المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من كتب السلف



خطاب أسد الدين
02-24-2016, 10:25 PM
يقول شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله :
( كلما ازداد القلب لله حباً؛ ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية؛ ازداد له حباً وحرية عمن سواه – لا يكون القلب عبداً أسيراً لأحد من المخلوقين لا امرأة ولا أحد من الناس –
ويقول:
( القلب فقير بالذات إلى الله من وجهين:من جهة العبادة، ومن جهة الاستعانة والتوكل فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبة ومطلوب ) [الفتاوى 10 /193 - 194].

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:03 PM
فإن قيل : كيف يريد الله أمرا ولا يرضاه ولا يحبه ؟ وكيف يشاؤه ويكونه ؟ وكيف يجتمع إرادته له وبغضه وكراهته ؟

قيل : هذا السؤال هو الذي افترق الناس لأجله فرقا ، وتباينت طرقهم وأقوالهم . [ ص: 328 ] فاعلم أن المراد نوعان : مراد لنفسه ، ومراد لغيره .

فالمراد لنفسه ، مطلوب محبوب لذاته وما فيه من الخير ، فهو مراد إرادة الغايات والمقاصد . والمراد لغيره ، قد لا يكون مقصودا لما يريد ، ولا فيه مصلحة له بالنظر إلى ذاته ، وإن كان وسيلة إلى مقصوده ومراده ، فهو مكروه له من حيث نفسه وذاته ، مراد له من حيث قضاؤه وإيصاله إلى مراده . فيجتمع فيه الأمران : بغضه وإرادته . ولا يتنافيان لاختلاف متعلقهما . وهذا كالدواء الكريه ، إذا علم المتناول له أن فيه شفاءه ، وقطع العضو المتآكل ، إذا علم أن في قطعه بقاء جسده ، وكقطع المسافة الشاقة ، إذا علم أنها توصل إلى مراده ومحبوبه . بل العاقل يكتفي في إيثار هذا المكروه وإرادته بالظن الغالب ، وإن خفيت عنه عاقبته ، فكيف ممن لا يخفى عليه خافية . فهو سبحانه يكره الشيء ، ولا ينافي ذلك إرادته لأجل غيره ، وكونه سببا إلى أمر هو أحب إليه من فوته .

من ذلك : أنه خلق إبليس ، الذي هو مادة لفساد الأديان والأعمال والاعتقادات والإرادات ، وهو سبب لشقاوة كثير من العباد ، وعملهم بما يغضب الرب سبحانه تبارك وتعالى وهو الساعي في وقوع خلاف ما يحبه الله ويرضاه . ومع هذا فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب تعالى ترتبت على خلقه ، ووجودها أحب إليه من عدمها . منها : أنه تظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات المتقابلات ، فخلق هذه الذات ، التي هي أخبث الذوات وشرها ، وهي [ ص: 329 ] سبب كل شر ، في مقابلة ذات جبريل ، التي هي من أشرف الذوات وأطهرها وأزكاها ، وهي مادة كل خير ، فتبارك خالق هذا وهذا . كما ظهرت قدرته في خلق الليل والنهار ، والداء والدواء ، والحياة والموت ، والحسن والقبيح ، والخير والشر . وذلك أدل دليل على كمال قدرته وعزته وملكه وسلطانه ، فإنه خلق هذه المتضادات ، وقابل بعضها ببعض ، وجعلها محال تصرفه وتدبيره . فخلو الوجود عن بعضها بالكلية تعطيل لحكمته وكمال تصرفه وتدبير مملكته . ومنها : ظهور آثار أسمائه القهرية ، مثل : القهار ، والمنتقم ، والعدل ، والضار ، والشديد العقاب ، والسريع الحساب ، وذي البطش الشديد ، والخافض ، والمذل . فإن هذه الأسماء والأفعال كمال ، لا بد من وجود متعلقها ، ولو كان الجن والإنس على طبيعة الملائكة لم يظهر أثر هذه الأسماء .

ومنها : ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته وستره وتجاوزه عن حقه وعتقه لمن شاء من عبيده ، فلولا خلق ما يكرهه من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد . وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله : لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم . [ ص: 330 ] ومنها : ظهور آثار أسماء الحكمة والخبرة ، فإنه الحكيم الخبير ، الذي يضع الأشياء مواضعها ، وينزلها منازلها اللائقة بها ، فلا يضع الشيء في غير موضعه ، ولا ينزله غير منزلته التي يقتضيها كمال علمه وحكمته وخبرته . فهو أعلم حيث يجعل رسالاته ، وأعلم بمن يصلح لقبولها ويشكره على انتهائها إليه ، وأعلم بمن لا يصلح لذلك . فلو قدر عدم الأسباب المكروهة ، لتعطلت حكم كثيرة ، ولفاتت مصالح عديدة ، ولو عطلت تلك الأسباب لما فيها من الشر ، لتعطل الخير الذي هو أعظم من الشر الذي في تلك الأسباب ، وهذا كالشمس والمطر والرياح ، التي فيها من المصالح ما هو أضعاف أضعاف ما يحصل بها من الشر .

ومنها : حصول العبودية المتنوعة التي لولا خلق إبليس لما حصلت ، فإن عبودية الجهاد من أحب أنواع العبودية إليه سبحانه . ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه العبودية وتوابعها من الموالاة لله سبحانه وتعالى والمعاداة فيه ، وعبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعبودية الصبر ومخالفة الهوى وإيثار محاب الله تعالى ، وعبودية التوبة والاستغفار ، وعبودية الاستعاذة بالله أن يجيره من عدوه ويعصمه من كيده وأذاه . إلى غير ذلك من الحكم التي تعجز العقول عن إدراكها .

فإن قيل : فهل كان يمكن وجود تلك الحكم بدون هذه الأسباب ؟ فهذا سؤال فاسد ! وهو فرض وجود الملزوم بدون لازمه ، كفرض وجود الابن بدون الأب . والحركة بدون المتحرك ، والتوبة بدون التائب .

[ ص: 331 ] فإن قيل : فإذا كانت هذه الأسباب مرادة لما تفضي إليه من الحكم ، فهل تكون مرضية محبوبة من هذا الوجه ، أم هي مسخوطة من جميع الوجوه ؟ هذا السؤال يرد على وجهين : أحدهما : من جهة الرب تعالى ، وهل يكون محبا لها من جهة إفضائها إلى محبوبه ، وإن كان يبغضها لذاتها ؟ والثاني : من جهة العبد ، وهو أنه هل يسوغ له الرضا بها من تلك الجهة أيضا ؟ فهذا سؤال له شأن .

فاعلم أن الشر كله يرجع إلى العدم ، أعني عدم الخير وأسبابه المفضية إليه ، وهو من هذه الجهة شر ، وأما من جهة وجوده المحض فلا شر فيه . مثاله : أن النفوس الشريرة وجودها خير من حيث هي موجودة ، وإنما حصل لها الشر بقطع مادة الخير عنها ، فإنها خلقت في الأصل متحركة ، فإن أعينت بالعلم وإلهام الخير تحركت به ، وإن تركت تحركت بطبعها إلى خلافه . وحركتها من حيث هي حركة : خير ، وإنما تكون شرا بالإضافة ، لا من حيث هي حركة ، والشر كله ظلم ، وهو وضع الشيء في غير محله ، فلو وضع في موضعه لم يكن شرا ، فعلم أن جهة الشر فيه نسبية إضافية . ولهذا كانت العقوبات الموضوعة في محالها خيرا في نفسها ، وإن كانت شرا بالنسبة إلى المحل الذي حلت به ، لما أحدثت فيه من الألم الذي كانت الطبيعة قابلة لضده من اللذة مستعدة له ، فصار ذلك الألم شرا بالنسبة إليها ، وهو خير بالنسبة إلى الفاعل حيث وضعه في موضعه ، فإنه سبحانه لم يخلق شرا محضا من جميع الوجوه والاعتبارات ، فإن [ ص: 332 ] حكمته تأبى ذلك . فلا يمكن في جناب الحق تعالى أن يريد شيئا يكون فسادا من كل وجه ، لا مصلحة في خلقه بوجه ما ، هذا من أبين المحال ، فإنه سبحانه الخير كله بيديه ، والشر ليس إليه ، بل كل ما إليه فخير ، والشر إنما حصل لعدم هذه الإضافة والنسبة إليه ، فلو كان إليه لم يكن شرا ، فتأمله . فانقطاع نسبته إليه هو الذي صيره شرا .

فإن قيل : لم تنقطع نسبته إليه خلقا ومشيئة ؟ قيل : هو من هذه الجهة ليس بشر ، فإن وجوده هو المنسوب إليه ، وهو من هذه الجهة ليس بشر ، والشر الذي فيه من عدم إمداده بالخير وأسبابه ، والعدم ليس بشيء ، حتى ينسب إلى من بيده الخير .

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=163&idto=163&bk_no=106&ID=191

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:05 PM
فصل ( في التخول بالموعظة خشية الملل ) .

في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يذكر كل خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن إنا نحب حديثك ونشتهيه ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم ، فقال ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم { إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا } . وذكر البيهقي وغيره عن ابن مسعود قال حدث الناس ما أقبلت عليك قلوبهم إذا حدقوك بأبصارهم وإذا انصرفت عنك قلوبهم فلا تحدثهم ، وذلك إذا اتكأ بعضهم على بعض وقال عكرمة عن ابن عباس حدث الناس كل جمعة مرة فإن أكثرت فمرتين ، فإن أكثرت فثلاثا ولا تمل الناس من هذا القرآن ولتأت القوم وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم وقال : أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه ، وإياك والسجع في الدعاء فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلونه رواه البخاري . وعن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول على المنبر : أيها الناس لا تبغضوا الله إلى عباده ، فقيل كيف ذاك أصلحك الله قال يجلس أحدكم قاصا فيطول على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه ، ويقوم أحدكم إماما فيطول على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه . وقالت عائشة رضي الله عنها لعبيد بن عمير إياك وإملال الناس وتقنيطهم وكان الزهري إذا سئل عن الحديث يقول أحمضوا أخلطوا الحديث بغيره حتى تنفتح النفس وقال الزهري نقل الصخر أيسر من تكرير الحديث .

قال ابن عبد البر كان يقال ستة إذا أهينوا فلا يلوموا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها وطالب الفضل من اللئام . والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه فيه ، والمستخف بالسلطان ، والجالس مجلسا ليس له بأهل ، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ولا يصغي إليه . [ ص: 100 ]

قال ابن عبد البر في بهجة المجالس : كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان : فابتغوا لها طرائف الحكمة .

وقال ابن مسعود رضي الله عنه أريحوا القلوب فإن القلب إذا كره عمي وقال أيضا : إن للقلوب شهوة وإقبالا ، وفترة وإدبارا . فخذوها عند شهوتها وإقبالها ، وذروها عند فترتها وإدبارها . وفي صحف إبراهيم عليه السلام وعلى العاقل أن يكون له ثلاث ساعات ساعة يناجي فيها ربه . وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل ، فإن هذه الساعة عون له على سائر الساعات وقال عمر بن عبد العزيز تحدثوا بكتاب الله وتجالسوا ، وإذا مللتم فحديث من أحاديث الرجال حسن جميل وقال أيضا لابنه عبد الملك يا بني إن نفسي مطيتي وإن حملت عليها فوق الجهد قطعتها .

وقال بعض الحكماء : حادثوا هذه القلوب بالذكر فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم { إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد قالوا فما جلاؤها يا رسول الله قال : تلاوة القرآن } وكان يقال : التفكر نور والغفلة ظلمة .

وفي البخاري من حديث أبي جحيفة قول سلمان لأبي الدرداء : إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " صدق سلمان " وروى الحاكم في تاريخه بإسناده عن سنيد قال : لا تنسى شيئا فتقول : { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم } . إلا ذكرته وكان مالك بن أنس إذا جلس مجلسه لا ينطق بشيء حتى يقولها . [ ص: 101 ] وروي أيضا عن الأعمش : جواب الأحمق السكوت عنه وقال الأعمش : السكوت جواب والتغافل يطفئ شرا كثيرا ، ورضى المتجني غاية لا تدرك ، واستعطاف المحب عون للظفر ، ومن غضب على من لا يقدر عليه طال حزنه .

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=212&idto=212&bk_no=43&ID=158

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:10 PM
مسئلة حول الاعتراض على فعل الله عز وجل ؟


قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه لقول الطحاوي ـ فمن سأل لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين ـ اعلم أن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورسله على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع، ولهذا لم يحك الله سبحانه عن أمة نبي صدقت بنبيها وآمنت بما جاء به أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما أمرها به ونهاها عنه وبلغها عن ربها، ولو فعلت ذلك لما كانت مؤمنة بنبيها، بل انقادت وسلمت وأذعنت، وما عرفت من الحكمة عرفته، وما خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وتسليمها على معرفته، ولا جعلت ذلك من شأنها، وكان رسولها أعظم عندها من أن تسأله عن ذلك، كما في الإنجيل: يا بني إسرائيل لا تقولوا: لم أمر ربنا؟ ولكن قولوا: بم أمر ربنا، ولهذا كان سلف هذه الأمة، التي هي أكمل الأمم عقولا ومعارف وعلوما لا تسأل نبيها: لم أمر الله بكذا؟ ولم نهى عن كذا؟ ولم قدر كذا؟ ولم فعل كذا؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام، وأن قدم الإسلام لا تثبت إلا على درجة التسليم، فأول مراتب تعظيم الأمر التصديق به، ثم العزم الجازم على امتثاله، ثم المسارعة إليه والمبادرة به القواطع والموانع، ثم بذل الجهد والنصح في الإتيان به على أكمل الوجوه، ثم فعله لكونه مأمورا، بحيث لا يتوقف الإتيان به على معرفة حكمته، فإن ظهرت له فعله، وإلا عطله، فإن هذا ينافي الانقياد، ويقدح في الامتثال. انتهى


قال القرطبي ناقلا عن ابن عبد البر: فمن سأل مستفهما راغبا في العلم ونفي الجهل عن نفسه، باحثا عن معنى يجب الوقوف في الديانة عليه، فلا بأس به، فشفاء العي السؤال، ومن سأل متعنتا غير متفقه ولا متعلم، فهو الذي لا يحل قليل سؤاله ولا كثيره، ولا شك في تكفير من رد حكم الكتاب، ولكن من تأول حكم الكتاب لشبهة عرضت له، بين له الصواب ليرجع إليه، فالله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل، لكمال حكمته ورحمته وعدله، لا لمجرد قهره وقدرته، كما يقول جهم وأتباعه.

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:15 PM
جملة (الانسان مخير او مسير)


قال ابن عثيمين رحمه الله :

" هذه العبارة لم أرها في كتب المتقدمين من السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، ولا في كلام الأئمة ، ولا في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ، أو ابن القيم أو غيرهم ممن يتكلمون ، لكن حدثت هذه أخيرا ، وبدءوا يطنطنون بها : " هل الإنسان مسير أم مخير؟ "
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (3 / 215)



وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :

هل الإنسان مسير أم مخير ؟

فأجاب :

" هذا اللفظ لم يرد في الكتاب ولا في السنة ، بل الذي دلاَّ عليه أن الإنسان له مشيئة ويتصرف بها ، وله قدرة على أفعاله ، ولكن مشيئته محكومة بمشيئة الله كما قال تعالى : ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/28، 29 فليست مشيئته مستقلة عن مشيئة الله ، ولفظ : مخير ومسير . لا يصح إطلاقهما ، فلا يقال : الإنسان مسير . ولا يقال : إنه مخير . بل لابد من التفصيل ، فإن أريد أنه مسير بمعنى أنه مجبور ولا مشيئة له ، ولا اختيار ، فهذا باطل ، وإن أريد أنه مسير بمعنى أنه ميسر لما خلق له ، وأنه يفعل ما يفعل بمشيئة الله وتقديره ، فهذا حق ، وكذلك إذا قيل إنه مخير وأريد أنه يتصرف بمحض مشيئته دون مشيئة الله ، فهذا باطل ، وإن أريد أنه مخير بمعنى أن له مشيئة واختيارًا وليس بمجبر ، فهذا حق "

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:26 PM
قال الامام بن القيم الجوزية عن الفيلسوف سقراط

"وكان من عبادهم ومتألهيهم وجاهرهم بمخالفتهم في عبادة الأصنام وقابل رؤساءهم بالأدلة والحجج على بطلان عبادتها فثار عليه العامة واضطروا الملك إلى قتله فأودعه السجن ليكفهم عنه ثم لم يرض المشركون إلا بقتله فسقاه السم خوفا من شرهم بعد مناظرات طويلة جرت له معهم وكان مذهبه في الصفات قريبا من مذهب أهل الإثبات فقال إنه إله كل شىء وخالقه، ومقدره وهو عزيز أي منيع ممتنع أن يضام وحكيم أي محكم أفعاله على النظام.
وقال : إن علمه وقدرته ووجوده وحكمته بلا نهاية لا يبلغ العقل أن يضعها.
وقال : إن تناهي المخلوقات بحسب احتمال القوابل لا بحسب الحكمة والقدرة فلما كانت المادة لا تحتمل صورا بلا نهاية تناهت الصور لا من جهة بخل في الواهب بل لقصور في المادة.
قال : وعن هذا اقتضت الحكمة الإلهية أنها وإن تناهت ذاتا وصورة وحيزا ومكانا إلا أنها لا تتناهى زمانا في آخرها لا من نحو أولها فاقتضت الحكمة استبقاء الأشخاص باستبقاء الأنواع وذلك بتجدد أمثالها ليحفظ الأشخاص ببقاء الأنواع ويستبقى الأنواع بتجدد الأشخاص فلا تبلغ القدرة إلى حد النهاية ولا الحكمة تقف على غاية.
ومن مذهبه : أن أخص ما يوصف به الرب سبحانه هو كونه حيا قيوما لأن العلم والقدرة والجود والحكمة تندرج تحت كونه حيا قيوما فهما صفتان جامعتان للكل وكان يقول : هو حي ناطق من جوهره أي من ذاته وحياته ونطقنا وحياتنا لا من جوهرنا ولهذا يتطرق إلى حياتنا ونطقنا العدم والدثور والفساد ولا يتطرق ذلك إلى حياته ونطقه وكلامه في المعاد والصفات والمبدأ أقرب إلى كلام الأنبياء من كلام غيره وبالجملة فهو أقرب القوم إلى تصديق الرسل ولهذا قتله قومه وكان يقول : إذا أقبلت الحكمة خدمت الشهوات العقول وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات وقال : لا تكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم وقال : ينبغي أن يغتم بالحياة ويفرح بالموت لأن الإنسان يحيا ليموت ثم يموت ليحيا وقال : قلوب المغرمين بالمعرفة بالحقائق منابر الملائكة وقلوب المؤثرين للشهوات مقاعد للشياطين للحياة حدان أحدهما : الأمل والآخر : الأجل فبالأول بقاؤها وبالآخر فناؤها.
وكذلك أفلاطون كان معروفا بالتوحيد وإنكار عبادة الأصنام وإثبات حدوث العالم وكان تلميذ سقراط ولما هلك سقراط قام مقامه وجلس على كرسيه، وكان يقول: إن للعالم صانعا محدثا مبدعا أزليا واجبا بذاته عالما بجميع المعلومات، قال: وليس في الوجود رسم ولا طلل إلا ومثاله عند الباري تعالى يشير إلى وجود صور المعلومات في علمه فهو مثبت للصفات وحدوث العالم ومنكر لعبادة الأصنام ولكن لم يواجه قومه بالرد عليهم وعيب آلهتهم فسكتوا عنه وكانوا يعرفون له فضله وعمله وصرح أفلاطون بحدوث العالم كما كان عليه الأساطين، وحكى ذلك عنه تلميذه أرسطو وخالفه فيه فزعم أنه قديم وتبعه على ذلك ملاحدة الفلاسفة من المنتسبين إلى الملل وغيرهم حتى انتهت النوبة إلى أبي علي بن سينا فرام بجهده تقريب هذا الرأي من قول أهل الملل وهيهات اتفاق النقيضين واجتماع الضدين" [إغاثة اللهفان 2/266-267].

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:30 PM
قال الامام بن القيم عن الفيلسوف افلاطون


"وكذلك أفلاطون، كان معروفا بالتوحيد، وإنكار عبادة الأصنام، وإثبات حدوث العالم وكان تلميذ سقراط، ولما هلك سقراط قام مقامه، وجلس على كرسيه.
وكان يقول إن للعالم صانعا محدثا، مبدعا أزليا، واجبا بذاته عالما بجميع المعلومات.
قال: وليس فى الوجود رسم ولا طلل إلا ومثاله عند البارى تعالى.
يشير إلى وجود صور المعلومات فى علمه.
فهو مثبت للصفات وحدوث العالم، ومنكر لعبادة الأصنام، ولكن لم يواجه قومه بالردعليهم، وعيب آلهتهم فسكتوا عنه، وكانوا يعرفون له فضله وعمله.
وصرح أفلاطون بحدوث العالم. كما كان عليه الأساطين. وحكى ذلك عنه تلميذه إرسطو.وخالفه فيه، فزعم أنه قديم، وتبعه على ذلك ملاحدة الفلاسفة، من المنتسبين إلى الملل وغيرهم، حتى انتهت النوبة إلى أبى علي بن سينا، فرام بجهده تقريب هذا الرأي من قول أهل الملل، وهيهات اتفاق النقيضين،واجتماع الضدين "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (3/266)؛

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:33 PM
نقولات عن شيخ الاسلام بن تيمية حول فلاسفة اليونان


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد ذكر طائفة منهم كمحمد بن يوسف العامري، وصاعد بن صاعد الأندلسي أن أساطينهم خمسة ثم أربعة ابندقلس ثم فيثاغورس ثم سقراط ثم أفلاطون قدموا الشام، واستفادوا من بني إسرائيل، ولهذا لم يكن من هؤلاء من قال بقدم العالم بخلاف أرسطو قالوا: فإنه لم يقدم الشام".
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 6 /499

وقال: "واتباع أرسطو من الأولين اشهرهم ثلاثة برقلس والاسكندر الافرديوسي وثامسطيوس صاحب الشروح والترجمة، وإذا قال الرازي في كتبه: "اتفقت الفلاسفة" فهم هؤلاء، وإلا فالفلاسفة طوائف كثيرون وبينهم اختلاف كثير في الطبيعيات والإلهيات وفي الهيئة أيضا، وقد ذكروا أنه أول من قال منهم بقدم العالم أرسطو، وقد ذكر محمد بن يوسف العامري -وهو من المصنفين في مذاهبم- أن قدماءهم دخلوا الشام واخذوا عن اتباع الأنبياء داود وسليمان، وان فيثاغورس معلم سقراط اخذ عن لقمان الحكيم، وسقراط هو معلم أفلاطون، وافلاطون معلم أرسطو".
الردعلى المنطقيين ص 337

وقال: "وقد ذكروا أن أساطين الفلاسفة كفيثاغورس وسقراط أفلاطون قدموا الشام وتعلموا الحكمة من لقمان وأصحاب داود وسليمان".
درء تعارض العقل والنقل7 /80
__________________
اللهم

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:46 PM
قياس ألاولى __لشيخ الاسلام بن تيمية


وأما ‏[‏ قياس الأولى ‏]‏ الذي كان يسلكه السلف إتباعا للقرآن، فيدل على أنه يثبت له من صفات الكمال التي لا نقص فيها أكمل مما علموه ثابتًا لغيره، مع التفاوت الذي لا يضبطه العقل، كما لا يضبط التفاوت بين الخالق وبين المخلوق، بل إذا كان العقل يدرك من التفاضل الذي بين مخلوق ومخلوق ما لا ينحصر قدره، وهو يعلم أن فضل الله على كل مخلوق أعظم من فضل مخلوق على مخلوق، كان هذا مما يبين له أن ما يثبت للرب أعظم من كل ما يثبت لكل ما سواه بما لا يدرك قدره‏.
‏‏ فكان ‏[‏قياس الأولى‏]‏ يفيده أمرًا يختص به الرب مع علمه بجنس ذلك الأمر، ولهذا كان الحذاق يختارون أن الأسماء المقولة عليه وعلى غيره مقولة بطريق التشكيك، ليست بطريق الاشتراك اللفظي ولا بطريق الاشتراك المعنوي الذي تتماثل أفراده، بل بطريق الاشتراك المعنوي الذي تتفاضل أفراده، كما يطلق لفظ البياض والسواد على الشديد كبياض الثلج وعلى ما دونه كبياض العاج‏.‏
فكذلك لفظ الوجود يطلق على الواجب والممكن، وهو في الواجب أكمل وأفضل من فضل هذا البياض على هذا البياض، لكن هذا التفاضل في الأسماء المشككة لا يمنع أن يكون أصل المعنى مشتركًا كليًا فلابد في الأسماء المشككة من معنى كلي مشترك وإن كان ذلك لا يكون إلا في الذهن‏.
‏‏ وذلك هو مورد ‏[‏التقسيم‏]‏؛ تقسيم الكلي إلى جزئياته إذا قيل‏:‏ الموجود ينقسم إلى واجب وممكن، فإن مورد التقسيم مشترك بين الأقسام، ثم كون وجود هذا الواجب أكمل من وجود الممكن لا يمنع أن يكون مسمى الوجود معنى كليًا مشتركًا بينهما، وهكذا في سائر الأسماء والصفات المطلقة على الخالق والمخلوق، كاسم الحي والعليم والقدير والسميع والبصير، وكذلك في صفاته كعلمه وقدرته ورحمته ورضاه وغضبه وفرحه، وسائر ما نطقت به الرسل من أسمائه وصفاته‏.
‏‏ والناس تنازعوا في هذا الباب‏.‏
فقالت طائقة كأبي العباس الناشى من شيوخ المعتزلة الذين كانوا أسبق من أبي علي‏:‏ هي حقيقة في الخالق مجاز في المخلوق‏.
‏‏ وقالت طائفة من الجهمية والباطنية والفلاسفة بالعكس‏:‏هي مجاز في الخالق حقيقة في المخلوق‏.‏
وقال جماهير الطوائف‏:‏ هي حقيقة فيهما‏.‏
وهذا قول طوائف النظار من المعتزلة الأشعرية والكرَّامية والفقهاء وأهل الحديث والصوفية وهو قول الفلاسفة؛ لكن كثيرًا من هؤلاء يتناقض فيقر في بعضها بأنها حقيقة كاسم الموجود والنفس والذات والحقيقة ونحو ذلك، وينازع في بعضها لشبه نفاة الجميع‏.‏ والقول فيما نفاه نظير القول فيما أثبته؛ ولكن هو لقصوره فرق بين المتماثلين، ونفى الجميع يمنع أن يكون موجودًا، وقد علم أن الموجود ينقسم إلى واجب وممكن، وقديم وحادث، وغني وفقير، ومفعول وغير مفعول، وأن وجود الممكن يستلزم وجود الواجب، ووجود المحدث يستلزم وجود القديم، ووجود الفقير يستلزم وجود الغني، ووجود المفعول يستلزم وجود غير المفعول‏.
‏‏ وحينئذ فبين الوجودين أمر مشترك، والواجب يختص بما يتميز به، فكذلك القول في الجميع‏.‏
والأسماء المشككة هي متواطئة باعتبار القدر المشترك، ولهذا كان المتقدمون من نظار الفلاسفة وغيرهم لا يخصون المشككة باسم، بل لفظ المتواطئة يتناول ذلك كله، فالمشككة قسم من المتواطئة العامة، وقسيم المتواطئة الخاصة‏.‏ وإذا كان كذلك فلابد من إثبات قدر مشترك كلي، وهو مسمى المتواطئة العامة، وذلك لا يكون مطلقًا إلا في الذهن، وهذا مدلول قياسهم البرهاني‏.‏
ولابد من إثبات التفاضل وهو مدلول المشككة التي هي قسيم المتواطئة الخاصة، وذلك هو مدلول الأقيسة البرهانية القرآنية وهي قياس الأولى، ولابد من إثبات خاصة الرب التي بها يتميز عما سواه، وذلك مدلول آياته سبحانه التي يستلزم ثبوتها ثبوت نفسه، لا يدل على هذه قياس لا برهاني ولا غير برهاني ‏.
‏‏ فتبين بذلك أن قياسهم البرهاني لا يحصل المطلوب الذي به تكمل النفس في معرفة الموجودات ومعرفة خالقها، فضلا عن أن يقال‏:‏ لا تعلم المطالب إلا به، وهذا باب واسع، لكن المقصود في هذا المقام التنبيه على بطلان قضيتهم السالبة، وهي قولهم ‏:‏إن العلوم النظرية لا تحصل إلا بواسطة برهانهم‏.
‏‏ ثم لم يكفهم هذا السلب العام الذي تحجروا فيه واسعا؛ وقصروا العلوم على طريق ضيقة لا تحصل إلا مطلوبًا لا طائل فيه حتى زعموا أن علم الله تعالى وعلم أنبيائه وأوليائه، إنما يحصل بواسطة القياس المشتمل على الحد الأوسط، كما يذكر ذلك ابن سينا وأتباعه، وهم في إثبات ذلك خير ممن نفى علمه وعلم أنبيائه من سلفهم الذين هم من أجهل الناس برب العالمين وأنبيائه وكتبه‏.‏
فابن سينا لما تميز عن أولئك، بمزيد علم وعقل، سلك طريقهم المنطقي في تقرير ذلك‏.‏
وصار سالكو هذه الطريق، وإن كانوا أعلم من سلفهم وأكمل، فهم أضل من اليهود والنصارى وأجهل؛ إذ كان أولئك حصل لهم من الإيمان بواجب الوجود وصفاته ما لم يحصل لهؤلاء الضلال لما في صدورهم من الكبر والخيال، وهم من أتباع فرعون وأمثاله؛ ولهذا تجدهم لموسي ومن معه من أهل الملل والشرائع متنقصين أو معادين‏.‏
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏56‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏‏كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏35‏]‏، وقال‏:‏ ‏{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏83-85‏[‏‏.‏
وقد بسط الكلام على قول فرعون ومتابعة هؤلاء له والنمروذ بن كنعان وأمثالهما من رؤوس الكفر والضلال، ومخالفتهم لموسى وإبراهيم وغيرهما من رسل الله صلوات الله عليهم في مواضع‏.‏
وقد جعل الله آل إبراهيم أئمة للمؤمنين أهل الجنة، وآل فرعون أئمة لأهل النار، قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏39-49‏]‏، وقال في آل إبراهيم‏:‏ ‏{‏‏وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ‏}‏‏ ‏[‏السجدة‏:‏24‏]‏‏.
‏‏ والمقصود أن متأخريهم الذين هم أعلم منهم جعلوا علم الرب يحصل بواسطة القياس البرهاني، وكذلك علم أنبيائه‏.
‏‏ وقد بسطنا الكلام في الرد عليهم في غير هذا الموضوع‏.
‏‏ والمقصود هنا التنبيه على فساد قولهم‏:‏ إنه لا يحصل العلم إلا بالبرهان الذي وصفوه، وإذا كان هذا السلب باطلا في علم آحاد الناس، كان بطلانه أولى في علم رب العالمين سبحانه وتعالى، ثم ملائكته وأنبيائه، صلوات الله عليهم أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء التاسع.

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:49 PM
العلوم ثلاتة ___شيخ الاسلام بن تيمية


ولهذا كانت العلوم ثلاثة‏:‏ إما علم لا يتجرد عن المادة لا في الذهن ولا في الخارج، وهو ‏[‏الطبيعي‏]‏ وموضوعه الجسم، وإما مجرد عن المادة في الذهن لا في الخارج، وهو ‏[‏الرياضي‏]‏‏:‏ كالكلام في المقدار والعدد‏.‏

وأما ما يتجرد عن المادة منها، وهو ‏[‏الإلهي‏]‏ وموضوعه الوجود المطلق بلواحقه التي تلحقه من حيث هو وجود، كانقسامه إلى واجب وممكن وجوهر وعرض‏.‏

وانقسام الجوهر إلى ما هو حال وإلى ما هو محل‏.

‏‏ وما ليس بحال ولا محل، بل هو يتعلق بذلك تعلق التدبير، وإلى ما ليس بحال ولا محل ولا هو متعلق بذلك‏.‏

فالأول‏:‏ هو الصورة‏.‏

والثاني‏:‏ هو المادة‏.‏

وهو الهيولى ومعناه في لغتهم المحل‏.

‏‏ والثالث ‏:‏ هو النفس‏.

‏‏ والرابع ‏:‏ هو العقل‏.‏

والأول يجعله أكثرهم من مقولة الجوهر، ولكن طائفة من متأخريهم كابن سينا امتنعوا من تسميته جوهرًا، وقالوا‏:‏ الجوهر ما إذا وجد كان وجوده لا في موضوع، أي لا في محل يستغنى عن الحال فيه، وهذا إنما يكون فيما وجوده غير ماهيته، والأول ليس كذلك، فلا يكون جوهرًا‏.

‏‏ وهذا مما خالفوا فيه سلفهم، ونازعوهم فيه نزاعًا لفظيًا، ولم يأتوا بفرق صحيح معقول، فإن تخصيص اسم الجوهر بما ذكروه أمر اصطلاحي، وأولئك يقولون‏:‏ بل هو كل ما ليس في موضوع، كما يقول المتكلمون‏:‏ كل ما هو قائم بنفسه، أو كل ما هو متحيز، أو كل ما قامت به الصفات، أو كل ما حمل الأعراض ونحو ذلك‏.

‏‏ وأما الفرق المعنوي، فدعواهم أن وجود الممكنات زائد على ماهيتها في الخارج باطل، ودعواهم أن الأول وجود مقيد بالسلوب أيضا باطل، كما هو مبسوط في موضعه، والمقصود هنا الكلام على البرهان‏.‏

فيقال‏:‏ هذا الكلام، وإن ضل به طوائف، فهو كلام مزخرف وفيه من الباطل ما يطول وصفه، لكن ننبه هنا على بعض ما فيه، وذلك من وجوه‏:‏

الأول‏:‏ أن يقال‏:‏ إذا كان البرهان لا يفيد إلا العلم بالكليات، والكليات إنما تتحقق في الأذهان لا في الأعيان، وليس في الخارج إلا موجود معين، لم يعلم بالبرهان شيء من المعينات، فلا يعلم به موجود أصلا، بل إنما يعلم به أمور مقدرة في الأذهان‏.‏

ومعلوم أن النفس لو قدر أن كمالها في العلم فقط، وإن كانت هذه قضية كاذبة، كما بسط في موضعه، فليس هذا علمًا تكمل به النفس؛ إذ لم تعلم شيئًا من الموجودات، ولا صارت عالما معقولًا موازيًا للعالم الموجود، بل صارت عالما لأمور كلية مقدرة لا يعلم بها شيء من العالم الموجود، وأي خير في هذا فضلا عن أن يكون كمالا‏.

‏‏ والثاني‏:‏ أن يقال‏:‏ أشرف الموجودات هو ‏[‏واجب الوجود‏]‏، ووجوده معين لا كلي؛ فإن الكلي لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه، وواجب الوجود يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه، وإن لم يعلم منه ما يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه، بل إنما علم أمر كلي مشترك بينه وبين غيره لم يكن قد علم واجب الوجود، وكذلك ‏[‏الجواهر العقلية‏]‏ عندهم، وهي العقول العشرة، أو أكثر من ذلك عند من يجعلها أكثر من ذلك عندهم، كالسهروردي المقتول، وأبي البركات وغيرهما‏.

‏‏ كلها جواهر معينة، لا أمور كلية، فإذا لم نعلم إلا الكليات، لم نعلم شيئًا منها، وكذلك الأفلاك التي يقولون‏:‏ إنها أزلية أبدية، فإذا لم نعلم إلا الكليات، لم تكن معلومة، فلا نعلم واجب الوجود ولا العقول، ولا شيئًا من النفوس ولا الأفلاك ولا العناصر ولا المولدات، وهذه جملة الموجودات عندهم، فأي علم هنا تكمل به النفس‏؟‏

الثالث‏:‏ أن تقسيمهم العلوم إلى الطبيعي والرياضي والإلهي، وجعلهم الرياضي أشرف من الطبيعي‏.‏ والإلهي أشرف من الرياضي، هو مما قلبوا به الحقائق، فإن العلم الطبيعي وهو العلم بالأجسام الموجودة في الخارج، ومبدأ حركاتها وتحولاتها من حال إلى حال، وما فيها من الطبائع أشرف من مجرد تصور مقادير مجردة وأعداد مجردة، فإن كون الإنسان لا يتصور إلا شكلا مدورًا أو مثلثًا أو مربعًا ولو تصور كل ما في إقليدس أو لا يتصور إلا أعدادًا مجردة ليس فيه علم بموجود في الخارج، وليس ذلك كمال النفس، ولولا أن ذلك طلب فيه معرفة المعدودات والمقدرات الخارجة التي هي أجسام وأعراض لما جعل علمًا، وإنما جعلوا علم الهندسة مبدأ تعلم الهيئة ليستعينوا به على براهين الهيئة، أو ينتفعوا به في عمارة الدنيا، هذا مع أن براهينهم القياسية لا تدل على شيء دلالة مطردة يقينية سالمة عن الفساد إلا في هذه المواد الرياضية‏.

‏‏ فإن علم الحساب الذي هو علم بالكم المنفصل، والهندسة التي هي علم بالكم المتصل، علم يقيني لا يحتمل النقيض البتة، مثل جمع الأعداد وقسمتها وضربها ونسبة بعضها إلى بعض، فإنك إذا جمعت مائة إلى مائة علمت أنهما مائتان‏.

‏‏ فإذا قسمتها على عشرة كان لكل واحد عشرة وإذا ضربتها في عشرة، كان المرتفع مائة، والضرب مقابل للقسمة، فإن ضرب الأعداد الصحيحة تضعيف آحاد أحد العددين بآحاد العدد الآخر، فإذا قسم المرتفع بالضرب على أحد العددين خرج المضروب الآخر‏.‏وإذا ضرب الخارج بالقسمة في المقسوم عليه خرج المقسوم، فالمقسوم نظير المرتفع بالضرب، فكل واحد من المضروبين نظير المقسوم والمقسوم عليه، والنسبة تجمع هذه كلها، فنسبة أحد المضروبين إلى المرتفع كنسبة الواحد إلى المضروب الآخر، ونسبة المرتفع إلى أحد المضروبين نسبة الآخر إلى الواحد‏.

‏‏ فهذه الأمور وأمثالها مما يتكلم فيه الحساب أمر معقول مما يشترك فيه ذوو العقول، وما من أحد من الناس إلا يعرف منه شيئًا فإنه ضروري في العلم، ولهذا يمثلون به في قولهم‏:‏ الواحد نصف الاثنين، ولا ريب أن قضاياه كلية واجبة القبول لا تنتقض البتة‏.‏

وهذا كان مبدأ فلسفتهم التي وضعها ‏[‏فيثاغورس‏]‏ وكانوا يسمون أصحابه أصحاب العدد، وكانوا يظنون أن الأعداد المجردة موجودة خارجة عن الذهن، ثم تبين لأفلاطون وأصحابه غلط ذلك، وظنوا أن الماهيات المجردة كالإنسان والفرس المطلق موجودات خارج الذهن وأنها أزلية أبدية، ثم تبين لأرسطو وأصحابه غلط ذلك، فقالوا‏:‏ بل هذه الماهيات المطلقة موجودة في الخارج مقارنة لوجود الأشخاص، ومشى من مشى من أتباع أرسطو من المتأخرين على هذا، وهو أيضًا غلط‏.‏

فإن ما في الخارج ليس بكلي أصلا، وليس في الخارج إلا ما هو معين مخصوص‏.‏

وإذا قيل‏:‏ الكلي الطبيعي في الخارج، فمعناه إنما هو كلي في الذهن يوجد في الخارج، لكن إذا وجد في الخارج لا يكون إلا معينًا، لا يكون كليًا، فكونه كليا مشروط بكونه في الذهن، ومن أثبت ماهية لا في الذهن ولا في الخارج، فتصور قوله تصورًا تامًا يكفي في العلم بفساد قوله، وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع‏.‏

والمقصود هنا أن هذا العلم هو الذي تقوم عليه براهين صادقة، لكن لا تكمل بذلك نفس، ولا تنجو به من عذاب، ولا تنال به سعادة؛ ولهذا قال أبوحامد الغزالي وغيره في علوم هؤلاء‏:‏ هي بين علوم صادقة لا منفعة فيها، ونعوذ بالله من علم لا ينفع، وبين ظنون كاذبة لا ثقة بها وإن بعض الظن إثم‏.

‏‏ يشيرون بالأول إلى العلوم الرياضية، وبالثاني إلى ما يقولونه في الإلهيات وفي أحكام النجوم ونحو ذلك؛ لكن قد تلتذ النفس بذلك كما تلتذ بغير ذلك، فإن الإنسان يلتذ بعلم ما لم يكن علمه، وسماع ما لم يكن سمعه، إذا لم يكن مشغولا عن ذلك بما هو أهم عنده منه، كما قد يلتذ بأنواع من الأفعال التي هي من جنس اللهو واللعب‏.

‏‏ وأيضًا، ففي الإدمان على معرفة ذلك تعتاد النفس العلم الصحيح، والقضايا الصحيحة الصادقة، والقياس المستقيم، فيكون في ذلك تصحيح الذهن والإدراك، وتعود النفس أنها تعلم الحق وتقوله، لنستعين بذلك على المعرفة التي هي فوق ذلك، ولهذا يقال‏:‏ إنه كان أوائل الفلاسفة أول ما يعلمون أولادهم العلم الرياضي، وكثير من شيوخهم في آخر أمره إنما يشتغل بذلك؛ لأنه لما نظر في طرقهم وطرق من عارضهم من أهل الكلام الباطل، ولم يجد في ذلك ما هو حق، أخذ يشغل نفسه بالعلم الرياضي، كما كان يتحرى مثل ذلك من هو من أئمة الفلاسفة كابن واصل وغيره‏.‏ وكذلك كثير من متأخري أصحابنا يشتغلون وقت بطالتهم بعلم الفرائض والحساب والجبر والمقابلة والهندسة ونحو ذلك؛ لأن فيه تفريحًا للنفس، وهو علم صحيح لا يدخل فيه غلط‏.

‏‏ وقد جاء عن عمر بن الخطاب أنه قال‏:‏ إذا لهوتم فالهوا بالرمي، وإذا تحدثتم فتحدثوا بالفرائض‏.

‏‏ فإن حساب الفرائض علم معقول مبني على أصل مشروع، فتبقى فيه رياضة العقل وحفظ الشرع، لكن ليس هو علمًا يطلب لذاته، ولا تكمل به النفس‏.

‏‏ وأولئك المشركون كانوا يعبدون الكواكب، ويبنون لها الهياكل، ويدعونها بأنواع الدعوات‏.‏

كما هو معروف من أخبارهم، وما صنف على طريقهم من الكتب الموضوعة في الشرك والسحر ودعوة الكواكب والعزائم والأقسام التي بها يعظم إبليس وجنوده‏.

‏‏ وكان الشيطان بسبب الشرك والسحر يغويهم بأشياء هي التي دعتهم إلى ذلك الشرك والسحر، وكانوا يرصدون الكواكب ليتعلموا مقاديرها، ومقادير حركاتها وما بين بعضها من الاتصالات، مستعينين بذلك على ما يرونه مناسبًا لها‏.

‏‏ ولما كانت الأفلاك مستديرة، ولم يمكن معرفة حسابها إلا بمعرفة الهندسة وأحكام الخطوط المستقيمة والمنحنية، تكلموا في ‏[‏الهندسة‏]‏ لذلك ولعمارة الدنيا؛ فلهذا صاروا يتوسعون في ذلك، وإلا فلو لم يتعلق بذلك غرض إلا مجرد تصور الأعداد والمقادير، لم تكن هذه الغاية مما يوجب طلبها بالسعي المذكور، وربما كانت هذه غاية لبعض الناس الذين يتلذذون بذلك، فإن لذات النفوس أنواع، ومنهم من يلتذ بالشطرنج والنرد والقمار، حتى يشغله ذلك عما هو أنفع له منه‏.‏

وكان مبدأ وضع ‏[‏المنطق‏]‏ من الهندسة، وسموه حدودًا، لحدود تلك الأشكال؛ لينتقلوا من الشكل المحسوس إلى الشكل المعقول؛ وهذا لضعف عقولهم وتعذر المعرفة عليهم إلا بالطريق البعيدة‏.

‏‏ والله تعالى يسر للمسلمين من العلم والبيان والعمل الصالح والإيمان ما برزوا به على كل نوع من أنواع جنس الإنسان‏.‏

والحمد لله رب العالمين‏.

‏‏ وأما ‏[‏العلم الإلهي‏]‏ الذي هو عندهم مجرد عن المادة في الذهن والخارج، فقد تبين لك أنه ليس له معلوم في الخارج، وإنما هو علم بأمور كلية مطلقة لا توجد كلية إلا في الذهن، وليس في هذا من كمال النفس شيء‏.‏

وإن عرفوا واجب الوجود بخصوصه، فهو علم بمعين يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه، وهذا مما لا يدل عليه القياس الذي يسمونه البرهان، فبرهانهم لا يدل على شيء معين بخصوصه، لا واجب الوجود ولا غيره، وإنما يدل على أمر كلي‏.

‏‏ والكلي لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه‏.‏

و واجب الوجود يمنع العلم به من وقوع الشركة فيه‏.‏

ومن لم يتصور ما يمنع الشركة فيه لم يكن قد عرف الله، ومن لم يثبت للرب إلا معرفة الكليات كما يزعمه ابن سينا وأمثاله، وظن أن ذلك كمال للرب، فكذلك يظنه كمالا للنفس بطريق الأولى، لا سيما إذا قال‏:‏ إن النفس لا تدرك إلا الكليات، وإنما يدرك الجزئيات البدن فهذا في غاية الجهل، وهذه الكليات التي لا تعرف بها الجزئيات الموجودة، لا كمال فيها البتة، والنفس إنما تحب معرفة الكليات، لتحيط بها بمعرفة الجزئيات، فإذا لم يحصل ذلك لم تفرح النفس بذلك‏.‏

الوجه الرابع‏:‏ أن يقال‏:‏ هب أن النفس تكمل بالكليات المجردة، كما يزعمون، فما يذكرونه في العلم الأعلى عندهم الناظر في الوجود ولواحقه ليس كذلك؛ فإن تصور معني الوجود فقط أمر ظاهر حتى يستغني عن الحد عندهم لظهوره، فليس هو المطلوب وإنما المطلوب أقسامه، ونفس أقسامه إلى واجب وممكن، وجوهر وعرض، وعلة ومعلول، وقديم وحادث‏:‏ هو أخص من مسمى الوجود، وليس في مجرد انقسام الأمر العام في الذهن إلى أقسام بدون معرفة الأقسام ما يقتضى علما كليا عظيما عاليا على تصور الوجود‏.

‏‏ فإذا عرفت الأقسام فليس ما هو علم بمعلوم لا يقبل التغيير والاستحالة، وليس معهم دليل أصلا يدلهم أن العالم لم يزل ولا يزال هكذا، وجميع ما يحتجون به على دوام الفاعل والفاعلية والزمان والحركة وتوابع ذلك، فإنما يدل على قدم نوع ذلك ودوامه، لا قدم شيء معين ولا دوام شيء معين‏.‏

فالجزم أن مدلول تلك الأدلة هو هذا العالم أو شيء منه، جهل محض لا مستند له، إلا عدم العلم بموجود غير هذا العالم، وعدم العلم ليس علمًا بالعدم‏.‏

ولهذا لم يكن عند القوم إيمان بالغيب الذي أخبرت به الأنبياء، فهم لا يؤمنون لا بالله ولا بملائكته ولا كتبه ولا رسله ولا البعث بعد الموت‏.

‏‏ وإذا قالوا‏:‏ نحن نثبت العالم العقلي أو المعقول الخارج عن المحسوس، وذلك هو الغيب، فإن هذا وإن كان قد ذكره طائفة من المتكلمة والمتفلسفة خطأ وضلال، فإن ما يثبتونه من المعقولات، إنما يعود عند التحقيق إلى أمور مقدرة في الأذهان، لا موجودة في الأعيان‏.

‏‏ والرسل أخبرت عما هو موجود في الخارج وهو أكمل وأعظم وجودًا مما نشهده في الدنيا‏.

‏‏ فأين هذا من هذا‏؟‏‏!‏ وهم لما كانوا مكذبين بما أخبرت به الرسل قالوا‏:‏ إن الرسل قصدوا إخبار الجمهور بما يتخيل إليهم لينتفعوا بذلك في العدل الذي أقاموه لهم‏.‏

ثم منهم من يقول‏:‏ إن الرسل عرفت ما عرفناه من نفي هذه الأمور‏.‏

ومنهم من يقول‏:‏ بل لم يكونوا يعرفون هذا، وإنما كان كمالهم في القوة العملية لا النظرية‏.

‏‏ وأقل أتباع الرسل إذا تصور حقيقة ما عندهم، وجده مما لا يرضى به أقل أتباع الرسل‏.‏

وإذا علم بالأدلة العقلية أن هذا العالم يمتنع أن يكون شيء منه قديمًا أزليًا، وعلم بأخبار الأنبياء المؤيدة بالعقل أنه كان قبله عالما آخر منه خلق، وأنه سوف يستحيل وتقوم القيامة ونحو ذلك، علم أن غاية ما عندهم من الأحكام الكلية ليست مطابقة بل هي جهل لا علم‏.‏

وهب أنهم لا يعلمون ما أخبرت به الرسل، فليس في العقل ما يوجب ما ادعوه من كون هذه الأنواع الكلية في هذا العالم، أزلية أبدية، لم تزل ولا تزال‏.‏ فلا يكون العلم بذلك علما بكليات ثابتة، وعامة ‏[‏فلسفتهم الأولى‏]‏ و ‏[‏حكمتهم العليا‏]‏ من هذا النمط، وكذلك من صنف على طريقتهم؛ كصاحب ‏[‏المباحث المشرقية‏]‏، وصاحب ‏[‏حكمة الإشراق‏]‏، وصاحب ‏[‏دقائق الحقائق‏]‏، و‏[‏رموز الكنوز‏]‏، وصاحب ‏[‏كشف الحقائق‏]‏، وصاحب ‏[‏الأسرار الخفية في العلوم العقلية‏]‏، وأمثال هؤلاء، ممن لم يجرد القول لنصر مذهبهم مطلقًا، ولا تخلص من إشراك ضلالهم مطلقًا، بل شاركهم في كثير من ضلالهم، وشاركهم في كثير من محالهم، وتخلص من بعض وبالهم، وإن كان أيضا لم ينصفهم في بعض ما أصابوا، وأخطأ لعدم علمه بمرادهم أو لعدم معرفته أن ما قالوا صواب‏.‏

ثم إن هؤلاء إنما يتبعون كلام ابن سينا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء التاسع.

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:51 PM
سئل شيخ الاسلام بن تيمية عن العقل
___________________

سئل شيخ الإسلام الإمام العلامة تقي الدين أحمدد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية رضي الله عنه عن ‏[‏العقل‏]‏ الذي للإنسان هل هو عرض‏؟‏ وما هي ‏[‏الروح‏]‏ المدبرة لجسده‏؟‏ هل هي النفس‏؟‏ وهل لها كيفية ‏؟‏ وهل هي عرض أو جوهر‏؟‏ وهل يعلم مسكنها من الجسد ومسكن العقل‏؟‏

فأجاب‏:‏

الحمد لله رب العالمين‏.‏

‏[‏العقل‏]‏ في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل، سواء سمي عرضا أو صفة، ليس هو عينًا قائمة بنفسها، سواء سمي جوهرًا أو جسمًا أو غير ذلك، وإنما يوجد التعبير باسم ‏"‏العقل‏"‏ عن الذات العاقلة التي هي جوهر قائم بنفسه في كلام طائفة من المتفلسفة الذين يتكلمون في العقل والنفس، ويدعون ثبوت عقول عشرة، كما يذكر ذلك من يذكره من أتباع أرسطو أو غيره من المتفلسفة المشائين‏.

‏‏ ومن تلقي ذلك عنهم من المنتسبن إلى الملل‏.

‏‏ وقد بسط الكلام على هؤلاء في غير هذا الموضع، وبين أن ما يذكرونه من العقول والنفوس والمجردات والمفارقات والجواهر العقلية لا يثبت لهم منه إلا نفس الإنسان، وما يقول بها من العلوم وتوابعها، فإن أصل تسميتهم لهذه الأمور مفارقات هو مأخوذ من مفارقة النفس البدن بالموت، وهذا أمر صحيح، فإن نفس الميت تفارق بدنه بالموت، وهذا مبني على أن النفس قائمة بنفسها، تبقى بعد فراق البدن بالموت منعمة أو معذبة، وهذا مذهب أهل الملل من المسلمين وغيرهم، وهو قول الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين، وإن كان كثير من أهل الكلام يزعمون أن النفس هي الحياة القائمة بالبدن‏.‏

ويقول بعضهم‏:‏ هي جزء من أجزاء البدن كالريح المترددة في البدن أو البخار الخارج من القلب‏.‏

ففي الجملة، النفس المفارقة للبدن بالموت ليست جزءا من أجزاء البدن، ولا صفة من صفات البدن عند سلف الأمة وأئمتها، وإنما يقول هذا وهذا من يقوله من أهل الكلام المبتدع المحدث من أتباع الجهمية والمعتزلة ونحوهم ‏.‏

والفلاسفة المشاءون يقرون بأن النفس تبقى إذا فارقت البدن، لكن يصفون النفس بصفات باطلة، فيدعون أنها إذا فارقت البدن كانت عقلا، والعقل عندهم هو المجرد عن المادة وعلائق المادة، والمادة عندهم هي الجسم، وقد يقولون‏:‏ هو المجرد عن التعلق بالهيولي، والهيولي في لغتهم هو بمعنى المحل‏.‏

ويقولون‏:‏ المادة والصورة‏.

‏‏ والعقل عندهم جوهر قائم بنفسه لا يوصف بحركة ولا سكون ولا تتجدد له أحوال البتة‏.

‏‏ فحقيقة قولهم‏:‏ إن النفس إذا فارقت البدن لا يتجدد لها حال من الأحوال، لا علوم ولا تصورات، ولا سمع ولا بصر ولا إرادات، ولا فرح وسرور، ولا غير ذلك مما قد يتجدد ويحدث، بل تبقى عندهم على حال واحدة أزلًا وأبدًا، كما يزعمونه في العقل والنفس‏.

‏‏ ثم منهم من يقول‏:‏ إن النفوس واحدة بالعين‏.

‏‏ ومنهم من يقول‏:‏ هي متعددة‏.

‏‏ وفي كلامهم من الباطل ما ليس هذا موضع بسطه‏.

‏‏ وإنما المقصود التنبيه على ما يناسب هذا الموضع، فهم يسمون ما اقترن بالمادة التي هي الهيولي وهي الجسم في هذا الموضع نفسًا كنفس الإنسان المدبرة لبدنه، ويزعمون أن للفلك نفسًا تحركه كما للناس نفوس، لكن كان قدماؤهم يقولون‏:‏ إن نفس الفلك عرض قائم بالفلك كنفوس البهائم، وكما يقوم بالإنسان الشهوة والغضب، لكن طائفة منهم كابن سينا وغيره زعموا أن النفس الفلكية جوهر قائم بنفسه كنفس الإنسان، وما دامت نفس الإنسان مدبرة لبدنه سموها نفسًا، فإذا فارقت سموها عقلا؛ لأن العقل عندهم هو المجرد عن المادة وعن علائق المادة، وأما النفس فهي المتعلقة بالبدن تعلق التدبير والتصريف‏.‏

وأصل تسميتهم هذه مجردات هو مأخوذ من كون الإنسان يجرد الأمور العقلية الكلية عن الأمور الحسية المعينة، فإنه إذا رأى أفرادًا للإنسان كزيد وعمرو عقل قدرًا مشتركًا بين الأناسي وبين الإنسانية الكلية المشتركة المعقولة في قلبه، وإذا رأي الخيل والبغال والحمير وبهيمة الأنعام وغير ذلك من أفراد الحيوان، عقل من ذلك قدرًا كليًا مشتركًا بين الأفراد، وهي الحيوانية الكلية المعقولة، وإذا رأى مع ذلك الحيوان والشجر والنبات، عقل من ذلك قدرًا مشتركًا كليًا وهو الجسم النامي المغتذي، وقد يسمون ذلك النفس النباتية وإذا رأى مع ذلك سائر الأجسام العلوية الفلكية والسفلية العنصرية، عقل من ذلك قدرًا مشتركا كليا وهو الوجود العام الكلي الذي ينقسم إلى جوهر وعرض، وهذا الوجود هو عندهم موضوع ‏"‏العلم الأعلى‏"‏ الناظر في الوجود ولواحقه، وهي ‏[‏الفلسفة الأولى‏]‏ و‏[‏الحكمة العليا‏]‏ عندهم‏.

‏‏ وهم يقسمـون الوجود إلى جوهـر وعرض، والأعراض يجعلونها ‏[‏تسعة أنواع‏]‏، هذا هو الذي ذكره أرسطو وأتباعه يجعلون هذا من جملة المنطق؛ لأن فيه المفردات التي تنتهي إليها الحدود المؤلفة، وكذلك من سلك سبيلهم، ممن صنف في هذا الباب كابن حزم وغيره‏.

‏‏ وأما ابن سينا وأتباعه فقالوا‏:‏ الكلام في هذا لا يختص بالمنطق، فأخرجوها منه وكذلك من سلك سبيل ابن سينا كأبي حامد والسهروردي المقتول والرازي والآمدي وغيرهم‏.

‏‏ وهذه هي ‏[‏المقولات العشر‏]‏ التي يعبرون عنها بقولهم‏:‏الجوهر، والكم والكيف، والأين، ومتى، والإضافة، والوضع، والملك، وأن يفعل، وأن ينفعل، وقد جمعت في بيتين وهي‏:‏

زيد الطويل الأسود بن مالك ** في داره بالأمس كان متكي

في يده سيف نضاه فانتضـــا ** فهذه عشر مقولات ســـوا

وأكثر الناس من أتباعه وغير أتباعه أنكروا حصر الأعراض في تسعة أجناس، وقالوا‏:‏ إن هذا لا يقوم عليه دليل، ويثبتون إمكان ردها إلى ثلاثة وإلى غير ذلك من الأعداد، وجعلوا الجواهر خمسة أنواع‏:‏ الجسم، والعقل، والنفس، والمادة، والصورة‏.

‏‏ فالجسم جوهر حسي، والباقية جواهر عقلية، لكن ما يذكرونه من الدليل على إثبات الجواهر العقلية، إنما يدل على ثبوتها في الأذهان لا في الأعيان‏.‏

وهذه التي يسمونها ‏[‏المجردات العقلية‏]‏ ويقولون‏:‏ الجواهر تنقسم إلى ماديات، ومجردات، فالماديات القائمة بالمادة وهي الهيولي وهي الجسم، والمجردات هي المجردات عن المادة، وهذه التي يسمونها المجردات أصلها هي هذه الأمور الكلية المعقولة في نفس الإنسان، كما أن المفارقات أصلها مفارقة النفس البدن‏.

‏‏ وهذان أمران لا ينكران، لكن ادعوا في صفات النفس وأحوالها أمورًا باطلة، وادعوا أيضًا ثبوت جواهر عقلية قائمة بأنفسها ويقولون فيها‏:‏ العاقل، والمعقول والعقل شيء واحد‏.‏

كما يقولون‏:‏ مثل ذلك في رب العالمين، فيقولون‏:‏ هو عاقل ومعقول وعقل، وعاشق ومعشوق وعشق، ولذيذ وملتذ ولذة‏.

‏‏ ويجعلون الصفة عين الموصوف، ويجعلون كل صفة هي الأخرى، فيجعلون نفس العقل الذي هو العلم نفس العاقل العالم، ونفس العشق الذي هو الحب نفس العاشق المحب، ونفس اللذة هي نفس العلم ونفس الحب، ويجعلون القدرة والإرادة هي نفس العلم، فيجعلون العلم هو القدرة وهو الإرادة وهو المحبة وهو اللذة، ويجعلون العالم المريد المحب الملتذ هو نفس العلم الذي هو نفس الإرادة وهو نفس المحبة وهو نفس اللذة، فيجعلون الحقائق المتنوعة شيئًا واحدًا، ويجعلون نفس الصفات المتنوعة هي نفس الذات الموصوفة، ثم يتناقضون فيثبتون له علما ليس هو نفس ذاته، كما تناقض ابن سينا في إشاراته، وغيره من محققيهم، وبسط الكلام في الرد عليهم بموضع آخر‏.

‏‏ والمقصود أنهم يعبرون بلفظ العقل عن جوهر قائم بنفسه، ويثبتون جواهر عقلية يسمونها المجردات والمفارقات للمادة؛ وإذا حقق الأمر عليهم لم يكن عندهم غير نفس الإنسان التي يسمونها الناطقة وغير ما يقوم بها من المعنى الذي يسمى عقلاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء التاسع.

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:53 PM
سئل شيخ الاسلام عن الحقيقة .


السؤال: فصـــل: في معنى الحقيقة

الإجابة: أما قول السائل‏:‏ ما معنى كون ذلك حقيقة‏؟‏ فالحقيقة‏:‏ هواللفظ المستعمل فيما وضع له، وقد يراد بها المعنى الموضوع للفظ الذي يستعمل اللفظ فيه‏.
‏‏ فالحقيقة أو المجاز هي من عوارض الألفاظ في اصطلاح أهل الأصول، وقد يجعلونه من عوارض المعاني لكن الأول أشهر، وهذه الأسماء والصفات لم توضع لخصائص المخلوقين عند الإطلاق، ولا عند الإضافة إلى اللّه تعالى ولكن عند الإضافة إليهم‏.
‏‏
‏‏ فاسم العلم يستعمل مطلقًا، ويستعمل مضافًا إلى العبد، كقوله‏:‏ ‏{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏18‏]‏، ويستعمل مضافًا إلى اللّه كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء‏}‏‏ ‏[‏ البقرة‏:‏255‏]‏، فإذا أضيف العلم إلى المخلوق لم يصلح أن يدخل فيه علم الخالق سبحانه ولم يكن علم المخلوق كعلم الخالق، وإذا أضيف إلى الخالق كقوله‏:‏ ‏{‏‏أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏166‏]‏ لم يصلح أن يدخل فيه علم المخلوقين، ولم يكن علمه كعلمهم‏.
‏‏
‏‏ وإذا قيل‏:‏ العلم مطلقًا أمكن تقسيمه، فيقال‏:‏ العلم ينقسم إلى العلم القديم والعلم المحدَث، فلفظ العلم عام فيهما، متناول لهما بطريق الحقيقة، وكذلك إذا قيل‏:‏ الوجود ينقسم إلى قديم ومُحدَث وواجب وممكن، وكذلك إذا قيل في الاستواء‏:‏ ينقسم إلى استواء الخالق واستواء المخلوق، وكذلك إذا قيل‏:‏ الإرادة والرحمة والمحبة تنقسم إلى إرادة اللّه ومحبته ورحمته، وإردة العبد ومحبته ورحمته‏.
‏‏
‏‏ فمن ظن أن ‏[‏الحقيقة‏]‏ إنما تتناول صفة العبد المخلوقة المحدثة دون صفة الخالق، كان في غاية الجهل؛ فإن صفة اللّه أكمل وأتم وأحق بهذه الأسماء الحسنى، فلا نسبة بين صفة العبد وصفة الرب، كما لا نسبة بين ذاته وذاته، فكيف يكون العبد مستحقًا للأسماء الحسنى حقيقة، فيستحق أن يقال له‏:‏ عالم قادر سميع بصير، والرب لا يستحق ذلك إلا مجازًا‏؟‏‏!‏ ومعلوم أن كل كمال حصل للمخلوق فهو من الرب سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى، فكل كمال حصل للمخلوق فالخالق أحق به، وكل نقص تنزه عنه المخلوق فالخالق أحق أن ينزه عنه؛ ولهذا كان للّه ‏[‏المثل الأعلى‏]‏، فإنه لا يقاس بخلقه ولا يمثل بهم، ولا تضرب له الأمثال‏.‏
فلا يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل بمثل؛ ولا في قياس شمول تستوي أفراده، بل ‏{‏‏وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏ 27‏]‏‏.‏

‏‏ ومن الناس من يسمى هذه الأسماء ‏[‏المشككة‏]‏؛ لكون المعنى في أحد المحلين أكمل منه في الآخر، فإن الوجود بالواجب أحق منه بالممكن، والبياض بالثلج أحق منه بالعاج، وأسماؤه وصفاته من هذا الباب؛ فإن اللّه تعالى يوصف بها على وجه لا يماثل أحدًا من المخلوقين وإن كان بين كل قسمين قدرٌ مشترك، وذلك القدر المشترك هو مسمى اللفظ عند الإطلاق، فإذا قيد بأحد المحلين تقيد به‏.
‏‏
‏‏ فإذا قيل‏:‏ وجود وماهية وذات، كان هذا الاسم متناولًا للخالق والمخلوق، وإن كان الخالق أحق به من المخلوق، وهو حقيقة فيهما‏.
‏‏
‏‏ فإذا قيل‏:‏ وجود اللّه وماهيته وذاته اختص هذا باللّه، ولم يبق للمخلوق دخول في هذا المسمى، وكان حقيقة للّه وحده‏.‏

‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ وجود المخلوق وذاته اختص ذلك بالمخلوق وكان حقيقة للمخلوق‏.
‏‏ فإذا قيل‏:‏ وجود العبد وماهيته وحقيقته لم يدخل الخالق في هذا المسمى، وكان حقيقة للمخلوق وحده‏.‏

‏‏ والجاهل يظن أن اسم الحقيقة إنما يتناول المخلوق وحده، وهذا ضلال معلوم الفساد بالضرورة في ‏[‏العقول‏]‏ و‏[‏الشرائع‏]‏ و‏[‏اللغات‏]‏، فإنه من المعلوم بالضرورة أن بين كل موجودين قدرًا مشتركًا وقدرًا مميزًا، والدال على ما به الاشتراك وحده لا يستلزم ما به الامتياز، ومعلوم بالضرورة من دين المسلمين أن اللّه مستحق للأسماء الحسنى، وقد سمى بعض عباده ببعض تلك الأسماء، كما سمى العبد سميعًا بصيرًا، وحيًا وعليمًا، وحكيمًا، ورءوفا رحيمًا، وملكًا، وعزيزًا، ومؤمنًا، وكريمًا، وغير ذلك‏.
‏‏
‏‏ مع العلم بأن الاتفاق في الاسم لا يوجب مماثلة الخالق بالمخلوق، وإنما يوجب الدلالة على أن بين المسميين قدرًا مشتركًا فقط، مع أن المميز الفارق أعظم من المشترك الجامع‏.‏

‏‏ وأما ‏[‏اللغات‏]‏ فإن جميع أهل اللغات من العرب والروم، والفرس، والترك، والبربر، وغيرهم يقع مثل هذا في لغاتهم، وهو حقيقة في لغات جميع الأمم، بل يعلمون أن اللّه أحق بأن يكون قادرًا فاعلًا من العبد، وأن استحقاق اسم الرب القادر له حقيقة أعظم من استحقاق العبد لذلك، وكذلك غيره من الأسماء الحسنى‏.‏

‏‏ وقول الناس‏:‏ إن بين المسميين قدرًا مشتركًا، لا يريدون بأن يكون في الخارج عن الأذهان أمر مشترك بين الخالق والمخلوق؛ فإنه ليس بين مخلوق ومخلوق في الخارج شيء مشترك بينهما، فكيف بين الخالق والمخلوق، وإنما توهم هذا من توهمه من أهل ‏[‏المنطق اليوناني‏]‏ ومن اتبعهم، حتى ظنوا أن في الخارج ماهيات مطلقة مشتركة بين الأعيان المحسوسة، ثم منهم من يجردها عن الأعيان كأفلاطون، ومنهم من يقول‏:‏لا تنفك عن الأعيان كأرسطو، وابن سينا، وأشباههما‏.‏

‏‏ وقد بسطنا الكلام على ذلك في غير هذا الموضع، وبينا ما دخل على من اتبعهم من الضلال في هذا الموضع في ‏[‏المنطق والإلهيات‏]‏، حتى إن طوائف من النظار قالوا‏:‏ إنا إذا قلنا‏:‏ إن وجود الرب عين ماهيته كما هو قول أهل الإثبات، ومتكلمة أهل الصفات‏:‏ كابن كلاب، والأشعري وغيرهما يلزم من ذلك أن يكون لفظ ‏[‏الوجود‏]‏ مقولًا عليهما بالإشتراك اللفظي، كما ذكره أبو عبد اللّّه الرازي عن الأشعري، وأبي الحسين البصري وغيرهم؛ وليس هذا مذهبهم، بل مذهبهم‏:‏ أن لفظ ‏[‏الوجود‏]‏ مقول بالتواطؤ، وأنه ينقسم إلى قديم ومُحدَث، مع قولهم‏:‏ إن وجود الرب عين ماهيته، فإن لفظ الوجود عندهم كلفظ الماهية‏.‏

‏‏ وكما أن الماهية والذات تنقسم إلى قديمة ومحدثة، وماهـية الـرب عـين ذاتـه، فكـذلك الوجود ينقسم إلى قديم ومحدث، ووجود الرب عين ذاته، ووجود العبد عين ذاته، وذات الشيء هي ماهيته‏.‏

‏‏ فاللفظ من الألفاظ المتواطئة، ولكن بالإضافة يخص أحد المسميين، والمسميان إذا اشتركا في مسمى الوجود والذات والماهية، لم يكن بينهما في الخارج أمر مشترك يكون زائدًا على خصوصية كل واحد، كما يظنه أرسطو، وابن سينا، والرازي، وأمثالهم، بل ليس في الخارج وجود مطلق، ولا ماهية مطلقة، ولا ذات مطلقة‏.
‏‏
‏‏ أما المطلق بشرط الإطلاق فقد اتفق هؤلاء وغيرهم على أنه ليس بموجود في الخارج، وأن على تقدير ثبوته عن أفلاطون وأتباعه، هو قول باطل ضرورة‏.‏

‏‏ وأما المطلق لا بشرط، فقد يظن أنه في الخارج وأنه جزء من المعين، وهذا غلط، بل ليس في الخارج إلا المعينات، وليس في الخارج مطلق يكون جزء معين، لكن هؤلاء يريدون بالجزء ما هو صفة ذاتية للموصوف؛ بناء على أن الموصوف مركب من تلك الصفات التي يسمونها الأجزاء الذاتية‏.‏ كما يقولون‏:‏ الإنسان مركب من الحيوان والناطق؛ أو من الحيوانية والناطقية، وهذا التركيب تركيب ذهني؛ فالماهية المركبة في الذهن مركبة من هذه الأمور وهي أجزاء تلك الماهية‏.
‏‏
‏‏ وأما الحقيقة الموجودة في الخارج فهي موصوفة بهذه الصفات، ولكن كثيرًا من هؤلاء اشتبه عليه الوجود الذهني بالخارجي، وهذا الغلط وقع كثيرًا في أقوال المتفلسفة، فأوائلهم كأصحاب فيثاغورس كانوا يقولون بوجود أعداد مجردة عن المعدودات في الخارج، وأصحاب أفلاطون يقولون‏:‏ بوجود المثل الأفلاطونية، وهي الحقائق المطلقة عن المعينات في الخارج‏.‏

‏‏ وهذه الحقائق مقارنة للمعينات في الخارج كما أثبتوا جواهر عقلية، وهي المجردات‏:‏ كالمادة، والهيولى؛ والعقول والنفوس على قول بعضهم‏.
‏‏
‏‏ ومن هذا الباب تفريقهم بين الصفات الذاتية المتقدمة للماهية، التي تتركب منها الأنواع ويسمونها الأجناس والفصول، وبين الصفات العارضة اللازمة للماهية التي يسمونها خواصًا وأعراضًا عامة‏.‏
وهذه الخمسة هي الكليات؛ وهي الجنس، والفصل، والنوع، والعرض العام، والخاصة، وقد وقع بسبب ذلك من الغلط في ‏[‏منطقهم‏]‏ وفي ‏[‏الإلهيات‏]‏ ما ضل به كثير من الخلق، وقد نبهنا على ذلك في غير هذا الموضع بما لا يتسع له هذا الموضع؛ ولهذا كان لفظ المركب عندهم يقال على خمسة معان‏:‏ على المركب من الوجود والماهية، والمركب من الذات والصفات، والمركب من الخاص والعام، والمركب من المادة والصورة، والقائلون بالجوهر الفرد يثبتون التركيب من الجواهر المفردة‏.
‏‏
‏‏ والمحققون من أهل العلم يعلمون أن تسمية مثل هذه المعاني تركيبًا أمر اصطلاحي، وهو إما أمر ذهني لا وجود له في الخارج، وإما أن يعود إلى صفات متعددة قائمة بالموصوف، وهذا حق‏.
‏‏
‏‏ فإن مذهب أهل السنة والجماعة‏:‏ إثبات الصفات للّه تعالى بل صفات الكمال لازمة لذاته، يمتنع ثبوت ذاته بدون صفات الكمال اللازمة له، بل يمتنع تحقق ذات من الذوات عَرِيَّة عن جميع الصفات، وهذا كله مبسوط في غير هذا الموضع‏.‏

‏‏ والمقصود هنا أنه إذا قيل‏:‏هذا إنسان، فالمشار إليه بهذا المسمى بإنسان، وليس الإنسان المطلق جزءًا من هذا، وليس الإنسان هنا إلا مقيدًا وإنما يوجد مطلقًا في الذهن؛ لا في الخارج‏.

‏‏ وإذا قيل هذا في الإنسانية فالمعنى‏:‏ أن بينهما تشابها فيها؛ لا أن هناك شيئًا موجودًا في الأعيان يشتركان فيه‏.‏

‏‏ فليتدبر اللبيب هذا، فإنه يحل شبهات كثيرة، ومن فهم هذا الموضع تبين له غلط من جعل هذه الأسماء مقولة بالاشتراك اللفظي لا المعنوي، وغلط من جعل أسماء اللّه تعالى أعلامًا محضة لا تدل على معان، ومن زعم أن في الخارج حقائق مطلقة يشترك فيها الأعيان، وعلم أن ما يستحق الرب لنفسه لا يشركه فيه غيره بوجه من الوجوه، ولا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات‏.‏

‏‏ وأما المخلوق فقد يماثله غيره في صفاته، لكن لا يشركه في غير ما يستحقه منها، والأسماء المتواطئة المقولة على هذا وهذا حقيقة في هذا وهذا؛ فإذا كانت عامة لهما تناولتهما، وإن كانت مطلقة لم يمنع تصورهما من اشتراكهما فيها، وإن كانت مقيدة اختصت بمحلها‏.
‏‏
‏‏ فإذا قال‏:‏ وجود اللّه، وذات اللّه، وعلم اللّه، وقدرة اللّه، وسمع اللّه، وبصر اللّه، وأرادة اللّه، وكلام اللّه، ورحمة اللّه، وغضب اللّه واستواء اللّه، ونزول اللّه، ومحبة اللّه، وإرادة الله ونحو ذلك، كانت هذه الأسماء كلها حقيقة للّه تعالى من غير أن يدخل فيها شيء من المخلوقات، ومن غير أن يماثله فيها شيء من المخلوقات‏.

