( وسيأتي البيان )
أما عبارة ( الذهبي ) في سيف (كان إخبارياً عارفاً ) فهي تزيد من حملته ، ولذا تراه أحياناً يتغافلها ، وأحياناً أخرى يفسرها كما فسر عبارة ابن حجر ، وبكل حال فهو يعتبر هاتين التزكيتين من هذين العلمين في الجرح والتعديل ( متوهمة وليست صريحة ) ( انظر ص 55، 60، 84 من الكتاب السابق ).
د - يجزم ( المالكي ) بالقول : " ويعد الحافظ ( ابن حجر ) المتساهل الوحيد في الإكثار من روايات سيف مع حكمه عليه بالضعف : " ( ص 55) ( وسأبين ما يناقضه ).
هـ-ويتهم ( المالكي ) ( سيفاً ) باختلاق الرواة ، بل واختلاق الشخصيات الكبيرة المشهورة ، على الرغم من اعترافه بصحة سند بعض المرويات التي رواها سيف ( ص 62، 63 )
و - وتظل تهم ( المالكي ) تلاحق ( سيفاً ) دون أن يجد له فيها عذراً ، أما الرواة الآخرون فإن وجد في رواياتهم ( مجهولون ) فهي قله نادرة بينما الجهالة في أسانيد سيف سمة ظاهرة ( ص 68) وسيتضح لك بعد الفرق بين ( سيف) و ( أبي مخنف ) على سبيل المثال في الرواية عن المجهولين .
ز- وأعظم من ذلك أن يوهم ( المالكي ) قارئي كتابة أن مرويات ( أبي مخنف) تسير في إطار الروايات الصحيحة ! التي تخالفها روايات سيف ( ص69).
ح – ويتناقض (المالكي)حين يعقد لـ (سيف) عنواناً :( طعنة في كبار الصحابة والتابعين )
( ص70 ) ثم تراه يعترف بدفاعه عن الصحابة ، وإن كان يسوقها مساقاً خاصاً ، فأهل الحديث لم يغتروا به ، لعلمهم إنها كذب ؟ ! ( ص73) أهكذا تكون المنهجية أم بهذا التلاعب ينقذ التاريخ الإسلامي ؟!
ط – وأخيراً ( المالكي ) في حلقته الثالثة عن ( القعقاع بن عمرو حقيقة أم أسطورة ) المنشورة في جريدة الرياض يفصح عما في نفسه صراحة حين يفضل ( أبا مخنف ) على (سيف) ويقولها صراحة وهو يتحدث عن (أبي مخنف) و(المسعودي)" لكن هؤلاء كلهم فوق سيف بن عمر ؟!
فهل الأمر كما صورة المالكي ؟
تعالوا بنا لنوازن بين الرجلين ( سيف ) و ( أبي مخنف ) ونقرأ بتمعن كلام علماء الجرح والتعديل ، وننظر ما قاله المؤرخون المعتمدون في ( الأخباريين) وبين هذا وذاك نقف على تعليلات ( المالكي ) وتوهيمـه ( للعلماء ) حين يخالفون مساره في ( سيف ) .
1- سيف بن عمر
لا يستطيع منصف أن ينكر الضعف المنسوب إلى سيف عند علماء الجرح والتعديل ، ولكن من الإنصاف لسيف ، كراوية في التاريخ _ أن يقال :
أ‌- تهمة الزندقة التي اتهم بها دافع عنها " ابن حجر " حين قال : " أفحش ابن حبان القول فيه " ( تقريب التهذيب 1/344) .
ومن الأمانة العلمية أن تذكر هذه المدافعة بازاء التهمة !! ولم أر ( المالكي ) توقف عندها .
ب‌- فرق العلماء قديماً وحديثاً بينا الشروط المطلوبة لراو يروى في الحلال والحرام وآخر يروى في الأخبار والسير وفضائل الأعمال ، وقال الخطيب البغدادي " باب التشدد في أحاديث الأحكام والتجاوز في فضائل الأعمال " ثم روى بسنده إلى الإمام احمد بن حنبل -يرحمه الله- أنه قال : إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد ، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد"(الكفاية في علم الرواية ص212-223).
وتحدث المعاصرون عن ضرورة المرونة في تطبيق قواعد المحدثين في نطاق التاريخ الإسلامي ( د . أكرم العمرى : السيرة النبوية الصحيحة 1/45 ) .
يتبع=====

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:55 AM
الإنقـاذ من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي !!
الإنقـاذ
من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي !!

رد على حسن بن فرحان المالكي



تأليف
د . سليمان بن حمد العودة
1421هـ


[ بين يدي الكتاب ]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين أما بعد
هذا الكتاب يمثل مجموعة من النقاشات والردود كُنت قد كتبتها أول ما أخرج المالكي كتابه (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) وحينها كان المالكي يكتب طروحاته مدعياً تحقيق التاريخ الإسلامي مما علق به ، وخدمة السنة النبوية وبيان الصحيح منها ، وكشف الحقائق للناس …. إلى غير ذلك من دعاوى عريضة ، وطروحات يتلاعب بألفاظها ويخدع بها الأغرار لينفذ من خلالها إلى الطعن والتشويه وإثارة البلبلة والتشكيك في تاريخنا الإسلامي ، والنيل من رجالات خير القرون ، وغيرهم من باب أولى ، ولئن بدأ المالكي طروحاته تلك متسللاً تحت ستار النقد التاريخي ، ومكتفياً بالإشارة والتلميح معرضاً عن التصريح، عامداً إلى الهمس مرجئاً للتجاسر ، فقد انكشف مخبوء الأمس وأصبح السر علناً والتلميح تصريحاً ، ومن تتبع كتاباته وأقواله المكتوبة أو المسجلة وجد أنها آخذة في التطور مسرعة نحو تحقيق الهدف الذي يريد ، فالصحابة يصرح بتجريحهم ويتعرض لعدالتهم ويُفضِّل – حسب منهجه وتوجيهه – بعضهم على بعض وإن خالف إجماع المسلمين ، بل وينكر صحبة عددٍ منهم .
ويتجاوز أهل التاريخ إلى أصحاب العقائد فيتهمهم وينتقد أبرز كتب العقيدة الإسلامية فضلاً عن نيله وتعريضه بأئمة السنة كالإمام أحمد رحمه الله .
وكتب السنة التي كانت بالأمس جسراً يتكئ عليه في إظهار نفسه بمظهر المحقق الخادم للسنة باتت اليوم في عداد كتب التراث التي لم تسلم منه ، وبكل بساطة ينكر حديثاً في البخاري أو يؤله ، وينكر معه صفات لله تعالى صح نقلها واتفق الأئمة على إثباتها وتفسيرها ، وهكذا فلا يكاد المالكي ينتهي من (طامة) إلا ويتبعها أخرى .
ولقد كنت توقعت ما وراء ( أكمة ) المالكي حين ابتدأت الرد عليه ووضعت أحد العناوين التالية " (عباءة النقد التاريخي ماذا تخفي عند المالكي) ، فإذا بها اليوم تخفي هجوماً سافلاً على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعريضاً بالثوابت من العقيدة الصحيحة وطعناً في عدد من الأئمة الأعلام في تاريخنا وإنكاراً للصفات الإلهية أو بعضها .
ولم يعد ( أهل التاريخ ) وحدهم خصوم المالكي ، بل انضم إلى هؤلاء (أصحابُ السنة ) و ( أصحاب العقيدة الحقة ) بل وإن شئت فقل أصحاب النقل والمنهج السلفي بعامة .
ولعل هذه التخبطات المالكية وهذا الهتك المبكر لأستار المالكي عقوبة معجلة لتنقصه الصحابة رضي الله عنهم والحط من قدرهم ، فما تعرض أحد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح والتجريح إلا هتك الله ستره في الدنيا ، قبل أن يلقى ربه فيجازيه بعمله .
وحين أنشر هذه الردود والمناقشات للمالكي اليوم فإنما أستجيب لعدد من الطلبات وردت إليَّ وأتقرب إلى الله ببيان الحق للناس ، وأشكره تعالى إذ كنت في طليعة الذين كشفوا دعاوى المالكي وقد رأيت أن أبقي المنشور كما هو ليعبر عن فترته الماضية ، وليدرك القارئ اللبيب الفرق بين طروحاته الماضية واللاحقة وأنها تكاد تكون في نوع العبارة وإن تطور الهمس إلى تجاسر ، والتخصيص إلى التعميم ، وهكذا تنشأ الأفكار ويتسلل أهل الريب ، ولكن الزبد يذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس ويبقى الحق وإن لم يزخرف ، وينكشف الباطل وإن طُلي بطلاء خادع .
لقد تسارع المالكي في السقوط وانكشف أمره للناس وشاء الله أن يكون هذا التسارع وإن شئت فقل ( هذه الجرأة المحمومة ) سبباً لإيقاظ النائمين ، وكشف الغشاوة عن المنخدعين ، ولئن بقيت في الأمس طائفة من الناس تؤيد المالكي في بعض ما ذهب إليه فاليوم لا تكاد تجد من يدور حوله ويحسن الظن به إلا من هو على شاكلته وأهل الأهواء في كل زمان يؤازر بعضهم بعضاً ، وكفى بالمرء عقوبة أن يكون أنصاره ومريدوه من أهل الأهواء . وأشد من ذلك أن تقع الوحشة له في قلوب أهل الحق النبلاء . ومن يهن الله فلا له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء .

تقدمـة
أهدى إليَّ ( حسن بن فرحان المالكي ) كتاب ( نحو إنقاذ للتاريخ الإسلامي) وطلب مني إبداء الملحوظات عليه ، مؤرخاً في 3/2/1418 هـ . واستجابة لمطلبه من جانب ، وإحقاقاً للحق الذي أراه من جانب آخر كتبت هذه الملحوظات ، التي فكرت في بعثها إليه شخصياً لقناعتي بأهمية النصح ( سراً ) ولكني عدت إلى نفسي ، فرأيت أن (الكتاب ) وأفكـار الكتاب منشورة على الملأ ، وأن النصح لعامة المسلمين لا يقل أهميـة عن النصح ( لخاصتهم ) .
ولن أتوقف – طويلاً عند عبارات ( حسن ) ( الجارحة ) بمناهج جامعاتنا ، وهزال رسائلنا ، وضعف ثلة من المختصين في التاريخ عندنا .. ؟ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
فقد ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍كفيت من جانب – بمن سبقني في الكتابة _ ، ولأن الثقة بمناهجنا ومختصينا لا تهتز بمثل هذه المقولات الجائرة والأحكام المتعجلة من جانب آخر وإن كنت ( أعجب ) كغيري ، من بعض العبارات التي سطرها ( المالكي ) في كتابه ، كيف استساغها ، وكيف تم نشرها في كتاب ( حليته ) العلم وشعاره (الإنقاذ)؟ !
وقبل البدء بتدوين الملحوظات أشير إلى عدة أمور منها :
1 – سأقتصر في ملحوظاتي على الكتاب على (فصوله الأولى) رأيت أنها أقرب إلى تخصصي من جانب ، ولأدع لأصحاب الشأن فرصة الحديث عن تخصصهم من جانب آخر وحين (أتحاشى) الحديث عن ملحوظاته على كتابي (عبدالله بن سبأ … ) فلا يعني ذلك موافقتي على ملحوظاته ، قدر ما يعني البعد عن الانتصار للذات ؟
2 – وأشفق على ( حسن ) وهو ( يتعاظم ) في نفسه ، و (يزكي) عمله حين يقول ( وها أنذ طالب لم يحصل على شهادة في التاريخ ، ولكنني لما تمسكت بمنهج أهل الحديث فندت أقاويل من سبقوني بعقود في كتاب التاريخ الإسلامي !! ) ص 40 . وفي مقابل ذلك ( يزري ) بالآخرين ( ويستهجن ) عملهم ، ولا ( يتورع ) عن إلحاق التهم بهم ؟
3- ولا أظنك يا حسن ممن يهـوى ( الصعود ) على ( أكتاف الآخرين ) ولا أرغب لك ( عالم الشهرة ) على حساب ( الحقيقة العلمية ) ، ومن بوابة (الإثارة الإعلامية ) ؟
4- ولست أدري كيف تحول التاريخ في ذهنك وانحسر ( الإنقاذ ) في منهجك في ( بيعة علي ) رضي الله عنه وأرضاه فحسب ، فمعظم دراسات
( النقدية ) تتمحور حول هذه القضية ، ومع أهميتها ، فالإنقاذ ( الحق ) ينبغـي أن يكون أشمل ، وثمـة أحداث في (تاريخ الخلفاء الراشدين) رضي الله عنهم لا تقل عنها أهمية .
5 - ولئن كنا – معاشر المؤرخين – ( نأنف ) من إقامة التأريخ على شفا جرف هار تخونه الروايات الضعيفة ، ويشتط بتأويل أحداثه الرواة المتهمون ، فإننا (نرفض) الجنوح نحو (إنكار) الصحيح ، وإبطال الحق ، وتسفيه الأحلام ؟
6- وحين أقدم لك هذه ( النصائح الأولية ) فلا يسبـق إلى ( ظنك ) أنها مجرد ( عواطف ) بل سأتبعها بما فتح الله من ( حقائق ) لا أدعي العصمة فيها ، لكنها على الأقل ( تخالف ) ما قطعت بـه ، وأدع لك الفرصة لتأملها بعـين ( الإنصاف ) و ( التجرد ) للحق فقد ( شجعني ) في الكتابة إليك ، إعلانك قبول الحق ، واستعدادك للتنازل عن أي رأي يثبت لك خلافـة ـ كما ذكرت في الكتـاب ـ أكثر من مرة وأرجو ألا يكون الهـدف التجهّز لمعركة طويلـة الأجـل كما ذكرت في ردك على الأخ ( عبد الله العسكر ) ص 89 إذ ليس مما
( يتفاخر به ) المرء ( تعوده على الردود على بعض الفقهاء أو مشاغبي التاريخ)كما قلت في الصفحة نفسها ؟
وسيكون الحديث إليك وإلى غيرك عبر المحاور التالية :
1 - ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر ؟
2 - التحقيق في المرويات ؟
3 - سيف بن عمر مشجب ؟
4- ملحوظات أخرى في الكتاب ؟

أولاً : ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر .
تابع ( المالكي ) من سبقوه في اعتبار سيف بن عمر ( المصدر الوحيد الذي روى أخبار عبد الله بن سبأ في الفتنة ) ( ص 58 ) فهو يثني على دراسة الدكتور ( الهلابي ) ويعتبرها من أروع الدراسات عن سيف بن عمر ، ثم يتبعها بدراسة أخرى للسيد مرتضي العسكري ، الـذي توصل للنتائج نفسها التي توصل إليهـا الدكتور الهلابي ـ على حـد تعبير المالكي (ص 58 ) ولي وقفة منهجية حول هذا التعبير ـ فيما بعد ـ أن شاء الله .
وأنقل للقاريء هنا ( نصَ ) نتيجة هاتين الدراستين ـ محل إعجاب المالكي ـ يقول د/ عبد العزيز الهلابي : (( ينفرد الأخباري سيف بن عمر التميمي (ت 180) من بين قدامي الأخباريين و المؤرخين المسلمين بذكر عبد الله بن سبأ في رواياته ، ويجعل له دوراً رئيسياً في التحريض على الفتنه .. ))
[ الحولية الثامنة لكلية آداب جامعة الكويت ، الرسالة الخامسة والأربعون ، عبد الله بن سبأ دراسة للمرويات التاريخية عن دوره في الفتنة ص 13 ] .
ويقول في موضوع آخر ـ من الحولية ـ (( لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد الله بن سبأ عند غير سيف بن عمر سوى رواية واحدة عند البلاذري ، وهذه يكتنفها الغموض .. )) ص 46 .
وفي نهاية بحث الدكتور عبد العزيز الهلابي يخلص إلي النتيجة الآتية حين يقول:
(( والذي نخلص إليه في بحثنا هذا أن (( ابن سبأ ))شخصية وهمية لم يكن لها وجود فإن وجد شخص بهذا الاسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي اسنده إليه سيف وأصحاب كتب الفرق لا من الناحية السياسية ولا من ناحية العقيدة )) ( ص 73 من الحولية ) .
أما (( مرتضى العسكري )) فعنوان كتابة ( عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ) يكفي لمعرفة رأيه ، ومع ذلك فهو يركز على ( سيف ) متهماً إياه بالتزوير والكذب ( ص6 ) ويؤكد ( العسكري أنه لم يكن لعبد الله بن سبأ وجود في عصري ( عثمان ) و( علي ) البتة ..
ولكن ( سيفاً ) صحف واخترع هذه الشخصية الجديدة ( ص 279، 281)
تلك مقتطفات سريعة لأبرز ( أفكار ) و ( نتائج ) هاتـين الدراستين ، اللتين يعجب بهما ( المالكي ) ويعتبرهما ـ أو إحداهما ـ من أروع الدراسات ؟‍‍ ‍‍‍‍‍!
وحتى لا ( نظلم ) المالكي ، ننقل شيئاً من كلامه ( هو ) عن ابن سبأ :‍
فهو يعتبره ( اليهودي النكرة ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ! ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍) ( ص 71 )
وهو ينكر أفكار ابن سبأ ومعتقداته حين يتحدث عن ( الوصية ) ويقول : إن ( سيفاً ) يروي أن عبدالله بن سبأ نشر فكرة الوصية لعلي بن أبي طالب ...إلى أن يقول وهذا يتناقض مع فكرة ( الوصية ) لأن عبد الله بن سبأ لو بث فكرة الوصية لعلي وتأثر الناس بها فلماذا اختار اتباعه بالبصرة والكوفة وغيره ؟ مع أن ابن سبأ لم يدع بالوصية للزبير ولالطلحة فهذا تناقض ))
(ص 79 من نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي )
والخلاصة أن (المالكي) يشارك غيره الإنكار والتشكيك لشخصية (ابن سبأ) وأفكاره ، وأن (سيفاً )وراء ذلك كله ،إذ هو المصدر الوحيد لأخبار عبد الله بن سبأ .
فهل تصح هذه الفرضية الخاطئة ، التي انتهت إلى هذه النتائج الخاطئة ؟‍ ‍‍‍‍
لقد ثبت لدي بالبحث العلمي وجود ( ثمان ) روايات ، لا ينتهي سندها إلى ( سيف ) بل ولا وجود لسيف فيها أصلاً ، وكلها تتضافر على إثبات عبد الله بن سبأ والروايات ( مثبتة ) في تاريخ دمشق لابن عساكر ، وقد صحح العلامة ( ناصر الدين الألباني رحمه الله ) إسناد عدد منها، وقمت بتحقيق في أسانيدها - رواية رواية - فثبت لي صحة إسناد معظمها في بحث لم أنشره بعد بعنوان { ابن سبأ والسبئية قراءة جديدة وتحقيق في النصوص القديمة } والروايات الثمانية مسندة كما يلي :
1- أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر احمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، قالا : أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمـد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا محمد ابن العلاء ، نا أبو بكر بن عياش ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : أول من كذب عبد الله بن سبأ .
2- قرأنا على أبي عبد الله يحي بن الحسن ، عن أبي الحسين ابن الأبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد ابن عبد العزيز ، أنا علي بن محمـد بن خزفة قالا : نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا محمد بن عبـاد ، نا سفيـان ، عن عمار الدهني قال : سمعت أبا الطفيل يقول : رأيت المسيب بن نجبة أتى به طببه يعنى ابن السوداء وعلي على المنبر فقال علي : ما شأنـه؟ فقال : يكذب على الله وعلى رسوله .
3 - أخبرنا أبو القاسم يحي بن بطريق بن بشرى وأبو محمد عبد الكريم ابن حمزة قالا : أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني ، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا بندار ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن سلمة ، عن زيد بن وهب عن علي قال : مالي وما لهذا الحميت الأسود ؟ قال: ونا يحي بن محمد ، نا بندار ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة عن سلمة قال: سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي عليه السلام قال: مالي وما لهذا الحميت الأسود؟
4 – أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، نا أبو محمـد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أحمد بن زهير بن حرب ، نا عمرو بن مرزوق أنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل عن زيد قال : قال علي بن أبي طالب : مالي ولهذا الحميت الأسود ؟ يعني عبد الله ابن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر.
5- أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم أبن الخطاب ، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين بن إبراهيم الداراني ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال قالا : أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبدالله الذهلي ، نا أبو أحمد ابن عبدوس نا محمد بن عباد ، نا سفيان ، نا عبد الجبار بن العبـاس الهمـداني ، عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي الكندي قال :رأيت . عليا كرم الله وجهه وهو على المنبر وهو يقول من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله وعلى الرسول ـ يعني أبن السوداء ـ لولا أن لا يزال يخرج عليَّ عصابة تنعي عليَّ دمه كما ادعيت علي دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما .
6- أخبرنا أبو المظفر بن القشيرى ، أنا أبو سعـد الجنزروذى ، أنا أبوعمـرو ابن حمدان ، وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويـه ، أنا أبو يعـلى الموصلي ، نا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني , نا محمد أبن الحسـن الأسدى ، نا هارون بن صالح الهمداني ، عـن الحارث أبـن عبد الرحمن عـن أبي الجلاس ، قال : سمعـت عليا يقـول لعبد الله السبئي : ويلك والله ما أفضي إلي بشيء كتمه أحداً من الناس ، ولقـد سمعته يقول : أن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وإنك لا حدهم . قالا : وانا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا محمد أبن الحسـن ، زاد أبن المقرىء الأسدي بإسناده مثله .
7- أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار في كتابة ، وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السبخي بمرو ، عنه ، أنا أبو علي بن شاذان ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس أبو الأحوص عن مغيرة عن سماك قال : بلغ عليا أن ابن السواد ينتقض أبا بكر وعمر ، فدعا به ودعا بالسيف أو قال فهم بقتله فكلم فيه فقال : لايساكني ببلد أنا فيه ، قال : فسير إلى المدائن .
8 - أنبأنا أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم ، أنا أبو الفضائل محمد أبن أحمـد بن عبد الباقي بن طوق ، قال : قرىء على أبي القاسم عبيدالله ابن علي أبن عبيد الله الرقي ، نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد أبن أبى مسلم ، أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد ، أخبرني الغطافي ، عن رجاله ، عن الصادق عن آبائه الطاهرين عن جابر قال : لما بويع علي خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له : أنت دابة الأرض ، قال فقال له : اتق الله ، فقـال له : أنت الملك ، فقال له : اتق الله ، فقـال له : أنت خلقت الخلق ، وبسطت الرزق ، فأمر بقتلـه ، فاجتمعت الرافضـة فقالت : دعه وانفه إلى ساباط المدائن فإنك إن قتلته بالمدينة خرجت أصحابه علينا وشيعته ، فنفاه إلي ساباط المدائن فثم القرامطة والرافضة ، قال : ثم قامت إليه طائفة وهم السبئية وكانوا أحد عشر رجلا فقال أرجعوا فإني علي بن أبي طالب أبي مشهور وأمي مشهورة ، وانا أبن عم محمد صلي الله عليه وسلم فقالوا لا نرجع ، دع داعيك فأحرقهم بالنار ، وقبورهم في صحراء أحد عشر مشهورة فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم علينا : أنه إله ، واحتجوا بقول ابن عباس : " لا يعذب بالنار إلا خالقها " . قال ثعلب : وقد عذب بالنار قبل علي أبو بكر الصديق شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وذاك أنه رفع إليه رجل يقال له : الفجأة وقالوا إنه شتم النبي ـ صلي الله عليه وسلم بعد وفاته ، فأخرجه إلى الصحراء فأحرقه بالنار . قال فقال ابن عباس : قد عذب أبو بكر بالنار فاعبدوه أيضا
(انظر : تاريخ مدين دمشق للحافظ ابن عساكر الصفحات 124 / ب ، 125/ أ من أصل المخطوط ) .




ثانياً : التحقيق في المرويات .
قبل أن اعلق على إسناد هذه الروايات صحة أو ضعفا ، أو وكد أن هذه الروايات الثمان ليس في أحد من إسنادها ذكر لسيف بن عمر ، وهي تنتصب دليلا على أن أخبار " ابن سبأ " من الذيوع والانتشار بحيث لم تكن قصرا على سيف وحده ، وبالتالي يسقط ادعاء التشكيك أو الإنكار اعتمادا على هذا الأساس الواهي ، الذي تخالفه الحقائق العلمية .
أما أسانيد هذه المرويات فهي تتفاوت في الضعف أو القوة حسب رواتها.وإليك البيان :
أ - يبد ضعف الرواية الأولى لوجود محمد بن عثمان أبن أبي شيبة ، فقد ذكره الذهبي في الميزان ونقل أقوال من ضعفه من العلماء ، وأشار إلى طائفة وثقته واكتفى هو بالقول : كان بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة (ميزان الاعتدال 3/642 ) .
وقبله أفاض الخطيب في ترجمته وجمع أقوال من اتهموه بالكذب ، وإن كان الخطيب قد قال عنه : " كان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم ، وله تاريخ كبير " (تاريخ بغداد 3/42 ).
ولوجود مجالد ـ وهو ابن سعيد ـ جاء ذكره في الميزان ، ونقل الذهبي قول ابن معين فيه " لا يحتج به" وقول أحمد : " يرفع كثيراً مما لا يرفعه الناس ، ليس بشيء " ، كما نقل تضعيف الدارقطني ، ويحي ابن سعيد له، وقال هو عنه : مشهور صاحب حديث على لين فيه " (الميزان 3/438) .
ب - أما الرواية الثانية فتظهر علائم الصحة على إسنادها ، فأبو عبدالله يحي ابن الحسن هو البناء الحنبلي البغدادي شيخ ابن عساكر ، وصفه الذهبي بالشيخ الإمام ، الصادق ، العابد ، الخير المتبع الفقيه ، بقية المشايخ ، ثم نقل عن السمعاني قوله : سمعت الحافظ عبدالله الأندلسي يثني عليه ويمدحه ويطريه ويصفه بالعلم والتمييز والفضل وحسن الأخلاق وترك الفضول وعمارة المسجد وملازمته ما رأيت مثله في حنابلة بغداد ، ثم أعقب ذلك السمعاني بقوله : وكذا كل من سمعه كان يثني عليه ويمدحه ، توفي سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة (سير أعلام النبلاء 20/6) .
- وأبو الحسين الأبنوسي هو محمد بن أحمد البغـدادي ، قال الخطيب البغـدادي : كتبت عنه وكان سماعـة صحيحا ، ووثقـه الذهـبي ، وفاته سنه سبـع وخمسين وأربـع مائة ( 457 ) (تاريخ بغداد 1/356 ، سير أعلام النبلاء 18/85) .
- وأحمد بن عبيد بن الفضل هو أبن بيرى الواسطي ، قال عنه خميس الحوزى : كان ثقة ، صدوقا ، وقال الذهبي : المحدث المعمر الصدوق شيخ واسط، وفي انساب السمعاني : ثقة صدوق من أهـل واسط .وكانت وفاتـه قبل الأربعمائة في حـدود سنة تسعـين وثلاثمائة (390) (سؤالات السِّلفي/ 56 الأنساب 1 / 430 ، سير أعلام النبلاء 17/197) .
- وأبو نعيم هو بن خِصْية محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز كان عدلا مستقيما ، كما في سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزى عن جماعة من أهل واسط (ص 65) .
- وابن خزفة هو أبو الحسن علي بن محمد بن حسين بن خزفة الصيدلاني ، كان مكثراً صدوقاً ، كما في سؤالات السلفي ، وهو مسند واسط كما قال الذهبي ، وروى التاريخ الكبير لأحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن الحسين الزعفراني عنه . (سؤالات السلفي / 60 ، تذكرة الحفاظ 3/1049 ، وسير أعلام النبلاء 17/198) .
- ومحمد بن الحسين هو عبد الله الزعفراني الواسطي ، وقد وثقه الخطيب البغدادي ، وقال : كان عنده عن أبي خيثمة كتاب التاريخ (تاريخ بغداد 2/0240) .
- وأبن أبي خيثمة هو أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد نسائي الأصل ، كان ثقة عالما متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس ، كذا قال عنه الخطيب ، وذكره الدارقطني فقال : ثقة مأمون ، وأثنى الخطيب على كتابه في التاريخ فقال :وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته، وقال أيضاً : ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي صنفه أبن أبي خيثمة (المصدر السابق 4/162 ، وتذكرة الحافظ 2/ 596) .
قلت : ومن المحتمل أن يكون هذا الخبر المروي من هذا الكتاب النفيس .
- ومحمد بن عباد هو ابن الزبرقان أبو عبد الله المكي ، سكن بغداد وحدث بها ، وقد روى عنه البخاري ومسلم في الصحيحين (المصدر نفسه 2 / 374) . وبهذا يكون قد جاوز القنطرة كما يقال.
- وسفيان هو ابن عيينة الراوية المشهور ، قال ابن سعد : كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة ، وقال الشافعي : لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز ، وقال ابن المديني : سفيان إمام في الحديث ، وقال العجْلي : كوفي ثقة ثبت يعد من حكماء أصحاب الحديث (تهذيب التهذيب 4 / 117) .
- وعمار الدهني هو ابن معاوية ويقال ابن أبي معاوية ويقال ابن صالح ويقال ابن حبان ، أبو معاوية البجلي الكوفي ، وثقة أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي (المصدر السابق 7/406 )
- أما أبو الطفيل فهو عامر بن واثلة الليثي ، ولد عام واحد ، وروى عن النبي-صلي الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعلـي ومعـاذ بن جبل وحذيفـة وابن عباس وغيرهـم ، قال أبن عـدي : له صحبة وقـال مسلم : مـات أبو الطفيل سنة مائة وهو آخر من مات من الصحابة ، قال أبن سعـد :كان ثقـة في الحديث وكان متشيعاً (المصدر نفسه 5/82 ) .
- والمسيب بن نجبه الكوفي ترجم له ابن حجر في الإصابة ضمن " من كان في عهد النبي - صلى الله عليـه وسلم – ويمكنه أن يسمع منه ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقاً أو مميزاً " ثم قال ابن حجر : له إدراك ، وله رواية عن حذيفة وعلي ، ونقل عن العسكري قوله : روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا وليست له صحبـة . (الإصابة 10/30، وانظر: الكاشف للذهبي 3/146)
وقال أبن سعـد كان مع علي في مشاهدة ، وقتل مع التوابين في عين الوردة عـام خمسة وستين ( 65) . (الطبقات 6/216) .
ج - وكذا الرواية الثالثة تبد صحيحة الإسناد ، فأبو القاسم يحي بن بطريق الطرسوسي ثم الدمشقي شيخ أبن عساكر قال عنه : مستـور حافظ للقران سمـع أبا الحسين محمـد بن مكي وأبا بكر الخطيب ، توفي فـي رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مائة ( 534) وقال عنه الذهبي : المسند المقرىء (سير أعلام النبلاء 20/ 53) .
- وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي الدمشقي الحداد من مشيخة ابن عساكر قال عنه : كان شيخا ثقة مستورا سهلا ، قرأت عليه الكثير وتوفي في ذي القعدة سنة ست وعشرين وخمس مائه ( 526 ) وقال عنه الذهبي : الشيخ الثقة المسند ،وأشار إلى توثيقه ابن العماد الحنبلي (سير أعلام النبلاء 19/600 ، شذرات الذهب 4/78 ) .
- وأبو الحسين ابن مكي هو محمد بن مكي بن عثمان الأزدى المصري ، مسند مصر كما يقول الذهبي ، روى عنه أبو بكر الخطيب ، وابن ما كولا ، والفقيه نصر المقدسي ، وهبة الله بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة وأبو القاسم بن بطريق وغيرهم , وقد وثقه الكتابي وغيره ، وتوفي سنة (461).
(انظر: سير أعلام النبلاء 18/253 ، وتذكرة الحفاظ 3/1158 ، وشذرات الذهب 3/309) .
- والمؤمل بن أحمد الشيباني ، بغدادي ، سكن مصر وحدث بها وبها مات سنة إحدى وتسعين وثلاث مائـه (391) ، وقد وثقه الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 13/183 ) .
- ويحي بن محمد بن صاعد البغدادي ، أحـد الثقات المشهورين قال الدارقطني : ثقـة ثبت حافظ ، وقال الخطيب ، كان ابن صاعد ذا محل من العلم ولـه تصانيف في السنن والأحكام ، وعـده الذهبي مع الحفاظ الثقات ، وقال عنه : له كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره ، مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة (318) (تذكرة الحفاظ 2/776) .
- وبَُنْدار بضم الباء وفتحها وسكون النون – هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري ، أبو بكر ، ثقة حافظ ، روى عنه الجماعة ، وقال البخاري في صحيحه : كتب إلي بندار فذكر حديثاً مسنداً.
قال ابن حجر : ولولا شدة وثوقه ما حدث عنه بالمكاتبة مع أنه في الطبقة الرابعة من شيوخه ، وقد روى عنه البخاري مائـتي حديث وخمسـة أحاديث ، ومسلم أربعمائة وستين ( 460 ) توفي سنة اثنين وخمسين ومائتين ( 252 ) (التهذيب 9/70) .
- ومحمد بن جعفر هو الهذلي أبو عبد الله البصري المعروف بـ (غُنْدر) ، ثقة صحيح الكتاب ، قال ابن المبارك : إذا أختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم ، وقال العجلي : بصري ثقة وكان من أثبت الناس في حديث شعبة ، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة (193) ، وقيل أربع وتسعين ( 194) (التهذيب 4/338 ) .
- شعبة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي الأزدى مولاهم أبـو بسطام الواسطي ثم البصري ، الثقـة الحافظ المتقن ، قال الثوري : شعبة أمير المؤمنين في الحديث ، وقال أحمد : كان شعبة أمة وحدة في الرجال والحديث ، وقال ابن إدريس :ما جعلت بينك وبين الرجال مثل شعبـة وسفيان ، وقال ابن سعد:كان ثقـة مأموناً ثبتا حجة صاحب حديث . توفي سنة 160(التهذيب 4/155 ) .
- وسلمة هو ابن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحي الكوفي ، قال أحمد : سلمة متقن للحديث وقيس بن مسلم كذلك ما نبالي إذا أخذت عنهما ، وقال ابن المبارك : كان ركنا من الأركان وشد قبضته ، وقال أبو زرعه : ثقـة مأمون زكي ، وقال العجلي : كوفي تابعي ثقـة ثبت في الحديث ، وكـان فيـه تشيع قليـل وهو من ثقات الكوفيين ، مات سنة (121 ) هـ (التهذيب 4/155 ) .
- زيد بن وهب هو أبو سليمان الجهني الكوفي ، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وهو في الطريق ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب وابن مندة أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهاجر إليه فلم يدركه ، ثقـة جليل ، مات بعد الثمانين ، وقيل سنة ست وتسعين (96) ، وقد روى عن عمر وعثمان وعلي وأبي ذر وابن مسعود وحذيفة وأبي الدرداء وأبي موسى وغيرهم . وثقة ابن معين ، وابن سعد وابن خراش ، والعجلي ، وعن الأعمش : إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه (انظر : الاستيعاب ت بهامش الإصابة 4/73 ، والإصابة 4/90 ، والتهذيب 3/427 ).
- أما الرواية الواردة من طريق أبي الزعراء فهي بنفس سند ومتن الرواية قبلها عدا أبا الزعراء وهو خال سلمة بن كهيل ، واسمه عبد الله بن هانئ الكندي وقيل الأزدى ، قال ابن الأثير : له صحبة عداده في أهل مصر (أسد الغابة 6/ 122 ) وله ذكر في الاستيعاب (11/ 262 " هامش الإصابة "، والإصابة 11/145 )، وذكره ابن سعد في طبقة من روى عن علي -رضي الله عنه- من أهل الكوفة- فقال : روى عن علي وعبد الله بن مسعود وكان ثقة وله أحاديث (الطبقات 6 / 171) ، وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين ، كما ذكره ابن حبان في الثقات (تهذيب التهذيب 6/61) .
د - أما سند الرواية الرابعة فرواتها ثقات بدءً من خيثمة بن سليمان ومن فوقه فخيثمة هو أبو الحسن خيثمة بن سليمان ابن حيدرة ، الإمام الثقة المعمر ، محدث الشام ، وصاحب مصنف " فضائل الصحابة " ، قال أبو بكر الخطيب : خيثمة ثقة ثقة ، مات خيثمة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء 15/412، تذكرة الحافظ 3 / 858)
- وأحمد بن زهير بن حرب هو ابن أبي خيثمة الثقة الحافظ العالم المتقن ، وقد سبق الحديث عنه في سند الرواية الثانية فليراجع هناك .
- عمرو بن مرزوق أبو عثمان الباهلي مولاهم البصري ، حدث عنه البخاري في صحيحه مقرونا بأخر ، قال عنه يحي بن معين ثقة مأمون ، وقال أبو حاتم : كان ثقة من العباد لم نجد أحدا من أصحاب شعبة كان أحسن حديثاً منه، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث عن شعبة ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين ( 224) (الجرح والتعديل 6/ 413 ، سير أعلام النبلاء 10/ 417 ، تهذب التهذيب 8/ 99) .
- أما الرواة الثلاثة ـ شعبة ، سلمة بن كهيل ، زيد بن وهب ، فقد سبق الحديث عنهم وتوثيقهم في الرواية الثالثة بما يغني عن إعادته هنا .
وكذا من دونهم لم يجرحوا ، بل وثق أكثرهم ، وأقلهم هو مستور الحال ، فأبو محمد بن أبي نصر أسمه عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب التميمي الدمشقي الملقب بالشيخ العفيف قال أبو الوليد الدربندي : أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق وكان خيراً من ألف مثله إسناداً واتقانا وزهدا مع تقدمه ، وقال رشأ بن نظيف : قد شاهدت سادات فما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر كان قرة عين .
وقال الكتاني : توفي شيخنا ابن أبي نصر في جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة فلم أر جنازة كانت أعظم من جنازته كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويكبرون ويظهرون السنة .. قال : وكان ثقة مأمونا عدلا رضى (تاريخ دمشق لابن عساكر ـ النسخة المصورة 10/46 ، وسير أعلام النبلاء 17/366) .
- وأبو القاسم بن أبي العلاء علي بن محمد المصيصي ، الإمام الفقيه المفتي مسند دمشق . قال عنه الحافظ بن عساكر : كان فقيهـا فرضيا من أصحاب القاضي أبي الطيب ، مـات بدمشق سنة سبع وثمانين وأربع مائة (487)، وقال الذهبي : كان فقيها ثقة (العبر 3/319 ، سير أعلام النبلاء 19/12).
- وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، ترجم له أبن عساكر في تاريخ دمشق وقال : كان شيخاً مستورا ، مات سنة أربع وثلاثين وخمس مائة ( 534) (تاريخ دمشق 5/302 ، ومختصره لابن منظور 7/ 260) .
- وأبو محمد بن طاوس هو هبة الله بن أحمد البغدادي ثم الدمشقي ، شيخ السمعاني ، روى عنه ومدحه فقال : كان مقرئا فاضلا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث ، ومن مشيخة ابن عساكر ، وروى عنه السِّلفي ووثقه ، وقال الذهبي: كان ثقة متصوفا . مات سنة ست وثلاثين وخمس مائة ( 536) (الأنساب 2/143 ، سير أعلام النبلاء 20 / 98) .
هـ - أما سند الرواية الخامسة فيظهر أنه لا يصل إلى درجة الصحة لكنـة لا يقـل عن رتبة الحسن ، والحسن - كما هو معلوم - أحد مراتب الصحيح .
فأبو محمد الدراني شيخ لابن عساكر ، وقد قال عنه : لم يكن الحديث صنعته ، وقد روى كثيرا من سنن النسائي الكبير عن الاسفراييني ، كانت وفاته سنة ثمان وخمسين وخمس مائه ( 558) (سير أعلام النبلاء 20/348).
- وسهل بن بشر هو الاسفراييني الشيخ الإمام المحدث المتقن الرحال كما وصفه الذهبي ، وكان قد تتبع السنن الكبير للنسائي وحصله وسمعه بمصر ، قال عنه أبو بكر الحافظ كيس صدوق ، توفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ( 491) (سير أعلام النبلاء 19/ 162).
- وأبو الحسن علي بن منير الخلال ، شيخ صدوق ، لم يأخذ من الغرباء ، وكان ثقة فقيرا ، توفي سنة تسع وثلاثين وأربع مائة ( 439) (السير 17/619).
- والقاضي أبو الطاهر الذهلي ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد وقال : كان ثقة فاضلا ذكيا متقنا لما حدث به ، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة ( 367 ) (تاريخ بغداد 1 / 313) .
- وأبو أحمد بن عبدوس أسمه محمد بن عبدوس بن كامل السلمي ، وصفه الذهبي بالحافظ الثبت المأمون ، ونقل عن أبي الحسين ابن المنادى قوله : كان عبدوس من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث أكثر الناس عنه لثقته وضبطه ، وكان كالأخ لعبد الله بن أحمـد ابن حنبل ، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين ( 293) (تذكرة الحفاظ 2 / 683) .
- ومحمد بن عباد ، وسفيان -وهو ابن عيينة- سبق الحديث عنهم وتوثيقهم في الرواية الثانية ، وكذا سلمة بن كهيل سبق الحديث عن توثيقه في الروية الثالث - وكلهم من رجال التهذيب - وعبد الجبار الهمداني هو الشبامي ، صدوق يتشيع (تقريب التهذيب 1/ 465) .
وحجية بن عدي الكندي صدوق يخطئ كما في ( التقريب 1/155 ) (وقد وقع في بعض نسخ التقريب بن علي بدل عدي وهو تصحيف . انظر التهذيب 2/216).
و - أما الرواية السادسة ففي بعض رجال إسنادها مقال :
محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي هو الكوفي الملقب بالتل صدوق فيه لين كما في التقريب ، وفي الميزان نقل الذهبي تضعيف يحي بن معين والفسوي له ، وتعديل طائفة أخرى كأبي داود وابن عدي الذي قال : حدث عن محمد المقلب بالتل الثقات ولم أر بحديثه بأسا (انظر : تقريب التهذيب 2/154 ، ميزان الاعتدال 3/512) .
- وهارون بن صالح الهمداني عن أبي هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني عن أبي هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني ، وعنه محمد بن الحسن بن الزبير الأسدى ذكره ابن حبان في الثقات ، وفي الميزان : تفرد عنه محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي (تهذيب التهذيب 12/63 ، تقريب التهذيب 2/408) .
- وأبو الجلاس الكوفي غير منسوب ، عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أن بين يدي الساعة ثلاثا الحديث ، وعنه أبو هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني ـ كما جاء في التهذيب ـ وفي التقريب قال ابن حجر : أبو الجلاس الكوفي مجهول من الثالثة (تهذيب 12/63 ، تقريب التهذيب 2/408) .
- ومع ذلك فالرواية بسندها ساقها أبو يعلى الموصلي في مسنده ، عن أبي كريب محمد بن العلاء عن محمد بن الحسن الأسد ، عن هارون ابن صالح ، عن الحارث ، عن أبي الجلاس (مسند أبي يعلى 1/ 349) .
ثم ساق إسنادا آخر عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن محمد بن الحسن بإسناد مثله ( 1/350) .
ولعل هذا هو السند الآخر الذي أومأ إليه ابن عساكر في الرواية نفسها .
وهذا السند الآخر - عن ابن أبي شيبة - ذكره - قبل أبي يعلى - ابن أبي عاصم في كتابه السنة فقال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي حدثنا هارون بن صالح عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي الجلاس قال : سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي : ويلك ما أفضى إلي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشيء كتمته أحدا من الناس ، ولقد سمعته يقول : أن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وإنك أحد هم ( كتاب السنة 2/476) .
ومع أن الألباني ـ محقق كتاب السنة هذا ـ ضعف هذه الرواية لجهالة في أبي الجلاس وهارون بن صالح ، فقد ذكر أن أبا يعلى أخرجه من طريقين آخرين عن الأسدي به .
وفوق ذلك كله فقـد نقل " الهيثمي " الرواية في مجمعـه عن أبي الجلاس ثم قال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ( مجمع الزوائد 7/333) .
ز - وحين نأتي إلى الرواية السابعة نجد رجال إسنادها كالتالي :-
أبو بكر أحمد بن المظفر بن سوسن شيخ مقارب ( قال السخاوي : معناه وسط لا ينتهي إلى درجة السقوط ولا الجلالة وهو نوع مدح ، وقال ابن رشيد : أي ليس حديثه بشاذ ولا منكر . انظر : شرح الألفية ص158،163 ) (سير أعلام النبلاء 19/241) .
أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد لله السبخي الشيخ الإمام الحافظ محدث مرو وخطيبها وعالمها، شيخ السمعاني وابن عساكر ، قال عنه السمعاني : فقيه صالح عمّر حتى سمعنا منه الكثير (الأنساب للسمعاني 3/ 318 ، سير أعلام النبلاء 20/184) .
ـ أبو علي بن شاذان الحسن بن أبي بكر البغدادي ، قال عنه الخطيب : كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب ، ثم قال : سمعت الأزهري يقول : أبو علي بن شاذان من أوثق من برأ الله في الحديث ، وهو مسند العراق الإمام الفاضل الصدوق كما يقول الذهبي (تاريخ بغداد 7 / 279 ، سير أعلام النبلاء 17/415، تذكرة الحفاظ 3/ 175) .
- أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة الأدمي -نسبة إلى بيع الأدم- القارئ الشاهد صاحب الإلحان ، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأجهرهم ترجم له الخطيب ونقل روايته عن أبي علي بن شاذان وخلق ، وذكر الشطوي فيمن روى عنه ، وروى له حكايات ثم قال : قال محمـد بن أبي الفوارس سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (348) فيها مات محمد ابن جعفر الأدمي ، وكان قد خلط فيما حدث (تاريخ بغداد 2/ 147 ، الأنساب للسمعاني 1/ 101 ) .
- أحمد بن موسى الشطوى أبو جعفر البزار ، قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبى وهو صدوق ، ونقل الخطيب توثيق الدارقطني له ، وقال ابن المنادي :كان صالحا مقبولا عند الحكام ومن أهل القرآن والحديث ومات سنة سبع وسبعين ومائتين ( 277 ) (الجرح والتعديل 2/75 ، تاريخ بغداد 5/141 ) .
- أحمد بن عبدالله بن يونس اليربوعي الكوفي ثقة حافظ روى عنه البخاري ومسلم وغيرهم ، ومات سنة سبعة وعشرين ومائتين ( 227 ) (التهذيب 1/05، التقريب 1/19 ) .
- أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي الكوفي ثقة متقن ، مات سنة تسع وسبعين ومائة (التقريب 1 /342) .
- المغيرة بن مقسم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي ثقة متقن ، مات سنة ست وثلاثين ومائة (136) (التقريب 2 / 270) .
- سماك بن حرب بن أوس بن خالـد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة ، صدوق ، وروايته عن عكرمـة خاصة مضطربة ، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن ، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة ، وقال عنه ابن عدي : ولسماك حديث كثير مستقيم إن شاء الله وهو من كبار تابعي أهل الكوفة وأحاديثه حسان وهو صدوق لا بأس به (تهذيب التهذيب 4/232 ، 233 ، تقريب التهذيب 332) .
قلت : ومع ما قيل في سماك ومعرفته بأيام الناس ، ألا أنه لم يذكر له سماع من علي ، بل لعله لا يمكنه ذلك وبين وفاتهما ما يزيد على ثمانين سنه ( 80 ) ولهذا يبقى في الرواية انقطاع بين سماك وعلي رضي الله عنه .
ح - أما إسناد الرواية الأخيرة :
- أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم ، أمام فاضل ومحدث متقن ، كما قال الذهبي ، وثقة ابن ناصر ، وقال الصفدي : وكان صالحا زاهـدا عابدا أمينا صدوقـا ، توفي سنة ثلاث عشـرة وخمس مائه (513) (سير أعلام النبلاء 19/423 ، الوافي بالوفيات 3/ 169) .
- وأبو القاسم عبيد الله بن علي بن عبيـد الله الرَّقي ، سكن بغداد , وكان أحـد العلماء بالنحو والأدب واللغة عارفا بالفرائض وقسمة المواريث كتب عنه الخطيـب البغـدادي وقال عنه : كان صدوقا ، مات سنة خمسين وأربعمائة ( 450 ) (تاريخ بغداد 10/387 ، 388 ، الأنساب للسمعاني 3/ 84، 85) .
- أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرىء ترجمة الخطيب في تاريخه وقال : كان ثقة صادقاً دينا ورعاً ، ويقـول : سمعت الأزهري ذكره فقال : كان إماماً مـن الأئمة . مات سنة ست وأربعمائـة (406) .، ونقل صاحب الشذرات عن الذهبي أنه عاش ( 82) سنه . (تاريخ بغداد 10/380 ، شذرات الذهب 3/181) .
- أبو عمر محمد بن عبد الواحد لعله البغوي الزاهد ، المعروف بغلام ثعلب قال الخطيب : كان جماعة من أهل الأدب يطعنـون عليه ولا يوثقونـه في علم اللغة ، فأما الحديث فرأينـا جميـع شيوخنا يوثقونه فيـه ويصدقونـه ، وقال الذهبي وهو في عداد الشيوخ في الحديث لا الحفاظ ، وإنما ذكرته لسعة حفظـة للسان العرب وصدقه وعلو إسناده مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ( 345 ) (تاريخ بغداد 2/356 ، سير أعلام النبلاء 15/ 508) .
والغطافي لم أعثر له على ترجمة ، ولعلى الاسم تصحف في الأصول المخطوطة فحال دون ضبطه ومعرفته بدقة والله أعلم .

ثالثاً : سيف بن عمر .. مشجب !!
لقد كان سيف بن عمر التميمي - يرحمه الله - مشجباً - علق علية السابقون واللاحقون مسألة إنكار ابن سبأ ، بل زاد بعضهم ، وحمله اختلاق عدد من الصحابة ، ليس (القعقاع بن عمرو رضي الله عنه ) إلا واحداً من هؤلاء ، فقد ألف ( السيد مرتضي العسكري )
- وهو رافضي المذهب والهوى - كتاباً بعنوان ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) والكتاب مؤلف قبل ما يزيد على ( عقدين ) من الزمن ؟! ويعتمد مؤلفه اتهام (سيف ) باختلاق هذه الشخصيات وأحداثها ، ليس في هذا الكتاب فحسب بل وفي كتابين قبلة أحدهما بعنوان : ( عبد الله بن سبأ بحث حول ما كتبه المؤرخون والمستشرقون ابتداء من القرن الثاني الهجري ، ط النجف 1375هـ / 1956م)
ـ والأخر بعنوان : ( عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ، ط - دار الغدير ، بيروت ، طهرن / 1392هـ / 1972م) ثم جاء ( حسن المالكي ) يجدد ما أندثر من هذه الأفكار ، ولا يخرج عن إطارها ويحمل حملة شعواء ظالمة على سيف بن عمر، وهذه شواهدها وما يناقضها .
أ - يقول المالكي : " ورغم أن الطبري لم يورد في تاريخه أقوالاً في الجرح والتعديل إلا في النادر ، ولم يجرح الضعفاء الذين يروي عنهم إلا أنه صرح بضعف سيف بن عمر ، فذكر مخالفة سيف للإجماع في أكثر من موضع ، مع أن الطبري لم يذكر هذا عن رواة آخرين ضعفاء كأبي مخنف والواقدي فيعد الطبري من مضعفي سيف بن عمر " ( ص 53 نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ) . فهل يصح هذا القول ؟
أولاً : لم يبين لنا ( المالكي ) مواطن تضعيف الطبري لسيف حتى نشاركه الحكم أو عدمه .
ثانياً : ليس صحيحاً أن الطبري لم يصرح بضعف ( أبي مخنف ) بل تجاوز بعض مروياته ولم يستسغها . وقال " فذكر - أبو مخنف - مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعه العامة " ( تاريخ الطبري 4/557 ) .
ثالثاً : وليس صحيحاً كذلك أن الطبري لم يُصرح بضعف (الواقدي) بل قال عنه ما نصه :
" وأما الواقدي فإنه ذكر في سبب مسير المصريين إلى عثمان ونزولهم ذا خشب أموراً كثيرة ، منها ما تقدم ذكريه ، ومنها ما أعرضت عن ذكره كراهة مني لبشاعته "( تاريخ الطبري 4/ 356 ) .
فهل فاتت هذه النصوص على ( المالكي ) وهو الذي ذكر أنه قرأ المجلدين الثالث والرابع لتاريخ الطبري ( نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ص 45 ) أم تناساها أم يفهمها بغير فهمنا إياها ؟
ب – وحيث يقـرن ( المالكي )بين (سيف) و ( أبي مخنف ) يقول عن الأول الوضاع المتهـم بالزندقة !! ، ويكتفي بالقول عن ( أبي مخنف ) الشيعي ؟ ( المرجع السابق ص 33) .
ج - يطلق ( المالكي ) عبارات مرجفة يستبعد فيها توثيق ( سيف ) ولو بحث الباحثون عشرات السنين ، فإذا أحس أن عبارة ( ابن حجر ) رحمة الله في سيف ( عمدة في التاريخ ) ستحرجه خرجها تخريجاً يتفق وهواه وفهمه ( وسيأتي البيان )
أما عبارة ( الذهبي ) في سيف (كان إخبارياً عارفاً ) فهي تزيد من حملته ، ولذا تراه أحياناً يتغافلها ، وأحياناً أخرى يفسرها كما فسر عبارة ابن حجر ، وبكل حال فهو يعتبر هاتين التزكيتين من هذين العلمين في الجرح والتعديل ( متوهمة وليست صريحة ) ( انظر ص 55، 60، 84 من الكتاب السابق ).
د - يجزم ( المالكي ) بالقول : " ويعد الحافظ ( ابن حجر ) المتساهل الوحيد في الإكثار من روايات سيف مع حكمه عليه بالضعف : " ( ص 55) ( وسأبين ما يناقضه ).
هـ-ويتهم ( المالكي ) ( سيفاً ) باختلاق الرواة ، بل واختلاق الشخصيات الكبيرة المشهورة ، على الرغم من اعترافه بصحة سند بعض المرويات التي رواها سيف ( ص 62، 63 )
و - وتظل تهم ( المالكي ) تلاحق ( سيفاً ) دون أن يجد له فيها عذراً ، أما الرواة الآخرون فإن وجد في رواياتهم ( مجهولون ) فهي قله نادرة بينما الجهالة في أسانيد سيف سمة ظاهرة ( ص 68) وسيتضح لك بعد الفرق بين ( سيف) و ( أبي مخنف ) على سبيل المثال في الرواية عن المجهولين .
ز- وأعظم من ذلك أن يوهم ( المالكي ) قارئي كتابة أن مرويات ( أبي مخنف) تسير في إطار الروايات الصحيحة ! التي تخالفها روايات سيف ( ص69).
ح – ويتناقض (المالكي)حين يعقد لـ (سيف) عنواناً :( طعنة في كبار الصحابة والتابعين )
( ص70 ) ثم تراه يعترف بدفاعه عن الصحابة ، وإن كان يسوقها مساقاً خاصاً ، فأهل الحديث لم يغتروا به ، لعلمهم إنها كذب ؟ ! ( ص73) أهكذا تكون المنهجية أم بهذا التلاعب ينقذ التاريخ الإسلامي ؟!
ط – وأخيراً ( المالكي ) في حلقته الثالثة عن ( القعقاع بن عمرو حقيقة أم أسطورة ) المنشورة في جريدة الرياض يفصح عما في نفسه صراحة حين يفضل ( أبا مخنف ) على (سيف) ويقولها صراحة وهو يتحدث عن (أبي مخنف) و(المسعودي)" لكن هؤلاء كلهم فوق سيف بن عمر ؟!
فهل الأمر كما صورة المالكي ؟
تعالوا بنا لنوازن بين الرجلين ( سيف ) و ( أبي مخنف ) ونقرأ بتمعن كلام علماء الجرح والتعديل ، وننظر ما قاله المؤرخون المعتمدون في ( الأخباريين) وبين هذا وذاك نقف على تعليلات ( المالكي ) وتوهيمـه ( للعلماء ) حين يخالفون مساره في ( سيف ) .
1- سيف بن عمر
لا يستطيع منصف أن ينكر الضعف المنسوب إلى سيف عند علماء الجرح والتعديل ، ولكن من الإنصاف لسيف ، كراوية في التاريخ _ أن يقال :
أ‌- تهمة الزندقة التي اتهم بها دافع عنها " ابن حجر " حين قال : " أفحش ابن حبان القول فيه " ( تقريب التهذيب 1/344) .
ومن الأمانة العلمية أن تذكر هذه المدافعة بازاء التهمة !! ولم أر ( المالكي ) توقف عندها .
ب‌- فرق العلماء قديماً وحديثاً بينا الشروط المطلوبة لراو يروى في الحلال والحرام وآخر يروى في الأخبار والسير وفضائل الأعمال ، وقال الخطيب البغدادي " باب التشدد في أحاديث الأحكام والتجاوز في فضائل الأعمال " ثم روى بسنده إلى الإمام احمد بن حنبل -يرحمه الله- أنه قال : إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد ، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد"(الكفاية في علم الرواية ص212-223).
وتحدث المعاصرون عن ضرورة المرونة في تطبيق قواعد المحدثين في نطاق التاريخ الإسلامي ( د . أكرم العمرى : السيرة النبوية الصحيحة 1/45 ) .
يتبع=====

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 05:59 AM
ملحوظات أخرى في الكتاب :
وفوق ما سبق عرضه من آراء وملحوظات ، وتحقيق، فثمة ملحوظات أخرى أسجل ما (تيسر) منها ، وفي جزء يسير من الكتاب.
1 - يحذّر المالكي من كتابات من يحملون همّ (التاريخ الإسلامي) ويعتبرها أخطر من كتابات (المستغربين) و(أهل الأهواء) لأن هذه الأخيرة - كما يقول لا تخفى على القارئ اللبيب! ثم يضيف المالكي ( في الهامش ) قوله : " الغريب أنني وجدت في كتب ( طه حسين ) من ( الإنصاف ) أكثر مما وجدته في كتب بعض من يدعون أنهم يحملون هم (التاريخ الإسلامي) ..!! (ص36، من الإنقاذ) .
وأنا هنا أتساءل لماذا طه حسين بالذات ؟ ألأنه (شكك) في التاريخ الإسلامي و(أنكر) ما لم ينكره غيره ، وكتاباته في (السيرة) و(تاريخ الخلفاء) وغيرها لا تخفى وهل يعلم (المالكي) تشكيك طه حسين (المنصف في نظره) في تاريخ الشيخين (أبي بكر وعمر) رضي الله عنهما ، حين يقول : " وأنا بعد ذلك أشك أعظم الشك فيما روي عن هذه الأحداث ، وأكاد أقطع بأن ما كتب القدماء من تاريخ هذين الإمامين العظيمين ، ومن تاريخ العصر القصير الذي وليا فيه أمور المسلمين أشبه بـ( القصص ) منه بتسجيل (حقائق ) الأحداث التي كانت في أيامها ... " ؟!
هذا ما سطره ( طه حسين ) في مقدمة كتابه ( الشيخان ) فهل يروق ذلك للمالكي ؟!
أم تراه يروق له قوله عن معاوية رضي الله عنه : " وقد ضاق معاوية برجل عظيم الخطر من أصحاب النبي  هو أبو ذر .. ولم يستطع أن ( يبطش ) به لمكانه من رضى رسول الله  ، وإيثاره إياه ولسابقته في الإسلام ، ولم يستطع أن يفتنه عن دينه بالمال" . (الفتنة الكبرى 2/57) .
وأين الإنصاف عند ( طه حسين ) وهو يقول عن ( عمرو بن العاص) رضي الله عنه : " كان يكره بيعة علي لأنه لا ينتظر من هذه البيعة منفعة أو ولاية أو مشاركة في الحكم ، ولهذا انضم إلى معاوية ، وكان ابنه عبد الله يرى أن أباه قد باع دينه بثمن قليل ... " !!
أم يرى المالكي ( إنصاف )طه حسين في شدته على بني أمية ، سواء من الصحابة أو من التابعين ؟
وماذا هو قائل عن منهجه في أحداث الفتنة حين يقول : " وأنا أريد أن أنظر إلى هذه القضية نظرة خاصة مجردة ، لا تصدر عن عاطفة ولا هوى ، ولا تتأثر بالإيمان ولا بالدين، وإنما هي نظرة المؤرخ الذي يجرد نفسه تجريداً كاملاً من النزعات والعواطف والأهواء مهما تختلف مظاهرها ومصادرها وغاياتها " ( الفتنة الكبرى 1/5) .
أم يراه منصفاً حين يقول عن عبد الله بن سبأ : إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء .. إنما كان متكلفاً منحولاً ، قد اخترع بآخرة ... أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصراً يهودياً إمعاناً في الكيد لهم والنيل منهم .."؟! (الفتنة الكبرى 2/90-91) .
اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الهراء ، وإن اعتبر المالكي ( صاحبه ) منصفاً ؟! ولا يتسع المقام لأكثر من هذا وإذا تسللت مثل هذه الأفكار (لطه حسين) واعتبر بها أو بمثلها (أكثر إنصافاً ) من المؤرخين الإسلاميين عند طبقة ( المنقِذين !!) بطلت الدعوى بعدم تأثيرها في ( المُنقَذين ) ولله في خلقه شؤون ؟!!
2 - يقلل ( المالكي ) من كتاب ( العواصم من القواصم ) لابن العربي من وراء وراء، فهو يبدأ بالتشهير بتعليقات ( محب الدين الخطيب) على الكتاب ، ويقول : إن الجهلة من المؤرخين قلدوها وأصبحوا بها يعارضون الأحاديث الصحيحة والروايات الثابتة ؟! (ص35) .
ثم لا يتمالك نفسه حتى يصل إلى ( ابن العربي ) نفسه ، وكتابه ، الذي يعده من الكتب المفتقدة للتحقيق العلمي المتشدقة بمنهج أهل الحديث، وإنها تجمع بين نقيضين وفيها تحريف للحقائق أو الاستدلال بالصحيح أو الكذب الصراح المجرد أحياناً (ص35، 36) .
3 - ولم يسلم ابن تيمية من (لمز) المالكي ، وإن جاءت بعبارات ومقدمات (ذكيّة) حين يقول : " ... فكيف تقنع المتعصب ضده بما في مؤلفاته من خير كثير، وكيف تقنع المتعصب له بالأخطاء الظاهرة الموجودة في كتبه ... " (ص36، الهامش).
أما كتبه فيختار منها ( منهاج السنة في نقض كلام الشيعة والقدرية ) ليضعه (قبل) ضمن قائمة الكتب المفتقدة للتحقيق العلمي المتشدقة بمنهج أهل الحديث، والتي يقلدها المؤرخون بلا محاكمة للنصوص ثم يحذف ذكره في الكتاب مؤجلاً الحكم النهائي بعد دراسة الكتاب دراسة مستفيضة .. (ص35، الهامش).
ومع اعتقادنا بعدم العصمة لأحد ( سوى الأنبياء عليهم السلام ) فمن حقنا أن نسأل (المالكي) وهو الذي أصدر هذه الآراء بعد دراسة استمرت أربع سنوات - كما ذكر حين أصدر حكمه - من قبل على منهاج السنة - مثلاً - ألم يكن بعد الدراسة فلماذا حذفه في الكتاب؟ وإن كان لم يستوف البحث فكيف أعلن رأيه قبل استكمال بحثه؟! أم أن حذفه خشية الإثارة ، ولئن الكتاب يعالج موضوعاً لا يخفى؟! هذا نموذج صارخ للعلمية والمنهجية المالكية !! والله المستعان ، وأرجو ألا يسارع المالكي بتصنيف من يدافع عن ابن تيمية بالتعصب له ؟!
أما كتاب ابن العربي ( العواصم من القواصم ) فعلى الرغم مما فيه من ملحوظات ، لا يسلم منها عمل البشر، فيكفيه فخراً ( مدافعته عن صحابة رسول الله  ) وهذه لا ترضي ( العوام ) كما يفهم الآخرون ، بل هي ضمن معتقد أهل السنة والجماعة وقد اعتُبر قديماً وحديثاً سبّ صحابة رسول الله  زندقة ، كما قال أبو زرعة الرازي يرحمه الله : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله  فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول  عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله  ، وإنما أرادوا أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة "( الكفاية في علم الرواية ، للخطيب البغدادي ص97) .
ويقول إمام السنة الإمام أحمد بن حنبل يرحمه الله : " ومن الحجة الواضحة البينة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله  كلهم أجمعين ، والكف عن ذكر مساويهم، والخلاف الذي شجر بينهم ، فمن سب أصحاب رسول الله  أو أحداً منهم أو تنقصه أو طعن عليهم أو عرّض بعيبهم أو عاب أحداً منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ، بل حبهم سنة ، والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة ، والأخذ بآثارهم فضيلة ... " ( رسالة السنة للإمام أحمد ص78) .
وأنا هنا أحذر ( المالكي ) من سب أحدٍ من أصحاب رسول الله ، وأذكره بأن التعريض بالكتب المدافعة عنهم كـ(العوام) والكاشفة لقدح القادحين فيهم كـ(منهاج السنة) هو طريق إلى النيل منهم، ولو جاء باسم البحث العلمي والتحقيق، ولو قدم له بالاستفادة من أخطاء سلفنا السابقين ؟ (ص78) ، كما أذكره - وغيره - بأن من يعرض لهؤلاء الأصحاب بالنقيصة والطعن - ولو من وراء وراء - فسيكشفه الله ويفضحه في عقر داره ، وإذا جرى قدر الله بوجود من يدافع عن هؤلاء في كل زمان ومكان ، فدفاع الله عنهم أقوى وأمضى (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور )) (الحج : 38).
4 - و " ابن سبأ " شخصية تاريخية وحقيقة ثابتة ، يتضافر على ذكرها الرواة والمرويات، ويتفق على وجودها ( السنة ) و ( الشيعة ) ولكنها محل (شك) أو (إنكار) عند المالكي ، فهو يعجب بالدراسات التي انتهت إلى اعتبار (ابن سبأ) أسطورة (ص58) ، ويصف ( ابن سبأ ) باليهودي النكرة !! (ص71) .
بل يذهب ( المالكي ) أبعد من هذا وهو يحاول - دون دليل - إنكار صلة عقائد (الشيعة) بابن سبأ ، من خلال إنكاره واستبعاده نشر (ابن سبأ) فكرة (الوصية) (ص79).
وهذه مغالطة علمية ، وإنكار لما لم ينكره (الشيعة) أنفسهم فضلاً عن كلام أهل السنة ، وهاك البرهان فالشيعي سعد بن عبد الله القمّي (ت229 أو 01هـ) يعتبر (ابن سبأ) أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته ... " (المقالات والفرق ص10-21) ، وأقدم كتاب عند الشيعة معتمد في علم الرجال ، هو : رجال الكشي ، للكشي (من أهل القرن الرابع الهجري ) .
وقد جاء في الكتاب ما نصه : " إن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى (بالغلو) فقال في إسلامه بعد وفاة الرسول  في علي مثل ذلك ، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم ، من هنا قال من خالف الشيعة أن أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية " (الكشي ص108، 109).
وللمزيد حول هذه النقطة يمكن الرجوع لما كتبه الدكتور ناصر القفاري في كتابيه (القيمين ) :
(1) - أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ( 2/654 وما بعدها ) .
(2) - مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ( 1/136-138 ) .
أفيكون ( المالكي ) أكثر ( دفاعاً ) عن أصول ومعتقدات الشيعة من الشيعة المتقدمين أنفسهم ؟ ذلك أمر خطير وهو لافت للنظر ، وكذلك ينقذ التاريخ عند غير أهل الاختصاص ؟!
5 - ورد في كتاب (المالكي) ( نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) أكثر من مرة، الحديث عن (الشيعة) بمثل هذه العبارات : " فنحن في هذا العصر خاصة مغرمون بالرد على المذهب الشيعي!! وبالتالي قبول كل ما يخالفه وإن كان باطلاً ، ورد كل ما يوافقه وإن كان حقاً ... " (ص72) .
ويقول في ص77 : " أما بين الخاصة فلم تنتشر روايات سيف على مدى قرن ونصف القرن من موته (180) فكان أول من أشهرها - كما أشهر غيرها- هو الطبري (310هـ) وكانت روايات سيف قبل ذلك خاملة جداً ، فاحتاجها الناس بعد الطبري للرد على الشيعة !!" .
ولبروز هذه الظاهرة في الكتاب - لمن تأمل - فتراه يعرضها على استحياء وتخوف ولربما خشي (التهمة) بسببها ؟ ( انظر ص42، 267) ، فلماذا هذه المدافعة - وأكثر من مرة في الكتاب - ؟ أدع الإجابة للمالكي!
6 - وحين يشن ( المالكي ) حملته ، على ( بعض المؤرخين الإسلاميين) ويعيب مناهجهم ، ويستنكر نتائج أبحاثهم ، تراه (يقبل) و(يثني) على كتب ودراسات معينة، ويعتبرها من أروع الدراسات : وهما : 1 - دراسة الدكتور عبدالعزيز الهلابي عن: عبد الله بن سبأ . 2 - دراسة للسيد مرتضى العسكري (عن ابن سبأ كذلك) (انظر ص57، 58) .
وهاتان الدراستان أبرز نتائجهما : إنكار " عبد الله بن سبأ " واعتباره شخصية (وهمية) (أسطورية) - وقد سبق مناقشة هذه الآراء وتفنيدها بما يغني عن إعادته هنا.
ولكن الملاحظة اللافتة للنظر في كتاب المالكي (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) هو (توهيم) القارئ ( أسبقية) كتابه (الهلابي ) على كتابة (العسكري) ، فهو بعد أن يقدم الحديث عن دراسة (الهلابي) يقول ما نصه : "هناك دراسة أخرى للسيد مرتضى العسكري ورغم ميوله العقدية فإنه قد توصل للنتائج نفسها التي توصل إليها لدكتور الهلابي... " ؟ (ص58) .
أما الهلابي فحين ابتدأ الحديث عنه قال : " وقد توصل إلى نتائج تتفق مع أحكام أهل الحديث المضعفة لسيف بن عمر... " (ص57) .
ترى ( أيجهل ) المالكي ، أن دراسة ( العسكري ) سابقة لدراسة الهلابي بما لا يقل عن خمسة عشر عاماً ، إذ طبع كتاب العسكري ( عبد بن سبأ وأساطير أخرى) طبعته الأولى عام 1392هـ/1972م ، بينما نشر الهلابي دراسته في حولية آداب الكويت عام 1407/1408هـ - 1986/1987م ؟ فتلك معلومة ينبغي أن يصحح (إنقاذه) منها ؟ ولا ينبغي له أن يجهل الآخرين ويزدري نتائجهم.
أم أنه ( عالم ) بذلك ، ولحاجة في نفسه ( أوهم ) بتقديم رسالة الدكتور الهلابي ( السني ) على دراسة العسكري (الشيعي) ؟! وعلى أية حال فمن ( حق ) المالكي علينا أن (نحتاط) له بعض الشيء ، في نتائج هاتين الدراستين، فمع اعترافه أنه تأكد من نتائج هاتين الدراستين برجوعه للمصادر في سبيل دفاعه عن مجرد نقل بعض نتائجهما ، إلا أنه يقول : " وخالفتهما في بعض النتائج التي لم أعلن عنها " (ص81، 82) فهل (يتحفنا) عاجلاً بهذه المخالفات ، وهل يكون من بينها - وهي أهمها - عدم موافقتهما لإنكار ابن سبأ والقول بأسطوريته ؟ نرجو ذلك .
6 - وبشكل عام يلفت النظر في كتاب المالكي اختياره لـ ( نوعية ) من الكتب لتكون محلاً للدراسة ، وتركيزه بالنقد على رسائل تجمع مواصفات لا تكاد تخرج عن منهج أهل السنة والجماعة ، وأظن أن مطالعة ( عنواناتها ) في فهرس الكتاب كافية للكشف عن هويتها ، ومنها على سبيل المثال :
1 - خلافة علي بن أبي طالب / عبد الحميد فقيهي .
2 - الإمامة العظمى / عبد الله الدميجي .
3 - صحابة رسول الله / عيادة الكبيسي .
4 - عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام / حسن الشيخ .
5 - أثر التشيع على الرواية التاريخية / عبد العزيز نور ولي .
6 - تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة / محمد آمحزون.
ولا يعني ذلك - بكل حال - تزكيتها من كل خطأ ، ولا عصمة مؤلفيها ولكن (النقد البناء) و(أدب الحوار والخلاف) شيء ، ونسف البنيان من أساسه ، وتجهيل من بناه واتهام من شارك فيه ، بالضحك على الآخرين تارة ، والكذب أخرى ، وتلفيق الروايات ثالثة ، واعتبار هذه الكتب مجمعات هزيلة للروايات الضعيفة المتناقضة والتخيلات العقلية المتضاربة (ص38) .
كل ذلك وأمثاله من التّهم والجرأة في إصدار الأحكام شيء آخر يخالف الأمانة العلمية والمنهج الحق الذي طالما دعا إليه المالكي ، غفر الله لنا وله .
ويحق للقاريء ( المتمعن ) أن يسأل عن ( سر ) التركيز ( بالنقد ) على هذه الرسائل بالذات ، ( وقواسمها المشتركة : أ - الدفاع عن الصحابة بشكل عام والتحقيق في مواقفهم في الفتنة . ب- الكشف عن مرويات الشيعة وأثرها في التاريخ) وأملي أن يطلع القارئ الكريم على هذه ( الكتب المطبوعة ) محل نقد (المالكي) ليعلم ما فيها من خير ، وليطلع على الحقيقة بنفسه ، وليهدي لأصحابها ما يراه من ملحوظات عليها .
7 - كما يلفت النظر - في كتابة المالكي - أن عين القارئ لا تكاد تخطئ في كتابته ( الشحن النفسي ) و ( التوتر العصبي ) و ( الحدة في النقد ) و(التهجم) حيناً، و(السخرية) حيناً آخر ، ولم تسلم مناهج الجامعات ، لا تقدير ولا احترام (للمتخصصين، والتخصصات ) وكل ذلك مقابل تزكية الذات ؟! فهل يسوغ ذلك شرعاً أم عقلاً يا حسن ؟! والله يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهم ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)) (الحجرات :11) .
وهذه نماذج من ( تهم ) و(حِدَّه ) و ( تجهيل ) الآخرين عند (المالكي).
يقول في (ص19 من كتابه ) : " ... بينما الحق والواقع يقرران أن هذه المؤلفات ( للمؤرخين الإسلاميين ) يتمش الزور في مناكبها ، والباطل في جوانبها، لا ترفع حجاباً من باطل ، ولا تملك إقناعاً لسائل ... " ، ويقول في (ص34) " بل أكاد أجزم أن أكثر المؤرخين الإسلاميين - دعك من غيرهم - أجهل من أن يتجرأوا على تحقيق إسناد واحد من أسانيد الطبري، أو خليفة بن خياط مثلاً .. إلى أن يقول " ألا يدل هذا على غبش في الرؤية ، وتلوث في الفكر ، واختلال في الموازين ، وجهل مركب مزدوج ؟! " ص34 ، ويقول في ص38 : " إن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي ليس معناها أن نضع كذباً " محبوباً مكان الحقائق المكروهة ... وإنما الواجب هو تسجيل ما صح من التاريخ ونبذ الضعيف والموضوع ، وما أبعد أكثر المؤرخين عن هذا الواجب في التطبيق ، فهم لا يقتربون من التحقيق العلمي ولا يكادون ، وما مؤلفاتهم إلا مجمعات هزيلة للروايات الضعيفة المتناقضة والتخيلات العقلية المتضاربة ... " ، ويقول في الصفحة نفسها : " أوجه ندائي إلى المتحدثين أن ينقذوا منهجهم من تحقيقات ، بل (تلفيقات) المؤرخين الإسلاميين خاصة لأنهم أكثر الناس تشدقاً بمنهج المحدثين !! .. " .
أدع هذه ( التهم ) و ( المجازفات ) دون تعليق ، فهي معبرة عن المستوى المتقدم في الكتابة العلمية المنقذة ؟ وهي نموذج لأدب الحوار ، وأسس النقد ، ارتضاه (المالكي) لنفسه، وعبّر به عن الآخرين ، وشمل به أكثرية المؤرخين ؟!
لكنني أتساءل : لماذا كل هذا ؟ وأنا أعلم أنه ليس بيني وبين الأخ (حسن) شيء شخصي وأتوقع بقية أصحاب الكتب كذلك، وإذا لم يكن شيء من هذا ، فما الدافع لهذا الأسلوب ... أيريد مزيداً من الإقناع ، فالحجة وحدها كافية ، وإذا خدمت بالأسلوب المناسب والكلمة الطيبة كانت الاستجابة إليها أسرع ؟! أم هي نوع من ( الإسقاط ) و ( توجيه ) أراء الآخرين ، فليس ذلك سبيل العلماء ، في بيان الحق وكشف الباطل ، أم تراه ( يُغيضه ) شيء معين ( تجمع عليه هذه الرسائل ، وتكشفه ) فينبغي أن يكون صريحاً في آرائه ، شجاعاً في وجهة نظره !
8 - وأراك - يا حسن - ( تدندن ) كثيرا حول ( علي ) رضي الله عنه، و(بيعته) أفتراك ( المحب ) الأوحد ، أم يخيل إليك أنك ( المدافع ) الأمثل لعلي رضي الله عنه وأرضاه؟! إن ( أبا الحسن ) رضي الله عنه وعن ابنيه ( سبطي ) رسول الله  ، في قلوبنا جميعاً معاشر المسلمين - إلا من في قلبه مرض - ولا نرتاب في ( فضله ) ولا في (بيعته) ولكن هل تعلم أن (محنة) علي رضي الله عنه ببعض من يزعمون حبه (ويغالون) فيه (عظيمة) وأول من يتبرأ منهم (علي) نفسه وهو القائل: " لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حدّ المفتري " ، قال ابن تيمية يرحمه الله : " وقد روي ذلك عن علي بأسانيد جيدة " (الفتاوى 28/475).
وهل يصح القول منك "ولكن علياً لا بواكي له !!" ص41.
وهذا الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول : وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الفتح 7/74) ، وعن احمد وإسماعيل القاضي والنسائي والنيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي (الفتح 7/71) ، ومع ذلك فلا ينبغي أن يغيب عن بالك كثرة الكذب على (علي) رضي الله عنه من قبل طائفة (غلت) فيه، وهم الذين عناهم ابن سيرين بقوله " إن عامة ما يُروى عن علي الكذب" (صحيح البخاري مع الفتح 7/71 ، وانظر : الفتح 7/73) .
9 - وأراك - يا حسن - تُعرّض بسياسة عثمان رضي الله عنه ومعارضة الصحابة له مشيراً إلى " أن الصحابة الذين كانوا يعارضون سياسة عثمان قد ندموا ولم يكونوا يرون قتله ... " ص198 ، وفي سبيل ( دفاعك ) عن ( الأشتر النخعي ) أحد مناصري علي بن أبي طالب رضي الله عنه - كما تقول - (ص197) ، قطعت بأن عدداً من الصحابة (اخرجوا) مع الثائرين فقلت : " وقد خرج مع الثائرين من هو أفضل من الأشتر ، كعبدالرحمن بن عديس البلوي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي وهما من الصحابة (المهاجرين) ، بل كان معهم بعض (البدريين) كجبلة بن عمرو الساعدي... " (ص198) ، وليتك أنصفت ، وأخرجت ( القارئ ) المبتدئ ، من هذه الفتنة فقلت : كما قال ابن عساكر - يرحمه الله - ونقله عنه ابن كثير يرحمه الله : " إن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله ، تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه ، وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم إلا محمد بن أبي بكر... " .
( تاريخ دمشق (ترجمة عثمان رضي الله عنه ) ص503-505، البداية والنهاية 7/202 ، 203) .
وكما قال ابن تيمية يرحمه الله - وهو يدفع مزاعم الرافضي - " ومعلوم بالتواتر أن الأمصار لم يشهدوا قتله ... ولا أحد من السابقين الأولين دخل في قتله ... " (منهاج السنة 8/313) ، وقبلهما قال الحسن البصري - يرحمه الله - وقد سئل : أكان فيمن قتل عثمان أحدٌ من المهاجرين والأنصار ؟ قال : " كانوا أعلاجاً من أهل مصر " (تاريخ بن خياط ص176) ، وفي طبقات ( ابن سعد ) كان - قتلة عثمان - رضي الله عنه : حثالة الناس، ومتفقون على الشر (3/71) . أفلا ترى أن هذه النصوص تدفع (ظناً) قد يتسرب إلى ذهن قارئ باشتراك الصحابة في دم عثمان ، أفلا يستحق الخليفة الثالث منك مدافعة كتلك التي استحقها الخليفة الرابع رضي الله عنهما ؟
10 - ويؤخذ على المالكي تعامله مع المصادر التي رجع إليها بنوع من (الاختيار) لما يريد ، والإسقاط (أو التغافل ) لما لا يريد ، وإذا سبق نموذج (الطبري) ورصده لتضعيف (سيف) وإهماله لتضعيف (أبي مخنف ، والواقدي) ، فثمة نموذج آخر في كتاب ( السنة ) لابن أبي عاصم ت287هـ ، فقد اطلع عليه المالكي ، ونقل منه نصوصاً في ( إثبات تهمة بني أمية في سب علي رضي الله عنه) ص25 ، ولكن هل فات عليه أن يذكر نصاً فيه إثبات لـ ( عبد الله بن سبأ ) من غير طريق سيف بن عمر (982) وهو في نفس الجزء الذي نقل عنه المعلومة السابقة ؟ أم أن النص لا يخدم غرضه ، بل يسقط جزءً من كتابه !! ولئن ضعّف ( الألباني ) سند الرواية ، فقد أشار إلى إخراج (أبي يعلى ت307هـ) له من طريقين آخرين عن الأسدي به ، فهل فاتت هذه المعلومة أيضاً على المالكي ؟ أم أنها ضمن الحقائق المكروهة ؟ فأين دعوى المالكي " إن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي ليس معناها أن نضع كذباً محبوباً مكان الحقائق المكروهة !!" . (ص38 من الإنقاذ ) .
لابد من العدل في القول ، ولابد من القسط في النقول !
كلمة أخيرة :
وبعد - يا حسن - فإني أعيذك ونفسي من الهوى ، وأرجو ألا تأخذك العزة بالإثم ، فتظل تتشبث بالردود أكثر من تأملك في الحق المقصود ! وليس سراً أن يقال لك إن كتابك ( الإنقاذ ) فرح به ( الموتورون ) لأنك به تجرأت على ما لم يستطيعوا الجرأة عليه، وحققت لهم (حُلماً ) طالما فكروا في الوصول إليه، وكلنا ينبغي أن نحذر أن نكون ( مطية ) للآخرين ونحن لا نشعر؟ أو نكون هدفاً لسهام الآخرين ، وثمة (أشباح) خلف الستار تقبع ؟!
إن في ( تأريخنا ) من ظلم الظالمين ، وتزوير الأفاكين ، والتشويه المتعمد ، وقلب الحقائق ، وطمس معالم الحق ، ما يتفق العقلاء فضلاً عن (العالمين) وأهل الاختصاص، على تجليته وصرف الجهود له، وبذل الأوقات في سبيله وفرق كبير بين (هدم) ما بُني ، والمساهمة في (إقامة) ما تهدم من البناء ؟!
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

