المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا خلق الله



حسين شوشة
10-19-2015, 11:46 PM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن الله تعالى خلق الكون فأبدعه ,وقد تحدى الله تعالى الجن والانس , وتحدى من جعلوا من أنفسهم آلهة أن يخلقوا ذبابا , ومازالوا عاجزين أن يخلقوا ذبابا وهى من أضعف المخلوقات , وبرغم هذا التقدم العلمى الذى أذهل العالم , مازال هؤلاء العلمانيين الذين جعلوا من العلم إلها عاجزين أن يخلقوا شيئا فيه حياة
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج: 73].
و
قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعاً قال: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا مثل خلقي ذرة أو ذبابة أو حبة»، وأخرجه صاحبا الصحيح من طريق عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة»

لقد أثبت العلم الحديث أن الذبابة تمد فمها من أسفل رأسها إلى السطح المقابل له، مكونة بذلك أنبوباً لامتصاص الطعام، وإذا نظرت بدقة إلى الأنبوب الماص لوجدت أن الطرف الملامس لسطح الطعام متسع وكأنه مكنسة كهربائية، بعد ذلك تبدأ الذبابة بفرز عصارتها التي تمكنها من تحليل وامتصاص ولعق المواد الكربوهيدراتية وغيرها الموجودة في الطعام.

ثم تبدأ هذه المواد بالتحلل إلى مواد بسيطة التركيب لمساعدتها على امتصاصها خلال الأنبوب؛ فالذباب لا يملك جهازاً هضمياً معقداً؛ لذلك يلجأ إلى الهضم الخارجي، وذلك من خلال إفراز عصارات هاضمة على المادة المراد التغذية عليها، ثم تدخل هذه المواد المهضومة خارج الجسم إلى الأنبوب الهضمي حتى يتم امتصاصها لتسير في الدورة الدموية إلى خلاياه، ويتحول جزء منها إلى طاقة تمكنه من الطيران، وجزء آخر إلى خلايا وأنسجة ومكونات عضوية، وجزء أخير إلى مخلفات يتخلص منها جسم الذباب.

فإن قام العلماء باستخراج ما ببطن الذبابة فإنه لن يكون هو نفسه الطعام الذي سلبته الذبابة؛ لأن الطعام الذي دخل في جوف الذبابة لم يعد نفسه الطعام الذي سلبته وإنما يحتاج إلى تجميع مركباته التي قد تفتت، فلهذا السبب لا نستطيع استنقاذه، والعجز يأتي من أن الطعام وحتى قبل دخوله إلى ماصة فم الذبابة طرأ عليه التغيير، ولاحظ أنه لو أراد العلماء أخذ الطعام من فم الذبابة ولو من بداية دخوله الماصة، فإن ذلك لن يجدي شيئاً، وذلك أن الطعام قد تحول إلى مركبات مختلفة تماماً حتى قبل امتصاصه لذلك ﴿لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ﴾ أبداً(11).


الداء والدواء في جناحي الذباب:

المعروف عن الذباب أنه حشرة تحمل الجراثيم والميكروبات فقط، وما كان أحد يتصور أن هذه الحشرة يمكن أن تحمل بين طياتها الدواء والنفع، حتى تطورت وسائل العلم وأستطاع العلماء من خلال المجاهر الدقيقة أن يكتشفوا كثيراً من المبيدات للجراثيم في جناح هذه الحشرة، بل وجدوا أنها تحمل أيضاً مضادات حيوية.

وقد بدأت هذه الاكتشافات بعدد من الملاحظات، فقد لوحظ على جرحى الحرب العالمية من الجنود أن جراحهم أسرع شفاءاً والتئاماً من الضباط الذين يعنى بهم مزيد عناية في المستشفيات؛ لأن الجنود يتداوون في الميدان فيتعرضون لوقوع الذباب على جراحاتهم.