‏‏ ‏‏ وإذا قال‏:‏ وجود العبد وذاته، وماهيته، وعلمه، وقدرته، وسمعه، وبصره، وكلامه، واستواؤه، ونزوله، كان هذا حقيقة للعبد مختصة به، من غير أن تماثل صفات اللّه تعالى‏.‏

‏‏ بل أبلغ من ذلك أن اللّه أخبر أن في الجنة من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح، ما ذكره في كتابه، كما أخبر أن فيها لبنا، وعسلًا، وخمرًا، ولحمًا، وحريرًا، وذهبًا، وفضة، وحورًا، وقصورًا، ونحو ذلك، وقد قال ابن عباس‏:‏ ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء‏.‏

‏‏ فتلك الحقائق التي في الآخرة ليست مماثلة لهذه الحقائق التي في الدنيا، وإن كانت مشابهة لها من بعض الوجوه، والاسم يتناولها حقيقة، ومعلوم أن الخالق أبعد عن مشابهة المخلوق، فكيف يجوز أن يظن أن فيما أثبته اللّه تعالى من أسمائه وصفاته مماثلا لمخلوقاته‏؟‏ وأن يقال‏:‏ ليس ذلك بحقيقة، وهل يكون أحق بهذه الأسماء الحسنى والصفات العليا من رب السموات والأرض‏؟‏‏!‏ مع أن مباينته للمخلوقات أعظم من مباينة كل مخلوق‏.‏

‏‏ والجاهل يضل بقول المتكلمين‏:‏إن العرب وضعوا لفظ الاستواء لاستواء الإنسان على المنزل أو الفلك، أو استواء السفينة على الجودي، ونحو ذلك من استواء بعض المخلوقات، فهذا كما يقول القائل‏:‏ إنما وضعوا لفظ السمع والبصر والكلام لما يكون محله حدقة وأجفانا وأصمخة وأذنًا وشفتين، وهذا ضلال في الشرع وكذب، وإنما وضعوا لفظ الرحمة والعلم والإرادة لما يكون محله مضغة لحم وفؤاد، وهذا كله جهل منه‏.‏

‏‏ فإن العرب إنما وضعت للإنسان ما أضافته إليه، فإذا قالت‏:‏ سمع العبد، وبصره، وكلامه، وعلمه، وإرادته، ورحمته، فما يخص به يتناول ذلك خصائص العبد‏.‏

‏‏ وإذا قيل‏:‏ سمع اللّه وبصره، وكلامه وعلمه، وإرادته ورحمته، كان هذا متناولًا لما يخص به الرب، لا يدخل في ذلك شيء من خصائص المخلوقين، فمن ظن أن هذا الاستواء إذا كان حقيقة يتناول شيئًا من صفات المخلوقين مع كون النص قد خصه باللّه، كان جاهلًا جدًا بدلالات اللغات، ومعرفة الحقيقة والمجاز‏.
‏‏
‏‏ وهؤلاء الجهال يمثلون في ابتداء فهمهم صفات الخالق بصفات المخلوق، ثم ينفون ذلك ويعطلونه، فلا يفهمون من ذلك إلا ما يختص بالمخلوق، وينفون مضمون ذلك، ويكونون قد جحدوا ما يستحقه الرب من خصائصه وصفاته، وألحدوا في أسماء اللّه وآياته، وخرجوا عن القياس العقلي والنص الشرعي، فلا يبقى بأيديهم لا معقول صريح ولا منقول صحيح، ثم لابد لهم من إثبات بعض ما يثبته أهل الإثبات من الأسماء والصفات‏.‏
فإذا أثبتوا البعض ونفوا البعض قيل لهم‏:‏ ما الفرق بين ما أثبتموه ونفيتموه‏؟‏ ولم كان هذا حقيقة ولم يكن هذا حقيقة‏؟‏ لم يكن لهم جواب أصلا، وظهر بذلك جهلهم وضلالهم شرعًا وقدرًا‏.
‏‏
‏‏ وقد تدبرت كلام عامة من ينفي شيئًا مما أثبته الرسل من الأسماء والصفات، فوجدتهم كلهم متناقضين؛ فإنهم يحتجون لما نفوه بنظير ما يحتج به النافي لما أثبتوه، فيلزمهم إما إثبات الأمرين وإما نفيهما، فإذا نفوهما فلا بد لهم أن يقولوا بالواجب الوجود وعدمه جميعًا‏.‏
وهذا نهاية هؤلاء النفاة الملاحدة الغلاة من القرامطة وغلاة المتفلسفة، فإنهم إذا أخذوا ينفون النقيضين جميعًا، فالنقيضان كما أنهما لا يجتمعان، فلا يرتفعان‏.‏

‏‏ ومن جهة أن ما يسلبون عنه النقيضين لابد أن يتصوروه وأن يعبروا عنه؛ فإن التصديق مسبوق بالتصور، ومتى تصوروه وعبروا عنه كقولهم‏:‏ الثابت والواجب أو أي شيء قالوه، لزمهم فيه من إثبات القدر المشترك نظير ما يلزمهم فيما نفوه، ولا يمكن أن يتصور شيء من ذلك مع قولهم‏:‏ أسماء اللّه مقولة بالاشتراك اللفظي فقط‏.‏

‏‏ فإن المشتركين اشتراكًا لفظيًا لا معنويًا كلفظ ‏[‏المشتري‏]‏ المقول على الكوكب والمبتاع، وسهيل المقول على الكوكب وعلى ابن عمرو، فإنه إذا سمع المستمع قائلًا يقول له‏:‏ جاءني سهيل بن عمرو، وهذا هو المشتري لهذه السلعة، لم يفهم من هذا اللفظ كوكبًا أصلًا، إلا أن يعرف أن اللفظ موضوع له، فإذا لم تكن أسماؤه متواطئة لم يفهم العباد من أسمائه شيئًا أصلًا، إلا أن يعرفوا ما يخص ذاته، وهم لم يعرفوا ما يخص ذاته، فلم يعرفوا شيئًا‏.‏

‏‏ ثم إن العلم بانقسام الوجود إلى قديم ومحدث وأمثال ذلك علم ضروري، فالقادح سفسطائي‏.‏
‏‏
وكذلك العلم بأن بين الاسمين قدرًا مشتركًا علم ضروري‏.
‏‏
‏‏ وإذا قيل‏:‏ إن اللفظ حقيقة فيهما، لم يحتج ذلك إلى أن يكون أهل اللغة قد تكلموا باللفظ مطلقًا، فعبروا عن المعنى المطلق المشترك؛ فإن المعاني التي لا تكون إلا مضافة إلى غيرها‏:‏ كالحياة والعلم، والقدرة والاستواء؛ بل واليد وغير ذلك مما لا يكون إلا صفة قائمة بغيره أو جسما قائمًا بغيره بحيث لا يوجد في الخارج مجردًا عن محله‏.‏
‏‏
ولكن أهل النظر لما أرادوا تجريد المعاني الكلية المطلقة عبروا عنها بالألفاظ الكلية المطلقة، وأهل اللغة في ابتداء خطابهم يقولون مثلا ‏:‏ جاء زيد، وهذا وجه زيد؛ ويشيرون إلى ما قام به من المجيء والوجه، فيفهم المخاطب ذلك‏.‏

‏‏ ثم يقولون تارة أخرى‏:‏ جاء عمرو، ورأيت وجه عمرو، وجاء الفرس، ورأيت وجه الفرس، فيفهم المستمع أن بين هذه قدرًا مشتركًا وقدرًا مميزًا، وأن لعمرو مجيئًا ووجهًا نسبته إليه كنسبة مجيء زيد ووجهه إليه، فإذا علم أن عمرًا مثل زيد، علم أن مجيئه، مثل مجيئه، ووجهه مثل وجهه، وإن علم أن الفرس ليست مثل زيد بل تشابهه من بعض الوجوه، علم أن مجيئها ووجهها ليس مجيء زيد ووجهه، بل تشبهه في بعض الوجوه‏.
‏‏
‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ جاءت الملائكة ورأت الأنبياء وجوه الملائكة، علم أن للملائكة مجيئًا ووجوهًا نسبتها إليها كنسبة مجيء الإنسان ووجهه إليه، ثم معرفته بحقيقة ذلك تبع معرفته بحقيقة الملائكة؛ فإن كان لا يعرف الملائكة إلا من جهة الجملة ولا يتصور كيفيتهم، كان ذلك في مجيئهم ووجوههم لا يعرفها إلا من حيث الجملة ولا يتصور كيفيتها‏.
‏‏
‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ جاءت الجن، فاللفظ في جميع هذه المواضع يدل على معانيها بطريق الحقيقة، بل إذا قيل‏:‏ حقيقة الملك وماهيته ليست مثل حقيقة الجني وماهيته كان لفظ الحقيقة والماهية مستعملًا فيهما على سبيل الحقيقة، وكان من الأسماء المتواطئة، مع أن المسميات قد صرح فيها بنفي التماثل‏.
‏‏
‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ خمر الدنيا ليس كمثل خمر الآخرة، ولا ذهبها مثل ذهبها، ولا لبنها مثل لبنها، ولا عسلها مثل عسلها، كان قد صرح في ذلك بنفي التماثل، مع أن الاسم مستعمل فيها على سبيل الحقيقة‏.‏

‏‏ ونظائر هذا كثيرة؛ فإنه لو قال القائل‏:‏ هذا المخلوق ما هو مثل هذا المخلوق، وهذا الحيوان الذي هو الناطق ليس مثل الحيوان الذي هو الصامت، أو هذا اللون الذي هو الأبيض ليس مثل الأسود، أو الموجود الذي هو الخالق ليس هو مثل الموجود الذي هو المخلوق، ونحو ذلك كانت هذه الأسماء مستعملة على سبيل الحقيقة في المسميين اللذين صرح بنفي التماثل بينهما، فالأسماء المتواطئة إنما تقتضي أن يكون بين المسميين قدرًا مشتركًا، وإن كان المسميان مختلفين أو متضادين‏.
‏‏
‏‏ فمن ظن أن أسماء اللّه تعالى وصفاته إذا كانت حقيقة، لزم أن يكون مماثلًا للمخلوقين، وأن صفاته مماثلة لصفاتهم كان من أجهل الناس، وكان أول كلامه سفسطة، وآخره زندقة؛ لأنه يقتضي نفي جميع أسماء اللّه تعالى وصفاته، و هذا هو غاية الزندقة والإلحاد‏.
‏‏
‏‏ ومن فرق بين صفة وصفة، مع تساويهما في أسباب الحقيقة والمجاز، كان متناقضًا في قوله، متهافتًا في مذهبه، مشابهًا لمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض‏.‏

‏‏ وإذا تأمل اللبيب الفاضل هذه الأمور، تبين له أن مذهب السلف والأئمة في غاية الاستقامة والسداد، والصحة والاطراد، وأنه مقتضى المعقول الصريح والمنقول الصحيح، وأن من خالفه كان مع تناقض قوله المختلف، الذي يؤفك عنه من أفك، خارجًا عن موجب العقل والسمع، مخالفًا للفطرة والسمع، واللّه يتم نعمته علينا وعلى سائر إخواننا المسلمين المؤمنين، ويجمع لنا ولهم خير الدنيا والآخرة‏.‏

‏‏ وهذا لا تعلق له بصفات اللّه تعالى قال بعضهم‏:‏ قد قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 148‏]‏، فقد ذم اللّه من اتخذ إلهًا جسدًا، و‏[‏الجسد‏]‏ هو الجسم؛ فيكون اللّه قد ذم من اتخذ إلهًا هو جسم‏.
‏وإثبات هذه الصفات يستلزم أن يكون جسمًا، وهذا منتف بهذا الدليل الشرعي‏.‏

‏‏ فهذا خلاصة ما يقوله من يزعم أنه يعتمد في ذلك على الشرع، فيقال له‏:‏ هذا باطل من وجوه‏:‏
‏‏
أحدها‏:‏ أن هذا إذا دل إنما يدل على نفي أن يكون جسدًا، لا على نفي أن يكون جسمًا، والجسم في اصطلاح هؤلاء نفاة الصفات أعم من الجسد؛ فإن الجسم ينقسم عندهم إلى كثيف ولطيف، بخلاف الجسد‏.‏

‏‏ فإن أردت بقولك الجسم اللغوي وهو الذي قال أهل اللغة‏:‏ إنه هو الجسد قيل لك‏:‏ لا يلزم من إثبات الاستواء على العرش أن يكون جسدًا، وهو الجسم اللغوي‏.‏

‏‏ فإنا نعلم بالضرورة أن الهواء يعلو على الأرض وليس هو بجسد، والجسد هو الجسم اللغوي‏.‏

‏‏ فقول القائل‏:‏ لو كان مستويًا على العرش لكان جسمًا، والجسم هو الجسد، والجسد منتف بالشرع كلام ملبس‏.‏

‏‏ فإنه إن عنى بالجسم الجسد، كانت المقدمة الأولى ممنوعة؛ فإن عاقلًا لا يقول‏:‏إنه لو كان فوق العرش لكان جسدًا، ولا يقول عاقل‏:‏ إنه لو كان له علم وقدرة، لكان جسدًا‏.

‏‏ ‏‏ ولا يقول عاقل‏:‏ إنه لو كان يرى ويتكلم لكان جسدًا وبدنًا‏.‏

‏‏ فإن الملائكة لهم علم وقدرة وترى وتتكلم، وكذلك الجن، وكذلك الهواء يعلو على غيره وليس بجسد‏.‏

‏‏ وإن عنى بالجسم ما يعنيه أهل الكلام؛ من أنه الذي يشار إليه، وجعلوا كل ما يشار إليه جسمًا، وكل ما يرى جسمًا أو كل ما يمكن أنه يرى أو يوصف بالصفات فهو جسم، أو كل ما يعلو على غيره ويكون فوقه فهو جسم فيقال له‏:‏ فالجسد والجسم بهذا التفسير الكلامي ليس هو جسدًا في لغة العرب، بل هو منقسم إلى غليظ ورقيق، إلى ما هو جسد وإلى ما ليس بجسد‏.‏

‏‏ ولذا يقول الفقهاء‏:‏ النجاسة إن كانت متجسدة كالميتة فحكمها كذا، وإن كانت غير متجسدة كالبول فحكمها كذا‏.‏

‏‏ وإذا قدر أن الدليل دل على أنه ليس بجسد لم يلزم ألا يكون جسمًا بهذا الاصطلاح؛ لأن الجسم أعم عندهم من الجسد، ولا يلزم من نفي الخاص نفي العام؛ كما إذا قلت‏:‏ ليس هو بإنسان، فإنه لا يلزم أنه ليس بحيوان‏.‏

‏‏ فلفظ الجسم فيه اشتراك بين معناه في اللغة ومعناه في عرف أهل الكلام؛ فإذا كان معناه في اللغة هو معنى الجسد وهذا منتف بما ذكر من الدليل بطل قول من نفي الاستواء بالذات؛ أو غيره من الصفات، بأنه لو كان موصوفًا بذلك لكان جسمًا، فإن التلازم حينئذ منتف، فإحدى المقدمتين باطلة؛ إما الأولى وإما الثانية‏.‏

‏‏ ونظير هذا أن يقول‏:‏ لو كان له علم وقدرة لكان محلًا للأعراض، وما كان محلا للأعراض فهو محل الآفات والعيوب، فلا يكون قدوسا،ولا سلامًا؛لأن أهل اللغة قالوا‏:‏ العَرَض بالتحريك ما يعرض للإنسان من مرض ونحوه، فلو جاز أن تقوم به هذه لكان تعالى وتقدس معيبًا ناقصًا، وهو سبحانه مقدس عن ذلك؛ إذ هو السلام القدوس‏.‏
‏‏
فيقال‏:‏ لفظ العَرَض مشترك بين ما ذكر من معناه في اللغة، وبين معناه في عرف أهل الكلام، فإن معناه عند من يسمى العلم والقدرة مطلقًا عرضًا‏:‏ ما قام بغيره كالحياة، والعلم، والقدرة والحركة، والسكون ونحو ذلك‏.
‏‏ وآخرون يقولون‏:‏ هو ما لا يبقى زمانين‏.‏

‏‏ ويقولون‏:‏ إن صفات الخالق باقية، بخلاف ما يقوم بالمخلوقات من الصفات، فإنها لا تبقى زمانين‏.‏

‏‏ والمقصود هنا‏:‏ أنه إذا قال‏:‏ لو قام به العلم والقدرة لكان عرضًا، وما قام به العرض قامت به الآفات، كلام فيه تلبيس، فإن إحدى المقدمتين باطلة‏.
‏‏
‏‏ فإن لفظ العَرَض إن فسر بالصفة، فالمقدمة الثانية باطلة، وإن فسر بما يعرض للإنسان من المرض ونحوه، فالمقدمة الأولى باطلة‏.‏

‏‏ ونظير ذلك أن يقول‏:‏ لو كان قد استوى على العرش لكان قد أحدث حدثًا، وقامت به الحوادث؛ لأن الاستواء فعل حادث كان بعد أن لم يكن فلو قام به الاستواء لقامت به الحوادث، ومن قامت به الحوادث فقد أحدث حدثًا، واللّه تعالى منزه عن ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لعن اللّه من أحدث حدثًا، أو آوى محدثا‏"‏‏ ولقوله "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة‏".

‏‏ ‏‏ فإنه يقال له‏:‏ الحادث في اللغة ما كان بعد أن لم يكن، واللّه تعالى يفعل ما يشاء؛ فما من فعل يفعله إلا وقد حدث بعد أن لم يكن‏.
‏‏
‏‏ وأما المحدثات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي المحدثات في الدين، وهو أن يحدث الرجل بدعة في الدين لم يشرعها اللّه، والإحداث في الدين مذموم من العباد، واللّه يحدث ما يشاء لا معقب لحكمه‏.‏
فاللفظ المشتبه المجمل إذا خص في الاستدلال وقع فيه الضلال والإضلال‏.

‏‏ ‏‏ وقد قيل‏:‏ إن أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء‏.
‏‏
‏‏ الوجه الثاني في بيان بطلان ما ذكر من الاستدلال‏:‏ أن يقال‏:‏ إن اللّه سبحانه منزه أن يكون من جنس شيء من المخلوقات‏:‏ لا أجساد الآدميين، ولا أرواحهم، ولا غير ذلك من المخلوقات؛ فإنه لو كان من جنس شيء من ذلك بحيث تكون حقيقته كحقيقته، للزم أن يجوز على كل منهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمتنع عليه، وهذا ممتنع؛ لأنه يستلزم أن يكون القديم الواجب الوجود بنفسه، غير قديم واجب الوجود بنفسه، وأن يكون المخلوق الذي يمتنع غناه غنيًا يمتنع افتقاره إلى الخالق، وأمثال ذلك من الأُمور المتناقضة، واللّه تعالى نزه نفسه أن يكون له كُفو، ومثل، أو سََمِيٌّ، أو نِدٌّ‏.
‏‏
‏‏ فهذه الأدلة الشرعية والعقلية يعلم بها تنزه اللّه تعالى أن يكون من جنس أجساد الآدميين، أو غيرها من المخلوقات، لكن المستدل على ذلك بقوله‏:‏‏{‏‏وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 148‏]‏ استدل بحجة ضعيفة؛ فإن ‏[‏الجسد‏]‏ وإن كان قد قال الجوهري وغيره‏:‏ إن الجسد هو البدن، يقال‏:‏ منه تجسد، كما يقال‏:‏ من الجسم تجسم، والجسد أيضًا الزعفران ونحوه من الصبغ، وهو الدم أيضا؛ كما قال النابغة‏:‏
‏‏
وما أريـق على الأصـنام مـن جسد فليس المراد بالجسد في القرآن لا هذا ولا هذا، فليس المراد من العجل أن له بدنًا مثل بدن الآدميين، ولا بدنًا كأبدان البقر، فإن العجل لم يكن كذلك، والعرب تقول‏:‏ جسد به الدم يجسد جسدًا‏:‏ إذا لصق به، فهو جاسد وجسد‏.
‏‏
‏‏ قال الشاعر‏:‏
‏‏
ساعد به جسد مورس ** من الدماء مائع ويبــس
‏‏
والجسد الأحمر والمجسد ما أشبع صبغه من الثياب؛ لكمال ما لصق به من الصبغ، فاللفظ فيه معنى التكاثف والتلاصق؛ ولهذا يقول الفقهاء‏:‏ نجاسة متجسدة وغير متجسدة، وهو في القرآن يراد به الجسد المصمت المتلاصق المتكاثف، أو الذي لا حياة فيه‏.
‏‏
‏‏ وقد ذكر اللّه تعالى لفظة الجسد في أربعة مواضع، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ‏}‏‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏8‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏‏وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ‏}‏‏ ‏[‏ص‏:‏34‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ‏}‏‏ ‏[‏طه‏:‏ 88‏]‏ كأنه عجل مصمت لا جوف له‏.‏

‏‏ وقد يقال‏:‏ إنه لا حياة فيه، خار خورة، ولم يقل‏:‏ عجلًا له جسد، له بدن، له جسم؛ لأنه من المعلوم أن كل عجل له جسد هو بدنه وهو جسمه، والعجل المعروف جسد فيه روح‏.‏

‏‏ والمقصود‏:‏ أنّ ما أخرجه كان جسدًا مصمتًا لا روح فيه حتى تبين نقصه، وأنه كان مسلوب الحياة والحركة‏.
‏‏ وقد روى أنه إنما خارخورة واحدة، وقد يقال‏:‏ إن أريد بالجسد المصمت أو الغليظ ونحوه، فلم قيل‏:‏ إن ذلك ذكر لبيان نقصه من هذا الوجه، بل من هذا الوجه ضلوا به، وإنما كان النقص من جهة‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ وقد يقال‏:‏ إذا كان لا حياة فيه فالنقص كان فيه من جهة عدم الحياة، وغيرها من صفات الكمال، لا من جهة كونه له بدن، أو ليس له بدن، فالآدمي له بدن‏.‏

‏‏ ولو أخرج لهم عجلًا كسائر العجول، أو آدميًا كاملًا، أو فرسًا حيًا، أو جملًا أو غير ذلك من الحيوان لكان أيضًا له بدن، ولكان ذلك أعجوبة عظيمة، وكانت الفتنة به أشد، ولكن اللّه سبحانه بين أن المخرج كان موصوفًا بصفات النقص يحقق ذلك‏.
‏‏
‏‏ الوجه الثالث‏:‏ وهو أنه سبحانه قال‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ فلم يذكر فيما عابه به كونه ذا جسد؛ ولكن ذكر فيما عابه به ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏، ولو كان مجرد كونه ذا بدن عيبًا ونقصًا لذكر ذلك‏.
‏‏
‏‏ فعلم أن الآية تدل على نقص حجة من يحتج بها، على أن كون الشيء ذا بدن عيبًا ونقصًا، وهذه الحجة نظير احتجاجهم بالأفول، فإنهم غيروا معناه في اللغة، وجعلوه الحركة، فظنوا أن إبراهيم احتج بذلك على كونه ليس رب العالمين، ولو كان كما ذكروه لكان حجة عليهم لا لهم‏.
‏‏
‏‏ الوجه الرابع ‏:‏ أن اللّه تعالى وصفه بكونه عجلًا جسدًا له خوار، ثم قال‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏، وقال في السورة الأخرى‏:‏ ‏{‏‏فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا‏}‏‏ ‏[‏طه‏:‏87ـ89‏]‏، فلم يقتصر في وصفه على مجرد كونه جسدًا، بل وصفه بأن له خوارًا، وبين أنه لا يكلمهم، ولا يملك لهم ضرًا ولا نفعًا‏.
‏‏
‏‏ فالموجب لنقصه إما أن يكون مجموع الصفات أو بعضها، أو كل واحد منها؛ فإن كان المجموع لم يدل على أن نقصها واحدة نقص، وإن كان بعضها فليس كونه جسدًا بأولى من كونه له خوار‏.‏
وليس هذا وهذا بأولى من كونه مسلوب التكلم والقدرة على النفع والضر، وإن كان كل منهما؛ فمعلوم أنهم إنما ضلوا بخواره ونحو ذلك، واللّه تعالى إنما احتج عليهم بعدم التكلم والقدرة على النفع والضر‏.
‏‏
‏‏ الوجه الخامس‏:‏ أنه ليس في القرآن دلالة على أن كونه جسدًا وكونه له خوار صفة نقص، وإنما الذي دل عليه القرآن أن كونه لا يكلمهم ولا يقدر على نفعهم وضرهم نقص، يبين ذلك‏:‏ أن الخوار هو الصوت والإنسان الذي يصوت، ويقال‏:‏ خار يخور الثور، وهو يكلم غيره، وقد يهديه السبيل‏.‏

‏‏ واللّه سبحانه بين أن صفات العجل ناقصة عن صفات الإنسان، الذي يكلم غيره ويهديه، فالعابد أكمل من المعبود، يبين هذا أنه لو كلمهم لكان أيضًا مصوتًا، فلو كان ذكر الصوت لبيان نقصه لبطل الاستدلال بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ فإن تكليمه لهم لو كلمهم إنما كان يكون بصوت يسمعونه منه‏.‏

‏‏ فعلم أن ذكر التصويت لم يكن لكونه صفة نقص، فكذلك ذكر الجسد‏.
‏‏
‏‏ وبالجملة، من ذكر أن القرآن دل على هذا وهذا هو العيب الذي عابه به، وجعله دليلًا على نفي إلهيته؛ فقد قال على القرآن ما لا يدل عليه؛ بل هو على نقيضه أدل‏.
‏‏
‏‏ الوجه السادس‏:‏ أن اللّه تعالى ذكر عن الخليل صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏{‏‏يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا‏}‏‏ ‏[‏مريم‏:‏ 24‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 72ـ74‏]‏ فاحتج على نفي إلهيتها بكونها لا تسمع ولا تبصر، ولا تنفع ولا تضر، مع كون كل منهما له بدن وجسم، سواء كان حجرًا أو غيره‏.
‏‏
‏‏ فلو كان مجرد هذا الاحتجاج كافيًا لذكره إبراهيم الخليل وغيره من الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام بل إنما احتجوا بمثل ما احتج اللّه به من نفي صفات الكمال عنها؛ كالتكلم والقدرة، والحركة وغير ذلك‏.‏

‏‏ الوجه السابع‏:‏ أن يقال‏:‏ ما ذكره اللّه تعالى إما أن يكون دالًا على أن الإله سبحانه موصوف ببعض هذه الصفات؛ وإما ألا يدل‏.‏ فإن لم يدل بطل ما ذكروه؛ وإن دل فهو يدل على إثبات صفات الكمال للّه تعالى، وهو التكليم للعباد، والسمع والبصر والقدرة، والنفع والضر‏.‏

‏‏ وهذا يقتضى أن تكون الآيات دليلًا على إثبات الصفات، لا على نفيها، ونفاة الصفات إنما نفوها لزعمهم أن إثباتها يقتضى التجسيم، والتجسيد‏.‏ فالآيات التي احتجوا بها هي عليهم لا لهم‏.‏

‏‏ وهذا أمر قد وجدناه مطردًا في عامة ما يحتج به نفاة الصفات من الآيات، فإنما تدل على نقيض مطلوبهم، لا على مطلوبهم‏.
‏‏
‏‏ الوجه الثامن‏:‏ أنه إذا كان كل جسم جسدًا، وكل ما عبد من دون اللّه تعالى من الشمس والقمر، والكواكب والأوثان وغير ذلك، أجسامًا، وهي أجساد، فإن كان اللّه ذكر هذا في العجل لينفي به عنه الإلهية، لزم أن يطرد هذا الدليل في جميع المعبودات‏.‏

‏‏ ومعلوم أن اللّه لم يذكر هذا في غير العجل‏.‏

‏‏ إنه ذكر كونه جسدًا لبيان سبب افتتانهم به، لا أنه جعل ذلك هو الحجة عليهم، بل احتج عليهم بكونه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا‏.‏

‏‏ الوجه التاسع‏:‏ أنه سبحانه قال في الأعراف‏:‏ ‏{‏‏أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏195‏]‏ وللناس في هذه الآية قولان‏:‏
‏‏
أحدهما‏:‏ أنه وصفهم بهذه النقائص ليبين أن العابد أكمل من المعبود‏.‏

‏‏ الثاني‏:‏ أنه ذكر ذلك لأن المعبود يجب أن يكون موصوفًا بنقيض هذه الصفات، فإن قيل بالقول الأول، أمكن أن يقال بمثله في آية العجل، فلا يكون فيه تعرض لصفات الإله.‏

‏‏ وإن قيل بالثاني، وجب أن يتصف الرب تعالى بما نفاه عن الأصنام‏.‏

‏‏ وحينئذ، فإن كانت هذه الأمور أجسامًا كانت هذه الدلالة معارضة لما ذكر في تلك الآية، وإن لم تكن أجسامًا بطل نفيهم لها عن اللّه تعالى ووجب أن يوصف اللّه عز وجل بما جاء به الكتاب والسنة، من الأيدي وغيرها، ولا يجب أن تكون أجسامًا، ولا يكون ذلك تجسيمًا، وإذا لم يكن هذا تجسيمًا فإثبات العلو أولى ألا يكون تجسيمًا‏.‏

‏‏ فدل على أنه لا يكون تجسيما، فدل على أن الشرع مناقض لما ذكروه‏.
‏‏
‏‏ الوجه العاشر‏:‏ أن يقال‏:‏ دلالة الكتاب والسنة على إثبات صفات الكمال، وأنه نفسه فوق العرش أعظم من أن تحصر، كقوله‏:‏ ‏{‏‏إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏}‏‏ ‏[‏فاطر‏:‏10‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏158‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ‏}‏‏ ‏[‏المعارج‏:‏4‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏206‏]‏‏.
‏‏
‏‏ وقد قيل‏:‏ إن ذلك يبلغ ثلاثمائة آية، وهي دلائل جلية بينة، مفهومة من القرآن، معقولة من كلام اللّه تعالى‏.

‏‏ ‏‏ فإن كان إثبات هذا يستلزم أن يكون اللّه جسمًا، وجسدًا، لم يمكن دفع موجب هذه النصوص بما ذكر في قصة العجل؛ لأنه ليس فيها أن مجرد كونه جسدًا هو النقص الذي عابه اللّه وجعله مانعًا من إلهيته وإن كان إثبات العلو والصفات لا يستلزم أن يكون جسمًا وجسدًا بطل أصل كلامهم، في أن عمدتهم أن إثبات العلو يقتضي التجسيم والتجسد، فإذا سلموا أنه لا يستلزم التجسيم والتجسد، لم يكن لهم دليل على نفي ذلك‏.
‏‏
‏‏ وحينئذ، فإذا دلت قصة العجل أوغيرها على امتناع كون الرب تعالى جسدًا أو جسمًا، لم يكن بين النصوص منافاة، بل يوصف بأنه نفسه فوق العرش، وينفي عنه ما يجب نفيه عنه سبحانه وتعالى‏.
‏‏
‏‏ والمقصود أن الشرع ليس فيه ما يوافق النفاة للعلو وغيره من الصفات بوجه من الوجوه‏.‏


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الخامس (العقيدة) ‏‏

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:56 PM
سئل شيخ الاسلام عن الحقيقة .


السؤال: فصـــل: في معنى الحقيقة

الإجابة: أما قول السائل‏:‏ ما معنى كون ذلك حقيقة‏؟‏ فالحقيقة‏:‏ هواللفظ المستعمل فيما وضع له، وقد يراد بها المعنى الموضوع للفظ الذي يستعمل اللفظ فيه‏.
‏‏ فالحقيقة أو المجاز هي من عوارض الألفاظ في اصطلاح أهل الأصول، وقد يجعلونه من عوارض المعاني لكن الأول أشهر، وهذه الأسماء والصفات لم توضع لخصائص المخلوقين عند الإطلاق، ولا عند الإضافة إلى اللّه تعالى ولكن عند الإضافة إليهم‏.
‏‏
‏‏ فاسم العلم يستعمل مطلقًا، ويستعمل مضافًا إلى العبد، كقوله‏:‏ ‏{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏18‏]‏، ويستعمل مضافًا إلى اللّه كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء‏}‏‏ ‏[‏ البقرة‏:‏255‏]‏، فإذا أضيف العلم إلى المخلوق لم يصلح أن يدخل فيه علم الخالق سبحانه ولم يكن علم المخلوق كعلم الخالق، وإذا أضيف إلى الخالق كقوله‏:‏ ‏{‏‏أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏166‏]‏ لم يصلح أن يدخل فيه علم المخلوقين، ولم يكن علمه كعلمهم‏.
‏‏
‏‏ وإذا قيل‏:‏ العلم مطلقًا أمكن تقسيمه، فيقال‏:‏ العلم ينقسم إلى العلم القديم والعلم المحدَث، فلفظ العلم عام فيهما، متناول لهما بطريق الحقيقة، وكذلك إذا قيل‏:‏ الوجود ينقسم إلى قديم ومُحدَث وواجب وممكن، وكذلك إذا قيل في الاستواء‏:‏ ينقسم إلى استواء الخالق واستواء المخلوق، وكذلك إذا قيل‏:‏ الإرادة والرحمة والمحبة تنقسم إلى إرادة اللّه ومحبته ورحمته، وإردة العبد ومحبته ورحمته‏.
‏‏
‏‏ فمن ظن أن ‏[‏الحقيقة‏]‏ إنما تتناول صفة العبد المخلوقة المحدثة دون صفة الخالق، كان في غاية الجهل؛ فإن صفة اللّه أكمل وأتم وأحق بهذه الأسماء الحسنى، فلا نسبة بين صفة العبد وصفة الرب، كما لا نسبة بين ذاته وذاته، فكيف يكون العبد مستحقًا للأسماء الحسنى حقيقة، فيستحق أن يقال له‏:‏ عالم قادر سميع بصير، والرب لا يستحق ذلك إلا مجازًا‏؟‏‏!‏ ومعلوم أن كل كمال حصل للمخلوق فهو من الرب سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى، فكل كمال حصل للمخلوق فالخالق أحق به، وكل نقص تنزه عنه المخلوق فالخالق أحق أن ينزه عنه؛ ولهذا كان للّه ‏[‏المثل الأعلى‏]‏، فإنه لا يقاس بخلقه ولا يمثل بهم، ولا تضرب له الأمثال‏.‏
فلا يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل بمثل؛ ولا في قياس شمول تستوي أفراده، بل ‏{‏‏وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏ 27‏]‏‏.‏

‏‏ ومن الناس من يسمى هذه الأسماء ‏[‏المشككة‏]‏؛ لكون المعنى في أحد المحلين أكمل منه في الآخر، فإن الوجود بالواجب أحق منه بالممكن، والبياض بالثلج أحق منه بالعاج، وأسماؤه وصفاته من هذا الباب؛ فإن اللّه تعالى يوصف بها على وجه لا يماثل أحدًا من المخلوقين وإن كان بين كل قسمين قدرٌ مشترك، وذلك القدر المشترك هو مسمى اللفظ عند الإطلاق، فإذا قيد بأحد المحلين تقيد به‏.
‏‏
‏‏ فإذا قيل‏:‏ وجود وماهية وذات، كان هذا الاسم متناولًا للخالق والمخلوق، وإن كان الخالق أحق به من المخلوق، وهو حقيقة فيهما‏.
‏‏
‏‏ فإذا قيل‏:‏ وجود اللّه وماهيته وذاته اختص هذا باللّه، ولم يبق للمخلوق دخول في هذا المسمى، وكان حقيقة للّه وحده‏.‏

‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ وجود المخلوق وذاته اختص ذلك بالمخلوق وكان حقيقة للمخلوق‏.
‏‏ فإذا قيل‏:‏ وجود العبد وماهيته وحقيقته لم يدخل الخالق في هذا المسمى، وكان حقيقة للمخلوق وحده‏.‏

‏‏ والجاهل يظن أن اسم الحقيقة إنما يتناول المخلوق وحده، وهذا ضلال معلوم الفساد بالضرورة في ‏[‏العقول‏]‏ و‏[‏الشرائع‏]‏ و‏[‏اللغات‏]‏، فإنه من المعلوم بالضرورة أن بين كل موجودين قدرًا مشتركًا وقدرًا مميزًا، والدال على ما به الاشتراك وحده لا يستلزم ما به الامتياز، ومعلوم بالضرورة من دين المسلمين أن اللّه مستحق للأسماء الحسنى، وقد سمى بعض عباده ببعض تلك الأسماء، كما سمى العبد سميعًا بصيرًا، وحيًا وعليمًا، وحكيمًا، ورءوفا رحيمًا، وملكًا، وعزيزًا، ومؤمنًا، وكريمًا، وغير ذلك‏.
‏‏
‏‏ مع العلم بأن الاتفاق في الاسم لا يوجب مماثلة الخالق بالمخلوق، وإنما يوجب الدلالة على أن بين المسميين قدرًا مشتركًا فقط، مع أن المميز الفارق أعظم من المشترك الجامع‏.‏

‏‏ وأما ‏[‏اللغات‏]‏ فإن جميع أهل اللغات من العرب والروم، والفرس، والترك، والبربر، وغيرهم يقع مثل هذا في لغاتهم، وهو حقيقة في لغات جميع الأمم، بل يعلمون أن اللّه أحق بأن يكون قادرًا فاعلًا من العبد، وأن استحقاق اسم الرب القادر له حقيقة أعظم من استحقاق العبد لذلك، وكذلك غيره من الأسماء الحسنى‏.‏

‏‏ وقول الناس‏:‏ إن بين المسميين قدرًا مشتركًا، لا يريدون بأن يكون في الخارج عن الأذهان أمر مشترك بين الخالق والمخلوق؛ فإنه ليس بين مخلوق ومخلوق في الخارج شيء مشترك بينهما، فكيف بين الخالق والمخلوق، وإنما توهم هذا من توهمه من أهل ‏[‏المنطق اليوناني‏]‏ ومن اتبعهم، حتى ظنوا أن في الخارج ماهيات مطلقة مشتركة بين الأعيان المحسوسة، ثم منهم من يجردها عن الأعيان كأفلاطون، ومنهم من يقول‏:‏لا تنفك عن الأعيان كأرسطو، وابن سينا، وأشباههما‏.‏

‏‏ وقد بسطنا الكلام على ذلك في غير هذا الموضع، وبينا ما دخل على من اتبعهم من الضلال في هذا الموضع في ‏[‏المنطق والإلهيات‏]‏، حتى إن طوائف من النظار قالوا‏:‏ إنا إذا قلنا‏:‏ إن وجود الرب عين ماهيته كما هو قول أهل الإثبات، ومتكلمة أهل الصفات‏:‏ كابن كلاب، والأشعري وغيرهما يلزم من ذلك أن يكون لفظ ‏[‏الوجود‏]‏ مقولًا عليهما بالإشتراك اللفظي، كما ذكره أبو عبد اللّّه الرازي عن الأشعري، وأبي الحسين البصري وغيرهم؛ وليس هذا مذهبهم، بل مذهبهم‏:‏ أن لفظ ‏[‏الوجود‏]‏ مقول بالتواطؤ، وأنه ينقسم إلى قديم ومُحدَث، مع قولهم‏:‏ إن وجود الرب عين ماهيته، فإن لفظ الوجود عندهم كلفظ الماهية‏.‏

‏‏ وكما أن الماهية والذات تنقسم إلى قديمة ومحدثة، وماهـية الـرب عـين ذاتـه، فكـذلك الوجود ينقسم إلى قديم ومحدث، ووجود الرب عين ذاته، ووجود العبد عين ذاته، وذات الشيء هي ماهيته‏.‏

‏‏ فاللفظ من الألفاظ المتواطئة، ولكن بالإضافة يخص أحد المسميين، والمسميان إذا اشتركا في مسمى الوجود والذات والماهية، لم يكن بينهما في الخارج أمر مشترك يكون زائدًا على خصوصية كل واحد، كما يظنه أرسطو، وابن سينا، والرازي، وأمثالهم، بل ليس في الخارج وجود مطلق، ولا ماهية مطلقة، ولا ذات مطلقة‏.
‏‏
‏‏ أما المطلق بشرط الإطلاق فقد اتفق هؤلاء وغيرهم على أنه ليس بموجود في الخارج، وأن على تقدير ثبوته عن أفلاطون وأتباعه، هو قول باطل ضرورة‏.‏

‏‏ وأما المطلق لا بشرط، فقد يظن أنه في الخارج وأنه جزء من المعين، وهذا غلط، بل ليس في الخارج إلا المعينات، وليس في الخارج مطلق يكون جزء معين، لكن هؤلاء يريدون بالجزء ما هو صفة ذاتية للموصوف؛ بناء على أن الموصوف مركب من تلك الصفات التي يسمونها الأجزاء الذاتية‏.‏ كما يقولون‏:‏ الإنسان مركب من الحيوان والناطق؛ أو من الحيوانية والناطقية، وهذا التركيب تركيب ذهني؛ فالماهية المركبة في الذهن مركبة من هذه الأمور وهي أجزاء تلك الماهية‏.
‏‏
‏‏ وأما الحقيقة الموجودة في الخارج فهي موصوفة بهذه الصفات، ولكن كثيرًا من هؤلاء اشتبه عليه الوجود الذهني بالخارجي، وهذا الغلط وقع كثيرًا في أقوال المتفلسفة، فأوائلهم كأصحاب فيثاغورس كانوا يقولون بوجود أعداد مجردة عن المعدودات في الخارج، وأصحاب أفلاطون يقولون‏:‏ بوجود المثل الأفلاطونية، وهي الحقائق المطلقة عن المعينات في الخارج‏.‏

‏‏ وهذه الحقائق مقارنة للمعينات في الخارج كما أثبتوا جواهر عقلية، وهي المجردات‏:‏ كالمادة، والهيولى؛ والعقول والنفوس على قول بعضهم‏.
‏‏
‏‏ ومن هذا الباب تفريقهم بين الصفات الذاتية المتقدمة للماهية، التي تتركب منها الأنواع ويسمونها الأجناس والفصول، وبين الصفات العارضة اللازمة للماهية التي يسمونها خواصًا وأعراضًا عامة‏.‏
وهذه الخمسة هي الكليات؛ وهي الجنس، والفصل، والنوع، والعرض العام، والخاصة، وقد وقع بسبب ذلك من الغلط في ‏[‏منطقهم‏]‏ وفي ‏[‏الإلهيات‏]‏ ما ضل به كثير من الخلق، وقد نبهنا على ذلك في غير هذا الموضع بما لا يتسع له هذا الموضع؛ ولهذا كان لفظ المركب عندهم يقال على خمسة معان‏:‏ على المركب من الوجود والماهية، والمركب من الذات والصفات، والمركب من الخاص والعام، والمركب من المادة والصورة، والقائلون بالجوهر الفرد يثبتون التركيب من الجواهر المفردة‏.
‏‏
‏‏ والمحققون من أهل العلم يعلمون أن تسمية مثل هذه المعاني تركيبًا أمر اصطلاحي، وهو إما أمر ذهني لا وجود له في الخارج، وإما أن يعود إلى صفات متعددة قائمة بالموصوف، وهذا حق‏.
‏‏
‏‏ فإن مذهب أهل السنة والجماعة‏:‏ إثبات الصفات للّه تعالى بل صفات الكمال لازمة لذاته، يمتنع ثبوت ذاته بدون صفات الكمال اللازمة له، بل يمتنع تحقق ذات من الذوات عَرِيَّة عن جميع الصفات، وهذا كله مبسوط في غير هذا الموضع‏.‏

‏‏ والمقصود هنا أنه إذا قيل‏:‏هذا إنسان، فالمشار إليه بهذا المسمى بإنسان، وليس الإنسان المطلق جزءًا من هذا، وليس الإنسان هنا إلا مقيدًا وإنما يوجد مطلقًا في الذهن؛ لا في الخارج‏.

‏‏ وإذا قيل هذا في الإنسانية فالمعنى‏:‏ أن بينهما تشابها فيها؛ لا أن هناك شيئًا موجودًا في الأعيان يشتركان فيه‏.‏

‏‏ فليتدبر اللبيب هذا، فإنه يحل شبهات كثيرة، ومن فهم هذا الموضع تبين له غلط من جعل هذه الأسماء مقولة بالاشتراك اللفظي لا المعنوي، وغلط من جعل أسماء اللّه تعالى أعلامًا محضة لا تدل على معان، ومن زعم أن في الخارج حقائق مطلقة يشترك فيها الأعيان، وعلم أن ما يستحق الرب لنفسه لا يشركه فيه غيره بوجه من الوجوه، ولا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات‏.‏

‏‏ وأما المخلوق فقد يماثله غيره في صفاته، لكن لا يشركه في غير ما يستحقه منها، والأسماء المتواطئة المقولة على هذا وهذا حقيقة في هذا وهذا؛ فإذا كانت عامة لهما تناولتهما، وإن كانت مطلقة لم يمنع تصورهما من اشتراكهما فيها، وإن كانت مقيدة اختصت بمحلها‏.
‏‏
‏‏ فإذا قال‏:‏ وجود اللّه، وذات اللّه، وعلم اللّه، وقدرة اللّه، وسمع اللّه، وبصر اللّه، وأرادة اللّه، وكلام اللّه، ورحمة اللّه، وغضب اللّه واستواء اللّه، ونزول اللّه، ومحبة اللّه، وإرادة الله ونحو ذلك، كانت هذه الأسماء كلها حقيقة للّه تعالى من غير أن يدخل فيها شيء من المخلوقات، ومن غير أن يماثله فيها شيء من المخلوقات‏.

‏‏ ‏‏ وإذا قال‏:‏ وجود العبد وذاته، وماهيته، وعلمه، وقدرته، وسمعه، وبصره، وكلامه، واستواؤه، ونزوله، كان هذا حقيقة للعبد مختصة به، من غير أن تماثل صفات اللّه تعالى‏.‏

‏‏ بل أبلغ من ذلك أن اللّه أخبر أن في الجنة من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح، ما ذكره في كتابه، كما أخبر أن فيها لبنا، وعسلًا، وخمرًا، ولحمًا، وحريرًا، وذهبًا، وفضة، وحورًا، وقصورًا، ونحو ذلك، وقد قال ابن عباس‏:‏ ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء‏.‏

‏‏ فتلك الحقائق التي في الآخرة ليست مماثلة لهذه الحقائق التي في الدنيا، وإن كانت مشابهة لها من بعض الوجوه، والاسم يتناولها حقيقة، ومعلوم أن الخالق أبعد عن مشابهة المخلوق، فكيف يجوز أن يظن أن فيما أثبته اللّه تعالى من أسمائه وصفاته مماثلا لمخلوقاته‏؟‏ وأن يقال‏:‏ ليس ذلك بحقيقة، وهل يكون أحق بهذه الأسماء الحسنى والصفات العليا من رب السموات والأرض‏؟‏‏!‏ مع أن مباينته للمخلوقات أعظم من مباينة كل مخلوق‏.‏

‏‏ والجاهل يضل بقول المتكلمين‏:‏إن العرب وضعوا لفظ الاستواء لاستواء الإنسان على المنزل أو الفلك، أو استواء السفينة على الجودي، ونحو ذلك من استواء بعض المخلوقات، فهذا كما يقول القائل‏:‏ إنما وضعوا لفظ السمع والبصر والكلام لما يكون محله حدقة وأجفانا وأصمخة وأذنًا وشفتين، وهذا ضلال في الشرع وكذب، وإنما وضعوا لفظ الرحمة والعلم والإرادة لما يكون محله مضغة لحم وفؤاد، وهذا كله جهل منه‏.‏

‏‏ فإن العرب إنما وضعت للإنسان ما أضافته إليه، فإذا قالت‏:‏ سمع العبد، وبصره، وكلامه، وعلمه، وإرادته، ورحمته، فما يخص به يتناول ذلك خصائص العبد‏.‏

‏‏ وإذا قيل‏:‏ سمع اللّه وبصره، وكلامه وعلمه، وإرادته ورحمته، كان هذا متناولًا لما يخص به الرب، لا يدخل في ذلك شيء من خصائص المخلوقين، فمن ظن أن هذا الاستواء إذا كان حقيقة يتناول شيئًا من صفات المخلوقين مع كون النص قد خصه باللّه، كان جاهلًا جدًا بدلالات اللغات، ومعرفة الحقيقة والمجاز‏.
‏‏
‏‏ وهؤلاء الجهال يمثلون في ابتداء فهمهم صفات الخالق بصفات المخلوق، ثم ينفون ذلك ويعطلونه، فلا يفهمون من ذلك إلا ما يختص بالمخلوق، وينفون مضمون ذلك، ويكونون قد جحدوا ما يستحقه الرب من خصائصه وصفاته، وألحدوا في أسماء اللّه وآياته، وخرجوا عن القياس العقلي والنص الشرعي، فلا يبقى بأيديهم لا معقول صريح ولا منقول صحيح، ثم لابد لهم من إثبات بعض ما يثبته أهل الإثبات من الأسماء والصفات‏.‏
فإذا أثبتوا البعض ونفوا البعض قيل لهم‏:‏ ما الفرق بين ما أثبتموه ونفيتموه‏؟‏ ولم كان هذا حقيقة ولم يكن هذا حقيقة‏؟‏ لم يكن لهم جواب أصلا، وظهر بذلك جهلهم وضلالهم شرعًا وقدرًا‏.
‏‏
‏‏ وقد تدبرت كلام عامة من ينفي شيئًا مما أثبته الرسل من الأسماء والصفات، فوجدتهم كلهم متناقضين؛ فإنهم يحتجون لما نفوه بنظير ما يحتج به النافي لما أثبتوه، فيلزمهم إما إثبات الأمرين وإما نفيهما، فإذا نفوهما فلا بد لهم أن يقولوا بالواجب الوجود وعدمه جميعًا‏.‏
وهذا نهاية هؤلاء النفاة الملاحدة الغلاة من القرامطة وغلاة المتفلسفة، فإنهم إذا أخذوا ينفون النقيضين جميعًا، فالنقيضان كما أنهما لا يجتمعان، فلا يرتفعان‏.‏

‏‏ ومن جهة أن ما يسلبون عنه النقيضين لابد أن يتصوروه وأن يعبروا عنه؛ فإن التصديق مسبوق بالتصور، ومتى تصوروه وعبروا عنه كقولهم‏:‏ الثابت والواجب أو أي شيء قالوه، لزمهم فيه من إثبات القدر المشترك نظير ما يلزمهم فيما نفوه، ولا يمكن أن يتصور شيء من ذلك مع قولهم‏:‏ أسماء اللّه مقولة بالاشتراك اللفظي فقط‏.‏

‏‏ فإن المشتركين اشتراكًا لفظيًا لا معنويًا كلفظ ‏[‏المشتري‏]‏ المقول على الكوكب والمبتاع، وسهيل المقول على الكوكب وعلى ابن عمرو، فإنه إذا سمع المستمع قائلًا يقول له‏:‏ جاءني سهيل بن عمرو، وهذا هو المشتري لهذه السلعة، لم يفهم من هذا اللفظ كوكبًا أصلًا، إلا أن يعرف أن اللفظ موضوع له، فإذا لم تكن أسماؤه متواطئة لم يفهم العباد من أسمائه شيئًا أصلًا، إلا أن يعرفوا ما يخص ذاته، وهم لم يعرفوا ما يخص ذاته، فلم يعرفوا شيئًا‏.‏

‏‏ ثم إن العلم بانقسام الوجود إلى قديم ومحدث وأمثال ذلك علم ضروري، فالقادح سفسطائي‏.‏
‏‏
وكذلك العلم بأن بين الاسمين قدرًا مشتركًا علم ضروري‏.
‏‏
‏‏ وإذا قيل‏:‏ إن اللفظ حقيقة فيهما، لم يحتج ذلك إلى أن يكون أهل اللغة قد تكلموا باللفظ مطلقًا، فعبروا عن المعنى المطلق المشترك؛ فإن المعاني التي لا تكون إلا مضافة إلى غيرها‏:‏ كالحياة والعلم، والقدرة والاستواء؛ بل واليد وغير ذلك مما لا يكون إلا صفة قائمة بغيره أو جسما قائمًا بغيره بحيث لا يوجد في الخارج مجردًا عن محله‏.‏
‏‏
ولكن أهل النظر لما أرادوا تجريد المعاني الكلية المطلقة عبروا عنها بالألفاظ الكلية المطلقة، وأهل اللغة في ابتداء خطابهم يقولون مثلا ‏:‏ جاء زيد، وهذا وجه زيد؛ ويشيرون إلى ما قام به من المجيء والوجه، فيفهم المخاطب ذلك‏.‏

‏‏ ثم يقولون تارة أخرى‏:‏ جاء عمرو، ورأيت وجه عمرو، وجاء الفرس، ورأيت وجه الفرس، فيفهم المستمع أن بين هذه قدرًا مشتركًا وقدرًا مميزًا، وأن لعمرو مجيئًا ووجهًا نسبته إليه كنسبة مجيء زيد ووجهه إليه، فإذا علم أن عمرًا مثل زيد، علم أن مجيئه، مثل مجيئه، ووجهه مثل وجهه، وإن علم أن الفرس ليست مثل زيد بل تشابهه من بعض الوجوه، علم أن مجيئها ووجهها ليس مجيء زيد ووجهه، بل تشبهه في بعض الوجوه‏.
‏‏
‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ جاءت الملائكة ورأت الأنبياء وجوه الملائكة، علم أن للملائكة مجيئًا ووجوهًا نسبتها إليها كنسبة مجيء الإنسان ووجهه إليه، ثم معرفته بحقيقة ذلك تبع معرفته بحقيقة الملائكة؛ فإن كان لا يعرف الملائكة إلا من جهة الجملة ولا يتصور كيفيتهم، كان ذلك في مجيئهم ووجوههم لا يعرفها إلا من حيث الجملة ولا يتصور كيفيتها‏.
‏‏
‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ جاءت الجن، فاللفظ في جميع هذه المواضع يدل على معانيها بطريق الحقيقة، بل إذا قيل‏:‏ حقيقة الملك وماهيته ليست مثل حقيقة الجني وماهيته كان لفظ الحقيقة والماهية مستعملًا فيهما على سبيل الحقيقة، وكان من الأسماء المتواطئة، مع أن المسميات قد صرح فيها بنفي التماثل‏.
‏‏
‏‏ وكذلك إذا قيل‏:‏ خمر الدنيا ليس كمثل خمر الآخرة، ولا ذهبها مثل ذهبها، ولا لبنها مثل لبنها، ولا عسلها مثل عسلها، كان قد صرح في ذلك بنفي التماثل، مع أن الاسم مستعمل فيها على سبيل الحقيقة‏.‏

‏‏ ونظائر هذا كثيرة؛ فإنه لو قال القائل‏:‏ هذا المخلوق ما هو مثل هذا المخلوق، وهذا الحيوان الذي هو الناطق ليس مثل الحيوان الذي هو الصامت، أو هذا اللون الذي هو الأبيض ليس مثل الأسود، أو الموجود الذي هو الخالق ليس هو مثل الموجود الذي هو المخلوق، ونحو ذلك كانت هذه الأسماء مستعملة على سبيل الحقيقة في المسميين اللذين صرح بنفي التماثل بينهما، فالأسماء المتواطئة إنما تقتضي أن يكون بين المسميين قدرًا مشتركًا، وإن كان المسميان مختلفين أو متضادين‏.
‏‏
‏‏ فمن ظن أن أسماء اللّه تعالى وصفاته إذا كانت حقيقة، لزم أن يكون مماثلًا للمخلوقين، وأن صفاته مماثلة لصفاتهم كان من أجهل الناس، وكان أول كلامه سفسطة، وآخره زندقة؛ لأنه يقتضي نفي جميع أسماء اللّه تعالى وصفاته، و هذا هو غاية الزندقة والإلحاد‏.
‏‏
‏‏ ومن فرق بين صفة وصفة، مع تساويهما في أسباب الحقيقة والمجاز، كان متناقضًا في قوله، متهافتًا في مذهبه، مشابهًا لمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض‏.‏

‏‏ وإذا تأمل اللبيب الفاضل هذه الأمور، تبين له أن مذهب السلف والأئمة في غاية الاستقامة والسداد، والصحة والاطراد، وأنه مقتضى المعقول الصريح والمنقول الصحيح، وأن من خالفه كان مع تناقض قوله المختلف، الذي يؤفك عنه من أفك، خارجًا عن موجب العقل والسمع، مخالفًا للفطرة والسمع، واللّه يتم نعمته علينا وعلى سائر إخواننا المسلمين المؤمنين، ويجمع لنا ولهم خير الدنيا والآخرة‏.‏

‏‏ وهذا لا تعلق له بصفات اللّه تعالى قال بعضهم‏:‏ قد قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 148‏]‏، فقد ذم اللّه من اتخذ إلهًا جسدًا، و‏[‏الجسد‏]‏ هو الجسم؛ فيكون اللّه قد ذم من اتخذ إلهًا هو جسم‏.
‏وإثبات هذه الصفات يستلزم أن يكون جسمًا، وهذا منتف بهذا الدليل الشرعي‏.‏

‏‏ فهذا خلاصة ما يقوله من يزعم أنه يعتمد في ذلك على الشرع، فيقال له‏:‏ هذا باطل من وجوه‏:‏
‏‏
أحدها‏:‏ أن هذا إذا دل إنما يدل على نفي أن يكون جسدًا، لا على نفي أن يكون جسمًا، والجسم في اصطلاح هؤلاء نفاة الصفات أعم من الجسد؛ فإن الجسم ينقسم عندهم إلى كثيف ولطيف، بخلاف الجسد‏.‏

‏‏ فإن أردت بقولك الجسم اللغوي وهو الذي قال أهل اللغة‏:‏ إنه هو الجسد قيل لك‏:‏ لا يلزم من إثبات الاستواء على العرش أن يكون جسدًا، وهو الجسم اللغوي‏.‏

‏‏ فإنا نعلم بالضرورة أن الهواء يعلو على الأرض وليس هو بجسد، والجسد هو الجسم اللغوي‏.‏

‏‏ فقول القائل‏:‏ لو كان مستويًا على العرش لكان جسمًا، والجسم هو الجسد، والجسد منتف بالشرع كلام ملبس‏.‏

‏‏ فإنه إن عنى بالجسم الجسد، كانت المقدمة الأولى ممنوعة؛ فإن عاقلًا لا يقول‏:‏إنه لو كان فوق العرش لكان جسدًا، ولا يقول عاقل‏:‏ إنه لو كان له علم وقدرة، لكان جسدًا‏.

‏‏ ‏‏ ولا يقول عاقل‏:‏ إنه لو كان يرى ويتكلم لكان جسدًا وبدنًا‏.‏

‏‏ فإن الملائكة لهم علم وقدرة وترى وتتكلم، وكذلك الجن، وكذلك الهواء يعلو على غيره وليس بجسد‏.‏

‏‏ وإن عنى بالجسم ما يعنيه أهل الكلام؛ من أنه الذي يشار إليه، وجعلوا كل ما يشار إليه جسمًا، وكل ما يرى جسمًا أو كل ما يمكن أنه يرى أو يوصف بالصفات فهو جسم، أو كل ما يعلو على غيره ويكون فوقه فهو جسم فيقال له‏:‏ فالجسد والجسم بهذا التفسير الكلامي ليس هو جسدًا في لغة العرب، بل هو منقسم إلى غليظ ورقيق، إلى ما هو جسد وإلى ما ليس بجسد‏.‏

‏‏ ولذا يقول الفقهاء‏:‏ النجاسة إن كانت متجسدة كالميتة فحكمها كذا، وإن كانت غير متجسدة كالبول فحكمها كذا‏.‏

‏‏ وإذا قدر أن الدليل دل على أنه ليس بجسد لم يلزم ألا يكون جسمًا بهذا الاصطلاح؛ لأن الجسم أعم عندهم من الجسد، ولا يلزم من نفي الخاص نفي العام؛ كما إذا قلت‏:‏ ليس هو بإنسان، فإنه لا يلزم أنه ليس بحيوان‏.‏

‏‏ فلفظ الجسم فيه اشتراك بين معناه في اللغة ومعناه في عرف أهل الكلام؛ فإذا كان معناه في اللغة هو معنى الجسد وهذا منتف بما ذكر من الدليل بطل قول من نفي الاستواء بالذات؛ أو غيره من الصفات، بأنه لو كان موصوفًا بذلك لكان جسمًا، فإن التلازم حينئذ منتف، فإحدى المقدمتين باطلة؛ إما الأولى وإما الثانية‏.‏

‏‏ ونظير هذا أن يقول‏:‏ لو كان له علم وقدرة لكان محلًا للأعراض، وما كان محلا للأعراض فهو محل الآفات والعيوب، فلا يكون قدوسا،ولا سلامًا؛لأن أهل اللغة قالوا‏:‏ العَرَض بالتحريك ما يعرض للإنسان من مرض ونحوه، فلو جاز أن تقوم به هذه لكان تعالى وتقدس معيبًا ناقصًا، وهو سبحانه مقدس عن ذلك؛ إذ هو السلام القدوس‏.‏
‏‏
فيقال‏:‏ لفظ العَرَض مشترك بين ما ذكر من معناه في اللغة، وبين معناه في عرف أهل الكلام، فإن معناه عند من يسمى العلم والقدرة مطلقًا عرضًا‏:‏ ما قام بغيره كالحياة، والعلم، والقدرة والحركة، والسكون ونحو ذلك‏. يتبع ==

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:57 PM
وآخرون يقولون‏:‏ هو ما لا يبقى زمانين‏.‏

‏‏ ويقولون‏:‏ إن صفات الخالق باقية، بخلاف ما يقوم بالمخلوقات من الصفات، فإنها لا تبقى زمانين‏.‏

‏‏ والمقصود هنا‏:‏ أنه إذا قال‏:‏ لو قام به العلم والقدرة لكان عرضًا، وما قام به العرض قامت به الآفات، كلام فيه تلبيس، فإن إحدى المقدمتين باطلة‏.
‏‏
‏‏ فإن لفظ العَرَض إن فسر بالصفة، فالمقدمة الثانية باطلة، وإن فسر بما يعرض للإنسان من المرض ونحوه، فالمقدمة الأولى باطلة‏.‏

‏‏ ونظير ذلك أن يقول‏:‏ لو كان قد استوى على العرش لكان قد أحدث حدثًا، وقامت به الحوادث؛ لأن الاستواء فعل حادث كان بعد أن لم يكن فلو قام به الاستواء لقامت به الحوادث، ومن قامت به الحوادث فقد أحدث حدثًا، واللّه تعالى منزه عن ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لعن اللّه من أحدث حدثًا، أو آوى محدثا‏"‏‏ ولقوله "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة‏".

‏‏ ‏‏ فإنه يقال له‏:‏ الحادث في اللغة ما كان بعد أن لم يكن، واللّه تعالى يفعل ما يشاء؛ فما من فعل يفعله إلا وقد حدث بعد أن لم يكن‏.
‏‏
‏‏ وأما المحدثات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي المحدثات في الدين، وهو أن يحدث الرجل بدعة في الدين لم يشرعها اللّه، والإحداث في الدين مذموم من العباد، واللّه يحدث ما يشاء لا معقب لحكمه‏.‏
فاللفظ المشتبه المجمل إذا خص في الاستدلال وقع فيه الضلال والإضلال‏.

‏‏ ‏‏ وقد قيل‏:‏ إن أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء‏.
‏‏
‏‏ الوجه الثاني في بيان بطلان ما ذكر من الاستدلال‏:‏ أن يقال‏:‏ إن اللّه سبحانه منزه أن يكون من جنس شيء من المخلوقات‏:‏ لا أجساد الآدميين، ولا أرواحهم، ولا غير ذلك من المخلوقات؛ فإنه لو كان من جنس شيء من ذلك بحيث تكون حقيقته كحقيقته، للزم أن يجوز على كل منهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمتنع عليه، وهذا ممتنع؛ لأنه يستلزم أن يكون القديم الواجب الوجود بنفسه، غير قديم واجب الوجود بنفسه، وأن يكون المخلوق الذي يمتنع غناه غنيًا يمتنع افتقاره إلى الخالق، وأمثال ذلك من الأُمور المتناقضة، واللّه تعالى نزه نفسه أن يكون له كُفو، ومثل، أو سََمِيٌّ، أو نِدٌّ‏.
‏‏
‏‏ فهذه الأدلة الشرعية والعقلية يعلم بها تنزه اللّه تعالى أن يكون من جنس أجساد الآدميين، أو غيرها من المخلوقات، لكن المستدل على ذلك بقوله‏:‏‏{‏‏وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 148‏]‏ استدل بحجة ضعيفة؛ فإن ‏[‏الجسد‏]‏ وإن كان قد قال الجوهري وغيره‏:‏ إن الجسد هو البدن، يقال‏:‏ منه تجسد، كما يقال‏:‏ من الجسم تجسم، والجسد أيضًا الزعفران ونحوه من الصبغ، وهو الدم أيضا؛ كما قال النابغة‏:‏
‏‏
وما أريـق على الأصـنام مـن جسد فليس المراد بالجسد في القرآن لا هذا ولا هذا، فليس المراد من العجل أن له بدنًا مثل بدن الآدميين، ولا بدنًا كأبدان البقر، فإن العجل لم يكن كذلك، والعرب تقول‏:‏ جسد به الدم يجسد جسدًا‏:‏ إذا لصق به، فهو جاسد وجسد‏.
‏‏
‏‏ قال الشاعر‏:‏
‏‏
ساعد به جسد مورس ** من الدماء مائع ويبــس
‏‏
والجسد الأحمر والمجسد ما أشبع صبغه من الثياب؛ لكمال ما لصق به من الصبغ، فاللفظ فيه معنى التكاثف والتلاصق؛ ولهذا يقول الفقهاء‏:‏ نجاسة متجسدة وغير متجسدة، وهو في القرآن يراد به الجسد المصمت المتلاصق المتكاثف، أو الذي لا حياة فيه‏.
‏‏
‏‏ وقد ذكر اللّه تعالى لفظة الجسد في أربعة مواضع، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ‏}‏‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏8‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏‏وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ‏}‏‏ ‏[‏ص‏:‏34‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ‏}‏‏ ‏[‏طه‏:‏ 88‏]‏ كأنه عجل مصمت لا جوف له‏.‏

‏‏ وقد يقال‏:‏ إنه لا حياة فيه، خار خورة، ولم يقل‏:‏ عجلًا له جسد، له بدن، له جسم؛ لأنه من المعلوم أن كل عجل له جسد هو بدنه وهو جسمه، والعجل المعروف جسد فيه روح‏.‏

‏‏ والمقصود‏:‏ أنّ ما أخرجه كان جسدًا مصمتًا لا روح فيه حتى تبين نقصه، وأنه كان مسلوب الحياة والحركة‏.
‏‏ وقد روى أنه إنما خارخورة واحدة، وقد يقال‏:‏ إن أريد بالجسد المصمت أو الغليظ ونحوه، فلم قيل‏:‏ إن ذلك ذكر لبيان نقصه من هذا الوجه، بل من هذا الوجه ضلوا به، وإنما كان النقص من جهة‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ وقد يقال‏:‏ إذا كان لا حياة فيه فالنقص كان فيه من جهة عدم الحياة، وغيرها من صفات الكمال، لا من جهة كونه له بدن، أو ليس له بدن، فالآدمي له بدن‏.‏

‏‏ ولو أخرج لهم عجلًا كسائر العجول، أو آدميًا كاملًا، أو فرسًا حيًا، أو جملًا أو غير ذلك من الحيوان لكان أيضًا له بدن، ولكان ذلك أعجوبة عظيمة، وكانت الفتنة به أشد، ولكن اللّه سبحانه بين أن المخرج كان موصوفًا بصفات النقص يحقق ذلك‏.
‏‏
‏‏ الوجه الثالث‏:‏ وهو أنه سبحانه قال‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ فلم يذكر فيما عابه به كونه ذا جسد؛ ولكن ذكر فيما عابه به ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏، ولو كان مجرد كونه ذا بدن عيبًا ونقصًا لذكر ذلك‏.
‏‏
‏‏ فعلم أن الآية تدل على نقص حجة من يحتج بها، على أن كون الشيء ذا بدن عيبًا ونقصًا، وهذه الحجة نظير احتجاجهم بالأفول، فإنهم غيروا معناه في اللغة، وجعلوه الحركة، فظنوا أن إبراهيم احتج بذلك على كونه ليس رب العالمين، ولو كان كما ذكروه لكان حجة عليهم لا لهم‏.
‏‏
‏‏ الوجه الرابع ‏:‏ أن اللّه تعالى وصفه بكونه عجلًا جسدًا له خوار، ثم قال‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏.‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏، وقال في السورة الأخرى‏:‏ ‏{‏‏فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا‏}‏‏ ‏[‏طه‏:‏87ـ89‏]‏، فلم يقتصر في وصفه على مجرد كونه جسدًا، بل وصفه بأن له خوارًا، وبين أنه لا يكلمهم، ولا يملك لهم ضرًا ولا نفعًا‏.
‏‏
‏‏ فالموجب لنقصه إما أن يكون مجموع الصفات أو بعضها، أو كل واحد منها؛ فإن كان المجموع لم يدل على أن نقصها واحدة نقص، وإن كان بعضها فليس كونه جسدًا بأولى من كونه له خوار‏.‏
وليس هذا وهذا بأولى من كونه مسلوب التكلم والقدرة على النفع والضر، وإن كان كل منهما؛ فمعلوم أنهم إنما ضلوا بخواره ونحو ذلك، واللّه تعالى إنما احتج عليهم بعدم التكلم والقدرة على النفع والضر‏.
‏‏
‏‏ الوجه الخامس‏:‏ أنه ليس في القرآن دلالة على أن كونه جسدًا وكونه له خوار صفة نقص، وإنما الذي دل عليه القرآن أن كونه لا يكلمهم ولا يقدر على نفعهم وضرهم نقص، يبين ذلك‏:‏ أن الخوار هو الصوت والإنسان الذي يصوت، ويقال‏:‏ خار يخور الثور، وهو يكلم غيره، وقد يهديه السبيل‏.‏

‏‏ واللّه سبحانه بين أن صفات العجل ناقصة عن صفات الإنسان، الذي يكلم غيره ويهديه، فالعابد أكمل من المعبود، يبين هذا أنه لو كلمهم لكان أيضًا مصوتًا، فلو كان ذكر الصوت لبيان نقصه لبطل الاستدلال بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً‏}‏‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏148‏]‏ فإن تكليمه لهم لو كلمهم إنما كان يكون بصوت يسمعونه منه‏.‏

‏‏ فعلم أن ذكر التصويت لم يكن لكونه صفة نقص، فكذلك ذكر الجسد‏.
‏‏
‏‏ وبالجملة، من ذكر أن القرآن دل على هذا وهذا هو العيب الذي عابه به، وجعله دليلًا على نفي إلهيته؛ فقد قال على القرآن ما لا يدل عليه؛ بل هو على نقيضه أدل‏.
‏‏
‏‏ الوجه السادس‏:‏ أن اللّه تعالى ذكر عن الخليل صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏{‏‏يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا‏}‏‏ ‏[‏مريم‏:‏ 24‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 72ـ74‏]‏ فاحتج على نفي إلهيتها بكونها لا تسمع ولا تبصر، ولا تنفع ولا تضر، مع كون كل منهما له بدن وجسم، سواء كان حجرًا أو غيره‏.
‏‏
‏‏ فلو كان مجرد هذا الاحتجاج كافيًا لذكره إبراهيم الخليل وغيره من الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام بل إنما احتجوا بمثل ما احتج اللّه به من نفي صفات الكمال عنها؛ كالتكلم والقدرة، والحركة وغير ذلك‏.‏

‏‏ الوجه السابع‏:‏ أن يقال‏:‏ ما ذكره اللّه تعالى إما أن يكون دالًا على أن الإله سبحانه موصوف ببعض هذه الصفات؛ وإما ألا يدل‏.‏ فإن لم يدل بطل ما ذكروه؛ وإن دل فهو يدل على إثبات صفات الكمال للّه تعالى، وهو التكليم للعباد، والسمع والبصر والقدرة، والنفع والضر‏.‏

‏‏ وهذا يقتضى أن تكون الآيات دليلًا على إثبات الصفات، لا على نفيها، ونفاة الصفات إنما نفوها لزعمهم أن إثباتها يقتضى التجسيم، والتجسيد‏.‏ فالآيات التي احتجوا بها هي عليهم لا لهم‏.‏

‏‏ وهذا أمر قد وجدناه مطردًا في عامة ما يحتج به نفاة الصفات من الآيات، فإنما تدل على نقيض مطلوبهم، لا على مطلوبهم‏.
‏‏
‏‏ الوجه الثامن‏:‏ أنه إذا كان كل جسم جسدًا، وكل ما عبد من دون اللّه تعالى من الشمس والقمر، والكواكب والأوثان وغير ذلك، أجسامًا، وهي أجساد، فإن كان اللّه ذكر هذا في العجل لينفي به عنه الإلهية، لزم أن يطرد هذا الدليل في جميع المعبودات‏.‏

‏‏ ومعلوم أن اللّه لم يذكر هذا في غير العجل‏.‏

‏‏ إنه ذكر كونه جسدًا لبيان سبب افتتانهم به، لا أنه جعل ذلك هو الحجة عليهم، بل احتج عليهم بكونه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا‏.‏

‏‏ الوجه التاسع‏:‏ أنه سبحانه قال في الأعراف‏:‏ ‏{‏‏أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏195‏]‏ وللناس في هذه الآية قولان‏:‏
‏‏
أحدهما‏:‏ أنه وصفهم بهذه النقائص ليبين أن العابد أكمل من المعبود‏.‏

‏‏ الثاني‏:‏ أنه ذكر ذلك لأن المعبود يجب أن يكون موصوفًا بنقيض هذه الصفات، فإن قيل بالقول الأول، أمكن أن يقال بمثله في آية العجل، فلا يكون فيه تعرض لصفات الإله.‏

‏‏ وإن قيل بالثاني، وجب أن يتصف الرب تعالى بما نفاه عن الأصنام‏.‏

‏‏ وحينئذ، فإن كانت هذه الأمور أجسامًا كانت هذه الدلالة معارضة لما ذكر في تلك الآية، وإن لم تكن أجسامًا بطل نفيهم لها عن اللّه تعالى ووجب أن يوصف اللّه عز وجل بما جاء به الكتاب والسنة، من الأيدي وغيرها، ولا يجب أن تكون أجسامًا، ولا يكون ذلك تجسيمًا، وإذا لم يكن هذا تجسيمًا فإثبات العلو أولى ألا يكون تجسيمًا‏.‏

‏‏ فدل على أنه لا يكون تجسيما، فدل على أن الشرع مناقض لما ذكروه‏.
‏‏
‏‏ الوجه العاشر‏:‏ أن يقال‏:‏ دلالة الكتاب والسنة على إثبات صفات الكمال، وأنه نفسه فوق العرش أعظم من أن تحصر، كقوله‏:‏ ‏{‏‏إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏}‏‏ ‏[‏فاطر‏:‏10‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏158‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ‏}‏‏ ‏[‏المعارج‏:‏4‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏206‏]‏‏.
‏‏
‏‏ وقد قيل‏:‏ إن ذلك يبلغ ثلاثمائة آية، وهي دلائل جلية بينة، مفهومة من القرآن، معقولة من كلام اللّه تعالى‏.