تعقيبا على ردود المالكي
عباءة النقد التاريخي ماذا تخفي عند المالكي ؟
( 1 / 2 الحلقة الأولى )
طالعت ما كتبه ( المالكي ) في جريدة الرياض الثلاثاء 9/4/1418هـ بعنوان (عبد الله بن سبأ وكاسحات الحقائق) وكان - في زعمه - رداً على الحلقات الأربع التي كتبتها للجريدة نفسها بعنوان " الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي" أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد 27 ، 28 ، 29 ، 30/3/1418هـ.
وقبل أن أستكمل قراءة مقال المالكي - علم الله - هاتفني عدد من المهتمين والعارفين ، يشكرون على المقالات السابقة ، ولكنهم متفاوتون في وجهة نظرهم حول الرد على (مغالطاته) (وكاسحاته) ؟ إذ يؤكد الكثير منهم على طبيعة المالكي الشخصية ، وتخصصه في (الجدل) ورغبته في (المراء) وأنه لا يرغب (الحقيقة) قدر ما يهوى النقاش وإثبات الذات ، وتسفيه أحلام الآخرين ، والوصول إلى هدف معين؟ وبالتالي - وحسب وجهة نظر هؤلاء فلا فائدة من إضاعة الوقت معه ، وأقصر الطرق لسقوطه إغفاله وتناسيه ، ويضرب هؤلاء أمثلة لمن ردوا على المالكي ونصحوه ولكن دون جدوى ، ويرى هؤلاء أن الناس لم يبلغوا درجة من البساطة بحيث تتأثر قناعاتهم الراسخة بمثل هذه الطروحات الفجة.
أما الفئة الأخرى فيرون ضرورة التصدي له، وفضح أفكاره ، وبيان (عور) منهجه ، ولو كان ذلك على حساب الوقت المبذول - فيما هو أنفع - وحجة هؤلاء أن ثمة طائفة من القراء قد تنخدع به ، وقد يتطاول هو إذا لم يجد من (يُقلم أظفاره)؟
ثم بدالي رأي وسط يقضي بالرد على مغالطاته الأخيرة ، وبيان تناقضاته ، وخلل منهجه وإعطاء القارئ بعض (الحصانة ) لما يمكن أن يكتبه مستقبلاً ، وبيان سهولة (الكذب) عنده ، والتزوير وتشويه الحقائق بأساليب ملتوية ، وعسى أن يكون ذلك إسهاماً في حماية الأمة من الأفكار المتسللة ، وكشفاً للتدليس المتلبس بعباءة النقد التاريخي، والمتدثر بمنهج المحدثين والتحقيق العلمي ؟! وأستطيع القول - وبكل ثقة ، ودون مجازفة - أن من أبرز سمات منهج المالكي في كتاباته التاريخية ما يلي :
- النيل من الصحابة والتعريض بهم ؟
- والتقول على العلماء بغير حق ، وتجريحهم ؟
- والهوى مع المبتدعة والدفاع عنهم ؟
- وتشويه الحقائق التاريخية والتشكيك فيها ؟
- والتشابك مع الطرح المشبوه ، وتلميع المشبوهين ؟
- والكذب والمراوغة ؟
- والغموض في الشخصية والأهداف ؟
وأمتلك الدليل ومن كلام المالكي نفسه ، وأنصف المالكي من أقام البيّنة عليه من كتبه ومقالاته ، ويعلم الله أنني أجد في كل مقالٍ يكتبه، أورد يُعقّب به مستمسكاً جديداً، وتتضح لي - وربما لغيري - ملامح شخصيته أكثر فأكثر، ويبادلني الشعور بها أساتذة فضلاء ، وأخوة أعزاء ، ولله الحمد والمنة .
ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ويبدو لي أن المالكي يدافع قلقاً مزمناً ، ويعيش تناقضاً مؤلماً ، فلا هو بالسويّ الذي يستطيع السير مع الصحاح ويسعه ما وسع جمهور الأمة ، ولا هو بالمقتدر على أن يبوح بما لديه جهاراً ، ولذا تراه (يتسلل) في طرح أفكاره تسللاً ، فإذا كُشف في جانب احتمى بجانب آخر، وأوهم بسوء فهم الآخرين له ، وكال لهم (التهم) جزافاً حتى لا ينكشف أمره ؟
وحين طالعت ما كتبه ( المالكي ) رداً على مقالتيّ المنشورتين في جريدة (المسلمون) بعنوان ( ابن سبأ والسبئية من غير طريق سيف بن عمر ) أيام الجمعة الموافق 5 ، 12/4/1418هـ ، ولم يكن رداً عليه قدر ما كان نشراً لحقائق علمية ، مع بيان مغالطات من شكك فيها .
حينها تذكرت قول المصطفى  في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه " ما ضل قوم بعد هُدى كانوا عليه ، إلا أوتوا الجدل، ثم تلا رسول الله  هذه الآية : ((ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قومٌ خصمون)) ( انظر : صحيح سنن الترمذي 3/103 ، والآية (58) من سورة الزخرف) .
ولقد لفت نظري هذه المقدمة التي ابتدأ (المالكي) بها مقاله في جريدة الرياض ، والمسلمون وهو يحاول الخروج من (الحصار) بأساليب لا أظنها تمر على (اللبيب) وإن لم يكن من أهل (الاختصاص) وانظر إليه مثلاً وهو يقول في جريدة الرياض : " لو لم أكن مؤلف كتاب الرياض ولو لم أكن كاتب المقالات المنتقدة لشككت في هذا المنتقد ... " ؟ .
ولا غرابة فمن ( المخارج ) التي اعتادها المالكي ، تسفيه أحلام الآخرين، وعدم فهمهم، ورميه لهم بالتهم .. إلى غير ذلك - مما يحاول معه استعطاف رأي القراء من جانب، والخروج من المأزق من جانب آخر ؟
ولئن قال عني " والدكتور سليمان العودة بنى (كل) مقالاته الأربع على فهم خاطئ لأقوالي وبناء على هذا الفهم الخاطئ ردّ رده ، ثم اتهمني ... " فقد قال مثل ذلك أو قريباً منه لغيري ، ففي رده على (الفقيهي) قال المالكي : 3 - ومن الأسباب أن الأخ الفقيهي - سامحه الله - قد حملني أشياء لم أقلها ، وأفهم القراء من مقالاتي أشياء لم تخطر لي على بال، فأجاد - سامحه الله - التحوير وأساء التفسير لكثير مما كتبته ولم ينس أن يتهمني بالبدعة والاستشراق كما هي ديدن أكثر المؤرخين (الإسلاميين) أيضاً في هذا العصر (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ص224).
وفي رده على الدكتور (الفريح) ردد نفس النغمة فقال : وحقيقة قلت لكم أكثر من مرة أن البلاء يأتي في عدم فهم المكتوب، أو عدم قراءته ، أو تعمد الظلم والتزوير، وللأسف أن كل هذا وزيادة قد وقع فيه الأخ الفريح ... " ( الحلقة السادسة من حديثه عن القعقاع : وقفة مع الردود والتعقيبات) .
ولم يسلم الدكتور (العسكر) من هذه التهمة ، رغم ثناء المالكي عليه وأن رده اكتسى بحلل الخلق الرفيع والأدب الجم .. لكن المالكي عاد ليقول عن العسكر : أشعر بأن الدكتور استعجل في قراءة مقالاتي الأربع ، وحملني أشياء لم أقل بها .. (كتاب الرياض ص89، 91) .
أما الدكتور ( الهويمل ) فرغم ما في مقاله من وقفات وإشارات معبرة فقد اعتبره المالكي ( أنه مقال بلا موقف ) ، واختزل الرد على مقال الدكتور الذي جاء في صفحة كاملة بعدد من الأسطر ، ووصف كتابته بـ ( الضبابية ) ، وأنها لا تخدم هدفاً أسمى ؟
واتهمه بسوء الفهم إلى درجة أنه يجعل الخمسة أربعة ، ثم ثلاثة في سطر واحد؟!
ولقد ( نصح ) الدكتور ( الهويمل ) المالكي ، وحدد موقفه حين قال : وكلمة أخيرة للمالكي نقولها ناصحين السكينة السكينة ، والتروي التروي .. فالأمر أخطر من أن تتلاحق فيه الأحكام ، وتستمر الهدميات ، والقفز من قضية إلى أخرى، والتشابك مع الطرح المشبوه ... " ، وهذه العبارة الأخيرة - في نظري - كافية لتحديد الموقف من طروحات المالكي .. ، ومن قرأ المقال مرة واحدة خرج منه بعدد من النتائج والمواقف ، وإن استعصت على المالكي أثر(ثلاث)قراءات ؟!
( انظر مقال الدكتور حسن الهويمل (المالكي والتاريخ) ، الرياض 4/3/1418هـ ، وقارنه مع رد المالكي في وقفة مع الردود والتعقيبات ، الحلقة السادسة من حلقات القعقاع ؟).
وهذه ( شنشنة ) قديمة تتجدد عند المالكي ( اتهام المخالف له بسوء الفهم والتعدي عليه بالقول ، وتسفيه أحلام الآخرين ... وهذه وإن كانت أقصر الطرق للخروج من المأزق ، فهي أسوأها وأضعفها ؟!
ولئن وعى الناس هذا الخلل في كتابة المالكي ( حديثاً ) فلا يزال ( المتابعون ) يتذكرون مواقفه مع فضيلة الشيخ صالح الفوزان من قبل !!
وهذه هي الوقفة في مقاله : عبد الله بن سبأ وكاسحات الحقائق .
الوقفة الثانية : المالكي يرد على نفسه ؟
ولا أقول ذلك تزيداً ، ولا اتهاماً ، ودونكم الحقيقة واحكوا عليها ، ومن كلام المالكي نفسه ، فقد قال في ملاحظته الأولى : " كل مقالات الدكتور سليمان العودة كانت نتيجة لسوء فهم أو إساءته أو تعمد التحريف وليختر منها الدكتور أصحها، فهو قد ظن - وهنا مواطن الاستشهاد - أنني أنفي وجود عبد الله بن سبأ مطلقاً ، وهذا ما لم أقله البتة ... " وفي المقال نفسه .
وأثناء تعليقه على الرواية ( الثامنة ) قال ما نصه : " ... ثم كيف قامت الرافضة تشفع في ابن سبأ ولم توجد إلا بعده ( على افتراض وجوده ) بعشرات السنين ، وفي آخر مقال كتبه في ( المسلمون ) بتاريخ 4/5/1418هـ لا يزال شكه في أصل وجود ابن سبأ فهو يقول : " ... إن كان عبد الله بن سبأ موجوداً فلا يجوز أن تنسب إليه أخباراً مكذوبة "
وأنا هنا أسأل كلّ قارئ وقف على هذه العبارات هل تعني التشكيك في دور ابن سبأ في الفتنة ، أم تعني التشكيك في أصل وجوده ؟
وهبوا أنني أسأت الفهم ، فليصحح له غيري هذا الفهم !!
لا أظن العبارة تحتمل التأويل وقد اختار المالكي بنفسه لفظتي (وجوده ، موجوداً) لتحسم النـزاع ، وتؤكد ( تناقضاً صارخاً) ربما يشعر به المالكي أو لا يشعر وأنه لا يزال يشكك في وجود ابن سبأ أصلاً ، وليس فقط في دوره في الفتنة، وأعظم من هذا أن يصرح أنه خلص من دراسته للمرويات الثمان إنه ليس فيها ما يدل على وجود ابن سبأ ، فضلاً عن دوره الكبير في الفتنة ، ويقول : " ولولا أنني أمتلك روايات أخرى غير ما أورده الدكتور ..... ابن سبأ مطلقاً ... " .
ويبقى السؤال : وهل ثبت لديه وجود ابن سبأ من خلال مروياته هو ؟ أم أنه لا يزال شاكاً ولكنه عاجزاً عن الإفصاح؟ المقال ينتهي والشك هو الأصل عنده
وإذا أراد أن ( يُلبّس ) على القارئ حتى لا يخرج منه برأي واضح قال : وقد صرحت في مقالات سابقة وفي كتاب الرياض أنني ( متوقف ) في عبدالله بن سبأ من حيث مطلق وجوده، وإن كنت أنفي وبشدة دوره في الفتنة ... " .
ولست أدري إلى متى سيستمر هذا التوقف عند المالكي ، وهو الذي قرأ كثيراً وكتب كثيراً ؟! أوليست مسألة عبد الله بن سبأ من القضايا التي يبنى عليها غيرها ، إثباتاً أو عدماً ؟ هل تنقصه الأدلة المثبتة ؟ أم لديه أدلة أخرى تنفي وجوده لم يطلع الآخرين عليها ؟ هل يتشكك في إجماع الأمة قديماً وحديثاً ، ( حتى الشيعة ) في إثبات وجوده ، أم هو أميل إلى طروحات من أسماهم (الهويمل) (الطرح المشبوه) ؟ كل ذلك أوقع المالكي في تناقضات مشينة ، وعبارات قلقة ، لا تغيب عن فطنة القارئ اللبيب ، سواء في هذا المقال أو ما سبقه من مقالات وكتابات ، وإليكم نموذجاً يؤكد ما أقول في حلقته السادسة عن القعقاع ( وقفة مع الردود والتعقيبات).
ففي حديثه عن ابن سبأ يتشكك في ( وجوده ) لا في ( دوره في الفتنة ) حين يقول : " ... هذا على افتراض وجود عبد الله بن سبأ .. ." (الملاحظة الثالثة عشرة).
ثم يخشى أن ينكشف أمره ، فيشير إلى دراستين في الموضوع ، وتأبى عليه عاطفته وميوله إلا أن يبدأ بالدراسة المنكرة ، واضعاً (أسطورة) ابن سبأ بين قوسين، وإلى جانبها علامات التعجب (__!!) ، أما الدراسة المثبتة لابن سبأ فتأتي بعد ذلك وتساق مساقاً ضعيفاً ، فهي عكس السابقة ، ويعز على المالكي أن يذكر لفظة (مثبتة) إلى جانبها ، وهذه في نظره لا تستحق الفرح وعلامات التعجب؟
وأهم من ذلك أن المالكي لا يتمالك نفسه من الإفصاح عن ميوله ، ويقول بكل صراحة " مع أنني - حتى الآن - أميل إلى نتيجة الدكتور الهلابي لكن لم أجزم إلا ببطلان دور ابن سبأ في الفتنة لأنني بحثت الموضوع " ونتيجة دراسة الهلابي - التي يميل إليها المالكي - يصرح بها ويفهمها المالكي كما نفهمها حين يقول في مقاله في جريدة المسلمون " ... د. عبدالعزيز الهلابي الذي ينكر على شخصية عبد الله بن سبأ .. " فأين نتيجة ميول المالكي ؟.
لكن هل يجزم بوجوده ؟
يكشف ( المالكي ) نفسه - وفي هذه الملاحظة نفسها - مؤكداً أن (وجود) ابن سبأ لم يجزم به ، فيقول " أما وجوده مطلقاً فأنا إلى الآن لا أجزم بذلك " ولم يقل أما نفي وجوده فلم أجزم بذلك ، وفرق بين الأمرين لمن تأمل !
وانظروا سقم التعليل فهو قد بحث دور ابن سبأ في الفتنة ولم يبحث أصل وجوده فهل يمكن أن يبحث دوره دون أن يمر على أصل وجوده ، ولماذا لم يبحث أصل وجوده ويعلن رأيه بكل صراحة ؟ إنها عبارات قلقة ، وأفكار مترددة ، تنبئ عن غموض في الشخصية ، ورغبة في الضحك على السذج ، لكنها مكشوفة لمن تأمل.
الوقفة الثالثة : وهل السبئية ( الطائفة ) محل شك ؟
لا ينتهي المالكي عند التشكيك في أصل وجود ابن سبأ ، بل يشكك في (السبئية) حين يقول في الملاحظة السابعة : " هل السبئية المقصود بها التابعون لعبدالله بن سبأ في العقائد أم أنها لفظة تحقيرية للمعارضة ، كما يقول د. الهلابي..".
ولي على هذا التساؤل أكثر من وقفة :
1- فالمالكي وإن احتمى بالدكتور الهلابي فهو لا يعارضه ، بل سبق القول أنه معجب بدراسته .
2 - تتضافر المدونات التاريخية ، وكتب العقائد ، والمقالات والفرق ، وغيرها على تأكيد نسبة (السبئية) لابن سبأ ، وإن كان يعوزك الدليل فهاك شيئاً من هذه النصوص المثبتة : فابن حبيب البغدادي (ت245هـ) يقول " عبد الله بن سبأ صاحب السبائية " (المحبر ص308) ، ويقول ابن قتيبة (ت276هـ) " السبائية من الرافضة ينسبون إلى عبـد الله بن سبأ " . ( المعارف ط. المحققة ص62) . وفي ( تأويل مختلف الحديث ) ذكر ابن قتيبة أن ( علي بن أبي طالب ) أحرق أصحاب عبد الله بن سبأ حين ادعوا الربوبية له ، وقال في ذلك :
لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبرا " ص73.
فمن هم أصحاب عبد الله بن سبأ هؤلاء إن لم يكونوا السبئية ؟
وابن قتيبة - هنا - ينسبهم إلى الرافضة - مما يؤكد أصول الرافضة - وينسب لهم أعمالاً قبيحة كخلق القرآن ص72.
ويقول العقيلي (ت322هـ) : وهو يعلق على لفظة ( سبأي) : " هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ (الضعفاء الكبير 4/77) ، وجاء في الإبانة لابن بطة (ت387هـ) "ومنهم السبائية تسموا بعبد الله بن سبأ " ( الإبانة عن شريعة الفرق الناجية ... 1/384) .
هذا فضلاً عن ذكر أهل التاريخ لذلك ، وكتب المقالات والفرق والجرح والتعديل ، وقد فصلت القول في ذلك في كتاب : عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام ، وفي البحث المنشور في جريدة المسلمون ( ابن سبأ والسبئية من غير طريق سيف بن عمر ) .
بل نص على ذلك ولم ينكره فتقدموا الشيعة أمثال القمّي (229-301هـ)، والنوبختي (310هـ) ، وغيرهم ( انظر : المقالات والفرق للقمي ص20، وفرق الشيعة للنوبختي ص22، 23 ، وللمزيد انظر ما كتبه الدكتور ناصر القفاري في كتابه : أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية 1/73-76) .
ليس أمام ( المالكي ) أمام هذه النصوص إلا الإذعان والتسليم في كون السبئية نسبة إلى عبدالله بن سبأ - إن كان صاحب حق - أو يسلك مسلك أستاذيه : مرتضى العسكري، د. عبدالعزيز الهلابي، في رفض ما ورد في هذه المصادر، واتهام مؤلفيها بما لا يليق؟!
3 - هل لنا أن نفهم أن التشكيك في نسبة السبئية لابن سبأ وسيلة للتشكيك في ابن سبأ نفسه ؟ سيأتي مزيد بيان لهذه المسألة .
الوقفة الرابعة : ابن سبأ والرافضة ومغالطة المالكي :
يحاول المالكي إبعاد الرافضة عن ابن سبأ ويقول : " ثم كيف قامت الرافضة تشفع في ابن سبأ ولم توجد إلا بعده - على افتراض وجوده بعشرات السنين ؟!".
وفي كتاب الرياض ص79 يحاول المالكي إنكار بث ابن سبأ لعقيدة (الوصية) التي أصبحت بعد ضمن عقائد الرافضة وهنا مسألة خطيرة ، فكثير من المنكرين أو المشككين في شخصية( ابن سبأ ) يرومون من وراء ذلك قطع العلاقة بين الشيعة، واليهود ، وقطع صلة الرافضة بابن سبأ ، وهذه اعترف بها علماء الشيعة المتقدمون ، كما سبق البيان في الحلقات الماضية ، في النقل عن( الكشي ) في اعتبار ابن سبأ أصل الرافضة وأكد على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله - أكثر من مرة – فهو يعتبر ( ابن سبأ ) أصل الرافضة ومن منافقيهم (الفتاوى 4/435 ، 28/234) ونقل أن (علياً) رضي الله عنه طلب ابن سبأ أول الرافضة ليقتله فهرب منه (الفتاوى 28/500) .
وقال : ثبت عن علي أنه أحرق غالية الرافضة الذين اعتقدوا فيه الإلهية (الفتاوى 28/475) .
ويقول ابن حجر : عن ابن سبأ وطائفته وإحراق علي لهم بالنار : " وله - ابن سبأ - اتباع يقال لهم السبئية معتقدون الإلهية في علي بن أبي طالب وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته " ( لسان الميزان 3/290) .
ويبقى بعد ذلك رأي المختصين المحدثين مهماً في تأكيد صلة الرافضة بعبد الله بن سبأ .
ودونكم رأي المختصين فاعقلوه ، يقول الدكتور ناصر القفاري في فصل: (نشأة الشيعة وجذورها التاريخية ) بعد أن عرض آراء الشيعة وغير الشيعة في نشأة التشيع قال : " والذي أرى أن الشيعة كفكر وعقيدة لم تولد فجأة ، بل إنها أخذت طوراً زمنياً ، ومرت بمراحل ... ولكن طلائع العقيدة الشيعية وأصل أصولها ظهرت على يد السبئية باعتراف كتب الشيعة ... " ( أصول مذهب الشيعية 1/78 ) .
بل أشار ( القفاري ) إلى نص في ( صحيح البخاري ) يثبت بعض عقائد (الرافضة ) أيام علي رضي الله عنه ( أصول مذهب الشيعة 1/79 ، وقد أحال إلى عدة أبواب في صحيح البخاري لرواية هذا الحديث ، فليرجع إليه من شاء المزيد).
الوقفة الخامسة : الروايات الأحد عشر هل هي للمالكي أو عليه ؟
من السفه والحمق أن ترد على شخص - لبطلان دعواه - بثمان روايات فيصر على أن يكون الرد عليه بأحد عشر رواية لا وجود لنص فيها ، وهذه عليه لا له ، وإن أوهم القراء بخلاف ذلك ، فإن قيل وكيف ذلك ؟ قلت: الأصل في سياق هذه المرويات لتأكيد بطلان القول بأن أخبار عبد الله بن سبأ لم ترد إلا من طريق سيف بن عمر، فإن قيل: وهل قال المالكي بذلك وأين ؟ أجيب : نعم هو ممن قطع بذلك ، كما جاء في كتاب الرياض ص260 وهذا نص قوله : " ... مع أن سيفاً قد انفرد برواية أخبار ابن سبأ " ، وانظر كذلك ص58 من الكتاب نفسه) .
ولكن المالكي حين أحسّ بالإلزام والمحاصرة ، خرج لتحقيق المرويات والتعقيب على التحقيق السابق فرفض ما رفض وقبل ما قبل ، وكل ذلك إشغال عن الهدف من سياق هذه المرويات وخروج عن دائرة الحصار ، ونقول للمالكي ومع اتساع صدورنا لوجهة النظر في التحقيق ، ومع قبولنا لمزيد من المرويات المؤكدة لعبد الله بن سبأ من غير طريق سيف، فتظل هذه المرويات حججاً دامغة لمن زعم انفراد (سيف) بأخبار عبد الله بن سبأ وإن قال وزعم ما زعم ؟
وإن كان المالكي طالب حق ، ولا يمنعه من الاعتراف بوجود ابن سبأ إلا كون مروياته جاءت من طريق سيف (المجروح) فها هي المرويات جاءت من طرق أخرى، وبعضها عثر عليها بنفسه أو نقلها عن الآخرين؟ فهل يعترف بوجود ابن سبأ أم أن في الأمر شيء لا تكفي الحجج والبراهين لإزالته ؟ أليس ذلك خللاً في المنهج ، وقد صدق مع نفسه حين حدد الخلاف معه ( في أصل المنهج ) كما في مقاله في ( المسلمون ) ؟
وأنصح من يريد النقاش مع المالكي أن يستحضر هذه القضية جيداً .
الوقفة السادسة : التلازم بين وجود ابن سبأ ، ودوره في الفتنة ، وإنكار دوره في الفتنة لماذا ؟
يشكك المالكي في وجود ابن سبأ - كما مر - فإذا أحس بالمحاصرة وتكاثرت عليه الأدلة فرّ إلى القول بإنكار دوره في الفتنة - كما قال ذلك في رده في جريدة (الرياض) ، وحاول في رده في جريدة (المسلمون) تركيز هذا المفهوم والتلبيس فيه ، فلماذا ؟ وقبل الإجابة يمكن تصوير القضية بما يلي : وعلى فرض إثباته لوجود ابن سبأ شكلاً فهو ينكره حقيقة ومضموناً . كيف ذلك ؟
لأن جوهر القضية في ابن سبأ دوره في الفتنة ، أما إثبات شخص يدعى بـ(عبدالله بن سبأ) مقطوع الصلة عن الأحداث والفتن التي وقعت في زمنه وتلاحقت من بعده فهذا لا قيمة له من الناحية الفعلية، سواء أثبت أو أنكر، فغير ابن سبأ من اليهود وجد في هذه الفترة ولم يحتفل بذكره العلماء كما احتفلوا بذكر ابن سبأ ، وهنا مكمن الخطر ، فالأمر الذي يريد أن ينتهي إليه المالكي في طروحاته ويفرضه وكأنه أمر مسلّم هو إنكار دور ابن سبأ في الفتنة ، ولذا تراه يشكك في نسبة (السبئية) إليه كما مر ، وإذا شكك في نسبة هذه الطائفة إليه قلّ وزنه وضعف أثره .
وتراه من جانب آخر يحاول عزل ابن سبأ عن ( الرافضة ) والتشكيك في بعض عقائده التي بثها وكانت بعد أصولاً عند الرافضة ، كالوصية ، وهكذا تسلخ الشخصية من مكوناتها الأساسية ؟
إن الأمر الذي ينبغي أن يستقر في الأذهان هو إدراك أن عناية العلماء بأخبار ابن سبأ ، ورصد كتب التراث لاختباره - برغم من أنكر ا وشكك - كل ذلك مرتبط بدوره في الفتنة ، وبذر بذور الشقاق والفتنة في الأمة ، وليس على أنه شخص موجود لا أثر له ولا اعتبار ، كما يريد المالكي ومن سبقه - أن يقرر ، وهيهات ، ما بقي الاتصال بمدوناتنا العظيمة ، والثقة بعلمائنا الأفذاذ ، وسيأتي الحديث عن دوره في الفتنة كاشفاً لمجازفات المالكي وافترائه وتقوله على الأئمة .
الوقفة السابعة : أبو مخنف شرٌّ من عمرو بن شمر :
وفرح المالكي - وإن تحول بعد إلى مكروه - بخطأ غير مقصود ، ولبس وقع في الحديث عن ( أبي مخنف ، وعمرو بن شمر ) وإنما وقع اللبس لأن سياق الكلام ورد فيه : (أبو مخنف ، وعمرو بن شمر ، وأبو مريم ) كما جاء في تاريخ يحيى بن معين 2/500.
ولكن فرحته(تتهاوى)على أصداء الحقيقة العلمية التي جهلها ، أو اجتزأ بعضها عمداً لأنها لا تخدمه ، ولو كان مريداً للحق لذكرها ، فقد فات على المالكي أن (أبا مخنف)شرٌّ من(عمرو بن شمر )وهاك نص يحيى بن معين : سئل يحيى : أبو مخنف ، وأبو مريم، وعمرو بن شمر ليسوا هم بشيء، قلت ليحيى : هم مثل عمرو بن شمر (الذي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات ) ؟ قال (ابن معين) هم شرٌّ من عمرو بن شمر !! (التاريخ لابن معين 2/500 ، الضعفاء للعقيلي 4/19)
فإذا كان أبو مخنف شراً من عمرو بن شمر ، والأخير يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات ، فماذا يكون حال أبي مخنف ؟ وفضلاً عن ذلك فابن عدي ( ينص ) على تناول ( أبي مخنف ) للسلف، ويقول بصريح العبارة "حدّث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ، ولا يبعد منه أن يتناولهم ، وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم ، وإنما وصفته لاستغني عن ذكر حديثه.. وإنما له من الأخبار المكروه الذي لا أستحب ذكره ؟ " (الكامل 6/2110) .
ولست أدري لماذا يتشبث المالكي بأبي مخنف هذا، ويدافع عنه ، أو أدفع تهمة قد يتشبث بها المالكي ؟ ولست أدري أقناعةً أم تغفيلاً للآخرين حين يقول عن الرجلين "لكنه - يعنيني - يريد أن يتساوى أبو مخنف في الجرح مع سيف بن عمر، ووجد الجرح في سيف أقوى وأكثر .. " ( الملاحظة السابعة عشرة في مقال الرياض). ولم أقل بذلك بل قلت ولا أزال إن اشترك الاثنان في الضعف في الحديث، فأبو مخنف إخباري تالف، وسيف إخباري عارف ، وعمدة في التاريخ ، وأنا في ذلك تابع غير مبتدع ، والفيصل كتب الجرح والتعديل.
الملاحظة الثامنة : الجرأة على تخطئة الأئمة الأعلام لماذا ؟
" كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر " ، وليس عند أهل السنة عصمة لأئمتهم كما يعتقد غيرهم ؟ إنما العصمة للأنبياء والمرسلين - عليهم السلام - المبلغين عن الله ، ولكن الجرأة في ( تخطئة ) هذا العالم ، (ولمز) العالم الآخر، (والنيل) من ثالث دون مسوغ مشروع ، هذا هو مكمن الخطر، وهو طريق لانتهاك أعراض العلماء، ولحومهم مسمومة ، بل ولتجرئة الآخرين على التخطئة واللمز ، وإن لم يكونوا أهلاً لذلك ؟
وقد سبق لي القول بجرأة المالكي على الأئمة الأعلام ، فقد (لمز) ابن تيمية وحاول النيل من كتابه ( منهاج السنة ) ، كما عرّض بكتاب ( ابن العربي ) (العواصم من القواصم ) وعرض بقول الحافظ (ابن حجر) في اعتماد سيف في التاريخ وقال : "أظن أنه من الظلم للعلم أن نتعلق بقول موهم مشتبه للحافظ ابن حجر، ونترك أقوال عشرات المحدثين الآخرين في تضعيف سيف بن عمر... " (كتاب الرياض ص85) . مع أن كلام ابن حجر غير موهم ولا مشتبه في سيف ، لكنه لا يروق للمالكي فاضطر لهذا القول ؟
ويستمر المالكي في التخطئة للأعلام إذا خالفوا ما يريد ، ولم يسلم ( الذهبي) يرحمه الله من ذلك فقد قال عنه في هذا المقال الجديد (عبد الله بن سبأ وكاسحات الحقائق) ، ما نصه : " فهذا نص من الذهبي في المساواة بين سيف بن عمر وأبي مخنف، وأظن أن الذهبي لم يوفق للصواب فأبو مخنف فوق سيف... " ؟!
ومع هذه الجرأة على الذهبي ، ففيها ظلم له ، فقد فرّق الذهبي بين الرجلين ولم يساوي بينهما حين قال عن سيف ( أخباري عارف ) وقال عن أبي مخنف (إخباري تالف لا يوثق به ) وقد سبق البيان .
وبالفعل فمن يقارن بين مرويات الرجلين يجد الفرق واضحاً ، وأنا هنا أدعو القارئ الكريم لقراءة كتاب " مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى ، ليرى بنفسه نماذج التحريف والتشويه لتاريخنا وبالذات تاريخ الصحابة من قبل هذا الراوي المحترق ( أبي مخنف ) وقفوا بأنفسكم على الحقيقة ، ودعوكم من التهويش والهراء ؟
ولم يسلم الإمام البخاري رحمه الله من جرأة ولمز المالكي ، فقد قال في كتاب الرياض ص211 : " وأخرج البخاري روايات يُفهم منها التقليل من بني هاشم من طريق بعض المتهمين (بالنصب) كقيس بن أبي حازم ، ومروان بن الحكم" (قال ذلك في سياق تقريره لقبول رواية المبتدع الداعي لبدعته ؟وستأتي مناقشة المالكي في هذه القضية ) .
فهل يوافق المالكي على هذه التهمة ؟
وعلى العموم فالتعريض بأعلام الأمة مسلك خطرٌ من الكبار ، فكيف إذا وقع من الصغار ، وهو خطوة جريئة لها ما بعدها فلينتبه لهذا المسلك ؟
الملاحظة التاسعة : وأخطر من ذلك النيل من الصحابة ؟
وهذه ليست تهمة يُتهم بها المالكي ، بل يجدها المطالع لكتبه أو مقالاته بين السطور وإن جاءت بعبارات ملفوفة أحياناً لكنها لا تخفى ، وهذه نماذج لها :
1 - عثمان بن عفان رضي الله عنه ( سبق الحديث عنه في حلقات (الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ ) وانظر كتاب الرياض ص198 .
2 - معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، يعرض به ولسياسته ، ويصور الأمر بينه وبين بعض الصحابة على أنه أمر عداء وخلاف كبير ؟ انظر كتاب الرياض ص30 ، 31 ، 71 ، 72 ، 194 ، 279 .
3 - أبو بكر وعمر رضي الله عنهما . ولم يسلم الشيخان من قلم المالكي فقد عرّض ببيعتيهما وشمل بذلك عثمان وعلي رضي الله عنهما ، كما في ص262 ، من كتاب الرياض .
ودعونا نكتفي بحديثه عن أبي بكر ، فهو يوهم القارئ بالاستدلال بأحاديث في صحيح البخاري في كره بعض الصحابة لبيعته ، ويحمّل النصوص أكثر مما تحتمل (ص263 ، من كتاب الرياض) .
ويتزيد في القول عن ( علي ، والزبير ) رضي الله عنهما حين يقول : " ولا ريب أنهما لن يتخلفا عن بيعة أبي بكر إلا عن عدم رضى" (الصفحة نفسها من الكتاب) ولا وجود لهذا التفسير في الرواية التي ساقها وإنما هذا فهمه وتعليقه ؟!
بل ويُعظّم أمر الكراهية لبيعة أبي بكر - في ذهن القارئ - حين يقول :
" إذن فعلي سيد بني هاشم ، والزبير بن العوام كبير بني أسد ، وسعد بن عبادة سيد الخزرج ، وأبو سفيان كبير بني أمية ، وغيرهم من المتبوعين لم يرضوا ببيعة أبي بكر، ولابد أن يكون معهم بعض قومهم على الأقل في كراهية بيعة أبي بكر... " (كتاب الرياض ص263) .
فهل يصح هذا الزعم من المالكي حول بيعة أبي بكر ، حتى وإن اعتذر بعد ذلك - وحتى لا ينكشف - بأن هذه الكراهية لا تضر بيعة أبي بكر ، فقد انعقدت ، وبايع بعض الكارهين كالأنصار وتريث بعضهم كعلي والزبير ، وامتنع بعضهم كسعد بن عبادة ... كما يقول في (ص263، 264) ؟
سأكتفي بنقل بعض كلام الإمام ( الآجري المتوفى سنة 360هـ رحمه الله ) وفي كتابه العظيم (الشريعة) وعن بيعة (علي) فقط رضي الله عنه وأرضاه عن أبي بكر رضي الله عنه وبيعة المهاجرين والأنصار.
فقد أورد محمد بن الحسين الآجري في كتابه الآنف عدداً من النصوص والآثار في بيعة علي لأبي بكر رضي الله عنهما وفي فضله وخيريته وتقدم فضله على الصحابة، ثم قال : " من يقول على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خلافة أبي بكر رضي الله عنه غير ما ذكرناه من بيعته له ، ورضاه بذلك ، ومعونته له ، وذكر فضله ، فقد افترى على علي رضي الله عنه ونحله إلى ما قد برأه الله عز وجل من مذهب الرافضة الذين قد خطا بهم عن سبيل الرشاد " .
ثم يقول ( الآجري ) فإن قال قائل ( ) : أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند من عقل عن الله عز وجل أعلى قدراً وأصوب رأياً مما ينحله إليه الرافضة ، وذلك أن الذي ينحل هذا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيه أشياء لو عقل ما يقول ، كان سكوته أولى به من الاحتجاج به ، بل ما يعرف عن علي رضي الله عنه غير ما تقدم ذكرنا له من الرضى والتسليم لخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكذا أهل بيت رسول الله  يشهدون لأبي بكر بالخلافة والفضل" (الشريعة 4/1730 ، 1731 تحقيق د. عبد الله الدميجي ) .
أما عن بيعة المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فيقول (الآجري) عنها " كان كما قال النبي  ما اختُلف على أبي بكر رضي الله عنه بل تتابع المهاجرون والأنصار وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وبنو هاشم على بيعته والحمد لله ، على رغم أنف كل رافضي مقموع ذليل قد برأ الله عز وجل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي الله عنه عن مذهب السوء " (الشريعة 4/1734) .
وإذا اتضح الحق في بيعة الشيخين ، فيرد السؤال من هم الذين يبغضون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ؟ يجيب ابن تيمية بقوله : " فأبو بكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما دون غيرهم من الطوائف ، ولهذا قيل للإمام أحمد : من الرافضي؟ قال : الذي يسب أبا بكر وعمر ، وبهذا سميت الرافضة فإنهم رفضوا زيد بن علي لما تولى الخليفتين أبا بكر وعمر لبغضهم لهما - وقيل إنما سموا رافضة لرفضهم أبا بكر وعمر (الفتاوى 4/435) .
ومنهج الرافضة في البغض والحب عجيب فهم يعادون الأولياء ويوالون الأعداء حتى قال ابن تيمية : " وبهذا يتبين أن الرافضة أمة ليس لها عقل صريح ، ولا نقل صحيح ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة ، بل هم من أعظم الطوائف كذباً وجهلاً ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد كما دخل فيهم النصيرية والإسماعيلية ، وغيرهم ، فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم ، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه ، وإلى الكذب المختلق الذي يعلم فساده يقيمونه ، فهم كما قال فيهم الشعبي - وكان من أعلم الناس بهم - لو كانوا من البهائم لكانوا حمراً ، لو كانوا من الطير لكانوا رخماً " (الفتاوى 4/471 ، 472) . أما عن منهج أهل الأهواء عموماً فانظره في ( منهج أهل السنة في تقويم الرجال / أحمد الصويان / فهرس الكتاب ) .
أما عن بيعة المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فيقول (الآجري) عنها " كان كما قال النبي  ما اختلف على أبي بكر رضي الله عنه بل تتابع المهاجرون والأنصار وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وبنو هاشم على بيعته والحمد لله ، على رغم أنف كل رافضي مقموع ذليل قد برأ الله عز وجل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي الله عنه عن مذهب السوء " (الشريعة 4/1734).
بيعة علي والزبير والمهاجرين والأنصار لأبي بكر رضي الله عنهم :
وفوق ما تقدم ، ومما يبطل مزاعم المالكي وجود عدد من الروايات الصحيحة تؤكد بيعة علي والزبير والمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة ، في أيامه الأولى ، وهذه طائفة منها .
روى البيهقي في ( السنن الكبرى 8/143) بسنده إلى أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري ما يفيد بيعة ( علي ، والزبير ) لأبي بكر بالخلافة إما في أول يوم أو في اليوم الثاني من وفاة رسول الله  ، كما علّق ابن كثير رحمه الله على الرواية في (البداية والنهاية 5/281) وزاد ابن كثير : وهذا إسناد صحيح محفوظ من حديث أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة عن أبي سعيد الخدري ، بل كان العلماء السابقون - على البيهقي وابن كثير - يتناقلون هذه الرواية ويفرحون بها ، فقد نقل البيهقي - على إثر هذه الرواية - قول أبي علي الحافظ سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأته عليه فقال : هذا حديث يسوى بدنه ، فقلت : يسوى بدنه ؟ بل هو يسوى بدره ( البيهقي : السنن الكبرى 8/143 )
أما الأنصار فقد روى الإمام أحمد أن الأنصار بايعت أبا بكر ، وأنه قبلها منهم (المسند 1/172 ، تحقيق أحمد شاكر ، وقال إسناده صحيح ) ، وعلق ابن كثير على هذه الرواية بقوله : وهذا إسناد جيد قوي ، وزاد: فتمت البيعة من المهاجرين والأنصار قاطبة ( البداية والنهاية 5/279) .
وفي فصل عقده ابن كثير بعنوان " فصل في ذكر أمور مهمة وقعت بعد وفاته  وقبل دفنه " ، قال ابن كثير : ووقعت شبهة لبعض الأنصار وقام في أذهان بعضهم جواز استخلاف خليفة من الأنصار ، وتوسط بعضهم بين أن يكون أمير من المهاجرين وأمير من الأنصار حتى بين لهم الصديق أن الخلافة لا تكون إلا في قريش، فرجعوا إليه وأجمعوا عليه ... " ( البداية والنهاية 5/274 ، 275 ) .
وفي موطن آخر - وبعد أن ساق ابن كثير جملة من المرويات - في خلافة أبي بكر قال : ومن تأمل ما ذكرناه ظهر له إجماع الصحابة المهاجرين منهم والأنصار على تقديم أبي بكر ، وظهر برهان قوله عليه الصلاة والسلام " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ( البداية والنهاية 5/281 ).
أما سعد بن عبادة رضي الله عنه فقد نص ابن كثير رحمه الله على اعترافه بصحة ما قاله الصديق يوم السقيفة ، وإن أبا بكر قال لسعد : ولقد علمت يا سعد أن رسولا لله  قال - وأنت قاعد - قريش ولاة هذا الأمر ، فبر الناس تبع لبرّهم ، وفاجرهم تبع لفاجرهم ، فقال له سعد : صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء (السابق 5/278) .
ورواه الإمام أحمد ( الفتح الرباني 23/62 ) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وهو مرسل حسن ( منهاج السنة 1/536 ) وصححه الألباني بشواهده في السلسلة الصحيحة برقم (1156) ، وانظر د. السلمي : ترتيب وتهذيب البداية والنهاية لابن كثير 1/58 .
أفبعد هذا يتقول متقول كالمالكي بتأخر بيعة علي أو الزبير ، أو الأنصار رضي الله عنهم أجمعين لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ؟ على أن هذه الروايات وأمثالها لا يستفيد منها إلا الذين يبحثون عن الحق جهدهم، وتعوزهم المرويات الصحيحة المثبتة لإجماع المهاجرين والأنصار قاطبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فإذا توفرت لهم وحكم العلماء لها بالصحة رجعوا إلى الحق، وسرهم أن الأمة أجمعت على خلافة الصديق، وصدّق الواقع ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " .
وفرق بين من يفرحون بهذه الروايات ويتناقلونها ، وبين من يسقطونها ، ويحرصون على ضدها !!
(( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم )) (الحشر: 10).

عباءة النقد التاريخي ماذا تخفي عند المالكي ؟ (2/2)
استعرضت في الحلقة الماضية عدداً من المحاور المؤلفة لشخصية المالكي وأبنت عن ملامح من منهجه وأفكاره ، معتمداً في ذلك على نصوص نقلتها من كتابه (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) ، أو من مقالاته وردوده في الصحف.
وأستكمل في هذه الحلقة ملامح أخرى من منهجه وأفكاره وبنفس الطريقة العلمية السابقة .
ولكنني قبل ذلك أقف عند ملاحظة تلفت النظر في أدبيات الحوار عند المالكي ، فهو يستخدم أسلوب الهجوم ، ويسيء الأدب مع من يحاور ، ويتهم غيره بالتغفيل والسذاجة وعدم تحري الأمانة العلمية .. إلخ مسلسل التهم .
ولربما خرج المالكي عن طوره ، واستخدم عبارات سوقية ساقطة ، ليست من حلية العلماء و لا المتشبثين بمنهج المحدثين ، ولا من سيما المنقذين ، فمصطلح (التهريب) يزل به قلمه ، وليته سأل نفسه : وماذا يستفيد ( المهربون لشخصية ابن سبأ) تلك الشخصية اليهودية المفسدة ؟ وهل أدرك المالكي أنه بهذه التهمة لا يتهم (العودة) وحده وإنما يتهم العلماء قديماً وحديثاً بتهريب هذه الشخصية ؟ فلم آتِ بجديد ، وإنما اعتمدت في كل ما سجلت نصوص العلماء وآراءهم .
وهذا الهجوم وتلك التهم لا يمكن تفسيرها برغبة التفوق وحب الشهرة وحدها، فهذه وإن وردت تفسيراً جزئياً ، فعندي أن هناك أمراً آخر يدعوه لمثل هذه الأساليب، ألا وهو إبعاد شبح التهمة عنه بتهمة الآخرين والدفاع عن أخطائه وانحرافاته بالإسقاط على الآخرين على طريقة (الهجوم خير وسيلة للدفاع) ولكن هذه لن تجدي فتيلاً ، فالحق أبلج وإن أثير حوله من الغبار ما أثير فترة من الزمن ، والباطل سينكشف ولو زخرفه أصحابه بغرور القول؟
أما الشحن النفسي ، والتوتر العصبي ، والحدة في النقد ، فتلك مكونات لا يكاد ينفك عنها قلمه ، وكنت قد نصحت له من قبل بأن الحق المدعوم بالدليل لا يحتاج مثل هذه الإسقاطات والاتهامات ، بل يفهم الناس من حدة النقد، وتجاوز الناقد ضعف الحجة، وغياب الدليل المقنع ، مما يضطر معه الناقد إلى التهويش والتهم وحين تأكد لي أن رسالتي (الأولى) بلغته ، بل وأحفظته ، فما أردت منها - علم الله - إلا النصح له ولغيره ، وكان أولى به أن يقبل الحقّ ويرعوي إليه لا أن يظل يماري ويجادل بالباطل.
ولي أو لغيري أن يفهم أن هذه الخصومة تخفي ما تخفي وراءها ، فليست القضية اختلافاً في تحقيق هذه المسألة أو تلك ، أو ضعف هذه الرواية أو صحتها فتلك قضايا تتسع لها دائرة الخلاف ، وما فتئ العلماء قديماً وطلاب العلم حديثاً يختلفون ثم يتفقون ، أو يظل كل أحدٍ منهم مقتنعاً بأدلته دون أن يتهم المخالف له .
أما الخلاف مع المالكي فقد شخصه الزميل الدكتور (العزام) بقوله : (لأن الخلاف مع المالكي أقرب إلى أن يكون في الأصول) (انظر مقاله بعنوان : عن القعقاع وسيف بن عمر (1) المنشور بجريدة الرياض في 1/4/1418هـ) .
وقال (العزام) في سبيل المقارنة بين العسكري (الرافضي) ، والمالكي : فليس في أبحاثه (المالكي) ما يسوّغ الجزم بأنه يختلف عن العسكري ، ولم يخالفه في شيء واضح ) (الحلقة الثانية من المقال نفسه ، الرياض 2/4/1418هـ) .
كما تحد الدكتور ( العزام ) عن الخلل المنهجي في نوع الاستفادة من المصادر حين قال عنه : " ويظهر لي أن الأخ المالكي يكتفي في الدراسات المقبولة لديه بالإشارات العامة الواضحة وغير الواضحة بمعزل عن مواضع الاستفادة التفصيلية .
وضرب ( العزام ) لذلك نموذجاً في كتاب ( التباني ) : ( تحذير العبقري من محاضرات الخضري ) وقال: ومع إعجاب المالكي وثنائه على الكتاب فلماذا لا نرى ذكر ( التباني ) وكتابه في مقالات القعقاع وغيرها أولاً بأول ؟ لماذا لا يجعل كلامه تبعاً لكلام التباني وأمثاله في الآراء التي سبقوه إليها كما تقتضيه الأمانة العلمية والاعتراف بفضل السابقين ؟
يتبع=============

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:01 AM
( الحلقة الأولى من مقالة د. العزام : عن القعقاع وسيف بن عمر ، الرياض 1/4/1418هـ) .
ومع جزالة ما كتبه الدكتور ( العزام ) في مقالاته النقدية لمنهج المالكي ، وأنصح من لم يطلع عليها بالعودة لقراءتها ، ومع أدبه في الرد ، واعتماده الدليل والمقارنة ، والخروج بنتائج مهمة ، فلم يستفد منها المالكي كثيراً ، بل ولم يسلم (العزّام) من تهمة (إساءة الفهم ) التي أصبحت (مشجباً) يعلقه المالكي على كل من ردّ عليه وفضح منهجه وأبان عن أخطائه ، ومع جهد الدكتور في هذه المقالات فقد قال المالكي في سبيل الرد عليه أخي الدكتور محمد العزام : اطلعت على ردك المنشور في صحيفة الرياض الأسبوع الماضي وأشكر لك مشاركتك .. لكني أعتب عليك في ترك لبّ الموضوع جانباً والتركيز على كثير من الأمور الشكلية؟ مع إساءة فهم أحياناً ... " .
وهكذا ينفرد المالكي بحسن الفهم ومن يخالفونه أصحاب فهم سيء ؟ (ورحم الله أقواماً كانوا يتهمون أنفسهم وهم أصحاب حق ، ولا كثر الله أولئك الذين يرمون الناس بأدوائهم وينسلُّون ؟_!
ولمزيد معرفة خلل المنهج عند المالكي يمكن الرجوع كذلك لما كتبه الأخ خالد بن علي آل غنام في جريدة المسلمون 5/4/1418هـ بعنوان ( حسن المالكي بين مخالفته لمنهج المحدثين وجهله المنهج العلمي ) .
وهنا لابد من التأكيد على أن ( الأهداف المقررة سلفاً ) ، و( المناهج المختلة أصلاً ) قضايا لابد من استحضارها حال النقاش ، ووضعها في الحسبان حين مناقشة الأشخاص لماذا ؟ لأن صاحب الهدف والمنهج المختل يصعب إقناعه ، ولو كان الدليل مقنعاً لغيره ، إذ ليست القضية - عند صاحب هذا المنهج - غياب الأدلة المقنعة ولا ندرة المعلومة الصحيحة ، قدر ما هي قناعات سابقة ، ومقررات راسخة ، يصرّ على البقاء عليها وإقناع الآخرين بها ، ويظل - في ذهنه - وحده المصيب ، وغيره مخطئون، وبالتالي يتحول النقاش مع هذه الفئة إلى خصومة وجدل عقيمين إلا أن يشاء الله ، وفيه مضيعة للجهد والوقت لولا إقامة الحجة ، وحماية الأمة !
من محاور الخلل في المنهج عند المالكي :
لابد حين تريد الحوار أن تعرف طبيعة المحاور ، ولا زلت مقدراً وجهة نظر عدد من الزملاء الأعزاء الذين نصحوا بعدم الدخول في حوار مع من أشربوا حبّ الجدل، ولا يمكن أن تصل معهم إلى نتيجة ، وفي ذلك مضيعة للوقت ، وإبراز لمن لا يستحقون البروز ، ولكني ما زلت أقول إن حماية الأمة من الأفكار المتسللة ، والتنبيه إلى ما وراء الأكمة مطلب يستحق العناية - ولو لفترة محددة - حتى تستبين الرؤية ، وتنكشف الحقيقة.
والمستبصر يرى أن المالكي - في كل جولة من جولاته مع المخالفين له ؟ يكشف نفسه ، ويعري منهجه - وإن لم يشعر بذلك - وإن أوهم نفسه والبسطاء أنه يخرج من الحلبة منتصراً ؟!
ومع أهمية الملاحظات التي سبق بيانها واستدراكها على مقالاته الأخيرة ففي ظني أن الخروج بعدد من المحاور تكشف خلل المنهج والرؤية عند المالكي أهم من تسجيل الملاحظات نفسها ، إذ أن هذه المحاور تعطي انطباعاً عاماً عن كتاباته ، وترشد إلى الحيطة والحذر من التدليس المتلبس بعباءة النقد التاريخي ، وحماية الحقيقة، والعزف على منهج المحدثين .. وغير ذلك من عبارات يحلو للمالكي أن يرددها كثيراً، ليستر بها ما وراءها !!
ومن خلال التأمل في مقالاته الأخيرة أو كتاباته الأخرى أمكنني رصد عدد من محاور الخلل وسمات المنهج ، وحيث أبنت عن بعضها في الحلقة الماضية أستكمل بعضها الآخر - في هذه الحلقة - وهذا بحدود ما قرأت له حتى الآن .
المجازفة بإصدار الأحكام ودعوى عدم ذكر العلماء لدور ابن سبأ في الفتنة:
لا يتورع المالكي من المجازفة بالأحكام ، والتقوّل بغير حق على الأئمة الأعلام، وتلك خلاف منهج أهل السنة والجماعة ، وليست من منهج المحدثين في شيء - وهو يتشبث به.
ومن تناقضات المالكي اتهام غيره بذلك فهو القائل " التاريخ الإسلامي مبتلى ببعض العلماء الذين يجازفون بإصدار الأحكام المستعجلة حول الأحداث والمواقف والشخصيات ... "( كتاب الرياض ، ص7) .؟
وحتى تقفوا على الحقيقة ، أسوق لكم نموذجاً واحداً ، وأنقل لكم كلماته بحروفها ثم أعرض ما يبين زيفها ، وأدع لكم الحكم على صاحب المجازفة ومثيلاتها يقول المالكي في رده في جريدة المسلمون .
" ولذلك تكلم المحدثون والمؤرخون المتقدمون عن الفتنة ولم يذكروا عبد الله بن سبأ بحرف واحد ، حتى الذهبي وابن حجر ... لم يذكروا دور عبد الله بن سبأ في الفتنة بحرف واحد ... " .
وهذه فرية يتحمل المالكي مسؤوليتها ، وأسوق لكم ما ينقضها ، وأكتفي بنموذج للمحدثين يمثله ( الآجري ) ت360 وهو من حفاظ المحدثين - كما قال ابن الأثير ( الكامل في التاريخ 7/44) ، والمحدث القدوة وشيخ الحرم الشريف ، كما قال الذهبي (سير أعلام النبلاء 16/133) ، ومما قاله الآجري عن دور ابن سبأ في باب: سبب قتل عثمان رضي الله عنه : " فإن قال (قائل ) فمن الذي قتله؟ قيل له : طوائف أشقاهم الله عز وجل بقتله حسداً منهم له ، وبغياً ، وأرادوا الفتنة..
فإن قال : فمن أين اجتمعوا على قتله ؟ قيل له : أول ذلك وبدوِّ شأنه أن بعض اليهود يقال له ابن السوداء ويعرف بعبد الله بن سبأ لعنه الله زعم أنه أسلم ... إلى قوله : فهكذا عبد الله بن سبأ أظهر الإسلام ، وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصار له أصحاب ثم ورد إلى البصرة فصار له بها أصحاب، ثم ورد إلى مصر فصار له بها أصحاب كلهم أهل ضلالة ثم تواعدوا لوقت وتكاتبوا... ثم ساروا إلى المدينة فقتلوا عثمان رضي الله عنه ( الشريعة 4/1978 ، 1979 ) .
ومن رجع إلى بقية كتب أهل العلم وجد مثل ذلك أو قريباً منه ، فهل رأيتم مثل هذه الفرية ؟! وأين الأمانة العلمية التي يدعيها المالكي ويتهم الآخرين بفقدانها؟؟
أما الذهبي ، وابن حجر اللذين خصّهما (المالكي) وحكم عليهما (ظلماً وعدواناً) بأنهما لم يذكرا دور ابن سبأ في الفتنة بحرف واحد ؟ فدونكم زيفها ونقضها ففي تاريخ الإسلام 2/122 ، 123 ، ذكر الذهبي أن ابن سبأ : هو المهيج للفتنة بمصر ، وباذر بذور الشقاق والنقمة على الولاة ..
هذا فقط في كتابه تاريخ الإسلام ؟
أما ابن حجر : فيكفينا منه القول عن ابن سبأ ودوره في الفتنة : " وأخبار عبدالله بن سبأ شهيرة في التواريخ ... ( لسان الميزان 3/345 دار الكتب العلميـة).
وإذا كان يجهل المالكي أو يتجاهل بما اشتهر ابن سبأ في كتب التاريخ فغيره لا يجهل ذلك ونقل في الفتح عن الاسفراييني خبر إحراق (علي) لطائفة السبئية وكبيرهم عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام وابتدع ما ابتدع ، ثم نقل أصلاً له في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص ، بسند قال عنه : وهذا سند حسن (الفتح 12/270) .
وإذا بطلت دعوى المالكي على الذهبي وابن حجر ، تهاوت دعاواه الأخرى على العلماء والأئمة الآخرين ، وكانت تلك واحدة من أدلة جرأة المالكي على العلماء وعلى كتب التراث ، وأوجب ذلك كله الاحتياط لما ينقله مستقبلاً ؟
ألا فلينتبه لذلك أنصاف المثقفين الذين ربما غرّهم طرح المالكي ، واعتمدوا على جزمه ولم يتبينوا كذبه على العلماء ، ومن رام مزيد البيان فليرجع إلى كتب التراث وسيجد فيها ما يشفيه وسيتبين له كذبه على مؤلفيها بعدم ذكر دور ابن سبأ في الفتنة ، وقد اكتفيت بذكر نموذج لكذبه .
ولئن كنا غير محتاجين لرأي المالكي ، أنكر أم أثبت دور ابن سبأ ، أم ظل حائراً قلقاً بين إثبات الوجود وإنكار الدور ، فذلك لتشخيص موقفه لا أكثر.

من تناقضات المالكي
الهوى مع المبتدعة وقبول روايتهم ولو كانوا دعاة لبدعتهم ؟

ليس غريباً أن ترى تناقضاً عجيباً في مواقف المالكي ومنهجه ، فهو حيناً يتشدد في الرواية ويلوذ بالثقات ، وينعى على منهج المتساهلين ، ويلوم على التشبث برواية الضعفاء - ولو لم يكونوا أصحاب بدعة مذهبية ، ولو أدى ذلك - بزعمه إلى إسقاط عدد كبير من المرويات ، بل ولو كان هذا الراوي مقبول الرواية في فنٍ معين عند العلماء ، طالما أنه مجروح عند فئةٍ أخرى وفي فنٍ آخر ؟
ثم تراه فجأة يتحول ويتنازل إلى قبول رواية المبتدعة حتى ولو كانوا دعاةً لبدعتهم ؟ وتراه حيناً يتشبث بمنهج أهل الحديث ، ويشعر الآخرين بالالتزام به ، ثم لا يلبث أن يسلك مسلكاً يخالف مسلكهم وينسجم مع منهجه ؟
هذا التناقض الغريب بين النظرية والتطبيق ، وبين التشدد والتسامح يمكن تفسيره بالتساوق مع منهجه ويمكن تعليله بخدمة هدفه الذي يريد تقريره ! ولكن الأعجب والأغرب من هذا كله أن يتجرأ المالكي على الكذب على أهل الحق، فينسب إليهم قولاً لم يقولوا به ، ويوهم القارئ باعتماد رأي شاذ أو مرجوح على أنه رأي أهل الحق ، وليس الأمر كذلك .
وحتى تتضح الصورة ، وينكشف الزيف أنقل كلام المالكي بحروفه ، ثم أتبع ذلك ببيان الحق الذي عليه أعلام الأمة .
يقول المالكي في كتاب الرياض ص210 ، 211 ، ويبين عن رأيه في رواية المبتدع (الداعي إلى بدعته) " ثم إن الذي عليه أهل الحق من أهل الجرح والتعديل أن البدعة لا تؤثر في رواية الثقة حتى وإن كانت هذه الرواية يفهم منها تأييد لبدعته".
ولا يقف المالكي عند هذا الحدّ ، بل يظلم ( البخاري ومسلم ) ويتهمهما بالرواية عن أصحاب البدع الدعاة إلى بدعتهم حين يقول : " .. فهذا خلاف ما عليه أكثر المحدثين - يعني عدم إسقاط رواية المبتدع الداعي لبدعته إذا كان ثقة - وعلى رأسهم البخاري ومسلم فلم يتركوا روايات ثقات المبتدعة حتى ولو كان فيها تأييداً لبدعتهم ، والأمثلة على هذا كثيرة قد سبق بعضها " (كتاب الرياض ، ص211).
قلت : أما الذي عليه أهل الحق ، فهو خلاف ما قرره المالكي ، وإليكم الأدلة:
1 - ذكر أبو حاتم محمد بن حبان ، عن مكحول ، حدثنا جعفر بن أبان الحافظ قال : قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله : فنكتب عن المرجيء والقدري وغيرهما من أهل الأهواء؟ قال : نعم إذا لم يكن يدعو إليه ، ويكثر الكلام فيه ، فأما إذا كان داعياً فلا " ( المجروحين 1/82) .
2 - وحكى بعض أصحاب الشافعي رحمه الله خلافاً بين أصحابه في قبول رواية المبتدع إذا لم يدع إلى بدعته ، وقال : أما إذا كان داعية فلا خلاف بينهم في عدم قبول روايته " ( مقدمة ابن الصلاح ص54) .
3 - وقال أبو حاتم بن حبان البستي أحد المصنفين من أئمة الحديث " الداعية إلى البدع لا يجوز الاحتجاج به عند أئمتنا قاطبة لا أعلم بينهم فيه خلافاً " .
4 - ثم علق عليه ابن الصلاح بقوله : وهذا المذهب الثالث أعدلها وأولاها ، وقال أيضاً : وهذا - يعني عدم قبول رواية المبتدع الداعي إلى بدعته - " مذهب الكثير أو الأكثر من العلماء " ( مقدمة ابن الصلاح ص54 ، 55 ) .
ويجلّي ( ابن الصلاح ) موقف البخاري ومسلم من الرواية عن المبتدعة فيقول: والأول - يعني من ردّ رواية المبتدع مطلقاً - بعيد مباعد للشائع عن أئمة الحديث، فإن كتبهم طافحة بالرواية عن المبتدعة غير الدعاة وفي الصحيحين كثير من أحاديثهم في الشواهد والأصول والله أعلم " ( مقدمة ابن الصلاح ص55) .
5 - وقال الحافظ ابن حجر بقبول رواية المتشيع في عرف المتقدمين - تفضيل علي على عثمان وأن علياً كان مصيباً في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما - إن كان غير داعية . ( تهذيب التهذيب 1/94) .
أما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض ، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة ( المصدر السابق 1/94 ) .
6 - وقبله قال الحافظ الذهبي : والبدعة على ضربين ، فبدعة صغرى .. وبدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه ، والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، والدعاء إلى ذلك ، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة " (الميزان 1/6) .
وقال في السير : القدري ، والمعتزلي ، والجهمي ، والرافضي ، إذا علم صدقه في الحديث وتقواه ، ولم يكن داعياً إلى بدعته ، فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته ، والعلم بحديثه ، وترددوا في الداعية هل يؤخذ عنه ؟ فذهب كثير من الحفاظ إلى تجنب حديثه وهجرانه ( سير أعلام النبلاء 7/153 ، 154) .
أكتفي بهذا القدر من النقول عن أعلام الأمة في عدم قبول رواية المبتدع الداعي إلى بدعته ، فأين هذا من كلام المالكي : " ثم إن الذي عليه أهل الحق من أهل الجرح والتعديل أن البدعة لا تؤثر في رواية الثقة حتى وإن كانت هذه الرواية يفهم منها تأييد لبدعته " ؟!
لست أدري من هم أهل الحق في نظر المالكي ؟ ولست أدري أذلك النقل يمثل الأمانة العلمية ومنهج المحدثين ؟
أدع الحكم للقاريء دون تعليق !!
1 - الكذب المتعمد للخروج من المأزق :
لا يتورع المالكي عن الكذب على الآخرين واتهامهم ، فهذا لم يفهم قصده، وهذا يتهم نيته ، وثالث أساء له .. وهو في كل ذلك يعلم الحقيقة لكنه أسلوب للخروج من المأزق ، وربما كان وسيلة لاستعطاف مشاعر الآخرين معه .
وكيف يتهمه الناس في نيته - كما يقول - والنقل ( حرفياً ) من كتبه أو مقالاته ؟ ولو قدر أن ( شخصاً ) أساء فهم ما كتبه ، فهل يعقل أن يجتمع الناس كلهم على سوء الفهم ضده ؟
والمتأمل في ( ردوده ) يرى هذه ( الشنشنة ) مقدمة يبدأ بها حديثه وتكاد تتفق في عباراتها، وقد استجمعت (نماذج) لذلك كما في الملاحظة الأولى وعباراته (المترددة) و(الغامضة) في ابن سبأ ( وجوداً أو نفياً ) نموذج للكذب، وإن شئت فقل نموذج للتناقض والريب، وتلك واحدة من ثمار الكذب؟
وثمة نموذج آخر فقد قال في مقاله الأخير في الرياض ( وفي الملاحظة الحادية عشرة) " والغريب أن الدكتور - يعنيني - يحرف كلامي ثم يحيل على كتاب الرياض وعلى كتاب بيعة علي حتى أنني أظن أنني أخطأت فإذا رجعت أجد كلامي خلاف ما يقرره أين الأمانة العلمية ولماذا هذه الأساليب " .
وأقول وحتى تكتشفوا كذبه عودوا إلى مقالاتي في ( الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ) ولن تجدوا فيها (أي) إحالة على كتابه ( بيعة علي ) فلم أنقل منه نصاً ، بل ولم أقتن الكتاب بعد فضلاً عن اطلاعي عليه ، فضلاً عن إحالتي عليه - فأي الفريقين أحق بالأمن ، وأين اتهام الآخرين بضعف الأمانة العلمية ، ويعود السؤال لمن سأل : ولماذا هذه الأساليب ؟ وهل تدخل هذه في إطار الصدق أم هي ضمن مجموعة الكذب؟!
وثالثة الأثافي كذبه على الإمامين ( الذهبي وابن حجر ) بأنهما لم يذكرا دور ابن سبأ في الفتنة ولا بحرف واحد - وقد سبق بيان ذلك - .
يضاف إليها كذبه في إيراد الروايات عن ابن سبأ من غير طريق سيف .
2 - المراوغة حتى لا تنكشف الحقيقة :
والمراوغة والحيل الباطلة عيب في سلوك المرء بشكل عام ، وهي في قضايا العلم وطرائق الإنقاذ أشد خطراً ، وهذا الخلل لا يقل عن سابقه سوءً ، فالمالكي حين تضطره إلى طريق مسدود ليس أمامه إلاَّ الاعتراف بالحق أو رفضه، يلجأ إلى أسلوب ثالث هو : تناسي القضية الكبرى المطروحة للنقاش والهروب من النقطة الجوهرية في الخلاف، والتشبث بأمور جانبية يشغل بها القاريء ولا يخرج منه برأي محدد ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك - وفي مقاله الأخير فقط - أطال الكلام على المرويات الثمان ونقدها وأنكر إسناد البعض منها واعترف بصحة إسناد بعضها ، وطرح فيها قضايا للنقاش لأول مرة، وأضاف إليها مرويات جديدة - وكل هذه القضايا قابلة للنقاش- ولكن المراوغة تكمن في هروبه من أصل القضية ، فلم تستوقفه قضية كونها جاءت من غير طريق سيف وهذا ما قطع بخلافه - وهي محور الخلاف - كما سبق البيان.
وحين يقول في الملاحظة السابعة - من هذا المقال - ما نصه " إذا كان الدكتور سليمان لا يعرف إلاَّ ثماني روايات فيها ذكر لابن سبأ من غير طريق سيف فغيره قد يعرفها وزيادة ، وليست موطن النـزاع كما سيأتي .. " ، ويقول في كتاب الرياض ص260 ما نصه : " مع أن سيفاً قد انفرد برواية أخبار ابن سبأ" أمكن رصد المراوغة بما يلي :
1 - أليس موطن النـزاع عدم ورود أي مرويات من غير طريق سيف - حسب زعمه- فكيف يتنكر لموطن النـزاع ؟
2 - وإذا كان لديه علم مسبق بهذه المرويات التي لا تنتهي إلى سيف فكيف قطع بخلافها؟ ولماذا لم يذكرها من قبل ؟
3 - هل تجدونه عرّج على مقولته السابقة في كتاب الرياض واعترف بخطأه فيها ، ولا يمنع بعد ذلك أن يبدأ النقاش في هذه المرويات .
وإذا كان هذا نموذجاً ، فثمة نموذج آخر ، قد يكون فات على كثير من القراء لكنه لم يفت على المالكي بكل تأكيد ، وهو يؤكد المراوغة ، والحيدة عن الإجابة على الأسئلة المطروحة .
ففي مقالاتي السابقة طرحت عدداً من الأسئلة المهمة لم يُعرّج عليها المالكي البتة، ولم تستوقفه في مقاله الطويل، وأنا الآن أعيد طرحها ولا زلت أنتظر إجابته (الصريحة عليها) .
لماذا ( لمز ) ابن تيمية وكتابه منهاج السنة بالذات ؟ ولماذا النيل من كتاب ( العواصم من القواصم ) لأبي بكر بن العربي . وكيف اعتبر ( المالكي ) طه حسين منصفاً في بعض القضايا أكثر من المؤرخين الإسلاميين وطه حسين صاحب الشعر الجاهلي ، وصاحب الشك في أعظم مصادرنا وهو القرآن الكريم وهو القائل " للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل وإبراهيم لماذا التشبث والدفاع عن الرواة الشيعة أمثال ( أبي مخنف) إلى ملكة (الشعر الجاهلي 26) . بل ولماذا الدفاع عن الشيعة بشكل عام - كما ورد ذلك في كتاب الرياض أكثر من مرة ؟
هذه وأمثالها قضايا أثارها المالكي بطوعه واختياره - وليست تهماً - تُنسب إليه فهو ملزم بالإجابة عنها ، أو الاعتذار عن ما كتبه فيها ، أما المراوغة فليست من شيم الرجال ، وهي مكشوفة للأجيال ؟!
3 - تلميع المشبوهين والنيل من المشاهير ؟
لا تكاد تخطئ عين القارئ المتأمل لكتابات المالكي تلميعه وثناؤه على أشخاص مشبوهين ، ونيله بأسلوب مباشر أو غير مباشر من مشاهير العلماء ، بل ربما عرّض ببعض الصحابة الكرام من وراء وراء ؟
وفوق ما مضى في الفقرة ( السابقة ) بل وفي حلقات الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ (الماضية) من ذكر نماذج لهؤلاء وأولئك ، فيأبى المالكي في مقاله الأخير (عبدالله بن سبأ وكاسحات الحقائق) إلاَّ أن ينال من الإمام (الذهبي) ويجعل من نفسه حكماً على تخطئته إذا خالف هواه في ( أبي مخنف ) الشيعي المحترق ، ونص كلامه عن الذهبي هو "فهذا نص من الذهبي في المساواة بين سيف بن عمر وأبي مخنف ، وأظن أن الذهبي لم يوفق للصواب ... " (الملاحظة السادسة عشرة) .
كما سبق في الملاحظة ( السابعة ) انتقاده لكلام الحافظ ابن حجر حين خالف منهجه في اعتماد سيف بن عمر في التاريخ .
وليس يخفى موقفه من ( ابن تيمية ) و ( ابن العربي ) وغيرهما مما سبق بيانه وإذا جاء التأكيد أكثر من مرة أن أحداً ليس معصوماً من الخطأ ، فاللافت للنظر في منهجية المالكي تسارع نقده لهؤلاء العلماء ، فما أن ينتهي من عالم حتى تبدأ سهامه تتناوش الآخر ، ولا ندري ماذا في جعبته مستقبلاً ؟!
وهل ( حِمى ) العلماء مستباح لكل ناقد - إن بحق أو بباطل - وهو يترك صغار الطلبة يجرحون أو يعدلوا مشاهير العلماء كما يشاءون ؟!
ولست محتاجاً إلى إعادة القول في تهوين (المالكي) من شأن المستشرقين ، ولا الثناء على أذنابهم من المستغربين ، ولا العناية والتمجيد لأبحاث الشيعة المحدثين، فضلاً عن الدفاع عن رواتهم المتقدمين ؟ أليس ذلك خللاً في المنهج حري بالرصد والمتابعة ؟!
4 - التراجع شكلاً لا مضموناً :
من يتأمل ( مراجعات ) المالكي لا يجد فيها - حتى الآن - شيئاً ذا بال ، إذ لم يعلن تراجعه عن قضية كبرى من القضايا التي طرحها ، ولم يوافقه الآخرون عليها و(المختصون) وسواهم منذ بدأ طرحه يفندون وجهة نظره بالأدلة العلمية ، ويكشفون خلل منهجه من خلال طروحاته الغريبة الفجة ، ولم نسمع حتى الآن أنه تراجع عن شيء أُثبت له خلافه أكثر من سماعنا عن غرامه بالردود ، وعشقه الجدل والمراء .
ولئن كتب مقالاً خاصاً عن ( مراجعاته ) وأعلن فيه عن مراجعات شكلية كانت بالفعل محل استغراب عند بداية طرحه ، ثم أنستها القضايا الكبرى التي طرحها، فلم يعلن - في هذا المقال - تراجعه عن قضايا مهمة خالف فيها غيره ، وسيق له من الأدلة ما يكفي للإقناع .
ويحلو للمالكي أن يجعل أخطاءه والثناء على طه حسين ، وإعجابه ببحث مرتضى العسكري ، والدكتور الهلابي خاتمة لمقال المراجعات ، ولا يضعها في مقدمة القضايا والمراجعات ، وتأتي صياغته لها على شكل (تعقيبات) ، و(ملاحظات) على هؤلاء ، ولست أدري هل ستأتي هذه التعقيبات قريباً أم سيتأخر صدورها ، وأهم من ذلك هل ستأتي ملاحظات وتعقيبات ذات بال ، أم هي إرضاء خواطر ، واتقاءً للصدمة المستنكرة ؟ لا نستطيع الجزم بشيء قبل أن نتبين ، ولكن الذي يظهر لنا حتى الآن أن مراجعاته ( شكلية )، وخذوا نماذج على سبيل المثال : يقول المالكي في (مراجعاته) كما أن لي ملاحظات على بحث أستاذنا الدكتور عبد العزيز الهلابي عن عبدالله بن سبأ ، لكن تلك الملاحظات لا تقدح في النتيجة التي توصل إليها ، لكنها تجعلني أتوقف في متابعة تلك النتائج بكل تفاصيلها" .
وإذا كان أبرز نتائج دراسة د. الهلابي القول بأن شخصية ابن سبأ وهمية لم يكن لها وجود ، فإن وجد شخص بهذا الاسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي أسند إليه سيف وأصحاب كتب الفرق " (ص73 من حولية كلية آداب الكويت).
فالمالكي يقرر سلفاً مشاركته الإنكار أو التشكيك الفعلي لابن سبأ ، سواءً كان ذلك التشكيك في وجوده أو إنكار دوره في الفتنة ، وقد سبق البيان أن وجود ابن سبأ لا قيمة له إذا أنكر دوره في الفتنة ، وبالتالي يسقط الرهان الذي راهن عليه في التفريق بين أمرين متلازمين ، وتبقى بعد ذلك مراجعاته وحب ما قطع به من عدم القدح بالنتيجة التي توصل إليها أستاذه الهلابي - في أمور شكلية أو في تفاصيل تتسع لها دائرة النقاش والخلاف ؟
وعلى كل حال فنحن أولاً : نرحب بالرجوع للحق ، ولكن الذي ننشده أن يشمل القضايا الكلية ، وألا يكون حجم العنوان أكبر من واقعه .
ثانياً : أن يسارع المالكي لما وعد به ، فتصحيح الأخطاء أولى من المضي قدماً في استحداث قضايا جديدة قد تحمل في ثناياها ما يدعو إلى مراجعة لها مستقبلاً ، فتتضخم الأخطاء، وربما شكل الاعتذار عنها ثقلاً على النفس أخّر بيانها .
ثالثاً : وتعني المراجعات استصلاح الأخطاء - بعد إعلانها على الناس - في الكتب المطبوعة وتصحيح ما بُني عليها من مفاهيم ونتائج متعلقة بها.
رابعاً : وأن يكون التصحيح بلغة ومفهوم يرضى به العالِمون وأهل الاختصاص، وألا يكون مما يرضى به الدهماء وعوام الناس .
وحين يتحقق ذلك كله تعتبر المراجعات، ويقدر للمراجع تراجعه ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
لماذا يستميت المالكي في إسقاط مرويات سيف ؟
سبق لي القول أن المالكي جعل ( سيف بن عمر ) مشجباً ، وأراد من خلاله إسقاط كثير من الحقائق التاريخية ، بل وتجرأ بالقول على إسقاط (730) رواية، وإلقائها - على حد تعبيره - في مهملات التاريخ ومنكراته ، إلاَّ روايات معدودة في تاريخ الطبري توبع عليها ( كتاب الرياض ص62) وذلك لورودها عن طريق سيف؟
- ومشروعه التشكيكي في قوله بإسطورة القعقاع ، عن طريق سيف بن عمر.
- ومحاولته التشكيك في وجود ابن سبأ أو دوره في الفتنة عن طريق سيف أيضاً ، وإذا لم يقتنع بمرويات لا تنتهي إلى سيف في وجوده ، فلن يقتنع بمرويات أخرى عن دوره في الفتنة - وثمة نتيجة رابعة لابد للمالكي أن ينتهي إليها وهو يصر على إسقاط مرويات سيف في الفتنة ، هذه النتيجة هي كون الصحابة هم المحركون للمؤامرة على عثمان رضي اللَّه عنه ، والمثيرون للفتنة ، وذلك أن مرويات أهل السنة ، ورأيهم دفع أي تهمة في إشراك الصحابة في دم عثمان ، والخروج عليه ، ومرويات سيف بن عمر تسير في هذا الاتجاه غالباً .
أما روايات أهل البدع فهي تتهم الصحابة في هذه الفتنة ، وأبرز نموذج لذلك مرويات أبي مخنف - الذي يستميت المالكي في الدفاع عنه - وللبيان فقط أسوق نموذجاً لهذه المرويات ، فإن رضيها المالكي فهي ليست محل رضا عند أهل السنة والجماعة ، روى البلاذري في أنسابه عن أبي مخنف اتهام عثمان بأنه الخليفة الذي كثرت سقطاته فاستحق ما استحق ( أنساب الإشراف 5/59 ، 62 ) .
وفي نظر - أبي مخنف - يظهر ( طلحة ) رضي اللَّه عنه كواحد من الثائرين على عثمان والمؤلبين ضده . ( أنساب الأشراف 5/78 ) ، ولا ندري ماذا سيفاجأنا المالكي مستقبلاً ، متخذاً من سيف بن عمر وسيلة للهدم في تاريخنا ، وقد تفطن لذلك جيداً د. العزام في رده على المالكي ؟
الغموض في الشخصية والأهداف ؟
ماذا يريد المالكي ، أو ماذا يكون المالكي ؟
هذا سؤال ورد عليّ كثيراً من عدد من السائلين والقراء ، إذ يرون وأرى معهم تناقضاً واضحاً في كتاباته ، فهو يتشبث بمنهج أهل الحديث نظرياً ثم يخالفهم النظر فيما انتهوا إليه وأثبتوه عملياً ، ويظهر حيناً مدافعاً عن الصحابة ، وحيناً يُعرض ببعضهم وينالهم بما ليس فيهم ؟ وتراه يعتمد العالم الفلاني في تقولاته ، فإذا خالف منهجه اعتبر كلامه موهماً ومشتبهاً وإن كان واضحاً ، كما صنع مع الذهبي وابن حجر ؟
وتتردد عباراته مع الطبري فلا تكاد تدري أمادحاً له أم قادحاً ؟
ويهولك تشدده في الرواية وعدم قبوله رواية الضعفاء ، ولا فيما اعتمدوا فيه كسيف في التاريخ، ثم تراه في مقابل ذلك يتسامح في رواية المبتدعة وإن أيدت مروياتهم بدعتهم ، بل يستميت في الدفاع عن بعضهم ولو كان شيعياً محترقاً كما صنع مع ( أبي مخنف ) .
ويتساءلون عن هدفه من وراء طروحاته الفجة ، وآرائه الغريبة ، وهدمياته للحقائق التاريخية ، واختياره فترة معينة في تأريخنا ، وتركيزه على نوع من الكتب والرسائل العلمية ؟ ولئن كنت لا أملك إجابة قطعية محددة ، ولا أعلم ما في السرائر ، فيستطيع المتأمل في كتاباته وآرائه أن يقول عنه أحد الاحتمالين :
1 - فهو إما رجلٌ جاهل يظهر في ثوب ( المتعالم ) ، ويسيء استخدام آليات العلم وإن علمها ، ويظهر ذلك في نتائج دراسته ، ولذا تراه ينكر ما ينكر ويجزم ويقطع - وإن بقي في الميدان وحده أو شاركه ثلة من أصحابه - ويشكك في هذا الحدث وينكر ذاك ، وهو يرى في ذلك كله سبيلاً للشهرة وميداناً للإثارة وقد قيل "إذا أردت الشهرة فخالف المشاهير " .
2 - أو أن الرجل صاحب هدف أراد أن يمرره ويقنع به البسطاء ، متخذاً من منهج التحقيق العلمي له غطاءً ، وعباءة النقد التاريخي له مدخلاً .
كل ذلك يقال من خلال كتاباته ومغالطاته ، واللَّه يتولى السرائر ورحم اللَّه إمرءً كف الغيبة عن نفسه ، ووسعه ما وسع جمهور الأمة فإنَّ يد اللَّه مع الجماعة ومن شذّ شذ في النار .
المالكي بين المباهلة والمحاكمة :
يسارع المالكي ، ويكرر دعوته لأكثر من شخص من الأشخاص الذين ردُّوا عليه بالدعوة للمباهلة أو المحاكمة .
أما المباهلة التي طلبها من الأخ ( علي رضا ) فقد أحسن علي رضا حين دعا المالكي إلى أن يبتهلوا إلى اللَّه تعالى بما يلي :
1 - من كان في قلبه خبئة على أحد من أصحاب رسول اللَّه  فأهلكه اللَّه.
2 - من كان في قلبه دخن على شيخ الإسلام ابن تيمية فأهلكه اللَّه .
3 - من كان في قلبه غل على العقيدة السلفية فأهلكه اللَّه .
4 - من كان في قلبه غش على منهج السلف الصالح فأهلكه اللَّه _
ونحن نقول : اللهم آمين ، وندعو المالكي للدعاء بمثلها لنؤمن على دعائه، ونسأل اللَّه أن يجعل لعنته على الكاذبين .
أما المحاكمة فهي من عجائب طروحات المالكي ، وإلا فكيف يرضى بالتحاكم إلى قسم من الأقسام وفي إحدى الكليات ، وهو الذي رفض الحكم من عدد من الأقسام ، ممثلة لعدد من الجامعات ؟_
أوليس الذين ردوا عليه - مختصين أو غير مختصين - ينتمون لعدد من الأقسام العلمية ، ويمثلون عدة جامعات ، فإذا رفض ردود هؤلاء وتنكر لآرائهم فهل سيقبل غيرهم، أم يظن أن طروحاته المشككة تجاوزت دهماء الناس إلى أساتذة الجامعات؟ كلا فقد بلغني أن (سيلاً) من الردود كتبت ضده وإن لم تر النور بعد ؟ أما أهل الاختصاص فظني أن عدداً منهم لو أتيحت له الفرصة فسيكشف الخلل أكثر ويُعري المنقذ ؟
الدعوة لتشكيل لجنة :
وأهم من ذلك كله ، وطالما أن المالكي دعا بنفسه إلى المحاكمة فإنني أدعو إلى تشكيل لجنة من أهل الاختصاص ، والعلم الشرعي للنظر في كتابات المالكي .
فإن وجدت فيها تشويهاً للحقائق ، أو اعتداء على كتب التراث أو اتهاماً لعلماء السنة ولمزاً لهم أو لكتبهم ، أو تجاوزات في العقيدة ، أو ميلاً في المذهبية .. أو نحواً من ذلك .
فينبغي أن يوقف عند حده ، وتقترح اللجنة ما تراه بشأنه ويرفع ذلك كله لأولي الأمر والنهي .. وفي ذلك كله قطع لدابر الفتنة ، وحماية للأمة ، وإلزام بمنهج الحق الذي نعتقده جميعاً ، منهج أهل السنة والجماعة .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:03 AM
( الحلقة الأولى من مقالة د. العزام : عن القعقاع وسيف بن عمر ، الرياض 1/4/1418هـ) .
ومع جزالة ما كتبه الدكتور ( العزام ) في مقالاته النقدية لمنهج المالكي ، وأنصح من لم يطلع عليها بالعودة لقراءتها ، ومع أدبه في الرد ، واعتماده الدليل والمقارنة ، والخروج بنتائج مهمة ، فلم يستفد منها المالكي كثيراً ، بل ولم يسلم (العزّام) من تهمة (إساءة الفهم ) التي أصبحت (مشجباً) يعلقه المالكي على كل من ردّ عليه وفضح منهجه وأبان عن أخطائه ، ومع جهد الدكتور في هذه المقالات فقد قال المالكي في سبيل الرد عليه أخي الدكتور محمد العزام : اطلعت على ردك المنشور في صحيفة الرياض الأسبوع الماضي وأشكر لك مشاركتك .. لكني أعتب عليك في ترك لبّ الموضوع جانباً والتركيز على كثير من الأمور الشكلية؟ مع إساءة فهم أحياناً ... " .
وهكذا ينفرد المالكي بحسن الفهم ومن يخالفونه أصحاب فهم سيء ؟ (ورحم الله أقواماً كانوا يتهمون أنفسهم وهم أصحاب حق ، ولا كثر الله أولئك الذين يرمون الناس بأدوائهم وينسلُّون ؟_!
ولمزيد معرفة خلل المنهج عند المالكي يمكن الرجوع كذلك لما كتبه الأخ خالد بن علي آل غنام في جريدة المسلمون 5/4/1418هـ بعنوان ( حسن المالكي بين مخالفته لمنهج المحدثين وجهله المنهج العلمي ) .
وهنا لابد من التأكيد على أن ( الأهداف المقررة سلفاً ) ، و( المناهج المختلة أصلاً ) قضايا لابد من استحضارها حال النقاش ، ووضعها في الحسبان حين مناقشة الأشخاص لماذا ؟ لأن صاحب الهدف والمنهج المختل يصعب إقناعه ، ولو كان الدليل مقنعاً لغيره ، إذ ليست القضية - عند صاحب هذا المنهج - غياب الأدلة المقنعة ولا ندرة المعلومة الصحيحة ، قدر ما هي قناعات سابقة ، ومقررات راسخة ، يصرّ على البقاء عليها وإقناع الآخرين بها ، ويظل - في ذهنه - وحده المصيب ، وغيره مخطئون، وبالتالي يتحول النقاش مع هذه الفئة إلى خصومة وجدل عقيمين إلا أن يشاء الله ، وفيه مضيعة للجهد والوقت لولا إقامة الحجة ، وحماية الأمة !
من محاور الخلل في المنهج عند المالكي :
لابد حين تريد الحوار أن تعرف طبيعة المحاور ، ولا زلت مقدراً وجهة نظر عدد من الزملاء الأعزاء الذين نصحوا بعدم الدخول في حوار مع من أشربوا حبّ الجدل، ولا يمكن أن تصل معهم إلى نتيجة ، وفي ذلك مضيعة للوقت ، وإبراز لمن لا يستحقون البروز ، ولكني ما زلت أقول إن حماية الأمة من الأفكار المتسللة ، والتنبيه إلى ما وراء الأكمة مطلب يستحق العناية - ولو لفترة محددة - حتى تستبين الرؤية ، وتنكشف الحقيقة.
والمستبصر يرى أن المالكي - في كل جولة من جولاته مع المخالفين له ؟ يكشف نفسه ، ويعري منهجه - وإن لم يشعر بذلك - وإن أوهم نفسه والبسطاء أنه يخرج من الحلبة منتصراً ؟!
ومع أهمية الملاحظات التي سبق بيانها واستدراكها على مقالاته الأخيرة ففي ظني أن الخروج بعدد من المحاور تكشف خلل المنهج والرؤية عند المالكي أهم من تسجيل الملاحظات نفسها ، إذ أن هذه المحاور تعطي انطباعاً عاماً عن كتاباته ، وترشد إلى الحيطة والحذر من التدليس المتلبس بعباءة النقد التاريخي ، وحماية الحقيقة، والعزف على منهج المحدثين .. وغير ذلك من عبارات يحلو للمالكي أن يرددها كثيراً، ليستر بها ما وراءها !!
ومن خلال التأمل في مقالاته الأخيرة أو كتاباته الأخرى أمكنني رصد عدد من محاور الخلل وسمات المنهج ، وحيث أبنت عن بعضها في الحلقة الماضية أستكمل بعضها الآخر - في هذه الحلقة - وهذا بحدود ما قرأت له حتى الآن .
المجازفة بإصدار الأحكام ودعوى عدم ذكر العلماء لدور ابن سبأ في الفتنة:
لا يتورع المالكي من المجازفة بالأحكام ، والتقوّل بغير حق على الأئمة الأعلام، وتلك خلاف منهج أهل السنة والجماعة ، وليست من منهج المحدثين في شيء - وهو يتشبث به.
ومن تناقضات المالكي اتهام غيره بذلك فهو القائل " التاريخ الإسلامي مبتلى ببعض العلماء الذين يجازفون بإصدار الأحكام المستعجلة حول الأحداث والمواقف والشخصيات ... "( كتاب الرياض ، ص7) .؟
وحتى تقفوا على الحقيقة ، أسوق لكم نموذجاً واحداً ، وأنقل لكم كلماته بحروفها ثم أعرض ما يبين زيفها ، وأدع لكم الحكم على صاحب المجازفة ومثيلاتها يقول المالكي في رده في جريدة المسلمون .
" ولذلك تكلم المحدثون والمؤرخون المتقدمون عن الفتنة ولم يذكروا عبد الله بن سبأ بحرف واحد ، حتى الذهبي وابن حجر ... لم يذكروا دور عبد الله بن سبأ في الفتنة بحرف واحد ... " .
وهذه فرية يتحمل المالكي مسؤوليتها ، وأسوق لكم ما ينقضها ، وأكتفي بنموذج للمحدثين يمثله ( الآجري ) ت360 وهو من حفاظ المحدثين - كما قال ابن الأثير ( الكامل في التاريخ 7/44) ، والمحدث القدوة وشيخ الحرم الشريف ، كما قال الذهبي (سير أعلام النبلاء 16/133) ، ومما قاله الآجري عن دور ابن سبأ في باب: سبب قتل عثمان رضي الله عنه : " فإن قال (قائل ) فمن الذي قتله؟ قيل له : طوائف أشقاهم الله عز وجل بقتله حسداً منهم له ، وبغياً ، وأرادوا الفتنة..
فإن قال : فمن أين اجتمعوا على قتله ؟ قيل له : أول ذلك وبدوِّ شأنه أن بعض اليهود يقال له ابن السوداء ويعرف بعبد الله بن سبأ لعنه الله زعم أنه أسلم ... إلى قوله : فهكذا عبد الله بن سبأ أظهر الإسلام ، وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصار له أصحاب ثم ورد إلى البصرة فصار له بها أصحاب، ثم ورد إلى مصر فصار له بها أصحاب كلهم أهل ضلالة ثم تواعدوا لوقت وتكاتبوا... ثم ساروا إلى المدينة فقتلوا عثمان رضي الله عنه ( الشريعة 4/1978 ، 1979 ) .
ومن رجع إلى بقية كتب أهل العلم وجد مثل ذلك أو قريباً منه ، فهل رأيتم مثل هذه الفرية ؟! وأين الأمانة العلمية التي يدعيها المالكي ويتهم الآخرين بفقدانها؟؟
أما الذهبي ، وابن حجر اللذين خصّهما (المالكي) وحكم عليهما (ظلماً وعدواناً) بأنهما لم يذكرا دور ابن سبأ في الفتنة بحرف واحد ؟ فدونكم زيفها ونقضها ففي تاريخ الإسلام 2/122 ، 123 ، ذكر الذهبي أن ابن سبأ : هو المهيج للفتنة بمصر ، وباذر بذور الشقاق والنقمة على الولاة ..
هذا فقط في كتابه تاريخ الإسلام ؟
أما ابن حجر : فيكفينا منه القول عن ابن سبأ ودوره في الفتنة : " وأخبار عبدالله بن سبأ شهيرة في التواريخ ... ( لسان الميزان 3/345 دار الكتب العلميـة).
وإذا كان يجهل المالكي أو يتجاهل بما اشتهر ابن سبأ في كتب التاريخ فغيره لا يجهل ذلك ونقل في الفتح عن الاسفراييني خبر إحراق (علي) لطائفة السبئية وكبيرهم عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام وابتدع ما ابتدع ، ثم نقل أصلاً له في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص ، بسند قال عنه : وهذا سند حسن (الفتح 12/270) .
وإذا بطلت دعوى المالكي على الذهبي وابن حجر ، تهاوت دعاواه الأخرى على العلماء والأئمة الآخرين ، وكانت تلك واحدة من أدلة جرأة المالكي على العلماء وعلى كتب التراث ، وأوجب ذلك كله الاحتياط لما ينقله مستقبلاً ؟
ألا فلينتبه لذلك أنصاف المثقفين الذين ربما غرّهم طرح المالكي ، واعتمدوا على جزمه ولم يتبينوا كذبه على العلماء ، ومن رام مزيد البيان فليرجع إلى كتب التراث وسيجد فيها ما يشفيه وسيتبين له كذبه على مؤلفيها بعدم ذكر دور ابن سبأ في الفتنة ، وقد اكتفيت بذكر نموذج لكذبه .
ولئن كنا غير محتاجين لرأي المالكي ، أنكر أم أثبت دور ابن سبأ ، أم ظل حائراً قلقاً بين إثبات الوجود وإنكار الدور ، فذلك لتشخيص موقفه لا أكثر.

