المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب الإلحاد ... !؟!



أبو عمر النفيس
11-27-2015, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السّلام على من لا نبيّ بعده ، و بعد ...
عندما ننظر إلى الملحدين نجد أنّهم يختلفون حين يتكلّمون عن أسباب إلحادهم ، إلى الدرجة التي تجعل البعض يشعر بأنّ لكلّ ملحد تجربته الخاصّة و أسبابه الشخصيّة الخاصّة به. ممّا قد يدفع بعض المؤمنين للحكم على الملحدين بأنّ إلحادهم لأسباب نفسيّة أو من أجل تبرير ارتكاب الشهوات بلا وازع و لا ضمير . و هذا التعميم خاطئ بطبيعة الحال ، مما يجعل الملحد ينفر أكثر من المؤمن باعتبار أنّ المؤمن يتّهمه بما ليس فيه.
و حيث أنّ أيّ حوار مثمر بين طرفين لن يتحقّق إلّا بفهم كلّ طرف للآخر ، فمن المهمّ جدا على كلّ المؤمنين أن يعلموا و يفهموا الأسباب التي تدفع البعض إلى الإلحاد . و حين إدراك تلك الأسباب يسهل جدا تفنيدها و تحليلها و تقريب المسافة بين الطرفين.أمّا الحوار بلا فهم للآخر فهو صراع لا طائل منه ، و لن يزداد الملحد إلا إلحادا ، لتأكّده أنّ المؤمن يدافع عن معتقده دون فهم لحال الطرف الآخر المخالف له. و بالمثل ، يجب على الملحد كذلك أن يحاول معرفة و فهم أسباب الإيمان ، لكي يستطيع أن يفهم المؤمن حين يتكلّم عن أسباب إيمانه.

لقد قمت قبل سنوات بحوارات عديدة مع الملحدين ، أحاول من خلال تلك الحوارات أن أفهمهم و أعرف الأسباب الجوهريّة التي تقف وراء إلحادهم . فتوصّلت إلى أنّ هناك نوعين من الأسباب تقف وراء الإلحاد.
النّوع الأوّل : أسباب شخصيّة . و هذه الأسباب تختلف من ملحد إلى آخر ، و ترجع لعوامل نفسيّة و مجتمعيّة و بيئيّة كوّنت الشخصيّة القابلة للإلحاد و النّافرة من الدين. و يصعب حصر هذه الأسباب لكونها كثيرة و تمثّل تجارب شخصيّة لكلّ ملحد. و تعتبر الأسباب الشخصيّة هي المفتاح الحقيقي لفتح باب الإلحاد ، فلولاها لما توجّه الإنسان إلى النّوع الثّاني من أسباب الإلحاد.
النّوع الثّاني : أسباب تنظيريّة . و هذه الأسباب هي التي ينظّر لها الملحدون و يكتبون لأجلها الكتب ، في محاولة للقول بأنّها هي الأسباب الحقيقيّة للإلحاد ، متجاهلين النّوع الأوّل و تأثيرها في تقبّل النّوع الثّاني. و لا يشترك جميع الملحدين في الاعتماد على هذه الأسباب ، بل يختلف كلّ ملحد عن الآخر في مدى اعتماده على هذه الأسباب . و لكن لكلّ سبب من هذه الأسباب مجموعة من الملحدين يعتمدون عليه.
سأتحدّث في هذا الموضوع عن النّوع الثّاني فقط من أسباب الإلحاد . و هذا النّوع يحتوي على أسباب كثيرة لكنّي أرى أنّ أهمّ هذه الأسباب يمكن حصرها في سبعة أسباب.

الأسباب التنظيريّة السّبعة للإلحاد :-
السبب الأوّل : عدم وجود دليل على وجود خالق.
و هذا يعتبّر أكبر و أهمّ دليل يعتمد عليه معظم الملحدين في مختلف العصور ، و هو أكثر سبب مشترك بين الملحدين. فالملحد يقول بأنّه لا يجد الدليل على وجود خالق ، فكلّ المؤمنين يزعمون أنّ هناك إله أو آلهة ، و لكنّ جميعهم لا يملكون دليلا على هذه الآلهة . و أيّ ادّعاء يأتي بلا دليل ، يُرفض بلا دليل. و حيث أنّ البيّنة على من ادّعى ، فيجب على المؤمنين تقديم الدليل على وجود خالق ، لا أنّ الملحد يقدّم الدليل على عدم وجود خالق ، فالمؤمن هو المدّعي و ليس الملحد.

السبب الثّاني : بطلان جميع الأديان و ثبوت أنّها بشريّة.
و هذا ثاني أكبر دليل يعتمد عليه الملحد ، فلا يوجد ملحد يبرّر إلحاده دون أن يقوم بالهجوم على دينه السّابق. فالملحد من الخلفيّة الإسلاميّة يبرّر إلحاده بالهجوم على الإسلام و إثبات أنّه دين بشري ، و الملحد من الخلفيّة المسيحيّة يقوم بإثبات أنّ المسيحيّة دين بشري ، و بالمثل الملحد من الديانات الأخرى . و من خلال ثبوت بطلان الدين السابق ، و بطلان الأديان الأخرى ، يخرج الملحد بنتيجة أنّ جميع الأديان باطلة و بشريّة . و حيث أنّ الأديان هي التي تزعم وجود إله ، فإنّ بطلان الأصل يؤدّي إلى بطلان الفرع. فإذا كان الدين باطل ، فعقائد الدين باطلة ، و أهمّ هذه العقائد وجود الإله . و بالتالي تصبح فكرة وجود الإله فكرة باطلة لبطلان الدين القائل بذلك. كما أنّ الملحدين يعتمدون على فكرة تعدّد الأديان و استحالة أن تكون جميع الأديان صحيحة . فإن كان هناك دين واحد فقط صحيح أمام هذه الآلاف من الأديان ، فإنّ نسبة اختيار الدين الصحيح تقترب من الصفر ، و بالتالي فالأقرب للمنطق هو أنّ جميع الأديان باطلة ؛ لصعوبة معرفة الدين الصحيح من كلّ هذه الآلاف من الأديان . و إذا كانت الأديان باطلة ، فهذا معناه أنّ فكرة الإله باطلة.

السّبب الثّالث : العلم ينفي الحاجة لوجود الخالق و يجيب على الأسئلة.
يعتقد الملحد أنّ العلم هو البديل للدين . فالأديان حاولت طيلة السنين الماضية تفسير الظواهر الطبيعيّة التي تحيط بنا ، فقدّمت الأديان تفسيرات ميتافيزيقيّة للظواهر الطبيعيّة و أرجعت هذه الأسباب إلى وجود الآلهة . بينما جاء العلم و فسّر تلك الظواهر بأسباب ماديّة و أثبت صحّة التفسير و أقام تطبيقات عمليّة عليها . و في قمّة النظريّات العلميّة التي يعتمد عليها الملحدون : نظريّة التطوّر ، و قانون بقاء الطاقة ، و فيزياء الكمّ . و بالتّالي يرى الملحد أنّ العلم قد قضى على إله الفجوات ، فقد كان الإنسان القديم يسدّ فجوة جهله بفكرة الإله ، بأنّ الإله هو الذي ينزل المطر و يسبّب الزالزل و البراكين ، فجاء العلم و فسّر المطر و الزلازل و البراكين بدون فكرة الإله. و حيث أنّ العلم ينفي الحاجة لوجود خالق و يجيب على الأسئلة ، لم يعد هناك مبرّر للاعتقاد بوجود خالق ، فلم تعد هناك فجوات ليسدّها الإله .

