المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرط وصولنا للحقيقة المطلقة = الوحي .



mostafa nasr
02-06-2016, 11:59 AM
هل نستطيع الوصول إلى الحقيقة المطلقة بعقولنا ؟
.
عندما تأخذ قطعة نقود وتلقيها سيظهر لك أحد الوجهين ، فهل بهذا قد عرفت الحقيقة كاملة - بافتراض أنك لا تعرف الوجه الآخر مسبقا -؟ ربما يبدو لك أنك قد عرفت حقيقة ما حدث للقطعة ، لأنك رأيت ما ظهر لك وهو صورة أو كتابة ! لكن حقيقة الأمر أنك قد عرفت الواقعية التي عليها القطعة وهي ما نسميها بال locality ، فأنت قد عرفت واقعية قطعة النقود لكنك لم تعرف الحقيقة كاملة ولن تعرفها بكل ما تملك .. فالحقيقة موجودة كاملة لكنك محدود بحدود قدراتك التي تحدك .. فالصورة موجودة والكتابة موجودة في آن ، لكن ما ظهر لك هو شيء واقعي لكنه ليس بشيء حقيقي ، ومحجوب عنك أن تعرف الحقيقة ، بل لو عرفت جزءا منها ستفقد جزءا آخر بمعنى كلما قمت بتوقيف العملة - على طرفها - شيئا فشيئا فسيبدو لك جزءا من المخفي وسيتم حجب جزء مماثل تقريبا من الظاهر وبالتالي فستظل عاجزا عن الإحاطة بالحقيقة كاملة بقدراتك المتوافرة، وهو ما يساوي حدودك ...
.
دعنا ننظر في عالم الكوانتم، نجد في الكوانتم مثلا قانون التتامية أو الثنائية أو الارتيابية فكلها مصطلحات تؤدي إلى غرض واحد، وهو إما أن يتبين لدينا أن الجسيم يمر كموجة أو كجسيم وإما أن نعرف موضعه بالضبط أو كمية حركته بالضبط، أما أن نعرف حقيقة الأمرين كاملا فهو شيء مستحيل، وهذا لا يعني أننا متى عرفنا أحد الأمرين -الموضع مثلا- معرفة كاملة أن الشيء الآخر ليس موجودا ك-كمية الحركة مثلا- بل هو موجود لكننا عاجزين وسنظل عاجزين عن معرفته ، وذلك لأن دساتير -قوانين- الفيزياء هذه هي حدود معرفتنا التي بها نستكشف الظواهر الموجودة في الكون، وليس لنا من سبيل مادي غيرها، وبالتالي فلن نستطيع أن تتجاوزها في الحكم على هذه الظواهر، وهذه طبيعة الكون الذي نحيا خلاله، وهذه طبيعة المادة التي نتعامل معها..!
.
إذا لدينا قوانين تحكم عالمنا، لكنها محدودة ونتعرف على العالم من خلالها..! وعليه فستظل معرفتنا المعتمدة على هذه القوانين محدودة بحدودها = الحقيقة الكاملة لكي نعلمها تتوقف على شيء آخر خارج عن حدود عالمنا الذي نوجد فيه، متجاوزا لقوانينه وإطارها المحدود .. بناء على ذلك فحاجتنا للوحي تشبه هذا الشيء الخارجي لكي نستطيع معرفة الحقيقة كاملة .. و التعرف من خلالها على أسئلتنا التي تتجاوز قوانين الطبيعة وعجزت عن إجابتها، من أين أتينا؟ ولماذا نحن موجودون هنا؟ وما مصيرنا؟
.
شرط وصولنا للحقيقة المطلقة = الوحي .

مستفيد..
02-06-2016, 08:20 PM
مقال جيد بارك الله فيك

لكن ما ظهر لك هو شيء واقعي لكنه ليس بشيء حقيقي
أخشى أن تحمل هذه العبارة على نفي حقيقة الظواهر بالجملة..لعل المقصود هنا قريب مما جاء على لسان الإبتستمولوجي غاستون باشلار "" ليست هناك حقائق أولية هناك أخطاء أولية "" والمقصود أن العلم له عمر أدواته وكلما تطورت هاته الأدوات تقلص حجم الأخطاء تدريجيا وازدادت قدرة العلم على الإحاطة بحقيقة الظواهر التي يدرسها. فالحقيقة المطلقة تجريبيا ممكنة في ذاتها وإمكانها معلق على أدوات التجريب فلا تعارض بين واقعية الظاهرة وحقيقيتها تجريبيا. بينما الحقيقة الوجودية الكبرى فهذه التي تخرج عن حدود التجريب ولهذا لما سئل البيولوجي سيسيل بايس هامان عن لماذا تهدف الظواهر البيولوجية دائما إلى نتيجة معلومة أجاب: "" لا تسألني عن هذا ، فإن علمي لا يتكلم إلا عن: (ما يحدث) وليس له أن يجيب: (لماذا يحدث؟) ""

mostafa nasr
02-06-2016, 11:03 PM
وفيكم أخي بارك الله، إضافاتك رائعة.
لكن ما أقصده ليس نفي الحقيقة، ولكن أقصد كل الحقيقة، وربما لم ألتفت للفظ فعلا، فجزاكم الله خيرا.