من تناقضات المالكي
الهوى مع المبتدعة وقبول روايتهم ولو كانوا دعاة لبدعتهم ؟

ليس غريباً أن ترى تناقضاً عجيباً في مواقف المالكي ومنهجه ، فهو حيناً يتشدد في الرواية ويلوذ بالثقات ، وينعى على منهج المتساهلين ، ويلوم على التشبث برواية الضعفاء - ولو لم يكونوا أصحاب بدعة مذهبية ، ولو أدى ذلك - بزعمه إلى إسقاط عدد كبير من المرويات ، بل ولو كان هذا الراوي مقبول الرواية في فنٍ معين عند العلماء ، طالما أنه مجروح عند فئةٍ أخرى وفي فنٍ آخر ؟
ثم تراه فجأة يتحول ويتنازل إلى قبول رواية المبتدعة حتى ولو كانوا دعاةً لبدعتهم ؟ وتراه حيناً يتشبث بمنهج أهل الحديث ، ويشعر الآخرين بالالتزام به ، ثم لا يلبث أن يسلك مسلكاً يخالف مسلكهم وينسجم مع منهجه ؟
هذا التناقض الغريب بين النظرية والتطبيق ، وبين التشدد والتسامح يمكن تفسيره بالتساوق مع منهجه ويمكن تعليله بخدمة هدفه الذي يريد تقريره ! ولكن الأعجب والأغرب من هذا كله أن يتجرأ المالكي على الكذب على أهل الحق، فينسب إليهم قولاً لم يقولوا به ، ويوهم القارئ باعتماد رأي شاذ أو مرجوح على أنه رأي أهل الحق ، وليس الأمر كذلك .
وحتى تتضح الصورة ، وينكشف الزيف أنقل كلام المالكي بحروفه ، ثم أتبع ذلك ببيان الحق الذي عليه أعلام الأمة .
يقول المالكي في كتاب الرياض ص210 ، 211 ، ويبين عن رأيه في رواية المبتدع (الداعي إلى بدعته) " ثم إن الذي عليه أهل الحق من أهل الجرح والتعديل أن البدعة لا تؤثر في رواية الثقة حتى وإن كانت هذه الرواية يفهم منها تأييد لبدعته".
ولا يقف المالكي عند هذا الحدّ ، بل يظلم ( البخاري ومسلم ) ويتهمهما بالرواية عن أصحاب البدع الدعاة إلى بدعتهم حين يقول : " .. فهذا خلاف ما عليه أكثر المحدثين - يعني عدم إسقاط رواية المبتدع الداعي لبدعته إذا كان ثقة - وعلى رأسهم البخاري ومسلم فلم يتركوا روايات ثقات المبتدعة حتى ولو كان فيها تأييداً لبدعتهم ، والأمثلة على هذا كثيرة قد سبق بعضها " (كتاب الرياض ، ص211).
قلت : أما الذي عليه أهل الحق ، فهو خلاف ما قرره المالكي ، وإليكم الأدلة:
1 - ذكر أبو حاتم محمد بن حبان ، عن مكحول ، حدثنا جعفر بن أبان الحافظ قال : قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله : فنكتب عن المرجيء والقدري وغيرهما من أهل الأهواء؟ قال : نعم إذا لم يكن يدعو إليه ، ويكثر الكلام فيه ، فأما إذا كان داعياً فلا " ( المجروحين 1/82) .
2 - وحكى بعض أصحاب الشافعي رحمه الله خلافاً بين أصحابه في قبول رواية المبتدع إذا لم يدع إلى بدعته ، وقال : أما إذا كان داعية فلا خلاف بينهم في عدم قبول روايته " ( مقدمة ابن الصلاح ص54) .
3 - وقال أبو حاتم بن حبان البستي أحد المصنفين من أئمة الحديث " الداعية إلى البدع لا يجوز الاحتجاج به عند أئمتنا قاطبة لا أعلم بينهم فيه خلافاً " .
4 - ثم علق عليه ابن الصلاح بقوله : وهذا المذهب الثالث أعدلها وأولاها ، وقال أيضاً : وهذا - يعني عدم قبول رواية المبتدع الداعي إلى بدعته - " مذهب الكثير أو الأكثر من العلماء " ( مقدمة ابن الصلاح ص54 ، 55 ) .
ويجلّي ( ابن الصلاح ) موقف البخاري ومسلم من الرواية عن المبتدعة فيقول: والأول - يعني من ردّ رواية المبتدع مطلقاً - بعيد مباعد للشائع عن أئمة الحديث، فإن كتبهم طافحة بالرواية عن المبتدعة غير الدعاة وفي الصحيحين كثير من أحاديثهم في الشواهد والأصول والله أعلم " ( مقدمة ابن الصلاح ص55) .
5 - وقال الحافظ ابن حجر بقبول رواية المتشيع في عرف المتقدمين - تفضيل علي على عثمان وأن علياً كان مصيباً في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما - إن كان غير داعية . ( تهذيب التهذيب 1/94) .
أما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض ، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة ( المصدر السابق 1/94 ) .
6 - وقبله قال الحافظ الذهبي : والبدعة على ضربين ، فبدعة صغرى .. وبدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه ، والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، والدعاء إلى ذلك ، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة " (الميزان 1/6) .
وقال في السير : القدري ، والمعتزلي ، والجهمي ، والرافضي ، إذا علم صدقه في الحديث وتقواه ، ولم يكن داعياً إلى بدعته ، فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته ، والعلم بحديثه ، وترددوا في الداعية هل يؤخذ عنه ؟ فذهب كثير من الحفاظ إلى تجنب حديثه وهجرانه ( سير أعلام النبلاء 7/153 ، 154) .
أكتفي بهذا القدر من النقول عن أعلام الأمة في عدم قبول رواية المبتدع الداعي إلى بدعته ، فأين هذا من كلام المالكي : " ثم إن الذي عليه أهل الحق من أهل الجرح والتعديل أن البدعة لا تؤثر في رواية الثقة حتى وإن كانت هذه الرواية يفهم منها تأييد لبدعته " ؟!
لست أدري من هم أهل الحق في نظر المالكي ؟ ولست أدري أذلك النقل يمثل الأمانة العلمية ومنهج المحدثين ؟
أدع الحكم للقاريء دون تعليق !!
1 - الكذب المتعمد للخروج من المأزق :
لا يتورع المالكي عن الكذب على الآخرين واتهامهم ، فهذا لم يفهم قصده، وهذا يتهم نيته ، وثالث أساء له .. وهو في كل ذلك يعلم الحقيقة لكنه أسلوب للخروج من المأزق ، وربما كان وسيلة لاستعطاف مشاعر الآخرين معه .
وكيف يتهمه الناس في نيته - كما يقول - والنقل ( حرفياً ) من كتبه أو مقالاته ؟ ولو قدر أن ( شخصاً ) أساء فهم ما كتبه ، فهل يعقل أن يجتمع الناس كلهم على سوء الفهم ضده ؟
والمتأمل في ( ردوده ) يرى هذه ( الشنشنة ) مقدمة يبدأ بها حديثه وتكاد تتفق في عباراتها، وقد استجمعت (نماذج) لذلك كما في الملاحظة الأولى وعباراته (المترددة) و(الغامضة) في ابن سبأ ( وجوداً أو نفياً ) نموذج للكذب، وإن شئت فقل نموذج للتناقض والريب، وتلك واحدة من ثمار الكذب؟
وثمة نموذج آخر فقد قال في مقاله الأخير في الرياض ( وفي الملاحظة الحادية عشرة) " والغريب أن الدكتور - يعنيني - يحرف كلامي ثم يحيل على كتاب الرياض وعلى كتاب بيعة علي حتى أنني أظن أنني أخطأت فإذا رجعت أجد كلامي خلاف ما يقرره أين الأمانة العلمية ولماذا هذه الأساليب " .
وأقول وحتى تكتشفوا كذبه عودوا إلى مقالاتي في ( الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ) ولن تجدوا فيها (أي) إحالة على كتابه ( بيعة علي ) فلم أنقل منه نصاً ، بل ولم أقتن الكتاب بعد فضلاً عن اطلاعي عليه ، فضلاً عن إحالتي عليه - فأي الفريقين أحق بالأمن ، وأين اتهام الآخرين بضعف الأمانة العلمية ، ويعود السؤال لمن سأل : ولماذا هذه الأساليب ؟ وهل تدخل هذه في إطار الصدق أم هي ضمن مجموعة الكذب؟!
وثالثة الأثافي كذبه على الإمامين ( الذهبي وابن حجر ) بأنهما لم يذكرا دور ابن سبأ في الفتنة ولا بحرف واحد - وقد سبق بيان ذلك - .
يضاف إليها كذبه في إيراد الروايات عن ابن سبأ من غير طريق سيف .
2 - المراوغة حتى لا تنكشف الحقيقة :
والمراوغة والحيل الباطلة عيب في سلوك المرء بشكل عام ، وهي في قضايا العلم وطرائق الإنقاذ أشد خطراً ، وهذا الخلل لا يقل عن سابقه سوءً ، فالمالكي حين تضطره إلى طريق مسدود ليس أمامه إلاَّ الاعتراف بالحق أو رفضه، يلجأ إلى أسلوب ثالث هو : تناسي القضية الكبرى المطروحة للنقاش والهروب من النقطة الجوهرية في الخلاف، والتشبث بأمور جانبية يشغل بها القاريء ولا يخرج منه برأي محدد ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك - وفي مقاله الأخير فقط - أطال الكلام على المرويات الثمان ونقدها وأنكر إسناد البعض منها واعترف بصحة إسناد بعضها ، وطرح فيها قضايا للنقاش لأول مرة، وأضاف إليها مرويات جديدة - وكل هذه القضايا قابلة للنقاش- ولكن المراوغة تكمن في هروبه من أصل القضية ، فلم تستوقفه قضية كونها جاءت من غير طريق سيف وهذا ما قطع بخلافه - وهي محور الخلاف - كما سبق البيان.
وحين يقول في الملاحظة السابعة - من هذا المقال - ما نصه " إذا كان الدكتور سليمان لا يعرف إلاَّ ثماني روايات فيها ذكر لابن سبأ من غير طريق سيف فغيره قد يعرفها وزيادة ، وليست موطن النـزاع كما سيأتي .. " ، ويقول في كتاب الرياض ص260 ما نصه : " مع أن سيفاً قد انفرد برواية أخبار ابن سبأ" أمكن رصد المراوغة بما يلي :
1 - أليس موطن النـزاع عدم ورود أي مرويات من غير طريق سيف - حسب زعمه- فكيف يتنكر لموطن النـزاع ؟
2 - وإذا كان لديه علم مسبق بهذه المرويات التي لا تنتهي إلى سيف فكيف قطع بخلافها؟ ولماذا لم يذكرها من قبل ؟
3 - هل تجدونه عرّج على مقولته السابقة في كتاب الرياض واعترف بخطأه فيها ، ولا يمنع بعد ذلك أن يبدأ النقاش في هذه المرويات .
وإذا كان هذا نموذجاً ، فثمة نموذج آخر ، قد يكون فات على كثير من القراء لكنه لم يفت على المالكي بكل تأكيد ، وهو يؤكد المراوغة ، والحيدة عن الإجابة على الأسئلة المطروحة .
ففي مقالاتي السابقة طرحت عدداً من الأسئلة المهمة لم يُعرّج عليها المالكي البتة، ولم تستوقفه في مقاله الطويل، وأنا الآن أعيد طرحها ولا زلت أنتظر إجابته (الصريحة عليها) .
لماذا ( لمز ) ابن تيمية وكتابه منهاج السنة بالذات ؟ ولماذا النيل من كتاب ( العواصم من القواصم ) لأبي بكر بن العربي . وكيف اعتبر ( المالكي ) طه حسين منصفاً في بعض القضايا أكثر من المؤرخين الإسلاميين وطه حسين صاحب الشعر الجاهلي ، وصاحب الشك في أعظم مصادرنا وهو القرآن الكريم وهو القائل " للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل وإبراهيم لماذا التشبث والدفاع عن الرواة الشيعة أمثال ( أبي مخنف) إلى ملكة (الشعر الجاهلي 26) . بل ولماذا الدفاع عن الشيعة بشكل عام - كما ورد ذلك في كتاب الرياض أكثر من مرة ؟
هذه وأمثالها قضايا أثارها المالكي بطوعه واختياره - وليست تهماً - تُنسب إليه فهو ملزم بالإجابة عنها ، أو الاعتذار عن ما كتبه فيها ، أما المراوغة فليست من شيم الرجال ، وهي مكشوفة للأجيال ؟!
3 - تلميع المشبوهين والنيل من المشاهير ؟
لا تكاد تخطئ عين القارئ المتأمل لكتابات المالكي تلميعه وثناؤه على أشخاص مشبوهين ، ونيله بأسلوب مباشر أو غير مباشر من مشاهير العلماء ، بل ربما عرّض ببعض الصحابة الكرام من وراء وراء ؟
وفوق ما مضى في الفقرة ( السابقة ) بل وفي حلقات الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ (الماضية) من ذكر نماذج لهؤلاء وأولئك ، فيأبى المالكي في مقاله الأخير (عبدالله بن سبأ وكاسحات الحقائق) إلاَّ أن ينال من الإمام (الذهبي) ويجعل من نفسه حكماً على تخطئته إذا خالف هواه في ( أبي مخنف ) الشيعي المحترق ، ونص كلامه عن الذهبي هو "فهذا نص من الذهبي في المساواة بين سيف بن عمر وأبي مخنف ، وأظن أن الذهبي لم يوفق للصواب ... " (الملاحظة السادسة عشرة) .
كما سبق في الملاحظة ( السابعة ) انتقاده لكلام الحافظ ابن حجر حين خالف منهجه في اعتماد سيف بن عمر في التاريخ .
وليس يخفى موقفه من ( ابن تيمية ) و ( ابن العربي ) وغيرهما مما سبق بيانه وإذا جاء التأكيد أكثر من مرة أن أحداً ليس معصوماً من الخطأ ، فاللافت للنظر في منهجية المالكي تسارع نقده لهؤلاء العلماء ، فما أن ينتهي من عالم حتى تبدأ سهامه تتناوش الآخر ، ولا ندري ماذا في جعبته مستقبلاً ؟!
وهل ( حِمى ) العلماء مستباح لكل ناقد - إن بحق أو بباطل - وهو يترك صغار الطلبة يجرحون أو يعدلوا مشاهير العلماء كما يشاءون ؟!
ولست محتاجاً إلى إعادة القول في تهوين (المالكي) من شأن المستشرقين ، ولا الثناء على أذنابهم من المستغربين ، ولا العناية والتمجيد لأبحاث الشيعة المحدثين، فضلاً عن الدفاع عن رواتهم المتقدمين ؟ أليس ذلك خللاً في المنهج حري بالرصد والمتابعة ؟!
4 - التراجع شكلاً لا مضموناً :
من يتأمل ( مراجعات ) المالكي لا يجد فيها - حتى الآن - شيئاً ذا بال ، إذ لم يعلن تراجعه عن قضية كبرى من القضايا التي طرحها ، ولم يوافقه الآخرون عليها و(المختصون) وسواهم منذ بدأ طرحه يفندون وجهة نظره بالأدلة العلمية ، ويكشفون خلل منهجه من خلال طروحاته الغريبة الفجة ، ولم نسمع حتى الآن أنه تراجع عن شيء أُثبت له خلافه أكثر من سماعنا عن غرامه بالردود ، وعشقه الجدل والمراء .
ولئن كتب مقالاً خاصاً عن ( مراجعاته ) وأعلن فيه عن مراجعات شكلية كانت بالفعل محل استغراب عند بداية طرحه ، ثم أنستها القضايا الكبرى التي طرحها، فلم يعلن - في هذا المقال - تراجعه عن قضايا مهمة خالف فيها غيره ، وسيق له من الأدلة ما يكفي للإقناع .
ويحلو للمالكي أن يجعل أخطاءه والثناء على طه حسين ، وإعجابه ببحث مرتضى العسكري ، والدكتور الهلابي خاتمة لمقال المراجعات ، ولا يضعها في مقدمة القضايا والمراجعات ، وتأتي صياغته لها على شكل (تعقيبات) ، و(ملاحظات) على هؤلاء ، ولست أدري هل ستأتي هذه التعقيبات قريباً أم سيتأخر صدورها ، وأهم من ذلك هل ستأتي ملاحظات وتعقيبات ذات بال ، أم هي إرضاء خواطر ، واتقاءً للصدمة المستنكرة ؟ لا نستطيع الجزم بشيء قبل أن نتبين ، ولكن الذي يظهر لنا حتى الآن أن مراجعاته ( شكلية )، وخذوا نماذج على سبيل المثال : يقول المالكي في (مراجعاته) كما أن لي ملاحظات على بحث أستاذنا الدكتور عبد العزيز الهلابي عن عبدالله بن سبأ ، لكن تلك الملاحظات لا تقدح في النتيجة التي توصل إليها ، لكنها تجعلني أتوقف في متابعة تلك النتائج بكل تفاصيلها" .
وإذا كان أبرز نتائج دراسة د. الهلابي القول بأن شخصية ابن سبأ وهمية لم يكن لها وجود ، فإن وجد شخص بهذا الاسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي أسند إليه سيف وأصحاب كتب الفرق " (ص73 من حولية كلية آداب الكويت).
فالمالكي يقرر سلفاً مشاركته الإنكار أو التشكيك الفعلي لابن سبأ ، سواءً كان ذلك التشكيك في وجوده أو إنكار دوره في الفتنة ، وقد سبق البيان أن وجود ابن سبأ لا قيمة له إذا أنكر دوره في الفتنة ، وبالتالي يسقط الرهان الذي راهن عليه في التفريق بين أمرين متلازمين ، وتبقى بعد ذلك مراجعاته وحب ما قطع به من عدم القدح بالنتيجة التي توصل إليها أستاذه الهلابي - في أمور شكلية أو في تفاصيل تتسع لها دائرة النقاش والخلاف ؟
وعلى كل حال فنحن أولاً : نرحب بالرجوع للحق ، ولكن الذي ننشده أن يشمل القضايا الكلية ، وألا يكون حجم العنوان أكبر من واقعه .
ثانياً : أن يسارع المالكي لما وعد به ، فتصحيح الأخطاء أولى من المضي قدماً في استحداث قضايا جديدة قد تحمل في ثناياها ما يدعو إلى مراجعة لها مستقبلاً ، فتتضخم الأخطاء، وربما شكل الاعتذار عنها ثقلاً على النفس أخّر بيانها .
ثالثاً : وتعني المراجعات استصلاح الأخطاء - بعد إعلانها على الناس - في الكتب المطبوعة وتصحيح ما بُني عليها من مفاهيم ونتائج متعلقة بها.
رابعاً : وأن يكون التصحيح بلغة ومفهوم يرضى به العالِمون وأهل الاختصاص، وألا يكون مما يرضى به الدهماء وعوام الناس .
وحين يتحقق ذلك كله تعتبر المراجعات، ويقدر للمراجع تراجعه ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
لماذا يستميت المالكي في إسقاط مرويات سيف ؟
سبق لي القول أن المالكي جعل ( سيف بن عمر ) مشجباً ، وأراد من خلاله إسقاط كثير من الحقائق التاريخية ، بل وتجرأ بالقول على إسقاط (730) رواية، وإلقائها - على حد تعبيره - في مهملات التاريخ ومنكراته ، إلاَّ روايات معدودة في تاريخ الطبري توبع عليها ( كتاب الرياض ص62) وذلك لورودها عن طريق سيف؟
- ومشروعه التشكيكي في قوله بإسطورة القعقاع ، عن طريق سيف بن عمر.
- ومحاولته التشكيك في وجود ابن سبأ أو دوره في الفتنة عن طريق سيف أيضاً ، وإذا لم يقتنع بمرويات لا تنتهي إلى سيف في وجوده ، فلن يقتنع بمرويات أخرى عن دوره في الفتنة - وثمة نتيجة رابعة لابد للمالكي أن ينتهي إليها وهو يصر على إسقاط مرويات سيف في الفتنة ، هذه النتيجة هي كون الصحابة هم المحركون للمؤامرة على عثمان رضي اللَّه عنه ، والمثيرون للفتنة ، وذلك أن مرويات أهل السنة ، ورأيهم دفع أي تهمة في إشراك الصحابة في دم عثمان ، والخروج عليه ، ومرويات سيف بن عمر تسير في هذا الاتجاه غالباً .
أما روايات أهل البدع فهي تتهم الصحابة في هذه الفتنة ، وأبرز نموذج لذلك مرويات أبي مخنف - الذي يستميت المالكي في الدفاع عنه - وللبيان فقط أسوق نموذجاً لهذه المرويات ، فإن رضيها المالكي فهي ليست محل رضا عند أهل السنة والجماعة ، روى البلاذري في أنسابه عن أبي مخنف اتهام عثمان بأنه الخليفة الذي كثرت سقطاته فاستحق ما استحق ( أنساب الإشراف 5/59 ، 62 ) .
وفي نظر - أبي مخنف - يظهر ( طلحة ) رضي اللَّه عنه كواحد من الثائرين على عثمان والمؤلبين ضده . ( أنساب الأشراف 5/78 ) ، ولا ندري ماذا سيفاجأنا المالكي مستقبلاً ، متخذاً من سيف بن عمر وسيلة للهدم في تاريخنا ، وقد تفطن لذلك جيداً د. العزام في رده على المالكي ؟
الغموض في الشخصية والأهداف ؟
ماذا يريد المالكي ، أو ماذا يكون المالكي ؟
هذا سؤال ورد عليّ كثيراً من عدد من السائلين والقراء ، إذ يرون وأرى معهم تناقضاً واضحاً في كتاباته ، فهو يتشبث بمنهج أهل الحديث نظرياً ثم يخالفهم النظر فيما انتهوا إليه وأثبتوه عملياً ، ويظهر حيناً مدافعاً عن الصحابة ، وحيناً يُعرض ببعضهم وينالهم بما ليس فيهم ؟ وتراه يعتمد العالم الفلاني في تقولاته ، فإذا خالف منهجه اعتبر كلامه موهماً ومشتبهاً وإن كان واضحاً ، كما صنع مع الذهبي وابن حجر ؟
وتتردد عباراته مع الطبري فلا تكاد تدري أمادحاً له أم قادحاً ؟
ويهولك تشدده في الرواية وعدم قبوله رواية الضعفاء ، ولا فيما اعتمدوا فيه كسيف في التاريخ، ثم تراه في مقابل ذلك يتسامح في رواية المبتدعة وإن أيدت مروياتهم بدعتهم ، بل يستميت في الدفاع عن بعضهم ولو كان شيعياً محترقاً كما صنع مع ( أبي مخنف ) .
ويتساءلون عن هدفه من وراء طروحاته الفجة ، وآرائه الغريبة ، وهدمياته للحقائق التاريخية ، واختياره فترة معينة في تأريخنا ، وتركيزه على نوع من الكتب والرسائل العلمية ؟ ولئن كنت لا أملك إجابة قطعية محددة ، ولا أعلم ما في السرائر ، فيستطيع المتأمل في كتاباته وآرائه أن يقول عنه أحد الاحتمالين :
1 - فهو إما رجلٌ جاهل يظهر في ثوب ( المتعالم ) ، ويسيء استخدام آليات العلم وإن علمها ، ويظهر ذلك في نتائج دراسته ، ولذا تراه ينكر ما ينكر ويجزم ويقطع - وإن بقي في الميدان وحده أو شاركه ثلة من أصحابه - ويشكك في هذا الحدث وينكر ذاك ، وهو يرى في ذلك كله سبيلاً للشهرة وميداناً للإثارة وقد قيل "إذا أردت الشهرة فخالف المشاهير " .
2 - أو أن الرجل صاحب هدف أراد أن يمرره ويقنع به البسطاء ، متخذاً من منهج التحقيق العلمي له غطاءً ، وعباءة النقد التاريخي له مدخلاً .
كل ذلك يقال من خلال كتاباته ومغالطاته ، واللَّه يتولى السرائر ورحم اللَّه إمرءً كف الغيبة عن نفسه ، ووسعه ما وسع جمهور الأمة فإنَّ يد اللَّه مع الجماعة ومن شذّ شذ في النار .
المالكي بين المباهلة والمحاكمة :
يسارع المالكي ، ويكرر دعوته لأكثر من شخص من الأشخاص الذين ردُّوا عليه بالدعوة للمباهلة أو المحاكمة .
أما المباهلة التي طلبها من الأخ ( علي رضا ) فقد أحسن علي رضا حين دعا المالكي إلى أن يبتهلوا إلى اللَّه تعالى بما يلي :
1 - من كان في قلبه خبئة على أحد من أصحاب رسول اللَّه  فأهلكه اللَّه.
2 - من كان في قلبه دخن على شيخ الإسلام ابن تيمية فأهلكه اللَّه .
3 - من كان في قلبه غل على العقيدة السلفية فأهلكه اللَّه .
4 - من كان في قلبه غش على منهج السلف الصالح فأهلكه اللَّه _
ونحن نقول : اللهم آمين ، وندعو المالكي للدعاء بمثلها لنؤمن على دعائه، ونسأل اللَّه أن يجعل لعنته على الكاذبين .
أما المحاكمة فهي من عجائب طروحات المالكي ، وإلا فكيف يرضى بالتحاكم إلى قسم من الأقسام وفي إحدى الكليات ، وهو الذي رفض الحكم من عدد من الأقسام ، ممثلة لعدد من الجامعات ؟_
أوليس الذين ردوا عليه - مختصين أو غير مختصين - ينتمون لعدد من الأقسام العلمية ، ويمثلون عدة جامعات ، فإذا رفض ردود هؤلاء وتنكر لآرائهم فهل سيقبل غيرهم، أم يظن أن طروحاته المشككة تجاوزت دهماء الناس إلى أساتذة الجامعات؟ كلا فقد بلغني أن (سيلاً) من الردود كتبت ضده وإن لم تر النور بعد ؟ أما أهل الاختصاص فظني أن عدداً منهم لو أتيحت له الفرصة فسيكشف الخلل أكثر ويُعري المنقذ ؟
الدعوة لتشكيل لجنة :
وأهم من ذلك كله ، وطالما أن المالكي دعا بنفسه إلى المحاكمة فإنني أدعو إلى تشكيل لجنة من أهل الاختصاص ، والعلم الشرعي للنظر في كتابات المالكي .
فإن وجدت فيها تشويهاً للحقائق ، أو اعتداء على كتب التراث أو اتهاماً لعلماء السنة ولمزاً لهم أو لكتبهم ، أو تجاوزات في العقيدة ، أو ميلاً في المذهبية .. أو نحواً من ذلك .
فينبغي أن يوقف عند حده ، وتقترح اللجنة ما تراه بشأنه ويرفع ذلك كله لأولي الأمر والنهي .. وفي ذلك كله قطع لدابر الفتنة ، وحماية للأمة ، وإلزام بمنهج الحق الذي نعتقده جميعاً ، منهج أهل السنة والجماعة .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:06 AM
أقزام على أكتاف العمالقة
الحمد لله محق الحق ومعليه وقامع الباطل ومتبعيه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فمن المعلوم أنه تطيف بالمرء أحياناً لحظات ساكنة وتمر به دقائق هادئة ، يسترخي فيها بدنه وترتاح فيها نفسه، بإلقاء المنغصات الخارجية وطرح العراقيل الجانبية، فيسرّح فكره في الآفاق فتنصب عليه خواطر متباعدة الأنحاء، وتنهال إليه أفكار مترامية الأرجاء، تتقاطع بعضها مع بعض في باله ويتشابك أولها بآخرها في خياله، فيدع البعيد جانباً ويتفكر بالقريب وهي النفس { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } .
فيجد الدارس لما تحويه حنايا النفوس والفاحص لما تحمله طواياها أن من عجائب ماجبلت عليه النفوس الشريفة وغرائب ما تربت عليه الضمائر النبيلة ، طبيعة الكراهية وجبلة التقزز مما يكون حولها من بعض الحشرات المكروهة، فلا تطيق النظر إليها، ولا تحتمل وصفها ولا تصبر على ذكر مجمل لها .
وهذه المخلوقات ـ التي خلقها الله لحكمة بالغة ـ كثيرة منها ما يدب على وجه الأرض ومنها ما يطير في جو السماء، لا يفكر عاقل أن يمتع نفسه بالنظر إليها ـ إلا لعارض ـ ولكن ضرب من هذه الحشرات تأتي بعض الأوقات فتجبر الناس و تقصرهم بالنظر إليها، ذلك بدوران دائم وجولان مستمر، حول مأكل شهي أو بالقرب من حمى مشرب نقي فيحاول الناس دفعها عن هذه المائدة النظيفة المحفوفة بكل طريفة ، لئلا تلوثها بما تحمله من الأقذار، وهي تأبى إلا متابعة الهجوم ومعاودة الاقتحام .
أو تجد هذا النمط من الحشرات القبيحة المنظر، تلقي بنفسها على معالم مشهد رائع ، قد جذب الأنظار إليه وسمرت العيون عليه، فتُلزم الناظرين بالنظر إليها لا لأنها حشرة مبغضه، ولكن لأنها صارت فوق هذا المنظر الجذاب وعلت هذا المشهد الخلاب .
هذه الحشرة لا يشترط أن تكون مما وصف سلفاً، وهذا الطعام الشهي والمنظر البهي لا يلزم أن يكون مما تعارف عليه الناس وتواردت عليه أفهامهم ... كلا .. قد تكون هذه الحشرة ممن يتكلم بلساننا وينطق بلغتنا !! ... وهذه المآكل والمشارب قد تكون قوتاً للقلوب لا للأبدان .. . والمنظر البهي قد يكون مما يسر البصائر مع الأبصار ... أن مما يجلي رموز الكلام ويحل إشكال المقام ضرب مثال يستشف به ما وراءه ... وينظر من خلاله ما وراء الستار ..
الكل يعرف الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهو شخص عبر اسمه الإصلاحي مرادفاً لدعوته القارات وانتفع من موائد علمه الكثير ، وهدى الله بسبب دعوته الجم الغفير ، لا يمكن لأحد أن يجادل في هذه الحقيقة ولا يتأتى لإنسان أن يماري في هذه الواضحة، ذلك أن الدليل يعْوزه والبرهان يعجزه، هذا الإمام الداعية الكبير كثيرٌ هم الأقزام ـ في قديم الدهر وحديثه ـ الذين يريدون أن يقفزوا على كتفه الشامخه ، ليروا من بعيد؛ شأنه شأن غيره من أعلام الهدى ومصابيح الدجى .
وفي هذه الأيام وصلت إليَّ سخافات تمثلت بين يدي بوريقات ، لأحد من يقفو جاهداً أثر هؤلاء الأقزام والجهلة الطغام ، الذين هوو في معامع الطريق وضلوا في مهامه السبيل ، وهذه سنة تتكرر {إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مقتدون} {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون } .
من هؤلاء الهالك حسن بن فرحان (1) المنتسب إلى بني مالك وهو بالقبح شهير وبالحزن جدير إذ خامرت عقله فكرة البروز على كتف هذا العملاق ، فمدَّ يداً مشلولة قصيرة لينال غاية رفيعة بعيدة، ذلكم حينما ركب رأسه وأطاع وسواسه ، بإخراج وريقات ينقض بزعمه كتاباً طالما تنافس المتنافسون بالظفر به وكم ساهم المساهمون للحصول عليه، كيف لا وقد كال العلماء الربانيون له الثناء كيلا، واعتبروه نهاراً ومخاصمه ليلا ً .

قال عنه العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله وقد رأيت رسالة مختصرة صنفها العلامة أبو عبدالله الشيخ محمد رحمه الله سماها كشف الشبهات، أودعها نبذة من ذلك، وهي على اختصارها نافعة جداً لطالب الحق، فأحببت إيراد شيء منها إتماماً للفائدة . (2)
إلى أن قال وما نقلناه عن الشيخ كلام مفيد لذوي البصائر والأفهام . (3)
ويذكرنا بفعله هذا ما قاله ابن عساكر رحمه الله وقلَّ ما أنفك عصر من الإعصار من غاوٍ يقدح في الدين ويغوي إبهاما، وعاوٍ يجرح بلسانه أئمة المسلمين ويعوي إيهاما . (4)
وقد زحف هذا الغوي إلى كتاب الشيخ بما حطب في ليله، وقمّش في غثاء سيله، فنافح عن المشركين وجادل بجهل مطبق عن الكافرين، وهنا أنقل أحد مواقف الذين يجادل عنهم هذا الجهول قال ابن سحمان رحمه الله ومن عجيب مر هؤلاء الغلاة ـ الذين يدافع عنهم المالكي ـ ماذكره حسين بن محمد النعيمي اليماني في بعض رسائله أن امرأة كف بصرها فنادت وليها أما الله فقد صنع ما ترى ولم يبق إلا حسبك . (5)
وسبحان الله العظيم فإن كتاب هذا الدويبة تنبو عن قبوله الطباع وتتجافى عن سماعه الأسماع، إذ أنه كلام بمثله يتسلى الأخرس عن بكمه ويفرح الأصم بصممه، إذ أنه أثقل على النفوس من الجندل وأمرُّ في الأفواه من الحنظل، سطَّر فيه ما يخبر عن عقل سخيف وينبئ عن جهل كثيف ، بل كشف طوية معلولة وعقيدة مدخولة ، فأظهر مكنون شقاقه وهتك الحجاب عن نفاقه، وتلبس بالملة الابليسيه وتسربل بالنحلة المجوسيه ، وتقوقع في مستنقع الفرقة الرافضية .
وهذا الكتاب الذي سطره وبقلة وعي أصدره، وعن غرور أظهره كشف عن مساويه وأسفر عن صدق رأينا فيه، إذ الأيام مازالت تنقل سفاتج جهله وخرقه والأخبار تورد نتائج سخفه وحمقه، وكم لهذا الوغد من مقال ركب فيه أضاليل الهوى وأباطيل المنى، وكم له من موقف يعلن عليه بأنه شرب كأس الجهالة واستوطأ مركب الضلالة .
وما مثله ومثل (6) الشيخ إلا كمثل شخص قائم يخطب في فئام من الناس، بألفاظ كنور الأشجار ومعان كما تنفست الأسحار، جرَّ القلوب إليه بفصاحته وأسر الأفئدة بين يديه ببلاغته، العيون به محدقة والآذان لكلامه مصغية فالكل بكلامه مرتبط وبلقائه مغتبط، وفي الجموع الحاضرة العالم بالتفسير والنابغ بالحديث والنابه في الأصول والمدرك في التوحيد والعقيدة والمجيد لفنون اللغة والمفلق في سائر العلوم الكل يدرك فائدة الكلام ويعي تماماً المرام فبينما هم كذلك إذ بجلبة وصوت متداخل ... وحركة وكلام متقاطع ... فلفت بهذيانه أنباه بعض من حوله، فالتفتوا إليه فرأوه معتوهاً أراد مقاطعة المتكلم ... فحق لهم بعد النظر الرجوع للإنصات والاستفادة وترك الالتفات، وحق السقيم على الصحيح الإمساك به وإيداعه أقرب المصحات النفسية علَّ الله أن يكتب له الشفاء .
وإنني حينما سمعت أولاً بأن أحداً عارض الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثم علمت بعد ذلك من المعترض تذكرت ما يمر بالإنسان من مواقف طريفة والتي ربما يكون منها ما يحصل في بعض الليالي اللاتي يغطيهن حندس الظلام ، فصارت كجناح غراب أو شعر شاب ، بل هي ليلة تجدها من الغبش كأنها موكب حبش ، في هذه الليلة يحس المرء بصوت مريب ويشعر بشيء غريب، فتتساوره الغموم وتعانقه الهموم ، فيظن أنه عدو صائل ولا يشك أنه أمر هائل ، فيشتكي السلاح و يحتفز للنزال وهو يرى أن الأمر جد عظيم، فيفاجأ بأن الذي أقامه وأجراه على أقدامه أحد خشاش البيت المألوفة ... قطة تمارح ولدها ... أو فأر أحس بالسكون فطمأن بالتجوال .
وإني لأظن أن هذا الظالم الحسود ، قد رمى بنفسه بين مخالب الأسود من ذوي الشهامة والديانة من آل الشيخ وآل سعود ، إذ أنه بفعله هذا استبطأ الأجل فقرع برأسه الجبل وتعرّض لاجتلاب البلية وتحكك باجتذاب المنية ، وقد قيل النملة إذا دنى اجتياحها نبت جناحها، ألم يعلم أي حيف تورط وأي شر تأبط، وما أشر هذا الوغد إلا يوم انست وحشته وما غدر إلا يوم صفت عيشته، فحسب أن الغنم في الكفران والكنود وظن أن الثعالب تسطوا في مرابض الأسود ، فما دام أنه طار بجناحه إلى موضع اجتياحه، فلتنزل به فاقرة من الانتقام تسقط الهام على الأقدام، تجعله مثالاً لأمثاله وآية لأشكاله .
قال ابن سند رحمه الله :

يا معهد الزيغ لاحياك مبتكر
ولا انبنى فيك فسطاط السعود ولا
ولا عداك البلى في كل آونة
إذ أنت دمنة خبث طالما رتعت
من كل من خبثت منه ضمائره
رأى خيار الورى طراً فجانبهم
وصار يرميهم منه بكل هجا
وماعلى العنبر الفواح من حرج
أوهل على الأسد الكرار من ضرر
أوهل على الأنجم الخضراء منقصة
فلا وربك لايزري بشمس ضحى
وقد يعيب الفتى من ليس يدركه
كما يعيب فتاة راق منظرها
والزج يحسد لؤماً خرص سمهره
فلا يضر أولى الفضل الاؤُلى سبقوا
مثل الأسنة والأسياف مابرحت من السحاب ضحوك البرق منهمل
أقيم فيك لابـكـار الرضـا كـلل
حتى تزول الجبال الشم والقلل
فيها من الحمر الأهلية الهمل
إذا انقضى دخل منها أتى دخل
كذا بجانب ارباب العلى السفل
وماعلى البدر لو أزرى به طفل
إن مات من شمه الزبال والجعل
أن ينهق العير مربوطاً أو البغل
إن عابها من حصى الغبراء منجدل
أعابها الجدي أم قد عابها الحمل
إذ كل ضد بذم الضد مشتغل
قبيحة ويعيب الصائب الخطل
كذاك يهجو الشجاع الباسل الفشل
من صحب خير الورى أن ذمهم سفل
بطعن أعدائهم والضرب تنصقل
وأخيراً أقول إنني لم أرد عليه برد مفصل، فيما قعقع به شنانه وجعجع به لسانه لأن النيف (7) لا يهتز لخريق (8) ، وقد سبق أن فضحته وبمثمانين صفحة صفعته ، وهو رد (9) يروع المقدام ويدحض الأقدام ، وكيف لا يكون كذلك والهشيم لا يثبت لنسيم فكيف بالريح العقيم ، ومن طريقة النبيه أن لا يضيع الوقت بمتابعة السفيه قال الشاعر :
وإذا بليت بجاهل متجمل *** يجد المحال مـن الكـلام صـوابا
أوليته مني السكوت وربما *** كان السكوت عن الجواب جوابا
خاصة أن ما نازع عنده لا يحتاج إلى دليل .
وليس يصح في الأذهان شيء *** إذ احتاج النهار إلى دليل
مع أنني لا أظنه يعدم من أحد يرد بالدليل ويظهر به ما تقوله من الأباطيل.

وفي الختام :
أقول وأقسم أني أعي ما أقول إن الإغلاظ على هؤلاء الأجلاف الغلاظ أمر أراه ولا أتخطاه بحول الله إلى سواه وقد قررته ولله الحمد بكلام سابق (10) وتفصيل لاحق (11) ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتـب
سليمان بن عبد الله البهيجي

-------------------
(1) وقد وسمه بالعار وكشفه في رائعة النهار الشاعر النحرير الذي تعود الاقدام والنابه الملثم الذي يرى الاحجام عاراً لاتمحوه الليالي والأيام وذلك في قصيدته العصماء (الجاهضة لجنين الرافضة) والتي هي بحق على العدو بلاء واقع بل سم ناقع ولعل صاحبها يتحفنا لها بمرادفه بمناسبة هذا العدوان .
(2) غاية الأماني 1/289
(3) 1/300
(4) تبيين كذب المفتري .
(5) الصواعق المرسلة الشهابيه ص11 .
(6) من المعلوم لدى أهل العقول والفهوم أن الأمثال وردت في القرآن كثير وقد فسّر ابن القيم رحمه الله في كتبه جملة منها جمعه بعضهم فصار مجلداً رائقاً ، وكذلك السنة فيها الكثير من الأمثال حتى أفرد بعضهم ذلك بكتاب منهم الرامهرمزي وأبو الشيخ وغيرهما واهتم العلماء في الأمثال حتى إن ابن القيم رحمه الله في كتابه عدة الصابرين ضرب مايربو على خمس وعشرين مثالاً لحقارة الدنيا فضرب الأمثال مطلوب وسبيله سبيل مرغوب إذا حف بضوابط شرعية والله أعلم .
(7) الجبــل .
(8) الريـح .
(9) هو اضرام النيران ببعض ضلالات حسن بن فرحان .
(10) وذلك في فصل من مقدمة كتاب [ الاستنفار لمحق القول بفناء النار] وهو متداول مصوراً .
(11) وذلك ضمن كتاب [تيسير القوي العزيز لحطم كتاب التعزيز] يسر الله إتمامه .

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:08 AM
رد على نقض كشف الشبهات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،،،
فلا يزال حسن بن فرحان المالكي يسعى لهدم صرح الإسلام والسنة باسم الإسلام والسنة فكان منه ما كان من لمز للمناهج العلمية في جامعة الإمام الإسلامية ، ثم طعن في آحاد الصحابة وإنكار لشخصيات بعضهم ، ثم الطعن في مسلمة الفتح كلهم ، وفي أثناء ذلك وبعده صوب سهامه الإبليسية إلى رؤوس علماء السنة المحمدية كالإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وغيرهم ، وتكلم في كتب الاعتقاد الكبار ككتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ، ووصفها بأنها كتب تجسيم وحشوية ، والآن أجلب بخيله ورجله، وشمر عن ساعد مكره وكذبه ، وأظهر ما كان مُخْفِيه في سريرته تبعاً لأسلافه الضالين ، وامتداداً لشياطين الإنس والجن أعداء الأنبياء والمرسلين ؛ فتكلم – بجهل وظلم وزخرفة للباطل – في الإمام المجدد ناصر السنة وقامع البدعة محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وفي دعوته بكلام سار فيه على نحو من مضى من أسلافه أعداء هذه الدعوة الإصلاحية إلا أنه – وللأسف - محسوب – عند من يجهل حاله – على أصحاب هذه الدعوة المباركة لأنه من أبناء هذا البلد الإسلامي ، فوصف الشيخ بأنه تكفيري يكفر المسلمين وعلماءهم في زمانه ، ويكفر من ليس على معتقد أهل نجد ، وأن الشيخ ظلم خصومه أكثر من ظلمهم له ، وأن الشيخ زرع بذور التكفير المعاصر التي لا زالت تؤتي أكلها الدامية في أرجاء العالم الإسلامي ، وأنه زرع شراً مستطيراً. ثم وصف دعوة الشيخ أنها دعوة وهابية وأن حجتهم على خصومهم كحجة الخوارج الأوائل بل إنهم – على زعمه الباطل – أشد من الخوارج ، ثم راح – أراح الله المسلمين من نفسه وفكره – يقيس دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دعوة الخميني .
ثم رمى علماء هذه الدعوة أن عندهم فوضى تكفيريه ، وأنهم تراموا التكفير لأجل قضايا سياسية ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب يجهل مسألة الأسماء والأحكام أو يجهل موانع التكفير كالجهل والتأويل ، وأنه صاحب أوهام عجيبة .
هذا كله نطق به هذا التافه المتهافت بل وزاد كلاماً دالاً على عظيم جهله وشدة عداوته لدين الله الذي بعث به رسله .
اعلموا أخوة التوحيد أن الطعن في علماء السنة والتوحيد طعن في التوحيد ، لذا تواترت أقوال علماء السلف في أن من طعن في الإمام حماد بن سلمة وأحمد بن حنبل أو فلان وفلان من أئمة السنة فإنه يطعن في السنة ، لذا أُعطوا الأمر حقه ، وقوموا ناصرين للتوحيد في رد عدوان هذا الجاهل العنيد ، ومن ذلك ما يلي :
1- بيان حال هذا الرجل لولاة الأمر بإبراق البرقيات أن طعنه طعن في جهاد مؤسس هذه الدولة محمد بن سعود وأبنائه من بعده إلى يومنا هذا مروراً بالملك عبد العزيز – رحمه الله – إلى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله نصرة للدين - .
2- اطلاع العلماء على كلام هذا المبتدع الأثيم كاللجنة الخماسية ، ووزير العدل فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ ووزير الشئون الإسلامية فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ – حفظهم الله - .
3- لا أظن من المناسب الرد على أقواله تفصيلياً أمام العامة لأن كلامه لم ينتشر ، ولأنه رجل تافه صاحب هوى ، فسبحان من أضله على علم .
وأخيراً / مت أيها المالكي المبتدع المحترق حسرة وحسداً أنت وأمثالك ، واعلم أن رجالات هذه الدولة السعودية من حكام وعلماء على طريقة هذه الدعوة المباركة ، وأن اتهامك هذه الدعوة المباركة بهذه التهم الجائرة اتهام لحكام وعلماء هذه الدولة الإسلامية ، وأن كلام أمثالك يجدد دفاعهم وحماستهم وحمايتهم لهذه الدعوة الإصلاحية – زيادة على ما بذلوا وفعلوا – وإني لأرجو أن يفعل بك ما فعل بأسلافك أعداء أتباع الرسل الماضين كالجعد بن درهم . فاللهم لك الحمد أولاً وآخراً .
وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه / عبد العزيز بن عبد الرحمن آل عبد الله

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:10 AM
كلمات عن مذكرة ... قراءة في كتب العقائد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد
فإنه لا يغتر بما كتبه [ حسن المالكي ] في مذكرته [ قراءة في كتب العقائد ] إلا جاهل أو صاحب هوى .. فمن المعلوم والمتيقن أنّ : كلاً
يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن هذا المنطلق فإننا عندما نجد أحاديث غير صحيحة أو روايات موضوعة في كتب أهل السنة والجماعة سواء كتب العقائد أو الحديث أو كتب الفقه أو التاريخ أو السيرة أو غيرها .. فإن ذلك لا يعطينا الحق في أن نطالب بإلغاءها .. أو نقوم بالطعن فيها وفي أهلها وفي مهاجمة منهج أهل السنة والجماعة ..!!بل لا يقوم بهذا العمل إلا : جاهل .. أو مبتدع ضال منحرف ..!! فإن الله تعالى تكفل بحفظ كتابه .. وأما البشر فلا بد من وقوع الخطأ والقصور منهم فيما يكتبون ويقولون ويفعلون ..!!
وعندما وقفتُ على مذكرة الكاتب المذكور .. وجدتُ فيها :
أ‌- خلط الحق بالباطل ..!!
ب‌- نقدٌ .. الهدف الظاهر منه :
1- إماتة ووأد وقتل عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة ..!!
2- الطعن في سلف الأمة الصالح والتشكيك فيهم ..!!
3- تلفيق التهم للأئمة الأعلام ..!!
4- إتهام أئمة أهل السنة بالبدعة و" النصب " ..!!
5- الدفاع عن المشركين .. ومناصرة أهل البدع ..!!
6- الطعن في الصحابة رضي الله عنهم .. والتقليل من شأنهم .. والحطّ من مكانتهم ..!!
7- إيراد الشبه وبناء الأحكام الجائرة عليها ..!!
8- الدعوة لتقريب المسلمين إلى المشركين وأهل البدع .. وإزالة الفوارق بينهم ..!!

وباختصار شديد :
هو يريد [ كما هو ظاهر كلامه في مذكرته ] من أهل السنة والجماعة أن يذوبوا[ في الفرق الأخرى ] كما يذوب الملح في الماء . وأن لا ترتفع لهم راية .. ولذا فعليهم كما يصرح هو في مذكرته في الصفحة [23 ] و [ 24 ] فيقول بعد أن جعل لفظ [العقيدة ] لفظاً مبتدعاً :
[ فإذا رأيتم الرجل يقول : ما عقيدة فلان .. فقولوا له : صحح سؤالك أولاً لأن سؤالك هذا سؤال بدعي .. فالسؤال الشرعي أن تسأل :
كيف دين فلان ؟ كيف أخلاقه ؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم [ من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه ] [ ولم يقل ترضون عقيدته] ..!!
وأقــول : إستدلاله هنا بهذا الحديث من أبطل الباطل .. وهو من إيراد الشبه ..!!
وقال :
[ وإنما يجوز السؤال عن الإسلام في عمومه فيقال هل فلان مسلم أم لا ؟ ثم يجوز السؤال عن دين الرجل فيقال : كيف دينه ؟ هل يصلي ويصوم ؟ هل يتجنب المحرمات كالسرقة والزنا وشرب الخمر ؟ هل يتحلى بالأخلاق من صدق وعدل و إلخ ]..!!
__________________
كتبتُ هذا إبراءً للذمّة .. ونصحاً للأمة .. ففتنة الرجل - هداه الله للحق - بدأت تظهر وتتضح .. وخصوصاً أنه يورد شبهاً تتلقفها بعض العقول ..
منها : العقول التي أثرت فيها هذه الشبه ..
ومنها : العقول الفارغة .. والعقول المبتدعة .. والعقول العلمانية .. والعقول المحبة للظهور والشهرة ..!!
أسأل الله تعالى أن يرده عن فتنته .. وأن يهديه للعودة عن منهجه .. وأن يرينا وإياه الحق حقاً ويرزقنا اتباعه .. ويرينا وإياه الباطل
باطلاً ويرزقنا اجتنابه .. وأن يجعل الخزي والدمار على كل عدو للإسلام والمسلمين .. وعلى كل معادٍ لصحابة خير المرسلين .. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:11 AM
عرض موجز لكتابات : حسن بن فرحان المالكي في مسائل عقدية متفرقة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،
فهذا عرض موجز لكتابات : حسن بن فرحان المالكي في مسائل عقدية متفرقة ، وليس هذا المجال للرد عليه وتوضيح ما عنده من باطل ، وإنما أعرض هنا أقواله وأنقلها من محاضراته ، مع عزو الكلام إلى الصفحة حتى يعلم القارئ ما هو الفكر الذي يحمله هذا النكرة والشبهات التي يبثها عن هوى وسوء فهم ، ومصدري فيما أكتب هو :
1- محاضرة له بعنوان ( قراءة في كتب العقائد ) .
2- محاضرة له بعنوان ( الصحابة بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية ) .
وجميعها ألقيت في أحد الاجتماعات الأدبية .
3- كتاب طبع له بعنوان ( نحو إنقاذ التاريخ ) طبع مؤسسة اليمامة الصحفية .
ومن خلال قراءاتي في كتبه اتضح لي جلياً مايلي :
1- أن الرجل محب للإثارة والمخالفة .
2- ما يعرضه من شبهات يُظهر بجلاء أن الكاتب غير مريد للحق ولا طالب له ، بل يجادل بالباطل ، بل إنه يفرح ويسر لوجود قول عالم أو رأي يدعم بدعته .
3- الكاتب معتد برأيه في مسائل لم يسبق إليها ، انظر مثلاً تفريقه بين المعنى الشرعي للصحبة والمعنى اللغوي وما رتبه على ذلك من أحكام تدل على سوء طوية ،ويعبر عن مخالفه بقوله : بعض الناس ، هناك من يقول .
4- اظهر الرجل دخيلته على مؤلفات أهل السنة في الإعتقاد ، وصب جام غضبه عليها ، ووصفها بأبشع الألفاظ وأسوء العبارات ، ووصفها بأنها سبب نكسة المسلمين -كما ستراه في موضعه - .
5- مما سمعتُ عنه ، ومن خلال ما كتبَه يظهر أن الكاتب إنما يعبر عن آراء آخرين اُعجب بها ، وبعض الآراء نادى بها أناس قبله ، فهناك شيخ له في الجنوب ، وآخر موافق له في المنطقة الشرقية ، وهذه الشبهات رأى هو أن يظهرها وأن يتكلم بها على الملأ ويجهر بها كما ذكر في مقدمة إحدى محاضراته .
6- أجلب المسكين بخيله ورجله على علماء البلاد المباركة وعلى مؤلفاتهم ، وبخاصة كتب علماء الحنابلة ، وسخر منها وسخّر قلمه لثلبها ، واستهزأ بالدولة التي تتبنى هذا المذهب ، وأن الدولة إنما تستفيد منهم عندما تحتاجهم – كما ستراه في موضعه - .

والآن إلى تفصيل ماذكر :
قال : " نقد المذهب الحنبلي في العقيدة " .
هذا هو لب المحاضرة ، وحين تقرأ ماذكر تحته من عناوين لا تدري من هم الحنابلة الذين ينقدهم المالكي ، فمرة ينقد أقوال الإمام احمد في ذم البدع والمبتدعة ، ومرة ينقد أتباع الإمام أحمد ، ومرة ينقد رواية وردت في كتب أتباع الإمام أحمد ويجعلها هي دين المسلمين .

واليك تفصيل ماذكر تحت هذا العنوان – باختصار - :
1- قال : الحنابلة أكثر الناس تعصباً بالباطل لأحمد بن حنبل رحمه الله . ص 77
2- وصف الحنابلة بالتجسيم والتشبيه على لسان غيره ؟؟ ، قال : فخصوم الحنابلة يزعمون أن الحنابلة اخذوا التجسيم والتشبيه من اليهود والنصارى . ص 78 ويقول " وأنهم جمعوا ما عند غيرهم من بدع التجسيم والتشبيه " ص70 ، 120
3- قال : إنهم منحرفون عن أهل البيت . ص79
4- قال : وقد تم التزاوج بين الحنابلة والنصب كرد فعل لما فعل المأمون من التزاوج بين الإعتزال والتشيع . ص4 رسالة الصحابة .
5- قال : يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة . ص 80
6- يقول " إن الكتب التي مزقت المسلمين وعّول عليها الحنابلة سواء من تأليفهم أو تأليف غيرهم هي : السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ، النقض للإمام الدارمي( الرد على بشر المريسي ) ، التوحيد لابن خزيمة ، شرح السنة للبربهاري ، الإيمان والتوحيد لابن مندة ، الشريعة للآجري ، السنة للخلال ، الإبانة لابن بطة ، شرح أصول الاعتقاد للالكائي … ثم انتهى إلى كتب ابن تيمية وابن القيم . انظر كلامه المخذول ص80-81 .
وقال بعد أن ذكر هذه المؤلفات مرة أخرى " وقد انتشر تقليد هؤلاء بين علماء الدعوة السلفية سواءاً عندنا في المملكة أو في الهند أو في جماعة أنصار السنة بمصر ؟! " ص82 هامش : 82
7- سخريته من قول أهل السنة : السلف الصالح ، وقال " إن الضابط عندهم هو المذهبية والعصبية " ص9 وذكر عن أهل السنة بأنهم الأشد في التكفير والتبديع . ص10
8- منزلة كتب العقيدة عنده :
- يرى أن أكثر التراث العقائدي قائم على أقوال الرجال وليس قائماً على الكتاب والسنة . ص11 هامش : 3
- يرى أن التراث العقدي ملئ بالتكفير والتفسيق والتبديع . ص13
- كتب العقائد هي سبب نكسة المسلمين . ص12
- كتب العقائد فاسدة ومنحرفة . ص143
- فيها حق قليل إلا أن فيها الكثير من الباطل بل هو الغالب . ص15 ، 144
- متناقضة وهي أوضح سمات كتب العقائد . ص17 هامش 9
- أن تسميتها كتب العقائد : مصطلح مبتدع .ص21
- أن تسميتها كتب العقائد : مصطلح بدعي . ص24
- فيها الظلم والغباء . ص71
9- ذكر عنوان " ما اشتملت عليه كتب الحنابلة من عيوب " وعددها – عنده – يزيد عن ثلاثين عيباً .ص83
مثل : التكفير ، الظلم ، الشتم ، الكذب ، تفضيل الكفار على المسلمين ، التزهيد من العودة للقرآن الكريم ، المبالغة في نشر أقوال العلماء الشاذة … ثم تناول هذه العيوب – زعم – بالتمثيل ، وإليك ما ذكر مع بيان افتراءه وكذبه فيما قال :
- التكفير ص85 ، ومثّل بذم أهل العلم للإمام أبى حنيفة رحمه الله وما ذُكر عنه في مسألة الإيمان وإخراجه لركن الإيمان كما هو مبسوط في كتب أهل العلم ، ووجد أن كتاب الإمام عبدالله بن الإمام احمد قد احتوى جملة كبيرة من هذه النصوص ، فأظهر دخيلته ومرضه على الكتاب ، والمسألة لها تفصيل وتوجيه فيما قاله أئمة السنة من ذم على الإمام أبى حنيفة ، اُرجع القارئ إلى ما قاله الحافظ العالم الشيخ عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في التنكيل ، فقد شفى وكفى ، يقول " فإن المقالة المسندة ، إذا كان ظاهرها الذم أو ما يقتضيه لا يثبت الذم إلا باجتماع عشرة أمور :- ثم ذكرها وهي مهمة جداً .ص8
- كثرة الأكاذيب من الأحاديث الموضوعة والآثار الباطلة …ص95 ومثّل بأقوال وردت عن الصحابة وعن التابعين لا يمكن أن تُجعل عقيدة يدين بها المسلم إلا بعد النظر في أسانيدها ومتونها كما هو معروف ، ثم قال : ورددوا خزعبلات أخرى ظاهرها التجسيم والتشبيه ؟!! مثل قولهم " إن الله وضع يديه بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجد بردها على قلبه " ص98
- التناقض ، جعل تحت هذا العنوان عبارات الجهال ، ويعبر بتعبير العالم فيقول : تراهم .. تجدهم يأمرون بالاهتمام بالقران والسنة .. ثم يتركون الآيات الصريحة ..ص103
والخلاصة عند المالكي تتضح بقوله " إنني لم أجدهم ينهون عن شيء إلا ارتكبوه عندما يريدون ، ولم يأمروا بأمر إلا خالفوه عندما يريدون ذلك . ص105
- عدم فهم حجة الآخر ، يقول : مثل شبهتهم في النهي عن علم الكلام والجدل مع أنهم يتناقضون ويجادلون إذا تمكنوا من ذلك .. ص105
- الظلم ، ص111 ، ومثّل بتكفير وذم أهل العلم للجهمية والرافضة والمرجئة ، قال المالكي " ولم أجد عالما خالف الحنابلة في أمر وعلموا بمخالفته إلا ذموه واتهموه بالبدعة أو الزندقة .. وما إلى ذلك ، وهذا له دلالة على الجهل بالنفس وبالآخرين ، ويدل على تعصب مذموم شرعا وعقلا " ؟؟ ص111
- الافتراء على الخصوم ، ص112 ، وذكر تحته الشناعات التي قيلت في الجهم بن صفوان وبشر المريسي .. مثل : وقولهم إن بشر المريسي وأصحابه لا يدرون ما يعبدون ، وقولهم إنما أراد بشر المريسي وأصحابه أن يقولوا ليس في السماء شيء . ص112
- إرهاب المتوقفين ، ص113 ومثّل بذم العلماء فيمن شك في كفر الجهمية ……قال " وإذا أراد المسلم السكوت عن هذه الخصومات لا يتركونه ، فقد ذكروا أن من شك في كفر الواقفة أو الرافضة أو الجهمية فهو كافر " . ص113
- الغلو في شيوخهم ، ص115 ، ذكر ثناء العلماء على الإمام احمد رحمه الله ، ثم ذكر روايةً –لا تثبت – أنه أسلم يوم موته كذا وكذا من اليهود والنصارى .. ، ووجد المالكي الفرصة للنيل والسخرية من الإمام احمد بطريق لا تخفى إلا على الهمج والرعاع ، قال ما نصه " ثم هذه القصة غير صحيحة وهي طعن في أحمد فإن المجوس واليهود والنصارى حزنوا لموته ولن يحزن هؤلاء لموته إلا إذا كان منهجه مفيداً لهم ، كأن يفرحوا بتشنيعه على المخالفين له من المعتزلة والشيعة !! حتى تسبب في تفريق المسلمين أحزاباً ! ولن يكون حزنهم عليه لأنه حمى الإسلام من الأخطار والأفكار الدخيلة " أ .هـ .
- قال في المآخذ على الحنابلة : التزهيد في التحاكم إلى القرآن ص125 ، فَهِمَ من كلام السلف في ذم من لم يقبل الحديث والأثر واحتج بالقران وحده أن هذا تزهيد في القران ، ص125 –126
- قال : التقارب مع اليهود والنصارى ، والتشدد على المسلمين ص127 ، قال " من سمات كتب العقائد عند الحنابلة أنهم يتساهلون مع اليهود والنصارى ، ويفضلون مخالطتهم ومآكلتهم على إخوانهم المسلمين ص127، وذكر قول الفضيل بن عياض " آكل مع يهودي ونصراني ، ولا آكل مع مبتدع ، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد " ، قلت هذا له توجيه وبيان ليس هذا محله .
- تقرير شرعية الفرح بمصائب المسلمين من الطوائف الأخرى ، ص127 ، وأورد تحت هذا العنوان ما روي عن الإمام أحمد بن حنبل عندما سئل " هل يأثم الرجل ، يفرح بما ينزل بأصحاب بن أبى دؤاد المعتزلي .. ؟ فقال : ومن لا يفرح بهذا " . إذن وجه العيب عند المالكي : فرح المسلمين بما ينزل الله من العقاب على من امتحنَ العلماءَ وقتَلَهم وسجَنهم وفعل بهم الأفاعيل العظيمة ..!!! .
- قال : الحكم الجائر على نيات الآخرين ، ص128 ، وجه النقص عند المالكي ماروي عن الإمام أحمد : ما أحد أضر على الإسلام من الجهمية ما يريدون إلا إبطال القران وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .

منزلة الصحابة عند المالكي :
ابتدع حسن المالكي – وليس بحسن – تفريقا بين الصحابة لم يسبق إليه ، ورتب على تعريفه ذلك لوازم باطلة قصد الوصول إليها ، واليك التفصيل :
1- ألقى محاضرة بعنوان " الصحابة بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية " ( وكان عنوان المحاضرة كما يقول في ص1 : قراءة في عدالة الصحابة !! ) .
2- سرد المحاضر أقوال الأئمة في تعريف الصحابي .. ولا جديد عنده .
3- قال في تعريف الصحبة الشرعية : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – الصحبة الشرعية - ليسوا إلا المهاجرين والأنصار ، وقد يدخل فيهم من كان في حكمهم ممن أسلم وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعاد إلى بلاد ه قبل فتح الحديبية !!؟؟ ، وقال : وهي الصحبة الممدوحة في القرآن والسنة ، ثم لوى الآيات والأحاديث لتسير مع هذا التعريف .
4- قد تسأل أخي القارئ ما هو وجه الاعتراض عليه ؟ فأقول : إنه أراد بتعريفه السابق أن يجعل من أسلم يوم الفتح وبخاصة الصحابي الجليل أبوسفيان بن حرب ، وابنه الخليفة الأموي معاوية رضي الله عنه ، ممن شرفوا بالصحبة ، أراد أن هؤلاء يسمون صحابة من جهة اللغة ، حتى يطلق لسانه فيهم ذماً وقدحاً لأنهم –كما زعم – لاينالهم شرف الصحبة الشرعية .
5- قال في القيد الذي ابتدعه : لكن لا يدخل فيهم طلقاء قريش ولا عتقاء ثقيف ولا من كان في حكمهم من الأعراب والوفود بعد فتح مكة . ص25 هامش 50
6- قال أيضا : يجب أن يكون معلوما أن حكومة الطلقاء ( دولة بني أمية ) لجأت إلى تعميم الصحبة على كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يدخل فيهم مثل الحَكَم والوليد وأمثالهم من الطلقاء ص27 هامش 54
7- قال : ولم نجد نصاً عن معاوية يدعي أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . ص55
8- ويقول : وُصفوا بالصحبة وليسوا أصحابه على الحقيقة كالوليد ومعاوية . ص33 هامش 63
9- وقال : إن معاوية سن سب علي بن أبي طالب طيلة حكم بني أمية . ص49 هامش 87
10- قال : وقد كان يلعن معاوية كثير من العلماء من المهاجرين من السابقين والأنصار كعلي وعمار .. ، وقد ذهب إلى جواز لعنه من العلماء المتأخرين (محمد بن عقيل ) ، قال وهو عالم سني في كتابه النصائح الكافية . أ .هـ ص51 هامش 89 . قلت : بئس والله ما عولت عليه .

وأنقل لك بعضاً من جهله ونقصان عقله في الاستدلال بنصوص الوحيين :
1- لما ذكر قول الله تعالى في الثناء على الصحابة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " ، قال وهذا الإحسان لم يفعله بعض الطلقاء كمعاوية والوليد بن عقبة … إذن فالذين طعنوا في الصحابة هم أولئك الطلقاء ، وهم أول من خالف الأمر الإلهي بالاستغفار للذين سبقوهم بالإيمان . ص30 هامش 60
2- لما ذكر قوله صلى الله عليه وسلم " لاتسبوا أصحابي .. " قال المسكين وهذا دليل واضح على إخراج النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد وطبقته من الصحبه الشرعية لاكثر من دلالة . ص44
3- انظر لمزه لمعاوية في رسالة العقائد . ص33 ، 56 ، 57 ، 129 ، 133 ، 134
4- خلافة معاوية رضي الله عنه سبب ظهور كل الفرق ……، وقال عن الدولة الأموية " اضطهدت الصحابة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم وكانت السابقة في محاربة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتشويه صورتهم حتى أصبحت القلوب منقبضة عن أهل بيت النبوة ، فقتلوا الحسين ، وسموا الحسن ، وقتلوا زيد بن علي …" قلت إن قيل لك هذا كلام معتوه فصدق .
5- قال : انظر ظهور الجبرية والإرجاء والقدرية .. كله على يد بني أمية .. ص65-66

عدالة الصحابة :
1- قال المالكي " قد يقول قائل : كيف تناقش مسألة ( عدالة الصحابة ) وهي مسألة إجماع ؟ ثم من نحن حتى نعرف هل الصحابة عدول أم لا ؟ ثم ماذا تفعل بتعديل الله لهم في كتابه ؟ هل لك اعتراض على ذلك ؟ أقول – والقائل المالكي – أولا هذه أسئلة مكابرة وليست أسئلة باحث عن الحقيقة ، وللأسف إن هذا النمط من الأسئلة هي المنتشرة اليوم وهي ممقوتة عند العقلاء .. فيقال : كيف تخصون الصحابة بالعدالة مع أن هذا التخصيص لم يرد عليه دليل لا من كتاب ولا من سنة ، وهذا مسألة إجماع ؟ فحكمُ الصحابة هو حكم غيرهم في الشهادة لقوله تعالى ( واشهدوا ذوي عدل منكم ) فلو كان للصحابة خصوصية لكفى شاهد واحد عدل … ص61 ، قلت هذا الكلام مملؤ بالشبهات التي في قلب المالكي واشربها نعوذ بالله العظيم .
2- قال : الصحابة قد اختلفوا في أمور كثيرة عقدية وفقهية وسياسية . ص122 ، 136 رسالة العقائد
3- يقول عن بيعة الصديق رضي الله عنه : وهناك قسم تأخر من كبار المهاجرين لم يبايعوا أبابكر وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. وكوكبة من كبار المهاجرين الأولين .. وغيرهم من عموم الصحابة الذين كانوا يرون أن علي بن أبي طالب كان اكفأ الناس لتولي الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكونه أول من أسلم ، ولكونه بمنزلة كبيرة من النبي صلى الله عليه وسلم ، بل تبين – والكلام للمالكي – أن معظم الأنصار كانوا يميلون مع علي أكثر من ميلهم مع أبي بكر لعلمهم بأن علياً وإن كان قرشياً .. لكن السبب في بيعتهم أبابكر وتركهم علياً أن علياً لم يكن موجوداً في السقيفة أثناء المجادلة والمناضرة . ص30 ، 31 رسالة العقائد
4- يقول عن بيعة الصديق رضي الله عنه " ويجعلها أشبه ما تكون بالقهر والغلبة " ص32 ، ويقرر هذا الباطل على لسان المهاجرين والأنصار بقوله " إنهم نظروا للمسألة من جهة أخرى فقد رأوا أن بيعة أبي بكر أصبحت خياراً لا مندوحة عنه " ص33

فهمه لعقيدة أهل السنة ( الكف عما شجر بين الصحابة ، والترضي عنهم ) :
فَهِمَ هذا الضال هذه العقيدة على غير المراد _ والهوى يعمي ويصم – فجعل إيراد العلماء لهذه العقيدة عدم كفّ ؟؟ قال : بل والعلماء من قديم ، فلم أجد عالماً معتبرا أمسك إمساكاً مطلقاً . ص275 ، بل لقد فاه بكلمة سوء ، وخزي عظيم ، فقال هذا الناقص " فالأمر الذي لم يمسك عنه النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن نطالب الناس بالإمساك عنه !! . كتاب الرياض ( نحو إنقاذ التاريخ )ص276 ، وقال أيضا " كيف نكف عن أمر لم يكف عنه النبي صلى الله عليه وسلم " رسالة العقائد ص132
قلت : فهم عقله أن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عما سيقع من الفتن ونحوها عدم إمساك !! اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الفاسد .

آراؤه في بعض الفرق ، وبعض العلماء :
1- قال : سبب قتل الجعد بن درهم كان سياسياً ، وأن خصومه من بني أمية نسبوا له نفي الصفات والقدر .. ، وأهم عقيدة كانت السبب في مقتله هي رؤيته لوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس السبب ما زعمه الأمير خالد القسري ، فقد كان هذا الأمير مشهوراً بالظلم والفجور ، وهذا لا يؤتمن منه الكذب على من يذبحهم ويضحي بهم . ص69، 70 رسالة العقائد .
2- يقول عن الفرق الضالة ممتدحاً " إن ما ننشره في كتب العقائد من تكفير وذم مبالغ فيه للجهمية والقدرية والشيعة والمعتزلة كان إتباعاً منا للسياسة الأموية " ص71 سطر 3 من أعلى
3- يتأسف على سنوات أضاعها في بغض ولعن الجهمية والقدرية ولم ينتبه إلى براءتها ص71 ، 88 ، 93
4- تبريره لإصول المعتزلة الخمسة – المبتدعة – والدفاع عنهم . ص73 ، 74 ثم ذكر فضلهم ص75 سطر 6 من أعلى .
5- يقول : فكل مسلم أرجو لي وله الجنة ، وأخشى عليه وعلى نفسي من النار ، سواء كان هذا المسلم سُنياً أو غير سُني ، فالمقاييس عندي ليست في مضائق الاعتقادات . ص145
6- يقول عن الذين ناصبوا علياً رضي الله عنه : " ثم جاء بعد هؤلاء آل تيمية بحران ثم بدمشق ، وابن كثير ( إلى حد كبير ) والذهبي ( إلى حد ما ) ، أما ابن تيمية فاشتهر عنه النصب ، وكتبه تشهد بذلك ، ولذلك حاكمه علماء عصره على جمله أمور منها بغض علي .. ) ص48 ، 135
7- نقَدَ ابن حزم وأنه متهم بالنصب وموالاة بني أمية والدفاع عن ماضيهم وحاضرهم . ص136 كتاب الرياض
8- انتقاده للتقريب لابن حجر ، والإشادة بنفسه .ص106، 107 كتاب الرياض

الحنابلة وسياسة المملكة . ص149
لم يكن هذا العنوان ضمن المحاضرة التي ألقاها ، وإنما أراد بهذا العنوان ذر الرماد في العيون وإخفاء ما عليه سريرته ، وقد كتب تحت هذا العنوان ما يبين دخيلته الفاسدة على علماء هذه البلاد المباركة ، فقال : " فالحنابلة في الجملة أصحاب طاعة لولاة الأمر ، لكنها غالباً ما تتداخل مع ما فيه مصلحة خاصة لهم سواءاً كانت المصلحة دينية مذهبية ، أو مادية ، أو وجاهة ، أو حب للعلو في الأرض ، وفي أحسن الأحوال فهي طاعة دون فاعليه إيجابية ، فإن السلطات إن احتاجتهم في حوار مع آخرين أو بحوث تنفع الأمة أو مناضرة علمية مع مخالفين لا تجد منهم من يصلح لهذا الأمر أو ذاك ، هذا في الجملة لأنهم يخشون من الحوار والمناضرات ..) ص150

هذا ما تيسر جمعه عن هذا النكرة الذي تطاول على العقيدة وعلى الصحابة والسلف الصالح من بعدهم ، مع دفاعه المستميت عن أهل الكفر والبدع ، ممن شهد اليهود والنصارى على كفرهم ، فنعوذ بالله من الخذلان .

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:17 AM
حسن المالكي يفضل الكافر الخميني على الصحابي معاوية



https://youtu.be/02wgntnnBpE

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:19 AM
مناظرة الشيخ عثمان الخميس للخبيث الزنديق حسن الهالكى


https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=j-xsMvyV5ZE

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:21 AM
حسن الهالكى تحت الفحص المجهرى للأسد الدمشقى.


https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=eQzz5xK_GDY

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:48 AM
( بيان الدعاة وطلاب العلم من قبيلة بني مالك خولان )
(في الضالّ / حسن بن فرحان المالكي )

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أما بعد :
فقد روى البخاري في صحيحه ،عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ،أنه حدَّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً جاء فيه :
(( قلتُ فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلتُ يا رسول الله صفهم لنا ، قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ......)) الحديث .
ولقد ابتلينا في هذه البلاد المباركة، بأعداء من بني جلدتنا، يبثون الشبهات بين أبنائنا ويلبّسُون عليهم دينهم ويشككونهم في ثوابتهم ، ليوقعوا بينهم الفتنة وليصرِفُوهم عن المنهج الحق الذي قامت عليه هذه الدولة المباركة، والمستمَّد من الكتاب والسنة وفق منهج السلف الصالح ـــ رضوان الله عليهم ـــ.
وإن مما يؤسف له، أن أحد هؤلاء الأعداء: من أبناء قبيلتنا وهو المدعو : (حسن بن فرحان حسن المالكي) وهو من أشدهم انحرافاً وأكثرهم زيغاً وضلالاً ، وأجرئهم عداوةً وحرباً على السنة وأهلها .
وقد تنبه كثير من العلماء لشروره وضلالاته ، فقاموا بالرد عليه وهتك أستاره وكشف عواره وبيان انحرافه عن سبيل أهل الحق، موضحين ما وقع فيه من ضلالات وانحرافات ،وما أورد من شبهات ومنكرات مبينين منهج الحق في ذلك فجزاهم الله خيراً عن الإسلام وأهله .
وإن من أخطر ما جاء به هذا الأفـَّاك الضال على سبيل الإيجاز ما يلي :
1- تهوينه من شأن التوحيد والتقليل من خطر الشرك بالله عز وجل .
2- طعنه في أمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين والصحابة الكرام الميامين
- رضي الله عنهم - ولمزهم واتهامهم بالتهم الباطلة ،وقوله بنفاق معاوية وأبيه رضي الله عنهما، واتهامه بعض رواة الصحابة بالكذب أو التدليس .. كما أنه يرى عدم عدالة الكثير منهم .
3- إنكاره للأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما بمجرد أنها تخالف مذهبه ولا توافق هواه وعقله السقيم .
4- تشكيكه في عقيدة أهل السنة وكتبهم واتهامهم بالظلم والجهل والغباء والغلو ودفاعه الشديد عن الجهمية والمعتزلة والقدرية .
5- ولاؤه للرافضة ودفاعه عنهم وتبني آرائهم ونشرها، ومشاركته في قنواتهم المعادية للدين والدولة .
6- تجنيه على علماء السنة الكبار، كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وابن كثير وغيرهم ـــ رحمهم الله ـــ واتهامهم بأنهم نواصب ظلماً منه وافتراءً واعترافه الصريح بشتم ابن تيمية وسبه صراحة في قناة العدالة المشبوهة ، وهو إنما يسير في ذلك على منهج أسياده من الروافض .
7- حربه للشيخ محمد بن عبدالوهاب ـــ رحمه الله ـــ ،وطعنه في دعوته واتهامه وأتباعه بالتهم الباطلة .
8- تنقصه من هيئة كبار العلماء وعلمهم وفضلهم وذلك بالسب والشتم والهمز واللمز واتهامه لعلماء السعودية عموماً بأنهم نواصب وهذا ديدنه مع كل من يخالفه وتفضيله علماء الرافضة عليهم.
9- تشبيه دفاع الجيش السعودي عن حدوده ووطنه ضد اعتداء الحوثيين باعتداء الجيش الإسرائيلي على إخواننا في غزة كما صرح به في قناة المستقلة فأي خيانة للوطن أكبر من هذه الخيانة .
10- حربه المستميتة على المناهج الدراسية السعودية وخصوصا الشرعية منها وكيل التهم لها بأنها تكفيرية وتدعو إلى التطرف ..
11- له نشاطات مشبوهة في إفساد أبناء المناطق الحدودية وتشكيكهم في دينهم وعقيدتهم وثوابتهم والتبرير المستمر لعقيدة الحوثيين وأفعالهم مما يوحي بأنه يعمل لصالح أجندة خارجية مشبوهة .
12- يعتمد على الكذب والتدليس وسرقة المعلومات ونسبتها لنفسه وهو في ذلك يسرق من أهل الأهواء والبدع والمستشرقين والمنحرفين .
13- يتعامل بالتقية حيث يردد دائما أنه من أهل السنة والجماعة،وأنه باحث عن الحق ناصح لأهله،وهو يُعمِل فكره ويبذل وقته لنقض عرى الحق عروة عروة، وأنّى له بذلك خاب وخسر! وكأنه بذلك يؤدي دور اليهودي الخبيث( ابن سبأ) الذي يستميت من أجل إثبات أنه شخصية وهمية لا وجود لها .
14- إتهامه لقبيلته ( بالزيدية ) في قناة المستقلة وفي كثير من لقاءاته كذباً وافتراءً .
15- وفي كتاباته الأخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، أثار استهجان أهل السنة عموما بتبريره القذر لمذابح النظام السوري البشعة ضد إخوتنا السنة في الشام، وهو بذلك إنما فضح طائفيته المقيتة ورافضيته الخبيثة.
.............
ونحن أبناء قبيلة بني مالك خولان ، وانطلاقاً من قول الله عز وجل:
( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ...) الآية ،وبعد أن قام بعض طلبة العلم منـّا بمناصحته ودعوته للرجوع والتوبة ، نعلن براءتنا من هذا الرجل ومن ضلالاته ونشهد الله على بغضنا له وللشر الذي جاء به ، ونهيب بولاة أمرنا حفظهم الله أن يأخذوا على يده حتى يكون عبرة لغيره وليسلم من شره البلاد والعباد .
كما أن جميع قبائل وأفراد بني مالك خولان - ولله الحمد - شامخين بمنهج أهل السنة والجماعة كشموخ جبالها مستمدين عقيدتهم الصحيحة من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ،معتقدين عدالة صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نوقرهم ونترضى عليهم، ولا نقبل بأي حال أن ينتقصهم أحد كائناً من كان ،ونسأل ربنا عز وجل أن يحشرنا في زمرتهم .
كما ندين بالولاء لولاة أمرنا، وبالاقتداء بعلمائنا، ولا نقبل المساومة في ذلك ، صامدين كصمود جبالنا أمام هذا الضال وأذنابه ،باذلين الجهد في محاربته وفضح مآربه ، محتسبين في كل ذلك الأجر من ربنا عز وجل.
وختاماً / فإننا نوجه له الدعوة إلى العودة إلى الحق والهدى وإتباع منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بفهم سلف الأمة ، فالعودة إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل ، وباب التوبة مفتوح ، فعَنْ أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال : إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وقال حديث حسن.
ونسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يرد عن بلادنا كيد الكائدين ، وشر المنافقين والمنحرفين وأن يهدي ضال المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه وسلم تسليما ً كثيراً .
الموقعون:
1- الشيخ / مفرح بن جبران المالكي
الداعية المعروف وعضو مجلس منطقة جازان
2- الشيخ / أحمد بن حربان المالكي
إمام وخطيب جامع السد بأبها– والمعلم بتعليم منطقة عسير
3- الشيخ / محمد بن سليمان علي المالكي
القاضي بالمحكمة العامة بمدينة الطائف
4- الشيخ / سلمان بن جابر المالكي
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة الداير بني مالك
5- الشيخ / عبدالرحمن بن سليمان المالكي
كاتب عدل بمدينة خميس مشيط
6- الشيخ / حسين بن جابر يحيى المالكي
داعية ومعلم بمحافظة الداير بني مالك
7- الشيخ / عبدالله بن أحمد إسماعيل المالكي
كاتب عدل بالمدينة المنورة
8- الشيخ / عيد بن سلمان يحيى المالكي
إمام وخطيب جامع التوحيد بمحافظة الداير بني مالك
9- الأستاذ / محمد بن جابر محمد الكبيشي المالكي
معلم بمحافظة الداير بني مالك
10- الشيخ / مفرح بن أحمد حسن المالكي
باحث شرعي ومحقق لبعض الكتب العلمية
11- الشيخ / جابر بن يحيى سليمان المالكي
المدرس بالمعهد العلمي في مدينة جدة
12- الأستاذ / محمد بن مفرح حسن آل زرعه المالكي
مدرس بإدارة التربية والتعليم بمنطقة عسير
13- الشيخ / عبدالعزيز بن حسين علي المالكي
عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض
14- الشيخ / موسى بن حسن علي المالكي
المدرس للعلوم الشرعية – بمحافظة الداير بني مالك
15- الشيخ / محمود بن موسى مصلح المالكي
هيئة التحقيق والادعاء العام بمحافظة خميس مشيط
16- الشيخ / حسن بن مفرح يحيى المالكي
المعلم بمحافظة الداير بني مالك
17- الشيخ / موسى بن ماطر جابر المالكي
عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة نجران
18- الشيخ / سلمان بن يحيى جبران المالكي
عضو جهاز التوجيه والإرشاد بالأمن العام بمدينة الرياض
19- الشيخ / عبدالله بن هادي فرحان المالكي
إمام مسجد أويس القرني رحمه الله – حفر الباطن
20- الشيخ / محمود بن يحيى ماطر المالكي
المشرف التربوي – مكتب التربية والتعليم بمحافظة الداير بني مالك
21- الدكتور / محمد بن موسى بن مصلح المالكي
وزارة الصحة - مستشفى عسير المركزي
22- الشيخ / عبدالله بن مفرح أحمد المالكي
إمام مسجد أنس بن مالك – رضي الله عنه – محافظة حفر الباطن
23- الشيخ / حسن بن ثاني بن جبار المالكي
إمام وخطيب جامع بن حران – بمدينة نجران

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:49 AM
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=0V8_7jHQt2A

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:51 AM
كذب حسن بن فرحان على قبائل بني مالك وفيفاء !!
الجمعة, 03 ذو الحجة 1433
الشيخ د.علي بن يحيى المشنوي الفيفي

الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد:
فلقد قام الأخوة في بني مالك بإخراج بيان بينوا فيه شيئاً من منهج حسن بن فرحان المنحرف ، وفكره الضال ، المخالفان لمنهج وفكر أهل السنة والجماعة... فما كان منه إلا أن نسج حول البيان قصة شخصية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمنهج والفكر اللَّذَين أشار إليهما الموقعون على البيان.. ثم بعد ذلك أخذ يكيل سيلاً من الأكاذيب والسب والشتائم لهم ، ولكل من يوافقهم الرأي فيه.. وكأن بيان منهجه وفكره ، وأقواله الشاذّة والمفتراة ونسبة ذلك إليه معرة وعار ومذلة لا يطيقها !!.
والذي يهمني بيانه هنا: أنه لم يكتفي بتلك الأكاذيب والسباب والشتائم لأهله وعشيرته ، بل تجاوز ذلك ليكذب على قبيلتي فيفاء وبني مالك حيث زعم أن وفداً من قبيلتي بني مالك وفيفاء قام بزيارته في بيته وقدموا له الاعتذار !! ، وأشادوا به! ، وقالوا: إنه يستاهل التكريم بدل التبرء منه...
وأضاف أنه يوجد وفود من قبيلتي بني مالك وفيفاء قادمة في طريقها إلى الرياض لتقدم له الاعتذار!! وتعلن وقوفها معه ضد موقعي البيان ( الفضيحة ) كما أسماه!!.
وقد أُرفق مع الخبر صورة قديمة!!.. ولكن ما الحل إذا لم توجد كاميرا تلتقط صور الوفود مباشرة!!.. فلتؤخذ الصور من الإرشيف!! حتى تحبك الكذبة بقدر المستطاع.
ثم بعد هذه الحبكة الفاشلة والمكشوفة.. أخرج خبراً يعلن فيه شكره لتلك الوفود المزعومة ، ويطلب منهم أن لا يكلفوا أنفسهم عناء شدّ الرحال إليه!! ؛ لبعد المسافة بين بني مالك وفيفاء ومكان إقامته في الرياض ، والأيام أيام عيد وحج!.. وقد وعدهم أن يكون بعد فترة في بيته في بني مالك فليأتوه هناك ليقدموا له واجب الاعتذار والإشادة كما يأمل ويتخيل ويحلم.
أقول : إن هذا التلفيق والكذب لا يغني من الحق شيئاً ، والكذب عار ومذلة في الدنيا، وحساب وعذاب في الآخرة... ولا أدري لماذا يتوقع ويتوهم أنه إذا تبرأ منه ومن معتقده وفكره بنو مالك ، فإن أبناء فيفاء سيرسلون الوفود للاعتذار له ، والإشادة به!!.
إن الجم الغفير من أبناء فيفاء وبني مالك يعرفون منهجه الضال ، وفكره المنحرف.. وأقل وأسوأ ما يجب أن يُعرف عنه أنه : ( يفضل الخميني على صهر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وكاتب وحيه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه !! ، بل ولا يقبل بالمقارنة بينهما!! ؛ لأن معاوية عنده منافق ! ، وابن منافق ! ، وأبو منافق!.. والخميني قائد ثورة عظيم!! ).
كما أنه يُعلن أنه لن يتورع عن سبِّ معاوية رضي الله عنه ولعنه!!.. ويقول: ( إنه يتورع عن سبّ استالين - الملحد الكافر – ولا يتورع عن سبّ معاوية!! ).
إن أبناء فيفاء يؤيدون الأخوة في بني مالك على موقفهم الحازم ، وبيانهم الواضح.. ولم ولن يرسلوا له وفداً.. بل إن أبناء فيفاء قد منعوه من المشاركة في أمسية ثقافية عادية في عام 1430هـ بعد أن أتى من الرياض بهدف المشاركة ، وكان اسمه ضمن المشاركين ، لكنهم لم يسمحوا له بالمشاركة ولو بكلمة واحدة ؛ لأنهم يعرفون حقيقة فكره ومنهجه.
ولبيان حقيقة ما زعمه من وفود أتته !! ، ووفود قادمة إليه كما زعم ، فإني أقترح ما يلي:
1. تأييد البيان الذي أصدره الأخوة في بني مالك.
2. الرد على الخبر الملفق والمكذوب في دعوى زيارة وفد من قبائل بني مالك وفيفا له في بيته وتقديمهم اعتذاراً له.
3. مطالبته بذكر أسماء الوفود التي زارته ، والأخرى التي توجهت لزيارته من بني مالك وفيفاء إن كان صادقاً في دعواه.. ولن يفعل! ؛ لأن تلك الوفود التي زعمها إنما رآهم في بيداء الوهم والأحلام!! ، ولا حقيقة لذلك على أرض الواقع.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ، وهو الحاكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون.. يعلم السرَّ وأخفى ، ويعلم ما تخفي الصدور ، وما تكنه الضمائر.. فهو الموعد الحق ، والحكم العدل ، سبحانه وبحمده جلّت قدرته ، وتقدست أسماؤه.
الخميس 2 ذو الحجة 1433هـ.

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:52 AM
انكشاف سوءة المالكي
الخميس, 04 شعبان 1434
علي بن جابر بن سالم الفيفي

في السنتين الماضيتين ، وتحديدا منذ أن انطلقت الثورات في البلاد العربية ، حدثت أشياء لم تكن في حسبان أحد من الناس ، ولا عجب فذلك تقدير العزيز الحكيم !
وكما هوت عروش من عروش السلاطين ، التي ربما من طول بقائها وخروجنا إلى هذه الدنيا وهي هي لا تغيير ؛ تشكل لدينا ما يشبه اليقين أن تلك العروش جزء من تكوين الأرض التي ربما لن تزول ، ثم قدر الله لها أن زالت بأقل الخسائر والتضحيات ، بل أعظمها وهو عرش فرعون مصر زال بسلاح اسمه الصوت ، ولا غرو فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر!
ومع سقوط هذه العروش ، والثورة على من اعتلوها وعاثوا في الأرض فسادا ؛ تكشفت سوءات أناس لم نكن نظن في يوم من الأيام – من فتنتهم وكذبهم - أن تكشف سوءاتهم ، إذ قد حاولوا بكل ما استطاعوا من قوة ومن تدليس وتلفيق أن يستروا عوراتهم أمام العالمين ، إلا أن الله - الذي بقدرته سبحانه أسقط عروشا كنا نظنها جزء لا يتجزأ من حياتنا ومنشورات الأخبار في عالمنا - قادر سبحانه وقد فعل ، أن يهتك أستار هؤلاء ، فقدر أقدارا تعالى وتقدس جعلت هؤلاء الناس ينكشفون ، وتتكشف عنهم الأقنعة التي طالما تستروا تحتها.