‏‏ ‏‏ فإن كان إثبات هذا يستلزم أن يكون اللّه جسمًا، وجسدًا، لم يمكن دفع موجب هذه النصوص بما ذكر في قصة العجل؛ لأنه ليس فيها أن مجرد كونه جسدًا هو النقص الذي عابه اللّه وجعله مانعًا من إلهيته وإن كان إثبات العلو والصفات لا يستلزم أن يكون جسمًا وجسدًا بطل أصل كلامهم، في أن عمدتهم أن إثبات العلو يقتضي التجسيم والتجسد، فإذا سلموا أنه لا يستلزم التجسيم والتجسد، لم يكن لهم دليل على نفي ذلك‏.
‏‏
‏‏ وحينئذ، فإذا دلت قصة العجل أوغيرها على امتناع كون الرب تعالى جسدًا أو جسمًا، لم يكن بين النصوص منافاة، بل يوصف بأنه نفسه فوق العرش، وينفي عنه ما يجب نفيه عنه سبحانه وتعالى‏.
‏‏
‏‏ والمقصود أن الشرع ليس فيه ما يوافق النفاة للعلو وغيره من الصفات بوجه من الوجوه‏.‏


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الخامس (العقيدة)

خطاب أسد الدين
02-24-2016, 11:59 PM
سئل شيخ الاسلام عن المنطق

الإجابة:

ما تقولون في ‏[‏المنطق‏]‏، وهل من قال‏:‏ إنه فرض كفاية، مصيب أم مخطئ‏؟‏

فأجاب‏:‏

الحمد للّه، أما المنطق‏:‏ فمن قال‏:‏ إنه فرض كفاية، وأن من ليس له به خبرة فليس له ثقة بشيء من علومه، فهذا القول في غاية الفساد من وجوه كثيرة التعداد، مشتمل على أمور فاسدة، ودعاوى باطلة كثيرة، لا يتسع هذا الموضع لاستقصائها‏.‏

بل الواقع قديمًا وحديثًا‏:‏ أنك لا تجد من يلزم نفسه أن ينظر في علومه به، ويناظر به إلا وهو فاسد النظر والمناظرة، كثير العجز عن تحقيق علمه وبيانه‏.‏

فأحسن ما يحمل عليه كلام المتكلم في هذا، أن يكون قد كان هو وأمثاله في غاية الجهالة والضلالة، وقد فقدوا أسباب الهدى كلها، فلم يجدوا ما يردهم عن تلك الجهالات إلا بعض ما في المنطق من الأمور التي هي صحيحة، فإنه بسبب بعض ذلك رجع كثير من هؤلاء عن بعض باطلهم، وإن لم يحصل لهم حق ينفعهم، وإن وقعوا في باطل آخر‏.

‏‏ ومع هذا، فلا يصح نسبة وجوبه إلى شريعة الإسلام بوجه من الوجوه؛ إذ من هذه حاله فإنما أتى من نفسه بترك ما أمر اللّه به من الحق، حتى احتاج إلى الباطل‏.‏

ومن المعلوم أن القول بوجوبه قول غلاته و جهال أصحابه‏.

‏‏ ونفس الحذاق منهم لا يلتزمون قوانينه في كل علومهم، بل يعرضون عنها‏.

‏‏ إما لطولها، وإما لعدم فائدتها، وإما لفسادها، وإما لعدم تميزها وما فيها من الإجمال والاشتباه‏.

‏‏ فإن فيه مواضع كثيرة هي لحم جمل غث على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل‏.

‏‏ ولهذا مازال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمونه ويذمون أهله، وينهون عنه وعن أهله حتى رأيت للمتأخرين فتيا فيها خطوط جماعة من أعيان زمانهم من أئمة الشافعية والحنفية وغيرهم، فيها كلام عظيم في تحريمه وعقوبة أهله، حتى إن من الحكايات المشهورة التي بلغتنا‏:‏ أن الشيخ أبا عمرو بن الصلاح أمر بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي، وقال‏:‏ أخذها منه أفضل من أخذ عكا، مع أن الآمدي لم يكن أحد في وقته أكثر تبحرًا في العلوم الكلامية والفلسفية منه، وكان من أحسنهم إسلاما، وأمثلهم اعتقادًا‏.

‏‏ ومن المعلوم أن الأمور الدقيقة سواء كانت حقا أو باطلًا، إيمانًا أو كفرًا لا تعلم إلا بذكاء وفطنة، فكذلك أهله قد يستجهلون من لم يشركهم في علمهم، وإن كان إيمانه أحسن من إيمانهم، إذا كان فيه قصور في الذكاء والبيان، وهم كما قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ‏.‏ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ‏.‏ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ‏.‏ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ّ‏.‏ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ‏.‏ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ‏.‏ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ‏.‏ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ‏}‏‏ ‏[‏المطففين‏:‏29-36‏]‏‏.

‏‏ فإذا تقلدوا عن طواغيتهم أن كل ما لم يحصل بهذه الطريق القياسية فليس يعلم، وقد لا يحصل لكثير منهم من هذه الطريق القياسية ما يستفيد به الإيمان الواجب، فيكون كافرا زنديقًا منافقًا جاهلًا ضالًا مضلا، ظلوما كفورا، ويكون من أكابر أعداء الرسل، الذين قال اللّه فيهم‏:‏ ‏{‏‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا‏.‏ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا‏.‏ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا‏}‏‏ ‏[‏الفرقان ‏:‏ 31-33‏]‏‏.‏

وربما حصل لبعضهم إيمان، إما من هذه الطريق أو من غيرها‏.

‏‏ ويحصل له أيضا منها نفاق، فيكون فيه إيمان ونفاق، ويكون في حال مؤمنًا وفي حال منافقا، ويكون مرتدًا، إما عن أصل الدين، أو عن بعض شرائعه، إما ردة نفاق، وإما ردة كفر‏.‏

وهذا كثير غالب، لاسيما في الأعصار والأمصار التي تغلب فيها الجاهلية والكفر والنفاق‏.‏

فلهؤلاء من عجائب الجهل والظلم والكذب والكفر والنفاق والضلال ما لا يتسع لذكره المقام‏.‏

ولهذا لما تفطن كثير منهم لما في هذا النفي من الجهل والضلال، صاروا يقولون‏:‏ النفوس القدسية كنفوس الأنبياء والأولياء تفيض عليها المعارف بدون الطريق القياسية‏.‏

وهم متفقون جميعهم على أن من النفوس من تستغني عن وزن علومها بالموازين الصناعية في المنطق، لكن قد يقولون‏:‏ هو حكيم بالطبع‏.‏

والقياس ينعقد في نفسه بدون تعلم هذه الصناعة، كما ينطق العربي بالعربية بدون النحو، وكما يقرض الشاعر الشعر بدون معرفة العروض‏.

‏‏ لكن استغناء بعض الناس عن هذه الموازين لا يوجب استغناء الآخرين، فاستغناء كثير من النفوس عن هذه الصناعة لا ينازع فيه أحد منهم‏.‏

والكلام هنا‏:‏ هل تستغني النفوس في علومها بالكلية عن نفس القياس المذكور، ومواده المعينة‏؟‏ فالاستغناء عن جنس هذا القياس شيء، وعن الصناعة القانونية التي يوزن بها القياس شيء آخر، فإنهم يزعمون أنه آلة قانونية تمنع مراعاتها الذهن أن يزل في فكره، وفساد هذا مبسوط مذكور في موضع غير هذا‏.

‏‏ ونحن بعد أن تبينا عدم فائدته، وإن كان قد يتضمن من العلم ما يحصل بدونه، ثم تبينا أنا لو قدرنا أنه قد يفيد بعض الناس من العلم ما يفيده هو، فلا يجوز أن يقال‏:‏ ليس إلى ذلك العلم لذلك الشخص، ولسائر بني آدم طريق إلا بمثل القياس المنطقي؛ فإن هذا قول بلا علم، وهو كذب محقق؛ ولهذا مازال متكلمو المسلمين وإن كان فيهم نوع من البدعة لهم من الرد عليه وعلى أهله وبيان الاستغناء عنه، وحصول الضرر والجهل به والكفر، ما ليس هذا موضعه؛ دع غيرهم من طوائف المسلمين وعلمائهم وأئمتهم، كما ذكره القاضي أبو بكر ابن الباقلاني في كتاب ‏(‏الدقائق‏)‏‏.

‏‏ فأما الشعري وهو ما يفيد مجرد التخييل وتحريك النفس، وذلك يظهر بأنهم جعلوا الأقيسة خمسة‏:‏ البرهاني، والخطابي، والجدلي، والشعري، والمغلطي السوفسطائي، وهو ما يشبه الحق وهو باطل، وهو الحكمة المموهة فلا غرض لنا فيه هنا، ولكن غرضنا تلك الثلاثة‏.

‏‏ قالوا‏:‏ ‏[‏الجدلي‏]‏ ما سلم المخاطب مقدماته‏.

‏‏ والخطابي‏:‏ ما كانت مقدماته مشهورة بين الناس، والبرهاني‏:‏ ما كانت مقدماته معلومة‏.‏

وكثير من المقدمات تكون مع كونها خطابية أو جدلية يقينية برهانية، بل وكذلك مع كونها شعرية، ولكن هي من جهة التيقن بها تسمى‏:‏ برهانية، ومن جهة شهرتها عند عموم الناس وقبولهم لها تسمى‏:‏ خطابية، ومن جهة تسليم الشخص المعين لها تسمي‏:‏ جدلية‏.

‏‏ وهذا كلام أولئك المبتدعة من الصابئة الذين لم يذكروا النبوات، ولا تعرضوا لها بنفي ولا إثبات‏.‏

وعدم التصديق للرسل وأتباعهم كفر وضلال، وإن لم يعتقد تكذيبهم فالكفر والضلال أعم من التكذيب‏.

‏‏ وأما قول بعض المتأخرين في المشهورات‏:‏ هي المقبولات لكون صاحبها مؤيدًا بأمر يوجب قبول قوله ونحو ذلك فهذه من الزيادات التي ألزمتهم إياها الحجة، ورأوا وجوب قبولها على طريقة الأولين؛ ولهذا كان غالب صابئة المتأخرين الذين هم الفلاسفة ممتزجين بالحنيفية، كما أن غالب من دخل في الفلسفة من الحنفاء مزج الحنيفية بالصبء، ولبس الحق بالباطل‏.‏

أعني بالصبء‏:‏ المبتدع الذي ليس فيه إيمان بالنبوات، كصبء صاحب المنطق وأتباعه‏.

‏‏ وأما الصبء القديم، فذاك أصحابه منهم المؤمنون باللّه واليوم الآخر، الذين آمنوا وعملوا الصالحات‏.‏

فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، كما أن التهود والتنصر منه ما أهله مبتدعون ضلال قبل إرسال محمد صلى الله عليه وسلم، ومنه ما كان أهله متبعين للحق، وهم الذين آمنوا باللّه واليوم الآخر وعملوا الصالحات، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏.‏

ومن قال من العلماء المصنفين في المنطق‏:‏ إن القياس الخطابي هو ما يفيد الظن، كما أن البرهاني ما يفيد العلم، فلم يعرف مقصود القوم، ولا قال حقا‏.‏

فإن كل واحد من الخطابي والجدلي قد يفيد الظن، كما أن البرهاني قد تكون مقدماته مشهورة ومسلمة‏.‏

فالتقسيم لمواد القياس وقع باعتبار الجهات التي يقبل منها، فتارة يقبل القول؛ لأنه معلوم؛ إذ العلم يوجب القبول‏.‏ وأما كونه لا يفيد العلم فلا يوجب قبوله إلا لسبب؛ فإن كان لشهرته، فهو خطابي، ولو لم يفد علمًا ولا ظنًا‏.‏

وهو أيضًا خطابي إذا كانت قضيته مشهورة، وإن أفاد علما أو ظنا‏.‏

والقول في الجدلي كذلك‏.‏

ثم إنهم قد يمثلون المشهورات المقبولات التي ليست علمية بقولنا‏:‏ العلم حسن، والجهل قبيح، والعدل حسن، والظلم قبيح، ونحو ذلك من الأحكام العملية العقلية التي يثبتها من يقول بالتحسين والتقبيح، ويزعمون أنا إذا رجعنا إلى محض العقل لم نجد فيه حكما بذلك‏.

‏‏ وقد يمثلونها بأن الموجود لابد أن يكون مباينا للموجود الآخر أو محايثا له، أو أن الموجود لابد أن يكون بجهة من الجهات، أو يكون جائز الرؤية ويزعمون أن هذا من أحكام الوهم لا الفطرة العقلية‏.

‏‏ قالوا‏:‏ لأن العقل يسلم مقدمات يعلم بها فساد الحكم الأول‏.

‏‏ وهذا كله تخليط ظاهر لمن تدبره‏.

‏‏ فأما تلك القضايا التي سموها مشهورات غير معلومة، فهي من العلوم العقلية البديهية التي جزم العقول بها أعظم من جزمها بكثير من العلوم الحسابية والطبيعية، وهي كما قال أكثر المتكلمين من أهل الإسلام، بل أكثر متكلمي أهل الأرض من جميع الطوائف‏:‏ أنها قضايا بديهية عقلية، لكن قد لا يحسنون تفسير ذلك؛ فإن حسن ذلك وقبحه هو حسن الأفعال وقبحها، وحسن الفعل هو كونه مقتضيا لما يطلبه الحي لذاته ويريده من المقاصد، وقبحه بالعكس، والأمر كذلك‏.‏

فإن العلم والصدق والعدل هي كذلك محصلة لما يطلب لذاته ويراد لنفسه من المقاصد، فحسن الفعل وقبحه هو لكونه محصلا للمقصود المراد بذاته أو منافيا لذلك‏.‏

ولهذا كان الحق يطلق تارة بمعنى النفي والإثبات فيقال‏:‏ هذا حق، أي ثابت، وهذا باطل، أي‏:‏ منتف‏.

‏‏ وفي الأفعال بمعنى‏:‏ التحصيل للمقصود، فيقال‏:‏ هذا الفعل حق، أي‏:‏ نافع، أو محصل للمقصود، ويقال‏:‏ باطل، أي‏:‏ لا فائدة فيه ونحو ذلك‏.

‏‏ وأما زعمهم‏:‏ أن البديهة والفطرة قد تحكم بما يتبين لها بالقياس فساده، فهذا غلط؛ لأن القياس لابد له من مقدمات بديهية فطرية؛ فإن جوز أن تكون المقدمات الفطرية البديهية غلطًا من غير تبيين غلطها إلا بالقياس، لكان قد تعارضت المقدمات الفطرية بنفسها، ومقتضى القياس الذي مقدماته فطرية‏.‏

فليس رد هذه المقدمات الفطرية لأجل تلك بأولى من العكس، بل الغلط فيما تقل مقدماته أولى، فما يعلم بالقياس وبمقدمات فطرية أقرب إلى الغلط مما يعلم بمجرد الفطرة‏.‏

وهذا يذكرونه في نفي علو الله على العرش ونحو ذلك من أباطيلهم‏.

‏‏ والمقصود هنا أن متقدميهم لم يذكروا المقدمات المتلقاة من الأنبياء، ولكن المتأخرون رتبوه على ذلك؛ إما بطريق الصابئة الذين لبسوا الحنيفية بالصابئة، كابن سينا ونحوه، وإما بطريق المتكلمين الذين أحسنوا الظن بما ذكره المنطقيون، وقرروا إثبات العلم بموجب النبوات به‏.‏

أما الأول، فإنه جعل علوم الأنبياء من العلوم الحدسية؛ لقوة صفاء تلك النفوس القدسية وطهارتها، وأن قوى النفوس في الحدس لا تقف عند حد، ولابد للعالم من نظام ينصبه حكيم، فيعطي النفوس المؤيدة من القوة ما تعلم به ما لا يعلمه غيرها بطريق الحدس، ويتمثل لها ما تسمعه وتراه في نفسها من الكلام ومن الملائكة ما لا يسمعه غيرها، ويكون لها من القوة العملية التي تطيعها بها هيولي العالم ما ليس لغيرها‏.

‏‏ فهذه الخوارق في قوى العلم مع السمع والبصر، وقوة العمل والقدرة، هي النبوة عندهم‏.

‏‏ ومعلوم أن الحدس راجع إلى قياس التمثيل كما تقدم وأما ما يسمع ويرى في نفسه، فهو من جنس الرؤيا، وهذا القدر يحصل مثله لكثير من عوام الناس وكفارهم، فضلا عن أولياء الله وأنبيائه، فكيف يجعل ذلك هو غاية النبوة‏؟‏ وإن كان الذي يثبتونه للأنبياء أكمل وأشرف، فهو كملك أقوى من ملك؛ ولهذا صاروا يقولون‏:‏ النبوة مكتسبة، ولم يثبتوا نزول ملائكة من عند اللّه إلى من يختاره ويصطفيه من عباده، ولا قصد إلى تكليم شخص معين من رسله؛ كما يذكر عن بعض قدمائهم أنه قال لموسى بن عمران‏:‏ أنا أصدقك في كل شيء إلا في أن علة العلل كلمك، ما أقدر أن أصدقك في هذا؛ ولهذا صار من ضل بمثل هذا الكلام يدعي مساواة الأنبياء والمرسلين أو التقدم عليهم، وهذا كثير فى كثير من الناس الذين يعتقدون في أنفسهم أنهم أكمل النوع، وهم من أجهل الناس وأظلمهم وأكفرهم وأعظمهم نفاقا‏.

‏‏ وأما المتكلمون المنطقيون فيقولون‏:‏ يعلم بهذا القياس ثبوت الصانع وقدرته وجواز إرسال الرسل، وتأييد الله لهم بما يوجب تصديقهم فيما يقولونه‏.

‏‏ وهذه الطريقة أقرب إلى طريقة العلماء المؤمنين، وإن كان قد يكون فيها أنواع من الباطل، تارة من جهة ما تقلدوه عن المنطقيين، وتارة من جهة ما ابتدعوه هم، مما ليس هذا موضعه‏.

‏‏ ومنطقية اليهود والنصارى كذلك، لكن الهدى والعلم والبيان في فلاسفة المسلمين ومتكلميهم أعظم منه في أهل الكتابين؛ لما في تينك الملتين من الفساد‏.

‏‏ ولكن الغرض تقرير جنس النبوات؛ فإن أهل الملل متفقون عليها، لكن اليهود والنصارى آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض، والصابئة الفلاسفة ونحوهم آمنوا ببعض صفات الرسالة دون بعض، فإذا اتفق متفلسف من أهل الكتاب جمع الكفرين؛ الكفر بخاتم المرسلين، والكفر بحقائق صفات الرسالة في جميع المرسلين، فهذا هذا‏.

‏‏ فيقال لهم مع علمهم بتفاوت قوى بني آدم في الإدراك‏:‏ ما المانع من أن يخرق سمع أحدهم وبصره، حتى يسمع ويرى من الأمور الموجودة في الخارج ما لا يراه غيره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك قائم أو قاعد أو راكع أو ساجد‏"‏‏، فهذا إحساس بالظاهر أو الباطن لما هو في الخارج‏.

‏‏ وكذلك العلوم الكلية البديهية، قد علمتم أنها ليس لها حد في بني آدم، فمن أين لكم أن بعض النفوس يكون لها من العلوم البديهية ما يختص بها وحدها أو بها وبأمثالها ما لا يكون من البديهيات عندكم‏؟‏ وإذا كان هذا ممكنا وعامة أهل الأرض على أنه واقع لغير الأنبياء دع الأنبياء فمثل هذه العلوم ليس في منطقكم طريق إليها؛ إذ ليست من المشهورات ولا الجدليات، ولا موادها عندكم يقينية، وأنتم لا تعلمون نفيها، وجمهور أهل الأرض من الأولين والآخرين على إثباتها، فإن كذبتم بها، كنتم مع الكفر والتكذيب بالحق وخسارة الدنيا والآخرة تاركين لمنطقكم أيضا، وخارجين عما أوجبتموه على أنفسكم؛ أنكم لا تقولون إلا بموجب القياس، إذ ليس لكم بهذا النفي قياس ولا حجة تذكر؛ ولهذا لم تذكروا عليه حجة؛ وإنما اندرج هذا النفي في كلامكم بغير حجة‏.‏

وإن قلتم‏:‏ بل هي حق، اعترفتم بأن من الحق ما لا يوزن بميزان منطقكم‏.

‏‏ وإن قلتم‏:‏ لا ندري أحق هي أم باطل‏؟‏ اعترفتم بأن أعظم المطالب وأجلها لا يوزن بميزان المنطق‏.‏

فإن صدقتم لم يوافقكم المنطق، وإن كذبتم لم يوافقكم المنطق، وإن ارتبتم لم ينفعكم المنطق‏.‏

ومن المعلوم أن موازين الأموال لا يقصد أن يوزن بها الحطب والرصاص دون الذهب والفضة‏.

‏‏ وأمر النبوات وما جاءت به الرسل أعظم في العلوم من الذهب في الأموال‏.

‏‏ فإذا لم يكن في منطقكم ميزان له، كان الميزان مع أنه ميزان عائلا جائرًا، وهو أيضا عاجز‏.

‏‏ فهو ميزان جاهل ظالم؛ إذ هو إما أن يرد الحق ويدفعه فيكون ظالما، أو لا يزنه ولا يبين أمره فيكون جاهلا، أو يجتمع فيه الأمران فيرد الحق ويدفعه وهو الحق الذي ليس للنفوس عنه عوض، ولا لها عنه مندوحة، وليست سعادتها إلا فيه ولا هلاكها إلا بتركه فكيف يستقيم مع هذا أن تقولوا‏:‏ إنه وما وزنتموه به من المتاع الخسيس الذي أنتم في وزنكم إياه به ظالمون عائلون، لم تزنوا بالقسطاس المستقيم، و لم تستدلوا بالآيات البينات‏:‏ هو معيار العلوم الحقيقية، والحكمة اليقينية، التي فاز بالسعادة عالمها، وخاب بالشقاوة جاهلها، ورأس مال السادة، وغاية العالم المنصف منكم أن يعترف بعجز ميزانكم عنه‏.

‏ وأما عوام علمائكم فيكذبون به ويردونه، وإن كان منطقكم يرد عليهم، فلستم بتحريف أمر منطقكم أحسن حالا من اليهود والنصارى في تحريف كتاب اللّه، الذي هو في الأصل حق هاد، لا ريب فيه، فهذا هذا، ولا حول ولا قوة إلا بالله‏.

‏‏ وأيضًا، هم متفقون على أنه لا يفيد إلا أمورًا كلية مقدرة في الذهن، لا يفيد العلم بشيء موجود محقق في الخارج إلا بتوسط شيء آخر غيره‏.‏

والأمور الكلية الذهنية ليست هي الحقائق الخارجية، ولا هي أيضًا علما بالحقائق الخارجية؛ إذ لكل موجود حقيقة يتميز بها عن غيره، هو بها هو، وتلك ليست كلية، فالعلم بالأمر المشترك لا يكون علما بها، فلا يكون في القياس المنطقي علم تحقيق شيء من الأشياء وهو المطلوب‏.

‏‏ وأيضًا، هم يطعنون في قياس التمثيل، إنه لا يفيد إلا الظن، وربما تكلموا على بعض الأقيسة الفرعية، أو الأصلية التي تكون مقدماتها ضعيفة أو مظنونة، مثل كلام السهروردى المقتول على الزندقة صاحب ‏[‏التلويحات‏]‏ و‏[‏الألواح‏]‏ و ‏[‏حكمة الإشراق‏]‏‏.

‏‏ وكان في فلسفته مستمدًا من الروم الصابئين والفرس المجوس‏.

‏‏ وهاتان المادتان هما مادتا القرامطة الباطنية، ومن دخل ويدخل فيهم من الإسماعيلية والنصيرية وأمثالهم، وهم ممن دخل في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "لتأخذن مأخذ الأمم قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه‏‏، قالوا‏:‏ فارس والروم‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏فمن‏؟‏‏!‏‏"‏‏‏.‏

والمقصود أن ذكر كلام السهروردي هذا على قياس ضربه، وهو أن يقال‏:‏ السماء محدثة، قياسًا على البيت، بجامع ما يشتركان فيه من التأليف، فيحتاج أن يثبت أن علة حدوث البناء هو التأليف، وأنه موجود في الفرع‏.

‏‏ والتحقيق‏:‏ أن ‏[‏قياس التمثيل‏]‏ أبلغ في إفادة العلم واليقين من ‏[‏قياس الشمول‏]‏، وإن كان علم قياس الشمول أكثر فذاك أكبر، فقياس التمثيل في القياس العقلي كالبصر في العلم الحسي، وقياس الشمول كالسمع في العلم الحسي‏.

‏‏ ولا ريب أن البصر أعظم وأكمل، والسمع أوسع وأشمل، فقياس التمثيل بمنزلة البصر، كما قيل‏:‏ من قاس ما لم يره بما رأى‏.‏

وقياس الشمول يشابه السمع من جهة العموم‏.

‏‏ ثم إن كل واحد من القياسين في كونه علميًا أو ظنيًا يتبع مقدماته، فقياس التمثيل في الحسيات وكل شيء؛ إذا علمنا أن هذا مثل هذا، علمنا أن حكمه حكمه، وإن لم نعلم علة الحكم، وإن علمنا علة الحكم استدللنا بثبوتها على ثبوت الحكم، فبكل واحد من العلم بقياس التمثيل وقياس التعليل يعلم الحكم‏.

‏ وقياس التعليل هو في الحقيقة من نوع قياس الشمول، لكنه امتاز عنه بأن الحد الأوسط الذي هو الدليل فيه هو علة الحكم، ويسمى قياس العلة، وبرهان العلة‏.

‏‏ وذلك يسمى قياس الدلالة وبرهان الدلالة، وإن لم نعلم التماثل والعلة، بل ظنناها ظنًا كان الحكم كذلك‏.‏

وهكذا الأمر في قياس الشمول، إن كانت المقدمتان معلومتين كانت النتيجة معلومة، و إلا فالنتيجة تتبع أضعف المقدمات‏.

‏‏ فأما دعواهم‏:‏ أن هذا لا يفيد العلم، فهو غلط محض محسوس، بل عامة علوم بني آدم العقلية المحضة هي من قياس التمثيل‏.

‏‏ وأيضًا، فإن علومهم التي جعلوا هذه الصناعة ميزانًا لها بالقصد الأول، لا يكاد ينتفع بهذه الصناعة المنطقية في هذه العلوم إلا قليلا‏.

‏‏ فإن العلوم الرياضية من حساب العدد، وحساب المقدار الذهني والخارجي قد علم أن الخائضين فيها من الأولين والآخرين مستقلون بها من غير التفات إلى هذه الصناعة المنطقية واصطلاح أهلها‏.

‏‏ وكذلك ما يصح من العلوم الطبيعية الكلية والطبية، تجد الحاذقين فيها لم يستعينوا عليها بشيء من صناعة المنطق، بل إمام صناعة الطب بقراط له فيها من الكلام الذي تلقاه أهل الطب بالقبول ووجدوا مصداقه بالتجارب، وله فيها من القضايا الكلية التي هي عند عقلاء بني آدم من أعظم الأمور، ومع هذا فليس هو مستعينًا بشيء من هذه الصناعة، بل كان قبل واضعها‏.

‏‏ وهم وإن كان العلم الطبيعي عندهم أعلم وأعلى من علم الطب، فلا ريب أنه متصل به‏.

‏‏ فبالعلم بطبائع الأجسام المعينة المحسوسة تعلم طبائع سائر الأجسام، ومبدأ الحركة والسكون الذي في الجسم، ويستدل بالجزء على الكل؛ ولهذا كثيرًا ما يتناظرون في مسائل، ويتنازع فيها هؤلاء وهؤلاء، كتناظر الفقهاء والمتكلمين في مسائل كثيرة تتفق فيها الصناعتان، وأولئك يدعون عموم النظر، ولكن الخطأ والغلط عند المتكلمين والمتفلسفة أكثر مما هو عند الفقهاء والأطباء، وكلامهم وعلمهم أنفع، وأولئك أكثر ضلالا وأقل نفعًا؛ لأنهم طلبوا بالقياس ما لا يعلم بالقياس، وزاحموا الفطرة والنبوة مزاحمة أوجبت من مخالفتهم للفطرة والنبوة ما صاروا به من شياطين الإنس والجن الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، بخلاف الطب المحض، فإنه علم نافع، وكذلك الفقه المحض‏.

‏‏ وأما علم ما بعد الطبيعة وإن كانوا يعظمونه، ويقولون‏:‏ هو الفلسفة الأولى، وهو العلم الكلي الناظر في الوجود ولواحقه، ويسميه متأخروهم العلم الإلهي، وزعم المعلم الأول لهم أنه غاية فلسفتهم ونهاية حكمتهم فالحق فيه من المسائل قليل نزر، وغالبه علم بأحكام ذهنية لا حقائق خارجية‏.

‏‏ وليس على أكثرهم قياس منطقي؛ فإن الوجود المجرد والوجوب والإمكان والعلة المجردة والمعلول، وانقسام ذلك إلى جزء الماهية، وهو المادة والصورة، وإلى علتي وجودها‏.

‏‏ وهما الفاعل والغاية، والكلام في انقسام الوجود إلى الجواهر والأعراض التسعة؛ التي هي‏:‏ الكم والكيف والإضافة والأين ومتى والوضع والملك، وأن يفعل وأن ينفعل، كما أنشد بعضهم فيها ‏:‏

زيد الطويل الأسود بن مالك ** في داره بالأمس كــان يتكي

في يده سيف نضاه فانتضـى ** فهذه عشر مقــولات ســواء

ليس عليها ولا على أقسامها قياس منطقي، بل غالبها مجرد استقراء، قد نوزع صاحبه في كثير منه‏.

‏‏ فإذا كانت صناعتهم بين علوم لا يحتاج فيها إلى القياس المنطقي، وبين ما لا يمكنهم أن يستعملوا فيه القياس المنطقي، كان عديم الفائدة في علومهم، بل كان فيه من شغل القلب عن العلوم والأعمال النافعة ما ضر كثيرًا من الناس، كما سد على كثير منهم طريق العلم، وأوقعهم في أودية الضلال والجهل‏.

‏‏ فما الظن بغير علومهم من العلوم التي لا تحد للأولين والآخرين‏.

‏‏ وأيضًا، لا تجد أحدًا من أهل الأرض حقق علمًا من العلوم وصار إمامًا فيه مستعينًا بصناعة المنطق، لا من العلوم الدينية ولا غيرها، فالأطباء والحساب والكتاب ونحوهم يحققون ما يحققون من علومهم وصناعاتهم بغير صناعة المنطق‏.‏

وقد صنف في الإسلام علوم النحو واللغة والعروض والفقه وأصوله والكلام وغير ذلك، وليس في أئمة هذه الفنون من كان يلتفت إلى المنطق، بل عامتهم كانوا قبل أن يعرب هذا المنطق اليوناني‏.‏

وأما العلوم الموروثة عن الأنبياء صرفًا، وإن كان الفقه وأصوله متصلا بذلك، فهي أجل وأعظم من أن يظن أن لأهلها التفاتًا إلى المنطق؛ إذ ليس في القرون الثلاثة من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس وأفضلها القرون الثلاثة، من كان يلتفت إلى المنطق أو يعرج عليه، مع أنهم في تحقيق العلوم وكمالها بالغاية التي لا يدرك أحد شأوها، كانوا أعمق الناس علمًا، وأقلهم تكلفا، وأبرهم قلوبًا‏.‏

ولا يوجد لغيرهم كلام فيما تكلموا فيه إلا وجدت بين الكلامين من الفرق أعظم مما بين القدم والفرق، بل الذي وجدناه بالاستقراء أن من المعلوم أن من الخائضين في العلوم من أهل هذه الصناعة أكثر الناس شكا واضطرابًا، وأقلهم علمًا وتحقيقًا، وأبعدهم عن تحقيق علم موزون، وإن كان فيهم من قد يحقق شيئًا من العلم‏.

‏‏ فذلك لصحة المادة والأدلة التي ينظر فيها، وصحة ذهنه وإدراكه، لا لأجل المنطق، بل إدخال صناعة المنطق في العلوم الصحيحة يطول العبارة ويبعد الإشارة، ويجعل القريب من العلم بعيدًا، واليسير منه عسيرًا‏.

‏‏ ولهذا تجد من أدخله في الخلاف والكلام وأصول الفقه وغير ذلك، لم يفد إلا كثرة الكلام والتشقيق، مع قلة العلم والتحقيق‏.

‏‏ فعلم أنه من أعظم حشو الكلام، وأبعد الأشياء عن طريقة ذوي الأحلام‏.‏

نعم لا ينكر أن في المنطق ما قد يستفيد ببعضه من كان في كفر وضلال، وتقليد، ممن نشأ بينهم من الجهال، كعوام النصارى واليهود والرافضة ونحوهم، فأورثهم المنطق ترك ما عليه أولئك من تلك العقائد، ولكن يصير غالب هؤلاء مداهنين لعوامهم، مضلين لهم عن سبيل اللّه، أو يصيرون منافقين زنادقة، لا يقرون بحق ولا بباطل، بل يتركون الحق كما تركوا الباطل‏.

‏‏ فأذكياء طوائف الضلال إما مضللون مداهنون، وإما زنادقة منافقون، لا يكاد يخلو أحد منهم عن هذين، فأما أن يكون المنطق وقفهم على حق يهتدون به، فهذا لا يقع بالمنطق‏.

‏‏ ففي الجملة، ما يحصل به لبعض الناس من شحذ ذهن، أو رجوع عن باطل أو تعبير عن حق، فإنما هو لكونه كان في أسوأ حال، لا لما في صناعة المنطق من الكمال‏.‏

ومن المعلوم أن المشرك إذا تمجس، والمجوسي إذا تهود، حسنت حاله بالنسبة إلى ما كان فيه قبل ذلك، لكن لا يصلح أن يجعل ذلك عمدة لأهل الحق المبين‏.‏

وهذا ليس مختصًا به، بل هذا شأن كل من نظر في الأمور التي فيها دقة ولها نوع إحاطة، كما تجد ذلك في علم النحو؛ فإنه من المعلوم أن لأهله من التحقيق والتدقيق والتقسيم والتحديد ما ليس لأهل المنطق، وأن أهله يتكلمون في صورة المعاني المعقولة على أكمل القواعد‏.

‏‏ فالمعاني فطرية عقلية لا تحتاج إلى وضع خاص، بخلاف قوالبها التي هي الألفاظ، فإنها تتنوع، فمتى تعلموا أكمل الصور والقوالب للمعاني مع الفطرة الصحيحة، كان ذلك أكمل وأنفع وأعون على تحقيق العلوم من صناعة اصطلاحية في أمور فطرية عقلية لا يحتاج فيها إلى اصطلاح خاص‏. يتبع ==

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:02 AM
هذا لعمري عن منفعته في سائر العلوم‏.‏

وأما منفعته في علم الإسلام خصوصًا فهذا أبين من أن يحتاج إلى بيان؛ ولهذا تجد الذين اتصلت إليهم علوم الأوائل، فصاغوها بالصيغة العربية بعقول المسلمين، جاء فيها من الكمال والتحقيق و الإحاطة والاختصار ما لا يوجد في كلام الأوائل، وإن كان في هؤلاء المتأخرين من فيه نفاق وضلال، لكن عادت عليهم في الجملة بركة ما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم وما أوتيته أمته من العلم والبيان الذي لم يشركها فيه أحد‏.

‏‏ وأيضًا، فإن صناعة المنطق وضعها معلمهم الأول أرسطو، صاحب التعاليم التي لمبتدعة الصابئة، يزن بها ما كان هو وأمثاله يتكلمون فيه من حكمتهم وفلسفتهم، التي هي غاية كمالهم‏.

‏‏ وهي قسمان‏:‏ نظرية وعملية‏.‏

فأصح النظرية وهي المدخل إلى الحق هي الأمور الحسابية الرياضية‏.

‏‏ وأما العملية‏:‏ فإصلاح الخلق والمنزل والمدينة‏.

‏‏ ولا ريب أن في ذلك من نوع العلوم والأعمال الذي يتميزون بها عن جهال بني آدم، الذين ليس لهم كتاب منزل ولا نبي مرسل ما يستحقون به التقدم على ذلك‏.

‏‏ وفيه من منفعة صلاح الدنيا وعمارتها ما هو داخل في ضمن ما جاءت به الرسل‏.

‏‏ وفيها أيضًا من قول الحق وإتباعه والأمر بالعدل والنهي عن الفساد، ما هو داخل في ضمن ما جاءت به الرسل‏.

‏‏ فهم بالنسبة إلى جهال الأمم كبادية الترك ونحوهم أمثل إذا خلوا عن ضلالهم، فأما مع ضلالهم فقد يكون الباقون على الفطرة من جهال بني آدم أمثل منهم‏.‏

فأما أضل أهل الملل مثل جهال النصارى وسامرة اليهود فهم أعلم منهم وأهدى وأحكم وأتبع للحق‏.

‏‏ وهذا قد بسطته بسطًا كثيرًا في غير هذا الموضع‏.‏

وإنما المقصود هنا‏:‏ بيان أن هذه الصناعة قليلة المنفعة عظيمة الحشو‏.

‏‏ وذلك أن الأمور العملية الخلقية قل أن ينتفع فيها بصناعة المنطق؛ إذ القضايا الكلية الموجبة وإن كانت توجد في الأمور العملية لكن أهل السياسة لنفوسهم ولأهلهم ولملكهم، إنما ينالون تلك الآراء الكلية من أمور لا يحتاجون فيها إلى المنطق، ومتى حصل ذلك الرأي كان الانتفاع به بالعمل‏.

‏‏ ثم الأمور العملية لا تقف على رأى كلي، بل متى علم الإنسان انتفاعه بعمل، عمله، وأي عمل تضرر به، تركه‏.‏

وهذا قد يعلمه بالحس الظاهر أو الباطن لا يقف ذلك على رأي كلي‏.‏

فعلم أن أكثر الأمور العملية لا يصح استعمال المنطق فيها؛ ولهذا كان المؤدبون لنفوسهم ولأهلهم، السائسون لملكهم، لا يَزِنُون آراءهم بالصناعة المنطقية، إلا أن يكون شيئًا يسيرًا، والغالب على من يسلكه التوقف والتعطيل‏.‏

ولو كان أصحاب هذه الآراء تقف معرفتهم بها واستعمالهم لها على وزنها بهذه الصناعة، لكان تضررهم بذلك أضعاف انتفاعهم به، مع أن جميع ما يأمرون به من العلوم والأخلاق والأعمال لا تكفي في النجاة من عذاب الله، فضلا عن أن يكون محصلا لنعيم الآخرة قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف ‏:‏ 38‏]‏، كذلك قال‏:‏ ‏{‏‏أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{الْكَافِرُونَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 82- 85‏]‏‏.

‏‏ فأخبر هنا بمثل ما أخبر به في الأعراف، أن هؤلاء المعرضين عما جاءت به الرسل لما رأوا بأس الله وحدوا الله، وتركوا الشرك فلم ينفعهم ذلك‏.‏

وكذلك أخبر عن فرعون وهو كافر بالتوحيد وبالرسالة أنه لمَّا أدركه الغرق قال‏:‏ ‏{‏‏آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ‏}‏‏ قال الله‏:‏ ‏{‏‏أَلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ‏}‏‏ ‏[‏يونس‏:‏ 91‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ‏.‏ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 172-173‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‏.‏ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ‏}‏‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 9- 10‏]‏‏.‏

وهذا في القرآن في مواضع أخر، يبين فيها أن الرسل كلهم أمروا بالتوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهوا عن عبادة شيء من المخلوقات سواه، أو اتخاذه إلهًا، ويخبر أن أهل السعادة هم أهل التوحيد، وأن المشركين هم أهل الشقاوة، وذكر هذا عن عامة الرسل، ويبين أن الذين لم يؤمنوا بالرسل مشركون‏.

‏‏ فعلم أن التوحيد والإيمان بالرسل متلازمان، وكذلك الإيمان باليوم الآخر هو والإيمان بالرسل متلازمان فالثلاثة متلازمة؛ ولهذا يجمع بينها في مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 150‏]‏؛ ولهذا أخبر أن الذين لا يؤمنون بالآخرة مشركون، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ‏}‏‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 45‏]‏‏.

‏‏ وأخبر عن جميع الأشقياء‏:‏ أن الرسل أنذرتهم باليوم الآخر، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ‏.‏ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ}‏‏ ‏[‏الملك‏:‏ 8-9‏]‏ فأخبر أن الرسل أنذرتهم، وأنهم كذبوا بالرسالة‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا‏}‏‏ الآية ‏[‏الزمر‏:‏ 71‏]‏‏.

‏‏ فأخبر عن أهل النار أنهم قد جاءتهم الرسالة، وأنذروا باليوم الآخر‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ‏.‏ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ‏.‏ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ‏}‏‏ الآية ‏[‏الأنعام‏:‏ 128ـ130‏]‏‏.‏

فأخبر عن جميع الجن والإنس أن الرسل بلغتهم رسالة الله، وهي آياته وأنهم أنذروهم اليوم الآخر، وكذلك قال‏:‏ ‏{‏‏قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا‏.‏ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ‏}‏‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 103ـ105‏]‏‏.

‏‏ فأخبر أنهم كفروا بآياته، وهي رسالته، وبلقائه وهو اليوم الآخر‏.‏

وقد أخبر أيضًا في غير موضع بأن الرسالة عمت بني آدم، وأن الرسل جاؤوا مبشرين ومنذرين، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ‏}‏‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 24‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ‏}‏‏ إلى قوله ‏:‏ ‏{‏‏وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 163ـ165‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏.‏ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمْ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام: 48-49‏]‏‏.‏

فأخبر أن من آمن بالرسل وأصلح من الأولين والآخرين فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 38‏]‏ ومثل ذلك قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏}‏‏ الآية ‏[‏البقرة‏:‏ 62‏]‏‏.

‏‏ فذكر أن المؤمنين بالله وباليوم الآخر من هؤلاء هم أهل النجاة والسعادة، وذكر في تلك الآية الإيمان بالرسل، وفي هذه الإيمان باليوم الآخر؛ لأنهما متلازمان، وكذلك الإيمان بالرسل كلهم متلازم‏.

‏‏ فمن آمن بواحد منهم فقد آمن بهم كلهم، ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم كلهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا‏}‏‏ الآية والتي بعدها ‏[‏النساء‏:‏ 150- 151‏]‏‏.‏

فأخبر أن المؤمنين بجميع الرسل هم أهل السعادة، وأن المفرقين بينهم بالإيمان ببعضهم دون بعض هم الكافرون حقًا‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا‏.‏ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا‏.‏ مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا‏}‏‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 13ـ 15‏]‏‏.‏

فهذه الأصول الثلاثة‏:‏ توحيد الله، والإيمان برسله، وباليوم الآخر هي أمور متلازمة‏.

‏‏ والحاصل‏:‏ أن توحيد الله والإيمان برسله واليوم الآخر هي أمور متلازمة مع العمل الصالح، فأهل هذا الإيمان والعمل الصالح هم أهل السعادة من الأولين والآخرين، والخارجون عن هذا الإيمان مشركون أشقياء، فكل من كذب الرسل فلن يكون إلا مشركًا، وكل مشرك مكذب للرسل، وكل مشرك وكافر بالرسل، فهو كافر باليوم الآخر، وكل من كفر باليوم الآخر فهو كافر بالرسل وهو مشرك؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ‏.‏ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 112- 113‏]‏‏.

‏ فأخبر أن جميع الأنبياء لهم أعداء، وهم شياطين الإنس والجن، يوحي بعضهم إلى بعض القول المزخرف، وهو المزين المحسن، يغررون به‏.

‏‏ والغرور‏:‏ هو التلبيس والتمويه‏.

‏ وهذا شأن كل كلام وكل عمل يخالف ما جاءت به الرسل، من أمر المتفلسفة والمتكلمة وغيرهم من الأولين والآخرين، ثم قال‏:‏ ‏{‏‏وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ‏}‏‏ فأخبر أن كلام أعداء الرسل تصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة‏.

‏‏ فعلم أن مخالفة الرسل وترك الإيمان بالآخرة متلازمان، فمن لم يؤمن بالآخرة أصغى إلى زخرف أعدائهم، فخالف الرسل، كما هو موجود في أصناف الكفار والمنافقين في هذه الأمة‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‏.‏ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا‏}‏‏ الآية ‏[‏الأعراف‏:‏ 52- 53‏]‏‏.

‏‏ فأخبر أن الذين تركوا إتباع الكتاب وهو الرسالة يقولون إذا جاء تأويله وهو ما أخبر به‏:‏ جاءت رسل ربنا بالحق، وهذا كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏.‏ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا‏.‏ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}‏‏ ‏[‏طه‏:‏ 124ـ 126‏]‏ أخبر أن الذين تركوا إتباع آياته يصيبهم ما ذكرنا‏.

‏ فقد تبين أن أصل السعادة، وأصل النجاة من العذاب، هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح‏.‏

وهذه الأمور ليست في حكمتهم وفلسفتهم المبتدعة، ليس فيها الأمر بعبادة الله وحده والنهي عن عبادة المخلوقات، بل كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم، إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع، وأن صناعة الطلاسم والأصنام والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار‏.‏ فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له، ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه، بل يقر هؤلاء وهؤلاء، وإن رجح الموحدين ترجيحًا ما، فقد يرجح غيره المشركين، وقد يعرض عن الأمرين جميعًا‏.‏

فتدبر هذا، فإنه نافع جدًا‏.

‏‏ ولهذا كان رؤوسهم المتقدمون والمتأخرون يأمرون بالشرك‏.

‏‏ فالأولون يسمون الكواكب الآلهة الصغرى، ويعبدونها بأصناف العبادات، كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد، بل يسوغون الشرك أو يأمرون به، أو لا يوجبون التوحيد‏.

‏‏ وقد رأيت من مصنفاتهم في عبادة الكواكب والملائكة وعبادة الأنفس المفارقة أنفس الأنبياء وغيرهم ما هو أصل الشرك‏.

‏‏ وهم إذا ادعوا التوحيد فإنما توحيدهم بالقول، لا بالعبادة والعمل‏.

‏‏ والتوحيد الذي جاءت به الرسل لابد فيه من التوحيد بإخلاص الدين لله، وعبادته وحده لا شريك له، وهذا شيء لا يعرفونه‏.

‏‏ والتوحيد الذي يدعونه إنما هو تعطيل حقائق الأسماء والصفات، وفيه من الكفر والضلال ما هو من أعظم أسباب الإشراك‏.

‏‏ فلو كانوا موحدين بالقول والكلام وهو أن يصفوا اللّه بما وصفته به رسله لكان معهم التوحيد دون العمل، وذلك لا يكفي في السعادة والنجاة، بل لابد من أن يعبد الله وحده ويتخذ إلهًا، دون ما سواه، وهو معني قول‏:‏ لا إله إلا الله، فكيف وهم في القول والكلام معطلون جاحدون، لا موحدون ولا مخلصون ‏؟‏‏!‏

وأما الإيمان بالرسل، فليس فيه للمعلم الأول وذويه كلام معروف، والذين دخلوا في الملل منهم آمنوا ببعض صفات الرسل وكفروا ببعض‏.‏

وأما اليوم الآخر، فأحسنهم حالًا من يقر بمعاد الأرواح دون الأجساد‏.‏ومنهم من ينكر المعادين جميعًا‏.

‏ ومنهم من يقر بمعاد الأرواح العالمة دون الجاهلة‏.‏

وهذه الأقوال الثلاثة لمعلمهم الثاني أبي نصر الفارابي، ولهم فيه من الاضطراب ما يعلم به أنهم لم يهتدوا فيه إلى الصواب‏.

‏‏ وقد أضلوا بشبهاتهم من المنتسبين إلى الملل من لا يحصى عدده إلا الله‏.

‏‏ فإذا كان ما به تحصل السعادة والنجاة من الشقاوة ليس عندهم أصلا، كان ما يأمرون به من الأخلاق والأعمال والسياسات، كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ‏}‏‏ ‏[‏الروم ‏:‏ 7‏]‏‏.

‏‏ وأما ما يذكرونه من العلوم النظرية، فالصواب منها منفعته في الدنيا‏.

‏‏ وأما ‏"‏العلم الإلهي‏"‏ فليس عندهم منه ما تحصل به النجاة والسعادة، بل وغالب ما عندهم منه ليس بمتيقن معلوم، بل قد صرح أساطين الفلسفة أن العلوم الإلهية لا سبيل فيها إلى اليقين، وإنما يتكلم فيها بالأحرى والأخلق، فليس معهم فيها إلا الظن‏{‏‏وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا‏}‏‏ ‏[‏ النجم‏:‏ 28 ‏]‏؛ ولهذا يوجد عندهم من المخالفة للرسل أمر عظيم باهر، حتى قيل مرة لبعض الأشياخ الكبار ممن يعرف الكلام والفلسفة والحديث وغير ذلك ‏:‏ ما الفرق الذي بين الأنبياء والفلاسفة‏؟‏ فقال‏:‏ السيف الأحمر‏.‏

يريد أن الذي يسلك طريقتهم يريد أن يوفق بين ما يقولونه وبين ما جاءت به الرسل، فيدخل من السفسطة والقرمطة في أنواع من المحال الذي لا يرضاه عاقل، كما فعل أصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالهم‏.

‏‏ ومن هنا ضلت القرامطة والباطنية ومن شاركهم في بعض ذلك‏.

‏‏ وهذا باب يطول وصفه ليس الغرض هنا ذكره‏.‏

وإنما الغرض أن معلمهم وضع منطقهم ليزن به ما يقولونه من هذه الأمور التي يخوضون فيها، والتي هي قليلة المنفعة، وأكثر منفعتها إنما هي في الأمور الدنيوية، وقد يستغنى عنها في الأمور الدنيوية أيضًا‏.‏

فأما أن يوزن بهذه الصناعة ما ليس من علومهم وما هو فوق قدرهم، أو يوزن بها ما يوجب السعادة والنعيم والنجاة من العذاب الأليم، فهذا أمر ليس هو فيها، و‏{‏‏قَّدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِ شَيءٍ قَدْرًا‏}‏‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 3‏]‏‏.

‏ والقوم وإن كان لهم ذكاء وفطنة، وفيهم زهد وأخلاق، فهذا القدر لا يوجب السعادة والنجاة من العذاب، إلا بالأصول المتقدمة‏:‏ من الإيمان باللّه وتوحيده، وإخلاص عبادته، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح‏.‏

وإنما قوة الذكاء بمنزلة قوة البدن وقوة الإرادة، فالذي يؤتي فضائل علمية وإرادية بدون هذه الأصول، يكون بمنزلة من يؤتي قوة في جسمه وبدنه بدون هذه الأصول‏.

‏‏ وأهل الرأي والعلم بمنزلة أهل الملك والإمارة، وكل من هؤلاء وهؤلاء لا ينفعه ذلك شيئًا إلا أن يعبد الله وحده لا شريك له، ويؤمن برسله وباليوم الآخر‏.

‏‏ وهذه الأمور متلازمة، فمن عبد الله وحده لزم أن يؤمن برسله ويؤمن باليوم الآخر، فيستحق الثواب و إلا كان من أهل الوعيد يخلد في العذاب، هذا إذا قامت عليه الحجة بالرسل‏.

‏‏ ولما كان كل واحد من أهل الملك والعلم قد يعارضون الرسل وقد يتابعونهم، ذكر الله ذلك في كتابه في غير موضع‏.‏ فذكر فرعون، والذي حاج إبراهيم في ربه لما آتاه الله الملك، والملأ من قوم نوح، وعاد وغيرهم من المستكبرين المكذبين للرسل، وذكر قول علمائهم، كقوله‏:‏ ‏{‏‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ‏.‏ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ‏.‏ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 83 ـ 85‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ‏.‏ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 4ـ 35‏]‏، والسلطان هو الوحي المنزل من عند الله، كما ذكر ذلك في غير موضع، كقوله‏:‏ ‏{‏‏أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏ 35‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 71، النجم‏:‏ 23‏]‏، وقال ابن عباس‏:‏ كل سلطان في القرآن فهو الحجة‏.

‏‏ ذكره البخاري في صحيحه‏.‏

وقد ذكر في هذه السورة ‏[‏سورة حم غافر‏]‏ من حال مخالفي الرسل من الملوك والعلماء مثل مقول الفلاسفة وعلمائهم ومجادلتهم واستكبارهم ما فيه عبرة، مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 56‏]‏، ومثل قوله‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ ‏.‏ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ‏.‏ إِذْ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ‏.‏ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 69ـ 75‏]‏، وختم السورة بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 83‏]‏‏.

‏‏ وكذلك في سورة الأنعام والأعراف وعامة السور المكية، وطائفة من السور المدنية، فإنها تشتمل على خطاب هؤلاء وضرب الأمثال والمقاييس لهم، وذكر قصصهم وقصص الأنبياء وأتباعهم معهم‏.‏

فقال سبحانه‏:‏ ‏{‏‏وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون‏}‏‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏ 26‏]‏‏.

‏‏ فأخبر بما مكنهم فيه من أصناف الإدراكات و الحركات‏.

‏‏ وأخبر أن ذلك لم يغن عنهم حيث جحدوا بآيات الله، وهي الرسالة التي بعث بها رسله؛ ولهذا حدثني ابن الشيخ الحصيري عن والده الشيخ الحصيري شيخ الحنفية في زمنه قال‏:‏ كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا‏:‏ كان كافرًا ذكيًا‏.‏

وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ‏}‏‏ الآية ‏[‏غافر‏:‏ 21‏]‏، والقوة تعم قوة الإدراك النظرية وقوة الحركة العملية، وقال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏‏كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 82‏]‏، فأخبر بفضلهم في الكم والكيف، وأنهم أشد في أنفسهم وفي آثارهم في الأرض، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ‏.‏ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون‏}‏‏‏[‏غافر‏:‏ 82- 83‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ‏.‏ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏ 6ـ 11‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 5‏]‏ وقد قال سبحانه عن أتباع هؤلاء الأئمة من أهل الملك والعلم المخالفين للرسل‏:‏ ‏{‏‏يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ ‏.‏ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ‏.‏ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا‏}‏‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 66ـ 68‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 47- 48‏]‏‏.

‏‏ ومثل هذا في القرآن كثير، يذكر فيه من أقوال أعداء الرسل وأفعالهم وما أوتوه من قوى الإدراكات والحركات التي لم تنفعهم لما خالفوا الرسل‏.

‏‏ وقد ذكر الله سبحانه ما في المنتسبين إلى أتباع الرسل، من العلماء والعباد والملوك من النفاق والضلال في مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‏}‏‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 34‏]‏‏.

‏‏ ‏{‏‏وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏‏ يستعمل لازما، يقال‏:‏ صد صدودًا، أي‏:‏ أعرض، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 16‏]‏، ويقال‏:‏ صد غيره يصده، والوصفان يجتمعان فيهم، ومثل قوله‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 51‏]‏‏.

‏‏ وفي الصحيحين‏:‏ عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة؛ طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة؛ طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة؛ ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة؛ طعمها مر، ولا ريح له‏"‏‏، فبين أن في الذين يقرؤون القرآن مؤمنين ومنافقين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء التاسع.

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:04 AM
هذا لعمري عن منفعته في سائر العلوم‏.‏

وأما منفعته في علم الإسلام خصوصًا فهذا أبين من أن يحتاج إلى بيان؛ ولهذا تجد الذين اتصلت إليهم علوم الأوائل، فصاغوها بالصيغة العربية بعقول المسلمين، جاء فيها من الكمال والتحقيق و الإحاطة والاختصار ما لا يوجد في كلام الأوائل، وإن كان في هؤلاء المتأخرين من فيه نفاق وضلال، لكن عادت عليهم في الجملة بركة ما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم وما أوتيته أمته من العلم والبيان الذي لم يشركها فيه أحد‏.

‏‏ وأيضًا، فإن صناعة المنطق وضعها معلمهم الأول أرسطو، صاحب التعاليم التي لمبتدعة الصابئة، يزن بها ما كان هو وأمثاله يتكلمون فيه من حكمتهم وفلسفتهم، التي هي غاية كمالهم‏.

‏‏ وهي قسمان‏:‏ نظرية وعملية‏.‏

فأصح النظرية وهي المدخل إلى الحق هي الأمور الحسابية الرياضية‏.

‏‏ وأما العملية‏:‏ فإصلاح الخلق والمنزل والمدينة‏.

‏‏ ولا ريب أن في ذلك من نوع العلوم والأعمال الذي يتميزون بها عن جهال بني آدم، الذين ليس لهم كتاب منزل ولا نبي مرسل ما يستحقون به التقدم على ذلك‏.

‏‏ وفيه من منفعة صلاح الدنيا وعمارتها ما هو داخل في ضمن ما جاءت به الرسل‏.

‏‏ وفيها أيضًا من قول الحق وإتباعه والأمر بالعدل والنهي عن الفساد، ما هو داخل في ضمن ما جاءت به الرسل‏.

‏‏ فهم بالنسبة إلى جهال الأمم كبادية الترك ونحوهم أمثل إذا خلوا عن ضلالهم، فأما مع ضلالهم فقد يكون الباقون على الفطرة من جهال بني آدم أمثل منهم‏.‏

فأما أضل أهل الملل مثل جهال النصارى وسامرة اليهود فهم أعلم منهم وأهدى وأحكم وأتبع للحق‏.

‏‏ وهذا قد بسطته بسطًا كثيرًا في غير هذا الموضع‏.‏

وإنما المقصود هنا‏:‏ بيان أن هذه الصناعة قليلة المنفعة عظيمة الحشو‏.

‏‏ وذلك أن الأمور العملية الخلقية قل أن ينتفع فيها بصناعة المنطق؛ إذ القضايا الكلية الموجبة وإن كانت توجد في الأمور العملية لكن أهل السياسة لنفوسهم ولأهلهم ولملكهم، إنما ينالون تلك الآراء الكلية من أمور لا يحتاجون فيها إلى المنطق، ومتى حصل ذلك الرأي كان الانتفاع به بالعمل‏.

‏‏ ثم الأمور العملية لا تقف على رأى كلي، بل متى علم الإنسان انتفاعه بعمل، عمله، وأي عمل تضرر به، تركه‏.‏

وهذا قد يعلمه بالحس الظاهر أو الباطن لا يقف ذلك على رأي كلي‏.‏

فعلم أن أكثر الأمور العملية لا يصح استعمال المنطق فيها؛ ولهذا كان المؤدبون لنفوسهم ولأهلهم، السائسون لملكهم، لا يَزِنُون آراءهم بالصناعة المنطقية، إلا أن يكون شيئًا يسيرًا، والغالب على من يسلكه التوقف والتعطيل‏.‏

ولو كان أصحاب هذه الآراء تقف معرفتهم بها واستعمالهم لها على وزنها بهذه الصناعة، لكان تضررهم بذلك أضعاف انتفاعهم به، مع أن جميع ما يأمرون به من العلوم والأخلاق والأعمال لا تكفي في النجاة من عذاب الله، فضلا عن أن يكون محصلا لنعيم الآخرة قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف ‏:‏ 38‏]‏، كذلك قال‏:‏ ‏{‏‏أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{الْكَافِرُونَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 82- 85‏]‏‏.

‏‏ فأخبر هنا بمثل ما أخبر به في الأعراف، أن هؤلاء المعرضين عما جاءت به الرسل لما رأوا بأس الله وحدوا الله، وتركوا الشرك فلم ينفعهم ذلك‏.‏

وكذلك أخبر عن فرعون وهو كافر بالتوحيد وبالرسالة أنه لمَّا أدركه الغرق قال‏:‏ ‏{‏‏آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ‏}‏‏ قال الله‏:‏ ‏{‏‏أَلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ‏}‏‏ ‏[‏يونس‏:‏ 91‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ‏.‏ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 172-173‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‏.‏ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ‏}‏‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 9- 10‏]‏‏.‏

وهذا في القرآن في مواضع أخر، يبين فيها أن الرسل كلهم أمروا بالتوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهوا عن عبادة شيء من المخلوقات سواه، أو اتخاذه إلهًا، ويخبر أن أهل السعادة هم أهل التوحيد، وأن المشركين هم أهل الشقاوة، وذكر هذا عن عامة الرسل، ويبين أن الذين لم يؤمنوا بالرسل مشركون‏.

‏‏ فعلم أن التوحيد والإيمان بالرسل متلازمان، وكذلك الإيمان باليوم الآخر هو والإيمان بالرسل متلازمان فالثلاثة متلازمة؛ ولهذا يجمع بينها في مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 150‏]‏؛ ولهذا أخبر أن الذين لا يؤمنون بالآخرة مشركون، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ‏}‏‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 45‏]‏‏.

‏‏ وأخبر عن جميع الأشقياء‏:‏ أن الرسل أنذرتهم باليوم الآخر، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ‏.‏ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ}‏‏ ‏[‏الملك‏:‏ 8-9‏]‏ فأخبر أن الرسل أنذرتهم، وأنهم كذبوا بالرسالة‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا‏}‏‏ الآية ‏[‏الزمر‏:‏ 71‏]‏‏.

‏‏ فأخبر عن أهل النار أنهم قد جاءتهم الرسالة، وأنذروا باليوم الآخر‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ‏.‏ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ‏.‏ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ‏}‏‏ الآية ‏[‏الأنعام‏:‏ 128ـ130‏]‏‏.‏

فأخبر عن جميع الجن والإنس أن الرسل بلغتهم رسالة الله، وهي آياته وأنهم أنذروهم اليوم الآخر، وكذلك قال‏:‏ ‏{‏‏قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا‏.‏ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ‏}‏‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 103ـ105‏]‏‏.

‏‏ فأخبر أنهم كفروا بآياته، وهي رسالته، وبلقائه وهو اليوم الآخر‏.‏

وقد أخبر أيضًا في غير موضع بأن الرسالة عمت بني آدم، وأن الرسل جاؤوا مبشرين ومنذرين، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ‏}‏‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 24‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ‏}‏‏ إلى قوله ‏:‏ ‏{‏‏وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 163ـ165‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏.‏ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمْ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام: 48-49‏]‏‏.‏

فأخبر أن من آمن بالرسل وأصلح من الأولين والآخرين فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 38‏]‏ ومثل ذلك قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏}‏‏ الآية ‏[‏البقرة‏:‏ 62‏]‏‏.

‏‏ فذكر أن المؤمنين بالله وباليوم الآخر من هؤلاء هم أهل النجاة والسعادة، وذكر في تلك الآية الإيمان بالرسل، وفي هذه الإيمان باليوم الآخر؛ لأنهما متلازمان، وكذلك الإيمان بالرسل كلهم متلازم‏.

‏‏ فمن آمن بواحد منهم فقد آمن بهم كلهم، ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم كلهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا‏}‏‏ الآية والتي بعدها ‏[‏النساء‏:‏ 150- 151‏]‏‏.‏

فأخبر أن المؤمنين بجميع الرسل هم أهل السعادة، وأن المفرقين بينهم بالإيمان ببعضهم دون بعض هم الكافرون حقًا‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا‏.‏ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا‏.‏ مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا‏}‏‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 13ـ 15‏]‏‏.‏

فهذه الأصول الثلاثة‏:‏ توحيد الله، والإيمان برسله، وباليوم الآخر هي أمور متلازمة‏.

‏‏ والحاصل‏:‏ أن توحيد الله والإيمان برسله واليوم الآخر هي أمور متلازمة مع العمل الصالح، فأهل هذا الإيمان والعمل الصالح هم أهل السعادة من الأولين والآخرين، والخارجون عن هذا الإيمان مشركون أشقياء، فكل من كذب الرسل فلن يكون إلا مشركًا، وكل مشرك مكذب للرسل، وكل مشرك وكافر بالرسل، فهو كافر باليوم الآخر، وكل من كفر باليوم الآخر فهو كافر بالرسل وهو مشرك؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ‏.‏ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 112- 113‏]‏‏.

‏ فأخبر أن جميع الأنبياء لهم أعداء، وهم شياطين الإنس والجن، يوحي بعضهم إلى بعض القول المزخرف، وهو المزين المحسن، يغررون به‏.

‏‏ والغرور‏:‏ هو التلبيس والتمويه‏.

‏ وهذا شأن كل كلام وكل عمل يخالف ما جاءت به الرسل، من أمر المتفلسفة والمتكلمة وغيرهم من الأولين والآخرين، ثم قال‏:‏ ‏{‏‏وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ‏}‏‏ فأخبر أن كلام أعداء الرسل تصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة‏.

‏‏ فعلم أن مخالفة الرسل وترك الإيمان بالآخرة متلازمان، فمن لم يؤمن بالآخرة أصغى إلى زخرف أعدائهم، فخالف الرسل، كما هو موجود في أصناف الكفار والمنافقين في هذه الأمة‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‏.‏ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا‏}‏‏ الآية ‏[‏الأعراف‏:‏ 52- 53‏]‏‏.

‏‏ فأخبر أن الذين تركوا إتباع الكتاب وهو الرسالة يقولون إذا جاء تأويله وهو ما أخبر به‏:‏ جاءت رسل ربنا بالحق، وهذا كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏.‏ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا‏.‏ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}‏‏ ‏[‏طه‏:‏ 124ـ 126‏]‏ أخبر أن الذين تركوا إتباع آياته يصيبهم ما ذكرنا‏.

‏ فقد تبين أن أصل السعادة، وأصل النجاة من العذاب، هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح‏.‏

وهذه الأمور ليست في حكمتهم وفلسفتهم المبتدعة، ليس فيها الأمر بعبادة الله وحده والنهي عن عبادة المخلوقات، بل كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم، إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع، وأن صناعة الطلاسم والأصنام والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار‏.‏ فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له، ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه، بل يقر هؤلاء وهؤلاء، وإن رجح الموحدين ترجيحًا ما، فقد يرجح غيره المشركين، وقد يعرض عن الأمرين جميعًا‏.‏

فتدبر هذا، فإنه نافع جدًا‏.

‏‏ ولهذا كان رؤوسهم المتقدمون والمتأخرون يأمرون بالشرك‏.

‏‏ فالأولون يسمون الكواكب الآلهة الصغرى، ويعبدونها بأصناف العبادات، كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد، بل يسوغون الشرك أو يأمرون به، أو لا يوجبون التوحيد‏.

‏‏ وقد رأيت من مصنفاتهم في عبادة الكواكب والملائكة وعبادة الأنفس المفارقة أنفس الأنبياء وغيرهم ما هو أصل الشرك‏.

‏‏ وهم إذا ادعوا التوحيد فإنما توحيدهم بالقول، لا بالعبادة والعمل‏.

‏‏ والتوحيد الذي جاءت به الرسل لابد فيه من التوحيد بإخلاص الدين لله، وعبادته وحده لا شريك له، وهذا شيء لا يعرفونه‏.

‏‏ والتوحيد الذي يدعونه إنما هو تعطيل حقائق الأسماء والصفات، وفيه من الكفر والضلال ما هو من أعظم أسباب الإشراك‏.

‏‏ فلو كانوا موحدين بالقول والكلام وهو أن يصفوا اللّه بما وصفته به رسله لكان معهم التوحيد دون العمل، وذلك لا يكفي في السعادة والنجاة، بل لابد من أن يعبد الله وحده ويتخذ إلهًا، دون ما سواه، وهو معني قول‏:‏ لا إله إلا الله، فكيف وهم في القول والكلام معطلون جاحدون، لا موحدون ولا مخلصون ‏؟‏‏!‏

وأما الإيمان بالرسل، فليس فيه للمعلم الأول وذويه كلام معروف، والذين دخلوا في الملل منهم آمنوا ببعض صفات الرسل وكفروا ببعض‏.‏

وأما اليوم الآخر، فأحسنهم حالًا من يقر بمعاد الأرواح دون الأجساد‏.‏ومنهم من ينكر المعادين جميعًا‏.

‏ ومنهم من يقر بمعاد الأرواح العالمة دون الجاهلة‏.‏

وهذه الأقوال الثلاثة لمعلمهم الثاني أبي نصر الفارابي، ولهم فيه من الاضطراب ما يعلم به أنهم لم يهتدوا فيه إلى الصواب‏.

‏‏ وقد أضلوا بشبهاتهم من المنتسبين إلى الملل من لا يحصى عدده إلا الله‏.

‏‏ فإذا كان ما به تحصل السعادة والنجاة من الشقاوة ليس عندهم أصلا، كان ما يأمرون به من الأخلاق والأعمال والسياسات، كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ‏}‏‏ ‏[‏الروم ‏:‏ 7‏]‏‏.

‏‏ وأما ما يذكرونه من العلوم النظرية، فالصواب منها منفعته في الدنيا‏.

‏‏ وأما ‏"‏العلم الإلهي‏"‏ فليس عندهم منه ما تحصل به النجاة والسعادة، بل وغالب ما عندهم منه ليس بمتيقن معلوم، بل قد صرح أساطين الفلسفة أن العلوم الإلهية لا سبيل فيها إلى اليقين، وإنما يتكلم فيها بالأحرى والأخلق، فليس معهم فيها إلا الظن‏{‏‏وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا‏}‏‏ ‏[‏ النجم‏:‏ 28 ‏]‏؛ ولهذا يوجد عندهم من المخالفة للرسل أمر عظيم باهر، حتى قيل مرة لبعض الأشياخ الكبار ممن يعرف الكلام والفلسفة والحديث وغير ذلك ‏:‏ ما الفرق الذي بين الأنبياء والفلاسفة‏؟‏ فقال‏:‏ السيف الأحمر‏.‏

يريد أن الذي يسلك طريقتهم يريد أن يوفق بين ما يقولونه وبين ما جاءت به الرسل، فيدخل من السفسطة والقرمطة في أنواع من المحال الذي لا يرضاه عاقل، كما فعل أصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالهم‏.

‏‏ ومن هنا ضلت القرامطة والباطنية ومن شاركهم في بعض ذلك‏.

‏‏ وهذا باب يطول وصفه ليس الغرض هنا ذكره‏.‏

وإنما الغرض أن معلمهم وضع منطقهم ليزن به ما يقولونه من هذه الأمور التي يخوضون فيها، والتي هي قليلة المنفعة، وأكثر منفعتها إنما هي في الأمور الدنيوية، وقد يستغنى عنها في الأمور الدنيوية أيضًا‏.‏

فأما أن يوزن بهذه الصناعة ما ليس من علومهم وما هو فوق قدرهم، أو يوزن بها ما يوجب السعادة والنعيم والنجاة من العذاب الأليم، فهذا أمر ليس هو فيها، و‏{‏‏قَّدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِ شَيءٍ قَدْرًا‏}‏‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 3‏]‏‏.

‏ والقوم وإن كان لهم ذكاء وفطنة، وفيهم زهد وأخلاق، فهذا القدر لا يوجب السعادة والنجاة من العذاب، إلا بالأصول المتقدمة‏:‏ من الإيمان باللّه وتوحيده، وإخلاص عبادته، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح‏.‏

وإنما قوة الذكاء بمنزلة قوة البدن وقوة الإرادة، فالذي يؤتي فضائل علمية وإرادية بدون هذه الأصول، يكون بمنزلة من يؤتي قوة في جسمه وبدنه بدون هذه الأصول‏.

‏‏ وأهل الرأي والعلم بمنزلة أهل الملك والإمارة، وكل من هؤلاء وهؤلاء لا ينفعه ذلك شيئًا إلا أن يعبد الله وحده لا شريك له، ويؤمن برسله وباليوم الآخر‏.

‏‏ وهذه الأمور متلازمة، فمن عبد الله وحده لزم أن يؤمن برسله ويؤمن باليوم الآخر، فيستحق الثواب و إلا كان من أهل الوعيد يخلد في العذاب، هذا إذا قامت عليه الحجة بالرسل‏.

‏‏ ولما كان كل واحد من أهل الملك والعلم قد يعارضون الرسل وقد يتابعونهم، ذكر الله ذلك في كتابه في غير موضع‏.‏ فذكر فرعون، والذي حاج إبراهيم في ربه لما آتاه الله الملك، والملأ من قوم نوح، وعاد وغيرهم من المستكبرين المكذبين للرسل، وذكر قول علمائهم، كقوله‏:‏ ‏{‏‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ‏.‏ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ‏.‏ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 83 ـ 85‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ‏.‏ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 4ـ 35‏]‏، والسلطان هو الوحي المنزل من عند الله، كما ذكر ذلك في غير موضع، كقوله‏:‏ ‏{‏‏أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏ 35‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 71، النجم‏:‏ 23‏]‏، وقال ابن عباس‏:‏ كل سلطان في القرآن فهو الحجة‏.

‏‏ ذكره البخاري في صحيحه‏.‏

وقد ذكر في هذه السورة ‏[‏سورة حم غافر‏]‏ من حال مخالفي الرسل من الملوك والعلماء مثل مقول الفلاسفة وعلمائهم ومجادلتهم واستكبارهم ما فيه عبرة، مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 56‏]‏، ومثل قوله‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ ‏.‏ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ‏.‏ إِذْ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ‏.‏ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 69ـ 75‏]‏، وختم السورة بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 83‏]‏‏.

‏‏ وكذلك في سورة الأنعام والأعراف وعامة السور المكية، وطائفة من السور المدنية، فإنها تشتمل على خطاب هؤلاء وضرب الأمثال والمقاييس لهم، وذكر قصصهم وقصص الأنبياء وأتباعهم معهم‏.‏

فقال سبحانه‏:‏ ‏{‏‏وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون‏}‏‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏ 26‏]‏‏.