السّب الرابع : وجود الشّر في الكون.
يرى الملحدون أنّ هناك أربعة أشياء لا يمكن أن تجتمع معا ، و لا بدّ من رفض أحد الأمور الأربعة . الأوّل : الخالق رحيم. الثّاني : الخالق عليم. الثّالث : الخالق قادر . الرّابع : الشّر موجود. و حيث أنّ هناك شرّ في العالم ، متمثّل في الأمراض و الأوبئة و الفياضانات و القتل و الحروب و الفقر و غيرها من الشرور التي لا مجال لإنكار وجودها . فإنّ وجود الشّر يلزم أحد هذه الأمور : إمّا أنّ الخالق غير رحيم ، لأنّه لا يريد تغيير الشرّ في العالم. أو أنّ الخالق غير عليم ، لأنّه لا يدري بما يحدث في كوكب الأرض من شرور لانشغاله بخلق كواكب أخرى. أو أنّ الخالق غير قادر ، لأنّه يعلم بوجود الشّر و يريد تغييره و لكن لا يستطيع تغييره. و بغض النظر عن الصفة التي ننفيها عن الخالق ، فإنّ هذا يعني أنّ الخالق غير موجود ، لأنّ الإله المفترض وجوده ، تمّ وصفه بالصفات الثلاثة بالرحمة و العلم و القدرة معا ، فذهاب صفة من الصفات الثلاثة هو ذهاب للإله نفسه ، و دليل على عدم وجوده.

السّبب الخامس : التشوّهات الخَلقيّة و العشوائيّة الكونيّة.
حين ينظر الملحد إلى الأطفال الذين يولدون سيجد أعدادا كبيرة من الأطفال المشوّهين و المشلولين . فهذا بعين واحدة ، و الآخر برأسين ، و الثالث بدون يدين و لا رجلين . فهل هذا الطفل المشوّه جاء عن طريق خالق بديع متقن ؟ و بالتالي فالأطفال المشوّهين دليل أنّهم جاؤوا نتيجة لتفاعلات طبيعيّة و أسباب مبنيّة على الاحتمالات و الصدفة ، فقد تصيب أحيانا فيخرج الطفل سليما ، و قد تخطئ أحيانا فيخرج الطفل مشوّها . و لا يوجد خالق بديع يقف وراء إخراج الطفل ، و إلّا لما خرج مشوّها هكذا . كما أنّنا عندما ننظر إلى الكون سنجد أنّ هناك نجوم تتصادم بل مجرّات تتصادم و تهدم بعضها البعض ، مما يدلّ أنّ الكون محاط بالعشوائيّة . و لو كان هناك خالق يقف وراء تكوّن المجرّات و النجوم ، لما حدث بينها تصادم و انهيارات متكرّرة.

السّبب السادس : لا أثر لوجود خالق.
عندما ينظر الملحد إلى العالم فإنّه لا يجد أثرا للخالق . فالمؤمنون بالخالق يدعونه صباح مساء و يعبدونه و يقرّبون له القرابين ، و رغم ذلك يموتون جوعا و عطشا و تفتك بهم الأمراض و الأوبئة دون تفريق بين المؤمن و الملحد . فما هو أثر الخالق في حياة الإنسان ؟ فالكهرباء موجود من آثاره حيث ينير المصباح ، و الحرارة موجودة من آثار السخونة ، و الجاذبيّة موجودة من آثار سقوط الأشياء ، و لكنّنا لا نجد آثار الخالق.

السّبب السابع : لا فائدة من الإيمان بوجود خالق.
الملحد يرى أنّ الإيمان بوجود خالق لا فائدة منه بل على العكس يضرّه . فالمؤمن عندما يمرض يجلس في بيته يدعو إلهه ، بينما الملحد يبحث عن طبيب ليعالجه . و المؤمن يفجّر نفسه و يبيع حياته من أجل الجنّة الموعودة بعد الموت ، بينما الملحد يحبّ الحياة و يستمتع بكلّ دقيقة فيها . فيخسر المؤمن حياته الدنيا ثم يكتشف أنّه لا حياة بعد الموت ، فسبّب إيمانه له خسارة كبيرة. و حتّى لو كانت هناك حياة بعد الموت ، فإنّ المؤمن يكون قد ارتكب المعاصي و الذنوب التي تجعله يدخل النّار مع الملحدين . فحتى يكون الإيمان بالخالق مفيدا يجب أن تضمن وجود حياة بعد الموت ، و تضمن أنّك لن ترتكب معاصي ، و تضمن أنّ الإله سيسامحك على المعاصي بعد أن ارتكبتها . و حيث أنّك يا مؤمن لا تضمن كلّ ذلك ، فإيمانك بالخالق لا فائدة منه.

هذه هي أهمّ الأسباب التنظيريّة للإلحاد ، و كما تلاحظون فقد صغت هذه الأسباب بأفضل ما يكون ، وحسّنت من فكرة الملحدين إلى أبعد حدّ ممكن . و كلّي يقين أنّ أيّ ملحد يقرأ هذا الموضوع سيشهد أنّي نقلت عنهم فكرتهم كما هي بل و أفضل . لذا أتمنّى من الملحدين أن يحاولوا فهمنا نحن المؤمنون ، كما نحاول نحن المؤمنون فهمهم . و يجب التأكيد هنا أنّ الأسباب الشخصيّة هي التي تؤدّي إلى اتّجاه الإنسان نحو الأسباب التنظيريّة . كما لا يمكن إنكار أنّ هناك ملحدين يتمنّون أن لا يكون هناك خالق ، لكي يقوموا بشهواتهم كما يريدون ، و لا يتمّ سؤالهم عن جرائمهم و أخطائهم . فينطلقون من هذا التمنّي ليجعلوها حقيقة من خلال طرح أحد الأسباب السبعة للإلحاد . فيجعلون السبب هو الدافع في حين أنّ السبب المذكور هو مجرّد تبرير لقرار تمّ اتّخاذه مسبقا بدافع الرغبة الداخليّة و التمنّي. و لكن و لأنّ معظم الملحدين ينكرون هذه الحقيقة ، فيجب على المؤمن أن يعاملهم على الظاهر. و هو أنّ الأسباب السبعة هي التي تدفع الإنسان للإلحاد ، و ليست الأسباب الشخصيّة.
و سأقوم في هذا الموضوع بإذن الله تعالى بتفنيد و الردّ على جميع الأسباب السّبعة للإلحاد . و سيظهر للجميع مكامن الخلل في كلّ سبب من الأسباب المذكورة . و حين نتأكّد أنّ أسباب الإلحاد واهية و باطلة ، لم يعد هناك سبب وجيه للإلحاد ، و حينها يكون قرار الإلحاد قرار خاطئ ، لعدم وجود المبرّر الصحيح الدافع إليه.
فممّا لا يخفى على أيّ عاقل أنّ أيّ قرار يتّخذه الإنسان ، يجب أن يكون لأحد هدفين : إمّا لأنّ الأمر الثاني أكثر فائدة من الأمر الأوّل . أو يكون الأمر الثّاني أقلّ ضررا من الأمر الأوّل . فإن تبيّن أنّ الإلحاد ليس أفضل من الإيمان ، فسيكون من الخطأ انتقال الإنسان من الإيمان إلى الإلحاد.

