المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال هام للغاية : الإجابة على جميع أسئلة الملحدين و اللادينين !؟!



أبو عمر النفيس
10-22-2015, 01:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السّلام على من لا نبيّ بعده ، و بعد ...
كثرت الأسئلة و المواضيع التي يتحاور حولها المؤمنون و الملحدون ، و الكتب و المقالات و النقاشات الموجودة تتعرّض لموضوع بعينه و تسهبه و تفصّله . لكن من النّادر جدا وجود مصدر يعود إليه المؤمن ليجد فيه جميع المواضيع و الأسئلة المتعلّقة بالإلحاد و اللادينية . و انطلاقا من هذه الضرورة الملحّة ، قرّرت أن أقوم بهذا العمل ، حيث سأجمع بإذن الله تعالى في هذه الصفحات جميع أسئلة الملحدين و اللادينين التي يطرحونها على المؤمنين ، منذ ظهور الإلحاد إلى يومنا هذا . مع طرح الإجابات الأصحّ و الأقوى حسب وجهة نظري .
و أدعو الجميع في حال كان لديهم سؤال لم يتمّ طرحه هنا ، أن يكملوا سلسلة الأسئلة بطرح تلك الأسئلة ، و سأقوم بطرح الإجابات عليها ...
بحيث نحصل في نهاية المطاف إلى الجامع الصحيح و الموسوعة الشاملة التي تضمّ كلّ الأسئلة التي يمكن أن تواجه المؤمن في طريق الدعوة ، و أثناء الحوار مع اللادينين و الملحدين .
فلنبدأ على بركة الله ...

السؤال الأول : هل الله موجود ؟
الجواب : نعم ، الله موجود .

السؤال الثاني : ما الدليل على وجود الله ؟
الجواب : الكون الذي نعيش فيه هو الدليل على وجود الخالق . و هناك ثلاثة طرق للنظر إلى الكون ، و كلّها تؤدي إلى إثبات وجود الله . الطريقة الأولى : النظر إلى ماضي الكون . الطريقة الثانية : النظر إلى حاضر الكون . الطريقة الثالثة : النظر إلى مستقبل الكون .
و لنبدأ بالطريقة الأولى ، فلو نظرنا إلى ماضي الكون فسنجد أمامنا خيارين فقط :
الخيار الأوّل : أنّ العالم قديم . الخيار الثاني : أنّ العالم ليس قديم .
في حال اخترنا الخيار الأول بأنّ العالم قديم ، سيكون أمامنا احتمالين : الأول : العالم القديم دائم التغير . الثاني : لم يكن العالم متغيرا ثم أصبح متغيّرا . و في الحالة الأولى ، سنقع في تسلسل العلل للمالانهاية ، و هذا محال عقلي . حيث أنّ تغيّر العالم يلزم علّة ، فلا يمكن أن يتغيّر العالم بلا سبب ، و سنقع في سلسلة أسباب لانهائيّة لوصف التغيّر اللانهائي للعالم القديم . و في الحالة الثانية ، نحتاج لمعرفة العلّة الأولى التي جعلت العالم يتغيّر . و هذا يوصلنا إلى الخالق ، لا باعتباره خلق العالم من عدم ، بل باعتباره أثّر على العالم القديم ، و نقله من عالم غير متغيّر إلى كون متغيّر .
أمّا الخيار الثاني ، فيلزمنا معرفة العلّة التي أحدثت العالم و أوجدته . و حيث أنّه من المحال مجيئ العالم من العدم ، فلابدّ من موجود أدّى وجوده إلى وجود الكون ، و هذا الموجود هو واجب الوجود و هو خالق الكون .
و عليه ، فماضي الكون يثبت لنا مبدأ العلّيّة و السّببيّة ، و هذا المبدأ يوصلنا إلى وجود خالق لهذا الكون .
أما الطريقة الثانية ، فلو نظرنا إلى حاضر الكون ، نجد فيه القوانين و الثوابت الكونيّة التي تسيّر هذا العالم و تنظّم حركته و تؤدي إلى نشوء الكائنات الحيّة فيه . و النظام الكوني يوصلنا بالضرورة إلى وجود مصمّم لهذا الكون ، قام بوضع قوانينه .
و عليه ، فحاضر الكون يثبت لنا مبدأ النظم و التصميم ، و هذا المبدأ يوصلنا إلى وجود خالق لهذا الكون .
أمّا الطريقة الثالثة ، فلو نظرنا إلى مستقبل الكون ، نجد أمامنا احتمالين : الأول : أنّ الكون سيبقى هكذا للأبد . الثاني : الكون سوف ينهار في المستقبل . إذا أخذنا الاحتمال الأوّل ، فهذا يتناقض مع العلم ؛ لأنّ العلم يقول بأنّ الحرارة تنتقل من الجسم الأعلى حرارة إلى الأقل . و عليه ، فلابد أن تتساوى درجة حرارة كل مكونات الكون في المستقبل ، و هذا سيؤدي إلى الموت الحراري و انهيار الكون . و عليه ، فلا بديل عن الاحتمال الثاني القائل بأنّ الكون سينهار ، و هذا يلزمنا بتفسير كيفيّة إمكانيّة نشوء كون جديد بعد انهيار كوننا هذا . و حيث أن نشوء كون جديد سيحتاج إلى خالق ، فهذا يدلّ أنّ وجود كوننا هذا احتاج إلى خالق .
و عليه ، فمستقبل الكون يثبت لنا مبدأ الغائيّة ، و هذا المبدأ يوصلنا إلى وجود خالق لهذا الكون .
فدليل وجود الخالق هو هذا الكون ، سواء بالنظر إلى ماضيه أو حاضره أو مستقبله .

السؤال الثالث : كيف يكون الخالق قديما و الكون ليس قديما ، برغم أنّ الخالق علّة الكون ؟!
الجواب : لأنّ الخالق لديه إرادة مطلقة ، و بالتالي لايوجد تلازم بين العلّة و المعلول ، فوجود العلّة لايلزم وجود المعلول إذا كانت العلّة تملك إرادة في عدم تحقيق المعلول .
و حيث أنّ الخالق لم يرد في البدء أن يخلق الكون ، لم يخلق الكون . و عندما شاء أن يخلق الكون ، خلق الكون .

السؤال الرابع : مالدليل أنّ الخالق كان قادرا على الخلق ، قبل أن يخلق الكون ؟!
الجواب : الدليل على ذلك هو خلقه للكون ، فخلقه للكون دليل أنّه كان قادرا على خلق الكون حتى قبل أن يخلقه . خاصّة أنّه لم يكتسب من الخارج ماأدّى إلى قدرته على الخلق . فهذا يدلّ أنّ عدم خلقه من الأزل ليس لعجزه عن ذلك ، و إنّما لعدم إرادته لفعل ذلك .فهو فعل عندما أراد ، و ليس أنّه فعل عندما قدر .

السؤال الخامس : مالذي أثّر على الخالق فغيّر إرادته من إرادة عدم الخلق إلى إرادة الخلق ؟!
الجواب : الخالق له إرادة مطلقة . و الإرادة المطلقة لا تتغيّر لأسباب خارجيّة عن المريد ، و إنّما تتغيّر لأسباب داخليّة من المريد . فالخالق لم يؤثّر عليه شيء خارجي فجعلته يقرّر الخلق ، بل هو قرّر من ذاته أن يخلق ، لتحقيق حكمة معيّنة . حيث أنّ من صفات الخالق الحكمة . فالحكمة جعلته يريد الخلق ، و المشيئة أذنت بتحقيق تلك الإرادة .
ففعل الخلق محاط بمجموعة صفات و هي : القدرة و الإرادة و المشيئة و الحكمة و العلم . و لكلّ صفة دورها في تحقيق عمليّة الخلق.

السؤال السادس : إذا كان الكون مخلوقا ، فمن خلق الخالق ؟!
الجواب : المخلوق هو من نسأل عن خالقه ، أما الخالق فلا نسأل عن خالقه ، بل نسأل عن مخلوقه. فالسؤال الصحيح هو : من خلق المخلوق ؟ أو : ماذا خلق الخالق ؟
و جواب السؤالين : المخلوق خلقه الخالق . و الخالق خلق المخلوق . أما السؤال القائل : من خلق الخالق ؟ فهو سؤال متناقض ، لأنه جعل الخالق مخلوقا ، و الخالق حين يكون مخلوقا ، تنتفي صفة كونه خالقا . و عليه ، فبدل القول : " من " خلق الخالق يصبح السؤال " ماذا " خلق الخالق !

السؤال السابع : مالدليل أنّ الكون مخلوق ؟ إذا كان الله لا يحتاج لخالق ، فالكون أيضا لا يحتاج لخالق !
الجواب : الكون متغيّر ، و لا أحد يستطيع أن ينكر تغيّر الكون . فنحن نرى تفاعلات الطبيعة و التحوّلات المختلفة فيها . و حيث أنّ الكون متغيّر فهو يحتاج إلى علّة للتغيّر . و بالتالي فالكون خاضع لمبدأ العلّيّة و السّببيّة . و هذا المبدأ يجب أن ينتهي بعلّة أولى ؛ لأنّ تسلسل العلل للمالانهاية محال عقلي . و بالتالي فتغيّر الكون يوصلنا إلى العلّة الأولى و التي هي واجب الوجود و هو من نسمّيه بالخالق . أما الله فهو لا يتغيّر ، و بالتالي فهو لا يحتاج إلى علّة ؛ لعدم وجود تغيّر . و بالتالي فلن نقع في تسلل العلل ، وبالتالي فهو لا يحتاج إلى علّة أولى لوجوده ، وبالتالي فهو واجب الوجود بلا خالق .
فإذا أردت يا ملحد أن تنفي وجود خالق للكون ، يجب عليك أن تنفي وجود تغيّر في الكون . فنحن ننفي عن الله وجود تغيّر فيه ، لذلك جاز لنا نفي وجود خالق له .

السؤال الثامن : كيف تقولون بأنّ الخالق لا يتغيّر و قد تغيّرت إرادته من عدم الخلق إلى إرادة الخلق ؟!
الجواب : التغيّر هو تحوّل الذّات من صورة إلى صورة أخرى ، و فقدانه صفات كانت موجودة أو اكتسابه صفات لم تكن موجودة . فالكون يتحوّل ذاته من صورة إلى صورة أخرى ، و تتكون فيها كائنات بعد أن لم تكن ، و تموت فيها كائنات كانت موجودة . بينما الخالق لا يتحوّل من صورة إلى صورة أخرى ، و لا يكتسب صفات و لا يفقد صفات .
و أمّا صفة الإرادة ، فللخالق إرادة من الأزل . فالخالق من الأزل كانت عنده إرادة أن يخلق عندما يشاء . فهو من الأزل كان يعلم بأنّه سيخلق ، و لكنّه أجّل عمليّة الخلق . فلم يحدث تغيّر للإرادة بمؤثّر خارجي ، بل هو كان مريدا أن يخلق عند المشيئة ، فلم يخلق قبل المشيئة و خلق حين شاء ذلك . فلازال الخالق مريدا قبل الخلق و بعده . و بالتالي فليس بكيان متغيّر بحيث يحتاج إلى علّة لتغيّره .

السؤال التاسع : ما معنى " الخلق " ؟ و ماذا يعني فعل الخلق ؟!
الجواب : الخلق هو إيجاد شيء بعد أن لم يكن موجودا . أو تقدير وجود شيء بعلم مسبق و إرادة مسبقة . و عليه ، فنقول لشيء " خالق " إذا أوجد شيئا لم يكن موجودا ، أو قدّر وجود شيء بعلم و إرادة مسبقة .

السؤال العاشر : كيف خلق الخالق ؟ و كيف يمكن مجيئ شيء من العدم ؟!
الجواب : هناك احتمالين للخلق ، الأول : أنّ الخالق أوجد المادّة بعد أن لم تكن موجودة . الثاني : كانت المادّة موجودة ، لكن غير متغيّرة ، و قام الخالق بتقدير القوانين التي تؤدي إلى تحويل المادة من كيان غير متغيّر لا صورة له ، إلى كيان متغيّر متحوّل ، حتى وصل الكون إلى صورته الحاليّة . ففي الحالتين يكون الله خالقا للكون .
أما إيجاد شيء من العدم فمعناه إيجاد شيء من عالم الإمكان إلى عالم الوقوع . فالكون قبل وجوده كان موجودا في عالم الإمكان . و تمّ نقل هذا المعلوم من عالم الممكن إلى عالم الواقع . و حيث أنّ الخالق قادر على كلّ شيء ، و بالتالي فهو قادر على تحويل شيء يتصوّره بعلمه الذاتي إلى شيء موجود في العالم الخارجي . فهنا عمليّة الخلق مجرّد عمليّة نقل صورة من الداخل إلى الخارج ، من داخل الذات العليمة إلى خارجها . و هذا الأمر ممكن عقلا .

السؤال الحادي عشر : أين الله ؟ هل الله داخل الكون أم خارجه ؟!
الجواب : الله لا يحويه مكان . فإن كان خارج الكون هو اللامكان فالله خارج الكون ، أي في اللامكان . و لفهم هذه الإجابة نسأل : أين الكون ؟!
فإما أنّ الكون داخل مكان ، و هذا يعني أنّ هناك كون ضخم و كوننا يقع داخله ! و هذا سيدفعنا للتساؤل : و أين يقع ذلك الكون الضخم ؟ فهنا نحتاج إلى كون أضخم يقع فيه الكون الضخم ! و سيستمر السؤال عن " الأين " حتى نصل إلى كون لا يقع داخل مكان .. و عليه ، ففكرة وجود شيء في اللامكان فكرة ضروريّة ، لا مهرب منها . بل حتى علماء الفلك يقولون بأن الزمان و المكان نشئا مع نشوء الكون بالانفجار العظيم ، فيما يسمّى بـ " الزمكان " . و بالتالي كانت المادّة موجودة قبل وجود الزمان و المكان ، أي وجود الشيء لايلزم وجود مكان يحويه أو زمان يأويه .
فالزمان و المكان مجرد أوصاف نسبيّة ، نصف بها الكينونات الجزئيّة النسبية . أمّا الكيانات المطلقة فلا تخضع للأوصاف النسبيّة.

السؤال الثاني عشر : ما الدليل أنّ الخالق هو الله و ليس إله آخر ؟؟ فهناك آلهة كثيرة عند الأديان ؟!
الجواب : ليست العبرة في الإسم و لكن العبرة في الصفة . فالخالق الحقيقي له صفات ذاتيّة توصّل لها العقل . و هي : الوجود ، الحياة ، الإدراك ، الإرادة ، القدرة ، العلم ، الحكمة ، المشيئة ، الأزليّة ، عدم التغيّر . و الخالق هو واجب الوجود و ليس ممكن الوجود . فمن كان متصّفا بكلّ هذه الصفات ، فهو الخالق بغضّ النظر عن الإسم الذي نناديه به . فإن وجدنا أكثر من اسم له كلّ هذه الصّفات ، فهذا معناه أنّ الاسمين يعبّران عن نفس الكيان .
و لا يخفى على أيّ عاقل ، أنّ جميع الآلهة في كلّ الأديان حينما ننظر إلى صفاتها من تلك الأديان و نقارنها بصفات واجب الوجود ، لن نجد إلها يتّصف بكلّ صفات واجب الوجود على الوجه الأكمل ، إلا إله واحد و هو " الله " .

و سنستمر في سلسلة الأسئلة و الأجوبة بإذن الله تعالى ...

محمد احمد السلامى
10-22-2015, 02:58 PM
الثاني : كانت المادّة موجودة ، لكن غير متغيّرة ، و قام الخالق بتقدير القوانين التي تؤدي إلى تحويل المادة من كيان غير متغيّر لا صورة له
عزيز عمر , لم يكن شيء موجود غير الله لان لو قلنا المادة كانت موجودة ولكن ليست متغيرة كما كتبت .. معنى هذا ان المادة وهي ليست ذات الله لان الله سبحانه وتعالى ليس مادة .. معنى ان نقول ان المادة كانت موجودة بجوار الله هي اثبات شرك .. الاصح ان نقول انه جلب المادة من اللاشيء ( كيف هذا ) ؟ صعب على العقل البشري تخيله ولكن فقط يستطيع ان يرى أثاره كما قال ستيفن هاوكينجز انه جاء من العدم ( the universe came absolutely from nothing

https://www.youtube.com/watch?v=-fpCIDD_hfk
كز على الدقيقة الخامسة والاربعين ثانية .. ليس لنا دخل العلم قال شيء جاء من لاشيء نهائيا من فرااااااغ ليس لنا دخل بمحدودية العقل البشري

أبو عمر النفيس
10-22-2015, 03:19 PM
ذكرت في جوابي الاحتمالين الممكنين ، و الاحتمال الثاني الذي تعترض عليه ليس فيه مشكلة مع القرآن الكريم ، برغم أنّنا كمسلين قد لا نحبّه ...
فالله سبحانه و تعالي في القرآن لم يقل أنه خلق شيئا من عدم ...
فالسماء مثلا كانت دخان ، و آدم خلقه من تراب ... فلم يخلق آدم من العدم ، و لم يخلق السماء من العدم .. !
فالقرآن الكريم لم يذكر لنا أوّل مخلوق ، و كيف تمّ خلقه ...
و أمّا مسألة الشرك فليس في هذا الأمر شرك .. فالشرك نوعان : الأول : شرك يصدر من الإنسان و هو في العبادة . و الثاني : إعطاء صفات الربوبية لغير الله . و لا أحد قال بأنّ المادة تستحق أن تعبد مع الله ، و لا أحد قال بأن المادة تتصف بصفات الربوبيّة مع الله .
تبقى مشكلة وحيدة في هذه المسألة و هي صفة " الأوّل " ، فالله وصف نفسه بأنّه الأول ، و معناه أنّه ليس هناك شيء قبله .
و إذا اعتقدنا أنّ المادة أزليّة أيضا ، فهذا معناه أنّ المادّة أيضا ليس هناك شيء قبلها ..
فأصبح هناك وجودان متوازيان ، وجود الخالق الأزلي ، و وجود المادّة الأزليّة .. و هذا لا يتناقض مع كون الخالق ليس قبله شيء .. فهو فعلا ليس قبله شيء حتى برغم وجود كائن آخر من القدم.
لكن وجهة نظري أنّ الاعتقاد بوجود الله من القدم بلا موجود آخر أقوى و ليس فيه تناقضات منطقيّة . برغم استصعاب العقل إيجاد ماهيّة من العدم .. لكن كما شرحت في جواب السؤال العاشر ، إذا كان من الممكن نقل صورة من العلم الذاتي إلى الواقع الخارجي ، فهذا هو إيجاد المادّة من العدم . أي إخراجها من صورتها في علم الله إلى صورة في الخارج .

أبو عمر النفيس
10-22-2015, 04:02 PM
السؤال الثالث عشر : لماذا خلق الله هذا الكون العظيم ، الذي يحوي مليارات المجرات ، و كلّ مجرّة تحوي مليارات النجوم ، و كل نجم يدور حوله عشرات الكواكب ؟ هل يعقل أن يكون هذا الكون كلّه من أجل الإنسان الكائن الصغير الذي يعيش في كوكب صغير تابع لنجم صغير في مجرّة صغيرة داخل هذا الفضاء الفسيح ؟؟
الجواب : عدم علمنا بحكمة الله في خلقه لهذا الكون العظيم ، لا يعني عدم وجود حكمة منه . و لكن مالا شكّ فيه هو أنّ الله لم يخلق هذا الكون من أجل الإنسان ، برغم أنّ بعض المتديّنين يقولون ذلك . فالإنسان عاش فترات طويلة و هو لا يعرف أصلا بوجود مجرات أخرى . إذ كان الكون في نظر الإنسان هي الأرض و السماء و مايرى فيها من نجوم و كواكب و شهب و أقمار . و بالتالي فلاداعي للربط بين الحكمة من وجود الكون و الحكمة من وجود الإنسان . و الأهم بالنسبة للإنسان هو أن يعرف الحكمة من وجوده في هذا العالم ، و ليس أن يعرف الحكمة من وجود العالم .
و نحن كمؤمنين نعلم الحكمة من وجودنا في هذا العالم ، و الله قادر أن يطلع باقي الكائنات بالحكمة من وجودها . فبدل أن ننشغل بمعرفة شؤون غيرنا ، وجب علينا الإنشغال بمعرفة شؤوننا و تحقيقها.
و الجدير بالذكر ، أن تسخير السماوات و الأرض للإنسان يعني تمكين الإنسان من الانتفاع بما في السماوات و الأرض ، و لا يعني أنّ السماوات و الأرض خلقت من أجل الإنسان.

السؤال الرابع عشر : أثبت علم الفلك أنّ هناك نجوم انقرضت و كواكب انفجرت ، بل مجرّات اندثرت ، و كلّ ذلك قبل أن ينوجد هذا الإنسان في هذا العالم . فلماذا يخلق الله مجرات و نجوم و كواكب ثم يفجرّها ؟ ألا يدلّ ذلك أنّ تلك الأجرام السماويّة تنشأ بالعشوائيّة و الصدفة ؟؟
الجواب : لم نقل بأنّ الله يخلق المجرّات من أجلنا ، حتى يكون دمارها قبل وجودنا بالأمر المشكل ! و من ثمّ ، لاشكّ أنّ تلك المجرّات والنجوم و الكواكب قد حقّقت مراد الله من خلقها ، لذلك أذن بانفجارها و انهيارها . فقد يشاء الله أن يخلق نجما بحيث يؤدّي انهياره إلى نشوء نجم آخر ، فيكون دمار الأول سبب لبناء الثاني . فلا يمكن وصف هذه الأحداث بأنها عشوائيّة أو من باب الصدفة ، مادام هناك علم و تقدير مسبق ، فجهلنا بالخطة النهائية لا تعني انعدام الخطة .

السؤال الخامس عشر : أثبت العلم الحديث بأنّ عمر الكون عبارة عن 13.7 مليار سنة ، بينما يقول القرآن بأنّ الله خلق السماوات و الأرض في ستّة أيّام . أليس في هذا تناقض صريح بين العلم و القرآن ؟!
الجواب : القرآن الكريم أوضح بما لا يدع مجالا للشك أنّ الزمن نسبي . حيث شبّه الله " اليوم " عنده بألف سنة عند الناس . كما في قوله تعالى : " و إنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون " الحج:47 .. و يظن معظم المسلمون أن الآية تفيد المعادلة التالية : يوم = 1000 سنة .. لكن حقيقة الآية لا تفيد التساوي ، لأنّها جاءت بصيغة التشبيه ، " كــألف " فلم تقل الآية : و إنّ يوما عند ربّك ألف سنة مما تعدّون . بل قالت : " كألف " .. بمعنى أنّ الآية تفيد متباينة : يوم > 1000 سنة .. بمعنى أنّ اليوم عند الله تساوي مدة طويلة من سنين البشر ، كألف سنة . و عليه ، فلا يوجد تلازم بين الـ 6 أيام و بين الـ 6000 سنة . بالإضافة إلى أنّ كلمة " اليوم " في اللغة العربية لا تفيد فقط المدّة الزمنيّة ، بل قد تفيد المراحل ، و غيرها من دلالات المفردة .

السؤال السادس عشر : أثبت العلم بأنّ الإنسان تطوّر من حيوانات سابقة ، و أنّ جميع الحيوانات جاءت بالانتخاب الطبيعي عبر نظريّة التطوّر . في حين أنّ القرآن يقول بأنّ الله خلق آدم من طين ! أليس في هذا تناقض صريح بين العلم و القرآن ؟!
الجواب : أولاً : نظريّة التطوّر لم تصبح حقيقة علميّة بعد ، بل تعتبر أفضل المطروح في المجتمع العلمي ، و قابلة للنقض بمجرد التوصّل إلى تصوّر أدقّ و أصوب . ثانيا : وجود تطوّر أو انتخاب طبيعي لا ينفي وجود خالق خلفه ، خطّط مسبقا خلق الكائنات بهذه الآليّة . ثالثا : لم يثبت العلم بأنّ آدم الذي ذكره في القرآن جاء بانتخاب طبيعي ، لكي نقول بأن القرآن الكريم ناقض العلم . فلو قال أحدهم : ذهب أحمد إلى المسجد . و قال آخر : ذهب محمود إلى السوق . فليس في العبارتين تناقض ، مادام أحمد ليس هو محمود ! و عليه ، فوجود بشر جاؤوا عن طريق الانتخاب الطبيعي ، لا يتناقض مع وجود نوع آخر خلقه الله بخلق مباشر .. فهما طريقان متوازيان ، و المتوازيان لا يتقاطعان . فهناك خط بيولوجي لكائنات متطوّرة . و هناك خط لكائنات تنتمي لكأئن أوّل اسمه " آدم " خلقه الله بخلق مباشر . و وجود تشابه بين النوعين ، لا يعني بالضرورة أن الجميع ينتمي إلى نفس المسار البيولوجي !

و سنستمر في الأسئلة و الأجوبة بإذن الله تعالى ...

أبو عمر النفيس
10-23-2015, 09:01 AM
السؤال السابع عشر : ما الدليل أنّ الخالق واحد و ليس اثنان أو ثلاثة أو عشرة ؟!
الجواب : وجود أكثر من خالق لمخلوق واحد يلزم التشارك و التزامن . فلو كان هناك خالقان ، فيجب أن يكون كلّ واحد منهما أزلي ، و كلّ واحد منهما عنده إرادة مطلقة ، و قرّر كلّ منهما أن يخلق في نفس اللحظة ، و قرّر كلّ منهما أن يخلق بنفس الآليّة ، و اتفق الخالقان على نفس القوانين التي ستسيّر الكون ، و لكلّ واحد منهما بصمته الخاصة التي تعبّر عن قدراته و علمه . و اجتماع كلّ هذه الشروط في خالقين شبه محال ، و تزداد نسبة الاستحالة كلّما زاد عدد الخالقين . و من ثمّ عندما ننظر إلى الكون الذي نعيشه ، نجد تشابه في قوانينه و كائناته تدلّ أنّها تعود إلى مصدر واحد . حتى أنّ العلماء يقولون أنّه من الممكن صياغة معادلة واحدة تجمع كلّ قوانين الطبيعة . و هذه الإمكانيّة تدلّ على وحدة المصدر أي وحدة الخالق . كما أنّ استمرار الكون و بقاؤه يحتاج إلى استمرار التعاون و التفاهم بين الخالقين الذين خلقا هذا الكون . و من المحالات العقليّة استمرار التفاهم و عدم الاختلاف بين كائنين مستقليّن مستغنين عن بعض إلى الأبد ، و بالتالي لابدّ من وجود اختلاف ما بينهما في لحظة ما ، و هذا الاختلاف سيؤدي إلى فساد الكون و انهياره ، لأنّ كلّ خالق سيحاول فرض إرادته على الكون ، وبالتالي فساد الكون و دماره . و حيث أنّ الكون يسير في نسق و نظام دلّ أنّ المتصرّف و المتحكّم فيه هو خالق واحد لا شريك له .
فماضي الكون يدلّ أنّ خالق الكون واحد ، و حاضر الكون يدلّ أنّ المهيمن على الكون واحد ، و بالتالي فالإله المستحق للعبادة واحد .


السؤال الثامن عشر : وجود الشرّ دليل على عدم وجود الخالق ! فكيف يكون الخالق رحيم و عليم و قدير و الشرّ موجود ؟! فإمّا هو لا يعلم بوجود الشرّ ، و إمّا هو ليس رحيم لأنّه يريد وجود الشرّ ، و إمّا هو لا يريد وجود الشرّ لكنّه غير قادر على منعه . و في كلّ الأحوال تنتفي أحد صفات الكمال عنه و بالتالي فالخالق غير موجود ! فما هي الصفة التي ستحرمون الإله منها ؟!
الجواب : أولا : هناك خلط كبير في السؤال بين صفات الخالق العقليّة التي اكتشفناها بالعقل باعتباره خالقا ، و بين صفات الخالق النقليّة التي عرفناها بالنقل عن طريق الأديان . فالسؤال يطرح ثلاث صفات و هي : العلم و الرحمة و القدرة . و الصفات الذاتية الضروريّة للخالق منها هي : العلم و القدرة ، فهو بالضرورة عليم قدير . أمّا صفة الرحمة فهي صفة ذاتيّة نقليّة علمناها بالأديان ، فانتفاؤها لا ينفي الخالق و إنّما ينفي الدين الذي يصف الخالق بها . ثانيا : لا يوجد شرّ مطلق في الوجود ، فكلّ ما هو شرّ من جهة هو خير من جهة أخرى . حتّى أنّ العقلاء يقولون : ربّ ضارّة نافعة ! و عليه ، فالمغالطة الثانية في السؤال هو أنّه مبني على فرضيّة أنّ الشرّ مطلق ، في حين أنّ الحقيقة هي أنّ الشرّ نسبي . ثالثا : الشرّ بالنسبة للإنسان نوعان ، النوع الأوّل : شرّ يقع على الإنسان من الإنسان. النوع الثّاني : شرّ يقع على الإنسان من الطبيعة . فكلا النوعين بالنسبة للإنسان شرّ . لكن بالنسبة للخالق الشرّ واحد فقط و هو النوع الأول ، أي الشرّ الذي يقع على الإنسان من الإنسان . أمّا ما يقع على الإنسان من الطبيعة ، فليس شرا من وجهة نظر الخالق ، مثل الأمراض و الزلازل و الكوارث و التشوّهات و غيرها . و حيث أنّ الشرّ نسبي ، فلا يمكن إلزام الخالق بأن يعتبر ما نراه شرا و لا يراه هو شرا ، أن يراه شرّا . فنحن نحاكم الخالق بالشر الذي هو شرّ بالنسبة له ، و ليس بالشرّ الذي هو شرّ بالنسبة لغيره . و عليه ، فالشرّ الذي يجوز الاستشكال به هو ما يصدر من النّاس على النّاس ، مثل الظلم و القتل و السرقة و الاغتصاب و غيرها . و هذه الشرور من الواضح أنّ الخالق لا يريد وجودها بدليل أنّه حرّمها في الدين ، و بالتالي فالله رحيم ؛ لأنّه لا يريد من الإنسان أن يوقع شرّا بالإنسان ، و جعل فعل الشرّ أمرا قبيحا يستحقّ فاعله العقوبة . رابعا : المغالطة الرابعة في السؤال هي أنّ السائل أهمل صفة مهمّة للخالق و هي من الصفات الذاتيّة العقليّة ، و هي صفة " الحكمة " . فهناك أربع صفات في المسألة ، ثلاث صفات بالعقل و هي : العلم و القدرة و الحكمة . و صفة بالنقل و هي : الرحمة . و حيث أنّ الشرّ الوحيد بالنسبة لله هي أفعال الإنسان ، و حيث أنّ الله حكيم . فوجود الشرّ ناتج عن حكمة الله في ترك الإنسان يفعل الشرور . فوجود الشرّ ليس دليلا على عجز الله عن منعه ، بل دليل على حكمة الله في تركه .
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ما الحكمة من ترك الله النّاس تفعل الشرور ، مادام الله يعلم بوجود الشرّ ، و رحيم لا يريد الشرّ ، و قادر على منع الشرّ ، فما الحكمة من تركه ؟!
و سنجد الجواب ببساطة هو أنّ الله يختبر النّاس ، فأعطاهم حريّة الاختيار ليحاسبهم على أفعالهم . فمن يفعل الشرّ مستحق للعقوبة . و بالتالي ترك الشرّ جاء نتيجة حكمة الخالق .
أمّا أفعال الطبيعة من الزلازل و الأمراض و الفياضانات ، فهي أفعال يراها الإنسان شرورا ، في حين أنّ الله يعطي الخير لمن تقع عليه تلك الأفعال . فمن يمرض ، يكون مرضه كفّارة لذنوبه . فالمريض يعتبر المرض شرّا في حين أنّ الله قدّر مرضه ليحمل مرضه له الخير . و الزلازل تؤدي إلى إخراج المعادن من الأرض و إخراج جزر جديدة في البحر . و هكذا تؤدي تلك الأفعال من الطبيعة لنتائج مهمّة في دورة الحياة و الطبيعة ، و كذلك ينال المؤمن الأجر منها في حال صبر و واحتسب . فلا يمكن اعتبار تلك الأمور شرّ في ذاتها.
و بالتالي فوجود الشرّ لا يدلّ أبدا على عدم وجود الخالق ، بل وجود الشرّ يؤكد وجود صفة الحكمة لخالق الكون .


السؤال التاسع عشر : هل يستطيع الله أن يخلق حجرا ثقيلا لا يستطيع أن يحمله ؟!
الجواب : السؤال فيه تناقض . فالسؤال يريد أن يثبت لله صفتين متناقضتين و هما " القدرة " و " عدم القدرة " . فنسأل السائل بالقول : ما سبب اعتقادك بعدم استطاعة الله حمل الحجر ؟ هل لأنّ الحجر ثقيل أم لأن الله عاجز برغم أنّ الحجر خفيف ! فإن قلت بأنّ ثقل الحجر هو السبب ، قلنا : ما دليلك أنّ هذا الثقل يعجز الله ؟! و إن قلت الحجر ليس ثقيلا و مع ذلك فالله عاجز ، قلنا : و ما سبب اعتقادك بالعجز ؟! و عليه ، فالسؤال متناقض .
و في كلّ الأحوال فالله لا يعجزه شيء في السماوات و الأرض ، فكلّ ما هو مقدور في ذاته ، فالله يقدر عليه . فقولنا بأنّ الله على كلّ شيء قدير يعني أنّ الله يقدر على كلّ ما هو ممكن عقلا و غير متناقض ، أي يقدر على كلّ ما هو مقدور في ذاته . أمّا الأمور الغير منطقيّة أو التي ليست مقدورة في ذاتها ، فليس من العجز عدم القدرة عليها ؛ لأنّ القدرة على المحال محال . فالله لو قدر على أمر محال ، لم يعد المحال محالا ، فلكي يكون المحال محال ، يجب أن لا يقدر عليه أحد ، و بالتالي فالأمر ليس من الأمور المقدورة . و بالتالي عدم فعلها لا يوصف بأنّه عجز ، فالعجز يكون عند عدم القدرة على فعل ما هو مقدور و ليس عدم القدرة على فعل ما هو محال .
و بالتالي فالله يقدر على خلق حجر بغض النظر عن ثقل الحجر . و الله قادر على حمل الحجر بغض النظر عن ثقل الحجر . لكن الحجر عاجز عن أن يكون ثقيلا للدرجة التي تعجز الله عن حملها . فالله قدر أن يخلق الحجر ثقيلا ، بحيث يكون أثقل الأحجار ، و قدر على حملها برغم ثقالتها ، و عجز الحجر برغم ثقالته أن يُعجز الله عن حمله .


السؤال العشرين : هل الله يستطيع قتل نفسه ؟!
الجواب : واجب الوجود حيّ لا يموت . و بالتالي من المحال قتل واجب الوجود . و بالتالي عدم فعل المحال ليس عجزا ؛ لأنّ العجز هو عدم فعل المقدور . فلو أنّه كان من الممكن قتل الله ، فمعناه أنّه ليس من المحال موت واجب الوجود . و إذا مات واجب الوجود لم يعد واجبا للوجود ، فيكون المقتول ليس هو واجب الوجود بل هو كيان آخر . و بالتالي فالله يستطيع قتل كلّ من يجوز عليه القتل . أما أن يقتل نفسه فهذا جمع بين النقيضين ، و النقيضان لا يجتمعان .

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،،

أبو عمر النفيس
10-24-2015, 07:16 AM
السؤال الواحد و العشرين : كيف نعرف الإله الحقيقي أمام هذه الملايين من الآلهة ؟! أليس تعدّد الآلهة دليل على عدم وجود الإله ؟!
الجواب : هناك فرق بين معرفة وجود الإله و بين معرفة الإله . فاختلاف النّاس في معرفة الإله ، لا يعني اختلافهم في وجوده . بل على العكس تماما ، يمكن اعتبار تعدد الآلهة دليل على أنّ البشر يقرّون بوجود الإله ، و لكن يختلفون في صفاته و أسمائه و تحديده . فبدل القول بأنّ هذا التعدّد ينفي الإله وجب القول : ما هو سبب اعتقاد البشر على مرّ الأزمان بوجود إله ؟! و حيث أنّ كلّ البشر في كلّ العصور و كلّ الأماكن توصّلوا إلى وجود إله ، فإنّ هذا الإجماع البشري يستحقّ التأمّل لمعرفة أسبابه . فيكون الملحد بهذا شاذا عن المجموعة البشريّة في كلّ العصور .
أمّا كيف نعرف الإله الحقيقي من كلّ الآلهة ، فالأمر بسيط ، فالإله الحقيقي هو خالق الكون ، فكلّ إله لم يكن موجودا قبل وجود الكون هو ليس الإله الحقيقي . و بهذا تبطل ألوهيّة معظم الآلهة ، فلا يبقى إلا الآلهة التي يقال بأنّها موجودة قبل الكون ، أو الآلهة التي يقال بأنّها حلّت في الكائنات . و عندما نقارن بين هذه الآلهة في صفات الأزليّة و الحياة و الإدراك و القدرة و العلم و الحكمة ، ستوصلنا هذه الصفات إلى الإله الحقيقي .
و بالتالي يكون أساس ضلال البشر ليس في معرفة وجود الإله ، بل في معرفة حقيقته و صفاته . بينما ضلال الملحد في معرفة وجود الإله !