‏‏ فأخبر بما مكنهم فيه من أصناف الإدراكات و الحركات‏.

‏‏ وأخبر أن ذلك لم يغن عنهم حيث جحدوا بآيات الله، وهي الرسالة التي بعث بها رسله؛ ولهذا حدثني ابن الشيخ الحصيري عن والده الشيخ الحصيري شيخ الحنفية في زمنه قال‏:‏ كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا‏:‏ كان كافرًا ذكيًا‏.‏

وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ‏}‏‏ الآية ‏[‏غافر‏:‏ 21‏]‏، والقوة تعم قوة الإدراك النظرية وقوة الحركة العملية، وقال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏‏كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 82‏]‏، فأخبر بفضلهم في الكم والكيف، وأنهم أشد في أنفسهم وفي آثارهم في الأرض، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ‏.‏ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون‏}‏‏‏[‏غافر‏:‏ 82- 83‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ‏.‏ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏ 6ـ 11‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 5‏]‏ وقد قال سبحانه عن أتباع هؤلاء الأئمة من أهل الملك والعلم المخالفين للرسل‏:‏ ‏{‏‏يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ ‏.‏ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ‏.‏ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا‏}‏‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 66ـ 68‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 47- 48‏]‏‏.

‏‏ ومثل هذا في القرآن كثير، يذكر فيه من أقوال أعداء الرسل وأفعالهم وما أوتوه من قوى الإدراكات والحركات التي لم تنفعهم لما خالفوا الرسل‏.

‏‏ وقد ذكر الله سبحانه ما في المنتسبين إلى أتباع الرسل، من العلماء والعباد والملوك من النفاق والضلال في مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‏}‏‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 34‏]‏‏.

‏‏ ‏{‏‏وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏‏ يستعمل لازما، يقال‏:‏ صد صدودًا، أي‏:‏ أعرض، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 16‏]‏، ويقال‏:‏ صد غيره يصده، والوصفان يجتمعان فيهم، ومثل قوله‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 51‏]‏‏.

‏‏ وفي الصحيحين‏:‏ عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة؛ طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة؛ طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة؛ ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة؛ طعمها مر، ولا ريح له‏"‏‏، فبين أن في الذين يقرؤون القرآن مؤمنين ومنافقين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء التاسع.

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:07 AM
عورة الامة عند شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَإِنَّمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ عَلَى النِّسَاءِ لِئَلَّا تُرَى وُجُوهُهُنَّ وَأَيْدِيهِنَّ . وَالْحِجَابُ مُخْتَصٌّ بِالْحَرَائِرِ دُونَ الْإِمَاءِ كَمَا كَانَتْ سُنَّةُ الْمُؤْمِنِينَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُلَفَائِهِ أَنَّ الْحُرَّةَ تَحْتَجِبُ وَالْأَمَةُ تَبْرُزُ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (15/372) .

وقال أيضا رحمه الله :
" الأصل أن عورة الأمة كعورة الحرة ، كما أن عورة العبد كعورة الحر ، لكن لما كانت مظنة المهنة والخدمة وحرمتها تنقص عن حرمة الحرة رخص لها في إبداء ما تحتاج إلى إبدائه وقطع شبهها بالحرة وتمييز الحرة عليها ، وذلك يحصل بكشف ضواحيها من رأسها وأطرافها الأربعة ، فأما الظهر والصدر فباق على الأصل " انتهى من " شرح عمدة الفقه " لابن تيمية - من كتاب الصلاة (ص/275) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَكَذَلِكَ الْأَمَةُ إذَا كَانَ يُخَافُ بِهَا الْفِتْنَةُ : كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تُرْخِيَ مِنْ جِلْبَابِهَا وَتَحْتَجِبَ ، وَوَجَبَ غَضُّ الْبَصَرِ عَنْهَا وَمِنْهَا .
وَلَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إبَاحَةُ النَّظَرِ إلَى عَامَّةِ الْإِمَاءِ ، وَلَا تَرْكُ احْتِجَابِهِنَّ وَإِبْدَاءُ زِينَتِهِنَّ ؛ وَلَكِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَأْمُرْهُنَّ بِمَا أَمَرَ الْحَرَائِرَ ، وَالسُّنَّةُ فَرَّقَتْ بِالْفِعْلِ بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ الْحَرَائِرِ ، وَلَمْ تُفَرِّقْ بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ الْحَرَائِرِ بِلَفْظِ عَامٍّ ؛ بَلْ كَانَتْ عَادَةُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَحْتَجِبَ مِنْهُمْ الْحَرَائِرُ دُونَ الْإِمَاءِ ، وَاسْتَثْنَى الْقُرْآنُ مِنْ النِّسَاءِ الْحَرَائِرِ : الْقَوَاعِدَ ؛ فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِنَّ احْتِجَابًا ، وَاسْتَثْنَى بَعْضَ الرِّجَالِ : وَهُمْ غَيْرُ أُولِي الْإِرْبَةِ ؛ فَلَمْ يَمْنَعْ مِنْ إبْدَاءِ الزِّينَةِ الْخَفِيَّةِ لَهُمْ ، لِعَدَمِ الشَّهْوَةِ فِي هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ ؛ فَأَنْ يُسْتَثْنَى بَعْضُ الْإِمَاءِ : أَوْلَى وَأَحْرَى ؛ وَهُنَّ مَنْ كَانَتْ الشَّهْوَةُ وَالْفِتْنَةُ حَاصِلَةً بِتَرْكِ احْتِجَابِهَا ، وَإِبْدَاءِ زِينَتِهَا .
فَإِذَا كَانَ فِي ظُهُورِ الْأَمَةِ وَالنَّظَرِ إلَيْهَا فِتْنَةٌ : وَجَبَ الْمَنْعُ مِنْ ذَلِكَ ، كَمَا لَوْ كَانَتْ فِي غَيْرِ ذَلِكَ .
وَهَكَذَا الرَّجُلُ مَعَ الرِّجَالِ ، وَالْمَرْأَةُ مَعَ النِّسَاءِ : لَوْ كَانَ فِي الْمَرْأَةِ فِتْنَةٌ لِلنِّسَاءِ ، وَفِي الرَّجُلِ فِتْنَةٌ لِلرِّجَالِ : لَكَانَ الْأَمْرُ بِالْغَضِّ لِلنَّاظِرِ مِنْ بَصَرِهِ مُتَوَجِّهًا ، كَمَا يَتَوَجَّهُ إلَيْهِ الْأَمْرُ بِحِفْظِ فَرْجِهِ .
فَالْإِمَاءُ وَالصِّبْيَانُ إذَا كُنَّ حِسَانًا تُخشى الْفِتْنَةُ بِالنَّظَرِ إلَيْهِمْ : كَانَ حُكْمُهُمْ كَذَلِكَ ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ " "مجموع الفتاوى" (15 /373-377) .
وقال أيضا :
" وَقَدْ كَانَتْ الْإِمَاءُ عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ يَمْشِينَ فِي الطُّرُقَاتِ مُنْكْشِفَاتٍ الرُّءُوسَ وَيَخْدِمْنَ الرِّجَالَ مَعَ سَلَامَةِ الْقُلُوبِ فَلَوْ أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَتْرُكَ الْإِمَاءَ التُّرْكِيَّاتِ الْحِسَانَ يَمْشِينَ بَيْنَ النَّاسِ ، فِي مِثْلِ هَذِهِ الْبِلَادِ وَالْأَوْقَاتِ ، كَمَا كَانَ أُولَئِكَ الْإِمَاءُ يَمْشِينَ : كَانَ هَذَا مِنْ بَابِ الْفَسَادِ ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/ 418) .

_______________________

مسائل واستشكالات متعددة حول الحجاب ، والجواب عنها
السؤال:
أريد أن أسألكم عن شبهة أرقتني يرددها العلمانيون والأعداء وهي مسألة الإماء والجواري في الإسلام فهل صحيح أن عورة الأمة فقط بين السرة والركبة صغيرة كانت أو كبيرة في أي مكان وأمام أي شخص وحتى إن كانت متزوجة وماذا عن إباحة فحص أغلب جسدها عند شرائها ؟ وهل كان عمر يضرب المتحجبات منهن ؟ ألا يعد هذا فتحا لباب الفساد والفتنة ؟ ما دليل من قالوا بهذا ؟ وإذا كان الأمر كذلك فما العلة من فرض الحجاب على الحرائر فالكل في الأخير نساء ؟ وإذا قلت أن العلة من عدم إلزام الإماء بالحجاب هي المهنة والابتذال فالحرائر أيضا مبتذلات بالمهنة وكثرة الذهاب والمجيئ في أي زمان ومكان حتى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ثم إن الاسترقاق مازال موجودا في بعض البلدان كاليمن ونيجيريا... ثم إذا كان كل ما قلته غير صحيح ، فكيف نفسر تأييد جمهور العلماء لما قلت , إذا كان قول الجمهور مخطأ فكيف نأخذ به في بقية المسائل ؟

نشر بتاريخ: 2014-09-30
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لا يوجد الآن عبيد ولا إماء إلا نادرا جدا ، فلا ينبغي للمسلم أن يشغل وقته وذهنه بالبحث عن أحكامهم .
ثم هؤلاء العلمانيون والأعداء يدعون للحرية المطلقة التي لا يقيدها دين ولا أخلاق ولا عادات ولا شيء ، ولذلك تجدهم قد وصلوا إلى درجة من الانحطاط لا تصل إليها حتى الحيوانات التي لا عقول لها ، فوصلوا إلى تبادل الزوجات والشذوذ ... وغير ذلك من القبائح ، التي تقدح في إنسانية الإنسان ، وصدق الله العظيم : ( أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف/179 .
ثم .. ما الذي ينقمه هؤلاء حينما يعلمون أن الإسلام قد أباح للأمة أن تكشف وجهها ورأسها ، أو حتى صدرها َ!!
أليسوا هم يدعون إلى ما هو أشد من ذلك ؟ أليس عندهم مدن وشواطئ ونواد وحفلات للعراة ؟!
إن هؤلاء لا يستحقون جوابا لأنهم إما أنهم لا عقول لهم ، أو أنهم يقولون ما يقولونه كذبا وخداعا وإنكارا للحقائق ، فلا يستحقون جوابا .
غير أن هذه الشبهات بما أنها قد سمعها بعض المسلمين وتأثروا بها ، فنحن نجيب عنها جوابا مختصرا ؛ لأن إشغال الوقت بما هو أكثر فائدة ، أولى وأجدر .

ثانيا :
ليس هناك مذهب ولا دين حافظ على الأخلاق الحسنة ودعا إليها .. من العفة والشرف والفضيلة والحياء وغيرها ، وعمل على حفظ المجتمع من أي فتنة قد تعصف به : مثل ما فعل الإسلام .
وذلك بَيِّن جدا من تشريعاته المحكمة المتقنة التي لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثلها لا يأتون بمثلها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا . قال الله تعالى : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) الإسراء/88 .
لا يأتون بمثله في نظمه وأسلوبه ، ولا في بلاغته وفصاحته ، ولا في حسن قصصه وموضوعاته ، ولا في أحكامه وتشريعاته ، فهذا القرآن معجز من كل نواحي الإعجاز .

ثالثا :
أما الجواب على هذه الشبهات :
فقد اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي عَوْرَةِ الأْمَةِ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُل الأْجْنَبِيِّ :
فَقَال الْمَالِكِيَّةُ - وَهُوَ الأْصَحُّ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ - : إِنَّ عَوْرَتَهَا هِيَ مَا بَيْنَ سُرَّتِهَا وَرُكْبَتِهَا .
وَقَال الْحَنَفِيَّةُ : عَوْرَتُهَا مِثْل عَوْرَةِ الْحُرَّةِ بِالنِّسْبَةِ لِمَحَارِمِهَا . ( أي تظهر ما تظهره الحرة لمحارمها ، كالوجه والرأس ونحو ذلك ) .
وَقَال الْحَنَابِلَةُ : إِنَّ عَوْرَتَهَا كَعَوْرَةِ الْحُرَّةِ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلاَّ مَا يَجُوزُ النَّظَرُ إِلَيْهِ مِنَ الْحُرَّةِ . " الموسوعة الفقهية " (31/49-50) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَإِنَّمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ عَلَى النِّسَاءِ لِئَلَّا تُرَى وُجُوهُهُنَّ وَأَيْدِيهِنَّ . وَالْحِجَابُ مُخْتَصٌّ بِالْحَرَائِرِ دُونَ الْإِمَاءِ كَمَا كَانَتْ سُنَّةُ الْمُؤْمِنِينَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُلَفَائِهِ أَنَّ الْحُرَّةَ تَحْتَجِبُ وَالْأَمَةُ تَبْرُزُ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (15/372) .

وقال أيضا رحمه الله :
" الأصل أن عورة الأمة كعورة الحرة ، كما أن عورة العبد كعورة الحر ، لكن لما كانت مظنة المهنة والخدمة وحرمتها تنقص عن حرمة الحرة رخص لها في إبداء ما تحتاج إلى إبدائه وقطع شبهها بالحرة وتمييز الحرة عليها ، وذلك يحصل بكشف ضواحيها من رأسها وأطرافها الأربعة ، فأما الظهر والصدر فباق على الأصل " انتهى من " شرح عمدة الفقه " لابن تيمية - من كتاب الصلاة (ص/275) .

فالأمة تراد غالبا للخدمة ، فرخص الشرع لها أن تترك الحجاب فتكشف رأسها وذراعيها وساقها لأنها تحتاج إلى ذلك في العمل ، ولو أمرت بالحجاب الكامل كالحرائر لكان في ذلك مشقة عظيمة عليها .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ذكر الفقهاءُ رحمهم الله تعالى أن عورة الأَمَة أيضاً ما بين السُّرَّة والرُّكبة ، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله في باب النَّظر عارض هذه المسألة ، كما عارضها ابن حزم في باب النَّظر ، وفي باب الصَّلاة ، وقال : إن الأمة كالحُرَّة ؛ لأن الطَّبيعة واحدة والخِلْقَة واحدة ، والرِّقُّ وصف عارض خارج عن حقيقتها وماهيَّتها ، ولا دليلَ على التَّفريق بينها وبين الحُرَّة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إنَّ الإماء في عهد الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام ، وإن كُنَّ لا يحتجبن كالحرائر ؛ لأن الفتنة بهنَّ أقلُّ ، فَهُنَّ يُشبهنَ القواعدَ من النِّساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ، قال تعالى فيهن : ( فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ) النور/60 ، يقول : وأما الإماء التركيَّات الحِسَان الوجوه ، فهذا لا يمكن أبداً أن يَكُنَّ كالإماء في عهد الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام ، ويجب عليها أن تستر كلَّ بدنها عن النَّظر ، في باب النَّظر " انتهى من " الشرح الممتع " (2/157-158) .

والخلاصة : أن الشرع جاء بالتفريق بين الحرائر والإماء ، فالحرة تحتجب الحجاب الكامل ، ويجوز للأمة كشف رأسها ويديها ووجهها ؛ لكثرة الحاجة في استخدامهن ، وكان فرض الحجاب عليهن مما يشق مشقة بالغة ، مع عدم حصول الفتنة بهن في الغالب ، لأن النفس ترغب عنهن .
ولكن إذا أدى كشفهن إلى حصول الفتنة ، فإنه يجب عليهن لبس الحجاب ، كما يجب غض البصر عنهن .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" .... لَكِنْ إنْ كَانَتْ الْأَمَةُ جَمِيلَةً يُخَافُ الْفِتْنَةُ بِهَا ، حَرُمَ النَّظَرُ إلَيْهَا ... قَالَ أَحْمَدُ فِي الْأَمَةِ إذَا كَانَتْ جَمِيلَةً : تَنْتَقِبُ ، وَلَا يُنْظَرُ إلَى الْمَمْلُوكَةِ ، كَمْ مِنْ نَظْرَةٍ أَلْقَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا الْبَلَابِلَ " انتهى من " المغني " (7/103) .

وقال ابن المنذر رحمه الله :
" ثبت أن عمر قال لأمة رآها متقنعة : اكشفي رأسك ، ولا تشبهي بالحرائر ، وضربها بالدرة . فإن كانت جميلة حرم النظر إليها " انتهى من " منار السبيل " (2/138) .
فعمر رضي الله عنه أمر الأمة بعدم الحجاب حتى تتميز الحرة عنها ، لأن لكل منهما أحكاما تخصها ، ولأن الفتنة بهن كانت مأمونة في ذلك الزمان .
ولكن.. إذا كان عدم تحجبها يسبب فتنة وجب عليها الحجاب .
راجع للاستزادة إجابة السؤال رقم : (8489) ، والسؤال رقم : (198645) .
رابعا :
إذا تزوجت الأمة فإنه لا يجوز أن يبدو منها أمام سيدها إلا ما يظهر منها عادة في حال المهنة ، لأن سيدها من محارمها ، أما الرجال الأجانب فلا .

قال البيهقي رحمه الله :
" وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا لَا تُبْدِي لِسَيِّدِهَا بَعْدَمَا زَوَّجَهَا ، وَلَا الْحُرَّةُ لِذَوِي مَحَارِمِهَا إِلَّا مَا يَظْهَرُ مِنْهَا فِي حَالِ الْمِهْنَةِ " انتهى من " السنن الكبرى " (7/152) .
وقال أيضا : " وَالْآثَارُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ رَأْسَهَا وَرَقَبَتَهَا وَمَا يَظْهَرُ مِنْهَا فِي حَالِ الْمِهْنَةِ لَيْسَ بِعَوْرَةٍ " انتهى .

خامسا :
المشتري لا يفحص أغلب جسد الأمة كما قال السائل ، وإنما ينظر إليها من فوق الثياب ، وينظر إلى وجهها ورأسها لأن المشتري يشتري الأمة للاستمتاع أو للخدمة ، فلما اختلف المقصود كان لا بد من تأمل الصفات التي يحصل بها مقصود المشتري .

قال البهوتي رحمه الله :
" وَلِرَجُلٍ نَظَرُ الْوَجْهِ وَالْيَدِ وَالرَّقَبَةِ وَالْقَدَمِ وَرَأْسٍ وَسَاقٍ مِنْ أَمَةٍ مُسْتَامَةٍ (أَيْ مُعَروضَةٍ لِلْبَيْعِ) يُرِيدُ شِرَاءَهَا ، كَمَا لَوْ أَرَادَ خِطْبَتَهَا ، بَلْ الْمُسْتَامَةُ أَوْلَى ، لِأَنَّهَا تُرَادُ لِلِاسْتِمْتَاعِ وَغَيْرِهِ . قال الإمام أحمد : لَا بَأْسَ أَنْ يُقَلِّبَهَا إذَا أَرَادَ الشِّرَاءَ مِنْ فَوْقِ الثِّيَابِ " انتهى من " شرح منتهى الإرادات " (2/ 624) .

وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله :
" ولا يجوز النظر إليها بشهوة (يعني عند شرائها) ... ثم قال عن كشف الأمة رأسها : وذلك لا ينبغي اليوم ؛ لعموم الفساد في أكثر الناس ، فلو خرجت جارية رائعة مكشوفة الرأس في الأسواق والأزقة ، لوجب على ولي الأمر أن يمنع ذلك " انتهى من " حاشية الروض المربع " (6/234) .

وبهذا يتبين أن أحكام الإسلام أحسن هي ما يكون ، وأتقن وأحكم ما يكون ، ولا يمكن أن تؤدي إلى مفسدة أبدا ، بل جاءت الشريعة الإسلامية بكل ما يدفع المفاسد ويقللها ، وبتحصيل المصالح وتكميلها ، فعلى المعترض على هذه الأحكام أن يرينا شريعته التي يؤمن بها ويعمل بها إن كان صادقا . فإننا سنجد فيها التناقض والانحلال الخلقي كما هو واقع هؤلاء العلمانيين والأعداء .
وأما كون بعض العلماء قال بكذا ، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . والعالم قد يجتهد فيقول قولا يوافق الصواب فيكون له أجران : أجر الاجتهاد وأجر إصابة الصواب ، وقد يخطئ في اجتهاده ، فيكون له أجر على اجتهاده ، وخطؤه مغفور له .
نرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ، وأن لا نعاود البحث في هذه المسائل مرة أخرى ، لأن حاجة المسلمين إلى معرفة التوحيد والشرك والإيمان والكفر ، وأحكام عباداتهم ومعاملاتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم أهم من البحث في هذه الأحكام التي صارت الآن نسيا منسيا ، ولا وجود لها في الواقع .

والله أعلم .

https://islamqa.info/ar/220750

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:11 AM
198645: قول أنس رضي الله عنه عن إماء عمر: " كُنَّ يَخْدِمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ"؟
السؤال:
أنا أحاور الشيعة منذ فترة ، والحمد لله أرد على كل شبهاتهم ، ولكنني لم أجد جوابا لهذه الشبهة فأرجو أن تشرحوا لي معناها إذا كانت صحيحة ، والرد عليهم .

وهذه هي الشبهة :

ثم روى من طريق حماد بن سلمة قالت : حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس عن جده أنس بن مالك قال : " كن إماء عمر رضي الله عنه يخدمننا كاشفات عن شعورهن ، تضطرب ثديهن ". قلت: وإسناده جيد رجاله كلهم ثقات غير شيخ البيهقي أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي وهو صدوق كما قال الخطيب ( 10 / 303 ) . وقال البيهقي عقبه: " والآثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك صحيحة " .

نشر بتاريخ: 2013-05-23
الجواب :
الحمد لله
أولا :
قال البيهقي رحمه الله في سننه (3222) :
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحِرَفِيُّ بِبَغْدَادَ أنبأ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : " كُنَّ إِمَاءُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْدِمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْرِبُ ثُدِيّهُنَّ " .
وهذا إسناد حسن ، قال الألباني رحمه الله :
" إسناده جيد رجاله كلهم ثقات غير شيخ البيهقى أبى القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحربى وهو صدوق كما قال الخطيب " انتهى من "إرواء الغليل" (6/ 204) .
وقد رواه يحيى بن سلام في تفسيره (1/ 441) : حَدَّثَنِي حَمَّادٌ وَنَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنَّ جَوَارِي عُمَرَ يَخْدُمْنَنَا كَاشِفَاتِ الرُّءُوسِ، تَضْطَرِبُ ثُدِيُّهُنَّ بَادِيَةً خِدَامُهُنَّ " .
فثبت بذلك الأثر ، إلا أن المحفوظ رواية البيهقي بلفظ ( تضرب ثديهن ) أما لفظ ( تضطرب ) فهو في رواية ابن سلام المتقدمة ، وفي إسنادها نصر بن طريف وهو متهم بالكذب ، قال يحيى : من المعروفين بوضع الحديث ، وقال الفلاس : وممن أجمع عليه من أهل الكذب أنه لا يروي عنهم قوم منهم أبو جزي القصاب نصر بن طريف .
انظر "لسان الميزان" (6/153) .
وحاصل ذلك :
أن الأثر صحيح ، لكن بلفظ ( كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْرِبُ ثُدِيّهُنَّ ) يعني أن شعورهن تضرب صدورهن من سرعة الحركة والدأب في الخدمة .
أما بلفظ : ( تَضْطَرِبُ ثُدِيُّهُنَّ ) فغير صحيح ، وعلى فرض صحته فمردّ معناه إلى الأول ، وهو أنهن كن كبيرات في السن لسن شابات كواعب ، ومن كثرة العمل في الخدمة يحصل لهن ذلك .

ثانيا :
جاء الشرع بالتفريق بين الحرائر والإماء ، فالحرة تحتجب الحجاب الكامل ، والأمة تبرز ، ويجوز لها كشف رأسها ويديها ووجهها ؛ لكثرة الحاجة في استخدامهن ، وكان فرض الحجاب عليهن مما يشق مشقة بالغة ، مع عدم تشوف النفوس إليهن .
قال ابن كثير رحمه الله :
" وَقَوْلُهُ: ( ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) أَيْ إِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ عُرِفْنَ أَنَّهُنَّ حَرَائِرُ، لَسْنَ بِإِمَاءٍ وَلَا عَوَاهِرَ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : يَتَجَلْبَبْنَ فَيُعْلَمُ أَنَّهُنَّ حَرَائِرُ ، فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُنَّ فَاسِقٌ بِأَذًى وَلَا رِيبَةٍ ".
انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/ 425-426) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَالْحِجَابُ مُخْتَصٌّ بِالْحَرَائِرِ دُونَ الْإِمَاءِ ، كَمَا كَانَتْ سُنَّةُ الْمُؤْمِنِينَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُلَفَائِهِ : أَنَّ الْحُرَّةَ تَحْتَجِبُ ، وَالْأَمَةُ تَبْرُزُ ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذَا رَأَى أَمَةً مُخْتَمِرَةً ضَرَبَهَا وَقَالَ : " أَتَتَشَبَّهِينَ بِالْحَرَائِرِ أَيْ لَكَاع ؟ " فَيَظْهَرُ مِنْ الْأَمَةِ : رَأْسُهَا ، وَيَدَاهَا ، وَوَجْهُهَا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (15 /372) .
ولذلك قال البيهقي عقب رواية هذا الأثر : " وَالْآثَارُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ صَحِيحَةٌ ، وَإِنَّهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ رَأْسَهَا وَرَقَبَتَهَا وَمَا يَظْهَرُ مِنْهَا فِي حَالِ الْمِهْنَةِ : لَيْسَ بِعَوْرَةٍ " انتهى .

ثالثا :
ما سبق بيانه من عورة الأمة ، إنما يكون عند أمن الفتنة ، وسلامة الطوية ، أما إذا خيفت الفتنة ، أو كثر أهل الريب والفساد ، وخشي من تعرضهم للإماء بالأذى والسوء : فإنه يجب على الأمة الحجاب كذلك ، ويجب غض البصر عنها ومنها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَكَذَلِكَ الْأَمَةُ إذَا كَانَ يُخَافُ بِهَا الْفِتْنَةُ : كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تُرْخِيَ مِنْ جِلْبَابِهَا وَتَحْتَجِبَ ، وَوَجَبَ غَضُّ الْبَصَرِ عَنْهَا وَمِنْهَا .
وَلَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إبَاحَةُ النَّظَرِ إلَى عَامَّةِ الْإِمَاءِ ، وَلَا تَرْكُ احْتِجَابِهِنَّ وَإِبْدَاءُ زِينَتِهِنَّ ؛ وَلَكِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَأْمُرْهُنَّ بِمَا أَمَرَ الْحَرَائِرَ ، وَالسُّنَّةُ فَرَّقَتْ بِالْفِعْلِ بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ الْحَرَائِرِ ، وَلَمْ تُفَرِّقْ بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ الْحَرَائِرِ بِلَفْظِ عَامٍّ ؛ بَلْ كَانَتْ عَادَةُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَحْتَجِبَ مِنْهُمْ الْحَرَائِرُ دُونَ الْإِمَاءِ ، وَاسْتَثْنَى الْقُرْآنُ مِنْ النِّسَاءِ الْحَرَائِرِ : الْقَوَاعِدَ ؛ فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِنَّ احْتِجَابًا ، وَاسْتَثْنَى بَعْضَ الرِّجَالِ : وَهُمْ غَيْرُ أُولِي الْإِرْبَةِ ؛ فَلَمْ يَمْنَعْ مِنْ إبْدَاءِ الزِّينَةِ الْخَفِيَّةِ لَهُمْ ، لِعَدَمِ الشَّهْوَةِ فِي هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ ؛ فَأَنْ يُسْتَثْنَى بَعْضُ الْإِمَاءِ : أَوْلَى وَأَحْرَى ؛ وَهُنَّ مَنْ كَانَتْ الشَّهْوَةُ وَالْفِتْنَةُ حَاصِلَةً بِتَرْكِ احْتِجَابِهَا ، وَإِبْدَاءِ زِينَتِهَا .
فَإِذَا كَانَ فِي ظُهُورِ الْأَمَةِ وَالنَّظَرِ إلَيْهَا فِتْنَةٌ : وَجَبَ الْمَنْعُ مِنْ ذَلِكَ ، كَمَا لَوْ كَانَتْ فِي غَيْرِ ذَلِكَ .
وَهَكَذَا الرَّجُلُ مَعَ الرِّجَالِ ، وَالْمَرْأَةُ مَعَ النِّسَاءِ : لَوْ كَانَ فِي الْمَرْأَةِ فِتْنَةٌ لِلنِّسَاءِ ، وَفِي الرَّجُلِ فِتْنَةٌ لِلرِّجَالِ : لَكَانَ الْأَمْرُ بِالْغَضِّ لِلنَّاظِرِ مِنْ بَصَرِهِ مُتَوَجِّهًا ، كَمَا يَتَوَجَّهُ إلَيْهِ الْأَمْرُ بِحِفْظِ فَرْجِهِ .
فَالْإِمَاءُ وَالصِّبْيَانُ إذَا كُنَّ حِسَانًا تُخشى الْفِتْنَةُ بِالنَّظَرِ إلَيْهِمْ : كَانَ حُكْمُهُمْ كَذَلِكَ ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ " انتهى باختصار من "مجموع الفتاوى" (15 /373-377) .
وقال أيضا :
" وَقَدْ كَانَتْ الْإِمَاءُ عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ يَمْشِينَ فِي الطُّرُقَاتِ مُنْكْشِفَاتٍ الرُّءُوسَ وَيَخْدِمْنَ الرِّجَالَ مَعَ سَلَامَةِ الْقُلُوبِ فَلَوْ أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَتْرُكَ الْإِمَاءَ التُّرْكِيَّاتِ الْحِسَانَ يَمْشِينَ بَيْنَ النَّاسِ ، فِي مِثْلِ هَذِهِ الْبِلَادِ وَالْأَوْقَاتِ ، كَمَا كَانَ أُولَئِكَ الْإِمَاءُ يَمْشِينَ : كَانَ هَذَا مِنْ بَابِ الْفَسَادِ ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/ 418) .
وينظر : "إعلام الموقعين" لابن القيم رحمه الله (2/ 46-47) .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (8489) .

والله تعالى أعلم .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:20 AM
يقول الإمامُ الألبانيُّ رحِمهُ اللهُ في كِتابِ " ارواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل"

هذا القول - مع أنه لا دليل عليه من كتاب أو سنة - مخالف لعموم قوله تعالى : (ونساء المؤمنين ) ( الأحزاب : 59 ) فإنه من حيث العموم كقوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا ) الآية [ النساء : 43 ] ولهذا قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره : ( البحر المحيط ) ( 7 / 250 ) : ( والظاهر أن قوله : ( ونساء المؤمنين ) يشمل الحرائر والإماء والفتنة بالإماء أكثر لكثرة تصرفهن بخلاف الحرائر فيحتاج إخراجهن من عموم النساء إلى دليل واضح ). وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن القطان في ( أحكام النظر ) ( ق 24 / 2 ) وغيره



ويقول الشيخ الالباني رحمة الله في السلسلة الضعيفة والموضوعة

فهذه الرواية على خلاف الروايات السابقة فإنها صريحة في أن المنهي عنه النظر إنما هي الأمة ، و أن ضمير " عورته " راجع إلى " أحدكم " و المقصود به السيد ، و هذه الرواية أرجح عندي لسببين : الأول : أنها أوضح في المعنى من الأولى لأنها لا تحتمل إلا معنى واحدا ، بخلاف الأولى ، فإنها تحتمل معنيين : أحدهما يتفق مع معنى هذه ، و الآخر يختلف عنه تمام الاختلاف ، و هو الظاهر من المعنيين ، و هوأن المنهي عن النظر إنما هو السيد ، و أن ضمير " عورته " راجع إلى العبد أو الأجير أي الأمة ، و لهذا استدل بعض العلماء بهذه الرواية على أن عورة الأمة كعورة الرجل ما بين السرة و الركبة ، قال : " و يريد به ( يعني بقوله : عبده أو أجيره ) الأمة ، فإن العبد و الأجير لا يختلف حاله بالتزويج و عدمه "
لكن المعنى الأول أرجح بدليل هذه الرواية التي لا تقبل غيره و يؤيده السبب الآتي و هو : الآخر : أن الليث بن أبي سليم قد تابع سوارا في روايته عن عمرو به ، و لفظه : " إذا زوج أحدكم أمته أو عبده أو أجيره ، فلا تنظر إلى عورته ، و العورة ما بين السرة و الركبة " . أخرجه البيهقي ( 2 / 229 ) عن الخليل بن مرة عن الليث . و هذا السند إلى عمرو ، و إن كان ضعيفا ، فإنه لا بأس به في الشواهد و المتابعات ، و هذا صريح في المعنى الأول لا يحتمل غيره أيضا ، لكن روي الحديث بلفظ آخر ، لا يحتمل إلا المعنى الآخر ، و هو من طريق الوليد : حدثنا الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ : " إذا زوج أحدكم عبده أو أمته ( أو أجيره ) فلا ينظرن إلى عورتها " . كذا قال " عورتها " . أخرجه البيهقي ( 2/ 226 ) ، و الوليد هو ابن مسلم و هو يدلس تدليس التسوية ، و قد عنعن بين الأوزاعي و عمرو ، ثم هو لو صح ، فليس فيه تعيين العورة من الأمة ، و لذلك قال البيهقي بعد أن أتبع هذه الرواية برواية وكيع المتقدمة : " و هذه الرواية إذا قرنت برواية الأوزاعي دلنا على أن المراد بالحديث نهي السيد عن النظر إلى عورتها إذا زوجها ، و أن عورة الأمة ما بين السرة و الركبة ، و سائر طرق هذا الحديث يدل ، و بعضها ينص على ( أن ) المراد به نهي الأمة عن النظر إلى عورة السيد ، بعد ما زوجت ، أو نهي الخادم من العبد و الأجير عن النظر إلى عورة السيد بعدما بلغا النكاح ، فيكون الخبر واردا في بيان مقدار العورة من الرجل ، لا في بيان مقدارها من الأمة "

السلسلة الضعيفة والموضوعة الجزء الثاني صفحة 455

قال ابن حزم رحمه الله ( وأما الفرق بين الحرة والأمة فدين الله تعالى واحد والخلقة والطبيعة واحدة فكل ذلك في الحرائر والإماء سواء حتى يأتي نص في الفرق بينهما في شيء فيوقف عنده ) ثم قال : ( وقد ذهب بعض من وهل في قول الله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) إلى أنه إنما أمر الله تعالى بذلك لأن الفساق كانوا يتعرضون للنساء للفسق فأمر الحرائر بأن يلبسن الجلابيب ليعرف الفساق أنهن حرائر فلا يتعرضوهن ) ونحن نبرأ من هذا التفسير الفاسد الذي هو إما زلة عالم أو وهلة فاضل عاقل أو افتراء كاذب فاسق لأن فيه أن الله تعالى أطلق الفساق على أعراض إماء المسلمين وهذه مصيبة الأبد وما اختلف اثنان من أهل الإسلام في أن تحريم الزنا بالحرة كتحريمه بالأمة وأن الحد على الزاني بالحرة كالحد على الزاني بالأمة ولا فرق , وأن تعرض الحرة في التحريم كتعرض الأمة ولا فرق ولهذا وشبهه وجب أن لا يقبل قول أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بأن يسنده إليه عليه السلام ) .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:27 AM
موضوع أعجبنى

_________________


أسرع مناظرة مع صوفي: وإعلان توبته من مذهب الشرك وتكفير ابن تيمية

يقول الشيخ السوري عدنان عرعور..

حُببت إلي المناظرة ، وكشف لي غطاؤها ، ووضح أمامي طريقها ، والحمد لله ، وله المنة ، وهي كثيرة لا أكاد أحصيها ، أو أضبطها ، وإنني عازم بمشيئة الله على نسخها ، فمنها الطويلة جداً ، ومنها القصيرة جداً

فمنها : أن أحدهم جاء عقب إحدى المحاضرات للمناظرة في كفر ابن تيمية ، وأحضر معه أكثر من سبعة كتب .. وحذرني الشباب من مناظرته ، لقدرته العلمية ، وتحضيره المسبق ، ولغلظته في الكلام
وقالوا : أنت متعب وغير محضر وو…
فأبيت إلا الجلوس ..فقال : عندي أدلة على أن ابن تيمية كافر .
قلت : ابن تيمية معروف عند كثيرين بالكفر ، فقد كنت أسمع تكفيره منذ صغري - وقصدت أنه معروف بالكفر عند الروافض ، وغلاة الصوفية ، وكثير من المقلدين ، وفهم هو أني موافق على ذلك -
المحاور : ـ مقاطعاً ـ : هل يجوز مثل هذا ؟
الشيخ : يجوز مثل هذا في المناظرات على أن يبين المقصود بعد ذلك ، حتى لا يكون ثمة تلبيس فقد قال إبراهيم أكبر من هذا !! قال : عن النجم والقمر والشمس [ هذا ربي ] ، المهم أني أدركت للوهلة الأولى ، أنه يكفره لإثباته العلو لله ،
فقلت له : دعك من ابن تيمية وتكفيره ، وأجبني عن رجل قال في سجوده : سبحان ربي الأسفل ، فهل يجوز هذا ..؟!
فدهش ثم قال لا يجوز ..!!
قلت : لم لا يجوز؟؟ ألستم أنتم تنفون عن الله صفة العلو ؟! فهو سبحانه عندكم في العلو وفي الاسفل -!!! وعلى هذا يجوز أن يقال: سبحان ربي الأعلى, وسبحان ربي الأسفل, مادام الله عندكم اتصف بالصفتين .
قال : لكن الله قال : سبح اسم ربك الأعلى!
قلت : هل هو الأعلى في صفاته وذاته ؟! أم في صفاته دون ذاته ؟؟

فحار وتردد ، وسكت سكوت المتفكر!...
قلت : هذا جائز على منهجكم ، لأن الله عندكم في العلو وفي السفل ، والآن :
إما أن تثبت هذه الصفة "الأعلى" بشمولها : فهو الأعلى ذاتاً وصفاتاً ، وتنفي ما يضادها من قولكم : ((موجود في كل مكان )) وإما أن الأعلى لا تشمل الذات ، فهو "الأعلى"في صفاته ، " والأسفل "و الأعلى بذاته ، وعلى هذا يجوز أن يقول القائل : سبحان ربي الأسفل .

قال : أنظرني إلى غد .

قلت : فإنك من المنظرين .

وفي اليوم التالي : أظهر بعض الإشكالات ، على سبيل الاسترشاد لا على سبيل العناد ، وتم إزالتها واهتدى .. ثم بينت له الموقف الصحيح من ابن تيمية, وأزلنا عنه الإشكالات ، فاقتنع و الحمد لله .

المحاور: لماذا لم تبينوا الموقف الحق من ابن تيمية أول الأمر ؟
الشيخ: ليس من الحكمة الجدال ابتداءً في التمثيل ، ونحن مختلفون في التأصيل ، بل الحكمة المناظرة في التأصيل والاتفاق عليه ، ثم الانتقال إلى التمثيل ، فيسهل بعد ذلك الاتفاق عليه .

المحاور:هل يمكن التوضيح أكثر .. وما الفرق بين التأصيل والتمثيل ؟
الشيخ: التأصيل هو : التقعيد .. أي الأصول العامة ، والقواعد الثابتة ، التي لا تتعلق بزمان ولا مكان ولا أعيان أما التمثيل ، أي التفريع ، فهو كالحكم على الأعيان والأحداث .. ولا فائدة تجنى كثيراً من الجدال في التمثيل، ونحن لم نتفق بعد على التأصيل ، فالنقاش في ابن تيمية تمثيلاً ، والنقاش في إثبات صفات الله تأصيلاً ، ودعوة التوحيد ليست معلقة بابن تيمية ولا بمن هو فوقه ولا بمن هو دونه ، والاتفاق على التوحيد وصفات الله أولى ، وهو المقدمة للاتفاق على ابن تيمية وغيره ، وهذا الأمر لا ينتبه إليه كثير من الأخوة ، فيناقشون في شيخ الإسلام ابن تيمية ، وفي الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله ، ويضيعون الأوقات ، والأصل المناقشة في الأصول لا في الفروع .
انتهى.
المنتدى العربي
حاوره أحمـــــatـــد

قلتً:
جزى الله الشيخ خير الجزاء 00 فقد أسقطه بالضربة القاضية 00 مع الجولة الأولى 00
والحمد لله أن هدى هذا المُضلل من قِبل الصوفية 00 ولم يركبه الشيطان فيتبع هواه فيضل وهو يعلم فيشقى 00
والحق أبلج والباطل لجلج 00
فعلى منكري العلو أن لا يسجدوا ويقولوا سبحان ربي الأعلى بل يقولوا الأسفل والأيسر والأيمن لأنه بزعمهم في كل مكان 00والحق أن علم محيط بكل شيء 00 أم ذاته {الرحمن على العرش استوى} استواء يليق بجلاله 00
ولا أنسى أن أذكركم بهذه المناظرة بين الشيخ السني عبدالرحمن والصوفي شيخ الطريقة التيجانية وكان فيها جانب عن علو الله ...


نقلها أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:34 AM
رأى الامام لابن حزم الاندلسى فى الغناء .

((لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به ، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم ، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس ، لكان ذلك أعظم داع إليه ، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره ومن أقلها ما ذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم،وفي مثله أتعب ضعفاء الملوك أنفسهم ؛ فتشاغلوا عما ذكرنا بالشطرنج ، والنرد ، والخمر ، والأغاني ، وركض الدواب في طلب الصيد ، وسائر الفضول التي تعود بالمضرة في الدنيا والآخرة ، وأما فائدة ، فلا فائدة .))ص 21(مداوة النفوس)

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:40 AM
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن حقيقة صرع الجن للإنس
___________________________________________

( فإنه يصرع الرجل ؛ فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثَّر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يجر المصروع وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول آلات ، وينقل من مكان إلى مكان ، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها ، أفادته علماً ضرورياً بأن الناطق على لسان الإنسي ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان ) مجموع الفتاوى

وقال - رحمه الله - : ( ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب فيضرب ضربا كثيرا جدا ، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ، ولا يؤثر في بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل ، بحيث لو كان على الإنسي لقتله ، وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربنا مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين )

وقال ((وإذا ضرب بدن الإنسي فإن الجني يتألم بالضرب ويصيح ويصرخ ويخرج منه ألم الضرب كما قد جرب الناس من ذلك ما لا يحصى ونحن قد فعلنا من ذلك ما يطول وصفه)) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج 4ص363

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 12:53 AM
سُئِل شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى، ورَضِيَ عنه - في "الفتاوى الكبرى"، عن: "رجل يَهِيج عليه بدنُه، فيستمني بيده، وبعض الأوقات يُلصِق وركيه على ذَكَره، وهو يعلم أن إزالة هذا بالصوم، لكن يشق عليه؟".

فأجاب:
"أما ما نزل من الماء بغير اختياره، فلا إثْمَ عليه فيه، لكن عليه الغسل إذا نزل الماء الدافِق، وأما إنزاله باختياره بأن يستمني بيده، فهذا حرامٌ عند أكثر العلماء؛ وهو إحدى الروايتين عن أحمد، بل أظهرهما، وفي روايةٍ أنه مكروه، لكن إن اضطرَّ إليه؛ مثل أن يخاف الزنا إن لم يستمنِ، أو يخاف المرض، فهذا فيه قولانِ مشهوران للعلماء، وقد رخَّص في هذه الحال طوائفُ من السلَف والخلَف، ونهى عنه آخرون، والله أعلم".


قال العلامةُ ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى، ورَضِي عنه - في كتابه المعجب "روضة المحبِّين" قاعدةً، وهي: أن الله - سبحانه وتعالى - لم يجعل في العبد اضطرارًا إلى الجِماع، بحيث إن لم يفعلْه مات، بخلاف اضطراره إلى الأكل، والشرب، واللباس؛ فإنه مِن قوام البدن الذي إن لم يباشره هَلَك، ولهذا لم يُبِح من الوطء الحرام ما أباح من تناول الغذاء والشراب المحرَّم، فإن هذا مِن قبيل الشهوة واللذة، التي هي تتمة وفضلة، ولهذا يُمكن الإنسان أن يعيش طول عمره بغير تزوج وغير تَسَرٍّ، ولا يمكنه أن يعيشَ بغير طعام ولا شراب، ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الشباب أن يداووا هذه الشهوة بالصوم".

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 01:08 AM
السفسطة عند شيخ الاسلام بن تيمية

أولا تعريف السفسطة: وهي لفظ معرب مركب في اليونانية من كلمتين: (سوفيا) وهي الحكمة، و(اسطس) وهو المموه؛ فمعنى السفسطة: حكمة مموهة، ويراد بالسفسطة: التمويه والخداع، والمغالطة في الكلام.

وهم طائفة يونانية تنسب لمؤسسها بروتاجوراس وقيل هو مؤسس مفهوم النسبية الذى اعتد عليه اينشتاين .


قال:شيخ الاسلام عن السفسطة «السَّفسَطة التي هي: جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس» [بيان تلبيس الجهمية 1/ 150]

وقال:::«فإنَّ السفسطةَ أمرٌ يَعرِضُ لكثيرٍ من النفوس؛ وهي جَحدُ الحقِّ، وهي لفظةٌ مُعرَّبة من اليونانية، أصلها سوفسطيا أي حكمة مموهة!، فلما عُرِّبت قيل: سفسطة».[الرد على المنطقيين ص329]

وقال:«فإنَّ البديهيات لا تكون باطلة؛ بل القدحُ فيها سفسطة». [إقامة الدليل على إبطال التحليل 5/ 106]

وقال:«فمن أراد أن يَدفعَ العلمَ اليقيني المُستقر في القلوب بالشُّبَه؛ فقد سَلَك مَسلك السفسطة». [منهاج السنة النبوية 7/ 339]


وقال:«وأما ما قد يَعرِضُ لبعضهم في بعض الأحوال من سفسطة تُشَكِّكُه في المعلومات!؛ فتلك من جنس المرض والوساوس».[الرد على المنطقيين ص251]


وقال شيخنا ابن تيمية رحمه الله:
«واعلم أنه ما من حقٍّ ودليلٍ إلا ويمكن أن يَرِدَ عليه شُبه سوفسطائية؛ فإن السفسطة:
إما خيالٌ فاسد
وإما مُعاندةٌ للحقِّ
وكلاهما لا ضابط له؛ بل هو بحسب ما يخطر للنفوس من:
الخيالات الفاسدة، والمعاندات الجاحدة!».
[شرح الأصبهانية ص:60]


قال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله في «شرح التدمرية» عند قول شيخ الإسلام (يسفسطون في العقليات):
«السفسطة الخداع والتمويه والثرثرة التي لا ثمرة لها، إذا جاءوا في العقليات سفسطوا؛ أكثروا الكلام وموهوا على الناس وخدعوا الناس بكثرة الكلام، لذلك سمي علم الكلام: علم الكلام لكثرة الكلام مع قلة النتيجة».

وقال فى رده على أهل الكلام (المتكلمين)::(ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات، ويقرمطون في السمعيات)
.
يسفسطون فى المعقولات اى ينكرون المعقولات الواضحة البينة كمن انكر البديهيات بحجج واهية وكذا يحاولون خداع الاخر واسكاته بمحكمات واهية

يقرمطون فى السمعيات اى ادعاء ان للنصوص ظواهر وبواطن ويؤولونها على غير وجهها الصحيح .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 01:15 AM
من اعجب الفتاوى لشيخ الاسلام بن تيمية

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية :

عن امرأة نصرانية ، بعلها مسلم توفيت وفي بطنها جنين له سبعة أشهر ، فهل تدفن مع المسلمين ؟ أو مع النصارى ؟

الجواب : لا تدفن في مقابر المسلمين ، ولا مقابر النصارى ؛ لأنه اجتمع مسلمٌ وكافرٌ ، فلا يدفن الكافر مع المسلمين ، ولا المسلم مع الكافرين ؛ بل تدفن منفردة ، ويُجعل ظهرُها إلى القبلة ؛ لأن وجه الطفل إلى ظهرها ، فإذا دفنت كذلك كان وجه الصبي المسلم مستقبل القبلة ، والطفل يكون مسلماً بإسلام أبيه ، وإن كانت أمُّه كافرةً باتفاق العلماء .
" الفتاوى الكبرى " ( 3 / 24 ، 25 ).

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 01:58 AM
مسئلة عن القياس.

وسئل شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله عما يقع في كلام كثير من الفقهاء من قولهم : هذا خلاف القياس لما ثبت بالنص أو قول الصحابة أو بعضهم وربما كان حكما مجمعا عليه فمن ذلك قولهم : تطهير الماء إذا وقع فيه نجاسة خلاف القياس بل وتطهير النجاسة على خلاف القياس والتوضؤ من لحوم الإبل على خلاف القياس والفطر بالحجامة على خلاف القياس والسلم على خلاف القياس والإجارة والحوالة والكتابة والمضاربة والمزارعة والمساقاة والقرض وصحة صوم المفطر ناسيا والمضي في الحج الفاسد كل ذلك على خلاف القياس وغير ذلك من الأحكام : فهل هذا القول صواب أم لا ؟ وهل يعارض القياس الصحيح النص أم لا ؟





الحاشية رقم: 1
فأجاب : الحمد لله رب العالمين . أصل هذا أن تعلم أن لفظ القياس لفظ مجمل يدخل فيه القياس الصحيح والقياس الفاسد .

فالقياس الصحيح هو الذي وردت به الشريعة وهو الجمع بين [ ص: 505 ] المتماثلين والفرق بين المختلفين الأول قياس الطرد والثاني قياس العكس وهو من العدل الذي بعث الله به رسوله .

فالقياس الصحيح مثل أن يكون العلة التي علق بها الحكم في الأصل موجودة في الفرع من غير معارض في الفرع يمنع حكمها ومثل هذا القياس لا تأتي الشريعة بخلافه قط . وكذلك القياس بإلغاء الفارق وهو : أن لا يكون بين الصورتين فرق مؤثر في الشرع فمثل هذا القياس لا تأتي الشريعة بخلافه . وحيث جاءت الشريعة باختصاص بعض الأنواع بحكم يفارق به نظائره فلا بد أن يختص ذلك النوع بوصف يوجب اختصاصه بالحكم ويمنع مساواته لغيره لكن الوصف الذي اختص به قد يظهر لبعض الناس وقد لا يظهر وليس من شرط القياس الصحيح المعتدل أن يعلم صحته كل أحد فمن رأى شيئا من الشريعة مخالفا للقياس فإنما هو مخالف للقياس الذي انعقد في نفسه ليس مخالفا للقياس الصحيح الثابت في نفس الأمر .

وحيث علمنا أن النص جاء بخلاف قياس : علمنا قطعا أنه قياس فاسد بمعنى أن صورة النص امتازت عن تلك الصور التي يظن أنها مثلها بوصف أوجب تخصيص الشارع لها بذلك الحكم فليس في الشريعة ما يخالف قياسا صحيحا لكن فيها ما يخالف القياس الفاسد وإن كان من الناس من لا يعلم فساده .

[ ص: 506 ] ونحن نبين أمثلة ذلك مما ذكر في السؤال فالذين قالوا : المضاربة والمساقاة والمزارعة على خلاف القياس : ظنوا أن هذه العقود من جنس الإجارة لأنها عمل بعوض والإجارة يشترط فيها العلم بالعوض والمعوض فلما رأوا العمل في هذه العقود غير معلوم والربح فيها غير معلوم قالوا : تخالف القياس وهذا من غلطهم ; فإن هذه العقود من جنس المشاركات لا من جنس المعاوضات الخاصة التي يشترط فيها العلم بالعوضين والمشاركات جنس غير جنس المعاوضة وإن قيل إن فيها شوب المعاوضة .

وكذلك المقاسمة جنس غير جنس المعاوضة الخاصة وإن كان فيها شوب معاوضة حتى ظن بعض الفقهاء أنها بيع يشترط فيها شروط البيع الخاص .

وإيضاح هذا : أن العمل الذي يقصد به المال ثلاثة أنواع : أحدها : أن يكون العمل مقصودا معلوما ; مقدورا على تسليمه . فهذه الإجارة اللازمة .

والثاني : أن يكون العمل مقصودا لكنه مجهول أو غرر فهذه الجعالة وهي : عقد جائز ليس بلازم فإذا قال : من رد عبدي الآبق فله مائة فقد يقدر على رده وقد لا يقدر وقد يرده من مكان قريب وقد [ ص: 507 ] يرده من مكان بعيد ; فلهذا لم تكن لازمة لكن هي جائزة فإن عمل هذا العمل استحق الجعل وإلا فلا ويجوز أن يكون الجعل فيها إذا حصل بالعمل جزءا شائعا ; ومجهولا جهالة لا تمنع التسليم مثل أن يقول أمير الغزو : من دل على حصن فله ثلث ما فيه " ويقول للسرية التي يسريها : لك خمس ما تغنمين أو ربعه .

وقد تنازع العلماء في سلب القاتل : هل هو مستحق بالشرع ؟ كقول الشافعي أو بالشرط كقول أبي حنيفة ومالك ؟ على قولين هما روايتان عن أحمد فمن جعله مستحقا بالشرط جعله من هذا الباب .

ومن هذا الباب إذا جعل للطبيب جعلا على شفاء المريض جاز كما أخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جعل لهم قطيع على شفاء سيد الحي فرقاه بعضهم حتى برئ فأخذوا القطيع ; فإن الجعل كان على الشفاء لا على القراءة . ولو استأجر طبيبا إجارة لازمة على الشفاء لم يجز ; لأن الشفاء غير مقدور له فقد يشفيه الله وقد لا يشفيه فهذا ونحوه مما تجوز فيه الجعالة دون الإجارة اللازمة .

وأما النوع الثالث : فهو ما لا يقصد فيه العمل ; بل المقصود المال وهو المضاربة فإن رب المال ليس له قصد في نفس عمل العامل كما للجاعل والمستأجر قصد في عمل العامل ; ولهذا لو عمل [ ص: 508 ] ما عمل ولم يربح شيئا لم يكن له شيء وإن سمي هذا جعالة بجزء مما يحصل بالعمل كان نزاعا لفظيا بل هذه مشاركة هذا بنفع بدنه وهذا بنفع ماله وما قسم الله من الربح كان بينهما على الإشاعة ; ولهذا لا يجوز أن يخص أحدهما بربح مقدر ; لأن هذا يخرجهما عن العدل الواجب في الشركة .

وهذا هو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم من المزارعة فإنهم كانوا يشرطون لرب المال زرع بقعة بعينها وهو ما ينبت على الماذيانات وإقبال الجداول ونحو ذلك فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . ولهذا قال الليث بن سعد وغيره : إن الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم هو أمر إذا نظر فيه ذو البصر بالحلال والحرام علم أنه لا يجوز ; أو كان قال . فبين أن النهي عن ذلك موجب القياس فإن مثل هذا لو شرط في المضاربة لم يجز ; لأن مبنى المشاركات على العدل بين الشريكين فإذا خص أحدهما بربح دون الآخر لم يكن هذا عدلا بخلاف ما إذا كان لكل منهما جزء شائع فإنهما يشتركان في المغنم وفي المغرم فإن حصل ربح اشتركا في المغنم وإن لم يحصل ربح اشتركا في الحرمان وذهب نفع بدن هذا كما ذهب نفع مال هذا ولهذا كانت الوضيعة على المال لأن ذلك في مقابلة ذهاب نفع العامل .

[ ص: 509 ] ولهذا كان الصواب أنه يجب في المضاربة الفاسدة ربح المثل لا أجرة المثل فيعطى العامل ما جرت به العادة أن يعطاه مثله من الربح : إما نصفه وإما ثلثه وإما ثلثاه . فإما أن يعطي شيئا مقدرا مضمونا في ذمة المالك كما يعطي في الإجارة والجعالة فهذا غلط ممن قاله . وسبب الغلط ظنه أن هذا إجارة فأعطاه في فاسدها عوض المثل كما يعطيه في المسمى الصحيح . ومما يبين غلط هذا القول أن العامل قد يعمل عشر سنين فلو أعطي أجرة المثل لأعطي أضعاف رأس المال وهو في الصحيحة لا يستحق إلا جزءا من الربح إن كان هناك ربح فكيف يستحق في الفاسدة أضعاف ما يستحقه في الصحيحة ؟ وكذلك الذين أبطلوا المزارعة والمساقاة ظنوا أنها إجارة بعوض مجهول فأبطلوها وبعضهم صحح منها ما تدعو إليه الحاجة كالمساقاة على الشجر لعدم إمكان إجارتها بخلاف الأرض فإنه تمكن إجارتها . وجوزوا من المزارعة ما يكون تبعا للمساقاة إما مطلقا ; وإما إذا كان البياض الثلث . وهذا كله بناء على أن مقتضى الدليل بطلان المزارعة وإنما جوزت للحاجة .

ومن أعطى النظر حقه علم أن المزارعة أبعد عن الظلم والقمار من الإجارة بأجرة مسماة مضمونة في الذمة ; فإن المستأجر إنما يقصد الانتفاع بالزرع النابت في الأرض فإذا وجب عليه الأجرة ومقصوده من [ ص: 510 ] الزرع قد يحصل وقد لا يحصل كان في هذا حصول أحد المتعاوضين على مقصوده دون الآخر . وأما المزارعة فإن حصل الزرع اشتركا فيه وإن لم يحصل شيء اشتركا في الحرمان فلا يختص أحدهما بحصول مقصوده دون الآخر فهذا أقرب إلى العدل وأبعد عن الظلم من الإجارة .

والأصل في العقود جميعها هو العدل ; فإنه بعثت به الرسل وأنزلت الكتب قال تعالى : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } والشارع نهى عن الربا لما فيه من الظلم وعن الميسر لما فيه من الظلم والقرآن جاء بتحريم هذا وهذا وكلاهما أكل المال بالباطل وما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من المعاملات : كبيع الغرر وبيع الثمر قبل بدو صلاحه وبيع السنين وبيع حبل الحبلة وبيع المزابنة والمحاقلة ونحو ذلك : هي داخلة إما في الربا وإما في الميسر فالإجارة بالأجرة المجهولة مثل أن يكريه الدار بما يكسبه المكتري في حانوته من المال هو من الميسر فهذا لا يجوز . وأما المضاربة والمساقاة والمزارعة فليس فيها شيء من الميسر بل هو من أقوم العدل .

وهذا مما يبين لك أن المزارعة التي يكون فيها البذر من العامل [ ص: 511 ] أحق بالجواز من المزارعة التي يكون فيها من رب الأرض ولهذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزارعون على هذا الوجه وكذلك عامل النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر وزرع على أن يعمروها من أموالهم .

والذين اشترطوا أن يكون البذر من رب الأرض قاسوا ذلك على المضاربة فقالوا في المضاربة : المال من واحد والعمل من آخر وكذلك ينبغي أن يكون في المزارعة وجعلوا البذر من رب المال كالأرض .

وهذا القياس مع أنه مخالف للسنة ولأقوال الصحابة فهو من أفسد القياس ; وذلك أن المال في المضاربة يرجع إلى صاحبه ويقتسمان الربح فهو نظير الأرض في المزارعة وأما البذر الذي لا يعود نظيره إلى صاحبه بل يذهب كما يذهب نفع الأرض فإلحاقه بالنفع الذاهب أولى من إلحاقه بالأصل الباقي فالعاقد إذا أخرج البذر ذهب عمله وبذره ورب الأرض ذهب نفع أرضه وبذر هذا كأرض هذا فمن جعل البذر كالمال كان ينبغي له أن يعيد مثل البذر إلى صاحبه كما قال مثل ذلك في المضاربة فكيف ولو اشترط رب البذر نظير عود بذره إليه لم يجوزوا ذلك .

[ ص: 512 ] وليس هذا موضع بسط هذه المسائل وإنما الغرض التنبيه على جنس قول القائل : هذا يخالف القياس .

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=22&ID=2131

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:23 PM
قال ابن حجر في " فتح الباري " ( شرح حديث 2651 ) : إن السمين غالباً بليد الفهم ثقيل عن العبادة، كما هو مشهور .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:25 PM
قال ابن الجوزي : من كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيداً من الإخلاص . " فتح الباري " ( شرح حديث 449 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:27 PM
قال شيخ الاسلام بن تيمية : وقد أوعبت الأمّة في كل فن من فنون العلم إيعاباً، من نوّر الله قلبه هداه لِما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةً وضلالاً .
مجموعة الرسائل الكبرى ( 1 / 239 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:28 PM
قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : سمعتُ محمد بن عبد الأعلى يقول : سمعتُ أحمد بن عبد الرحمن الرَّقِّي يقول : سمعتُ يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعتُ الشافعي يقول :
السخاء والكرم يغطِّي عيوب الدنيا والآخرة بعد أنْ لا تلحقه بدعة .
رواها البيهقي – تلميذ الحاكم – في " مناقب الشافعي " ( 2 / 227 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:30 PM
قال أبو نعيم الأصبهاني ( ت 430 هـ ) في " حلية الأولياء " ( 6 / 330 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا نعيم بن حماد، سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة. اهـ .
فعلّق الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 8 / 97 ) قائلاً : ما كان عليه من العلم ونشره أفضل من نوافل الصوم والصلاة لمن أراد به الله.

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:31 PM
هل احتلم النبي صلى الله عليه وسلّم
قال الإمام الشوكاني ( ت 1250 هـ ) : قد ذهب جمع من العلماء إلى استحالة الاحتلام في حقه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، قالوا: لأنه من تلاعب الشيطان بالئائم، وجزموا بأن المني الذي كان على ثوبه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ليس إلا من الجماع، ويقويه أنه لا ملازمة بين كون المني موجودًا في ثوبه، وبين كونه عن احتلام، لا عقلًا ولا عادة، لاحتمال أن يكون مما بقي في الذكر من أثر الجماع، أو مما يحصل عند مقدمات الجماع، كما حكى ذلك النووي عن جماعة من العلماء.
وذهب قوم جمع إلى منع الاستحالة، ومنع كون الاحتلام من تلاعب الشيطان، وجزموا بأنه جائز منه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وبأنه من فيض البدن الخارج في بعض الأوقات، فالقائلون بأن عدم الاحتلام من خصائصه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- هم الأولون. ولا يشكل الحديث على قولهم، لأنهم قد تخلصوا عنه بما سلف.
والقائلون بأن ذلك ليس من خصائصه، وهم الآخرون لا إشكال يرد عليهم والله أعلم .
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني ( ص 2580 – 2583 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:33 PM
نقد الشوكاني لابن حجر والسخاوي لإهمالهم تراجم ملوك وعلماء الروم
قال الإمام محمد بن علي الشوكاني ( ت 1250 هـ ) في كتابه "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" ( عند ترجمته للسلطان العثماني مُراد خان - ت 855 هـ - ) :
وقد أهمل الحافظ ابن حجر ذكر ملوك الروم في "الدرر الكامنة في أهل المئة الثامنة" فلم يذكر من كان فيها منهم، وكذلك السخاوي أهمل بعضاً ممّن كان منهم في المئة التاسعة وذكر بعضاً، وهذا عجيب ! فإنهما يترجمان لجماعة من أهل سائر الديار هم معدودون من صغار الملوك والأمراء الكائنين بالأندلس واليمن والهند وسائر الديار، وهكذا أهملا غالب علماء الروم ولم يذكرا إلاّ شيئاً يسيراً منهم، مع أنهما يترجمان لمن هو أبعد منهم داراً وأحقر قدراً، فالله أعلم بالسبب المقتضي لذلك، وقد ذكرنا في هذا الكتاب كثيراً ممّن أهملاه .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:35 PM
قال الإمام الذهبي في " تاريخ الإسلام " : سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، (الصلح بين السنة والشيعة) :
ندب أبو محمد بن النسوي لضبط بغداد، واجتمع العامة من الشيعة والسنة على كلمة واحدة، على أنه متى ولي ابن النسوي أحرقوا أسواقهم ونزحوا عن البلد. ووقع الصلح بين السنة والشيعة، وصار أهل الكرخ إلى نهر القلايين فصلوا فيه، وخرجوا كلهم إلى الزيارة بالمشاهد. وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة في الكرخ، وهذا أمر لم يتفق مثله.

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:37 PM
قال العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ
" نحن ينقصنا في علمنا أننا لانطبق ماعَلِمناه على سلوكنا ،
وأكثر ماعندنا أننا نعرف الحكم الشرعي .
أما أن نطبّق ، فهذا قليل ـ نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ـ
»»» وفائدة العلم هو التطبيق العملي ، بحيث يظهر أثر العلم على صفحات وجه الإنسان ، وسلوكه ، وأخلاقه ، وعبادته ، ووقاره وخشيته وغير ذلك ، وهذا هو المهم . ...
فالأمور النظرية ليست هي المقصودة في العلم
ـ اللهم إنا نسألك علماً نافعاً ـ فالعلم فائدته الانتفاع .
وكم من عامي جاهل تجد عنده من الخشوع لله ، ومراقبة الله وحسن السيرة والسلوك ، والعبادة ، وأكثر بكثير مماعند طالب العلم !!"
الشرح الممتع166/7

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 09:38 PM
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - :" ما كان له حقيقة شرعية و عُرفية و لُغوية يرجع في ذلك إلى الشرع , ثم يقدِّم العُرف على اللغة "( فتح ذي الجلال و الإكرام 5/177 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:06 PM
الشيخ الألباني – رحمه الله - :" ينفي أنَّه قال أنَّ أبا إسحاق الحويني خليفتي في الحديث "( سلسلة الهدى و النور رقم الشريط 229 )


الشيخ ربيع – حفظه الله - :" ينفي أنْ يكون فالح الحربي من تلاميذ الشيخ الألباني "( المجموع الواضح في رد منهج و أصول فالح ص 132 /حاشية )

قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله - بعد موت الشيخ ابن باز – رحمه الله – " ما عاد لنا رأس " يعني في الفتوى ( الدُرُّ الثمين في ترجمة ابن عثيمين ص 60 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:18 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" الفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها "( منهاج السنة النبوية 2/224 )

قال ميمون بن مهران – رحمه الله - :" إذا كان المزاح أمام الكلام فآخره الشتم و اللطام "( الآداب الشرعية 2/155 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:19 PM
صفاتُ اللهِ تعالى على قسمين : مثبتةٌ و منفية.
1 ـ الصفاتُ المثبتةُ : هي كلُّ ما أثبته اللهُ لنفسه، و هي صفاتُ كمالٍ، لا تدلُّ على مماثلةِ المخلوق، لأن مماثلةَ المخلوق نقصٌ.
و الصفاتُ المثبتة تنقسم إلى ثلاثةِ أقسام :
أ ـ صفاتُ كمالٍ على الإطلاق : كالمتكلم، و الفعال لما يريد، و القادر، و غيرها.
ب ـ صفاتُ كمالٍ بقيدٍ : هذه لا يوصفُ الله تعالى بها على الإطلاقِ إلا مقيَّدًا، مثل المكر و الخداع و الاستهزاء، فيكونُ في مقابل منْ يفعلون ذلك، مثل قوله تعالى { إنّ المنافقينَ يخادعون اللهَ و هو خادعهم }.
جـ ـ صفاتُ نقصٍ على الإطلاقِ : و هذه لا يوصفُ الله بها بحالٍ منَ الأحوال، مثل العاجز، و الخائن و الأعمى، و غيرها، لأنّها نقصٌ على الإطلاق.
و يوجد قسمٌ آخرُ منفصلٌ عن هذه الثلاثة و هو : الصفاتُ المأخوذةُ منَ الأسماءِ، فهي صفاتُ كمالٍ بكل حال من الأحوال.
2 ـ الصفاتُ المنفيةُ : و هي الصفاتُ التي نفاها الله تعالى عنْ نفسه، و هذا النفيُ ليس نفيًا مجردا، لأنَّ النفيَ المجردَ عدمٌ، بلْ هو نفي متضمنٌ لثبوتِ كمالِ ضدِّه.
و الصفات المنفية نفيُها على قسمينِ :
أ ـ نفيٌ عامٌّ (مجمل) : و هدا النفيُ العامُّ يدلّ على كمالٍ مطلق، مثل قولِه تعالى { ليسَ كمثله شيئٌ }.
ب ـ نفيٌ مفصَّل : و هذا لا يكونُ إلا لسببٍ، مثل :
1 ـ تكذيب المدعين بأنّ الله اتصفَ بهذه الصفةِ التي نفاها عن نفسِه، مثل قوله تعالى { ما اتخذَ الله منِ ولدٍ }
2 ـ دفع توهمِ هذه الصفةِ التي نفاها اللهُ عن نفسه، مثل قوله تعالى { و لقد خلقنا السموات و الأرض في ستة أيام و ما مسنا من لغوب}.
منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:21 PM
أهل السنة و الجماعة لا يكيفون صفات الله تعالى لأدلة سمعية و عقلية :
1 ـ الأدلة السمعية : مثل قوله تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون}.
2 ـ الأدلة العقلية : كيفية الشيئ لا تدرك إلا بإحدى أمور ثلاثة :
أ ـ مشاهدته.
ب ـ مشاهدة نظيره.
جـ ـ خبر الصادق عنه.

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:23 PM
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ما من إنسان في الغالب أعطي الجدل إلا حرم بركة العلم ؛ لأن غالب من أوتي الجدل يريد بذلك نصرة قوله فقط ، وبذلك يحرم بركة العلم ..
أما من أراد الحق ؛ فإن الحق سهل قريب ، لا يحتاج إلى مجادلات كبيرة ؛ لأنه واضح ..
ولذلك تجد أهل البدع الذين يخاصمون في بدعهم علومهم ناقصة البركة لا خير فيها ، وتجد أنهم يخاصمون ويجادلون وينتهون إلى لا شيء ! .. لا ينتهون إلى الحق . "
( تفسير سورة البقرة / ج2 / ص 444 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:24 PM
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"يستثنى من وجوب الاتجاه إلى القبلة في الصلاة ثلاث مسائل:
الأولى :عند الخوف،إذا كان الإنسان هاربًا من عدوفإنه يصلي حيث كان وجهه.
الثانية :العجز،إذا كان الإنسان مريضا،ولا يستطيع أن يتوجه إلى القبلة بنفسه،ولا بمن يوجهه،فإنه يصلي حيث كان وجهه.
الثالثة :النافلة في السفر،فإن الإنسان يصلي على راحلته من سيارة،أو بعير،أو طائرة.......حيث كان وجهه. "
( أحكام من القرآن الكريم / ج1 / ص 517 - 518 )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:26 PM
يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
إن الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب: من اعتقادات، وإرادات، وغير ذلك، وأمور ظاهرة: من أقوال، أو أفعال قد تكون عبادات، وقد تكون أيضاً عادات في الطعام واللباس، والنكاح والمسكن، والاجتماع والافتراق، والسفر والإقامة، والركوب وغير ذلك.
وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال، يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً.
اقتضاء الصراط المستقيم / ص 62

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:27 PM
يقول الشيخ صالح أل الشيخ حفظه الله
من قرأ الصفحه التى فيها الأبراج وهوا يعلم برجه الذى ولد فيه أو يعلم البرج الذى يناسبه ،وقرأ ما فيه فكأنه سأل كاهنا فلا تقبل صلاته أربعين يوما ، فإن كان صدق بما فى تلك البروج فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ... إلى أن قال : وإدخال شئ من الجرائد التى فيها ذلك فى البيوت معناه إدخال للكهنه إلى البيوت ...
التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص 349

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:31 PM
ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﺒﻐﺎﺓ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺷﻬﻴﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻓﻲ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺬﻛﺎﺭ ) 5/97 ( : "ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﻣﻼﻗﺎﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺧﺮﺝ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺑﺮ ﻭﺣﻖ ﻭﺧﻴﺮ ﻣﻤﺎ
ﻗﺪ ﺃﺑﺎﺣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻘﺘﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻣﺮ
ﺑﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻭ ﻧﻬﻲ ﻋﻦ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺮ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺩﻭﻥ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﻬﻴﺪ " ﺍﻫـ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﺯﻣﻮﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:32 PM
كلمة نفيسة ونفسية وروحية وجليلة ورائعة .