ومن هؤلاء حسن بن فرحان المالكي نسبا ، ((الرافضي)) حقيقة ومنهجا .
وحتى لا نكذب على أنفسنا ، فقد انتفخ هذا المالكي ذات يوم من الأيام ، وانتفش ريشه ، ولا غرابة ؛ فقد انتفخ اليوم من لا يعدلون في عقولهم وتفكيرهم أبواق السيارات ، التي تصم الآذان فإذا أتيت إليها لم تجد شيئا .
وكل هذا سهل مشاهد ليس بغريب في هذا الزمن ، فآلة الإعلام للأسف أصبحت في كثير من حالاتها تستضيف الأعلى نهيقا ونعيقا ، وتُقدمه - فوق هذا - تحت ألفاظ غريبة وألقاب لا يملك أصحابها منها إلا الرسم والاسم ، حالهم حالُ من قال فيهم شاعر الأندلس :-
ألقاب مملكة في غير موضعها .... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد !
وإن كان هذا البيت يقع بحذافيره حقيقة على الكثير من الزعماء ؛ فإنه يقع أيضا على الكثير من زاعمي التنظير والفهم والبحث الشرعي والتطوير .
وويل ثم ويل من هذا الإعلام الذي أصبح يُقدم الخائن ويؤخر الناصح ، ويُلمع الجاهل ويُخفي العالم ، تحت مسمى الرأي والرأي الآخر وثقافة الحوار والبحث في دواخل التاريخ زعموا وتشعباته ، ولا والله ليس في كلامهم هذا من صدق ، إلا إذا جاز تسمية مسيلمة بالصادق ، وإبليس بالناصح ؛ ولكنها العمالة للغرب من الأعداد الهائلة المزروعة في إعلامنا ممن مهما وقع بينهم من الاختلاف في التصور والأفكار والديانات والتوجهات ، إلا أن غايتهم واحدة عليها يتفقون وعلى تحقيقها لا يفترقون ؛ أعني إسقاط الدعوة المحمدية التي انتشرت في الأرض أخبارها ، وذاع صيتها واستنارت الأفئدة بأنوارها ، وهي مع تقاعس أهلها والقائمين بها ، لا تزيد إلا انتشارا ، رغم كل ما يُراد لها .
ولا غرو؛ ففرق بين الحي الذي يمشي على رجلين وبين الميت الذي لا يتحرك إلا على أكتف أربعة أو يزيد !.

*****************

وحسن المالكي كان يقدم نفسه أنه من أهل السنة ، زاعما انه إنما يصحح أخطاء بعض متشددي السنة ، يريد بذلك أن يفرق صف المسلمين ويزرع في أوساطهم الأسئلة والشكوك حول أمور قد أجمعت عليها الأمة قرن بعد قرن إجماعا لا يقبل من بعده رأي لمنحرف ، وإجماع الأمة حق لا ضلال فيه ولا لبس ؛ إذ قد خص الله هذه الأمة دون غيرها من الأمم ألا تجتمع على ضلالة ، وهذا – أعني إجماع الأمة - علامة ومنارة ، يٌحتمى بها من التشتت بين دواعي الضلال في هذا العصر ، فالزمها ولا تغادرها .
ولا عجب ثانية وثالثة ورابعة من فعل المالكي هذا فقد قال قوم من أمم الكفر السالفة مثل هذا القول ، والقران يتنزل (( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون )) وملة الكفر واحدة ودعاة الضلال يسيرون في ذات الطرق والحيل لا يحيدون عنها وإنما قد يضيفون فيها أو يغيرون مسمياتها ، فتنبه !

***************

ولا أعلم كيف لهذا الرافضي الزاعم سنيته ، أن يكون منبوذا من قلوب الناس وأفئدتهم ، أسيادهم وعامتهم ، صغارهم وكبارهم ، ثم تراه مقدما ممهدا له الطريق عند الروافض !؟
وحب الروافض لأهل الإسلام والسنة مشهود ومعروف!! شهدت بذلك أحداث التتار عندما باع أتباعُ أبي لؤلؤة المسلمين كما تباع الشياه لهولاكو وأتباعه ، وكان أول من بيع في ذلك المزاد الخليفة (العباسي) الذي يعود نسبه إلى (بيت النبوة) ، وبيت النبوة هذا هو مسمار جحا الذي طالما زعم أحفاد أبي لؤلؤة أنهم أنصاره ودعاته !! وإن يكن تاريخهم بالخيانة يشهد ، فهذا الواقع أيضا يشهد ! واسألوا أهل العراق ، أسألوا بغداد الرشيد ، وبصرة العلماء ، اسألوا النيل والفرات ، وآلاف الأبرياء ! وإن نسيتم يا قومي من طول العهد ، فهذه الشام تحكي ، ودمشق تبكي !
وقد مرت أيام وأيام ، نرى فيها هذا الرافضي ، يُجادلُ أهل الإسلام بكل أطيافهم ، لا يفرق بين طوائفهم وفرقهم ، إذ كل مسلم موحد مؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ؛ يعرف أن الصحابة كلهم عدول ، وأنهم عزنا وأصلنا إذا ذكرت الأصول ، ولكن الخبيث يريد أن يعاملنا معاملة الثيران الثلاثة ، فينفرد بكل ثور على حدة ، وهيهات هيهات ! فيزعم في كل مجلس ولقاء أنه إنما يقف على الضد من الحنابلة مرة ومن السلفيين مرة ؛ يريد بذلك أن يُسكت العالم المسلم بطريق فرق تسد ، وبطريق عدم التعرض للمذاهب الأخرى ! ولكنه ما إن يبدأ في حديثه حتى ينطق لسانه النجس الخبيث بلعن الصحابة ، معاوية حينا وغيره أحيانا ، فتتكشف بذلك سؤته التي يحاول كأشد ما يستطيع أن يسترها ولكن أنى له !
فلما عرف هذا الدعي الخبيث المارق أن طريقه لا يزيده إلا فضحا وتكشفا ؛ رام مراما آخر ، أراد به أن ينقض عُرى الإسلام واجتماع المسلمين ، فذهب يحارب الملة المحمدية ، بطريقة إحياء عرى الجاهلية ، فيصور للناس من حوله ، أن الدين محرف ، وقد أتى تحريفه من أهل الحكم في نجد حتى يقوى نفوذهم ويسود في كل مكان ، ومن المعلوم أن بقايا الجاهلية من - الغضبات القبلية - أمر لا يزال في الأمة المحمدية إلى قيام الساعة ، دلت على ذلك الأدلة وهو شر - بلا شك - ولكنه من فضل الله سرعان ما يزول ويحل محله الله ورسوله ولا شيء سواهما .
وقد سارت دعوة الرافضي الخبيث وجهوده ، مسنودة بما في هذا الزمن من الفتن ، ومن قنوات تبث سمومها في كل مكان ، ووسائل اتصال تبعث بخيرها وشرها إلى كل بيت بلا استئذان ، ولا نظر من رقيب ولا حسيب ، وغير ذلك من أسباب ليس هذا محل نشرها واستعراضها ؛ سارت قليلا ، وتأثر بها قوم لا يتجاوزون عدد الأصابع إلا بقليل ، ولا عجب فهذه سنة في بني آدم إذ لا يظهر أحد بخير وشر إلا وجد له من يسير معه ، وإن يكن قد رأينا للشيطان عبادا يتسمون باسمه فلا عجب أن يأخذ مثل هذا بعض من صيت !

******************

ثم أتت المحرقة ، التي أحرقت هذا الدعي وفضحته وأصارته لا شي بعد أن كان بعض شيء ، وذهب كل ما خطط له أدراج الرياح ، فصارت شبهاته قاعا صفصفا ! ولله الأمر من قبل ومن بعد .
ولم يكن في بال هذا الرافضي أن سيُهتك ستره ، ولم يدر بخلده أن تنكشف سوءته بهذه السرعة ، ولكن ؛ ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون .
وهذه – أي انكشاف هذا الدعي وانحراقه – من نفحات الثورات وخيرها ولله الحمد ، إذ قد رأى كل من يحمل بين جنبيه قلبا ينبض ، ما في شام العز والإباء من حرب طاحنة بين إيمان وكفر ، وتوحيد وشرك ، وإسلام ووثنية ، يرفعُ لا اله إلا الله أبناء الشام البررة ، ولا عجب إذ الروايات قد وردت في فضلهم متواترة ، وفي الفسطاط الثاني عُباد الخميني وبشار ، من أبناء أبي لؤلؤة ، من علويين وروافض ، وقامت الجيوش من حزب الشيطان اللبناني ومن جيوش دولة الخميني المشركة لإسناد زعيمهم المكسور ، وذٌنبَهم المقتول بإذن الله قريبا ، ولم يقم لأهل السنة أحد غير أنفسهم ، وأنعم وأكرم بتلك الأنفس الطاهرة ، وعما قريب ستكون على عدوها بإذن الله ظاهرة ، وأصبحت قلوب المؤمنين الموحدين على إخوانهم ، يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم ، واتحدت الأمة بإذن الله ، واختفت بعض ما في قلوب أبنائها من نزغات الشياطين ودعاتهم ، وأصبح الأمر واضحا لا يحتمل اللبس ، ولم يعد هناك خيطا رماديا يرتمي في ظله من ليس له انتماء ، بل اختار كل فريق فريقه الذي ينتمي إليه ، واختار الرافضي مدعي السنة ، طريق أصحابه وأحبابه وأسياده ، أعني صف إيران وبشار والخبيث حسن ، وقالها بملء فيه (( أنا أثق بحسن نصر الله وبشار ، والجيش الحر ليس له أي مصداقية )) فكشف الله بذلك ستره وفضح أمره وهيهات أن يستطيع ستر ما انكشف من عورته وأنى له ؟ وكله عورة مغلظة !
قالها لأنه ظن أن الأمر لم يعد يحتمل أنصاف الحلول ، أو التورية ، وإن لم تكن التورية ممكنة فليس له إلا التعرية وقد تعرى ولله الحمد والمنة ، فانحرق بذلك لواؤه ، وخبت ناره ، وانكشفت بفضل الله ومنته أستاره ، فمات بعد طول نهيق ونعيق ، مات وهو لا يزال يتنفس ، وأصبح كملقى النفايات إن اضطرتك الطريق إليه مررت به وأنت تكتم أنفاسك من شدة ما تجد من ريح خبيث ، أجارنا الله وإياكم من هذه الحال .

ولما مات صيته وهتك الله ستره ، عرف الباغي أنه أوقع نفسه في مهلكة ، وذهب يحاول بكل الحيل ، وهم – أي الروافض -أهل التحايل والحيل ، ودينهم دين ممجوج ، يُسقطٌ نفسه بنفسه ، ومضى الخبيث يكتب مقالات عن حسن الحوار والنقاش ، وأنه يجب على الرموز أن يكونوا هادئين لأن العامة متأزمين ، وتارة يتكلم عن حرمة الدماء وعظمتها ، ثم نحا منحا آخر فبدأ في نقد الروافض في بعض الأمور التي هي بالأساس مكشوفة ، وإنما ينقدها ليقال هذا رجل منصف وصادق ينقد على هؤلاء وهؤلاء !
فلما أعيته الحيل ، ونزل به ما نزل ، انتسب إلى الفرقة القرآنية وأصبح يستضاف في قنواتهم ، وهي فرقة قد علم كل مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أنها فرقة مارقة من الدين كافرة ، إذ هي تنكر الوحي الذي آتاه الله لنبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ومع كل تلونه هذا فلم يزل الرافضي في أسفل سافلين لا يلتفت إليه أحد إلا بعض المارقين ممن هم على ملته .

********************

وأخرج رجال بني مالك الصادقين ، بيانهم - الذي شرق وغرب - بالتبرؤ من هذا الخبيث ومن فكره ، ونعما فعلوا ، فقضي عليه بهذا ، بل رأيتُ كثيرا من أبناء هذه القبيلة المباركة يتتبعونه في كل قنواته فيفضحونه ويبينون للناس حقيقته ، ونعما فعلوا ، ولا عجب والله فمن منا لا ينتصر لنبيه وصحابته المهديين ؟ من رضي الله عنهم واصطفاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟؟ فانتهى حسن وانتهى كل نعيقه الذي قضى فيه سنين وسنين لتفرقة أبناء المسلمين .

وتجدر هنا الإشارة ، إلى فقاعة حاول المسكين أن يصنع منها قبة ، عندما صرح ذات يوم (( بشكره للإخوة من أبناء فيفاء الذين قدموا إليه وكرموه )) !! وبما أني أحد أبناء هذه القبيلة التي يريد الاتكاء عليها والترويج لنفسه بطريق أن له أتباعا منها ، فإنه من واجبي أن أبين أن من زعم الرافضي أنهم زاروه وكرموه ، أو مدحوه وأثنوا عليه ، لا يتجاوزون ثلاثة ورابعهم حسن أو خمسة وسادسهم حسن ، وهم للعلم فاشلون اجتماعيا ، ودينيا ، وعمليا ، ومنذ أن عرفت قدمي المسير إلى يومي هذا وهؤلاء الشرذمة يعيدون ويكررون في الأحاديث ذاتها ، حتى ملت الأحاديث منهم وكلت من كثرة ما لاكوها ، وتراهم في كل مجلس يعيدون نفس الحديث ويكررون ، الناس تتطور وتنشغل بالمهمات وهم قضيتهم واحدة ، وليتهم نظروا إلى أنفسهم وحياتهم فاهتموا بها وعالجوها لكان خيرا لهم ولكنه الخذلان أسأل الله ألا يجعلنا من المخذولين ، يرون في أنفسهم خير خلق الله مع أنك لا تكاد تراهم في جماعة المسلمين ولا بالمعروف آمرين ولا عن المنكر ناهين ، إن قامت الصلاة وأنت في مجالسهم قالوا لك الصلاة ليست واجبة ، وإن حض أحد على خير قللوا منه ، أو نهى عن منكر هونوا من شأنه ، لا يسيرون في خير للقبيلة ، ولا فيما يلم شملها ، بل على أنفسهم منكفئين ، شفاهم الله وعافاهم ، وعافانا مما ابتلاهم ، ثم بعد كل هذا ، وعلى قلة عددهم وخواء فكرهم يزعمون أنهم رؤوس الناس والمتحدثون باسم القبيلة ! وهم ليسوا من رؤوسها ، بل المؤخرة لا ترضى بحلولهم فيها، فليسوا من الأكابر عمرا ولا علما ولا عملا ، ولنا في من كبر عمره منهم آية كيف يفعل الله بمن أراد أن يخذله ! ولنا في من صغر منهم آية كيف يفعل الله بمن يريد أن يكله إلى نفسه !
أما في اجتماعات (( البلوت )) و مواطن (( الشيشة )) فهم رؤوس الناس في تلك المجالس !.

...والرافضي الخبيث يزعم في كل مجلس أنه سني مشفق على ما حالت عليه حال أهل السنة من تشدد وتحريف زعم ! وهو في هذا كاذب خبيث ، وما كل هذه المزاعم إلا جزء من التقية التي يبني عليها أهل الرفض دعوتهم ومذهبهم.
وفي حديث من أحاديثه ؛ زعم الدعي أنه يتورع عن الدماء ، وهو – حساس – كما يقول في قضايا الدماء ، يريد بهذا أن يظهر بمظهر الحمل المسكين !! أفلا يرى أنهار الدماء التي تجري في أرض الشام ؟ أليس لإحساسه المرهف أي وجود على مئات الألوف من أهل السنة الذين سفكت دماؤهم لا لشيء إلا لحبهم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ كيف يجتمع التحسس من الدماء وحب حسن نصر الله في قلب واحد ؟؟ وهو – كما يقول – لا يثق في الجيش الحر نهائيا ولا يدعمه ، ولكنه يثق جدا في كلام حسن نصر الله وحزبه حزب اللات من أن ما يحدث في سورية إنما هي مؤامرة دولية !! أي تورع في الدماء وهو يفاخر بعلاقته بقاتلي النساء والأطفال ؟
إن التاريخ يشهد أن حزب الله لم يكن يوما إلا في صف إيران المجوسية ، وما حربه مع إسرائيل ورفعه لتلك الشعارات إلا طٌعماً لأبناء السنة المساكين ،الذين أكلوا هذا الطعم وتغنوا به في ظل قواد متخاذلين ونائمين عن حقوق المسلمين ! واسأل صبرا وشاتيلا ومذابح الفلسطينيين على أيدي يهود ، اسألها من فتح الأبواب لليهود حتى قتلوا من في تلك المخيمات ؟ سل اليهود أنفسهم عن حزب أمل – الذي ولد منه حزب الله – سلهم كم من الخدمات قدموها لبني صهيون ؟
أما والله ثم والله ثم والله ؛ لو لقي علينا هذا الخبيث طريقا لذبحنا ذبح الشياه أو أشد ! وكما يستبيحُ لعن معاوية اليوم فسيستبيحُ دماءنا غدا لو تهيأت له رقابنا .

*****************

ويزعم الدعي الخبيث أنه يحارب التكفير ، ثم يصم – السلفية – كما يقول بحبهم لتكفير المخالف أيا كان !؟ وتالله وبالله لم يسجل التاريخ لفرقة من الفرق عظمت الدماء وسعت بكل طريق ممكن لحفظها كما سجل لأهل السنة ، تجد ذلك في كتاباتهم وأدبياتهم وتطبيقاتهم العملية ومؤلفات منظريهم من قدوتهم الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا .
وكيف لمثل هذا الرافضي أن يعيرنا بالتكفير ويزعم معالجته للتكفير وهو في كل يوم يكفر خير من وطئت أقدامهم الثرى بعد الرسل والأنبياء من صحابة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف يصمنا بالتكفير ويزعم معالجته وهو في كل لقاء يكفر معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه ويزعم أنه في الدرك الأسفل من النار !! وكأن مفاتيح الجنة والنار بين يديه يلقي فيهما من يشاء !؟ قل لي بربك من هو الذي بضاعته التكفير ؟ هل هم أهل السنة الذين لا يكفرون إلا في حدود ضيقة ، وبعد شروط معينة لا يقع بها الكفر إلا على من يختاره بنفسه ؛ أم هذا الخبيث الذي لا يفتأ في كل حوار ولقاء يلعن في صحب محمد صلى الله عليه وسلم ويشهد لهم بالنار ؟؟ وهو في المقابل يرى أن الخميني – الذي يقول بتحريف القران – يرى أنه خير من معاوية ابن أبي سفيان !!.
وشتان بين أهل السنة الذين وإن كفروا فإن التكفير عندهم لا يقتضي سفك دم أو ظلم ، وبين من يستحلون دم معصوم الدم لأن اسمه أبو بكر أو عمر أو عثمان !
وهل تظن يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ أن هذا الرافضي إنما يبغض معاوية وحده ؟! كلا والله بل هو يبغض جل الصحابة ويلعنهم ، ولكنه يُخفي بنية التقية التي يطبقونها في كل جزء من أجزاء دعوتهم المنحرفة .
فهو لا يتورع أبدا عن لعن صاحب محمد في الغار ، من شهد له محمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيدخل الجنة من أي أبوابها الثمانية شاء ، ومن رضيه نبينا وأشفق الخلق علينا إماما للمسلمين يأتمون به في مرضه !
وإذا وقع منه اللعن في حق أبي بكر فما تُرى سيقول في حق عمر وعثمان وغيرهم ؟؟
ولم يكتف بمثل هذا في مجالسه الخاصة بل هو أيضا لا يشك – كما يقول – في كفر شيخ الإسلام ابن تيمية !! أفنشكُ بعد كل هذا في رافضية هذا الخبيث ؟؟
فيا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لقد كان هذا الخبيث ، في بداية نفثه لسمومه ، يزعم البحث الشرعي فقط ، والبحث في بعض الأخطاء لدى الحنابلة كما يزعم ، وأنه لا يتطرق للرموز والمسلمات لدى الأمة ، ولكنه يكذب ! فهو ينفث من خبثه بقدر ما يستطيع وبحسب الظروف ، ولئن واتته الظروف يوما لإخراج كل خبثه ؛ لوجدناه لا يتورع في تكفير جُل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم .
وهذه بضاعةُ كل مبغض للصحابة ، لأنه لو بدأ بلعنهم كلهم أو جلهم لكبه الناس على وجهه وللفظته الأفهام والعقول ، فيخرج ابتداء بكونه باحثا شرعيا ، ثم يتناول معاوية بقدحه ، ثم يمر على الثلاثة الأول وغيرهم من جل الصحابة ، وهذه بضاعة الروافض قاتلهم الله .
وقد تفطن السلف لمثل هذا فجعلوا معاوية باباً ودليلاً على من بعده ، فمن تناوله فهو مشكوك فيه لا يؤخذ منه لأنه سيتناول من بعده ولن يتوقف حتى يتناول القران بالتشكيك ، فإياك ثم إياك يا محب محمد صلى الله عليه وسلم أن تتناول بلسانك صحب محمد عليه الصلاة والسلام أو الباب الذي جعله السلف دليلا على كل مبغض للصحب ، فإن تطرقك لمثل هذا وحتى استماعك إلى مثل هؤلاء الروافض سيسوقك إلى طريق مهول من الضلال ، نعوذ بالله من طريق الضلال وأهله .

******************

يزعم الخبيث انه لا يريد إلا معاوية بنقده !!
وهو بقدحه في معاوية إنما يريد القدح في الحقيقة في عمر الذي ولى معاوية على الشام واستأمنه عليها ،ثم هو بعد ذلك إنما يقدح في أبي بكر وهو الذي ولى عمر على الخلافة من بعده ، وهو بقدحه في معاوية يقدح في بني أمية والذين منهم عثمان زوج الكريمتين رضي الله عنهم أجمعين ، وهو بقدحه في معاوية رضي الله عنه إنما يريد أن يقدح في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزلوا تحت حكمه وارتضوه خليفة على المسلمين ، وهو بقدحه في معاوية يريد أن يصل إلى أن القران محرف لأن معاوية من كتبة الوحي ! وهو بقدحه في معاوية يُريد أن يصل إلى اتهام كل أئمة المسلمين الذين تتابعوا جيلا وراء جيل على قول واحد لا يحيدون عنه ؛ وهو عدالة كل الصحابة ، ولأجل هذا فإن السلف لم يجعلوا القدح في معاوية علامة على النفاق والرفض ؛ إلا لعلمهم حقيقة من يقدح فيه ، وما غرضه من وراء ذلك وإلى ماذا يطمح ، فتنبه يا محب محمد صلى الله عليه وسلم .
يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ألا ترى إلى اليهود لو سألتهم من خيرُ الناس لقالوا (( صحب موسى )) وإلى النصارى لو سألتهم لقالوا ((حواريو عيسى)) ؛ فهل يليق بأهل الإسلام أن يذموا أصحاب نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ؟! كلا والله ، بل هذه سنة رافضية مجوسية ملعونة ملعون من استن بها .
يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ قد كان ممن نزل تحت حكم معاوية رضي الله عنه أعدادا كثيرة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أكمل الأمة إيمانا ، وأصدقهم لسانا ، وأقولهم للحق والصدع به ، وأشجعهم ، والخيانة وكتم الحق من أحدهم مستحيلة فكيف بأعداد عديدة منهم ؟؟! أفلا يسعنا إذن ما وسعهم ؟ وألا يكفينا أن نرتضيه - رضي الله عنه - كما رضوه ؟
ويزعم الرافضي كعادة أسياده من الروافض في ترويج بضاعتهم ، أن حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل البيت هو الذي هداه إلى هذا الطريق !
أفلا وسعه ما وسع علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذن ؟ إن كان من الصادقين في حبه ؟
ألم يبايع علي أبابكر وعمر وعثمان بالخلافة وينزل تحت حكمهما وطاعتهما ؟ ألم يكن يترضى عنهما ويلعن من يلعنهم ؟ ألم يزوج علي رضي الله عنه ابنته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟ وأي علاقة بعد علاقة الدين والنسب أعظم من علاقة المصاهرة ؟
أفلا وسعه ما وسع سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه إن كان يزعم حبهما ؟
ألم يتنازل الحسن رضي الله عنه بالخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعن أبيه ؟ ونزل تحت حكمه وملكه ؟
أفلا وسع الرافضي ما وسع الحسن وأبيه رضي الله عنهم إن كان صادق في حبه ؟؟
إذا تبين هذا فإنه لا يبقى لدى مؤمن ريبة أن هذا وأمثاله لم يحبوا عليا وآل بيت محمد صلى الله عليه وسلم قط وإن زعموا ، بل أحبوا شياطينهم الذين يزينون لهم أعمالهم حتى صدوهم عن السبيل فهم لا يبصرون .
إذا تبين هذا فلتسأل نفسك يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ، مالهدف من دعوة الروافض هذه وأتباعهم ؟ ولماذا يزعمون حب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته ثم تراهم يناقضون ذلك بعدم إتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته في سلوكهم وسنتهم ؟
ولو طفت الأرض شمالها إلى جنوبها وشرقها إلى غربها فلن تجد إلا إجابة واحدة ، أن هؤلاء قوم لا زال الحقد يملأ قلوبهم على دولة الإسلام التي أسقطت عروشهم ، فلم يجدوا طريقا يحاولون به الانتقام إلا بالتصنع والتقية والكذب والتدليس وزعم حب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته والانتصار لهم من الظلم الذي وقع لهم ، حتى يخدعوا بذلك العوام من المسلمين ، فإذا تم لهم ذلك تحولوا إلى من أوصلوا لنا هذا الدين وبذلوا لأجل ذلك أرواحهم حتى يصل إلينا كما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقدحون فيهم وفي صدقهم وفي عدالتهم ، وإذا توصلوا لذلك ، فقد توصلوا إلى هدم أركان الدين ، والقدح في كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم !

**********************

ثم اعلم يا محب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ؛ أن هذا الرافضي سارق من الدرجة الأولى ، على ملة أسياده التي ولدوا عليها وعليها يحيون ويموتون ، فهو يأخذ شبهاته وكذباته إما من الروافض وإما من المستشرقين ، وهم من هم في عدائهم للإسلام ، وقد تناولوه بكل سيء وحاولوا بكل جهد أن يهدموه عبر ذات الشبهات التي يوردها الخبيث ومن يوافقه ، فهو مجرد سارق أو ناقل عن قوم لم يُعرف عنهم إلا عداؤهم للإسلام والمسلمين عبر العصور ! وماذا يُرجى ممن هذه حاله ؟ أشياخه المستشرقين وقدوته الروافض ؟؟
وقد تتبع الشيخ سليمان الخراشي - رفع الله منزلته – وأبان بعضا من سرقاته التي أخذ جلها من بعض المستشرقين ، ومن الرافضي الخبيث ابن عقيل الحضرمي عامله الله بما يستحق .

فإياك يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ، إياك بعد كل ما مضى أن تُعير هذا الخبيث سمعا ، فهو أجير قوم مشركين ليس لهم بضاعة إلا سب أصحاب خير المرسلين ، وإياك ثم إياك يا من تعمل في نافذة من نوافذ الإعلام ؛ أن تعطي هذا الدعي مجالا لحديث أو تبرير ، فقد اندثر اسمه ومات صيته - ولله الحمد - عند كل مسلم موحد بعد موقفه من بشار وزمرته ، فلا يُعقلُ بعد هذا ولا يجوز بحال لمسلم موحد ناصح أن يستضيفه في قناة من قنوات المسلمين أو غيرها بحجة نقاش أو حوار أو مناظرة ، فكل هذه لا تجدي ولا تنفع مع من هذا دأبه وهذه أقواله . وعفا الله عن قوم من قومنا ، أعطوا الخبيث جرعة ماء أعادت له بعضا من روحه القذرة ، بحسن نية منهم ، ولا ينفع حسن النية وحده في العمل ، وبالإشارة يفهم اللبيب .

لا قـدس الله أرواح الروافض ما --- تبسّم البرق بين العـارض الهطل
قـومٌ إذا قلـت ملعـونٌ معاويةٌ --- ويا لسـرِّ أميـر المؤمنيـن علي
فأنـت عندهم العدل الرضي وإن --- رفضت شرع رسول الله عن كَمَل.

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:54 AM
انكشاف سوءة المالكي
الخميس, 04 شعبان 1434
علي بن جابر بن سالم الفيفي

في السنتين الماضيتين ، وتحديدا منذ أن انطلقت الثورات في البلاد العربية ، حدثت أشياء لم تكن في حسبان أحد من الناس ، ولا عجب فذلك تقدير العزيز الحكيم !
وكما هوت عروش من عروش السلاطين ، التي ربما من طول بقائها وخروجنا إلى هذه الدنيا وهي هي لا تغيير ؛ تشكل لدينا ما يشبه اليقين أن تلك العروش جزء من تكوين الأرض التي ربما لن تزول ، ثم قدر الله لها أن زالت بأقل الخسائر والتضحيات ، بل أعظمها وهو عرش فرعون مصر زال بسلاح اسمه الصوت ، ولا غرو فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر!
ومع سقوط هذه العروش ، والثورة على من اعتلوها وعاثوا في الأرض فسادا ؛ تكشفت سوءات أناس لم نكن نظن في يوم من الأيام – من فتنتهم وكذبهم - أن تكشف سوءاتهم ، إذ قد حاولوا بكل ما استطاعوا من قوة ومن تدليس وتلفيق أن يستروا عوراتهم أمام العالمين ، إلا أن الله - الذي بقدرته سبحانه أسقط عروشا كنا نظنها جزء لا يتجزأ من حياتنا ومنشورات الأخبار في عالمنا - قادر سبحانه وقد فعل ، أن يهتك أستار هؤلاء ، فقدر أقدارا تعالى وتقدس جعلت هؤلاء الناس ينكشفون ، وتتكشف عنهم الأقنعة التي طالما تستروا تحتها.

ومن هؤلاء حسن بن فرحان المالكي نسبا ، ((الرافضي)) حقيقة ومنهجا .
وحتى لا نكذب على أنفسنا ، فقد انتفخ هذا المالكي ذات يوم من الأيام ، وانتفش ريشه ، ولا غرابة ؛ فقد انتفخ اليوم من لا يعدلون في عقولهم وتفكيرهم أبواق السيارات ، التي تصم الآذان فإذا أتيت إليها لم تجد شيئا .
وكل هذا سهل مشاهد ليس بغريب في هذا الزمن ، فآلة الإعلام للأسف أصبحت في كثير من حالاتها تستضيف الأعلى نهيقا ونعيقا ، وتُقدمه - فوق هذا - تحت ألفاظ غريبة وألقاب لا يملك أصحابها منها إلا الرسم والاسم ، حالهم حالُ من قال فيهم شاعر الأندلس :-
ألقاب مملكة في غير موضعها .... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد !
وإن كان هذا البيت يقع بحذافيره حقيقة على الكثير من الزعماء ؛ فإنه يقع أيضا على الكثير من زاعمي التنظير والفهم والبحث الشرعي والتطوير .
وويل ثم ويل من هذا الإعلام الذي أصبح يُقدم الخائن ويؤخر الناصح ، ويُلمع الجاهل ويُخفي العالم ، تحت مسمى الرأي والرأي الآخر وثقافة الحوار والبحث في دواخل التاريخ زعموا وتشعباته ، ولا والله ليس في كلامهم هذا من صدق ، إلا إذا جاز تسمية مسيلمة بالصادق ، وإبليس بالناصح ؛ ولكنها العمالة للغرب من الأعداد الهائلة المزروعة في إعلامنا ممن مهما وقع بينهم من الاختلاف في التصور والأفكار والديانات والتوجهات ، إلا أن غايتهم واحدة عليها يتفقون وعلى تحقيقها لا يفترقون ؛ أعني إسقاط الدعوة المحمدية التي انتشرت في الأرض أخبارها ، وذاع صيتها واستنارت الأفئدة بأنوارها ، وهي مع تقاعس أهلها والقائمين بها ، لا تزيد إلا انتشارا ، رغم كل ما يُراد لها .
ولا غرو؛ ففرق بين الحي الذي يمشي على رجلين وبين الميت الذي لا يتحرك إلا على أكتف أربعة أو يزيد !.

*****************

وحسن المالكي كان يقدم نفسه أنه من أهل السنة ، زاعما انه إنما يصحح أخطاء بعض متشددي السنة ، يريد بذلك أن يفرق صف المسلمين ويزرع في أوساطهم الأسئلة والشكوك حول أمور قد أجمعت عليها الأمة قرن بعد قرن إجماعا لا يقبل من بعده رأي لمنحرف ، وإجماع الأمة حق لا ضلال فيه ولا لبس ؛ إذ قد خص الله هذه الأمة دون غيرها من الأمم ألا تجتمع على ضلالة ، وهذا – أعني إجماع الأمة - علامة ومنارة ، يٌحتمى بها من التشتت بين دواعي الضلال في هذا العصر ، فالزمها ولا تغادرها .
ولا عجب ثانية وثالثة ورابعة من فعل المالكي هذا فقد قال قوم من أمم الكفر السالفة مثل هذا القول ، والقران يتنزل (( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون )) وملة الكفر واحدة ودعاة الضلال يسيرون في ذات الطرق والحيل لا يحيدون عنها وإنما قد يضيفون فيها أو يغيرون مسمياتها ، فتنبه !

***************

ولا أعلم كيف لهذا الرافضي الزاعم سنيته ، أن يكون منبوذا من قلوب الناس وأفئدتهم ، أسيادهم وعامتهم ، صغارهم وكبارهم ، ثم تراه مقدما ممهدا له الطريق عند الروافض !؟
وحب الروافض لأهل الإسلام والسنة مشهود ومعروف!! شهدت بذلك أحداث التتار عندما باع أتباعُ أبي لؤلؤة المسلمين كما تباع الشياه لهولاكو وأتباعه ، وكان أول من بيع في ذلك المزاد الخليفة (العباسي) الذي يعود نسبه إلى (بيت النبوة) ، وبيت النبوة هذا هو مسمار جحا الذي طالما زعم أحفاد أبي لؤلؤة أنهم أنصاره ودعاته !! وإن يكن تاريخهم بالخيانة يشهد ، فهذا الواقع أيضا يشهد ! واسألوا أهل العراق ، أسألوا بغداد الرشيد ، وبصرة العلماء ، اسألوا النيل والفرات ، وآلاف الأبرياء ! وإن نسيتم يا قومي من طول العهد ، فهذه الشام تحكي ، ودمشق تبكي !
وقد مرت أيام وأيام ، نرى فيها هذا الرافضي ، يُجادلُ أهل الإسلام بكل أطيافهم ، لا يفرق بين طوائفهم وفرقهم ، إذ كل مسلم موحد مؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ؛ يعرف أن الصحابة كلهم عدول ، وأنهم عزنا وأصلنا إذا ذكرت الأصول ، ولكن الخبيث يريد أن يعاملنا معاملة الثيران الثلاثة ، فينفرد بكل ثور على حدة ، وهيهات هيهات ! فيزعم في كل مجلس ولقاء أنه إنما يقف على الضد من الحنابلة مرة ومن السلفيين مرة ؛ يريد بذلك أن يُسكت العالم المسلم بطريق فرق تسد ، وبطريق عدم التعرض للمذاهب الأخرى ! ولكنه ما إن يبدأ في حديثه حتى ينطق لسانه النجس الخبيث بلعن الصحابة ، معاوية حينا وغيره أحيانا ، فتتكشف بذلك سؤته التي يحاول كأشد ما يستطيع أن يسترها ولكن أنى له !
فلما عرف هذا الدعي الخبيث المارق أن طريقه لا يزيده إلا فضحا وتكشفا ؛ رام مراما آخر ، أراد به أن ينقض عُرى الإسلام واجتماع المسلمين ، فذهب يحارب الملة المحمدية ، بطريقة إحياء عرى الجاهلية ، فيصور للناس من حوله ، أن الدين محرف ، وقد أتى تحريفه من أهل الحكم في نجد حتى يقوى نفوذهم ويسود في كل مكان ، ومن المعلوم أن بقايا الجاهلية من - الغضبات القبلية - أمر لا يزال في الأمة المحمدية إلى قيام الساعة ، دلت على ذلك الأدلة وهو شر - بلا شك - ولكنه من فضل الله سرعان ما يزول ويحل محله الله ورسوله ولا شيء سواهما .
وقد سارت دعوة الرافضي الخبيث وجهوده ، مسنودة بما في هذا الزمن من الفتن ، ومن قنوات تبث سمومها في كل مكان ، ووسائل اتصال تبعث بخيرها وشرها إلى كل بيت بلا استئذان ، ولا نظر من رقيب ولا حسيب ، وغير ذلك من أسباب ليس هذا محل نشرها واستعراضها ؛ سارت قليلا ، وتأثر بها قوم لا يتجاوزون عدد الأصابع إلا بقليل ، ولا عجب فهذه سنة في بني آدم إذ لا يظهر أحد بخير وشر إلا وجد له من يسير معه ، وإن يكن قد رأينا للشيطان عبادا يتسمون باسمه فلا عجب أن يأخذ مثل هذا بعض من صيت !

******************

ثم أتت المحرقة ، التي أحرقت هذا الدعي وفضحته وأصارته لا شي بعد أن كان بعض شيء ، وذهب كل ما خطط له أدراج الرياح ، فصارت شبهاته قاعا صفصفا ! ولله الأمر من قبل ومن بعد .
ولم يكن في بال هذا الرافضي أن سيُهتك ستره ، ولم يدر بخلده أن تنكشف سوءته بهذه السرعة ، ولكن ؛ ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون .
وهذه – أي انكشاف هذا الدعي وانحراقه – من نفحات الثورات وخيرها ولله الحمد ، إذ قد رأى كل من يحمل بين جنبيه قلبا ينبض ، ما في شام العز والإباء من حرب طاحنة بين إيمان وكفر ، وتوحيد وشرك ، وإسلام ووثنية ، يرفعُ لا اله إلا الله أبناء الشام البررة ، ولا عجب إذ الروايات قد وردت في فضلهم متواترة ، وفي الفسطاط الثاني عُباد الخميني وبشار ، من أبناء أبي لؤلؤة ، من علويين وروافض ، وقامت الجيوش من حزب الشيطان اللبناني ومن جيوش دولة الخميني المشركة لإسناد زعيمهم المكسور ، وذٌنبَهم المقتول بإذن الله قريبا ، ولم يقم لأهل السنة أحد غير أنفسهم ، وأنعم وأكرم بتلك الأنفس الطاهرة ، وعما قريب ستكون على عدوها بإذن الله ظاهرة ، وأصبحت قلوب المؤمنين الموحدين على إخوانهم ، يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم ، واتحدت الأمة بإذن الله ، واختفت بعض ما في قلوب أبنائها من نزغات الشياطين ودعاتهم ، وأصبح الأمر واضحا لا يحتمل اللبس ، ولم يعد هناك خيطا رماديا يرتمي في ظله من ليس له انتماء ، بل اختار كل فريق فريقه الذي ينتمي إليه ، واختار الرافضي مدعي السنة ، طريق أصحابه وأحبابه وأسياده ، أعني صف إيران وبشار والخبيث حسن ، وقالها بملء فيه (( أنا أثق بحسن نصر الله وبشار ، والجيش الحر ليس له أي مصداقية )) فكشف الله بذلك ستره وفضح أمره وهيهات أن يستطيع ستر ما انكشف من عورته وأنى له ؟ وكله عورة مغلظة !
قالها لأنه ظن أن الأمر لم يعد يحتمل أنصاف الحلول ، أو التورية ، وإن لم تكن التورية ممكنة فليس له إلا التعرية وقد تعرى ولله الحمد والمنة ، فانحرق بذلك لواؤه ، وخبت ناره ، وانكشفت بفضل الله ومنته أستاره ، فمات بعد طول نهيق ونعيق ، مات وهو لا يزال يتنفس ، وأصبح كملقى النفايات إن اضطرتك الطريق إليه مررت به وأنت تكتم أنفاسك من شدة ما تجد من ريح خبيث ، أجارنا الله وإياكم من هذه الحال .

ولما مات صيته وهتك الله ستره ، عرف الباغي أنه أوقع نفسه في مهلكة ، وذهب يحاول بكل الحيل ، وهم – أي الروافض -أهل التحايل والحيل ، ودينهم دين ممجوج ، يُسقطٌ نفسه بنفسه ، ومضى الخبيث يكتب مقالات عن حسن الحوار والنقاش ، وأنه يجب على الرموز أن يكونوا هادئين لأن العامة متأزمين ، وتارة يتكلم عن حرمة الدماء وعظمتها ، ثم نحا منحا آخر فبدأ في نقد الروافض في بعض الأمور التي هي بالأساس مكشوفة ، وإنما ينقدها ليقال هذا رجل منصف وصادق ينقد على هؤلاء وهؤلاء !
فلما أعيته الحيل ، ونزل به ما نزل ، انتسب إلى الفرقة القرآنية وأصبح يستضاف في قنواتهم ، وهي فرقة قد علم كل مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أنها فرقة مارقة من الدين كافرة ، إذ هي تنكر الوحي الذي آتاه الله لنبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ومع كل تلونه هذا فلم يزل الرافضي في أسفل سافلين لا يلتفت إليه أحد إلا بعض المارقين ممن هم على ملته .

********************

وأخرج رجال بني مالك الصادقين ، بيانهم - الذي شرق وغرب - بالتبرؤ من هذا الخبيث ومن فكره ، ونعما فعلوا ، فقضي عليه بهذا ، بل رأيتُ كثيرا من أبناء هذه القبيلة المباركة يتتبعونه في كل قنواته فيفضحونه ويبينون للناس حقيقته ، ونعما فعلوا ، ولا عجب والله فمن منا لا ينتصر لنبيه وصحابته المهديين ؟ من رضي الله عنهم واصطفاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟؟ فانتهى حسن وانتهى كل نعيقه الذي قضى فيه سنين وسنين لتفرقة أبناء المسلمين .

وتجدر هنا الإشارة ، إلى فقاعة حاول المسكين أن يصنع منها قبة ، عندما صرح ذات يوم (( بشكره للإخوة من أبناء فيفاء الذين قدموا إليه وكرموه )) !! وبما أني أحد أبناء هذه القبيلة التي يريد الاتكاء عليها والترويج لنفسه بطريق أن له أتباعا منها ، فإنه من واجبي أن أبين أن من زعم الرافضي أنهم زاروه وكرموه ، أو مدحوه وأثنوا عليه ، لا يتجاوزون ثلاثة ورابعهم حسن أو خمسة وسادسهم حسن ، وهم للعلم فاشلون اجتماعيا ، ودينيا ، وعمليا ، ومنذ أن عرفت قدمي المسير إلى يومي هذا وهؤلاء الشرذمة يعيدون ويكررون في الأحاديث ذاتها ، حتى ملت الأحاديث منهم وكلت من كثرة ما لاكوها ، وتراهم في كل مجلس يعيدون نفس الحديث ويكررون ، الناس تتطور وتنشغل بالمهمات وهم قضيتهم واحدة ، وليتهم نظروا إلى أنفسهم وحياتهم فاهتموا بها وعالجوها لكان خيرا لهم ولكنه الخذلان أسأل الله ألا يجعلنا من المخذولين ، يرون في أنفسهم خير خلق الله مع أنك لا تكاد تراهم في جماعة المسلمين ولا بالمعروف آمرين ولا عن المنكر ناهين ، إن قامت الصلاة وأنت في مجالسهم قالوا لك الصلاة ليست واجبة ، وإن حض أحد على خير قللوا منه ، أو نهى عن منكر هونوا من شأنه ، لا يسيرون في خير للقبيلة ، ولا فيما يلم شملها ، بل على أنفسهم منكفئين ، شفاهم الله وعافاهم ، وعافانا مما ابتلاهم ، ثم بعد كل هذا ، وعلى قلة عددهم وخواء فكرهم يزعمون أنهم رؤوس الناس والمتحدثون باسم القبيلة ! وهم ليسوا من رؤوسها ، بل المؤخرة لا ترضى بحلولهم فيها، فليسوا من الأكابر عمرا ولا علما ولا عملا ، ولنا في من كبر عمره منهم آية كيف يفعل الله بمن أراد أن يخذله ! ولنا في من صغر منهم آية كيف يفعل الله بمن يريد أن يكله إلى نفسه !
أما في اجتماعات (( البلوت )) و مواطن (( الشيشة )) فهم رؤوس الناس في تلك المجالس !.

...والرافضي الخبيث يزعم في كل مجلس أنه سني مشفق على ما حالت عليه حال أهل السنة من تشدد وتحريف زعم ! وهو في هذا كاذب خبيث ، وما كل هذه المزاعم إلا جزء من التقية التي يبني عليها أهل الرفض دعوتهم ومذهبهم.
وفي حديث من أحاديثه ؛ زعم الدعي أنه يتورع عن الدماء ، وهو – حساس – كما يقول في قضايا الدماء ، يريد بهذا أن يظهر بمظهر الحمل المسكين !! أفلا يرى أنهار الدماء التي تجري في أرض الشام ؟ أليس لإحساسه المرهف أي وجود على مئات الألوف من أهل السنة الذين سفكت دماؤهم لا لشيء إلا لحبهم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ كيف يجتمع التحسس من الدماء وحب حسن نصر الله في قلب واحد ؟؟ وهو – كما يقول – لا يثق في الجيش الحر نهائيا ولا يدعمه ، ولكنه يثق جدا في كلام حسن نصر الله وحزبه حزب اللات من أن ما يحدث في سورية إنما هي مؤامرة دولية !! أي تورع في الدماء وهو يفاخر بعلاقته بقاتلي النساء والأطفال ؟
إن التاريخ يشهد أن حزب الله لم يكن يوما إلا في صف إيران المجوسية ، وما حربه مع إسرائيل ورفعه لتلك الشعارات إلا طٌعماً لأبناء السنة المساكين ،الذين أكلوا هذا الطعم وتغنوا به في ظل قواد متخاذلين ونائمين عن حقوق المسلمين ! واسأل صبرا وشاتيلا ومذابح الفلسطينيين على أيدي يهود ، اسألها من فتح الأبواب لليهود حتى قتلوا من في تلك المخيمات ؟ سل اليهود أنفسهم عن حزب أمل – الذي ولد منه حزب الله – سلهم كم من الخدمات قدموها لبني صهيون ؟
أما والله ثم والله ثم والله ؛ لو لقي علينا هذا الخبيث طريقا لذبحنا ذبح الشياه أو أشد ! وكما يستبيحُ لعن معاوية اليوم فسيستبيحُ دماءنا غدا لو تهيأت له رقابنا .

*****************

ويزعم الدعي الخبيث أنه يحارب التكفير ، ثم يصم – السلفية – كما يقول بحبهم لتكفير المخالف أيا كان !؟ وتالله وبالله لم يسجل التاريخ لفرقة من الفرق عظمت الدماء وسعت بكل طريق ممكن لحفظها كما سجل لأهل السنة ، تجد ذلك في كتاباتهم وأدبياتهم وتطبيقاتهم العملية ومؤلفات منظريهم من قدوتهم الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا .
وكيف لمثل هذا الرافضي أن يعيرنا بالتكفير ويزعم معالجته للتكفير وهو في كل يوم يكفر خير من وطئت أقدامهم الثرى بعد الرسل والأنبياء من صحابة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف يصمنا بالتكفير ويزعم معالجته وهو في كل لقاء يكفر معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه ويزعم أنه في الدرك الأسفل من النار !! وكأن مفاتيح الجنة والنار بين يديه يلقي فيهما من يشاء !؟ قل لي بربك من هو الذي بضاعته التكفير ؟ هل هم أهل السنة الذين لا يكفرون إلا في حدود ضيقة ، وبعد شروط معينة لا يقع بها الكفر إلا على من يختاره بنفسه ؛ أم هذا الخبيث الذي لا يفتأ في كل حوار ولقاء يلعن في صحب محمد صلى الله عليه وسلم ويشهد لهم بالنار ؟؟ وهو في المقابل يرى أن الخميني – الذي يقول بتحريف القران – يرى أنه خير من معاوية ابن أبي سفيان !!.
وشتان بين أهل السنة الذين وإن كفروا فإن التكفير عندهم لا يقتضي سفك دم أو ظلم ، وبين من يستحلون دم معصوم الدم لأن اسمه أبو بكر أو عمر أو عثمان !
وهل تظن يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ أن هذا الرافضي إنما يبغض معاوية وحده ؟! كلا والله بل هو يبغض جل الصحابة ويلعنهم ، ولكنه يُخفي بنية التقية التي يطبقونها في كل جزء من أجزاء دعوتهم المنحرفة .
فهو لا يتورع أبدا عن لعن صاحب محمد في الغار ، من شهد له محمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيدخل الجنة من أي أبوابها الثمانية شاء ، ومن رضيه نبينا وأشفق الخلق علينا إماما للمسلمين يأتمون به في مرضه !
وإذا وقع منه اللعن في حق أبي بكر فما تُرى سيقول في حق عمر وعثمان وغيرهم ؟؟
ولم يكتف بمثل هذا في مجالسه الخاصة بل هو أيضا لا يشك – كما يقول – في كفر شيخ الإسلام ابن تيمية !! أفنشكُ بعد كل هذا في رافضية هذا الخبيث ؟؟
فيا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لقد كان هذا الخبيث ، في بداية نفثه لسمومه ، يزعم البحث الشرعي فقط ، والبحث في بعض الأخطاء لدى الحنابلة كما يزعم ، وأنه لا يتطرق للرموز والمسلمات لدى الأمة ، ولكنه يكذب ! فهو ينفث من خبثه بقدر ما يستطيع وبحسب الظروف ، ولئن واتته الظروف يوما لإخراج كل خبثه ؛ لوجدناه لا يتورع في تكفير جُل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم .
وهذه بضاعةُ كل مبغض للصحابة ، لأنه لو بدأ بلعنهم كلهم أو جلهم لكبه الناس على وجهه وللفظته الأفهام والعقول ، فيخرج ابتداء بكونه باحثا شرعيا ، ثم يتناول معاوية بقدحه ، ثم يمر على الثلاثة الأول وغيرهم من جل الصحابة ، وهذه بضاعة الروافض قاتلهم الله .
وقد تفطن السلف لمثل هذا فجعلوا معاوية باباً ودليلاً على من بعده ، فمن تناوله فهو مشكوك فيه لا يؤخذ منه لأنه سيتناول من بعده ولن يتوقف حتى يتناول القران بالتشكيك ، فإياك ثم إياك يا محب محمد صلى الله عليه وسلم أن تتناول بلسانك صحب محمد عليه الصلاة والسلام أو الباب الذي جعله السلف دليلا على كل مبغض للصحب ، فإن تطرقك لمثل هذا وحتى استماعك إلى مثل هؤلاء الروافض سيسوقك إلى طريق مهول من الضلال ، نعوذ بالله من طريق الضلال وأهله .

******************

يزعم الخبيث انه لا يريد إلا معاوية بنقده !!
وهو بقدحه في معاوية إنما يريد القدح في الحقيقة في عمر الذي ولى معاوية على الشام واستأمنه عليها ،ثم هو بعد ذلك إنما يقدح في أبي بكر وهو الذي ولى عمر على الخلافة من بعده ، وهو بقدحه في معاوية يقدح في بني أمية والذين منهم عثمان زوج الكريمتين رضي الله عنهم أجمعين ، وهو بقدحه في معاوية رضي الله عنه إنما يريد أن يقدح في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزلوا تحت حكمه وارتضوه خليفة على المسلمين ، وهو بقدحه في معاوية يريد أن يصل إلى أن القران محرف لأن معاوية من كتبة الوحي ! وهو بقدحه في معاوية يُريد أن يصل إلى اتهام كل أئمة المسلمين الذين تتابعوا جيلا وراء جيل على قول واحد لا يحيدون عنه ؛ وهو عدالة كل الصحابة ، ولأجل هذا فإن السلف لم يجعلوا القدح في معاوية علامة على النفاق والرفض ؛ إلا لعلمهم حقيقة من يقدح فيه ، وما غرضه من وراء ذلك وإلى ماذا يطمح ، فتنبه يا محب محمد صلى الله عليه وسلم .
يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ألا ترى إلى اليهود لو سألتهم من خيرُ الناس لقالوا (( صحب موسى )) وإلى النصارى لو سألتهم لقالوا ((حواريو عيسى)) ؛ فهل يليق بأهل الإسلام أن يذموا أصحاب نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ؟! كلا والله ، بل هذه سنة رافضية مجوسية ملعونة ملعون من استن بها .
يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ قد كان ممن نزل تحت حكم معاوية رضي الله عنه أعدادا كثيرة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أكمل الأمة إيمانا ، وأصدقهم لسانا ، وأقولهم للحق والصدع به ، وأشجعهم ، والخيانة وكتم الحق من أحدهم مستحيلة فكيف بأعداد عديدة منهم ؟؟! أفلا يسعنا إذن ما وسعهم ؟ وألا يكفينا أن نرتضيه - رضي الله عنه - كما رضوه ؟
ويزعم الرافضي كعادة أسياده من الروافض في ترويج بضاعتهم ، أن حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل البيت هو الذي هداه إلى هذا الطريق !
أفلا وسعه ما وسع علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذن ؟ إن كان من الصادقين في حبه ؟
ألم يبايع علي أبابكر وعمر وعثمان بالخلافة وينزل تحت حكمهما وطاعتهما ؟ ألم يكن يترضى عنهما ويلعن من يلعنهم ؟ ألم يزوج علي رضي الله عنه ابنته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟ وأي علاقة بعد علاقة الدين والنسب أعظم من علاقة المصاهرة ؟
أفلا وسعه ما وسع سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه إن كان يزعم حبهما ؟
ألم يتنازل الحسن رضي الله عنه بالخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعن أبيه ؟ ونزل تحت حكمه وملكه ؟
أفلا وسع الرافضي ما وسع الحسن وأبيه رضي الله عنهم إن كان صادق في حبه ؟؟
إذا تبين هذا فإنه لا يبقى لدى مؤمن ريبة أن هذا وأمثاله لم يحبوا عليا وآل بيت محمد صلى الله عليه وسلم قط وإن زعموا ، بل أحبوا شياطينهم الذين يزينون لهم أعمالهم حتى صدوهم عن السبيل فهم لا يبصرون .
إذا تبين هذا فلتسأل نفسك يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ، مالهدف من دعوة الروافض هذه وأتباعهم ؟ ولماذا يزعمون حب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته ثم تراهم يناقضون ذلك بعدم إتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته في سلوكهم وسنتهم ؟
ولو طفت الأرض شمالها إلى جنوبها وشرقها إلى غربها فلن تجد إلا إجابة واحدة ، أن هؤلاء قوم لا زال الحقد يملأ قلوبهم على دولة الإسلام التي أسقطت عروشهم ، فلم يجدوا طريقا يحاولون به الانتقام إلا بالتصنع والتقية والكذب والتدليس وزعم حب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته والانتصار لهم من الظلم الذي وقع لهم ، حتى يخدعوا بذلك العوام من المسلمين ، فإذا تم لهم ذلك تحولوا إلى من أوصلوا لنا هذا الدين وبذلوا لأجل ذلك أرواحهم حتى يصل إلينا كما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقدحون فيهم وفي صدقهم وفي عدالتهم ، وإذا توصلوا لذلك ، فقد توصلوا إلى هدم أركان الدين ، والقدح في كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم !

**********************

ثم اعلم يا محب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ؛ أن هذا الرافضي سارق من الدرجة الأولى ، على ملة أسياده التي ولدوا عليها وعليها يحيون ويموتون ، فهو يأخذ شبهاته وكذباته إما من الروافض وإما من المستشرقين ، وهم من هم في عدائهم للإسلام ، وقد تناولوه بكل سيء وحاولوا بكل جهد أن يهدموه عبر ذات الشبهات التي يوردها الخبيث ومن يوافقه ، فهو مجرد سارق أو ناقل عن قوم لم يُعرف عنهم إلا عداؤهم للإسلام والمسلمين عبر العصور ! وماذا يُرجى ممن هذه حاله ؟ أشياخه المستشرقين وقدوته الروافض ؟؟
وقد تتبع الشيخ سليمان الخراشي - رفع الله منزلته – وأبان بعضا من سرقاته التي أخذ جلها من بعض المستشرقين ، ومن الرافضي الخبيث ابن عقيل الحضرمي عامله الله بما يستحق .

فإياك يا محب محمد صلى الله عليه وسلم ، إياك بعد كل ما مضى أن تُعير هذا الخبيث سمعا ، فهو أجير قوم مشركين ليس لهم بضاعة إلا سب أصحاب خير المرسلين ، وإياك ثم إياك يا من تعمل في نافذة من نوافذ الإعلام ؛ أن تعطي هذا الدعي مجالا لحديث أو تبرير ، فقد اندثر اسمه ومات صيته - ولله الحمد - عند كل مسلم موحد بعد موقفه من بشار وزمرته ، فلا يُعقلُ بعد هذا ولا يجوز بحال لمسلم موحد ناصح أن يستضيفه في قناة من قنوات المسلمين أو غيرها بحجة نقاش أو حوار أو مناظرة ، فكل هذه لا تجدي ولا تنفع مع من هذا دأبه وهذه أقواله . وعفا الله عن قوم من قومنا ، أعطوا الخبيث جرعة ماء أعادت له بعضا من روحه القذرة ، بحسن نية منهم ، ولا ينفع حسن النية وحده في العمل ، وبالإشارة يفهم اللبيب .

لا قـدس الله أرواح الروافض ما --- تبسّم البرق بين العـارض الهطل
قـومٌ إذا قلـت ملعـونٌ معاويةٌ --- ويا لسـرِّ أميـر المؤمنيـن علي
فأنـت عندهم العدل الرضي وإن --- رفضت شرع رسول الله عن كَمَل.

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:56 AM
مطوية تحذير فضيلة القاضي د.سليمان الفيفي من الضال / حسن فرحان

http://www.sunnahway.net/vb/showthread.php?p=98236#post98236

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:58 AM
سفير الحوثي مرة أخرى !!
الأحد, 01 جمادى الآخر 1436

الشيخ علي بن يحيى الفيفي

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده ونبيه المصطفى .. أما بعد:

فقد كتبتُ مقالاً في الثامن من ذي الحجة من العام الماضي بعنوان: ( سفير الحوثي في السعودية!!) ، وكان سبب ذلك المقال نشاط داعية الحوثيين في السعودية حسن بن فرحان المالكي بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء!! وما قاموا به من أعمال إجرامية بحق أهل السنة ومساجدهم ، وجامعاتهم وجميع مؤسساتهم ، و بل دور تحفيظ القرآن الكريم في اليمن ..

ومع كل ذلك فقد جنّد نفسه وبذل وقته وجهده في الدعاية لهم ! ، وتلميع صورتهم القبيحة!.. وأخذ يبارك لهم النصر! ، ويصفهم بالثورة اليمنية الحقيقية!! ويزعم أن كل الطوائف الأخرى غيرهم ما هي غطاء للدواعش والإرهابيين!!.

وأخذ يمجد فيهم وفي إيران! وحزب اللات في لبنان!!.. وينكر كل أفعالهم واعتداءاتهم ويقول إنه لا يستطيع التصديق أو الوثوق بما يقوله السعوديون عنهم!!.. وكأنه لا يسمع ولا يرى الإعلام العالمي الذي يتحدث عن جرائمهم! ، بل كأنه لا يسمع تهديداتهم لوطنه وأبناء وطنه!! ، بل ولا يضيره حتى وإن هددوا باحتلال الكعبة المشرفة والسيطرة عليها!!.

و ما كان كل ذلك إلا تعبيراً عن شعور لا يستطيع إخفاءه مهما كان الثمن ؛ ألا وهو حبه العميق للرافضة في أي مكان كانوا!! فهو يفرح بكل ما يحققونه فرحاً لا يستطيع كتمانه.. فالولاء عنده يغلب التقية أحياناً وإن كانت تسعة أعشار المذهب!!.

والغريب في الأمر أنه يقابل ذلك الحب العميق للرافضة عند حسن بن فرحان حقد أعمق على أهل السنة وفي مقدمتهم أبناء وطنه وشعبه ودولته!! فقد كان يمجد الحوثيين ويدافع عنهم بكل ما أوتي من إمكانية أو وسيلة!! في الوقت الذي كانوا فيه يهددوننا دولة ومجتمعاً ، بل ومقدسات!!.. فها هو أحد قادتهم وصحفييهم في تلك الفترة وذلك الوقت وهو: القائد والصحفي عبد الكريم الخيواني الذي هدد المملكة بأن الحوثيين سيطوفون بالكعبة العام القادم ( يعني هذا العام 1436ه) وقال: ( إن السعودية لن تتفادى حسابات منجميها بأن يطوف أنصار الله في الكعبة الحج القادم ). وهذا رابط الخبر: www.almokhtsar.com/node/411199 تحت عنوان: قيادي حوثي يتوعد السعودية بطواف الحوثيين حول الكعبة في الحج القادم.

وهذا التهديد والاستفزاز من ذلك الحوثي لم يحرك في حسن بن فرحان شعرة ، ولم يؤذه بأي حال من الأحوال! ، بل ربما تمنى ؛ لأنه يسمينا أصول الدواعش!! ، والحوثيون أهل الثورة الحقيقة التي يتمنى نجاحها !!.

ودارت الأيام وقدّر الله عز وجل أن تسبق منّية ذلك الرافضي أمله وأمانيه!! فصعق حسن بن فرحان الحوثي آمالاً وطموحات وتصورات.. المالكي السعودي نسباً وجنسية!!.

فخرج عن تقيته مرة أخرى وغرّد تغريدات المحب المفجوع! .. المشفق المترحم على المفقود!!، والمواسي لأقارب الحوثي ومحبيه!!.

وقد مجّد عبدالكريم الخيواني وعدّه بطلاً مناضلاً ، وصحفياً حرّاً ، بل عدّه رجلا بأمة!! وادعى بأنه شهيد الحرية والصحافة!!. فقال في إحدى تغريداته:

( اغتيال الحقوقي الحر والمناضل الكبير ، والثائر الأول بالقلم والكلمة في اليمن عبد الكريم الخيواني.. رحمه الله رحمة واسعة ، وعزاؤنا لأسرته ومحبيه ).

وقال في أخرى: ( شهيد الحرية والصحافة عبد الكريم الخيواني فوق التصنيف المناطقي والمذهبي هو سبق الربيع العربي كله في النضال الحقوقي. هو أبو الأحرار في اليمن. )

وقال في تغريدة ثالثة: ( كان الخيواني صحفياً شجاعاً وحقوقياً صادقاً ، يحمل روحه على كفه من أكثر من عقد. الخيواني كان أبرز من عارض التوريث. ثم غطى حروب صعدة وكشف حقائقها ).

وقد أثنى عليه بما يزيد على عشرين تغريدة ؛ لأنه في نظره رجل بأمة! والدليل على ذلك أنه يريد أن يحتل الكعبة المشرفة!!.

ولأنه أبو الأحرار في اليمن!!.. ؛ ولأنه فوق التصنيف كما يزعم حسن فرحان!!.

وهو فوق هذا شهيد!! ؛ لأنه قُتل وهو يقود الجحافل الحوثية الطامعة في احتلال الكعبة المشرفة!!

وهناك أمر آخر مهم في نظر المفجوع حسن بن فرحان الحوثي ولاءً ، ألا وهو: ( أن عبد الكريم الخيواني غطى حروب صعدة وكشف حقائقها ) وهذه العبارة معناها في بطن المغرد!!.. فلا يفهمها إلا من كان سيداً !! أو موالياً!!.. ؛ لكني سأتطفل وأشرح معناها باختصار: وهو أن الخيواني كان في تلك الحروب يغطي المعارك لصالح الحوثيين ويكشف حقائق الحروب وفق النظرة الحوثية ، ومن تلك الحروب طبعاً حربهم مع السعودية!!.. وهذا الأمر عند حسن بن فرحان يجعل الخيواني رجلاً بأمة!!.

بقي أن أشير إلى مسائل:

الأولى: أن عبد الكريم الخيواني عمل رئيسًا للدائرة السياسية في حزب الحق ، ورئيسًا لتحرير صحيفة الأمة الصادرة عن الحزب.. وحزب الحق هم الحوثيون ، ولكنهم كل يوم يغيرون اسم الحزب كما هي عادة الرافضة.

وكان المقال قبل الأخير للخيواني على صفته على الفيسبوك بعنوان ” إنصافاً للقائد الإنسان.. من أجل الحقيقة والأخلاق ” دافع فيه عن عبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله في اليمن…

كما أن عبد الملك الحوثي كان يناديه بلقب ( أخي ) وذكر الخيواني ذلك وعقب عليه بقوله إنه : ( أحبُّ لقب ولفظ إلى قلبي وأنا أحبه ومستعد أفديه براسي ، أثق به وأخلاقه وعدله وحكمته..)

فهذا الولاء منه لعبد الملك الحوثي هو سبب حب حسن بن فرحان له!!.

ينظر: هذا الرابط بعنوان: من هو عبد الكريم الخيواني ” الحوثي ” الذي اغتيل اليوم؟ elwatannews.com/news/details/688376

الثانية: حسن بن فرحان عدو لدود للدين والوطن والمجتمع وكما قال الشيخ علي بن جابر الفيفي في مقاله: ( انكشاف سوءة المالكي ) :

” أما والله ثم والله ثم والله ؛ لو لقي علينا هذا الخبيث طريقاً لذبحنا ذبح الشياه أو أشد ! وكما يستبيحُ لعن معاوية اليوم فسيستبيحُ دماءنا غداً لو تهيأت له رقابنا “.

الثالثة: مات قبل أيام قليلة فضيلة الشيخ حارث الضاري مؤسس وأمين ثم رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق.. وله جهد معروف في مقاومة الاحتلال الأمريكي والفارسي للعراق ، وقد جاهد وناضل من أجل دينه ووطنه وحرية أبناء العراق.. فلماذا لم يؤبّنه حسن بن فرحان في تغريداته؟!!. أم أنه لا يستطيع ذلك ؛ لأن حارث الضاري وقف في وجه المشروع الصفوي في العراق؟!!.

إذن: فاحتفاء حسن المالكي بالخيواني ليس من باب النضال والجهاد بالقلم والكلمة كما قال.. وإلا فإن الشيخ الضاري أحق بلا مقارنة البتة. ولكنه الولاء الرافضي الذي تفجر في قلب حسن بن فرحان فعبّر عن مشاعره وليذهب الوطن والكعبة والدين!! .. ولنعلن الولاء للسيد والولي الفقيه القادم من صعدة والذي ينتظره حسن بن فرحان ومن على شاكلته!!.

( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ).

الرابعة: هذا الموقف ليس غريباً من حسن بن فرحان فقد وقف مع الحوثيين أيام حربهم ضد المملكة وشبّه دفاع الجيش السعودي ضد الحوثيين بحرب إسرائيل على أهل غزّة!!.

الخامسة: إخواننا في بني مالك أسود السنة ورجالها ، لا يلحقهم مسبة أو ملامة بسبب فكر حسن بن فرحان الحوثي فكراً وولاءً ؛ لأنهم أول من يرد عليه ويستنكر أقواله وأفكاره ، وقد تبرؤوا من فكره ومنهجه.. فلهم منا الحب والشكر والتقدير على أصالة معدنهم ، وسلامة معتقدهم ، وصدق وفائهم وولائهم للدين والوطن وولاة الأمر حفظهم الله .

علي بن يحيى بن جابر الفيفي

السبت الأول من شهر جمادى الثانية 1436هـ

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 06:59 AM
حسن فرحان المالكي سفير (الحوثي) في السعودية
د.علي بن يحيى الفيفي


الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى.. أما بعد:
فإن لله في عباده سنناً تجري وفق حكمته وقدرته ومشيئته.. فقد اقتضت حكمته تعالى أن يكون للحق أنصاراً وأعواناً.. وللباطل أتباعاً وأذيالاً .
كما اقتضت حكمة الله تعالى أن يبقى الصراع قائماً يتجدد لأهواء وأسباب تختلف بين حين وآخر.
وفي هذا العصر بالذات زادت الأهواء واشتعلت الفتن ؛ لأسباب ودواعٍ ليس هنا مجال ذكرها.
ولعل من أبرز الفتن الحادثة والقريبة منا زماناً ومكاناً فتنة حوثي اليمن ، الذي سبق له أن اعتدى على وطننا الغالي واستهدف أبناءه وهدد وحدته..
وقد ظلَّ يعيث في اليمن فساداً وإجراماً.. قتلاً لأبنائه ، وتمزيقاً لوحدته ، وإذلالاً لأبنائه الذين اختلفوا وتنازعوا دون أن يدركوا مآرب الحوثي وأهدافه الخبيثة..
والحوثي وزمرته هم صناعة إيرانية فكراً ومعتقداً ، فإيران الفارسية الصفوية بدأت منذ عام 1411هـ تقريباً بعمل دؤوب ، ومخطط خبيث ، يستهدف اليمن خصوصاً والجزيرة العربية عموماً.. فرعت وموّلت الحوثي..
فمن حيث المعتقد استطاعت أن تشقُّ فرقة الزيدية المعتدلة ، فناصرت جانب الغلو فيها ، وهم فرقة الجارودية ، على فرقة الهادوية المعتدلة.. ثم أحيت الأطماع الإمامية والتوسعية في زمرة الحوثي، وجعلتهم ينتهجون نهج الرافضة في الكذب والتقية ، والخداع والمراوغة.. فمرة الشباب المؤمن ، وأخرى حزب الأمة ، وثالثة حزب الحق ، ورابعة أنصار الله!!.. وغداً – لا قدر الله – سيكون عبد الملك الحوثي الولي الفقيه..!!.
لقد استطاع الحوثي أن يخادع اليمنيين بشعار الصرخة الأجوف ( الموت لأمريكا ! ، الموت لإسرائيل !، اللعنة على اليهود ! ، النصر للإسلام!! ) ومنذ ولادتهم المشؤومة لم يمت أمريكي واحد ، أو صهيوني واحد بسببهم!! ، بل إن أمريكا لا تقبل أن يدرجوا على قوائم الإرهاب ! ، وطائراتها إذا قصفت اليمن تتجنب أن تقصف حوثياً واحداً!!..
فيا للعجب كيف سكت وتساهل اليمنيون مع هذه الفرقة المارقة الغالية ؟ ، التي تخادعهم وتنتهك كل حقوقهم الدينية والاجتماعية والإنسانية والوطنية!.
واليوم وصل الحوثيون أتباع إيران وأذنابها إلى السيطرة على العاصمة اليمنية، وفعلوا بأهلها الأفاعيل.. ونقضوا كل العهود والمواثيق والاتفاقات التي تمَّ التفاهم عليها في الحوار الوطني ولم يلتزموا بشيء منها..!! ، فقد كانوا يتخذون الحوار وسيلة لتخدير السذج ومخادعتهم دون أن يتوقفوا يوماً واحداً عن حربهم على أهل اليمن المسلمين المسالمين الذين أرهقتهم ظروف الحياة وشظفها.
وبعد انتصار الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء بدأت إيران تكشر عن أنيابها القبيحة وتعلن أن ذلك النصر هو الأساس الذي سيبنى عليه تفتيت السعودية وتمزيقها!! ، وقد شبهوا ملكنا خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله تعالى – بشيخ قبيلة تنقرض!!.. وأعلنوا تباهيهم وتفاخرهم بما حدث في اليمن ، وأن المستهدف ليس اليمن فحسب بل الجزيرة كلها!!.. وكل ذلك يتردد في وسائل الإعلام الإيرانية بكل وقاحة وصلافة!.
ومع معرفة حكومة المملكة وأبنائها وإدراكهم للمخططات الإيرانية ، والأطماع الحوثية الخبيثة.. إلا أن بين أظهرنا ومن بني جلدتنا من يتناغم مع الحوثي عقيدة وفكراً وآمالاً وطموحاً !!.. فقد سخر نفسه للترويج له ، والدفاع عنه! ، وأظهر الفرح والسرور بانتصاره!!.. بل عدَّ ثورة الحوثي وزمرته هي الثورة الحقيقية التي تستحق النصر والتمكين ، فقال عنهم عندما ضيقوا الخناق على أهل صنعاء:
( هذه الثورة اليمنية اليوم هي الثورة الحقيقية.. الثورة السابقة اختطفها الإخوان وتحت أجنحتهم نمت الدواعش.. الثورة اليوم ثورة الفقراء والمسحوقين ).
وقال: ( صحيح أن الحوثيين هم عماد هذه الثورة لكنهم بعد توسعهم شعبياً أصبحوا أكثر اعتدالاً واستيعاباً من أيام ضعفهم وتكالب الناس ضدهم بعكس الآخرين ).
ثم واجه فضيلة الأستاذ الدكتور يحيى النجيمي في حلقة برنامج الميدان بتاريخ 6/12/ 1435هـ والذي كان بعنوان: ( هل يشكل الحوثيون خطراً على السعودية؟ ) فدافع عنهم وعن إيران ونواياها في المنطقة!! ، وأخذ يخادع ويراوغ ويقول: إن الخطر يكمن في السلفيين والإخوانيين ، وليس الحوثيين!!. وأنكر كل الأفعال الإجرامية التي ارتكبوها!! ، كما أنكر أن لهم أطماعاً توسعية في المملكة!، بل حتى التصريحات والتسريبات الإيرانية حاول إنكارها أو تلطيفها مخادعة لنا ومكراً بنا !!..
كما أنكر الدعم الإيراني المباشر للحوثيين ، وقال: إنه غير ثابت! ، وأن السفينة الإيرانية المحملة بالأسلحة والتي تمَّ القبض عليها وعلى طاقهما.. ثم أطلق الحوثيون سراحهم بعد الاستيلاء على صنعاء.. قال عنها: يقال سفينة مرة تركية! ، ومرة إيرانية.. ثم استدرك قائلاً : إن ثبت الدعم فيوضع في حجمه الطبيعي ( إيران تدعم الحوثي ؛ لأنها ترى أنهم حركة مضطهدة!! ) .
وقد حاول أن يظهر نفسه فيما يخص تصريحات الإيرانيين والحوثيين بأنه جاهل لا يتابع! ، ولم يسمع بها! ، وأنه لا يستطيع قبولها ؛ لأنه في حاجة إلى التثبت!! ، وأنه لا يستطيع أن يثق بالمجتمع السعودي ! ؛ لأنه يهوِّل ويلفق التهم – بزعمه – للشيعة عموما ، والحوثيين خصوصاً!!..
وأما الأمور الأخرى فيظهر أنه متابع وواعٍ ومتصور لأسبابها ومسبباتها!! .. فدار الحديث التي دمّرها الحوثيون يعتقد أن بداخلها متفجرات !! ، والهجوم على جامعة الإيمان مبرر عنده!!.
وأما استيلاء الحوثيين على المقار الحكومية ونهبها ، وقتلهم للأبرياء وتفجير بيوتهم وما شابه ذلك.. فكل هذا لا يستطيع أن يصدقه أبداً !! ، حتى وإن سمعه ورآه وقرأه ؛ لأن اعترافه بذلك يعني إدانة للحوثيين والرافضة ، واعترافاً بما تعرض له السلفيون والإخوان وغيرهم من أهل اليمن !! ، وهذا ما لا يمكن أن تنبس به شفتا من ذاب قلبه حباًّ وولاءً لأنصار الله في اليمن!!.
ما سبق ذكره هو غيض من فيض ، وقليل من كثير من تناغم المدعو/ حسن بن فرحان.. مع حركة الحوثي خصوصاً ، والرافضة عموماً ، فهو ما زال يحاول أن يخادع أبناء المملكة حكومة وشعباً ، كما خادع الحوثي أهل اليمن حكومة وشعباً حتى سيطر على الجميع!! .
وإنني هنا أذكر بأمرين لمعرفة حقيقة حسن بن فرحان وموقفه في هذه القضية بالذات:
الأول: ما كتبه الأخ الفاضل ، والأديب الألمعي : أحمد بن علي قاسم آل طارش الفيفي مع بداية العدوان الحوثي على المملكة حيث نشر مقالاً بعنوان: ( حسن بن فرحان والحركة الحوثية ) بتاريخ 19/ 11/ 1430هـ ، وقد أشار فيه إلى أن أتباع الحوثي (يستشهدون بكلام المالكي بأن الوهابية والسلفية وأهل السنة – بهذا التدرج – هم أسباب الفتن وقتل المسلمين في بلاد المسلمين وغيرها من الأرض منذ القدم ، ويأتون بنصوص من كتاباته ليبينوا اعتراف أحد السلفيين والسنيين بعيوب السلفية وأهل السنة والجماعة…
إلى أن قال : ( وقد يعتقد البعض أن هذا كلام كبير واتهام خطير للمالكي ، لكني أجزم بأن كتب المالكي كانت ضمن الأفكار التي مهدت لحركة الحوثيين لدى الزيود في صعدة ، وكانت حركة الشباب المؤمن في بدايتها تقوم على نقل انتقائي من كتب حسن المالكي وأمثاله وبثها بين طلبة العلم على أنها اعترافات من أهل السنة ببغض أهل البيت ، وهكذا للتمهيد لنشر الملازم فيما بعد والتي تحوي تكفيراً ظاهراً بدون تقية ولا مواربة لأهل السنة ، وتخصيص السعوديين بالنصيب الأكبر من هذا التكفير وإباحة الدماء ، وتلك الملازم هي العلم الوحيد الذي يُدرّسونه لطلابهم ، ولا أقول هذا تخميناً فأنا أملك الدليل على ذلك ، ولكن الفرق بينَ هُنا وهناك ، أنه في صعدة لم يكن التعليم والوعي منتشراً كما هو الحال في جنوب المملكة وفي المملكة عموماً فكانت الأرض خصبة لتلك الأفكار ، كما أن وجود المذهب الزيدي في صعدة سهل انتشار تلك الأفكار الدخيلة بدعوى أن الزيدية شيعة رغم اختلاف المنهج الاثنا عشري عن الزيدية . ورغم أن الثابت تاريخياً أن أول من تبرأ من دين الروافض هم الزيدية ، وهم أول من كشف ضلالهم للمسلمين ، وأول من حاربهم ، غير أن الجهل لدى أتباع الزيدية من العامة في هذا العصر جعلهم ينجرون وراء المذهب الإيراني على أيدي ذوي الأطماع السياسية من عائلة بدر الدين الحوثي ، ظناًّ منهم أنها لا زالت زيدية… ) .
والثاني: ما صرّح به حسن بن فرحان في قناة المستقلة أيام اعتداء الحوثيين على المملكة حيث وقف في صفهم! وقال: إن ما تعرضت له صعدة أسوأ مما تعرضت له غزة!! مشبهاً دفاع المملكة عن حدودها بعدوان الصهاينة على أهل غزة!!.
فهل بقي أدنى شك في أن حسن بن فرحان هو سفير الحوثيين في المملكة ، وأن مهمته هي : تلميع صورتهم ، ومخادعة الناس وتضليلهم عن حقيقة أهداف الروافض عموماً ، والحوثيين خصوصاً..
فهل ينجح في مهمته الخبيثة فيخدعنا كما خدع الحوثي أهل اليمن ؟! ، أم نكون على قدر من الوعي والإدراك والفهم الذي نميز به بين الصديق والعدو ، ونعرف المتربصين بنا وإن لانت ملامس الأفاعي!!.

د.علي بن يحيى الفيفي

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:01 AM
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=hx0uWfJSS7o

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:02 AM
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=vd9Fkd-BWco

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:04 AM
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=NpnupaXAZes

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:06 AM
رسالة حسن فرحان المالكي من الإلحاد إلى الإلحاد - الشيخ بدر بن علي العتيبي

http://sunnahway.net/books/hsnelhaad.pdf

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:08 AM
ظاهرة نقض أصول الشريعة عند حسن فرحان المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-

إن هؤلاء ( العقلانيون ) سلسلة ظالم أهلها ، أبتدأت من المعتزلة الضلال الأول .. ثم لم يخب أوارها إلى هذه الساعة .. فتلقفها المبتدعة والمنحرفون ، وقفز إليها المتحللون والمتهوكون .. كل ينادي بها ويدعو إليها .. لكن بألوان متغيرة وأثوب مزركشة وألفاظ منمقة .

وهذا كله مما يغرر ذوي العقول القاصرة ويبهر ذوي الأنظار الضعيفة الذين يحسبون كل لامع ذهباً !! .

لذلك فإننا رأينا عدداً من عامة الناس قليلي الفهم ، كليلي النظر لا يفهمون شرعاً ولا يعقلون لغة ، ومع ذلك ( تسربت ) إليهم من أولئك الزاعمين ( العقل ) تلك الخدعة ( العقلانية ) الجاهلة ! .

فكم سمعنا من جاهل يعترض على السنة النبوية ! وكم سمعنا من بليد ينتقص نصاً شرعياً ( متواتراً ) ! وكم سمعنا من عامي لا يعرف قطاته من لهاته يستدرك على الكبار الكبار ! وكم سمعنا من ( نصف متعلم ) يعلو ( بصوته ) رداً لعقائد مسلمة ! وكم سمعنا من ( شبه مثقف ) خلا له الجو فأرغى وأزبد واشتد ..حتى ( تكاد ) أمعاؤه تتقطـع ! وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !! .

أولئك ( العقلانيون ) القدماء بقدم ضلالتهم لا زلنا نسمع من يلمعهم ويفخمهم ويفخم شأنهم ، ويعظم أمرهم ، فيقول فيهم واصفاً مبجلاً القاضي .. الإمام .. الأستاذ .. الداعية .. المجدد .. الفيلسوف .. المفكر .. إلى آخر تلكم الألقاب الفارغة التي لا تحمل شيئاً مما تدل عليه أكثر من وزن المداد !! .

ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد

فلما رأيت ذلك التغرير كله .. وهذا الاغترار جميعه : ترشح عندي لزوم الرد على هؤلاء المنحرفين الجهلة ، الذين لم يعرفوا حقيقة الدين فجهلوا قدر سنة سيد المرسلين ، فاختلط عليهم الأصول وتناقضت عندهم الأسس , ومع هذا وذلك فهم يظنون إلى الآن ! أنهم العاقلون وأن غيرهم لا يعقلون !! .

إن ( العقلنة ) أو ( العقلانية ) لا تعني ما يتبادر إلى ذهن السامع لأول وهلة ، بل تعني : أن يحل العقل محل النص وأن يقوم هوى الإنسان مقام هدي الرحمن ، وأن تكون النظريات البشرية حاكمة على القطعيات الربانية !! ، وهذا ما لا يقبل به عاقل ولا مسلم .

فالعقلانية بهذا المفهوم تعني ( التفسير العقلاني لكل شيء في الوجود أو تمرير كل شيء في الوجود من قناة العقل لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه ) .

وقد يقال في تعريفها : العقلانية يراد بها عموماً المذهب الفلسفي الذي يرى أن كل ما هو موجود يرد إلى مبادئ عقلية وخصوصاً الاعتداد بالعقل ضد الدين بمعنى عدم تقبل المعاني الدينية إلا إذا كانت مطابقة للمبادئ المنطقية والنور الفطري ! .

فالعقلانية في حقيقتها ( إلغاء النص أمام النظر العقلي المجرد أو الهوى المجرد الذي يستقبح اليوم ما كان حسناً بالأمس ، ويستقبح في وقت ما كان حسناً عنده في وقت سابق !! .

وهي في حقيقتها علمانية .. أو عصرية .. أو تغريبية .. أو ما شئت من الأسماء ، لأنها جميعاً في ثمرتها إنما تعني الانسلاخ من الضوابط الشرعية ، وانفراط عقد دلائل الهدى ، والفصل الباطل بين النقل الصحيح والعقل الصريح .

وبمعرفة جذور هذا التيار يتبين أثره على الأمة فالعصرانية حركة تجديدة واسعة نشطت في داخل الأديان اليهودية والنصرانية والإسلام أيضاً ، إلا أن هذه الحركات التحررية مستهجنة داخل اليهودية والنصرانية عندما نشأت ، حتى أن البابا ( بيوس العاشر ) قد أصدر منشورين عن هذه الحرة عام 1907م وأطلق عليها اسم ( العصرانية ) ودمغها بالكفر والإلحاد ، ووصفها بأنه ( مركب جديد لكل عناصر البدع والهرطقة القديمة ) وأعلن بأنه ( لو حاول إنسان أن يجمع معاً جميع الأخطاء التي وجهت ضد الإيمان ، وأن يعصر في واحد عصارتها وجوهرها كلها لما استطاع أن يفعل ذلك بأفضل مما فعل العصرانيون ) .

ومن المتناقضات العجيبة أن هذه القصة بكل فصولها نقلت إلينا من الغرب فظهرت لها نزعات مشابهة في العالم الإسلامي ، منذ القرن الماضي عند بعض المتغربين .. فنادوا بتفسير بعض القضايا الإسلامية تفسيراً عقلانياً وحاول إخضاع القرآن والسنة للمقاييس المادية حتى تتلاءم مع منهج الغرب ، وقيم الحضارة الحديثة التي بهرت كثيراً من الذين كانوا يرونها المقياس الوحيد لكل نهوض وتقدم ، والحقيقة إن العصرانيين يمثلون تياراً عاماً لم تكتمل ملامحه بعد ، ولم تكن اجتهادات رجاله واحدة وإنما يشتركون في ملامح عامة وخصائص مشتركة عموماً ،وهم ليسوا سواءً في منطلقاتهم وأهدافهم وقد يلتقي معهم في بعض المسائل من ليس منهم ولا يوافقهم على كثير من غلوهم وجموحهم ، وإن كان المعتدلين منهم أقرب على فكر ( الاعتزال ) ولا سيما في إطاره المنهجي العام ، الذي ينحى باتجاه إعلاء حاكمية العقل والرأي ، على نص كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " .

ومن الطوام المنذرة بالشر أنه هذا التيار نشط في هذه الأيام الأخيرة في بلاد العرب وديار الإسلام عامة ، وهو يهدف إلى تمرير الأفكار التغريبية والقيم الوافدة والمنهجية العلمانية إلى العقل الإسلامي الجديد وذلك عن طرق إلباسها لبوساً جديداً يحمل سمات التدين ويرفع شعار الإسلام ويقدم نفسه لا على حقيقتها كتيار علماني جديد وإنما يقدم نفسه كتيار إسلامي مجدد تحت شعارات عدة منها ( الفكر الديني المستنير ) ومنها ( التيار الوسطي ) ومنها ( العقلانية الإسلامية ) ، ونحو ذلك من الشعارات قصدوا بها دفع الريبة عن نشاطاتهم ، وخداع الجيل الإسلامي الجديد في حقيقة مبادئهم وأفكارهم ، حتى يستطيعوا تمرير ما يبدونه إلى عقول الناشئة وضمائرهم من قيم وأفكار غير إسلامية ، في هدوء ويسر ، وبعيداً عن المواجهة الجدلية الصارمة والصريحة ، والمحاورة في نهاية الحقيقة ، لا في ظلام الخداع والتزييف والتضليل .

وما أشبه ثقافتهم الجديدة هذه بمسجد أولئك النفر من المنافقين الذين قال الله فيهم ( إن الذين اتخذوا مسجداً ضراراً .. الآية ) فالجامع بين ثقافتهم وهذا المسجد إرادة ( الضرار ) ، فإن أولئك المنافقين عندما اتخذوا مبناهم الجديد رفعوا عليه شعاراً إسلامياً وسموه ( مسجداً ) وزعموا أنهم اتخذوه لتعزيز الدين ، والتيسير على الضعفاء وأهل العلّة في الليلة الشاتية ، على ما حكته كتب التفسير من أسباب لنزول الآيات ، وإجمالاً فهم قد قالوا وأقسموا ( إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً ) .

ولكن الوضعية التي كان عليها البناء ، والأشخاص الذين قاموا به ، والغايات الحقيقية التي كانوا يبتغونها من ورائه كانت إضراراً بدين الله ، وتفريقاً لصف المسلمين وتضليلاً ( كفراً ) و ( رأس جسر ) و ( مرصد ) لأعداء الله المتربصين بدينه من خارج ديار الإسلام .

ومن ثم جاء البيان الإلهي الصريح بكشف هذا ( المسجد ) ونهى المسلمين عن القيام فيه ، بل وثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث من يهدمه ويزيله .