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
10-24-2015, 07:59 PM
السؤال الثاني و العشرين : إله الأديان هو إله فجوات ، فالناس في الماضي اخترعت فكرة وجود الآلهة ليفسّروا بها كل ظاهرة طبيعيّة لا يفهمون أسبابها . فكانوا يفسّرون الأمطار بالآلهة ، و البراكين بالآلهة ، و كسوف الشمس بالآلهة . و بهذا أصبح دور الإله هو سدّ فجوات جهل النّاس و عدم علمهم بالأسباب الحقيقيّة الماديّة للظواهر الكونيّة . فلماذا أيها المؤمنون لا تقولون أن كسوف الشمس بسبب إله الشمس ، و سقوط المطر بسبب إله المطر ؟؟ لماذا أصبحتم تستخدمون التفاسير العلميّة لتفسير الأمطار و الكسوف و الزلازل و البراكين و الأمراض و غيرها ؟؟ أليس هذا اعتراف واضح منكم يا مؤمنين بانتهاء دور إله الفجوات ؟؟ فما مبرّركم للتمسّك بفكرة الإله ، و هي فكرة اخترعها الإنسان لسدّ تلك الفجوات ، فما الحاجة من الاعتقاد بوجوده ، و قد سدّ العلم كل تلك الفجوات ؟
الجواب :
أولا : من الكذب الواضح الفاضح زعمكم بأنّ الإنسان اخترع فكرة الإله لسدّ الفجوات ، فهذه فرية واضحة . بل الحقيقة هي أنّ بعض النّاس في الماضي استخدموا فكرة الإله لسدّ الفجوات . ففكرة الإله موجودة قبل الفجوة ، لكن ما حصل هو أنّ الناس استخدموا فكرة الإله لسدّ تلك الفجوة ، لا أنّ الفجوة هي التي جعلت النّاس تخترع فكرة الإله !
ثانيا : فكرة الإله عند معظم المؤمنين ليست مبنيّة على فجوة بعينها أو ظاهرة كونيّة محدّدة ، بل فكرة الإله لتفسير الوجود ككلّ . فالمؤمن يعتقد بوجود الخالق كتفسير لوجود الكون ، و ليس كتفسير لوجود المطر أو الزلزال . إله الفجوات تجده عند هؤلاء الذين يعتقدون بتعدّد الآلهة ، فيجعلون هناك إله للخير و آخر للشر و آخر للمطر و آخر للشفاء . و بالتالي فمن الافتراء تعميم الحكم على كلّ المؤمنين و كأنّهم سواء !
ثالثا : يكذب الملاحدة عندما يزعمون بأنّ العلم قد قتل إله الفجوات . و الحقيقة هي أنّه كلّما سدّ الإنسان فجوة ، كلّما ظهرت أمامه فجوات أخرى . فنحن أمام فجوة تكوّن الـ dna ، و فجوة نشأة الحياة ، و فجوة الثوابت الكونيّة ، و فجوة الإنفجار العظيم ، و فجوة الطفرات الوراثيّة ، و فجوة الثقب الأسود .... و بالتالي لازالت هناك فجوات كثيرة ، و مع ذلك لا يقول أحد الآن بأن هناك إله للـ dna ، و إله آخر للثوابت الكونيّة ، و إله آخر للإنفجار العظيم ، و ذلك لأنّ المؤمن يملك أدلّة أعمق لإثبات وجود الإله ، فلم يعد يستخدم تلك الأدلة القديمة التي كان يستخدمها البعض ، برغم بقاء الفجوات و استمرار وجودها و عجز العلم عن سدّ كلّ الفجوات .
رابعا : لازالت فكرة إله الفجوات رغم بساطتها ، أعمق و أصح من تفكير الملحد المادّي . فعندما يأمر رئيس دولة ببناء متحف ، و سألنا سؤال : من بنى هذا المتحف ؟!
فهناك من سيقول العمّال البنّاؤون هم من بنوا المتحف ، و هناك من سيقول بل شركة المقاولات هي التي بنت المتحف ، و هناك من سيقول بل المهندس المعماري هو الذي بننى المتحف ، و هناك من سيقول بل رئيس الدولة هو من بنى المتحف .
فأيّ الأجوبة أكثر عمقا ؟؟ هل من قال بأنّ الذي بنى المتحف هو العامل الذي كان يرفع الحجر و يضعه فوق الحجر ؟؟ أم من قال بأنّ الذي بنى المتحف هو رئيس الدولة الذي أعطى الأمر و وفّر المال اللازم لتحقيق المشروع ؟؟!!
قطعا و بلا أدنى شكّ أن جواب الرئيس أكثر عمقا من جواب البنّاء ...
و هذا حال الإنسان البسيط في الماضي ، يقول بأنّ الذي ينزل المطر هو الله الذي في السماء ، فهو الذي أعطى الأمر و سمح للشمس أن تسطع ، بحيث تؤدي حرارتها إلى تبخير بعض مياه البحر ، ليصعد بخار الماء فيكوّن غيوما ، لتتصادم تلك الغيوم و تهطل أمطارا بفعل الرياح ...
فالملحد ينظر إلى الأسباب المادّية المباشرة ، بينما المؤمن ينظر إلى السبب الحقيقي الجوهري الذي يوجد خلف تلك الأسباب المادّية ..
فالمحلد كالذي ينظر إلى البنّاء على أنّه من بنى المتحف ، بينما المؤمن ينظر إلى الرئيس على أنّه من بنى المتحف .
و عليه ، فلازالت فكرة إله الفجوات على بساطتها ، أكثر عمقا و أفضل منطقا من التفكير السطحي المادّي للملحدين .

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
10-26-2015, 07:07 PM
السؤال الثالث و العشرين : هناك قاعدة تقول " البيّنة على من ادّعى ، و اليمين على من أنكر " ، و أنتم يا مؤمنون تدّعون أنّ هناك خالق لهذا الكون ، و بالتالي فأنتم مطالبون بإثبات ذلك و الاتيان بالبيّنة . أمّا نحن الملحدون ، فلا يجب علينا أن نثبت شيء ؛ لأنّنا مجرّد منكرين لما تدّعونه . فلماذا تطالبوننا بإثبات عدم وجود خالق ؟؟!!
الجواب :
القاعدة القضائيّة التي تقول : " البيّنة على من ادّعى ، و اليمين على من أنكر " مبنيّة على افتراض مسبق مبني عليه و هو : " المتّهم بريئ حتّى تثبت إدانته " .. و عليه ، فلولا أنّنا افترضنا أنّ المتّهم بريئ ، لما طالبنا المدّعي بالبيّنة .. بمعنى أنّنا لو افترضنا النقيض بالقول : " المتّهم مُدان حتّى تثبت براءته " .. حينها ستتحوّل القاعدة القضائيّة لتصبح : " البيّنة على من أنكر ، و اليمين على من ادّعى " .. و ذلك لأنّ الأصل أنّ المتّهم مدان ، و عليه ، فمن يدين المتّهم فليس مطالب بالدليل ، بل المطالب بالدليل هو من ينكر تلك الإدانة ، عليه أن يثبت البراءة ..
و عليه ،، فلا بدّ من تأصيل أصل القضيّة ، ثم من يخالف الأصل هو المطالب بالإثبات و الدليل .
و بالتالي تصبح القاعدة المنطقيّة كالتالي : " البيّنة على من خالف الأصل ، و اليمين على من وافق الأصل " . فكلّ من قال قولا يخالف الأصل ، فهو مطالب بالدليل ، سواء كان قوله إثبات أو نفي .
فالأصل أنّ لكلّ إنسان أب و أم ، و بالتالي من يزعم بأنّه ليس له أب و ليس له أمّ ، فعليه أن يثبت ذلك ؛ لأنّه خالف الأصل .. أمّا من يقول بأنّ له أب و أم ، فليس مطالبا بالدليل ؛ لأنّ قوله يوافق الأصل.
و الأصل أنّ لكلّ مُلك مالك ، و لكلّ مخلوق خالق . و بالتالي من يقول بأنّ هذا الكون له خالق ، فليس مُطالبا بالاثبات ؛ لأنّ هذا القول موافقٌ للأصل .
أمّا من يزعم بأنّ الكون ليس له خالق ، فهو بهذا يخالف الأصل . و بالتّالي فيجب عليه أن يثبت عدم وجود خالق لهذا الكون ؛ لأنّ البيّنة على من ادّعى خلاف الأصل ..
و الملحد هو من يخالف الأصل و ليس المؤمن .

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
10-27-2015, 07:50 AM
السؤال الرابع و العشرين : هل يقدر الله أن يخلق إله مثله ؟!
الجواب :
السؤال متناقض ؛ لأنّه جمع بين النقيضين . فالله غير مخلوق ، و إن خلق إلها آخر ، سيكون ذلك الإله مخلوق . فإن قلنا أنّ الإله المخلوق مثل الإله غير المخلوق ، فإننا نقول أن " المخلوق " هو نفسه " الغير مخلوق " ، و هذا هو الجمع بين النقيضين . و النقيضان لا يجتمعان ، و جمعهما من المحال ، و فعل المحال محال . فإن قلنا أنّ المحال ممكن ، لم يعد محالا .
و عليه ، فالله قادر على أن يخلق ما يشاء ، و لكن كلّ ما سيخلقه الله سيكون مخلوقا و ممكن الوجود ، بينما الله غير مخلوق و واجب الوجود ، و بالتالي لا يمكن أن يكون ممكن الوجود مثل واجب الوجود ، و لا يمكن أن يكون المخلوق مثل الخالق .
الحالة الوحيدة التي يمكن أن يخلق الله إلها مثله ، هو أن يكون الله مخلوقا ، فيخلق إلها مخلوقا و يمنحه كلّ صفاته . و بالتالي يكون الاثنان متماثلان في الصفات و كلاهما مخلوق . لكن يظلّ الإله الأول خالق بالنسبة للإله الثاني ، و الإله الثاني مخلوق بالنسبة للإله الأوّل . بينما الإله الأوّل مخلوق بالنسبة لآخر آخر سابق عنه . و بالتالي لكي تكتمل المثليّة ، يجب أن يخلق الإله الثاني شيئا ، لكي يكون خالقا ، فيماثل الإله الأوّل الذي خلقه.
و نحن حينما نصف الله بأنّه على كلّ شيء قدير ، نقصد أنّ الله على كلّ ممكن قدير ، و لا نقصد أنّ الله على كلّ محال قدير . فلو قدر الله على فعل المحال ، لم يعد المحال محال ، بل يصبح المحال ممكنا . فسيظلّ الله على كلّ ممكن قدير ، و لا يمكن القول بأنّه على أيّ محال قدير ، لأنّ القدرة على المحال ، يجعل المحال ممكنا .

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
10-28-2015, 10:39 AM
السؤال الخامس و العشرين : تقولون أيّها المؤمنون أنّ الله أحسن كلّ شيء خلقه ، و أنّه خلق الإنسان في أحسن تقويم . فأين إتقان الله أمام الأطفال المشوّهين ؟! أين إحسان الله أمام الأطفال المرضى و المشلولين ؟! أين إبداع الله أمام تصادم النجوم و تضارب الكواكب و انهيار المجرّات ؟ أليس كلّ هذا دليل على عدم وجود اتقان و إبداع و أنّ القضيّة كلّها مجرد صدفة أحيانا تصيب و أحيانا تخيب ؟!!
الجواب :
أولا : حكمكم أيّها الملحدون هو حكم انتقائي ، فأنتم تنظرون إلى الطفل المشوّه و لا تنظرون إلى ملايين الأطفال الذين ولدوا في نفس اليوم و هم في غاية الجمال و الإبداع ! فهذا إنّ دلّ على شيء ، دلّ أنّ عندكم رغبة داخليّة في الإلحاد ، لا أنّ إلحادكم مبني على حكم موضوعي على القضيّة . و إلّا فالحكم الموضوعي يجب أن ينظر إلى الصورة الكاملة للقضيّة ، فيقارن بين نسبة الأطفال المشوّهين و المرضى و المشلولين ، و نسبة الأطفال الجميلين و الأصحّاء و السّليمين . و لا شكّ و لا ريب أنّ نسبة الأطفال الذين هم في أحسن تقويم أكثر بكثير من من دونهم .
ثانيا : في المنطق العقلي ، عندما يصدر فعل يدلّ على إتقان ، و فعل يدلّ على عدم اتقان ، و كان فاعل الفعلين واحد ، فحينها سنصف الفاعل بأنّه متقن ؛ و ذلك لأنّ الإثبات مقدّم على النّفي. و هذا الحكم العقلي صحيح حتى لو لم يكن لدى الفاعل سوى فعلين ، فما بالك لو كان الفاعل قد فعل مئة فعل ، و كان تسعون فعلا يدلّ بالضرورة على الاتقان و الابداع ، و كان العشرة فقط هم الدّالة على العكس . فحينها يكون الفاعل متقن ، و يكون عدم اتقانه مقصودا لغاية في نفس الفاعل .
و يمكن تمثيل ذلك من خلال رسّام رسم مجموعة لوحات ، أجمع العقلاء و أهل التذوّق أنّها لوحات بديعة لا يمكن أن يرسمها إلاّ فنّان مبدع . فإن قام الرسّام المبدع برسم لوحات أخرى غير جيّدة في نظرنا ، فلا نقول أنّ اللوحات البديعة جاءت بالصدفة ، بل نقول بأنّنا لم نفهم المغزى الذي يريده الرسّام من اللوحات التي تبدو لنا غير جيّدة . و ذلك أنّ صفة الإبداع ثبتت باللوحات البديعة ، و لا يمكن سلب هذه الصفات بلوحات غير بديعة ، لأن المبدع قد يقصد عدم الإبداع ، بينما غير المبدع لا يمكن أن يبدع في أيّ حال من الأحوال .
و عليه ،، و حيث أنّ أدلّة إتقان الخالق و إبداعه تملئ هذا الكون ، فتكون مظاهر عدم الاتقان و عدم الابداع ناتجة عن قصد و عمد و حكمة منه ، لا أنّها دالّة أنّه غير مبدع ؛ إذ يستحيل من غير المبدع أن يبدع ، بينما يمكن من المبدع أن لا يبدع إذا شاء ذلك .
ثالثا : عندما نقول بأنّ الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ، فكلمة " الإنسان " مفهوم كلّي يشمل الإنسان من حيث هو إنسان . فالإنسان مقارنة بغيره هو في أحسن تقويم. و لا تبطل هذه الجملة بأخذ فرد بعينه ؛ و ذلك أنّ الفرد عبارة عن مفهوم جزئي . و الآية القرآنيّة لا تقول : خلق هذا الإنسان في أحسن تقويم . فالآية لا تتحدّث عن شخص بعينه ، لكي نقول بأنّ هذا الشخص المقصود ليس في أحسن تقويم . بل الآية تتحدّث عن الإنسان كمفهوم كلّي . و لم تقل الآية كذلك : خلق كلّ النّاس في أحسن تقويم ، لكي نقول بأنّ وجود فرد غير حسن ، يعني بطلان الآية . بل الآية تتحدث عن عموم الإنسان.
رابعا : من الصفات الذاتيّة لله هي صفة " الحكيم " ، و من الصفات الفعليّة له هي صفة " البديع " ، و الصفة الذاتيّة دائما حاكمة على الصفة الفعليّة . فالله دائما حكيم ، بينما يبدع إذا شاء ؛ لأنّ الصفة الفعليّة يفعلها إذا شاء . كصفة " الغفور " يغفر إذا شاء . و حيث أنّ السؤال يستنكر حول صفة فعليّة ، فلا وجه للاستنكار ؛ و ذلك لأنّ الأصل في صفات الأفعال أنّها تتحقّق إذا شاء الله تحقّقها.
خامسا : الحكم على الشيء بأنه جميل أو غير جميل ، بديع أو غير بديع ، حسن أو غير حسن ، تعتبر من الأحكام النسبيّة . فقيمة الجمال كما هو معلوم في مبحث القيم في الفلسفة ، من القيم النسبيّة . فقد تحكم على الشيء بأنه غير جميل ، و يحكم عليه آخر بأنّه جميل . و عليه ، فليس من المنطق أن يعتمد الملحد على حكم نسبي و يعتبرها مبرّرا لإعطاء حكم مطلق ، فيلحد بسبب أنّه وجد طفلا مشوّها أو نيزكا يصدم بكوكب ! فلا أقلّ من أن نصف هذا النوع من الإلحاد بأنّه إلحاد عاطفي طفولي .

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

مروان الشريف
10-30-2015, 11:03 AM
إن الذي جعلني أكتب في هذا المنتدى هو إرادتي أن أحصل على بعض المعلومات التي لاطالما بحثت عنها و لم أجدها فلعلي أظفر بها هاهنا إن شاء الله
وباختصار سأطرح تساؤلاتي وأتمنى أن يكون الجواب عنها من ذوي الإختصاص وأرجو أن يكون الجواب واضحآ سهلآ بعيدآ عن الألفاظ الفلسفية المعقده حتى يسهل علي استيعابه
فأقول مستعينآ بالله :
إنني أقف عاجزآ عن تفسير كلمة "العدم" في عباره "خلق الله الخلق من العدم "
ياترى هل العدم لفظة دالة على الذي ليس بشيء ، أم أن العدم له وجود حقيقي ، فإن كان العدم يعني لاشيئ ، فهل حقآ يصح إيجاد شيئ من لاشيئ ، فإن كان الجواب أنه يصح ذلك فأتمنى إخباري كيف ذلك ، وإن كان لايصح فمن هنا ننتقل إلى الإحتمال الآخر وهو أن العدم له وجود حقيقي ، فإن كان حقآ للعدم وجود فهل وجوده أزلي أم حادث
فإن كان أزلي فهل يصح إجتماع أكثر من أزلي ، بمعنى هل يصح أن يكون العدم مشارك لله في أزليته ، فإن صح ذلك فأتمنى إخباري كيف ذلك ، وإن كان الجواب أنه لايصح فمن هنا ننتقل للإحتمال الآخر وهو أن العدم حادث ، فإن صح حدوث العدم فهل حدوثه كان من شيئ أم من لاشيئ فإن كان من لاشيئ فهذا يعيدنا إلى السؤال الأول هل يصح وجود شيئ من لاشيئ ، وإن كان الجواب أنه حدث من شيئ فهذا يعيدنا إلى السؤال السابق هل الشيئ الذي حدث منه العدم حادث أم أزلي ثم يتسلسل الأمر على هذا المنوال فهل من أحد يفك هذا الإشكال

muslim.pure
10-30-2015, 11:16 AM
أخ مروان تجد جواب أسئلتك على هذا الرابط
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54922-%E4%D9%D1%C7%CA-%DD%ED-%C7%E1%CE%E1%DE-%E3%E4-%DA%CF%E3-%E6%C3%D2%E1%ED%C9-%C7%E1%CE%C7%E1%DE
و الأفضل أن تفتح موضوع جديد تطرح فيه أسئلتك

مروان الشريف
10-30-2015, 11:33 AM
لك مني جزيل الشكر ، واني لأعتذر عن عدم فتحي لموضوع جديد اطرح فيه تساؤلاتي ، لعدم علمي بكيفية ذلك ، فاضررت لطرحها هاهنا، اما بالنسبه للرابط الذي اهديتني اياه ، فلك الشكر عليه ، ولقد اطلعت على مايحويه ، ولكن لازال الاشكال قائم ، حيث لم اجد فيه ردآ دقيقآ على ماطرحت .

