المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيفية تشكل الأرض في القرآن التي أخبر عنها العلم متأخرا



ابن سلامة القادري
01-27-2016, 02:09 AM
ماذا يقول العلم عن مراحل تشكل كوكب الأرض ؟

الثابت علميا أن الأرض في بداية نشأتها كانت عبارة عن كتلة نارية مضطربة سطحها يموج بالصهارة كسطح الشمس خلال ما يسمى بالدهر الجحيمي الذي استمر تقريبا حوالي مليار سنة.
- إلى أن مرت عليها دهور سحيقة أخذت الأرض تبرد فيها شيئا فشيئا مدة لا تقل عن المدة الأولى في طريق تشكل أولى معالم الأرض اليابسة الممهدة لظهور القارة الأولى.
- و أثناء هذه الدهور السحيقة بدأ الماء في التشكل من خلال الصهارة الباطنية للأرض و عملية التبخر بفعل الحرارة المفرطة فنتج عن ذلك سحب و أمطار متلاحقة عملت أيضا على تبريد الكرة الارضية و ظهور الحياة الأولى.
- و لأن اليابسة كانت عرضة لحركات تكتونية عنيفة ساهم تشكل الجبال فيما بين الصفائح إلى تثبيتها لتصبح فيما بعد صالحة لاستقرار الماء عليها و من ثم أتت المرحلة الرابعة :
- ظهور أشكال الحياة المتعددة بدءاً من النباتات.

فهذه أربع مراحل لخلق الأرض و نشأتها تذكروها جيدا : اليابسة ثم الماء ثم الجبال، ثم النبات.
و هذه بعض المراجع العلمية التي تبرهن على ذلك و تقرب للقارئ هذا السرد الموجز و السريع للمراحل الأولى لتطور الأرض و التي لا علم للإنسان الأول بها و لم يتوصل العلم إلى ذلك نظريا إلا بعد منتصف القرن العشرين و لم يتقرر و يصبح حقائق علمية إلا مع نهاياته.

http://www.oloommagazine.com/articles/ArticleDetails.aspx?ID=1737

http://www.oloommagazine.com/articles/Categories.aspx

http://www.masralarabia.com/مفاهيم/633109-تاريخ-الأرض-الأرض-ما-قبل-الحياة

http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-13-13/244-2010-09-09-22-40-44

فماذا يقول القرآن الكريم عن نشأة الأرض ؟

بعد أن استقصينا كل النصوص القرآنية وجدنا هذه هي مراحل نشأة الأرض في القرآن الكريم و وجدناها مطابقة لما قرره العلم الحديث كما ذكرنا آنفا مع الإشارة إلى أن النصوص القرآنية رغم تباعد نزولها مكانا و زمانا فهي متكاملة متوافقة لا اختلاف بينها و لا تناقض رغم أن الذي أخبر بها و تلاها علينا رجل أمي هو محمد صلى الله عليه و سلم عاش في جزيرة العرب بين قوم أميين استحال على من جاء بعدهم بمئات السنين التوصل إلى هذه الحقائق، فاستحالة ذلك عليهم من باب أولى إلا أن يعرفوه عن طريق الوحي من رب العالمين.

مد الأرض ثم سخر الماء ثم خلق الجبال :

- سورة النحل : خلق الماء ثم الجبال على اليابسة
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)
- سورة الأنبياء : خلق الماء ثم الجبال على اليابسة
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)
- سورة النمل : خلق اليابسة ثم الماء ثم الجبال
أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)
- سورة النازعات : خلق اليابسة ثم الماء ثم الجبال
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)

مد الأرض ثم خلق الجبال ثم النبات :

- سورة الرعد : مد اليابسة ثم خلق الجبال لتثبيتها ثم النباتات
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(3)
- سورة الحجر : مد اليابسة ثم خلق الجبال لتثبيتها ثم النباتات
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)
- سورة ق : مد اليابسة ثم خلق الجبال لتثبيتها ثم النباتات
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)
- سورة النبأ : مد اليابسة ثم خلق الجبال لتثبيتها ثم النباتات (باعتبارها من الأزواج)
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)

و يوافق ذلك ما جاء في حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ وَخَلَقَ الْجِبَالَ فِيهَا يَوْمَ الأَحَدِ وَخَلَقَ الشَّجَرَ فِيهَا يَوْمَ الاِثْنَينِ..

.

باسل الزهراني
01-27-2016, 10:23 AM
ولكن اخي أليست دحاها هو تشبيه الأرض بالبيضة ؟

ابن سلامة القادري
01-27-2016, 11:26 AM
ولكن اخي أليست دحاها هو تشبيه الأرض بالبيضة ؟


حسنا أخي هذا إنما هو قول بعض المتأخرين و إليك معنى الدحو عند المفسرين و في لغة العرب :

تفسير الطبري :
والقول الذي ذكرناه عن ابن عباس من أن الله تعالى خلق الأرض، وقدّر فيها أقواتها، ولم يَدْحُها، ثم استوى إلى السماء فسوّاهنّ سبع سموات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل، لأنه جلّ ثناؤه قال: { والأرْضَ بَعْدَ ذلكَ دَحاها } ، والمعروف من معنى «بَعْد» أنه خلاف معنى «قَبْل»، وليس في دحو الله الأرض بعد تسويته السموات السبع، وإغطاشه ليلها، وإخراجه ضحاها، ما يوجب أن تكون الأرض خُلقت بعد خلق السموات لأن الدحو إنما هو البسط في كلام العرب، والمدّ يقال منه: دحا يدحو دَحْواً، ودَحَيْتُ أَدْحِي دَحْياً لغتان ومنه قول أُمَّية بن أبي الصلت:
وقول أوس بن حجر في نعت غيث:
يَنْفِي الحصَى عن جديد الأرْضِ مُبْتَرِكٌ كأنَّه فاحِصٌ أو لاعبٌ داحِي
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { والأرْضَ بَعْدَ ذلكَ دَحاها }: أي بسطها.
حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا رَوّاد، عن أبي حمزة، عن السديّ { دَحاها } قال: بسطها.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان: دحاها: بسطها.

تفسير القرطبي :
{ وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } أي بسطها. وهذا يشير إلى كون الأرض بعد السماء. وقد مضى القول فيه في أول «البقرة» عند قوله تعالى:
{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ }
[البقرة: 29] مستوفًى. والعرب تقول: دَحَوْت الشيءَ أدحوه دحواً: إذا بسطته. ويقال لعش النعامة أُدحِيّ؛ لأنه مبسوط على وجه الأرض.

تفسير الشوكاني :
{ وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا } أي: بعد خلق السماء، ومعنى { دحاها } بسطها

تفسير البغوي :
{ وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ } ، بعد خلق السماء، { دَحَـٰهَا } ، بسطها

تفسير ابن عاشور :
والدَّحْو والدَّحْيُ يقال: دحَوْت ودحيت. واقتصر الجوهري على الواوي وهو الجاري في كلام المفسرين هو: البسط والمدّ بتسوية.
والمعنى: خلقها مدحوَّة، أي مبسوطة مسوّاة.

تفسير الشنقيطي :
في هذه الآية الكريمة وصف الأرض بأن الله تعالى: دحاها، وجاء في آية أخرى أنه طحاها بالطاء، وجاء في آية أخرى أنه بسطها، وهي قوله تعالى: { وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } [الغاشية: 20].

و تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله يشمل هذا المعنى في استدلاله بقول ابن عباس: { دَحَـٰهَا } ودحيُها: أن أخرج منها الماء والمرعى، وشقق فيها الأنهار، وجعل فيها الجبال والرمال، والسبل والآكام، فذلك قوله: { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا }.

و يشمله كذلك تفسير بعض المتأخرين الذي ذكرته و لم أجد له أصلا في التفسير أو في اللغة، فإن دحو الأرض بمعنى تشكيلها على شكل بيضة يلزم منه كونها قد مدت و بسطت و أخذت في الصلابة و المتانة و ظهرت يابستها. و يمكن ملاحظة ذلك من خلال نشوء البيضة نفسها ففي مرحلة الرخاوة لا تكون قد تهيأت لتصبح بشكلها الجديد البيضاوي و الذي اكتسبته بعد صلابتها. هذا مع فرض صحة التفسير الحديث للدحو.

باسل الزهراني
01-27-2016, 02:58 PM
جزاك الله خير