ولقد ذكر الدكتور عبد الباسط محمد السيد رئيس قسم التحليل و الجراثيم في المركز القومي للأبحاث في مصر أن مجموعة من العلماء الألمان اكتشفوا في الجناح الأيسر للذبابة جراثيم غرام سلبي وغرام إيجابي، وفي الجناح الآخر جراثيم تسمى باكتريوفاج أي مفترسة الجراثيم وهذه المفترسة للجراثيم الباكتريوفاج أو عامل الشفاء صغيرة الحجم يقدر طولها بـ 20- 25 ميلي ميكرون فإذا وقعت الذبابة في الطعام أو الشراب وجب أن تغمس فيه كي تخرج تلك الأجسام الضدية فتبيد الجراثيم، وهذه المضادات واسعة الطيف وقوية التأثير وشبيهة بالأنتي بيوتك (المضادات الحيوية)، والآن هناك عدد كبير من مزارع الذباب في ألمانيا حيث يتم استخلاصها ويحضر منها بعض الأدوية التي تستعمل كمضاد للجراثيم والتي أثبتت فعالية كبيرة وهي تباع بأسعار مرتفعة في ألمانيا(15).

وانظر إلى الخلية


الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

الخلية ( The cell) أساس معجزة الحياة على الأرض ، فالكائنات الحية أما أنها تتكون من خلية أو أكثر خلقت في نظام معجز وتدبير محكم ، هذه الخلية لا تتولد إلاَّ من خلية حية سابقة لها في الخلق والوجود ، وقد فشلت جميع الجهود العلمية المادية في إحداث خلية واحدة ، ففي كل خلية يكمن سر الحياة وعظمة الخالق سبحانه وتعالى وهذا ما سنعيش معه في السطور التالية:

صورة لخلايا متراصة صورت بالمجهر الإلكتروني

في الماضي كان الماديون الدارونيون أصحاب نظرية الصدفة والعشوائية والطفرة والانتخاب الطبيعي والمنكرون لوجود الله ، كانوا ينظرون إلى سر الحياة نظرة قاصرة جاهلة فقسموا الخلايا حسب أهوائهم وقصورهم العلمي إلى خلايا بدائية حقيرة ، وخلايا متطورة عظيمة ، ولكن ثبت بالعلم الحديث إن أقل خلية في الوجود تحمل نفس الصفات المعجزة لأعظم خلية من وجهة نظرهم .

فخلية الاميبا أكثر تعقيداً في برمجتها من خلايا مخ أعظم عالم فضاء في العالم ، حيث تعجز خلايا المخ عن تغذية نفسها والتكاثر والتجدد والتكيف بينما خلية الاميبا تغذي نفسها وتجدد أجزائها إذا تلفت وتتكيف بنفسها مع أعتا الظروف البيئية الخارجية بينما تفشل خلايا المخ في القيام بذلك بذاتها .


فخلية الاميبا أكثر تعقيداً في برمجتها من خلايا مخ أعظم عالم فضاء في العالم ، حيث تعجز خلايا المخ عن تغذية نفسها والتكاثر والتجدد والتكيف بينما خلية الاميبا تغذي نفسها وتجدد أجزائها إذا تلفت وتتكيف بنفسها مع أعتا الظروف البيئية الخارجية بينما تفشل خلايا المخ في القيام بذلك بذاتها .

جميع الخلايا تحتوي على غشاء الخلية يحيط بسائل حيوي عجيب هو السيتوبلازم بداخله من خمسة إلى ستة أنواع العضيات الخلوية الرئيسة كل عضي منها أرقى من أعظم مصنع كيماوي عرفته البشرية وأنشأه العلماء على الأرض ، ومن هذه العضيات ، الريبوزومات ( Ribosomcs) والليسوسومات ( Lysosmc) والميتوكوندريات ( Mitochondria) والبلاسيدات ( Plastidcs) والنواة ( Nuclcus) وتحتوي الخلية الواحدة على 2000-3000 مصنع من هذه المصانع العجيبة في حيز قد لا يتجاوز بضعة ميكرونات microns( وهو عبارة عن جزء من ألف جزء من المليمتر أي 10 من المتر ) .

