المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسى عليه السلام يبشر بمجيىء محمد صلى الله عليه وسلم



حسين شوشة
02-20-2016, 11:32 PM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أقول وبالله التوفيق

بأن الأنبياء والرسل السابقين بشروا بقدوم نبي آخر الزمان وذكروا أوصافه من هؤلاء سيدنا موسى عليه السلام بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم واليك النص

جاء في التوراة

وينـزل موسى عليه السلام عن جبل الطور بعد ما كلمه ربه، فيقول مخاطباً بني إسرائيل: (قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا، أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى، فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي.

شرح النص

النص يبين أن الله سيرسل نبيا تكون رسالته خاتمة الرسالات ويكون فيه صفات محددة منها
1- أن ليس من بني اسرائيل بل هو من أبناء عمومتهم بنى اسماعيل
2- أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب وهذا ظاهر في قوله (وأجعل كلامي في فمه )
وهناك من النصاري من يدعي أن هذه البشارة خاصة بعيسى
والرد عليهم يكون بالآتي
1-- أن النص يبين أنه نبي ( أقيم لهم نبيًّا )، والنصارى يدَّعون للمسيح الإلهية، بل يدَّعي الأرثوذكس أنه الله نفسه، فكيف يقول لهم: أقيم نبيًّا، ولا يقول: أقيم نفسي، أو أقيم إلهاً
.2-- أنه من غير بني إسرائيل، بل هو من بين إخوتهم أي: أبناء عمومتهم (من وسط إخوتهم)، وعمومة بني إسرائيل هم بنو عيسو بن إسحاق، وبنو إسماعيل بن إبراهيم.
ومن المعهود في التوراة إطلاق لفظ ( الأخ ) على ابن العم، ومن ذلك قول موسى لبني إسرائيل: ( أنتم مارون بتخم إخوتكم بني عيسو ) (التثنية 2/4)، وبنو عيسو بن إسحاق
3-- هذا النبي من خصائصه أنه مثل موسى الذي لم يقم في بني إسرائيل نبيٌّ مثله وهذه الخصلة، أي: المثلية لموسى متحققة في نبينا صلى الله عليه وسلم، ممتنعة في أخيهما المسيح عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، حيث نرى الكثير من أمثلة التشابه بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، والتي لا نجدها في المسيح، من ذلك ميلادهما الطبيعي، وزواجهما، وكونهما صاحبا شريعة، وكل منهما بعث بالسيف على عدوه، وكلاهما قاد أمته، وملك عليها، وكلاهما بشر، بينما تزعم النصارى بأن المسيح إله، وهذا ينقض كل مثل لو كان.
4-- من صفات هذا النبي أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، والوحي الذي يأتيه وحي شفاهي، يغاير ما جاء الأنبياء قبله من صحف مكتوبة ( وأجعل كلامي في فمه )، وقد كان المسيح عليه السلام قارئاً (انظر لوقا 4/16-18). قال تعالى في القرآن الكريم ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل ))الاعراف
5-- أنه يتمكن من بلاغ كامل دينه، فهو ( يكلمهم بكل ما أوصيه به ). وهو وصف منطبق على محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان من أواخر ما نزل من القرآن عليه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة: 3].
6- - أن الذي لا يسمع لكلام هذا النبي فإن الله يعاقبه وهو ما حاق بجميع أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنتقم الله من كل من كذَّبه من مشركي العرب والعجم،
7- - من صفات هذا النبي أنه لا يقتل، بل يعصم الله دمه عن أن يتسلط عليه السفهاء بالقتل، فالنبي الكذاب عاقبته (يموت ذلك النبي)، أي: يقتل، فالقتل نوع منه، ولأن كل أحد يموت، وهنا يزعم النصارى بأن المسيح قتل، فلا يمكن أن يكون هو النبي الموعود.
8-- يتحدث عن الغيوب ويصدق الواقع كلامه، وهذا النوع من المعجزات يكثر في القرآن والسنة- مما يطول المقام بذكره - ويكفي هنا أن أورد نبوءة واحدة مما تنبأ به صلى الله عليه وسلم، فكان كما أخبر.
فقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، أي: فيما لا يزيد عن تسع سنين، فقد نزل عليه قوله: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ [الروم: 2-5]
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم