أبو المنذر المنياوي
07-25-2006, 01:17 AM
العضو كعب الأحبار الذي ابتلي به منتدى التراث عندما سألناه عن عقيدة حسن حنفي الذي يقول أنه صديقه الحميم كتب لنا هذا المقال
وهذا رابطه :
http://forum.turath.com/showthread.php?t=148
عن الله يتحدث
--------------------------------------------------------------------------------
تحدث جدّو كريشنامورتي فقال
في الله
سؤال:
أنت، يا من حققت الحق، هل بوسعك أن تخبرنا ما هو الله؟
كريشنامورتي:
ما أدراك أني حقَّقت؟
لكي تعرف أني حققت يجب أن تكون قد حقَّقت أنت أيضاً. إن هذا ليس مجرد جواب فَطِن. فحتى تعرف شيئاً يجب أن تكون منه. يجب أن تكون أنت أيضاً قد اختبرت الأمر ولهذا فإن قولك إنني حققتُ عديم المعنى كما يلوح لي. ماذا يهم إن كنت حققت أو لم أحقق؟
أليس ما أقول هو الحقيقة؟
حتى إذا كنتُ أكمل البشر، إذا كان ما أقول ليس الحقيقة لماذا تستمع إليَّ حتى؟
إن تحقيقي بالتأكيد لا علاقة له البتة بما أقول والإنسان الذي يعبد سواه لأن ذلك الآخر قد حقق يعبد في الواقع السلطة وبالتالي لن يستطيع أن يجد الحقيقة أبداً.
إن فهم ما تم تحقيقه ومعرفة ذاك الذي حقق ليسا من الأهمية في شيء، أليس كذلك؟
أعرف أن المنقول برمَّته يقول: "صاحِبْ رجلاً حقَّق." كيف لك أن تعرف أنه حقق؟
كل ما تستطيع أن تفعل هو مصاحبته، وحتى هذا صعب جداً في أيامنا هذه.
هناك قلة نادرة من الناس الأخيار بالمعنى الحقيقي للكلمة – أناس لا يبحثون عن شيء، لا يسعون إلى شيء. إن أولئك الذين يبحثون عن شيء أو يسعون إلى شيء مستغِلون لذا فمن العسير على المرء أن يعثر على صاحب يحبه.
نحن نحوِّل الذين حققوا إلى مثالٍ ؛ ونأمل أنهم سيعطوننا شيئاً، وهي علاقة زائفة.
كيف للإنسان الذي حقق أن يتواصل إذا لم تكن ثمة محبة؟
تلكم هي صعوبتنا.
في كل محادثاتنا لا يحب أحدنا الآخر حقاً؛ نحن شكاكون.
أنت تريد شيئاً مني، المعرفة، التحقيق، أو تريد صحبتي، وكل ذلك يشير إلى أنك لا تحب.
أنت تريد شيئاً ولهذا تخرج للاستغلال.
إذا كنا نحب واحدنا الآخر حقاً يكون حينئذٍ تواصل فوري.
حينئذٍ لا يهمُّ فيما إذا كنتَ قد حققتَ وأنا لم أحقق، إذا كنت أنت الرفيع أو الوضيع.
فبما أن قلبينا ذاويان فقد صار الله مهول الأهمية.
أي أنك تريد أن تعـــــرف اللـــــــــــــه لأنك فقدت الأغنية في قلبك وتطارد المغنِّي وتسأله فيما إذا كان يستطيع أن يلقِّنك الغناء.
إنه يستطيع أن يلقِّنك الفن لكن الفن لن يقودك إلى الإبداع.
إنك لا تستطيع أن تكون موسيقياً بمجرد معرفة كيفية الغناء.
إنك قد تتقن جميع خطوات رقصة ما ، لكنْ إذا خلا قلبك من الإبداع فأنت تعمل كالآلة فقط.
إنك لا تستطيع أن تحب إذا كان غرضك مجرد بلوغ نتيجة.
ليس ثمة شيء من نحو المثال لأن ذاك مجرد إنجاز.
الجمال ليس إنجازاً، إنه الحق، الآن، وليس غداً.
إذا كان ثمة محبة فستفهم المجهول، وستعــــــرف ما هو الله ـ ــــــــ ـ
ولا حاجة لك إلى سواك ليخبرك – وذلك هو جمال المحبة.
إنه الأبدية نفسها. ولأنه لا توجد محبة، نريد شخصاً آخر، أو الله، لكي يعطينا إياها.