هذه قصة ( مسجد الضرار ) أما ( ثقافة الضرار ) فقد ابتدعها وأنشأها طائفة من أهل ( نفاق الفكرة ) و ( التقية ) يضمرون غير ما يظهرون ، وإن كشفتهم زلات اللسان وفلتات القلم ، في أحيان كثيرة وزعموا أنهم إنما أنشأوا تيارهم لتحسين صورة الإسلام في الغرب ، ولتحقيق النهضة الشاملة للأمة ، ولتثقيف الأجيال الجديدة بثقافة إسلامية مستنيرة وعاقلة !! ولكن الوضعية الحقيقية لأفكارهم وهو ما سبق لنا ولغيرنا كشفه ، وما نعرض له فيه هذه الصفحات بعون الله ، والنماذج الذين يتولون كبر هذا التيار ، والمواقف التي يتخذونها فيما يجد من هموم الأمة وقضاياها تكشف كذب دعواهم ، وخطرها وكيف أنها تمثل ضراراً عظيماً بالدين وتفريقاً وتمزيقاً للفكر الإسلامي ، وكيف أنهم يمثلون ( رأس جسر ) للثقافة الغربية المعادية للثقافة الإسلامية بحكم المصدر والتراث والتاريخ ، وهي الثقافة التي يجهد أعداء الأمة في محاولة بثها في ديار الإسلام بطرق عديدة ومتنوعة ، ويبذلون في سبيل ذلك الهدف الكثير من المال والوقت ، منه ما ينفق على إعداد ( النماذج ) التي تمثل ( ثقافة الضرار ) في ديار الإسلام اليوم .

قال سيد قطب رحمه الله في ( ظلال القرآن ) مسجد الضرار " هذا المسجد الذي اتخذ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكيدة للإسلام والمسلمين ، لا يراد به إلا الإضرار بالمسلمين ، وإلا الكفر بالله ، وإلا ستر المتآمرين على الجماعة المسلمة الكائدين لها في الظلام ، وإلا التعاون مع أعداء هذا الدين على الكيد له تحت ستار الدين .

هذا المسجد ما يزال يتخذ في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها أعداء هذا الدين ، تتخذ في صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام ، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه ، وتتخذ في صورة أوضاع ترفع لا فتة الدين عليها لتـتـترس وراءها وهي ترمي هذا الدين ! وتتخذ في صورة تشكيلات وتنظيمات وكب وبحوث تتحدث عن الإسلام لتخدر القلقين الذين يرون الإسلام يذبح ويمحق ، فتخدرهم هذا التشكيلات ، وتلك الكتب إلى أن الإسلام بخير ولا خوف عليه ولا قلق ! وتتخذ في صور شتى كثيرة .

ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وإنزال اللافتات الخادعة عنها ، وبيان حقيقتها للناس ، وما تخفيه وراءها ، ولنا أسوة في كشف مسجد الضرار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك البيان القوي الصريح " .

ويجدر بي التنبيه هنا إلى نقطة مهمة وتلك أن أصحاب ( ثقافة الضرار ) قد كثروا اليوم ، بصورة أصبح من العسير على الباحث حصرها ، وذلك باكتسابهم المزيد من (فلول ) العلمانية والماركسية المندثرة في ديار الإسلام ، والذين رأوا أن في منهجية ( ثقافة الضرار ) باباً جديداً مناسباً لممارسة جهدهم القديم في ( تغريب ) أو ( تخريب ) العقل والمجتمع الإسلامي ومن ثم أصبح استقصاء الأسماء غير ذي قيمة كبيرة في اللحظة الراهنة .

كما أننا لا حظنا أن ( الضراريين ) أصبحوا يكثرون من استعمـال ( فزاعة ) الاتهام ( بالتطرف ) و ( التكفير ) و ( الخوارج ) و ( الحرورية ) ضد خصومهم ومن يكشف سوءاتهم ، بمعنى أن كل من يتصدى لهم ويكشف عن باطلهم ويبين معتقدهم ، وفسوق رأيهم زعموا أنه يكفرهم ويخرجهم من الملة ، ونحن لا نعبأ بمثل هذا التهويم ، و ( التكتيك الفكري ) ولكننا أردنا أن نحرمهم في هذا الكتاب من استعمال هذه ( الفزاعة ) فنؤكد أننا إنما نتوجه إلى ( الفكرة ) بغض النظر عن حاملها .

إن الضراريين اليوم كُثر في جنبات الأمة وأجزم أن قطراً عربياً واحداً لا يخلوا من حفنة منهم على الأقل ، وقد أصبحت لهم منافذ ضغط إعلامية وفكرية و ( غير ذلك ؟! ) عديدة ، وقد تتغير القضايا التي يهتمون بإثارتها من قطر لآخر ، وتتباين كذلك درجات الجرأة حسب قوة آثار الدين الباقية في المجتمع ، إلا أن منطلقاتهم وقواعدهم وأصولهم واحدة ، وكذلك حيلهم ، وهي ما نثبت طرفاً منها للمسلمين في هذا الكتاب وندعو الشباب ، كما ندعوا ( العلماء ) إلى تأمل ما فيه بعناية وأن يتجاوزوا عما فيه من تقصير أو قصور ، أو زلل وحسب صاحبه ما قصده من دفاع عن ( مستقبل الصحوة الإسلامية ) وعن حق أجيالنا الجديدة في أن تعيش ( أوار الفكر والحوار ) بعيداً عن ( ظلمات الخداع والتلبيس ) .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون والحمد لله أولاً وآخراً .



**********************



يتبع=========

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:09 AM
مقدمة تاريخية عن بداية ظهورتيار العصرانيين

إن الاستعمار الصليبي والصهيوني فشل حين فرض العلمانية باستعماره المباشر و بجنوده فقد أحس المسلمون به فتحصنوا منه ، ثم بعد ذلك فرض العلمانية عن طريق عملائه الذين رباهم في مدارسه وربطهم بفلكه ، واستعبدهم بالجاه والمال ، فرفض المسلمون ذلك فما استطاعوا أن يصلوا إلى قلوبهم ، فكرروا محاولة فرض العلمانية لكنها اليوم محاولة خطيرة حقاً ، لأنهم فرضروها بوجه يدعي لنفسه العمل للإسلام ، وينسب إلى نفسه الريادة ويصف حركته بالبعث ويهيأ له المناخ ليكون إماماً ! ولتكون دعوته نهضة ! ، هذا إجمال المراحل التي مرت به الأمة منذ قرنين من الزمان تقريباً ، ولا مانع من تفصيل ذلك بإيجاز .

قال محمود الطحان في كتابه ( مفهوم التجديد .. ) ( والظاهر أن أساطين الكفر أيقنوا بعد التجارب الطويلة أن هدم الإسلام من الخارج والوقوف أمام تياره طريق غير ناجح ، فسلكوا لهدمه طريقاً آخر من الداخل ، يدعو لإصلاح الإسلام وتجديد أفكاره وأحكامه ، والاستخفاف بتراثه ، وبكل قديم فيه ، وهي طريق خادعة تجذب بعض الخاوين من الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية .

أما موقف الاستعمار البريطاني بعدما فشل في بسط سيطرته على بلاد الإسلام وبلاد العرب خاصة فهو فقد بنى موقفه على رؤية قديمة ترجع إلى زمن الحملة الصليبية الثانية عندما كتب ( لويس التاسع ) ملك فرنسا بعدما هزم جيشه في مصر وسجن في سجن المنصورة فقال في مذكراته بعد طول تأمل يحدد الموقف من العالم الإسلامي فقال في وثيقته ( إنه لا سبيل إلى السيطرة على المسلمين عن طريق الحرب والقوة وذلك بسبب عامل الجهاد في سبيل الله .. وأن المعركة مع المسلمين يجب أن تبدأ أولاً من تزييف عقيدتهم الراسخة التي تحمل طابع الجهاد والمقاومة .. ولا بد من التفرقة بين العقيدة والشريعة ) هذا أصل مفهومهم للصراع مع المسلمين بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها جيوشهم أيام الأيوبيين .

ولذلك طبق كرومر هذه الرؤية فقال عندما قدم إلى مصر كحاكم عسكري لها عن طريق بريطانيا ( جئت إلى مصر لأمحو ثالثاً : القرآن والكعبة والأزهر ) .

وقال مشيداً بمحمد عبده الذي يعتبر إمام المدرسة العقلية الاعتزالية الحديثة ( كان لمعرفته العميقة بالشريعة الإسلامية والآراء المتحررة المستنيرة أثرها في جعل مشورته ، والتعاون معه عظيم الجدوى )

ويقول كرومر عن أتباع محمد عبده ( وفكرتهم الأساسية تقوم على إصلاح النظم الإسلامية المختلفة دون إخلال بالقواعد الأساسية للعقيدة الإسلامية .. ويتضمن برنامجهم التعاون مع الأوربيين لا معارضتهم ، في إدخال الحضارة الغربية إلى بلادهم ، ثم يشير إلى أنه تشجيعاً لهذا الحزب ، وعلى سبيل التجربة ، قد اختار أحد رجاله وهو سعد زغلول وزيراً للمعارف ) .

أما ( ولفرد بلانت ) وهو جاسوس بريطاني ، فصلته بمحمد عبده قديمة ، ترجع إلى صلته بأستاذه جمال الدين ، وكذا صلته بالثورة العربية ثم سكن بجوار محمد عبده بعد عودته من المنفى ، يصف بلانت الدعوة الإصلاحيـة بأنها ( الإصلاح الديني الحر ) ويصف مدرستهم بأنها ( تلك المدرسة الواسعة التقنية ) ويقول عن الأفغاني ( إن الفضل في نشر الإصلاح الديني الحر بين العلماء في القاهرة .. يعود إلى رجل عبقري غريب يدعى السيـد جمال الدين الأفغاني ) .

قال زويمر كما في كتاب ( الغارة على العالم الإسلامي ) ( تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ، ومن بين صفوفهم ، لأن الشجرة يجب أن يقطها أحد أعضائها ) ويقول كما في كتاب ( الإسلام في وجه التغريب ) ( إن الغاية التي نرمي إليها إخراج المسلمين من الإسلام ليكون أحدهم إما ملحداً أو مضطرباً في دينه ، وعندها لا يكون مسلماً له عقيدة يدين بها ، وعندها لا يكون للمسلم من الإسلام إلا الاسم .. )

يقول المستشرق جيب في كتابه ( وجهة الإسلام ) " تغريب الشرق إنما يقصد به قطع صلة الشرق بماضيه جهد المستطاع ، في كل ناحية من النواحي .. حتى إذا أمكن صبغ ماضي الشرق بلون قاتم مظلم يرغب عنه أهله ، فقدت شعوب الشرق صلتها بماضيها ، ففقدت بذلك أعظم جانت من حيوتها ، .. وترى في خضوعهـا له شرفاً كبيراً ) .

وقال جولد زهيمر في كتابه ( العقيدة والشريعة ) مادحاً سلف هؤلاء العقلانيين من المعتزلة الذين مجدوا العقل وألهوه وهدموا السنة كما يفعل أفراخهم الآن فقال ( كان على المعتزلة قبل كل شئ أن يقاتلوا في الميدان الديني كل الآيات والأحاديث التي تنسب لله ( بظواهرها ) الصورة الإنسانية ، وأن يجعلوها لا تدل إلا على معان روحية ، وذلك بتأويلات مجازية مؤسسة على ما نعرف لله من نقاء وطهارة !! ، أما فيما يختص بالحديث فإن المعتزلة كانوا يملكون الوسيلة لرفض الأحاديث التي يلوح منها مالا يصلح أن يقبل من التجسيم والتشبيه .. وبذلك يتحرر الإسلام من مجموعة كبيرة من الأقاصيص التي تراكمت .. ) .

وبذلك فقد اصطنع كرومر ورجال الاستعمار والماسونية غطاء من الدعم والمكانة المرموقة لمؤسس هذه المدرسة لتتسرب مبادئها إلى المجتمعات الإسلامية ، ولا زال هذا الدعم متواصلاً ومكثفاً من قبل أبناء كرومر الذين وجدوا ثلة من أبناء الأفغاني ومحمد عبده على أتم الاستعداد لمواصلة مشوار والدهم بشرط توفير الدعم المطلق وقد حدث ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ولذلك ظهرت فئة – العصرانيين – في هذا العصر تدعو إلى تجديد الفكر الإسلامي وتجديد أصول الفقه ، وأصول الحديث ، وتجديد العلوم الإسلامية لا بطريقة عرض تلك العلوم عرضاً سهلاً ، أو إيجاد بعض الأحكام الشرعية لمواجهة بعض المستجدات ، وإنما انصبت الدعوة على تغيير الأفكار الإسلامية ، وتغيير أصول العلوم الإسلامية .

وغني عن البيان أيضاً أن هذا الاتجاه يلقى ترحيباً ودعماً من أجهزة ذات سلطان نافذ في بعض ديار الإسلام ، بوصفه التيار المأمول فيه أن يحقق حلم التعايش بين الفكرة الإسلامية والقيم الغربية التي اخترقت – في غفلة – المجتمع الإسلامي وذلك واضح من تأمل المساحات الإعلامية المتاحة لذلك الفصيل ، والمراكز الاستشارية المهمة التي يتبوأونها في المؤسسات الثقافية والدينية والرسمية ، وأيضاً من خلال ملاحظة الاهتمام الأوربي الكبير بهذا الاتجاه إلى الحد الذي يجعل وزير الداخلية الفرنسي – يحرص – أثناء زيارته لمصر على مقابلة نفر من رموز هذا الاتجاه وذلك لا ستشارتهم في كيفية مواجهة الظاهرة الإسلامية في فرنسا ، على الرغم من أن أحداً ممن قابلهم لا يملك تمثيلاً دبلوماسياً أو سياسياً أو رسمياً ، يبرر مثل ذلك اللقاء المريب ! " .

كما أنه من الواضح أنه يلقى دعماً وتأييداً من مراكز ومؤسسات علمية مشبوهة ، وعلى وجه الخصوص قسم الدراسات الشرقية في جامعة ( السوربون ) والجامعة الأمريكية في بيروت وفي القاهرة وغير ذلك من معاقل الفتنة في ديار الإسلام ، بل من الثابت أن هناك مؤسسات لا صلة لها بالفكر الإسلامي تقوم بتمويل بعض مؤتمرات جبهة العلمانية ، وعلى سبيل المثال فضيحة قيام مؤسسة ( فورد فونديشن ) الأمريكية بالتمويل ( السري ) لمؤتمر ( التحديات التي تواجه المرأة العربية في نهاية القرن العشرين ) وهو المؤتمر الذي شهد هجوماً كثيفاً على الصحوة الإسلامية ، وعقد هذا المؤتمر في القاهرة في الفترة من 1-3-1968م برئاسة الدكتورة نوال السعداوي ، وفي بداية المؤتمر سأل بعض المدعوين من مصادر تمويله ، فأجابت ( السعداوي ) بأن مصدر التمويل هو تبرعات الأعضاء ورسم الاشتراك في المؤتمر ، ولكن الإجابة لم تكن مقنعة لأحد ، بل زادت من الشكوك فتفجر السؤال في الجلسة الختامية وثار لغط طويل ، فاضطرت ( نوال السعداوي ) للاعتراف بأن تمويل المؤتمر شارك فيه كل من مؤسسة ( فورد فونديشن الأمريكية ) ومؤسسة ( أوكس فام ) الإنجليزية . وكان من أبرز المتحدثين في ذلك المؤتمر الدكتور ( فؤاد زكريا ) الذي قدم بحثاً بعنوان ( الحركات الإسلامية المعاصرة ) هاجم فيه شباب الصحوة بعنف بالغ .

ولا شك أنه هجومهم على الصحوة بكل ما يملكونه من قوة لا يدل إلا على أن الصحوة الإسلامية المعاصرة ، تمثل أبرز حدث فكري واجتماعي على الإطلاق ، تشهده المجتمعات العربية ، والإسلامية بوجه العموم ، في النصف الثاني من هذا القرن ، من حيث الجدية التي ظهر بها الحوار الفكري المرتبط بقضاياها ، ومن حيث الأبعاد الواقعية البالغة الخطورة ، التي تترتب على نتائجها ، ومن حيث الظهور الشعبي الواسع – لأول مرة في فكرنا الحديث المعاصر – لا تجاه فكري عقائدي صارم ، إضافة إلى ارتباطاتها العديدة ، وانعكاساتها المتنوعة ، على محاور سياسية واقتصادية واجتماعية ، محلية ودولية .

ولذا ، فلقد كانت الصحوة الإسلامية المعاصرة أعظم حركة تجديد في الفكر والمجتمع العربيين ، أي أعظم حركة تجديد في الحالة الإسلامية ، بوصف قضية العرب فكراً واجتماعاً ، هي قضية إسلامية ، إن كان بحكم التاريخ أو بحكم الواقع المعاش ، أو بأي حكم يشاؤه الباحث .

إلا أن أعداء الصحوة الإسلامية ، والرافضين للهوية الإسلامية ، يأبون أن يسلّموا بهذه الحقيقة ويمكرون المكر الكبّار ، ويبتدعون الحيل والخدع في المواجهة المستمرة لهم مع الصحوة ، ومن هذه الحيل والخدع ، خدعة ( التجديد ) إذ حاولت طائفة منهم تمثل ( جبهة علمانية واسعة ) منتشرة في العالم العربي ، حاولت أن تطرح أفكارها التغريبية ، والمعادية للفكر الإسلامي تحت شعار ( تجديد الفكر الإسلامي ) .

فدخلت الصحوة في صراعها إلى منعطف تاريخي جديد بالغ الأهمية ستمتد آثاره في وجه المجتمع الإسلامي ، من واقع الأمة الحالي ، إلى آفاق بعيدة من مستقبلها .

وذلك أن التحدي الأكبر والأساسي الذي أصبح يواجه الإسلاميون اليوم ، لم يعد مع القوى الخارجية ، بقدر ما هو مع ( الداخل ) الإسلامي ، مع قضية ترتيب ( البيت ) الإسلامي الكبير ، وضبط قواعده وحسم خياراته الكبرى ، وضبط نظم سياساته ، وترشيح مجموعة القيم التي توجه وترشد أخلاقيات المجتمع المسلم ، وغير ذلك من قضايا داخلية ترتبط ( بالداخل ) الإسلامي أكثر من ارتباطها ( بالخارج ) .

إن ثمة حقيقة فكرية واجتماعية واضحة ، لم تعد بحاجة إلى كثير جهد لإثباتها ، وذلك أن مختلف التيارات الفكرية التغريبية الوافدة على ديار الإسلام منذ بواكير عصر النهضة الحديثة ، قد سقطت سقوطاً نهائياً ، وشهدت – جميعها – هزائم تاريخية حاسمة ، فالعلمانية التي قاتلت وقاتل معها جيل كامل من المتغربين ، لكي تستقر هذه الفكرة الخبيثة في النظام الاجتماعي الإسلامي ، على المستوى السياسي أو الثقافي أو الأخلاقي والقيمي ، وعلى الرغم مما أمدها به الغرب من دعم ونفوذ سياسي وثقافي كبير ، لم يقف عند حد تدعيم رموزه ، وتحكيم قبضتهم في سياسات الأمة ، بل امتد إلى تحطيم القوى الإسلامية المدافعة عن أصالة الأمة ، والبطش بها والتنكيل برموزها ورجالاتها ، على الرغم من ذلك كله فقد فشلت العلمانية في أن تحقق استقراراً لها في ديار الإسلام ، وها هو مسلسل تراجعها يستمر في مختلف المواقع التي أمكنها اختراقها في حقب الاستبداد والقهر ، وإذلال شعوب الأمة .

ولم يبق من دعاة العلمانية اليوم في ديار الإسلام إلا شواذ معدودون ، لم يعد يعبأ بهم أحد مما أصبح يعكس نفسه على كتاباتهم التي تحولت إلى نوع من ( الهوس ) الفكري ، وهناك منهم من امتهن كتابة ( تقارير أمنية ) لمن يعنيهم الأمر في ( الخارج ) تحت ستار دراسة بحث الظاهرة الإسلامية ، وبعضهم اكتفى بكتابة التقارير الأمنية المتخفية في ( ثوب ) ثقافي لمن يعنيهم الأمر في ( الداخل ) ! .

وتحولت غالبية القوى العلمانية اليوم إلى الحديث عن الإسلام مؤكدين أنهم لم يقصدوا ( الفصل ) بين الدين والدولة ، وإنما أرادوا ( التمييز ) بينهما وغير ذلك من الخدع الاصطلاحية ، ومحاولات التلفيق بين العلمانية والإسلام !! وهي المحاولات التي تبقى دلالتها الوحيدة الناصعة ، شاهدة على سقوط العلمانية وتراجع رموزها عن مبادئهم التي قاتلوا عنها دهراً .

ونستطيع أن نقول مثل ذلك عن اتجاه ( الفكر القومي العربي ) الذي نبت يوم نبت أو بالتعبير الأرشد جَلب يوم جُلب حرباً على الجامعة الإسلامية والرابطة الدينية ، ومجاهراً بأن العروبة غير الإسلام ، وأن الإسلام – زعموا – هو إحدى قيم العروبة !! وغير ذلك من المهاترات الفكرية التي لم تكن لتؤسس على علم أو منطق أو تاريخ أو حس مشهود ولكنها دلفت إلى المجتمع العربي المسلم ، ونفذت إلى قطاعات من أناسيه ، في زمان العتمة ومرحلة الاضطراب والفوضى الحضارية ، والتي لم تقطعها إلا الصحوة الإسلامية الجديدة وميلادها المبارك ، على قدر مقدور .

هاهي الفكرة القديمة تعترف بإفلاسها ، ومن خلال الدراسات الميدانية التي قاموا بها هم أنفسهم تلك الدراسات التي كشفت عن أنهم لم يبلغوا أن يكونوا مجرد ( قشرة ) على سطح المجتمع الإسلامي ، وبقيت جماهير الأمة ، مدركة أن الإسلام هو جامعة العرب الكبرى والوحيدة ، وأصبح مألوفاً اليوم أن نجد كتابات القوميين العرب تتحدث عن الإسلام والعروبة بوصفهما وجهين لعملة واحدة ، وأن الإسلام لا ينفصل عن العروبة كما أنها لا تحيا بدونه .

وعلى الصعيد الشيوعي كذلك ، وبخلاف الحديث عن الانهيارات المتلاحقة للشيوعية على امتداد عوالم الكتلة الشرقية ، فإن تراجع الشيوعية قد تجلى في ديار الإسلام من قبل ذلك بكثير وإذا كانت ( أفغانستان ) هي الرمز والشاهد الكبير اليوم ، فإن الشواهد الأخرى لن يعدمها المسلم المعاصر في مختلف ديار الإسلام ، حتى إن أحد الأحزاب الشيوعية في مصر عندما رشح أفراداً منه لخوض الانتخابات البرلمانية ، وضع شعاره ( تطبيق الشريعة الإسلامية )

أما الحداثيون فرغم أن افكارهم كانت ممجوجة لدى قطاع كبير من أبناء المسلمين في العالم العربي ، إلا أنها سقطت مبادئها أيضاً عند ثلة من المنهزمين من مؤيديها ، فبدأ الحداثيون يعيدون صياغة أفكارهم وطرحها من جديد ، بعد أن دثروها بدثار ظاهره إسلامي ، رغبة منهم أن يركبوا الموجة الإسلامية ليوصلوا فكرهم وطرحهم إلى أبناء المسلمين الذين منحوا ثقتهم المطلقة للفكر الإسلامي ورموزه .

وكان من الطبيعي أن يكون دخول هؤلاء إلى ( الداخل ) الإسلامي ليس عن إيمان راسخ أو إسلام صادق ، وإنما دخلوا على أساس أن ( الأرضية الفكرية ) التي يمكن أن يخاطبوا جماهير الأمة من خلالها ، أو أن يكون لهم وجود على أساسها ، قد تبدلت كلية نحو الإسلام ، وبالتالي فقد آثروا أن ينقلوا نشاطاتهم الفكرية تحت شعار الإسلام ، مع بقائها في أصولها ومناهجها واتجاهاتها ، على روافدها الأجنبية الوافدة غير الإسلامية .

ومثل هذه النماذج الفكرية ( الداخلة ) هي الأكثر خطراً على الصف الإسلامي ، لأنها لا تملك – بفعل النشأة والتكوين – منظومة القيم الإسلامية التي تحول بينها وبين انتهاج أساليب ملتوية ، وغير شريفة ، لإشاعة أفكارها أو نشر تصوراتها في الوسط الإسلامي ، على طريقة ( نفاق الفكرة ) أو مبدأ ( التقية ) .

هذه الفلول الفكرية التي دلفت إلى الساحة الإسلامية قد عايشت في – حياتها السابقة – مناخاً فكرياً ونفسياً وأخلاقياً ، تصوغه لغة الالتواء والمداهنة والخداع والنفاق الفكري والسلوكي وهي – من ثم – لا تستطيع أن تفصل بين ( الحوار الفكري ) وبين ( التكتيك السياسي ) كما أنها لا تدرك أن ثمة قواعد أخلاقية وقيماً عليا تضبط حركة الحوار الفكري ، وتضمن إبراز وجه الحق من بين آراء الخصماء لأنها ألفت الحوار على الطريقة ( الإنقلابية ) أي العمل على أساس تشويه أصحاب الرأي المخالف ، تمهيداً لإزاحتهم نهائياً من قيادة وتوجيه الصحوة الإسلامية فكرياً ، لقد فهمت هذه الطوائف ، واستوعبت أن الخيار الإسلامي ، هو – وحده – المنوط به قيادة الأمة في المستقبل بإذن الله ولما كانوا يشعرون في ذواتهم – بل ويجهرون – بأنهم وحدهم الممثلون ( للعقلانية ) الإسلامية ، وأنهم وحدهم الممثلون ( للاستنارة ) الدينية ، وأنههم وحدهم الذين يفهمون أصول ( اللعبة )!! ، فقد رأوا بالتالي أن التحدي الأكبر لهم ليس في القدرة على التحاور مع علماء الأمة ، وإنما في كيفية إزاحة علماء الأمة ودعاتها ورموزها الإسلامية ، لكي يتبوّؤا هم ريادة العمل الإسلامي فكراً وممارسة وهم لا ستخفون بهذا الأمل ، وإنما هم يجهرون به الآن من خلال المنتديات التي يشاركون فيها أو الأبحاث التي يطرحونها أو المقالات التي ينثرونها هنا وهناك .

وهناك فريق منهم يطلقون على ذلك الاتجاه اسم ( الواسطية ) الإسلامية وهم – من ثم – ( الوسطيون ) في الفكر الإسلامي المعاصر وغير ذلك من اصطلاحات وشعارات توحي – من طرف خفي – إلى نزوع أصحاب هذا الاتجاه إلى نفي الآخرين ، وتحديداً علماء الأمة ورموزها الإسلامية الكبيرة ، وذلك كتمهيد ضروري لتحقيق ( الانقلاب ) الفكري المنشود ، في قيادة وتوجيه الصحوة الإسلامية الجديدة .

وبعد ذلك فلا أظنه سيخفى على منصف فهم ما تمثله هذه الصحوة من مصدر قلق بالغ لدوائر استعمارية عديدة ، خاصة بعد إحرازها لنجاحات هامة ، وقياسية على المستوى الشعبي ، ولقد كان هذا الفزع الواضح للعيان ، حرياً أن يلفت انتباه حتى أولئك الذين لا يؤمنون بالفكرة الإسلامية ، إلى التأمل والكشف ، عن الدلالات الضمنية الخفية لهذه الظاهرة ، لقد كان حرياً بأصحاب الفكر اللاإسلامي على شتى مذاهبه ، أن يبحثوا عن مغزى نصيحة ( لويس ماسينيون ) كما نقلها بركات عبد الفتاح دويدار في كتابه ( الحراكات الفكرية ضد الإسلام ) اليهودي الفرنسي لبني قومه حين قال : ( إن الحركات الفكرية الإسلامية تستعد في خفاء وصمت ، وتندلع فجأة دون أن يسبقها نذير يمكن أن يرى ، يجب أن نجعل هذه الحقائق نصب أعيننا إذا أردنا أن ندرك أي أساس واهٍ تقوم عليه المنشآت الأوربية في بلاد الإسلام ، فبعد أعوام من السكينة ، ربما تندلع بغتة نار الدعوة إلى الجهاد أبعد ما نكون توقعاً لها ) .

فإن هذه القولة وأشباهها مما يصدر عن خبراء – بعضهم كانوا أساتذة لرموز الفكر العربي المعاصر – كانت حرية أن تجعل رجالات التيار اللاإسلامي – من أبناء العرب – على الأقل ، يعيدون النظر جذرياً في مواقفهم النفسية والفكرية ، تجاه الفكر الأوربي ومذاهبه ، وكذلك تجاه الفكر الإسلامي ، وأن يحاولوا البحث عن جديد عن هذه المعاني الخصبة والحية ، التي تحتملها الفكرة الإسلامية ، بحيث تمثل كل هذا الإزعاج والقلق ، لمراصد القوى المعادية لأمتهم ولا سيما بعد أن عضد هذا الطلب ، تلك النتائج المريرة ، التي نتجت في ظل ( العلمنة ) و( أيديولوجيات ) المذاهب الفكرية الأوربية ، المضادة للفكرة الإسلامية .

إلا أن شيئاً من ذلك كله لم يحدث بل إن المثير في الموقف ، أن يظهر تيار فكري جديد ، يمثل ( جبهة ) الاتجاهات الفكرية ( والأيديولجية ) اللاإسلامية ، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، رافعاً شعار : ( التجديد ) أو ما يستحب بعضهم أن يسميه الآن ( الاستنارة ) في محاولة ( جديدة ) واضحة لسحب البساط ، من تحت أقدام الصحوة الإسلامية وحركة التجديد الإسلامي ، التي نجحت في إحداث هذه الصحوة الجماهيرية الواسعة في المجتمع العربي .

ومن فضول الكلام ، أن نسجل هنا أن رموز هذه ( الجبهة ) يتحكمون بصورة شبه كاملة ، في العديد من المنافذ الإعلامية الرسمية في المجتمعات العربية ، ويهيمنون على المراكز الحساسة في الجامعات والمعاهد العليا ، وتحتكر فعالياتها مناطق النفوذ الفكري ( القومية ) مثل اتحاد الكتاب العرب ولجنة الثقافة والترجمة ، التابعة لجامعة الدول العربية ، بل إن الكثيرين منهم يعملون في وظائف رسمية ، لدى مراكز التبشير الثقافي ، من ( السوربون ) الفرنسية إلى الجامعة الأمريكية في ( بيروت ) وفي ( القاهرة ) فضلاً عن استثمار الإمكانات المادية والمعنوية ، في نوادي الصداقة المتعددة ، السوفيتية العربية ، والفرنسية العربية ، والأمريكية العربية ، والبريطانية العربية ، فضلاً عن عدد يصعب حصره من اللجان والنوادي الثقافية والمؤسسات والمنظمات ومراكز الدراسات والمؤسسات الإعلامية ودور النشر وغير ذلك .

ويعود تبلور الفكرة ( التنويرة بثوبها الجديد من الجانب القومي الشيوعي ) إلى نهاية الستينات من قرننا الحالي ، كانت الانكسارة الحادة التي منيت بها الجيوش العربية في حرب يونيو عام 1967م ، بمثابة الصدمة النفسية التي طرقت بقسوة أبواب العقل العربي الجديد ، لتخرجه من غيبوبته وتعرت – إلى حد كبير – أبعاد الموقف العربي في شموليته ، ومع هذا التعري انكشفت حقيقة أزمة المجتمعات العربية ، وبان أنها ليست أزمة موقف سياسي ، وإنما هي – في صميمها – أزمة موقف حضاري عام ، ولقد أصبح بادياً للعيان أن ثمة مجتمعاً ( مسلوب الهوية ) وما مسألة غياب ( إرادة الفعل والنهوض ) إلا تفريع على أصل الداء ومنيت العلة أعني ( غياب الهوية ) .

جاءت هذه الصدمة لترفع الحصار الذي ضرب حول إرهاصات الصحوة الإسلامية ، وتفك الخناق الذي كان يحبس الاندفاعة الكبرى على طريق النهضة الإسلامية ، ومن ثم برزت الالتفاتة القوية للأمة نحو الإسلام ، عقيدة وشريعة وعبادة وتصوراً وسلوكاً ، وتراثاً حضارياً إنسانياً كذلك ، وكان واضحاً أن الطريقة الجديدة تملك من الوضوح والثبات والطهارة التاريخية ، ما جعلها ( الأمل ) الذي تتمسك به جماهير الأمة ، بعد أن غشيها ظلام المذهبيات الأجنبية الدامس ، والذي تحولت الأمة في ظل أنظمته إلى ( فئران تجارب ) لإفرازات العقل الأوربي الحديث ، شرقيه وغربيه على حد سواء .

ومع انطلاقة الأمة بقوة إلى طريق الإسلام ، والنشاط الواسع لإحياء تراثه الإنساني الخصيب ، بدأت إرهاصات ( عزلة ) نفسية ، وجمود فكري ، وتراجع حركي ، تصيب مختلف الفعاليات الفكرية العربية المتغربة ، وكان أبرز هذه الفعاليات المنهزمة الماركسيون العرب ، والقوميون بمحدداتهم ( الاشتراكية ) المختلفة في دركاتها ، بحكم أنهم كانوا أصحاب السلطان والحكم والاستعلاء في معظم العواصم العربية الرئيسية .

في ذلك الوقت نشط نفر من الاشتراكيين والماركسيين الفرنسيين ، ممن لهم اهتمام مباشر بالحركات الفكرية في العالم العربي ، وكان على رأس هؤلاء ( روجيه جارودي ) و ( مكسيم رودنسون ) و ( إيف لاكوست ) بعضهم قام بزيارة عمل إلى بعض العواصم العربية الفاعلة في المشرق والمغرب ، ومن خلال رصد الوضعية الجديدة للنشاط الفكري في العالم العربي وظهور الصحوة الإسلامية من جديد ، وإزاحتها كافة المذهبيات الأجنبية من طريقها ، وتقدمها لريادة المجتمع العربي من جديد ، إزاء ذلك كله ، وجه هؤلاء النفر النصيحة ، مباشرة وملتوية إلى الفعاليات الفكرية العربية الماركسية والقومية الاشتراكية ، من أجل ( نقل ) مجال عملهم إلى داخل التراث الإسلامي ذاته ، بعد أن عاشوا دهراً خارجه ، فكراً وممارسة ، بمعنى أنهم بدلاً من أن يقفوا في وجه الإسلام – كما هو حالهم سابقاً – وينطلقوا من مبدأ المعارضة الصريحة للإسلام والفكر الإسلامي ، بدلاً من ذلك فإنهم يمكنهم أن يعلنوا أنهم أيضاً وجدوا الضالة في الإسلام ، وآمنوا بأن الإسلام هو طريق الخلاص ، ثم من خلال هذه الأرضية ( النفسية ) التي تجعلهم قريبين من الوجدان الشعبي الإسلامي ، وتمحو عن وجوههم كآبة التغريب التي عهدها فيهم المثقفون العرب المسلمون ، من خلال هذا التسرب ، يمكنهم أن يبدأوا طرح ( الفكرة الماركسية ) أو ( الفكرة القومية الاشتراكية ) في ثوب إسلامي فضفاض ، يخدع القارئ عن إدراك حقيقة الطرح الفكري التغريبي الذي يقدم من خلاله .

هذه العملية يمكنا أن نلخصها - شرعياً - في شعار ( نفاق الفكرة ) وقد وضع هؤلاء النفر المستشرقون الثلاثة ، تخطيطاً شبه متكامل ، دعوا فيه الماركسيين والقوميين العرب إلى التزامه ، والنسج على منواله ، والسير على هديه ، وهذا المخطط الخطير اعتمد على ثلاث ركائز :

الأولى : الدعوة إلى إعادة قراءة أو كتابة التاريخ العربي الإسلامي ، على أساس أن ثمة اتجاهات حركية فيه قد ظلمت عمداً من ( مؤرخي السلاطين ) .

الثانية : إرباك العقل الإسلامي الحديث ، من خلال طرح العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتراث ، والتي تعمد إلى إحياء وتمجيد الاتجاهات الفكرية والحركية المنحرفة ، بل والخارجة على الإسلام ، وعرضها في إطار ثوري وتنويري وعقلاني جذاب ، وجعلها بمثابة الجذور الفكرية ، للنظريات والمذهبيات الأجنبية الحديثة ، كالماركسية ، والفوضوية ، والقومية ، ونحوها ، ومن هنا تكتسب منطلقاتها الفكرية المتغربة مشروعية الانتماء إلى التراث الإسلامي .

الثالثة : طرح عدد من الشعارات والاصطلاحات الجديدة ، والتي يمكن لها أن تشكل جذوراً فكرية ونفسية تصل بين الإسلام وبين الماركسية أو القومية أو الاشتراكية ، وتجهد العقل المسلم في تتبعها وضبطها ، وتحديد مشروعيتها ، مما يضيف إرباكاً جديداً يشتت جهد الانطلاقة القوية نحو الإسلام .

ولم يكتف المستشرقون الثلاثة بتحديد تلك المرتكزات التي تضبط الحركة الجديدة ، وإنما ذهبوا إلى حد طرح نماذج تطبيقية ، قاموا بإنشائها ، مثلما فعل ( جارودي ) من قبل عندما تساءل ( لماذا يبحث العربي الجزائري عن أصول الماركسية في غير تراثه الحضاري ؟! ) وقد قدم ( مكسيم رودنسون ) مجموعة أبحاث حول ما أسماه ( الحركات التحررية ) في التراث العربي ، كما قدم ( إيف لا كوست ) دراسته عن ( ابن خلدون ) المؤرخ العربي المسلم ، حيث انتهى فيها إلى اعتبار أن ( ابن خلدون ) هو المبشر الأول بالمادية الجدلية التاريخية في الفكر الإنساني ! على جانب آخر ، نشطت بين الباحثين العرب الشيوعيين ولا سيما في منطقة ( الشام ) عمليات الاستعانة بكتابات المستشرقين السوفييت ، الذين كانت تستعين بهم سلطات الإرهاب السوفيتية ، في إجراء عمليات تضليل ، وغسيل مخ ، في الجمهوريات الإسلامية الممتدة في جنوب الاتحاد السوفيتي ، وفي مقدمة هؤلاء ( أغناطيوس كراتشفوفسكي ) الذي وصفه أحد كبار الشيوعيين العرب ، وهو الكاتب السوري الدكتور ( طيب تيزيني ) بأنه الوحيد الذي أعاد الاعتبار إلى التراث الإسلامي .

وعلى هدي هذه النماذج ، وانطلاقاً من تكلم المرتكزات التي وضعها المستشرقون الفرنسيون والسوفييت ، نشطت في ديار الإسلام ، الدعوة إلى إعادة قراءة التاريخ الإسلامي ، وتقدم نفر من القوميين والشيوعيين العرب بمحاولاتهم ، فظهرت كتابات الدكتور محمد عمارة ، مثل كتابه ( مسلمون ثوار ) وظهرت كتابات أحمد عباس صالح حول ( اليمين واليسار في الإسلام ) ونشطت حركة مجلة ( الطليعة ) أحد معاقل الشيوعية في مصر آنذاك في اتجاه الكتابات حول التراث ، وظهرت سلسلة مقالات الدكتور محمد أحمد خلف الله ، حول مفاهيم ( العدالة الإسلامية ) وإعادة قراءة أصول الفقه الإسلامي ، كما نشطت محاولات لإيجاد تيار فكري جديد تحت شعار ( اليسار الإسلامي ) وقد تزعم الدكتور ( حسن حنفي ) العائد من بعض البلدان الشيوعية ، تزعم المشروع والدعوة إليه ثم أصدر مجلة تحمل هذا الاسم ، صدر منها عدد واحد ثم توقفت لأنها لم تجد من يقرأها ! .

والمؤسف أن هذه المحاولة قد خدعت أحد المنابر الإعلامية الفكرية الإسلامية ، حيث أفسحت مجلة ( المسلم المعاصر ) صدرها لقضية ( اليسار الإسلامي ) غير منتبهة إلى جذور المسألة ، وإطاراتها الخطيرة التي تتحرك من خلالها !! إلا أن المجلة عادت – بعد حين – وأغلقت ملف ( النفاق الفكري ) ولا سيما أن المحاولة ، كما قد وضح حينها ، لا تملك رصيداً واقعياً يضمن لها الحد الأدنى من شرط الحياة .

وعلى الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها اليسار العربي بجميع شرائحه لكي يثبت أقدامه في هذه المحاولة ، وعلى الرغم من الإصدارات العديدة في دمشق والقاهرة وبيروت وتونس والجزائر والرباط ، إلا أنه كان من الواضح أن حجم الصحوة الإسلامية ودرجة الوعي التي برزت فيها فعالياتها الفكرية والإعلامية ،وما بدا من كونه استطاعت الإفادة من تجارب الحركة الإسلامية وأخطائها في تجربتها الحديثة ، أقول : كان من الواضح أن اليسار العربي أضعف بكثير من أن يحقق الأهداف التغريبية المرجوة من ( لجم ) اندفاعة الصحوة الإسلامية ، وتطويق نجاحاتها الفكرية والقيمية ، على مختلف الأصعدة والمستويات الثقافية ، من النخبة إلى القاعدة الشعبية .

" وقفة ضرورية نقفها مع هذا التيار التخريبي الجديد ، قبل أن نشرع في عرض طريقتهم المنحرفة في ( تجديد الفكر الإسلامي ) وقفة تتعلق بالمبدأ وسياق التكوين ، وملابسات تحركهم في واقعنا المعاصر ، وهي وقفة نلخصها في الآتي :

أولاً : هذا التيار الجديد ، من الواضح أنه يلقى دعماً وترحيباً من أطراف عديدة نافذة السلاطان في بعض البلدان العربية ، ومن غير كثير نظر أو تأمل ، تتضح هذه الحقيقة من خلال الصدر الرحيب المفتوح لمنتدياتهم ، ومؤتمراتهم ، والإنفاق الرسمي عليها ، والإبراز الهائل لكتاباتهم ، من خلال الصحف والإصدارات الرسمية الكبرى فضلاً عن التضخيم الإعلامي المقصود لمكانتهم في ساحة الفكر عموماً وفي الفكر الإسلامي على وجه الخصوص .

ونحن لا يهمنا هنا الوقوف عند دلالتها – هذه الحقيقة – على الإحساس ( العلماني ) بضعف موقعهم ، وتهافت طروحاتهم ، وصدود المثقفين عنهم ، وإنما الذي يهمنا هنا في المقام الأول ، هو أن مثل هذه الوجهة التي انتحاها العلمانيون العرب – تحت هذه الظروف التي عرضناها – تبرهن بما لا يدع مجالاً للشك ، على وجود أزمة أخلاقية حادة ، تسري في أوصال فعاليات فكرنا المعاصر ، إذ أن اللجوء إلى مبدأ ( نفاق الفكرة ) دون أي مبرر قهري موضوعي مقبول – هو خلل أخلاقي صريح ، من حيث ننتهج الوسائل غير الشريفة لتحقيق أهدافنا ، حتى ولو كانت أهدافاً صحيحة ، فكيف وقد برهن التاريخ والواقع المشهود على فسادها ؟! .

إن النصح للأمة واللأجيال إنما يبدأ من تحديد مفردات الموقف الفكري والحضاري ، وتجليتها من حيث كونها تمثل جوهر الإشكالية ، ثم نبرهن على ما يصح منها ونكشف عن زيف ما لا يصح ، بالدليل والبينة والبرهان ، بحيث يمكن لإنساننا المعاصر أن يتخير موقفه بمسؤولية كاملة ، وإرادة حرة واعية طليقة ، أما أن نعمد إلى خلط مفردات الموقف الفكري والحضاري والتعتيم على أبعاد الإشكاليات ، والتدسس إلى مسارب خفية مموهة ، فهو تضليل للأمة وخداع لطاقتها الإنسانية عن معالم هويتهم بكل أبعادها ، ومحاولة غير نزيهة لتزوير إرادة الإنسان العربي الفكرية .

ثانياً : أن هذا الالتفات الجديد نحو التراث الإسلامي ، والشق الديني فيه على وجه التحديد ، هو الذي يحاول أصحابه رفع شعار التجديد والاستنارة ، لتمرير الفكرة العلمانية ، أو دمج معطياتها بدين الله ، أقول : هذا الالفتات الجديد هو هدم وتخريب لتراث المسلمين ولدينهم وشريعتهم على السواء ، ولا يخفف من الجرم شيئاً رفع شعار التجديد على هذا الصنيع .

وذلك أن تجديد الفكر الإسلامي ، لا يمكن أن يكون تبديلاً لحقائقه ومقوماته ، ولا يجوز أن يكون بالزيادة فيها ولا النقص منها ، فالرسول r يقول ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) .

ينطلق تيار ( جبهة العلمانية ) أو ( المستنيرين ) من مبدأ رفض الفكرة الإسلامية ، ومعطياتها الجوهرية ، عقلية وقيمية وتصويرية وتشريعية ، وإن جاز الإبقاء على المعاني الروحية والعبادية ، كطقوس تمثل نوعاً من ( الفولكلور ) الشعبي .

إلا أن ثمة حقائق موضوعية وتحولات تاريخية ، حتمت على أصحاب هذا التيار ، أن يتجنبوا المدخل المباشر والصريح ، الذي بدأ به تيار التجديد اللاديني القديم ، على رأس هذه الحقائق ، أن الدعوة الإسلامية التجديدية المعاصرة ، قد استطاعت فعلاً أن تحقق نجاحات كبيرة ، وفي فترة قصيرة نسبياً ، على المستويات الجماهيرية بحيث أصبحت الصحوة الإسلامية ، تمثل تياراً إيجابياً حيا وفاعلاً في قاعدة واسعة ، مما يصعب معه التصدي له ، أو عزله كما حدث في الماضي بصورة مباشرة .

وكذلك فإن الفشل الواضح ، والمحسوس واقعياً ، والذي أنتجته المذاهب الغربية في المجتمع العربي ، جعل هناك حاجزاً نفسياً ، إضافة إلى الحاجز العقائدي ، الذي أوجدته الطروحات التنظيرية للتيار الإسلامي ، يحولان – كلاهما – دون قبول الإنسان العربي المعاصر ، لهذه الأفكار المعادية للإسلام .

تلك الحقيقة هي ما يعبر عنها أحد رجالات هذه الجبهة وهو الدكتور محمد جسوس بقوله ( إن الإسلام كان ولا يزال مركزاً الشرعية الأولى والأخير بالنسبة للأغلبية الساحقة من الجماهير العربية التي نتعامل معها ، وإن كل الطروحات الأيديولوجية الأخرى ، لم تتمكن من الحصول حتى على بصيص من الوفاء والالتزام ، الذين أمكن الوصول إليه عن طريق الإسلام ) .

ومن ثم فقد ارتأى أصحاب هذه ( الجبهة ) أن يكون من العبث المكشوف لهذا الدفق الإسلامي الواسع الامتداد في المجتمع العربي ، والأهم من ذلك هو استحالة القدرة على إقناع الجماهير العربية – بصورة مباشرة – برفض الفكرة الإسلامية ومعطياتها ، فاتجهت ( الجبهة ) بعد المؤتمر الشهير الذي عقدته في الكويت أواسط السبعينيات إلى ضرورة العمل على عزل الإسلام عن الواقع الاجتماعي ، من خلال الإسلام ذاته ، وهذا يعني تفتيت الفكرة الإسلامية من داخلها وتفريغها من مضامينها الجوهرية ، وخلخلة معطيات التراث الإسلامي ، ومن ثم هدمها بآلة من داخل التراث ، والعمل على تسريب المضامين ( العلمانية ) من خلال أغلفة إسلامية بشكل أو بآخر ، أي حسب منهج ( الإسقاط الفكري ) .

وهذه التعبيرات – والتي نقلناها بنفس تعبيرات المؤتمر ( أنفسهم ) – يلخصها لنا أحد شيوخ ( الجبهة ) وهو محمد النويهي في بحث قدمه للمؤتمر تحت عنوان ( الدين وأزمة التطور الحضاري ) طالب فيه بضرورة تنظيم صفوف العلمانيين ، لابتعاث حملة فكرية ، تحقق أهدافهم المنشودة ، والتي عبر عنها بقوله ( إن هدف الحملة الفكرية المطلوبة هو أن نقنع الناس ، بوجوب الأخذ بالنظرية العلمانية الخالصة ، في كل ما يختص بأمور معاشهم ودنياهم ، وهي لن تفلح في هذا إلا إذا أقنعتهم بأن الإسلام دين كثرتهم ، لا يتنافى مع النظرة العلمانية بل ليس من المغالاة أن نقرر أن موقفه من أمور دنيانا هو موقف علماني صرف .

ونفس هذا الباحث هو الذي أفصح عن تصوره لعلمانية الإسلام في بحث سابق ، نشره تحت عنوان ( نحو ثورة في الفكري الديني ) قال فيه صراحة : إذا كان الحديث عن الحياة لا عن العقيدة وما يتصل بها من شعائر العبادة فإن القرآن .. لم يشرع لنا إلا التشريع الذي يكفل حياة أمة واحدة ، هي أمة العرب في زمن واحد هو زمن الرسول r .

على الصعيد التنظيري كذلك ، لتيار ( الجبهة العلمانية ) يقرر أحد أساتذة الجامعة الأمريكية وهو علي أحمد سعيد أدونيس في بحث له ، قدمه تحت إشراف رجل دين نصراني ، ( إذا كان التغيير يفترض هدماً للبنية القديمة التقليدية فإن هذا الهدم لا يجوز أن يكون بآلة من خارج التراث العربي ، وإنما يجب أن يكون بآلة من داخله ، إن هدم الأصل يجب أن يمارس بالأصل ذاته .

وقد حاول الباحث تقديم نماذج تطبيقية لهذه المنهجية ( التجديدية ) ؟! من خلال محاولة إحياء النشاطات الفكرية الإلحادية في التراث ، وإبراز النماذج الإنسانية المنحرفة ، على مستوى الأفراد – كالرازي والريوندي – أو على مستوى الحركات السياسية مثل القرامطة والباطنية ، وهنا يتعدى الهدف من ( العلمنة ) الاجتماعية ، إلى عملية تشويه الفكر الإسلامي نفسه ، وجذوره العقائدية ، مثلما انتهى الباحث إلى أن يقرر مقولته ( يمكن القول إنه ليس هناك إله خارج الذات الإنسانية فالإنسان هو إله الإنسان ، كما يعبر ( فويرباخ ) أو ما في الجهة غير الله كما عبر ( الحلاج ) قبل ( فويرباخ ) بعدة قرون .

هذا هو ما يظهر للباحث من تاريخ نشأتهم على المستوى العلماني وعلى المستوى الشيوعي والقومي ، فلكل حركة من هذه الحركات طريقة في بث أفكارها بعد هزيمتها إلا أنها متفقة جميعاً أن مظلة الإسلام هي المظلة المنشودة في هذا الوقت للتغطية على التشويه والهدم المقصود للفكر الإسلامي ولأصول الشريعة .

إذن معركة الإسلام الحالية والمقبلة ، لم تعد مع ( الخارجي الوافد ) وإنما هي مع الداخل الإسلامي ، ومن هنا كان النظر إلى الأفكار والآراء والمجهودات الإسلامية المتصلة بتكوين الفكر الإسلامي المعاصر ، والمتحدثة عن القيم الإسلامية للحياة الجديدة ، والمؤصلة للتشريعات الإسلامية الصالحة للواقع الاجتماعي الجديد ، كل أولئك أصبح يواجه – كما قدمنا – بحساسية زائدة وتوتر ظاهر من قبل الإسلاميين أنفسهم ، يزيد من هذه الحالة – بل ويبررها أيضاً – أن هذا ( الداخل ) الإسلامي ( خليطاً ) بفعل توافد جماعات من المفكرين والباحثين ممن يحملون تراثاً شخصياً ، علمانياً أو قومياً أو شيوعياً أو حداثياً ، توافدهم إلى الساحة الإسلامية ، واتجاههم إلى البحث ومخاطبة الجماهير تحت شعارات الإسلام ، مما يجعل طرحهم ومعالجتهم للقضايا الإنسانية والاجتماعية العامة – باسم الإسلام – في حاجة إلى ترشيح ومراجعة بل ونقد صارم .

إن المستقبل بإذن الله للإسلام وحده وللفكر الإسلامي المنبط بالنص وبقواعد الشريعة التي اتفقت عليها الأمة جيلاً بعد جيل منذ الجيل الأول إلى يومنا هذا ، وإن المشروع الحضاري المنشود والذي تحلم به هذه الأمة الصابرة المجاهدة ، هو إسلامي محض ، ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ) .

يتبع===========

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:11 AM
أهم رموز تيار العصرانيين و منظريه على اختلاف مستوياتهم

ولا بد لمعرفة حقيقة هذا التيار الذي حمل لواء الاستعمار في هدم الشريعة وأصولها من ذكر نماذج منهم وإن كنا لا نساوي بينهم ولكننا نبين مستوياتهم المتفاوتة في الطرح وتشابههم في الأسلوب رغم اختلاف مقاصدهم ، لذا نقف على شيء من كلماتهم العرجاء العوجاء ، علماً أن ما سنذكره عنهم لا يعد زلة يتيمة لأحدهم اقتنصناها لندينه بها ولكنه منهج امتلأت كتبهم ومحاضرات بترديد مثله ونعوذ بالله أن نكون ممن يتصيد الزلات ليسقط بها من لا يستحق الإسقاط .

1- جمال الدين الأفغاني وهو يعتبر من أبرز المؤسسين لهذا التيار العقلاني في منتصف عام 1800م ، وهو رجل تكتنف حياته الغموض والاسرار ، وأثبت محمد رشيد رضا أنه ( مازندراني ) من أجلاف الشيعة ، ومن أقواله في كتاب ( تاريخ الإمام محمد عبده ) أنها ألقى محاضرة في الآستانة قال فيها ( ولا حياة لجسم إلا بروح ، وروح هذا الجسم إما النبوة أو الحكمة ) ، وقد انضم إلى المحفل الماسوني في مصر في 22/ربيع الثاني / 1292هـ ثم اختير بعد ثلاث سنوات رئيساً لمحفل كوكب الشرق في عام 1978م بأغلبية الآراء ، ثم اعتزل هذا المحفل وأنشأ محفلا وطنياً تابعاً للشرق الفرنسي ، ثم نفي من مصر عام 1296هـ بتهمة أنه رئيس جمعية سرية من الشبان ذوي الطيش ، مجتمعة على فساد الدين والدنيا ) وقال محمد رشيد رضا في كتابه ( تاريخ الأستاذ الإمام .. ) وفي عام 1878م تولى رئاسة جمعية الماسون العربية أي أصبح رئيس محافل البلاد العربية قاطبة " وجاء في مذكرات السلطان عبدالحميد ترجمة محمد حرب عبد الحميد قال السلطان ( وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنجليزية كل من مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنجليزي يدعى بلند قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الأتراك واقترحا على الإنجليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين " .

2- محمد عبده ويعتبر هو المؤسس الحقيقي والأب الفكري والروحي لجيل العصرانيين وهو مطور المذهب بعد جمال الدين الأفغاني ، ويلحظ من أراءه أنه يميل كما في التفسير لما يتناسب مع المعارف الغربية السائدة في عصره ، فهو يفسر الطير الأبابيل بأنها جراثيم الجديري ، أو الحصبة ، يحملها نوع من الذباب أو الباعوض ، والنفاثات في العقد بأن المراد فيها النمامون المقطعون لأوامر الألفة ، وعندما تعرض لتفسير قول الله ( أني ممدكم بألف من الملائكة .. ) قال إن هذا الإمداد أمر روحاني يؤثر في القلوب فيزيد في قوتها المعنوية .. ثم قال .. وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم عندما يغترون ببعض الظواهر ، وببعض الروايات الغريبة التي يردها العقل ، ولا يثبتها ما له قيمة من النقل ) ويقول عن منهجه في التفسير في كتابه الإسلام والنصرانية ( الأصل للإسلام النظر العقلي لتحصيل العلم ، وهو وسيلة الإيمان .. والأصل الثاني للإسلام تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض ) ويوضح منهجه في الحديث كما في تفسيره لجزء عم ( وعلى أي حال فلنا بل علينا أن نفوض الأمر في الحديث ولا نحكمه في عقيدتنا ، ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل ) و يقول في رسالته ( الإسلام والنصرانية ) ( اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل ) !! ، أما أراءه الفقهية فهو يرى حل إيداع الأموال في صندوق التوفير وأخذ الفائدة عليها ، وتعدد الزوجات قال عنه أن الملابسات السائدة والظروف في المجتمع تجعل من المستحيل العدل بين النساء ولا بد من منع تعدد الزوجات إلا في حالات استثنائية يقرها القاضي ، وقال عن الإيمان ( وقد اتفق المسلمون إلا قليلاً منهم ممن لا يعتد برأيه على أن الاعتقاد بالله مقدم على الاعتقاد بالنبوات ، وأنه لا يمكن الإيمان بالرسل إلا بعد الإيمان بالله فلا يصح أن يؤخذ الإيمان بالله من كلام الرسل ، ولا من الكتب المنزلة .. ) ، وقد اهتم بالتقريب بين الأديان إذ أنشأ جمعية سياسية دينية سرية هدفها التقريب بين الأديان الثلاثة ( الإسلام والنصرانية واليهودية ) وذلك في بيروت بعد أن توقفت مجلته ( العروة الوثقى ) ، واشترك معه في تأسيس الجمعية : ميرزا باقر ، وعارف أبو تراب ، والقس إسحق تيلر ، وبعض الإنجليز اليهود وكان محمد عبده صاحب الرأي الأول فيها ( تاريخ الأستاذ الإمام .. لرشيد رضا ) ، وقال محمد عمارة في كتابه ( الأعمال الكاملة لمحمد عبده ) ( ويرى بعض الباحثين أن الشيخ محمد عبده كان وراء قاسم أمين في كتابه ( تحرير المرأة ) وأن الكتاب قد جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ، وكانت الصياغة النهائية بقلم الشيخ محمد عبده ) وقال ( بل يرى بعضهم أن الشيخ محمد عبده هو الذي ألفه ووضع اسم قاسم أمين عليه دفعاً للحرج ، وكان ذلك بإشارة من ( اللورد كرومر ) والأميرة نازلي ، إذ كان هؤلاء يترددون على صالونها باستمرار ) ، وقال عنه الشيخ مصطفى صبري في كتابه ( موقف العقل والعلم والعالم ... ) ( أما النهضة المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده فخلاصتها أنه زعزع الازهر عن جموده على الدين ، فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات ، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة ، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين ، كما أنه هو الذي شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر ) .

3- محمود أبو رية ، أحد طلاب محمد عبده النجباء ، وهو الذي شهد مجلساً لبعض المشايخ جرى الحديث فيه عمن سيدخلون الجنة ومن يحرمون منها فسألهم أبو رية ، وماقولكم في أدسون مخترع النور الكهربائي ؟ فقالوا إنه سيدخل النار ، فقال لهم : أبعد أن أضاء العالم كله حتى مساجدكم وبيوتكم باختراعه ؟ فقالوا ولو .. لأنه لم ينطق بالشهادتين ، فقال لهم ، إذا كان مثل هذا الرجل العظيم وغيره من الذين وقفوا حياتهم على ما ينفع البشرية جمعاء بعلومهم ومخترعاتهم لا يمكن – بحسب فهمكم – أن يدخلوا الجنة شرعاً لأنهم لم ينطلقوا بالشهادتين أفلا يمكن أن يدخلوها ( عقلاً ) بفضل الله ورحمته ؟ ، وقال في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية )ساخراً من أهل الحديث والسنة ( رحم الله أستاذنا الإمام محمد عبده حيث قال : في رجل . قد حفظ متن البخاري كله ، لقد زادت نسخة في البلد ، حقاً والله ما قال الإمام أي أن قيمة هذا الرجل الذي أعجب الناس جميعاً به لأنه حفظ البخاري لا تزيد عن قيمة نسخة من كتاب البخارية لاتتحرك ولا تعي ) ، وقال أبو رية في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ) بعد أن زعم أنه بذل مجهوداً كبيراً في دراسة مصادر السنة الصحيحة ما نصه ( حتى انتهيت إلى حقائق عجيبة ونتائج خطيرة ، ذلك أني وجدت أنه لا يكاد يوجد في كتب الحديث كلها مما أسموه صحيحاً ، أو ما جعلوه حسناً ، قد جاء على حقيقة لفظه ومحكم تركيبه ، كما نطق الرسول به ، ووجدت أن الصحيح على اصطلاحهم إن هو إلا معان مما فهمه بعض الرواة !! ، ومن أجل ذلك جاءت أكثر الأحاديث ، وليس عليها من ضياء بلاغته صلوات الله عليه إلا شعاع ضئيل ) ، وقال في مجلة الفتح متابعاً لسيده جولد زيهر اليهودي ( لو أن هؤلاء الصحابة كانوا قد فعلوا في تدوين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما فعلوا في تدوين القرآن ، لجاءت هذه الأحاديث على غير ما هي عليه الآن ، فتكون كلها متواترة ، ليس فيها شيء اسمه صحيح ولا شيء اسمه حسن ولا ضعيف ولا موضوع )

4- ومن تلاميذ محمد عبده محمد رشيد رضا الذي قيل أنه تحول تدريجياً من منهج المدرسة العقلية إلى منهج السلف وذلك بعد وفاة أستاذه محمد عبده ، إلا أنه أرث للعقلانيين أقوالاً لا زالوا يرددونها ويحتجون بها .

5- محمد عمارة الذي يقول في كتابه ( تيارات الفكر الإسلامي ) ( لقد انتقضت المعتزلة كفرقة ولكنها استمرت نزعة عقلية ! وفكراً قومياً وأصولاً فكرية ، من خلال فرق أخرى تأثرت بها ، ومن خلال البصمات التي طبعتها على المجرى العام الخالد والمتدفق والمتطور ! لفكر العرب والمسلمين )! ، وقال .. ( ومقام العقل عندهم كان عالياً وصفات الأرستقراطية الفكرية ! وسمات العلماء ! كانت واضحة في أوساطهم كل الوضوح ) !! .. ثم قال .. ( وهكذا كان المعتزلة ، كوكبة من أهل الفكر ! والنظر ! والدين ! والثورة ! اتخذوا من الفلسفة والفكر والرقي ! في المعرفة بديلاً عن الأحساب والأنساب ) !! .. ويتلكم محمد عمارة في ( تحديات لها تاريخ ) عن نظريته التي يدعو إليها وطريقته التي يمشي عليها مشيراً إلى أنها ( تعلي من شأن العقل وتجعله معياراً وميزاناً حتى بالنسبة للنصوص والمأثورات ، حتى لنستطيع أن نقول ، إن موقفها من العقل والفلسفة يجعلها الامتداد المتطور لمدرسة المعتزلة فرسان العقلانية في تراثنا القديم ) ، ويقول في ( تحديات لها تاريخ ) واصفاً منهجية تياره العقلاني بأنها ( لا تدعوا للعودة إلى مجتمع السلف ، لأنها تدرك استحالة ذلك ! فضلاً عن خطره وضرره !! ) ، ويقول في كتابه ( تيارات الفكر الإسلامي ) ( لقد أصبح الواقع الفكري للحياة العربية يتطلب فرساناً غير النصوصيين ، ويستدعي أسلحة غير النقول والمأثورات للدفاع عن الدين الإسلامي ، وعن حضارة العرب والمسلمين .. ثم يقول ويسلّم الكثيرون بأن المعتزلة هم فرسان العقلانية في حضارتنا .. ثم يقول مشيداً بالمعتزلة .. لقد أحبوا عرض النصوص والمأثورات على العقل فهو الحكم الذي يميز صحيحها من منحولها ، ولا عبرة بالرواة ورجال السند ، مهما كانت حالات القداسة التي أحاطهم بها المحدثون ، وإنما العبرة بحكم العقل في هذا المقام ) ، ويقول في كتابه ( التراث في ضوء العقل ) ( ابن عربي في التصوف الفلسفي قمة القمم لا في حضارتنا العربية الإسلامية فقط ، بل وعلى النطاق الإنساني وهو بمقياس ( السلفية المحافظة ) أو ( الفقهاء ) وثني زنديق ) ، وقال أيضاً ممجداً عبد الجبار بن أحمد الهمذاني فهو ( أعظم أئمة المعتزلة في عصره ، وصاحب التراث الذي لولاه لما بقي لنا من تراث المعتزلة ، ما يجلو موقفهم الفكري على حقيقته .. وقد قاد الصحوة الاعتزالية في عصر اضطهاد المعتزلة .. ويقول عن عمرو بن عبيد .. فهو زاهد المعتزلة وناسكهم وعالمهم وقائدهم وقد ساهم في الثورة ضد بني أمية .. )

6- فهمي هويدي الصحفي الذي يظن نفسه مفكراً قال في مقال له بعنوان ( وثنيون هم عبدة النصوص ) واصفاً ( محاولة تعطيل العقول أمام النصوص على حد تعبيره أنها وثنية جديدة ذلك أن الوثنية ليست فقط عبادة الأصنام فهذه صيغة الزمن القديم ، ولكن وثنية هذه الزمان صارت تتمثل في عبادة القوالب والرموز في عبادة النصوص والطقوس ) كذا قال !! وله من مثل ذلك كلمات كثيرة لا نشتغل بإرادها ولا نطيل بنقلها !! ، وقال في مقاله له في العربي عام 1401 تحت عنوان ( المسلمون والآخرون ) " لقد سمعت واحداً من خطباء الجمعة اعتلى المنبر ليحدثنا في أن المسلمين خير أمة أخرجت للناس ( هل في ذلك شك ؟ ) وذهب به الحماس حداً دفعه إلى أن يسفه غير المسلمين جميعاً ويتهمهم بمختلف النقائص والمثالب ، ثم يدعوا الله تعالى في الختام وحوله مئات من المصلين يؤمنون ، أن يدك بيوتهم ويزلزل عروشهم ويفرق شملهم ويهلك نسلهم وحرثهم ، وكنت جالساً في الصف الأول ، في مسجد فرش بسجاد صنع في ألمانيا الغربية ، وترطب حرارته مكيفات أمريكية ، وتضيئة لمبات تونجرام الهنغارية ، بينما كلمات الخطيب تجلجل في المكان عبر مكبرات للصوت هولندية الصنع ، وعندما هبط شيخنا ليؤمنا للصلاة تفرست في طلعته جاهداً لأجد عباءته من القماش الإنجليزي وجلبابه من الحرير الياباني ، وساعته زودياك السويسرية ، وقد وضع إلىجوار المنبر حذاءً إيطالياً لامع السواد ) وللقارئ أن يحكم على هذه السخرية البجحة .

7- الأزهري ! محمد الغزالي الذي نرى في كتاباته منهجاً عقلانياً ملفوفاً يتمثل في إعطاء العقل أكبر من منزلته ، فلا يكتفي أن يكون العقل مستنبطاً بل يجعله قابلاً راداً ومؤثراً وهذا هو منهج ( المعتزلة ) ، وهذا المنهج العقلاني منثور في تسويداته كلها ، وبخاصة الكتاب الظالم للعلم وأهله ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) ، ) الذي قرر فيه معتقده بقوله ( إن العقائد أساسها اليقين الخالص الذي لا يتحمل أثاره من شك ، وعلى أي حال فإن الإسلام تقوم عقائده على المتواتر النقلي ، والثابت العقلي ، ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد أو تخمين فكر ) ، و يقول في مجلة الدوحة القطرية عدد 101 ( ألا فلنعلم أن ما حكم العقل ببطلانه يستحيل أن يكون ديناً ، الدين الحق هو الإنسانية الصحيحة ، والإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنيرة بالعلم الضائق بالخرافة النافر من الأوهام ولا نزال نؤكد أن كل حكم يرفضه العقل ، وكل مسلك يأباه أمرؤ سوي وتقاومه الفطرة المستقيمة يستحيل أن يكون ديناً !! ) لذلك نرى الغزالي يرد بجرأة بالغة كثيراً من الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة لمجرد أنها لم ( تركب ) على عقله !! ، من ذلك حديث البكاء على الميت ، وحديث قصة ملك الموت وموسى ، وحديث صلاة المرأة في المسجد ، وحديث قطع الصلاة ، ويقول في كتابه ( دستور الوحدة الثقافية ..) مشنعاً على أهل العلم من كشف ضلاله وأباطيله كعادته ( إنكم تنطلقون كالزنابير الهائجة تلسعون هذا وذاك باسم الحديث النبوي والدفاع عن السنة ! ونحن نعرف أن آباءكم ! قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة الإسلامية ! وقتلوا عثمان باسم الدفاع عن النزهة الإسلامية ! وقتلوا عمر باسم الدفاع عن العدالة الإسلامية !! فيا أولاد الأفاعي إلى متى تتسترون بالإسلام ؟! لضرب الرجال الذين يعيشون له ! ويجاهدون لنصرته ! ولحساب من تكونون هذه الضغائن عليهم وتسعون جاهدين للإيقاع بهم وتحريش السلطات عليهم ؟ ) .

8- محمد أحمد خلف الله الذي يقول في كتابه ( العدل الإسلامي ) ( إن البشرية لم تعد في حاجة إلى من يتولى قيادتها في الأرض باسم السماء ، فلقد بلغت سن الرشد ، وآن لها أن تباشر شؤونها بنفسها ) ويؤكد الدكتور ( على أن النبوة والوحي كانا قيداً وحجراً على العقل البشري ولذلك فقد كان إنهاء ( نظام النبوة ) إيذاناً بتحرير العقل البشري من ( قيود السماء فيقول ( فلقد حرر الإسلام العقل البشري من سلطان النبوة من حيث إعلانه إنهاءها كلية وتخليص البشرية منها ) .

9- أحمد أمين وهو ممن يشيد بالمعتزلة دائماً إذ يقول في كتابه ( ظهر الإسلام ) ( وكان للمعتزلة الفضل الأكبر في علم الكلام ، لأنهم كانوا أكبر المدافعين عن الإسلام ..وذاع صيتهم وعلا شأنهم بوجود طائفة ممتازة منهم ، مثل واصل بن عطاء ، وأبي الهذيل العلاف ، والنظام والجاحظ وغيرهم ..) وبالمقابل يذم أحمد أمين أهل الحديث ويطعن في منهجهم ويتباكى حزناً على قمع المعتزلة على يد المتوكل العباسي وظهور أهل الحديث فيقول ( فلما نكل بالمعتزلة على يد المتوكل ، علا منهج المحدثين وكاد العلم كله يصبح رواية ، وكان نتيجة هذا ما نرى من قلة الابتكار ، وتقديس عبارات المؤلفين ، وإصابة المسلمين غالباً بالعقم الفكري ، ومع الأسف فمنهجهم ساد منهج المعتزلة وغلبهم ، وكان منهج المعتزلة منهجاً متيناً دقيقاً ، حتى لم يستطع أن يفر منه إلا القليل ) ، وزعم أيضاً في كتابه أن الحديث لم يدون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الوضع والكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كثر حتى في عهده عليه الصلاة والسلام ، وقال إن علماء الحديث لم يعنوا بنقد المتن كما اعتنوا بنقد السند ، وشكك في مرويات أبي هريرة رضي الله عنه لكثرتها وعدم كتابته للحديث وأن بعض الصحابة شكوا في حديثه وبالغوا في نقده ، وشكك في عدالة الصحابة في كتابه ( فجر الإسلام ) فقال ( وأكثر هؤلاء النقاد – أي نقاد الحديث – عدلوا الصحابة كلهم إجمالاً وتفصيلاً ، فلم يتعرضوا لأحد منهم بسوء ، ولم ينسبوا لأحد منهم كذباً وقليل منهم من أجرى على الصحابة ما أجرى على غيرهم ) ، ونقد أحمد أمين بعض ما في صحيح البخاري من أحاديث راداً لها كما أورد ذلك الدكتور مصطفى السباعي في كتابه ( السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي ) فمنها حديث ( لا يبقى على ظهر الأرض بعد مائة سنة نفس منفوسة ) وحديث ( من اصطبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل ) وحديث ( الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين )

10- حسين أحمد أمين وهو فرخ أبيه إذ يقول ( فالتشيع بروح الإسلام لا الالتزام بأحكام معينة متناثرة كفيل بأن يكون البوصلة التي تهدينا سواء السبيل ! فقد يجد المجتمع الراهن عقاباً لجريمة السرقة غير العقوبة في المجتمع البدوي وكذلك بالنسبة للحجاب الذي فرض بالمدينة ، فالقطع الذي قرره القرآن عقاباً للسارق هو شريعة بدوية !! مثل عقيدة القدر !! ، وكذلك الحجاب كان مناسباً للمدينة المنورة ، ولم يعد مناسباً للقاهرة في القرن العشرين ) ، ويقول عن جيل هذه الأمة الأول بأنه ( السلف الذي ينعت بالصالح ) ، ومن الأمور التي يرددها كثيراً في مقالاته السخرية من الذين يتكلمون عن الكلاب ونجاستها واقتنائها ، ويصف المنقبة بأنه شبقية مريضة جنسياً كالشاب ويصف المتطرفين بأنهم أطلقلوا اللحى ، تجهمت منهم الوجوه ، يرتدون الجلابيب ، ونساؤهم ترتدين النقاب ، ويرون ضرورة الأكل باليمين ولا يرون شرب الإنسان قائماً ، ويحرمون الغناء والموسيقى واقتناء الصور ) ، وقال في كتابه ( دليل المسلم الحزين ) ( وكيف يمكن لنا انتقاء الصحيح من الحديث ؟ إنه لمن السهل علينا تبين كذب الأحاديث التي اختلقها أتباع الفرق السياسية كالشيعة والخوارج والأمويين .. وكذلك من السهل اكتشاف كذب الأحاديث التي تتنبأ بوصف ليوم القيامة تأبها عقولنا ، أو كل ما ناقض المنطق ومجه التفكير السليم ) .

11- ومن أصحاب هذا النهج العقلاني الوافـد : الدكتور ( الحقوقي ) حسن الترابي الذي ( يلمع ) اسمه ( اليوم ) وهو يقول في كتابه ( تجديد الفكر الإسلامي ) ( أما المصدر الذي يتعين علينا أن نعيد إليه اعتباره كأصل له مكانته فهو العقل .. ) !! وقال ( ومن المعوقات هناك من يقول بأن عندنا ما يكفينا من الكتاب والسنة وهذا وهم شائع إذ لا بد أن ينهض علماء فقهاء فنحن بحاجة إلى فقه جديد لهذا الواقع الجديد ) ، ولقد أنكر الترابي فيما أنكر بأسلوبه العقلاني الوافد حد الرجم ، كما نقله عنه الدكتور محمود الطحان في كتابه ( مفهوم التجديد بين السنة النبوية وأدعياء التجديد المعاصر ) ، وقد نقل عنه محمد سرور زين العابدين في كتابه ( دراسات في السيرة النبوية ) فقال ( أنكر أستاذ الحقوق الدستورية في الجامعات السودانية دكتور حسن عبدالله الترابي نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان فقلت له في مجلس ضمنا قبل أكثر من إحدى عشرة سنة كيف تنكر حديثاً متواتراً ؟ ! قال أنا لا أناقش الحديث من حيث سنده ، وإنما أراه يتعارض مع العقل ويقدم العقل على النقل عند التعارض ) ، ويقول في محاضرة له بعنوان ( قضايا أصولية فكرية ) ( لا بد لنا أن نعيد النظر في الضوابط التي وضعها البخاري فليس هناك داع لهذه الثقة المفرطة في البخاري ، والمسلمون اليوم إعجابهم بالبخاري زائد ، فمن وثقه فهو الثقة ، ومن جرحه فهو المجروح ، لماذا نعدل كل الصحابة ؟ ليس هناك ما يوجب ذلك ) .

12- وألطف هؤلاء العقلانيون أسلوباً الدكتور يوسف القرضاوي بعكس شيخه الغزالي العنيف الفظ الغليظ ، وإن كان الأحاديث التي تكلم عليها القرضاوي هي نفسها ( تقريباً ) الأحاديث التي ردها الغزالي واستنكرها بعقله القاصر ! ، فمثلاً كما جاء في كتابه ( كيف نتعامل مع السنة النبوية ) توقف في الحديث المروي في صحيح مسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل ( إن أبي وأباك في النار ) ، وتراه أحياناً ينزع إلى التأويل المخالف لظاهر النص ، كمثل ما صنع في حديث ( يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح .. ) المتفق عليه ، وتراه ( يستغرب ) ممن قال عنه الذين ( لا يفتأون يذكرون للناس حديث الذباب وغمسه في الطعام أو حديث لطم موسى لملك الموت !! ) كما رده حد الردة عن طائفة من الناس بتأويل عقلي لم يسبق إليه .

13- الشاعر المصري أحمد زكي أبو شادي الذي يقول في كتابه ( ثورة الإسلام ) ( وهذه سنة ابن ماجة والبخاري ، وجميع كتب الحديث والسنة طافحة بأحاديث وأخبار لا يمكن أن يقبل صحتها العقل ، ولا نرضى نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأغلبها يدعو إلى السخرية بالإسلام وبالمسلمين وبالنبي الأعظم ) ويكفيك اسم كتاب له ( الأضواء القرآنية في اكتساح الأحاديث الإسرائلية وتطهير البخاري منها )

14- طه حسين عميد التغريب آنذاك وإن كان ذو نزعة علمانية لا دينية إلا أنه يصدر من نفس مصدر العقلانيين المحسوبين على الإسلاميين ، فهو يقول في صحيفة الفتح ( إن في القرآن أسلوبين مختلفين كل الاختلاف أحدهما جاف وهو مستمد من البيئة المكية ، في هذا الأسلوب تهديد ووعيد وزجر وعنف وقسوة وغضب وسباب ( تبت يدا أبي لهب .. ) وغير ذلك من الآيات التي تمتاز بكل مميزات الأوساط المنحطة ، فلما هاجر النبي إلى المدينة تغير الأسلوب بحكم البيئة أيضاً ، فقد كان في المدينة طوائف من اليهود ، بينهم التوراة ، فأصبح ذلك الأسلوب ليناً وديعاً مسالماً ، تلوح عليه أمارات الثقافة والاستنارة ) و قد قرر أن للقرآن مصادر بشرية فقال في( الأدب الجاهلي ) ( وليس يعنيني أن يكون القرآن قد تأثر بشعر أمية بن أبي الصلت أو لا يكون ) وفي كتابه ( الشيخان ) نجد فيه الكثير من التشكيك بالتاريخ الإسلامي والولوغ في أعراض الصحابة ، أما كتاب ( الفتنة الكبرى ) فقد زعم فيه أن الخلافة تجربة فاشلة ، انتهت بوفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت كتبه عموماً مملوءة بشتم بن أمية سواءً كانوا من الصحابة أو من التابعين ، وقد فاق بذلك غلاة الرافضة أو الشعوبيين الحاقدين ، وقال في كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) ( ولو أن الله عصمنا من الفتح العثماني لا ستمر اتصالنا بأوروبا ، ولشاركناها في نهضتها ولتغير وجه العالم .. ثم قال .. نريد أن نتصل بأوروبا اتصالاً يزداد قوة من يوم إلى يوم ، حتى نصبح جزءاً منها ، لفظاً ومعنى ، حقيقة وشكلاً ) .، وقال في كتابه ( في الشعر الجاهلي ) ( للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل وإبراهيم إلى مكة .. ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة ، وبين الإسلام واليهودية والتوراة والقرآن من جهة أخرى .. ثم قال وإذن فليس ما يمنع قريشاً من أن تتقبل هذه ( الأسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم ) .

15- محمود الشرقاوي وهو الذي جعل عنوان أحد كتبه ( التطور وروح الشريعة الإسلامية ) قرر فيه أن الإسلام دين لين واسع الأفق ، نستطيع أن نوفق بين روحه وبين كل مظهر من مظاهر الحضارة ، ومن ثم يقترح بعض الإصلاحات في مجال المرأة من تقييد للطلاق ، ومنع تعدد الزوجات ، وفي مجال الاقتصاد يقترح إباحة الفائدة في البنوك .. )

16- عبد الرحمن الشرقاوي وهو اشتراكي ماركسي النزعة في أوائل الستينات ثم اتجه إلى الإسلام يدرسه ليسقط عليه وعلى تاريخه المعايير الماركسية ، يقول في كتاب ( رأيهم في الإسلام ) ( إن التعاملات المصرفية كلها حلال وأن الاستفادة من الفائدة عمل مشروع وليس ربا لأنه لا يتعارض مع أحكام الشريعة ، ويرى في هذا التعليل ما يزيد الشريعة شمولية ومواكبة للعصر ، ويرى أن النبي صلى الله عليه وسلم هدم الأصنام ليس بسبب شرعي عقدي بل لسبب مادي ، ليقطع الطريق على التجار والمرابين ، ويرى أن الصحابة كانوا أميل لتطبيق الاشتراكية الماركسية وأن عمر وعثمان وعلياً اتفقوا على أن يعيدوا توزيع الثروة على المسلمين ، وذهب إلى أنه إذا كان في الأمة أصحاب حاجة فليس من حق أحد أن يقتني فوق ما يحتاج إليه ، ويتهم الصحابة في نياتهم مركزاً على عائشة رضي الله عنها ، ويشير إلى انتقاص حق علي في الخلافة ) .

17- عبد الله العلايلي مفتي جبل لبنان سابقاً ، الذي قدم كتاباً بعنوان ( أين الخطأ ) مجموعة من الأخطاء يريد تصحيحها ، مثل إباحة التعامل المصرفي ، وأنه لا رجم في الإسلام ، ولا قطع ولا جلد إلا بعد معاودة الجريمة وتكرارها ، وأن الزواج المختلط بين المسلمين والكتابيين رجالهم ونسائهم حلال شرعاً ) ، ومن أقواله الفاسدة في كتابه أيضاً الدعوة ( إلى صهر المذاهب الفقهية في بوتقة واحدة وجعلها مستمداً لا ينضب معينه ، وذلك بالتسليم بكل ما قالت المدارس الفقهية على اختلافها ، وتناكرها حتى الضعيف منها ، وبقطع النظر عن أدلتها .. واختزانها في مدونة منسقة الأبواب كمجموعة ( جوستنيان ) وأعني كل ما أعطت المدارس : الإباضية والزيدية والجعفرية والسنية من حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية وأوزاعية وظاهرية ، وذلك بجعل هذه الثورة الفقهية منجماً لكل ما يجد ويحدث .. ثم يقول .. والمرجح هو الظرف فقط .. ما دمنا قد سلمنا بأقوال الفقهاء جميعاً ، وما هجرناه اليوم من قول في مسألة ما ، ثم اقتضاه الظرف بعد حين ، نعمد إلى ترجيحه والأخذ به )

18- حسن حنفي الذي قال في كتابه ( التراث والتجديد ) ( إن العقل هو أساس النقل ، وأن كل ما عارض العقل فإنه يعارض النقل ، وكل ما وافق العقل فإنه يوافق النقل ، ظهر ذلك عند المعتزلة وعند الفلاسفة .. ثم يقول .. لقد احتمينا بالنصوص فجاء اللصوص ) وهذه العبارة الأخيرة استعارها حنفي من الشاعر الماركسي الفلسطيني عضو حزب ركاح الإسرائيلي ( محمود درويش ) ، وأصدر حنفي كتاباً تحت عنوان ( قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر ) بث فيه الشكوك والإلحاد ، ويدعو إلى أن الفكر الغيبي أقرب إلى الأساطير فيه إلى الفكر الديني ، وأن قصص آدم وحواء والملائكة والشياطين ، كلها رموز أو جزء من الأدب الشعبي ) ، وقال في كتابه ( التراث والتجديد ) ( إن فرض الحجاب وتقسيم الناس – ذكورة وأنوثة – والأمر بغض البصر وغير ذلك دعوة ضيقة لا تدل على فضيلة بل تدل على رغبة جنسية مكبوتة أو هو حرمان جنسي في حالة من التسامي والإعلاء .. وقال أيضاً .. العلمانية هي أساس الوحي الذي هو علماني في جوهره والدينية سمة طارئة عليه من صنع التاريخ ، لأن الدين مواضعات تضفى عليها قداسة ) .

19- محمد سعيد العشماوي وهو إلى طه حسين أقرب منه إلى غيره ويدعو في كتابه ( الإسلام السياسي ) إلى ( فصل الدين عن السياسة لأن تسييس الدين أو تديين السياسة من أعمال الفجار الأشرار أو الجهال غير المبصرين ، وأن تاريخ الإسلام تاريخ دموي قمعي كله يدور على الصراع بين القبائل والقبائل والفرق والفرق والأجناس والأجناس ، وأن الفقه الإسلامي خلو من أية نظرية سياسية وصفر من أي نظام سياسي متكامل ، وأن الغالب على اعتناقيات الناس الآن إسلام البداوة لا إسلام الحضارة الذي يمثل أغاني الأصفهاني وطوق الحمامة لابن حزم !! ، وأن هناك صراعاً طبقياً أدى إلى إفراز التيار الديني ( لجاهلي ) وأن الربا حرام بينما فوائد البنوك حلال زلال لأنها ليست أضعافاً مضاعفة ، وأن الجهاد في الإسلام هو الجهاد الأكبر ، جهاد النفس والهوى ، وأن القوانين الوضعية إسلامية لا تحتاج للإنكار ، وأن هناك أصولية روحية هي أصولية إسلام الحضارة ، وأصولية حركية هي أصولية الإرهابيين من أصحاب الإسلام السياسي جميعاً ، لأن ( جميع ) الحركات الإسلامية المعاصرة كلها حركات قومية وليست دينية ، وتيارات سياسية لا روحية ، واندفاعات جاهلية غير إسلامية بل ترفع شعاراً تجذب به الجماهير ، وأن المجتمع غير مطالب بالاصرار على تطبيق الحدود ، وأن الفقه الإسلامي مواضعات فقهاء وتطور تشريعي إنساني ، وأن أحكام الشريعة وقتية ) وله استطرادات أخرى كلها تدور على هذه المحاور .