و أتمنّى أن يكون هذا الموضوع قد ساهم في توضيح الصورة الكاملة للإلحاد ، لكي يعرف المؤمن حقيقة الإلحاد و أسبابه ، فيسهل على المؤمنين و الملحدين تقليل مسافة التباعد بينهما ، للوصول إلى كلمة سواء.

)( ... أبو عمر النفيس ... )(

مسلم أسود
11-27-2015, 02:16 PM
و العبد الفقير إلى الله يشهد بأن أسباب الكفر سواء أكان بإنكار الخالق أو باتباع أديان وضعية أخرى تتمثل في الجهل أو الهوى أو الكبر . أما الجهل فأسهلها حلاً و ما علينا إلا تعليم الجاهل . و أما الآخران فأصعب . و أما اجتماع أكثر من واحدة فأصعب و أصعب . و لا تخرج الأسباب التي ذكرتها أنت عن هذه الثلاثة . هذا و نؤكد أن كثيراً من بني لحدان يلحدون لأسباب نفسية أكثر منها تنظيرية حسبما رأينا من أغلبيتهم هنا في المنتدى و في غيره من الصفحات التي تتصدى للإلحاد . أن نرد على الأسباب التنظيرية شيء ، و أن ننكر التأثير القوي للأسباب النفسية شيء آخر .

أبو عمر النفيس
11-27-2015, 02:28 PM
و لكن إذا أنكر الملحد دور الأسباب النفسيّة و الشخصيّة في إلحاده ، فلا نستطيع نحن إلزامه بالأسباب النفسيّة . فلابدّ أن يتصدّى المؤمن للأسباب التنظيريّة و يحلّ جميع الإشكالات المطروحة ، بحيث لا يكون أمام الملحد من حجّة يقدّمها سوى الأسباب الشخصيّة .
و من أغرب ما رأيته في الملحدين ، أنني تعرّفت على ملحد لا يحبّ التدخين و لا يحبّ شرب الخمر و لا يحبّ العلاقة مع النساء !! حتّى أنّ باقي الملحدين كانوا يستغربون منه و يقولون له : لماذا ألحدت ؟ فأنت تعيش كما يعيش المؤمنون !!
و هذا الملحد أكّد لي أنّ هناك من يلحد لأسباب فلسفيّة و فكريّة محضة ، و ليس لسبب الشهوات . فهناك من يكره المحرّمات لأنّه لا يحبّها ، و ليس لأنّها محرّمة شرعا ...
و حينها تأكّدت أنّ التعميم من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المؤمنون حين يتكلّمون عن الملحدين ...

مسلم أسود
11-27-2015, 04:21 PM
و لكن إذا أنكر الملحد دور الأسباب النفسيّة و الشخصيّة في إلحاده ، فلا نستطيع نحن إلزامه بالأسباب النفسيّة . فلابدّ أن يتصدّى المؤمن للأسباب التنظيريّة و يحلّ جميع الإشكالات المطروحة ، بحيث لا يكون أمام الملحد من حجّة يقدّمها سوى الأسباب الشخصيّة .

و لذلك قلت التالي :


أن نرد على الأسباب التنظيرية شيء ، و أن ننكر التأثير القوي للأسباب النفسية شيء آخر .

و ما ذكرته عن هذا الملحد غير مستبعد و لا ننكره رغم ندرة أمثاله . لكن لاحظ أنه حتى هذا الملحد الذي لا يشرب الخمر و لا يعاشر النسوان بالحرام ما زال واقعاً في صنف من ألحد عن جهل .

أبو عمر النفيس
11-27-2015, 04:28 PM
و ما ذكرته عن هذا الملحد غير مستبعد و لا ننكره رغم ندرة أمثاله . لكن لاحظ أنه حتى هذا الملحد الذي لا يشرب الخمر و لا يعاشر النسوان بالحرام ما زال واقعاً في صنف من ألحد عن جهل .

لا أعرف ماذا تقصد بالجهل !!!
إذا كنت تقصد بالجهل ، الجهل بإجابات الأسئلة التي يطرحها .. فيكون التقصير من المؤمن ...
فالملحد لديه مجموعة من الأسئلة ، و كثير من المؤمنين بدل أن يتصدّى للإجابة الجادّة على هذه الأسئلة يكتفي باتهامه بالجنون و المرض و الضياع النفسي و حبّ الشهوات ...
فتبقى أسئلته بلا إجابات ... ثم نتّهمه بأنّه ألحد بجهل !
حينما تكون الإجابات كافية و شافية و يبقى الملحد على إلحاده ، حينها يحقّ لنا أن ننعته بما نريد من نعوت ...

مسلم أسود
11-27-2015, 06:21 PM
ها قد أزلت شكوكي و قلت ما كنت أظن في قرارة نفسي أنك تقصده . فبينما تتهم أهل الإسلام بالتطرف عبر مسبتهم للملحد و اتهامه بالجنون و ما شابه تقع أنت في تطرف في الاتجاه المعاكس حيث تعمم على المسلمين هذه الدعوى و تنزع عبء المسؤولية عن الملحد .

نعم ، أقصد بالجهل جهل أجوبة الأسئلة لقلة علم أو سطحية في التفكير و هذا ظاهر لدى كثيرين . فمن أمثلة هذه السطحية أن يستمع أحدهم إلى هراء من جنس أن في القرآن أخطاء لغوية . و لو تفكر قليلاً لسأل نفسه أسئلة هامة للغاية "إن كان في القرآن أخطاء لغوية فعلاً فكيف سكت عنها جهابذة اللغة من المشركين طيلة هذه القرون ؟" فلاحظ أن أمثال هؤلاء لا تتولد لديهم أسئلة إلا أسئلة المغالطات و المتشابهات . و عدد غير قليل بدل أن يتجه إلى مختص فيسأله أو أن يقرأ في كتب التفسير لعله يجد ضالته يكتفي بسؤال العوام و البسطاء ثم يقول "لم يستطع أحد أن يجيب على أسئلتي !" . مثل هؤلاء يفرح بمعلومة و معلومات مغلوطة فيأتي متكبراً متحدياً بدل أن يسأل بتواضع و يعترف يجهله إذ الجهل في حد ذاته ليس عيباً و كلنا جهلة في عدد من الأمور فما أوتينا من العلم إلا قليلاً . فلو سأل مستفسراً لا مستفزاً معانداً ، لو سأل أهل العلم لا العوام البسطاء لوجدت ضالته ! بل لو أنه تمهل قليلاً و قال لنفسه "لقد ثبت لدي مسبقاً بالدليل و البرهان صدق الإسلام . بالتالي فمنطقياً لا يعقل أن يكون هناك شيء خاطئ فيه إلا أن يكون ذلك توهماً من عندي . لذا فعلي بالسؤال عما يتشابه علي" لكفينا شر كثير من ملاحدة الإنترنت !