قال الإمام ابن قيم الجوزية - عليه سحآئب الرحمة - : قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني - رضي الله تعالى عنه - : " الشيخ والمعلم والمؤدب أب الروح ، والوالد أب الجسم " . أهـ .
[ مدارج السالكين: 3/70 ] .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:34 PM
قال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة :
" الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم ، هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد ، وأن من خالف ذلك متعمدًا أو مخطئًا ، لم يحصل بفعله صلاح" . أهـ .
[ منهاج السنة 4/ 264 ] .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:39 PM
قال الإمام الألباني في " أحكام الجنائز " : ذهب بعض العلماء إلى بطلان الصلاة فيها لأن النهي يدل على فساد المنهي عنه، وهو قول ابن حزم، واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية، والشوكاني في (نيل الاوطار) (2 / 112)، وروى ابن حزم (4 / 27 - 28) عن الإمام أحمد أنه قال: ( من صلى في مقبرة أو إلى قبر أعاد أبداً ) .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:45 PM
قال الإمام الألباني في " أحكام الجنائز " : ذهب بعض العلماء إلى بطلان الصلاة فيها لأن النهي يدل على فساد المنهي عنه، وهو قول ابن حزم، واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية، والشوكاني في (نيل الاوطار) (2 / 112)، وروى ابن حزم (4 / 27 - 28) عن الإمام أحمد أنه قال: ( من صلى في مقبرة أو إلى قبر أعاد أبداً ) .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:47 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 4 / 167 – 168 ) : اعتمد الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه الذي صنفه في مناقب الإمام أحمد لما ذكر اعتقاده اعتمد على ما نقله من كلام أبي الفضل عبد الواحد بن أبي الحسن التميمي . وله في هذا الباب مصنف ذكر فيه من اعتقاد أحمد ما فهمه، ولم يذكر فيه ألفاظه، وإنما ذكر جمل الاعتقاد بلفظ نفسه، وجعل يقول : ( وكان أبوعبد الله ) . وهو بمنزلة من يصنف كتابًا في الفقه على رأي بعض الأئمة، ويذكر مذهبه بحسب ما فهمه ورآه، وإن كان غيره بمذهب ذلك الإمام أعلم منه بألفاظه وأفهم لمقاصده، فإن الناس في نقل مذاهب الأئمة قد يكونون بمنزلتهم في نقل الشريعة . ومن المعلوم أن أحدهم يقول : حكم الله كذا، أو حكم الشريعة كذا بحسب ما اعتقده عن صاحب الشريعة، بحسب ما بلغه وفهمه، وإن كان غيره أعلم بأقوال صاحب الشريعة وأعماله وأفهم لمراده .
فهذا أيضًا من الأمور التي يكثر وجودها في بني آدم؛ ولهذا قد تختلف الرواية في النقل عن الأئمة، كما يختلف بعض أهل الحديث في النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم، فلا يجوز أن يصدر عنه خبران متناقضان في الحقيقة، ولا أمران متناقضان في الحقيقة إلا وأحدهما ناسخ والآخر منسوخ، وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم فليس بمعصوم، فيجوز أن يكون قد قال خبرين متناقضين، وأمرين متناقضين ولم يشعر بالتناقض .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:48 PM
ذكر البيهقي في " دلائل النبوة " حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هلك كسرى ، ثم لا يكون كسرى بعده ، وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل " الذي رواه مسلم،
ثم قال :
وفي قوله : " لتنفقن كنوزهما في سبيل الله " إشارة إلى صحة خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، لأن كنوزهما نُقِلت إلى المدينة ، بعضها في زمان أبي بكر ، وأكثرها في زمان عمر ، وقد أنفقاها في المسلمين ، فعلمنا أن من أنفقها كان له إنفاقها ، وكان ولي الأمر في ذلك مصيباً فيما فعل من ذلك ، وبالله التوفيق .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:50 PM
قال خليل بن أيبك الصفدي ( ت 764 هـ ) في " أعيان العصر وأعوان النصر " – في ترجمة ابن قيّم الجوزية - :
ما جمع أحد من الكتب ما جمع، لأن عمره أنفقه في تحصيل ذلك. ولما مات شيخنا فتح الدين اشترى من كتبه أمهات وأصولاً كباراً جيدة، وكان عنده من كل شيء في غير ما فن ولا مذهب، بكل كتاب نسخ عديدة، منها ما هو جيد نظيف، وغالبها من الكرندات. وأقام أولاده شهوراً يبيعون منها غير ما اصطفوه لأنفسهم .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:52 PM
قال الإمام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " في ترجمة الحافظ الرافضي ابن خراش ( ت 283 هـ ) الذي ألّف جزءاً في "مثالب الشيخين " : جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثم، فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك إنْ صدقت في الترحال، فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور ؟! فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك. مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين . اهـ .
قال إبراهيم الهاشمي الأمير في " المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " ( 1 / 332 / حاشية 1 ) : وفي كلام الذهبي هذا فائدة قيمة بأن جَعَلَ من ضوابط الحكم على الرجل المبتدع بالزندقة – سعة الاطلاع ومعرفة الحديث والرجال – لقيام الحجة وظهور المحجة له، وممّا يؤيّد هذا أنه قال في ترجمة الحافظ ابن عقدة : " قلت : قلت: قد رمي ابن عقدة بالتشيع، ولكن روايته لهذا ونحوه – وهو عن علي مرفوعاً " يا علي هذان سيدا
كهول أهل الجنة من الاولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين " وقول سفيان الثوري " لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال " – يدل على عدم غلوّه في تشيعه، ومن بلغ في الحفظ والآثار مبلغ ابن عقدة، ثم يكون في قلبه غل للسابقين الاولين، فهو معاند أو زنديق، والله أعلم " .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:53 PM
قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : سمعت محمد بن محمد أبو أحمد الحاكم ( ت 378 هـ ) يقول : كنت بالري وهم يقرؤون على عبد الرحمن ابن أبي حاتم كتاب " الجرح والتعديل "، فقلت لابن عبدويه الورّاق : هذه ضحكة، أراكم تقرؤون كتاب " تاريخ البخاري " على شيخكم على الوجه، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حُمِلَ إليهما " تاريخ البخاري " قالا : هذا علم لا يُسْتَغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن، فسألهما عن رجل بعد رجل، وزادا فيه ونقصا . اهـ .
وقال ابن خير الإشبيلي ( ت 575 هـ ) في " فهرسة ما رواه عن شيوخه " عن كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم : هو كتاب عظيم الفائدة في معناه، وذلك أنه بُنِيَ على تخريج البخاري في تاريخه وزاد فيه عن أبيه وأبي زرعة الرازي أسماء رجال والتجريح والتعديل، فجاء الكتاب متقناً عظيم الفائدة .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:55 PM
روى البخاري في " الأدب المفرد " ( 1049 ) و أحمد ( 1 / 407 ) عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم " .
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ( 2767 ) : في
الحديث إشارة قوية إلى اهتمام الحكومات اليوم في أغلب البلاد بتعليم الناس القراءة والكتابة، والقضاء على الأمية حتى صارت الحكومات تتباهى بذلك، فتعلن أن نسبة الأمية قد قلّت عندها حتى كادت أن تمحى ! فالحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي . ولا يخالف ذلك - كما قد يتوهم
البعض - ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يظهر الجهل، لأن المقصود به العلم الشرعي الذي به يعرف الناس ربهم ويعبدونه حق عبادته، وليس بالكتابة ومحو الأمية كما يدل على ذلك المشاهدة اليوم ، فإن كثيراً من الشعوب الإسلامية فضلاً عن غيرها، لم تستفد من تعلّمها
القراءة والكتابة على المناهج العصرية إلا الجهل والبعد عن الشريعة الإسلامية، إلا ما قل وندر، وذلك مما لا حكم له .

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:56 PM
نقل السخاوي ( ت 902 هـ ) أنه قرأ بخط الحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ ) : إن التلقيب بالإضافة إلى الدين إنما حدث في أول دولة الترك ببغداد، الذين طرؤوا على الديلم، وكانوا في زمن الديلم يضيفون الألقاب إلى الدولة، فكان من أواخرهم جلال الدولة ابن بويه، وكان أول ملوك الترك طغرل بك، فلقبوه نصرة الدين، ثم انتشرت الألقاب يومئذٍ، ولم تكثر إلا بعد ذلك بمُدَيْدَة . انتهى .
ثم رأيت بخطه أيضاً فيما انتقاه من " التدوين في تاريخ قزوين " أنه وجد محْضَرٌ مضمونه أن الزلزلة لمّا وقعت بقزوين في رمضان سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، انكسرت فيها مقصورة الجامع، فنُقِضَت لِتُرَمَّ، فوُجِدَ تحت المحراب لوح منقور فيه : ( بسم الله، أمر العادل المظفر عضد الدين علاء الدولة أبو جعفر بتخليد هذا اللوح ... ( إلى آخره )، وكتب في رمضان سنة ثنتين وعشرين وأربع مئة ) . قال شيخنا : فيُستَفاد منه ابتداء التلقيب بفلان الدين .
" الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 103 ) للسخاوي

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 10:58 PM
سأل رجلٌ من الفقهاء العلاّمة اللغوي أبا زكريا يحيى بن زياد الفراء ( ت 207 هـ ) عن اللغة إذا خالفت السُّنَّة أيكون الحكم للسُّنَّة أو اللغة ؟
فقال : السُّنَّة حاكمة على اللغة، ولا يجوز أن تكون اللغة حاكمة على السُّنَّة .
قال الفقيه : فإنْ وردت لغات مختلفة في شيء واحد متغايرة ؟
قال الفراء : يُؤخَذ بأفصحها وأشهرها من المعروف المشهور لقريش .
قال الفقيه : فإنْ صَحَّت لغةً ذكرها الشافعي ولم تُعْرَف إلا له، أيكون خلافاً ويُؤخَذ بها ؟
فقال له الفراء : الشافعي لغة؛ هو قرشي مطَّلبي عربي فقيه، وقولُه حُجَّة يُعْتَمَد عليها، واللغة من مثله أوثق لعلمه وفقهه وفصاحته، وإنه من القوم الذين تغلب لغاتهم على سائر اللغات . اهـ .
" جزء فيه حكايات عن الشافعي وغيره " ( ص 34 / ط . دار البشائر الإسلامية ) لأبي بكر الآجري ( ت 360 هـ )

خطاب أسد الدين
02-25-2016, 11:05 PM
قال السمعاني ( ت 562 هـ ) في " المذيل " : سمعت أبا المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي بهمذان مذاكرة يقول: ذكر أبو بكر بن الخاضبة رحمه الله أنه كان ليلة من الليالي قاعداً ينسخ شيئاً من الحديث بعد أن مضى قطعة من الليل، قال: وكنت ضيق اليد فخرجت فأرة كبيرة وجعلت تعدو في البيت، وإذا بعد ساعة قد خرجت أخرى وجعلا يلعبان بين يديّ ويتقافزان إلى أن دنوا من ضوء السراج، وتقدمت إحداهما إليّ وكانت بين يدي طاسة فأكببتها عليها، فجرى صاحبه فدخل سربه، وإذا بعد ساعة قد خرج وفي فِيه دينار صحيح وتركه بين يدي، فنظرت إليه وسكت واشتغلت بالنسخ، ومكث ساعة ينظر إليّ فرجع وجاء بدينار آخر، ومكث ساعة أخرى وأنا ساكت أنظر وأنسخ، فكان يمضي ويجيء إلى أن جاء بأربعة دنانير أو خمسة - الشك مني - وقعد زماناً طويلاً أطول من كل نوبة، ورجع ودخل سربه وخرج وإذا في فيه جليدة كانت فيها الدنانير وتركها فوق الدنانير، فعرفت أنه ما بقي معه شيء، فرفعت الطاسة فقفزا فدخلا البيت وأخذت الدنانير وأنفقتها في مهم لي، وكان في كل دينار دينار وربع.
قال السمعاني: حكى أبو المناقب العلوي هذا أو معناه، فإني كتبت من حفظي والعهدة عليه فيما حكى وروى. فإني ذاكرت بهذه الحكاية بعض أهل العلم بدمشق فنسبها إلى غير ابن الخاضبة، والله أعلم .
قال: وسمعت أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي يقول: سمعت أبا بكر بن الخاضبة يحكي هذه الحكاية عن مؤدبه أبي طالب المعروف بابن الدلو، كان يسكن بنهر طابق وكان رجلاً صالحاً . وحكى عنه حكايات أخر أيضاً في إجابة الدعاء، ولم يحكها ابن الخاضبة عن نفسه، فذهبت على أبي المناقب ولم يكن ضابطاً، كان متساهلاً في الرواية .
قال مؤلف هذا الكتاب: وهذه حكاية على ما يرى من الاستحالة، وقد أوردتها أنا لثقة موردها وتحريه في الرواية، فإن صحت فقد فزت بخط من العجب، وإلا فاجعلها كالسّمر تستمتع به .
" معجم الأدباء " ( ترجمة محمد بن أحمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة / ت 489 هـ )

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 12:52 AM
قال شيخ الاسلام بن تيمية

(القاعدة العامة؛ فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت، فإنه يجب ترجيح الراجح منها، فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد، وتعارضت المصالح والمفاسد، فإن الأمر والنهي - وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة - فينظر في المعارض له، فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر؛ لم يكن مأمورا به، بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته) [المجموع: ج28/ص129].

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:10 PM
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَوْله : ( مَا مِنْ الْأَنْبِيَاء نَبِيّ إِلَّا أُعْطِيَ ) : هَذَا دَالّ عَلَى أَنَّ النَّبِيّ لَا بُدّ لَهُ مِنْ مُعْجِزَة تَقْتَضِي إِيمَان مَنْ شَاهَدَهَا بِصِدْقِهِ , وَلَا يَضُرّهُ مَنْ أَصَرَّ عَلَى الْمُعَانَدَة .
وَالْمَعْنَى أَنَّ كُلّ نَبِيّ أُعْطِيَ آيَة أَوْ أَكْثَر ، مِنْ شَأْن مَنْ يُشَاهِدهَا مِنْ الْبَشَر أَنْ يُؤْمِن بِهِ لِأَجْلِهَا , وَالْمُرَاد بِالْآيَاتِ : الْمُعْجِزَات ، وكُلّ نَبِيّ أُعْطِيَ مُعْجِزَة خَاصَّة بِهِ ، لَمْ يُعْطَهَا بِعَيْنِهَا غَيْره ، تَحَدَّى بِهَا قَوْمه, وَكَانَتْ مُعْجِزَة كُلّ نَبِيّ تَقَع مُنَاسِبَة لِحَالِ قَوْمه"
انتهى مختصرا من " فتح الباري لابن حجر (9/ 6) " .

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:17 PM
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
التكفير له شروط وموانع قد تنتقي في حق المعين، وأنَّ تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه...
وهذه الأقوال والأعمال منه [أي الإمام أحمد] ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق ".انتهى من مجموع فتاواه

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:43 PM
153/ - قال بعض السلف: لقيت رجلاً في برية، فقلت: من أين ؟ قال: من عند قوم ( " لا تلهيهم تجارة.." )
قلت: إلى أين ؟ قال ك إلى قوم (" تتجافى جنوبهم.." ).
- / - يا سوق الأكل أين أرباب الصوم ؟ يا فرش النوم أين حراس الظلام.
- 154/- السلف ما نالوا الراحة إلا بعد مرارة التعب.
- -/ من طلب الأنفس هجر الألذ.
- 156/-العمر يسير وهو يسير، فاقصروا عن التقصير في القصير.
- 158/- يا هذا، دبّر دينك. كما دبّرت دنياك.
- لو علق مسمار بثوبك لرجعت إلى الوراء لتخلصه، فأين مسامير الذنوب.
- 160/- يا إخوان ذهبت الأيام، وكتبت الآثام، وإنما ينفع الملام متيقظاً، والسلام.
- 174/- ما يحصل برد العيش إلا بحرّ التعب، ما العز إلا تحت ثوب الكد و على قدر الاجتهاد، تعلو الرتب.
- 185/- يا هذا، مثل نفسك في زاوية من زوايا جهنم وأنت تبكي أبداً، وأبوابها مغلقة، وسقوفها مطبقة وهى سوداء مظلمة...."
- 187/- من تذكر حلاوة العاقبة نسي مرارة الصبر.
- /- فلا تحسبوا أن المعالي رخيصة ولا أن إدراك العلى هين سهل
فما كل من يسعى إلى المجد ناله ولا كل من يهوى العلا نفسه تعلو
- 189/- احضر نادي المتهجدين ونادهم، طوبى لكم، وجدتم قلوبكم فارحموا من لا يجد.

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:45 PM
- 190/- وقف الحسن على قبر، فقال: إن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره، وإن أمراً هذه آخره لحقيق أن يزهد في أوله.
- 192/- يا مشرداً عن الأوطان، إلى متى ترضى بالتمرد.
- 193/-الدنيا دار الآفات، الإثم بقي، و الالتذاذ فات.
- 197/- جالس البكائين، يتعد إليك حزنهم، فتأثير الصحبة لا يخفى.
- 205/- كان أحد السلف يبكي كثيراً، فقيل لامرأته، فقالت: زعم أنه يريد سفراً بعيداً، وماله زاد.
- ابك على ظلام قلبك يضيء.
- 207/- يا عظيم الجرأة، يا كثير الانبساط، ما تخاف عواقب الإفراط، يا مؤثر الفاني على الباقي، ألك على ألم السياط.
- 207/- أيها المشغول باللذات الفانيات متى تستعد لملمات الممات، أتطمع مع حب الوسادات في لحوق السادات.
- 208/- يا شدة الوجل، عند حضور الأجل، يا حسرة الفوت عند حضور الموت و يا خجلة العاصين، يا أسف المقصرين.
- 209/- خلق قلبك صافيا ً، وإنما كدرته الخطايا.
- 221/- يا من يذنب و لا يتوب، كم قد كتبت عليك ذنوب، خل الأمل الكذوب، فرُبّ شروق ولا غروب، و آسفى أين القلوب.
- 230/- إن هممت فبادر، وإن عزمت فثابر, واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر.
- 235/- يا نائماً طول الليل سارت الرفقة، رحل القوم كلهم، وما انتبهت من الرقدة....".
- 237/- يا هذا اقبل علينا، تر من إقبالنا عليك العجب و احفظ الله يحفظك، اطلب الله تجده أمامك.

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:47 PM
- 255/- إخواني تفكروا في مصارع الذين سبقوا وتدبروا مصيرهم، أين انطلقوا، واعلموا أن القوم انقسموا وافترقوا، قوم منهم سعدوا، وقوم شقوا.
- 257/- منذ خلق الهوى، خلق الهوان.
- 260/- ونجمع المال نربوا أن يخلدنا وقد أبى قبلنا تخليد قارون
- 272/- يا طويل الرقاد إلى كم ذا النعاس.
- 279/- يا هذا إنما خلقت الدنيا لتجوزها، لا لتحوزها ولتعبرها لا تعمرها.
- 283/- كان أحدهم يقول: يا رب، أحبك الناس لنعمائك وأنا احبك لبلائك.
- 286/- إذا أعرضت عن الدنيا أقبلت إليك الآخرة.
- 304/- من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان، فلينظر ماذا يوليه.
- 311/- من اجتهد وجدَ، وجد، وليس من سهر كمن رقد، والفضائل تحتاج لوثبة أسد.
- 337/- شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا
350/- لو كان في قلبك محبة، لبان أثرها على جسدك.
385/- يا هذا لا تجزع من ذنب جرى، فرُبّ زلة أورثت تقويما " لو لم تذنبوا".
359/- يا من شاب، وما تاب، أموقن أنت أم مرتاب، يا من عمره يمضي بالساعة والساعة، يا كثير التفريط ياقليل البضاعة.
367/- ابك على نفسك، قبل أن يُبكى عليك.
372/- نزل آدم عن مقام المراقبة درجة، فنزل، فكان يبكي بقية عمره.
386/- الحس لا يرى إلا الحاضر، والعقل يتلمح الآخر.

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:48 PM
394/- من عرف ما يطلب، هان عليه ما يبذل.
399/- واعجباَ لك، تعد للتسبيح سبحة، فهلا جعلت لعد المعاصي أخرى.
416/- رحل والله أولئك السادة، وبقي والله قرناء الرياء والوسادة.
429/- من لم يكن له مثل تقواهم، لم يعلم ما الذي أبكاهم.
443/- قطع العلائق أصل الأصول.
- المخالطة توجب التخليط.
- لا تصادقن فاسقاً، فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك.
445/- أنت في وقت الغنائم نائم، وقلبك في شهوات البهائم.
447/- هذه طريقتهم فأين السالك وهذه صفاتهم فأين الطالب.
453/- البكاء لأجل الذنوب، مقام المريد، والبكاء على المحبوب, مقام العارف.
457/- أول علامة المحبة دموع العين، وأوسطها قلق القلب، ونهايتها احتراقه.
469/- حياتك أنفاس تُعدّ فكلما مضى نفس منها انتقصت بها جزءا
471/- ما أحسن قولك، وما أقبح فعلك.
479/- لله در أقوام، شغلهم حب مولاهم، عن لذات دنياهم.
494/- يا هذا، اعرف قدر لطفنا بك، إنما نهيناك عن المعاصي صيانة لك، لا لحاجتنا لا متناعك.
496/- يا من يرحل في كل لحظة عن الدنيا مرحلة وكتابه قد حوى حتى قدر الخردلة.
510/- يا من كلما طال عمره، زاد إثمه.
519/- أيها الباكي على أقاربه الأموات، ابك على نفسك.
553/- يا من أنفاسه محفوظة، وأعماله ملحوظة أينفق العمر النفيس في نيل الهوى الخسيس ؟

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:50 PM
فوائد من بهجة المجالس للقرطبى من نقل الشيخ سلطان العمرى

_______________________________

45/ قال الأحنف: لو جلس إلي مائة رجل لأحببت أن ألتمس رضا كل واحد منهم.

53/ بعض أهل العلم استنبط من ( وسبح بحمد ربك حين تقوم ) أي: كفارة المجلس عند القيام منه، ومنهم مجاهد وعطاء.

55/ قال أعرابي: من فضل اللسان أن الله أنطقه بالتوحيد من بين سائر الجوارح.

55/ الألسن خدم القرائح.

60/ بترك الفضول تكمل العقول.

66/ وإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها منها مقيم الألسن

85/ سئل عمر بن عبد العزيز عن قتلة عثمان؟ فقال: تلك دماء كف الله عنها يدي فأنا أكره أن أغمس فيها لساني.

95/ إلى أن يفهم الكلام من لم يفهمه يمل منه من فهمه.

- الأدب نور الظاهر كما أن التقوى نور الباطن.

144/ الحلال يقطر قطراً والحرام يسيل سيلاً.

147/ المرء مطبوع على حب العجل.

275/ كان يقال: تقبيل اليدين إحدى السجدتين.

- وجاء أن أبا عبيدة أراد تقبيل يد عمر فرفض، فحاول في رجله فقال عمر: ما رضيت بتلك فكيف بهذه؟!.

201/ أنت للمال إذا أمسكته فإذا أنفقته فالمال لك

212/ قيل لبعض العلماء: ما لنا نجد من يطلب المال من العلماء أكثر ممن يطلب العلم من ذوي الأموال؟ فقال: لمعرفة العلماء بمنافع المال، وجهل ذوي المال بمنافع العلم.

221/ قال علي رضي الله عنه: من سعادة المرء أن يكون رزقه في بلده الذي فيه أهله.

255/ وكل مصيبات الزمان وجدتها سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

291/ قال الحسن: إلى جنب كل مؤمن منافق يؤذيه.

المجلد الثاني:

526/ عقول كل قوم على قدر زمانهم.

526/ سئل بعض الحكماء عن العقل ؟ فقال: الإصابة بالظنون، ومعرفة ما لم يكن بما قد كان.

يتبع ===

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:51 PM
539/ إذا تم العقل نقص الكلام.

541/ وليس عتاب المرء للمرء نافعاً إذا لم يكن للمرء عقل يعاتبه

557/ الخط لسان اليد وهو أفضل أجزاء اليد.

557/ خط القلم يقرأ بكل مكان، وفي كل زمان، ويترجم بكل لسان، ولفظ الإنسان لا يجاوز الآذان.

654/ لا تحمدن أمرءاً حتى تجربه فربما لم يوافق خُبْرَه خَبَره

567/ قال ابن عباس: المزاح بما يحسن مباح.

568/ قال الخليل: الناس في سجن ما لم يتمازحوا.

611/ إذا شئت يوماً أن تسود قبيلة فبالحلم سد لا بالسفاهة والشتم

619/ أرى الحلم في بعض المواطن ذلة وفي بعضها عز يسود فاعله

656/ من لم يكن مؤاخياً إلا الذي لا عيب فيه عاش فرداً في الورى

661/ لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ولكن إخوان الثقات الذخائر

726/ قيل لبعضهم: من الأديب العاقل؟ فقال: الفطن المتغافل.

734/ في الثقلاء: في ( فإذا طعمتم فانتشروا ) قالوا في الثقلاء:

وكان بعضهم إذا رأى ثقيلاً قال: ( ربنا اكشف عنا العذاب.. ) .

وقيل: النظر له يورث موت الفجأة.

794/ وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى

810/ وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

المجلد الثالث:

59/ أما الطعام فكل لنفسك ما اشتهت والبس لباساً يشتهيه الناس

84/ قال ابن عباس: من السنة إذا دعوت أحداً إلى منزلك أن تخرج معه حتى يخرج.

يتبع =======

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:53 PM
115/ قال عمر: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم أمسكوا.

127/ لا تنزل في بلدة ليس فيها خمسة: سلطان قاهر، قاض عادل، سوق قائمة، طبيب عالم، نهر جار.

140/ قال الأوزاعي: خمسة كان عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان:

لزوم الجماعة، اتباع السنة، عمارة المسجد، تلاوة القرآن، الجهاد في سبيل الله.

145/ قال علي: لا رؤيا لخائف إلا أن يرى ما يحب.

148/ كان ابن سيرين يجيب في الرؤيا ويقول: إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب.

184/ قال عمر: ما أبالي إذا استخرت الله في الأمر أكان أو لم يكن.

187: من الحكم:

- من الفساد إضاعة الزاد.

- التجارب ليس لها غاية، والعاقل سيتزيد منها إلى غير نهاية.

- من اجترأ على السلطان تعرض للهوان.

202/ بعضهم:

وكانت في حياتك لي عــظات وأنت اليوم أوعظ منك حياً

240/ إن الأمور إذا الأحداث دبرها دون الشيوخ يُرى في بعضها الخلل

256/ لا تلتمس من مساوئ الناس ما ستروا فيهتك الله ستراً من مساويكا

واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ولا تعب أحد منهم بما فيكا

269/ اللهم إني أعوذ بك من الذل إلا لك، ومن الفقر إلا إليك.

343/ قال القاسم بن محمد: أدركت الناس وما يعجبهم القول إنما يعجبهم العمل.

خطاب أسد الدين
02-26-2016, 11:54 PM
فوائد من كتاب " معجم مصطلحات علوم القرآن " .

تأيف : د . محمد الشايع .

15 – الراجح أن آخر مانزل هو " واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ".

15- آية " اليوم أكملت لكم " ليست آخر مانزل ولاتلازم بين إكمال الدين وبين آخر مانزل .

21 – أسباب النزول قسمان :

مانزل ابتداء من غير سبب وهذا أكثر القرآن .
مانزل مرتبطاً بحادثة أو إجابة على سؤال ونحو ذلك .
هناك أسباب عامة للنزول وهي هداية الناس وإظهار الحق .
23– " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله " الجمهور على أن الاستعاذة قبل وليست بعد .

23 – الصوفية يقولون بالرقص أخذاً من الآية " اركض برجلك " إنه لشيء عجاب .

25 – أسماء سور القرآن متفاوتة بعضها لها اسم , وبعضها اسمين وبعضها عشرين اسم كالفاتحة وبعضها اسم لسورتين كالزهراوتين " البقرة وال عمران " , و " المعوذتين " الفلق والناس . وبعضها على اسم أول حرف " ق . ص " .وبعضها توقيفي من الرسول صلى الله عليه وسلم وبعضها من الصحابة واستقر عليها الأمر .

27 – يوم القيامة له في القرآن 24 اسم .

28 – في القرآن 14 سؤال " يسألونك ".

30 – أطول كلمة " فأسقيناكموه " 11 حرف .

33 – أعظم آية الكرسي وأعظم سورة الفاتحة .

35 – الحواميم سبع , المبتدأه ب " حم " .

35 – الطواسيم ثلاث متواليات : الشعراء والنمل والقصص .

41 – أول مانسخ من الشريعة تحويل القبلة .

52 – بساتين القرآن هي : المبتدأه ب " الر " : يونس - هود – يوسف – إبراهيم – الحجر .

52 – البسملة والتسمية بمعنى واحد .

53 – لابأس من قول تأليف القرآن , أي جمعه , قال ابن سيرين : تأليف الله خير من تأليفكم ". وفي البخاري باب : تأليف القرآن . قال ابن حجر : أي جمع آيات السورة الواحدة , أو جمع السور مرتبة في المصحف .

55 – تحفة الأطفال منظومة في التجويد ل الجمزوري 61 بيت .

65 – تفسير الصحابة بلغت الآثار فيها نحو 8896 عند ابن جرير الطبري .

.. تكلم بعضهم في التفسير العلمي للقرآن بالنظريات والعلوم الحديثة وأنكرها بعضهم لأن القرآن كتاب هداية لا نظريات ولأن النظريات قابلة للتغير .

67 – تفسير القرآن بالقرآن قد يأتي متصلا مثل " الصمد - جاء تفسيره مباشرة : لم يلد ..".

وقد يأتي في موضع آخر " أنعمت عليهم – جاء تفسيره في سورة النساء " من النبيين والصديقين والشهداء .. ".

83- الذين قتلوا في حروب الردة من الحفاظ بلغوا " 500 " قارئ , قاله ابن كثير , وهو مادعا أبو بكر رضي الله عنه لجمع القرآن .

93- الفاتحة تسمى بالسبع المثاني لأنه يثنى بها وتقرأ في كل ركعة , وكذلك لمافيها من الثناء على الله تعالى .

97 – لقب الشيخان يطلق على الخليفتين أبا بكر وعمر , وفي علوم الحديث على البخاري ومسلم وعند القراء القراء حمزة والكسائي .

- القسم في القرآن جاء على صيغ : أقسم الله بنفسه في 8 مواضع , وبفعله , وبمخلوقاته على أنواع : بواحد " والنجم " وب2 : والضحى – والليل " و ب3 : كلا والقمر والليل – والليل إذ أدبر والصبح " و ب4 : البروج , والسماء ...

125 – كليات التفسير , وهي فنون ومنها :

- كل " الخير " في القرآن فهو المال .

- كل زعم في القرآن فهو ذم .

وفيها كتاب " كليات الألفاظ في التفسير " بريك القرني .

129 – مبهمات القرآن , أنواع :

- الزمان " في ليلة مباركة .

- المكان " فلولا كانت قرية " .

وفيها كتاب " التعريف والإعلام بما أبهم من القرآن " عبدالرحمن السهيلي .

134 – المسبحات في القرآن وهي السور المبتدأه بالتسبيح : الإسراء – الحديد – الصف – التغابن – الحشر- الجمعة – الأعلى .

142 – ملح التفسير وهي النكت والغرائب , ومنها :

- ورد لفظ الجلالة في سورة في كل آية " المجادلة ".

- ثلاث سور متواليات ليس فيها لفظ الجلالة – القمر – الرحمن – الواقعة .

145 – المئون , السور ذات العدد 100 آية , وماحوله وهي بعد السبع الطوال من الأنفال إلى نهاية السجدة .



من نقولات الدكتور سلطان العمرى

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:00 AM
تلخيص لكتاب " كيف تنمي ملكتك الفقهية " .

د . أحمد ولد محمد ذي النورين .



قال ابن الجوزي : الفقه عليه مدار العلوم فإن اتسع الزمان للتزيد فليكن في التفقه فإنه الأنفع . صيد الخاطر 172

قصة جميلة في فقه الحديث وليس في روايته . ص 8

التنمية اصطلاحا : الترقية والتطوير والتقوية . ص 17

أسس بناء التنمية الفقهية :

الأخذ عن العلماء الراسخين , قال ابن خلدون : على كثرة الشيوخ يكون حصول الملكات ورسوخها . المقدمة ص 541
معرفة الأحكام الشرعية الفرعية عينية كانت أو كفائية , وهذا من خلال :
عن طريق النصوص من الكتاب والسنة استقراء ودراسة وفهماً , وعلى منهج الاستدلال الصحيح .
معرفة الفقه من خلال المذاهب الفقهية .
معرفة فقه الخلاف , وسببه وثمرته وكيف نتعامل معه .
قاعدة : العناية بأولويات طالب العلم مطلب مهم جداً , والسير على خطة محكمة لتحقيق الأهداف المرجوة .

قاعدة : يجب على طالب العلم أن يدرك مسألة اقتناء الكتب بين الاستعانة والاكتفاء .

قاعدة : التركيز على علم بعينه , ولذلك قالوا : صاحب الكتاب خير من صاحب الكتب . والمراد أن التخصص مطلب مهم .

قاعدة : لابد من التدرب على الاستنباط , كما في حديث النخلة وسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة عنها , وكان الشيخ السعدي رحمه الله يسأل طلابه ويجعلهم يتناظرون .

قاعدة : أهمية معرفة أصول الفقه , والقواعد الأصولية .

قاعدة : أهمية دراسة القواعد الفقهية , قال القرافي : ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات .

قاعدة : ضرورة معرفة مقاصد الشريعة , ولهذا كلما رسخ طالب العلم كلما كان أعلم بمقاصد الشريعة .

مهم : دراسة علم الفروق الفقهية , وممن كتب فيها " القرافي , السعدي ".

مهم : الثقافة المعرفية الواسعة بالعلوم الأخرى من خلال :

رصد المجلات والدوريات الفقهية والبحثية .
معرفة اللغة العربية .
معرفة تاريخ التشريع .
آفات في طريق التفقه :

عدم التدرج في التعلم .
تتبع الأغلوطات الفقهية .
التقصير في المذاكرة مع العلماء وأهل التخصصات .
العناية بالحفظ دون الفهم .
ضعف التقوى وارتكاب الذنوب .
فائدة : مهم لطالب الفقه أن يعلم :

حكم مايتعلمه .
حاجته إلى مايتعلمه .
سد ثغرة لدى الأمة .
تمت مساء الثلاثاء 13-12 - 1435 هـ

من موقع الدكتور سلطان العمرى

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:02 AM
من كتاب روضة العقلاء من نقل العمرى

_______________________

1/ قال المؤلف : لا أحفظ خبراً مرفوعاً صحيحاً يدل على فضل العقل.
14/ قال المؤلف : فكما أن الأجسام تموت عند فقد الطعام والشراب، كذلك العقول:إذا فقدت قوتها من الحكمة ماتت.
14/ أبيات في أن العقل ميزان للشخص لا نسبه.
19/ - قال المؤلف : من خفي عليه عيب نفسه خفيت عليه محاسن غيره.
20/ - رأس العقل: المعرفة بما يمكن كونه قبل أن يكون.
21/ - فضائل الرجال ليس ما ادّعوها ولكن ما نسبها الناس إليهم.
30/ - وما من مخلص لله إلا على أعماله أثر القبول.
33/ - وإذا تناسب الرجال فلا أرى نسبا كصالح الأعمال.
34/ - التقوى هي العز.
45/ - الجد في الطلب:
إذا كان يؤذيك حر المصيف ويبس الخريف وبرد الشتاء
ويلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي متى؟
46/ - قصيدة الجرجاني.
57/ - قال أبو هلال العسكري نقلاً عن بعض الأوائل: لا يتم العلم إلا بستة:
ذهن ثاقب، زمان طويل، وكفاية، وعمل كثير، معلم حاذق، شهوة، وكلما نقص من هذه، نقص علمه..
84 / لا تعصين قول ذي التجارب لا تستعن في عمل بكاذب .
94/ كن في أمورك ساكناً فالمرء يدرك في سكون .
102/ من حسن خلقه صان عرضه.
111/ - حديث (مداراة الناس صدقه) رواه ابن عدي، والطبراني في الأوسط، ولا يصح.
143/ - أبيات الإخوان.
147/ - حِكَم لعمر رضي الله عنه.
149/ - ذم التكلف في الأخوة.
154/ - أخلق بذي الصبر أن يخطي بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ
155/ - قصة الصياد مع السمك:.. لا تنظر لدموعه بل لعمله ؟
177/ - والنفس تعرف في عيني محدثها..
194/ - حديث: (زر غباً تزدد حباً ) قال المؤلف : لا يصح منها خبر من جهة النقل.
195/ - عدم تكرار الشيء لئلا تمله النفوس.
200/ - لكل داء دواءً يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.
204/ - اعلم بأن من الرجال بهيمةً في صورة الرجل السميع المبصر
فطنا بكل مصيبة في ماله وإذا يصاب بدينه لم يشعر
212/ - أرى كل إنسان يرى عيب غيره ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه ويبدو له العيب الذي لأخيه
220/- إذا لم تستطيع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع.
222/- ألا رب باغ حاجة لا ينالها وآخر قد تقضى له وهو جالس
يحولها هذا وتقضى لغيره وتأتي الذي تقضى له وهو جالس
223/ - وكم من طالب يسعى لشيء وفيه هلاكه لو كان يدري
228/ - لكل حريق مطفئ، ونار الحسد لا تطفي.
231/ - الحسد بين الأقران، فالكتبة لا يحسدها إلا الكتبة و...
236/ - و لا تلحف إنسان بملحفةٍ أبهى وأزين من دين ومن أدب
243/ - أظهر اليأس فإنه غنى، وإياك والطمع فإنه فقرٌ حاضر.
270/ - عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب.
273/ - وقل من جد في أمرٍ يحاوله......
282/ - قال الفضيل: من طلب أخاَ بلا عيب بقي بلا أخ.
285/ - من أساء سمعا، أساء إجابة.
289/ - بعض الناس ينشر القبيح لا الجميل.
301/ - إذا شئت أن تقلى فزر متتابعاً وإن شئت أن تزدد حباً فزر غباً
306/ - هبني أسأتَ،كما زعمت فأين عاطفة الأخوة
أو إن أسأت، كما أسأت فأين فضلك والمرؤة
310/ - حديث:( استعينوا على قضاء حوائجكم....) عن معاذ: رواه الطبراني، وابن عدي.
وعن عباس: رواه الخطابي في التاريخ، قيل لأحمد وابن معين عن الحديث ؟ فقالا هو موضوع وليس له أصل.
323/ - واعلم بأنك لن تسود، ولن ترى سبل الرشاد إذا أطعت هواك
332/ - وإياك ومهازلة الأخوان، فإن ذلك يذهب البهاء.
335/ - والبس لكل دهر ثيابه، ومع كل قوم شكلهم....، وقصر في المقالة مخالفة السآمة،.... والهدية من الأخلاق السرّية.
345/- خير البرية قولاً خيرهم عملاً لا يصلح القول حتى يصلح العمل.
/- وزن الكلام إذا نطقت،فإنما يبدي العقول أو العيوب المنطق.
355/ - لو سار ألف مدجج في حاجة لم يقضها إلا الذي يترفق.
375/ - الإقدام على العمل بعد التأني فيه، أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عليه.
362/ - أفضل ما ورث الآباء للأبناء: حسن الأدب.
363/ - قال ابن مهدي: ما ندمت على شيء كندامتي أني لم أنظر في العربية.
364/ - قال الأصمعي: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل تحت حديث " من كذب علي..".
367/ - نعم العون على تقوى الله: الغنى.
369/ - لا تزال كريما على إخوانك مالم تحتج إليهم.
---- / وكان بنو عمي يقولون: مرحبا فلما رأوني معدماً مات "مرحب"
383/ - الجود:
تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
تعًود بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباضاً لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
385/ - من جاد ساد.
402/ - كل الناس في الرخاء أصدقاء.
419/ - قيل للأوزاعي: ما إكرام الضيف ؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الكلام.
421/ - قال ابن المسيب: لأن أشبع كبداً جائعه، أحب إلي من حجة بعد حجة.
429/ - إذا كنت في نعمة فراعها فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم
447/ - فيوم علينا ويوم لنا ويوماً نُساء ويوما ً نسر
448/ - على الدنيا:
كنا على ظهرها، والعيش ذو مهلٍ والدهر يجمعنا والدار والوطن
ففرق الدهر ذو تصريف أُلفتنا فاليوم يجمعنا في بطنها الكفن
453/ - ومشيدُ داراً ليسكن داره سكن القبور وداره لم يسكن .

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:04 AM
فوائد من جلاء الافهام للعمرى
____________________


16 محرم 1433هـ

1- أكثر من 40 صحابي رووا أحاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد. ( ص: 3 ) .

2- حديث: ( من صلى علي عند قبري وكل الله به ملكاً يبلغني وكفي أمر دنياه وآخرته ) رواه العشاري وفيه محمد بن يونس متروك الحديث. ( ص: 18 ) .

3- حديث: ( صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني ) رواه إسماعيل بن إسحاق في كتاب " الصلاة على النبي " .
قال ابن القيم: فيه عمر بن هارون وموسى بن عبيده ومحمد بن ثابت وإن لم يكونوا بحجة، فالحديث له شواهد ومثله يصلح للاستشهاد. ( ص: 21 ) .

4- الصلاة على النبي بين تكبيرات العيد. قال السخاوي: إسناده صحيح عن ابن مسعود.( ص: 202 ).

5- الدعاء ثلاثة أقسام:
- أن يسأل الله بأسمائه الحسنى.
- أن تسأله بحاجتك وفقرك، فتقول: أنا العبد الفقير .
- أن تسأل حاجتك ولا تذكر واحداً من الأمرين، فالأول أكمل من الثاني، والثاني أكمل من الثالث، فإذا جمع الدعاء الأمور الثلاثة كان أكمل. ( ص: 104 ) .

6- أسماء الله تعالى لم تكن حسنى لمجرد اللفظ، بل لدلالتها على أوصاف الكمال. ( ص: 123 ) .

7- أسماء الله تعالى هل هي متباينة أم مترادفة ؟
والتحقيق أن يقال: هي مترادفة بالنظر إلى الذات متباينة بالنظر إلى الصفات. ( 128 ) .

8- المقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى سبحانه وتعالى عليه منه المهابة والمحبة، ولكل مؤمن مخلص حظ من ذلك. ( ص: 138 ) .

9- الشرائع ثلاثة :
- عدل؛ وهي شريعة التوراة فيها الحكم والقصاص.
- فضل وهي شريعة الإنجيل مشتملة على العفو والمكارم الأخلاق .
- الفضل والعدل ففيها الحكم والقصاص وفيها العفو والفضل. ( 151 ) .

10- لفظ " الأهل " تضاف إلى العاقل وغيره، أما " الآل " فلا تضاف إلا إلى عاقل. ( ص: 152 ) .

11- اختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال:
- هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وهو اختيار الجمهور.
- هم ذريته وأزواجه خاصة.
- أتباعه إلى يوم القيامة، وجاء هذا عن جابر واختاره البيهقي.
- الأتقياء من أمته. ( ص: 160 ) .
ورجح ابن القيم الأول ثم الثاني ( 168 ) .

12- الأزواج جمع زوج وقد يقال: زوجة والأول أفصح , وبها جاء القرآن (( اسكن أنت وزوجك الجنة )) ومن الثاني قول ابن عباس في عائشة: إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة. ( ص: 173 ) .

13- قال ابن القيم : أسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين. ( ص: 177 ).

14- أيهما أفضل خديجة أم عائشة رضي الله عنهما ؟ على ثلاثة أقوال؛ ثالثها الوقف.
وسألت شيخنا ابن تيمية ؟ فقال : اختص كل واحدة منها بخاصة فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام، وعائشة تأثيرها في آخر الإسلام فلها من التفقه في الدين. ( ص: 178) .

15- لا خلاف بين أهل اللغة أن الذرية تقال على الأولاد الصغار والكبار (( قال ومن ذريتي )) . ( ص: 203 ) .

16- فوائد من قصة ضيافة إبراهيم عليه السلام للملائكة. ( ص: 212 ) .

17- إبراهيم عليه السلام كان قلبه للرحمن وولده للقربان، وبدنه للنيران، وماله للضيفان. ( ص: 216 ) .

18- إبراهيم عليه السلام هو الذي فتح للأمة باب مناظرة المشركين وأهل الباطل وكسر حججهم. ( ص: 216 ) .

19- عزم ابن القيم على تأليف كتاب في مناقب إبراهيم عليه السلام. قال: وإن مد الله في العمر أفردنا كتاباً في ذلك، يكون قطرة في بحر فضائله أو أقل. ( ص: 218 ) .

20- الرب سبحانه يقال في حقه " تبارك " ولا يقال " مبارك " لأن " تبارك " تفاعل من البركة. ( ص: 242 ) .

21- ومن تأمل تسليط الله سبحانه على من سلطه على البلاد والعباد من الأعداء علم أن ذلك بسبب تعطيلهم لدين نبيهم وسننه وشرائعه فسلط الله عليه من أهلكهم وانتقم منهم حتى إن البلاد التي لآثار الرسول صلى الله عليه وسلم وسننه وشرائعه فيها ظهور دفع عنها بحسب ظهور ذلك بينهم. ( ص: 251 ) .

22- قول الصحابي إذا لم يخالفه غيره حجة ولا سيما على أصول أهل المدينة والعراق . ( ص: 291 ) .

23- المستحب أن يُصلّى عليه صلى الله عليه وسلم في الجنازة كما يصلي عليه في التشهد؛ لأن النبي على ذلك أصحابه لما سألوه عن كيفية الصلاة عليه . ( ص: 301 ).

24- الصلاة على النبي في الدعاء بمنزلة الفاتحة من الصلاة، فمفتاح الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما أن مفتاح الصلاة الطهور. ( ص: 309 ) .

25- لماذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم من لم يصل عليه عند ذكره بخيلاً ؟
لأن من أحسن إلى العبد الإحسان العظيم وحصل له به الخير الجسيم ثم يُذكر عنده ولا يثني عليه ولا يبالغ في مدحه عده الناس بخيلاً فكيف بالإحسان الذي وصل إلينا من رسولنا صلى الله عليه وسلم . ( ص: 319 بتصرف ) .

26- ثبت عنه في الصحيح أنه قال: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " فذكر في هذا الحديث أنواع المحبة الثلاثة، فإن المحبة إما محبة إجلال وتعظيم ، كمحبة الوالد، وإما محبة تحنن وود ولطف ، كمحبة الولد وإما محبة لأجل الإحسان وصفات الكمال ، كمحبة الناس بعضهم بعضاً، ولا يؤمن العبد حتى يكون حب الرسول صلى الله عليه وسلم عنده أشد من هذه المحاب كلها. [ 320].

27- قال سفيان الثوري: لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب صلى الله عليه وسلم. ( ص: 336 ) .

28- الدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم وهم خلفاء الرسل في أممهم، وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفائهم في أممهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه. ( ص: 339).

29- حكى غير واحد الإجماع على أن الصلاة على جميع النبيين مشروعة، ومنهم النووي رحمه الله تعالى. ( ص: 377 ) .

30- الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان شخصاً معيناً أو طائفة معينة كره أن يتخذ الصلاة عليه شعاراً لا يخل به , ولو قيل بتحريمه لكان له وجه، ولا سيما إذا جعلها شعاراً له. ( ص: 395 ) .
قلت – سلطان – كفعل الرافضة مع علي رضي الله عنه حيث خصوه بالصلاة والسلام .

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:06 AM
40 فائدة من بطون الكتب للعمرى
_____________________

1. وصف الله القرآن بأنه مبارك في أربعة مواضع من القرآن.
قالوا: المبارك: كثير النفع والفائدة لاشتماله على منافع الدارين، وعلوم الأولين والآخرين. روح المعاني [ 221/ 7 ].

2. إجماع الصحابة قد تم على عدم التبرك بعد الرسول صلى الله عليه وسلم . [ التبرك: 263] .

3. كتابة آيات على عضو المريض لا بأس عند ابن تيمية وقد فعله بنفسه ولغيره، ووافقه ابن القيم. [ زاد المعاد: 4/358 ] .

4. كتابة آيات في إناء ثم يغسل ويسقيه المريض؟
المسألة فيها خلاف ويرى ابن عباس وأبا قلابة وابن تيمية الجواز وفعله أحمد إذ كتب لامرأة في إناء ووافقهم الشيخ ابن إبراهيم وابن باز، وخالفت اللجنة الدائمة . [ التبرك: 232 – 234 ] .

5. الرقية بالفاتحة: قال ابن القيم : كنت أتعالج بها آخذ شربة من زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم اشربه، فوجدت بذلك البرء التام. [ زاد المعاد: 4/178 ] .

6. عند مسلم ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات ) [ 4/1723 ] .

7. عند أبي داود ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ في ماء لثابت ابن قيس وكان مريضاً ثم صبه عليه ). بإسناد صحيح .

8. في حديث الرقية: ( .. بتربة أرضنا ) .
قال الجمهور: المراد بالأرض هنا جملة الأرض، وقيل أرض المدينة لبركتها. [ شرح النووي لمسلم: 14/184 ] .

9. ذكر ابن القيم أن كلمة " لا حول ولا قوة إلا بالله " لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة وتحمل المشاق. [ الوابل الصيب: 165 ] .

10. الدعاء يتضمن الذكر وهو داخل فيه سواء بلسان الحال أو المقال ولذا تسمى الأدعية أذكاراً للتغليب. [ التبرك: 209 ] .

11. بالاتفاق على كتابة البسملة في أوائل الكتب والرسائل. [ القرطبي: 1/95 ] .

13. نقل بعضهم الاتفاق على أن الشام أفضل البقاع بعد مكة والمدينة. نقله عبد الوهاب الشافعي.

14. أوصل ابن القيم خصائص يوم الجمعة إلى ( 33 ) وأوصلها السيوطي إلى ( 101 ) في رسالته " نور اللمعة في خصائص الجمعة " لكن بعضها لا يستند إلا على أحاديث ضعيفة . [ زاد المعاد: 3/351 ] .

15. في " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتتمناها بعشر " الثلاثين هي ذي القعدة، والعشر عشر ذي الحجة، وهو قول أكثر المفسرين. [ ابن كثير: 2/244 ] .

16. استحب بعضهم العمرة في ذي القعدة، لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فيها أربع عمر. قاله ابن رجب في لطائف المعارف ( ص: 275 ).



17. الأشهر الحرم: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب، فالثلاثة السرد هي حرام لأجل مناسك الحج والعمرة، فذي القعدة قبل الحج، وذو الحجة فيه الحج ومحرم يعودون فيه، ورجب لأجل الزيارة والاعتمار. قاله ابن كثير ( 2/356 ) .



18. أحداث وقعت في رمضان:
غزوة بدر الكبرى في سنة 2 هـ .
فتح مكة سنة 8 هـ .
حطين سنة 584 هـ صلاح الدين في المقدس.
عين جالوت سنة 658هـ على التتار .



19. حديث:" لما فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: سأله حكماً يصادف حكمه فأعطاه إياه، وسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد يعني بيت المقدس خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله قد أعطاه إياه " . رواه النسائي وصححه ابن القيم في المنار المنيف ( ص: 91 ) .



20. لماذا سمي المسجد الأقصى بذلك؟.
قيل : لبعد المسافة بينه وبين مكة .
وقيل : لأنه لبعده عن الأقذار والخبائث، والصواب الأول. تحفة الراكع والمساجد ( ص: 175 ) .



21. في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي " .
قال الحافظ في بيان الأقوال :
أي كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة .
العبادة فيها تؤدي إلى الجنة .
على ظاهره أنه روضة حقيقية بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه إلى الجنة. [ الفتح: 4/100 ] .



22. ذكر الله " المسجد الحرام " في القرآن في 15 موضعاً . [ إعلام المساجد: 59 ] .



23. في الحديث: ( هل تنصرن وترزقون إلا بضعفائكم ) رواه البخاري , وفي لفظ ( بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ) رواه النسائي .
قال العلماء: سبب تخصيص الضعفاء؛ لأنهم أشد إخلاصاً في الدعاء وأكثر خشوعاً في العبادة، لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا. [ فتح الباري: 6/89 ] .



24. الصلاح: قال في معجم اللغة: الصاد واللام والحاء يدل على خلاف الفساد. [ معجم مقاييس: 3/304 ] .



25. معجزات النبي صلى الله عليه وسلم تزيد على الألف ومائتين. [ مقدمة النووي على مسلم: 1/2 ] .



26. قال العز بن عبد السلام في بيان وجوه تفضيل نبينا: " ومنها أن معجزة كل نبي تصرمت وانقضت، ومعجزة سيد الأولين والآخرين هي القرآن العظيمة باقية إلى يوم الدين. [ منية السول: 22 ] .



27. قال الرازي عن انتفاعه بالقرآن: وأنا قد نقلت أنواعاً من العلوم النقلية والعقلية فلم يحصل لي بسبب شيء من العلوم أنواع من السعادات في الدنيا والدين مثل ما حصل بسبب خدمة هذا العلم. أي القرآن والتفسير. [ تفسير الرازي: 13/180 ] .



28. حديث: ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ) [ الصحيحة: 3/45 ] وقال: إسناده حسن.



29. من خصائص ماء زمزم:
يقوي القلب ويسكن الروع. [ شفاء الغرام: 1/ 252 ] .
قال ابن القيم: شاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف شهر.[ زاد المعاد: 4/393].
قال ابن القيم: وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة، واستشفيت من عدة أمراض فبرأت بإذن الله. [ زاد المعاد: 4/393 ] .



30. حديث: ( زمزم لما شرب له ) رواه ابن ماجه، وحسنه الدمياطي وابن القيم , وصححه الزركشي والسيوطي والألباني.



31. يجوز نقل ماء زمزم للبلاد لأجل التبرك به بالاتفاق. [ شرح السنة: 7/300 ] .



32. وما قيل بزوال بركته بنقله لا أصل له. قال السخاوي [ المقاصد الحسنة: 358 ] .



33. الاستنجاء بزمزم:
يحرم؛ لحرمة الماء وكرامته.
خلاف الأولى.
يكره.
ومنع بعضهم تغسيل الميت به ولكن أهل مكة كانوا يغسلون موتاهم به، كما نقله الفاكهي. [ أخبار مكة: 2/48 ] .



34. قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي غير مرة يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه. [ سير النبلاء: 11/212 ] .



35. قام مركز القلب السعودي باستخدام ماء زمزم الطاهر في غسيل قلوب المرضى بدلاً من بعض المحلولات الطبية. [ المجلة العربية عدد 127 ص: 98 ] .



36. الدعوية للعناية بالآثار الإسلامية وتقديسها وتعمير ما هدم منها يدخل في أسباب التبرك المذموم. [ التبرك: 505 ] .



37. روي في الصخرة في بيت المقدس كثير من الإسرائيليات.



38. قال ابن القيم: كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى. [ المنار المنيف: 87 ] .



39. الصحابة لما زاروا بيت المقدس لم يصلوا عند الصخرة. ابن تيمية. [ التبرك: 451 – اقتضاء الصراط: 2/809 ] .



40. في حديث: ( جبل أحد يحبنا ونحبه ) قيل:
على المجاز، والمراد " أهل أحد " .
على الحقيقة واختاره الأكثر، وقالوا: لا مانع أن يخلق الله في بعض الجمادات المحبة ونحوها. [ شرح السنة: 7/314 – التبرك 444 ] .



41. ليس في المسجد النبوي شيء يتمسح به أو يقبل. [ اقتضاء الصراط: 2/816 ] .



42. ليس هناك ما يقبل ويتمسح به إلا الحجر الأسود والركن اليماني. قاله ابن القيم [ زاد المعاد: 1/48 ] فكيف بغيره من القبور والأضرحة.



43. الغلو في موالد الصالحين اشتهر عند الفاطميين قال المقريزي " كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم " ثم سرد نحو ثلاثين موسماً. [ الخطط والآثار: 1/490 ] .



44. من غلاة المبتدعة في باب التبرك بالقبور اعتقادهم أن البركة تسري من الولي إلى ضريحه إلى المناديل والملابس التي مسحت بها. [ التبرك: 399 ] .



45. عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: ما شأنهم؟
قالوا: هذا مسجد صلى فيه رسول الله، فقال عمر: أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيعاً فمن عرضت له فيه صلاة فليصل. [ أخرجه ابن أبي شيبة: 2/376 ] وصححه ابن تيمية [ الفتاوى: 1/281 ] .



46. المواضع التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بدون قصد لا تشرع الصلاة فيها على سبيل القصد والتبرك. [ التبرك: 343 ] .



47. تقبيل القبر النبوي أو استلامه لا يجوز؛ لعدم الدليل، ولأنه لم يفعله الصحابة، ولأنه طريق للغلو. [ التبرك: 327 ] .

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:07 AM
فوائد من كتاب " نتاج الفكر في أحكام الذكر " .

للشيخ عبدالله بن مانع رفع الله قدره ومنزلته .



ص 21 : قاعدة : لايجمع بين الأذكار التي ينوب بعضها عن بعض بل يقال هذا تارة وهذا تارة , مثل أدعية الأستفتاح . أنواع التشهدات . الأذان .

ص 32 : لابأس أن يقول الذكر الوارد في حديث ضعيف ولكن بشروط :

لاتعتقد ثبوته .
لاتدعو إليه .
لاتواظب عليه .
ص 39 : الذكر المقيد بحال أو زمان أو مكان يفوت بفوات وقته أو زمانه ومكانه , مثل كفارة المجلس لاتقال بعد زمن طويل من مغادرة المجلس لفوات المحل .

ص 43 : حديث " من صلى أربعين يوماً يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار ومن النفاق ". رواه الترمذي عن أنس ولكن فيه انقطاع بين الراوي عن أنس وهو غزية لم يدرك أنس , ولكن جاء عند عبدالرزاق موقوفاً على أنس بسند صحيح ومثله لايقال بالرأي فله حكم المرفوع .

ص 52 : الذكر الذي يقال عند الأذان " رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً " يقال بعد سماع الشهادتين كما في رواية ابن أبي شيبة " من قال إذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله رضيت بالله ربا ... ". وهذا دليل أن السامع لايكرر الشهادين .

ص 55 : قال ابن باز رحمه الله : المسجد كله مصلى ولو انتقل – أي من مكان لمكان فيه - .

ص 59 : في الآية في إهلاك قوم لوط " مصبحين – وفي آية أخرى " مشرقين " والجواب : بدأ العذاب في الصباح وانتهى بهم وقت الإشراق . ملخصاً من ابن عطية .

ص 60 : يقال للرجل كيف أصبحت من الصباح حتى الظهر , وبعد ذلك كيف أمسيت .

ص 63 : التقيد بالعدد المذكور في أحاديث الأذكار التي فيها أعداد شرط لحصول الفضل ولكن الزيادة عليه لاتفوت الأجر , مثل أحاديث التسبيح بعد الصلوات .

ص 68 : أذكار الحفظ إنما هي أسباب ونفعها موقوف على استكمال الشروط وانتفاء الموانع .

ص 80 : شرط حصول الأجر الكامل في الأذكار هو اجتماع القلب مع اللسان حال الذكر .

ص 85 : لابد من النطق بالشفتين حال الذكر ليكتب لك الأجر , والصحابة كانوا يعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر والعصر بتحريك شفتيه كما عند البخاري , ولايشترط أن يسمع نفسه قاله ابن تيمية واختاره ابن القيم وابن عثيمين .

ص 92 : من الخطأ الذكر حال التثاؤب لأن الحروف تذهب معه .

ص 98 - 103 : التفصيل في مسألة قراءة القرآن للحائض والجنب .

ص 106 : مجموع وقفات دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج تجاوزت عشرون موطناً دعا فيها .

ص 109 : في رمضان " فتحت أبواب الجنة " وفي لفظ " فتحت أبواب السماء " وهما في البخاري , وهذا مستلزم لإجابة الدعاء ففتح أبواب السماء ترغيباً للعابدين والعاملين .

ص 111 : الدعاء أثناء العبادة أفضل وأقرب للإجابة لأنه يجمع دعاء العبادة والمسألة , ومنه حديث " ثلاثة لاترد دعواتهم ومنهم الصائم حتى يفطر .. " رواه أحمد والترمذي , وأما لفظ " حين يفطر " فشاذة , ومنه الدعاء في الصلاة , وفي مواطن الحج .

ص 120 : الأصل أن عد الأذكار باليد أفضل وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه . كما عند الترمذي .

ولكن ماحكم التسبيح بالمسبحة ؟

منهم من كرهها ومنهم من رخص .

لم يقل أحد أنها أفضل من التسبيح باليد .

ومما يدل على التسبيح بالأصابع حديث " قول الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء سبحن واعقدن بالأصابع فإنهن مسؤلات مستنطقات .رواه أحمد وأبو داود .

وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته تسبح بالحصى فلم ينكر عليها .

وكان أبو هريرة يسبح بخيط فيه ألف عقدة .

وكان سعد بن أبي وقاص يسبح بالحصى .

وإذا أحسن النية فليس بمكروه .

وأما تعليقه في العنق وإظهاره للناس فهذا إما رياء أو مظنة الرياء وقال ابن عثيمين : السبحة ليست بدعة دينية لأن الإنسان لايقصد التعبد لله بها وإنما يقصد ضبط عدد التسابيح .

لكن الأفضل التسبيح بالأنامل .

ص 129 : الذكر على طهارة تامة أفضل بالاتفاق .

ومن الأدلة : أن رجل مر على الرسول صلى الله عليه وسلم فسلم فلم يرد عليه حتى أقبل على جدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام . رواه البخاري .

وفي حديث آخر أن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فسلم عليه فلم يرد عليه السلام فلما فرغ من وضوءه قال صلى الله عليه وسلم : إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت على غير وضوء . رواه الحاكم .

وقال بعضهم : ينبغي أن يكون المكان الذي يكون فيه الذكر خاليا نظيفا , ولهذا مدح الذكر في المساجد .

ص 136 : إذا تعارض ذكران أحدهما يفوت والآخر لايفوت قدم الذي يفوت حتى ولو كان مفضولا , مثاله : إذا أذن وأنت تقرأ القرآن فاترك القراءة وأجب الأذان .

ص 143 : الصحيح أن المصلي لايتابع المؤذن خلافاً لابن تيمية , وهذا اختيار ابن عثيمين .

ص 147 : الذكر في الزمان الفاضل والمكان الفاضل أفضل منه في الزمان والمكان المفضول .

ص 151 : استقبال القبلة حال الذكر أفضل وقد قرره جماعة من العلماء .

ص 155 : حديث " أشرف المجالس ما استقبل به القبلة " لايصح .

ص 157 : مجالس العلم كانت على شكل حلق , وتأمل حديث الثلاثة الذين دخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبوب البخاري " باب الحلق والجلوس في المسجد ".

ص 160 : الذكر الجماعي من البدع .

ص 167 : كل ذكر جاء مطلقاً في الكتاب والسنة فلايجوز تقييده بزمان أو مكان إلا بدليل , مثال : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جاءت مطلقة , فلو جاء من يخصصها عند الوضوء ونحو ذلك فنقول هذا ممنوع .

ص 176 : الذكر عبادة توقيفية بخلاف الأدعية النبوية فهي واسعة , وفي حديث الاستخارة " كما يعلمنا السورة من القرآن " دليل على ضبط ألفاظ الأذكار .

ومن ذلك : ضبط ألفاظ الأذكار المتنوعة وعدم الزيادة عليها " أذكار دخول المسجد – العطاس – في الصلاة أذكار – في الحج " أما الأدعية العامة فليس لها تقييد معين .

ص 182 : قال ابن تيمية " قول الله أكبر عليك " كالدعاء عليه وشتمه بغير فرية " نقله المرداوي .

ص 182 : قراءة القرآن بقصد تيسير الزواج ونحو ذلك كله من قصد الدنيا بعمل الآخرة والعياذ بالله .

ص 184 : الأصل في الذكر أن يكون سراً " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية " ولكن قد تأت مواضع فتكون السنة الجهر به كما في الأذكار بعد الصلاة .

ومثل جهر ابن عباس بقراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ليعلمها الناس .

ص 197 : الأذكار الشرعية لاتكون إلا كلاماً تاماً مفيداً , وعلى ذلك فإن من البدع ذكر الصوفية " الله الله " وترديده .

ص 201 : الأصل أن الأذكار الشرعية لايقارنها تمايل ولا اهتزاز ولا اضطراب وعليه كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته , ولكن ورد عن التابعين شيء من ذلك وهذا لقوة الوارد على قلوبهم مع ضعف القلوب وأما الصحابة فقوة الوارد كان يقابله قوة القلب وهذا أكمل , وقد قرر هذا ابن تيمية .

ورسولنا صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج العظيمة لم يتمايل ولم يحدث له شيء من تلك الأحوال وحالته أكمل من موسى عليه السلام الذي صعق حين تجلى ربه للجبل .

والصحابة يقولون : وعظنا رسول الله ... ودمعت منها العيون " فقط , ليس هناك صعق ولا صياح .

ص 211 : بعضهم يسجد سجدة واحدة بدون صلاة يتقرب بها إلى الله وهذه من البدع , ولو دعا ربه لكان ذلك خير من هذه السجدة البدعية .

ص 212 : الإشارة بالسبابة في الجلسة بين السجدتين حديثها شاذ , تفرد بها عبدالرزاق عن الثوري وخالفه آخرون .. ولم يقل بالإشارة بين السجدتين إلا ابن عثيمين فيما أعلم – من كلام المؤلف - .



ص 212 : رفع اليدين عند الدعاء مما تواترت به الأخبار وهنا مسائل :

أن يثبت الدعاء مع رفع اليدين مثل في خطبة الاستسقاء .
أن يثبت الدعاء مع عدم الرفع مثل الدعاء بعد الصلوات .
أن يثبت الدعاء ويسكت عن الرفع فهنا لايواظب عليه مثل الدعاء بين الأذان والإقامة .
ص 217 : تحريك السبابة وقت التشهد جاءت في رواية شاذة , عند أبي داود وغيره وهي زيادة زادها " زائدة بن قدامة عن عاصم بن كليب " وخالفه 11 من الثقات .قال ابن خزيمة : ليس في الأخبار يحركها إلا في هذا الخبر .

ص 221 : عند الجمع بين الأذكار التي يسوغ الجمع بينها لايشترط ترتيب معين إلا إذا دل الدليل مثل حديث " واجعلهن آخر ماتقول ".

ص 236 : كل شيء يشغلك عن ذكر الله فمكروه .

ص 245 : قال ابن القيم : إن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرا .

ص 266 : الصلاة عبادة ليس فيها سكوت أبداً إلا لاستماع ذكر , وإذا كان المأموم بعيد عن إمامه فيقرأ هو ولايسكت .

ص 273 : القرآن لايكون في حال الركوع والسجود لأن القرآن كلام الله ولايكون إلا في حالة ارتفاع .

ص 275 : لابأس بإهداء الذكر للأموات لأن الراجح جواز إهداء جميع الأعمال الصالحة للأموات وهو مذهب المحققين كالإمام أحمد وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله .

ص 288 : المرأة لاترفع صوتها بالتلبية خشية الفتنة , وفي الصلاة تصفق ولاتسبح .

ص 291 : الاستهزاء بالأذكار والأدعية الشرعية كفر بالله تعالى .

ص 292 : من صور الاستخفاف بالذكر افتتاح المهرجانات الباطلة والألعاب بالقرآن .

ص 297 : ماورد عن عكرمة أنه كان يقبل المصحف , لايصح في سنده انقطاع , وقال ابن تيمية عن تقبيل المصحف : القيام للمصحف وتقبيله لانعلم فيه شيئا عن السلف . وكذا قال الإمام أحمد .

ص 308 : لايجوز إحداث فضل للأذكار لم ينقل في الأخبار عن الله ورسوله .

ص 311 : لن يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يواضب على الأذكار المأثورة صباحاً ومساءً في الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا .

ص 322 : قال ابن تيمية : إذا قال عند الأكل " بسم الله الرحمن الرحيم " كان حسناً فإنه أكمل بخلاف الذبح فإنه قد قيل : إن ذلك لايناسب .

ص 328 : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت صحت عن الصحابة .

ص 329 : ليس في الأخبار المرفوعة عن الرسول في القنوت في الوتر شيء .

ص 329 : زيادة " رب الملائكة والروح " فيما يقال بعد الوتر , الحديث عند أحمد وغيره : " إذا سلم قال سبحان الملك القدوس , سبحان الملك القدوس , سبحان الملك القدوس " ورفع بها صوته , زاد الدارقطني " رب الملائكة والروح " وهي شاذة .

ص 332 : زيادة " اللهم اجعلني من التوابين ... " بعد الوضوء , رواها الترمذي ولاتصح وهي شاذة وفيها اضطراب .

ص 332 : زيادة المغفرة في دعاء دخول المسجد والخروج منه " اللهم اغفر ... " عند الترمذي بسند ضعيف .

ص 333 : رواية " اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم " عند الخروج من المسجد لاتصح , وهي عند ابن ماجه .

ص 335 : زيادة " وبحمده " في الركوع والسجود " سبحان ربي العظيم وبحمده " لاتصح وقال أحمد : لا أقول بها .

ص 336 : حديث " اللهم أجرني من النار سبع مرات بعد الفجر وبعد المغرب .. ".رواه أبو داود بسند فيه مسلم بن الحارث وهو مجهول , فالحديث لايصح .

ص 339 : في الصلاة والصفوف المقدمة جاء حديث " تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم , لايزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله " رواه مسلم , أما حديث " لايزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار " فلا يصح , رواه أبو داود فيه عكرمة بن عمار وأحاديثه مضطربة وضعاف , قاله أئمة الحديث .

تمت بحمد الله ظهر الأربعاء 21-12 -1435 هـ

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:09 AM
منهج السلف فى الوعظ
______________
ص ٣٣ : لم يرد لفظ منهج في القرآن ولكن ورد " شرعة ومنهاجاً " وفسرها ابن عباس بالطريق . وفي السنة ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) . رواه أحمد .

ص ٤٥ : الصحيح أن المراد بالسلف هم القرون الثلاثة الأولى لحديث: ( خير الناس قرني .. ) رواه البخاري .

ص ٤٦ : مسميات تطلق على السلف: " أهل السنة والجماعة . أهل الحديث . الأثر . الفرقة الناجية . الطائفة المنصورة ".

ص ٥٢ : ورد الموعظة بمشتقاتها في القرآن في ٢٨ موضع في ١٤ سورة .

ص ٥٨ : قد يطلق الوعظ على التعليم كما في البخاري أن النساء طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً فوعدهن ويوماً فوعظهن .." أي علمهن . وبوب البخاري باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة للتعليم .

ص ٦١ : تعاريف للموعظة . ومنها قال ابن القيم : هي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .

ص ٦٤ : جاء تقييد الموعظة بالحسنة في القرآن (( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ)) [ النحل: 125] وذلك لأن ردع النفوس عن الأعمال السيئة ربما يصحبه نوع من القسوة واجفاء في النصح ، لهذا جاء الحث على أن تكون الموعظة بالطريقة الحسنة .

وص٦٥ : ولذا قال ابن القيم : ليس كل موعظة حسنة . [مدارج السالكين: ٣-١٥٧] .

ص ٧٠ : وقد صار كثير من الناس يطلقون على الواعظ اسم القاص .

ص ٧٤ : يأتي الوعظ مقروناً بالتعليم في آيات (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) [النحل: 90] وفي أحكام الطلاق قال: (( ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) [ البقرة: 232 ] .

ص٨٢ : في القرآن جاء الوعظ لعدة أشخاص ؛ للمتكبرين " مع قارون - مع الأبناء في لقمان وابنه ، للملوك " مع فرعون ..

ص ٩٠ : القرآن والسنة مليئان بالوعظ على مشتقاته وما يدخل فيه ، ومنه ((وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا )) [ النساء: 63 ] .

ومن الأحاديث" وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . الدين النصيحة . والنصح لكل مسلم .

وهي وظيفة المرسلين ((وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ )) [ الأعراف: 68 ] .

- الموعظة سريعة التأثير في القلوب .

- قال ابن تيمية " فإن أعظم ما عبد الله به نصيحة خلقه " الفتاوى ٢٨-٦١٥

ص١٠٨ : القرآن يعظ وأحيانا يأت بالوعظ مع الأمر والنهي ، ومنه تحريم الربا ((فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ )) [ البقرة: 275 ] .

ص ١٢٤ : الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم الوعظ كثيراً (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) [ الذاريات: 55 ] .

ومواعظ الرسول تنوعت فمنها في ترسيخ العقيدة . الحوار . وعظ المنافقين . ربط الأحكام بالفضائل ( من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) .

- التذكير بالأخلاق وفضلها .

- الوعظ بالقصص واستخدمه الرسول مراراً .

- وعن طريق طرح الأسئلة . والخطابة . والكتابة للملوك .

ص١٧١ : قال الإمام مالك : محال أن يظن بالرسول صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد .

ص١٨٧ : الأرجح نسبة الصوفية للصوف وأول ظهور لها كان في الكوفة ، وبلغ ذروته في القرن الثالث ، وكانت بدايتها في الزهد وشدة العبادة ، وكانت المخالفات فيها في بعض صور العبادة ، ولكن انحرفت الصوفية بعد ذلك فدخلت في الحلول والاتحاد والشركيات وعبادة القبور .

ص١٩٦ : كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب بسورة ق أحياناً لما فيها من الوعظ .

ص١٩٧ : اعتنى السلف بالوعظ بيوم القيامة على تنوعهم في طرق ذلك .

ص ٢٠٥ : قال ابن القيم : كيف يصح لعبدٍ أن يدعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتهكت . روضة المحبين ١-٢٧٤

- قال ابن تيمية : ومن كان آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر كانت غيرته لله أتم وأكمل . الاستقامة ٢-٣٧

ص ٢١٩ : قال الراغب : الجهل على ثلاثة أضرب : الأول خلو النفس من العلم ، والثاني : اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه ، والثالث : فعل الشيء بخلاف ماحقه أن يفعل .المفردات للراغب ص ١٠٢

ص٢٢١ : الذم الوارد للدنيا ليس في زمانها ولا مكانها ولكن لأفعال العباد فيها .

ص٢٢٨ : التعزية هي : التصبير وذكر ما يسلي صاحب المصيبة .

ص ٢٣٧ : جاء الأمر في القرآن بعظة الناس بالقول البليغ الفصيح (( وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا )) [ النساء: 63 ] قال ابن سيرين : لا شيء أزين على الرجل من الفصاحة والبيان .

ص٢٣٨ : قال أبو هلال العسكري : فمدار البلاغة على تخير اللفظ وتخيره أصعب من جمعه وتأليفه ". الصناعتين ص ٥٨ .

ص ٢٤٤ : ينبغي التوسط في السجع بين المبالغة فيه والتقصير فيه .

ص ٢٤٦ : يحذر الواعظ من تحديث الناس بملا تبلغه عقولهم ، وإلا كان لبعضهم فتنة ، واستحب السلف البعد عن مواطن الخلاف في الوعظ ، والتراكيب الغامضة في الكلام .

ص ٢٥١ : عن جابر بن سمرة قال كان النبي لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هي كلمات يسيرات . صحيح أبي داود ١-٢٨٩

ص ٢٤٥ : من السنة تخويل الناس بالموعظة وقت حاجتهم وفي أوقات متفرقة حتى لا يملوا .

ص ٢٥٨ : نهي السلف عن سرد الأحاديث الواهية في الوعظ ، والأحاديث النبوية متواترة في ذلك " من كذب علي متعمداً ..".

ص ٢٥٩ : الخلاف في استعمال الحديث الضعيف في الوعظ .

ص ٢٦٦ : من فنون الوعظ التلميح وعدم التصريح ومنه حديث " ما بال أقوام ".

ص٢٧٠ : من فنون الوعظ الإسرار به " ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ".

ص ٣١٦ : من فنون الوعظ استخدام الأمثال وهناك عدة آيات وأحاديث فيها الأمثال وأفردت بالتأليف .

- تتبع ابن القيم أمثال القرآن فبلغت بضعة وأربعين مثلاً .

ص ٣٣٢ : من أساليب الوعظ " القصص " وهي في القرآن على عدة أنواع : قصص الأنبياء ، الكفار . نهايات الكفار . مراحل الدعوة . قصص المعارك . قصص لأقوام مضوا ، أهل الكهف ، أصحاب الفيل .

ص ٣٣٦ : مصادر القصص : الأول : القرآن . الثاني : السنة النبوية ، وهي نوعان: ١- ما قصه الرسول صلى الله عليه وسلم عمن سبقه . ٢- سيرته العطرة وما فيها من مواقف . الثالث : سير السلف . الرابع : القصص المعاصرة . الخامس : الإسرائيليات .

ص ٣٤٠ : رواية الإسرائيليات والاستشهاد بها في القصص ، على خلاف .

والراجح الجواز لرواية ما علم صدقه ولم يعلم مخالفته للشريعة .