لو كنا نحب حقاً، هل تعرفون أي عالم مختلف كان يمكن لهذا العالم أن يكون؟
ينبغي أن نكون حقاً أناساً سعداء. لذا يجب علينا ألا نستثمر سعادتنا في الأشياء، في الناس، في المثل.
ينبغي أن نكون سعداء حقاً ؛ وبالتالي لا ينبغي للأشياء وللناس وللمثل أن تسيطر على حياتنا. إنها كلها أشياء ثانوية.
ولأننا لا نحب ولأننا لسنا سعداء نستثمر في الأشياء، معتقدين أنها ستمنحنا السعادة، وإحدى الأشياء التي نستثمر فيها هي الله.
تريدني أن أخبرك ما هو الحق.
هل للاموصوف أن يصاغ في كلمات؟ ه
ل يمكنك أن تقيس شيئاً لا يقاس؟
هل تستطيع أن تمسك بالريح في قبضتك؟ وإذا استطعت، فهل هذه هي الريح؟
إذا قست ما لا يقاس، فهل ذلك هو الحق؟ إذا صغته، هل هو الحق؟ بالتأكيد لا، لأنك لحظة تصف شيئاً لا يوصف، يكف أن يكون الحق.
لحظة تترجم ما لا يُعلَم إلى المعلوم فإنه يكف أن يكون ما لا يُعلَم. مع ذلك هذا هو ما نلهث وراءه. نحن نريد طوال الوقت أن نعرف، لأننا حينئذٍ نتمكن من الاستمرار، حينئذٍ نتمكن – هكذا نظن – من القبض على السعادة والديمومة النهائيتين. نريد أن نعرف لأننا لسنا سعداء، لأننا نكافح ببؤس، لأننا مهترؤون، منحطون. مع ذلك، على الرغم من إدراك الواقع البسيط – أننا منحطون، أننا بليدون، منهكون، مضطربون – نريد أن نجتنب ما هو معلوم إلى المجهول، الذي يصير المعلوم من جديد وبالتالي لا نستطيع أن نجد الحق أبداً.
لذا بدلاً من سؤال من حقق الله أو ما هو الله لم لا تعطي انتباهك كاملاً لما هو موجود؟
ستجد إذ ذاك المجهول أو بالحري سيأتي هو إليك. إذا فهمت ما هو المعلوم، ستختبر ذلك الصمت الخارق الذي لا يُحرَّض، لا يُقسَر، ذلك الفراغ المبدع الذي فيه وحده يستطيع الحق أن يلج. إنه لا يستطيع أن يأتي إلى ما يصير، إلى ما يكافح؛ إنه يستطيع أن يأتي فقط إلى ما هو كائن، إلى ما يفهم ما هو موجود. إذ ذاك ستجد أن الحق ليس في المسافة؛ المجهول ليس نائياً؛ إنه في الموجود. وكما أن جواب مسألة كامن في المسألة، كذلك الحق هو في الموجود؛ إذا فهمناه سنعرف الحقيقة.
من العسير التيقُّظ للبلادة، التيقُّظ للجشع، التيقُّظ لسوء النية، للطموح، إلخ. إن واقع التيقُّظ لما هو موجود هو عينه الحقيقة. الحقيقة هي التي تحرر، وليس كفاحك من أجل الحرية. لذا فإن الحقيقة ليست بعيدة لكننا نضعها بعيداً لأننا نحاول أن نستخدمها كوسيلة لاستمرار الذات. إنها هنا، الآن، في الفوري. إن الأبدي أو اللازمني هو الآن والآن لا يمكن أن يفهمه إنسان واقع في شباك الزمن. إن تحرير الفكر من الزمن يتطلب العمل، لكن الذهن كسول، إنه خامل، لذا فهو يوجِد أبداً عراقيل أخرى. إنه ممكن فقط بالتأمل السليم، الذي يعني العمل الكامل، وليس عملاً مستمراً، والعمل الكامل لا يمكن أن يُفهَم إلا عندما يستوعب الذهن سيرورة الاستمرارية التي هي الذاكرة – ليس الذاكرة الحَدَثية إنما النفسانية. فمادامت الذاكرة تعمل ليس بوسع الذهن أن يفهم ما هو موجود. لكن ذهن المرء، كيانه كلَّه، يصير خارق الإبداع، سلبي التنبُّه، عندما يفهم المرء مغزى الإنهاء، لأنه بالإنهاء ثمة تجدد، بينما في الاستمرارية هناك الموت، التحلل.