زيد الجزائري الجزائر
11-27-2015, 06:25 PM
أن الإلحاد له أسباب كثيرة ليست كلها دينية بالضرورة عن سبيل المثال
البلاد الشيوعية كان سبب الإلحادها التربية السياسية الخاطئة مع الضغط من جانب الحكومة والخوف من جانب الشعب فلما زال عامل الخوف بزوال الضغط السياسي دخل الإيمان قلوب عشرات الملايين في روسيا ورومانيا وبولندا وغيرها ومباشرة أعلنوا إيمانهم الذي ما كانوا يصرحون به خوفا من البطش والقتل من طرف الحكومة
نوع من الإلحاد ايضا هو الإلحاد الماركسى وقد وصفه بعض الكتاب بأنه كان رفضا لله وليس إنكارا لوجود الله
نتيجة لمشاكل اقتصادية وبسبب الفقر الذي كان يرزح تحته كثيرون بينما يعيش الأغنياء في حياة الرفاهية والبذخ فاعتقد هؤلاء الملحدون أن الله يعيش في برج عاجي لا يهتم بالام الفقراء من الطبقة الكادحة فرفضوه ونادوا بأن الدين هو أفيون للشعوب يخدرهم حتى لا يشعروا بتعاسة حياتهم
نوع اخر من الإلحاد هو إلحاد الوجوديين الذين يريدون أن يتمتعوا بشهواتهم الخاطئة التي يمنعهم الله عنها
وهكذا لسان حالهم يقول من الخير أن يكون الله غير موجود لكي نوجد نحن أي لكي نشعر بوجودنا في تحقيق شهواتنا وهكذا سخروا من الصلاة والصيام والعبادات بقولهم الله الذي في السموات نعم ليبقى هو في السماء ويترك لنا الأرض
إذن ليس هو اعتقادا مبنيا على أسس سليمة
إنما هو سعى وراء شهوات يريدون تحقيقها

أبو عمر النفيس
11-27-2015, 06:58 PM
ها قد أزلت شكوكي و قلت ما كنت أظن في قرارة نفسي أنك تقصده . فبينما تتهم أهل الإسلام بالتطرف عبر مسبتهم للملحد و اتهامه بالجنون و ما شابه تقع أنت في تطرف في الاتجاه المعاكس حيث تعمم على المسلمين هذه الدعوى و تنزع عبء المسؤولية عن الملحد .

نعم ، أقصد بالجهل جهل أجوبة الأسئلة لقلة علم أو سطحية في التفكير و هذا ظاهر لدى كثيرين . فمن أمثلة هذه السطحية أن يستمع أحدهم إلى هراء من جنس أن في القرآن أخطاء لغوية . و لو تفكر قليلاً لسأل نفسه أسئلة هامة للغاية "إن كان في القرآن أخطاء لغوية فعلاً فكيف سكت عنها جهابذة اللغة من المشركين طيلة هذه القرون ؟" فلاحظ أن أمثال هؤلاء لا تتولد لديهم أسئلة إلا أسئلة المغالطات و المتشابهات . و عدد غير قليل بدل أن يتجه إلى مختص فيسأله أو أن يقرأ في كتب التفسير لعله يجد ضالته يكتفي بسؤال العوام و البسطاء ثم يقول "لم يستطع أحد أن يجيب على أسئلتي !" . مثل هؤلاء يفرح بمعلومة و معلومات مغلوطة فيأتي متكبراً متحدياً بدل أن يسأل بتواضع و يعترف يجهله إذ الجهل في حد ذاته ليس عيباً و كلنا جهلة في عدد من الأمور فما أوتينا من العلم إلا قليلاً . فلو سأل مستفسراً لا مستفزاً معانداً ، لو سأل أهل العلم لا العوام البسطاء لوجدت ضالته ! بل لو أنه تمهل قليلاً و قال لنفسه "لقد ثبت لدي مسبقاً بالدليل و البرهان صدق الإسلام . بالتالي فمنطقياً لا يعقل أن يكون هناك شيء خاطئ فيه إلا أن يكون ذلك توهماً من عندي . لذا فعلي بالسؤال عما يتشابه علي" لكفينا شر كثير من ملاحدة الإنترنت !


أنا لا أنزع عبء المسؤوليّة عن الملحدين ، فهناك ملحدون كثيرون يستخدمون لغة التهجّم و السخريّة و التهكّم من المؤمنين و من دينهم ، و هؤلاء لا يستحقّون إلّا أن نعاملهم بالمثل.
لكن حديثي عن هؤلاء الحيارى الذين تراودهم أسئلة جادّة تستحقّ البحث و النقاش ، فلا يجدون من معظم المؤمنين إلا التسخيف و البحث عن طبيب نفسي ليعالجهم ..!
و الدليل على ما أقول ، هو أنّنا عندما نكتب على اليوتيوب حوار بين ملحد و مسلم ، نجد أنّ معظم الحوارات التي تكون بين الشيوخ و الملحدين لا يقوم الشيخ في الغالب باحتواء أسئلة الملحد بالشكل اللازم . لدرجة أنّنا نجد أنّ الشباب المجتهدين الذين يقومون بالحوارات في البالتوك ، قد يتصدّون للإلحاد أفضل من بعض العلماء المتخصّصين بالعلوم الشرعيّة ، الذي يُفترض أنّهم أهل السبق في هذا المضمار.

و حقيقة الأمر ، ليس من رأى كمن سمع ، كما يقال ! فهناك أسئلة يطرحها الملحد نظنّ في الوهلة الأولى أنّ الإجابة عليها سهلة . و لكن يتبيّن بالحوار معهم أنّ الأمر ليس بالسهولة التي كنّا نظنّها .
فعلى سبيل المثال ، بالنسبة لقول الملحد بأنّ هناك أخطاء لغويّة في القرآن.
فهذا قد يبدو لنا أنّه ادّعاء سخيف لا يستحقّ الالتفات إليه ! و لكن واقعا سنجد أنّه يستحقّ الإجابة و بعمق . خاصّة أنّ هناك آيات قد نرى فيها غرابة في رسم بعض الكلمات ، مثل كلمة " نعمت " التي وردت بالتاء المفتوحة في سورة المائدة في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم " المائدة:11 ، في حين تعلّمناها في المدرسة أنّها بالتاء المربوطة ، كما في قوله تعالى :" و اذكروا نعمة الله عليكم " المائدة:7 . فطبيعي أن يقول الإنسان المتشكّك بأنّ هناك خطأ لغوي ، فتارة نعمة و تارة نعمت ، و الكلمة واحدة ! و هناك أمثلة أخرى تستحقّ البحث بجديّة.
و أنا عندما أجبت عليهم بنفس إجابتك قائلا : إن كان في القرآن أخطاء لغوية فعلاً فكيف سكت عنها جهابذة اللغة من المشركين طيلة هذه القرون ؟
فأجابوني قائلين : و ما أدرانا أنّ جهابذة المشركين قد سكتوا عن تلك الأخطاء ؟! فقد يكون المشركون قد بيّنوا تلك الأخطاء ، و لكن تمّ حرق كلّ الكتب التي توضّح الأخطاء اللغويّة في القرآن بسبب غلبة المسلمين بالقوّة. كما قام عثمان بحرق باقي المصاحف التي فيها أخطاء !

فظهر لي أنّ القضيّة لا تحلّ بجرّة قلم كما كنت أعتقد قبل حواري معهم .. و أنا لم أشعر بتقصير كثير من علماء الإسلام في الردّ على الملحدين إلّا بعد أن قمت بمحاورتهم و الغوص في شبهاتهم . فاكتشفت أنّ كثيرا من الردود الحقيقيّة اكتشفتها بنفسي بالبحث و التدبّر و ليس بالإجابات الجاهزة التي تعلّمتها قبل حواري معهم.

