د. هشام عزمي
01-22-2016, 02:20 AM
رسالة من ملحد
(1)
أعزائي الملاحدة رفاقي وزملائي وأصدقائي،
لا يخفى عنكم ما نعلمه من كون محمد رسول الإسلام قد أدعى أنه مرسل من عند الله خالق هذا العالم، وقد عرفنا سيرته وحياته وأحواله وأحوال قومه من صدقوه ومن كذبوه، وعلمنا ما انتهى إليه أمر كل فريق، وعلمنا كذلك دلائل هؤلاء المصدقين له التي استدلوا بها على صدقه مع اختلاف طرق هذه الدلائل وتعدد مسالكها. ولا شك أن هذا الانقلاب العجيب الذي أحدثه هذا الرجل الوحيد الفريد بلا ناصر ولا معين من جعل الناس يتركون عاداتهم ومعتقداتهم وشرائعهم إلى عادات ومعتقدات وشرائع أخرى يعتبر حادثًا يستحق الالتفات إليه وتمحيص النظر فيه والبحث عن أسبابه، ونحن قومٌ أهل بحثٍ وتحقيقٍ ونظرٍ لا ندع ظاهرةً في العالم إلا وضعناها محل الدراسة والبحث، فلا شيء في هذا العالم إلا وله سببٌ أدى إليه وداعٍ اقتضاه. فلا يمكن مع هذا أن نغض النظر عن هذا الحدث الجلل العجيب إلا بأن نفحصه وندرسه لنعرف لماذا نجح محمد هذا النجاح الباهر وانتصر هذا الانتصار المدوي واتبعته هذه الجماهير من الناس أجيالاً تلو أجيال، حتى لا يكون رأينا في هذا الأمر مجرد ظنون وتخمينات من نوعية لعل وربما!
هل كان هذا النجاح لأجل أنه خاطب قومه وعشيرته واستثار فيهم العصبية للقبيلة والعشيرة؟
وكيف يكون هذا وأغلب من خالفوه وعارضوه وحاربوه هم قومه من قريش ولم يجتمعوا على أمر كاجتماعهم على التخلص منه ومن أتباعه ومن دعوته عندما جمعوا من كل قبيلة رجلاً قويًا شابًا جلدًا ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، وعندما طاردوه في طريقه إلى المدينة بغية قتله والقضاء عليه؟ ولم ينصره إلا أنصاره في المدينة مع المهاجرين من مكة وغيرها، فلو كانت عصبيته من قومه هي التي نصرت دعوته ونشرتها في ربوع الأرض لما وجدناه ينتصر بالأبعد في العصبية على الأقرب، فها هو ينتصر بالحبشي والرومي والفارسي والأوس والخزرج والموالي على بني قومه من قريش. ثم هؤلاء الأنصار كانوا غاية في العصبية لقبائلهم من الأوس والخزرج، فكان هذا النبي هو الذي نقلهم من عصبيتهم تلك إلى غيرها من الاعتقادات والعادات، ولو كانت عصبيتهم هي التي دفعتهم لإتباعه لما قاومها وعارضها وأنكرها عليهم ونقلهم إلى غيرها.
هل يمكن أن يكون نجاحه في جذب الناس سببه الخوف والطمع؟
فعلاً قد يصح هذا عندما عظمت قوته في آخر أمره ودانت له قبائل العرب الواحدة تلو الأخرى، لكن ماذا عن أول أمره؟ أي خوفٍ وأي طمعٍ؟ وكيف يحصل لأي قوم ثقة برجل وحيد فريد يكذبونه في دعواه صفر اليدين من أسباب النجاح المادية المعروفة، ثم هم مع هذا يخافونه ويخشونه أو يطمعون في نجاحه وثماره، ويتركون عاداتهم واعتقاداتهم إلى عاداته واعتقاداته تعلقًا بهذا الأمر الباهت؟ هذا لا يكون إلا في المجانين، وهؤلاء الذين اتبعوه لا يمكن أن نحكم عليهم بالسفاهة والجنون!
فإن كان هذا لا يستقيم وأن هؤلاء القوم لابد أنهم قد صدقوه ووثقوا في دعواه واتبعوه عن إيمان صادق ويقين، فكيف له أن يخدعهم جميعًا ويموه عليهم بالكذب والخداع؟
هذا ما أذكره في الرسالة التالية.