عن : معابـــر؛ لا عقيدة أسمى من الحقيقة .
وهذا رابطه :
http://forum.turath.com/showthread.php?t=148
عن الله يتحدث
--------------------------------------------------------------------------------
تحدث جدّو كريشنامورتي فقال
في الله
سؤال:
أنت، يا من حققت الحق، هل بوسعك أن تخبرنا ما هو الله؟
كريشنامورتي:
ما أدراك أني حقَّقت؟
لكي تعرف أني حققت يجب أن تكون قد حقَّقت أنت أيضاً. إن هذا ليس مجرد جواب فَطِن. فحتى تعرف شيئاً يجب أن تكون منه. يجب أن تكون أنت أيضاً قد اختبرت الأمر ولهذا فإن قولك إنني حققتُ عديم المعنى كما يلوح لي. ماذا يهم إن كنت حققت أو لم أحقق؟
أليس ما أقول هو الحقيقة؟
حتى إذا كنتُ أكمل البشر، إذا كان ما أقول ليس الحقيقة لماذا تستمع إليَّ حتى؟
إن تحقيقي بالتأكيد لا علاقة له البتة بما أقول والإنسان الذي يعبد سواه لأن ذلك الآخر قد حقق يعبد في الواقع السلطة وبالتالي لن يستطيع أن يجد الحقيقة أبداً.
إن فهم ما تم تحقيقه ومعرفة ذاك الذي حقق ليسا من الأهمية في شيء، أليس كذلك؟
أعرف أن المنقول برمَّته يقول: "صاحِبْ رجلاً حقَّق." كيف لك أن تعرف أنه حقق؟
كل ما تستطيع أن تفعل هو مصاحبته، وحتى هذا صعب جداً في أيامنا هذه.
هناك قلة نادرة من الناس الأخيار بالمعنى الحقيقي للكلمة – أناس لا يبحثون عن شيء، لا يسعون إلى شيء. إن أولئك الذين يبحثون عن شيء أو يسعون إلى شيء مستغِلون لذا فمن العسير على المرء أن يعثر على صاحب يحبه.
نحن نحوِّل الذين حققوا إلى مثالٍ ؛ ونأمل أنهم سيعطوننا شيئاً، وهي علاقة زائفة.
كيف للإنسان الذي حقق أن يتواصل إذا لم تكن ثمة محبة؟
تلكم هي صعوبتنا.
في كل محادثاتنا لا يحب أحدنا الآخر حقاً؛ نحن شكاكون.
أنت تريد شيئاً مني، المعرفة، التحقيق، أو تريد صحبتي، وكل ذلك يشير إلى أنك لا تحب.
أنت تريد شيئاً ولهذا تخرج للاستغلال.
إذا كنا نحب واحدنا الآخر حقاً يكون حينئذٍ تواصل فوري.
حينئذٍ لا يهمُّ فيما إذا كنتَ قد حققتَ وأنا لم أحقق، إذا كنت أنت الرفيع أو الوضيع.
فبما أن قلبينا ذاويان فقد صار الله مهول الأهمية.
أي أنك تريد أن تعـــــرف اللـــــــــــــه لأنك فقدت الأغنية في قلبك وتطارد المغنِّي وتسأله فيما إذا كان يستطيع أن يلقِّنك الغناء.
إنه يستطيع أن يلقِّنك الفن لكن الفن لن يقودك إلى الإبداع.
إنك لا تستطيع أن تكون موسيقياً بمجرد معرفة كيفية الغناء.
إنك قد تتقن جميع خطوات رقصة ما ، لكنْ إذا خلا قلبك من الإبداع فأنت تعمل كالآلة فقط.
إنك لا تستطيع أن تحب إذا كان غرضك مجرد بلوغ نتيجة.
ليس ثمة شيء من نحو المثال لأن ذاك مجرد إنجاز.
الجمال ليس إنجازاً، إنه الحق، الآن، وليس غداً.
إذا كان ثمة محبة فستفهم المجهول، وستعــــــرف ما هو الله ـ ــــــــ ـ
ولا حاجة لك إلى سواك ليخبرك – وذلك هو جمال المحبة.
إنه الأبدية نفسها. ولأنه لا توجد محبة، نريد شخصاً آخر، أو الله، لكي يعطينا إياها.