ويقوم العضى أو المصنع في الخلية بعمليات حيوية كيماوية لو أردنا إتمامها خارج الخلية لاحتجنا إلى مصنع مساحته أكبر من مساحة أكبر دولة في العالم ويفشل هذا المصنع في إتمام بعض هذه العمليات بنفس الكفاءة التي تتم بها في خلية أمبيبية واحدة في بركة ماء في العلم .

تحاط الخلية عادة بجدار خلوي ، وتحتوي جميع الخلايا غشاء الخلية ( ccll mcmbranc) . وهذه الغشاء من أكثر المنافذ الحية سراً وغموضاً في الوجود فهو يقف خارج الخلية مكوناً أعتا وأدق نظام عبوري في العلم حيث يمثل الحصن أو القلعة أو منافذ الحدود التي تحمى حياة الكائنات الحية من الخلل والانهيار والموت والدمار .

الشكل التالي يبين البرامسيوم أحادي الخلية

هذا الغشاء ينفذ بكل دقة تعاليم المرور من الخلية وإليها ، وأي مادة كيماوية أو فيزيائية أو حيوية تحاول عبور هذا الغشاء عليها أن تبرز هويتها الحيوية وظيفتها التي استدعيت من أجلها للخلية ، ومدة بقائها في الخلية ، ومساراتها الحيوية ولو اختلت هذه الوظيفة العبورية التنظيمية لغشاء الخلية لهلكت ومرضت ومرض الكائن الحي وهلك ، وقد تهلك جميع المخلوقات الحية إذا فقدت سر الحياة الذي يكمن في هذا النظام المروري الانفاذى لغشاء الخلايا .

وأعجب ما في الحياة والوجود أن المواد الميتة خارج الخلية ( كربوهيدرات – دهون – بروتينات – أملاح عندما تعبر غشاء الخلية ويسمح لها بالاندماج مع مكونات الخلية بالسيتوبلازمية وعضياتها الخلوية ، فإن هذه المواد تتحول من مواد ميتة لا حياة فيها إلى عضيات حية تتغذى ، وتتنفس ، وتتألم مصداقاً لقول ربنا سبحانه وتعالى : { وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ الله فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } [الأنعام : 95] .

أما سيتوبلازم ( Cytoplasm) الخلية فهو الوسط الحي الذي شاء الله سبحانه وتعالى أن يحمل سر الحياة في الكائنات الحية والتي عجزت مختبرات العلم الحديث أن تدب الحياة في نفس مكوناته بعد إن عرف تركيبه . في السيتوبلازم توجد العضيات الحية في تنظيم عجيب وترتيب مبدع ، ونشاهدها تحت المجهر الضوئي وهي تتهادي داخل السيتوبلازم وتتحرك بقوة لا يعرف العلم كنهها إلى الآن . وكل كائن حي مهما صغر فهو جهاز علمي بديع معقد يقوم بجميع الوظائف الحيوية وتؤدي كل خلية عملها الحيوي بدقة متناهية يتضاءل أمامها أقصى ما وصل إليه الإنسان من أجهزة علمية { هَذَا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [لقمان : 11] .


ويقول الدكتورعبد الدائم الكحيل

حتى في عالم المخلوقات فإن العلماء في كل يوم يكتشفون كائنات حية جديدة، ومنها هذا العنكبوت العملاق .....



صورة لما يعتقد أنه أكبر عنكبوت في العالم ويبلغ طوله 30 سنتمتر، اكتُشف في كهف كبير عام 2001 وهناك أنواع كثيرة لم تُكتشف بعد ويتم اكتشافها يوماً بعد يوم، وصدق الله القائل: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45]، ويؤكد العلماء أن الأرض تحوي ملايين الأنواع من الحشرات والحيوانات والبكتريا والفيروسات ومخلوقات لا يعلم عددها إلا الله تعالى، أفلا يشهد هذا التنوع والتعدد على عظمة الخالق تبارك وتعالى؟ من هنا ندرك معنى قوله تعالى (هذا خلق الله)، ونقول:

- فماذا خلق الدارونيون الماديون ؟!

- وماذا خلق الشيوعيون الملحدون ؟!

- وماذا خلق العابدون لغير الله سبحانه وتعالى ؟!

هذا والله أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم