المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مآخذ اللادينيين و الملاحدة في الإستدلال



ابن سلامة القادري
12-08-2015, 10:01 PM
يزن الملحد و اللاديني بميزان أعوج لفساد الفطرة و غلظة الطبع و غلبة الجهل و الهوى. فما يراه المسلم آية بينة تهديه و تنير له الطريق إلى بارئه و حجة دامغة تدمغ الباطل يراه الملحد وهما أو دعوى عارية من الصحة فلا يرى سبيل الهدى و الرشاد سبيلا و يحاول جهده إفراغ كل حجة عليه من محتواها.

من ذلك زعم الكافر أن الرسول عليه السلام الذي اتفق العالم على العرفان بعظم قدره و آمن القاصي و الداني بصدق نبوته، زعمه أنه عليه السلام اقتبس الدين و الشريعة من ساكني الجزيرة من العرب و اليهود و النصارى و قد شهد الكافرون بأميته و عزلته عن كل مصدر لتلقي العلوم و المعارف دقيقها و جليلها، فما يقيمه الكافر على افترائه ذلك دليلا ليس سوى ما اشتبه عليه من المجملات و المبادئ الكليات التي تسع الأديان جميعا و كذا مقتضيات الفطرة التي فطر الله الناس عليها حيث تلتقي جميعها على كل أمر محمود ناهيك عن أن الرسالة المحمدية بلغت من الحسن و الإحسان في كل شيء غايته فجاء محمد عليه السلام بأصدق حديث تحدث به بشر كتاب الله تعالى و خير هدي هو رحمة للعالمين و لكل مخلوق على الأرض من إنسان و حيوان و شجر، و عند افتراض التشابه المزعوم يذر الكافرون خلفهم ما عابه القرآن و رسول الإسلام على الأمم جمعاء بمن في ذلك قومه بل عشيرته من خرافاتهم و جرائمهم و فواحشهم و منكراتهم و سفاهاتهم و تفاهاتهم و خوارم مروءة .. و مع ذلك يصفون هذا الرسول الأطهر بالكذب على الله و على الناس بأبشع صنوف الكذب و التصنع و التلاعب و قد علموا أنه الجد ليس بالهزل و أن رسول الله لم يكن أبدا قائلا ما لم يفعل. و عندما تطالب هؤلاء الجهلة المرتدين أن يدلوك على مطعن يطعنون به عليه أو على الرسالة أو القرآن يلجأوون إلى كل ضعيف أو موضوع من الأحاديث و الآثار و كل مغمور مقدوح فيه من الأخبار و يتجاهلون ظروف كل حادث مشهور و ملابساته و ينحون منحى المستشرقين المغرضين و أسلافهم من إخوة القردة و الخنازير و المنافقين فيتخذون من كل شبهة دليلا و من كل فرية إلى الطعن سبيلا و من كل فرقة شاذة ضلت عن سبيل المؤمنين يفترون تشبيها و تمثيلا و عند التفصيل تفتضح نوايا القوم و تنكشف جهالاتهم و لفضائح الآخرة أكبر.