لو كنا نحب حقاً، هل تعرفون أي عالم مختلف كان يمكن لهذا العالم أن يكون؟
ينبغي أن نكون حقاً أناساً سعداء. لذا يجب علينا ألا نستثمر سعادتنا في الأشياء، في الناس، في المثل.
ينبغي أن نكون سعداء حقاً ؛ وبالتالي لا ينبغي للأشياء وللناس وللمثل أن تسيطر على حياتنا. إنها كلها أشياء ثانوية.
ولأننا لا نحب ولأننا لسنا سعداء نستثمر في الأشياء، معتقدين أنها ستمنحنا السعادة، وإحدى الأشياء التي نستثمر فيها هي الله.
تريدني أن أخبرك ما هو الحق.
هل للاموصوف أن يصاغ في كلمات؟ ه
ل يمكنك أن تقيس شيئاً لا يقاس؟
هل تستطيع أن تمسك بالريح في قبضتك؟ وإذا استطعت، فهل هذه هي الريح؟
إذا قست ما لا يقاس، فهل ذلك هو الحق؟ إذا صغته، هل هو الحق؟ بالتأكيد لا، لأنك لحظة تصف شيئاً لا يوصف، يكف أن يكون الحق.
لحظة تترجم ما لا يُعلَم إلى المعلوم فإنه يكف أن يكون ما لا يُعلَم. مع ذلك هذا هو ما نلهث وراءه. نحن نريد طوال الوقت أن نعرف، لأننا حينئذٍ نتمكن من الاستمرار، حينئذٍ نتمكن – هكذا نظن – من القبض على السعادة والديمومة النهائيتين. نريد أن نعرف لأننا لسنا سعداء، لأننا نكافح ببؤس، لأننا مهترؤون، منحطون. مع ذلك، على الرغم من إدراك الواقع البسيط – أننا منحطون، أننا بليدون، منهكون، مضطربون – نريد أن نجتنب ما هو معلوم إلى المجهول، الذي يصير المعلوم من جديد وبالتالي لا نستطيع أن نجد الحق أبداً.
لذا بدلاً من سؤال من حقق الله أو ما هو الله لم لا تعطي انتباهك كاملاً لما هو موجود؟
ستجد إذ ذاك المجهول أو بالحري سيأتي هو إليك. إذا فهمت ما هو المعلوم، ستختبر ذلك الصمت الخارق الذي لا يُحرَّض، لا يُقسَر، ذلك الفراغ المبدع الذي فيه وحده يستطيع الحق أن يلج. إنه لا يستطيع أن يأتي إلى ما يصير، إلى ما يكافح؛ إنه يستطيع أن يأتي فقط إلى ما هو كائن، إلى ما يفهم ما هو موجود. إذ ذاك ستجد أن الحق ليس في المسافة؛ المجهول ليس نائياً؛ إنه في الموجود. وكما أن جواب مسألة كامن في المسألة، كذلك الحق هو في الموجود؛ إذا فهمناه سنعرف الحقيقة.
من العسير التيقُّظ للبلادة، التيقُّظ للجشع، التيقُّظ لسوء النية، للطموح، إلخ. إن واقع التيقُّظ لما هو موجود هو عينه الحقيقة. الحقيقة هي التي تحرر، وليس كفاحك من أجل الحرية. لذا فإن الحقيقة ليست بعيدة لكننا نضعها بعيداً لأننا نحاول أن نستخدمها كوسيلة لاستمرار الذات. إنها هنا، الآن، في الفوري. إن الأبدي أو اللازمني هو الآن والآن لا يمكن أن يفهمه إنسان واقع في شباك الزمن. إن تحرير الفكر من الزمن يتطلب العمل، لكن الذهن كسول، إنه خامل، لذا فهو يوجِد أبداً عراقيل أخرى. إنه ممكن فقط بالتأمل السليم، الذي يعني العمل الكامل، وليس عملاً مستمراً، والعمل الكامل لا يمكن أن يُفهَم إلا عندما يستوعب الذهن سيرورة الاستمرارية التي هي الذاكرة – ليس الذاكرة الحَدَثية إنما النفسانية. فمادامت الذاكرة تعمل ليس بوسع الذهن أن يفهم ما هو موجود. لكن ذهن المرء، كيانه كلَّه، يصير خارق الإبداع، سلبي التنبُّه، عندما يفهم المرء مغزى الإنهاء، لأنه بالإنهاء ثمة تجدد، بينما في الاستمرارية هناك الموت، التحلل.
عن : معابـــر؛ لا عقيدة أسمى من الحقيقة .