YaCiine
10-30-2015, 07:15 PM
بارك الله فيك أخي أبو عمر لدي سؤال ..
وإن قال قائل مالدليل على كون -كل- الكون متغير ف
بالحس نتبث فقط تغير (بعض) الكون وليس كله وبالتالي هناك إستقراؤكم ناقص ؟ فلم تشاهدوا كل الكون بل بعضه وعممتم عن الكل بقولكم كل الكون متغير .

أبو عمر النفيس
10-31-2015, 11:02 AM
السؤال السادس و العشرين : ما الدليل على كون -كل- الكون متغير ؟! فبالحس نتبث فقط تغير (بعض) الكون وليس كله وبالتالي هناك إستقراؤكم ناقص ؟ فلم تشاهدوا كل الكون بل بعضه وعممتم عن الكل بقولكم كل الكون متغير !!!!
الجواب :
هذه مشكلة فلسفيّة تواجه منهج الاستقراء بشكل عام . فعندما نقول بأنّ مجموع زوايا المثلث تساوي 180 درجة ، فهذه تعتبر حقيقة رياضيّة . و لكن لو سألنا سؤال : هل تمّ التحقّق من صحة هذه القاعدة مع جميع المثلثّات الموجودة في العالم أو الممكنة رسمها ؟! الجواب : لا ..
و هنا سيقول قائل : ما الدليل على استحالة وجود مثّلث مجموع زواياه أقل أو أكثر من 180 درجة ؟
هنا منهج الاستقراء سيردّ قائلا : قمنا باستقراء عدد كبير جدا من المثلثّات ، و لم نجد مثلثا واحد يخالف القاعدة . و بالتالي فالقاعدة صحيحة و هي حقيقة إلى أن يظهر مثلث لا يحقّق القاعدة.
و بالمثل ،، بالنظر إلى كلّ الكون الذي استطعنا رصده و اكتشافه ، وجدنا الكون متغيّر و متبدّل و متحوّل . و بالتالي فكون الكون بعمومه متغيّر حقيقة ، حتى يظهر لنا جزء من الكون لا يتغيّر أو كون آخر لا يتغيّر .
و في حالة وجود كون آخر غير متغيّر ، فهذا لا ينفي أنّ كوننا متغيّر ، أو جزء كبير من كوننا متغيّر . و هذا الجزء المتغيّر من الكون خاضع لمبدأ العليّة و السّببيّة لتعليل هذا التغيّر . و مبدأ السببيّة ينص على استحالة تسلل العلل من المالانهاية ، و بالتالي يلزم وجود علّة أولى . و عليه ، يكون هناك خالق ، لكن هذا الخالق خلق جزء من الكون ، و ليس بالضرورة خلق كلّ الكون ، لأنّ باقي الكون ليس متغيّرا و بالتالي لا يخضع لمبدأ العليّة .
و نحن خلافنا مع الملحدين هو في وجود خالق لهذا الكون الذي نعيش فيه ، و الذي هو متغيّر بلا جدال .
و ليس خلافنا مع الملحدين هو في وجود خالق لكون آخر غير متغيّر ... فهذه مسألة أخرى تماما لا شأن لنا بها ..
فلو اعترف الملحدون أنّ لهذا الكون الذي نعيش فيه خالق ، تنتهي مشكلتنا معهم .. بغض النظر لو وجدت أكوان أخرى ليس لها خالق ، لكن حسبنا أن نقرّ بحقيقة أنّ كوننا هذا له خالق .

أبو عمر النفيس
11-04-2015, 10:49 AM
السؤال السابع و العشرين : أليس من الظلم أن يحاسب الله الناس على أمور هو كتبها عليهم ؟! ألا تقولون أنّ الإنسان يولد و قد كتب رزقه و هل هو شقيّ أو سعيد ، فكيف يحاسب الله الإنسان على أمر هو مجبور عليه ؟؟ و هل يمكن أن يقوم الإنسان بأمر يخالف ما كتبه الله له ، فما الفائدة من الحساب و كلّ شيء مكتوب و مقدّر بما تسمّونه القضاء و القدر ؟؟ أليس هذا قمّة الظلم و التناقض ؟؟!! أليس كلّ النّاس مسيّرون و مجبرون على فعل ما قد كتبه الله عليهم ؟؟ ألسنا مجرّد ممثّلين نقوم بتنفيذ المسرحيّة التي كتبها المؤلف مسبقا ، و لا يمكننا التصرّف خارج ذلك السّيناريو ؟؟!!
الجواب :
هناك خلط واضح في مسألة القضاء و القدر ، و هذا الخلط أدّى إلى سوء فهم هذه القضيّة .
و لفهم هذه القضيّة بشكل جيّد لابدّ من التفريق بين أمرين : الأمر الأوّل : أحداث تخصّ غير الإنسان . الأمر الثاني : أحداث تخصّ الإنسان.
فأمّا الأحداث التي تخصّ غير الإنسان فهي معلومة و مكتوبة على نحو التقدير .. و هي بمثابة قوانين كونيّة تؤدّي إلى وقوع تلك الأحداث على ذلك النّحو .
و أمّا الأحداث التي تخصّ الإنسان فهي نوعان : النوع الأوّل : أحداث تقع على الإنسان . النّوع الثّاني : أحداث تقع من الإنسان .
فأمّا الأحداث التي تقع على الإنسان ، فهي أيضا معلومة و مكتوبة على نحو التقدير .. و هي مثل الأحداث التي تقع على غير الإنسان .. و الإنسان لا يُحاسب على الأحداث التي تقع عليه.
فيبقى أمامنا النّوع الثّاني و هي الأحداث التي تقع من الإنسان . و هي الأفعال التي تصدر من الإنسان بإرادته ، و هي أحداث معلومة و مكتوبة على نحو التقرير و ليس على نحو التقدير . و هذه الأحداث يُحاسب عليها الإنسان ، فيُثاب بها أو يُعاقب عليها .
و عليه ، فالكتابة نوعان : النوع الأول : كتابة تقدير .. و النّوع الثّاني : كتابة تقرير
فأمّا كتابة التقدير : فهو كتابة شيء ؛ لكي يحدث . فالكتابة سابقة على الحدث ، و الحدث نتيجة للكتابة .
أمّا كتابة التقرير : فهو كتابة شيء ؛ لأنّه سيحدث . و الكتابة سابقة على الحدث ، و لكن الكتابة نتيجة للحدث .
و سبب الخلط هو أنّ الإنسان تعوّد أن تكون كتابة التقرير بعد حدوث الحدث ، و ليس قبله . فلمّا كانت الكتابة قبل الحدث ظنّ الكثيرون أنّها كتابة تقدير و ليست كتابة تقرير !
فلو أنّ الله كتب بعد وقوع الحدث ، فكتابته جاءت نتيجة لوقوع الحدث ..
و هنا نسأل : هل يمكن أن يكتب الله تقريرا عن واقعة ، قبل حدوث الواقعة ، بحيث يكون ذلك التقرير مطابقا لما سيكون ؟؟!!
الجواب : نعم يمكن ذلك ، إذا كان الله عليما بما سيقع علما لا يخطئ ...
و عليه ،، فعلم الله بما سيقع من أحداث ، هو الذي أدّى إلى أن تكون الكتابة التقريريّة قبل وقوع الحدث .
و عليه ،، فللإنسان كامل الحريّة و الإرادة في فعل الأفعال التي تصدر منه . و كتابة الله مجرّد تقرير لما سيفعله الإنسان ، لا أنّ الإنسان يفعل ما كتبه الله له .
و عليه فالخلاصة أنّ فعل الإنسان هو السّبب ، و كتابة الله هي النتيجة . و ليس كما يتوّهم البعض أنّ كتابة الله هي السّبب ، و فعل الإنسان هو النتيجة !
فنستنتج ممّا سبق : أنّه ليس من الظّلم أن يحاسب الله النّاس على أمور كتبها عليهم ، فهو كتب ما علمه عنهم ، و لم يجبرهم أن يفعلوا ما يوافق علمه السّابق . و لسنا مجبرين على فعل ما كتب الله ، بل ما كتب الله يجب أن يكون موافقا لما سنقوم به . و بذلك لا تكون حياتنا عبارة عن مسرحيّة ننفّذ فيها السّيناريو ، بل نحن من نكتب السّيناريو بأفعالنا ، و الله يكتب تقريرا عمّا نقوم به ، و لكن و لأنّ الله بكلّ شيء عليم ، لم يحتج إلى أن يرى الأحداث فيكتبها ، بل اعتمد على علمه فكتب قبل وقوعها .

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
11-08-2015, 01:34 PM
السؤال الثامن و العشرين : هناك تشابهات كثيرة بين جميع الأديان ، فلا تكاد تجد عقيدة في دينٍ ما إلا وجدت مثلها أو شبيها لها في دين آخر . فلماذا هذا التشابه الكبير بين الأديان في العقائد و التشريعات و الطقوس ؟؟!! ألا يدلّ ذلك أنّ الأديان هي أفكار بشريّة تراكميّة تناقلها النّاس فيما بينهم ، و أضافت كلّ مجموعة بشريّة أفكارا تعكس ثقافتهم و بيئتهم و تقاليدهم ؟!! ألا تعرفون أنّ قصة المسيح موجودة في أكثر من دين منسوبة إلى أكثر من شخصيّة مقدّسة ؟ و كذلك قصة المعراج موجودة في أكثر من دين لأكثر من شخصيّة مقدّسة ؟ ألم تقرؤوا ملحمة جلجامش ؟؟ ألا تلاحظون أنّ الأفكار الدينية مستوحاة من هذه الملحمة ؟! ماذا تريديون أكثر من ذلك كدليل أنّ الأديان هي أفكار اخترعها البشر و قلّدوا بعضهم البعض فيها ؟؟!!
الجواب :
أولا : وجود تشابه بين الأديان يدلّ أنّ مصدر الأديان واحد ، و لكنّه لا يعني أنّ ذلك المصدر بشري . بل على العكس تماما ، يمكن القول بأنّ الله قد أنزل دينا واحدا على مجتمعات بشريّة مختلفة ، و هذا الدين يحتوي على عقيدة واحدة و على قصص مشتركة و تشريعات متشابهة . فقام البشر بتحريف ذلك الدين و إسقاط البصمة الاجتماعية و البيئية على ذلك الدين ، و حرّفوا الدين عن صورته الحقيقية . و بهذا نجد أديان كثيرة جدا مختلفة ، و لكن نجد لها عقائد و قصص و تشريعات متشابهة ، لأنّها من أصل واحد .
ثانيا : لكي تزعم بأنّ الأديان أخذت أفكارها من ملحمة جلجامش يجب أن تثبت أنّ كلّ الأديان ظهرت بعد هذه الملحمة . في حين أنّ الإسلام يقول بأنّ وجود الدين قديم جدا قبل إبراهيم عليه السلام . و بالتالي نحن من سنقول بأنّ ملحمة جلجامش سرقت أفكارها من قصص دينية موجودة قبلها ، لا أنّ الأديان سرقت أفكارها منها .
ثالثا : وجود قصة واحدة في أكثر من دين لأكثر من شخصية يحتاج إلى تفصيل . فإذا كانت القصة قابلة للتكرار ، فلا مانع من حدوث نفس القصّة لأكثر من شخصيّة . فقصة وجود طفل يتكلّم في المهد ، و إن كان الإسلام ينسبها للمسيح ، لكن لا يوجد ما يمنع تكرّر القصّة لشخصيّة أخرى ، إذا شاء الله تكرار ذلك . فتكرّر القصة لأكثر من شخصيّة في أكثر من دين ، لا يعني أن الإسلام أخذ القصة من دين آخر باطل ! بل قد يكون الدين الآخر هو من اقتبس القصّة ، و إن كان ذلك الدين سابق على الإسلام ، فهذا لا يشكّل دليلا على بطلان القصّة في الإسلام أو غيره.
رابعا : الإسلام أعطى تصوّر متكامل في مسألة وجود الأديان . حيث قال تعالى :" و لقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص عليك " . سورة غافر: 40 . و قال أيضا : " و إن من أمّة إلاّ خلا فيها نذير " فاطر : 24 . و بالتالي فهناك رسل كثيرون أرسلهم الله سبحانه و تعالى لا نعلم عنهم شيئا ، و في كلّ أمّة سنجد فيها رسولا من الله . و عليه ، فهذا يدلّ أنّ الله أرسل رسلا كثيرون إلى الهند ، و رسلا إلى الصين و رسلا إلى أفريقيا و غيرها من البقاع . و قد يكون كريشنا و بوذا و غيرها من الشخصيات المقدّسة في الأديان الهنديّة تعود إلى رسل ، تمّ تحريف مواصفاتهم حتى جعلوهم آلهة . و بالتالي فلا يوجد محلّ استنكار إذا وجدنا تشابه بين الإسلام و البوذية أو الهندوسية أو الزرادشتية أو غيرها من الأديان . و ذلك أنّ كلّ هذه الأديان قد ترجع أصولها إلى رسل حقيقين من الله تحت بند الرسل الذين " لم نقصص عليك " ، حتى و إن وصف أصحاب تلك الأديان شخصيّاتهم المقدّسة بصفات لا تلييق .
و عليه ، فالإسلام طرح حلّا جذريّا للتشابه بين الأديان ، فلا يمكن الإشكال على الإسلام بهذا الإشكال بأيّ حال من الأحوال .

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
11-10-2015, 12:00 PM
السؤال التاسع و العشرين : لماذا خلقنا الله و هو يعلم بأنّ الغالبيّة سيدخلون النّار ؟؟!!
الجواب :
أولا : من قال لك يا ملحد أنّ الغالبيّة سيدخلون النّار ؟؟ فإن كانت هذه المعلومة من رأسك فلا قيمة لها ؛ لأنّك تهرف بما لا تعرف !
و إن قلت بأنّ الله هو من قال ذلك ؟ فيجب أن تثبت لنا أنّه قال ذلك !
و عليه ، فسؤالك مبني على مقدّمة باطلة ، فأنت تفترض أمرا ثم تستنكره . فأثبت العرش أولا ثم انقش !
ثانيا : إذا افترضنا أنّ الغالبيّة سيدخلون النّار كما يقول السؤال ، فمعنى ذلك أنّ هناك بعض النّاس سيدخلون الجنّة .
و هنا نسأل : إذا كان من الظلم خلق النّاس باعتبار أنّ أكثرهم سيدخلون النّار ، أليس من الظلم حرمان البعض الآخر الذين سيدخلون الجنّة ؟!
فالخالق إذا امتنع من الخلق فهو أيضا قد منع المؤمنين من دخول الجنّة .. فهل منعهم ليس من الظلم يا ملحد ؟!
فإن قلت بأنّه ظلم ، فأنت هنا وقعت في التناقض .. لأنّك تعتبر أنّ خلق النّاس ظلم و عدم خلق النّاس أيضا ظلم !!
فخلق الناس ظلم لأن بعضهم سيدخل النّار ! و عدم خلق النّاس ظلم لأنّ بعضهم كان سيدخل الجنّة !!
ثالثا : قد تقول بأنّه كان يجب على الله أن يجعل جميع النّاس يؤمنون لكي يدخلوا جميعا الجنّة !
و هنا أيضا ستقع في عدم منطقيّة الطلب ، فأنت تستبدل ما تراه " ظلما " بأمر آخر و هو " الجبر " . فتريد من الله أن يحرمنا من حريّة الإرادة و حريّة الاختبار و يعوضّنا عليها بالجنّة !
و هنا نسألك : من قال لك بأنّ النّاس تريد أن تُحرم من حريّة الاختيار ، حتى تطلب من الإله أن يحرمهم منها ؟؟!!
و من ثمّ ما الفائدة من وجود النّار إذا لم يكن هناك من سيدخلها !
فإن قلت بأنّه لا داعي لخلق النّار ، سأقول لك : و أيضا لا داعي لخلق الجنّة .. بل يكفي أن يخلقنا الله و نحيا و نموت ، ثم لا يكون بعد الموت لا جنّة و لا نار .. فهل تُطالب بذلك يا ملحد ؟!
رابعا : إذا تأمّلت القرآن الكريم ستجد قوله تعالى : " إنّ الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، و هذه الآية تفتح باب الرحمة لكلّ من لم يشرك بالله . و بالتالي فكلّ إنسان لم يقع في الشّرك فهو مأهّل لأن يرحمه الله و يُدخله الجنّة بغضّ النظر عن عقائده و أفكاره . و بالمثل ، ستجد في القرآن قوله تعالى : " و ما كنّا معذّبين حتى نبعث رسولا " ، و هذه الآية تصرّح بأنّ باب العذاب لن يفتح إلا للذين وصلهم رسول أو وصلتهم رسالة . و بالتالي فكلّ الذين لم تصلهم رسالة الله فهم غير معرّضين لعذاب الله.
و عليه ،، سيصبح النّاس الذين سيدخلون النّار هم الذين تحقّق فيهم شرطين:
]الشرط الأول : وصلتهم رسالة الله .
الشرط الثاني : أشركوا بالله .
فمن كان مشركا و لم تصله رسالة الله ، لم يكن مستحقا للنّار لأنّ الله قد قال : " و ما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا " . و من وصلته رسالة الله و أنكرها و كفر بها و عصى الله ، فهو قد يغفر الله له إذا لم يقع في الشرك ؛ لأنّ الله قد قال :" إنّ الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك " .
فلكي تصحّ فرضيّة أنّ معظم النّاس سيدخلون النّار ، يجب أن يتحقّق الشرطان في معظم النّاس .. و هذا يحتاج إلى إثبات !
خامسا : يقول الله تعالى في وصف الجنّة : " سابقوا إلى مغفرة من ربّكم و جنّة عرضها كعرض السّماء و الأرض أعدّت للمتقين " ، فالجنّة عظيمة جدا فعرضها كعرض السّماء و الأرض . فإن كان أهل الجنّة قليل جدا ، فما كان هناك داعي لأن تكون الجنّة كبيرة جدا ! فكبر الجنّة يمكن أن يدلّ على كثرة أهلها ! بينما لم يصف الله النّار بأنّ عرضها كعرض السّماء و الأرض !
فهذه الآية تؤكّد أنّ أهل الجنّة ليسوا بقليلين ، و إلّا لما خلق الله جنّة عرضها كعرض السّماء و الأرض . إضافة إلى كون الله وصف نفسه قائلا : " و رحمتي وسعت كلّ شيء " و قال أيضا :" نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم . و أنّ عذابي هو العذاب الأليم " .. فوصف نفسه بأنّه الغفور الرحيم و لكن ذا عذاب .. ممّا يدلّ أنّ الأصل هو الرحمة و المغفرة ، و الاستثناء هو العذاب .
فليس من المنطق أن نجعل الاستثناء هو المتحقّق ، فنجعل معظم النّاس ينالون العذاب بينما كون الله ذا عذاب هو استثناء .. و الأصل هو أنّه رحيم غفور ..
و عليه ،، فمعظم النّاس سيخضع لصفة الرحمة و المغفرة التي هي صفات ذات الله .. و لكن هناك بعض النّاس سينال عذاب الله إذا تحقّقت فيه شروط العذاب .