SHAKER
11-27-2015, 09:52 PM
جميل جدا ... شكرا لك ابو عمر .


كثيرا من الردود الحقيقيّة اكتشفتها بنفسي بالبحث و التدبّر و ليس بالإجابات الجاهزة التي تعلّمتها قبل حواري معهم

كلام جميل .. وصحيح .. ..
احينا لا ابحث عن اي إجابة .. لاني اجدها في عقلي جاهز وكانما نفسي تخاطبني بها .: ( ما بالك ماهذه إلا شبهه سخيفه )

أبو عمر النفيس
11-27-2015, 10:03 PM
جميل جدا ... شكرا لك ابو عمر .

كلام جميل .. وصحيح .. ..
احينا لا ابحث عن اي إجابة .. لاني اجدها في عقلي جاهز وكانما نفسي تخاطبني بها .: ( ما بالك ماهذه إلا شبهه سخيفه )


أنا عندما كنت صغيرا ، كنت أطرح على نفسي العديد من الأسئلة الشكيّة . و كنت أريد أن يجيبني عليها أحد ...
و لكنّي كنت أسأل نفسي : لماذا أفترض أنّ الآخرين يحملون همّ الإجابة على أسئلتي ؟! لماذا لا أحمل أنا همّ الإجابة عليها بنفسي !

و كان هذا هو التحوّل الحقيقي من أسئلة الشكّ التي تريد من الآخرين أن يجيبوا عليها ، إلى أسئلة البحث التي أطالب فيها نفسي التفكير في إجابة ...

مسلم أسود
11-27-2015, 10:31 PM
و لا أنا أنفي أن علينا أن نجيب عن المتشابه حتى لو كان الملحد قد ألحد عن هوى فلعله يهتدي أو لعل من يتابع النقاش يهتدي ففيم جدالنا إذاً ؟

أما في مسألة الأخطاء المزعومة فاسمح لي أن أقول أنه و مع احترامي فذلك هراء محض . لأنه من الأصل لا يصح أن تلزم النص الكتابي بالنطق و لا النطق بالنص الكتابي مئة بالمئة ! فنحن مثلاً نكتب "عَمرو" بإضافة واو لكننا لا ننطقها و نكتب لفظ الجلالة "الله" بدون الألف التي بعد اللام و مع ذلك ننطقها . و ليست العربية وحدها في ذلك بل في الإنجليزية و أخواتها الأوروبيات أضعاف ذلك و مع هذا لا نعلم أن أحداً خرج علينا ليقول أنه اكتشف خطأ الناس طيلة هذه القرون في كتابة الكلمات ! و في العربية على سبيل المثال لم تكن هناك نقاط للحروف أصلاً بل كانوا يعرفون الكلمات من السياق . لذا لا إشكال في الإبقاء على الرسم العثماني حتى مع ابتكار أشكال جديدة في الرسم . و الطامة الكبرى في مثل هكذا اعتراض أن القرآن الكريم لم ينزل بنص مكتوب من الأصل بل حفظه الله في صدر نبيه ثم في صدور الرجال !! دعوى وجود أخطاء إملائية أسوأ من دعوى وجود أخطاء نحوية !

ثم إن التحجج بأن المسلمين أحرقوا الكتب التي ترد على القرآن - زعموا - عذر لا يسمن و لا يغني من جوع . فها هما القرآن و السنة ينقلان لنا مزاعم الكفار في بطلان الإسلام العظيم . فإن وصلتنا دعاوى أهل الباطل عبر كتب التاريخ فما الذي يمنع أن تصلنا نصوص حاول أصحابها مجاراة القرآن بها ؟ ثم إن المتحذلق الذي يتخذ هذا عذراً إما يجهل أو يدعي الجهل بأن الفرس و الروم قد كان لهم الجواسيس في بلاد العرب و ما كان يصعب على أي من كفار قريش أو اليهود أن يلجؤوا إلى إحدى الدولتين . ثم إن هذه الجزئية قد ذكرتها لعل صاحب الإشكالات يتمهل فيسأل و لا يتهور . و لا يصعب علينا الجواب عن هذه الأسئلة .

ثم أبصم لك بالعشرة أن أغلبية ساحقة ممن يزعمون هذا الزعم لا باع لهم في اللغة و قواعدها و أساليبها . و إن نظرت في كتابات الإنترنتيين منهم وجدت كثيرين إما يخطؤون كثيراً فيرفعون مجروراً و ينصبون مرفوعاً و إما لا يجيدون شيئاً من الفصحى أصلاً فلا يفرق عندها مبتدأ عن خبر عن فاعل . فإن تأدب السائل و اعترف بقلة علمه أجبناه و لا إشكال . أما أن يتطاول و يسيء الأدب و هو الذي لا يعرف الألف من كوز الذرة فهذا بالإضافة إلى إجابته يحتاج التقريع ليعلم الجميع قدره .

و بالنسبة للعلماء الأجلاء - و لا نزكي أحداً - فالمشكلة لديهم مع الإلحاد أنهم لا يدرون كيف يتعاملون مع هذه الظاهرة الحديثة نسبياً فبالتالي يجيبون بأساليب بالكاد يفقهها عامة الناس و لا يدركون أبعادها و المقاصد منها . و الحمد لله الذي سخر للأمة من شبابها من له خبرة و دراية ببني لحدان .

و أشهدك أنا العبد الفقير إلى الله أنني أنظر إلى فترة مررت بها من شكوك تنغص علي معيشتي فأفكر اليوم في حالي وقتها و أقول "لو أنه كان عندي شيء من علم العقيدة الأساسية وقتها لضحكت في وجه تلك الفرى التي يلقيها أعداء الإسلام" . و لهذا أقول لك أن الجهل من أسباب الإلحاد لأن ذلك عن تجربة .

ابن سلامة القادري
11-27-2015, 10:52 PM
و لكن إذا أنكر الملحد دور الأسباب النفسيّة و الشخصيّة في إلحاده ، فلا نستطيع نحن إلزامه بالأسباب النفسيّة . فلابدّ أن يتصدّى المؤمن للأسباب التنظيريّة و يحلّ جميع الإشكالات المطروحة ، بحيث لا يكون أمام الملحد من حجّة يقدّمها سوى الأسباب الشخصيّة .
و من أغرب ما رأيته في الملحدين ، أنني تعرّفت على ملحد لا يحبّ التدخين و لا يحبّ شرب الخمر و لا يحبّ العلاقة مع النساء !! حتّى أنّ باقي الملحدين كانوا يستغربون منه و يقولون له : لماذا ألحدت ؟ فأنت تعيش كما يعيش المؤمنون !!
و هذا الملحد أكّد لي أنّ هناك من يلحد لأسباب فلسفيّة و فكريّة محضة ، و ليس لسبب الشهوات . فهناك من يكره المحرّمات لأنّه لا يحبّها ، و ليس لأنّها محرّمة شرعا ...
و حينها تأكّدت أنّ التعميم من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المؤمنون حين يتكلّمون عن الملحدين ...