ابن سلامة القادري
02-07-2016, 02:16 AM
الحقيقة المطلقة تُعرف أيضا بأضدادها المطلقة، تصوُّر - مثلا - أنه ليس هناك شيء الكل عدم في عدم
ليس هناك نظام الكل فوضى
ليس هناك حياة الكل ميت
ليس هناك كائن أو كائنات حية عاقلة أو ملهمة على الأقل كما هو شأن الحيوانات .. فالكل أحياء ضالة عبثية لا تهتدي
ليس هناك إرشاد إلهي من الرب الذي خلق العالم .. الكل في ضلال رغم وجود العقل و التعقل .. إلخ

و إذ لم يكن شيء من ذلك فقد وصلنا بالضرورة إلى الحقيقة المطلقة الكاملة. و هي وجود خالق لا متناهي الجمال و الكمال و الجلال ابتلى خلقه بشيء من القبح و النقص و الذل لتحقيق مقتضى الحقيقة المطلقة و هو العبودية لله تعالى خالق كل شيء.

خطاب أسد الدين
02-11-2016, 12:09 PM
مادام هناك حقيقة فلها أدلة نستدل بها عليها .

كريـم البرلسي
02-11-2016, 02:18 PM
جميع العلوم النظرية والتجريبية لا بد أن يسبقها الإيمانٌ بالبديهيات العقلية التي هي أساس كل المبرهنات الرياضية وأساس كل منطق.. أما إن كانت (الحقيقة إنسانية ومصدرها الإنسان, ومرجعها الإنسان) ، حينها يستحيل تحديد (الإنسان) الأقرب الى الحق.. بعد أن أصبح كل شخص "قريب" من "حقه النسبي". لكن ماذا بعد أن يقتنع محاورك أن كلامه بعيد عن (مرجعك الشخصي للحق)، وأن كلامك بعيد عن (مرجعه)؟ أي طرف عليه أن يقترب من مرجع الآخر؟ إذاً مجرد إيمانك (بجدوى الحوار مع الآخر وإمكانية إقناعه) لا بد أن يسبقه (إيمان بوجود مرجع مطلق) تخضع له جميع العقول السليمة وبه نقيّم أقوال جميع الأطراف

والقول (بنسبية الحق) .. يقودك حتما الى (الجهل المطلق)
فمن يعتقد بتعدد مراجع الحق وتلونها .. لا يحق له تخطئة أي مرجع نسبي.
بل عليه الاعتقاد بصحة وخطأ نفس المعلومة في غياب المرجع المطلق.
والاعتقاد بخطأ وصحة نفس المعلومة = هو عين الجهل بحقيقتها.
إذاً من يقول بنسبية الحق .. هو الذي يريد الاستناد على الجهل لتبرير موقفه

كما أن هناك فرق بين الحقيقة المطلقة وبين إدراكها ولا يشترط اجتماع كل البشر على كل الحقائق المطلقة
القصور البشرى فى إدراك الحقيقة لا يقلل من كونها حقيقة ولكن يعزى إلى هذا القصور فى إدراك البشر
والنسبية ليست فى الحقيقة ولكن فى مستوى هذا الإدراك البشرى الذى كثيرا ما يكون فيه قصور

مستفيد..
02-11-2016, 04:00 PM
جميع العلوم النظرية والتجريبية لا بد أن يسبقها الإيمانٌ بالبديهيات العقلية التي هي أساس كل المبرهنات الرياضية وأساس كل منطق..

فعلاً..فلو لا هذا الإيمان السابق عن كل تجربة ما دخل عالم مخبر تجاربه..يقول بوبر: (( بدونه -أي هذا الإيمان-لا يمكن تصور أي فعل عملي إلا بصعوبة.....الإعتقاد في السببية هو إعتقاد ميتافيزيقي إنه ليس شيئا آخر غير حالة نمطية من أقنوم hypostase ميتافيزيقي لقاعدة منهجية مبرر جيدا : قرار الباحث بعدم التوقف أبدا عن مواصلة البحث عن قوانين.))


والقول (بنسبية الحق) .. يقودك حتما الى (الجهل المطلق)
فمن يعتقد بتعدد مراجع الحق وتلونها .. لا يحق له تخطئة أي مرجع نسبي.
بل عليه الاعتقاد بصحة وخطأ نفس المعلومة في غياب المرجع المطلق.
والاعتقاد بخطأ وصحة نفس المعلومة = هو عين الجهل بحقيقتها.

إذاً من يقول بنسبية الحق .. هو الذي يريد الاستناد على الجهل لتبرير موقفه
الإستنتاج الأخير يكتب بماء الذهب جزاك الله خيرا

كريـم البرلسي
02-15-2016, 03:28 PM
الإستنتاج الأخير يكتب بماء الذهب جزاك الله خيرا

وأنتم من أهل الجزاء

mostafa nasr
02-18-2016, 12:32 AM
جزاكم الله خيرا إخوتي على هذا الإثراء الطيب، لقد انتفعت كثيرا بمشاركتك.