20- عبد الجواد ياسين وهو بحق أخبث الجميع طرحاً وليس ببعيد أن المالكي وأضرابه قد رضعوا من ثديه وذلك لتشابه الطرح بل أحيانا اتفاق نصوصهم لفظاً ، وعبد الجواد ياسين يقول في كتابه ( السلطة في الإسلام .. ) إجابة على سؤاله لنفسه ما هو الإسلام ؟ ( هل هو إسلام الوحي المبني على النص الخالص – وقصده بالخالص بدون أحاديث الآحاد كما وضح ذلك – حيث تتسع دائرة المباح وتتقلص دائرة الإلزام ، ويرتفع سقف التكاليف فوق فضاء واسع من الحرية واحترام العقل الإنساني دون أن ينقص ذلك من حرارة الإيمان شيئاً ؟ أم هو إسلام الفقه الذي تقدمه المنظومة السلفية – يقصد المذاهب الأربعة عامة والشافعي وأحمد بالتحديد –مبنياً على التاريخ حيث تنقبض دائرة المباح ، وتتسع دائرة الإلزام ، ويتسع التوجس من العقل والحرية ، دون أن يزيد ذلك من حرارة الإيمان شيئاً ؟ ) وقال ( الأحاديث السياسية الواردة في كتب السنة – مع تقديرنا الكامل للمنهج النظري لعلم الحديث – لن تحظى في هذا الصدد بمرتبة ( النص الخالص ) لمجرد ورودها في هذه الكتب ) ويقصد بالأحاديث السياسية ما أورده البخاري ومسلم خاصة في كتاب ( الفتن ) فقد خصص فصلاً لنقد أحاديث البخاري ومسلم ، وقرر في كتابه إسقاط القياس وقال ( ومن ثم فإننا حين نرد القياس فإنما نرده انتصاراً لدائرة الحرية الإنسانية ) وقال ( لا طريق إلى العلم أصلاً إلا من وجهين أحدهما : ما أوجبته بديهة العقل وأوائل الحسن ، والثاني : مقدمات ( نصية ) راجعة إلى بديهة العقل وأوائل الحس ) ثم رد أخبار الآحاد وأبطل حجيتها فقال ( أما الضرب الثاني من أفعاله وأقواله صلى الله عليه وسلم مما لم يصل إلى الناس بطريق التواتر المستفيض ، فلا يستطيع عاقل أن يدخله في دائرة ( الوحي الثابت ثبوتاً لا شك فيه ) ومن ثم فهو ليس ضرورياً لقيام الدين ، وآية ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو المأمور من الله ببلاغ الرسالة – لم يحرص على أن يصل إلى الناس كافة بطريق ثبوتي قطعي ) ويقرر مصطلحاً جديداً للحكم على أحاديث الآحاد بعد تقريره أنها غير ضرورية فقال ( ومن هنا فإن حديثنا عن ( عدم ضرورة ) أخبار الآحاد لقيام الدين في حده الأدنى ينبغي أن يفهم في إطار التفرقة بين ( الضروري ) و ( النافع ) – ويقصد بالنافع أن أخبر الآحاد تروى ولا يلزم الناس بها لأنها ليست ضرورية للدين فمن قام بها فهي نافعة ومن تركها فقد أدى ما يجب عليه - كما اسلفنا بيانها ، وليس إطار التفرقة بين ( المقبول كله ) و ( المردود كله ) لأن من أخبار الآحاد ما يمكن قبوله وفق الشرطين التاليين ، أحدهما : ثبوت الخبر بمقاييس المنهج النقدي التاريخي الشامل ، الذي يتجاوز كما أسلفنا منهج علم الحديث الكلاسيكي ذي الطابع الإسنادي ، إلى آفاق أوسع تقوم على محاكمة الخبر من ( متنه ) إلى القرآن والتاريخ والعقل الكلي ، الثاني : خضوع النص بعد ثبوته وفق هذا المنهج ، لهيمنة الأحكام القرآنية ، باعتبارها أصول الدين الثابتة ثبوتاً قطعياً ) وقال ( ويعني لك أن صحة الإسناد المستفادة من عدالة الرواة وضبطهم لا قيمة لها بالنسبة ( لخبر ) لا يطابق الواقع ، إما لأنه في ذاته غير ممكن ، وإما لثبوت عكسه في التاريخ ثبوتاً قطعياً ) وبعدما ذكر حديثاً في البخاري عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رده وأبطله وقال إنه نص من التوراة وطعن في أبي هريرة بقوله ( أما أبو هريرة فلم يكتف بإسناد هذا الحديث إلى التوراة كما فعل أساتذته الإسرائيليون ) وكذّب ما رواه البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس إلى ذي الخلصة ) لأن هذا الخبر ومثله كثير لا يوافق عقله فقال ( إننا ننأى بهذه الأخبار عن منطقة الصحيح المقبول من السنة مهما كان اسم الكتاب الذي وردت به ، ومهما كان الإسناد الذي ركبت عليه ، ونميل إلى تفسيرها – كظاهرة فكرية – بطبيعة الطور ( العقلنفسي ) السائد حينذاك والذي كان يجاور – في غيبة الدور الفاعل للقرآن وعلى نحو شبه نزوعي – بين منطقة الغيب الإيماني الصحيحة ، وبين كثير من مناطق الخرافة والأساطير الغنوصية التي أشرنا من قبل إلى مصادرها المتعددة في الساحة العربية والمسلمة وإضافة إلى ذلك لا يجوز استبعاد الدوافع السياسية التي قد تكون كامنة خلف بعض هذه الروايات ، بدافع النقمة وغرض التشنيع ، وسوف نعرض بعد قليل لهذا السياق الخرافي – أي الحديث المتقدم – الذي يكذبه الواقع و التاريخي الملموس .. ونحن نقرأ أمثال هذه النصوص على ضوء التاريخ نقارب الجزم بإستحالة صدورها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فإن في الأمر مجازفة بسمعة هذا الدين وفي سبيل ماذا ؟ ) وكذب بخروج الدجال ونزول المسيح u بقوله ( ويمنعنا الغرض المحدد لهذه الفقرة من الاسترسال وراء فكرتي الدجال ونزول المسيح وردهما إلى أصولهما من المسيحيات التي تسربت إلى الروايات الحديثية في ذلك شأن الإسرائيليات ، وإن كان بدرجة أقل من تلك الأخيرة ففي إنجيل يوحنا ( 22/12) .. ) ثم ساق نصاً من الإنجيل يثبت أن روايات أحاديث نزول المسيح أخذت منه ) وكذب بحديث ثوبان عند مسلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها .. الحديث ) ( وهذا الحديث تكذبه المطابقة التاريخية ، ثم قال ..وهذا قول يكذبه التاريخ ) ورد حديث ( سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة .. الحديث ) كان الحديث نصاً دعائياً استخدمه الزبيريون للتثبيط في فترة توقعهم لجيش الشام ) إلى غير ذلك مما سود به كتابه من إسقاط لعدالة الصحابة وقدح في أبي هريرة خاصة وإسقاط لمروياته وتحقيراً للسلف لاسيما الإمامين الشافعي وأحمد الذي رماه بالسذاجة ، وإلغاءه القياس والإجماع وحجية أحاديث الآحاد والفائدة منها ، واتهامه السلف بوضع كثير من الأحاديث وخاصة في البخاري ومسلم من أجل دوافع سياسية ، وعظم من شأن العقل وجعله حاكماً على النص إلى غير ذلك ، وأفيد أني ما استرسلت في ذكر ضلاضلات هذا الدعي إلا لبيان أن أفراخ المعتزلة عندنا لا سيما المالكي ردد كل أقواله ولكن بألفاظ أخرى أحياناً نسأل الله العافية .



هذه نبذة من رموز ظهروا لنا الجامع لهم جميعاً هو هدم أصول الشريعة ، وبذكرنا لهؤلاء لا يعني حصرنا لهم لأن سلسلة جيل العقلنة لم ينته ولن ينته أبداً ، ولا يمكن حصره ولكن يكفي أن نعرف من هذه الشخصيات نماذجا نقيس غيرها عليها ليتضح لنا مشربهم ومصدرهم .
يتبع===============

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:13 AM
الفرق بين طبقات تيار العصرانيين على حسب بدعهم والجامع لهم

لقد تقصدت إفراد الحكم عليهم وخاصة من سبق ذكرهم بهذا الفصل لا لأهمية الحكم ذاته لأنه ليس مقصوداً أكثر من قصدنا لكشف أباطيلهم ، بل أفردت هذا الفصل لأقطع الطريق على أولئك الغوغائيين الذين سيلزمونني بأني أكفر الجميع لأني ذكرتهم في فصل واحد فبما أني ذكرت أزهرياً مع علماني أو ماركسي فيعني ذلك أني أحكم على الجميع بالكفر ، ومع العلم أن هذا الإلزام باطل شرعاً وعقلاً ، إلا أني أردت أيضاً أن أقدم رمي الحجر قبل نباح البعض الغوغائي !! .

ولذلك لا بد من القول في أن هؤلاء ( العصرانيون ) أو ( العقلانيون ) أو ( أفراخ المعتزلة ) أو ما شئت أن تسميهم ليسوا سواءً ، فهناك من يصدر في كتاباته عن نية صريحة في هدم الإسلام متأثراً بأفكار قومية علمانية ، أو يسار شيوعي .

وهناك من يحاول إثارة الارتباك في أفكار الإسلامين عن طريق شغلهم باصطلاحات مبتدعة صعبة الضبط ضبابية المعنى ، أو عن طريق قلب مواقف التراث بأفكاره وحركاته ، فيجعل المنحرفين والضلال أصحاب عدالة وثورة ، ، في حين يجعل علماء الإسلام وثقات التاريخ ، ووجوهه المستنيرة حقاً ، يجعلهم أهل ممالأة للسلطة ، أية سلطة ، وأهل جمود ورجعية ونحو ذلك ، وأكثر العصرانيين في هذه المرحلة من هذا الصنف .

ومنهم من يصدر في معالجته لقضايا الإسلام ، لا من حيث الموقف الفكري الذي يلتزم به ، ولا وفق منهج علمي في البحث والتحليل ، وإنما يصدر عن مصلحة سياسية بحتة يعمل من أجلها ، فتراه يمارس ما يعرف بوصف ( ركوب الموجة ) ولكنه في ركوبه لموجة الصحوة الإسلامية ، لما كان لا يملك البعد العلمي / الفكري العادل ، ولا البصيرة الشعورية الصادقة ، تجده ينزلق إلى أغاليط من الفكر والتصور ، هي في مجملها فساد وإفساد .

ومنهم من لا عهد له من قبل لا بالفكر ولا بالسياسة وعاش حياته غمراً مجهولاً ، ثم رأى أن قضايا الفكر الإسلامي تملك نوعاً من الجاذبية الإعلامية ، ولا سيما إذا ما كانت تتوجه نحو الطعن في الإسلام ، أو تشويه الصحوة الإسلامية ، فيجد هذا النوع من ( المستنيرين ) وجلهم ممن تبوأ منصباً ذا شأن كسفير لدولته أو مستشار قانوني – يجد أن منصبه لم يحقق له الحضور الإعلامي ، فيتجه نحو الفكر الإسلامي ويعلن نفسه ( مفكراً إسلامياً مستنيراً ) ثم ينشر مؤلفاً أو بضعة مقالات على طريقة ( خالف تعرف ) فتنشط له جوقة إعلامية من الرافضين للصحوة الإسلامية وتوجهاتها ، ويجهدون في إبراز أفكاره وتقديمها على أنها ( الفكر الإسلامي المستنير ) أو العادل " .

ومنهم من يصدر عن حسن نية ، محاولة منه في الاجتهاد إلا أنه بقي مشدوداً إلى التصورات المناهج الغربية التي تلقاها خلال دارسته أو ابتعثها إلى ديار الغرب ، أو ما يزال متأثراً بأفكر المعتزلة ، أو جمعت هذه كلها في عقليته فوقع في الاضطراب والخلل والتناقض .

لذا غني عن القول أن نذكر بأن هؤلاء جميعاً يجمعهم القفز فوق حقائق التاريخ ونصوص الشريعة والولوغ في تشويه علوم الشريعة وواقع المسلمين وتاريخهم ، فمقل منهم ومستكثر في الشرب من ذلك الزقوم المهلك ، وعلى ذلك فمنهم من يكفر ببدعته لاستكثاره ولسوء نيته ومنهم من لا يكفر ولكنه لا يقل خطراً عمن كفر وكلهم في الهدم سواء .

وهذا القول مني لأنه لا ينبغي أن نكون منزلقين في التعميمية الخاطئة والعجلة الظالمة ، وذلك لأن مظلة ما يدعى اليوم ( بالفكر الديني المستنير ) تجمع تحت ظلالها أنواعاً شتى من الباحثين والمفكرين وبطبيعة الحال تختلف هذه الفعاليات الفكرية في مداركها ، وفي مستوياتها العلمية ، وفي جدية أعمالها ، وأيضاً – وهو الأهم – يختلفون في دراجات ( نقاء الطوية ) فيما يصدرون عنه من تصورات وأفكار.

أما سلف هؤلاء فإنهم والمعتزلة القدماء الذين حكموا العقل تحكيماً مطلقاً فآمنوا بالعقل ورفعوا شأنه ، ونوهوا به أيما تنويه ، وصدعوا بمادئه وقالوا خلق العقل ليعرف وهو قادر على أن يعرف كل شيء المنظور وغير المنظور ! وجعلوه الحكم الذي يحكم في كل شيء والنور الذي يجلو كل ظلمة حكموه في إيمانهم ، وفي جميع شؤونهم الخاصة والعامة .

والعقل – عندهم – هو تلك الحاسة اللطيفة الجوهر ، التي تميز الإنسان من الحيوان ،وكما أن فعل العين هو الإبصار فكذلك فعل العقل هو التفكر والرؤية والنطق .

ولهم أقوال كثيرة مستفيضة تمجد العقل وتحكمه في كل شيء ، فمن القاضي عبد الجبار ، وعمر بن عبيد ، والزمخشري ، والجاحظ وغيرهم وكما ذكر الشيخ سفر الحوالي في ( منهاج الأشاعرة ) أنه قد صرح الجويني ، والرازي ، والبغدادي ، والغزالي ، والآمدي ، والإيجي ، وابن فورك ، والسنوسي ، وشراح ( الجوهرة ) وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض ، وعلى هذا يرى المعاصرون منهم .

ومن استفاضة أقوالهم وبشاعتها فقد علم الكفرة المشركون من أعداء الدين كاليهود والنصارى مبلغ فساد هذا الفكر ( العقلاني ) النابت للإسلام فعظموه وبجلوه .

فهذا ( شتيز ) أطلق عليهم اسم ( المفكرون الأحرار في الإسلام ) !! بل جعل هذا اللقب عنوان كتابه عنهـم !

ووصفهم ( آدم ميز ) و ( هاملتون ) بأنهم دعاة الحرية والفكر والاستنارة .

وانظر إلى كبير المستشرقين الذي علمهم الكفر وأرضع المستغربين لبانه ( جولد زيهر ) اليهودي إذ يقول مثنياً عليهم ومبجلاً لههم أنهم : ( وسعوا معين المعرفة الدينية بأن أدخلوا فيه عنصراً مهما آخر قيماً وهو العقل الذي كان حتى ذلك الحين مبعداً بشدة عن هذه الناحية )!!. كذا قال !! وكأن صفوة الأمة وسلفها الصالح لم يستعملوا عقولهم وأهملوا تلك الهبة العظيمة التي أنعم الله سبحانه عليهم بها .

ويقول ( سارتر ) اليهودي الفرنسي مخترع مذهب الوجودية الباطل في كتابه ( تأملات في مشكلة اليهودية ) ( ما دام البشر يؤمنون بالدين ، فيسظل يقع على اليهود تمييز مجحف على اعتبار أنهم يهود ، أما إذا زال الدين من الأرض ، وتعامل البشر بعقولهم فعقل اليهودي كعقل غير اليهودي ، ولن يقع عليهم التمييز المجحف ) .

وحينما نقول أن سلف هؤلاء هم المعتزلة نجد في هذا الوصف نوع مدح لهم لأن المعتزلة وإن كانوا ضلالاً على باطل إلا أنهم أصحاب أصول وفروع ولهم التزام باللغة العربية ، أما خلف المعتزلة وأفراخهم الجدد فهم أمشاج فكرية مختلطة لا ضابط لهم ولا رابط بينهم ، فما يكتبه أحدهم اليوم ينفيه غداً وتجد أقوال المفكر منهم كما يزعمون تلعن بعضها بعضاً ، وليس غريباً أن يثبت أمراً في أول الصفحة وينفيه في آخرها فالدين عندهم لا يخضع لضوابط أو أصول بقد ما هو استحسانات عقلية رديئة وعلى حسب مزاجه يكون دينه ، و بعضهم محسوب على ( الدعاة والمفكرين ) ! والبعض الآخر منهم محسوب على ( الثقافة والمثقفين ) ! وبعض ثالث لا في العير ولا في النفير ، إن هو إلا وراق صحفي يملأ عموده اليومي أو الأسبوعي بكلام غث فارغ بارد لا يسمن ولا يغني من جوع !! .

وإن تعجب فعجب منهم في هذا العصر إنهم مصرون على أن يضعوا الإسلام في ذمة التاريخ ، وعلى رفوف التراث يشار إليه ولا يعمل به ، فالإسلام يصبح اسماً لكل من يؤمن بالله واليوم الآخر ، أياً كان إيمانه فيندرج تحته الصهيونيون والصليبيون في صور تجعل إرسال الرسل بالبيان الحق المنهج الصواب عبثاً .

ومآلهم كما يقول شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ( ومآلهم في تلك الأقيسة العقلية إلى السفسطة التي هي جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس ، ومآلهم في تلك التأويلات إلى القرمطة التي هي تحريف الكلم عن مواضعه ، وإفساد الشرع واللغة والعقل بالتمويه والتلبيس ) ، وخلاصة القول ( إن كلام هؤلاء جهل ، وأن مآله إلى الزندقة )



**********************





بعض مصطلحات تيار العصرانيين

إن ما يثير استغرابنا جميعاً هي تلك المصطلحات التي أشغلت الساحة الإسلامية بها ، وهذه المصطلحات إن أردت أن تحدد لها ماهي فإذا هي مجهولة الهوية ، وإن أردت أن تضع لها ضابطاً فإذا بها زئبقية الهيئة ، فإن استعملتها تجد أنها في ساعة معك وفي ساعات ضدك ، تحور على حسب عقولهم وتدور على حسب فائدتهم منها ، كما أوجدوا مصطلحات أخرى تقلل من قداسة المسميات عند المسلمين ليسهل عليهم القفز عليها وتقويض بنائها .

ومن ذلك مصطلح ( التراث ) تعبيراً عن علوم الشريعة كافة ، وحقيقة أنه لا يستطيع الباحث أن يميز – على وجه الدقة والتحديد – لحظة ميلاد مصطلح ( التراث ) في الفكر الإسلامي المعاصر ، وإن كان الباحثون يكادون يجمعون على أن ( التراث ) كمصطلح منهجي هو وليد الدراسات الاستشراقية التي تناولت الإسلام وتاريخه وثقافته وآدابه وفنونه ومعارفه بالبحث والتحليل والتقويم .

وإذا كان مصطلح ( التراث ) هو وليد ( رحم ) الاستشراق ، فإن هذا يعني أنه يحمل رؤىً وإيماءات تصويرية خاصة ، تحتاج إلى نقد وبيان وتمحيص ، فالمستشرق الأوربي عندما كان يدرس الإسلام ، لم يكن يدرسه كدين إلهي مقدس ، وعندما كان يتناول القرآن والسنة بالبحث والتحليل ، لم يكن يعالج الأمر على أنه وحي من عند الله ، وإنما كان يتناوله من الزاوية البشرية المحضة ، بمعنى أن هذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي نجح به في قيادة أمة العرب نحو هذا التحول التاريخي الضخم .

ولكن الذي لا نستطيع فهمه أو تبريره هو أن يصر نفر من الباحثين والمفكرين العرب المسلمين على استعمال مصطلح ( التراث ) بالضبط المنهجي الاستشراقي في تناول علوم الكتاب والسنة ، بل تناول الوحي الإلهي مباشرة كما أننا لا يمكننا السكوت على جريمة استخدام مصطلح ( التراث ) كستار تتخفى وراءه طائفة وهي تخرب في تاريخ الأمة وقضية دين .

وكذلك مصطلح ( التنوير ) القصة بتمامها – قصة التنوير – هي أوربية صرفة ، ولكنها نقلت إلى الفكر العربي الحديث ضمن ما نقل مع ( تجار الشنط الثقافية ) والذين نجحوا في صياغة فكرنا الحديث ، في القوالب المستوردة في حملة التغريب القاسية ، والتي حملت في بلادنا – أيضاً – وصف ( التنوير ) .

والصحوة الإسلامية الجديدة إنما قامت لكي تعلن سقوط ما يسمى ( بفكر التنوير ) وهو الفكر العلماني الذي نما في ديارنا بعيداً عن هدي الله ونوره مقلداً الحضارة الغربية ، وبعد أن نجحت الصحوة في تحجيم هذه التيارات الفكرية المغتربة ، راحوا شنون عليها ( حرب المصطلحات ) فيمدحون كل مفكر يعيث فساداً في الإسلام ، فيصفونه بالاستنارة ويُعلون من قدر كل مفكر إسلامي يقدم تنازلات لصالح العلمانية على أي صعيد ، فيصفونه ( بالمفكر الإسلامي المستنير ) وكلما ابتعد المفكر بفكره عن الإسلام كان أكثر ( استنارة ) والعكس عندهم صحيح ! .

لسنا نبالغ إذا قلنا بأن الاستنارة – في واقعنا الفكري المعاصر – أصبحت تعني ( الظلامية العلمانية ) وأخطر من ذلك أنها تحولت إلى ( فخ ) ينصب لبعض مفكرينا ، ابتغاء سحبهم إلى بذل مزيد من التنازلات الفكرية والقيمية لصالح ثقافة الاغتراب ، وبضاعتها الكاسدة .

واخترعوا ضابطين لعلم المصطلح أحدهما ( علة الشذوذ العقلي ) لرد الحديث الصحيح ، وقاعدة ( نور النبوة ) لقبول الحديث الضعيف ، والشذوذ العقلي عندهم هو رد الحديث الصحيح الذي لا يوافق العقل !! أما ضابط نور النبوة فأعني بها أن يكون الحديث ( مضروباً ) قد تركه العلماء المختصون ورفضوه ! لكن هؤلاء يقبلونه لأن عليه ( نور النبوة ) !! .

ومن مصطلحاتهم أيضاً ( التجديد ) و ( المجدد ) وللتجديد عندهم معان عدة :

أولها : هدم العلوم المعيارية ، أي علوم التفسير المأثور وأصوله ، وعلم أصول الفقه , وعلم مصطلح الحديـث .

الثاني : يعني رفض الأحاديث الصحيحة جزئياً أو كلياً ، بحجة ضرورة ملاءمتها لعقولهم ولمصلحة الأمة ، وظروف العصر الحاضر .

الثالث : يعني رفض السنة غير التشريعية أي فيما يخص شؤون الحكم والسياسة وأمور الحياة والمجتمـع عموماً .

الرابع : يعني الانعتاق من أسار الشريعة إلى بحبوحة القوانين الوضعية التي تحقق الحرية والتقدم ، ولذلك هاجموا الفقه والفقهاء بلا هوادة .

الخامس : يعني فتح باب الاجتهاد بحيث يكون فيه لكل مسلم نصيب ، وحق الفقه في الإسلام أن يكون فقهاً شعبياً .

السادس : يعني الدعوة إلى اجتهاد شعبي يرد للأمة حقها الذي كان يمارسه عنها الفقهاء ويمكن أن يصبح إجماع الأمة المسلمة وتصبح أوامر الحكام أصلين من أصول الاحكام في الإسلام .

السابع : والمجتهد عند محمد عمارة كما جاء في كتاب ( محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة ) للخراشي ( من لا علم له بالقرآن والسنة واللغة والأصول ، لأن مجال الاجتهاد هو أمور الدنيا ، ولا يشترط لها كل هذا من العلوم الشرعية ، وإنما يشترط أن يكون المرء ( مستنيراً ) عقلانياً تقدمياً ثورياً حضارياً ) وذلك من أغرب الأقوال في الاجتهاد .

وأشير هنا إلى حقية اصطلاحية وفكرية هامة ، تغيب كثيراً عن الأبحاث والدراسات المعاصرة ، التي تتعلق بموضوع ( تجديد الفكر الديني ) أو ( تجديد الفكر الإسلامي ) على وجه التحديد ، وتلك هي المتعلقة بمفهوم مصطلح ( التجديد ) ذاته .

إن التجديد – في مجال الفكر أو في مجال الأشياء على السواء – هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلى أو قدِم أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره ، أن تعيده إلى حاله الأولى ، يوم كان أول مرة ، فتجديد الشيء أن تعيده ( جديداً ) وكذلك الفكر ، وكذلك أيضاً ( الدين ) في اللغة : الجدة نقيض البلى ، والجديد مالا عهد لك به .

ومن ثم تأتي مصداقية النظرة إلى الحركات التي تدعي تجديداً في الإسلام من خلال هذه الحقيقة ، وهي أن حركة التجديد ليست تلك التي تتجاوز المعطيات الأساسية للدين ، وإنما هي تلك التي تجاهد لإعادة الناس وفكرهم وقيمهم إلى حقيقة الدين وهيئته التي كان عليها سلفها الصالح ، أو بالمعنى الشرعي المباشر ( ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابة ) ومقياس النجاح والفشل بالتالي ، يكون هو هذا المقياس ، أي مدى نجاح الدعوة في تقريب الناس مما كان عليه سلفهم الصالح ، بل إن مصداقية أية دعوة تزعم ( التجديد ) إنما تنبع من مدى التزامها بهذه الحقيقة .

إن معنى التجديد كما يفهم من ( أقوال الفقهاء ) خاصة كان منضوياً تحت اصطلاح ( الاجتهاد ) ومفهوم ( المجدد ) كان منضوياً تحت اصطلاح ( المجتهد ) وعندما عالج الأصوليون قضية ( التجديد ) فقد عالجوها – في الواقع والحقيقة – من خلال موضوعة الاجتهاد ومن ثم نجد مبحث الاجتهاد محورياً وضافياً في كتب أصول الفقه كافه ، من أول شرط العدالة والإسلام حتى ما يجوز له وما لا يجوز الخوض فيه .

ولقد كان مصطلح ( الاجتهاد ) أكثر دقة وعلمية في الاصطلاح الفقهي من مصطلح ( التجديد ) ولذلك غاب الثاني – أو كاد – في حين برز الأول واستقطب الجهود البحثية والعلمية ، وانتشر في أوساط العلماء وأصحاب الفكر ، وحتى في أوساط العامة حتى مطلع القرن العشرين ، حين بدأ يشع اصطلاح ( التجديد ) كبديل فكري معاصر لمصطلح ( الاجتهاد ) .

وفي الواقع أن بروز مصطلح ( التجديد ) في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر قد واكب مرحلة فكرية ومعرفية ، تجعلنا مدعوين إلى إعادة النظر فيه أو تنويع الرؤية له على ضوء تلك المرحلة وخلفياتها .

فقد شاع المصطلح في مرحلة بدأت فيها ( المنهجية العلمانية ) تتسرب في قطاعات واسعة من حياتنا الفكرية والمعرفية والقيمية ، وكان الفصام واضحاً بين الخط الإسلامي والخط العلماني ، وكانت الوضعية الفكرية تميل نحو بلورة كلا الموقفين بدرجة شديدة الحدة والتميز ، وكانت هناك الكثير من المصطلحات الجديدة والطريفة تتولد بسرعة في مناخ الفكر والمعرفة موازية لمصطلحات إسلامية عربية تراثية من أول الأمر ثم انتهت – بمرور الوقت – إلى استبعاد المصطلح الفقهي ، واعتماد المصطلح الجديد بصورة حاسمة ، وفي هذا الأثناء ظهر مصطلح ( الثقافة ) وغاب مصطلح ( الفقه ) أو حوصر في مجالات دينية ضيقة ، وظهر مصطلح ( المثقف ) و ( المفكر ) ، وغاب مصطلح ( العالم ) و ( المتعلم ) وغاب مصطلح ( الاجتهاد ) وبرز مصطلح ( التجديد ) .

لقد كانت المصطلحات الجديدة تمثل البلورة النهائية لنزوع فكري علماني يهدف إلى تخفيف أو محاصرة الصلة التي تربط الفكر بالدين والإسلام ، بحيث ينطلق النشاط الفكري الجديد ، في قاعدة حرة طليقة لا ترتبط بجذر أو هوية ، ومن ثم لا ترتبط بالإسلام أو الفقه .

وكان مصطلح ( التجديد ) قد شاع في أوائل هذه المرحلة للحديث عن مفكري الإسلام الذين يقتربون بنسقهم الفكري من القيم الغربية والفكر الغربي والمنهجية العلمانية الغربية .

وقد بلغ العناد مداه في هذا الشأن ، إلى الحد الذي تبنى فيه ( العلمانيون ) العرب كل دعوة تصادم أصلا دينياً ، أو معلوماً من الدين بالضرورة ، وتولوا الدفاع عنها وعن صاحبها ، إضافة إلى الإسراع بإضفاء ( المجدد ) عليه مما أساء في النهاية إلى المصطلح الجديد نفسه ، وحمله ميراثاً نفسياً بالغ السوء لدى جماهير المسلمين ومثقفي الإسلام ، فضلاً عن العلماء والدعاة .

فقد أصبح مصطلح ( التجديد ) يثير القلق والريبة والتوجس في نفوس المسلمين ، لأن التيارات العلمانية استطاعت ( احتلاله ) وتعبئته بمضامين وتوجهات جعلته رمزاً على ( تجاوز الشريعة ) و ( تخريب الدين ) .

ولم يكن ( التجديد ) في ذاته كمعنى أو كمصطلح ليحمل ذلك المعنى المريب أو المنحرف لولا العبث العلماني فيه ، ومحاولة استثماره كمعنى جديد وطريف ليمثل بديلاً عن المصطلح الشرعي ( الاجتهاد ) بدلاً من أن يكون مرادفاً له أو وجهاً من وجوهه .

لقد ولد مصطلح ( التجديد ) في فكرنا المعاصر ولادة علمانية ، عزز من قوة حضورها فيه ، بعد هذا المصطلح عن الشيوع والانتشار في التراث الإسلامي ، وكذلك ، بعده عن جهود البحث والضبط العلمي لمفهومه ودلالاته وحدوده مما ترك مفهومه فضفاضاً أو أدبياً بحتاً ، الأمر الذي أتاح الفرصة أما من انحرف به إلى وجهة مصادمة للمعطيات الشرعية الإسلامية .

وهذا هو ما يستدعي منا – ومن أهل العلم في المقام الأول – بذل الجهد لإعادة الرشد والضبط إلى مصطلح ( التجديد ) ووضع الضوابط العقلية والشرعية التي تضمن توظيف هذا المصطلح ليكون دافعاً لآليات النهضة والتقدم في الأمة ، منطلقاً من تعزيز أصالتها ، التي تكشف عن هويتها الحقيقية ، وبالتالي تفتح المجال الرحب أمام أجيالنا الجديدة من أجل الانطلاق بالأمة إلى آمالها المنشودة .

موضحين لهم المعطى الأساسي والمباشر وهو ختم النبوة في الإسلام هو اكتمال الدين وغمام النعمة به على النحو الذي قطع فيه القرآن الكريم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وهذا المعطى يحدد حركية التجديد الديني في الفكر الإسلامي ، بانحصارها في إطار هذا ( الدين الذي اكتمل وتم ) فالتجديد – من ثم – يكون بإعادة الحالة الدينية على مر التاريخ ، إلى جدتها التي كانت عليها يوم جاءت أول مرة وهذا يمنع طرفي الزيادة والنقصان من جهود التجديد ، فكل زيادة في الدين أو نقص منه بأي صورة كانت وتحت أي شروط وضعت هي باطل ومردود على صاحبه ، ولا ينتمي إلى قيمة ( التجديد ) وفق الشرط الإسلامي له ، وفي هذا المجال ورد النص النبوي الجليل ( من أحدث في أمرنا هاذ ما ليس منه فهو رد ) .

وفي الحديث الذي شاع واستفاض عن الفرقة الناجية من هذه الأمة جاء تحديدها بوصف ( ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .

إذ أن الزيادة في الدين أو النقص منه تحت دعوى التجديد يحمل ضمناً الاستدراك على علم الله وتقديره ، إضافة إلى كونه يقدح في معطى جوهري من معطيات عقيدة ختم النبوة ، وهي صلاحية هذا الدين بهيئته التي انتهى إليها بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم لقيادة البشرية من بعد ، وإلى قيام الساعة ، ولو علم الله تعالى احتياج البشرية إلى شيء زائد ، لأمر رسوله بإبلاغه وبيانه ولو علم بأن مبدءاً دينياً معيناً يسوء البشرية التمسك به في مستقبل حالها لأمر الله تعالى رسوله ببيان نسخه .

إذن فاعلية التجديد في الفكر الإسلامي تكون محصورة بحدود الله تعالى التي حدها لدينه ، والتي بينها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويبقى هذا المعنى حكماً وقيماً على كل دعوى للتجديد تنسب نفسها إلى الشرط الإسلامي ، والنهج الإسلامي .

فيكون النص القرآني وصحيح الحديث النبوي ، هما مرجعية كل نشاط فكري تجديدي في الإسلام ، وكل جهد يزعم التجديد في الفكر الإسلامي وهو يمارس علمية إسقاط ( النص ) أو تجاوزه ، فهو فكر منحرف ولا ينتمي إلى ( الجهد التجديدي ) وفق المنهج الإسلامي وشروطه ، وذلك أن الدين هو دين الله فهو سبحانه واضعه وضابطه ومحدده والطريق الوحيد لمعرفة ( دين الله ) هو الوحي المنزل على رسوله وهذا الوحي هو المدون لنا في كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فإذا أسقطت النص أو تجاوزته ، فأنت في الحقيقة تتجاوز جزءاً من الدين مهما تكن مبررات هذا الفعل .

ومع كل ذلك الخداع والزيف لا بد لنا من تنبيه ناشئة المسلمين إلى خدعة ( إعلامية ) كبيرة يقودها عدد من المنابر والمؤسسات الإعلامية ، والصحافية منها على وجه الخصوص معروفة باتجاهاتها العلمانية ( اللادينية ) تهدف إلى إبراز أسماء معينة تحت وصف ( المفكر الإسلامي ) وتقدم سمومهم المعادية للفكر الإسلامي تحت شعار ( الفكر الإسلامي المستنير ) كخطوة هامة ، وممهدة للغارة الجديدة على أصول الشريعة ، وبكلمة جامعة تغنينا عن حشد الشرائط الاخلاقية والقيمية التي أجمع عليها علماء الإسلام في الشخصية التي يحق لها الاجتهاد في الإسلام فإنه لا يجوز مبدئياً قبول أي اجتهاد جديد منسوب إلى الإسلام يصدر من أشخاص لا يلتزمون بالإسلام أصلاً في ممارساتهم الحياتية على مستوى السيرة السلوكية ( خلقاً وعبادة ) أو على مستوى الانتماء الحضاري ، عقائدياً كان أو ثقافياً أو مذهبياً ، وفي هذه النقطة بالذات يبرز مجال جديد من مجلات ( معركة الإسلام الفكرية ) يهمله أو يقصر فيه إلى حد كبير دعاة الإسلام ورجالاته ، مع أنه مطلب إسلامي أصيل فرع عنه الأصوليون في شرائط الاجتهاد ، وفرع عنه الفقهاء في أبواب الشهادات وفرع عنه المحدثون في أبواب الجرح والتعديل .

مما يلفت النظر في الآونة الأخيرة شيوع فوضى الفكر الديني ، ولا سيما في مجال الفتوى الشرعية على وجه الخصوص ، وأصبحت النصوص الشرعية مهدرة وغائبة لصالح فروضات العقل العام ، بل إن التجرؤ على الفتوى الشرعية أصبح مشاعاً بين كل أحد من الناس ، حتى أهل العبث والمجون ، ومن لا دين لهم بل حتى من يدينون – أصلاً – بغير دين الإسلام ، حيث غدا من المألوف أن تسمع الواحد منهم يقرر بهدوء تام ، أن الإسلام يقبل كذا وكذا ، وأن هذا الفعل أو ذاك ليس من الإسلام ، وهذا حلال وهذا حرام !! .

ومن ثم كانت إحدى أهم أعباء الداعية الإسلامي المعاصر ، بل على رأس أعبائه أن يتصدى لهذا العبث الخطير ، وأن يجاهد لإعادة الوقار والحرمة إلى ( الفتوى الشرعية ) ويحمي مقدسات الإسلام من عبث العابثين وخبط المتهوكين ، لا أن يعزز بحاله أو بصريح مقاله من هذه الظاهرة الانحرافية ، ويعطي المثل لأصحابها على التعامل بخفة مع لأحكام الشرعية " .

ومن مصطلحاتهم أيضاً معارضة النص بما يسمى ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) وهو نوع من (تجاوز النص ) أو التحايل على ( إسقاطه ) ما دام النص قطعياً في ثبوته وفي دلالته ، إذ أن تحديد معنى ما بأنه متوافق مع ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) هو نوع من الاجتهاد وأعمال العقل المستهدي بالوحي ، وإذ قد اتفق الأصوليون على أن ( لا اجتهاد مع النص ) فإن النص في هذه الحالة يكون مقدماً ، ولأنه الأكثر تحديداً ودقة ومباشرة في مسألته بينما ( الروح ) و ( المقاصد ) معاني عامة وفضفاضة وغير مباشرة .

إما إذا كان النص غير قطعي الدلالة أو الثبوت ، أو قامت القرائن على اختصاصه بزمان معين أو حالات معينة أو واقع معين ، فهنا يكون في الأمر سعة ومن حق العقل الإسلامي ، بل من واجبه أن يقوم بدوره المطلوب في بيان وجه الحق وتقريب المعنى بما يتوافق مع دين الله الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وفق القواعد الأصولية المنضبطة بالنصوص الأخرى .

ومن مصطلحاتهم ما شاع في الفترة الأخيرة وفيها شيء من الطرافة والرشاقة الفكرية ولكنها في تقديري تحمل قدراً مماثلاً من الخطورة على مناهج التجديد المعاصرة للفكر الإسلامي ، واستقصاء ذلك الأمر يطول ، ولكننا هنا ننبه إلى مصطلح ( النصوصية ) أو ( النصوصيون ) الذي شاع مؤخراً كصيغة اتهام ، أو كنوع من مصطلحات ( الإرهاب الفكري ) وذلك عبر خطاب نفر من مفكرينا وبعض علماء الدين كذلك ، وهذا في النهاية سيؤدي إلى الإساءة البالغة بمجهودات التجديد الإسلامي الحق ، ويجعل منحى ( الاجتهاد ) متباعداً بصفة متنامية عن مجال الوحي لأن النص وهو وعاء الوحي سوف يحمل شئنا أم أبينا قدراً غير قليل من الظلال الكيئبة والإيحاءات المنفرة ، أضف إلى ذلك أن وضع صيغة ( النصوصية ) في سياق الاتهام والتعريض والتوبيخ يضفي بالمقابل قدراً كبيراً من المشروعية والاستنارة على الاتجاهات الفكرية التي تتعمد تجاوز ( القرآن والسنة ) في اجتهاداتها بل لا نغالي إذ قلنا ، بأنه قد يرسخ في وعيها معنى أنه كلما ابتعدت عن الوحي أو النص كانت أكثر استنارة ورشداً .

إن كل جهد تجديدي بل كل جهد إسلامي على الإطلاق فهو ( نصوصي ) بوجه ما ، لأنه يصدر من نصوص القرآن والسنة ، وحتى مقاصد الدين وروح الشريعة ، فهي لا تدرك إلا من جلمة ( النصوص ) ذاتها ، فكلنا نصوصيون بصورة أو بأخرى ، أما إذا أردنا التصدي للتيارات المتطرفة أو المغالية أو التي تسيء فهم النص وتضعه في غير مواضعه ، فلنخترله وصفاً آخر ، أي وصف إلا أن نصمها بأنها ( نصوصية ) لأننا في الحقيقة عندما نضفي على هؤلاء صفة ( النصوصية ) فنحن نمنحهم ( وسام شرف ) قد يكونون غير مستحقين له في الواقع ، ولا ينتسبون إليه في الحقيقة .

ولا شك أن تقصي مصطلحاتهم التي أدخلوها على الفكر الإسلامي نوع من الإطالة التي تحتاج إلى تخصيص كتاب لذلك ، إلا أننا نكتفي بما ذكرناه ، مذكرين أن ما يطلقونه من مصطلحات قد تتغير ألفاظه من وقت لآخر إلا أنه يحمل نفس المعنى والمضمون والمقاصد الهدامة ، فإن استبدلوا ( نصوصيون ) بـ( رجعيون ) أو ( غلاة ) فلا غرابة فالمقصد هو الذم وإسقاط الغير بدون حق ، والأهم من ذلك هدم مستند أولئك المذمومين الذي غالباً ما يكون النص الصحيح الصريح فتنبه لهذا ولا يغرك تغير الألفاظ .
يتبع======================

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:16 AM
الفرق بين طبقات تيار العصرانيين على حسب بدعهم والجامع لهم

لقد تقصدت إفراد الحكم عليهم وخاصة من سبق ذكرهم بهذا الفصل لا لأهمية الحكم ذاته لأنه ليس مقصوداً أكثر من قصدنا لكشف أباطيلهم ، بل أفردت هذا الفصل لأقطع الطريق على أولئك الغوغائيين الذين سيلزمونني بأني أكفر الجميع لأني ذكرتهم في فصل واحد فبما أني ذكرت أزهرياً مع علماني أو ماركسي فيعني ذلك أني أحكم على الجميع بالكفر ، ومع العلم أن هذا الإلزام باطل شرعاً وعقلاً ، إلا أني أردت أيضاً أن أقدم رمي الحجر قبل نباح البعض الغوغائي !! .

ولذلك لا بد من القول في أن هؤلاء ( العصرانيون ) أو ( العقلانيون ) أو ( أفراخ المعتزلة ) أو ما شئت أن تسميهم ليسوا سواءً ، فهناك من يصدر في كتاباته عن نية صريحة في هدم الإسلام متأثراً بأفكار قومية علمانية ، أو يسار شيوعي .

وهناك من يحاول إثارة الارتباك في أفكار الإسلامين عن طريق شغلهم باصطلاحات مبتدعة صعبة الضبط ضبابية المعنى ، أو عن طريق قلب مواقف التراث بأفكاره وحركاته ، فيجعل المنحرفين والضلال أصحاب عدالة وثورة ، ، في حين يجعل علماء الإسلام وثقات التاريخ ، ووجوهه المستنيرة حقاً ، يجعلهم أهل ممالأة للسلطة ، أية سلطة ، وأهل جمود ورجعية ونحو ذلك ، وأكثر العصرانيين في هذه المرحلة من هذا الصنف .

ومنهم من يصدر في معالجته لقضايا الإسلام ، لا من حيث الموقف الفكري الذي يلتزم به ، ولا وفق منهج علمي في البحث والتحليل ، وإنما يصدر عن مصلحة سياسية بحتة يعمل من أجلها ، فتراه يمارس ما يعرف بوصف ( ركوب الموجة ) ولكنه في ركوبه لموجة الصحوة الإسلامية ، لما كان لا يملك البعد العلمي / الفكري العادل ، ولا البصيرة الشعورية الصادقة ، تجده ينزلق إلى أغاليط من الفكر والتصور ، هي في مجملها فساد وإفساد .

ومنهم من لا عهد له من قبل لا بالفكر ولا بالسياسة وعاش حياته غمراً مجهولاً ، ثم رأى أن قضايا الفكر الإسلامي تملك نوعاً من الجاذبية الإعلامية ، ولا سيما إذا ما كانت تتوجه نحو الطعن في الإسلام ، أو تشويه الصحوة الإسلامية ، فيجد هذا النوع من ( المستنيرين ) وجلهم ممن تبوأ منصباً ذا شأن كسفير لدولته أو مستشار قانوني – يجد أن منصبه لم يحقق له الحضور الإعلامي ، فيتجه نحو الفكر الإسلامي ويعلن نفسه ( مفكراً إسلامياً مستنيراً ) ثم ينشر مؤلفاً أو بضعة مقالات على طريقة ( خالف تعرف ) فتنشط له جوقة إعلامية من الرافضين للصحوة الإسلامية وتوجهاتها ، ويجهدون في إبراز أفكاره وتقديمها على أنها ( الفكر الإسلامي المستنير ) أو العادل " .

ومنهم من يصدر عن حسن نية ، محاولة منه في الاجتهاد إلا أنه بقي مشدوداً إلى التصورات المناهج الغربية التي تلقاها خلال دارسته أو ابتعثها إلى ديار الغرب ، أو ما يزال متأثراً بأفكر المعتزلة ، أو جمعت هذه كلها في عقليته فوقع في الاضطراب والخلل والتناقض .

لذا غني عن القول أن نذكر بأن هؤلاء جميعاً يجمعهم القفز فوق حقائق التاريخ ونصوص الشريعة والولوغ في تشويه علوم الشريعة وواقع المسلمين وتاريخهم ، فمقل منهم ومستكثر في الشرب من ذلك الزقوم المهلك ، وعلى ذلك فمنهم من يكفر ببدعته لاستكثاره ولسوء نيته ومنهم من لا يكفر ولكنه لا يقل خطراً عمن كفر وكلهم في الهدم سواء .

وهذا القول مني لأنه لا ينبغي أن نكون منزلقين في التعميمية الخاطئة والعجلة الظالمة ، وذلك لأن مظلة ما يدعى اليوم ( بالفكر الديني المستنير ) تجمع تحت ظلالها أنواعاً شتى من الباحثين والمفكرين وبطبيعة الحال تختلف هذه الفعاليات الفكرية في مداركها ، وفي مستوياتها العلمية ، وفي جدية أعمالها ، وأيضاً – وهو الأهم – يختلفون في دراجات ( نقاء الطوية ) فيما يصدرون عنه من تصورات وأفكار.

أما سلف هؤلاء فإنهم والمعتزلة القدماء الذين حكموا العقل تحكيماً مطلقاً فآمنوا بالعقل ورفعوا شأنه ، ونوهوا به أيما تنويه ، وصدعوا بمادئه وقالوا خلق العقل ليعرف وهو قادر على أن يعرف كل شيء المنظور وغير المنظور ! وجعلوه الحكم الذي يحكم في كل شيء والنور الذي يجلو كل ظلمة حكموه في إيمانهم ، وفي جميع شؤونهم الخاصة والعامة .

والعقل – عندهم – هو تلك الحاسة اللطيفة الجوهر ، التي تميز الإنسان من الحيوان ،وكما أن فعل العين هو الإبصار فكذلك فعل العقل هو التفكر والرؤية والنطق .

ولهم أقوال كثيرة مستفيضة تمجد العقل وتحكمه في كل شيء ، فمن القاضي عبد الجبار ، وعمر بن عبيد ، والزمخشري ، والجاحظ وغيرهم وكما ذكر الشيخ سفر الحوالي في ( منهاج الأشاعرة ) أنه قد صرح الجويني ، والرازي ، والبغدادي ، والغزالي ، والآمدي ، والإيجي ، وابن فورك ، والسنوسي ، وشراح ( الجوهرة ) وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض ، وعلى هذا يرى المعاصرون منهم .

ومن استفاضة أقوالهم وبشاعتها فقد علم الكفرة المشركون من أعداء الدين كاليهود والنصارى مبلغ فساد هذا الفكر ( العقلاني ) النابت للإسلام فعظموه وبجلوه .

فهذا ( شتيز ) أطلق عليهم اسم ( المفكرون الأحرار في الإسلام ) !! بل جعل هذا اللقب عنوان كتابه عنهـم !

ووصفهم ( آدم ميز ) و ( هاملتون ) بأنهم دعاة الحرية والفكر والاستنارة .

وانظر إلى كبير المستشرقين الذي علمهم الكفر وأرضع المستغربين لبانه ( جولد زيهر ) اليهودي إذ يقول مثنياً عليهم ومبجلاً لههم أنهم : ( وسعوا معين المعرفة الدينية بأن أدخلوا فيه عنصراً مهما آخر قيماً وهو العقل الذي كان حتى ذلك الحين مبعداً بشدة عن هذه الناحية )!!. كذا قال !! وكأن صفوة الأمة وسلفها الصالح لم يستعملوا عقولهم وأهملوا تلك الهبة العظيمة التي أنعم الله سبحانه عليهم بها .

ويقول ( سارتر ) اليهودي الفرنسي مخترع مذهب الوجودية الباطل في كتابه ( تأملات في مشكلة اليهودية ) ( ما دام البشر يؤمنون بالدين ، فيسظل يقع على اليهود تمييز مجحف على اعتبار أنهم يهود ، أما إذا زال الدين من الأرض ، وتعامل البشر بعقولهم فعقل اليهودي كعقل غير اليهودي ، ولن يقع عليهم التمييز المجحف ) .

وحينما نقول أن سلف هؤلاء هم المعتزلة نجد في هذا الوصف نوع مدح لهم لأن المعتزلة وإن كانوا ضلالاً على باطل إلا أنهم أصحاب أصول وفروع ولهم التزام باللغة العربية ، أما خلف المعتزلة وأفراخهم الجدد فهم أمشاج فكرية مختلطة لا ضابط لهم ولا رابط بينهم ، فما يكتبه أحدهم اليوم ينفيه غداً وتجد أقوال المفكر منهم كما يزعمون تلعن بعضها بعضاً ، وليس غريباً أن يثبت أمراً في أول الصفحة وينفيه في آخرها فالدين عندهم لا يخضع لضوابط أو أصول بقد ما هو استحسانات عقلية رديئة وعلى حسب مزاجه يكون دينه ، و بعضهم محسوب على ( الدعاة والمفكرين ) ! والبعض الآخر منهم محسوب على ( الثقافة والمثقفين ) ! وبعض ثالث لا في العير ولا في النفير ، إن هو إلا وراق صحفي يملأ عموده اليومي أو الأسبوعي بكلام غث فارغ بارد لا يسمن ولا يغني من جوع !! .

وإن تعجب فعجب منهم في هذا العصر إنهم مصرون على أن يضعوا الإسلام في ذمة التاريخ ، وعلى رفوف التراث يشار إليه ولا يعمل به ، فالإسلام يصبح اسماً لكل من يؤمن بالله واليوم الآخر ، أياً كان إيمانه فيندرج تحته الصهيونيون والصليبيون في صور تجعل إرسال الرسل بالبيان الحق المنهج الصواب عبثاً .

ومآلهم كما يقول شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ( ومآلهم في تلك الأقيسة العقلية إلى السفسطة التي هي جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس ، ومآلهم في تلك التأويلات إلى القرمطة التي هي تحريف الكلم عن مواضعه ، وإفساد الشرع واللغة والعقل بالتمويه والتلبيس ) ، وخلاصة القول ( إن كلام هؤلاء جهل ، وأن مآله إلى الزندقة )



**********************





بعض مصطلحات تيار العصرانيين

إن ما يثير استغرابنا جميعاً هي تلك المصطلحات التي أشغلت الساحة الإسلامية بها ، وهذه المصطلحات إن أردت أن تحدد لها ماهي فإذا هي مجهولة الهوية ، وإن أردت أن تضع لها ضابطاً فإذا بها زئبقية الهيئة ، فإن استعملتها تجد أنها في ساعة معك وفي ساعات ضدك ، تحور على حسب عقولهم وتدور على حسب فائدتهم منها ، كما أوجدوا مصطلحات أخرى تقلل من قداسة المسميات عند المسلمين ليسهل عليهم القفز عليها وتقويض بنائها .

ومن ذلك مصطلح ( التراث ) تعبيراً عن علوم الشريعة كافة ، وحقيقة أنه لا يستطيع الباحث أن يميز – على وجه الدقة والتحديد – لحظة ميلاد مصطلح ( التراث ) في الفكر الإسلامي المعاصر ، وإن كان الباحثون يكادون يجمعون على أن ( التراث ) كمصطلح منهجي هو وليد الدراسات الاستشراقية التي تناولت الإسلام وتاريخه وثقافته وآدابه وفنونه ومعارفه بالبحث والتحليل والتقويم .

وإذا كان مصطلح ( التراث ) هو وليد ( رحم ) الاستشراق ، فإن هذا يعني أنه يحمل رؤىً وإيماءات تصويرية خاصة ، تحتاج إلى نقد وبيان وتمحيص ، فالمستشرق الأوربي عندما كان يدرس الإسلام ، لم يكن يدرسه كدين إلهي مقدس ، وعندما كان يتناول القرآن والسنة بالبحث والتحليل ، لم يكن يعالج الأمر على أنه وحي من عند الله ، وإنما كان يتناوله من الزاوية البشرية المحضة ، بمعنى أن هذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي نجح به في قيادة أمة العرب نحو هذا التحول التاريخي الضخم .

ولكن الذي لا نستطيع فهمه أو تبريره هو أن يصر نفر من الباحثين والمفكرين العرب المسلمين على استعمال مصطلح ( التراث ) بالضبط المنهجي الاستشراقي في تناول علوم الكتاب والسنة ، بل تناول الوحي الإلهي مباشرة كما أننا لا يمكننا السكوت على جريمة استخدام مصطلح ( التراث ) كستار تتخفى وراءه طائفة وهي تخرب في تاريخ الأمة وقضية دين .

وكذلك مصطلح ( التنوير ) القصة بتمامها – قصة التنوير – هي أوربية صرفة ، ولكنها نقلت إلى الفكر العربي الحديث ضمن ما نقل مع ( تجار الشنط الثقافية ) والذين نجحوا في صياغة فكرنا الحديث ، في القوالب المستوردة في حملة التغريب القاسية ، والتي حملت في بلادنا – أيضاً – وصف ( التنوير ) .

والصحوة الإسلامية الجديدة إنما قامت لكي تعلن سقوط ما يسمى ( بفكر التنوير ) وهو الفكر العلماني الذي نما في ديارنا بعيداً عن هدي الله ونوره مقلداً الحضارة الغربية ، وبعد أن نجحت الصحوة في تحجيم هذه التيارات الفكرية المغتربة ، راحوا شنون عليها ( حرب المصطلحات ) فيمدحون كل مفكر يعيث فساداً في الإسلام ، فيصفونه بالاستنارة ويُعلون من قدر كل مفكر إسلامي يقدم تنازلات لصالح العلمانية على أي صعيد ، فيصفونه ( بالمفكر الإسلامي المستنير ) وكلما ابتعد المفكر بفكره عن الإسلام كان أكثر ( استنارة ) والعكس عندهم صحيح ! .

لسنا نبالغ إذا قلنا بأن الاستنارة – في واقعنا الفكري المعاصر – أصبحت تعني ( الظلامية العلمانية ) وأخطر من ذلك أنها تحولت إلى ( فخ ) ينصب لبعض مفكرينا ، ابتغاء سحبهم إلى بذل مزيد من التنازلات الفكرية والقيمية لصالح ثقافة الاغتراب ، وبضاعتها الكاسدة .

واخترعوا ضابطين لعلم المصطلح أحدهما ( علة الشذوذ العقلي ) لرد الحديث الصحيح ، وقاعدة ( نور النبوة ) لقبول الحديث الضعيف ، والشذوذ العقلي عندهم هو رد الحديث الصحيح الذي لا يوافق العقل !! أما ضابط نور النبوة فأعني بها أن يكون الحديث ( مضروباً ) قد تركه العلماء المختصون ورفضوه ! لكن هؤلاء يقبلونه لأن عليه ( نور النبوة ) !! .

ومن مصطلحاتهم أيضاً ( التجديد ) و ( المجدد ) وللتجديد عندهم معان عدة :

أولها : هدم العلوم المعيارية ، أي علوم التفسير المأثور وأصوله ، وعلم أصول الفقه , وعلم مصطلح الحديـث .

الثاني : يعني رفض الأحاديث الصحيحة جزئياً أو كلياً ، بحجة ضرورة ملاءمتها لعقولهم ولمصلحة الأمة ، وظروف العصر الحاضر .

الثالث : يعني رفض السنة غير التشريعية أي فيما يخص شؤون الحكم والسياسة وأمور الحياة والمجتمـع عموماً .

الرابع : يعني الانعتاق من أسار الشريعة إلى بحبوحة القوانين الوضعية التي تحقق الحرية والتقدم ، ولذلك هاجموا الفقه والفقهاء بلا هوادة .

الخامس : يعني فتح باب الاجتهاد بحيث يكون فيه لكل مسلم نصيب ، وحق الفقه في الإسلام أن يكون فقهاً شعبياً .

السادس : يعني الدعوة إلى اجتهاد شعبي يرد للأمة حقها الذي كان يمارسه عنها الفقهاء ويمكن أن يصبح إجماع الأمة المسلمة وتصبح أوامر الحكام أصلين من أصول الاحكام في الإسلام .

السابع : والمجتهد عند محمد عمارة كما جاء في كتاب ( محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة ) للخراشي ( من لا علم له بالقرآن والسنة واللغة والأصول ، لأن مجال الاجتهاد هو أمور الدنيا ، ولا يشترط لها كل هذا من العلوم الشرعية ، وإنما يشترط أن يكون المرء ( مستنيراً ) عقلانياً تقدمياً ثورياً حضارياً ) وذلك من أغرب الأقوال في الاجتهاد .

وأشير هنا إلى حقية اصطلاحية وفكرية هامة ، تغيب كثيراً عن الأبحاث والدراسات المعاصرة ، التي تتعلق بموضوع ( تجديد الفكر الديني ) أو ( تجديد الفكر الإسلامي ) على وجه التحديد ، وتلك هي المتعلقة بمفهوم مصطلح ( التجديد ) ذاته .

إن التجديد – في مجال الفكر أو في مجال الأشياء على السواء – هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلى أو قدِم أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره ، أن تعيده إلى حاله الأولى ، يوم كان أول مرة ، فتجديد الشيء أن تعيده ( جديداً ) وكذلك الفكر ، وكذلك أيضاً ( الدين ) في اللغة : الجدة نقيض البلى ، والجديد مالا عهد لك به .

ومن ثم تأتي مصداقية النظرة إلى الحركات التي تدعي تجديداً في الإسلام من خلال هذه الحقيقة ، وهي أن حركة التجديد ليست تلك التي تتجاوز المعطيات الأساسية للدين ، وإنما هي تلك التي تجاهد لإعادة الناس وفكرهم وقيمهم إلى حقيقة الدين وهيئته التي كان عليها سلفها الصالح ، أو بالمعنى الشرعي المباشر ( ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابة ) ومقياس النجاح والفشل بالتالي ، يكون هو هذا المقياس ، أي مدى نجاح الدعوة في تقريب الناس مما كان عليه سلفهم الصالح ، بل إن مصداقية أية دعوة تزعم ( التجديد ) إنما تنبع من مدى التزامها بهذه الحقيقة .

إن معنى التجديد كما يفهم من ( أقوال الفقهاء ) خاصة كان منضوياً تحت اصطلاح ( الاجتهاد ) ومفهوم ( المجدد ) كان منضوياً تحت اصطلاح ( المجتهد ) وعندما عالج الأصوليون قضية ( التجديد ) فقد عالجوها – في الواقع والحقيقة – من خلال موضوعة الاجتهاد ومن ثم نجد مبحث الاجتهاد محورياً وضافياً في كتب أصول الفقه كافه ، من أول شرط العدالة والإسلام حتى ما يجوز له وما لا يجوز الخوض فيه .

ولقد كان مصطلح ( الاجتهاد ) أكثر دقة وعلمية في الاصطلاح الفقهي من مصطلح ( التجديد ) ولذلك غاب الثاني – أو كاد – في حين برز الأول واستقطب الجهود البحثية والعلمية ، وانتشر في أوساط العلماء وأصحاب الفكر ، وحتى في أوساط العامة حتى مطلع القرن العشرين ، حين بدأ يشع اصطلاح ( التجديد ) كبديل فكري معاصر لمصطلح ( الاجتهاد ) .

وفي الواقع أن بروز مصطلح ( التجديد ) في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر قد واكب مرحلة فكرية ومعرفية ، تجعلنا مدعوين إلى إعادة النظر فيه أو تنويع الرؤية له على ضوء تلك المرحلة وخلفياتها .

فقد شاع المصطلح في مرحلة بدأت فيها ( المنهجية العلمانية ) تتسرب في قطاعات واسعة من حياتنا الفكرية والمعرفية والقيمية ، وكان الفصام واضحاً بين الخط الإسلامي والخط العلماني ، وكانت الوضعية الفكرية تميل نحو بلورة كلا الموقفين بدرجة شديدة الحدة والتميز ، وكانت هناك الكثير من المصطلحات الجديدة والطريفة تتولد بسرعة في مناخ الفكر والمعرفة موازية لمصطلحات إسلامية عربية تراثية من أول الأمر ثم انتهت – بمرور الوقت – إلى استبعاد المصطلح الفقهي ، واعتماد المصطلح الجديد بصورة حاسمة ، وفي هذا الأثناء ظهر مصطلح ( الثقافة ) وغاب مصطلح ( الفقه ) أو حوصر في مجالات دينية ضيقة ، وظهر مصطلح ( المثقف ) و ( المفكر ) ، وغاب مصطلح ( العالم ) و ( المتعلم ) وغاب مصطلح ( الاجتهاد ) وبرز مصطلح ( التجديد ) .

لقد كانت المصطلحات الجديدة تمثل البلورة النهائية لنزوع فكري علماني يهدف إلى تخفيف أو محاصرة الصلة التي تربط الفكر بالدين والإسلام ، بحيث ينطلق النشاط الفكري الجديد ، في قاعدة حرة طليقة لا ترتبط بجذر أو هوية ، ومن ثم لا ترتبط بالإسلام أو الفقه .

وكان مصطلح ( التجديد ) قد شاع في أوائل هذه المرحلة للحديث عن مفكري الإسلام الذين يقتربون بنسقهم الفكري من القيم الغربية والفكر الغربي والمنهجية العلمانية الغربية .

وقد بلغ العناد مداه في هذا الشأن ، إلى الحد الذي تبنى فيه ( العلمانيون ) العرب كل دعوة تصادم أصلا دينياً ، أو معلوماً من الدين بالضرورة ، وتولوا الدفاع عنها وعن صاحبها ، إضافة إلى الإسراع بإضفاء ( المجدد ) عليه مما أساء في النهاية إلى المصطلح الجديد نفسه ، وحمله ميراثاً نفسياً بالغ السوء لدى جماهير المسلمين ومثقفي الإسلام ، فضلاً عن العلماء والدعاة .

فقد أصبح مصطلح ( التجديد ) يثير القلق والريبة والتوجس في نفوس المسلمين ، لأن التيارات العلمانية استطاعت ( احتلاله ) وتعبئته بمضامين وتوجهات جعلته رمزاً على ( تجاوز الشريعة ) و ( تخريب الدين ) .

ولم يكن ( التجديد ) في ذاته كمعنى أو كمصطلح ليحمل ذلك المعنى المريب أو المنحرف لولا العبث العلماني فيه ، ومحاولة استثماره كمعنى جديد وطريف ليمثل بديلاً عن المصطلح الشرعي ( الاجتهاد ) بدلاً من أن يكون مرادفاً له أو وجهاً من وجوهه .

لقد ولد مصطلح ( التجديد ) في فكرنا المعاصر ولادة علمانية ، عزز من قوة حضورها فيه ، بعد هذا المصطلح عن الشيوع والانتشار في التراث الإسلامي ، وكذلك ، بعده عن جهود البحث والضبط العلمي لمفهومه ودلالاته وحدوده مما ترك مفهومه فضفاضاً أو أدبياً بحتاً ، الأمر الذي أتاح الفرصة أما من انحرف به إلى وجهة مصادمة للمعطيات الشرعية الإسلامية .

وهذا هو ما يستدعي منا – ومن أهل العلم في المقام الأول – بذل الجهد لإعادة الرشد والضبط إلى مصطلح ( التجديد ) ووضع الضوابط العقلية والشرعية التي تضمن توظيف هذا المصطلح ليكون دافعاً لآليات النهضة والتقدم في الأمة ، منطلقاً من تعزيز أصالتها ، التي تكشف عن هويتها الحقيقية ، وبالتالي تفتح المجال الرحب أمام أجيالنا الجديدة من أجل الانطلاق بالأمة إلى آمالها المنشودة .

موضحين لهم المعطى الأساسي والمباشر وهو ختم النبوة في الإسلام هو اكتمال الدين وغمام النعمة به على النحو الذي قطع فيه القرآن الكريم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وهذا المعطى يحدد حركية التجديد الديني في الفكر الإسلامي ، بانحصارها في إطار هذا ( الدين الذي اكتمل وتم ) فالتجديد – من ثم – يكون بإعادة الحالة الدينية على مر التاريخ ، إلى جدتها التي كانت عليها يوم جاءت أول مرة وهذا يمنع طرفي الزيادة والنقصان من جهود التجديد ، فكل زيادة في الدين أو نقص منه بأي صورة كانت وتحت أي شروط وضعت هي باطل ومردود على صاحبه ، ولا ينتمي إلى قيمة ( التجديد ) وفق الشرط الإسلامي له ، وفي هذا المجال ورد النص النبوي الجليل ( من أحدث في أمرنا هاذ ما ليس منه فهو رد ) .

وفي الحديث الذي شاع واستفاض عن الفرقة الناجية من هذه الأمة جاء تحديدها بوصف ( ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .

إذ أن الزيادة في الدين أو النقص منه تحت دعوى التجديد يحمل ضمناً الاستدراك على علم الله وتقديره ، إضافة إلى كونه يقدح في معطى جوهري من معطيات عقيدة ختم النبوة ، وهي صلاحية هذا الدين بهيئته التي انتهى إليها بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم لقيادة البشرية من بعد ، وإلى قيام الساعة ، ولو علم الله تعالى احتياج البشرية إلى شيء زائد ، لأمر رسوله بإبلاغه وبيانه ولو علم بأن مبدءاً دينياً معيناً يسوء البشرية التمسك به في مستقبل حالها لأمر الله تعالى رسوله ببيان نسخه .

إذن فاعلية التجديد في الفكر الإسلامي تكون محصورة بحدود الله تعالى التي حدها لدينه ، والتي بينها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويبقى هذا المعنى حكماً وقيماً على كل دعوى للتجديد تنسب نفسها إلى الشرط الإسلامي ، والنهج الإسلامي .

فيكون النص القرآني وصحيح الحديث النبوي ، هما مرجعية كل نشاط فكري تجديدي في الإسلام ، وكل جهد يزعم التجديد في الفكر الإسلامي وهو يمارس علمية إسقاط ( النص ) أو تجاوزه ، فهو فكر منحرف ولا ينتمي إلى ( الجهد التجديدي ) وفق المنهج الإسلامي وشروطه ، وذلك أن الدين هو دين الله فهو سبحانه واضعه وضابطه ومحدده والطريق الوحيد لمعرفة ( دين الله ) هو الوحي المنزل على رسوله وهذا الوحي هو المدون لنا في كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فإذا أسقطت النص أو تجاوزته ، فأنت في الحقيقة تتجاوز جزءاً من الدين مهما تكن مبررات هذا الفعل .

ومع كل ذلك الخداع والزيف لا بد لنا من تنبيه ناشئة المسلمين إلى خدعة ( إعلامية ) كبيرة يقودها عدد من المنابر والمؤسسات الإعلامية ، والصحافية منها على وجه الخصوص معروفة باتجاهاتها العلمانية ( اللادينية ) تهدف إلى إبراز أسماء معينة تحت وصف ( المفكر الإسلامي ) وتقدم سمومهم المعادية للفكر الإسلامي تحت شعار ( الفكر الإسلامي المستنير ) كخطوة هامة ، وممهدة للغارة الجديدة على أصول الشريعة ، وبكلمة جامعة تغنينا عن حشد الشرائط الاخلاقية والقيمية التي أجمع عليها علماء الإسلام في الشخصية التي يحق لها الاجتهاد في الإسلام فإنه لا يجوز مبدئياً قبول أي اجتهاد جديد منسوب إلى الإسلام يصدر من أشخاص لا يلتزمون بالإسلام أصلاً في ممارساتهم الحياتية على مستوى السيرة السلوكية ( خلقاً وعبادة ) أو على مستوى الانتماء الحضاري ، عقائدياً كان أو ثقافياً أو مذهبياً ، وفي هذه النقطة بالذات يبرز مجال جديد من مجلات ( معركة الإسلام الفكرية ) يهمله أو يقصر فيه إلى حد كبير دعاة الإسلام ورجالاته ، مع أنه مطلب إسلامي أصيل فرع عنه الأصوليون في شرائط الاجتهاد ، وفرع عنه الفقهاء في أبواب الشهادات وفرع عنه المحدثون في أبواب الجرح والتعديل .

مما يلفت النظر في الآونة الأخيرة شيوع فوضى الفكر الديني ، ولا سيما في مجال الفتوى الشرعية على وجه الخصوص ، وأصبحت النصوص الشرعية مهدرة وغائبة لصالح فروضات العقل العام ، بل إن التجرؤ على الفتوى الشرعية أصبح مشاعاً بين كل أحد من الناس ، حتى أهل العبث والمجون ، ومن لا دين لهم بل حتى من يدينون – أصلاً – بغير دين الإسلام ، حيث غدا من المألوف أن تسمع الواحد منهم يقرر بهدوء تام ، أن الإسلام يقبل كذا وكذا ، وأن هذا الفعل أو ذاك ليس من الإسلام ، وهذا حلال وهذا حرام !! .

ومن ثم كانت إحدى أهم أعباء الداعية الإسلامي المعاصر ، بل على رأس أعبائه أن يتصدى لهذا العبث الخطير ، وأن يجاهد لإعادة الوقار والحرمة إلى ( الفتوى الشرعية ) ويحمي مقدسات الإسلام من عبث العابثين وخبط المتهوكين ، لا أن يعزز بحاله أو بصريح مقاله من هذه الظاهرة الانحرافية ، ويعطي المثل لأصحابها على التعامل بخفة مع لأحكام الشرعية " .

ومن مصطلحاتهم أيضاً معارضة النص بما يسمى ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) وهو نوع من (تجاوز النص ) أو التحايل على ( إسقاطه ) ما دام النص قطعياً في ثبوته وفي دلالته ، إذ أن تحديد معنى ما بأنه متوافق مع ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) هو نوع من الاجتهاد وأعمال العقل المستهدي بالوحي ، وإذ قد اتفق الأصوليون على أن ( لا اجتهاد مع النص ) فإن النص في هذه الحالة يكون مقدماً ، ولأنه الأكثر تحديداً ودقة ومباشرة في مسألته بينما ( الروح ) و ( المقاصد ) معاني عامة وفضفاضة وغير مباشرة .

إما إذا كان النص غير قطعي الدلالة أو الثبوت ، أو قامت القرائن على اختصاصه بزمان معين أو حالات معينة أو واقع معين ، فهنا يكون في الأمر سعة ومن حق العقل الإسلامي ، بل من واجبه أن يقوم بدوره المطلوب في بيان وجه الحق وتقريب المعنى بما يتوافق مع دين الله الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وفق القواعد الأصولية المنضبطة بالنصوص الأخرى .

ومن مصطلحاتهم ما شاع في الفترة الأخيرة وفيها شيء من الطرافة والرشاقة الفكرية ولكنها في تقديري تحمل قدراً مماثلاً من الخطورة على مناهج التجديد المعاصرة للفكر الإسلامي ، واستقصاء ذلك الأمر يطول ، ولكننا هنا ننبه إلى مصطلح ( النصوصية ) أو ( النصوصيون ) الذي شاع مؤخراً كصيغة اتهام ، أو كنوع من مصطلحات ( الإرهاب الفكري ) وذلك عبر خطاب نفر من مفكرينا وبعض علماء الدين كذلك ، وهذا في النهاية سيؤدي إلى الإساءة البالغة بمجهودات التجديد الإسلامي الحق ، ويجعل منحى ( الاجتهاد ) متباعداً بصفة متنامية عن مجال الوحي لأن النص وهو وعاء الوحي سوف يحمل شئنا أم أبينا قدراً غير قليل من الظلال الكيئبة والإيحاءات المنفرة ، أضف إلى ذلك أن وضع صيغة ( النصوصية ) في سياق الاتهام والتعريض والتوبيخ يضفي بالمقابل قدراً كبيراً من المشروعية والاستنارة على الاتجاهات الفكرية التي تتعمد تجاوز ( القرآن والسنة ) في اجتهاداتها بل لا نغالي إذ قلنا ، بأنه قد يرسخ في وعيها معنى أنه كلما ابتعدت عن الوحي أو النص كانت أكثر استنارة ورشداً .

إن كل جهد تجديدي بل كل جهد إسلامي على الإطلاق فهو ( نصوصي ) بوجه ما ، لأنه يصدر من نصوص القرآن والسنة ، وحتى مقاصد الدين وروح الشريعة ، فهي لا تدرك إلا من جلمة ( النصوص ) ذاتها ، فكلنا نصوصيون بصورة أو بأخرى ، أما إذا أردنا التصدي للتيارات المتطرفة أو المغالية أو التي تسيء فهم النص وتضعه في غير مواضعه ، فلنخترله وصفاً آخر ، أي وصف إلا أن نصمها بأنها ( نصوصية ) لأننا في الحقيقة عندما نضفي على هؤلاء صفة ( النصوصية ) فنحن نمنحهم ( وسام شرف ) قد يكونون غير مستحقين له في الواقع ، ولا ينتسبون إليه في الحقيقة .

ولا شك أن تقصي مصطلحاتهم التي أدخلوها على الفكر الإسلامي نوع من الإطالة التي تحتاج إلى تخصيص كتاب لذلك ، إلا أننا نكتفي بما ذكرناه ، مذكرين أن ما يطلقونه من مصطلحات قد تتغير ألفاظه من وقت لآخر إلا أنه يحمل نفس المعنى والمضمون والمقاصد الهدامة ، فإن استبدلوا ( نصوصيون ) بـ( رجعيون ) أو ( غلاة ) فلا غرابة فالمقصد هو الذم وإسقاط الغير بدون حق ، والأهم من ذلك هدم مستند أولئك المذمومين الذي غالباً ما يكون النص الصحيح الصريح فتنبه لهذا ولا يغرك تغير الألفاظ .
يتبع======================

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:18 AM
أبرز طروحات تيار العصرانيين

إن لهذا التيار العقلاني الهدام طروحات يرتكز عليها ويدور معها ، وإن كانا في هذه الفصل لا يمكن أن نفصل تلك الطروحات لأن هذا يحملنا إلى الإطالة التي آثرنا الاختصار عليها ، إلا أننا سنذكر ما يتيسر من طروحات وأساليب .

ظاهرة ( الإسقاط التاريخي ) والإسقاط هو النظر إلى وقائع التاريخ ودراستها وتحليها لا حسب مكانها وزمانها وأشخاصها بل حسب ما يعتقده هذا الكاتب أو ذاك ، والحقيقية أن هذه الظاهرة قد شاعت بصورة واضحة في دراساتهم التاريخية المعاصرة ، حتى أصبحت سمة مميزة لعامتها ، إذ يخرج علينا كل صاحب نزعة فكرية مذهبية ، جديدة وجلها مجلوب من تيارات الفكر الأوربي الحديث والمعاصر ، بدراسة جديدة للتاريخ العربي الإسلامي ، يحاول فيها إخضاع حقائقه ومواقفه وحركاته لمفاهيم نزعته الفكرية الجديدة ، غير متحرج أن ينسب إلى شخوص هذا التاريخ أفكار ومقولات مذهبه المبتدع ، والذي لم يعرفه الفكر الإنساني إلا من بضع عقود خلت !! وغير عابئ بمتطلبات البحث التاريخي الجاد من توثيق للمزاعم المطروحة ، وتمحيص للروايات ، التي ينتزعها من مناخها التاريخي ، الذي يكشف حين التمحيص عن دلالاتها الحقيقية .

فكتب أحدهم دارسة تحت ما أسماه ( اليمين واليسار في الإسلام ) ولعل في عنوان البحث ذاته ، ما يدلنا على مبلغ التحكم الذي يفرضه صاحبه على حركة التاريخ الإسلامي ، وفي تقسيماته لطوائف الإسلام السنة والشيعة والمعتزلة والخوارج وغيرهم بين اليمين واليسار واليسار المتطرف !! .

ودراسة أخرى تعرض لما أسمته ( النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ) لتسقط من خلالها مفاهيم وتحكمات الماركسية الإلحادية ، في تاريخ الإسلام فتصف كبار علمائه وأئمة المسلمين بالرجعية والجمود ، مشوهة مواقفهم التاريخية بصورة مؤسفة ، لكل ذي ضمير علمي حي ، بينما تصور الحركات المنحرفة مثل ( القرامطة ) و( الريوندية ) ونحوها في صورة ( المتقدمين المستنيرين ) .

وأبحاث أخرى تنطلق من نظرية ( الفكر القومي العلماني ) أي اللاديني تحاول أن تجرد التاريخ العربي الإسلامي ، من مضامينه الإسلامية الراسخة ، والأصيلة لتسقط مفاهيمها الغربية الوافدة على مواقف هذا التاريخ لتصبغها بصبغتها فتقرر على سبيل المثال أن الفتوحات الإسلامية التي انطلقت في بلاد فارس والروم لم تكن حروباً إسلامية بباعث ديني ، وإنما كانت صراعاً قومياً للسيطرة على النفوذ بين القومية العربية والقوميات الأخرى ! بل جرؤ محمد أحمد خلف الله على أن ينفي – وبخط قلم واحد – أن تكون هناك وحدة إسلامية قامت في زمان الإسلام الأول ، وإنما هي في وهمه وحدة عربية قومية .

ولقد تعدى الإسقاط التاريخي ، إلى المواقف الخلافية المذهبية ، المنبثقة من قضية عقائدية مثل الموقف من ( القدر ) فقد حولها ( المسقطون ) من قضية عقائدية دينية إلى موقف سياسي مادي لا ديني ، ثم رتبوا على ذلك اتهام أئمة الإسلام بالانحراف ، لأنهم أثبتوا القدر وآمنوا به ، حيث زعم المنحرفون بالبحث التاريخي أنهم فعلوا ذلك ليبرروا أفعال السلطان ! بينما أصبحت طوائف مثل ( الغيلانية ) ثواراً أبطالاً لأنهم أنكروا القدر ، أي أنهم – حسب المسقطين – ثاروا على ظلم السلطان ! .

فعلى صعيد ( العلمانية ) تخرج علينا دراسة محمد عمارة ( المعتزلة وأصول الحكم ) بمحولة مكشوفة ( لعلمنة ) حروب الردة التي خاضها الصديق أبو بكر ، رضي الله عنه لنزع الصفة الدينية عنها ، وإظهارها بصورة الحرب السياسية بين متخاصمين على الملك والسلطان.

فتقول ( فلا الحرب التي سميت بحرب الردة كانت دينية ، ولا حرب علي مع خصومه كانت دينية لأنها كانت حرباً في سبيل الأمر أي الخلافة والرئاسة والإدارة ، وهذه سلطة ذات طبيعة سياسية مدنية ، فكانت الحرب التي نشبت لأجلها سياسية ومدنية هي الأخرى .

كذلك إسقاط البعض أحداث التاريخ لا سيما في زمن الخلافاء الراشدين ، بطريقة تخدم المعتقد المذهبي لا سيما الرافضة ، وذلك بقولهم بظلم المتنفذي لطائفة مستضعفة ، كظلم الصحابة – زعموا – لآل البيت ولعلي بن أبي طالب رضي الله عنه خاصة ، فكل حدث يحور ليصب في خيانة آل البيت أو بغضهم أو اغتصاب السلطة منهم أو طمس فضائلهم ، فكان الإسقاط وتجيير الأحداث التاريخية على حسب المعتقد والمذهب ظاهرة واضحة المعالم لا سيما في كتابات الطوائف التي لا تعتمد على الإسناد في نقل الوقائع ، وهذا ما برز فيه حسن المالكي مؤخراً فقد ورد وصدر على هذه القضية وكأن الإسلام لم يكن سوى هذه القضية !! .

لذا فإن ما يفعله تجمع المغتربين في الجزائر لأمر مهول حقاً لا سيما بعض الأكادميين أمثال عبد القادر جغلول ومحمد أركون في تشويه تاريخنا الإسلامي ، فلقد وصل الأمر بالدكتور أركون الوجه المعد بديلا لوجه مالك بن نبي في فرنسا ، وصل به الحال إلى حد تقسيم طوائف المسلمين إلى ( أرثوذكس ) و ( كاثوليك ) وعرضه للخلافة الراشدة على أنها عصر العلاقات البطريركية في الإسلام وغير ذلك مما لا يحتمله منطق سوي في فهم مسار التاريخ الإسلامي .

وكذلك يقول الدكتور عبد العزيز الدوري في بحثه ( الجذور التاريخية للقومية العربية ) يقول " نحن نريد بدراسة الجذور أن نميز بين العروبة والإسلام في وجهتنا ، إن اعتزازنا بالتراث ، وإعطاءنا القيم منزلتها ، لا يعني اتخاذ الإسلام رابطة سياسية أو إقامة الكيان على أساسه " .

إن لهذه الأبحاث والتوجهات خطورة وتكمن خطورتها الحقيقية في أنها لا تقف عند حد الأوراق ، أي الخلل في البحث الأكاديمي ، وإنما تتعداه إلى التأثير في الواقع الحي المتجدد ، من حيث إيقاعها الخلل والاضطراب في نظرة الإنسان العربي المسلم المعاصر ، إلى تاريخه الذي يمثل مستودع تجارب أسلافه ، ويمثل كذلك معالم مقوماته الحضارية ، التي يستلهمها اليوم ، وهو يخوض في صحوته الجديدة معترك تحديات عديدة ، فصياغة التاريخ بمثل هذا التشويه ، تفصل المسلم عن ماضيه ، ومن المعلوم أن من لا ماضي له يستقي منه التجارب والخبرات فبالتأكيد لا مستقبل له ، فأمة بلا ماضي أو بماض مشوه لا شك أنها أمة تائهة متذبذبة لن تبصر طريقها أبداً ، وهذا عين ما يرمي إليه هؤلاء ، أي أن الأمر ليس مجرد خطأ غير مقصود في تشويههم التاريخ بهذا الأسلوب ، أو زلل عن جهالة ، وإنما الأمر عمد موجه تقصد من ورائه هذه الدارسات المنحرفة ، إلى أن ترسب مفاهيم جديدة وخطيرة في أذهان الناشئة ، تتمثل في إقناعهم بإمكانية عزل مجتمعهم عن الإسلام ، بل ووجوب ذلك !! مستثمرين البحث التاريخي ، في إحداث هذه الخلخلة الفكرية ، عن طريق تشويه مواقف التاريخ وحقائقه ، واتجاهات شخوصه وإعادة ترتيبها ، بما يوافق وجهات عقائدية ومذهبية معينة حيث ينعكس هذا التشويه – ضرورة – على التكوين العقلي والنفسي للمسلم المعاصر ومواقفه من تحديات نهضته الحاضرة .

ولا ريب أن عماد هذا الاتجها من اتجاهت التخريب ، وآلته إنما يمثله منحى ( الإسقاط ) ولا سيما بعد أن فشلت محاولات الدس المباشر في القديم .

إن المارقين مذهبياً وحضارياً وأخلاقياً عندما يتجهون إلى إعادة كتابة التاريخ ، فإن العقلاء لن يفهموا من هذه الوجهة إلا أنها محولة جديدة لتمزيق التاريخ نفسه ، وجعله رقعاً يرقع بها كل منا ثوبه المذهبي المجلوب ، أو يستر بها عواره الحضاري المتغرب .

إن الفوضى والانتهازية ، والتلاعب الفاضح بالأحداث ، وتزويرها الصريح أحيانا ، يقع الآن في تناول الباحثين لأحداث القرن الحالي ، بل العقود القريبة التي خلت ، فكيف بهم إذا امتدت أيديهم – غلت أيديهم – إلى تاريخنا القديم ، والذي يفصلنا عنه القرون الطوال ، والأزمان المتطاولة والحقب المديدة ؟! .

وعلى جانب آخر من تشويه التاريخ يقف مشروع جامعة الدول العربية الثقافي على استعداد لذلك ، فقد عرض الدكتور حسن حنفي رؤيته لما أسماه ( مشروع بناء التراث ) جاء فيه بصدد عرض مبررات ذلك المشروع قوله ( طالما أن الموروث لم يتصرف فيه بعد فإنه سيظل المنبع الأول الذي يغذي الحركات السلفية مشروع إعادة بناء ، التراث – إذن – هو إقامة نهضة شاملة تلي حركة الإصلاح الديني في القرن الماضي وتطورها ، وعلى هذا النحو نضمن التغيير من خلال التواصل لا من خلال الانقطاع حتى نأمن الردة ( تركيا – بولندا ) ، كما نأمن رد فعل الحركة السلفية " أي أن العودة لتجديد الثراث في رأي منظر جامعة الدول العربية ليس بقيمته الذاتية ، وإنما لقطع الطريق على النهضة الإسلامية من خلال الاستفادة منه في إحياء الأمة ولتأمين عملية التغريب والتخريب للمجتمع العربي المسلم من ما أسماه الباحث ( الردة ) ويضرب مثلاً لهذه الردة ما يحدث في ( تركيا ) من يقظة إسلامية ، وعودة إلى الذات وإلى الأصول .

وأذكر القارئ بأن مصطفى كما ( المثل الذي يؤمن به حسن حنفي ) هو من أسقط الحكم الإسلامي ، وفصل الدين عن الدولة ، وألغى اللغة العربية من التعليم ، واستبدل الحرف اللاتيني بالحرف العربي ، ومنع الأذان وحول المساجد إلى متاحف ، وألغى مظاهر الأعياد الإسلامية ، وتتبع كل جزئية في المجتمع تذكر بالانتماء الإسلامي ليقطع دابرها ويمحو آثارها ، أرأيت إلى أي مدى ( خفي ) تذهب بنا دعوة التجديد للتراث ؟ ! .

إن ما نريد أن نلفت الأذهان إليه هنا أيضاً وقد أسلفنا نحوه هو أن تركيز البحث الإسلامية المعاصرة ، على التحديات الخارجية ، والهجوم التبشيري الاستشراقي على حد سواء قد أدى إلى شغلنا طولاً عن إدراك التحديات الأخرى ، بالغة الخطورة تنبع من داخلنا وبين أظهرنا ، ولسنا نبالغ إذا قلنا : إن هذه الهجمات الداخلية هي أبلغ خطراً وأعمق أثراً من أي بث ماد أخر ، يمكن أن تقوم به أجهزة الهدم والغزو الفكري ، بما تتغلف به من ستارات مضللة ، تخدع الكثيرين عن طبيعة مسالكها ، وحقيقة أهدافها ، ومن الضروري هنا ، أن نعيد إلى ذاكرة المسلم المعاصر ، شيئاً مما أثبتته مقررات مؤتمرات التبشير الحديثة ، من مشاريع خطط جديدة تهدف إلى اتخاذ أقرب المسالك ، التي تؤدي إلى غزو العالم الإسلامي فكريا ، وعلى وجه التحديد ، نذكر بذلك التقرير الخطير الذي خلص بعد تأمل العديد من الدراسات النظرية ، والاستقراءات الواقعية في ديار المسلمين – إلى التأكيد على ( أن تبشير المسلمين ، يجب أن يكون بواساطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم ، لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها .

وإذا أضفنا إلى ذلك ما قرره ( أ.لوشاتلييه ) من أن الهدف الأول والمقصود الأكبر ، من عمليات التبشير في ديار المسلمين بالذات هو ( هدم الفكرة الدينية الإسلامية ) استطعنا أن نكشف عن أحد المسالك الخطيرة ، التي يتوجه إليها البث الفكري المعادي وذلك هو مسلك ( هدم الفكرة الإسلامية عن طريف أحد أبنائها ) أو بتغبير آخر ( الغزو من الداخل ) .

ويدفعنا إلى إعادة هذا البيان إلى ذاكرة المسلم المعاصر ، طول التأمل في هذا السيل الدافق من الدراسات الجديدة التي تخوض في قضية ( التراث الإسلامي ) ولا سيما تلك الدراسات التي خرجت ولم تزل من مداد أقلام عرف عنها ( العداء العقائدي ) لمعطيات الفكرة الإسلامية المبثوثة في هذا التراث ، والمستقاة من منارتيه وعماديه ، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ومما يدعو للريبة كذلك في هذا المنحى الجديد إحاطة أوساط التبشير والاستشراق المعاصر لتلك الدراسات وأصحابها بالعطف البالغ والرعاية غير المألوفة ولا السوية ، وحرص هؤلاء وأولئك على الترويج لتلك الدراسات والأبحاث في ديار المسلمين وفي الواقع الفكري الأوربي المعاصر ، الذي بدأ يشهد تحولا ملحوظا صوب الفكرة الإسلامية ، حيث يقدمون هذه الأبحاث على أنها تمثل ( الفكر الإسلامي العقلاني الثائر والمستنير ) .

ومما يزيد الريبة عندنا عمقاً رؤيتنا لبعض الدراسات التي تمثل الجانب العملي لنظرياتهم ، ومن تلك الدراسات مثلاً ، رسالة لنيل الدكتوراة قدمها علي أحمد سعيد ( أدونيس ) تحت عنوان ( الثابت والمتحول .. بحث في الاتباع والإبداع عند العرب ) بإشراف ( رجل دين نصراني ) وقد ترشح صاحبها من قبل دوائر الاستشراق الأوربي المعاصر لنيل جائزة عالمية شهيرة بوصفه ( شاعراً ومفكراً إسلامياً ثائراً ) وإن كانا نهتم هنا بعرض ما قدمته الدراسة من رؤى فاسدة تهدف إلى تشويه ( الفكرة الإسلامية ) ذاتها ، في نظر الإنسان المعاصر إلا أنه لا يفوتنا التنبيه على ما قدمته هذه الدراسة من تشويه واسع لوقائع التاريخ الإسلامي حتى في أشرق صفحاته ونكتفي هنا بعرض نموذج لهذا التشويه في طرح الدراسة تصورها لحادث تولية أبي بكر الصديق للخلافة ، إذ تقول الدراسة ( إن النبوة / الملك / الخلافة ) تأسست والنبي يحتضر في مناخ اقتتال بل يمكن القول بأنها تأسست بمبادرة شبه انقلابية ، أي بشكل من أشكال العنف الأقوى لا الأحق هو وارث النبوة / الملك ، أو هو الخليفة .

وهذه الأكذوبة هي بنصها رجع الصدى من الداخل لمقولات وسموم ( يوليوس فلهوزن ) في كتابه ( تاريخ الدول العربية ) وهي تزوير مفضوح للوقائع يدركه من له أدنى دراية بالواقع الإسلامي آنذاك ، وموازين القوة فيه ولنا أن نسأل أي قوة تلك التي كان يملكها أبو بكر رضي الله عنه وتفوق بها على بني أمية وبني هاشم وبني العباس فضلاً عن الأوس والخزرج ، أصحاب الدار ، وهو الذي عجز قومه عن حمايته في مكة ، فأجاره ( ابن الدغنة ) ليحميه من بطش قريش ؟ أي قوة تلك التي يملكها الصديق ، والتي مكنت له من تحقيق ( الانقلاب بالقوة ) ؟‍ اللهم إلا أن تكون قوة الحق والبصيرة والسبق في الخيرات .