و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
11-12-2015, 08:03 AM
السؤال الثلاثين : لماذا يأمر الله النّاس أن يتأملّوا الكون ، فينظروا إلى الإبل كيف خلقت ، و إلى السماء كيف رفعت ، و إلى الجبال كيف نصبت ، و إلى الأرض كيف سطحت ؟؟!! و يأمرهم أن يندهشوا و ينبهروا من عظمة الكون و ما فيه من عجائب و غرائب ؟؟ فما العجيب في الكون ؟؟؟ إذا كان الله هو الذي على كلّ شيء قدير ، و هو البديع العليم ، فليس هناك ما يدهش في الكون !
بل على العكس تماما ، كلّ هذا الكون و مافيه لا يثير أيّ دهشة لأنّ الذي خلقها هو الذي على كلّ شيء قدير ! هل تتعجبّون إذا رأيتم رجلا قويا جدا يرفع حجرا وزنه 10 كيلوجرام ؟؟ بالتأكيد أنكم لن تتعجبوا ، بل ستتعجبون إذا رأيتم طفلا في عمر العاشرة يرفع حجرا وزنه 10 كيلوجرام ؛ لأنّ قدرات الطفل محدودة و ما فعله عظيم مقارنة بقدراته ، أما رافع الأثقال فهو طبيعي أن يرفع هذا الوزن الخفيف بالنسبة له .. و بالمثل ، إذا كان الله على كلّ شيء قدير ، فما فعله من خلق الكون ليس بأمر يدعو للدهشة و الاستغراب ، فلماذا يأمرنا في القرآن في الكثير من الآيات بتدبّر الكون و تأمّله و الإندهاش منه ؟؟؟ هل غابت هذه المسألة عنه ؟؟!!
الجواب :
إنّ من أهمّ سمات التفكير المنطقي هو التسلسل و الترتيب ، بالفصل بين المقدّمات و النتائج . فلابدّ للإنسان المفكّر أن يحدّد المقدّمة ثم يصل إلى النتيجة منها.
و أكبر خطأ وقع فيه الملحد في هذا السؤال هو الخلط بين المقدّمة و النتيجة ، و هذا ليس بغريب على معظم أطروحات الملحدين !
فالملحد انطلق من مقدّمة أنّ الله على كلّ شيء قدير ، في حين أنّه من المفترض أن تكون هذه هي النتيجة التي نصل إليها.
فالله سبحانه و تعالى حينما يخاطب البشر ، يخاطبهم من مقدّمة أنّ النّاس لا تعرف عظمة الله و لا تسلّم بقدرته المطلقة . و قد أوضح الله ذلك قائلا : " و ماقدروا الله حقّ قدره ".
و عليه ، و بما أنّ النّاس لا تقدّر الله حقّ قدره ، و لا تعرف عظمته و قدرته ، فالنتيجة المترتّبة على هذه المقدّمة هي : دعوتهم إلى تأمّل الكون .
فأمر الله النّاس بتأمّل الكون و النّظر إلى مافيه من الأمور المدهشات المبهرات البديعات . فيظروا إلى الإبل كيف خلقت و إلى النجوم و الكواكب و البحر و الكائنات الحيّة .
فإذا تأمّلوا هذا الكون ، فإنّهم سيندهشون و ينبهرون لأنّهم لا يعرفون كيف صار الكون بهذه العظمة و بهذا الإبداع . و سييقولون : ما أروع هذا الكون ! ما أجمله ! ما أتقنه ! ما أحسنه !
و هذا الاندهاش سيقودهم إلى محاولة معرفة كيفيّة تصميم الكون بهذا النسق البديع ، فيصلون في نهاية المطاف إلى نتيجة مفادها : أنّ هذا الكون البديع خلقه خالق بديع قدير .
فأصبح الكون و مافيه من أمور مدهشات ، آيات تدلّ على عظمة خالقها و بارئها . فإذا توصّلوا إلى حقيقة أنّ الله على كلّ شيء قدير ، حينها سينتقل الإندهاش من الإندهاش من الكون إلى الإندهاش من خالق الكون .
و حينها ستجد المؤمن يقول دائما : سبحان الله ! ما أعظمه ! ما أقدره ! ما أروعه ! ما أبدعه ! .. فالمؤمن لا ينبهر من عظمة الكون ، بل تجده دائما بنبهر من عظمة خالق الكون .
فكلامك أيّها الملحد صحيح ، بأنّه إذا أدركنا عظمة الله و قدرته ، سيصبح كلّ هذا الكون و مافيه من مجرّات أمرا طبيعيا لا يثير الدهشة ؛ و ذلك لأنّنا ندرك أنّ الله على كلّ شيء قدير ، فطبيعي جدا أن يخلق كونا عظيما ، فهذا في غاية السهولة بالنسبة لقدرته و عظمته .
و لذلك تجد المؤمن يقبل بكلّ سهولة أن يلقى إنسان في النّار فلا يحترق ، و أن يضرب البحر بالعصا فينفلق. في حين أنّ غير المؤمن يصرخ قائلا بأنّ هذه الأمور خرافيّة و لا يمكن أن تحدث !
فنردّ عليه قائلين : إذا كان الله على كلّ شيء قدير ، فطبيعي جدا أن يتحكّم في النيران ، و يحوّل العصا لثعبان ، و أن يخلق طفلا بلا تزاوج زوجان .
فالقضيّة تعتمد على المقدّمة التي ينطلق الإنسان منها ، نحن مؤمنون لذا مقدّمتنا أنّ الله عظيم ، و بالتالي فما يصدر منه ليس بمدهش ، بل المهدش هو الله نفسه ، لذلك نقول دائما : سبحان الله !
أما أنت فليس لك مقدّمة واضحة .. فلا أنت مندهش من الكون وعظمته ، فتقول : ما أعظم الكون ! و بالتالي يقودك إندهاشك إلى محاولة معرفة سبب وصول الكون لحالته المدهشة هذه !
و لا أنت مؤمن بالله ، فتندهش من عظمته و قدرته !
فليس لك ترتيب فكري واضح ، لأنّ أفكارك مبعثرة غير مبنيّة على التفكير المنطقي المتسلسل ، الذي يبدأ بمقدّمات صحيحة للوصول إلى نتائج صحيحة !
نسأل الله لك الهداية ...

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
11-17-2015, 09:48 AM
السؤال الواحد و الثلاثين : لماذا أنتم مختلفون أيّها المسلمون حول نشأة العالم ؟! ألا تقولون أنّ الإسلام قد أجاب على سؤال بداية الكون ، فلماذا أنتم مختلفون حول هذا الموضوع ؟! فبعضكم يقول بأنّ أوّل ما خلق الله هو القلم ! و البعض الآخر يقول بل أوّل مخلوق هو العرش ! و البعض الثالث يقول بل أوّل مخلوق هو الماء ! و بعضكم يقول بأنّ العالم قديم ! و بعضكم يقول بقدم نوع العالم ! و بعضكم يقول بوحدة الوجود ! و كلّ هذه الأقوال منسوبة إلى الإسلام ! فهل معنى ذلك أنّ دينكم لم يجب على قضيّة كيفيّة بداية وجود العالم ؟! و إن كان لم يجب ، فلماذا تلومون الملحدين حينما يستبعدون إجاباتكم هذه التي لا تقوم على دليل ؟؟!! و لماذا تحاولون أن تقولوا بأنّ الإسلام يتوافق مع نظريّات نشأة الكون ، و دينكم يتحدث عن نشأة الماء قبل الكون ؟؟!! في حين أن الماء مركّب من هيدروجين و أكسجين ، فكيف يكون الماء موجود قبل وجود غاز الهيدروجين و الاكسجين اللذين باتحداهما تكوّن الماء ؟!!! و عن أيّ قلم تتكلّمون ، وكيف ينوجد قلم قبل وجود الزمان و المكان ؟!
الجواب :
أولا : جميع المسلمين يتّفقون أنّ لهذا الكون خالق ، و من لا يقرّ بوجود خالق فهو قد خرج من الإسلام . و نقطة الخلاف الجوهريّة بيننا و بين الملحدين هو في مسألة : هل لهذا الكون خالق أم لا ؟ و ليس خلافنا مع الإلحاد في مسألة : ماهو أوّل مخلوق خلقه الله ؟ أو مسألة : كيف خلق الله العالم ؟ فهذه الأسئلة تأتي بعد الاعتراف بوجود خالق. و عليه ، فالسؤال الجوهري هو : هل الكون مخلوق ؟ و جاء جواب الإسلام واضحا بـ " نعم " ، الكون مخلوق ، و الله خالقه . قال تعالى :" الله خالق كلّ شيء و هو على كلّ شيء وكيل " الزمر:62
ثانيا : هناك آية في القرآن تقول : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " العنكبوت : 20 ، و هذه الآية تدلّ أنّ مسألة كيفيّة بداية الخلق هي مسألة قابلة للبحث و النظر و التأمّل. و مسائل البحث و النظر و التأمل قابلة للاختلاف ، و عليه فاختلاف المسلمين في هذه المسألة ليس طعنا في الإسلام بقدر ما هو تحقيق للأمر الإلهي بالنظر في المسألة و محاولة التوصّل إلى إجابة لها.
ثالثا : المسلمين الذين قالوا بأنّ أوّل ما خلق الله هو القلم ، اعتمدوا على روايات قالت ذلك ، و لم يأتي هذا الكلام من فراغ ! و بالمثل ، من قال بأن أوّل مخلوق هو العرش أو الماء ، جاء كلامهم استنادا لروايات أخرى قالت ذلك . فإن كان في طرحهم مشكلة فسبب ذلك هو في عدم التيقّن من صحّة الروايات القائلة بذلك أو سوء فهمها . و لن تجد آية قرآنية تحدّثت عن أوّل مخلوق ، سوى قوله تعالى : " و هو الذي خلق السماوات و الأرض في ستّة أيّام و كان عرشه على الماء " هود:7 .. و الآية تحتمل أكثر من احتمال : الاحتمال الأوّل : أنّ العرش كان على الماء قبل أن يخلق السماوات و الأرض ، وبالتالي فهناك أسبقيّة خلق للعرش و الماء قبل السماوات و الأرض . الاحتمال الثاني : أنّ كون العرش على الماء هي صفة تصف العرش و الماء حال وجودهما . كقوله تعالى : " و كان ربّك قديرا " فهنا لا تعني الآية أنّ الله كان قديرا و لم يعد كذلك - تعالى عن ذلك علوّا كبيرا - . بل " كان " هنا للوصف ، بمعنى أنّه مادام الله موجود فهو قدير . و كذا قوله تعالى : " و كان الإنسان أكثر شيء جدلا " فهذه صفة الإنسان في الماضي و الحاضر و المستقبل . و بالتالي لا يُشترط في قوله " و كان عرشه على الماء " أن تعني التسلسل الزمني بل قد تعني وصف علاقة العرش بالماء حال وجودهما.
رابعا : يجب التفريق بين عالم الغيب و عالم الشهادة ، و الخلط بينهما من أكبر الأخطاء التي يقع فيها غير المسلمين و بعض المسلمين. و عالم الشهادة بالنسبة لنا هو عبارة عن السماء الدنيا و ما فيها من نجوم و كواكب و أقمار و كائنات . و ما عدا هذا العالم فهو يدخل ضمن عالم الغيب. فمن ضمن عالم الغيب السماء الثانية أو الثالثة و مافيهما من كائنات ، كما أنّ من ضمن عالم الغيب الجنّة و النّار و مافيهما من كائنات. و التعامل مع الألفاظ القرآنيّة يجب أن يقوم على هذا الأساس بتحديد سياق الكلام ، هل هو ضمن عالم الغيب أم ضمن عالم الشهادة . فمثلا يقول تعالى : " مثل الجنّة التي وعد المتّقون فيها أنهار من ماء غير آسن " محمد:47 .. فلا يصحّ القول بأنّ ماء الجنّة هو نفسه ماء الدنيا المكوّن من غازي الهيدروجين و الاكسجن ! و ذلك لأنّ ماء الجنّة من ضمن عالم الغيب ، و قياس عالم الغيب بعالم الشهادة من أكبر المغالطات المنطقيّة . فضلا على كون الله قد أوضح قائلا : " فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرّة أعين " السجدة:17 . و بالتالي فنحن لا نعلم حقيقة ما ينتظرنا في الجنّة سوى أنّ الله ذكر لنا أسماء نحبّها ، فنشتاق لتلك الأشياء حبّا في الاسم الذي اختاره الله لها . و ليس لأنّ ماء الجنّة هو نفسه ماء الدنيا ، و إلا لأصبحنا نعلم ما أخفي لنا من قرّة أعين ! و الرسول صلى الله عليه و سلّم قد صرّح قائلا : " فيها ما لا عين رأت " و أعيننا رأت ماء الدنيا ! و عليه ، فماء الجنّة ليس هو ماء الدنيا ؛ لأنّه ماء من عالم الغيب ، بينما الثاني ماء من عالم الشهادة . و بالمثل : قوله تعالى : " و كان عرشه على الماء " وصف لشيئين من عالم الغيب ، فلا العرش هو كعروش عالم الغيب ، و لا الماء هو كماء عالم الغيب . فلا يوجد إلزام بأنّ الماء هو الماء و بالتالي فلا يمكن أن يوجد الماء قبل السماوات باعتبار أن الهيدروجين و الاكسجين جاءتا بعد نشوء الكون لا قبلهما ! فالإشكال ساقط ؛ لأنّه مبني على أساس باطل . و رغم أنّ بعض علماء المسلمين يقولون بأنّ الماء في الآية هو الماء الذي نعرفه ، فهذا لا يعني أنّ الله يقصد من كلمة " الماء " الماء الذي نعرفه ، و إلا لزم أن يكون ماء الجنّة أيضا هو الماء الذي نعرفه ، و هذا لا يقوله هؤلاء العلماء .. مما يؤكد أنهم أخطئوا في رأيهم هذا . فلا يجوز أن تتهم الإسلام بقول لم يقله ، و تساوي بين أقوال العلماء و أقوال القرآن و صحيح الأحاديث !
خامسا : بالنسبة للقلم ، فلم يرد ذكره في القرآن الكريم لا تصريحا و لا تلميحا ! و بالتالي فهو موجود فقط في الروايات . و بغضّ النّظر عن صحّة هذه الأحاديث أو عدم صحّتها ، فالاستشكال المطروح في السؤال ساقط ؛ لسبب بسيط و هو : أنّ الزمكان الذي يتحدّث عنه علماء الفيزياء و الفلك ، هو الزمان و المكان الخاصة بهذا الكون الذي نعيش فيه. و هذا الكون الذي نعيش فيه يتكوّن من السماء الدنيا و ما تحويه من أجرام سماويّة . فإذا كان الانفجار العظيم يفسّر نشأة الكون ، فهو يفسّر فقط نشأة السماء الدنيا و أجرامها . و لا علاقة لنظرية الانفجار العظيم بنشأة السماء الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة ! كما أنّه لا علاقة بين النظرية و بين نشأة الملائكة و الجن و كلّ كائن ينتمي إلى عالم الغيب ! فكيف تريد أن تشكل على نشأة " القلم " و هو ينتمي إلى خارج السماء الدنيا ! و عليه ، فطبيعي جدا أن يكون القلم موجودا قبل وجود السماء الدنيا ، لأنه ليس من عالم السماء الدنيا أصلا ! و المكان و الزمان الفيزيائين هما زمان و مكان السماء الدنياو أجرامها فقط . فالإشكال ساقط !
سادسا : بالنسبة لاختلاف المسلمين حول كيفيّة الخلق ، فهذا الاختلاف جائز مادام لا يتعارض مع نصوص قرآنيّة صريحة. و يجوز تبنّي أحد التصورات الآتية :
التصوّر الأوّل : كان الله و لم يكن معه شيء ، و لم يخلق الله شيء . ثم شاء أن يخلق فخلق . فخلق أول مخلوق و منه خلق المخلوق الثاني فالثالث فالرابع و هكذا . أو أنّه خلق مجموعة مخلوقات متوازية ، ثم بدأ يخلق من المخلوق الأول مخلوقات أخرى من جنسه ، و من الثاني مثل ذلك و هكذا . و بالتالي فخلق الله كلّ شيء لا من شيء ، أي كان كلّ شيء عدما ثم أصبح لها وجود.
التصوّر الثّاني : كان الله من الأزل خالقا ، فلا توجد لحظة يوجد فيها الله إلا وجدناه قد خلق شيئا ما . و بالتالي فنوع العالم قديم ، ليس لأنّ العالم موجود بذاته ، بل لأنّ الله لا يزال يخلق من الأزل إلى الأبد . فيكون الكون الذي نعيش فيه هو أحد العوالم التي خلقها الله ، و قبله عوالم لا نهائية و بعده عوالم لا نهائيّة ؛ لأنّ الله ربّ العالمين . و بالتالي فكلّ شيء في الكون كان بعد أن لم يكن ، و لكن لا توجد لحظة إلا و في الخارج عالم مخلوق لله.
التصوّر الثّالث : كان الله و كان معه المادّة ، و لم تكن المادّة متغيّرة . فخلق الله من المادّة الكون الذي نعيش فيه ، و وضع فيها القوانين التي تجعلها في تغيّر مستمرّ حتى صار الكون بصورته الحاليّة. فالمادّة لم تكن لها صورة في الخارج بل كان جوهرا لا صورة له ، و الله هو من أعطاها صورة في الخارج و جعلها شيئا مذكورا . فالله خالق كلّ شيء في الكون ، لأنّه الذي صوّر كلّ شيء ، لا أنّه أحدث جوهرها ، فالجوهر أزلي مع الله .
هذه التصوّرات كلّها لا تخرج من الإسلام ، لكن أصحّ هذه التصوّرات حسب اعتقاد معظم المسلمين هو التصوّر الأول . و يجب عدم تفسيق أو تكفير أصحاب التصوّرين الآخرين ، إذ لا مانع شرعي - حسب وجهة نظري - من صحّتهما.
الخلاصة : نحن المسلمون قد حسمنا القضيّة الجوهريّة فتوصّلنا إلى وجود خالق ، و انتقلنا بالبحث إلى مراحل متقدّمة في فهم العالم الذي نعيش فيه . فانتقلنا من المرحلة الابتدائيّة و ذهبنا إلى المرحلة الاعداديّة بل و الثانويّة و أحيانا الجامعيّة ! لكن الملحد لازال حائرا في المرحلة الابتدائيّة ، تائها في معرفة وجود خالق من عدمه ، فضلا على أن يعرف أوّل مخلوق ، فضلا على أن يعرف كيفيّة الخلق . فهذه المباحث أعمق بكثير و أعقد من المبحث الذي عجز عن التوصّل إلى إجابته رغم بساطته و ضوحه. مما يدلّ أنّ هذا العجز نابع عن عدم الرغبة في الجواب المنطقي الواضح !