(1)
أعزائي الملاحدة رفاقي وزملائي وأصدقائي،
لا يخفى عنكم ما نعلمه من كون محمد رسول الإسلام قد أدعى أنه مرسل من عند الله خالق هذا العالم، وقد عرفنا سيرته وحياته وأحواله وأحوال قومه من صدقوه ومن كذبوه، وعلمنا ما انتهى إليه أمر كل فريق، وعلمنا كذلك دلائل هؤلاء المصدقين له التي استدلوا بها على صدقه مع اختلاف طرق هذه الدلائل وتعدد مسالكها. ولا شك أن هذا الانقلاب العجيب الذي أحدثه هذا الرجل الوحيد الفريد بلا ناصر ولا معين من جعل الناس يتركون عاداتهم ومعتقداتهم وشرائعهم إلى عادات ومعتقدات وشرائع أخرى يعتبر حادثًا يستحق الالتفات إليه وتمحيص النظر فيه والبحث عن أسبابه، ونحن قومٌ أهل بحثٍ وتحقيقٍ ونظرٍ لا ندع ظاهرةً في العالم إلا وضعناها محل الدراسة والبحث، فلا شيء في هذا العالم إلا وله سببٌ أدى إليه وداعٍ اقتضاه. فلا يمكن مع هذا أن نغض النظر عن هذا الحدث الجلل العجيب إلا بأن نفحصه وندرسه لنعرف لماذا نجح محمد هذا النجاح الباهر وانتصر هذا الانتصار المدوي واتبعته هذه الجماهير من الناس أجيالاً تلو أجيال، حتى لا يكون رأينا في هذا الأمر مجرد ظنون وتخمينات من نوعية لعل وربما!
هل كان هذا النجاح لأجل أنه خاطب قومه وعشيرته واستثار فيهم العصبية للقبيلة والعشيرة؟
وكيف يكون هذا وأغلب من خالفوه وعارضوه وحاربوه هم قومه من قريش ولم يجتمعوا على أمر كاجتماعهم على التخلص منه ومن أتباعه ومن دعوته عندما جمعوا من كل قبيلة رجلاً قويًا شابًا جلدًا ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، وعندما طاردوه في طريقه إلى المدينة بغية قتله والقضاء عليه؟ ولم ينصره إلا أنصاره في المدينة مع المهاجرين من مكة وغيرها، فلو كانت عصبيته من قومه هي التي نصرت دعوته ونشرتها في ربوع الأرض لما وجدناه ينتصر بالأبعد في العصبية على الأقرب، فها هو ينتصر بالحبشي والرومي والفارسي والأوس والخزرج والموالي على بني قومه من قريش. ثم هؤلاء الأنصار كانوا غاية في العصبية لقبائلهم من الأوس والخزرج، فكان هذا النبي هو الذي نقلهم من عصبيتهم تلك إلى غيرها من الاعتقادات والعادات، ولو كانت عصبيتهم هي التي دفعتهم لإتباعه لما قاومها وعارضها وأنكرها عليهم ونقلهم إلى غيرها.
هل يمكن أن يكون نجاحه في جذب الناس سببه الخوف والطمع؟
فعلاً قد يصح هذا عندما عظمت قوته في آخر أمره ودانت له قبائل العرب الواحدة تلو الأخرى، لكن ماذا عن أول أمره؟ أي خوفٍ وأي طمعٍ؟ وكيف يحصل لأي قوم ثقة برجل وحيد فريد يكذبونه في دعواه صفر اليدين من أسباب النجاح المادية المعروفة، ثم هم مع هذا يخافونه ويخشونه أو يطمعون في نجاحه وثماره، ويتركون عاداتهم واعتقاداتهم إلى عاداته واعتقاداته تعلقًا بهذا الأمر الباهت؟ هذا لا يكون إلا في المجانين، وهؤلاء الذين اتبعوه لا يمكن أن نحكم عليهم بالسفاهة والجنون!
فإن كان هذا لا يستقيم وأن هؤلاء القوم لابد أنهم قد صدقوه ووثقوا في دعواه واتبعوه عن إيمان صادق ويقين، فكيف له أن يخدعهم جميعًا ويموه عليهم بالكذب والخداع؟
هذا ما أذكره في الرسالة التالية.