الأسباب النفسية لا حصر لها .. فليس بالضرورة أن يكون داعي الإلحاد هو الشهوات أو الإغراق في الشهوات كما ليس من المفترض أن تكون نتيجة له .. بل قد يكون العكس تماما .. و حسب ملاحظاتي و تجربتي الشخصية فإن الصفة الغالبة على الملاحدة العرب هي الإحساس بالنقص و الدونية في المجتمع مما يحول بينهم و بين التمتع بمباهج الحياة على غرار الناس العاديين .. و كذا نقمتهم الزائدة على الشرور خاصة الشرور التي ألمت بهم (و بالأخص في مرحلة متقدمة من العمر) فهم لا يفهمون و لا يريدون أن يفهموا لماذا ابتلوا بها و يجعلون فتنتهم بها كعذاب الله ثم على أساسها يفسرون الكون من منظار أضيق من ثقب الإبرة و لا يلتفتون بعدئذ إلى أي شيء يدلهم على الله كمظاهر الجمال في الكون و التصميمات الدقيقة في كل شيء .. و لا حتى إلى ما آتاهم الله من نعم.
كما أن هناك نوعا من الشذوذ لدى الملحد على كل صعيد المعرفي و السلوكي .. كأنما ديدنه هو البحث عمن يحارب و هو يحارب فكرة وجود الإله و يدفعه إحساسه ذلك دفعا إلى الإعلان عنها بمناسبة او بغير مناسبة .. لأن مشكلته تظل نفسية و لها جذور لعقد و اختلالات نفسية. أما العلم فهو أبعد شيء عن أن يكون دليلا لإنكار وجود الله. فعلى الملحد إن كان منصفا أن لا يخلط أوراق العلم بمسألة هي غيبية بالأساس .. بمعنى إذا لم يستطع الإيمان بالله لغياب الدليل اليقيني لديه فعليه أن لا يحمل غيره على تقبل إلحاده أو يحاول مستميتا إثبات مذهبه عند من ليس لديه أدنى شك في وجود الله.

و الحمد لله على نعمة الإيمان

أبو عمر النفيس
11-28-2015, 08:36 AM
ثم أبصم لك بالعشرة أن أغلبية ساحقة ممن يزعمون هذا الزعم لا باع لهم في اللغة و قواعدها و أساليبها . و إن نظرت في كتابات الإنترنتيين منهم وجدت كثيرين إما يخطؤون كثيراً فيرفعون مجروراً و ينصبون مرفوعاً و إما لا يجيدون شيئاً من الفصحى أصلاً فلا يفرق عندها مبتدأ عن خبر عن فاعل . فإن تأدب السائل و اعترف بقلة علمه أجبناه و لا إشكال . أما أن يتطاول و يسيء الأدب و هو الذي لا يعرف الألف من كوز الذرة فهذا بالإضافة إلى إجابته يحتاج التقريع ليعلم الجميع قدره .


كلامك صحيح ، فمعظم من ينتقد القرآن الكريم من النّاحيّة اللغويّة لا يملك المعرفة الحقيقيّة للغة العربيّة ...
و من أعجب ما رأيت من اطروحات الملاحدة و اللادينين في الهجوم على القرآن قولهم بأنّ القرآن ليس كلام عربي ، و إنّما هو مأخوذ من اللغة السريانيّة ...
و ينطلق الملاحدة يحاولون الاستدلال بوجود كلمات سريانيّة كثيرة في القرآن الكريم ...
و مثل هذه الاطروحات البعيدة عن المنطق ، تؤكّد أنّ هناك عدد كبير من الملحدين يردّد أيّ شيء يقال مادام فيه طعن للقرآن ، بغضّ النظر عن منطقيّة و صحّة ما يُقال !

أبو عمر النفيس
11-28-2015, 03:10 PM
السّبب الأوّل للإلحاد : عدم وجود دليل على وجود خالق.
و هذا يعتبر أكبر و أهمّ دليل يعتمد عليه معظم الملحدين في مختلف العصور ، و هو أكثر سبب مشترك بين الملحدين. فالملحد يقول بأنّه لا يجد الدليل على وجود خالق ، فكلّ المؤمنين يزعمون أنّ هناك إله أو آلهة ، و لكنّ جميعهم لا يملكون دليلا على هذه الآلهة . و أيّ ادّعاء يأتي بلا دليل ، يُرفض بلا دليل. و حيث أنّ البيّنة على من ادّعى ، فيجب على المؤمنين تقديم الدليل على وجود خالق ، لا أنّ الملحد يقدّم الدليل على عدم وجود خالق ، فالمؤمن هو المدّعي و ليس الملحد.

الردّ على السبب الأوّل للإلحاد :-
يُعتبر السبب الأوّل للإلحاد هو أكثر الأسباب تداولا بين الملحدين ، فهو أسهل التبريرات حيث يستطيع قولها الملحد المتعلّم و الملحد الجاهل على حدّ سواء . فلا نكاد نجد حوارا بين ملحد و مؤمن و يتمّ سؤال الملحد فيه عن سبب إلحاده ، إلّا نجد قد قال بأعلى صوت : أنا ملحد ، لأنّه لا يوجد دليل على وجود خالق !
و بسبب كثرة تداول الملحدين لهذه الجملة ، أصبح كلّ ملحد يردّد الجملة بلا تفكير و لا تمعّن . و ينسى الملحدون أو يتناسون أنّ هذه الجملة التي يردّدونها صباح مساء تحتوي على ادّعاء كبير يجب أن يملكوا دليلاً عليه.
و سألخّص ردّي على هذا التبرير الأشهر على الإطلاق بين أوساط الملاحدة ، بالآتي :
أولا : نحن المؤمنون نسأل الملحدين بالقول : ما الدليل على عدم وجود دليل ؟! فأنتم يا ملحدون عندما تقولون بأنّه لا يوجد دليل على وجود خالق ، تدّعون بأنّه لا يوجد دليل . فوجب علينا أن نستفسر عن كيفيّة توصّلكم لهذه النّتيجة. فعندما يأتي أحدهم و يقول : لا يوجد دليل على أنّ الجاذبيّة الأرضيّة هي سبب سقوط الأشياء ؟ قبل أن نقوم بإثبات الأدلّة العلميّة على أنّ الجاذبيّة هي سبب سقوط الأشياء على الأرض ، لابدّ أن نعرف هل هذا المتكلّم قد اطّلع على الأدلّة التي قدّمها العالم نيوتن ثم حكم عليها بعدم حجيّتها ؟ أم أنّه حكم بعدم الوجود حتى قبل البحث و معرفة الأدلّة المطروحة ! فإن كان الملحد يتكلّم بلا علم ، وجب عليه أن يقول : هل يوجد دليل على وجود خالق ؟ فهذا السؤال يطرحه من لا يعلم . أما الجملة القائلة : لا يوجد دليل على وجود خالق ! فيطرحه فقط من يعلم بالأدلّة المطروحة ثم لديه ما يثبت أنّ تلك الأدلّة التي يظنّ المؤمنون بأنّها أدلّة ، هي في حقيقة الأمر ليست أدلّة. من هنا يجب أن يعلم كلّ ملحد أنّ الجملة التي يردّدها دائما هي جملة تحتاج منه إلى علم و معرفة ؛ لأنّ المؤمن سيطالبه بإثبات صدق مقولته ، و إلا كان ادّعاءا خاويا من الحقيقة.