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
11-22-2015, 12:02 PM
السؤال الثاني و الثلاثين : هل جنّة الإسلام للرجال فقط ؟؟!! فنحن نجد في القرآن آيات كثيرة جدا تصف الحور العين اللاتي ينتظرن المؤمنين ، و لا نجد شيئا ينتظر النّساء !! فلماذا هذا التهميش للمؤمنات ، و جعلها مجرّد زوجة أمام سبعين من الحوريّات يتنقّل بينهنّ المؤمنون ؟؟ ثمّ لماذا جنّتكم متناقضة ؟؟ ففيها خمر و مع ذلك لا يسكر ! فإن كان لا يسكر فلماذا يسمّيه خمرا أصلا ؟! ثمّ هل نفهم أنّ في الجنّة مخدرات و حشيش و لكن لا تسكر و لا تخدّر ؟؟!!
الجواب :
أولا : عندما نتعامل مع أيّة قضيّة يجب أن ننطلق من التأصيل ثم نذهب إلى التمثيل ...
و مبحث الجنّة في الإسلام يقوم على التأصيل الآتي :
قال تعالى : " و لكم فيها ما تشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدّعون " فصّلت :31
قال تعالى : " و فيها ما تشتهيه الأنفس و تلذّ الأعين و أنتم فيها خالدون " الزخرف : 71
فهذه الآيات و غيرها تأصّل قاعدة هامّة في الجنّة و هي أنّ الأصل في الجنّة هو أنّ الإنسان ينال فيها ما يطلبه و تشتهيه نفسه و تلذّ به عينه . و بالتالي فكلّ ما يتمنّاه المؤمنون في الجنّة سيلقونه ، و كلّ ما تتمنّاه المؤمنات في الجنّة ستلقينه . و كلّ النعيم المذكور في القرآن هو من باب التمثيل لهذا التأصيل ، بمعنى أنّ القرآن يقول للمؤمنين : يا مؤمنين ، يا من تحبّون كذا و كذا ، ستجدون في الجنّة ما تحبّون . و عليه ، فالعبرة في التأصيل لا في التمثيل ، فليس لأحد أن يقول : هل في الجنّة بطيخ ! فالجواب ببساطة : إن كان المؤمنون في الجنّة يشتهونه فسيجدونه !
ثانيا : انطلاقا من الأصل المذكور سابقا نأتي إلى التساؤل القائل : ماذا للمؤمنات في الجنّة ؟ فيكون الجواب : للمؤمنات كلّ ما يطلبنه و يتمنّينه و يشتهينه . فإن اشتهت النساء الذهب و المجوهرات فلهنّ ذلك ، و جميع المؤكولات و المشروبات و الملبوسات و الممتلكات التي تخطر على بالهنّ ستجدنهن . تبقى مسألة : " الحور العين " ، فهذه المسألة معتمدة على المؤمنات في الجنّة ، هل ستشتهي المؤمنات في الجنّة رجال كثيرين يشبعن المؤمنة رغبتها ؟! إن كانت المؤمنات تردن ذلك فستجدن ذلك ، حتى و إن لم يتحدّث القرآن عن ذلك ؛ و ذلك لأنّ القرآن أصّل المسألة ، فليس ملزما أن يمثّل بجميع الأمثلة التي تعبّر عن هذا التأصيل .
و عليه ، فيا من تستنكر على الإسلام ، يجب أن تثبت أنّ المؤمنات في الجنّة ستكون لهنّ رغبة في رجال كثيرين ، فقد لا يكون هذا الأمر من ضمن رغبات المؤمنات في الجنّة . فإن لم يكن من رغباتهنّ فليس لمُطالبتك أيّ منطق ، حيث تطالب أن يكون للنساء رجال كثيرون ، في حين أنّهن لا يردن ذلك !! فالعبرة هنا في وجود الرغبة في نساء الجنّة من عدمه .
فإن قيل : النساء في الدنيا يتمنّين أن يكون لهنّ أكثر من رجل أو لا يقبلن بأن يكون للرجل أكثر من امرأة !
فأقول : لا يوجد دليل أنّ نساء الجنّة تكون رغباتهنّ كنساء الدنيا ! فإن كانت المرأة في الدنيا لا تحبّ أن يكون لزوجها أكثر من زوجة ، فلا يلزم أن يكون هكذا حال المؤمنة في الجنّة ، فقد لا تكترث لهذا ! كما أنّها قد لا تحبّ أن يكون لها رجال كثيرون .. و عليه ، فالمسألة معتمدة على رغبة نساء الجنّة فقطط ، ولا وجه لقياس تلك الرغبة برغباتهنّ في الدنيا.
فقوله تعالى : " و لكم فيها تشتهي أنفسكم " تعني : ما تشتهي أنفسكم في الجنّة ، وليس ما تشتهي أنفسكم في الدنيا !
ثالثا : بالنسبة للخمر ، فالخمر مجرّد اسم ، لا يمكن منع الآخرين من إطلاقه على مسمّيات أخرى . فلو كانت هناك كائنات في كوكب آخر ، و كان لهم مشروب يسمّونه " خمرا " و كان ذلك المشروب لا يُسكر ، فلا يصح الاستشكال بالقول أنه يجوز تسمية مشروبهم خمرا لأنّه لا يسكر ! إذ لا حكر في التسمية . و الإسلام قد أوضح أنّ ما في الجنّة لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ، و بالتالي فهذه الأسماء للتشويق في المقام الأول . أي أنّ الله اختار أن يسمّي المؤكولات و المشروبات التي في الجنّة بأسماء محبوبة عندنا ، و تدفعنا للشوق . و لا يعني أن المسمّى هو نفس المسمّى عندنا ، بل قد يكون هناك وجه شبه بينهما في وجه من الأوجه فقط ليس إلا . لدرجة أنّ يكون وجه الشبه بين " عسل الجنّة " و " عسل الدنيا " أنّ كلاهما يُشرب و كلاهما حلو .. دون أيّة لوازم أن يكون عسل الجنة من النّحل أو لونه أسود أو بنّي أو ماشاكل من إلزامات غير لازمة .. العبرة تكمن في اختيار اسم محبوب عندنا .
و بغض النّظر عن كلّ ذلك أقول : كون خمر الدنيا مسكر مبني على أمرين :الأول : الخمر في ذاته مسكر . الثاني : الإنسان له قابليّة السكر . و العامل الثاني أهم من الأول ، بدليل أنّ هناك أشخاص قد يشربون لترا من الخمر دون أن يسكروا ، بينما هناك أشخاص آخرين ، قد يشربون كوبا من الخمر فيسكروا .. فالمشكلة هنا ليس في فاعليّة الفاعل و إنّما في قابليّة القابل.
و عليه ، فهب أنّ خمر الجنّة في أصله مُسكر ، لكنّه لن يسكر إلا إذا كان جسد المؤمنين له قابليّة السكر . فإن نزع الله من جسد المؤمن قابليّة السكر ، لم يعد خمر الجنّة مسكرا ، لا لأنّه ليس مسكرا في أصله ، بل هو مسكر . لكن الشارب لم يعد متأثرا به و بالتالي فلن يصل لحالة سكر .. و عليه ، فالإشكال المطروح ساقط من جميع الأوجه !
رابعا : بالنسبة للحشيش و المخدرات و غير ذلك ، فكلّ ذلك يعود إلى الأصل الذي ذكرته في البداية و هو أنّه : إذا كان المؤمنون في الجنّة سيشتهون الحشيش و المخدرات ، فسيكون لهم في الجنّة حشيش و مخدّرات . لكن يأتي السؤال : مالدليل أنّهم سيشتهون ذلك ؟! فإن قيل : لأنّهم في الدنيا يشتهون ؟ فأقول : هذا قياس باطل ، فالطفل يشتهي شيئا و عندما يكبر تتغير تلك الرغبة. فافتراض أن رغبات رجل في عمر الأربعين هي نفس رغبات طفل في الرابعة ، هو نوع من السخف و السذاجة في الطرح . بل المنطق يقول بأنّه كلمّا كبر الإنسان و ارتقى ، كلّما ارتقت رغباته و أمنياته معه . و بالتالي فإذا كان الإنسان في الدنيا يرغب في حشيش و مخدّرات تنسيه همومه ، فلا يلزم أن يرغب بذلك و هو في جنّة النعيم التي لا يشقى فيها . فما قيمة أن يرغب في أشياء تنسّيه همومه و هو لا همّ له فيها أصلا !! و عليه ، فهذه المشاغبات التي يطرحها البعض هنا و هناك ، يمكن وصفها بالمشاغبات الطفوليّة مع احترامي لطارحيها !

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
11-28-2015, 08:17 AM
السؤال الثالث و الثلاثين : ما معنى الحروف المقطّعة في القرآن الكريم ؟! هل يُعقل أن يتكلّم خالق هذا الكون العظيم و يقول للنّاس : " الم " و " حم " و " كهيعص " و " ق " و " ن " و " الر " و " طسم " ؟؟؟!! هل فهم المؤمنون به كلامه ؟! و إن كان كلامه غير مفهوم فما الفائدة منه ؟! و كيف تريدون من اللادينيين أن يؤمنوا بكلام غير مفهوم ، و بطلاسم حتّى أنتم لا تستطيعون فكّها و إدراكها ؟! ثمّ ألا تتناقض هذه الطلاسم مع قوله " تلك آيات الكتاب و قرآن مبين " ؟! كيف يكون القرآن مبين و هو مليئ بالكلام الغير مفهوم و الغير واضح ؟! ألا تدلّ الحروف المقطّعة على أنّ القرآن الكريم ليس كلام إلهي و إنّما كلام بشري يتمّ استخدام الطلاسم فيه ؟؟

الجواب :
أولا : هل تستطيعون أيّها اللادينيّون أن تقدّموا تفسيرا منطقيا لوجود الحروف المقطّعة في القرآن الكريم ؟! فأنتم إلى الآن عجزتم عن تقديم تفسير منطقي لوجود هذه الحروف في هذا الكتاب . فتارة تقولون أنّ الرسول كان يستخدم هذه الحروف من باب لفت أنظار المستمعين ! و تارة تقولون أنّ هذه الحروف هي طلاسم للسّحر و الجنّ ! و تارة تقولون أنّ هذه الحروف صدرت في حالة عدم إدراك و وعي ! و كلّ هذه التفسيرات غير مقنعة على الإطلاق. و عليه ، فمن حقّنا نحن المسلمون أن نتعجّب مثلكم فنقول : لماذا قام الرسول محمّد بجمع النّاس ليقول لهم كلاما غير مفهوم ؟؟ مالذي يستفيده من قول " حم " و " طسم " ؟! أليس فعله هذا ضدّه ؟ لأنّ الكفّار سيقولون أنّ محمد مجنون باعتباره يقول كلاما لا هو يفهمه و لا المستمعين يفهمونه ؟؟ فكيف قام هذا الرجل العبقريّ في نظركم بهذا الفعل الغامض الغير مفهوم الذي لا يتناسب مع ذكائه و عبقريّته ؟! فإن عجزتم يا ملحدين عن تقديم التفسير المنطقي لهذا الأمر ، فليس لكم أيّ حقّ في استنكار و رفض التفسير الإسلامي الذي يقول بأنّ الله هو من أمر رسوله بأن يقول هذه الحروف ، و الرسول فعل ما أمره إلهه . فقطعا هذا التفسير أقرب إلى المنطق من أيّ تفسير يقول بأنّ محمد هو من قرّر قول هذه الحروف بنفسه !
ثانيا : هناك تناقض في السؤال ، فمن التناقض أن تقول : ما هو تفسير حرف النون ؟ فالكلمة في اللغة العربيّة أحد ثلاثة أنواع : إمّا اسم و إمّا فعل و إمّا حرف . و تفسير الحرف هو أنّه كلمة لا تعطي معنى لوحده . فكيف تريدون أن يكون لحرف النون معنى ؟! فهذا دليل أنّ السؤال متناقض ، فكان حليّا بكم أن تقولوا ما معنى هذه الأسماء ؟ " حم " و " كهيعص " و " الر " ؟؟ و حينها سنقول لكم : مالدليل أنّ هذه الكلمات أسماء ؟ فإن قلتم بأنّ هذه الكلمات هي أفعال ، سهل علينا إبطال كلامكم . فلن يكون لكم مهرب إلّا أن تقولوا بأنّ هذه الكلمات هي حروف .. وحينها نقول لكم : كيف تسألون عن معنى لحروف ؟ ألا تعرفون أنّ تعريف الحرف في اللغة هو ما ليس باسم و لا بفعل ، و بالتالي لا يعطي معنى في ذاته ؟ فلماذا تناقضون أنفسكم ؟!
ثالثا : السؤال الصحيح هو : ما الحكمة من وجود الحروف المقطّعة في القرآن الكريم ؟ و ليس السؤال الصحيح هو : ما معنى الحروف المقطّعة ؟ و إذا أردنا الإجابة على هذا السؤال فإنّنا سنجد العديد من الحكم . و من أهمّ هذه الحكم الآتي :
1- تدلّ الحروف المقطّعة أنّ القرآن الكريم وصلنا بالسماع . فلا يستطيع قارئ أن يقرأ " كهيعص " كما يقرأه المسلمون إلاّ إذا سمع من المسلمين طريقة قراءته . فالقارئ سيظنّ في الوهلة الأولى أنّ هذه كلمة ، و أنّ هذه الكلمة اسم . و سيقرؤها على هذا الأساس ، و لن يجزم بأنّ كلّ حرف يتمّ قراءته لوحده كما لو أنّها مكتوبة هكذا " ك ، ه ، ي ، ع ، ص " ! فكون المسلمين يقرأون هذه الكلمة باعتبارها حروف برغم أنّها لم تكتب حروف منفصلة ، دلّ دلالة قاطعة بأنّ القرآن وصلنا سماعيا قبل أن يصلنا كتابيا . و بهذا أوصل الله لنا دليلا قطعيا على أنّ الكتاب المنسوب إليه وصلنا بالسماع و بالتالي يؤكد لنا أنّ الرسول أوصل القرآن إلى النّاس بالإلقاء و الكلام لا بالكتابة و الرسم .فالكتابة هو حفظ للمقروء لا أنّ المقروء هو تعبير عن المكتوب. و هذا الدليل في غاية الأهميّة لإثبات أنّ القرآن الكريم كلام الله.
2- تدلّ الحروف المقطّعة في زمن الصدور أنّ الرسول مجرّد مبلّغ . فكلّ إنسان عاصر الرسول ورآه يقول هذه الحقرآن إلى النّاس بالإلقاء و الكلام لا بالكتابة و الرسم . روف ، سيوقن بأنّ محمدا ينقل كلاما تمّ تكليفه بقوله . حيث أنّه لا يوجد تفسير منطقي يجعل الرسول يقول كلاما لا يفهمه المتلقّي و لا يعيه المتكلّم . فتؤكّد الحروف المقطّعة أنّ الرسول قيل له قل للنّاس " كذا " فقال لهم " كذا " كما قيل له ، بغضّ النظر عن معنى " كذا " . في حين أنّ الإنسان الذي يدّعي أنّه رسول ، سيبتعد عن قول أيّ كلام قد يؤدّي إلى اتهامه بعدم الوعي ، و سيبحث عن الكلام المفهوم الذي يجعل النّاس تتّبعه . لكن الرسول الحقيقي يبلّغ ما أنزل عليه بغضّ النظر عمّا أنزل عليه.
و بهذا نجد أنّ الله سبحانه و تعالى قد أوصل رسالتين من خلال وجود الحروف المقطّعة في القرآن الكريم : الرسالة الأولى : في زمان صدور القرآن ، بأنّ الرسول مبلّغ . الرسالة الثانية : في زمان من لم يعاصر الرسول ، بأنّ القرآن وصل سماعيا. و هتين الرسالتين من أهمّ الرسائل التي يجب أن يحتويها القرآن الكريم لكي تؤدّي إلى الإيمان بأنّه من الله.
رابعا : العاقل عندما يتعامل مع كتابٍ ما ، فهو يتعامل معه بجملته لا بأجزائه. فإذا وجدنا في غالب القرآن الآيات الواضحات المفهومات التي ثبتت صحّتها و ثبت أنّها من الله ، فيجب الحكم على الآيات القليلات الغير مفهومات بما حكمنا عليه على الآيات الواضحات. فليس من العقلانيّة أن نقول بأنّ 80% من آيات القرآن الكريم صدرت من الله و لا يمكن أن تكون من لدن محمّد . و لكن 20% من آيات القرآن الكريم لا يمكن أن تكون من الله و بالتالي فهي من محمّد. فهذا الحكم غير منطقي ؛ لأنّ ثبوت كون محمّد رسول و ناقل لعدد كبير من آيات القرآن ، يكفي كدليل أنّه ناقل لباقي الآيات ، حتّى و إن استشكل علينا فهم ذلك البعض ، لكن لا ينفي كونها من الله.
خامسا : ليس هناك تناقض بين وجود الحروف المقطّعة و بين قوله تعالى :" قرآن مبين " . فالقرآن يفسّر بعضه بعضا ، حيث أوضح القرآن معنى كلمة " مبين " في قوله تعالى : " إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " .. فكلمة " مبين " تعني : موضّح طريق الهداية . فكلّ طريق للهداية تجد القرآن قد بيّنه. و عليه ، فوجود حروف مقطّعة غير مفهومة لا يتناقض مع كون القرآن يحتوي على سبيل الهدى واضحا بيّنا . إذ لم يقل أحد أنّ الحروف المقطّعة تحمل في طيّاتها عقائد و تشريعات يضلّ من لم يعتقدها أو يعمل بها ، بل العقائد و التشريعات تجدها في آيات بيّنات واضحات. وبالتالي وجود آيات أخرى لحكمة يريدها الخالق ، لا يعني أنّ هذا يتناقض مع وجود آيات واضحات لهداية النّاس . و قد أوضحنا أنّ لتلك الحروف دور في هداية النّاس من النّاحية العقليّة باعتبارها تدلّ على أنّ القرآن وصلنا سماعي و أنّ الرسول مجرّد مبلّغ.