قال ابن كثير : وهذه الأحاديث الاسرائيلية تذكر للاستشهاد بها لا للاعتضاد . التفسير ١-٥ . وقرره ابن تيمية في الفتاوى ١-٢٥٤ .

ص ٣٤٣ : في الآية ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ )) [ يوسف:3 ] بالفتح المراد بها طريقة إيراد القصة ، فالحسن في المقام الأول إلى أسلوب إيراد القصة . قرره ابن تيمية ١٧-١٨ .

ص٣٤٤ : في القرآن ((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) [ الأعراف: 176 ] وفي القرآن عدة قصص للأنبياء ، للأمم. وفي السنة عشرات الأحاديث . وهي وسيلة لتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ((مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )) [ هود: 120 ] .

وهو منهج السلف وفي كتب السير مئات القصص التي نقلها السلف بعضهم عن بعض .

والنفس مجبولة على التأثر بها .

ص ٣٩٣ : أسلوب الوعظ بالبدء بسؤال، وهو منهج نبوي " أتدرون من المفلس " وهو يلفت الانتباه ويقوي الإدراك للمضمون .

ص٣٩٦ : قال ابن القيم : من الناس من يحرم العلم لعدم حسن سؤاله إما أنه لا يسأل بحال أو يسأل عن شيء وغيره أهم منه .

ص٤٠١ : من أدب المتعلم التلطف في السؤال ، قال موسى عليه السلام للخضر ((هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا )) [ الكهف: 66 ] .

ص ٤٢٩ : بعض السلف اشتهر بالخطابة حتى أصبح لقباً عليهم ، وقد ذكر الذهبي في السير نحو من مائة علم ممن لقب بالخطيب .

ص ٤٣٥ : كلام جميل ونصوص وأقوال في فضل مجالس الذكر .

- قال عون بن عبد الله : مجالس الذكر شفاء للقلوب .

- قال ابن رجب : يامن ضاع قلبه انشده في مجالس الذكر .

قال رجل للحسن : أشكو قسوة قلبي . قال : أدنه من مجالس الذكر .

قال ابن الجوزي : وقد كان عمر يستدعي من كعب الموعظة . القصاص والمذكرين ص ١٩٤ .

قال ابن تيمية : الاجتماع لذكر الله واستماع كتابه والدعاء عمل صالح وهو من أفضل القربات والعبادات ...". الفتاوى ٢٢-٥٢١ .

ص ٤٥٠ : نشأة أسلوب القصص . ظهرت في عهد الخليفة عمر ، وأول من قص هو تميم الداري، وقيل ظهرت في زمن عثمان . والصحيح الأول .

ص ٤٥٤ : حكم القصص :

- قيل أنها بدعة ولذلك هي غير مشروعة ، ولا يجوز الجلوس للقاص ، واختار هذا " ابن مسعود وابن عمر وسفيان .

واستدلوا :

- أنها لم تكن موجودة في عهد الرسول .

- أن القصاص اشتهروا بالكذب ووضع الحديث .

- أن التشاغل بالقصص يشغل عن المهم من قراءة القرآن .

- أن نفعها قليل .

القول الثاني : مشروعيتها والمقصود بها " القصص التي تسلم من المخالفات الشرعية " .

واختار هذا " عائشة وعلي والحسن والأوزاعي والإمام أحمد ".

واستدلوا :

- أن الله أمر بها ((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) [ الأعراف: 176 ] .

- أن عمر أذن بها في زمنه وهو من الخلفاء الذين أمرنا باتباعه .

- أن كثيراً من الصحابة كانوا يحضرون للقصاص .

- أن القصص ظهرت منفعتها .

قال أحمد : يعجبني القصاص؛ لأنهم يذكرون الميزان وعذاب القبر .

وقال : ما أحوج الناس إلى قاص صدوق .

- قال ابن الجوزي : وقد كان جماعة من الأمراء والعلماء يحضرون عند القصاص ويسمعون منهم ويبكون لمواعظهم .

- وثبت جلوس عبد الله بن عمر عند قاص وهو رافع يديه يدعو .

وجلس عمر بن عبدالعزيز عند قاص .

وهذا القول هو الراجح ، لأن القصة لا تذم لذاتها ولكن حسب ماينتاب القاص من البدع والمخالفات أو ما يتضمن في قصته من المخالفات .

قال ابن الجوزي : لا ينبغي أن يقص على الناس إلا العالم المتقن فنون العلم .

ضوابط عامة :

- أن يكون القاص لديه علم وحكمة وحسن اختيار .

- الابتعاد عن القصص الواهية .

- لا تكون القصص هي منهجه باستمرار بل ينوع في مواعظه .

- يراعي الوقت والحال والمخاطبين .

وردت نقولات عن السلف في التحذير من القصاص وتأليف كتب عليهم وهذا محمول على " القصاص الذين يكذبون في الأحاديث ولديهم مخالفات شرعية .

ص ٤٧٤ : أسباب التأليف سبعة .

ص ٤٧٩ : ابن الجوزي يرى أن نفع التأليف أفضل من نفع التعليم بالمشافهة وقال : لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين وأشافه بتصنيفي خلقاً لايحصون ماخلقوا بعد ". صيد الخاطر ص٢٠٧

ص ٤٨٣ : ابن أبي الدنيا لم يترك باب وعظ إلا كتب فيه .

ص ٥١٧ : الشعر أعلق في الذهن من المنثور وهذا ما دعا العلماء لنظم العلم في أبيات .

ص٥١٩ : قال القرطبي : وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعر أو تمثل به وسمعه ..". التفسير ١٣-١٣٧

ص ٥٥٢ : في زمن عمر كان يعطي المعلمين الذين يعلمون الصبيان كل شهر ١٥ درهما .

ص ٥٥٣ : قال ابن تيمية : والفقهاء متفقون على الفرق بين الاستئجار على القرب وبين رزق أهلها ، فرزق المقاتلة والقضاة والمؤذنين والأئمة جائز بلا نزاع وأما الاستئجار فلا يجوز عند أكثرهم . مجموع الفتاوى ٣٠-٢٠٦

ص ٥٩٢ : قال عبدالرحمن بن مهدي : كنت أجلس يوم الجمعة في مسجد الجامع فيجلس إلي الناس فإذا كانوا كثيراً فرحت وإذا قلوا حزنت ، فسألت بشر بن منصور فقال : هذا مجلس سوء لاتعد إليه قال فما عدت إليه .

ص ٦٠١ : نماذج من الاستقامة في حياة السلف . مهم وجميل جداً .

ص ٦١٥ : قال ابن الجوزي : كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء .

ص ٦٣٢ : عناية الواعظ بحسن الخلق وهذا له أثر بالغ في تأثير مواعظه .

ص ٦٥٠ : في بداية المدثر (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ )) [ المدثر: 1-2 ] بدأها بالرسالة وختمها بالصبر (( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )) [ المدثر: 3 ] قاله ابن تيمية ٢٨-١٣٧

ص ٦٥٤ : روى أحمد في المسند عن مجاهد قال : صحبت ابن عمر لأخدمه فكان هو يخدمني .

ص ٦٦٧ : في وعظ الملوك ينبغي إنزالهم منازلهم ، كتب الرسول لهرقل عظيم الروم . قال ابن حجر : ومع ذلك لم يخله النبي من إكرام لمصلحة التأليف . الفتح ١-٣٨

ص ٦٩٠ : قال خالد بن صفوان : إني عاهدت الله أن لا أخلو بملك إلا ذكرته بالله .

ص ٦٩٣ : مراقبة وضع الفتوى والمفتين . قال ابن تيمية : يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب .إعلام الموقعين ٤-٢١٧

ص ٦٩٦ : أضرار الطعن في العلماء .

ص ٨٣٨ : بعض القصاص لا فائدة منهم .

قال أبو قلابة : ما أمات العلم إلا القصاص يجالس الرجل القاص سنة فلا يتعلق منه بشيء ويجالس العالم فلا يقوم حتى يتعلق منه بشيء .

ص ٨٤٣ : من الخلل عند بعض القصاص نشر الخلاف الذي جرى بين الصحابة .

قال النووي : ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم ".

ص ٨٥٤ : كتب بعض العلماء في الرد على مخالفات القصاص وأحاديثهم وبدعهم وممن كتب " ابن تيمية في أحاديث القصاص . القصاص والمذكرين لابن الجوزي . تحذير الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي ".

ص ٨٩٨ : حينما نحذر من شخص أو جماعة فإننا نذكر العيوب فقط ولكن حينما نحكم عليهم فإننا نذكر الحسنات والسيئات . قاله ابن عثيمين . لقاء الباب ص ١٥٣

ص ٩٠٠ : الكلام عن جماعة الإخوان ، وتلخيص ذلك :

- لا يشددون في الإنكار على المخالفات الشركية .

- صرح بعضهم بأنه لا مكان للدعوة للتوحيد .

- لديهم دعوة لتقارب الأديان وقال بعضهم : خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن حث على مصادقتهم .

- لديهم نزعة صوفية في كتبهم وكلماتهم .

- الدعوة للتحزب والسياسة من خلال الخطب والغفلة عن تزكية النفوس ، فالغاية عندهم الوصول للدولة .

- لديهم مسلك مخالف في الوعظ ، فاتخذوا مسلك التمثيل والمسلسلات والغناء .

ص ٩٠٨ : الكلام عن جماعة التبليغ:

- نشأت في القرن ١٤ .

- لهم أصول ست وهي :

١- تحقيق الكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله .

٢- الصلاة ذات الخشوع والخضوع .

٣- العلم بالفضائل لا المسائل بالذكر .

٤- إكرام المسلم .

٥- تصحيح النية .

٦- الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله على منهج التبليغ .

ومن المخالفات لديهم :

- أكابرهم لديهم مخالفات عقدية وشركيات .

- لديهم كتاب " تبليغي نصاب " وهو طلب الشفاعة من الرسول وهذا شرك أكبر .

- عندهم تعطيل للصفات الإلهية .

- بعضهم يعتني بالطرق الصوفية في العبادة كالقادرية والنقشبندية .

- الخروج بالطريقة المبتدعة من تحديد وقت وترك الأهل والأعمال .

- الإكثار من القصص والمنامات في أحاديثهم .

- عدم العناية بطلب العلم والانطلاق في الدعوة بأي وسيلة كانت .

ص ٩٣١ : من أكبر أسباب الابتداع ، قال الشاطبي : وذلك أن الإحداث في الشريعة إنما يقع إما من جهة الجهل وإما من جهة تحسين العقل وإما من جهة اتباع الهوى في طلب الحق ..". الاعتصام ٢-٢٩٣

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:11 AM
منهج السلف فى الوعظ
______________
ص ٣٣ : لم يرد لفظ منهج في القرآن ولكن ورد " شرعة ومنهاجاً " وفسرها ابن عباس بالطريق . وفي السنة ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) . رواه أحمد .

ص ٤٥ : الصحيح أن المراد بالسلف هم القرون الثلاثة الأولى لحديث: ( خير الناس قرني .. ) رواه البخاري .

ص ٤٦ : مسميات تطلق على السلف: " أهل السنة والجماعة . أهل الحديث . الأثر . الفرقة الناجية . الطائفة المنصورة ".

ص ٥٢ : ورد الموعظة بمشتقاتها في القرآن في ٢٨ موضع في ١٤ سورة .

ص ٥٨ : قد يطلق الوعظ على التعليم كما في البخاري أن النساء طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً فوعدهن ويوماً فوعظهن .." أي علمهن . وبوب البخاري باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة للتعليم .

ص ٦١ : تعاريف للموعظة . ومنها قال ابن القيم : هي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .

ص ٦٤ : جاء تقييد الموعظة بالحسنة في القرآن (( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ)) [ النحل: 125] وذلك لأن ردع النفوس عن الأعمال السيئة ربما يصحبه نوع من القسوة واجفاء في النصح ، لهذا جاء الحث على أن تكون الموعظة بالطريقة الحسنة .

وص٦٥ : ولذا قال ابن القيم : ليس كل موعظة حسنة . [مدارج السالكين: ٣-١٥٧] .

ص ٧٠ : وقد صار كثير من الناس يطلقون على الواعظ اسم القاص .

ص ٧٤ : يأتي الوعظ مقروناً بالتعليم في آيات (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) [النحل: 90] وفي أحكام الطلاق قال: (( ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) [ البقرة: 232 ] .

ص٨٢ : في القرآن جاء الوعظ لعدة أشخاص ؛ للمتكبرين " مع قارون - مع الأبناء في لقمان وابنه ، للملوك " مع فرعون ..

ص ٩٠ : القرآن والسنة مليئان بالوعظ على مشتقاته وما يدخل فيه ، ومنه ((وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا )) [ النساء: 63 ] .

ومن الأحاديث" وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . الدين النصيحة . والنصح لكل مسلم .

وهي وظيفة المرسلين ((وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ )) [ الأعراف: 68 ] .

- الموعظة سريعة التأثير في القلوب .

- قال ابن تيمية " فإن أعظم ما عبد الله به نصيحة خلقه " الفتاوى ٢٨-٦١٥

ص١٠٨ : القرآن يعظ وأحيانا يأت بالوعظ مع الأمر والنهي ، ومنه تحريم الربا ((فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ )) [ البقرة: 275 ] .

ص ١٢٤ : الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم الوعظ كثيراً (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) [ الذاريات: 55 ] .

ومواعظ الرسول تنوعت فمنها في ترسيخ العقيدة . الحوار . وعظ المنافقين . ربط الأحكام بالفضائل ( من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) .

- التذكير بالأخلاق وفضلها .

- الوعظ بالقصص واستخدمه الرسول مراراً .

- وعن طريق طرح الأسئلة . والخطابة . والكتابة للملوك .

ص١٧١ : قال الإمام مالك : محال أن يظن بالرسول صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد .

ص١٨٧ : الأرجح نسبة الصوفية للصوف وأول ظهور لها كان في الكوفة ، وبلغ ذروته في القرن الثالث ، وكانت بدايتها في الزهد وشدة العبادة ، وكانت المخالفات فيها في بعض صور العبادة ، ولكن انحرفت الصوفية بعد ذلك فدخلت في الحلول والاتحاد والشركيات وعبادة القبور .

ص١٩٦ : كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب بسورة ق أحياناً لما فيها من الوعظ .

ص١٩٧ : اعتنى السلف بالوعظ بيوم القيامة على تنوعهم في طرق ذلك .

ص ٢٠٥ : قال ابن القيم : كيف يصح لعبدٍ أن يدعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتهكت . روضة المحبين ١-٢٧٤

- قال ابن تيمية : ومن كان آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر كانت غيرته لله أتم وأكمل . الاستقامة ٢-٣٧

ص ٢١٩ : قال الراغب : الجهل على ثلاثة أضرب : الأول خلو النفس من العلم ، والثاني : اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه ، والثالث : فعل الشيء بخلاف ماحقه أن يفعل .المفردات للراغب ص ١٠٢

ص٢٢١ : الذم الوارد للدنيا ليس في زمانها ولا مكانها ولكن لأفعال العباد فيها .

ص٢٢٨ : التعزية هي : التصبير وذكر ما يسلي صاحب المصيبة .

ص ٢٣٧ : جاء الأمر في القرآن بعظة الناس بالقول البليغ الفصيح (( وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا )) [ النساء: 63 ] قال ابن سيرين : لا شيء أزين على الرجل من الفصاحة والبيان .

ص٢٣٨ : قال أبو هلال العسكري : فمدار البلاغة على تخير اللفظ وتخيره أصعب من جمعه وتأليفه ". الصناعتين ص ٥٨ .

ص ٢٤٤ : ينبغي التوسط في السجع بين المبالغة فيه والتقصير فيه .

ص ٢٤٦ : يحذر الواعظ من تحديث الناس بملا تبلغه عقولهم ، وإلا كان لبعضهم فتنة ، واستحب السلف البعد عن مواطن الخلاف في الوعظ ، والتراكيب الغامضة في الكلام .

ص ٢٥١ : عن جابر بن سمرة قال كان النبي لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هي كلمات يسيرات . صحيح أبي داود ١-٢٨٩

ص ٢٤٥ : من السنة تخويل الناس بالموعظة وقت حاجتهم وفي أوقات متفرقة حتى لا يملوا .

ص ٢٥٨ : نهي السلف عن سرد الأحاديث الواهية في الوعظ ، والأحاديث النبوية متواترة في ذلك " من كذب علي متعمداً ..".

ص ٢٥٩ : الخلاف في استعمال الحديث الضعيف في الوعظ .

ص ٢٦٦ : من فنون الوعظ التلميح وعدم التصريح ومنه حديث " ما بال أقوام ".

ص٢٧٠ : من فنون الوعظ الإسرار به " ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ".

ص ٣١٦ : من فنون الوعظ استخدام الأمثال وهناك عدة آيات وأحاديث فيها الأمثال وأفردت بالتأليف .

- تتبع ابن القيم أمثال القرآن فبلغت بضعة وأربعين مثلاً .

ص ٣٣٢ : من أساليب الوعظ " القصص " وهي في القرآن على عدة أنواع : قصص الأنبياء ، الكفار . نهايات الكفار . مراحل الدعوة . قصص المعارك . قصص لأقوام مضوا ، أهل الكهف ، أصحاب الفيل .

ص ٣٣٦ : مصادر القصص : الأول : القرآن . الثاني : السنة النبوية ، وهي نوعان: ١- ما قصه الرسول صلى الله عليه وسلم عمن سبقه . ٢- سيرته العطرة وما فيها من مواقف . الثالث : سير السلف . الرابع : القصص المعاصرة . الخامس : الإسرائيليات .

ص ٣٤٠ : رواية الإسرائيليات والاستشهاد بها في القصص ، على خلاف .

والراجح الجواز لرواية ما علم صدقه ولم يعلم مخالفته للشريعة .

قال ابن كثير : وهذه الأحاديث الاسرائيلية تذكر للاستشهاد بها لا للاعتضاد . التفسير ١-٥ . وقرره ابن تيمية في الفتاوى ١-٢٥٤ .

ص ٣٤٣ : في الآية ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ )) [ يوسف:3 ] بالفتح المراد بها طريقة إيراد القصة ، فالحسن في المقام الأول إلى أسلوب إيراد القصة . قرره ابن تيمية ١٧-١٨ .

ص٣٤٤ : في القرآن ((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) [ الأعراف: 176 ] وفي القرآن عدة قصص للأنبياء ، للأمم. وفي السنة عشرات الأحاديث . وهي وسيلة لتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ((مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )) [ هود: 120 ] .

وهو منهج السلف وفي كتب السير مئات القصص التي نقلها السلف بعضهم عن بعض .

والنفس مجبولة على التأثر بها .

ص ٣٩٣ : أسلوب الوعظ بالبدء بسؤال، وهو منهج نبوي " أتدرون من المفلس " وهو يلفت الانتباه ويقوي الإدراك للمضمون .

ص٣٩٦ : قال ابن القيم : من الناس من يحرم العلم لعدم حسن سؤاله إما أنه لا يسأل بحال أو يسأل عن شيء وغيره أهم منه .

ص٤٠١ : من أدب المتعلم التلطف في السؤال ، قال موسى عليه السلام للخضر ((هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا )) [ الكهف: 66 ] .

ص ٤٢٩ : بعض السلف اشتهر بالخطابة حتى أصبح لقباً عليهم ، وقد ذكر الذهبي في السير نحو من مائة علم ممن لقب بالخطيب .

ص ٤٣٥ : كلام جميل ونصوص وأقوال في فضل مجالس الذكر .

- قال عون بن عبد الله : مجالس الذكر شفاء للقلوب .

- قال ابن رجب : يامن ضاع قلبه انشده في مجالس الذكر .

قال رجل للحسن : أشكو قسوة قلبي . قال : أدنه من مجالس الذكر .

قال ابن الجوزي : وقد كان عمر يستدعي من كعب الموعظة . القصاص والمذكرين ص ١٩٤ .

قال ابن تيمية : الاجتماع لذكر الله واستماع كتابه والدعاء عمل صالح وهو من أفضل القربات والعبادات ...". الفتاوى ٢٢-٥٢١ .

ص ٤٥٠ : نشأة أسلوب القصص . ظهرت في عهد الخليفة عمر ، وأول من قص هو تميم الداري، وقيل ظهرت في زمن عثمان . والصحيح الأول .

ص ٤٥٤ : حكم القصص :

- قيل أنها بدعة ولذلك هي غير مشروعة ، ولا يجوز الجلوس للقاص ، واختار هذا " ابن مسعود وابن عمر وسفيان .

واستدلوا :

- أنها لم تكن موجودة في عهد الرسول .

- أن القصاص اشتهروا بالكذب ووضع الحديث .

- أن التشاغل بالقصص يشغل عن المهم من قراءة القرآن .

- أن نفعها قليل .

القول الثاني : مشروعيتها والمقصود بها " القصص التي تسلم من المخالفات الشرعية " .

واختار هذا " عائشة وعلي والحسن والأوزاعي والإمام أحمد ".

واستدلوا :

- أن الله أمر بها ((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) [ الأعراف: 176 ] .

- أن عمر أذن بها في زمنه وهو من الخلفاء الذين أمرنا باتباعه .

- أن كثيراً من الصحابة كانوا يحضرون للقصاص .

- أن القصص ظهرت منفعتها .

قال أحمد : يعجبني القصاص؛ لأنهم يذكرون الميزان وعذاب القبر .

وقال : ما أحوج الناس إلى قاص صدوق .

- قال ابن الجوزي : وقد كان جماعة من الأمراء والعلماء يحضرون عند القصاص ويسمعون منهم ويبكون لمواعظهم .

- وثبت جلوس عبد الله بن عمر عند قاص وهو رافع يديه يدعو .

وجلس عمر بن عبدالعزيز عند قاص .

وهذا القول هو الراجح ، لأن القصة لا تذم لذاتها ولكن حسب ماينتاب القاص من البدع والمخالفات أو ما يتضمن في قصته من المخالفات .

قال ابن الجوزي : لا ينبغي أن يقص على الناس إلا العالم المتقن فنون العلم .
يتبع=============

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:14 AM
ضوابط عامة :

- أن يكون القاص لديه علم وحكمة وحسن اختيار .

- الابتعاد عن القصص الواهية .

- لا تكون القصص هي منهجه باستمرار بل ينوع في مواعظه .

- يراعي الوقت والحال والمخاطبين .

وردت نقولات عن السلف في التحذير من القصاص وتأليف كتب عليهم وهذا محمول على " القصاص الذين يكذبون في الأحاديث ولديهم مخالفات شرعية .

ص ٤٧٤ : أسباب التأليف سبعة .

ص ٤٧٩ : ابن الجوزي يرى أن نفع التأليف أفضل من نفع التعليم بالمشافهة وقال : لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين وأشافه بتصنيفي خلقاً لايحصون ماخلقوا بعد ". صيد الخاطر ص٢٠٧

ص ٤٨٣ : ابن أبي الدنيا لم يترك باب وعظ إلا كتب فيه .

ص ٥١٧ : الشعر أعلق في الذهن من المنثور وهذا ما دعا العلماء لنظم العلم في أبيات .

ص٥١٩ : قال القرطبي : وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعر أو تمثل به وسمعه ..". التفسير ١٣-١٣٧

ص ٥٥٢ : في زمن عمر كان يعطي المعلمين الذين يعلمون الصبيان كل شهر ١٥ درهما .

ص ٥٥٣ : قال ابن تيمية : والفقهاء متفقون على الفرق بين الاستئجار على القرب وبين رزق أهلها ، فرزق المقاتلة والقضاة والمؤذنين والأئمة جائز بلا نزاع وأما الاستئجار فلا يجوز عند أكثرهم . مجموع الفتاوى ٣٠-٢٠٦

ص ٥٩٢ : قال عبدالرحمن بن مهدي : كنت أجلس يوم الجمعة في مسجد الجامع فيجلس إلي الناس فإذا كانوا كثيراً فرحت وإذا قلوا حزنت ، فسألت بشر بن منصور فقال : هذا مجلس سوء لاتعد إليه قال فما عدت إليه .

ص ٦٠١ : نماذج من الاستقامة في حياة السلف . مهم وجميل جداً .

ص ٦١٥ : قال ابن الجوزي : كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء .

ص ٦٣٢ : عناية الواعظ بحسن الخلق وهذا له أثر بالغ في تأثير مواعظه .

ص ٦٥٠ : في بداية المدثر (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ )) [ المدثر: 1-2 ] بدأها بالرسالة وختمها بالصبر (( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )) [ المدثر: 3 ] قاله ابن تيمية ٢٨-١٣٧

ص ٦٥٤ : روى أحمد في المسند عن مجاهد قال : صحبت ابن عمر لأخدمه فكان هو يخدمني .

ص ٦٦٧ : في وعظ الملوك ينبغي إنزالهم منازلهم ، كتب الرسول لهرقل عظيم الروم . قال ابن حجر : ومع ذلك لم يخله النبي من إكرام لمصلحة التأليف . الفتح ١-٣٨

ص ٦٩٠ : قال خالد بن صفوان : إني عاهدت الله أن لا أخلو بملك إلا ذكرته بالله .

ص ٦٩٣ : مراقبة وضع الفتوى والمفتين . قال ابن تيمية : يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب .إعلام الموقعين ٤-٢١٧

ص ٦٩٦ : أضرار الطعن في العلماء .

ص ٨٣٨ : بعض القصاص لا فائدة منهم .

قال أبو قلابة : ما أمات العلم إلا القصاص يجالس الرجل القاص سنة فلا يتعلق منه بشيء ويجالس العالم فلا يقوم حتى يتعلق منه بشيء .

ص ٨٤٣ : من الخلل عند بعض القصاص نشر الخلاف الذي جرى بين الصحابة .

قال النووي : ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم ".

ص ٨٥٤ : كتب بعض العلماء في الرد على مخالفات القصاص وأحاديثهم وبدعهم وممن كتب " ابن تيمية في أحاديث القصاص . القصاص والمذكرين لابن الجوزي . تحذير الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي ".

ص ٨٩٨ : حينما نحذر من شخص أو جماعة فإننا نذكر العيوب فقط ولكن حينما نحكم عليهم فإننا نذكر الحسنات والسيئات . قاله ابن عثيمين . لقاء الباب ص ١٥٣

ص ٩٠٠ : الكلام عن جماعة الإخوان ، وتلخيص ذلك :

- لا يشددون في الإنكار على المخالفات الشركية .

- صرح بعضهم بأنه لا مكان للدعوة للتوحيد .

- لديهم دعوة لتقارب الأديان وقال بعضهم : خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن حث على مصادقتهم .

- لديهم نزعة صوفية في كتبهم وكلماتهم .

- الدعوة للتحزب والسياسة من خلال الخطب والغفلة عن تزكية النفوس ، فالغاية عندهم الوصول للدولة .

- لديهم مسلك مخالف في الوعظ ، فاتخذوا مسلك التمثيل والمسلسلات والغناء .

ص ٩٠٨ : الكلام عن جماعة التبليغ:

- نشأت في القرن ١٤ .

- لهم أصول ست وهي :

١- تحقيق الكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله .

٢- الصلاة ذات الخشوع والخضوع .

٣- العلم بالفضائل لا المسائل بالذكر .

٤- إكرام المسلم .

٥- تصحيح النية .

٦- الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله على منهج التبليغ .

ومن المخالفات لديهم :

- أكابرهم لديهم مخالفات عقدية وشركيات .

- لديهم كتاب " تبليغي نصاب " وهو طلب الشفاعة من الرسول وهذا شرك أكبر .

- عندهم تعطيل للصفات الإلهية .

- بعضهم يعتني بالطرق الصوفية في العبادة كالقادرية والنقشبندية .

- الخروج بالطريقة المبتدعة من تحديد وقت وترك الأهل والأعمال .

- الإكثار من القصص والمنامات في أحاديثهم .

- عدم العناية بطلب العلم والانطلاق في الدعوة بأي وسيلة كانت .

ص ٩٣١ : من أكبر أسباب الابتداع ، قال الشاطبي : وذلك أن الإحداث في الشريعة إنما يقع إما من جهة الجهل وإما من جهة تحسين العقل وإما من جهة اتباع الهوى في طلب الحق ..". الاعتصام ٢-٢٩٣

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:15 AM
فوائد من كتاب الكلم الطيب لابن القيم

http://www.kalemtayeb.com/index.php/kalem/hekam/sub/713

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:17 AM
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
* أخرج الطبراني عن أنس مرفوعاً: من كرامتي على ربي أني ولدت مختوناً ولم ير أحد سوأتي" وفي سنده: سفيان الفزاري ( متهم) وقال الذهبي عنة: كان يسرق الأحاديث. الميزان (2/172) وقال ابن القيم في الزاد( 1/35): قيل إن الرسول ولد مختوناً في حديث ولا يصح. السنة للخلال (1/192).
ورد في تفسير المقام المحمود أقوال:
1- هو الشفاعة... وورد مرفوعاً عند الترمذي وحسنة وصحح الألباني حديثاً فيه.
2- يعطى لواء الحمد، قال الشوكاني: وهذا لاينافي الأول إذ يمكن أن يكون قائماً للشفاعة ومعه اللواء.
3- هو أن الله يجلسه معه على الكرسي، وهو قول باطل لا دليل عليه، وأنكر أن يكون فيه حديث جمع من العلماء كاحمد، والذهبي والألباني. السنة ( 209).
4- يجلسه الله على العرش. وهو باطل كما سبق في الثالث.
* حديث " اللهم صلى على أبى بكر فإنه يحبك ويحب رسولك . في السنة للخلال بسنده ( 2/308) وقال المحقق إسناده صحيح.
* قال الإمام أحمد: ما انتقص أحد أحداً من صحابة الرسول صلى الله علية وسلم إلا له داخلة سوء (3/447)
* قال بشر بن الحارث: خطأ أصحاب محمد عليه السلام موضوع عنهم.
* وقال آخر: أصحاب محمد عليه السلام أصابتهم نفحة من النبوة.
*أقوال أحمد في شاتم الصحابة.
1- (لا آمن أن يكون قد مرق من الدين).
2- ( هذه زندقة).
3- ( ما أراه على الإسلام ) ( 3/493).
*المنهج عند سماع أحاديث الفتن والمثالب:
• كان الإمام أحمد يعتزل تلك المجالس.
• كان يضع إصبعه في أذنيه.
* وقال: لا تنظر فيها، وأي شي في تلك من العلم، عليكم بالسنن والفقه وما ينفعكم. ( 3/506).
*وقال فيمن يجمع هذه الأحاديث: إذا رأيت الرجل يطلبها ويجمعها فأخاف أن يكون له خبيثة سوء ( 3/509)
*وقال بعض السلف بإحراق تلك الكتب التي يجمع هذه الأحاديث. ( 3/510).
*قال الشعبي: ما ابتدع في الإسلام بدعة الا في كتاب الله مايكذبه. ( 3/547)
السؤال بـ هل أنت مؤمن" بدعة قاله الإمام أحمد ( 3/602).
*قال عمر: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم. رواه البيهقي بسند صحيح " الشعب ( 2591)
*قال ابن مسعود: الربا بضع وسبعون باباً والشرك مثل ذلك إسناده صحيح ( 5/13).
*وقال: إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه، فيرجع وما معه منه شي. ( 5/16).
* خرج معاذ على الناس وقال: اجلسوا نؤمن ساعة نذكر الله. صحيح (5/36)
*قال عمر: لقد هممت أن ابعث رجلاً إلى هذه الأمصار، فلينظروا إلى كل رجل ذي لم يحج، فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين".. الحسن لم يدرك عمر فالسند منقطع ( 5/44).
وروي عنه، من مات وهو موسر ولم يحج، فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً. إسناده ضعيف لأنه منقطع فالضحاك لم يدرك عمر، وقد ورد نحوه مرفوعاً عن علي.
*من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً" رواه الترمذي (812) وقال حديث غريب وفي إسناده مقال ( 5/45).
قال سعيد بن جبير: لو مات لي جار وهو موسر ولم يحج لم أصل عليه. صحيح ( 5/46).

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:21 AM
من كتاب ( المدخل في الفقه ) د – البريكان
19: الفرق بين أصول الفقه والقواعد الفقهية ؟
القواعد الفقهية: هي مجموعة من قضايا كلية تدخل تحت جمله من فروع الفقه لا من أدلته.
أما أصول الفقه: قضايا كليه تدخل تحتها جمله من الأدلة التفصيلية.
فجزئيات القواعد هي: المسائل الجزئية.
وجزئيات الأصول هي: الأدلة التفصيلية.
الفقه: هو الفروع المتعلقة بأفعال المكلف.
أما القواعد فهي: القضايا التي يدخل تحتها بعض المسائل وهي كالتالي:
1. عامة
2. خاصة بمذهب معين.
2. الفقه نوعان: 1- أكبر ـــ العقيدة.
2- أصغرـــ المسائل الفقهية.
علم الناس انتشر من أربعة:
1. أصحاب زيد 2. أصحاب ابن عمر بالمدينة 3. أصحاب ابن مسعود لأهل العراق 4. ابن عباس بمكة.
الفرق بين القاعدة والضابط الفقهي.
القاعدة: قانون كلي منطبق على فروع فقهيه بلا اختصاص. مثل: اليقين لا يزول بالشك.
الضابط: قانون كلي ينطبق على فروع فقهيه بشرط الاختصاص في باب معين مثلاً أو نحو ذلك. مثال: كل كفاره سببها المعصية فهي على الفور " فتشمل، الظهار، القتل وجماع نهار رمضان.
39. جمع بعضهم في مذهب أبي حنيفة ورده إلى (17) قاعدة والإمام عز الدين بن عبد السلام أرجع الفقه كله إلى اعتبار المصالح و المفاسد.
-ومن الكتب في ذلك قواعد العز بن عبد السلام.
-الأشباه والنظائر للسيوطي والسبكي.
48. شروط النية: الإسلام، التميز، العلم بالمنوي ليكون مطابق للواقع، عدم المنافي وهو استصحاب حكم النية بأن لاينوي قطعها.
52. أقسام التخفيف في الشرع:
1. تخفيف إسقاط؛ إسقاط الجمعة والجماعة لأهل الأعذار.
2- تنقيص؛ القصر والسفر.
3- إبـدال ؛إبدال الوضوء بالتيمم.
4- تقديـم؛ تقديم الصلاة.
5- تأخير؛ تأخير الصلاة.
6- ترخيص للحرام؛ أكل الميتة للمضطر.
-53 أسباب التخفيف في الشرع:
1.السفر – القصر – الفطر.
2- المرض –كالتيمم عند الوضوء عدم القدرة على استعمال الماء
3- الإكراه – كالتلفظ بالكفر.
4- النسيان – من جامع في نهار رمضان ناسياً.
5- الجهل.
6- العسر – كالنجاسة المعفي عنها.
73. الصحيح من العبادة ما برئت به الذمة وسقط به الطلب، والصحيح من العقود ما تربت أثاره على وجود.
86. ظهرت الحيل بعد المائة الأولى، أي في أخر عصر الصحابة.
88. مفاسد الحيل في الشرع:
1- إبطال ما في الأمر المحتال من حكمه الشرع ونقض حكمته.
2- استغلال حيلته في تشويه صورة الدين.
3- إسقاط فرائض الإسلام.
4- استلزامها فعل المحرم وترك الواجب.
5- أن صاحبها لا يتوب منها ولا يعدها ذنباً
6- مخادعه الرب تبارك وتعالى.

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:27 AM
كتاب تدريب الراوي للحافظ السيوطي

11 شعبان 1429هـ

إذا قلت " م " فهو المؤلف أي السيوطي
الجزء الأول :
22/ علم الحديث: علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن.
22/ السند: الإخبار عن طريق المتن.
23/ المتن: ما ينتهي إلية غاية السند من الكلام. ( تعريف ابن جماعة ) .
23/المسند: له اعتبارات:
(1) الكتاب الذي جمع فيه ماأسنده الصحابة. (2)الإسناد.
24/ المحدثون يسّمون المرفوع والموقوف بالأثر، أما فقهاء خرسان يسّمون الموقوف بالأثر،والمرفوع بالخبر.
26/ خبر عن أحمد في حضور مجلس الفقه على الحديث.
27/ كان السلف يطلقون المحدث والحافظ بمعنى واحد.
29/ قال السبكي: وإنما كان السلف يستمعون فيقرأون فيرحلون فيفسرون ويحفظون فيعملون.
32/ قال ابن مهدي: الحفظ ""الإتقان"".
36/ قيل إن أنواع علم الحديث مائة.
43/ اختار البازري والسبكي والسوطي أن الرسول مرسل للملائكة.
47/ قال م: التعاريف تصان عن الإسهاب.
51/ قال الاسفرائيني: تعرف صحة الحديث إذ اشتهرعند أئمة الحديث بغير نكير منهم.
52/ قال ابن عون: لايؤخذ العلم إلا على من شهد له بالطلب. فتح المغيث (1/322)
54/ حديث عمر في النيات، جاء عن أبى سعيد عند البزار بسند(ضعيف) (1/209).
59/ قال العلائي: لايحفظ عن أحد من أئمة الحديث أنه قال: حديث كذا أصح الأحاديث(1) فتح المغيث (3/82).
62/قال ابن حجر: إن رواية أبي حنيفة عن مالك لا تثبت.
64/ قال ابن راهوية: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقه، فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر. ( 2/235).
67،68/ تقديم العلماء لحديث الحجازيين على غيرهم.
70/ قولهم أصح شي في الباب كذا، يوجد هذاعند الترمذي والبخاري في التاريخ.
والنووي يرى أنه لايلزم من ذلك صحة الحديث بل يقولون ذلك وإن كان ضعيفاً ومرادهم أرجحه.
75/ قال الدارقطني: لولا البخاري ماراح مسلم ولاجاء.
79/ عيب على مسلم روايته لبعض الضعفاء في صحيحه،والجواب من وجوه:
1- أن ذلك فيمن هو ضعيف عند غيره ثقة عنده.
2- أن ذلك وقع في المتابعات والشواهد لا في الأصول.
3- أن يكون ضعف الضعيف الذي اعتمد به طرأ بعد أخذه عنه.
81/ إذ كان الحديث الذي تركة الشيخان أو أحدهما صحيح أصلاً في بابه ولم يخرجا له نظيراً ولامايقوم مقامة فالظاهر أنهما:
1- اطلعا فيه على عله.
2- ويحتمل أنهما نسياه.
3- أو تركاه خشية الإطالة.
4- أو رأيا أن غيره يسد مسده.
82/ قال ابن الجوزي: حصر الأحاديث يبعد إمكانه. و(2/200).
83/ أول من ضم ( ابن ماجه) للكتب الستة: ابن طاهر المقدسي، قال المزي كل ما انفرد به ابن ماجه عن الخمسة فهو(ضعيف) وقال الحسيني: يعني الأحاديث وتعقبه ابن حجر – الأولى حمله على الرجال.
87/ اتفق الحفاظ على أن البيهقي تلميذ الحاكم أشد تحرياً منه.
87/ للذهبي جزء في الأحاديث الموضوعة عند الحاكم نحو( 100).
92/ البيهقي في السنن والمعرفة والبغوي في شرح السنة إذا رويا الحديث وقالا:رواه الشيخان فالمراد أصل الحديث لا اللفظ الوارد.
95/ قال ابن حجر: كل عله أعل بها حديث في أحد الصحيحين جاءت رواية المستخرج سالمة منها،فهي من فوائده.
104/ قال الزركشي: ومن هنا يعلم أن ترجيح كتاب البخاري على مسلم، إنما هو ترجيح الجملة لا كل فرد من أحاديثه على كل فرد من أحاديث الآخر.وفتـح المغيث (1/57).
107/ مراتب الرواة معيار معرفتها ألفاظ الجرح والتعديل.
121/ ابن الصلاح لا يرى التصحيح في هذه الأعصار، وخالفه الكثير منهم:النووي،العراقي و... حتى قال بعضهم إنه لا سلف له في ذلك.فتح المغيث(1/ ).
124/ حسّن المزي حديث: طلب العلم فريضة.
139/ أطلق الحاكم على الترمذي: الجامع الصحيح - فتح المغيث (1/99).
139/ أطلق الخطيب على الترمذي والنسائي اسم الصحيح.
144/ أتم روايات(أبي داود) رواية أبي بكر بن داسه.
144/ قال الذهبي: انحطت رتبه الترمذي عن النسائي وأبي دود لروايته عن المصلوب والكلبي.
146/ مغلطاي أطلق على مسند الدارمي" صحيح " قال ابن حجر:ولم أر له سلفاً في ذلك.
147/ مسند الطيالسي ليس من تصنيفه بل جمعه بعضهم من رواية يونس بن حبيب خاصةعنه، وكذلك مسند الشافعي، وإنما لقطه بعض الحفاظ النيسابوريين عن الشافعي.
151/ أقسام الحديث الضعيف أوصله بعضهم (42)- وقيل(63) وقال ابن حجر:إن ذلك تعب ليس وراءه أرب.
153/ أوهى أسانيد ابن عباس: السدي الصغير محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح. قال ابن حجر: هذه سلسلة الكذب لا الذهب.
154/ المسند: لايستعمل إلا فيما جاء مرفوعاً، قاله الحاكم وحكاه ابن عبد البر عن بعض المحدثين. فتح المغيث (1/102)
155/ يصح قول "متصل" لما جاء عن التابعي إذا قُيِد كقولهم: هذا متصل إلى الزهري.
157/ قال بعضهم يصح إطلاق الموقوف على التابعي، كقولهم: وقفه فلان على الزهري.
157/ إذا قال الصحابي: كنا نفعل كذا- هل له حكم المرفوع: الجمهور من المحدثين وأصحاب الفقه والأصول وابن الصلاح والخطيب على أنه:موقوف.وذهب الحاكم والرازي والآمدي والعراقي والحافظ: إلى أنه مرفوع.وخالف أبو بكر الإسماعيلي فقال: موقوف.
165/ الصحابي إذا قال في آيه نزلت في كذا فهو مرفوع.
166/ المقطوع: على التابعي- استعمله الشافعي والطبراني في المنقطع، ولكن الشافعي استخدمه قبل استقرار الاصطلاح.
168/ المشهور في الفقه والأصول استخدام " المرسل" على المنقطع، المعضل.
170/ قال الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: إذا قال رجل من التابعين: حدثني رجل من الصحابة، ولم يسمه، فالحديث صحيح ؟ قال: نعم، فتح المغيث (1/170).
176/ أحكام مراسيل بعض التابعين.
178/ مسلم يورد المرسل،ولكن احتجاجه بالمسند لا بالمرسل،على أن المرسل قد تبين اتصاله من وجه آخر،وص 180. (1)فتح المغيث ( 1/154)
185/ الأحاديث التي لم توجد موصولة في الموطأ ولم يصلها أحد:(1)" آني لاأنسى ولكن أنسى لأسن.
2- أن الرسول أري أعمار الناس قبله أومشاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته.

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:29 AM
3- قول معاذ:آخر ماأوصاني به الرسول وقد وضعت رجلي في الغرز قال أحسن خلقك للناس.
186/من مظان المنقطع،والمرسل،والمعضل كتب السنن لسعيد بن منصور، ومؤلفات ابن أبي الدنيا.
187/الإسناد المعنعن: متصل عند الجمهور بل نقل أبو عمر الداني الإجماع.بشرط ألا يكون الراوي مدلساً، وأمكن لقاء بعضهم بعضاً.
189/ أن،كعن عند الجمهور – حكاه ابن عبد البر.
209/ قال ابن منده: إن حديث عمر في النية جاء عن (17) صحابي.
- قال السيوطي: لم يصح إلا عن عمر. وقاله العراقي والبزار.
- قول الترمذي: وفي الباب: لايريد ذلك الحديث المعين، بل يريد أحاديث آخر يصح أن تكتب في الباب.
224/ في الأفراد، صنف الدارقطني، وفي معاجم الطبراني أمثله كثيرة لها.
226/ قال ابن المديني: الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه.
235/ الاضطراب يوجب ضعف الحديث لإشعاره بعدم الضبط.
237/ حديث شيبتني هود،، قال الدارقطني: مضطرب فروي مرسلاً، موصولاً، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر.
245/ قال ابن السمعاني: من تعّمد الإدراج فهو ساقط العدالة وممن يُحرف الكلم عن مواضعة وهوألحق بالكذابين،اهـ والسيوطي يرى أن ما أدرج لتفسير غريب لابأس به. (1) فتح المغيث (1/70)
247/ قال الربيع بن خثيم: إن للحديث ضوءاً كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره. فتح المغيث (1/293).
249/قال ابن الجوزي:ماأحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول،أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع. فتح المغيث(1/294).
252/ تصانيف البيهقي:قال المؤلف:التزم أن لايخرج فيها حديثاً يعلمه موضوعاً.
257/ قال النسائي: الكذابون المعروفون بوضع الحديث هم أربعة:
1- ابن أبي يحي بالمدينة.
2- الواقدي ببغداد.
3- مقاتل بخراسان.
4- ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام.
266/ قولهم: لا أصل له. قال ابن تيميه: لا إسناد له.
267/قال ابن حنبل وابن مهدي وابن المبارك: إذا روينا في الحلال والحرام شددنا وإذا روينا في الفضائل تساهلنا. انظر: فتح المغيث (1/312).
267/ذكر ابن حجر شروط جواز رواية الضعيف في الفضائل:
1- أن يكون الضعف غير شديد. نقل العلائي الاتفاق على هذا الشرط.
2- أن يندرج تحت أصل معمول به.
3- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته.
وهذان الشرطان ذكرهما ابن عبد السلام وابن دقيق العيد، وقيل لا يجوز العمل به مطلقاً،وقيل يجوز مطلقاً.
269/ روى البيهقي عن النخعي قال: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته وصلاته وحاله ثم يأخذون عنه.
310/ قول البخاري: فيه نظر، وسكتوا عنه أي: تركوا حديثه. وقوله: منكر الحديث أي لاتحل الرواية عنه -وفتح المغيث (1/400).

الجزء الثاني :
6/ التعبّد قبل الطلب. فتح المغيث (2/12).
62/الخلاف في مسأله كتابة الحديث:
1 - كرهها ابن عمر، ابن مسعود، زيد بن ثابت، أبو سعيد الخدري.
2- أباحها عمر،علي،ابن عمرو، أنس،جابر، ثم زال الخلاف وأجمعوا على الجواز.
قال ابن الصلاح: ولولا تدوينه- الحديث في الكتب لدرس في الأعصار الأخيرة.
حديث النهي عن أبي سعيد، رواه مسلم.
حديث الإباحة ( اكتبوا لأبي شاة ) رواه البخاري، ومسلم.
ومن أحاديث الإباحة: كتابة ابن عمرو، رواه البخاري.
والجمع بين هذين الحديثين قيل: (1) النهي عن كتابته مع القرآن في صحيفه واحده.(2) النهي عنه لأنه خاف اختلاطة بالقرآن.
64/ قال الأوزاعي: كان هذا العلم كريماً يتلقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب دخل فيه غير أهله. فتح المغيث (2/146).
68/ قال عمر: أجود الخط أبينه.
73/ يُقال إن أول من رمز الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ب ( صلعم ) قُطعت يده.
120/قال حماد بن زيد: استغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.
122/ جواز التحديث بحضرة من هو أعلم.
131/ تخويل الناس بالموعظة وفعله ابن مسعود، وقال به ابن عباس في البخاري.
136/ قيل: إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مّره تكن من أهله.
140/ قال أبو حاتم:لو لم نكتب الحديث من (60) وجهاً ما عقلناه.
193/رواية الحديث بالمعنى. وانظر فتح المغيث (2/207)
- إذا لم يكن عالماً بالألفاظ ومدلولاتها و.. فلا يجوز بلاخلاف.
- الذين قالوا بعدم الجواز حتى لو عرف المعاني: ابن سيرين، ثعلب، أبو بكر الرازي، ابن عمر، رجاء بن حيوه، القاسم بن محمد.
- القائلون بالجواز: الأئمة الأربعة، ويشهد له أحوال الصحابة والسلف ويدل عليه روايتهم القصة الواحدة بألفاظ مختلفة.
- جاء في الجواز حديث مرفوع:... إذا لم تحلوا حراماً ولم تحرموا حلالاً وأصبتم المعنى فلا بأس. رواه الطبراني، قال الجوزقاني: حديث باطل وإسناده مضطرب.
- قال ابن حجر: ومن أقوى حججهم على جواز الرواية بالمعنى: الإجماع على جواز شرح الشريعة للعجم بلسانها للعارف به، اهـ.
- وقيل إنما يجوز للصحابة دون غيرهم.
- وقيل: يُمنع في حديث الرسول ويجوز في غيرة ورُوي ذلك عن مالك.
97/ جاء عن أنس بن مسعود، ابن مسعود، أبو الدرداء قولهم بعد الحديث: أو كنحوه.
98/ اختصار الحديث: يجوز للعالم بالحديث. قال ابن مالك: علمنا سفيان اختصارالحديث.
99/ تقطيع الحديث قال احمد لاينبغي. وفعله أئمة كمالك، والبخاري، وأبي داود،والنسائي وغيرهم.
148/ نقل ابن حزم وأبو علي الجيلاني أن الإسناد من خصائص هذه الأمة.
149/ قال أبو علي الجياني: خص الله هذه ألأمه بثلاث: الإسناد،الأنساب، الإعراب.
149/ قال أحمد: طلب الإسناد العالي سُنّة عّمن سلف.
159/قال ابن المديني: النزول شؤم، وقال ابن معين: الإسناد النازل قرحة في الوجه.
160/قال ابن المبارك: ليس جودة الحديث قرب الإسناد، بل جودة الحديث صحة الرجال- فتح (3/26) (2) فتح المغيث (3/5).
162/حديث:لاغيبة لفاسق. رواه الطبراني،وابن عدي، والبيهقي. وقال الحاكم:غير صحيح.
164/لا اعتبار في العدد في التواتر. قاله المؤلف. فتح الباري (1/).
146/ حديث: من كذب علي " قيل رواه 62 صحابي، وقيل (100)-(200)- قال العراقي وليس في هذا المتن بعينة بل في مطلق الكذب. والخاص بهذا المتن نحو (70). (1) فتح الباري(1/ ) فتح المغيث(3/ 40)
166/حديث الحوض رواه ( نيف وخمسين صحابي). حديث المسح علي الخفين رواه( 70 صحابي ).
حديث رفع اليدين في الصلاة رواه ( 50صحابي ).
حديث نضّر الله امرء، رواه(30 صحابي ).
حديث من بنى لله مسجداً رواه(20 صحابي ).
166/ قسّم أهل الأصول المتواتر إلى لفظي، معنوي.
167/ أحاديث رفع اليدين في الدعاْء(100) حديث، والسيوطي له مُصّنف في ذلك.
168/ قال أحمد: لا تكتبوا هذا الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الظعفاء.
169/ قال أبو يوسف: من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب غريب الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس.
170/حديث تخليل الأصابع في الوضوء: سنده مصري.
171/ العلماء الذين صنفوا في غريب الحديث: أبو عبيدة معمر بن المثنى،النظر بن شُميل، أبو عبيد القاسم بن سلام، الخطابي،ابن الأثير وهوأحسنهم.
175/ قال حذيفة: إنماُ يفتي من عرف الناسخ والمنسوخ.
177/ قال م: خلاف الظاهرية لايقدح في الإجماع.
178/ الإجماع لاينسخه شيء، ولاينسخ غيره ولكنة يدل علي النسخ، فتح(3/62).
181/ مختلف الحديث، صنّف فيه الشافعي. وهو أول من تكلم فيه، وصنّف فيه ابن جرير والطحاوي في مشكل الآثار، وابن خزيمة من أحسن الناس كلاماً فيه.
182/ وجوه الترجيح (50) عند الحازمي في كتابه الاعتبار، وأوصلها غيره لأكثر من (100) وذكر السيوطي شيء منها. فتح (3/34)
190/ معرفة الصحابة. فائدته: معرفة المتصل من المرسل.
191/قولهم"الأخباريين" لحن، والصواب: خبري، لأن النسبة للجمع ترد للواحد كما تقول في الفرائض فرضي.
191/ ومن اللحن أيظاً قولهم:لا يؤخذ العلم عن صُحُفي بضمتين، والصواب بفتحتين، رداً إلى صحيفة و- فتح المغيث (2/229).
191/ الأولى في تعريف الصحابي: من لقي النبي صلي الله عليه وسلم مسلماً ومات على إسلامه.
194/ تعريف ابن المسيب للصحابي: من أقام مع الرسول سنه أو سنتين أوغزا معه غزوه أو غزوتين.
قال العراقي: لايصح هذا عنه. ففي سنده الواقدي "(وهو ضعيف ).
وقيل في تعريف الصحابي: من طالت صحبته وروىعنه.
وقيل في تعريف الصحابي: من رآه بالغاً.
197/أحاديث المكثرين:
(1) أبو هريرة (5374) اتفق الشيخان على (352) والبخاري 93- و مسلم189
(2) ابن عمر (2630)
(3) ابن عباس (1660 )
(4) جابر (1540)
(5) أنس ( 2286)
(6) عائشة (2210)
(7) أبو سعيد ( 1170).
199/ العبادله: ابن عباس، ابن عمر، ابن عمرو، ابن الزبير. وليس منهم ابن مسعود قال الإمام أحمد: لتقدم وفاته ولأنهم عاشوا حتى احتيج لعلمهم.
200/ قيل لأبي زرعة: أحاديث الرسول (4) آلاف.قال هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله صلي الله علية وسلم. – فتح (3/101).
213/حدّ التابعي: من لقي صحابياً، قال النووي: وهو الأظهر، قال العراقي: وعليه عمل الأكثرين من أهل الحديث.
217/المخضرم: تعريفه عند أهل الحديث: الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي صلي الله عليه وسلم ولم يره. وعند أهل اللغة: الذي عاش نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام.
219/أفضل التابعين، على خلاف، قال أحمد: هو سعيد بن المسيب، وقيل: هو أويس القرني، وقيل: الحسن والصواب: أويس لما في صحيح مسلم: أن خير التابعين رجل يقال له أويس" . وبعضهم قال:الأعلم ابن المسيب، والأزهد والعابد: أويس.
222/رواية الأكابر عن الأصاغر: الأصل فيه: رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري حديث الجساسة. فتح(3/137).
225/ كل اثنين روى أحدهم عن الأخر فهو(مدبَج)،وأول من سمّاه بذلك( الدارقطني) قاله العراقي.
235/رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، مقبوله إذا صحّ السند إليه واحتجّ بها: أحمد، وابن منده،إسحاق بن راهويه، أبوخثيمه، والنووي وقال إنه اختيار المحققين.
237/ رواية بهز عن أبيه، صححها ابن معين واستشهد بها (البخاري) في الصحيح، ورجحها بعضهم على رواية عمرو.
256/في الأسماء والكنى، صّنف فيه: ابن منده، والنسائي، والحاكم أبو أحمد غير صاحب المستدرك.
267/كلام للمؤلف في عدم جواز تلقيب الرجل إلا بمايُحَب. فتح(3/178).
306/بغض أهل الشام لاسم (علي)- في ذلك قصه.
323/ قال حفص بن غياث إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين.
323/ قال سفيان الثوري: لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ.
324/(الجمهور) من الصحابة ومن بعدهم على أن (63) هو عمر الرسول صلى الله عليه وسلم في وفاته.
325/يوم وفاة الرسول على خلاف. أما الشهر فبلا خلاف على أنه ربيع الأول عام(11)هـ
326/بداية التاريخ الهجري.
331/ ماجاء أن علي ولد في الكعبة فضعيف. قاله الحافظ، وإنما جاء أن حكيم بن حزام وُلد فيها.
338/كتاب الكامل لابن عدي: ذكر كل من تُكلِمِ فيه وإن كان ثقه.
340/قيل لأحمد بن حنبل:لاتغتب العلماء.فقال أحمد:ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبه.1هـ
في الجرح والتعديل – فتح المغيث(3/266)
351/ابن سعد في طبقاته أكثر الرواية فيه عن الضعفاء منهم شيخه الواقدى.
354/كانت العرب إنما تنتسب إلى قبائلها فلما جاء الإسلام وغلب عليهم سكن القرى أنتسبو للقرى والمدائن.
355/في الانتساب للبلد يبدأ بالأعم أمثال: الشافعي الدمشقي الغوطي، وكذا في النسب للقبائل يبدأ بالعام قبل الخاص: القرشي الهاشمي لا العكس.
355/قال ابن المبارك:من أقام في بلدة (4)سنين نسب إليها.
365/قال السيوطي : فبذكر السبب يتبين الفقه في المسألة. (أي سبب ورود الحديث).
370/أثر عن عمر عند(البيهقي )في تعداد العلماء والأئمه.
انتهى في إشراق شمس السبت 26/3/1417هـ

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:31 AM
شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز

11 شعبان 1429هـ

87/ كما يستحيل أن يكون للعالم ربان خالقان متكافئان كذلك يستحيل أن يكون له إلهان معبودان.
88/ توحيد إلالهية متضمن لتوحيد الربوبية.
107/ يأتي إلاثبات للصفات في القرآن مفصلاً والنفي مجملاً عكس طريقة أهل الكلام فإنهم يأتون بالنفي المفصل والإثبات المجمل.
107/ والتعبيرعن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية سبيل أهل السنة والجماعة.
112/ القديم ليس من أسماء الله الحسنى.
125/ أهل البدع ينفون حلول الحوادث بالرب تعالى وقصدهم نفي الصفات الاختيارية الفعلية.
137/ (ليس كمثله شيء ) رد على المشبهة.( وهو السميع البصير) رد على المعطلة.
150/ في الرسول: لولم يكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر
165/ لا يوصف " العشق" بين العبد وربه ولا العكس وسبب المنع، قيل عدم التوقيف، ولعل السبب: أن العشق محبة مع شهوة.
170/ قرأ بعض المنكرين لصفة الكلام للرب تعالى ( وكلم الله موسى ) بالفتح على لفظ الجلالة ليكون موسى هو الذي كلم الله فقال أبو عمر بن العلاء أحد القراء السبعة: هب أني قرأت الآية كما ذكرت فكيف تصنع بقوله تعالى ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) فبهت المعتزلي.
190/ النظر وإطلاقاته:
1ـ إذا عُدّي بنفسه فمعناه التوقف والانتظار ( انظرونا نقتبس..)
2ـ إذا عُدّي بـ " في " فمعناها التفكر ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات...)
3ـ إذا عُدّي بـ " إلى " فمعناه الإبصار والمعاينة ( انظر إلى ثمرة....) ومنه دليل الرؤية للرب تعالى: ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة....).
191/ يستدل المعتزلة على نفي الرؤية بالآية ( إنك لن تراني ) .
والرد عليهم:
1ـ لا يظن بموسى عليه السلام أن يسأل مالا يجوز عليه.
2ـ أن الله لم ينكر عليه سؤاله كما أنكر على نوح... فقال الله له( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ).
3ـ أنه قال ( لن تراني ) ولم يقل: إني لا أرى والفقر بين الجوابين واضح.
فالله سبحانه يرى ولكنك لاتملك القوة والتحمل لرؤيتي.
4ـ ( ولكن انظر إلى الجبل...) فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت لتجلي الرب في هذه الدار فكيف بالبشر.
5ـ ( فلما تجلى ربه للجبل ) فإذا جاز أن يتجلى الرب تعالى للجماد الذي لا ثواب له ولاعقاب فكيف يمتنع أن يتجلى لرسوله وأولياءه في دار الكرامة؟
194/روى أحاديث الرؤيا نحو 30صحابي.
200/ تقديم العقل على النقل قدحاً في العقل لأن العقل قد دل على صحة السمع " النصوص الثابتة ".
200/ هناك توحيدان لا نجاة للعبد إلابهما:
1ـ توحيد المُرسِل وهو الله تعالى بالعبادة.
2ـ توحيد المُرسَل وهو الرسول بالا تباع.
206/ ومن المحال أن لا يحصل الشفاء والهدى والعلم واليقين من كتاب الله وكلام رسوله ويحصل من كلام هؤلاء المتحيرين من أهل الكلام.
207/ وكم يزول بالإستفسار والتفصيل كثير من الأضاليل والأبطال.
207/ وكل من قال برأيه وذوقه وسياسته مع وجود النص، أو عارض النص بالمعقول فقد ضاهى إبليس حيث لم يسلم لأمر ربه بل قال ( أنا خير منه خلقتني...).
208/ 209/ كلام أهل الكلام في عدم انتفاعهم بالكلام وتمني الرجوع وخاصة عند الممات.
215/ وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم
علي نحت القوافي من معادنها وماعلي إذا لم تفهم البقر
216/ أهل التأويل إنما يذكرون النصوص من الكتاب والسنة للاعتضاد لا للاعتماد إن وافقت ما أدعو أن العقل دل علية قبلوه وإن خالفته أولوه وهذا فتح باب الزندقة.
220/ من ألفاظ المبتدعة في الصفات " الأعضاء والجوارح والأدوات..." والقاعدة: أن الألفاظ الشرعية صحيحة المعاني وسالمة من الاحتمالات الفاسدة فكذلك يجب أن لا يعدل عن الألفاظ الشرعية نفياً ولا إثباتا لئلا يثبت معنى فاسد أو ينفي معنى صحيح وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحق والمبطل ".
226/ ما الحكمة من الإسراء لبيت المقدس أولاً ؟
لأن في ذلك إظهار لصدق دعوى الرسول حين سألته قريش عن صفة بيت المقدس فذكر ذلك لهم ولو كان عروجه إلى السماء من مكة لما حصل ذلك.
228/ الصواب أن الحوض قبل الصراط.
236/ الأقسام على الله بحق الناس فيه محاذير:
1ـ أنه أقسم بغير الله.
2ـ اعتقاد أن لأحد على الله حقاً.
237/ العبادات مبناها على السنة والأتباع لا على الهوى والابتداع.
147/ إذا علم بالعقل أن لك رباً واحداً أوجدك فكيف يليق بك أن تعبد غيره.
259/ فإن وسوسة النفس أو مدافعة وساوسها بمنزل المحادثة الكائنة بين اثنين فمدافعة الوسوسة الشيطانية واستعظامها صريح ومحض الإيمان.
260/ فساد الدين إما في العمل وإما في الاعتقاد فالأول من جهة الشهوات والثاني من جهة الشبهات.
261/ اعلم أن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبة ورسله على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأمر والنواهي والشرائع.
261/ أول مراتب تعظيم الأمر:
1ـالتصديق.
2ـ العزم الجازم على امتثاله.
3ـ المسارعة إليه والمبادرة فيه.
4ـ الحذر من القواطع والموانع.
5ـ بذل الجهد والنصح في الإتيان به على أكمل الوجه.
6ـ القيام به لأنه مأمور به بحيث لا يتوقف الإتيان به على معرفة حكمته.
263/ لا يلزم من خفاء حكمة الله علينا عدمها ولامن جهلنا انتقاء حكمتها.
276/ من طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة فهو من أجهل الجاهلين وأضل الضالين.
292/ بطلان قول: السماء قبلة الدعاء.
320/ من عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضاً ومن ممادح أهل العلم أتهم يخطئون ولا يكفرون.
323/ وإذا كنا مأمورين بالعدل في مجادلة الكافرين وأن يجادلوا بالتي هي أحسن فكيف لا يعدل بعضنا على بعض في مثل هذه الخلاف.
351/ مسألة الاستثناء في الأيمان.
354/ كل فريق من أرباب أهل البدع يعرض النصوص على بدعته وماظنه معقولاً، فما وافقه قال: إنه متشابة ثم ردة تفويضاً وسماه تحريفه تأويلاً فلذالك اشتد إنكار أهل السنة عليهم.
354/ طريقة أهل السنة: أن لا يعدلوا عن النص الصريح ولا يعارضوه بمعقول.
356/ التفريق بين صحيح الأخبار وسقيمها لايناله أحد إلا بعد أن يكون معظم أوقاته مشتغلاً بالحديث والبحث عن سير الرواة.
357/ الذي صح عن نبينا صلى الله علية وسلم نوعان:
1ـ شرع ابتدائي.
2ـ بيان لما شرعة الله في كتابه وجميع ذلك حق واجب الأتباع.
359/ الطاعات من شعب الإيمان والمعاصي من شعب الكفر.
363/ والكتاب والسنة مملؤان بما يدل على أن الرجل لا يثبت له حكم الإيمان إلا بالعمل مع التصديق.
370/ الكلام عن ظوابط الكبائر والصغائر.
374/ اعلم رحمك الله أنه يجوز للرجل أن يصلي خلف من لم يعلم منه بدعة ولافسقاً باتفاق الأئمة.
وليس من شروط الأئمة أن يعلم المأموم اعتقاد إمامه ولا أن يمتحنه ويقول: ما تعتقد ؟
ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر فهو مبتدع عند أكثر العلماء.
376/ وقد دلت نصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة أن ولي الأمر وإمام الصلاة والحاكم وأمير الحرب يطاع في مواضع الاجتهاد.
378/ الشهادة بالجنة للأشخاص على مذاهب:
1ـ لا يشهد إلا للأنبياء.
2ـ لا يشهد إلا لمن ورد فيهم النص وهذا رأي الأكثر وأهل الحديث.
3ـ يشهد لمن شهد له المسلمون ولمن ورد فيهم النص كما في حديث " وجبت....".
391/ واتفق أهل السنة والجماعة على أن الروح مخلوقة وممن نقل الإجماع " محمد بن نصر المروزي، وابن قتيبة " ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى " الله خالق كل شيء".
391/392/ مسائل متفرقة في الروح والنفس.
393/ والذي يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأدلة العقل: أن النفس جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك...".
395/ هل تموت الروح ؟ على خلاف والصواب: أن موت الروح هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها وأما أنها تعدم بالكلية وتنتهي فلا، لأنها إما في نعيم أو عذاب بعد انتقالها من جسد الميت.
399/ الروح لها تعلق بالبدن وذلك في خمسة أنواع:
1ـ تعلقها به وهو جنين.
2ـ تعلقها بعد خروجه إلى الأرض.
3ـ تعلقها في النوم فلها تعلق من وجه ومفارقة من وجه.
4ـ تعلقها في القبر فلها تعلق من وجه ومفارقة من وجه.
فقد ورد أنه يسمع قرع نعالهم و...
5ـ تعلقها بالبدن يوم القيامة وهو أكمل الأنواع..
400/ سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام وهو أصل كل خطأ في الفروع والأصول لاسيما إن أضيف إليه سوء القصد.
401/ هل السؤال في القبر خاص لهذه الأمة أم لا ؟
ثلاثة أقوال: 1- خاص بها، 2- غير خاص 3- التوقف، والأظهر عدم الاختصاص.
420/المعتزلة والقدرية يرون أن الجنة والنار تخلق يوم القيامة لأن خلقهما الآن وقبل الجزاء عبث والرد عليهم ثابت في نصوص عديدة.
452/ انتفاع الميت بأعمال الحي:
بالاتفاق على الانتفاء: 1ـ ماتسبب إليه الميت في حياته.
2ـ دعاء المسلمين واستغفارهم. والدليل ( يقولون ربنا اغفر لنا ورحمنا..)." حديث " أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم وحديث " استغفروا لأخيكم....)
واتفقوا على وصول ثواب الصدقة لحديث " أو صدقة جارية ".
واتفقوا على وصول الحج لحديث ( إن أبي أدركته فريضة الحج...).
وذهب الجمهور إلى وصول ثواب الصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر.
وذهب أهل البدع إلى عدم وصول شي للميت لا الدعاء ولاغيره واستدلوا بـ ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) .
وثبت أن الصوم يصل للميت بدليل" من مات وعلية صيام صام عنه وليه" .
والرد على شبهة المبتدعة واستدلالهم بالآية ( وأن ليس للإنسان إلاما سعى) أن القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره وإنما نفى ملكه لسعي غيره أي أن الميت لن ينفع غيره أما الغير فلو أرد نفع الميت فقد ينفعه.
457/ استئجار قوم يقرأون القرآن ويهدونه للميت مخالفة لهدي السلف والاستئجار على نفس التلاوة غير جائز بلا خلاف.
460/ ذهب قوم من المتفلسفة والصوفية إلى أن الدعاء لا فائدة فيه لأن المشيئة الإلهية إن اقتضت وجود المطلوب فلا حاجة إلى الدعاء وإن لم تقتضية فلا فائدة في الدعاء.
146/الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسباب نقص في العقل والاعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع.
492/ قال أبو عثمان النيسابوري: من أمّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة ومن أمّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة.
495/ بعض الصالحين يتمنى ويترقب حدوث الكرامات له والصادق يطالب النفس بدوام الاستقامة فهي كل الكرامة.
504/ والواجب على ولي الأمر وكل قادر أن يسعى في إزالة هؤلاء المنجمين والكهان والعرافين وأصحاب الضرب بالرمال والحصى.

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:33 AM
القاعدة الجليلة في التوسل لابن تيميه

11 شعبان 1429هـ

ص31: الفعل إذا كان فيه مفسدة وليس فيه مصلحة راجحة فإنه ينهى عنه.
ص31: الصحيح جواز صلاة ( ذوات الأسباب) في وقت النهي.
ص32: زيارة قبور المسلمين على وجهين:
1- زيارة شرعية: ويكون قصد الزائر الدعاء للميت.
2- زيارة بدعية: مثل ما يفعل عند القبر من بدع.
ص34: تجوز زيارة قبر الكافر للاتعاظ.
ص40: كتاب أبو عبدالله المقدسي (الضياء المختارة ) أفضل من مستدرك الحاكم.
ص42: الشياطين تحاول أذية الأنبياء، كما جاء الشيطان ليؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم بشهاب من ناروهو يصلي.
ص45: الشياطين يوالون ويخدمون من يفعل ما يحبوه من الشرك والفسوق.
ص49: الأنبياء والصالحون لم يُعبد منهم أحد في حياته.
ص66: سؤال المخلوق فيه مفاسد:
1- مفسدة الافتقار إلى غير الله وهو نوع من الشرك.
2- مفسدة إيذاء المسئول وهي نوع من ظلم الخلق.
3- فيه ذل لغير الله، وهو ظلم النفس.
ص67: لم تجر عادة السلف بأن يهدوا ثواب أعمالهم للرسول صلى الله عليه وسلم.
ص67: ليس كل ما يفعله الولد يكون للوالد مثل أجره وإنما ينتفع الوالد بدعاء ولده لحديث( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. أو ولد صالح يدعو له ).
ص77: كان السلف يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد والجاهل، فإن فتنتهما، فتنة لكل مفتون.
ص77: من عرف الحق ولم يعمل به أشبه باليهود الذين قال الله فيهم: ( أتأمرون الناس بالبر).
ص82: التوسل بالرسول على أنواع:
1- بطاعته: فهذا فرض لازم.
2- بدعائه وشفاعته: فهذا كان في حياته، ويكون يوم القيامة بشفاعته.
3- بالإقسام على الله به والسؤال بذاته فهذا لم يكن يفعله الصحابة.
ص85: الحلف بالمخلوقات محرم عند الجمهور، وحُكي إجماع الصحابة على ذلك.
ص93: كره مالك الدعاء بقولك: يا سيدي وقال: قل كما قال الأنبياء: يا رب.
ص93: اسم(الحي القيوم) يجمع أصل معاني الأسماء والصفات.
ص101: بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن أحق الناس بشفاعته يوم القيامة من كان أعظم توحيدا وإخلاصا.
ص106: حديث ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله) لا يناقض قوله تعالى ( جزاء بما كانوا يعملون) فإن المنفي نفي بباء المقابلة والمعاوضة وما أثبت أثبت بباء السبب، فالعمل لا يقابل الجزاء وإن كان سببا للجزاء.
ص108: وأما سؤال الله بأسمائه وصفاته التي تقتضي ما يفعله بالعباد من الهدى والرزق والنصر فهذا من أعظم ما يسأل الله تعالى به.
ص121: كان جعفر بن محمد كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه، وما رأيته يحدث إلا على طهارة.
ص133: أحاديث زيارة القبر النبوي كلها ضعيفة لا يعتمد على شيء منها في الدين.
ص135: وقد اتفق الأئمة على أنه لو نذر أن يسافر إلى قبره صلوات الله وسلامه عليه أو قبر غيره من الصالحين لم يكن أن يوفي بنذره بل يُنهى عن ذلك.
ص151: فال مالك: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها.
ص161 وأما الصحابة فلم يعرف فيهم ولله الحمد من تعمد الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
ص162: ولا يجوز أن يُعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة.
ص163: أول من عُرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام: صحيح وحسن وضعيف هو الترمذي.
ص170: أهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم، وإن كان غالب ما يصححه فهو صحيح.
ص170: تصحيح ابن حبان فوق تصحيح الحاكم وأجل قدرا، وكذلك الترمذي والدارقطني وابن خزيمة أتقن من الحاكم.
ص184: الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلهاـ وتعطيل المفاسد وتقليلها.
ص185: ما ليس بواجب ولا مستحب فليس عبادة.
ص202: المتابعة أن نفعل ما فعل الرسول على الوجه الذي فعل على وجه العبادة، وأما ما فعله بحكم الاتفاق ولم يقصده قصدا للعبادة فلا نتبعه في ذلك... ( بتصرف).
ص213: الحلف بالمخلوقات لا ينعقد به اليمين ولا كفارة فيه، حتى لو حلف بالنبي لم ينعقد يمينه. و(ص272،273)
ص217: أجمع الصحابة على أنه لا يُقسم بشيء من المخلوقات.
ص240: من سب واحدا من الأنبياء كان كافرا مرتدا مباح الدم.