هذه هي أبرز مرتكزات هذا التيار في الهدم ، وما أطلنا الحديث عن أسلوبهم في الإسقاط التاريخي إلا لأنه هو يعتبر أمضى سلاح معهم يستخدمونه ضد أبناء الأمة ، لعزل الأمة عن دينها وأصول شريعتها .

ومن طروحات هذا التيار أيضاً محاولته المستميته في تميع قضية الولاء والبراء ، والدعوة إلى مؤاخاة المؤمنين بعضهم مع بعض والقصود هنا بالمؤمنين هم ( أهل الأديان السماوية الثلاثة ) ، وما طرحوا مثل هذا الطرح إلا بعدما انتهوا من تأصيل فكر هدام آخر هو الجزء الأول من مسلسل هدم أصل الولاء والبراء ، وهو الدعوة إلى مؤاخاة الفرق الإسلامية لا سيما المارقة منها التي بنت دينها على الزندقة والضلال ، مثل الرافضة والقرامطة والخوارج والفلاسفة وغيرهم ، فبعدما انتهوا من الدعوة إلى أن كل من ادعى الإسلام فهو من المسلمين بغض النظر عما ارتكبه من نواقض ، بدأوا بالدعوة الآن إلى ( وحدة الأديان ) وأخوة الأديان وأنها كلها طرق تؤدي إلى الجنة ، رغم أنه ليس بالضرورة أن كل واحد منهم يدعوا إلى هدم الولاء والبراء بشقيه ، إلا أنه حاصل عند كثير منهم ، وأغلب من يحسبون على التيار الإسلامي يركزون في دعوتهم على الشق الثاني .

وبقدر الحسم الذي حسم به الإسلام مسألة ( الهوية ) و ( الولاء والبراء ) بقدر الحسم الواجب على الإسلاميين أن يرفضوا به هذه المحاولات المريبة والتي تنتهي إلى تمييع هوية المسلم وانتمائه وتشتيت ولائه .

والولاء في الإسلام ليس مجرد تشريف أو تعريف أو تقسيم ، بل هو تشريع إلهي تترتب عليه فروض وواجبات وأركان دينية وأحكام عديدة ، والخلل فيها خلل في الدين كله ، فلا يجوز أن نخوض في أصول الدين بمثل هذا العبث ، وإذا كنا نؤمن إيماناً جازماً بأننا أمة مسلمة مرجعيتها كتاب الله وسنة رسوله r وأنهما مصدر الهدى والنور اللذان صنع الله بهما الأمة وأحياها فإن الأمر يصبح أمر ( دين ) فقضية ( الولاء ) والهوية ، ليست من قبيل ( الفكر العام ) حتى يجوز لكل أحد أن يبتدع فيها جديداً أو يستدرك فيها على علماء الأمة وإجماع السلف ، وإنما هي مسألة ( علمية ) بكل ما يحمله ( العلم ) من قداسة وقواعد ومناهج ، وبكل ما يستدعيه ( الاجتهاد ) من شروط وإمكانات ، تبدأ من الشرط الأخلاقي ( العدالة ) ثم الشروط العلمية المتفق عليها .

وبما أن هذا التيار ليس له أصول يعتمد عليها أكثر من اعتماده على العقل والاستحسان ، فمن الصعب ضبط طروحاته الأخرى ، ولكن لا غنى لنا عن معرفة القاعدة الضابطة لطروحاتهم وهي أسلوب ( تكتيك الفكرة ) وهذا الأسلوب يتم عبر عملية بالغة الدقة والتعقيد والخفاء ، لا أجد عبارة تصلح وصفاً سليماً ودقيقاً لها ، سوى عبارة أحد أبناء هذه الطريقة وهو الطيب تيزيني حيث وصفها بأنها ( تكتيك فكري سياسي ) .

هذا التكتيك له – بلا شك – أنماطه ووسائله العديدة والمتنوعة ، حاصلها الاهتمام بصياغة الموقف الفكري على صورة محددة تؤدي إلى ارتباك الحكم أو الفتوى عليها أو تشوشها ، على اعتبار أن ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) .

كما يهتم هذا التكتيك بفن صناعة القضايا والمشكلات الفقهية والفكرية الإسلامية وأيضاً فن ضبط توقيت

إثارة بعض المشكلات الفقهية والفكرية والعلمية الإسلامية التي تطرح كل حين لإشغال الأوساط الإسلامية ، كذلك يخلطوا سمومهم بنوع من الظروف بحيث يمثل ( التوقيت ) إطاراً لصورة الحكم أو الموقف ، ينتهي إلى فهمه على غير المقصود أصلاً منه ، ويهتم ذلك ( التكتيك ) أيضاً بفن إدارة ( الحوار الفكري ) بما يضمن حصره في مناطق معينة ، كذلك من هذا التكتيك ، بل من أخطر أنواعه القدرة على حفر قنوات اتصال فكرية تتصل بأسماع وأفواه من الدعاة والمفكرين ، بحيث تضمن تدفق النشاط الفكري لهم عبر قنوات ومسارات معدة سلفاً ، ومحددة النتيجة ومضمونة المصب .

هذه أساليب وأنماط غريبة ، قد ينظر إليها نفر من القراء كنوع من الألغاز والأحاجي ولكنها في الحقيقة خطط مدروسة ، بعضها يرتكز على أصول ( علمية / نفسية ) يصعب الوقوف على أسرارها ، إلا بالمعاناة الطويلة ، والصبورة في تأمل هذه المجهودات الخاطئة ، وتتبع طرائقها وتأمل أحوال أصحابها ، وتوفيق الله تعالى من قبل ومن بعـد .

ومثل هذه الطرائق والأساليب ، توجب علينا تحذير بعض أهل العلم والدعاة ، من خطورة النظر إلى القضايا المطروحة للحوار الديني نظرة بريئة محضة وخطورة الحديث بتلقائية في المشكلات الفقهية المثارة ، ولا سيما تلك التي تحمل طابعاً عاماً ، يتصل بشئون الحياة العامة ، أو يرتبط بتأصيل نظرة إسلامية عامة أو قيمة أو سلوك أو مبدأ وذلك لأن ( الحوار الديني ) قد تلوث بفعل دخول نفر من المفكرين والكتاب والباحثين إلى ساحة الفكر الإسلامي ، دونما ارتكاز على قواعد أخلاقية وقيم علمية إسلامية ، تحكم نزاهة الحوار وطهارته .

ومحولة سوق شواهد ولمحات دالة على مثل هذا ( الخلل ) و ( التلوث ) في مناخ الحوار الديني ، أمر لا يخلو من إحراجات ، ولكنها لا تمنعنا من ذكر بعضها تمثيلاً ( للأسلوب ) والطريقة التي يمكن أن تحدث ذلك ( التوريط ) أو إن كنا لا نبرئ البعض من القابلية لمثل هذا التوريط .

إن من اعتاد تبسيط ما لا يمكن تبسيطه سوف يكون من الصعب عليه أن يدرك : كيف يحدث أن يشارك محمد الغزالي مع فليب جلاب ولويس جريس في تأسيس مجلة علمانية ( مجلة كل الناس ) ، تنشر الصور العارية على أبناء المسلمين ، في الوقت نفسه الذي يحتدم فيه الخلاف بين ( الغزالي ) ومعارضيه حول ( الحجاب ) الشرعي وهل يشمل الوجه أم لا يشمله !! .

إن من يستبيح لنفسه أن يتهم ( محمد الغزالي ) بأنه ( ينشر الصور العارية ) على أبناء المسلمين ، سوف لا نتردد في تسفيه عقله ، واتهامه في عدالته ولكن كيف وقع ذلك ؟!! .

هذا أيها الصحاب ما أسموه ( التكتيك الفكري ) !! .

أهم مبادئ و أساليب تيار العصرانيين في طرح أفكارهم

وبما أننا استرسلنا في الفصل السابق في ذكر بعض طروحات هذا التيار وضوابط طرحه ، فإننا لن نطيل بذكر أساليبهم في الطرح ومبادئهم في نفث سمومهم ، وسنذكرها على شكل نقاط مختصرة بعد بيان أهمها مفصلاً .

لقد قرر الغزالي تبعاً لسلفه لهم مبدأ في كتابه ( السنة النبوية .. ) من خلال ممارساته مع بعض النصوص مفادها أن الحديث إذا خالف ( التصور العقلي للإنسان ) فله أن يرفضه ويعتبره شاذاً ، ويلقي به خلف ظهره مهما كان إسناده ، ومهما كان من صححوه ووثقوه من علماء المسلمين وأئمة الدين ، بل وضح من كلامه في صـ 16 ـ أنه – لو كان الأمر بيده – لمحا أحاديث بكاملها من صحيح البخاري الذي عجب أنه ما زال يحمل مثل هذه الأحاديث حتى اليوم ؟!

وبهذا الإنقلاب في حركة الفكر الإسلامي ، لم يكن عجباً معه أن نقرأ لمن أسموا كتاب الغزالي ( السنة النبوية ) بأنه ( بيرسترويكا ) إسلامية تشبيهاً له بالانقلاب الإصلاحي السلمي الذي قام به ( الرئيس جورباتشوف ) في الاتحاد السوفيتي على معسكرات الفكر الشيوعي بكامله ! " .

ولهم مبدأ آخر تتركز في تلكم الموزنة التصويرية بالنسبة لموجبات الإسلام ، قد ينتهي إلى مخاطر أخرى لا تقل جلالاً عن السابقة ، حيث يميل صاحب النظرة الكلية إلى التساهل في جزئيات الفقه والتميع مع مستلزمات الشعائر العبادية ، ينتهي به إلى توهين من شأن المخالف لرأيه فيها ، واتهامه بالغلو ، أو بإعاقة مسيرة التقدم الإسلامي ، أو بتشويه صورة الإسلام المشرقة أمام الغرب ، ونحو ذلك من فروضات تنتهي بصاحبها إلى نوع من ( الاستبداد الفكري ) وهو الأمر الذي نحسب أن الغزالي وأضرابه قد وقعوا فيه ، ولا سيما في معالجة قضية الحجاب ، والثياب والفن ونحوها " .

ولهم منحى عجيب مضطرب يسلكونه ليقرروا آراءهم وقبل ذكر منحاهم أذكر قاعدة هي أن ( الخلاف الفكري هو تباين وجهات نظر في العموم ، بينما الخلاف العلمي هو تعارض الأدلة في خصوصيات مضبوطة ) ومن ثم فنحن نؤكد بأن المفكر ليس من حقه ابتداءً أن يخوض في مسألة صحة الحديث من عدمه ، لأن هذا اختصاص أهل العلم ، وخلاف المفكر فيه غير معتبر , وكأنه لم يكن ، وهنا نتحول إلى نقطة مبدئية مهمة هي مكمن الخلل في مواقفهم من الحديث ، ألا وهي أن التوقف أمام دلالة الحديث أو الخلاف في ضبطه وتوجيهه ، أمر لا شأن له بصحة الحديث من عدمه ، وإلا لانتهى بنا الحال إلى أن كل أحد من الناس حتى ولو كان فقيهاً أو صاحب فكر من حقه أن يصحح ما يستقيم مع تفكيره ورؤيته وذوقه من الأحاديث ويضعف ما لا يستقيم في ذلك معه ، ولأصبح كل حديث – بوجه ما – باطلاً لأنك لن تعدم من لا يفهم حديثاً ، أو يتوقف أما دلالة آخر ، أو ينصرف عنها لغيرها ، وغير ذلك من عوارض الفكر والنظر ، وبالتالي يصبح الأمر فوضى ، وتضيع كل قواعد العلم ، ويصبح تسجيلها أو التنبيه عليها أو الإطراء لها مجرد شنشنة لفظية لا وجود لها في الواقع التطبيقي ، وليس من حق أحد أن يرفض صحة الحديث أو يوهن من شأنه ، لمجرد أنه لا يسيغه ولا يتصوره ، وإلا لأصبح الأمر فوضى ولضاعت قواعد العلم وغابت أصولـه .

ومن فرط غرورهم واعتدادهم بآرائهم أن ينفوا رأي الغير بل يصل إلى حد أنهم يطلبوا طلباً صريحاً من خصمائهم في الرأي أن يغلقوا أفواههم تماماً ، متهمين إياهم بنقص الفقه ، كما يقول الغزالي مثلاً عندما يعقب على خلاف في بعض المسائل ( إن من لا فقه لهم يجب أن يغلقوا أفواههم لئلا يسيئوا إلى الإسلام بحديث لم يفهموه ، أو فهموه وكان ظاهر القرآن ضده ) .

ولقد وصل الحديث بما لا يليق مع المخالف إلى حد اتهامه للعشرات من أئمة العلم والدين من الشافعية والحنابلة بأنهم يهينون المرأة ويحقرون شخصيتها حيث يقول الغزالي مثلاً ( فإن الشافعية والحنابلة أجازوا أن يجبر الأب ابنته البالغة على الزواج بمن تكره !! ولا نرى وجهة النظر هذه إلا انسياقاً مع تقاليد إهانة المرأة وتحقير شخصيتها ) .

ولست أظن أن منصفاً يقبل مثل هذا الأسلوب في الحديث عن أئمة الإسلام وعلماء الدين ، مهما كان الرأي المخالف فهو – على الرغم من كل شيء – له اعتباره وقيمته في فقهنا الإسلامي ، قد نقبله وقد نرفضه – بعد النظر في أدلته وفي مبرراته الكاملة لا أن نسوقه هكذا مبتوراً جافاً ! من أن نشنع عليه ونتهم أصحابه بالانسياق الباطل فهذا ما لا يصح وما لا يجوز .

هذا الفريق رأى أنه من غير المجدي طرح القضايا والمسائل الخلافية كوجهات نظر مجردة ، وكذلك رأى أن يتعدى المرحلة التي كان يتناول فيها القضايا الجزئية بطريقة الإثارة والهزء من الشباب الإسلامي ، كمسألة ( اللحية ) و ( الزي ) و ( حجاب المرأة ) ونحو ذلك ، ليدخل مرحلة طرح المسائل الكلية ، وتحديداً أصول الفقه الإسلامي ، على اعتبار أن ( اختلال النظرة ) إلى ( الأصل ) تكفي تماماً لهدم مئات المسائل الفقهية أو تمييعها بحيث يسهل على ( المجددين العلمانيين ) أن يُعيدوا تشكيلها بما يتلاءم والمعطيات الغربية فكراً وسلوكاً وتشريعاً .

والبدء – عادة – يكون بطرح الأصيل المختلف عليه أو المبدأ التفريعي في الأصول لكي يتمهد الواقع لاستقبال مقولات هؤلاء النفر ( كاجتهادات ) فكرية من حقهم أن يدلوا بدلوهم فيها .

خذ مثلاً لذلك ، مسألة ( الفتوى تتغير بتغير الزمان ) ثم يطرح – في البداية – التحفظ بأن ذلك من الأمور ( الاجتهادية ) وطبيعي أن ( الأمور الاجتهادية ) لا توضح ، ولكن بعض أطراف ( اللعبة ) ينقل المسألة نقلة جديدة فيطرح أن الأمور الاجتهادية هي ( ما لا نص فيه ) ثم تتطور المحددات لتصبح الأمور الاجتهادية تشمل ما فيه نص ، طالما ليس نصاً قطعياً ، ثم يأتي الأخير ليحسم المسألة ، أو ليصل إلى نهاية ( النفق ) فيؤكد أن مقولة ( لا اجتهاد مع النص ) التي قال بها الأصوليون ، ليست مسلمة فمن حق العقل أن يجتهد مع النص حتى لو كان نصاً قطعياً ، وهذا المذهب الجديد للدكتور محمد عمارة ويروج له إعلامياً الكاتب فهمي هويدي .

وهنا يفرعون إلى قسمين :

القسم الأول : يتخذ إمامه من ( الطوفي ) الحنبلي ، المتهم في عقيدته والشاذ في اجتهاده ، والذي يرى أن المصلحة إذا تعارضت مع النص قدمت المصلحة وأبطل النص ويلخص أحد المعاصرين وهو أحمد خلف الله مبدأه الخطير بقوله ( والمصلحة لا تتغير بتغير الأزمان فيما لا نص فيه فقط ، وإنما قد تتغير – أيضاً – فيما فيه نص ) .

القسم الآخر : يطرح مسألة ( مقاصد الشريعة ) و ( روح الدين ) وهي مقدمة – عندهم – على النصوص مطلقاً ، لأنه مستقرءات النصوص .

قالمسألة بدأت عند تغير الفتوى بتغير الزمان ، ثم انتهت بتغير ( النص ) ذاته بتغير الزمان والمكان .

ونحن هنا لا يهمنا اتهام هذا الفريق ( بتقسيم العمل ) فيما بين أطرافه ، ومن الواضح أن درجات الجرأة بينهم تختلف من بلد إلى بلد ، حسب قوة رسوخ الدين في هذا البلد أو ذاك ، وإنما المهم لنا أن نكشف لشباب المسلمين تحولات ( الخديعة ) وكيف يتسلسل المكر على طريقة المبدأ اليهودي ( اكسب أرضاً ثم فاوض ) ومن ثم كان سد باب الفتنة من أصله مطلوباً ، لأن الذريعة إلى الباطل باطلة ، مهما جمّلها حاملوها ، فالذي يطرح مقولة ( تغير الفتوى بتغير الزمان ) يتحتم عليه أن يضع هذا المبدأ في الإطار العام لشريعة الإسلام ، وبين الضوابط والحدود التي يتحوط بها العالم لسلامة العمل بهذه القاعدة والشروط التي توجب – أو تمنع – العمل بها ونحو ذلك من مسائل علمية لها أهلها ورجالها .

فالمسألة ليست من قبيل ( الثقافية العامة ) التي يتناولها الكتاب والمثقفون والشعراء بالنقد والتعليق كما يتناولون ( نقد القصيدة ) أو ( المقالة ) على المقهى أو قارعة الطريق سواءً ، وإنما هي مسألة علمية ، تتعلق ( بدين الله ) و ( ديانة أمة بأسرها ) ومن حق أي مسلم ، بل من واجبه أن يرفض القبول بهذه العبارات المطلقة التي تشيع بين الكتاب والمفكرين ، تحوطاً لدينه ، طالما لم تصدر عن ( أهل العلم محفوفة بالبيان والتفصيل الكاملين .

ومن الأمثلة على الأسلوب ( التجديدي ) أيضاً الحديث عن القاعدة الأصولة القائة ( إن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب ) ويتبع ذلك الإلحاح الشديد والمكثف على مسألة ( أسباب النزول ) و ( أسباب الورود ) في الآيات والسنن ، لكي يتمكن ( المجددون ) من بتر أي حكم شرعي لا يتلاءم مع ( العلمانية المجددة ) تحت زعم أنه ( مخصوص بالسبب الذي جاءت فيه الآية أو الحديث ) ومن هنا كان اعتراض ( مجديدي العلمانية ) على هذه القاعدة الأصولية كحسن المالكي الذي أسقط عدالة أكثر الصحابة ونفى الصحبة عنهم ، ورد الآيات المثبتة لعدالتهم بحجة أنها نزلت قبل إسلامهم مقرراً بذلك أن العبرة ( بخصوص السبب وليس بعموم اللفظ ) مخالفاً بذلك أهل السنة قاطبـة .

وحاصل ذلك الاتجاه هو ما يلخصه لنا أحد أبنائه هو الدكتور أحمد كمال أبو المجد بقوله : ( والاجتهاد الذي نحتاج إليه اليوم ويحتاج إليه المسلمون ، ليس اجتهاداً في الفروع وحدها ، وإنما هو اجتهاد في الأصول كذلك ، وكم من مسألة تواجه المسلمين اليوم ، فإذا بحثوها وأعملوا الجهد طلباً لحكم الإسلام فيها أفضى إلى وقفة مع أصول الفقه ) .

والكاتب لم تبلغ به الشجاعة إلى حد التصريح بالمقصود من العبارة الأخيرة فيقول ( أفضى بهم بحثهم إلى تغيير في الأصول )

وقال أيضاً ومهما قال الأصوليون من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهذا أيضاً لا يؤخذ بغير مناقشة ، فكم فعل للنبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله نوع من السنن جاء مرتبطاً بإطار موضوعي معين ، معالجاً لظروف قائمة وثابتة وعارضة .

وعلى الرغم من أنه لم يضرب لنا مثلاً واحداً على ما يضطرنا إلى استئناف النظر في أصول استقرت عشرات القرون ، بالمتفق عليه منها والمختلف فيه ، إلا أن ما يعنينا من الشاهد هو التنبيه إلى أن اتجاه ( التجديد العلماني ) أصبح يرى أن التغيير لم يعد يكفي الوقوف بطلبه عند حد الجزئيات أو الفروع ، بل لا بد من ( الأصول ) و ( الجذور ) لهدمها كلية وهذه غايتهم ليكون إله كل شخص هواه ونفسه واستحسانه .

وبما أننا أطلنا في ذكر بعض مبادئهم ، فلن نطيل في ذكر سماتهم وأساليبهم وذلك لضيق المقام لتفصيل مثل ذلك ولكننا سنذكر نقاطاً إجمالية هي ومن أوضح سمات هذا المنهج وأصحابه :

أولاً : إصدار الأحكام الكلية .

ثانياً : مصادرة آراء الآخرين .

ثالثاً : والتطرف الشديد في تسفيه وإلغاء الرأي الآخر بلا دليل شرعي ، بحيث لا يصح عندهم إلا ما يرونه صحيحاً ولا يستحق البقاء غير آرائهم ‍‍ وهذا منطلق صبياني أو استبدادي تعسفي .

رابعاً : يغلب على أكثرهم أنهم يكتبون نتائج بحوثهم قبل أن يفكروا بمقدماتها .

خامسا ً : سوء الأدب والصلف .

سادساً : المغالطة بأكذوبة القشور واللباب .

سابعاً : طرح الأكاذيب والفرقعة كأكذوبة تحرير المرأة .

ثامناً : فن الإرهاب المصطلحي .

تاسعاً : اصطناع القضايا .

عاشراً : الاغترار بحضارة الغرب وتحوير الشرع ليوافق التقدم الغربي .

الحادي عشر : إطلاق الأحكام قبل مداولة القضية من جميع جوانبها .

الثاني عشر : بين الجرأة والإنكار للنصوص النبوية وللفقه الإسلامي .

الثالث عشر : سوء الظن برجال المسلمين وعلمائهم وعظمائهم .

الرابع عشر : إخضـاع النصوص للفكرة التي يفرضونها حسب أهوئهم ثم التحكم فيما يرفضون ويقبلون من النصوص .

الخامس عشر : تحريفهم للنصوص في كثير من الأحيان تحريفاً مقصوداً وإساءتهم العبارة حين لا يجدون مجالاً للتحريف أو البتر .

السادس عشر : تحوير كلام العلماء وإلزامهم منه بما لا يصح وتحميلهم لنصوصهم مالا تحتمل .

السابع عشر : تحكمهم في المصادر التي ينقلون منها فهم ينقلون مثلاً من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث ، ومن كتب التاريخ ما يحكمون به في تاريخ الفقه ، ويصححون ما ينقله الدميري في كتاب ( الحيوان ) ويكذبون ما يرويه مالك في ( الموطأ ) كل ذلك انسياقاً مع الهوى وانحرافاً عن طريق الحق .

الثامن عشر : أنهم قسموا السنة إلى تشريعية وغير تشريعية ، فألغوا العمل بما يسمونه غير التشريعي .

التاسع عشر : وسعوا من قاعدة ( الخصوصية ، أو قضية العين ) في النصوص فكل نص أرادوا إبطاله حكموا عليه بأنه قضية عين أو خاص بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالشخص الذي قيل بحقه ، واعتبار الحدود تعزيرات وقتية ، وإن كنا لا ننكر تلك القواعد ولكننا ننكر توسيعها بغير الضوابط التي وضعها أهل العلم .

العشرون : موقفهم المريب من أحاديث الصحيحين خاصة ومن أخبار الآحاد ، فالآحاد لا يستدلون بها في العقائد ، وبعضهم لا يرى فيها فائدة تشريعية ، فغير المتواتر لا يقبلونه في التشريع ، وهذا ينطوي على إنكار كلي أو شبه كلي للسنة النبوية .

الحادي والعشرون : إسقاطهم للقياس جملة ، ولا سيما قاعدة سد الذرائع لأنها كما يقول أو زهرة استدراك على الله وتجاوز للنصوص فيردونها لأنها تحجم دائرة المباح الذي يرغبونه ، والغريب أنهم يقولون بصحة قاعدة ( اقتضاء المصلحة ) فمثلاً يبيحون بعض المحرمات الشرعية مثل دراسة البنات في جامعات مختلطة للمصلحة ولا أعرف هنا كيف أباحوا تجاوز النص وهناك حرموا تجاوز النص ، ولكن من عرف أن منطلقهم الشهوة غالباً لا يتعجب من هذا الفقه .

الثاني والعشرون : إبطالهم للإجماع ولحجيته أيضاً فهم يزعمون أنه من المستحيل الإجماع ، لذا لا يوجد في أصول الشريعة ما يسمى الإجماع .

الثالث والعشرون :يرى بعضهم أن الأصل هو الأخذ بالأحكام الكلية للقرآن الكريم لأنه أصح من غيره وفي ذلك غمز لحجية السنة النبوية لا سيما أحاديث الآحاد .

الرابع والعشرون : تطويع الإسلام بكل وسائل التحريف والتأويل والسفسطة لكي يساير الحضارة الغربية فكراً وتطبيقاً .

الخامس والعشرون : التقريب بين الأديان والمذاهب ، بل بين الإسلام وشعارات الماسونية والقومية العربية والاشتراكية وغيرها .

السادس والعشرون : تبديل العلوم المعيارية ( أصول الفقه ) و ( أصول التفسير ) و ( أصول الحديث ) والطعن في صلاحيتها لفهم الشريعة وتقرير عدم فائدتها ، بل والطعن في علماء الأمة حينما قرروها .

السابع والعشرون : الإصرار على أن الإسلام ليس فيه فقه سياسي محدد وإنما ترك ذلك لرأي الأمة بل وسعوا هذا فأدخلوا فيه كل أحكام المعاملات فأخضعوها لتطوير العصر ، وجعلوا مصدرها الاستحسان والمصالح الواسعة غير المنضبطة .

الثامن والعشرون : تتبع الآراء الشاذة والأقوال الضعيفة والرخص واتخاذها أصولاً كلية .

وهم مع انهم متفقون في الجملة على هذه الأصول إلا أن آراءهم تختلف في التطبيقات العملية ، وبعضهم قد يحصر همه وبحثه في بعضها ، وهم على أية حال لا ضابط لهم ولا منهج ، وهدفهم هدم القديم أكثر من بناء أي شيء جديد في الغالب .

وكلمة أخيرة نوجهها إلى علماء الأمة ، وهي ضرورة قيامهم بواجب البيان في هذه المسألة ، لقطع الطريق على الأفكار القلقة المشوشة ، حتى لا تؤذي أجيالنا الجديدة ، أو تمزق طاقات النهوض فيهم ، لأن السبب المباشر في تقدم هذه الأفكار وشيوعها في أوساط المثقفين يرجع إلى انصراف أهل العلم عن معالجة هذه القضايا ، اعتماداً منهم على أنها من المعلوم من دين الله بالضرورة ، فلا يلزم إعادة النظر فيه ، ولكننا اليوم مع الأسف أصبحنا نحتاج إلى تجديد البيان والتذكير والتنبيه على ما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

**********************

الخاتمة

وفي الختام أقول ها نحن أولاء بحمد الله ومنه نمشي بثبات ( يقيني ) واستعلاء ( قطعي ) فوق ( أشلاء المنهج العقلاني ) الوافد بطرفيه الملحد الكافر ، والظال ( المنتسب أهله إلى الإسلام !! وما زالوا !! ، وندوس بحجج الحق المتبخترة ) فوق ( ركام ) باطلهم الآفك الآفل ، ونرتفع بإباء إيماني فوق كل الشبهات ( المتجلجة ) التي ( اخترعها ) إبليس رائد المدرسة العقلانية الأولى حينما قرر بعقله أن النار خير من الطين ، فأورثهم ذلك القياس العقلي الفاسد فتلقفه أفراخهم !! ولا زالوا نسأل الله أن يشغلهم في أنفسهم .

قال الشاعر :

علم العليم وعقل العاقل اخــتلفا



من ذا الذي فيهما قد أحرز الشرفا

فالعلم قال أنا أحرزت غايتـــه



والعقل قال أنا الرحمن بي عــرفا

فأفصح العلم إفصاحاً وقــال له



بأينا الله في قرآنه اتصـــــفا

فأيقن العقل أن العلم سيـــده



فقبل العقل رأس العلم وانصــرفا






**********************






(1) للاستزادة مما جاء في هذه المقدمة وما بعدها من فصول ينظر في الكتب التالية ( كتب جمال سلطان مثل : تجديد الفكر الإسلامي و ثقافة الضرار و أزمة الحوار الديني و الغارة على التراث الإسلامي ) وكتاب ( العقلانيون أفراخ المعتزلة العصريون لعلي حسن عبد الحميد ) وكتاب ( العقلانية هداية أم غواية ) وكتاب ( داراسات في الفرق المعتزلة بين القديم والحديث لمحمد العبده وطارق عبد الحليم ) و ( العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب ) وكتاب ( ظاهرة الإرجاء للشيخ سفر الحوالي ) .



يوسف العييري

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:20 AM
هل قال ابن تيمية بقتل الجاهر بنيته

http://www.sunnahway.net/vb/showthread.php?p=130909#post130909

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:21 AM
بعض الردود مكرر وتوجد فى موضوع الرج على عدنان ابراهيم

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60515-%DD%EC-%C7%E1%E3%DA%CC%D2%C7%CA-%E6%CE%E6%C7%D1%DE-%C7%E1%DA%C7%CF%C7%CA-%C8%ED%E4-%C7%E1%C7%E4%DF%C7%D1-%E6%C7%E1%C7%CB%C8%C7%CA

خطاب أسد الدين
10-06-2015, 07:23 AM
سأضع قواعد لطريقة مناقشة هؤلاء المجترئين على الشريعة

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 06:27 AM
يتصل بالقديانيين ويهنئهم بقناتهم ويقول اان الخصوم يعملون على تشويهكم .
ويقول لهم ان ردكم على السلفية كان فى موضعه وكان ممتازا ويحاول ان يظهر نفسه بانه يرد على السلفية المغايلة .


https://youtu.be/SBGL4kw13EI

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 06:29 AM
https://youtu.be/Ldddupoab4A?t=6

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 06:30 AM
https://www.youtu.be/Ldddupoab4A

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 03:31 PM
مجموعة تغريدات منقولة في الرد على حسن فرحان المالكي
(1) يقول في احدى تغريداته (حديث "اللهم اركسهما في الفتنة ركسا" ودعهما إلى النار دعا) في الدعاء على معاوية وعمرو رواه ابن ابي شيبة وابن حنبل
(2) ونصر بن مزاحم المنقري والطبراني والبزار وغيرهم
(3) الرد على تغريدة (1) و(2) كالتالي: حديث مسند أحمد فيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف الحديث وفيه أبوهلال العكيوهو مجهول
(4) وأبو هلال هو راو الحديث عن الصحابي أبا برزة وهو كما قلنا مجهول فلا يحتج بهذا الحديث أصلا"
(5) وكذلك رواية ابن ابي شيبة فيها ابوهلال بل فيها زيادة (وذلك قبل أن تحرم الخمر) واختلف أهل العلم في سنة تحريم الخمر 4 او 6 أو 8 للهجرة.
(6) ومن المعلوم أن عمرو بن العاص أسلم قبيل الفتح بعدّة أشهر ومعاوية أسلم يوم الفتح وجميع السنوات المختلف فيها في تحريم الخمر كانت قبل الفتح.
(7) ورواية ابن أبي شيبة تقول (قبل تحريم الخمر) فالرواية لو افترضنا صحّتها فهي قبل إسلام عمرو ومعاوية أصلا" ! فكيف يُقال أنها فيهما ؟
(8) أما رواية مسند البزار فهي شبيهة بالرواية التي بمسند أحمد وقال البزار بنفسه (أبوهلال غير معروف) وأيضا" فيه عباد بن يعقوب وهو متروكالحديث .
(9) أما عن الطبراني فوردت روايتين للحديث الأولى فيها عيسى النخعي وهو مجهول عند اغلب العلماء ومن عرفه اتّهمه بالكذب وليث ضعيف الحديث .(10) الثانية للطبراني فيها عمرو بن عبدالغفار الفقيمي متروك الحديث واسحاق الرازي مجهول الحال وكذلك محمد بن حفص بن بهمرد
(11) أما ما ذكره عن نصر بن مزاحم فلا يعنينا ﻷنه كان يذهب مذهب غلاة الشيعة
(12) كان السيوطي يجمع الاحاديث الموضوعة في كتابه (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) وذكر هذا الحديث وابن الجوزي في كتاب الموضوعات الكبرى .
في التغريدات من 1 إلى 12 دحضنا شبهة سند ومتن الحديث بأكثر من طريقة وبالتالي شبهة أن الامام أحمد تعمّد استبدال معاوية بفلان
(13) أما ماقاله أن الامام ابن حنبل أسقط عمدا" بنو أمية من حديث (أبغض ثلاثة أحياء عند رسول الله) حبّا في معاوية ودفاعا" عنه ضد الرافضة فنقول ..
‎‏(14) ان نسب احمد يعود لبني بكربن وائل والتي منها بني شيبان وبني حنيفة،لو كان يتعمد لحذف قبيلة أجداده من باب أولى(بنو حنيفة)
(15) وعندما يقول حسن فرحان: الامام احمد كان يبتر احاديث تذم معاوية عمداً أوليس بوسعه أن لا يوثق الرواية أصلا؟ إن قال:يأبى ورعه أن يكتم علماً.
(16) إن قال يأبى ورعه أن يكتم علماً نقول: أولم يأبى ورعه أن يبتر عمداً؟ فالنتيجة إمّا أن يتّهم الامام احمد في أمانته أو يقرها بلا تجزئة
(17) ويقول حسن فرحان (الحديث السادس الذي يبغضونه وهو صحيح "الخلافة ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضوضا"، والنواصب لا يرضون الا بجعلها خمسين).
(18) وقوله الوارد في (17) بُهتان،فأهل السنة والجماعة يُقرّون بهذا الحديث ولم ينكروه ولكن كما قلنا هو يعتمد على (تكاسلنا) عن مراجعة مصادر معلوماته .
(19) حديث (قاتل عمار وسالبه في النار) يقول أنه يتناول معاوية قطعا" ﻷن معاوية وضع جائزة لمن يأتي برأس عمار؛ فلا دليل انه يتناول معاوية !
(20) حديث(لعن الله الراكب والقائد والسائق) يقول انه في ابي سفيان ومعاوية وابنه يزيد! وهذا الحديث لا أصل الله،لو سلمنا بصحته فلم تُذكر الاسماء.(21) والعقل السليم يعرف أن يزيدا" وُلد سنة 25 هـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي 15 سنة فكيف يكون الحديث في معاوية وابيه وابنه؟! (22) قوله:معاوية وعمرو أقرا بلعنهما عندما سألهما الحسن عند صلحه مع معاوية فلا يقبله عقل!أيسلّم الحسن ويقر المسلمون أمرا" لملعونين باعترافهما؟ .
(23) يقول ان شاتم النبي لا بد من معرفة نيته، أفي شاتم النبي يحتمل صدرك التأويل واحسان الظن؟ وفي الصحابة لا يحتمل؟

(24) يقول حسن (يضطر السلفية لتخطئة النبي اجتهاداً وهذا وكيع أقر بحديث لعن السائق والراكب فرد وكيع أن الرسول دعا ان يُجعل لعنه لمؤمن رحمة)
(25) فقال لرجل لوكيع (أيسرّك أن يُلعن والديك ويكون ذلك رحمة لهما؟ فأُفحِم وكيع) طبعاً هذا كلام حسن فرحان والصحيح (إن افترضنا صحّة الرواية) .
(26) وكيع لم يُقر قول الرجل ولم يُفحم والرواية منقولة في كتاب قصص فسره حسن! يتأول لشاتم النبي بحسن ظن ولوكيع بسوء ظن

(27) يقول حسن فرحان (إن الاحاديث في ذم معاوية من دلائل النبوة) بل دلائل النبوة حديث الحسن (يُصلح الله به فئتين عظيمتين) (جيش يركب البحر)
(28) قال (حديث اللهم اجعله هاديا مهديا، فالناس لم يهتدوا بل ضلّوا) عجباً فتوحاته شرقاً وغرباً كانت ضلالة؟ هل اهتدى بشر للاسلامام ارتدوا؟
(29) ولن أناقش فريته على حديثي (اللهم علمه الكتاب والحساب) (اللهم اجعله هادياً مهدياً) بأنهما ضعيفا الاسانيد لأنه هو المُدّعي والبينة عليه
(30) يقول ( النبي حجته كاملة، فكيف نُصدق أنه يحذر من الدجال "المشكوك" فيه ولا يُحذّر من معاوية؟) تعالوا معي لنرد على هذهالشبهة عقلاً
(31) الآن خصمي حسن وآتي بكل دليل ينتصر لحُجتي على حجته لو كان الرسول عليه السلام حذّر من معاوية من حق بالاجتجاج بذلك؟ حسن فرحان أم علي؟
(32) حسن فرحان يقول أن حديث (إذا رأيتم معاوية على منبري هذا فاقتلوه) ويقول أننا "ضعفناه" او حرفناه والحديث هذا منكر وكذب و(ان اقترضنا صحته)
(33) لو افترضنا صحته،لماذا لم يقتلوه؟ إن قالوا:لم تسمح الظروف وأولوا فنقول: لماذا لم تقبلوا تأويل معاوية في مواضع اخرى زعمتهمقطعيتها بالنص؟
(34) يقول عن حديث (يكون بعدي أمراء.. إلخ) وأنه لا طاعة لأمير في معصية الخالق وأن هذا حديث رواه عبادة وذكره لعثمان يقصد بالامير (معاوية)
(35) وعبادة وصف معاوية بالأمير العاصي؟ (ليس الرسول) هذا رأي عبادة في معاوية ولكن هل قال (كافر ويُخلع؟) ونحن لا ندّعي العصمة لمعاوية ولا علي
(36) من المُنصف هنا ومن المغالي؟ هل نحن عندما نقول نعم معاوية أخطأ ونُقر بالخطأ؟ ام من يستغل (الخطأ والمعصية) ليحولها ويؤولها كفراً ونفاقاً)
(37) وانصافاً للإمام أحمد فالامام أحمد روى الحديث وعبادة بن الصامت لم يقل أن الحديث روي (في معاوية) ولكن طبقه في التعامل مع معاوية كأمير أخط
(38) وعندما أقول أن حسن فرحان يستغل التدليس والايحاء أوحى لكم ان الحديث في معاوية وأوحى ان احمد بتره لكن الواقع انه حديثرُوي وعبادة استدل به
(39) يقول حسن فرحان (أول اختبار للمسلم هو معاوية فأن عرفه فهم الأسلام، ومن لم يعرفه لن يستطيع فهم الاسلام ولا المسلمين ولا كيف سار الاسلام)
(40) طامة فرحانية،، أن يكون اختبار المسلم الأول هو معاوية؟ هل خُلِق الخلق لمعرفة تاريخ معاوية والحكم عليه؟ فما كان اختبار حمزة بن علدالمطلب؟
(41) من العدل الإلهي أن يُختبر جميع المسلمين بنفس الاختبارات فمن أبي بكر إلى آخر المسلمين سنحاسب على التوحيد، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج
(42) وسنحاسب على أخلاقنا وتعاملتا والايمان بالله وكتبه وملائكته ورسله، مثال؛وُلد صيني وعاش بوذياً حتى أسلم في ريعان شبابه،

فصام وصلى وزكى
(43) صام وصلى وزكى وحج، كان صادقاً ، لا يعرف من التاريخ الاسلامي أي شيء لا أبابكر ولا عمر ولا علي ولا معاوية سمع منادياً ينادي للايمان فآمن
(44) توفي هذا الصيني ولم يعرف معاوية ولا علي ولا الزبير ولا الحسن ولا الحسين ولا حسن فرحان هل ينقص ايمانه لأنه لم يمربأول اختبار أقرّه حسن؟
(45) اقرأوا معي هذه الايات سورة الفرقان (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً) يصلون (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
(46) والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً)
(47) (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً، الا من تاب..الاية) حسن يدّعي اتباع القرآن فما يدل على ان معرفة معاوية اول اختبار للمسلم؟
(48) وبعد ان انهينا سلسلة من 47 تغريدة رداً على حسن فرحان ذبّاً عن معاوية انقلوا عني : التغريدة التالية
(49) أتحدى حسن فرحان أن يأتي لي برواية ضعيفة او مكذوبة من كتب التاريخ يحتج فيها الامام علي على معاوية بأنّه كافر
(50) ومعنى (يحتج) يعني ان يأتي برواية يقول فيها علي (يا معاوية نحن احق منك بالأمر لأنك كافر ولأن الرسول قال تموت كافر) (51) ‎‏قد يقول أن الرسول قبل بيعة ابن أبي سلول، وانه عاش مع المنافقين وتصالح صلح الحديبية إن قالها فعندها لكل حادثٍ حديث
(52) ابن فرحان يقول (الشيعة أكثر إسلام منّا 'يعني نفسه' فهم يستضيؤون بنور علي) والله تعالى يقول عن عباده (الذين يستمعون

القول فيتّبعون أحسنه)
(53) مادام أنك تقول ان الشيعة أكثر اسلاما" منك؟ والله يصف عباده بأنّهم يتّبعون الأحسن؟ فلماذا لا تتّبع الأحسن ؟ ام مجرد كلام
(54) يقول حسن فرحان أن الدولة السعودية استبدلت بيت رسول الله بدورة مياه في الحرم المكي وادّعى انه أُنزِل فيه ثلثا القرآن

(55) حسناً عدد السور المدنية 20 سورة غير (12) سورة أُخرى مختلف فيها هذه العشرين سورة تُمثّل 311 صفحة يعني 51٪ من القرآن والثلثان يعني 66٪
(56) كيف يدّعي حسن أن البيت نزل فيه ثلثا القرآن (66٪) منه وصفحات السور المدنية في القرآن أكثر من 51٪ ؟

(57) نستنتج من قوله ان ثلثي القرآن نزل في بيت الرسول ،أنّ الرجل يعرف اننا لن نبحث ولكن هذا ماضٍ انتهى

(58) راجع الصورة، يقول ان معاوية منافق ولا يحب النبي لأنه لا يحب علياً واحتج بقوله ان الحديث صححه الالباني وهذا تلبيس


(59) راجع الصورة، تحدّث الالباني عن هذا الحديث بالتفصيل في كتاب السلسلة الصحيحة وذكر بالأخير (أن اسناده ضعيف)

(60) ‎ كنا نتمنى أن يكون حسن فرحان أكثر انصافاً لأن الألباني لم يصححه بل ذكر أن اسناده ضعيف ألم أقل لكم أنه بارع في الايحاء؟
(61) ‎ فإن كان مجرد قتال علي يعني بغضه ويعني بغض النبي وبالتالي النفاق والكفر فهذا ينطبق على عائشة والزبير وطلحة (حاشاهم)
(62) فما الذي يجعله يُكفر معاوية لقتاله علي ولا يستخدم نفس المقياس على طلحة والزبير إن تأوّل توبتهمل فهذا ينطبق على معاوية ‎
(63) نقول:لاحظوا حسن يقول (صحّحه الألباني) والألباني يقول في كتاب السلسلة الصحيحة (اسناده ضعيف لذلك خرّجته في الكتاب الآخر)
(64) ‎دائماً يتبجّح بأنّه يتّبع القرآن ولا يُقدّم كلام احد على القرآن وهو يُلبّس على الناس ويوحي لهم أنه (أسقط) الألباني
(65) ‎وما يسعني أن أقول يا حسن إلا (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) تتّهم علماء السنة بالتدليس وأنت تتجنّى على الالباني؟
(66) كان بوسعك ان تكتب كلامك دون ان تنسب تصحيحه للألباني هل ضعف الحجة يدفع إلى الكذب؟

(67) لاحظوا تخبّط حسن فرحان فتارة يقول هناك من كفّر معاوية واستنتاجه منطقي ولكن هو يقتصر على انه منافق
(68) ومن ثم يقول ان معاوية انتسب للاسلام كذباً وزوراً وخداعاً ما الفرق بين الكافر مُنتسب زورا وخداعا؟

‏69) يدّعي انه لا يُكفّر معاوية ولكنه يصفه بالمنافق، ألا يعلم أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار،

(70) ‎هو يحاول أن يُبالغ بالذكاء ويظننا سذّج يقول معاوية منافق لكي يتفادى ان يوصف بالتكفيري إذا هو تبنى التكفير على معاوية
(71) ولاثبات براعته الايحائية،، يريدك أن تشكك في (كفر معاوية) لعدم ورود النص ولكنك تقطع بنفاقه بالنص
(71) ‎‏فننسى أن نطالبه بالنص فأغلبنا لضُعف طرقه البحثية واعتماده على تدليس حسن فرحان يعيش دوامة (معاوية ليس كافر ولكن منافق)
(72) والكل يعلم أن المنافق أسوء من الكافر بل شبّه الله المنافقين بالمرتدين (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا)

(73) ايها الاخوة، دخل علينا حسن فرحان متحمساً مرتبكاً في كل مرة يشتتنا برقم حديث وانا اعني كذا وكذا، ألم أقل لكم لعبة ايحاءات؟ تابعو
(74) هنا ذكر رقمين من مصدرين ثم عاد في التغريدة


75 ولاحظوا هنا للمرة الثالثة يحاول التشتيت وربّما خشي فذكر تصحيح (الحاكم) والهيثمي كخط دفاع

(76) وفي المرة الرابعة ذكر حديثا اخر في كتاب اخر للالباني ثم ما لبث ان قال لولا طلب الاخوة لما رددت! شكراً له


(77) لاحظوا امراً هاماً في الصورة هذه والتغريدة التي تليها وسأشرح ما اقصد في التغريدة 79

(78) لاحظ هذه الصورة والصورة بالتغريدة 77 والتعليق في التغريدة 79

(79) ‎أتى مُسرعاً ليرد على شبهة (الألباني) ولاحظ سؤالي (التغريدة 77) وهمّشه أعدت السؤال في التغريدة 78 ولكنه آثر الرد على آخر
(80) ‎‏ أتدرون لماذا؟ هو يعلم أنه لا يجرؤ على المساس بالسيدة عائشة، ويخشى أن يؤوّل موقفها فأقول له إذاً نؤوّل لمعاوية
(81) ‎‏ عموماً هو معنا بالمنشن ويقرأ وله حق الرد، وله حق عدم الرد،، ولكننا له بالمرصاد ‎:)‏ إن سكت سكتنا


(82) أولاً: لاحظوا كيف يوحي للقارئ أن هناك (اتباع لمعاوية) ويقتضي ان يكونوا ضداً لعلي ولو كان منصفاً

(83) ولو كان منصفاً حتى وهو مخالف لقال على الأقل (المدافعون عن معاوية) ثانياً: نحن نقول أن الباعث لمعركة الجمل هو نفسه لصفين
(83) ولا نحتمي بنصوص ، قلنا عدة مرات ان فئة معاوية هي الباغية ولكن هذا لا يقتضي كفرها ونفاقها وعدم قبول توبته
(84) نستشهد بتنازل الحسن (لأنه تنازل) على أن معاوية أهل للخلافة وإلا لسُمّي الحسن بخائن المؤمنين

‏85) ولا يليق بالحسن الشجاع أن يتنازل لشخصٍ يعتقد بنفاقه ونفاق أبيه وابنه، ولكنه يعلم نيّته وهو (أعلم) منّا بسريرته
(86) أمّا ما سيؤرق حسن فهو التناقض التالي: يقول ان الرسول قال اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، وهذا تحذير شديد لمعاوية
(87) فالحسن بناءً على (اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) بين امرين 1. اما أنّه لا يعرف النص! 2. رد تحذير رسول الله باجتهاده
(88) ‎قد يقول ( هو تنازل ولم يره على المنبر) فنقول: إن تمكين معاوية من الخلافة أسهل طريق للوصول إلى المنبر فمن سيمنع الخليفة؟
(89) ‎‏يقول (مروان بن الحكم قتل طلحة) كل الروايات في هذا الجانب ضعيفة وبالعقل، كيف سيقتله وهو من يطالب بدم عثمان ابن عمه؟؟؟
(90) ‎فإن قال: مروان قتله للتأجيج ضد علي نقول: إذاً لا تلم من قال أن قاتل عمّار من جيش علي تأليباً على معاوية؟ وهذا خطأ طبع
(92)نقول: إذا كان قبوله لقصة التحكيم التي قبلها علي (فخرج الخوارج عليه) لا تُعد رجوعاً عن البغي فما هو الرجوع؟
(93) ‎ إن قال: لا، الرجوع بمبايعة علي، نقول:إذا كان علي بنفسه وهو صاحب الحق قَبِل الصلح فتأتي انت بعد 1400 سنة وتقول لا يكفي؟
(94) ‎‏ قوله ان معاوية لم يتب يلزمه الحجّة فإمّا أنه عاش تلك الايام اوانه يتوهّم!وتمكين الله لمعاوية في الفتوحات لا يليق بمجرم!
(95) ‎كون الثلاثة طلحة والزبير وعائشة افضل من معاوية في الاسلام فصدقت، ولكنهم يتساوون مع معاوية في البغي رضي الله عنهم اجمعين
(96) أما قولك أن الثلاثة شاركوا في الثورة ضد عثمان وبني أمية فهذا كذب محض، دعونا يا اخوان نحلل هذا الموقف الغريب جداً
(97) ‎يقول ان الثلاث ثاروا على عثمان ثم ندموا لمقتله فخرجوا على علي (الجمل) ثم ندموا فعادوا هذا فعل صحابة أم لعب أطفال؟
(98) ‎لم يقد طلحة ولا عائشة ولا الزبير ثورة ضد عثمان، بل ناصحوه، ووقفوا ضد من حاصره، والمناصحة كانت مشهورة بين الصحابة
(99) يقول وردت نصوص (آحاد) ان الثلاثة في الجنة وهذا كذب، فالنصوص في دخولهم الجنة متواترة جمع عن جمع
(100) ‎ اما معاوية، فيقول تواتر أنه في النار طبعاً مجرد بيع سمك في البحر أتحداه أن يأتي برواية واحدة صحيحة تقول انه (في) النار
(101) ‎ يقول ان بغي الجمل يختلف عن بغي معاوية، لأن بغي معاوية اقترن بالدعوة الى النار ومن عدل الله ان من يدعو الى النار يدخله
(102) ‎ قال تعالى في سورة الفرقان واصفاً من يشرك ويقتل ويزني (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً الا من تاب..الاية)
(103) ولو لاحظتم في المصحف (لا) الناهية عن التوقف فوق (مهاناً) لكي تُقرأ جملة واحدة مع الاستثناء، وهذا يقودني الى أنر آخر
(104) ‎ هو يحاول ان يثبت أن معاوية لم يتب كغيره ثم يقودك لحديث (يدعونه الى النار) ليثبت انه منافق بلا توبة بناء على فن الايحاء
(105) ‎‏ ويقول ( وضح على أهل الجمل التردد لكن معاوية سخر من حديث عمار) طبعاً بيع عصافير في الهواء شبيه ببيع السمك في البحر
(106) فهو يحتج بأحاديث أهل السنة لأهل الجمل ضد الشيعة ويحتج بروايات الشيعة ضد معاوية، وسأقول لكم كيف
(107) ‎ هو يروي من كتاب العسقلاني حديث (الزبير يقاتل علي وهو له ظالم) ويرد من نفس الكتاب حديث (فئتين عظيمتين من المسلمين)
(108) ‎ يقول ان عائشة تصف معاوية بأنه فرعون الأمة! لاحظت انه لم يعد يذكر مصادره؟ هل يخشى ان نتتبّعها ونفضح الكذب؟
(108) ‎ طبعاً الكلام بلا مصادر يفعله أي أحد وشبهناه بالسمك والعصافير ،، يكذب ويقول ان عائشة تتفق مع علي على نفاق معاوية
(109) ‎ يقول ان طلحة رمى عثمان بالنبل! وقاتل عثمان من جند طلحة! أقول: كذب وافتراء ألا هل بلّغت اللهم فاشهد
(110) ‎‏ يقول ان الناس افترقوا في اهل الجمل الى ثلاثة 1. الشيعة يقولون انهم في النار 2. اهل السنة الاحرار بغاة تابو
(111) ‎‏ 3. الحمقى يحتجون ببغي اهل الجمل على تبرئة معاوية! من قذف عائشة في النار ، (احترمهم) من ذب عنها ، سمّاهم نواصب وحمقى
(112) ‎ طبعا اهل السنة الاحرار فيقصد سنّته وسنّة شيخه الكبيسي وتلميذه عدنان ابراهيم، الاحرار في تكفير من يريدون !
(113) ‎ ثم زاد في الطعن وقال أننا نحب معاوية اكثر من عمر ولفّق رواية في البخاري وقال اقرأوا كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة
(114) وأنا اقول له،، هل كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة موثوق لديك حجة عليك ؟ بالطبع لن يجيب اتحداه ان يقول نعم،
(115) ‎‏ وأخيرا يقول (اهل الجمل كان يطلبون بالثأر من دم عثمان ظاهرا) نقول: هذا يقتضي نفاقهم فهلا أدركتنا بنيّتهم الباطنة؟
(116) ‎ خلاصة حسن يعلم أن طعن عائشة يعني نهايته، فلا يوجد بغي اصغر ولا اكبر لكنه يحاول ان يتملّص ظاهراً ويطعن بين السطور
(117) ‎ يدّعي حسن أنه لم يكن مع معاوية أحد من بيعة الرضوان، والثابت ان المغيرة بن شعبة دعا لمعاوية! فهل يتجرّأ ويكفّر المغيرة!
(118)شي جميل! حسن فرحان يستدل من مستدرك الحاكم! هل يعني انه يثق بالكتاب؟؟؟

(119) ‎ اما ما روي عن عبدالله بن عمرو بن العاص ان رسول الله قال يخرج من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي فخرج معاوية تفصيله يتبع
(120) ‎‏ رُوي في كتاب انساب الاشراف للبلاذري وفي سنده عبدالرزاق بن همام لا يُحتج بحديثه بعدما فقد بصره لأن ابن اخته دلّس عليه
(121) ‎‏ ولقد ذكر ذلك الحافظ واحمد بن حنبل وابن عدي وجميع المحدّثين ويظهر بطلان هذا الحديث متناً وعقلاً في التالي
(122) ‎لماذا لم يحتج بهذه الرواية علي ضد معاوية وهو أحوج إليها؟ هل يُعقل أن يوليه عمر الشام وهو يعلم كفره؟ عمر الذي عزل خالد!
(123) ‎‏ وكيف يُنسب الحديث لراويه عبدالله بن عمرو بن العاص، ولا يُخبر به أباه؟ ليُحذّره من معاوية؟!
(124) ‎ لاحظ كيف ان هذه الرواية تضطرك للطعن في عمر وفي عبدالله بن عمرو بن العاص، وهذا هو ما أردى الشيعة
(125) ‎ بدأوا بمعاوية فاضطروا لتكفير عمرو بن العاص وابنه ومن ثم الطعن في عثمان وثم في الفاروق وثم في ابي بكر،
(126) شاهد الصورة وصف نفسه ب(الشيخ) ثم تكلم عن ما سماه شرك التزكية (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
(127) ‎ توارد خواطر جميل ان تصف نفسك بما يرفعها وبعد ذلك تذم هذا الفعل ‎:)‏ ولكنها ليست كارثة عموماً

(128) الصورة: متابع لمذهب حسن فرحان سيحيل له الحساب يوم القيامة اتق الله يا حسن فيمن أطاعوك


(129) ‏ (الصورة) هل لدى حسن فرحان نفس المصادر السرية النقية التي لا نستطيع فهمها؟ اللهم اهدهم واهدن
(130) حسن فرحان يتدخل في العدالة الالهية كما في الصورة ويقول ان من دعا الى النار لابد ان يكون من اهله
(131) طبعاً هو يريد أن يقول أن معاوية في النار ولكن في الحقيقة لا أعلم ممّن يخشى؟ والرد عليه منصوص في القرآن الكريم(132) قال تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) وهذا الخطاب جاء للنبي فالله وحده يتوب او يعذب(133) وبما أن النص موجه للنبي (ليس لك من الأمر شيء) فمن باب اولى ان حسن ليس له من الامر شيء ان اراد ان يتوب على معاوية او ل
(134) يستغرب حسن فرحان ان يُسلم بموت أحمد 20 الف في حين ارتد بموت الرسول وكفر جماعة من المسلمين!

(135) نقول: الرواة لهذه الرواية لم يكونوا كلهم حنابلة! فهذا ليس زعماً حنبلياً! وهل عند موته آمن ال 20 الفا بأحمد نبياً ؟
(136) الذين أسلموا، آمنوا بالله رباً وبمحمد رسولاً وعند وفاة احمد كان الاسلام مشهور والغير مسلمين تعايشوا مع المسلمين
(137) لو قسنا على مقياسك،، هل يعيب دعوة النبي ان يكون عدد الداخلين في الاسلام بعصر من العصور اكبر منهم بعهد النبي ؟!
(138) ولو قلت ان هذه الرواية لا تقنعك ولا تصدقها فلست ملزم بها! هي خبر من الاخبار لا يضر عدم تصديقه لأنه لا يتعلق بعقيدة
(139) ‏ رداً على ما ورد في الصورة ألم يمدح رسول الله الزبير وهو ظالم لعلي؟ وعائشة التي بغت عليه؟ يتبع

(140) ‏ ظلم الزبير وبغي عائشة لا يتنافى مع حب الرسول لهما فالرسول لا يمدح ظالماً متعمداً للظلم ولا باغياً متعمداً للبغي حاشاه
(141) وماذا تقول عن مدح الله للزبير في عموم قوله (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) يتبع
(142) ‏ فإن قلت هم بغوا بعد نزول الله الآية، فنقول ان الله علم طيب نواياهم اكمل الاية (فعَلِم مافي قلوبهم) من صدق نية واخلاص
(143) لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب عاصياً قط لما أحب غير نفسه! لأن البشر ليسوا معصومين والصحابة بشر
(144) ‏ يتهم حسن فرحان معاوية ومن أيده في صفين بأنهم طلقاء وليس لهم سابقة في الاسلام ومنافقون ودعاة النار ومن اصحابها يتبع!
(145) وثبت ان المغيرة بن شعبة مع معاوية وشهد الرضوان وهو مشمول في عموم آية (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)
(146) ‏ فمن نصدّق؟ النص الذي يرضى على المغيرة بن شعبة بيعة الرضوان أم تحليلات حسن فرحان؟ قلت لكم انه يستغل (تقاعسنا) عن البحث
(147) خصوم معاوية في صفّين لم يصفوه (بالمجرم) وأتى حسن فرحان ليُصدّر أحكامه اما يزيد فلا نحبه ولا نسبه
(148) ‏ يُشبه حسن فرحان (المغيرة بن شعبة) بابن سلول فيقول ان ابن سلول بايع بيعة الرضوان فهل هو مؤمن؟يتبع

(149) فكل من بايع بيعة الرضوان بيده وبلسانه وبقلبه، له سابقة في الاسلام،

(150) ولم ترد رواية صحيحة ان ابن سلول بايع (الصورة ) وردت ان (الجد بن قيس) حضر الحديبية ولكن لم يبايع
(151) ‏ والآن من أقوى دليله؟ الذي يستشهد لايمان وسابقة المغيرة بآية من القرآن؟ او الذي يستشهد لنفاق المغيرة بقياسه بابن سلول؟
(152) علمتنا أن نتبع النص الشرعي وتقول من هم السلفية الذين يعطلون النص بالروايات؟ فمن انت حتى ترمي نص القرآن برواية الواقدي؟
(153) الخلاصة استشهد بأن طلحة بايع الرضوان لذلك فهو ليس كمعاوية عندما اثبتنا ان المغيرة (وكان مع معاوية) بايع الرضوان يتبع
(154) وعندما اثبتنا ان المغيرة بن شعبة وكان مع معاوية) بايع الرضوان قال حسن فرحان (لكل قاعدة استثناء) شاهد الصورة



(155) ‏ (تناقضً الصورة) قضى الله رضاه على المغيرة (الرضوان) فلماذا تجعلونه منافقاً لأنه وقف مع معاوية؟
(156) أرى يا حسن فرحان أن تقول ان موضوع المغيرة يحتاج مزيدا من البحث لأنك ترد على قول القرآن بقول علي!

(157) كل هذا القدح (بالصورة) في المغيرة بن شعبة لأنه مع معاوية؟ تتّبع من نقل لك سيرته وتترك نص القرآن؟

(158) ‏ حسن فرحان يستثني المغيرة بن شعبة من بيعة الرضوان ويقول لكل قاعدة استثناء ويرد آية صريحة برضوان الله بكلام فلان وعلان
(159) ومن ثم قال ان هناك اطلاق وتقييد في القرآن! مثل (يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون)

(160) ‏ وآية ( إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الارض بنا رحبت ثم وليتم مدبرين)

(161) نقول لا ففي آية لم تقولون فكل من يقول مالا يفعل تنطبق عليه ويستثنى من يقول ويفعل
(162) وآية (وليتم مدبرين) فكل من وقع في قلبه العُجب بالكثرة ولّى مدبراً وحتى الذين تولوا شُملوا بالعفو والسكينة
(163) ‏ فأهل السنة لا يستثنون إلا ما استثناه الله ورسوله لو كانت (لقد رضي الله عن مومنين) ممكن تقنعنا ولكن الله عرّفهم ب (ال)
(164) ‏ تخيلوا فقط ليكفر معاوية اضطر لاخراج المغيرة من بيعة الرضوان برد صريح القرآن والتحايل بحجة (التقييد والاطلاق)
(165) ‏ يثير استغرابي اتهامك للآخرين بالتكفير وانت تصف معاوية بأنه أسوء من ابي جهل (رمتني بدائها وانسلت)

166 أهل السنة حكموا العالم الاسلامي قروناً عديدة، متى سمعت بمقتل مخالفينهم؟ وابادة جماعية لهم؟


(167) ‏ أهل السنة وأئمة السلف هم ضحايا التكفير فكُفر احمد وجلد، وكُفر وقتل وصلب الامام احمد بن نصر وكُفر ابن تيمية ومات بالسجن
(168) كم قتل الصفويون من اهل السنة؟ بل كم قتل الفاطميون؟ وفي عصرنا الحاضر، كم قتل بشار الاسد؟
(169) ‏ أنت أنت ،، هل عُذّبت هل تمت استتابتك كونك تخالف جماهير علماء السنة وتستعدي السلف؟ ألست تنعم برغد العيش في دولة سلفية
(170) ‏ نمر النمر كل يوم يدعو للخروج،، هل استُتيب او قتل؟ حسن الصفار؟ وغيرهم؟ اين هم؟ وفي المقابل العرعور مهدور دمه ‎:)‏
(171) انتهى زمن التشويش والناس ترى وتشاهد،، الليبراليون والعلمانيون والصفويون والباطنية قتّلوا وشنّعوا بأهل السنة(172) وصلوا في تونس ومصر وليبيا بإرادة الشعوب بعد ما عانوا قروناً من التمييز يُسجنون بسبب لحية اطلقوها


(173) تقول بلا مصادر والله يقول (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) قدّم ما يشهد لك

174) (ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير) مجموع الفتاوى - ابن تيمية
(175) ‏ ويتضح من التغريدة السابقة ان ابن تيمية وصف الرافضة (الامامية) بمبتدعة من المسلمين، ونسب لهم فضلاً! فأين التكفير ياحسن
(176) وتكفير اهل السنة وائمة السلف مُقنّن جداً ويتّقونه اشد الاتقاء اما (التبديع) فكل مخالف يُبدّع مخالفه
(177) نرجو من المكرم حسن فرحان ان يعطينا مثالاً واحداً ان الدول السنية المتتابعة قتلت شيعياً لأنه سجد لقبر او كفّر الصحابة
(178) ولدينا الوف الامثلة عن ما يفعله نظام بشار الليبرالي - الشيعي وما يدلّسه حسن نصر الله في قتلهم لأهل السنة كل يوم 100
(179) وفي النهاية كما بالصورة،، الذين يقولون لا اله الا بشار وقاداتهم أفضل من معاوية حسبنا الله وكفى

__________________
للمتابعة في تويتر @alfaifawi_a
المشرف على شبكة طريق السنة

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 03:33 PM
مجموعة تغريدات منقولة في الرد على حسن فرحان المالكي:

(1) يقول في احدى تغريداته (حديث "اللهم اركسهما في الفتنة ركسا" ودعهما إلى النار دعا) في الدعاء على معاوية وعمرو رواه ابن ابي شيبة وابن حنبل
(2) ونصر بن مزاحم المنقري والطبراني والبزار وغيرهم
(3) الرد على تغريدة (1) و(2) كالتالي: حديث مسند أحمد فيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف الحديث وفيه أبوهلال العكيوهو مجهول
(4) وأبو هلال هو راو الحديث عن الصحابي أبا برزة وهو كما قلنا مجهول فلا يحتج بهذا الحديث أصلا"
(5) وكذلك رواية ابن ابي شيبة فيها ابوهلال بل فيها زيادة (وذلك قبل أن تحرم الخمر) واختلف أهل العلم في سنة تحريم الخمر 4 او 6 أو 8 للهجرة.
(6) ومن المعلوم أن عمرو بن العاص أسلم قبيل الفتح بعدّة أشهر ومعاوية أسلم يوم الفتح وجميع السنوات المختلف فيها في تحريم الخمر كانت قبل الفتح.
(7) ورواية ابن أبي شيبة تقول (قبل تحريم الخمر) فالرواية لو افترضنا صحّتها فهي قبل إسلام عمرو ومعاوية أصلا" ! فكيف يُقال أنها فيهما ؟
(8) أما رواية مسند البزار فهي شبيهة بالرواية التي بمسند أحمد وقال البزار بنفسه (أبوهلال غير معروف) وأيضا" فيه عباد بن يعقوب وهو متروكالحديث .
(9) أما عن الطبراني فوردت روايتين للحديث الأولى فيها عيسى النخعي وهو مجهول عند اغلب العلماء ومن عرفه اتّهمه بالكذب وليث ضعيف الحديث .(10) الثانية للطبراني فيها عمرو بن عبدالغفار الفقيمي متروك الحديث واسحاق الرازي مجهول الحال وكذلك محمد بن حفص بن بهمرد
(11) أما ما ذكره عن نصر بن مزاحم فلا يعنينا ﻷنه كان يذهب مذهب غلاة الشيعة
(12) كان السيوطي يجمع الاحاديث الموضوعة في كتابه (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) وذكر هذا الحديث وابن الجوزي في كتاب الموضوعات الكبرى .
في التغريدات من 1 إلى 12 دحضنا شبهة سند ومتن الحديث بأكثر من طريقة وبالتالي شبهة أن الامام أحمد تعمّد استبدال معاوية بفلان
(13) أما ماقاله أن الامام ابن حنبل أسقط عمدا" بنو أمية من حديث (أبغض ثلاثة أحياء عند رسول الله) حبّا في معاوية ودفاعا" عنه ضد الرافضة فنقول ..
‎‏(14) ان نسب احمد يعود لبني بكربن وائل والتي منها بني شيبان وبني حنيفة،لو كان يتعمد لحذف قبيلة أجداده من باب أولى(بنو حنيفة)
(15) وعندما يقول حسن فرحان: الامام احمد كان يبتر احاديث تذم معاوية عمداً أوليس بوسعه أن لا يوثق الرواية أصلا؟ إن قال:يأبى ورعه أن يكتم علماً.
(16) إن قال يأبى ورعه أن يكتم علماً نقول: أولم يأبى ورعه أن يبتر عمداً؟ فالنتيجة إمّا أن يتّهم الامام احمد في أمانته أو يقرها بلا تجزئة
(17) ويقول حسن فرحان (الحديث السادس الذي يبغضونه وهو صحيح "الخلافة ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضوضا"، والنواصب لا يرضون الا بجعلها خمسين).
(18) وقوله الوارد في (17) بُهتان،فأهل السنة والجماعة يُقرّون بهذا الحديث ولم ينكروه ولكن كما قلنا هو يعتمد على (تكاسلنا) عن مراجعة مصادر معلوماته .
(19) حديث (قاتل عمار وسالبه في النار) يقول أنه يتناول معاوية قطعا" ﻷن معاوية وضع جائزة لمن يأتي برأس عمار؛ فلا دليل انه يتناول معاوية !
(20) حديث(لعن الله الراكب والقائد والسائق) يقول انه في ابي سفيان ومعاوية وابنه يزيد! وهذا الحديث لا أصل الله،لو سلمنا بصحته فلم تُذكر الاسماء.(21) والعقل السليم يعرف أن يزيدا" وُلد سنة 25 هـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي 15 سنة فكيف يكون الحديث في معاوية وابيه وابنه؟! (22) قوله:معاوية وعمرو أقرا بلعنهما عندما سألهما الحسن عند صلحه مع معاوية فلا يقبله عقل!أيسلّم الحسن ويقر المسلمون أمرا" لملعونين باعترافهما؟ .
(23) يقول ان شاتم النبي لا بد من معرفة نيته، أفي شاتم النبي يحتمل صدرك التأويل واحسان الظن؟ وفي الصحابة لا يحتمل؟

(24) يقول حسن (يضطر السلفية لتخطئة النبي اجتهاداً وهذا وكيع أقر بحديث لعن السائق والراكب فرد وكيع أن الرسول دعا ان يُجعل لعنه لمؤمن رحمة)
(25) فقال لرجل لوكيع (أيسرّك أن يُلعن والديك ويكون ذلك رحمة لهما؟ فأُفحِم وكيع) طبعاً هذا كلام حسن فرحان والصحيح (إن افترضنا صحّة الرواية) .
(26) وكيع لم يُقر قول الرجل ولم يُفحم والرواية منقولة في كتاب قصص فسره حسن! يتأول لشاتم النبي بحسن ظن ولوكيع بسوء ظن

(27) يقول حسن فرحان (إن الاحاديث في ذم معاوية من دلائل النبوة) بل دلائل النبوة حديث الحسن (يُصلح الله به فئتين عظيمتين) (جيش يركب البحر)
(28) قال (حديث اللهم اجعله هاديا مهديا، فالناس لم يهتدوا بل ضلّوا) عجباً فتوحاته شرقاً وغرباً كانت ضلالة؟ هل اهتدى بشر للاسلامام ارتدوا؟
(29) ولن أناقش فريته على حديثي (اللهم علمه الكتاب والحساب) (اللهم اجعله هادياً مهدياً) بأنهما ضعيفا الاسانيد لأنه هو المُدّعي والبينة عليه
(30) يقول ( النبي حجته كاملة، فكيف نُصدق أنه يحذر من الدجال "المشكوك" فيه ولا يُحذّر من معاوية؟) تعالوا معي لنرد على هذهالشبهة عقلاً
(31) الآن خصمي حسن وآتي بكل دليل ينتصر لحُجتي على حجته لو كان الرسول عليه السلام حذّر من معاوية من حق بالاجتجاج بذلك؟ حسن فرحان أم علي؟
(32) حسن فرحان يقول أن حديث (إذا رأيتم معاوية على منبري هذا فاقتلوه) ويقول أننا "ضعفناه" او حرفناه والحديث هذا منكر وكذب و(ان اقترضنا صحته)
(33) لو افترضنا صحته،لماذا لم يقتلوه؟ إن قالوا:لم تسمح الظروف وأولوا فنقول: لماذا لم تقبلوا تأويل معاوية في مواضع اخرى زعمتهمقطعيتها بالنص؟
(34) يقول عن حديث (يكون بعدي أمراء.. إلخ) وأنه لا طاعة لأمير في معصية الخالق وأن هذا حديث رواه عبادة وذكره لعثمان يقصد بالامير (معاوية)
(35) وعبادة وصف معاوية بالأمير العاصي؟ (ليس الرسول) هذا رأي عبادة في معاوية ولكن هل قال (كافر ويُخلع؟) ونحن لا ندّعي العصمة لمعاوية ولا علي
(36) من المُنصف هنا ومن المغالي؟ هل نحن عندما نقول نعم معاوية أخطأ ونُقر بالخطأ؟ ام من يستغل (الخطأ والمعصية) ليحولها ويؤولها كفراً ونفاقاً)
(37) وانصافاً للإمام أحمد فالامام أحمد روى الحديث وعبادة بن الصامت لم يقل أن الحديث روي (في معاوية) ولكن طبقه في التعامل مع معاوية كأمير أخط
(38) وعندما أقول أن حسن فرحان يستغل التدليس والايحاء أوحى لكم ان الحديث في معاوية وأوحى ان احمد بتره لكن الواقع انه حديثرُوي وعبادة استدل به
(39) يقول حسن فرحان (أول اختبار للمسلم هو معاوية فأن عرفه فهم الأسلام، ومن لم يعرفه لن يستطيع فهم الاسلام ولا المسلمين ولا كيف سار الاسلام)
(40) طامة فرحانية،، أن يكون اختبار المسلم الأول هو معاوية؟ هل خُلِق الخلق لمعرفة تاريخ معاوية والحكم عليه؟ فما كان اختبار حمزة بن علدالمطلب؟
(41) من العدل الإلهي أن يُختبر جميع المسلمين بنفس الاختبارات فمن أبي بكر إلى آخر المسلمين سنحاسب على التوحيد، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج
(42) وسنحاسب على أخلاقنا وتعاملتا والايمان بالله وكتبه وملائكته ورسله، مثال؛وُلد صيني وعاش بوذياً حتى أسلم في ريعان شبابه،

فصام وصلى وزكى
(43) صام وصلى وزكى وحج، كان صادقاً ، لا يعرف من التاريخ الاسلامي أي شيء لا أبابكر ولا عمر ولا علي ولا معاوية سمع منادياً ينادي للايمان فآمن
(44) توفي هذا الصيني ولم يعرف معاوية ولا علي ولا الزبير ولا الحسن ولا الحسين ولا حسن فرحان هل ينقص ايمانه لأنه لم يمربأول اختبار أقرّه حسن؟
(45) اقرأوا معي هذه الايات سورة الفرقان (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً) يصلون (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
(46) والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً)
(47) (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً، الا من تاب..الاية) حسن يدّعي اتباع القرآن فما يدل على ان معرفة معاوية اول اختبار للمسلم؟
(48) وبعد ان انهينا سلسلة من 47 تغريدة رداً على حسن فرحان ذبّاً عن معاوية انقلوا عني : التغريدة التالية
(49) أتحدى حسن فرحان أن يأتي لي برواية ضعيفة او مكذوبة من كتب التاريخ يحتج فيها الامام علي على معاوية بأنّه كافر
(50) ومعنى (يحتج) يعني ان يأتي برواية يقول فيها علي (يا معاوية نحن احق منك بالأمر لأنك كافر ولأن الرسول قال تموت كافر) (51) ‎‏قد يقول أن الرسول قبل بيعة ابن أبي سلول، وانه عاش مع المنافقين وتصالح صلح الحديبية إن قالها فعندها لكل حادثٍ حديث
(52) ابن فرحان يقول (الشيعة أكثر إسلام منّا 'يعني نفسه' فهم يستضيؤون بنور علي) والله تعالى يقول عن عباده (الذين يستمعون

القول فيتّبعون أحسنه)
(53) مادام أنك تقول ان الشيعة أكثر اسلاما" منك؟ والله يصف عباده بأنّهم يتّبعون الأحسن؟ فلماذا لا تتّبع الأحسن ؟ ام مجرد كلام
(54) يقول حسن فرحان أن الدولة السعودية استبدلت بيت رسول الله بدورة مياه في الحرم المكي وادّعى انه أُنزِل فيه ثلثا القرآن

(55) حسناً عدد السور المدنية 20 سورة غير (12) سورة أُخرى مختلف فيها هذه العشرين سورة تُمثّل 311 صفحة يعني 51٪ من القرآن والثلثان يعني 66٪
(56) كيف يدّعي حسن أن البيت نزل فيه ثلثا القرآن (66٪) منه وصفحات السور المدنية في القرآن أكثر من 51٪ ؟

(57) نستنتج من قوله ان ثلثي القرآن نزل في بيت الرسول ،أنّ الرجل يعرف اننا لن نبحث ولكن هذا ماضٍ انتهى

(58) راجع الصورة، يقول ان معاوية منافق ولا يحب النبي لأنه لا يحب علياً واحتج بقوله ان الحديث صححه الالباني وهذا تلبيس


(59) راجع الصورة، تحدّث الالباني عن هذا الحديث بالتفصيل في كتاب السلسلة الصحيحة وذكر بالأخير (أن اسناده ضعيف)

(60) ‎ كنا نتمنى أن يكون حسن فرحان أكثر انصافاً لأن الألباني لم يصححه بل ذكر أن اسناده ضعيف ألم أقل لكم أنه بارع في الايحاء؟
(61) ‎ فإن كان مجرد قتال علي يعني بغضه ويعني بغض النبي وبالتالي النفاق والكفر فهذا ينطبق على عائشة والزبير وطلحة (حاشاهم)
(62) فما الذي يجعله يُكفر معاوية لقتاله علي ولا يستخدم نفس المقياس على طلحة والزبير إن تأوّل توبتهمل فهذا ينطبق على معاوية ‎
(63) نقول:لاحظوا حسن يقول (صحّحه الألباني) والألباني يقول في كتاب السلسلة الصحيحة (اسناده ضعيف لذلك خرّجته في الكتاب الآخر)
(64) ‎دائماً يتبجّح بأنّه يتّبع القرآن ولا يُقدّم كلام احد على القرآن وهو يُلبّس على الناس ويوحي لهم أنه (أسقط) الألباني
(65) ‎وما يسعني أن أقول يا حسن إلا (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) تتّهم علماء السنة بالتدليس وأنت تتجنّى على الالباني؟
(66) كان بوسعك ان تكتب كلامك دون ان تنسب تصحيحه للألباني هل ضعف الحجة يدفع إلى الكذب؟

(67) لاحظوا تخبّط حسن فرحان فتارة يقول هناك من كفّر معاوية واستنتاجه منطقي ولكن هو يقتصر على انه منافق
(68) ومن ثم يقول ان معاوية انتسب للاسلام كذباً وزوراً وخداعاً ما الفرق بين الكافر مُنتسب زورا وخداعا؟

‏69) يدّعي انه لا يُكفّر معاوية ولكنه يصفه بالمنافق، ألا يعلم أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار،

(70) ‎هو يحاول أن يُبالغ بالذكاء ويظننا سذّج يقول معاوية منافق لكي يتفادى ان يوصف بالتكفيري إذا هو تبنى التكفير على معاوية
(71) ولاثبات براعته الايحائية،، يريدك أن تشكك في (كفر معاوية) لعدم ورود النص ولكنك تقطع بنفاقه بالنص
(71) ‎‏فننسى أن نطالبه بالنص فأغلبنا لضُعف طرقه البحثية واعتماده على تدليس حسن فرحان يعيش دوامة (معاوية ليس كافر ولكن منافق)
(72) والكل يعلم أن المنافق أسوء من الكافر بل شبّه الله المنافقين بالمرتدين (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا)

(73) ايها الاخوة، دخل علينا حسن فرحان متحمساً مرتبكاً في كل مرة يشتتنا برقم حديث وانا اعني كذا وكذا، ألم أقل لكم لعبة ايحاءات؟ تابعو
(74) هنا ذكر رقمين من مصدرين ثم عاد في التغريدة


75 ولاحظوا هنا للمرة الثالثة يحاول التشتيت وربّما خشي فذكر تصحيح (الحاكم) والهيثمي كخط دفاع

(76) وفي المرة الرابعة ذكر حديثا اخر في كتاب اخر للالباني ثم ما لبث ان قال لولا طلب الاخوة لما رددت! شكراً له


(77) لاحظوا امراً هاماً في الصورة هذه والتغريدة التي تليها وسأشرح ما اقصد في التغريدة 79

(78) لاحظ هذه الصورة والصورة بالتغريدة 77 والتعليق في التغريدة 79

(79) ‎أتى مُسرعاً ليرد على شبهة (الألباني) ولاحظ سؤالي (التغريدة 77) وهمّشه أعدت السؤال في التغريدة 78 ولكنه آثر الرد على آخر
(80) ‎‏ أتدرون لماذا؟ هو يعلم أنه لا يجرؤ على المساس بالسيدة عائشة، ويخشى أن يؤوّل موقفها فأقول له إذاً نؤوّل لمعاوية
(81) ‎‏ عموماً هو معنا بالمنشن ويقرأ وله حق الرد، وله حق عدم الرد،، ولكننا له بالمرصاد ‎:)‏ إن سكت سكتنا


(82) أولاً: لاحظوا كيف يوحي للقارئ أن هناك (اتباع لمعاوية) ويقتضي ان يكونوا ضداً لعلي ولو كان منصفاً

(83) ولو كان منصفاً حتى وهو مخالف لقال على الأقل (المدافعون عن معاوية) ثانياً: نحن نقول أن الباعث لمعركة الجمل هو نفسه لصفين
(83) ولا نحتمي بنصوص ، قلنا عدة مرات ان فئة معاوية هي الباغية ولكن هذا لا يقتضي كفرها ونفاقها وعدم قبول توبته
(84) نستشهد بتنازل الحسن (لأنه تنازل) على أن معاوية أهل للخلافة وإلا لسُمّي الحسن بخائن المؤمنين

‏85) ولا يليق بالحسن الشجاع أن يتنازل لشخصٍ يعتقد بنفاقه ونفاق أبيه وابنه، ولكنه يعلم نيّته وهو (أعلم) منّا بسريرته
(86) أمّا ما سيؤرق حسن فهو التناقض التالي: يقول ان الرسول قال اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، وهذا تحذير شديد لمعاوية
(87) فالحسن بناءً على (اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) بين امرين 1. اما أنّه لا يعرف النص! 2. رد تحذير رسول الله باجتهاده
(88) ‎قد يقول ( هو تنازل ولم يره على المنبر) فنقول: إن تمكين معاوية من الخلافة أسهل طريق للوصول إلى المنبر فمن سيمنع الخليفة؟
(89) ‎‏يقول (مروان بن الحكم قتل طلحة) كل الروايات في هذا الجانب ضعيفة وبالعقل، كيف سيقتله وهو من يطالب بدم عثمان ابن عمه؟؟؟
(90) ‎فإن قال: مروان قتله للتأجيج ضد علي نقول: إذاً لا تلم من قال أن قاتل عمّار من جيش علي تأليباً على معاوية؟ وهذا خطأ طبع
(92)نقول: إذا كان قبوله لقصة التحكيم التي قبلها علي (فخرج الخوارج عليه) لا تُعد رجوعاً عن البغي فما هو الرجوع؟
(93) ‎ إن قال: لا، الرجوع بمبايعة علي، نقول:إذا كان علي بنفسه وهو صاحب الحق قَبِل الصلح فتأتي انت بعد 1400 سنة وتقول لا يكفي؟
(94) ‎‏ قوله ان معاوية لم يتب يلزمه الحجّة فإمّا أنه عاش تلك الايام اوانه يتوهّم!وتمكين الله لمعاوية في الفتوحات لا يليق بمجرم!
(95) ‎كون الثلاثة طلحة والزبير وعائشة افضل من معاوية في الاسلام فصدقت، ولكنهم يتساوون مع معاوية في البغي رضي الله عنهم اجمعين
(96) أما قولك أن الثلاثة شاركوا في الثورة ضد عثمان وبني أمية فهذا كذب محض، دعونا يا اخوان نحلل هذا الموقف الغريب جداً
(97) ‎يقول ان الثلاث ثاروا على عثمان ثم ندموا لمقتله فخرجوا على علي (الجمل) ثم ندموا فعادوا هذا فعل صحابة أم لعب أطفال؟
(98) ‎لم يقد طلحة ولا عائشة ولا الزبير ثورة ضد عثمان، بل ناصحوه، ووقفوا ضد من حاصره، والمناصحة كانت مشهورة بين الصحابة
(99) يقول وردت نصوص (آحاد) ان الثلاثة في الجنة وهذا كذب، فالنصوص في دخولهم الجنة متواترة جمع عن جمع
(100) ‎ اما معاوية، فيقول تواتر أنه في النار طبعاً مجرد بيع سمك في البحر أتحداه أن يأتي برواية واحدة صحيحة تقول انه (في) النار
(101) ‎ يقول ان بغي الجمل يختلف عن بغي معاوية، لأن بغي معاوية اقترن بالدعوة الى النار ومن عدل الله ان من يدعو الى النار يدخله
(102) ‎ قال تعالى في سورة الفرقان واصفاً من يشرك ويقتل ويزني (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً الا من تاب..الاية)
(103) ولو لاحظتم في المصحف (لا) الناهية عن التوقف فوق (مهاناً) لكي تُقرأ جملة واحدة مع الاستثناء، وهذا يقودني الى أنر آخر
(104) ‎ هو يحاول ان يثبت أن معاوية لم يتب كغيره ثم يقودك لحديث (يدعونه الى النار) ليثبت انه منافق بلا توبة بناء على فن الايحاء
(105) ‎‏ ويقول ( وضح على أهل الجمل التردد لكن معاوية سخر من حديث عمار) طبعاً بيع عصافير في الهواء شبيه ببيع السمك في البحر
(106) فهو يحتج بأحاديث أهل السنة لأهل الجمل ضد الشيعة ويحتج بروايات الشيعة ضد معاوية، وسأقول لكم كيف
(107) ‎ هو يروي من كتاب العسقلاني حديث (الزبير يقاتل علي وهو له ظالم) ويرد من نفس الكتاب حديث (فئتين عظيمتين من المسلمين)
(108) ‎ يقول ان عائشة تصف معاوية بأنه فرعون الأمة! لاحظت انه لم يعد يذكر مصادره؟ هل يخشى ان نتتبّعها ونفضح الكذب؟
(108) ‎ طبعاً الكلام بلا مصادر يفعله أي أحد وشبهناه بالسمك والعصافير ،، يكذب ويقول ان عائشة تتفق مع علي على نفاق معاوية
(109) ‎ يقول ان طلحة رمى عثمان بالنبل! وقاتل عثمان من جند طلحة! أقول: كذب وافتراء ألا هل بلّغت اللهم فاشهد
(110) ‎‏ يقول ان الناس افترقوا في اهل الجمل الى ثلاثة 1. الشيعة يقولون انهم في النار 2. اهل السنة الاحرار بغاة تابو
(111) ‎‏ 3. الحمقى يحتجون ببغي اهل الجمل على تبرئة معاوية! من قذف عائشة في النار ، (احترمهم) من ذب عنها ، سمّاهم نواصب وحمقى
(112) ‎ طبعا اهل السنة الاحرار فيقصد سنّته وسنّة شيخه الكبيسي وتلميذه عدنان ابراهيم، الاحرار في تكفير من يريدون !
(113) ‎ ثم زاد في الطعن وقال أننا نحب معاوية اكثر من عمر ولفّق رواية في البخاري وقال اقرأوا كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة
(114) وأنا اقول له،، هل كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة موثوق لديك حجة عليك ؟ بالطبع لن يجيب اتحداه ان يقول نعم،
(115) ‎‏ وأخيرا يقول (اهل الجمل كان يطلبون بالثأر من دم عثمان ظاهرا) نقول: هذا يقتضي نفاقهم فهلا أدركتنا بنيّتهم الباطنة؟
(116) ‎ خلاصة حسن يعلم أن طعن عائشة يعني نهايته، فلا يوجد بغي اصغر ولا اكبر لكنه يحاول ان يتملّص ظاهراً ويطعن بين السطور
(117) ‎ يدّعي حسن أنه لم يكن مع معاوية أحد من بيعة الرضوان، والثابت ان المغيرة بن شعبة دعا لمعاوية! فهل يتجرّأ ويكفّر المغيرة!
(118)شي جميل! حسن فرحان يستدل من مستدرك الحاكم! هل يعني انه يثق بالكتاب؟؟؟

(119) ‎ اما ما روي عن عبدالله بن عمرو بن العاص ان رسول الله قال يخرج من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي فخرج معاوية تفصيله يتبع
(120) ‎‏ رُوي في كتاب انساب الاشراف للبلاذري وفي سنده عبدالرزاق بن همام لا يُحتج بحديثه بعدما فقد بصره لأن ابن اخته دلّس عليه
(121) ‎‏ ولقد ذكر ذلك الحافظ واحمد بن حنبل وابن عدي وجميع المحدّثين ويظهر بطلان هذا الحديث متناً وعقلاً في التالي
(122) ‎لماذا لم يحتج بهذه الرواية علي ضد معاوية وهو أحوج إليها؟ هل يُعقل أن يوليه عمر الشام وهو يعلم كفره؟ عمر الذي عزل خالد!
(123) ‎‏ وكيف يُنسب الحديث لراويه عبدالله بن عمرو بن العاص، ولا يُخبر به أباه؟ ليُحذّره من معاوية؟!
(124) ‎ لاحظ كيف ان هذه الرواية تضطرك للطعن في عمر وفي عبدالله بن عمرو بن العاص، وهذا هو ما أردى الشيعة
(125) ‎ بدأوا بمعاوية فاضطروا لتكفير عمرو بن العاص وابنه ومن ثم الطعن في عثمان وثم في الفاروق وثم في ابي بكر،
(126) شاهد الصورة وصف نفسه ب(الشيخ) ثم تكلم عن ما سماه شرك التزكية (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
(127) ‎ توارد خواطر جميل ان تصف نفسك بما يرفعها وبعد ذلك تذم هذا الفعل ‎:)‏ ولكنها ليست كارثة عموماً

(128) الصورة: متابع لمذهب حسن فرحان سيحيل له الحساب يوم القيامة اتق الله يا حسن فيمن أطاعوك


(129) ‏ (الصورة) هل لدى حسن فرحان نفس المصادر السرية النقية التي لا نستطيع فهمها؟ اللهم اهدهم واهدن
(130) حسن فرحان يتدخل في العدالة الالهية كما في الصورة ويقول ان من دعا الى النار لابد ان يكون من اهله
(131) طبعاً هو يريد أن يقول أن معاوية في النار ولكن في الحقيقة لا أعلم ممّن يخشى؟ والرد عليه منصوص في القرآن الكريم(132) قال تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) وهذا الخطاب جاء للنبي فالله وحده يتوب او يعذب(133) وبما أن النص موجه للنبي (ليس لك من الأمر شيء) فمن باب اولى ان حسن ليس له من الامر شيء ان اراد ان يتوب على معاوية او ل
(134) يستغرب حسن فرحان ان يُسلم بموت أحمد 20 الف في حين ارتد بموت الرسول وكفر جماعة من المسلمين!