و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
12-29-2015, 12:29 PM
السؤال الرابع و الثلاثين : هل القرآن الكريم للعرب فقط ؟! فإن كان القرآن الكريم لكلّ النّاس فكيف يجعل الله المعجزة الدالّة على رسالة رسوله خاصّة بقوم دون الآخرين ؟؟!! فكلّ الإعجاز الذي يقول القرآن بأنّه يتّصف به هو خاص بالعرب فقط ، فما هي الحجّة التي أقامها الله على العجم ؟! و هل قيام المسلمين بترجمة القرآن لغير العرب سيحافظ على الإعجاز اللغوي للقرآن أم سيلغيه ؟! ثمّ أليس من غير المنطقي أن يتحدّى الله الإنس و الجنّ أن يأتوا بمثل القرآن ، و معظم الإنس و الجنّ لا يتكلّمون أصلا اللغة العربيّة ؟؟!! ألم يكن حليّا أن يتحدّى الله كلّ مجموعة من الإنس أن يأتوا بقرآن بلغتهم ؟؟ ثمّ ما الدليل أنّ الجنّ لم يأتوا بمثل هذا القرآن ؟؟ فقد يكونوا قد أتوا به و نحن لا ندري و بالتالي يسقط تحدّي القرآن !!!! أليس هذه التناقضات دليلا كافيا على أنّ القرآن كلام بشر ؟؟!!
الجواب :
أولا : القرآن الكريم كتاب الله الموجّه إلى النّاس جميعا ، و المعجزة الدّالة على رسالة رسوله إليهم. و القرآن مكوّن من أمرين : الأوّل : الجوهر ، و الثّاني : المظهر. فأمّا المظهر فهو اللّسان العربيّ المبين ، و الذي حمل عنوان " الإعجاز اللغوي و البياني " .و أمّا الجوهر فيتمثّل في الرسالة الإلهيّة نفسها ، و التي تحمل أوجه إعجاز مختلفة كالإعجاز المعرفي ( العلمي ) ، و الإعجاز المنطقي ( الخلوّ من التناقض ) ، و الإعجاز التشريعي و غيرها من أوجه الإعجاز التي نجدها في الجوهر دون المظهر . و بالتالي فالقرآن الكريم هو كتاب الله المعجز في جوهره و مظهره و ليس فقط في مظهره ! و بالتالي حتّى لو أتى عربيّ بكلام مسجّى مقفّى بليغ فصيح بديع ، و احتوى هذا الكلام على مغالطات منطقيّة و أخطاء علميّة و كلام فارغ و خاطئ ، فهذا لن يجعل كتابه مُجاريا للقرآن ؛ لأنّ كتابه مجرّد مجاراة في المظهر دون أن يكون الجوهر خاليا من العيوب التي تنفي الإعجاز. و عليه ، فإعجاز القرآن الكريم موجّه لكلّ النّاس عامّة في الجوهر ، و للعرب خاصّة في المظهر .
ثانيا : لم يحدّد القرآن الكريم نوع التّحدّي ! فيما لو كان يتحدّى الإنس و الجنّ أن يأتوا بمثل هذا القرآن في مظهره - أي نظم الكلم و نظم الحروف - ، أو أن يأتوا بمثل هذا القرآن في جوهره - تشريع صالح لكلّ زمان و مكان ، و معلومات لا تخالف الواقع ، و عقائد ليس فيها أي تناقض - ، أو أن يأتوا بمثل هذا القرآن في مظهره و جوهره معا . و حيثّ أنّ التحدّي مفتوح فقد يحتمل الثلاثة معا ، و بالتالي فغير العرب يشملهم النّوع الثاني من التّحدي : و هو الاتيان بمثل هذا القرآن في جوهره . و بالتالي تسقط كلّ الإشكالات التي يفترضها السؤال المطروح !
ثالثا : قيام المسلمين العرب بترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى ، يؤثّر سلبا في المظهر و لكن لا يؤثّر كثيرا في الجوهر . فالعقائد الصحيحة المنطقيّة ستظلّ كما هي ، و الحجج المنطقيّة الدالّة على صحّة رسالة الإسلام و صدق حاملها ستبقى كما هي ، و المعلومات الصحيحة التي توافق الواقع ستبقى كما هي - إلّا إذا أخطأ المفسّر في فهم المعلومة - ، و هذا الجوهر كفيل بإقامة الحجّة على أيّ إنسان يبلغه القرآن . إذ الأصل على أيّ إنسان أن يعقد مقارنة بين المعتقد الذي يحمله و بين المعتقد الجديد الذي يحمله القرآن الكريم ، و هذه المقارنة إن كانت موضوعيّة منصفة ستكون لصالح القرآن . و بالتالي يكون الإنسان ملزم بترك عقيدته السابقة و اعتناق العقيدة الجديدة الأفضل من عقيدته . و هذه المقارنة واحدة بغضّ النّظر عن اللغة التي تمّ ترجمة رسالة الإسلام إليها.
رابعا : بالنسبة لتحدّي القرآن الكريم للإنس و الجن على أن يأتوا بمثله ، فقد تأكّدنا من أنّ الإنس لم يأتوا بمثله . و افتراض أنّ الجنّ قد أتوا بمثله هو احتكام للمجهول و هذه مغالطة منطقيّة. فمن يزعم أنّ الجنّ جاءت بمثل القرآن يجب أن يقدّم الدليل على ذلك و إلا كانت دعوى فارغة لا قيمة لها . و أمّا بالنسبة إلى كون الجنّ لا تعرف اللغة العربيّة و لا تفهمها ، فهذه دعوى لا دليل عليها . بل على العكس ، ما نفهمه نحن المسلمون من سورة الجنّ في قوله تعالى : " إنّا سمعنا قرآنا عجبا . يهدي إلى الرشد فآمنّا به " ، نفهم منها أنّ الجنّ يفهمون اللغة العربيّة ؛ إذ القرآن كان باللغة العربيّة و سمعوه من الرسول كما هو و فهموه و تعجّبوا منه . و بالتالي مطالبة الجنّ بأن يأتوا بمثل هذا القرآن مطالبة منطقيّة إذ هم يعرفون اللغة العربيّة. و عليه ، فعليهم أن يأتوا بمثل القرآن في مظهره أو جوهره أو كلاهما معا.
خامسا : بالنسبة لتحدّي الإنس ، فالعرب مجموعة كبيرة من الإنس و عجزت عن التّحدّي ، و افتراض قدرة غير العرب على التحدّي هي مجرّد مغالطة رجل القش ! و إلّا ، فليأت غير العرب بمثل هذا القرآن في جوهره و بأيّة لغة يريدون ! ليأتي من يتحدّث اللغة الانجليزية بكتاب بديع و بليغ بمعايير اللغة الانجليزيّة و في نفس الوقت خالي من التناقض و في نفس الوقت يحتوي على عقائد و قيم منطقيّة و قيّمة و في نفس الوقت لا توجد فيه معلومات تخالف الواقع . و حينها يحقّ لمن يأتي بمثل هكذا كتاب أن يخرج علينا زاعما أنّه أسقط تحدّي القرآن ! أمّا الجلوس و الاحتجاج بأنّ التحدّي ساقط فقط لكون القرآن عربي ، فهذا كلام العاجزين عن مجاراة التّحدّي.

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
01-05-2016, 08:29 PM
السؤال الخامس و الثلاثين : هل تتناسب العقوبة الإلهيّة مع الجريمة البشريّة ؟! هل من العدل أن يعاقب الله الإنسان على خطأ ارتكبه لمدّة يوم واحد فقط بالخلود الأبدي في نار جهنّم ؟! فالإنسان لو قرّر أن يكفر بالله و يشرك في عبادته ، و قام بالشرك لمدّة يوم واحد ثم مات في اليوم الثاني ، تكون عقوبته العذاب في النّار لمدّة لا نهائيّة ، فهل هذا من العدل في شيء ؟؟!! أليس العدل هو أن تتناسب العقوبة مع الجريمة ، فالجريمة التي استمرّت سبعين سنة ، تستحقّ عقابا لمدّة سبعين سنة ، و ليس عقابا أبديّا لا نهائيّا ! ثمّ هل رفض الإنسان لعقيدة معيّنة و إنكاره لها تعتبر جريمة ؟؟!! و ما الفائدة من تعذيب الله للنّاس في النّار ؟؟ ما الفائدة من إلقاء إنسان في النار إلى أن يحترق جلده ، ثمّ يتمّ تبديل جلده بجلد آخر حتى يحترق مرّة أخرى لمدة مليارات السنين ، ثمّ ماذا ؟؟!! ماذا يستفيد الإله من كلّ ذلك ؟!!
الجواب :
أولا : الحكم على عقوبة بأنّها تتناسب مع الجريمة أو لا تتناسب ، هو حكم نسبي ! فلو قلنا بأنّ السارق يستحقّ السجن لمدّة ثلاث سنوات ، قد يعتبره البعض عقوبة شديدة و قد يعتبره البعض الآخر عقوبة خفيفة ، فلا ضابط لهذا الاختلاف سوى القانون ! و بالتالي فالعدل يكمن في إعلام الإنسان بالعقوبة التي تستحقّها الجرائم ، و تطبيق العقوبة المذكورة دون إفراط . و هذا متحقّق في الدين الإسلامي حيث أخبر الله النّاس بالأفعال التي يعتبرها جريمة و أوضح لهم العقوبات التي تنتظر مرتكب تلك الأفعال. و بالتالي ليس لنا القول بأنّ تحقيق العقوبة ظلم ! بل الظلم كان سيكون لو أنّ الله يعاقب النّاس على أمور لم يخبرهم بأنّها جرائم تستحقّ العقوبة ، و هذا الفعل قد نفاه عن نفسه في قوله :" و ما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا " أي ما كنّا لنعاقب أحدا على فعل لم يكن يعلم بأنّه فعل يستحقّ أن يعاقب عليها . و هذا هو الشرط الحقيقي للعدل و قد تحقّق.
ثانيا : الحكم على فعل بأنّه جريمة أو ليس بجريمة ، هو حكم نسبي أيضا ! فلو قلنا بأنّ الرشوة فعل إجرامي يستحقّ فاعله العقوبة ، قد يقول البعض الآخر بأنّه ليس جريمة مادام الإنسان أخرج المال من جيبه برضاه و قبله المسؤول برضاه و لم يتضرّر من الفعل أحد !! فلا ضابط لهذا الاختلاف سوى القانون ! و بالتالي فالعدل يكمن في إعلام الإنسان بالأفعال التي يعتبرها الله جريمة و بالأفعال التي يتجاوز عنها . و هذا متحقّق في الدين الإسلامي ، حيث قال تعالى : " قل تعالوا أتلو ما حرّم ربّكم عليكم " ، و قال أيضا : " الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم إنّ ربّك واسع المغفرة " . فليس لك أن تقول بأنّ الشرك ليس جريمة ! فقد لا تكون جريمة بالنسبة لك ، لكنّها جريمة بالنسبة لله ، و بالتالي فلا تحاكم الله بآرائك الذاتيّة . فليس لك أن تقول بأنّه يعاقب على فعل لا يستحقّ العقوبة ، في حين أنّ الفعل في نظره يستحقّ العقوبة لأنّ الشرك ظلم عظيم ، كما قال تعالى :" إنّ الشرك لظلم عظيم " ، فالشرك أمر عظيم بالنسبة له ، و بالتالي فعقابه عدل بالنسبة له.
ثالثا : معيار تحديد شدّة العقوبة ليس معتمدا على المدّة الزمنيّة لارتكاب الجريمة ! فالإنسان القاتل يقتل في لحظة من الزمن ، و قد تكون لحظة غضب أو لحظة سكر أو لحظة طيش ! و مع ذلك يتمّ الحكم عليه بالإعدام و حرمانه من الحياة . في المقابل ، يقوم شخص آخر بالنصب و الاحتيال على النّاس و إعطائهم الشيكات التي لا رصيد لها لمدّة عشر سنين ، و يتمّ معاقبته بالسجن و المحافظة على حقّه في الحياة ! فالأوّل أخطأ في لحظة من الزمن و فقد بسبب ذلك حياته ، و الثاني أخطأ لمدّة عشر سنوات و مع ذلك لم يفقد حياته بسبب ذلك . و عليه ، فليس المعيار هو مدّة الخطأ و إنّما شدّة الخطأ و مدى فحشه ... و حيث أنّ الشرك ظلم عظيم في ذاته ، ليس مهمّا أن يكون ارتكابه تمّ في يوم واحد فقط أو في سبعين سنة ! فالمعيار هو الفعل ذاته و ليس مدّة فعله.
رابعا : العقوبة ليست وسيلة لتحقيق هدف ما ، و بالتالي فليس من المنطق السؤال عن الهدف منها ! فالسؤال عن الغاية يكون للوسائل . فلك أن تسأل أحدهم : لماذا تصلّي ؟ فيجيبك : لكي أدخل الجنّة . فليس لك أن تسأله قائلا : و لماذا تريد أن تدخل الجنّة ؟ فلو كانت الجنّة غاية بحد ذاتها ، فلا غاية للغاية ، أمّا إن كانت الجنّة و سيلة فحينها يصحّ السؤال عن الغاية منها .. و حيث أنّ النّار هي نتيجة لأفعال الإنسان في الدنيا ، فلا غاية من العقوبة ؛ لأنّ العقوبة نتيجة و ليست وسيلة. كقولنا : 1+2 = 3 ، فالثلاثة نتيجة حتميّة للعمليّة التي حدثت في الطرف الأيمن من المعادلة ، و بالمثل ، النّار نتيجة حتميّة للجرائم التي ارتكبها الإنسان في الدنيا ، فإن أردت تغيير النتيجة ، قم بتغيير معطيات الطرف الأيمن.
خامسا : بالنسبة لخلود النّاس في النّار ، فالمسألة خلافيّة بين المسلمين : بين قائل بخلود مرتكب الكبيرة في النّار و بأنّ من يدخلها لا يخرج منها ، و قائل بأنّ عصاة المسلمين و كلّ موحّد سيخرج منها بعد التطهّر من ذنوبه ، و قائل بأنّ النّار نفسها ستفنى ، و الخلود فيها مرتبط بوجودها. و راجح هذه الأقوال هو أنّه ليس كلّ من يدخل النّار سيخلد فيها ، بل كثيرون سيخرجون منها لا سيّما الموحدين. و من ثمّ هناك قاعدة مهمّة في هذه المسألة و هي أنّ هناك فرق بين الوعد و الوعيد ، فوعد الله متحقّق بالضرورة ، فالله لا يخلف وعده. أمّا وعيده فهو مرتبط برحمته و مشيئته ، و من هذا المدخل يكون هناك احتمال بعدم خلود النّار ، و ليس لأنّ العدل يقتضي ذلك ! فالعدل يقتضي بأن يُعاقب المجرم بالعقوبة التي يستحقّها ، فإن كان المشرك يستحقّ الخلود في النّار ، فتحقّق ذلك عدل ، و عدم تحقّق ذلك رحمة . لا أنّ العدل هو عدم تحقّق ذلك !
و عليه ، فليس للملحد أو اللاديني أن يستشكل على تحقيق الله لوعيده ، فمادام الإنسان قرّر أن يكفر بهذا الدين ، فيجب على الكافر أن يتحمّل تبعات هذا الكفر . لا أن يأتي إلينا صارخا باكيا يريد الكفر و لا يريد أن يعاقبه الله على كفره و شركه !