ثانيا : يجب على الملحدين أن يفرّقوا بين أمرين : الأول : عدم الوجود . الثّاني : عدم الإيجاد. فلو قال أحدهم : يوجد صندوق يحوي عدد كبير من الذهب في هذا البيت. ثم دخلنا البيت و فتّشناه جيّدا و لم نجد صندوق الذهب ، فإنّ الحكم الصحيح على هذه القضيّة هو : لم نجد صندوق ذهب في هذا البيت . و ليس من الصواب أن نقول : لا يوجد صندوق ذهب في هذا البيت . لأنّه ببساطة " عدم الإيجاد لا يعني عدم الوجود " .. فقد يكون الصندوق مخبّئا في مكان لم يخطر على بالنا البحث فيه ، و عليه فلا يمكن القطع بعدم الوجود إلا بعد أن نفحص كلّ البيت تماما. و بالمثل ، إذا لم تجدوا حتى الآن دليلا على وجود الخالق ، فهذا لا يعني بأنّه لا يوجد دليل أصلا ! فقد يكون الدليل موجودا و لكنّكم لم تقرؤوا الكتب التي تحتوي على ذلك الدليل أو لم تسمعوا الأشخاص الذين يحملون ذلك الدليل . فلماذا حكمتم بعدم وجود الدليل برغم أنّ الأصل هو عدم إيجادكم للدليل ؟؟!!
و بالتالي فتصحيح جملتك هو : لم أجد حتى الآن من المؤمنين دليلا على وجود خالق !

ثالثا : قد يقول الملحد بأنّه اطّلع على أدلّة المؤمنين فوجدها جميعا تدور حول فكرة " البعرة تدلّ على البعير ، و الأثر يدلّ على المسير " و هذه الفكرة لا تشكّل دليلا علميّا على وجود خالق ! و هنا نقول : هل اطّلعت على جميع أدلّة المؤمنين في كوكب الأرض فوجدتها تدور حول هذه الفكرة ، أم أنّك فقط تحكم على المؤمنين الذين حاورتهم أو قرأت كتبهم أو سمعت حواراتهم ! و عليه ، فمعنى ذلك أنّك لا تعرف كلّ المؤمنين على وجه الأرض و بالتالي فليس الحق أن تحكم عليهم جميعا بحكمك على بعضهم ! فقد يكون المؤمنون من الدين الإسلامي و النصراني و اليهودي تقوم أدلة الإثبات على فكرة البعرة و البعير ، و لكن ما أدراك أنّ المؤمنين في جميع بقاع الأرض من جميع الأديان تقوم فكرة إثبات الخالق على نفس الدليل ؟!
و بالتالي فبالتصحيح الثاني لجملتك تصبح : لم أجد حتى الآن من المؤمنين الذين اطّلعت على كتبهم و مقولاتهم دليلا على وجود خالق !

رابعا : بعد أن تحصر كلامك يا ملحد في عدم الإيجاد بدلاً من عدم الوجود ، و تحصر المؤمنين الذين تتكلّم عنهم في مجموعة من تعرف بدلاً من مجموع المؤمنين ، بعدها تصبح جملتك صحيحة بالنسبة لك. أما التعميم الذي تقوم به فهو يجعل جملتك كاذبة ، فأنت لا تعرف كلّ المؤمنين حتى تحكم عليهم بأنّهم لا يملكون دليلا ! و لم تبحث في كلّ الأدلّة المطروحة حتى تحكم بأنّه لا توجد أدلّة !

خامسا : لو قمنا بتحليل الملحد بعد التصحيح ، سنجد أنّه حكم نسبي . فما تراه ليس دليلاً قد يراه الآخر دليلا . فلو سألنا سؤالا : كيف يثبت الزوج بأنّه يحبّ زوجته ؟! قد يقول أحدهم : عن طريق إهدائها هديّة كلّ اسبوع ! و قد يقول آخر : عن طريق قول الكلام الجميل العذب لها على الدوام ! و قد يقول ثالث : عن طريق الخروج معها كل اسبوع و الأكل في مطعم ! و قد يقول رابع : عن طريق الغيرة عليها و الغضب منها حين تقوم بأمر سيّء ! و قد يقول خامس : كلّ هذه الأدلّة ليست أدلّة ! فهذا الخامس ، حكم على جميع ما يعتقده النّاس أدلّة بأنّها ليست أدلّة ، و كلّ شخص طرح ما يعتقد هو أنّه دليل. و لكننا لا يمكن أن نقول بأنّه لا يوجد زوج يحبّ زوجته ، لعدم وجود دليل يتّفق عليه النّاس بأنّه دليل الحبّ ! فما يعتبره البعض دليلا ، يعتبره البعض الآخر ليس دليلا. و عليه ، فحكمك يا ملحد بأنّ ما يطرحه المؤمن ليس بدليل ، لا يعني أنّه حقيقة ليس بدليل . فالمؤمن يراه دليلا ، وبالتالي فما يطرحه هو دليل بالنسبة للمؤمن و ليس دليل بالنسبة لك . و عليه ، فالحكم نسبي.

سادسا : لابدّ للملحد أن يحدّد شكل الدليل المطلوب تقديمه. فلو دخل أحدهم إلى مطعم و قال لهم : اعطوني طعاما ! فقدّموا له لحما ، ثمّ قال : هذا ليس طعاما ! ثمّ قدّموا له : سمكا ، فقال : هذا ليس طعاما ! ثم قدّموا له خضروات و فواكه ، فقال : هذا ليس طعاما ! فإنّ أصحاب المطعم سيقولون له : اطلب شكل الطعام الذي تريد ، فإن كان لدينا ذلك الطعام قدّمناه لك ،و إن لم يكن لدينا اعترفنا لك بعدم وجود الطعام الذي تطلبه. و لكن حال الملحد كحال ذالك الرجل في المطعم ، فالملحد لا يعطينا شكل الدليل الذي إن قدّمناه سيعتبره دليلا ! فالملحد يقول بأنّه يريد دليلا علميا ملموسا محسوسا ماديا على وجود خالق ! و نحن قلنا بأنّ الخالق ليس أمرا ماديّا محسوسا لكي تكون الأدلّة على وجوده مادّيّة محسوسة ! فهذا الملحد كالرجل الجائع في المطعم إذا قال : أريد لحما من النباتات ! و سيضحك أصحاب المطعم على هذا الكلام ، فلو أحضروا لحما ستنتفي صفة النباتيّة على الطعام . و إذا أحضروا نباتا ستنتفي صفة اللحميّة عنه . فكيف يكون الطعام المطلوب لحما نباتيّا ! فإذا أصرّ الملحد أنّ الدليل يجب أن يكون ماديّا ، يجب أن يثبت أنّ الخالق يجب أن يكون ماديّا . أمّا إذا لم يكن ماديّا فليس من المنطق اشتراط الدليل أن يكون ماديا.