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:35 AM
فوائد ومسائل في العقيدة

11 شعبان 1429هـ

1- من أدلة عذاب القبر من القرآن: (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ))[غافر:46] ((وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ))[الأنعام:93] و (( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ))[الطور:47] فتاوى إسلامية (1/ 64)
2- لو سافر للمدينة بنية زيارة القبر النبوي (لا يجوز) ولكن لو نوى زيارة المسجد والقبر جاز لأنه يجوز تبعاً مالا يجوز استقلالاً.(ابن باز رحمه الله تعالى) (1/79).
3- بدعة المولد حدثت في القرن الرابع. ابن عثيمين رحمه الله تعالى (1/94).
5- التصديق بالسحر نوعان: 1- بأن له تأثير، وهذا لا بأس به. 2- أن يصدق به مقراً له راضياً به. (لا يجوز). ابن عثيمين.
6- لا بأس من إعطاء الكافر الجار من الأضحية تأليفاً له. (1/114) ولا يجوز دفع الزكاة للكافر (1/125).
7- قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: دلائل الكتاب والسنة والإجماع والآثار والاعتبار على أن التشبه بالكفار منهي عنه.
8- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: أجمع السلف على جواز الحلف بحياة الله وسمعه. مدارج (1/38).
9- وقال: العامة أقوى إيماناً من أهل الكلام (1/141، 183، 185).
10- وقال: أصل الشرك والكفر: القول على الله بغير علم (1/404).
11- وقال: أساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله (1/492).
12- وقال: جواب مالك في الاستواء عام في جميع مسائل الصفات (2/79) وانظر: ضوابط السعدي.
13- فهما توحيدان لا نجاة للعبد إلا بهما: 1- توحيد المرسِل بالعبادة 2 - توحيد المرسَل بالإتباع. (2/403).
14- قال بعض السلف: أكثر الناس شكاً عند الموت أرباب الكلام (3/456).
15- قول السلف " بلا كيف في باب الصفات " أي بلا كيف يعقله البشر (3/376)
16- قال أبن أبي العز رحمه الله تعالى: " والعبادة مبناها على السنة والإتباع، لا على الهوى والابتداع " شرح الطحاوية ص /237والفتاوى لابن ت (4/170).
17- قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " التمسك بالأقيسة مع الإعراض عن النصوص والآثار طريق أهل البدع " الفتاوى (7/392)
18- وقال: " من فارق الدليل ضل السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم " مفتاح دار السعادة (1/85) مدارج (2/361)
19- وقال: " فليس الفضل بكثير الاجتهاد، ولكن بالهدى والسداد " الفتاوى الكبرى (5/299).
20- قال الزهري رحمه الله تعالى: " الاعتصام بالسنن نجاة " جامع بيان العلم (1/592)
21- وقال: " ليس الدين بالكلام إنما الدين بالآثار" السير (9/349).
22- السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان. اللالكائي (1/73).
23- قال ابن عدي رحمه الله تعالى: " لم يحفظ عن الصحابة الخوض في القران " لسان الميزان (1/340) اللالكائي (2/242،253).
24- ظهر إنكار الاستواء في أوائل القرن الثاني أظهره الجعد.. اللالكائي (3/429).
25- قال اللالكائي رحمه الله تعالى: روى حديث الرؤية (23) نفساً. (3/548) وقال ابن معين: عندي (17) حديث في الرؤيا كلها صحاح. (3/459)
26- الكرسي موضع القدمين: جاء عن ابن عباس: رواه الدارمي، وابن خزيمة وصححه.
28- سئل سهل بن عبدالله عن القدر؟ فقال: الإيمان به فرض، والتكذيب به كفر، والكلام فيه بدعه. والسكوت عنه سنه. اللالكائي(4/786).
29- روى حديث الحوض (30) صحابي.
30- قال مالك رحمه الله تعالى: كان السلف يعلمون أولادهم حب أبى بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن. اللالكائي(7/13).
32- قال ابن عقيل رحمه الله تعالى: " إذا أردت معرفة محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة. غذاء الألباب (1/268).

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:37 AM
فوائد من كتب اقتبسها الشيخ سلطان العمرى
__________________________

http://www.denana.com/supervisor/articles.aspx?article_no=3220

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:39 AM
قال شيخ الإسلام رحمه الله :

مُجَرَّدُ الحُبّ والبُغض هُوَ هوى لَكِن المُحرم مِنهُ اتِّبَاع حبه وبغضه بِغَير هدى من الله .

ا[ الإستقامة : ( 2 / 226 ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:40 AM
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

اصبر على ما يُقال فِيك من استهزاء وسُخرية لأن أعداءَ الدّين كثيرون .


ا[ شرح الواسطية : ( ص : 530 ) ]ا .

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:42 AM
قال العلاّمة سليمان آل الشيخ رحمه الله :

كثيرٌ من أهلِ الباطلِ إنّما يَتركُون الحَق خوفاً من زَوالِ دُنياهم .

ا[ الدرر السنية : ( ١٢٥/٨ ) ]ا

قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله :

مِن بَرَكَةِ العِلمِ وَآدَابِهِ الإنصَافُ فِيهِ ومَن لَم يُنصِف لَم يَفهَم ولَم يَتَفَهَّم .

ا[جامع بيان العلم : ( 1 / 530 )]ا


قال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله :

احذَرُوا من علماء السوءِ كَمَا تَحذَرُون من إبليس ! .

ا[ المصارعة : ( صــ251ــ ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:44 AM
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :

الميت ربّما تغير وجهُهُ بالسّواد ونحوه وذلك
- لِدَاءٍ .
- أو غَلَبة دَم .

فينظُر الجهال إليه فيُنكرونَه ويتأوّلُون فيه ! .


ا[ الاستذكار : ( 195 / 7 ) ]ا


قال شيخ الإسلام رحمه الله .

الخوارج إما أن يُغلبوا وإما أن يَغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة .. فلا أقاموا ديناً ولا أبقوا دنيا .

ا[ المنهاج : ( ٤/ ٥٢٨ ) ]ا

قال أبوالعالية رحمه الله :

كلمَتَان يُسأل عنهما الأوّلون والآخرون : ماذا كنتم تَعبُدون ؟ وماذا أجَبتُم المرسلين ؟ .

ا[ مدارج السالكين : ( 1 / 341 ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:46 AM
قال نبينا صلى الله عليه وسلم:"الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".رواه أبو داود (4833)من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه العلامة الألباني-رحمه الله-.


قال الشيخ حماد الأنصارى رحمه الله :

إن الترويّ والتأنّي في طالب العلم يزيدان في عقله، وإن طالب علم صغير العقل والسن يضيع الأمة إذا تدخل فيما لا يعنيه ولا يعرفه .

ا[ المجموع ( صــ562ــ ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:48 AM
قال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله :

تصدر للتأليف والنقد في عصرنا هذا كثيرٌ من الشباب وأغلبهم - بل كلهم - ليس أهلاً للتأليف والنقد لعدم مخالطتهم لأهل العلم واستشارتهم لهم والدافع لهم أمران :

- التكسّب .
- حب الظهور .

ا[ المجموع ( صــ563ــ ) ]ا


قال ابن حزم رحمه الله :

ما أجمل الصمت في القضايا الحساسة، فكم شاهدنا ممن أهلكه كلامه ، ولم نر قط أحدا بلغنا أنه أهلكه سكوته .

الرسائل : ( ٤٠٢/١ ) ]ا


قال شيخ الإسلام رحمه الله :

وكم من مدع للمشيخة وفيه نقص من العلم والإيمان ما لا يعلمه إلا الله تعالى .

المجموع : ( 11/ 513 ) .

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:50 AM
قال حبيب بن أبي ثابت رحمه الله :

من حُسْنِ خلق الرجل أن يُحدِّث صاحبه وهو يبتسم .

ا[روضة العقلاء : ( ص : 77 ) ]ا

قال الإمام أحمد رحمه الله :

وكُل رجل ثَبتَت عَدالته لَم يُقبَل فِيه تَجريحُ أحدٍ حتى يُبيِّن ذلك عليه بأمر لاَ يَحتَمِل غير جَرحِه !

ا[ تهذيب التهذيب : ( 7 / 273 ) ]ا


قال ابن جماعة رحمه الله :

اعلم أن قول المسؤول : لا أدري ، لا يضعُ من قدْره كما يظنّه الجهلة؛ بل يرفعه .

ا[ تذكرة السامع : ( ص : 63 ) ]ا


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وهؤلاء - أي الخوارج - أمر النبي ﷺ بقتالهم لأن معهم دينا فاسدا لا يصلح به دنيا ولا آخرة .

ا[ السياسية الشرعية : ( ٢١٨/١ ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:54 AM
قال رافع بن أشرس كانَ يُقال من عُقوبة الكذاب أن لاَ يُقبَل صِدقه ، وأنا أقول : من عُقوبة الفَاسِق المُبتدع أن لا تُذكر مَحَاسِنه ! .

شرح العلل : ( 1 / 353 ) .


قيل ﻷبي بكر بن عياش : إنّ ناساً يَجلسُون ، ويُجلس إليهم ولا يَستأهلون ، فقال أبوبكر بن عياش : َ مَن جَلَسَ جَلَسَ الناسُ إليه ، فأمَّا صَاحبُ السنة إذا مَاتَ أحيَا الله ذِكره ، والمُبتدع إذا مات لا يُذكر !

ا[ انظر شرح علل الترمذي : ( 1 / 353 ) ]ا


قال الشيخ المفضال أبو العباس عادل بن منصور وفقه الله :

ماذا سيُقال في الإمام مسلم ؟! كتاب العلم ويبتدء بالتحذير من أهل الإنحراف في العلم ؟! هذا هو المقصود ، لاحظتم عنايته للأمر ؟

بدء الإمام مسلم كتاب العلم ليس في ذكر فصائل العلم ! ولكن بدء كتاب العلم من صحيحه ، بالتحذير من الزائغين في باب العلم .

ماذا سيُقال ما عند مسلم إلا التحذير ؟!

ما عند مسلم إلا التحذير والكلام على من يحملون العلم الشرعي والدعوة الإسلامية"

[شرح كتاب العلم من صحيح مسلم]

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:55 AM
قال ريحانة اليمن مقبل الوادعي رحمه الله :

فأهلُ السنة في القديم والحَديث يَتَحرون غَاية التحري فَلا يَقدحُون إلافيمن يَستَحق القدح،ولا يُعدلون إلا لمن يستحق التعديل.

[تحفة المجيب : ( ص31 ) ]


قال ابن القيّم رحمه الله :

فَمن لم يَعرف الحَق فهو ضَال ، ومن عَرفَهُ وآثر غيره عليه فهو مَغضُوبٌ عليه ، ومن عرفه واتّبعه فهو منعم عليه.

ا[ إغاثة اللهفان : ( ٢٤/١ ) ]ا


قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله :

العلم إذا لم يُثمر خشية الله عز وجل والإنابة إليه والتعلق به سبحانه وتعالى واحترام المسلمين فإنه عِلمٌ فاقد البركة .

ا[ شرح السفارينية : ( صــ64ـ ) ]ا


قال الإمام ابن باز رحمه الله :

سنة الله في عِباده أنّ من نَصر الحق وثبت عليه وجاهد نفسه في ذلك جَعل الله لَهُ العَاقبة الحميدة .

ا[ التعليق على الاستقامة : ( صــ 19 ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:57 AM
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

لا تُحدثوا اجتهادات وآراء وأقوالا وعبارات لم تُسبقوا إليها، خذوا القدوةَ من السلف، ومن كلام السلف .

ا[ إتحاف القاري : ( ١٠٦/ ١ ) ]ا


قال ريحانة اليمن مقبل الوادعي رحمه الله :

والله لئن تمرض أجسادنا أحب إلينا من أن تموت قلوبنا .

ا[ المخرج من الفتنة : ( صــ 126 )]

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

حب الرياسة هو أصل البغي والظلم.

ا[ مجموع الفتاوى : ( ١٨/١٦٢ ) ]ا


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

ومعلومٌ أن ما ليس بدليل لا يصير دليلاً بدعوى المستدلّ أنّه دليل.

ا[ النبوات : ( 232/1 ) ]ا


قال ابن القيم رحمه الله :
والأسباب المانعة من قَبول الحق كثيرة جداً :

فمنها : الجهل به ، وهذا السبب هو الغالب على أكثر النفوس ، فإن من جهل شيئاً عاداهُ وعادَى أهلهُ،

فإن انضاف إلى هذا السبب بُغضُ من أمرهُ بالحق ومعاداتُهُ لَهُ وحَسَدُهُ كان المانعُ من القَبول أقوى،

فإن انضاف إلى ذلك إلفُهُ وعادَتُهُ ومُرَبَّاهُ على ما كان عليه آباؤُهُ ومن يُحبُّه ويُعظمه قويَ المانعُ ،

فإن انضاف إلى ذلك تَوهُّمُهُ أن الحق الذي دُعِي إليه يَحُول بينَهُ وبَينَ جَاهِهِ وعِزِّهِ وشَهَوَاتِهِ وأَغرَاضِهِ قَوِيَ المَانِعُ مِنَ القَبُولِ جِدًّا .

ا[ هداية الحيارى : ( صــ233 ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 12:59 AM
قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله :

من وَلَجَ السِّياسة ضاع وأضاع .

[شرح كتاب «فضل الإسلام» الخميس .
٢٣ رجب ١٤٣٥هـ ]


قال ابن طاهر المقدسي في كتابه : [ الأنساب المتفقة : ( صـ٦٠ ) ] :


أخبرنا أبو بكر الأديب ، قال : قال الحاكم أبو عبدالله : سألتُ أبا القاسم المُظفر بن طاهر بن محمد البُستي الفقيه عن اسم أبي سليمان: ( حمد ) أو ( أحمد ) ؛ فإنّ بعضَ الناس يقول : أحمد ؟ .

فقال :

سمعتُه يقول : اسمِي الذي سمَّيتُ به ( حمد ) ، ولكن الناس كَتبُوا أحمد فَتركتُه عليه.


ذكر الشوكاني رحمه الله في بحث له بعنوان المتحابون في الله .

فقال فكرت في بعض الليالي في حديث : المتحابون في الله على منابر من نور .

أخرجه الترمذي ( برقم : ٢٣٩٠ ) ، وغيره وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني .


فاستعظمتُ هذا الجزاء مَعَ حَقَارَةِ العمل ثم راجَعتُ الذِّكرَ فوجدتُ التَّحَآبَّ في الله من أصعب الأمور وأشدّها ، ووجوده في الأشخاص الإنسانية ، أعزُّ من الكَبريت الأحمر ، فذهبَ مَا تصورتُه من الاستعظام للجزاء...

[ انظر الفتح الرباني : ( ١١ / ٥٣٠٠ ) ]

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 01:01 AM
قال عُروة بن الزبير لبنيه :

إنا كنا صغار قومٍ ، وإنا اليوم كبار ، وإنكم ستكونون مثلنا إن بقيتم ، ولاخير في كبير لا عِلمَ عنده .

|[ الآداب الشرعية : ( ٢ / ١١٣ ) ]|



قال الذهبي رحمه الله :

النحويون لا بأس بهم ، وعِلمُهم حسن مُحتاجٌ إليه ، لكن النحوي إذا أمعَنَ في العربية ، وعري عن علم الكتاب والسنة بَقِي فارغًا بطالاً لعَّابًا ، ولا يَسأله الله والحالة هذه عن عِلمِه في الآخرة ، بل هو كصنعة من الصنائع كالطب والحساب والهندسة لا يُثاب عليها ولا يُعاقب ، إذا لم يَتَكَبَّر على الناس ولم يَتَحامَق عليهم ، واتقى الله تعالى وصان نفسه .


ا[ زغل العلم : ( صــ١٩ ) ]ا

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

من أسباب الوقاية من الفتن صلاة الليل .

ا[ شرح صحيح البخاري : ( ٥٠١/٩ ) ]ا

ﻗﺎﻝ الشيخ ﺍﺑـﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴـﻦ ﺭﺣﻤـﻪ ﺍﻟﻠﻪ :

ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻗـﺎﻝ :
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻡ ﺿﻴﻔﻪ ﻓﺈﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺗﻘﺮﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺼﻼﺣﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
.
[ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ ( ١١ / ٢٧٤ ) ]

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 01:03 AM
قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله :

فَإن الناس مُتبَاينُونَ في حفظِهِم لِمَا يَحفَظُون وفي نَقلِهِم لِمَا يَنقُلُون .

ا[ التمييز : ( صـ٤٦ ) ]ا


ن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

ما عاب رسول الله ﷺ طعاما قط ، إن اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه .
متفق عليه.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

يعني لم يعب أبدا فيما مضى طعاما، ولكنه إذا اشتهاه أكله وإلا تركه، إن جاز له أكله وإلا تركه ولا يعيبه .

والذي ينبغي للإنسان إذا قدم له الطعام أن يعرف قدره نعمة الله سبحانه وتعالى بتيسيره، وأن يشكره على ذلك، وألا يعيبه .

ولكن لا بأس أن يقول لأهله :

أنتم اليوم أكثرتم الملح ، أو أكثرتم الحار أو ما شبه ذلك ؛ لأن هذا ليس عيبا للطعام ، بل هو تنبيه للذي صنعه أن يلاحظ الطعام ويصنعه على ما ينبغي .


ا[ شرح رياض الصالحين : ( ٤ / ٢٠٠ ) ]ا


مرَّ ابنُ عمر رضي الله عنهما في السوق :

على جَاريةٍ صغيرة تُغني فقال : إنَّ الشيطانَ لو تَركَ أحدًا لترك هذه .

ا[ صحيح الأدب المفرد : ( حسن الإسناد : رقم : ٧٨٤ ) ]ا

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 01:07 AM
نقل من الاخ سعادة فى العبادة لكلام شيخ الاسلام

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

ليس الفقيه من يعلم الخير من الشر ولكن الفقيه من يعلم خير الخيرين وشر الشرين

كلمات تكتب بالألماس...... ما أحوجنا إليها
وكم أضر بديننا وصحوتنا الإسلامية الجهل بفقه المصالح والموازنات

حاجة الداعية و طالب العلم والمجاهد والفقيه لفقه المصالح والمفاسد

سافر موسى صلى الله عليه وسلم وقطع القفار ليصل للخضر عليه السلام حتى يتعلم ثلاث مسائل لها تعلق بالأساس بقاعدة مراعاة المصالح والمفاسد


عقد النبى صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية وسماه الله فتحاً فى كتابه

(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا )

وكان كله علمٌ وفقهٌ فى باب مراعاة المصالح والمفاسد
حتى لم يفطن لهذا عمر رضى الله عنه فقال على ما نعطى الدنية فى ديننا
فقال بعد ما نزلت الأية ... أوفتح هو؟؟؟

قال فعملت لذالك أعمالاً...

(والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
قال شيخ الإسلام بحر العلوم الإمام العلامة ابن تيمية رحمه الله
فى مجموع الفتاوى مجلد 20
فصل
جامع فى تعارض الحسنات أو السيئات أو هما جميعا إذا اجتمعا ولم يمكن التفريق بينهما بل الممكن إما فعلهما جميعا وإما تركهما جميعا
وقد كتبت ما يشبه هذا فى قاعدة الامارة والخلافة وفى أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها وأنها ترجح خير الخيرين وشر الشرين وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما وتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما فنقول
قد أمر الله ورسوله بأفعال واجبة ومستحبة وإن كان الواجب مستحباً وزيادة ونهى عن أفعال محرمة أو مكروهة والدين هو طاعته وطاعة رسوله وهو الدين والتقوى والبر والعمل الصالح والشرعة والمناهج وإن كان بين هذه الأسماء فروق وكذلك حمد أفعالا هي الحسنات ووعد عليها وذم أفعالا هي السئات وأوعد عليها وقيد
الأمور بالقدرة والاستطاعة و الوسع والطاقة فقال تعالى ( فاتقوا الله ما استطعم) وقال تعالى( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)
وقال تعالى (ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) وكل من الآيتين وإن كانت عامه فسبب الأولى المحاسبه على ما فى النفوس وهو من جنس أعمال القلوب وسبب الثانيه الاعطاء الواجب
وقال( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) وقال( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقال( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ )وقال( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) وقال (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقال( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ )الآيه وقال( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) وقال ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) وقال (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله)
وقد ذكر في الصيام والاحرام والطهارة والصلاة والجهاد من هذا أنواعا
وقال فى المنهيات وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ
وقال تعالى( يسألونك عن الشهر الحرام) الايه

وقال فى المتعارض( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)وقال( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وقال (ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا وقال والفتنة أكبر من القتل )
وقال( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ) إلى قوله (ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم )
وقال( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا )إلى قوله (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي )
ونقول إذا ثبت أن الحسنات لها منافع وإن كانت واجبة كان فى تركها مضار والسيئات فيها مضار وفى المكروه بعض حسنات فالتعارض إما بين حسنتين لا يمكن الجمع بينهما فتقدم أحسنهما بتفويت المرجوح وإما بين سيئتين لا يمكن الخلو منهما فيدفع اسوأهما باحتمال أدناهما واما بين حسنة وسيئة لا يمكن التفريق بينهما بل فعل الحسنه مستلزم لوقوع السيئة وترك السيئة مستلزم لترك الحسنة فيرجح الأرجح من منفعة الحسنة ومضرة السيئة
فالأول:: كالواجب والمستحب وكفرض العين وفرض الكفاية مثل تقديم قضاء الدين المطالب به على صدقة التطوع
والثانى:: كتقديم نفقة الأهل على نفقة الجهاد الذي لم يتعين وتقديم نفقة الوالدين عليه كما فى الحديث الصحيح أي العمل أفضل قال الصلاة على مواقيتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أى قال ثم الجهاد فى سبيل الله وتقديم الجهاد على الحج كما فى الكتاب والسنة متعين على متعين ومستحب على مستحب وتقديم قراءة القرآن على الذكر إذا استويا في عمل القلب واللسان وتقديم الصلاة عليهما إذا شاركتهما فى عمل القلب والا فقد يترجح الذكر بالفهم والوجل على القراءة التى لا تجاوز الحناجر وهذا باب واسع
والثالث:: كتقديم المرأة المهاجرة لسفر الهجرة بلا محرم على بقائها بدار الحرب كما فعلت أم كلثوم التى أنزل الله فيها آية الامتحان يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات وكتقديم قتل النفس على الكفر كما قال تعالى والفتنه أكبر من القتل فتقتل النفوس التى تحصل بها الفتنه عن الايمان لأن ضرر الكفر أعظم من ضرر قتل النفس وكتقديم قطع السارق ورجم الزانى وجلد الشارب على مضرة السرقه والزنا والشرب وكذلك سائر العقوبات المأمور بها فانما أمر بها مع أنها فى الأصل سيئه وفيها ضرر لدفع ما هو أعظم ضررا منها وهى جرائمها إذ لا يمكن دفع ذلك الفساد الكبير الا بهذا الفساد الصغير
وكذلك فى باب الجهاد وإن كان قتل من لم يقاتل من النساء والصبيان وغيرهم حراما فمتى احتيج الى قتال قد يعمهم مثل الرمى بالمنجنيق والتبييت بالليل جاز ذلك كما جاءت فيها السنه فى حصار الطائف ورميهم بالمنجنيق وفى أهل الدار من المشركين يبيتون وهو دفع لفساد الفتنه أيضا بقتل من لا يجوز قصد قتله
وكذلك مسأله التترس التى ذكرها الفقهاء فان الجهاد هو دفع فتنه الكفر فيحصل فيها من المضرة ما هو دونها ولهذا اتفق الفقهاء على أنه متى لم يمكن دفع الضرر عن المسلمين إلا بما يفضي الى قتل اولئك المتترس بهم جاز ذلك وأن لم يخف الضرر لكن لم يمكن الجهاد الا بما بما يفضي الى قتلهم ففيه قولان
ومن يسوغ ذلك يقول قتلهم لأجل مصلحة الجهاد مثل قتل المسلمين المقاتلين يكونون شهداء ومثل ذلك إقامة الحد على المباذل وقتال البغاة وغير ذلك ومن ذلك إباحة نكاح الأمة خشية العنت وهذا باب واسع أيضا
وأما الرابع ::فمثل أكل الميتة عند المخمصة فان الأكل حسنة واجبة لا يمكن إلا بهذه السيئة ومصلحتها راجحة وعكسه الدواء الخبيث فان مضرته راجحة على مصلحته من منفعة العلاج لقيام غيره مقامه ولأن البرأ لا يتيقن به وكذلك شرب الخمر للدواء
فتبين أن السيئة تحتمل فى موضعين دفع ما هو أسوأ منها اذا لم تدفع الا بها وتحصل بما هو أنفع من تركها اذا لم تحصل الا بها والحسنة تترك فى موضعين اذا كانت مفوتة لما هو أحسن منها أو مستلزمة لسيئة تزيد مضرتها على منفعة الحسنة هذا فيما يتعلق بالموازنات الدينية
وأما سقوط الواجب لمضرة في الدنيا واباحة المحرم لحاجة فى الدنيا كسقوط الصيام لأجل السفر وسقوط محظورات الاحرام وأركان الصلاة لأجل المرض فهذا باب آخر يدخل فى سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع بخلاف الباب الأول فان جنسه مما لا يمكن اختلاف الشرائع فيه وان اختلفت فى أعيانه بل ذلك ثابت في العقل كما يقال ليس العاقل الذى يعلم خير من شر إنما العقل الذى يعلم خير الخيرين وشر الشرين وينشد ... ان اللبيب اذا بدى من جسمه ... مرضان مختلفان داوى الأخطرا ...

قال
وهذا ثابت في سائر الأمور فان الطبيب مثلا يحتاج الى تقوية القوة ودفع المرض والفساد أداة تزيدهما معا فانه يرجح عند وفور القوة تركه إضعافا للمرض وعند ضعف القوة فعله لان منفعة ابقاء القوة والمرض إولى من اذهابها جميعا فان ذهاب القوة مستلزمة للهلاك ولهذا استقر فى عقول الناس انه عند الجدب يكون نزول المطر لهم رحمه وإن كان يتقوى بما ينتبه أقوام على ظلمهم لكن عدمه اشد ضررا عليهم ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه على عدم السلطان كما قال بعض العقلاء ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحد بلا سلطان
ثم السطان يؤاخذ على ما يفعله من العدوان ويفرط فيه من الحقوق مع التمكن لكن اقول هنا اذا كان المتولي للسلطان العام او بعض فروعة كالامارة والولاية والقضاء ونحو ذلك اذا كان لا يمكنه اداء واجباته وترك محرماته ولكن يتعمد ذلك مالا يفعله غيره قصدا وقدرة جازت له الولاية وربما وجبت وذلك لان الولاية اذا كانت من الواجبات التى يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفىء واقامة الحدود وامن السبيل كان فعلها واجبا فاذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق واخذ بعضى مالا يحل واعطاء بعض من لا ينبغي ولا يمكنه ترك ذلك صار هذا من باب مالا يتم الواجب او المستحب الا به فيكون واجبا اومستحبااذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب او المستحب بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم ومن تولاها اقام الظلم حتى تولاها شخص قصدة بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع أكثره باحتمال أيسره كان ذلك حسنا مع هذه النية وكان فعله لما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو اشد منها جيدا
وهذا باب يختلف باختلاف النيات والمقاصد فمن طلب منه ظالم قادر والزمه مالا فتوسط رجل بينهما ليدفع عن المظلوم كثرة الظلم واخذ منه واعطى الظالم مع اختياره ان لا يظلم ودفعه ذلك لو امكن كان محسنا ولو توسط اعانه للظالم كان مسيئا وانما الغالب فى هذه الاشياء فساد النية والعمل اما النية فبقصده السلطان والمال وأما العمل فبفعل المحرمات وبترك الواجبات لا لاجل التعارض ولا لقصد الانفع والاصلح
ثم الولايه وان كانت جائزة او مستحبة أو واجبة فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها اوجب او احب فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوبا تارة واستحابا أخرى
ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض لملك مصر بل ومسألته أن يجعله على خزائن الارض وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم) به الآية وقال تعالى عنه( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) الآية ومعلوم أنه مع كفرهم لابد أن يكون لهم عادة وسنة فى قبض الاموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته ولا تكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم ولم يكون يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فان القوم لم يستجيبوا له لكن فعل الممكن من العدل والاحسان ونال بالسلطان من اكرام المؤمنين من أهل بيته مالم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك وهذا كله داحل فى قوله ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
فاذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما لم يكن الآخر فى هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تارك واجب فى الحقيقة
وكذلك اذا اجمتع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما الا بفعل أدناهما لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرما فى الحقيقة وان سمى ذلك ترك واجب وسمى هذا فعل محرم باعتبار الاطلاق لم يضر ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو لضرورة أو لدفع ما هو أحرم وهذا كما يقال لمن نام عن صلاة أو نسيها إنه صلاها فى غير الوقت المطلق قضاء
هذا وقد قال النبى (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها اذا ذكرها فان ذلك وقتها لاكفارة لها الا ذلك )

وهذا باب التعارض باب واسع جدا لاسيما فى الأزمنة والأمكنة التى نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة فان هذه المسائل تكثر فيها وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة فانه اذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم فأقوام قد ينظرون الى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وان تضمن سيئات عظيمة وأقوام قد ينظرون الى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وان ترك حسنات عظيمة والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين قد لا يتبين لهم أولأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة أو يتبين لهم فلا يجدون من يعنيهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الأهواء قارنت الآراء ولهذا جاء فى الحديث إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات فينبغي للعالم أن يتدبر أنواع هذه المسائل وقد يكون الواجب في بعضها كما بينته فيما تقدم العفو عند الأمر والنهي في بعض الأشياء لا التحليل والاسقاط مثل أن يكون في أمره بطاعة فعلا لمعصية أكبرمنها فيترك الأمر بها دفعا لوقوع تلك المعصية مثل أن ترفع مذنبا الى ذي سلطان ظالم فيعتدى عليه في العقوبة ما يكون أعظم ضررا من ذنبه ومثل أن يكون في نهيه عن بعض المنكرات تركا لمعروف هو أعظم منفعة من ترك المنكرات فيسكت عن النهي خوفا أن يستلزم ترك ما أمر الله به ورسوله مما هو عنده أعظم من مجرد ترك ذلك المنكر
العالم تارة يأمر وتارة ينهي وتارة يبيح وتارة يسكت عن
الأمر أو النهي أو الاباحة كالأمر بالصلاح الخالص أو الراجح أو النهي عن الفساد الخالص أو الراجح وعند التعارض يرجح الراجح كما تقدم بحسب الامكان فأما اذا كان المأمور والمنهي لا يتقيد بالممكن إما لجهله واما لظلمه ولا يمكن ازالة جهله وظلمه فربما كان الأصلح الكف والامساك عن أمره ونهيه كما قيل ان من المسائل مسائل جوابها السكوت كما سكت الشارع في أول الأمر عن الأمر بأشياء والنهي عن أشياء حتى علا الاسلام وظهر
فالعالم في البيان والبلاغ كذلك قد يؤخر البيان والبلاغ لأشياء الى وقت التمكن كما أخر الله سبحانه إنزال آيات وبيان أحكام الى وقت تمكن رسول الله تسليما إلى بيانها
يبين حقيقة الحال في هذا أن الله يقول( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) والحجة على عباد انما تقوم بشيئين بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله والقدة على العمل به فاما العاجز عن العلم كالمجنون أو العاجز عن العمل فلا أمر عليه ولا نهي واذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالمجنون مثلا وهذه أوقات الفترات فاذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول
شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا ومعلوم أن الرسول لا يبلغ الا ما أمكن علمه والعمل به ولم تأت الشريعة جملة كما يقال اذا أردت ان تطاع فأمر بما يستطاع
فكذلك المجدد لدينه والمحيي لسنته لا يبلغ الا ما أمكن علمه والعمل به كما أن الداخل في الاسلام لا يمكن حين دخوله ان يلقن جميع شرائعه ويؤمر بها كلها
وكذلك التائب من الذنوب والمتعلم والمسترشد لا يكمن في اول الأمر ان يؤمر بجميع الدين ويذكر له جميع العلم فانه لا يطيق ذلك واذا لم يطقه لم يكن واجبا عليه في هذه الحال واذا لم يكن واجبا لم يكن للعالم والأمير ان يوجبه جميعه ابتداء بل يعفو عن الأمر والنهي بما لا يمكن علمه وعمله الى وقت الامكان كما عفى الرسول عما عفى عنه الى وقت بيانه ولا يكون ذلك من باب اقرار المحرمات وترك الأمر بالواجبات لأن الوجوب والتحريم مشروط بامكان العلم والعمل وقد فرضنا انتفاء هذا الشرط فتدبر هذا الأصل فانه نافع
ومن هنا يتبين سقوط كثير من هذه الأشياء وان كانت واجبة أو محرمة في الأصل لعدم امكان البلاغ الذي تقوم به حجة الله في الوجوب أو التحريم فان العجز مسقط للأمر والنهي وان كان واجبا في الأصل والله أعلم
ومما يدخل في هذه الأمور الاجتهاديه علما وعملا ان ما قاله العالم أو الأمير او فعله باجتهاد أو تقليد فاذا لم ير العالم الآخر والأمير الآخر مثل رأي الأول فانه لا يأمر به أو لا يأمر الا بما يراه مصلحة ولا ينهى عنه اذ ليس له ان ينهى غيره عن اتباع اجتهاده ولا ان يوجب عليه اتباعه فهذه الأمور في حقه من الأعمال المعفوة لا يأمر بها ولا ينهى عنها بل هي بين الاباحة والعفو وهذا باب اسع جدا فتدبرها انتهى كلام الإمام العلم ونتبع بما وعدنا

من فقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
متى يسقط ؟؟
أولاً ::إذا لم يكن هناك فائدة من الأمر والنهى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى مجلد 14 [ ص: 479 ] قال شيخ الإسلام رحمه الله فصل قوله تعالى { علوا كبيرا } { عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } لا يقتضي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا نهيا ولا إذنا كما في الحديث المشهور في السنن عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه }

. وكذلك في حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا في تأويلها { إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك } وهذا يفسره حديث أبي سعيد في مسلم : { من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } فإذا قوي أهل الفجور حتى لا يبقى لهم إصغاء إلى [ ص: 480 ] البر ; بل يؤذون الناهي لغلبة الشح والهوى والعجب سقط التغيير باللسان في هذه الحال وبقي بالقلب و " الشح " هو شدة الحرص التي توجب البخل والظلم وهو منع الخير وكراهته و " الهوى المتبع " في إرادة الشر ومحبته و " الإعجاب بالرأي " في العقل والعلم فذكر فساد القوى الثلاث التي هي العلم والحب والبغض . كما في الحديث الآخر : { ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه وبإزائها الثلاث المنجيات : خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى وكلمة الحق في الغضب والرضا } وهي التي سألها في الحديث الآخر : { اللهم إني أسألك خشيتك في السر والعلانية وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى }

. فخشية الله بإزاء اتباع الهوى فإن الخشية تمنع ذلك كما قال : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } والقصد في الفقر والغنى بإزاء الشح المطاع وكلمة الحق في الغضب والرضا بإزاء إعجاب المرء بنفسه وما ذكره الصديق ظاهر ; فإن الله قال : { عليكم أنفسكم } أي الزموها وأقبلوا عليها ومن مصالح النفس فعل ما أمرت به من الأمر والنهي . وقال : { لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وإنما يتم الاهتداء إذا أطيع الله وأدي الواجب من الأمر والنهي وغيرهما ; ولكن في الآية فوائد عظيمة .

[ ص: 481 ] " أحدها " ألا يخاف المؤمن من الكفار والمنافقين فإنهم لن يضروه إذا كان مهتديا . " الثاني " ألا يحزن عليهم ولا يجزع عليهم فإن معاصيهم لا تضره إذا اهتدى والحزن على ما لا يضر عبث وهذان المعنيان مذكوران في قوله : { واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون }

. " الثالث " ألا يركن إليهم ولا يمد عينه إلى ما أوتوه من السلطان والمال والشهوات كقوله : {لا تمدن عـينيـــك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم } فنهاه عن الحزن عليهم والرغبة فيما عندهم في آية ونهاه عن الحزن عليهم والرهبة منهم في آية فإن الإنسان قد يتألم عليهم ومنهم إما راغبا وإما راهبا . " الرابع " ألا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم ; بل يقال لمن اعتدى عليهم عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت كما قال : { ولا يجرمنكم شنآن قوم } الآية .

وقال : { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } وقال : { فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين } فإن كثيرا من الآمرين الناهين قد يعتدي [ ص: 482 ] حدود الله إما بجهل وإما بظلم وهذا باب يجب التثبت فيه وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين .

" الخامس " أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع من العلم والرفق والصبر وحسن القصد وسلوك السبيل القصد فإن ذلك داخل في قوله : { عليكم أنفسكم } وفي قوله : { إذا اهتديتم } . فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيها المعنى الآخر . وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علما وعملا وإعراضه عما لا يعنيه كما قال صاحب الشريعة : { من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه } ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه لا سيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة .

وكذلك العمل فصاحبه إما معتد ظالم وإما سفيه عابث وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله (قلت كم يقتل السائحين الذين دخلوا بلاد الإسلام بعقد أمان بحجة الجهاد وعند الأئمة الأربعة يحرم قتلهم ناهيك عن ما يترتب عليه من أذية المسلمين وقتلهم فى الخارج )قال شيخ الإسلام ويكون من باب الظلم والعدوان . فتأمل الآية في هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها وأمرائها [ ص: 483 ] ورؤسائها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل كما بغت الجهمية على المستنة في محنة الصفات والقرآن ; محنة أحمد وغيره وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة وكما بغت الناصبة على علي وأهل بيته وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة وكما قد يبغي بعض المستنة إما على بعضهم وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به وهو الإسراف المذكور في قولهم : { ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا }

. وبإزاء هذا العدوان تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الأمور كلها فما أحسن ما قال بعض السلف : ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين - لا يبالي بأيهما ظفر - غلو أو تقصير . فالمعين على الإثم والعدوان بإزائه تارك الإعانة على البر والتقوى وفاعل المأمور به وزيادة منهي عنها بإزائه تارك المنهي عنه وبعض المأمور به والله يهدينا الصراط المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ثانياً يسقط إذا ترتب على الإنكار منكر أعظم أو فوت مصلحة أكبر أو ترتب عليه مفسدة أكبر

خطاب أسد الدين
02-27-2016, 01:10 AM
نقل من الاخ سعادة فى العبادة لكلام شيخ الاسلام

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

ليس الفقيه من يعلم الخير من الشر ولكن الفقيه من يعلم خير الخيرين وشر الشرين

كلمات تكتب بالألماس...... ما أحوجنا إليها
وكم أضر بديننا وصحوتنا الإسلامية الجهل بفقه المصالح والموازنات

حاجة الداعية و طالب العلم والمجاهد والفقيه لفقه المصالح والمفاسد

سافر موسى صلى الله عليه وسلم وقطع القفار ليصل للخضر عليه السلام حتى يتعلم ثلاث مسائل لها تعلق بالأساس بقاعدة مراعاة المصالح والمفاسد


عقد النبى صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية وسماه الله فتحاً فى كتابه

(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا )

وكان كله علمٌ وفقهٌ فى باب مراعاة المصالح والمفاسد
حتى لم يفطن لهذا عمر رضى الله عنه فقال على ما نعطى الدنية فى ديننا
فقال بعد ما نزلت الأية ... أوفتح هو؟؟؟

قال فعملت لذالك أعمالاً...

(والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
قال شيخ الإسلام بحر العلوم الإمام العلامة ابن تيمية رحمه الله
فى مجموع الفتاوى مجلد 20
فصل
جامع فى تعارض الحسنات أو السيئات أو هما جميعا إذا اجتمعا ولم يمكن التفريق بينهما بل الممكن إما فعلهما جميعا وإما تركهما جميعا
وقد كتبت ما يشبه هذا فى قاعدة الامارة والخلافة وفى أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها وأنها ترجح خير الخيرين وشر الشرين وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما وتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما فنقول
قد أمر الله ورسوله بأفعال واجبة ومستحبة وإن كان الواجب مستحباً وزيادة ونهى عن أفعال محرمة أو مكروهة والدين هو طاعته وطاعة رسوله وهو الدين والتقوى والبر والعمل الصالح والشرعة والمناهج وإن كان بين هذه الأسماء فروق وكذلك حمد أفعالا هي الحسنات ووعد عليها وذم أفعالا هي السئات وأوعد عليها وقيد
الأمور بالقدرة والاستطاعة و الوسع والطاقة فقال تعالى ( فاتقوا الله ما استطعم) وقال تعالى( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)
وقال تعالى (ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) وكل من الآيتين وإن كانت عامه فسبب الأولى المحاسبه على ما فى النفوس وهو من جنس أعمال القلوب وسبب الثانيه الاعطاء الواجب
وقال( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) وقال( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقال( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ )وقال( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) وقال (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقال( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ )الآيه وقال( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) وقال ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) وقال (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله)
وقد ذكر في الصيام والاحرام والطهارة والصلاة والجهاد من هذا أنواعا
وقال فى المنهيات وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ
وقال تعالى( يسألونك عن الشهر الحرام) الايه

وقال فى المتعارض( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)وقال( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وقال (ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا وقال والفتنة أكبر من القتل )
وقال( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ) إلى قوله (ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم )
وقال( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا )إلى قوله (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي )
ونقول إذا ثبت أن الحسنات لها منافع وإن كانت واجبة كان فى تركها مضار والسيئات فيها مضار وفى المكروه بعض حسنات فالتعارض إما بين حسنتين لا يمكن الجمع بينهما فتقدم أحسنهما بتفويت المرجوح وإما بين سيئتين لا يمكن الخلو منهما فيدفع اسوأهما باحتمال أدناهما واما بين حسنة وسيئة لا يمكن التفريق بينهما بل فعل الحسنه مستلزم لوقوع السيئة وترك السيئة مستلزم لترك الحسنة فيرجح الأرجح من منفعة الحسنة ومضرة السيئة
فالأول:: كالواجب والمستحب وكفرض العين وفرض الكفاية مثل تقديم قضاء الدين المطالب به على صدقة التطوع
والثانى:: كتقديم نفقة الأهل على نفقة الجهاد الذي لم يتعين وتقديم نفقة الوالدين عليه كما فى الحديث الصحيح أي العمل أفضل قال الصلاة على مواقيتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أى قال ثم الجهاد فى سبيل الله وتقديم الجهاد على الحج كما فى الكتاب والسنة متعين على متعين ومستحب على مستحب وتقديم قراءة القرآن على الذكر إذا استويا في عمل القلب واللسان وتقديم الصلاة عليهما إذا شاركتهما فى عمل القلب والا فقد يترجح الذكر بالفهم والوجل على القراءة التى لا تجاوز الحناجر وهذا باب واسع
والثالث:: كتقديم المرأة المهاجرة لسفر الهجرة بلا محرم على بقائها بدار الحرب كما فعلت أم كلثوم التى أنزل الله فيها آية الامتحان يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات وكتقديم قتل النفس على الكفر كما قال تعالى والفتنه أكبر من القتل فتقتل النفوس التى تحصل بها الفتنه عن الايمان لأن ضرر الكفر أعظم من ضرر قتل النفس وكتقديم قطع السارق ورجم الزانى وجلد الشارب على مضرة السرقه والزنا والشرب وكذلك سائر العقوبات المأمور بها فانما أمر بها مع أنها فى الأصل سيئه وفيها ضرر لدفع ما هو أعظم ضررا منها وهى جرائمها إذ لا يمكن دفع ذلك الفساد الكبير الا بهذا الفساد الصغير
وكذلك فى باب الجهاد وإن كان قتل من لم يقاتل من النساء والصبيان وغيرهم حراما فمتى احتيج الى قتال قد يعمهم مثل الرمى بالمنجنيق والتبييت بالليل جاز ذلك كما جاءت فيها السنه فى حصار الطائف ورميهم بالمنجنيق وفى أهل الدار من المشركين يبيتون وهو دفع لفساد الفتنه أيضا بقتل من لا يجوز قصد قتله
وكذلك مسأله التترس التى ذكرها الفقهاء فان الجهاد هو دفع فتنه الكفر فيحصل فيها من المضرة ما هو دونها ولهذا اتفق الفقهاء على أنه متى لم يمكن دفع الضرر عن المسلمين إلا بما يفضي الى قتل اولئك المتترس بهم جاز ذلك وأن لم يخف الضرر لكن لم يمكن الجهاد الا بما بما يفضي الى قتلهم ففيه قولان
ومن يسوغ ذلك يقول قتلهم لأجل مصلحة الجهاد مثل قتل المسلمين المقاتلين يكونون شهداء ومثل ذلك إقامة الحد على المباذل وقتال البغاة وغير ذلك ومن ذلك إباحة نكاح الأمة خشية العنت وهذا باب واسع أيضا
وأما الرابع ::فمثل أكل الميتة عند المخمصة فان الأكل حسنة واجبة لا يمكن إلا بهذه السيئة ومصلحتها راجحة وعكسه الدواء الخبيث فان مضرته راجحة على مصلحته من منفعة العلاج لقيام غيره مقامه ولأن البرأ لا يتيقن به وكذلك شرب الخمر للدواء
فتبين أن السيئة تحتمل فى موضعين دفع ما هو أسوأ منها اذا لم تدفع الا بها وتحصل بما هو أنفع من تركها اذا لم تحصل الا بها والحسنة تترك فى موضعين اذا كانت مفوتة لما هو أحسن منها أو مستلزمة لسيئة تزيد مضرتها على منفعة الحسنة هذا فيما يتعلق بالموازنات الدينية
وأما سقوط الواجب لمضرة في الدنيا واباحة المحرم لحاجة فى الدنيا كسقوط الصيام لأجل السفر وسقوط محظورات الاحرام وأركان الصلاة لأجل المرض فهذا باب آخر يدخل فى سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع بخلاف الباب الأول فان جنسه مما لا يمكن اختلاف الشرائع فيه وان اختلفت فى أعيانه بل ذلك ثابت في العقل كما يقال ليس العاقل الذى يعلم خير من شر إنما العقل الذى يعلم خير الخيرين وشر الشرين وينشد ... ان اللبيب اذا بدى من جسمه ... مرضان مختلفان داوى الأخطرا ...

قال
وهذا ثابت في سائر الأمور فان الطبيب مثلا يحتاج الى تقوية القوة ودفع المرض والفساد أداة تزيدهما معا فانه يرجح عند وفور القوة تركه إضعافا للمرض وعند ضعف القوة فعله لان منفعة ابقاء القوة والمرض إولى من اذهابها جميعا فان ذهاب القوة مستلزمة للهلاك ولهذا استقر فى عقول الناس انه عند الجدب يكون نزول المطر لهم رحمه وإن كان يتقوى بما ينتبه أقوام على ظلمهم لكن عدمه اشد ضررا عليهم ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه على عدم السلطان كما قال بعض العقلاء ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحد بلا سلطان
ثم السطان يؤاخذ على ما يفعله من العدوان ويفرط فيه من الحقوق مع التمكن لكن اقول هنا اذا كان المتولي للسلطان العام او بعض فروعة كالامارة والولاية والقضاء ونحو ذلك اذا كان لا يمكنه اداء واجباته وترك محرماته ولكن يتعمد ذلك مالا يفعله غيره قصدا وقدرة جازت له الولاية وربما وجبت وذلك لان الولاية اذا كانت من الواجبات التى يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفىء واقامة الحدود وامن السبيل كان فعلها واجبا فاذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق واخذ بعضى مالا يحل واعطاء بعض من لا ينبغي ولا يمكنه ترك ذلك صار هذا من باب مالا يتم الواجب او المستحب الا به فيكون واجبا اومستحبااذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب او المستحب بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم ومن تولاها اقام الظلم حتى تولاها شخص قصدة بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع أكثره باحتمال أيسره كان ذلك حسنا مع هذه النية وكان فعله لما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو اشد منها جيدا
وهذا باب يختلف باختلاف النيات والمقاصد فمن طلب منه ظالم قادر والزمه مالا فتوسط رجل بينهما ليدفع عن المظلوم كثرة الظلم واخذ منه واعطى الظالم مع اختياره ان لا يظلم ودفعه ذلك لو امكن كان محسنا ولو توسط اعانه للظالم كان مسيئا وانما الغالب فى هذه الاشياء فساد النية والعمل اما النية فبقصده السلطان والمال وأما العمل فبفعل المحرمات وبترك الواجبات لا لاجل التعارض ولا لقصد الانفع والاصلح
ثم الولايه وان كانت جائزة او مستحبة أو واجبة فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها اوجب او احب فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوبا تارة واستحابا أخرى
ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض لملك مصر بل ومسألته أن يجعله على خزائن الارض وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم) به الآية وقال تعالى عنه( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) الآية ومعلوم أنه مع كفرهم لابد أن يكون لهم عادة وسنة فى قبض الاموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته ولا تكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم ولم يكون يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فان القوم لم يستجيبوا له لكن فعل الممكن من العدل والاحسان ونال بالسلطان من اكرام المؤمنين من أهل بيته مالم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك وهذا كله داحل فى قوله ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
فاذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما لم يكن الآخر فى هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تارك واجب فى الحقيقة
وكذلك اذا اجمتع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما الا بفعل أدناهما لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرما فى الحقيقة وان سمى ذلك ترك واجب وسمى هذا فعل محرم باعتبار الاطلاق لم يضر ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو لضرورة أو لدفع ما هو أحرم وهذا كما يقال لمن نام عن صلاة أو نسيها إنه صلاها فى غير الوقت المطلق قضاء
هذا وقد قال النبى (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها اذا ذكرها فان ذلك وقتها لاكفارة لها الا ذلك )

وهذا باب التعارض باب واسع جدا لاسيما فى الأزمنة والأمكنة التى نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة فان هذه المسائل تكثر فيها وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة فانه اذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم فأقوام قد ينظرون الى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وان تضمن سيئات عظيمة وأقوام قد ينظرون الى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وان ترك حسنات عظيمة والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين قد لا يتبين لهم أولأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة أو يتبين لهم فلا يجدون من يعنيهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الأهواء قارنت الآراء ولهذا جاء فى الحديث إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات فينبغي للعالم أن يتدبر أنواع هذه المسائل وقد يكون الواجب في بعضها كما بينته فيما تقدم العفو عند الأمر والنهي في بعض الأشياء لا التحليل والاسقاط مثل أن يكون في أمره بطاعة فعلا لمعصية أكبرمنها فيترك الأمر بها دفعا لوقوع تلك المعصية مثل أن ترفع مذنبا الى ذي سلطان ظالم فيعتدى عليه في العقوبة ما يكون أعظم ضررا من ذنبه ومثل أن يكون في نهيه عن بعض المنكرات تركا لمعروف هو أعظم منفعة من ترك المنكرات فيسكت عن النهي خوفا أن يستلزم ترك ما أمر الله به ورسوله مما هو عنده أعظم من مجرد ترك ذلك المنكر
العالم تارة يأمر وتارة ينهي وتارة يبيح وتارة يسكت عن
الأمر أو النهي أو الاباحة كالأمر بالصلاح الخالص أو الراجح أو النهي عن الفساد الخالص أو الراجح وعند التعارض يرجح الراجح كما تقدم بحسب الامكان فأما اذا كان المأمور والمنهي لا يتقيد بالممكن إما لجهله واما لظلمه ولا يمكن ازالة جهله وظلمه فربما كان الأصلح الكف والامساك عن أمره ونهيه كما قيل ان من المسائل مسائل جوابها السكوت كما سكت الشارع في أول الأمر عن الأمر بأشياء والنهي عن أشياء حتى علا الاسلام وظهر
فالعالم في البيان والبلاغ كذلك قد يؤخر البيان والبلاغ لأشياء الى وقت التمكن كما أخر الله سبحانه إنزال آيات وبيان أحكام الى وقت تمكن رسول الله تسليما إلى بيانها
يبين حقيقة الحال في هذا أن الله يقول( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) والحجة على عباد انما تقوم بشيئين بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله والقدة على العمل به فاما العاجز عن العلم كالمجنون أو العاجز عن العمل فلا أمر عليه ولا نهي واذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالمجنون مثلا وهذه أوقات الفترات فاذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كان بيانه لما جاء به الرسول
شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا ومعلوم أن الرسول لا يبلغ الا ما أمكن علمه والعمل به ولم تأت الشريعة جملة كما يقال اذا أردت ان تطاع فأمر بما يستطاع
فكذلك المجدد لدينه والمحيي لسنته لا يبلغ الا ما أمكن علمه والعمل به كما أن الداخل في الاسلام لا يمكن حين دخوله ان يلقن جميع شرائعه ويؤمر بها كلها
وكذلك التائب من الذنوب والمتعلم والمسترشد لا يكمن في اول الأمر ان يؤمر بجميع الدين ويذكر له جميع العلم فانه لا يطيق ذلك واذا لم يطقه لم يكن واجبا عليه في هذه الحال واذا لم يكن واجبا لم يكن للعالم والأمير ان يوجبه جميعه ابتداء بل يعفو عن الأمر والنهي بما لا يمكن علمه وعمله الى وقت الامكان كما عفى الرسول عما عفى عنه الى وقت بيانه ولا يكون ذلك من باب اقرار المحرمات وترك الأمر بالواجبات لأن الوجوب والتحريم مشروط بامكان العلم والعمل وقد فرضنا انتفاء هذا الشرط فتدبر هذا الأصل فانه نافع
ومن هنا يتبين سقوط كثير من هذه الأشياء وان كانت واجبة أو محرمة في الأصل لعدم امكان البلاغ الذي تقوم به حجة الله في الوجوب أو التحريم فان العجز مسقط للأمر والنهي وان كان واجبا في الأصل والله أعلم
ومما يدخل في هذه الأمور الاجتهاديه علما وعملا ان ما قاله العالم أو الأمير او فعله باجتهاد أو تقليد فاذا لم ير العالم الآخر والأمير الآخر مثل رأي الأول فانه لا يأمر به أو لا يأمر الا بما يراه مصلحة ولا ينهى عنه اذ ليس له ان ينهى غيره عن اتباع اجتهاده ولا ان يوجب عليه اتباعه فهذه الأمور في حقه من الأعمال المعفوة لا يأمر بها ولا ينهى عنها بل هي بين الاباحة والعفو وهذا باب اسع جدا فتدبرها انتهى كلام الإمام العلم ونتبع بما وعدنا

من فقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
متى يسقط ؟؟
أولاً ::إذا لم يكن هناك فائدة من الأمر والنهى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى مجلد 14 [ ص: 479 ] قال شيخ الإسلام رحمه الله فصل قوله تعالى { علوا كبيرا } { عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } لا يقتضي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا نهيا ولا إذنا كما في الحديث المشهور في السنن عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه }

. وكذلك في حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا في تأويلها { إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك } وهذا يفسره حديث أبي سعيد في مسلم : { من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } فإذا قوي أهل الفجور حتى لا يبقى لهم إصغاء إلى [ ص: 480 ] البر ; بل يؤذون الناهي لغلبة الشح والهوى والعجب سقط التغيير باللسان في هذه الحال وبقي بالقلب و " الشح " هو شدة الحرص التي توجب البخل والظلم وهو منع الخير وكراهته و " الهوى المتبع " في إرادة الشر ومحبته و " الإعجاب بالرأي " في العقل والعلم فذكر فساد القوى الثلاث التي هي العلم والحب والبغض . كما في الحديث الآخر : { ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه وبإزائها الثلاث المنجيات : خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى وكلمة الحق في الغضب والرضا } وهي التي سألها في الحديث الآخر : { اللهم إني أسألك خشيتك في السر والعلانية وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى }

. فخشية الله بإزاء اتباع الهوى فإن الخشية تمنع ذلك كما قال : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } والقصد في الفقر والغنى بإزاء الشح المطاع وكلمة الحق في الغضب والرضا بإزاء إعجاب المرء بنفسه وما ذكره الصديق ظاهر ; فإن الله قال : { عليكم أنفسكم } أي الزموها وأقبلوا عليها ومن مصالح النفس فعل ما أمرت به من الأمر والنهي . وقال : { لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وإنما يتم الاهتداء إذا أطيع الله وأدي الواجب من الأمر والنهي وغيرهما ; ولكن في الآية فوائد عظيمة .

[ ص: 481 ] " أحدها " ألا يخاف المؤمن من الكفار والمنافقين فإنهم لن يضروه إذا كان مهتديا . " الثاني " ألا يحزن عليهم ولا يجزع عليهم فإن معاصيهم لا تضره إذا اهتدى والحزن على ما لا يضر عبث وهذان المعنيان مذكوران في قوله : { واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون }

. " الثالث " ألا يركن إليهم ولا يمد عينه إلى ما أوتوه من السلطان والمال والشهوات كقوله : {لا تمدن عـينيـــك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم } فنهاه عن الحزن عليهم والرغبة فيما عندهم في آية ونهاه عن الحزن عليهم والرهبة منهم في آية فإن الإنسان قد يتألم عليهم ومنهم إما راغبا وإما راهبا . " الرابع " ألا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم ; بل يقال لمن اعتدى عليهم عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت كما قال : { ولا يجرمنكم شنآن قوم } الآية .

وقال : { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } وقال : { فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين } فإن كثيرا من الآمرين الناهين قد يعتدي [ ص: 482 ] حدود الله إما بجهل وإما بظلم وهذا باب يجب التثبت فيه وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين .

" الخامس " أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع من العلم والرفق والصبر وحسن القصد وسلوك السبيل القصد فإن ذلك داخل في قوله : { عليكم أنفسكم } وفي قوله : { إذا اهتديتم } . فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيها المعنى الآخر . وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علما وعملا وإعراضه عما لا يعنيه كما قال صاحب الشريعة : { من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه } ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه لا سيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة .

وكذلك العمل فصاحبه إما معتد ظالم وإما سفيه عابث وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله (قلت كم يقتل السائحين الذين دخلوا بلاد الإسلام بعقد أمان بحجة الجهاد وعند الأئمة الأربعة يحرم قتلهم ناهيك عن ما يترتب عليه من أذية المسلمين وقتلهم فى الخارج )قال شيخ الإسلام ويكون من باب الظلم والعدوان . فتأمل الآية في هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها وأمرائها [ ص: 483 ] ورؤسائها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل كما بغت الجهمية على المستنة في محنة الصفات والقرآن ; محنة أحمد وغيره وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة وكما بغت الناصبة على علي وأهل بيته وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة وكما قد يبغي بعض المستنة إما على بعضهم وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به وهو الإسراف المذكور في قولهم : { ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا }

. وبإزاء هذا العدوان تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الأمور كلها فما أحسن ما قال بعض السلف : ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين - لا يبالي بأيهما ظفر - غلو أو تقصير . فالمعين على الإثم والعدوان بإزائه تارك الإعانة على البر والتقوى وفاعل المأمور به وزيادة منهي عنها بإزائه تارك المنهي عنه وبعض المأمور به والله يهدينا الصراط المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ثانياً يسقط إذا ترتب على الإنكار منكر أعظم أو فوت مصلحة أكبر أو ترتب عليه مفسدة أكبر

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:13 PM
قال الامام ابن القيم رحمه الله :

" الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة "

الداء و الدواء ص ١١٤

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:15 PM
لا تتركوا الدعاء ؛
ولا يمنعكم منه ما تعلمون من أنفسكم،
فقد استجاب الله لإبليس،
وهو شر الخلق .

"ابن عيينة - شعب الإيمان [٢/٥٣]"


قال العلامة محمد بن سليمان الجراح:

العلم لا يدركه إلا من تكون له همة عالية تحمله على الصبر في الطلب،وعلى المثابرة في الدرس،حتى يلين الصلب.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:17 PM
قال ابو المظفر السمعاني رحمه الله : «التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله، بل هو بدعة وضلالة»

( مراتب الدنيا لا تُنال إلا بالصبر على البلاء في طلبها ؛ والمجاهدة..
فكيف مَن أراد مَقعد صِدقٍ عند مليكٍ مقتدر ؟! ).

ابن رجب

قال ابن الجوزي رحمه الله:

( من لم يعتز بطاعة الله ؛
���� لم يزل ذليلاً

ومن لم يَستشفِ بكتاب الله ؛
���� لم يَزل عليلاً ).

�� التذكرة: (٣٨)

قال ابن رجب رحمه الله:

( أَمّا رِقَّة القلوب ؛ فتنشأ عن الذِّكر، فإن ذكر الله يوجب خشوعَ القلب وصلاحَه ورِقَّته، ويَذهب بالغفلة عنه ).

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:19 PM
عـن الـحَـكـم قــال :

إذا كثُرت ذنوب العبد ؛ و لم يكن له من العمل ما يكفرها عنه، ابتلاه الله بالحــزن ليكفــرها عنه.


قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) قال الامام احمد رحمه الله : لا يعصي الله مرتين.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:20 PM
الزوجة أحد الكاسِبَـيْن ، وقيل إصلاح المال أحد الكاسبَـيْن .
قِـلَّـةُ العيال أحد اليَسَارَيْن .
القلمُ أحدُ اللِّسانيْن .
الشيب أحد العُسْرَيْن .
اليأس أحد النُّجْحَيْن ، ويقال تعجيل اليأس أحد الظَّفريْن .
حسن التَّقدير أحد الكسبيْن .
الَّلبن أحد الجبنيْن.
كثرة العيال أحد الفقريْن.
المال أحد الجاهيْن.
الدُّعاء للسَّائل أحد العطاءيْن .
وقيل الرّد على السائل بالدّعاء إحدى الصَّدقتيْن .
وقيل الشَّعَـرُ أحد الوجهيْن .
الشَّحم إحدى الحسنيـيْن .
البياض أحد الجمـاليْن .
المرق أحد اللّحميْن .
ملك العجين أحد الرَّيعين (1) ، قال عمر بن الخطاب املكوا العجين فإنه أحد الرَّيعيْن .

الـمُـبـلِّـغ أحد الشَّاتميْن .
السامع للغيبة أحد المغتابيْن .
الرَّاوية للهجاء أحد الهجَّائيْن .
فصلٌ منه
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لرجل أوصاه " حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْن "(2) .
والعصران الصبح والظهر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّة "(3) .
البردان الغداة والعشيّ .
وقال بعضهم الأبردان الغداة والعشيّ .
الأيهمان السّيل والحريق.
الأحمران الذَّهب والزَّعفران .
الأسودان التَّمر والماء .
الأطيبان الأكل والجماع .
الأجوفان الفم والفرج .
الأصغران القلب واللسان .
الأكبران الهمَّة واللُّب.
الأصمعان الفهم الذكي والرأي الحازم .
الجديدان اللَّيل والنَّهار ، وكذلك الملوان ، وكذلك العصران ، قال حميد ابن ثور الهلالي :
ولن يلبث العصران يوماً وليلةً ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمَّمـا (4)
وقال أبو بكر بن دريد (5)
إنَّ الجديدين إذا ما استوليا ... على جديدٍ أدنياه للبلى
وقال سليمان بن بطّال (6)
وتقلُّب الملوين بينهمـا الرَّدى ... إن لم يكن هذا يجيء به فذا
العمران أبو بكر وعمر - رضي الله عنهمـا - هذا قول الأكثر .
كمـا قالوا المكَّتان مكَّة والمدينة .
والقمران الشمس والقمر.
قال الفرزدق
أخذنا بآفاق السَّماء عليكما ... لنا قمراها والنُّجوم الطَّوالع (7)
لم يختلفوا أنه أراد الشمس والقمر.
وقال أبوعبيدة في قول قيس بن زهير
جزاني الزَّهدمان جزاء سوءٍ ... وكنت المرء يُجزي بالكرامة
أراد زهدماً وأخاه قيساً ابني محمد بن وهب من بني عبس بن بغيض، وقال أبو عبيدة الزهدمان زهدمٌ وكردم .
قال أبو عمر الحجة في هذا قول الله عزّ وجلّ "ولأبويه" (8) فالأبوان الأب والأم .
وقد قال قتادة العمران عمر بن الخطاب ، وعمر بن عبد العزيز ، والأول أشهر وأكثر.
نقلاً عن (( بهجة المجالس ، وأنس المجالس)) لابن عبدالبر (1/90-93) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هو جز من حديث أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الصلاة برقم (363) بإسناد صحيح ، وصححه ابن حبان والسيوطيّ ، ومن المعاصرين الألبانيّ في صحيح سنن أبي داود .
(2) أخرجه البخاريّ في صحيحه برقم (543) من حديث أنس رضي الله عنه .

(3) الريع فضل كل شيء وزياته ، والملك والإملاك إحكام العجن وإجادته ، والمراد بالرَّيعين زيادة الدقيق عند الطحن على كيل الحنطة ، وعند الخبز على الدقيق .

(4) ديوانه ، كما في الأمالي (1/138) و (2/87)و نهاية الأرب (3/62) وفيها جميعاً ولا يلبث .

(5) في (ب) محمد ، وهو على أي حال أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزديّ ، من أئمة اللغة والأدب ، كانوا يصفونه بأنه أعلم الشعراء ، وأشعر العلماء ، ترجمته في معجم الأدباء (6/483) وفي وفيات الأعيان (1/497) و تاريخ بغداد (2/95) .

(6) البطليوسيّ فقيه مقدم ، وشاعر يحسن الشعر ، ترجمته في جذوة المقتبس ، ص (206) .

(7) شرح ديوانه (519) والأمالي (1/84) .

(8) سورة النساء ، الآية (11) .

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:22 PM
فائدة عظيمة في قصة إسلام الفاروق ، عمر رضي الله عنه
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : خرج عمر رضي الله عنه متقلدًا بسيفه ـ أو قال: بالسيف ـ فلقيه رجل من بني زهرة ، فقال : إلى أين تعمد يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدًا ، قال : وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدًا ؟ قال : فقال عمر : ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه ، قال : أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن خَتَنَكَ وأختك قد صَبَوَا ، وتركا دينك الذي أنت عليه .
قال : فمشى عمر ذامراً حتى أتاهما ، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب. قال : فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت فدخل ، فقال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم . وكانوا يقرأون طه ، فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا ، قال : فلعلكما قد صبوتما ؟ قال: فقال له خَتَنُه : أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك ؟ قال : فوثب عمر على خَتَنِه فوطئه وطـئًا شديدًا، فجاءت أخته فدفعته عن زوجها ، فنفحها بيده نفحة فدمَّى وجهها ، فقالت وهي غضبى : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله .
فلما يئس عمر ، قال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه ـ قال : وكان عمر يقرأ الكتب ـ فقالت أخته : إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون ، فقم فاغتسل وتوضأ. قال : فقام عمر فتوضأ ، ثم أخذ الكتاب فقرأ : }طه...{ [طه: 1] حتى انتهى إلى قوله: }إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي{ [طه: 14]. قال : فقال عمر : دلوني على محمد .
فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت ، فقال أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام) . قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا.
فانطلق عمر حتى أتى الدار ، قال : وعلى باب الدار حمزة وطلحة وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة وَجَلَ القوم من عمر ، قال حمزة : نعم فهذا عمر ، فإن يرد الله بعمر خيرًا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا. قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخلٌ يوحى إليه ، قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، فقال : (ما أنت منتهياً يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب). قال : فقال عمر: أشهد أنك رسول الله ، فأسلم وقال : اخرج يا رسول الله .
ولقد أعز الله المسلمين بإسلام عمر رضي الله عنه ، فأعلنوا إسلامهم ، وظهروا بعد أن كانوا متخفِّين ، وتحقق ما قاله الصادق المصدوق ، صلوات الله وسلامه عليه .
انظر (( تهذيب الحلية )) لصالح الشاميّ (1/64) .
والقصة مشهورة في كتب السير وكتب مناقب عمر رضي الله عنه ، وفيها زيادات .

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:24 PM
فائدة من كلام ابن المعتز بالله في الآداب والمواعظ والحكم

1-الأدب صورة العقل ، فحَسِّن أدبك كيف شئت .

2-إعادة الاعتذار تذكير بالذنب .

3-العقل غريزة تربيها التجارِب .

4-العلمـاء غرباء لكثرة الجهال بينهم .

5-النصح بين الملأ تقريع .

6-إذا تم العقل نقص الكلام .

7-الأمل رفيق مؤنس إن لم يبلغك فقد استمتعت به .

8-نفاق المرء من ذله ، وعقوبة الحاسد من نفسه .

9-من أحب البقاء فلْيُعِدَّ للمصائب قلبًا صبورًا .

10-علامة الكذاب جُوده باليمين لغير مستحلف .

11-افرح بمـا لم تنطق به من الخطأ مثل فرحك بما لم تسكت عنه من الصواب .

12-المرض سجن البدن ، والهم سجن الروح .

13-الدار الضيقة العمى الأصغر .

14-إذا هرب الزاهد من الناس فاطلبه ، وإذا طلب الناس فاهرب منه .

15-الشيب أول مواعيد الفناء .

16-لا تشن وجه العفو بالتقريع .

17-أن تذم بالعطاء خير من أن تذم بالمنع .

18-عبد الشهوة أذل من عبد الرق .

19-لا تستبطئ الإجابة للدعاء وقد سددت طريقة بالذنوب .

20-كلما كثر خزان الأسرار ازدادت ضياعًا .

21-من أكثر المشورة لم يعدم عند الصواب مادحًا وعند الخطأ عاذرًا .

22-العالم يعرف الجاهل لأنه قد كان جاهلاً ،والجاهل لا يعرف العارف لأنه لم يكن عارفًا.

23-زلة العالم كانكسار السفينة يغرق معها خلق كثير .

24-علم المنافق في قوله ، وعلم المؤمن في عمله .

25-لو تميزت الأشياء كان الكذاب مع الجبن ، والصدق مع الشجاعة ، والتعب مع الطمع ، والراحة مع اليأس ، والحرمان مع الحرص ، والذل مع الدَّين .

26-رأس السخاء أداء الأمانة .

27-الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها .

28-من كثر مزاحه لم يخل من استخفاف به أو حقد عليه .

29-أول الغضب جنون وآخره ندم .

30-علم الإنسان ولده المخلد .

31-المعروف رق ، والمكافأة عتق .

32-الجاهل صغير وإن كان شيخا ، والعالم كبير وإن كان حدثا .

33-أبخل الناس بمـاله أجودهم بعِرضه .

34-أذكر عند الظلم عدل الله فيك ، وعند القدرة قدرة الله عليك .

35-أعرف الناس بالله أرضاهم عن أقداره .

36-الملك بالدين يبقى ، والدين بالملك يقوى .

37-العُجب شر آفات العقل .

38-الزهد في الدنيا الراحة العظمى .

39-الظلم من اللؤم ، والإنصاف من الكرم .

40-غضب الجاهل في قوله ، وغضب العاقل في فعله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن ((الأخبار العليات من الوافي بالوفيات)) اختيار محمد بن موسى الشريف (2/851-853).

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:27 PM
فائدة من كلام ابن المعتز بالله في الآداب والمواعظ والحكم

1-الأدب صورة العقل ، فحَسِّن أدبك كيف شئت .

2-إعادة الاعتذار تذكير بالذنب .

3-العقل غريزة تربيها التجارِب .

4-العلمـاء غرباء لكثرة الجهال بينهم .

5-النصح بين الملأ تقريع .

6-إذا تم العقل نقص الكلام .

7-الأمل رفيق مؤنس إن لم يبلغك فقد استمتعت به .

8-نفاق المرء من ذله ، وعقوبة الحاسد من نفسه .

9-من أحب البقاء فلْيُعِدَّ للمصائب قلبًا صبورًا .

10-علامة الكذاب جُوده باليمين لغير مستحلف .

11-افرح بمـا لم تنطق به من الخطأ مثل فرحك بما لم تسكت عنه من الصواب .

12-المرض سجن البدن ، والهم سجن الروح .

13-الدار الضيقة العمى الأصغر .

14-إذا هرب الزاهد من الناس فاطلبه ، وإذا طلب الناس فاهرب منه .

15-الشيب أول مواعيد الفناء .

16-لا تشن وجه العفو بالتقريع .

17-أن تذم بالعطاء خير من أن تذم بالمنع .

18-عبد الشهوة أذل من عبد الرق .

19-لا تستبطئ الإجابة للدعاء وقد سددت طريقة بالذنوب .

20-كلما كثر خزان الأسرار ازدادت ضياعًا .

21-من أكثر المشورة لم يعدم عند الصواب مادحًا وعند الخطأ عاذرًا .

22-العالم يعرف الجاهل لأنه قد كان جاهلاً ،والجاهل لا يعرف العارف لأنه لم يكن عارفًا.

23-زلة العالم كانكسار السفينة يغرق معها خلق كثير .

24-علم المنافق في قوله ، وعلم المؤمن في عمله .

25-لو تميزت الأشياء كان الكذاب مع الجبن ، والصدق مع الشجاعة ، والتعب مع الطمع ، والراحة مع اليأس ، والحرمان مع الحرص ، والذل مع الدَّين .

26-رأس السخاء أداء الأمانة .

27-الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها .

28-من كثر مزاحه لم يخل من استخفاف به أو حقد عليه .

29-أول الغضب جنون وآخره ندم .

30-علم الإنسان ولده المخلد .

31-المعروف رق ، والمكافأة عتق .

32-الجاهل صغير وإن كان شيخا ، والعالم كبير وإن كان حدثا .

33-أبخل الناس بمـاله أجودهم بعِرضه .

34-أذكر عند الظلم عدل الله فيك ، وعند القدرة قدرة الله عليك .

35-أعرف الناس بالله أرضاهم عن أقداره .

36-الملك بالدين يبقى ، والدين بالملك يقوى .

37-العُجب شر آفات العقل .

38-الزهد في الدنيا الراحة العظمى .

39-الظلم من اللؤم ، والإنصاف من الكرم .

40-غضب الجاهل في قوله ، وغضب العاقل في فعله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن ((الأخبار العليات من الوافي بالوفيات)) اختيار محمد بن موسى الشريف (2/851-853).

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:33 PM
قال الإمام اللالكائي:

فإن أوجب ما على المرء معرفة اعتقاد الدين، وما كلف الله به عباده من فهم توحيده وصفاته وتصديق رسله بالدلائل واليقين، والتوصل إلى طرقها والاستدلال عليها بالحجج والبراهين، وكان من أعظم مقول وأوضح حجة ومعقول، كتاب الله الحق المبين، ثم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الأخيار المتقين، ثم ما أجمع عليه السلف الصالحون، ثم التمسك بمجموعها والمقام عليها إلى يوم الدين، ثم الاجتناب عن البدع والاستماع إليها مما أحدثها المضلون، فهذه الوصايا الموروثة المتبوعة والآثار المحفوظة المنقولة وطرائق الحق المسلوكة والدلائل اللائحة المشهورة والحجج الباهرة المنصورة التي عملت عليها الصحابة والتابعون ومن بعدهم من خاصة الناس وعامتهم من المسلمين، واعتقدوها حجة فيما بينهم وبين الله رب العالمين، ثم من اقتدى بهم من الأئمة المهتدين، واقتفى آثارهم من المتبعين واجتهد في سلوك سبيل المتقين وكان مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

فمن أخذ في مثل هذه المحجة، وداوم بهذه الحجج على منهاج الشريعة أمن في دينه التبعة في العاجلة والآجلة، وتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، واتقى بالجنة التي يتقى بمثلها، ليتحصن بجملتها ويستعجل بركتها، ويحمد عاقبتها في المعاد والمآل إن شاء الله.