(135) نقول: الرواة لهذه الرواية لم يكونوا كلهم حنابلة! فهذا ليس زعماً حنبلياً! وهل عند موته آمن ال 20 الفا بأحمد نبياً ؟
(136) الذين أسلموا، آمنوا بالله رباً وبمحمد رسولاً وعند وفاة احمد كان الاسلام مشهور والغير مسلمين تعايشوا مع المسلمين
(137) لو قسنا على مقياسك،، هل يعيب دعوة النبي ان يكون عدد الداخلين في الاسلام بعصر من العصور اكبر منهم بعهد النبي ؟!
(138) ولو قلت ان هذه الرواية لا تقنعك ولا تصدقها فلست ملزم بها! هي خبر من الاخبار لا يضر عدم تصديقه لأنه لا يتعلق بعقيدة
(139) ‏ رداً على ما ورد في الصورة ألم يمدح رسول الله الزبير وهو ظالم لعلي؟ وعائشة التي بغت عليه؟ يتبع

(140) ‏ ظلم الزبير وبغي عائشة لا يتنافى مع حب الرسول لهما فالرسول لا يمدح ظالماً متعمداً للظلم ولا باغياً متعمداً للبغي حاشاه
(141) وماذا تقول عن مدح الله للزبير في عموم قوله (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) يتبع
(142) ‏ فإن قلت هم بغوا بعد نزول الله الآية، فنقول ان الله علم طيب نواياهم اكمل الاية (فعَلِم مافي قلوبهم) من صدق نية واخلاص
(143) لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب عاصياً قط لما أحب غير نفسه! لأن البشر ليسوا معصومين والصحابة بشر
(144) ‏ يتهم حسن فرحان معاوية ومن أيده في صفين بأنهم طلقاء وليس لهم سابقة في الاسلام ومنافقون ودعاة النار ومن اصحابها يتبع!
(145) وثبت ان المغيرة بن شعبة مع معاوية وشهد الرضوان وهو مشمول في عموم آية (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)
(146) ‏ فمن نصدّق؟ النص الذي يرضى على المغيرة بن شعبة بيعة الرضوان أم تحليلات حسن فرحان؟ قلت لكم انه يستغل (تقاعسنا) عن البحث
(147) خصوم معاوية في صفّين لم يصفوه (بالمجرم) وأتى حسن فرحان ليُصدّر أحكامه اما يزيد فلا نحبه ولا نسبه
(148) ‏ يُشبه حسن فرحان (المغيرة بن شعبة) بابن سلول فيقول ان ابن سلول بايع بيعة الرضوان فهل هو مؤمن؟يتبع

(149) فكل من بايع بيعة الرضوان بيده وبلسانه وبقلبه، له سابقة في الاسلام،

(150) ولم ترد رواية صحيحة ان ابن سلول بايع (الصورة ) وردت ان (الجد بن قيس) حضر الحديبية ولكن لم يبايع
(151) ‏ والآن من أقوى دليله؟ الذي يستشهد لايمان وسابقة المغيرة بآية من القرآن؟ او الذي يستشهد لنفاق المغيرة بقياسه بابن سلول؟
(152) علمتنا أن نتبع النص الشرعي وتقول من هم السلفية الذين يعطلون النص بالروايات؟ فمن انت حتى ترمي نص القرآن برواية الواقدي؟
(153) الخلاصة استشهد بأن طلحة بايع الرضوان لذلك فهو ليس كمعاوية عندما اثبتنا ان المغيرة (وكان مع معاوية) بايع الرضوان يتبع
(154) وعندما اثبتنا ان المغيرة بن شعبة وكان مع معاوية) بايع الرضوان قال حسن فرحان (لكل قاعدة استثناء) شاهد الصورة



(155) ‏ (تناقضً الصورة) قضى الله رضاه على المغيرة (الرضوان) فلماذا تجعلونه منافقاً لأنه وقف مع معاوية؟
(156) أرى يا حسن فرحان أن تقول ان موضوع المغيرة يحتاج مزيدا من البحث لأنك ترد على قول القرآن بقول علي!

(157) كل هذا القدح (بالصورة) في المغيرة بن شعبة لأنه مع معاوية؟ تتّبع من نقل لك سيرته وتترك نص القرآن؟

(158) ‏ حسن فرحان يستثني المغيرة بن شعبة من بيعة الرضوان ويقول لكل قاعدة استثناء ويرد آية صريحة برضوان الله بكلام فلان وعلان
(159) ومن ثم قال ان هناك اطلاق وتقييد في القرآن! مثل (يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون)

(160) ‏ وآية ( إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الارض بنا رحبت ثم وليتم مدبرين)

(161) نقول لا ففي آية لم تقولون فكل من يقول مالا يفعل تنطبق عليه ويستثنى من يقول ويفعل
(162) وآية (وليتم مدبرين) فكل من وقع في قلبه العُجب بالكثرة ولّى مدبراً وحتى الذين تولوا شُملوا بالعفو والسكينة
(163) ‏ فأهل السنة لا يستثنون إلا ما استثناه الله ورسوله لو كانت (لقد رضي الله عن مومنين) ممكن تقنعنا ولكن الله عرّفهم ب (ال)
(164) ‏ تخيلوا فقط ليكفر معاوية اضطر لاخراج المغيرة من بيعة الرضوان برد صريح القرآن والتحايل بحجة (التقييد والاطلاق)
(165) ‏ يثير استغرابي اتهامك للآخرين بالتكفير وانت تصف معاوية بأنه أسوء من ابي جهل (رمتني بدائها وانسلت)

166 أهل السنة حكموا العالم الاسلامي قروناً عديدة، متى سمعت بمقتل مخالفينهم؟ وابادة جماعية لهم؟


(167) ‏ أهل السنة وأئمة السلف هم ضحايا التكفير فكُفر احمد وجلد، وكُفر وقتل وصلب الامام احمد بن نصر وكُفر ابن تيمية ومات بالسجن
(168) كم قتل الصفويون من اهل السنة؟ بل كم قتل الفاطميون؟ وفي عصرنا الحاضر، كم قتل بشار الاسد؟
(169) ‏ أنت أنت ،، هل عُذّبت هل تمت استتابتك كونك تخالف جماهير علماء السنة وتستعدي السلف؟ ألست تنعم برغد العيش في دولة سلفية
(170) ‏ نمر النمر كل يوم يدعو للخروج،، هل استُتيب او قتل؟ حسن الصفار؟ وغيرهم؟ اين هم؟ وفي المقابل العرعور مهدور دمه ‎:)‏
(171) انتهى زمن التشويش والناس ترى وتشاهد،، الليبراليون والعلمانيون والصفويون والباطنية قتّلوا وشنّعوا بأهل السنة(172) وصلوا في تونس ومصر وليبيا بإرادة الشعوب بعد ما عانوا قروناً من التمييز يُسجنون بسبب لحية اطلقوها


(173) تقول بلا مصادر والله يقول (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) قدّم ما يشهد لك

174) (ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير) مجموع الفتاوى - ابن تيمية
(175) ‏ ويتضح من التغريدة السابقة ان ابن تيمية وصف الرافضة (الامامية) بمبتدعة من المسلمين، ونسب لهم فضلاً! فأين التكفير ياحسن
(176) وتكفير اهل السنة وائمة السلف مُقنّن جداً ويتّقونه اشد الاتقاء اما (التبديع) فكل مخالف يُبدّع مخالفه
(177) نرجو من المكرم حسن فرحان ان يعطينا مثالاً واحداً ان الدول السنية المتتابعة قتلت شيعياً لأنه سجد لقبر او كفّر الصحابة
(178) ولدينا الوف الامثلة عن ما يفعله نظام بشار الليبرالي - الشيعي وما يدلّسه حسن نصر الله في قتلهم لأهل السنة كل يوم 100
(179) وفي النهاية كما بالصورة،، الذين يقولون لا اله الا بشار وقاداتهم أفضل من معاوية حسبنا الله وكفى

__________________
للمتابعة في تويتر @alfaifawi_a
المشرف على شبكة طريق السنة

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 03:35 PM
حسن فرحان المالكي من الإلحاد إلى الإلحاد - الشيخ بدر بن علي العتيبي


http://sunnahway.net/books/hsnelhaad.pdf

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 03:37 PM
من أخطاء وتناقضات حسن فرحان (متجدد)
تناقضات حسن:
1-قال في كتاب يموت على غير ملتي إن معاوية مات والصليب في عنقه وهنا نلزم حسن أن يكون معاوية من أهل الجنة لأنه من اهل الكتاب وهم ناجون عنده بل يلزمه أن ينجو غيرهم لأنه قال في مناظرته مع الفارس على قناة وصال إن الله لم يشترط الإيمان بمحمد في آية(إن الذين آمنوا والذين هادوا)ثم قال وماكان ربك نسيا ثم قال إن الملحد إذا بذل وسعه ولم يعرف الله ولم يؤمن به فهو ناج ومن أهل الجنة فمعاوية كيف يدري حسن أنه لو كان منافقا لم يكن معذورا!!

2-يلوم ابن تيمية على أنه قال عن معتب بن قشير(معدود في المنافقين)ويعتبرها تكفيرا من ابن تيمية لمعتب وزعم أن معتب من أهل بدر اعتمادا على ابن إسحاق وليس عنده إسناد يعتمد عليه أنه بدري مع أن الواقدي الثقة عنده قد ذكر أن معتب هو من قال لو كان لنا من الأمر شيء ماقتلنا هاهنا (المغازي ج1 ص296)
فَسَبَقَ إلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ:
مُعَتّبُ بْنُ قُشَيْرٍ [ (2) ] ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الطّائِيّ، حَلِيفٌ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَوَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَزَيْدُ بْنُ اللّصَيْتِ. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أَنْهَكُمْ؟ وَلَعَنَهُمْ وَدَعَا عَلَيْهِمْ، ثُمّ نَزَلَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْوَشَلِ، ثُمّ مَسَحَهُ بِإِصْبَعِهِ حَتّى اجْتَمَعَ فِي كَفّهِ مِنْهُ مَاءٌ قَلِيلٌ، ثُمّ نَضَحَ

قَالُوا: وَنَجَمَ النّفَاقُ، وَفَشِلَ النّاسُ، وَعَظُمَ الْبَلَاءُ، وَاشْتَدّ الْخَوْفُ، وَخِيفَ عَلَى الذّرَارِيّ وَالنّسَاءِ، وَكَانُوا كَمَا قال الله تعالى: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ [ (2) ] وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ وِجَاهَ الْعَدُوّ، لَا يَسْتَطِيعُونَ الزّوَالَ عَنْ مَكَانِهِمْ، يَعْتَقِبُونَ خَنْدَقَهُمْ وَيَحْرُسُونَهُ. وَتَكَلّمَ قَوْمٌ بِكَلَامٍ قَبِيحٍ، فَقَالَ مُعَتّبُ بْنُ قُشَيْرٍ: يَعِدُنَا مُحَمّدٌ كُنُوزَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَأَحَدُنا لاأْمَنُ أَنْ يَذْهَبَ إلَى حَاجَتِهِ، وَمَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إلّا غُرُورًا!
فَحَدّثَنِي صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ ابْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّي لَأَرْجُو أن أطوف بالبيت العتيق وَآخُذَ الْمِفْتَاحَ، وَلَيُهْلِكَن اللهُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَلَتُنْفَقَن أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ-
يَقُولُ ذَلِكَ حِينَ رَأَى مَا بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ الْكَرْبِ. فَسَمِعَهُ مُعَتّبٌ فَقَالَ مَا قَالَ.(المغازي ج2 ص459)
وفي موضع آخر: وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [ (4) ] ، قَوْلُ مُعَتّبِ بْنِ قُشَيْرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ. وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً [ (5) ] ، يَقُولُ أَوْسُ بْنُ قَيْظِيّ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ. وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها [ (6) ] ، مِنْ نَوَاحِيهَا، ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً، يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ.
(المغازي ج2ص494)
وفي موضع آخر ينقل قصة حكم سعد بن معاذ على اليهود وأن سعد لما تكلم وقال(آن لسعد ألاتأخذه في الله لومة لائم) قال الواقدي( وقال معتّب بن قشير: وا سوء صَبَاحَاهُ! وَقَالَ حَاطِبُ بْنُ أُمَيّةَ الظّفَرِيّ: ذَهَبَ قَوْمِي آخِرَ الدّهْرِ.) المغازي ج2 ص511
ثم في نفس الكتاب ج3 ص494 قال الواقدي: قَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ مَسْعُودٍ: سَمِعْت رَجُلًا مِنْ الْمُنَافِقِينَ يَوْمَئِذٍ وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي تِلْكَ الْعَطَايَا، وَهُوَ يَقُولُ: إنّهَا الْعَطَايَا مَا يُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللَّه! قُلْت: أَمَا واللَّه لَأُبَلّغَنّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُلْت. فَجِئْت رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْته، فَتَغَيّرَ لَوْنُهُ حَتّى نَدِمْت عَلَى مَا صَنَعْته، فَوَدِدْت أَنّي لَمْ أُخْبِرْهُ، ثُمّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّه أَخِي مُوسَى! قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ!
وَكَانَ الْمُتَكَلّمُ بِهَذَا مُعَتّبَ بْنَ قُشَيْرٍ الْعَمْرِيّ.انتهى

ومن الكتاب نفسه قال الواقدي: حَدّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدُ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى نَزَلَ بِذِي أَوَانٍ [ (2) ] ، وَقَدْ كَانَ جَاءَهُ أَصْحَابُ مَسْجِدِ الضّرَارِ، جَاءُوا خَمْسَةَ نَفَرٍ مِنْهُمْ: مُعَتّبُ بْنُ قُشَيْرٍ، وثعلبة ابن حاطب، وخذام بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو حَبِيبَةَ بْنُ الْأَزْعَرِ، وَعَبْدُ الله بن نبتل ج3 ص 1045
وفي سيرة ابن هشام:
(قَالَ) : وَعَظُمَ عِنْدَ ذَلِكَ الْبَلَاءُ، وَاشْتَدَّ الْخَوْفُ، وَأَتَاهُمْ عَدُوُّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، حَتَّى ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ كُلَّ ظَنٍّ، وَنَجَمَ النِّفَاقُ مِنْ بَعْضِ الْمُنَافِقِينَ، حَتَّى قَالَ مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ، أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَعِدُنَا أَنْ نَأْكُلَ كُنُوزَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَأَحَدُنَا الْيَوْمَ لَا يَأْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَذْهَبَ إلَى الْغَائِطِ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ مُعَتِّبَ بْنَ قُشَيْرٍ لَمْ يَكُنْ مِنْ الْمُنَافِقِينَ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ.
ج2 ص222
فهذا كلام ابن هشام نقل قولا فهم هو منه أن الناقلين عدوه منافقا ثم نفى عنه ذلك بنقل آخر فالناس اختلفوا فيه ولم يتفقوا عليه فلالوم على من اختلف فيه بعد ذلك
وفي نفس الكتاب
يَقُولُ اللَّهُ (تَبَارَكَ و) [1] تَعَالَى: هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً، وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً 33: 11- 12 لِقَوْلِ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ إذْ يَقُولُ مَا قَالَ. ج 2 ص 246

وفي دلائل النبوة لأبي نعيم قال: - حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ [ص:488] أَيُّوبَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ أَخِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَالنُّعَاسُ يَغْشَانِي مَا أَسْمَعُهُ إِلَّا كَالْحُلْمِ حِينَ قَالَ: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ج1 ص487

وهذ الأثر أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بأسانيدهم عن محمد بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عن جده الزبير قال:فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ماأسمعه إلا كالحلم (يقولون لوكان لنا من الامر شيء ماقتلنا هاهنا..)
أسانيد الأثر:
قال الطبري حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ابن إسحاق ثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن عبدالله بن الزبير عن الزبير به..
ضعيف من أجل سلمة بن الفضل وابن حميد ..

قال ابن أبي حاتم :ثناأبي ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبدالله بن إدريس قال قال ابن إسحاق فحدثني يحيى بن عباد عن ابن عبدالله بن الزبير عن أبي عن عبدالله بن الزبير به..
إسناده صحيح
وعند البيهقي في دلائل النبوة بإسناد جمعي: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدثنا يونس ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ (ح) ويَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ يَهُوذَا- أَحَدِ بَنِي قُرَيْظَةَ- عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ. قَالَ: قَالَ مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ- أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ- وَكَأَنَّ مُحَمَّدًا يَرَى أَنْ نَأْكُلَ مِنْ كُنُوزِ كِسْرَى، وَقَيْصَرَ وَأَحَدُنَا لَا يَأْمَنُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى الْغَائِطِ

محمد بن يعقوب الأصم شيخ الحاكم وهو إمام مشهور وثقه الخليلي في الإرشاد
وأحمد بن عبدالجبار ضعيف و سماعه للسيرة صحيح
فيه يونس بن بكير فيه خلاف كبير يكتب حديثه ولايحتج به
واحتج به حسن فرحان
ويزيد بن رومان ثقة هذا الإسناد الاول
ثم يزيد بن زياد ثقة
ومحمد بن كعب القرظي ثقة حجة
وفيه انقطاع بين محمد بن كعب ومعتب فالحديث في قول معتب من مرويات ابن إسحاق ولم يجزم بنفاقه كما ذكر ابن حجر ولذلك قال ابن تيمية (معدود في المنافقين) ثم إن النفاق لم يكن معروفا في غزوة بدر ولاقبلها إنما ظهر بعدها
ولايلزم أن معتب قال الكلمة نفاقا لكنها كلمة خطيرة رد عليها القرآن ولذلك عده بعضهم منافقا بسببها


ثم إن حسن قال في دمشقية(متهم بالشذوذ) ثم برر لنفسه وقال : (قلت متهم يعني هناك أناس اتهموه ولايعني أني انا أتهمه)..نقول إن ابن تيمية قال(معدود في المنافقين) فلماذا حملت ابن تيمية على أنه هو الذي يعد معتب في المنافقين!!
3-في كتاب يموت على غير ملتي (ص131) قال لعل السلفية المحدثة اكذب الناقلين يقصد من كل المذاهب وفي كتاب الدبيلة ص 87 قال إن رواياتهم أثبت سندا ومعنى من الشيعة ثم في كتاب (اذا رايتم معاوية على منبري فاقتلوه ص22)عتب على الشيعة عدم اهتمامهم بالقرآن وعلم الرجال وذكر انه قليل جدا بالنسبة لاهتمام اهل السنة بعلم الرجال

4-ذكر في كتاب الدبيلة ان معاوية حج اول حجة وعمره 60 سنة وفي كتاب( اذا رايتم معاوية على منبري)قال انه حج عام 23 وذلك لانه احتاج ان يجعل معاوية يحج تلك السنة لكي يقول انه وجد في المدينة بعد الحج اثناء اغتيال عمر لكي ينطبق عليه الحديث الموضوع
50- من أخطائه قال( إن البخاري لم يرو عن أحمد حديثا واحدا) ..لكن البخاري روى عن أحمد ثلاثة أحاديث وقلة مروياته له سبب معروف ذكره ابن حجر وغيره ليس هذا مجاله
51- في حديث يموت معاوية على غير ملتي جعل شيخ البلاذري هو إسحاق بن إسرائيل لأنه اشتهى فمااستحى
ولايعرف للبلاذري عنه رواية وأما إمكانية اللقاء وحدها فلاتنفع بعد مادون العلم كله
والبلاذري نفسه ليس له توثيق في الحديث بل ذكر في سيرته مايجرح عدالته
قال الوافي بالوفيات ج3 ص104 بترجمته
وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالماً فاضلاً شاعراً راوية نسّابة متقناً، وكان مع ذلك كثير الهجاء بذيء اللسان آخذاً لأعراض الناس. وتناول وهب بن سليمان ابن وهب لما ضرط فمزّقه
أما الدبري فسمع بعد التخليط ذكره العلائي في كتابه المتخلطين بعد الرواة الذين رووا عنه بعض الاختلاط ، وكذا من روى عنه قبل الاختلاط .
كتاب المختلطين ـ العلائي ـ ص75 ـ تحقيق وتعليق : د. رفعت عبد المطلب ، وعلي عبد الباسط :
" وممن سمع منه قبل الاختلاط :
أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، ووكيع في آخرين.
وممن سمع منه بعد اختلاطه :
أحمد بن محمد بن شبويه ، وإبراهيم بن منصور الرمادي ، ومحمد بن حماد الطهراني ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ... "
وعلى كل حال فالحديث ليس في المصنف فسواء كان من رواية إسحاق بن إسرائيل أم غيره فالبلاء في حفظ عبدالرزاق أو في ابن أخته الرافضي الذي يدس عليه
ولو كان الحديث رواه عبدالرزاق واعتقده لما ترضى عنه فقد ترضى عنه في المصنف حديث رقم 1791 وحديث رقم 18715
6- وثق حسن فرحان (نصر بن مزاحم) الرافضي المتروك وقدم توثيق أبي الفرج الأصفهاني له على تضعيف أحمد بن حنبل وأئمة أهل السنة وبرر لذلك بأن الأصفهاني شيعي معتدل محب لأهل البيت
التعليق:
الأصفهاني شعوبي والذين يقولون إنه شيعي اعتمدوا على كلام غير المحققين ومن شاء قرأ كتاب الأغاني أو كتاب السيف اليماني في نحر الأصفهاني وهو من نسب إلى آل البيت السوء ومنهم سكينة بنت الحسين زعم أنها تبدو للشعراء يتغزلون بها ويصفونها وأن سطح منزلها سقط من الرقص في حفلة غنائية

نصر بن مزاحم:
يروي عن قيس بن ربيع عن جابر الجعفي عن الشعبي...فهذا إسناد الوضاع جابر الجعفي
قال الذهبي: رافضيٌ جلد، تركوه وقال العقيلي: شيعي في حديثه اضطراب وخطأ كثير. وقال أبو خيثمة: كان كذاباً. وقال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال العجلي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال الخليلي: ضعفه الحفاظ جداً وذكر له ابن عدي أحاديث وقال: هذه وغيرها من أحاديثه غالبها غير محفوظ
فهل المتأخرون العوام المخلطين أوثق من الأئمة المتقدمين!!
قال النجاشى الرافضي : (نصر بن مزاحم المنقري العطّار، أبو المفضّل: كوفى، مستقيم الطريقة، صالح الامر، غير أنه يروي عن الضعفاء. كتبه حسان، منها: كتاب الجمل.
أخبرنا محمد بن جعفر، قال: قرأت على أبي العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد، كتاب الجمل رواية يحيى بن زكريّا بن شيبان، عن نصر بن مزاحم.
كتابه صفّين، أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن سعيد الاخمسى، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم بكتابه صفّين.
وبهذا الطريق كتابه النهروان، وكتابه الغارات، وكتابه المناقب، وكتابه مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب أخبار محمد بن إبراهيم، وأبي السرايا.
فأمّا طريقنا إليه من جهة القمّيين فإنه: أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي علي البرقى، قال: حدّثنا أبو سمينة، عنه بكتابه).
أخبرنا محمد بن جعفر، قال: قرأت على أبي العبّاس الجمل رواية يحيى بن زكريّا بن شيبان، عن نصر بن مزاحم.
كتابه صفّين، أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن سعيد الاخمسى، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم بكتابه صفّين.
وبهذا الطريق كتابه النهروان، وكتابه الغارات، وكتابه المناقب، وكتابه مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب أخبار محمد بن إبراهيم، وأبي السرايا.
فأمّا طريقنا إليه من جهة القمّيين فإنه: أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي علي البرقى، قال: حدّثنا أبو سمينة، عنه بكتابه).
وقال الشيخ (772): (نصر بن مزاحم المنقرى، له كتب، منها: كتاب الجمل، وكتاب صفّين، وكتاب مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب عين الوردة، وكتاب أخبار المختار، وكتاب المناقب، وغير ذلك. وعدّه في رجاله من أصحاب الباقر عليه السلام (3)، ووصفه بالكوفي.
روى عن عمرو بن سعد، وروى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب. كامل الزيارات: الباب (23)، في قول أمير المؤمنين في قتل الحسين عليهما السلام. الحديث 2.
وروى الصفّار، عن محمد بن حمّاد الكوفي، عن أخيه، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا فينا من صلت آدم، فتعرف بذلك حبّ المحبّ وإن أظهر خلاف ذلك بسبيله (بلسانه)، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبّنا أهل البيت، بصائر الدرجات: الجزء 6، باب في الائمة أنهم يعرفون من يدخل عليهم بالخير والشرّ، والحبّ والبغض (9)، الحديث 2.

روى نصر بن مزاحم، عن زرارة، وروى عنه يوسف بن على. الكافي: الجزء 6، كتاب الاشربة 7، باب شارب الخمر 15، الحديث 12.
وروى عن عمرو بن سعيد، وروى عنه محمد بن على. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل...، 81، الحديث 2.
وروى عن عمرو بن شمر، وروى ابنه الحسين، عنه. التهذيب: الجزء 4، باب علامة أوّل شهر رمضان وآخره...، الحديث 456.
وروى عنه عبد الرحمن بن عبد اللّه الخزاعى. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4، باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام 117، الحديث 1.

وقد ذكره من الشيعة أيضا آغا برزك الطهراني في كتابه(الذريعة إلى تصانيف الشيعة)وذكر كتابه (الجمل) قال: ( 598 : كتاب الجمل ) لنصر بن مزاحم المنقري العطار الكوفي ، ذكره الشيخ والنجاشي ، وله كتاب صفين المطبوع بإيران.

قال الزركلي في الأعلام : ( أبو الفضل : مؤرّخ ، من غلاة الشيعة ، كان عطّاراً بالكوفة ، وولاّه أبو السرايا سوقها ، ثم سكن بغداد ) .
وعده الطوسي من أصحاب الإمام الباقر
وذكر روايات النص على الأئمة الاثني عشر وروايات والأشعار في وصاية علي
روى نصر رواياته التاريخية عن إحدى وأربعين شيخاً جلهم من الشيعة وممن سكن الكوفة، ومن أبرزهم: عمرو بن شمر الجعفي (ت157هـ-773م)، وعمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي (ت180هـ-796م)، وقد أخذ عنه نصر قرابة نصف مادة كتابه "وقعة صفين".
ولاشتباه أمره كتب بعض الرافضة بحوثا يناقشون فيها هل هو رافضي مثلهم أم من العامة لكنه قريب منهم جدا

ومن مروياته: -في وقعة صفين: نصر عن عمر ، حدَّثني عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة الثقفي عن ابيه عن عبد خير (6) قال : كنت مع علي اسير في ارض بابل . قال : وحضرت الصلاة صلاة العصر . قال : فجعلنا لا نأتي مكاناً إلاَّ رأيناها أفيح من الاخر . قال : حتّى اتينا على مكان احسن ما رأيناوقد كادت الشمس ان تغيب . قال : فنـزل علي ونـزلت معه . قال : فدعا الله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر . قال : فصلينا العصر ، ثمَّ غابت الشمس
مامعنى (تضعيف مذهبي)؟
معناه أن العلماء اعتقدوا أن معاوية صحابي إذن فأي راوي يروي حديثا في ذمه فهو مجروح
وإن كان ثقة..
والقول نفسه في حسن فرحان فإنه اعتقد أن معاوية كافر منافق فإذا رأى الرواية في ذمه وثق رواتها وإن كان بعضهم له كتب تدل أنه رافضي حقا كنصر بن مزاحم

ذكر في كتاب إذا رأيتم معاوية على منبري ص35 فاقتلوه أن القطيعي الذي روى المسند عن عبدالله بن احمد بن حنبل قال إن القطيعي ولد عام 286 وأن عبدالله بن أحمد توفي عام 290 فكيف سمع منه المسند وعمره 4 سنوات
الجواب
ذكر الذهبي وغيره أن القطيعي ولدعام 274

من تناقضات حسن:
من تناقضات حسن:
كان ديدن حسن اتهام معاوية باستصفاء الغنائم والاستئثار بالمال ولكنه في كتابه (إذا رأيتم معاوية على منبري)ص6 قال(لاننكر دهاءه ولاعقله ....ولابذله للاموال وسخاءه بحقوق المسلمين)
كذلك هو اعترف أن القرآن وصف المهاجرين والأنصار بالمفلحين وطالب بتسميتهم بذلك ولكنه في الرواية الموضوعة التي فيها أن الصحابة رأوه على المنبر فلم يقتلوه فلم يفلحوا ولم ينجحوا أقرها رغم انها تخالف القرآن ففيها أنهم لم يقتلوا معاوية فلم يفلحوا ولم ينجحوا فأين ردك للحديث إذا عارض القرآن

..
في ص22 من كتاب إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ذكر عدم اهتمام الشيعة بعلم الرجال وبالقرآن وذكر ذلك بعتاب أخوي رقيق محب ليس كنقده الهجومي الحاقد لأهل السنة بل اعترف أن أهل السنة يحفظون القرآن ويهتمون بعلم الرجال وعندهم مادة ضخمة من ذلك
إلا أنه قال إن أهل السنة لايتدبرون القرآن وذكر تفرد الزيدية بالاتصاقهم بالقرآن أكثر من السنة


من تناقضات حسن:
أن من أسلم بعد الحديبية ليس بصحابي ثم يكتب مقالا عن نبش قبر الصحابي حجر بن عدي
ومن تناقضاته
وحسن فرحان يتكلم عن هوى ولذلك بعد صفحات في ص46 احتاج إلى توثيق علي بن سعيد شيخ ابن عدي فقال:وابن عدي محدث وهو أعرف بمايأخذ عن شيخه حتى وإن كان في شيخه كلام فهو أحرى أن يختار منها مايصح لاسيما وأن ابن عدي لم يحمل شيخه ذنب هذا الحديث!!!.
فهو هنا احتاج لتوثيق علي بن سعيد في هذه الرواية لكي نقبل روايته بثلاثة أمور:
1-أن ابن عدي تلميذه وهو أعرف بمايأخذ منه
2-ان ابن عدي محدث
3-أن ابن عدي لم يحمل شيخه ذنب الحديث
وإذا عدنا إلى المتابعة المزعومة لعلي بن زيد بن جدعان وجدنا أن حسن ضرب بقول ابن حبان في شيخه عرض الحائط
رغم أن الامور الثلاثة السابقة موجودة وهي:
1-ابن حبان محدث
2-هو تلميذه وهو أعرف بمايأخذ منه
3-ابن حبان حمل شيخه ذنب الحديث


من تناقضات حسن فهمان
في كتابه (مع الشيخ عبدالله السعدص137

قال في تعيفه لحديث(إن ابني هذا سيد):

في قوله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بن علي – رضي الله عنهما - : ( إن ابني هذا سيد ) الذي رواه البخاري: ( الأقرب في الحديث أنه مرسل لا يصح وإن دندن حوله النواصب ليس حباً في الحسن ولا في صلحه ولكن طعناً في الإمام علي وحربه للبغاة ) !!

ثم في كتاب (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)ص52و53
نقل رواية عن الحسن البصري أخرحها البلاذري
فقال:
هذا الإسناد صحيح إلإسناد إلى الحسن البصري فممن سمعه؟أرجح أنه سمعه من أبي نضرةأوأبي سعيد...إلى أن قال:والمتقدمون يرسلون كثيرا ولايعتمدون على ذكر الاسناد...وقد ذكر ابن عبدالبر ان الاصل في الرواية القديمة كانت الارسال..الخ

واستمات في تصحيح مرسل الزهري...



إلحاقا بالنقطة السادسة في المشاركة الأولى وهي توثيق حسن فرحان لنصر بن مزاحم اعتمادا على توثيق أبي الفرج الأصفهاني له وأن أبا الفرج الأصفهاني شيعي معتدل محب لأهل البيت

فالصحيح أن هذا الأصفهاني دجال شعوبي زنديق يطعن في أهل البيت فقد روى من الطعون في أهل البيت الكثير وهذه أمثلة ومن أراد الاستزادة إما يقرأ كتابه الاغاني وإما يرجع لكتاب وليد الأعظمي واسمه السيف اليماني في نحر الأصفهاني


هذه بعض طعون أبي الفرج في أهل البيت وخاصة سكينة بنت الحسين بن علي

1- وقع في زوجة الإمام الحسن بن علي وزعم أنها كشفت قناعها بعد وفاة الحسن أوطلاقه لها وبرزت للرجال وجلست تسمع لغناء المغني الشهير معبد وأسمعها أبياتا في التغزل بها(الأغاني 12/197)
2- المغنون يجتمعون عند الحسن بن الحسن بن علي وأنه اختطف مغنيا شهيرا –ابن عائشة-وحبسه في ضيعة له خارج المدينة وحلف عليه أن يغني له وهو يأبى..مع أنه من رجال الحديث الثقات (الأغاني 1/227)
3- ذكر ان الحسين بن علي كان في مجلس معه أشعب وأعرابي فاستأذن أشعب الحسين أن يسلح على الأعرابي..وهي رواية لاتليق بأن تكتب فكيف أن تحدث في مجلس فيه الحسين بن علي..(الأغاني 19/153)
4-ذكر أن سكينة بنت الحسين اجتمع عندها نسوة من نساء المدينة فتذاكرن الشاعر عمر بن أبي ربيعة وتشوقن إليه فقالت سكينة أنا لكن به فأرسلت إليه رسولا وأغوته عن زيارة قبر النبي فجلس معهن ليلة كاملة(الأغاني 1/105)
5-ذكر أن سكينة بنت الحسين حجت ثم بعد الحج دخل عليها اثنان من كبار المغنين يتحاكمان إليها في أغانيهما وتبدو هي خبيرة بالغناء تفصل بينهم في خلافهم(الأغاني (2/365)
6-ذكر اجتماع المغنين في بيت سكينة بنت الحسين وأنها دعت من اجلهم الناس وجعلت حفلا فازدحم الناس في سطح البيت حتى سقط ومات تحت الهدم ناس..(الأغاني/355)
7-ذكر أن ابن سريج المغني تاب فاغتمت سكينة بنت الحسين لتوبته غما كبيرا فطلبت من خادمها أن يحتال لها حيلة لكي يغنيها ابن سريج فتحيل لها حتى أدخل عليها ابن سريج فقالت له:برئت من جدي إن برحت داري ثلاثا وبرئت من جدي إن انت لم تغن إن خرجت من داري شهرا....ألخ (الأغاني (17/42-45)
وفي نفس الرواية حلف خادمها ببيت النار وهو معبد المجوس فتبين أصل الرواية المجوسي
8-ثم ذكر زيارة الفرزدق لسكينة بنت الحسين وأنه رأى عندها جارية أعجبته فقال لسكينة :إن أنا مت فمري بي أن أدرج في كفن وأدفن في حر –أي فرج- هذه –وأاشار إلى الجارية فضحكت سكينة وأمرت له بها..(الأغاني 8/38-39)
9-ذكر أن سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة اختصمتا أيهما أجمل فتحاكمتا إلى عمر بن أبي ربيعة الشاعر فقال أنت ياسكينة املح وعائشة أجمل فقالت سكينة قضيت لي والله عليها(الأغاني 16/151) فهل يليق ببيت النبوة أن يجروا مسابقات جمال والحكم رجل معروف في شبابه بالغزل والجلوس إلى الفواسق
10-ذكر أن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب يجلس إلى عزة الميلاء وهي تغنيه ويهز رأسه طربا (الأغاني 4/212)
فإذا كان هذا كذبه على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بكذبه على غيرهم كالأمويين وغيرهم
وقد كذب على سادات التابيعن وأكثرهم وقارا تلميذ ابن عباس الذي لم يخرج فراشه من المسجد الحرام عشرين سنة عطاء بن أبي رباح أنه يرقص لغناء ابن سريج وأن ابن جريج الراوي الكبير تلميذ عطاء أغشي عليه من غناء سريج..(الأغاني 1/316)




من أخطائه
في كتاب إذا رأيتم معاوية على منبري ورد اسم إسماعيل بن موسى السدي
فقال حسن في الهامش :هو السدي الصغير ثقة
قلت:السدي الصغير هو محمد بن مروان وهو مضعف أما إسماعيل فهو عند ابن حجر صدوق يخطيء رمي بالرفض



المصدر: http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=162692

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 03:39 PM
الزنديق الرافضي حسن المالكي يفضِّل الخمينـي على كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد؛ فقد استمعت لمقطع من مناظرة بثتها إحدى القنوات الفضائية، فضّل في هذا المقطع الزنديق الرافضي حسن المالكي الخميني على من ائتمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتابة الوحي الصحابي الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، بل تفوَّه هذا الأفّاك بأنه أفضل منه بكثير، ووصفه عليه من الله ما يستحق بأنه منافق!! ولا أملك وأنا أحكي هذا الإفك المبين إلا أن أقول: كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء كما في سنن الترمذي (2140) بإسناد حسن ونصه: ((ثبت قلبي))، وفي الكتب الستة: الصحيحين وكتب السنن الأربعة لمعاوية رضي الله عنه مائة وثلاثون حديثاً، اتفقا على أربعة، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة كما في كتاب خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي، وهو رضي الله عنه وأرضاه أمير المؤمنين وخالهم وكاتب وحي رب العالمين وأول ملوك المسلمين وخير ملوكهم إلى يوم الدين وإن رغمت أنوف الحاقدين، وقد ذكرت كلام أهل الإنصاف فيه في رسالة بعنوان: ((من كلام المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية رضي الله عنه))، طبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/397ـ424)، وكتبت أيضاً كلمة بعنوان: ((من فضائل الصحابة وأقوال المنصفين فيهم عموما وفي معاوية خصوصاً)) نشرت في 6/9/1433هـ، وما توهمه بعضهم ـ كما في تسجيل له سمعته ـ من كون معاوية رضي الله عنه كتب للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يلزم منه أن يكون كاتباً للوحي بل قد يكون من كتبة كُتبِه إلى الملوك، فجوابه أن الوحي يشمل الكتاب والسنة وليس خاصاً بالقرآن لقول الله عز وجل: ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ، وكذا الأحاديث المصدرة بأمرت بكذا أو نهيت عن كذا فهي وحي من الله والآمر الناهي فيها هو الله، وكذا كتاب أبي بكر لأنس رضي الله عنهما المشتمل على الحديث الطويل في فرائض الصدقة في صحيح البخاري (1454) وفي أوله: ((هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين والتي أمر الله بها رسوله))، وليس هناك ـ فيما أعلم ـ ما ينفي كتابته للقرآن، ولو لم يكن منه إلا كتابة بعض كتبه صلى الله عليه وسلم إلى الملوك فإن كتبه مشتملة على وحي السنة، ومن أمثلة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى هرقل: ((السلام على من اتبع الهدى))، فإنه مشتمل على بيان ما يحيَّا به الكفار، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم فيه: ((أسلم تسلم)) رواه البخاري (7) ومسلم (4607)، وتفضيل هذا التائه التافه الخميني على معاوية رضي الله عنه ووصفه بالنفاق من أوضح الأمثلة على عمى بصيرته، وقد قال الله عز وجل: ﭽﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﭼ، وهذا التفضيل منه أوضح مثال على أنه رافضي، وأما زندقته فلوصفه معاوية رضي الله عنه بالنفاق مع علمه بقول الله عز وجل: ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ، ولقدحه في الصحابة، والقدح فيهم قدح في الكتاب والسنة؛ لأنهم الواسطة بين الناس وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يعرفوا حقاً ولا هدىً ولا كتاباً ولا سنةً إلا من طريقهم رضي الله عنهم، وقد قال أبو زرعة الرازي المتوفى سنة (264هـ) رحمه الله كما في كتاب الكفاية للخطيب البغدادي (ص49) قال: ((إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة)).

وسبق لهذا المجرم الأفاك كتابات في القدح في الصحابة رضي الله عنهم وفي النيل من أهل السنة مع ادعائه كذباً وزوراً أنه من أهل السنة وهم بريئون منه براءة الشمس من اللمس وبراءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام، وقد رددت عليه بكتابين، أحدهما بعنوان: ((الانتصار للصحابة الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي))، والثاني بعنوان: ((الانتصار لأهل السنَّة والحديث في ردِّ أباطيل حسن المالكي)) طُبعا مفردين وطبعا ضمن مجموع كتبي ورسائلي (7/33ـ393) في عام 1428هـ، ومن يطلع على فهرس الكتابين فقط يقف على مدى خبثه وتلاعب الشيطان به، وكتبت عنه كلمة بعنوان: ((أفعى تعود إلى رفع رأسها من جديد لنفث سمومها)) نشرت في 15/1/1431هـ.

وزعم هذا التائه أن العباس بن عبد المطلب وعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد ومعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم زعم أنهم ليسوا من الصحابة الصحبة الشرعية وأن صحبتهم كصحبة المنافقين والكفار، وقد ذكرت هذيانه في ذلك والرد عليه في كتاب ((الانتصار للصحابة الأخيار))، وقد فضَّل هذا التائه الخميني على معاوية رضي الله عنه ولم يكن خافياً عليه قول الخميني في كتابه: ((الحكومة الإسلامية)) (ص52) من منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى بطهران: ((وثبوت الولاية والحاكمية للإمام (ع) لا تعني تجرّده عن منزلته التي هي له عند الله، ولا تجعله مثل مَن عداه من الحكام؛ فإنَّ للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرَّات هذا الكون، وإنَّ من ضروريات مذهبنا أنَّ لأئمَّتنا مقاماً لا يبلغه ملكٌ مقرَّب ولا نبي مرسَل، وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث، فإنَّ الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) كانوا قبل هذا العالم أنواراً، فجعلهم الله بعرشه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلَّا الله، وقد قال جبرائيل كما ورد في روايات المعراج: لو دنوت أنملة لاحترقت، وقد ورد عنهم (ع): إنَّ لنا مع الله حالات لا يسعها ملَك مقرَّب ولا نبي مرسَل))!! أقول : بأي عقل ودين يفضَّل قائل هذا الهذيان على كاتب وحي الرحمن؟! نعوذ بالله من الخذلان والحرمان والخسران، وقد تبع الخمينيَّ على ذلك الرافضي الجديد المسمى ياسر الحبيب وهو في الحقيقة عاسر بغيض فقال: ((نحن الشيعة نعتقد بأنَّ أفضل أولياء الله عزَّ وجلَّ بعد المعصومين الأربعة عشر عليهم الصلاة والسلام هو سيدنا إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، حسب تحقيق العلماء فإنَّ أفضل الخلق هو نبيُّنا صلى الله عليه وآله، ثم أمير المؤمنين والزهراء صلوات الله وسلامه عليهما في مرتبة واحدة، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم مولانا الإمام المهدي صلوات الله عليه، ثم الأئمَّة من ذريَّة الحسين، من السجاد إلى العسكري في مرتبة واحدة، ثم إبراهيم الخليل صلوات الله عليهم!!!))، وقد ذكرت هذيانه هذا وهذيان أمثاله مع الرد عليهم في رسالة بعنوان: ((أَغلُوٌّ في بعض القرابة وجفاءٌ في الأنبياء والصحابة؟!)) نشرت مفردة وضمن مجموع كتبي ورسائلي (7/7ـ33) سنة 1428هـ، ومن أقبح هذيان هذا الزنديق الزائغ البغيض زعمه أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يعذَّبان في النار أشد من عذاب إبليس فيها، وعندما ظهر هذيانه هذا في الكويت هرب إلى لندن مستودع الرويبضات التي تفر إليها من مختلف الجهات.

وقد طلبت محاكمة هذا الزنديق حسن المالكي والزنديق تركي الحمد في رسالة لخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز إبان ولايته للعهد في 13/9/1421هـ وكتبت خمس كلمات في زندقة تركي الحمد، آخرها بعنوان: ((زنديق يمشي على الأرض يصف الله بأنه مسكين ويسب الدولة السعودية)) نشرت في 23/1/1433هـ، وكتبت عنهما وعن الصحفي حمزة كشغري وأمثالهم كلمة بعنوان: ((من أمن العقوبة أساء الأدب حتى مع الله والرسول والصحابة)) نشرت في 30/3/1433هـ، وقلت في آخرها: والآن قد ابتليت هذه البلاد بحثالة من أسفه سفهائها سخرت من الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الأخيار رضي الله عنهم وأرضاهم، ولن يقضي على هذه الفوضى في الدين إلا المحاكمة الشرعية لكل ساخر وتنفيذ الحكم الشرعي فيه، وفي شبكة المعلومات نماذج أخرى من هؤلاء الحثالة، ويجب على كل غيور لله ودينه ورسوله وصحابته في هذه البلاد يقف على شيء من أمثال هذه الزندقة والإلحاد أن يكشف هذه الزندقة ويسعى إلى محاكمة صاحبها شرعاً.

وأسأل عز وجل أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يحفظ هذه البلاد حكومةً وشعباً من كل شر، وأن يوفقها لكل خير وأن ينصر بولاتها دينه ويعلي كلمته ويقطع دابر الإجرام والمجرمين، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

خطاب أسد الدين
10-11-2015, 03:40 PM
افتراضي قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة رد على حسن بن فرحان المالكي

http://ia802701.us.archive.org/0/items/WAQ59289/59289.pdf

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 05:58 AM
https://youtu.be/oWLR18ZV9kw

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:02 AM
طرد المدعو حسن فرحان المالكى من قناة وصال :thumbup:



https://www.youtube.com/watch?v=z60Pa_SQ8D4

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:07 AM
مناظرة حسن فرحان المالكى مع الشيخ ابراهيم الفارس على قناة وصال


https://www.youtube.com/watch?v=bSOVX9ihUNw

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:08 AM
يقول الهالكى ان االشيعة افضل من السنة


https://www.youtube.com/watch?v=oWLR18ZV9kw

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:10 AM
ولئن بدأ المالكي طروحاته تلك متسللاً تحت ستار النقد التاريخي ، ومكتفياً بالإشارة والتلميح معرضاً عن التصريح، عامداً إلى الهمس مرجئاً للتجاسر ، فقد انكشف مخبوء الأمس وأصبح السر علناً والتلميح تصريحاً ، ومن تتبع كتاباته وأقواله المكتوبة أو المسجلة وجد أنها آخذة في التطور مسرعة نحو تحقيق الهدف الذي يريد ، فالصحابة يصرح بتجريحهم ويتعرض لعدالتهم ويُفضِّل – حسب منهجه وتوجيهه – بعضهم على بعض وإن خالف إجماع المسلمين ، بل وينكر صحبة عددٍ منهم .
ويتجاوز أهل التاريخ إلى أصحاب العقائد فيتهمهم وينتقد أبرز كتب العقيدة الإسلامية فضلاً عن نيله وتعريضه بأئمة السنة كالإمام أحمد رحمه الله .
وكتب السنة التي كانت بالأمس جسراً يتكئ عليه في إظهار نفسه بمظهر المحقق الخادم للسنة باتت اليوم في عداد كتب التراث التي لم تسلم منه ، وبكل بساطة ينكر حديثاً في البخاري أو يؤله ، وينكر معه صفات لله تعالى صح نقلها واتفق الأئمة على إثباتها وتفسيرها ، وهكذا فلا يكاد المالكي ينتهي من (طامة) إلا ويتبعها أخرى......
لقد تسارع المالكي في السقوط وانكشف أمره للناس وشاء الله أن يكون هذا التسارع وإن شئت فقل ( هذه الجرأة المحمومة ) سبباً لإيقاظ النائمين ، وكشف الغشاوة عن المنخدعين ، ولئن بقيت في الأمس طائفة من الناس تؤيد المالكي في بعض ما ذهب إليه فاليوم لا تكاد تجد من يدور حوله ويحسن الظن به إلا من هو على شاكلته وأهل الأهواء في كل زمان يؤازر بعضهم بعضاً

د. سليمان بن حمد العودة

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

دفاع عن الصحابة



1-

دع عنـكَ لومـي يا حسود وأبعـدِ

فأنـَا على نـهـج النَّبيّ محمــدِ

2-
قضّيتُ في عـلـمِ الرسولِ شبيبتي

ونهلـتُ بالتعليـمِ أعـذبَ مـوردِ

3-

تـابعتُ أصحابَ الحديـثِ كأحمـدٍ

وكمالكٍ ومسـدد بـن مسـرهـدِ

4-

وبرئتُ من أهـلِ الضلالِ وحزبهم

أو رأي زنديـقٍ وآخـر ملـحـدِ

5-

ونبـذتُ رأي الجهم نبـذَ مسـافرٍ

لحـذائه والجعــدِ عصبة معبـدِ

6-

لا للخـوارجِ لستُ مـن أتباعهـم

هل أرتضي نهـج الغوي المفسـدِ

7-

فولاة أمـرِ المسلميـنَ نطيعـهـم

نأبى الخروجَ على الإمامِ المهتـدي

8-

والمرجؤون نفضـتُ كفـي منهمو

والصـقر لا يأوي لبيت الهـدهـدِ

9-

والـرفضُ أخلعهُ وأخلـعُ أهـلـه

هـم أغضبوا بالسبِ كـل موحـدِ

10-

كلا ولا أرضى التصوفَ مشربــاً

تبـاً لهـم مـن فـرقةٍ لـم تهتـدِ

11-

كتـبُ ابن تيمية حسـوتُ علومها

ونسختُهـا في القلبِ فعـل الأمجدِ

12-

ومع المجـددِ قـد ركبـتُ مطيتي

مـن نجدِ أشرقَ مثل نورِ الفرقـدِ

13-

لا تسمعـنَّ لحاسـدي في قــوله

والله ما صـدقوا أيصدقُ حسـدي؟

14-

والله لـو كرِهتْ يـدي أســلافنا

لقطعتها ولقُلـتُ سُحـقاً يا يــدي

15-

أو أن قلبــي لا يُحـبُ محمــداً

أحرقتـهُ بالنَّـار لـم أتــــردّدِ

16-

فأنا مـع الأسلاف أقفـو نهجـهـم

وعلى الكتـاب عَقِيـدتي وتَعبـدي

17-

واشكـر سليـمان الخراشي إنــه

كالسيف في رأس الضـلال مهنـدِ

18-

قد جـاءني يهدي المشورة قائــلاً

امـدح رعاك الله صحب محمــدِ

19-

فالله يشـكر سعيـه ويثيـبـــه

لله قصـدٌ صالـحٌ من مقصـــدِ

20-

فعلى الرسولِ وآلـه وصحابـــه

مني السـلام بكل حـب مسعــدِ

21-

هـم صفوة الأقوام فاعرف قدرهـم

وعلى هـداهـم يا مـوفق فاهتـدِ

22-

واحفظ وصية أحمد في صحبــه

واقطـع لأجلهم لسـان المفســدِ

23-

عرضي لعرضهموا الفداء وإنهــم

أزكى وأطـهر من غمام أبـــردِ

24-

فالله زكاهـم وشرّف قـدرهـــم

وأحلهـم بالديـن أعـلى مقعــدِ

25-

شهدوا نزول الوحي بل كانوا لــه

نعم الحمـاة من البغـيض الملحـدِ

26-

بذلوا النفوس وأرخصوا أمـوالهـم

في نصـرة الإسـلام دون تـرددِ

27-

ما سبـهم إلا حقيـرٌ تـافــــهٌ

نـذلٌ يشـوههم بحقـدٍ أســـودِ

28-

لغبـارُ أقدام الصحابة في الـردى

أغلى وأعلى من جبـين الأبعــدِ

29-

ما نال أصحابَ الرسول سوى امرء

تمـت خسارتـه لسـوء المقصـدِ

30-

هـم كالعيـون ومسـها إتلافـهـا

إيـاك أن تدمـي العيـون بمـرودِ

31-

من غيرهم شـهد المشاهد كلهــا

بـل من يشابهـهم بحُـسن تعبـدِ

32-

ويـلٌ لمن كان الصحابة خصمـَه

والحاكـمُ الجبـارُ يـوم الموعـدِ

33-

كل الصحابة عادلون وليس فــي
أعراضهم ثـلبٌ لكـل معـربــدِ

34-

أنسيـت قـد رضي الإله عليـهـم

في تـوبةٍ وعلى الشهادة فاشهــدِ

35-

فإذا سمعت بأن مخـذولاً غـــدا

في ثلبـهم فاقطع نياط المعتــدي

36-

مفـتاح سبـهم الموفـق خالنــا

أزجي التحـايا للحليــمِ الأرشـدِ

37-

أعني معاويـة الجليـلَ وحسبـُـه

إذ كـان كاتبَ وحينا ثبـتَ اليــدِ

38-

مـا اختـاره المختـار إلا أنــه

حَبـرٌ أميـن في صراطٍ مهتــدِ

39-

ودعا له خيـر الأنـام وبوركـت

أيـامـه في مُـلك عـدلٍ أرغـدِ

40-

حتى تقيُ الديـن قـال: دُعا النبـي

لا أشبـع الرحمـن بطـن الأبعـدِ

41-

هو من مناقبه وخيـرُ خصالـــه

فأضف إلى تلك المنـاقب واعـددِ

42-

ولِعمـرو داهيـة الـدواهي حبُنـا

مهما جـرى حاز الرضى بتـفردِ

43-

أنعم بفاتـح مصـر مـن قـوادنا

لله درك مــن هـمـامٍ أوحــدِ

44-

لـو كـان في إيـمانه شـك لمـا

ولاه خيـر الخـلق جيـش المسجدِ

45-

صلى بأصحاب الرسول ولم يكـن

حـاشاه من أهـل النفاق بمشهــدِ

46-

لكـنّ مبغضـهم يحـاول ثلبـهـم

بـتربصٍ وتـحرشٍ وتـرصــدِ

47-
هو كالذبـاب على الجراح وهمـّه

وضع الأذى فعل الحقـود الأنـكدِ

48-

حـبُ الصحابة واجبٌ في ديننــا

هم خير قرنٍ في الزمان الأحمــدِ

49-

ونكـفُ عـن أخطائـهم ونعدهـا

أجراً لمجتـهدٍ أتى في المسنـــدِ

50-

ونصونـهم من حاقـدٍ ونحـوطهم

بثـنائنا في كـل جمـع أحشــدِ

51-

قد جاء في نص الحـديث مصحّحاً

الله في صحبي وصية أحمــــدِ

52-

فبحبـهم حـب الرسـول محقـق

فاحـذر تنقصهم وعنه فأبعــــدِ

53-

هـم أعمـق الأقـوام علماً نافعـاً

وأقلـهـم في كلفـة وتشــــددِ

54-

وأبـرهم سعيـاً وأعظمـهم هـدىً

وأجلهـم قـدراً بأمسٍ أو غـــدِ

55-

وأسدهـم رأيـاً وأفضلهـم تقــىً

طـول المدى من منتهٍ أو مبتـديِ

56-

قـول ابن مسعـود الصحابي ثابتٌ

في فضلهم وإذا رويت فأسنـــدِ

57-

وعلامـة السنّي كثـرة ذكـرهـم

بالفضل إنّ الفضل تاجُ مســـوّد

58-

ثـم الـدعاءُ لهـم وبثُ علومهـم

وسلـوكُ منهجهم برغم الحســّدِ

59-

وبـراءةٌ من مبغضيهـم دائـمــاً
والكـره للضلاّل والرأي الــرديِ

60-

ووجـوبُ نصرتهم على أعـدائهم

من رافـضٍ أو نـاصبٍ أو ملحـدِ

61-

يا لائمي في حـب صحبِ محمـدٍ

تبت يـداك وخبـتَ يوم الموعـدِ

62-

نحـن الفـداء لهم وليت فـداؤنـا

أعداءهـم خيـرٌ بشـرٍ نفتــدي

63-

طهّـر لسانـك من تنقصهــم ولا

تسمـع لنـذلٍ للغـواة مقـلـــّدِ

64-

واذهب مـع الأسلاف في توقيرهم

لصحابةٍ والـزم هداهـم تسعــدِ

65-

واركب سفينة نوح تنجُ من الـردى

فالسنة الغراء حصنُ مـوحـــدِ

66-

هو مذهب الأخيار كابن مسيــّبٍ

وكمـالـكٍ والشـافعيّ وأحمــدِ

67-

ولابـن تيـميـةٍ كـلامٌ صـادقٌ

في سِفره المنهاج في حرب الـردي

68-

من سبهـم فالفيء عنه محـــرّم

بـل ليس من أتباعهم هو معتـدي

69-

واقـرأ كلاماً في الإصابة رائعــاً

وكذا ابن عبد البر إذ يشفي الصدي

70-

وانصت إلى الذهبيّ في أخبــاره

عن فضـلهم وكذا المحـب وأوردِ

71-

لابـن الكثيـر فـإنـه ذو سنّــة

وعليـه في نجـدٍ كـلامُ مــجددِ

72-

في لمعةٍ والواسطيـة نهجـنـــا

فعلى قواعـدها بنانك فاعقــــدِ

73-

رتـب منازلهم على ما جاء فــي

تفضيـلهم واحـذر كلامَ مفنـدِ

74-
فالراشـدون أجلهم قـدراً علــى

ترتــيبــهم بـخـلافـةٍ وتسيّد

75-

ومبشّـرون بجنـةٍ فضّلهمـــوا

وكمن أتى بدرًا بحسن المشهـــدِ

76-

ولبيعـة الرضـوان فضلٌ زائــد

ولأهل بيت المصطفى خيرُ النـدي

77-

يا رب أنقـذ صحبـه من ظـالـمٍ

من يُنجد المظلـوم إن لـم تُنجـدِ

78-

فالله يجمعـنا بـهـم في جـنــةٍ

في مقـعـدٍ عنـد المليـك مخلّـدِ

79-

مـا عائـضُ القرني إلا خـــادمٌ

لعلـومهـم والله ربـي مقصـدي

80-

صـلى الإله على الرسـول وآلـه

وصحابـه ولـكل عبـدٍ مهـتدي

عائض بن عبد الله القرني
8/6/1422هـ

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الجاهضة لجنين الرافضة



ذهـبـت بـعــقـلـي غـــادة تــتـبـسـم ..... وسـبت فـؤادي ضـحـكـة تـتـرنـم
فـبـعـيـنـها وبـرمـشـها وبـجـفـنها ..... وبـثـغــرها وبـحسنـهـا تــتـحـكــم
ملكت حجاي فلم أجد في خاطـــــري ..... أن غيرها في الحســــــــــن خود تسهـم
وبـقـيـت مـرتـهـناً بسجن جـمالها ..... ويـعـودنــــــتي مـن ظـلمها ما يـؤلــم
وذكت بزنـــــد الحسن نيران الهوى ..... لهـباً فـــــــلانـت من لظاها الأعـظـــم
يـــــــا هـذه عـفـواً فـنـار قـصـيـدتــي ..... في شـأن غيرك بل بغيرك تضــرم
لا تــحــسـبـي أبـيـاتـهـا مـوزونـة ..... بـهـواك حـبـاً مـنسقـات تــنـظــم
لكـنها فيـمـن طـغى وبـغـى عــلـى ..... صـحـب النبي بـرفـضـه يـتـجهــــم
أو مـا علـمـت بأنـه الوقـح الـذي ..... أضحى على سلف الهــــــدى يتهجـــــم
أو مـا علـمـت بزيـغـه وبـجـرمــه ..... فـأنـا الـذي أنـبـيـك عــمّـا يُـبْــرِمُ
حسنٌ(1) ولا حسنُ الفعال مضمّـخ ..... بــخـبــــال عــلـمـانـيـة يــتـحـكــم
مـتـمعـلـمٌ مـتـعـلـمِــنٌ مـتـمـلعـــنٌ ..... جـرو الروافـــض للجعار يـعـلَّـم
الـزائـغ المرتـاب فـي أقــوالــــه ..... الساقـط النـذل البذيء الـمـجـــــــرم
أمِــن البواتــر فاستطال بـبـغـيـه ..... فأتى عـلـى أسس العـقيدة يـهــــــــدم.

---------------

ورأى اغتصاص الأرض من أمثاله ..... فبدا يُــشــرع ما يشاء ويــحــكــــــــــم
مـا كـان يـعـرف مـا الكـلام وربــمــا ..... يـــأتــي زمــان فيه يحكي الأبكــــم
يــا مُـبـلِـغـاً عـني ابن فرحـــــان ألا .... بالله بلــــــغ مـا أقـول وأنظـــــم
يا سـاتــراً وجهــاً وكـاشـف أسـتِـهِ ..... ومزور الأســـنان وهـو الأثــــــــرم
أظـنـنــت أن الناس شبهك في الغبا..... حتـى غـدوت منافـقـاً تـتـمـســلـــــــم
وزعـمت عـقـــلانــيــة فــــكــــري ..أنّـى وأنت الأحــــــمـق المتمعـلم
أوَ كـنت في طـيـف وأنت مـحاضـر ..... فـلـقـد تـصـحـصـح ما تكنُّ وتكتــــــم
أنت الخبيث الرافضي بـــــلا غِـطا ..... للرفض داعية دعـــيٌٌ مِـنــهـــــــــم.

---------------------

أخِـلافــة الصـديـق ويــحـك فـلـتـة... بسـيـاسـة كانــت تــحـاك وتــبــرم
وعـلــيُّ كان مـنافـس الصديق فــي ..... شـأن الـخلافـة راغِــمــاً يـتـرغــــم
وأخــذت حُــمـقـاً خُـطـبة الـفـاروق في ..... فـهم رديءٍ بالجـهالـة يــوســــم
وهـــي الشهادة للـورى بـفضيلة الصـ ..... ــديـق وهـو الـسابـق الـمـتــقــدم
وهــو المُـعَـــيَّـنُ للخـلافــة كـيـف لا ..... وهـو الـفضـيلُ لدى النبيِّ الــمُـكـرمُ
حـتـى بـدا ذا الأمرُ أمـراً ظـاهراً ..... مُـتَـعَـارفاً يُـهدَى إلـيـه ويُــعــلَـــــــم
مـن بـعـد ما قـُــبِــضَ النبيُّ المصطفى ..... قـد بـادروهُ فـبايعـوهُ وأســلــمـــوا
دون انـتـظِـارٍ أو تـريُّــثِ مُـدَّةٍ ..... لــمــشــورةٍ ، نِـعـمَ البِـِـدارُ الـمـحـكـم
فـبذاك كانت " فـلـتةً " أي " فجأةً "..... لا كالذي تـدعـوا إلـيــهِ وتــزعــــــم.

----------------

هذا وليس عـلـى أبـي بـكـرٍ عـدو ..... ت فــحــسـبُ بل فـي غيره تَــتـَرَجَّــم
أنــكــرت صـحـبـة مُـسلِـمـي الفتح الأُلى ..... شَـهِد الـرسـول لهم بها فـتـكـرَّمُـوْا
وصِـحابـهُ أنــصـارُهُ ومـهاجِــرو ..... هُ وما سِـواهــم فهـو عـبــدٌ مُـسـلِـــــم
وزعمـت أنَّ بني أمـيَّـة أثـخـنوا ..... فــي جَـورِهِـم والجَورُ أصـلٌ فــيـهـِـــــمُ
إيَّــاكِ أعــنــي واسـمعـي يـا جـارتي ..... لُــغـَـة الـروافِـضِ سِرُّهـا لا يُـبـهَـم
لا لا تـنـافـق يـا مـنـافـقُ أنـت مَــن ..... تــعني معاويـةَ الرِّضَـى يــا أجـــذم
إخـســأ لُـعِـنـتَ بما افـتريت وإنّـمـا..... سـيَـرُ الـصحـابةِ عـن لِـسانِـك تَـكـرُمُ
فـلقد جنيـت عـلى الأُلـى مـا تستوي..... بـِغـبـارِ نـعلِــهِـمُ ولـسـتَ تـُـكـــرَّمُ.

-----------------

وهـم الـهـداة هــداهــم رب الــهـــدى ..... المهـتـدون الصادقــون الــــقــوَّمُ
أصـفــاهُـــم ربُّ الــعُــلا لـنـبـيِّــهِ ..... فـصـفـوا بصحبتهم له وتـنـعـمـوا
وحَـمـى الإلهُ بـِـهـم حِــمـى تـوحـيـدهِ ..... وبحـبـله اعـتصموا ولم يتـقسمـــــوا
باعـوا نـفـوسَهُـم له ونـفـيـسَـهـم ..... لمَّــا اشـتـراها بالنـفـيسـةِ مِـنـهُــــمُ
قـد قـدمـوا أرواحَـهــم لمـلـيـكِـهِـم ..... لــم يجـزعوا كلاّ ولـم يـتـظـلـمـــوا
فـتـحـوا البلاد ومصَّروا الأمصار إذ ..... نـشروا الهدى بين الأنام وعـــلمـوا
رحـمـاء بـيـنـهُـمُ أشِـداءُ عـلى الــ ..... كـفـَّارِ بــل لأنـوفـهِـمُ قـد أرغـمــوا
أثــنى عليهـم ربــنا بـكــتـابـه ..... فــكـفـاهُـمُ عِـزَّاً بـِـذا يُـعـلِــيـهِــمُ.

------------------

بـل ما كـفـتك عـلـى الـصـحابة جُـرأةً ..... بل قـد جَـرأت عــلى الأُلـى تـبـِـعـوهُـمُ
أهـل الرواية والــدرايـةِ والحِــجـى ..... أهــلِ النــدى مَـــن للهُــدى قد يمَّـمــوا
سـلـفٌ لـنا هـم أهــلُ سُــنـةِ أحــمـدٍ ..... قـد بـلغوا الشرع الحـنيـف وترجمـــوا
فـجعـلـتَ كُـتـبَـهُـمُ حوت سَـوءاتِـهـِم ..... وفــضائـحـاً لهم وظلماً فـيهـِـــــمُ
سـفهـتهم يـا نَـعـلُ مُــنـطوياً عــلى ..... حِــقـدٍ دفـيـنٍ في حَـشـاك مُـكَــــوَّمُ
وشـتمـتـهـم وسببـتـهـم وبـهـتـهــم ..... وحَــقــرتَـهم ونـسيت أنَّـك مُـجــرِمُ
وجـعـلـتـهـم سـبَّــابـةً لـعَّــانـةً ..... بــدَّاعـة ظـلالــة لـم يفهمــــــوا:
حُـجَـجَ الخُـصـومِ وقـلتَ هُـم أهلُ الفِـرا ..... لــم يُـدرِكـوا مـعـنى الكـلامِ فـيحكموا
أعــلى الَّلكائي وابن أحمدَ شيخِنا ..... والأصبهاني وابن بَّــطة تُــقــــــــــــــدِمُ ؟
أعـلى ابن تــيـمـية وأوزاعينا ..... والبربهاري وابن قــيِّــم تَــنــقِـــــــــمُ ؟
مــا ذاك مِــن عجبٍ بـــأن تشنأهُـمُ ..... فـالجَـعـلُ في الأزهارِ لا يــتــنــعــــم
فـــمـــن ارتـضـيـتَ أيا كــريـــه لِديننا ..... تــرجوا وراء سطورهِ ما يعـصِـــمُ ؟
أهُـــــم الزنادقة النماردة الألى ..... ســــاووا لأديان السماء وعـظـَّــــمــــــوا ؟
أتُــريد " قرضاويكـم " (2) أم " كوثريــ ..... كــم" (3) أم الــهـاذي بــمــا يُـرضيكم :
" ذا غـدة " (4) أم تـبتغي " منصوركم " (5) ..... ذاك الـغــويُّ الزائـغ المُـتحِـطِــمُ ؟
أم تـــرتضي " الحمد "(6) اللعينَ وفِكرهُ ..... وخـليـلهُ مَــن " لِلبلاهةِ "(7) يَـرسُـم ؟
بـل قـد رضـيـتـَهُمُ لِــعلـمَانـيِّــةٍ ..... أخَـــويَّـةٍ فِــكـريَّـةٍ تــتــــــأزمُ.

----------------

أوما ارتـضـيت الجـعـد والجهـم وغـيـ ..... لان وكـنـتَ لـسانَ عـــــذر عـنهُـمُ
وهـمُ الملاحــدة الــذيــن بــربِّــهِــم ..... كـفـروا وللطـاغوت دينك أسلمــــوا
وهــمُ الألى لصفـات ربي عـــطـلـــــوا ..... وهـمُ الأولى بحلول ربي أحسمــــــوا
وهــمُ الألى لـعــلــوا ربــي أنــكـــــروا ..... ومضوا على ورد الرذالة يرقمـــوا
فـرفـعـتـهـم وخفضت قدر أولي النهى ..... ومدحـتـهـم وذمـمـت مَن هُـم أكـــــرمُ
هـذي لـعـمـري قـسـمـة ضـيـزى وهـل ..... عـنـد الـروافضِ قسط عـدل يقســـمُ
بـل هـم وربي القاسطون بـقـُسطـهـم ..... وتـهـيـأت للقـاسـطـيـن جـهــنــــمُ
فـلسـوف تـعـلـم يـا ظــلــومُ بـسـاعـةٍ .... تـفـنـى المـلوك بها ويـفنَ الدرهمُ
مـا حـالُ مَــن سبَّ الصحابة واعتدى ..... وجـنـى عــلى أعـراضـهـم ويشتِّـــــــمُ
يـا ويــل مَــن صـحبُ النبي خصومهُ ..... مــا جـابه (8) والله راضٍ عــنــهــــــمُ
خـابــت ظــنــون الــرافـضـية بابنها ..... خـالـت بــأن ولـيـدهـا لا يُــهــزم
وأقـولُ مـا قال الـمُدافِـع قـبـلـنـا ..... مُـستـبـدِلاً بــالدالِ مــيـمــاً تـُـنـظـمُ
مــاذا يــضـر السُّـحب نبح الكلب أم ..... مـاذا يَــضــر الـصحب هــذا المجــــرمُ
وصـلاة رب الخـلـق مـا زار الكرى ..... جـفـنـي ومـا سـارت بـلـيــلٍ أنــجــــمُ
وسـلامــه أيضاً على هادي الورى ..... مَــن للـبـريَّــةِ مُـــرشِـــدٌ ومـعـلــــمُ
وعــلـى صحابته الكــرامِ جميعهم ..... والتابــعــيــن لهــم عـــلـى مـا تـنـقــمُ.


---------------
1 – هو حسن فرحان المالكي علماني رافضي خبيث دعي على أهل السنة متستر بثيابهم ولكنه لم يحسن التستر فقد صرح بالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتشكيك في بعضهم كما نفى الصحبة عما سوى المهاجرين والأنصار وله من الضلالات والأكاذيب والقدح المفرط في سلفنا الصالح مالا يتسع لذكره المقام فالله المستعان.
2- هو يوسف القرضاوي .
3- هو محمد زاهد الكوثري.
4- هو عبد الفتاح أبو غدة .
5- هو منصور النقيدان .
6- هو الزنديق المنتن تركي الحمد المجترئ على رب العالمين .
7- هو إبراهيم البليهي المنافح المخلص عن تركي الحمد وهو من دعاة التحرير.
8- أي ما جوابه

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مجدد عام 2000حسن بن فرحان المالكي



لم التباكي على التوحـيـد يـــــا حسنُ *** وفي ديارك جهــراً يـعــــــبد الــــــوثــــــن

يـــــــا أيها المدّعي عــــلــماً وفلسفة *** والناس – غيرك – أجـــرام لــهـــا رطــنُ

نــجـــداً تعــلـمـها تـوحـيـد خالقـهـا!! *** كأن نــجـــداً – تــــرى – صنعاء أو عدنُ

يا نـــجــــدُ عــــذراً لأقـــــزامٍ يلمعها *** عــلـى صحافـــتــــنــــا إعلامنا الـــعـــفــنُ

يــا أيــهــا الـــمنـقـذ الجبار عشت لنا *** روحـــاً وقـــبلـــك كان القبـــر والــكـفـنُ!!

مـــؤرخٌ ؟ أم فــقـيـهٌ ؟ أم مـحـدثـنا ؟ *** أم فــيــلــســـوف ؟ تــعــالى الله يــــا حسنُ

إذا يــشـاء جميع الــخــلــــــق يجمعه *** في شـخـــص مــثــلـــك فالأضداد تــقـترنُ

أبـــــا الــمــــواهب لا تأخذ على نفرٍ *** لـــم يــنــــــصفـوك ولم يضررك إن حبنوا

فـــأنــت مــــــــن دوّخ الدنيا بمنطقه *** قـــل يسمــعــــــوك ، إذ الـــــدنيــا لكم أذن

مـــا أنت إلا مــثـــــال من أخي سبأٍ *** وإن تــــعـــددت الأســـمــــــاء والــــلـــكن

تبدي – تقاة – أموراً لست تضمرها *** مــهــمــــا تـــــطيــبــت يفضح جلدك النتنُ

زخــــــرفت إفكاً بثوب الحق تظهره *** سـمـــاً زعـــافــــــاً ويـــخــفي طعمه اللبنُ

بـــدأت أمـــــــرك بالتشكيك في كتبٍ *** عــــلى عـــقــــائــــدنــــــا في الدين تؤتمنُ

زعـمت صحب رسول الله أهل هوى *** ومــنــهــــمُ كانـــــت الأهواء والــــــفـتـــنُ

وكل مــــــــا ذبّ عن أصحاب سيدنا *** شــــــــوهــــــتـــه بـمـــقـالات لمن ضغنوا

حتى الإمــــــــــــام تقي الدين تشتمه *** هــــــذا مـــقــــالـــــك فــــيــــه ظاهر علنُ

وصـــفــــتــــه بـإمام النصب مفترياً *** أحـــيــــــاه بـــــعــــــد مـــماتٍ أيها الفطنُ

إن كان نصباً –أبا العباس – مذهبكم *** فـــلــيشــــهـــــد الكون أن النصب لي سنن

والـــبـــربهاري وابــــن القيم اندرجا *** في الـــــهــــالكين ، فـــمن أبقيت يا حسنُ؟

كل الأئــمـــــة حادوا عن سبيل هدى *** وأنت مـــــــاضٍ على الـــبــــيضاء متزنُ!

أفــض عــــلينا وميضاً من سنائك يا *** مــــجدد الألـــــف ! تفنى عــــنــــده الدُجُنُ

وجـُــــد علينا برشف من خِضَمِّك يا *** بـــحـــر العــلــــوم ، ولا تــغـــدق فيفتتنوا

حـقـّق ودقــّق وفتّق واستحق وأحــق *** طــرّق وعــلّـق وسـبّــق سيـــر من حرنوا

قــــرّر وحــبّـــر وفسّر واستنر وأنر *** بــــرّر وســـطّــــر وعــبّـــــــر أيها اللسنُ

فـــلــــــــو تجزا جُزَيء من مواهبكم *** وكان بـــــيـــــن جـــمــــيع المفلسين غَنُوا!

ومــــــــــــا رأيت مسمى ضد تسمية *** حتى رأيتك ، كــــــــــــم ذا الحسنُ يمتهنُ!

مسكيـــنـــــة هذه الأسماء كم ظلمت! *** إذ بــــــــالأراذل والأوبــــــــــــاش تمتحنُ

نــــــــــامت ضراغم نجدٍ عن ثعالبها *** فــــــاسـتـيــقــظت ، وعرى آسادها الوسنُ

جـــــاســــت خلال نواحيها وحُق لها *** لـــمـــــا رأتـــــه خـــــــلا من أهله الوطنُ

يـــا مـــــــــن عذيري بزيديٍّ يجهِّلنا *** وهـــــو الــــــذي بــــــــركام الجهل مندفن

خلع السراويل أحلى ما يديـــن به!(1) *** وأعـــذب الـــــــــــوجــد إذ بالقات يختزنُ!

مـن معشرٍ كان سب الصحب قربتهم *** حـمــقٌ رعـــــــاعٌ سوى التخريف ما لقنوا

سخف العقول خفاف الرأي لو وزنوا *** بــــذرةٍ مـــــــن هـــــبــــاء الجو ما وَزَنوا

إن لـــبّــــــت الناس رباً لا شريك له *** لــبـــــوا عــلـــيـــاً ، ويا عباسُ ، يا حسنُ!

مــــــن علّم الأحمق الزيدي مكرمة؟ *** أجــــــــداده ذو على أوثــــانــــهم ســـــدنُ

أم مـــــجـــــده الفذُّ لما قام منتصباً(1) *** عــــاري الــعـــجــيــزة بين الخلق يختتنُ؟

أم شــــمــــــــةٌ بين اشداقٍ يُعَلْوِجُها؟ *** أم الســويـــكـــــــة ؟ مســــواك لــــــه نتنُ

مـــــــــا زال يُعمل فينا حدَّ مضطغنٍ *** حتى ألـــــحـــــت بــــنــــا الأوتار والإحنُ

فــــهــل فتى من بني التوحيد يكعمه؟ *** يشفي الصدور ، ويــمـحي الرجس والدرنُ

حتى مــــتى أيـــهـا الزيدي تشتمنا ؟ *** هــــلا كــــفــــفــــت ! وإلا كـــفّـــك الكفنُ

تــــــــثيــــرهــا فــــتـنة عمياء نائمة *** فــــلا يُــــلامَنَّ أهـــــل الـــــحــق إن لعنوا

إذا رأيـــــت لــــيـوث الغاب صامتة *** فلا تـــظـــــن بني الــــعـــــوجـاء قد دُفِنوا

هـــــذا الــــكـــــتابة دينٌ أنت غارمه *** كلٌ بـــــمــــــا سطرت يمـــنــــاه مـــرتهنُ

مـــــن بــالبداوة والصحرا يعيّرنا!(2) *** وهي الـتي كلَّ شــــاكي الـــنـــاب تحتضن

نـعم ! ونحن بنو الصحراء مـا منعت *** حـِــمــــاك مـــنـــــا الـجبال الشم والحصُنُ

وهــل أتاك حديث الرفض ما وجدوا *** بــكـــربــــلا ، إذ بــشـــر الحادثات مُنُوا؟!

دكَّت أســـــــود الشرى منّا مشاهدهم *** على الــــرؤوس فـــمـــــا قاموا ولا طعنوا

(نــــجــديةٌ) منهج الأسلاف شرعتها *** طـــــوعـــــاً تـــــــذلّ لـــها أوقادك الرسنُ

(نــــــجديةٌ) ليس فخراً ، إنما شرفت *** نـــــجـــــــدٌ بــــــــــدعوة توحيد هي الثمنُ

أئــــمــــــــة الدين قد أرسوا دعائمها *** آل الــســــعــــود وآل الشـــيــــخ ما وهنوا

مـــحمدان (3)إمـــامـــا الحق وجههما *** الأحـــــمــــدان (4)وكلٌ وجــــهـــــه السننُ

ومَـــنْ على نصـــرة التوحيد شايعهم *** مــــــــــــــن كل فذٍّ على الأهوال قد مرِنوا

الـــمـــــصلـتـــيـن سيوف الهند باترة *** والمشرعـــيــــــن رمــــــاح العز ما جبنوا

والــمــمــتــطين ظهور الخيل صافنة *** في كــــل صـــقــــــــع لهم من أرضه ثكنُ

خمص البطون سرى البيداء ضمّرها *** تــطـــوى لـــهــــــــا البيد بالإدلاج والزمنُ

تــــوري شـــراراً إذا صكّت سنابكها *** صُــــمَّ الحصى فـــلــــــه مــن قدحها دَخَنُ

يــــقــــاذف الـــروعُ منها كل سابحة *** قــــــذف الــــبـــــحار على أمواجها السفن

يـــحـــــفـــهـــا جحفلا نيق وتمطرها *** حـــمـــــر الـــغـــمـــــام إذا الأبطال تطَّعِنُ

رواحــــهــــا من ربى نجدٍ إذا عقدت *** لــــــواءهــــــا ، وبـــكــــــور الغارة اليمنُ

فـــمـــــا حــمــتــك سراة من براثنها *** ولا وقــــــاك ظــبــــــاها جــــلـدك الخشنُ

إذا بـــــدا فـــلــــق الإصباح صبحكم *** وفــــيـــــلــــق يـــــفــلق الهامات قد كمنوا

مـــــن كـــلِّ أصيد طول الغزو علّمه *** أن الــبـــســــيـــطــــة مــــــا منها له سكنُ

لا يــعـــــرفون سوى صهْواتها سكناً *** كــــأنــهــــم لأديــــم الأرض مـــــا سـكنوا

تــــلــــقى الـزيود علاها الذل خاسئة *** مــــع الحميـــــر حيـــــارى لــــزّها القرنُ

يـــا نـــجـد لا عاشت الأزلام أجمعها *** أنـــت العيون ونـــحــــن الجــفــن والوجنُ

يــمــامـــة الخيـر هل ضنّت أماثلكم؟ *** أيــــــــن الرجال ؟ فــقـــد أودى بنا الشجنُ

إن يــــــــــأس قلبي فلن يطفا له أملٌ *** إن الهــــمـــــوم تَفضَّى حيــــن تحــتـقــــنُ

كتبه / همّام اليمامي


-----------

(1) يقال : إن الزيود يخلعون السراويل عند الصلاة تعبداً .

(1) ويختتنون كباراً أمام الملأ ، ويعدونه فخراً .

(2) يكتب المالكي وأصحابه في الإنترنت ويحطون على السلفية النجدية ويعير بالفقه البدوي والصحراوي .

(3) ابن عبد الوهاب وابن سعود رحمهما الله.

(4) ابن حنبل وابن تيمية رحمهما الله .

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:17 AM
قصيدة الشيخ عبدالكريم الحميد في المالكي لكتابه نقض كشف الشبهات



قصيدة الشيخ عبدالكريم الحميد في المالكي لكتابه نقض كشف الشبهات ، وهو مقدمة لرد سوف يخرج عن قريب باذن الله :

هذه قصيدة الشيخ عبدالكريم الحميد :

المقدمة
في الرد على حسن بن فرحان المالكي لنقضه الجرئ لكتاب ( كشف الشبهات ) لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله –
الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. اما بعد
فهذه القصيدة عبارة عن رد على حسن بن فرحان المالكي جعل الله كيده في نحره ، حيث نصب نفسه المهينة لعداء العقيدة الصحيحة ورجالها حتى اظهر ما سماه بـ ( نقض كشف الشبهات ) والذي بزعمه ينقض به كتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ... وسنظهر الرد عليه إن شاء الله في حين انتهائه . والله الموفق .

المالكي تكشفت اسراره .......هتك الضلال عن الغوي ستاره
مازال يوقد للشرور وظنه .......أن النهار قد اختفت أنواره
نال الصحابة واستمر بغيه .......تبا له باد عليه بواره
بعدا له متلبس بتدين .......هذا التدين بان عليه عواره
مابال شيخ لست منه قلامة .......للظفر أو حتى تنال غباره
قد جئت تثلب عرضه وتسبه .......وتعيب بدار قد زهى إبداره
ايضر نبح الكلب بدرا طالعا.......فلينبحن ولا يقر قراره
قل ما تشاء ومن تغر فإنما.......خذلانه جاءت به أقداره
أما التقي فإنه لك قائل .......المالكي قبيحة اخباره
احدية وكر له مشؤومة .......والطير مشبهة له أطياره
بعدا وسحقا ما وجدتَ سوى الذي .......مثل النهار تبلجت انواره
شيخ تقي علمه يهدي الورى ....... حبر جليل لا يشق غباره
هذي الجزيرة طبقت ظلماتها....... والشرك فيها ليس تخبو ناره
فهداه ربي واستقام على الهدى .......واقام دينا قد عفت اثاره
وله المآثر والفضائل جمة .......هو نعمة نَعمت بها أعصاره
من انت حتى تنتهك حرماته....... لولا زمان قد طغت اشاره
منّتك نفسك تنقض الكشف الذي .......للشرك يكشف هاتكا أستاره
ما أنت الا بالضلال سادر .......مكر الظلوم يكون في دماره
أبشر فإنك موقظ غفلاتنا.......عن شيخنا حتى نحوط ذماره
وإذا تجئ مذمة من ناقص .......فهي التي أحرى تُبين عواره
والضد يبدي من محاسن ضده .......ما لا يشاء اذا طغت اوزاره
يا عنز سوء حتفها في ظلفها.......يا من يدمر في يديه دياره
شبهات شرك جئت تفتل غزلها.......ورماد نار تستعيد شراره
لن تعدو القدر الذي هو لائق ....... بالهادمين من الطريق مناره
والشيخ يعرف قدره اهل التقى .......هم اهل دعوته وهم انصاره
ادرج بعشك من تكون حياله .......حتى تطاول او تطول غباره
والكشف سوءة مشرك هو كاشف ..... من غار فهو على الضلال مداره
والكشف قرة عين كل موحد....... من كان أعمى لا يرى انواره
مثل ابن فرحان الذي هو حائر....... كالليل صار من الظلام نهاره
يارب جاز الشيخ عنا بالرضى .......وبجنة الفردوس إجعل داره
وصلاة ربي والسلام على الذي .......قد شاد للدين القويم مناره

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:19 AM
كتب للرد على حسن المالكى :

http://www.saaid.net/R/hsnfrhan/book/index.htm

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:39 AM
يقول المالكى هنيئا للشيعة


https://www.youtube.com/watch?v=BUBpuw97ZEE

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:42 AM
مهزلة على الاعلام ..حسن يارى يتصل بالمالكى من باب الظهور بدعوى المناظرة .

ويقول ان المناظرات تسبب التطرف وعلينا نقد الذات .


https://www.youtube.com/watch?v=in2QQw9q8xk

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:44 AM
حسن المالكي : الامام علي نزل فيه نص الهي ولكن حولوها إلى شورى اسلامية ؟؟

ما معنى هذا ؟؟!!!؟؟؟

اذا هو شيعى ولا تفسير غير هذا .


https://www.youtube.com/watch?v=RuXKosJE8rE

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:45 AM
يقول ان ابولؤلؤة المجوسى الكافر قاتل سيدنا عمر :radia: ليس مجوسيا وهو أفضل من معاوية بن ابى سفيانى رضى الله عنه .

عقول منكوسة

معاوية كافر
ابولؤلؤة مسلم

https://www.youtube.com/watch?v=EYwmnki2JD8

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:51 AM
يقول حسن فرحان المالكى ان معجب بالخمينى


https://www.youtube.com/watch?v=cJNxifSdlFQ

خطاب أسد الدين
10-14-2015, 06:54 AM
يقول ان كتاب ألاغانى للأصفهانى لو حقق لكان افضل من البخارى .

يقول :لو ارسلت الكتابين لمعهد المانى معرفى سيقولون لك ان الاغانى للاصفهانى أفضل من صحيح البخارى.!!!

وان الاصفهانى صادق فى النقل والبخارى غير صادق !!!

من الذى جعل البخارى قمة فى النقل هو المذهب وليس المعرفة ويسميها معتقلات مذهبية .


https://www.youtube.com/watch?v=q9163Iuk46I

يوسف التازي
09-03-2016, 08:22 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا

خطاب أسد الدين
05-16-2017, 03:00 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا

اللهم آمين