الخلاصة : نجد في نهاية المطاف ، أنّ الملحد إنسان كسول جدا . فهو بدل أن يفكّر في الكون و في أسباب وجوده ، يريد من الآخرين أن يفسّروا له سبب وجود الكون. وحين يقوم الآخرون بتفسير وجود الكون لا يقبل ما يقولون ، بل يريد منهم أن يقدّموا دليلا يقنعه هو ، حتى و إن كان الدليل المطلوب يتناقض مع المدلول . و هذا إن دلّ على شيء ، فإنّه يدلّ أنّ الإلحاد في الأصل نابع من رغبة ذاتيّة في الإلحاد. و إلاّ فالمنطق يقول بأنّ وجود الكون يجب أن يكون له تفسير ، و العاقل يبحث عن أكثر التفسيرات المنطقيّة منطقيّة و قربا من الحقيقة. فإن كان المؤمنون يملكون تفسيرا خاطئا ، فيجب أن يواجههم الملحد بتفسير أكثر صوابا و أقلّ خطئا ، و لا يكتفي فقط بتقييم تفسيرهم و تخطئته و وصف أدلّتهم بأنّها ليست أدلّة !

العبادي
11-29-2015, 01:04 AM
جزاك الله خيرا

خطاب أسد الدين
12-29-2015, 02:06 PM
فعلا كما قال الدكتور خالد الدريس إن الاسئلة التى نفر منها تعود لمهاجمتنا بقوة ولذا البحث عن اجوبتها يخمده

وانا فى نظرى ان المشكلة النفسية هى الاصل ,وبل اراء الانسان نفسية ,اى انه يضع رأى نفسى ويبدأ بالبحث عن استدلالات عليه .

أبو عمر النفيس
12-29-2015, 02:36 PM
فعلا كما قال الدكتور خالد الدريس إن الاسئلة التى نفر منها تعود لمهاجمتنا بقوة ولذا البحث عن اجوبتها يخمده

وانا فى نظرى ان المشكلة النفسية هى الاصل ,وبل اراء الانسان نفسية ,اى انه يضع رأى نفسى ويبدأ بالبحث عن استدلالات عليه .

الرأي النفسي لا يتولّد فطريا مع ولادة الطفل ، بل يتشكّل مع الزمن بسبب الظروف المحيطة و كيفيّة تعاطي الإنسان مع تلك الظروف ....
و يمكن تلخيص أزمة الأسئلة في النقاط الآتية :-
1- زرع ثقافة عدم التساؤل و عدم الحيرة لدى الطفل المسلم ، بالاعتماد على قوله تعالى : " يا أيّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " ! و بالتالي يشعر الطفل المسلم أنّ السؤال بحد ذاته حرام !! برغم أنّ القرآن الكريم الذي حوى الآية السابقة ، حوى في المقابل السؤال القائل : " ربّ أرني كيف تحيي الموتى " ! و هذا سؤال طرحه نبيّ . أو سؤال المؤمنين الحواريّين القائل : " هل يستطيع ربّك أن ينزّل علينا مائدة من السّماء " ؟؟!! و السائل هنا مؤمن بالله و بالمسيح رسوله ! فبدل القيام بعمليّة توازن و وضع الآيات في سياقها الحقيقي ، يتمّ الإنحياز لفكرة عدم السؤال بحجة سدّ الشبهات المصاحبة للسؤال !
2- عدم التعامل الحكيم مع السؤال في حال طرحه . فكثير من العلماء يوجّه الشاب المسلم المتسائل إلى أن ينفث ثلاثا على كتفه الأيسر و يستعذ بالله من الشيطان الرجيم . أو أن يتوضّأ و يصلّي ركعتين لطرد الشيطان و طرد الأسئلة التي طرحها الشيطان ، فيذهب الشيطان و تبقى الأسئلة . في حين أنّ النّاس تختلف فيما بينها ، فهناك من قد تنفعه الاستعاذة فينتهي السؤال بها ، و هناك من تحوّل السؤال إلى قضيّة تشغله و همّ يهتمّ به ، فلا يصحّ التعامل معه بمجرّد مطالبته بالاستعاذة ، إذ لن تنفعه حينها.
3- الإجابات الغير منطقيّة على الأسئلة تزيد الحائر حيرة. فبعض العلماء اعتاد نهج التلقين ، بحيث يقوم بإعطاء إجابات على الأسئلة كما يفعل في حال الفتاوى و الاستفسارات ، و يكون الطرف السائل ملزما بقبول الإجابة كما هي دون نقاش. بينما أسئلة الشك و الشبهات ليست كالفتاوى ، فلا بدّ فيها من معرفة حال السائل و مخاطبته بما يناسب حالته ، و انتظار نقد الإجابة من قبله حتى إزالة اللبس و الإشكال. و استخدام سياسة التلقين و اعتقاد أنّ الإجابة أزالة الإشكال ، يجعل المتسائل يظنّ أنّه لا توجد إجابة صحيحة أصلا ، و بالتالي لا يتّهم العالم بأنّه مخطئ لا يدرك جوهر السؤال ، بل يتّهم الإسلام نفسه بأنّه سبب العجز عن إجابة السؤال.
4- التسخيف من الأسئلة و الفهم المغلوط لها يعطي نتائج سلبيّة على السائل . فيحوّل الإنسان من مجرّد سائل يبحث عن إجابة على سؤاله ، إلى مدافع يدافع عن صحّة سؤاله و سخافة الإجابة المطروحة حوله . فاتهام السؤال بالسخافة سيؤدّي بالضرورة إلى اتّهام الإجابة بالسخافة. في حين لو تمّ احترام السؤال و احترام طارحه ، سيدفع السائل إلى احترام الإجابة حتى و إن لم يكن مقتنعا بها.
5- استدعاء إجابات المتقدّمين للإجابة على أسئلة المتأخّرين من أكبر الأخطاء التي يقوم بها بعض العلماء. فهناك أسئلة متشابهة طرحها النّاس في الماضي و يطرحها النّاس في الحاضر ، و لكن أهل الماضي حين طرحوا السؤال نظروا إلى أحد الأوجه و ارتكزوا عليه . فجاءت إجابة العلماء المتقدّمين على السؤال لدفع ذلك الوجه من السؤال و دحضه. بينما نفس السؤال قد يطرحه المتأخرون في وقتنا المعاصر و يقصدون منه وجها آخر غير الذي تمّ التركيز عليه سابقا ، فبدل التعامل مع السؤال كما هو بشكله المعاصر ، يتمّ البحث عن إجابات السابقين باعتبارها هي الإجابة النموذجيّة للسؤال. فيكون الجواب بعيدا تماما عن مقصد السائل ، فيخرج السائل بنتيجة أنّ المسلمين يحفظون و لا يفهمون ، مجرّد حفظة لنصوص قديمة دون فهم يخوّلهم للتعامل الدائم مع المستجدّات الفلسفيّة و المنطقيّة و الأسئلة المختلفة.

هذه الأمور الخمسة تكوّن عند الشخص المتسائل أو المتشكّك حالة من الحيرة ، تقوم بهزّ ثقته بعلماء الدين ثم بعد ذلك تهتزّ ثقة بالدين نفسه. و انخفاض الثقة هو الذي يتحوّل إلى رأي نفسي ، يتمّ تبريره فيما بعد باستخدام الاطروحات الإلحاديّة و اللادينيّة المختلفة الموجودة في الكتب ، حتى يصل الإنسان إلى اللادين أو الإلحاد . إضافة إلى تجاربه الشخصيّة التي تجعله يشعر بأنّ الإله لا يستجيب لدعائه ، فيبدأ يتعامل معه بشكل نفسي ، يتمّ تغطيته من خلال الاطروحات الإلحاديّة المختلفة.