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

قاسم مفلحي
01-06-2016, 09:25 PM
ارجو ربط الاحزمة ! اثبت العلم الدجالي الحديث ان لا اثير اي لا فراغ ! هذا يعني لمن كان له لب ان الكون ليس له حجم (حجمه صفر)لانه ليس في فراغ. فالكون اذا غير مادي ولا وجود له الا في علم الله وذاكرته عز وجل وعلى وتقدس ولا يؤوده حفظهما ولا ترى في خلق الرحمن من تفاوت فهو تعالى نور السموات والارض.فنحن اقرب ما نكون من القيامة حين يسلط الله على الارض الصور وهو ما يسمى فلكيا الثقب الاسود وهو يشبه البوق يقتل باشعاعه كل الاحياء ثم يلتهم الشمس وكواكبها الا الارض لقوله تعالى (والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) في الصور

muslim.pure
01-07-2016, 01:25 AM
ارجو ربط الاحزمة ! اثبت العلم الدجالي الحديث ان لا اثير اي لا فراغ ! هذا يعني لمن كان له لب ان الكون ليس له حجم (حجمه صفر)لانه ليس في فراغ. فالكون اذا غير مادي ولا وجود له الا في علم الله وذاكرته عز وجل وعلى وتقدس ولا يؤوده حفظهما ولا ترى في خلق الرحمن من تفاوت فهو تعالى نور السموات والارض.فنحن اقرب ما نكون من القيامة حين يسلط الله على الارض الصور وهو ما يسمى فلكيا الثقب الاسود وهو يشبه البوق يقتل باشعاعه كل الاحياء ثم يلتهم الشمس وكواكبها الا الارض لقوله تعالى (والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) في الصور
ما المقصود من هذا الكلام

أبو عمر النفيس
01-08-2016, 10:09 AM
السؤال السادس و الثلاثين : أليس رهان باسكال ضد المتديّنين ؟! فالمتديّن يعتقد بأنّه اختار أفضل الخيارات ، حيث يعتقد المؤمن بأنّه " لو كان الله موجودا و آمنت به فإنّ المصير هو الجنّة ، و إن لم يكن موجودا و آمنت به فليس هناك نار ، بينما لو كان الله موجودا و كفرت به فإن المصير هو النّار ، و إن لم يكن موجودا و كفرت به فليس هناك جنّة ، و بالتالي فالرهان الصحيح هو الإيمان بالله بغضّ النظر كان الله موجودا أو لا "... و هذا الرهان الذي طرحه باسكال مردود عليه ، فلو كان الإله الحقيقي هو إله المسيحيّة فإن المسلم سيكون مصيره بحيرة الكبريت يتعذّب فيها ! و لو كان الإله الحقيقي هو إله الإسلام ، فالمسيحي سيدخل جهنّم يتعذّب فيها ! و لو كان الإله الحقيقي هو إله البوذيّة ، فالمسلم و المسيحي يتعذّبون في عذاب إله البوذيّة . و حيث أنّ عدد الأديان في العالم أكثر من 4000 دين ، فإنّ احتمال أن يكون الإسلام هو الدين الصحيح يساوي 1/4000 بمعنى أنّ نسبة أن يكون الإسلام صحيحا هي 0.025 % ، بمعنى أن نسبة دخول المسلم للجنّة هي 1% ، بينما نسبة تعرّضه للعذاب و العقاب هي 99% ، ففي حال كان أي دين آخر غير الإسلام هو الدين الصحيح ، سيكون المسلم خاسرا. بينما الملحد لا يؤمن بأيّ إله ، و بالتالي بغض النظر عن الإله الصحيح فإنّ نسبة دخول الملحد للجنة هي 50% ؛ لأن الملحد لم يعبد إلها باطلا ، فلو كان الإله الحقيقي هو إله المسيحية فقد يسامح الملحد ، و لو كان الإله الحقيقي هو إله الإسلام فقد يسامح الملحد ، لأنّ الملحد لم يختر إلها آخر باطل. بينما المسلم اختار إلها واحدا ضمن أكثر من أربعة آلاف إله ، ففي حال كان الإله الحقيقي هو أحد الآلهة التي ينكرها ، فإنّ الإله الحقيقي لن يسامح المسلم لأنّه فضّل إلها غير حقيقي على الإله الحقيقي ، بينما الملحد لم يقم بهذا التفضيل ، و ساوى بين جميع الآلهة . و بالتالي أليس الإلحاد هو الاختيار الأحوط و الرهان الأفضل ؟؟؟!!
الجواب :
الإلحاد هو أسوء خيار موجود على الإطلاق. فلو افترضنا أنّه لا يوجد إله ، و أنّ الطبيعة تسيّر نفسها بنفسها ، فلا فائدة يستفيد منها الإنسان من الإلحاد , فالطبيعة لن تكافئ الملحد بإعادة الحياة له من جديد ، و لن تكافئ الملحد بتطويل عمره ليعش مئات السنين ! و لن تكافئ الملحد بالمحافظة عليه من الأمراض و الكوارث و المصائب و الهموم ! و بالتالي فالطبيعية تساوي بين الملحد و المؤمن ، و لا تميّز الطبيعة بين من يقدّس الطبيعة و يعتقد بأنّها غير مخلوقة ، و بين من يستحقر الطبيعة و يعتبرها مخلوقة ذليلة مأمورة ! فالملحد و المؤمن في نظر الطبيعة سواء ، فلم يستفد الملحد من إلحاده لا في الدنيا و لا بعد الموت ...
بينما لو كان هناك إله خلق هذه الطبيعة و سيقوم بإحياء البشر مرّة أخرى ليحاسبهم على أعمالهم في الدنيا ، فبغضّ النّظر عن اسم هذا الإله و اسم الدين الصحيح الذي يمثّله ، فالمؤمن بوجوده أفضل من الملحد بوجوده . فلو كان الإله الحقيقي يعاقب النّاس بسبب إنكار وجوده ، فالملحد ضامن العذاب بنسبة 100 % ، بينما المتديّن احتماليّة العذاب 50% ، لأنّه يؤمن بوجود إله و لكن يختلف المؤمنون في اسم الإله و صفاته و الدين الصحيح الذي يمثّله . و بالتالي فكلّ مؤمن بوجود إله يُحتمل أن ينجو بنسبة 50% و يحتمل أن يهلك بنسبة 50% . بينما الملحد لا يملك احتمال نجاة لأنّه أصلا لا يؤمن بأيّ إله ! و بالتالي فاحتمال هلاك الملحد هو 100% ، إلا إذا افترضنا أنّ الإله الحقيقي لا يهمّه من يلحد بوجوده ! و إذا كان الإله الحقيقي لا يهمّه إنكار وجوده ، فهذا يلزم افتراض أنّه لا يهمّه أن يعبد الإنسان إلها آخر باطل .. و بالتالي سيتساوى المؤمن و الملحد في احتمال النجاة أمام الإله الغير مكترث ! أمّا في حال أنّ الإله الحقيقي لا يرضيه إنكار وجوده و لا يرضيه عبادة إله آخر غيره ، فالملحد ضمن العذاب ، بينما المؤمن يحتمل النجاة إذا كان إلهه هو الإله الحقيقي .
و إذا نظرنا إلى الأديان في العالم ، فليس من الصواب اعتبار الأديان أكثر من 4000 ! لأنّ هناك عقائد مشتركة كثيرة تجمع الأديان و بالتالي تصنيف الأديان يعتمد على معيار التصنيف .. فنحن عندما ننظر إلى الحيوانات ، قد يقول قائل بأنّ هناك أكثر من 20 مليون نوع من الحيوانات ! لكنّنا ببساطة يمكن أن نقسّم هذه المليارات من الحيوانات إلى سبعة أنواع فقط هي الثديات و الطيور و الزواحف و البرمئيات و الأسماك و الحشرات و الرخويات ! و بالتالي لو افترضنا أن هناك نوع واحد من الحيوانات سيدخل الجنة فنسبة أن يدخل أي حيوان الجنة هي 1/7 أي 14.2 % . و بالمثل ، يمكن تقسيم جميع الأديان إلى ثلاث مجموعات فقط : المجموعة الأولى : تؤمن بوجود خالق و لا تؤمن بصحّة أيّ دين. المجموعة الثانية : تؤمن بوجود خالق و لها دين يعتقد بأن الإله واحد. المجموعة الثالثة : تؤمن بوجود خالق و لها دين يعتقد بتعدد الآلهة. و عليه ، فكل المؤمنين بوجود خالق يمكن إدخالهم في هذه المجموعات الثلاثة ... المتدين الذي ينتمي للمجموعة الثالثة نسبة هلاكه أكبر ، لأنّه لو كان الإله واحد ، فإنّ التعدّد سيكون سببا للهلاك و العذاب. بينما المجموعة الأولى و الثانية لها نسبة نجاة كبيرة.
و عليه ، فإن الرهان الصحيح الذي هو أفضل من رهان باسكال هو الاعتقاد بوجود خالق واحد لهذا الكون و أنّ الخالق هو الإله الوحيد الذي يستحقّ العبادة ، سواء اعتقد الانسان بوجود دين من الإله أو لم يعتقد بوجود دين صحيح يمثّل الإله ، فإنّ هذا الخيار يكون هو أحوط خيار و أفضل احتمال .. أما تعدّد الإلهة أو إنكار وجود أيّ إله ، فإنّه احتمال يؤدّي إلى العذاب و الخسارة بنسبة كبيرة جدا.

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

باسل الزهراني
01-08-2016, 11:49 AM
طرحك لأسئلة الملاحدة جميل , ولكن بوجهة نظري , لو أنك تقدم أسئلة تعجيزية للمتملحد يكون أفضل , وذلك لأني لاحظت أن أكثر من يتبعون الإلحاد هم من صغار السن الذين خدعتهم شعارات الإلحاد والعلمانية , والملحدين دائما ما يتخذون العلمانية وشعاراتها الوهمية مثل , ( حرية ) و ( عادلة ) وغيرها , وذلك يسبب أشكال لدى المسلم الجاهل , ولذلك باعتقادي أن مشكلتنا مع الإلحاد فلسفية أكثر من كونها علمية , هذي وجهة نظري , طبعا قابلة للتغيير في حال اتضح أنها خاطئة , تقبلوا تحياتي .

أبو عمر النفيس
01-08-2016, 01:16 PM
طرحك لأسئلة الملاحدة جميل , ولكن بوجهة نظري , لو أنك تقدم أسئلة تعجيزية للمتملحد يكون أفضل , وذلك لأني لاحظت أن أكثر من يتبعون الإلحاد هم من صغار السن الذين خدعتهم شعارات الإلحاد والعلمانية , والملحدين دائما ما يتخذون العلمانية وشعاراتها الوهمية مثل , ( حرية ) و ( عادلة ) وغيرها , وذلك يسبب أشكال لدى المسلم الجاهل , ولذلك باعتقادي أن مشكلتنا مع الإلحاد فلسفية أكثر من كونها علمية , هذي وجهة نظري , طبعا قابلة للتغيير في حال اتضح أنها خاطئة , تقبلوا تحياتي .
مشكلة المتملحد أنّه يقول بأنّه ليس عنده إجابة لأيّ سؤال ، هو فقط يحكم على إجابات الأسئلة بأنّها إجابات لا دليل عليها و غير منطقيّة ... !
و بالتالي عندما تسأله سؤالا ، سيقول لك : و من قال لك أنّي أحمل الإجابة حتى تسألني !! أنت أيّها المتديّن من تزعم أنّك تحمل الإجابات الصحيحة للأسئلة ، فأثبت صحّة إجاباتك .. !
فيضطرّا المؤمن أن يكون مجيبا لأسئلة الملحد في معظم الأحوال !!

أبو عمر النفيس
01-13-2016, 08:41 PM
السؤال السابع و الثلاثين : أنتم متناقضون أيّها المسلمون ! فأنتم تقولون أنّ الملحدين و اللادينيين أناس عبثين و بهائم ؛ لأنّ حياتهم حياة أكل و شرب و جنس و لعب فقط ! و لا قيمة للحياة بدون عبادة و تقرّب من الله ، و لا معنى للحياة إذا كانت مجرّد أكل و شرب و جنس و متع جسديّة !! و في المقابل ، نجدكم يا مسلمين تصلّون و تصومون لكي تدخلوا الجنّة التي ليس فيها إلّا الأكل و الشرب و الجنس و اللعب !! فكيف تستقبحون حياة اللهو و اللعب و هي في نفس الوقت غاية الغايات من كلّ عباداتكم و أفعالكم ؟؟!! لماذا لا تعتبرون الحياة في الجنّة حياة بهيميّة باعتبارها حياة خالية من التكاليف الشرعيّة و خالية من العبادة ، و فقط متع جسديّة و ملذّات و شهوات !!! لماذا تستقبحون حياة الملحدين و أنتم كلّ ما تتمنّونه هو أن تعيشوا كالملحدين ؟؟!! أليس هذا قمّة التناقض و الإزدواجيّة ؟؟!!
الجواب :
أولاً : نحن لا نستقبح الأكل و الشرب و الجنس و اللعب في ذاتها ، و إنّما نستقبحها إذا أدّت إلى إضياع ما هو أهمّ. فعندما يكون الطالب في وقت الامتحان فإنّه من القبيح جدا قضاء الوقت في اللهو اللعب ؛ لأنّ الأولى هو المذاكرة للامتحان ، و جعل اللعب كوسيلة للراحة من تعب الدراسة. لا أن يجعل الطالب الأمر بالعكس ، فيكون وقته كلّه للعب ، و المذاكرة تكون كوسيلة للراحة من اللعب ! بينما لو نجح الطالب و أصبح في إجازة ، فلا أحد يلومه إذا قضى وقت الإجازة باللعب و الترفيه. فالمعيار هنا هو تناسب الفعل مع وقته ، فلكلّ مقام مقال ، و لكلّ وقتٍ عمله المناسب.
ثانيا : الإسلام ليس ضدّ ملذّات الجسد على الإطلاق ، فمن حقّ المسلم أن يكون غنيّا و لكن عليه إخراج الزكاة للفقراء و المساكين ، و من حقّه أن يتزوّج مثنى و ثلاث و رباع ، و لكن عليه أن يعدل بينهنّ ، و من حقّه أن يأكل ما لذّ و طاب من المؤكولات ، و لكن لا يأكل الحرام ، و من حقّه أن يشرب ما شاء من مشروبات ، و لكن لا يشرب الحرام. و بالتّالي فمن حقّ المسلم أن يتمتّع بحياته كما يشاء و لكن هناك دائرة صغيرة تحتوي على المحرّمات يحاول تجنّبها قدر الإمكان ، إذ دائرة المباح أوسع و أكبر. و بالتالي تكون متع الآخرة استمرار لمتع الدنيا مع تجويز لتلك المحرّمات و الممنوعات التي حرم المسلم منها في الدنيا. كما قال تعالى : " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين". و بالتالي ليس هناك أيّ تناقض ، فلم يطالب الإسلام الإنسان أن ينسى نصيبه من الدنيا !
ثالثا : نحن نعتبر حياة الملحدين و اللادينين حياة بهيميّة ؛ لأنّهم يعتبرون ملذّات الجسد غاية بحد ذاتها ، في حين أنّ الله خلقهم لغاية أخرى ! أمّا لو كان الله خلقنا لنلهو و نلعب و نمتّع أجسادنا ، فليس من البهيميّة تحقيق الغاية المطلوبة . فلا أحد يلوم الطفل حين يلعب و يلهو ، فمرحلة الطفولة ليست إلّا مرحلة لعب و لهو و ضحك ، لكن من العيب على رجل في الأربعين أن يحاول أن يعيش كطفل في الأربعة من عمره. فهنا لسنا إزدواجيين ، بل نحاكم كلّ مرحلة عمريّة بما يناسبها . فسنّ الأربعين سنّ الجدّ و العمل و الانتاج ، و سنّ الأربعة سنّ اللهو و اللعب و التسلية ، و الغباء هو التسوية بينهما أو حتّى قلبهما ! و بالمثل ،، حياة الدنيا هي حياة العمل و الاستعداد للآخرة ، و حياة الآخرة حياة جني الثمار و الاستمتاع بكلّ النعم ، و من الحمق المساواة بين الحياتين !
رابعا : من الخطأ التحدّث عن المسلمين كما لو أنّهم على درجة واحدة ! فهناك من يعبد الله و همّه الأكبر الخوف من النّار ، و هناك من يعبد الله و همّه الأكبر الطمع في الجنّة ، و هناك من يعبد الله و همّه الأكبر الأنس بالله و التمتّع بحبّه و مناجاته. و هذا النّوع الأخير ، لن تجده يهتمّ كثيرا بمتع الجنّة ، إذ همّه الأكبر أن يستمرّ في مناجاة الله في الجنّة فيكلّمه و يراه. و بالتالي لا يستطيع أحد أن يقول أنّ النوع الثالث من المسلمين متناقضين و مزودجين ، فهم في الدنيا هدفهم الأنس بمناجاة الله ، و هدفهم في الآخرة الأنس بمناجاة الله !
خامسا : من الأخطاء الشائعة عند كثير من النّاس الاعتقاد بأنّ الجنّة مجرّد مكان للمتع الجسديّة ، أكل و شرب و جنس فقط ! و هذا كلام باطل و غير صحيح .. فالجنّة مليئة بالملذّات الروحيّة التي تأنس بها الروح دون الجسد ، و على رأسها رؤية الله سبحانه و تعالى و مناجاته و التكلّم معه دون ترجمان. و أن يعيش الإنسان راضي و مرضي و مطمئن بأنّه لن يمرض و لن يفارق عزيزا ، كلّها متع روحيّة و نفسيّة أكثر منها جسديّة. و لكنّ الآيات القرآنيّة أكثرت من الحديث عن ملذّات الجسد ؛ لأنّ النّاس في الدنيا تهتمّ بملذّات الجسد أكثر ، و بالتالي أكثر الله من ذكرها ترغيبا للنّاس للجنّة. فأسلوب الترغيب يعتمد على المخاطَب. فأنت إذا أردت أن تأخذ طفلك الصغير إلى حديقة ، و تعلم أنّ طفلك يحبّ الأيسكريم ، ستقول له : هيّا نذهب إلى الحديقة ففيها الأيسكريم ! و لا يدلّ ذلك أنّ كلّ مافي الحديقة هو آيسكريم ! و هذا تفسير سبب ذكر الله أنّ في الجنّة أنهار من خمر لذّة للشاربين ، حيث كان العرب يحبّون شرب الخمر ، فطبيعي أن يتمّ إخبارهم أنّهم سيجدون في الجنّة ما يحبّون . لكن لن تجد أنّ هذه الآية تشكّل ترغيبا لكارهي الخمر ، بينما سيكون الترغيب مرتبط بأنهار العسل المصفّى . و عليه ، فمن الأخطاء الشائعة حصر نعيم الجنّة على ملذّات الجسد ، بل يجب إدراك أنّ إكثار ذكر ملذّات الجسد جاء كنتيجة طبيعيّة لكثرة النّاس المحبّين لها ، فجاءت آيات الترغيب ترغّب فيما يجتمع كثير من النّاس في حبّه و طلبه.

و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

أبو عمر النفيس
01-19-2016, 12:04 PM
السؤال الثامن و الثلاثين :
##
##
##


متابعة إشرافية

مشرف 2
01-19-2016, 02:19 PM
الأخ أبو عمر النفيس، مشاركتك الأخيرة عبارة عن جملةٍ من الفتاوى أغلبها شاذ، مرفوقةٍ بالطعنِ في آراء فقهاء المسلمين، وهذا إضافةً لكونِهِ مخالفًا لقوانين المنتدى فهو أيضًا خارجٌ عن تخصصه.
نرجو الإلتزام رجاءً.

أبو عمر النفيس
04-07-2019, 04:16 PM
السؤال التّاسع والثّلاثين: الإسلام يأمر الإنسان باستخدام عقله بالتّفكّر والتّأمّل، ومحاولة اكتشاف كيف بدأ الخلق؟ فلماذا يعاقب الله الملحد الذي أطاعه واستخدم العقل وتوصّل إلى عدم وجود خالق للكون؟!
الجواب،،
إعطاء شخص سكّينا، وأمره باستخدامه لما ينفعه ويخدمه. لا يعفيه من المسؤوليّة إن هو استخدمه لارتكاب الجرائم!!!
ولله المثل الأعلى،، فاستخدام العقل مطلوب ومشروع! لكن لا يعني هذا أنّ من أساء استخدامه فأوصله إلى الإلحاد أنّه ليس مسؤول عن ذلك!
وعليه،، فالأحرى بالملحد أن يسأل قائلا: هل المؤمن هو من أحسن استخدام عقله أم الملحد؟؟!!
وليس من المنطقي أن يطالب الملحد من الله أن يساوي بين المؤمن والملحد بحجّة أنّهما استخدما عقليهما كما طُلب منهما!!!
كيف يتساويان وقد اختلفت النّتائج؟؟!!

وتستمرّ سلسلة الأسئلة والأجوبة،،،،