ومن أعرض عنها وابتغى الحق في غيرها مما يهواه، أو يروم سواها مما تعداه أخطأ في اختيار بغيته وأغواه وسلكه سبيل الضلالة وأرداه في مهاوي الهلكة فيما يعترض على كتاب الله وسنة رسوله بضرب الأمثال، ودفعهما بأنواع المحال والحيدة عنهما بالقيل والقال مما لم ينزل الله به من سلطان، ولا عرفه أهل التأويل واللسان، ولا خطر على قلب عاقل بما يقتضيه من برهان، ولا انشرح له صدر موحد عن فكر أو عيان، فقد استحوذ عليه الشيطان، وأحاط به الخذلان وأغواه بعصيان الرحمن حتى كابر نفسه بالزور والبهتان.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:35 PM
قال الحافظ ابن عبد البر: حد العلم عند العلماء المتكلمين في هذا المعنى هو: ما استيقنته وتبينته، وكل مَن استيقن شيئا وتبينه فقد علمه، وعلى هذا مَن لم يستيقن الشيء وقال به تقليدا فلم يعلمه.


قال الإمام أبو أحمد الحاكم: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد قال: هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة: الرضا بقضاء الله والاستسلام لأمره والصبر على حكمه والإيمان بالقدر خيره وشره والأخذ بما أمر الله -عز وجل- والنهي عما نهى الله عنه. وإخلاص العمل لله وترك الجدال والمراء والخصومات في الدين والمسح على الخفين والجهاد مع كل خليفة، جهاد الكفار، لك جهاده وعليه شره، والجماعة مع كل بر وفاجر يعني الجمعة والعيدين.


قال الحافظ الخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى - في كتابه الفقيه والمتفقه: وجوب التفقه في الدين على كافة المسملين: عن حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طلب الفقه فريضة على كل مسلم). قال بعض أهل العلم: إنما عنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا القول علم التوحيد، وما يكون العاقل مؤمنا به، فإن العلم بذلك فريضة على كل مسلم، ولا يسع أحدا جهله، إذ كان وجوبه على العموم دون الخصوص.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:37 PM
قال العلامة الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في مقدمة تفسيره: فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له...

قال الإمام الحافظ محمد ابن جرير الطبري رحمه الله في كتابه صريح السنة: (القول في القرآن وأنه كلام الله) فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا القرآن كلام الله وتنزيله إذ كان من معاني توحيده فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ في السماء وجد وفي الأرض حيث حفظ في اللوح المحفوظ ...


قال الإمام القدوة أبو القاسم اللالكائي في كتابه اعتقاد أهل السنة: فإن أوجب ما على المرء معرفة اعتقاد الدين وما كلف الله به عباده من فهم توحيده وصفاته وتصديق رسله بالدلايل واليقين والتوصل إلى طرقها والاستدلال عليها بالحجج والبراهين ...

قال الإمام الثبت أبو بكر الحميدي - رحمه الله - في كتابه أصول السنة:

السُنَّة: أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله فضل من الله عز وجل.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:38 PM
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله- في كتابه التوحيد: أول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا -جل وعلا- في كتابنا هذا ذكر نفسه - جل ربنا - عن أن تكون نفسه كنفس خلقه، وعز أن يكون عدما لا نفس له ...




من أقوال الإمام أبي سعيد الدارمي في الرد على أهل البدع من الجهمية وغيرهم، وأقوال السلف في ذلك، وقد رأى أن يبين من مذاهبهم رسوما من الكتاب والسنة وكلام العلماء، ما يَستدِل به أهل الغفلة من الناس على سوء مذهبهم، فيحذروهم على أنفسهم وعلى أولادهم وأهليهم، ويجتهدوا في الرد عليهم..

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 09:40 PM
هذه الفوائد مستقاة مما وجد في ذيل مسند الإمام الحميدي رحمه الله؛ حيث قال:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

1- السُنَّة: أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله فضل من الله عز وجل.

2- وأن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ولا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل وقول إلا بنية، ولا قول وعمل بنية إلا بسنة.

3- والترحم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم، فإن الله عز وجل قال: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ﴾ (الحشر 10).

فلم يؤمر إلا بالاستغفار لهم، فمن يسبهم أو ينقصهم أو أحدا منهم، فليس على السُنَّة، وليس له في الفيء حق، أخبرنا بذلك غير واحد عن مالك بن أنس أنه قال: " قسم الله ـ تعالى ـ الفيء فقال: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ ﴾ (الحشر 8) قال: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ﴾ (الحشر 10) الآية، فـ (من) لم يقل هذا لهم، فليس ممن له الفيء.

4- والقرآن: كلام الله.

سمعت سفيان يقول لي: القرآن كلام الله، ومن قال (مخلوق) فهو مبتدع، لم نسمع أحدا يقول هذا.

5- وسمعت سفيان يقول: الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص. فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة: يا أبا محمد لا تقل: ينقص. فغضب، وقال: "اسكت يا صبي، بل حتى لا يبقى منه شيء.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 10:03 PM
فوائد من كتب السلف للإمام أحمد
قال الإمام أحمد رحمه الله:

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين.

ثم قال رحمه الله:

.. كان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ، وكان صاحب خصومات وكلام، وكان أكثر كلامه في الله تعالى، فلقي أناسا من المشركين يقال لهم: السمنية، فعرفوا الجهم، فقالوا له: نكلمك؛ فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له: ألست تزعم أن لك إلها؟ قال الجهم: نعم، فقالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال: لا، قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا، قالوا: فشممت له رائحة؟ قال: لا، قالوا: فوجدت له حسا؟ قال: لا، قالوا: فوجدت له مجسا؟ قال: لا، قالوا: فما يدريك أنه إله؟ قال: فتحير الجهم، فلم يدر من يعبد أربعين يوما، ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح الله من ذات الله، فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه؛ فتكلم على لسان خلقه، فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، وهو روح غائبة عن الأبصار، فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة، فقال للسمني: ألست تزعم أن فيك روحا؟ قال: نعم، فقال: هل رأيت روحك؟ قال: لا، قال: فسمعت كلامه؟ قال: لا، قال: فوجدت له حسا أو مجسا؟ قال: لا، قال: فكذلك الله، لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان، ووجد ثلاث آيات من المتشابه: قوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (سورة الشورى آية: 11)، ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ﴾ ( سورة الأنعام آية: 3)، ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ﴾ (سورة الأنعام آية: 103) فبنى أصل كلامه على هذه الآيات، وتأول القرآن على غير تأويله، وكذب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه رسوله كان كافرا، وكان من المشبهة، فأضل بكلامه بشرا كثيرا.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 10:05 PM
من كلام الإمام الشافعي في كتابه الرسالة
هذه الفائدة مأخوذة من كلام الإمام الشافعي -رحمه الله- في كتابه الرسالة:

قال الإمام: باب الاختلاف

قال: فإني أجد أهل العلم قديما وحديثا مختلفين في بعض أمورهم فهل يسعهم ذلك؟
قال: فقلت له: الاختلاف من وجهين: أحدهما محرم ولا أقول ذلك في الآخر.
قال: فما الاختلاف المحرم؟
قلت: كل ما أقام الله به الحجة في كتابه أو على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- منصوصا بينا: لم يحل الاختلاف فيه لمن علمه.
وما كان من ذلك يحتمل التأويل ويدرك قياسا فذهب المتأول أو القايس إلى معنى يحتمله الخبر أو القياس وإن خالفه فيه غيره: لم أقل إنه يضيق عليه ضيق الخلاف في المنصوص.
قال: فهل في هذا حجة تبين فرقك بين الاختلافين؟
قلت قال الله في ذم التفرق ﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ (البينة، آية: 4).
وقال جل ثناؤه: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾ (آل عمران: من الآية 105).
فذم الاختلاف فيما جاءتهم به البينات.
فأما ما كلفوا فيه الاجتهاد فقد مثلته لك بالقبلة والشهادة وغيرها.
قال: فمثل لي بعض ما افترق عليه من روي قوله من السلف مما لله فيه نص حكم يحتمل التأويل فهل يوجد على الصواب فيه دلالة؟
قلت: قلَّ ما اختلفوا فيه إلا وجدنا فيه عندنا دلالة من كتاب الله أو سنة رسوله أو قياسا عليهما أو على واحد منهما.
قال: فاذكر منه شيئا؟
فقلت له: قال الله: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ (البقرة: من الآية 228).
فقالت عائشة: "الأقراء الأطهار"، وقال بمثل معنى قولها زيد بن ثابت وابن عمر وغيرهما.
وقال نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) الأقراء الحِيَضُ ( فلا يُحلوا المطلقة حتى تغتسل من الحيضة الثالثة.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 10:06 PM
قال سفيان الثوري: إني لأجهد سنة أن أكون مثل ابن المبارك ثلاثة أيام فما أقدر عليه.

قال نعيم بن حماد: ما رأيت أعقل من عبد الله بن المبارك، ولا أكثر اجتهادا في العبادة منه.

قال محمد بن حرب المكي: قدم علينا أبو عبد الرحمن العمري الزاهد، فاجتمعنا إليه، وأتاه وجوه أهل مكة فرفع رأسه فلما نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القصور المشيدة، اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الدود وبلاء الأجساد في التراب فغلبته عيناه فقام.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 10:08 PM
قال الإمام أحمد في كتابه أصول السنة:

أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات في الدين، والسنة تفسر القرآن، وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى.

ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه، والإيمان بها، لا يقال: لِمَ ولا كيف، إنما هو التصديق والإيمان بها، ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك، وأحكم له، فعليه الإيمان به، والتسليم، مثل حديث الصادق المصدوق، ومثل ما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نَبَتْ عن الأسماع واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها وأن لا يرد منها حرفا واحدا، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات، وأن لا يخاصم أحدا ولا يناظره ولا يتعلم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه، لا يكون صاحبه -وإن أصاب بكلامه السنة- من أهل السنة، حتى يدع الجدال ويؤمن بالآثار.

خطاب أسد الدين
03-12-2016, 10:10 PM
قال الإمام أبو أحمد الحاكم: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد قال: هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة: الرضا بقضاء الله والاستسلام لأمره والصبر على حكمه والإيمان بالقدر خيره وشره والأخذ بما أمر الله -عز وجل- والنهي عما نهى الله عنه. وإخلاص العمل لله وترك الجدال والمراء والخصومات في الدين والمسح على الخفين والجهاد مع كل خليفة، جهاد الكفار، لك جهاده وعليه شره، والجماعة مع كل بر وفاجر يعني الجمعة والعيدين. والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة، والإيمان قول وعمل، الإيمان يتفاضل والقرآن كلام الله -عز وجل- وألا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا، ولا نقطع الشهادة على أحد من أهل التوحيد، وإن عمل بالكبائر ولا نكفر أحدا بذنب إلا ترك الصلاة وإن عمل بالكبائر، وألا نخرج على الأمراء بالسيف وإن حاربوا، ونبرأ من كل من يرى السيف على المسلمين كائنا من كان.

وأفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان والكف عن مساوئ أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ولا نذكر أحدا منهم بسوء ولا ننتقص أحدا منهم، والإيمان بالرؤية والتصديق بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الرؤية، واتباع كل أثر جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يعلم أنه منسوخ فيتبع ناسخه.

وعذاب القبر حق والميزان حق والحوض حق والشفاعة حق، وقوم يخرجون من النار حق وخروج الدجال حق والرحم حق، وإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري ومالك بن أنس وأيوب السختياني وعبد الله بن عون ويونس بن عبيد وسليمان التيمي وشريكا وأبا الأحوص والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وابن المبارك ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه فاعلم أنه على الطريق وإذا رأيت الرجل يقول: هؤلاء الشكاك، فاحذروه، فإنه على غير الطريق.

وإذا قال: المشبهة، فاحذروه فإنه جهمي، وإذا قال: المجبرة، فاحذروه، فإنه قدري، والإيمان يتفاضل، والإيمان قول وعمل ونية، والصلاة من الإيمان، والزكاة من الإيمان، والحج من الإيمان، وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، ونقول: الناس عندنا مؤمنون بالاسم الذي سماهم الله والإقرار والحدود والمواريث، ولا نقول: حقا، ولا نقول: عبد الله، ولا نقول: كإيمان جبريل وميكائيل لأن إيمانهما متقبل، ولا يصلى خلف القدري ولا الرافضي ولا الجهمي، ومن قال: إن هذه الآية مخلوقة فقد كفر: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [سورة طه آية: 14]، وما كان الله ليأمر موسى أن يعبد مخلوقا، ويعرف الله في السماء السابعة على عرشه كما قال: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ [سورة طه آية: 5- 6] ، والجنة والنار مخلوقتان ولا تفنيان، والصلاة فريضة من الله واجبة بتمام ركوعها وسجودها والقراءة فيها.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:11 AM
أخرج ابن ماجه في "سننه" بسنده عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»

الحديثُ صحَّحه الألبانيُّ في "صحيح سنن ابن ماجه" رقم (183), واستوفى في "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" طرقه بحثًا واستقراءً وتتبُّعًا, ثم قال: "فالحديثُ بمجموع ذلك صحيحٌ بلا ريب عندي", ثم نقل عن العراقي تصحيحَ بعضِ الأئمة لبعضِ طرقه, ونقل تحسينَ المزي والسيوطي للحديث, ثم قال: "والتحقيق أنه صحيح, والله أعلم".
ثم قال: "اشتهر الحديث في هذه الأزمنة بزيادة "مسلمة", ولا أصل لها ألبتة, وقد نبَّه على ذلك السخاوي فقال: "قد ألحق بعضُ المصنفين بآخر هذا الحديث و"مسلمة", وليس لها ذكرٌ في شيءٍ من طرقه, وإن كان معناها صحيحًا". ]انظر: تخريج أحاديث مشكلة الفقر, للألباني, ص48 – 62[ - See more at: http://www.rslan.com/article_1.php#sthash.6ZldC8Cg.dpuf

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:13 AM
باب بيان ما هو العلم الفرض




أخرج ابن ماجه في "سننه" بسنده عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»(1).

ولما كان الفهم عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مشروطاً فيه أن يكون على مرادِ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا على حسب الأهواء , كان لِزاماً أن يُنظر في مدلولِ اللفظِ الذي تلفَّظَ به الرسول صلى الله عليه وسلم , حتى يكون فهمُ اللفظِ على مراد الرسول صلى الله عليه وسلم , لذلك ننظر - إن شاء الله - في معنى : "الواجب", وفي معنى : "الفرض", ثم ننظر - إن شاء الله - في معنى "فرض العين", وفي معنى : "فرض الكفاية",حتى نكون على بيِّنةٍ من الأمر.

قال الشوكانيُّ رحمه اللهُ : " الواجبُ في الاصطلاح : ما يُمدح فاعلُه, ويُذَمُّ تاركُه, على بعض الوجوه, ويرادفُه الفرض عند الجمهور, وقيل : الفرض ما كان دليلُه قطعيّا, والواجب ما كان دليلُه ظنيّا, والأول أولى"(2).

فالفرض عند الجمهور هو ما طلب الشارع فعلَه على وجه اللزومِ, بحيث يُذَمُّ تاركُه, ومع الذمِّ العقابُ, ويمدح فاعلُه ومع المدحِ الثوابُ(3).

والواجب - وهو الفرض عند الجمهور - ينقسم على : " واجبٍ عيني, وواجب على الكفاية , فالواجب العينيُّ هو : ما ينظر فيه الشارع إلى ذات الفاعلِ; كالصلاة والزكاة والصوم, لأنًّ كلَّ شخصٍ تلزمه بعينه طاعةُ اللهِ عزَّ وجلَّ لقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56].

وأما الواجب على الكفاية فضابطه أنه ما ينظر فيه الشارعُ إلى نفس الفعلِ, بقطع النظرِ عن فاعلِهِ؛ كدفنِ الميت, وإنقاذِ الغريق ونحو ذلك, فإن الشارعَ لم ينظر إلى عينِ الشخصِ الذي يدفنُ الميتَ أو ينقذُ الغريقَ, إذ لا فرقَ عنده في ذلك بين زيدٍ وعمرٍو, وإنما ينظر إلى نفسِ الفعلِ الذي هو الدفنُ أو الإنقاذُ مثلاً "(4).

فالواجب العينيُّ: هو ما توجَّه فيه الطلبُ اللازم إلى كلِّ مكلَّفٍ, أي: هو ما طلب الشارعُ حصوله من كلِّ واحدٍ من المكلَّفين, فلا يكفي فيه قيامُ البعضِ دون البعضِ الآخرِ, ولا تبرأ ذِمَّةُ المكلَّفِ منه إلا بأدائِهِ؛ لأنَّ قصدَ الشارع في هذا الواجب, لا يتحقَّق, إلا إذا فعله كلُّ مكلَّفٍ, ومن ثَمَّ يأثم تاركُه ويلحقه العقابُ, ولا يُغني عنه قيامُ غيره به.

فالمنظورُ إليه في هذا الواجب: الفعلُ نفسُه والفاعلُ نفسُه, ومثالُه: الصلاةُ, والصيامُ, والوفاءُ بالعقودِ, وإعطاءُ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه.

والواجبُ على الكفاية: هو ما طلب الشارعُ حصولُه من جماعةِ المكلَّفين, لا من كلِّ فردٍ منهم؛ لأنَّ مقصودَ الشارعِ حصولُه من الجماعةِ, أي: إيجادُ الفعلِ لا ابتلاءُ المكلَّفِ, فإذا فعله البعضُ سقط الفرضُ عن الباقيين؛ لأنَّ فعلَ البعضِ يقوم مقامَ فعلِ البعضِ الآخرِ, فكان التاركُ بهذا الاعتبارِ فاعلاً,وإذا لم يقم به أحدٌ أَثِمَ جميعُ القادرين. فالطلبُ في هذا الواجبِ منصبٌّ على إيجادِ الفعلِ لا على فاعلٍ معيَّنٍ, وأمَّا في الواجبِ العينيِّ فالمقصودُ تحصيلُ الفعل, ولكن من كلِّ مكلَّفٍ. وإنما يأثم الجميعُ إذا لم يحصل الواجب الكفائيُّ؛ لأنه مطلوب من مجموعِ الأمةِ, فالقادر على الفعلِ عليه أن يفعله, والعاجزُ عنه عليه أن يَحُثَّ القادرَ, ويحمله على فعله, فإذا لم يحصل الواجبُ كان ذلك تقصيرًا من الجميعِ: من القادرِ, لأنه لم يفعله, ومن العاجزِ, لأنه لم يحمل القادرَ على فعلِهِ ويحثُّه عليه(5).

وقد يؤول واجبُ الكفايةِ إلى أن يكون واجبًا عينيّا, فلو كانت البلدُ مضطرةً إلى قاضيين, وكان هناك عشرةٌ يصلحون للقضاءِ؛ فإنَّ تولِّيه واجبٌ كفائيٌّ على العشرةِ.

وأمَّا إن لم يكن هناك غيرُ اثنين, فإنه يكون واجبًا عينيّا عليهما(6).

رَجعٌ إلى حديثِ أنسٍ

عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ».

قال ابن عبد البرِّ رحمه اللهُ في كتاب "جامع بيان العلم", بعد أن روى هذا الحديثَ من عِدَّةِ طرقٍ ذكرها: "قد أجمع العلماءُ على أنَّ من العلمِ ما هو فرضٌ متعيَّنٌ على كلِّ امرئٍ في خاصَّة نفسِه, ومنه ما هو فرضٌ على الكفايةِ إذا قام به قائمٌ سقط فرضُه عن أهلِ ذلك الموضعِ, واختلفوا في تلخيصِ ذلك.

والذي يلزم الجميعَ فرضُه من ذلك: ما لا يسعُ الإنسانَ جهلُه من جُملةِ الفرائضِ المفترَضةِ عليه, نحو: الشهادةُ باللسانِ والإقرارُ بالقلب بأنَّ الله وحده لا شريك له, ولا شِبْهَ له ولا مِثْلَ, لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ, خالقُ كلِّ شيءٍ, وإليه مرجعُ كلِّ شيءٍ, المحيي المميتُ, الحيُّ الذي لا يموتُ.

والذي عليه جماعةُ أهلِ السنةِ أنه لم يزل بصفاتِهِ وأسمائِهِ, ليس لأوَّليَّته ابتداءٌ, ولا لآخريتِهِ انقضاءٌ, وهو على العرشِ استوى.

والشهادةُ بأنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدُهُ ورسولُهُ, وخاتمُ أنبيائِهِ, حقٌّ, وأنَّ البعثّ يغد الموتِ للمجازاةِ بالأعمالِ, والخلودَ في الآخرة لأهلِ السعادةِ بالإيمانِ والطاعةِ في الجنةِ, ولأهلِ الشقاوةِ بالكفرِ والجحودِ في السعير حقٌّ, وأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ, وما فيه حقٌّ من عند اللهِ يجب الإيمانُ بجميعِهِ واستعمالِ مُحْكَمِهِ, وأنَّ الصلواتِ الخمسَ فرضٌ, ويلزمه من علمها علمُ ما لا تتمُّ إلا به من طهارتها وسائرِ أحكامها, وأنَّ صومَ رمضان فرضٌ, ويَلْزَمُهُ علمُ ما يُفسِدُ صومَه وما لا يتمُّ إلا به, وإن كان ذا مالٍ وقدرةٍ على الحجِّ لزمه فرضًا أن يعرف ما تجب فيه الزكاةُ ومتى تَجِبُ وفي كم تجبُ, ويلزمه أن يعلم بأنَّ الحجَّ عليه فرضٌ مرَّةً واحدةً في دهرِهِ إن استطاع إليه سبيلاً, إلى أشياءَ يلزمُهُ معرفةُ جُمَلِهَا ولا يُعذر بجهلها, نحو: تحريمُ الزنا والربا, وتحريمُ الخمرِ والخنزيرِ وأكلِ الميتةِ والأنجاسِ كلِّها والغَضْبِ والرِّشوةِ على الحكمِ والشهادةِ بالزُّورِ وأكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ وبغيرِ طِيبٍ من أنفسِهم إلا إذا كان شيئًا لا يُتَشَاحُّ فيه ولا يُرْغَبُ في مِثْلِهِ, وتحريمُ الظُّلْمِ كلِّه, وتحريمُ نكاحِ الأمهاتِ والأخواتِ ومَنْ ذُكر معهنَّ, وتحريمُ قتلِ النفسِ المؤمنةِ بغيرِ حقٍّ, وما كان مثلَ هذا كلِّه مما قد نطقَ الكتابُ به وأجمعت الأمةُ عليه.

ثم سائرُ العلمِ وطلبِه والتفقُّهِ فيه وتعليمِ الناسِ إياه, وفتواهم به في مصالحِ دينهم ودنياهم فهو فرضٌ على الكفايةِ يلزم الجميع فرضُه, فإذا قام به قائمٌ سقط فرضُه عن الباقين, لا خلافَ بين العلماءِ في ذلك, وحجَّتُهُم فيه قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة : 122].

فألزم النفيرَ في ذلك البعضَ دون الكلِّ, ثم ينصرفون فيعلِّمون غيرهم, والطائفةُ في لسانِ العربِ: الواحدُ فما فوقه"(7).

وقد ساق ابن قدامة رحمه اللهُ حديثَ أنسٍ رضي الله عنه في فرضيةِ طلبِ العلمِ, ثم قال: "قال المصنِّفُ رحمه الله تعالى: اختلف الناسُ في ذلك:

فقال الفقهاءُ: هو علمُ الفقهِ؛ إذ به يُعرف الحلالُ والحرامُ.
وقال المفسِّرون والمحدِّثون: هو علم الكتابِ والسنَّةِ؛ إذ بهما يُتَوَصَّلُ إلى العلومِ كلِّها.

وقالت الصوفيةُ: هو علمُ الإخلاصِ وآفاتِ النفوسِ.

وقال المتكلِّمون: هو علمُ الكلامِ.

إلى غير ذلك من الأقوالِ التي ليس فيها قولٌ مَرْضِيٌّ, والصحيحُ أنَّه: علمُ معاملةِ العبدِ لربِّه.

والمعاملةُ التي كُلِّفَهَا (العبدُ) على ثلاثةِ أقسامٍ: اعتقادٌ, وفعلٌ, وتركٌ.

فإذا بَلَغَ الصبيُّ, فأولُ واجبٍ عليه تُعُلُّمُ كلمتي الشهادةِ وفهمُ معناها وإن لم يحصل ذلك بالنظرِ والدليلِ, لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اكتفى من أجلافِ العربِ بالتصديقِ من غيرِ تعلُّمِ دليلِ, فذلك فرضُ الوقتِ, ثم يجب عليه النظرُ والاستدلالُ(8).

فإذا جاء وقتُ الصلاةِ وَجَبَ عليه تعلُّمُ الطهارةِ والصلاةِ, فإذا عاش إلى رمضان وَجَبَ عليه تعلُّمُ الصومِ, فإن كان له مالٌ, وحال عليه الحَوْلُ وجب عليه تعلُّمُ الزكاةِ, وإن جاء وقتُ الحجِّ وهو مستطيعٌ وَجَبَ عليه تعلُّمُ المناسكِ.

وأمَّا التروكُ: فهو بحسب ما يتجدَّد من الأحوالِ, إذ لا يجب على الأعمى تعلُّمُ ما يَحْرُمُ النظرُ إليه, ولا على الأبكم تعلُّمُ ما يَحْرُم من الكلامِ, فإن كان في بلدٍ يُتعاطى فيه شُرب الخمرِ ولُبْسُ الحريرِ, وجب عليه أن يعرفَ تحريمَ ذلك.

وأمَّا الاعتقاداتُ: فيجب علمُهَا بحسبِ الخواطرِ, فإن خَطَرَ له شَكٌّ في المعاني التي تدلُّ عليها كلمتا الشهادةِ, وَجَبَ عليه تعلُّمُ ما يصل به إلى إزالةِ الشكِّ, وإن كان في بلدٍ قد كَثُرَتْ فيه البدعُ, وَجَبَ عليه أن يتلقَّن الحقَّ, كما لو كان تاجرًا في بلدٍ شاع فيه الربا, وجب عليه أن يتعلَّمَ الحذرَ منه. وينبغي أن يتعلَّم الإيمانَ بالبعثِ والجنةِ والنَّارِ...

فبان بما ذكرنا أن المرادَ بطلبِ العلمِ الذي هو فرضُ عينٍ: ما يتعيَّنُ وجوبُهُ على الشخصِ.

وأما فرضُ الكفايةِ: فهو كلُّ علمٍ لا يُستغنى عنه في قِوَامِ أمورِ الدنيا؛ كالطبِّ: إذ هو ضروريٌّ في حاجةِ بقاء الأبدانِ على الصحةِ, والحسابِ: فإنَّه ضروريٌّ في قسمةِ المواريث والوصايا وغيرها فهذه العلومُ لو خَلا البلدُ عمَّن يقوم بها حَرِجَ أهلُ البلدِ, وإذا قام بها واحدٌ كفى وسقط الفرضُ عن الباقين"(9).

تبيَّن مما سَبَقَ أنَّ من العلمِ ما هو فرضُ عينٍ, وهو ما لا يصحُّ اعتقادُ أحدٍ, ولا عبادتُه إلا به, ومنه ما هو فرضُ كفايةٍ, وهو علمُ ما ليس مفروضًا عليه في الوقتِ, وقد قام به قائمٌ فسقطت فرضيتُه في الوقت عنه.


________________________________________
(1) الحديثُ صحَّحه الألبانيُّ في "صحيح سنن ابن ماجه" رقم (183), واستوفى في "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" طرقه بحثًا واستقراءً وتتبُّعًا, ثم قال: "فالحديثُ بمجموع ذلك صحيحٌ بلا ريب عندي", ثم نقل عن العراقي تصحيحَ بعضِ الأئمة لبعضِ طرقه, ونقل تحسينَ المزي والسيوطي للحديث, ثم قال: "والتحقيق أنه صحيح, والله أعلم".
ثم قال: "اشتهر الحديث في هذه الأزمنة بزيادة "مسلمة", ولا أصل لها ألبتة, وقد نبَّه على ذلك السخاوي فقال: "قد ألحق بعضُ المصنفين بآخر هذا الحديث و"مسلمة", وليس لها ذكرٌ في شيءٍ من طرقه, وإن كان معناها صحيحًا". ]انظر: تخريج أحاديث مشكلة الفقر, للألباني, ص48 – 62[.
(2) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني. تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل(1/50).
(3) عند الأحناف أن "الفرض" غير "الواجب", ويوجد في بعض كلام غير الحنفية التفريقُ بين الفرض والواجب, على قلَّةٍ, والجمهور على ترادف اللفظين. ارجع في ذلك: "الإحكام في أصول الأحكام" للآمدي(1/139), و "أصول الفقه" للشيخ محمد أبو النور زهير(1/53), و "الوجيز في أصول الفقه" للدكتور عبد الكريم زيدان ص31, و "الواضح في أصول الفقه" للدكتور محمد سليمان الأشقر (ص24).
(4) مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين الشنقطي (ص12).
(5) الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان (ص36).
(6) الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد سليمان الأشقر (ص37).
(7) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (ص5 - 7).
(8) في وجوب هذا النظر نظر.
(9) مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي. تحقيق علي حسن عبد الحميد (ص24).

- See more at: http://www.rslan.com/article_1.php#sthash.6ZldC8Cg.dpuf

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:15 AM
الشيخ محمد رسلان هو عالم وموسوعة وقد ابهرنى بشهاداته

حاصل على بكالوريوس الطب و الجراحة من جامعة الأزهر.


حاصل على ليسانس الأداب قسم اللغة العربية شعبة الدراسات الإسلامية .


حاصل على درجة الماجستير في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن بحث في "ضوابط الرواية عند المُحدِّثين"



حاصل على الدكتوراه - العَالِمية - في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في بحث عن "الرواة المُبدَّعون من رجال الكتب الستة "
مع الشيخ إجازة في أربعين حديث بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الأحاديث مسماة بـ "الأربعين البُلدَانِيَّة

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:31 AM
سلسلة الأحاديث الضعيفة لشيخنا العلامة الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آ له وصحبه ومن والاه وبعد :
1 ـ حديث :(اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم ) حديث ضعيف لأنه من طريق خالد بن سارة .( قمع المعاند :24 ).
2 ـ ( وقد ورد حديث في مسند الإمام أحمد من حديث جابر أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سئل عن النشرة , فقال : (هي من الشيطان ) , ونقل صاحب " تيسير العزيز الحميد " عن الحافظ ابن حجر أنه قال : إن سنده حسن , فظاهره الحسن , ولكن به علة وهي أن وهب بن منبه لم يسمع من جابر قاله يحي بن معين ـ رحمه الله تعالى ـ ثم قال : إنما هي صحيفة ليست بشيء ومن أجل هذا فقد ذكرنا هذا الحديث في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة " والحمدلله .) ( قمع المعاند :31 ) .
3 ـ قصة الغرانيق قال ـ رحمه الله ـ : (وأما قصة الغرانيق فقد اختلف الحافظ ابن حجر والحافظ ابن كثير , فالحافظ ابن كثير يرى أنها مرسلة ضعيفة ، وهذا هو الصحيح , والحافظ ابن حجر يرى أن لها طرقاً ترتقي إلى الحجية لكن قول الله ـ عزوجل ـ (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) يؤيد أن القصة ليست بصحيحة وللشيخ ناصر الدين الألباني ـ حفظه الله تعالى ـ رسالة في هذا بعنوان " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق " . ننصح بقراءتها . ) ( قمع المعاند :176) .
4 ـ حديث (من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة ) حديث ضعيف .
( قمع المعاند :248 ) .
5 ـ سئل شيخنا ـ رحمه الله ـ :(ماحال حديث ( لايدخل الجنة ولد الزنا ) ؟ فقال : هو ضعيف وقد صح بلفظ آخر ( ولد الزنا شر الثلاثة ) لكن حملوه على الشخص الذي يعمل بعمل أبويه , ومنه يقال : فلان ولد زنا , بمعنى أنه ملازم للزنا . والله أعلم ) .( قمع المعاند :256 ).
6ـ حديث أم سلمة :(إن الله حرم كل مسكر ومفتر ومخدر ) , فهو من طريق شهر بن حوشب , وشهر مختلف فيه , والراجح ضعفه . ( قمع المعاند :274 ) .
7 ـ حديث :( لوصلى أحدكم في ثوب تسعة دراهم حلال ودرهم حرام لم تصح صلاته ) حديث ضعيف . قمع المعاند :290 ) .
8 ـ حديث :(ثلاث جدهن جد وهزلهن جد : الطلاق , والعتاق ,والنكاح ) فهو حديث ضعيف . قمع المعاند :295 ) .
9 ـ حديث : { مِنْ اَلسُّنَّةِ أَنْ لَا يُصَلِّيَ اَلرَّجُلُ بِالتَّيَمُّمِ إِلَّا صَلَاةً وَاحِدَةً, ثُمَّ يَتَيَمَّمُ لِلصَّلَاةِ اَلْأُخْرَى }.هذا الحديث ضعيف .( قمع المعاند :300) .
10 ـ حديث :(اقرأوا على موتاكم "يس" ) حديث ضعيف لايثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ , فهو من طريق أبي عثمان وليس بالنهدي , وهو مجهول , يرويه عن أبيه , وهو مجهول ثم إنه تارة يروى مرفوعاً, وتارة يروى موقوفاً , فهو مضطرب , وفيه جهالة . ( قمع المعاند :303 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:38 AM
11ـ حديث ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم مايشغلهم ) ضعيف لا يثبت .( (إجابة السائل على أهم المسائل :282) .
12 ـ حديث من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ) والحديث ضعيف لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . (إجابة السائل على أهم المسائل :288) .
13 ـ حديث :( جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم ) رواه ابن ماجة من طريق الحارث بن نبهان , وهو حديث ضعيف والحارث بن نبهان متفق على ضعفه . (إجابة السائل على أهم المسائل :290) .
14 ـ حديث :( وأما حديث أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو أنهم كانوا على عهد النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقدمون الرجال ثم الصبيان ثم النساء فهو حديث ضعيف لأنه من رواية شهر بن حوشب وشهر بن حوشب مختلف في الاحتجاج به والراجح ضعفه) .( (إجابة السائل على أهم المسائل :291) .
15 ـ حديث :(أن اللوطي لواغتسل بماء البحر لما طهره ) فهو حديث مكذوب لا يصح عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والله أعلم . ) . (إجابة السائل على أهم المسائل :293) .
16 ـ حديث موضوع باطل :(إذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله فماوافق فهو مني وأنا قلته ومالم يوافق فليس مني ولم أقله ) الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ يقول :إنه سند مجهول , فالحديث لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ , وذكر الشوكاني ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه " إرشاد الفحول " ذكر عن يحي بن معين , وعبد الرحمن بن مهدي أنهما قالا : إن الحديث مما وضعته الزنادقة ليردوا به السنن .) (إجابة السائل على أهم المسائل :313)
17 ـ حديث :(اقتدوا بالذين من بعدي أبوبكر وعمر ) الحديث ضعيف لأنه من رواية ربعي بن حراش عن حذيفة , وهو لم يسمعه من حذيفة , وأيضاً مولى ربعي مبهم لا يعرف ). (إجابة السائل على أهم المسائل :335) .
18 ـ حديث :(أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ جمع في يوم المطر ) ضعيف مرسل , لأن المرسل من قسم الضعيف ).
(إجابة السائل على أهم المسائل :354) .
19 ـ (وأما حديث الاجترار من الصف فضعيف ) . (إجابة السائل على أهم المسائل :354) .
20 ـ حديث :(أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه ) . قلنا لإخواننا إن هذا الحديث قال أبوداود : إنه حديث منكر , وقال الترمذي : حديث حسن صحيح , وأحسن من تكلم على هذا الحديث هو الحافظ ابن القيم في تهذيب السنن , وبعد أن انتهى في آخر البحث يقول : سلمنا أن الحديث رجاله ثقات ألا يجوز أن يكون شاذاً ثم قال : إنه من طريق همام بن يحي عن ابن جريج , وهمام بن يحي بصري . ورواية البصريين عن ابن جريج فيها ضعف فالحديث ضعيف ). (إجابة السائل على أهم المسائل :359) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:40 AM
21 ـ حديث :( أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ قال : تعلموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينتزع من أمتي )حديث ضعيف .(قمع المعاند:306) .
22 ـ (أما قول لا إله إلا الله والله أكبر عقب قراءة (والضحى والليل إذا سجى )إلى آخر القرآن , فقد ورد به حديث ضعيف ذكره الحافظ الذهبي في طبقات القراء الكبار ,وقال : في سنده ابن أبي بزة ,وليس يعني القاسم بن أبي بزة فهو ثقة , ولكنه يعني لأحمد بن أحمد بن محمد من أحفاده , فلم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أنه أمربذلك أو أنه قال ذلك , بل قول ذلك يعتبر بدعة .) .( قمع المعاند :312) .
23 ـ حديث :( عَن أَنَس ؛ أَن النبي صلى الله عليه وسلم لقى رجلا , يقال له حارثة في بعض سكك المدينة , فقال : كيف أصبحت ياحارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا , قال : إن لكل إيمان حقيقة , فما حقيقة إيمانك ؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا , فأظمأت وأسهرت ليلي , وكأني بعرش ربي باديا , وكأني بأهل الجنة في الجنة يتنعمون , وأهل النار في النار يعذبون , فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أصبت فالزم , مؤمن نور الله قلبه.) قال شيخنا ـ رحمه الله :(هوحديث ضعيف , لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ , والظاهر أنه جاء من طرق مرسلة , وقد تكلم الشيخ الألباني ـ حفظه الله ـ في تحقيق كتاب الإيمان , والظاهر أنه أرجأ الحكم عليه إلى لأن يستكمل البحث وينظر ,وأنا : الذي يظهر لي أنه حديث ضعيف لايثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ).( قمع المعاند :313 ) .
24 ـ حديث ركانة (أنه طلق امرأته البتة ، فأتى النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فذكر ذلك له ، فقال : " ما أردت ؟ " فقال : واحدة ، قال : " آلله ؟ " قال : آلله ، قال : هو ما نويت ) .
قصة ركانة لا تثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ) .(قمع المعاند :319) .
25 ـ (وأما حديث :(من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ) فيقول الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الفاتحة :له طرق لايثبت منها شيء .وقد جاء هذا الحديث في مسند أحمد بسند ظاهره , لكنه في جزء القراءة علم أنه سقط من السند جابر بن يزيد الجعفي وهو كذاب . ثم الإمام البخاري في جزء القراءة يقول : لوصح الحديث لما دل على أنها لا تقرأ فاتحة الكتاب , ويقول : فإنه لو ثبت لكان عاماً مخصوصاًبفاتحة الكتاب ) .( قمع المعاند :321) .

ـ حديث أنس : (أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا ) فإنه منطريق أبي جعفرالرازي وهو مختلف فيه والراجح ضعفه) .(قمع المعاند :338).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:42 AM
27 ـ حديث : عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ـ قال : ( لايمس القرآن إلا طاهر ) .جاء مرسلاًومن طرق ضعيفة لا تصلح للحجية ).(قمع المعاند :342) .وقال ص :415) :(فلايثبت على كثرة طرقه فإنه جاء من طريق عمرو بن حي والصحيح إرساله . ومن طريق حكيم بن حزام وفيه سويد أبوحاتم مختلف فيه والراجح ضعفه , وحديث في معجم الطبراني من حديث ابن عمر فلا يرتقي إلى الحجية ).
28 ـ حديث :علي بن أبي طالب : كان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقرؤنا القرآن مالم يكن جنباً) فهوحديث ضعيف . ..( قمع المعاند :342) , وقال ص: 415(من طريق عبدالله بن سلمة المرادي , وقد قال تلميذه عمرو بن مرة : كنا نعرف منه وننكر ..( قمع المعاند :342) .
29 ـ حديث :(من لم يضح فلا يقربن مصلانا ) حديث ضعيف .(قمع المعاند :367) .
30 ـ حديث :(صلاة السفرركعتان وصلاة الجمعة ركعتان تمام غيرقصر , على لسان نبينا محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ) هذا الحديث معل من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر ,وعبد الرحمن لم يسمع من عمر .
وجاء من طريق عبد الرحمن عن كعب بن عجرة عن عمر , ولكن هذه الطريقة التي فيه كعب بن عجرة معلة , كما ذكر الدارقطني في كتابه العلل .( قمع المعاند :368) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:44 AM
31 ـ جاء في السنن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(كان يقرؤنا القرآن مالم يكن جنباً ) لكن هذا من طريق عبد الله بن سلمة المرادي وقد قال تلميذه عمرو بن مرة : كنا نعرف منه وننكر .(قمع المعاند :415) .
32 ـ33ـ سؤال : مامدى صحة حديث :(تخلقوا بأخلاق الله ) , وحديث : ( أكثروا علي من الصلاة في الليلة الغراء واليوم الأزهر )؟ .
الجواب : أما حديث :(تخلقوا بأخلاق الله ) , فلا أعلمه ثابتاً عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأما الإكثار من الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في يوم الجمعة , فقد ثبت هذا عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ , والظاهر أيضاً أن هناك حديثاً في العلو للعلي الغفار للذهبي ذكر اليوم الأزهر ويوم الجمعة .(قمع المعاند :422) .
34 ـ حديث : (بلوا الشعر , وأنقوا البشرة فإن تحت كل شعرة جنابة ) , فهو حديث ضعيف لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .( قمع المعاند :433)
35 ـ سؤال :ماصحة حديث : (ادرأوا الحدود بالشبهات )؟
الجواب : هو حديث ضعيف , لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والله المستعان .( قمع المعاند :459).
36 ـ سؤال : هل علي بن أبي طالب الذي قتل عمرو بن ود العامري ؟ .
جواب : يقولون إن هذا في غزوة الأحزاب عند أن برز لعمرو بن ود , وهناك حديث مكذوب في هذا أن قتل علي بن أبي طالب لعمرو بن ود تعدل عبادة الثقلين , وهذا موضوع مكذوب على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ , فمن الذي يستطيع أن يقول :أن قتل علي بن أبي طالب عمرو بن ود تعدل عبادة النبي ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ ,أو تعدل عبادة نوح , أو تعدل عبادة موسى , تجاوز إلى النهاية , أما القصة من حيث هي فالظاهرة وهو بروزعلى بن أبي طالب لعمرو بن ود من حيث الجملة الظاهرةأنهاثابتةوقد ذكرنا هذا في ((إرشاد ذوي الفطن غلاة الروافض من اليمن )).
وذكرنا أيضاً أن أصل القصة ثابت , أما الحديث الذي هو أن قتل علي بن ود تعدل عبادة الثقلين فهذا موضوع , وقد أخرجه الحاكم في مستدركه وشنع عليه الذهبي , وقال : قلت : ذا موضوع قبح الله رافضياً وضعه , أو بهذا المعنى وشيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً في منها الستة بين ماعليه من البطلان .(إجابة السائل : 375) .
37 ـ حديث :(إذا اءتكم الفتن فعليكم بأهل اليمن ) هذا حديث موضوع , وليس له سند لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ) (إجابة السائل : 379) .
38 ـ السؤال :ملخص هذا السؤال أنه يسأل عن ديث الحسن البصري في السكتتين لأنه قرأ في بعض الكتب ولم يطمئن قلبه , فما الخلاصة في هذا الحديث ؟ .
الجواب : الخلاصة أنه من طريق الحسن عن سمرة وهو مختلف في سماع الحسن من سمرة على ثلاثة أقسام : منهم من يقول سمع منه مطلقاً , ومنهم من يقول : لم يسمع منه مطلقاً , ومنهم من يقول : سمع منه حديث العقيقة .والحسن قد سمع من سمرة حديث العقيقة لكن الحسن مدلس , فهذا الحديث نحن الآن على ضعفه , ويغني عنه حديث أبي هريرة :أن النبي ـ صلى الله عليه وآله سلم ـكان إذا كبر سكت هنيهة ثم سأله أبوهريرة :ماتقول ؟ والديث في الصحيحين قال :(أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب , اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثل والبرد ) .
فيكتفي بهذا ثم يقف قليلاً بعد قراءة الفاتحة حتى لا يختلط على السامع ولا يختلط على المبتديء , وبما أن العامي يختلط عليه هذا , وقد جاء رجل عامي عندنا وقلنا له : تقرأ:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} فقال : بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3}
الله أكبر فكأن الله أكبر آية من سورة الكوثر ونحن طلبنا منه أن يقرأ علينا سورة الكوثر , فينبغي أن يفصل فصلاً صغيراً بحيث لا يطيل . والديث ضعيف .(إجابة السائل :400ـ 401).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:46 AM
39 ـ حديث :(إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ) .من الأحاديث الموضوعة التي ليس لها أصل . ( إجابة السائل :405)
40 ـ حديث :(أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ). الحديث باطل لا يثبت لا سنداً ولا متناً .(إجابة السائل :406) .
41 ـ حديث :(نعم المذكرة السبحة ) من الأحاديث الضعيفة .(إجابة السائل :406) .
42 ـ الحديث الذي فيه :(أنك تصمد إليها صمداً) هو حديث ضعيف .( إجابة السائل : 415) .
43 ـ حديث :(اختلاف أمتي رحمة ) لاسند ولامتن منقطع كما ذكره السيوطي في كتابه ( الجامع الصغير ) وقال : لعل له سنداً لم نطلع عليه . ولكن هذا يؤدي إلى أن بعض الشريعة قد ضاع كما قاله الشيخ ناصر الدين الألباني ـ حفظه الله تعالى ـ ,وأما المتن : فإن الله ـ عزوجل ـ يقول في كتابه الكريم :(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )}هود:118و119{.مفهوم الآية الكريمة أن الذين رحمهم الله لا يختلفون , وأن الذين لم يرحمهم الله يختلفون . ثم ساق ـ رحمه الله الأدلة من السنة على ذم الاختلاف.( إجابة السائل : 419 ) .
44 ـ حديث:(لا يدخل النار من رآني ولا من رأى من رآني ) حديث ضعيف . .( إجابة السائل : 421) .
45ـ السؤال : هل ورد حديث في التلقين في القبر ؟
الجواب : ورد حديث ضعيف والحديث موجود في كتاب ( الروح ) لابن القيم وموجود في (سبل السلام ) للصنعاني , فهذا التلقين يكون عند موته , الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يأمرنا بتلقين المحتضر يقول : (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) أو بهذا المعنى . .( إجابة السائل : 435).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:48 AM
39 ـ حديث :(إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ) .من الأحاديث الموضوعة التي ليس لها أصل . ( إجابة السائل :405)
40 ـ حديث :(أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ). الحديث باطل لا يثبت لا سنداً ولا متناً .(إجابة السائل :406) .
41 ـ حديث :(نعم المذكرة السبحة ) من الأحاديث الضعيفة .(إجابة السائل :406) .
42 ـ الحديث الذي فيه :(أنك تصمد إليها صمداً) هو حديث ضعيف .( إجابة السائل : 415) .
43 ـ حديث :(اختلاف أمتي رحمة ) لاسند ولامتن منقطع كما ذكره السيوطي في كتابه ( الجامع الصغير ) وقال : لعل له سنداً لم نطلع عليه . ولكن هذا يؤدي إلى أن بعض الشريعة قد ضاع كما قاله الشيخ ناصر الدين الألباني ـ حفظه الله تعالى ـ ,وأما المتن : فإن الله ـ عزوجل ـ يقول في كتابه الكريم :(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )}هود:118و119{.مفهوم الآية الكريمة أن الذين رحمهم الله لا يختلفون , وأن الذين لم يرحمهم الله يختلفون . ثم ساق ـ رحمه الله الأدلة من السنة على ذم الاختلاف.( إجابة السائل : 419 ) .
44 ـ حديث:(لا يدخل النار من رآني ولا من رأى من رآني ) حديث ضعيف . .( إجابة السائل : 421) .
45ـ السؤال : هل ورد حديث في التلقين في القبر ؟
الجواب : ورد حديث ضعيف والحديث موجود في كتاب ( الروح ) لابن القيم وموجود في (سبل السلام ) للصنعاني , فهذا التلقين يكون عند موته , الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يأمرنا بتلقين المحتضر يقول : (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) أو بهذا المعنى . .( إجابة السائل : 435).


46ـ السؤال قول :إنك لا تخلف الميعاد في إجابة المؤذن ؟.
الجواب : هذا الحديث زيد فيه زيادتان وكلتاهما شاذة :إحداهما: (اللهم رب هذه الدعوةالتامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمداً ), لفظة سيدنا محمداً تعتبر شاذة زادها الطحاوي في شرح (معاني الآثار) وهي تعتبر شاذة ,الثانية : تعتبر شاذة وهي (إنك لا تخلف الميعاد ) تفرد بها محمد بن عوف الطائي وقد خالف جمعاً فهي تعتبر شاذة كما ذكرت ذلك في الشفاعة تفرد بها محمد بن عوف ورواها الإمام البيهقي في كتابه السنن فهاتان زيادتان شاذتان والله أعلم .( إجابة السائل : 443 )
47 ـ السؤال:يقول بعض الإخوة الثقات إنكم صححتم حديث :(لن يقوم بهذاالدين إلامن ألم به من جميع جوانبه ) أو كما قال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ المطلوب ذكر الحديث ومن أخرجه وصححه ؟ .
الجواب : لعل الأخ الذي أخبرك سمع في الخطب فإنني كثيراً ما أقول :إنه يجب أن نأخذ الإسلام من جميع جوانبه ثم أستدل بقول الله ـ عزوجل ـ :(يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) .أي خذوا الإسلام من جميع جوانبه ,وأما الحديث فلم أصححه يوماً من الدهر .وجزاك الله خيراً أيها السائل فقد تعبت في البحث عنه , فجزى الله أخانا أبا الحسن خيراً إذ ذكر لي بعض ألفاظه حتى عرفت أنه في عرض النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على القبائل , فرجعت إلى دلائل النبوة للبيهقي فإذا هو أكثر من ذكر له طرقاً , ودلائل النبوة لأبي نعيم , والبداية والنهاية للحافظ ابن كثير والحديث طويل وذكروا له ثلاث طرق : الطريق الأولى : من طريق عبد الجبار بن كثير ترجمه ابن أبي حاتم ثم قال : سألت أبي عنه , فقال : شيخ أي أنه يصلح بالشواهد والمتابعات .
الطريق الثانية : من طريق محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك . الطريق الثالثة : من طريق أبان بن عثمان البجلي . وقد ذكره العقيلي في ترجمته , وذكر أنه لا يصلح ولا يروى إلا مرسلاً . قال : لا يصح ولا يثبت بحال من الأحوال ولا يروى إلا من طريق الواقدي مرسلاً . وذكره الحافظ ابن كثيرـ رحمه الله تعالى ـ في البداية والنهاية ثم قال : إنه حديث غريب جداً . قال :ولم أذكره إلا من أجل مافيه من الأخلاق الفاضلة والشمائل ومافيه من الفصاحة ثم كما سمعت بين أنه حديث غريب جدا ًفالحديث لايثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
مراجعة دلائل النبوة للبيهقي , دلائل النبوة لأبي نعيم , البداية والنهاية ابن كثير ترجمة أبان بن عثمان في كتاب العقيلي , الضعفاء وفي ميزان الاعتدال أيضاً وقد ذكر المعلق على دلائل النبوة للبيهقي أنه حسنه القسطلاني في المواهب ولكن أسانيده لا تحتمل التحسين . .(إجابة السائل :445 ) .
48 ـ حديث :(لعن زائرات القبور والمتخذين عليها السرج ) فإنه من طريق أبي صالح مولى أم هانىء باذام وهو ضعيف لكن هناك حديث عن أبي هريرة وعن حسان :(لعن زائرات القبور ) و( لعن زوارات القبور ) وهو صالح للحجية والحمدلله فهو يحما على الاتي يقلن هجراً .(إجابة السائل :448 ) .
49 ـ السؤال :مامدى صحة الحديث الذي رواه الطبراني عن عائشة قالت : يارسول الله الرجل يذهب فوه أيستاك , قال : نعم . قالت : ماذا يفعل أو كيف يفعل ؟ قال : يدخل أصبعه في فيه فيدلكه ؟ .
الجواب : هو في مجمع الزوائد وقال : إن في سنده عبدالله بن عيسى الأنصاري وهو ضعيف .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:55 AM
50ـ السؤال :يقال :إن هذه الآية التي يقول الله تعالى فيها :(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) المائدة :55.نزلت في علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فهل هذا صحيح ؟
الجواب : ذكرت ها في كتاب (الطليعة في الرد على غلاة الشيعة ) وذكرته في المصارعة وأنه ليس بصحيح ,فإنه من طريق محمد بن السائب الكلبي , وله طريق أخرى لا تثبت .
والآية بصيغة الجمع :(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) المائدة :55.
أي خاضعون لله ـ عزوجل ـ , وليس كما جاء أن علياً تصدق بخاتم وهو راكع , نزول الآية في علي بن أبي طالب لا يثبت . (تحفة المجيب :25 ـ 26 ) .

50ـ (أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) ضعيف (إجابةالسائل:458).
51ـ (ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد عما في أيدي الناس يحبك الناس ) . ضعيف (إجابةالسائل:450).
52ـ (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) ضعيف . (إجابةالسائل:450).
53 ـ ماذا تعرفون عن هذا الحديث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لعن الله امرأة رفعت صوتها ولو بذكر الله ) ؟ .
الجواب : حديث لا يثبت , ورب العزة يقول في كتابه الكريم : {وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب:32. ويقول في كتابه الكريم : { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }الأحزاب:32.
فلو قالت المرأة بصوت خشن : سبحان الله , الله أكبر , وذكرت الله سبحانه وتعالى فلاشيء في هذا إن شاء الله . (إجابةالسائل:463).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 06:57 AM
54 ـ أخبرونا عن سند هذه الحديث :(إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان )؟.
الجواب رواه الترمذي والحاكم روياه من طريق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ودراج ضعيف . هذا الحديث صححه الحاكم , وقال : صحيح الإسناد فتعقبه الذهبي , فقال : فيه دراج , وهو كثير المناكير هذا في كتاب الصلاة , ثم ذكره الحاكم في التفسير في سورة التوبة , وقال : صحيح الإسناد , وسكت الذهبي على هذا , فلا أدري اعتمد على ماتقدم , أم سها . فدراج لا يعتمد على روايته عن أبي الهيثم . (إجابةالسائل: 464ـ 463).
55 ـ هل قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في دعاء الاستفتاح :( الحمدلله الذي لم يتخذ ولداً , ولم يكن له شريك في الملك ...الخ ., أم لا ؟ .
هذا لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ . (إجابةالسائل:467).
56 ـ حديث أبي هريرة الذي في سنن أبي داود :(إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوامعنا ولا تعدوها شيئاً ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة ) فإنه من طريق يحي بن أبي سليمان المدني , وهو منكر الحديث كما قاله البخاري . (إجابةالسائل:472).
57ـ وأما حديث ابن خزيمة الذي فيه : (من أدرك الإمام راكعاً قبل أن يقيم صلبه فقد أدرك الركعة ) فإنه من طريق يحي بن أبي حميد , وهو ضعيف .
58ـ الحديث ...الذي رواه الترمذي : (من جمع بين صلاتين من غير عذر أتى باباً من أبواب الكبائر ) فهو حديث ضعيف . (إجابةالسائل:475) قال في ص : 550 منه :(لأنه من طريق حنش الصنعاني وهو ضعيف ).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:00 AM
58ـ الحديث ...الذي رواه الترمذي : (من جمع بين صلاتين من غير عذر أتى باباً من أبواب الكبائر ) فهو حديث ضعيف . (إجابةالسائل:475) قال في ص : 550 منه :(لأنه من طريق حنش الصنعاني وهو ضعيف ).
59 ـ الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول : (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) من الأكاذيب والأباطيل أن يقول قائل إن النبي ـ صلى الله عليه وآه وسلم ـ أعطى لعلي بن أبي طالب غصناً من القات وأكله , هذا كذب على النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ,وعلى علي بن أبي طالب , وهناك كذبة أكبر من شخص عمامته مثل التورة ولحيته تملأ صدره , وأنا سمعت هذه الكذبة , لكن كانت في مجلس لا يصلح فيه الأخذوالرد وقد أردت أن أتكلم معه , فلم أتمكن , فإذا هويقول وهم يخوضون في القات : وردت زينب بنت القاسم عن أبيها أن سليمان أخذه الفتور والإعياء والنوم فأعطى قاتاًفذهب مابه من الفتور والإعياء والنوم , وهذا من الكذب المفضوح الذي يعلم كل عاقل بأنه باطل . (إجابةالسائل:467ـ 477).
60 ـ ماجاء أن يهوديين سألا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن الآيات البينات فأخبرهما , فجثيا على ركبتيه يقبلانها , فهذا لم يثبت لأنه من طريق عبد الله بن سلمة المرادي , وهو ضعيف فلم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ . (إجابةالسائل:488).
61 ـ حديث جرير بن عبدالله البجلي ـ رضي الله عنه ـ أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ) رواه أبوداود والترمذي وغيرهما , ورجحا إرساله أي أنه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والحديث ضعيف (إجابةالسائل:491).
62 ـ حديث سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ (من جاورالمشرك وسكن معه فهو مثله )فالحاكم صححه وتعقبه الذهبي بأن إسناد مظلم , وهو كما يقول ففيه مجاهيل . (إجابةالسائل:491).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:02 AM
63 ـ حديث وضع اليد على السرة أو تحت السرة من طريق عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو متفق على ضعفه . وقد جاء عن علي موقوفاعليه , وسنده أصلح . (إجابةالسائل:500).
64 ـ حديث :( من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا ) فهو حديث ضعيف . (إجابةالسائل:510).
65 ـ حديث : (لا تسيدوني في الصلاة ,أو لا تسودوني ) فهو حديث باطل ليس لع أصل لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ . (إجابةالسائل:535).
66 ـ حديث : (لا تصلوا علي الصلاة البتراء ) هو حديث باطل لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وما أعتقد أني قد وجدته في شيء من كتب الحديث , لكن هو موجود في كتب الشيعة , وكتب الشيعة بأجمعها لا يعتمد عليها . (إجابةالسائل:536).
67 ـ سئل عن السجدة التي في سورة تنزيل السجدة , وقرأتها في يوم الجمعة ؟
فأجاب : أما في صلاة الفجر يوم الجمعة , فلم يثبت شيء في ذلك عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما يقول الحافظ ابن حجر في الفتح ( 2/379 ) س8 الطبعة السلفية . (إجابةالسائل:541).
68 ـ حديث :(إنما الطلاق لمن أخذ بالساق ) حديث ضعيف لا يثبت إذ هو من طريق عبد الله بن لهيعة , وقد اختلف عليه في وصله وإرساله ثم هو ضعيف وتابعه على وصله رشدين بن سعد , وهو مختلف فيه لكن الجرح فيه من النسائي شديد فقال : متروك . والمتروك لا يصلح في الشواهد والمتابعات , وتابعهما يحي بن عبد الحميد الحماني , ولكن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ قال فيه :كان يكذب جهاراً . فالحاصل أن الحديث لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ . (إجابةالسائل:542).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:03 AM
69 ـ حديث :(مارآه المسلمون حسناً فهوعند الله حسن ) هذا الحديث لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ , ولكنه جاء عن عبد الله بن مسعود كما في مسند أحمد بسند حسن لأنه من طريق عاصم بن أبي النجود فهو يدور عليه . (إجابةالسائل:552 ـ 553 ) .
70ـ س ـ هل يصح دخول المرأة الحائض في المسجد ؟ ؟
الجواب : لا أعلم مانعاً من هذا , وحديث : ( لا يحل المسجد لحائض , ولا جنب ) هو حديث ضعيف . ( قمع المعاند :598 ) .
71ـ سؤال : الإشارة في التشهد تكون بتحريك , أوبدون تحريك , وهل تأتي الإشارة في اللغة العربية بمعنى التحريك كما في الحديث أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشار للناس الذين خلفه بالجلوس فكيف كانت هذه الإشارة بتحريك , أو بدون تحريك ؟
الجواب : الإشارة ثابتة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـعن جمع من الصحابة , أما التحريك فقد جاء من حديث وائل بن حجر , وقدرواه عن وائل بن حجر جمع من فليس فيه التحريك منهم : كليب بن شهاب , ورواه عن كليب ولده عاصم جمع , ورواه هؤلاء الجمع زائدة بن قدامة فلم يذكر التحريك إلا زائدة بن قدامة , فروايته تعتبر شاذة .
( قمع المعاند : 597 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:05 AM
72 ـ أما حديث العجن فضعيف لأنه من طريق الهيثم بن عمران وهو مستور الحال . ( قمع المعاند : 587 ) .
73ـ حديث ( لعن الله المرأة الحالقة , والرجل الناتف ) ليس له أصل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ( قمع المعاند : 559) .
74ـ سؤال : هل االحديث الذي في المهدي له غيبتان صحيح أم لا ؟
الجواب : لا أعلمه صحيحاً وقد قرأته في الإشاعة , فلا أعلمه صحيحاً . ( قمع المعاند : 544 ) .
75ـ حديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذمن اللحية من طولها وعرضها , فإنه من طريق عمر بن هارون البلخي , وقد قال فيه يحي بن معين أنه كذاب خبيث . ( قمع المعاند : 539 ) .
76ـ ماجاء في السنن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ أن رجلاً أتى إلى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فقال : إني قبلت امرأة , فأنزل الله هذه الآية : { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات } فقال له النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ : (قم فتوضأ , وصل ركعتين ), فهذا من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ , وعبد الرحمن لم يسمع من معاذ .(قمع المغاند : 490 ) قلت : والحديث في الصحيحين دون قوله : (قم فتوضأ , وصل ركعتين )
77- قال ـ رحمه الله في:( المخرج من الفتنة ص : 86) وهو يتحدث عن الزيدية : ( وياسبحان الله ما أكثر تخبطهم في علم الحديث ! , فحديث :(شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) ضعيف عندهم , وحديث : ( ليست شفاعتي لأ هل الكبائر من أمتي ) صحيح , والصواب : أن الأول صحيح كما بينت ذلك في الشفاعة , وأن الثاني ليس له أصل كما في ( أسنى المطالب في أحاديث مختلف المراتب ) . وحديث جرير بن عبد الله البجلي في الرواية ضعيف عندهم كما في شرح (الثلاثين المسألة) لأنه من رواية جرير , وقد خان علياً كما زعموا وحاشاه ,وقيس بن أبي حازم ناصبي , نعم قبس اتهم بالنصب . والحديث صحيح متفق عليه وعلى رغم أنوف المعتزلة , قال وكيع : من رد حديث إسماعيل بن أبي خالد , عن قيس بن أبي حازم , عن جرير في الرؤية فهو جهمي .
أقول : هذه فضيحة تدل على أنه لاعلم لهم بعلم الحديث . فالحديث مروي عن جمع كبير من الصحابة منهم : أبوهريرة وأبو سعيد كما في الصحيحين . ومن يرد الاطلاع على عدد الذين رووه فليرجع إلى ( حادي الأرواح ) للحافظ ابن القيم ـ رحمه الله ـ ) أ.هـ.
78- حديث : (أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ,ومن تخلف عنها غرق وهوى ) من الأحاديث الباطلة ( المخرج من الفتنة : 70 ) .
79- حديث :(النجوم أمان لأهل السماء , وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ) . من الأحاديث الباطلة ( المخرج من الفتنة : 70 ) .
79- حديث : (علي خير البشر من أبى فقد كفر ) موضوع ( المخرج من الفتنة : 70 ) .
80- حديث :( النظر إلى علي عبادة ) موضوع . من الأحاديث الباطلة ( المخرج من الفتنة : 70 ) . قال عقبه والذي قبله : وقد أغنى الله أهل البيت بما صح في فضلهم عن هذه السفاسف .
81- حديث : ( لا يدخل الجنة صاحب مكس ) : يعني : العشار , رواه أحمد (ج4ص143) من حديث عقبة بن عامر , ورواه أيضاً (ج4 ص150 ) ولكنه من طريق ابن إسحاق وهو مدلس , ولم يصرح بالتحديث . ( المخرج من الفتنة : 148 ) .
82- ورد في مسند أحمد (ج4ص22) عن النبي - صلى الله عليه و سلم -يقول : إن نبي الله داود ـ صلى الله عليه و سلم ـ كان يقول لأهله في ساعة من الليل يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لساحر , أو عشار ) . لكنه من طريق علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف يرويه عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص , والحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص فالحديث ضعيف . ( المخرج من الفتنة : 148 ) .
83- حديث :( ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة أبرها وأتقاها المعتزلة ) ليس له أصل ( المخرج من الفتنة : 171 ) .
84- وأما حديث :(من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ) فإنه ضعيف لأنه من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم , وقد قال الحاكم , وناهيك به تساهلاً : إنه ممن لاتقوم به حجة . (نصائح وفضائح:42 ) .
85- - وأما حديث :( من لم يبيت الصوم فلا صوم له ) فإنه حديث ضعيف مضطرب , وإن حسنه بعض العلماء , فالصحيح فيه الاضطراب . (نصائح وفضائح:74) .
86- السؤال : هل هناك أدعية عند الإفطار ؟
الجواب : وأما الأدعية فمن أهل العلم من يقول : ثبت حديث : (ذهب الظمأ, وابتلت العروق , وثبـت الأجر إن شاء الله ) , والذي يظهر أنه لا يثبت حديث في الدعاء , أي : في دعاء بخصوصه , وإلا فقد ثبت : أن للصائم دعوة مستجابة عند فطره . فأنت تدعو الله بالمغفرة , وأن يشفيك , إلى ماتحتاج إليه من الأمور . (نصائح وفضائح:74 ) .
87- - حديث :(من قاء فلا قضاء عليه , ومن استقاء فعليه القضاء ) فهو حديث ضعيف . (نصائح وفضائح:80 ) .
88- حديث :(إني لا أحل المسجد لحائض ولاجنب )هوحديث ضعيف (نصائح وفضائح:84 ) .
89- السؤال : من هم الغرباء الذين ذكروا في قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ) ؟
الجواب : هم المتمسكون بالكتاب والسنة الذين يصدق عليهم مارواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاوية ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) .
وأماجاء في أنهم الذين يصلحون ما أفسد الناس , أو يصلحون إذا فسد الناس , فكل هذه الروايات لا تخلو من كلام أمثلها رواية أبي إسحاق السبيعي , ولم يصرح بالتحديث . ( نصائح وفضائح : 104 ) .
90- حديث : (حياتي خير لكم , ومماتي خير لكم ) , في الصارم المنكي في الثلث الأخير منه .
فأنصح بقراءته , وهو حديث مرسل , والمرسل من قسم الضعيف , فهو حديث لا يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ . ( نصائح وفضائح : 240 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:07 AM
91 ـ حديث أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان مختوناً في بطن أمه ) لم يثبت والحديث ضعيف أو موضوع ( نصائح وفضائح : 241 ) .
92ـ حديث :أنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولد مسروراً وحبل سرته مقطوع ) الحديث ضعيف . ( نصائح وفضائح : 241 ) .
93 ـ حديث :(أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان يتوضأ من مطاهر المسلمين رجاء بركتها ) فقد ذكره الشوكاني في ( الفوائد المجموعة ) ص : 12 .وقال :(ذكره الفيروزآبادي في ( المختصر ) , وقال المعلمي : والخبر فيما أرى منكر .
وإليك الكلام عليه : ذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة ص :12 وقال ذكره الفيروزآبادي في المختصر أ. هـ . وذكر المعلمي في تعليقه أنه رواه الطبراني في الأوسط , وأنه حديث منكر .
قال أبوعبد الرحمن : وإليك سنده من مجمع البحرين (ج1ص310 ) للهيثمي فقال الطبراني ـ رحمه الله ـ :
حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا محرز بن عون حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر وفي الحديث : وكان رسول الله يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة المسلمين .
قال أبو عبد الرحمن : هذا حديث لوصح لقلنا به ، فإنه لا يمنع أن يكون لأفراد المسلمين بركة من الله , والبركة : هي ثبوت الخير الإلهي , ولكن في رواية عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع ضعف .
قال الإمام الذهبي في السير (ج7 ص178 ) بعد أنذكر ثناء أهل العلم على عبد العزيز , وقال ابن حبان : روى عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة , وكان يحدث بها توهماً لا عمداً .
قال الذهبي : قلت : الشأن في صحة إسنادها إلى عبد العزيز , فلعلها قد أدخلت عليه . أ.هـ . ( نصائح وفضائح : 251_ 252 ) .
94ـ حديث ذكره ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ في العلل المتناهية عن أبي أمامة وعبد الله بن بشر وجماعة من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ :( الشرب من فضل وضوء المؤمن فيه شفاء من سبعين داء أدناه الهم ) .قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ : هذا حديث لا يصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .
قال يحي بن معين ـ رحمه الله ـ : العكاشي كذاب ( يعني محمد بن إسحاق العكاشي ) , وقال ابن عدي : يروي أحاديث مناكير موضوعة ) .أ.هـ . ( نصائح وفضائح : 252 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:08 AM
95 ـ قال ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ (ج1ص287) :أنا محمد بن يحيى نا إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن العلاء الزبيدي - حدثني عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال : أخبرني الزهري عن أبي سلمة و سعيد عن أبي هريرة قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته قال : آمين .
الحديث أخرجه ابن حبان (ج3 ص221) من ترتيب الصحيح والدارقطني (ج1ص335) , وقال : هذا إسناد حسن , والحاكم (ج1ص223) , وقال على شرطهما ولم يخرجاه , وأقره الذهبي , فوهما , لأن إسحاق بن إبراهيم وعمرو بن الحارث ليسا من رجال الصحيح , وسيأتي الكلام عليهما , وأخرجه البيهقي (ج2ص58 ) .
الحديث ضعيف جداً , في سنده إسحاق بن إبراهيم الزبيدي , قال أبوحاتم : لابأس به سمعت ابن معين يثني عليه , وقال النسائي : ليس بثقة , وقال أبوداود : ليس بشيء , كذبه محدث حمص محمد بن عوف الطائي .أ.هـ . من الميزان . وعمروبن الحارث هو الزبيدي وهو غير معروف العدالة كما في الميزان .(رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ص: 47ـ 48 ) .
96ـ قال أبو داود : حدثنا نصر بن علي أخبرنا صفوان بن عيسى عن بشر بن رافع عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تلا { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال " آمين " حتى يسمع من يليه من الصف الأول .
الحديث أخرجه ابن ماجه (ج1ص278) . قال العلق على ابن ماجة في الزوائد : في إسناده أبوعبد الله لا يعرف , وبشر ضعفه أحمد , وقال ابن حبان : يروي الموضوعات , والحديث رواه ابن حبان في صحيحه بسند آخر .أ.هـ.
قال أبو عبد الرحمن : وهو بسند ابن حبان (ج3ص221) ضعيف , لأنه من طريق إسحاق بن إبراهيم الزبيدي وقد تقدم مافيه , وعمرو بن الحارث هو الزبيدي مجهول . (رياض الجنة :48 ) .
97 ـ قال الترمذي ـ رحمه الله ـ (ج1ص157 ) حدثنا بندار حدثنا يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدي قالا : حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم قرأ ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقال آمين ومد بها صوته
قال أبو عيسى : وفي الباب عن علي وأبي هريرة
قال أبو عيسى : حديث وائل بن حجر حديث حسن
وبه يقول غيرواحد من اهل العلم من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ والتابعين ومن بعدهم يرون أن الرجل يرفع صوته بالتأمين ولا يخفيها , وبه يقول الشافعي و أحمد و إسحق
وروى شعبة هذا الحديث عن سلمة بن هيكل عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ قرأ ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقال آمين وخفض بها صوته
قال أبو عيسى : سمعت محمداً يقول حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا , وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث فقال عن حجر أبي العنبس وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن وزاد فيه عن علقمة بن وائل وليس فيه عن علقمة , وإنما هو عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر , وقال وخفض بها صوته وإنما هو ومد بها صوته
قال أبو عيسى : وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث ؟ فقال حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة قال : وروى العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان .
قال أبو عيسى : حدثنا أبو بكر محمد بن أبان حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر : عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ
نحو حديث سفيان عن سلمة بن كهيل .
تخريج حديث سفيان وهو الثوري : الحديث أخرجه أبوداود (ج1ص574) , والبخاري في جزء القراءة (ص50 ,51) , وأحمد (ج4ص316 ) , والدارقطني (ج1 ص 333) , وقال : هذا إسناد صحيح , ,أخرجه البيهقي (ج2ص557 ) .
تخريج حديث العلاء بن صالح : والحديث أخرجه أبوداود (ج1ص574) .
تخريج حديث شعبة : الحديث أخرجه أبوداود الطيالسي ص (92 ) من ترتيب المسند وأحمد (ج4ص316) , والدارقطني (ج1ص434 ) وقال : ويقال : إن شعبة وهم فيه , لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقال : ورفع صوته بآمين , وهو الصواب . وأخرجه البيهقي (ج2ص57 ) وذكر قول الترمذي المتقدم , فعلم بهذا أن رواية شعبة التي فيها : وخفض بها صوته شاذة كما قاله هؤلاء الحفاظ . (رياض الجنة ص : 51 ـ 52 ) .
98ـ قال النسائي (ج2ص112) : أخبرنا قتيبة قال :حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه : قال صليت خلف رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فلما افتتح الصلاة كبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم يقرأ بفاتحة الكتاب , فلما فرغ منها قال : آمين يرفع بها صوته .
الحديث أخرجه ابن ماجة (ج1ص278) , وعبد الرزاق (ج2ص95 ) , وأحمد (ج4ص315و318 ) , والدارقطني (1ص334) , وقال : هذا إسناد صحيح .
قال أبوعبد الرحمن : وهو منقطع , لأن عبد الجبار لم يسمع من أبيه . (رياض الجنة ص: 53 ) .
99ـ قال الإمام إسحاق بن راهويه , كما في نصب الراية (1ص371 ) : أخبرنا النضر بن شميل ثنا هارون عن الأعور عن إسماعيل بن مسلم عن أبي إسحاق عن ابن أم الحصين عن أمه أنها صلت خلف رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فلما قال : { ولا الضالين } قال : آمين فسمعته وهي في صف النساء .
قال الهيثمي في المجمع (ج1ص114 ) : رواه الطبراني في الكبير , وفيه إسماعيل بن مسلم المكي , وهوضعيف . ( رياض الجنة ص : 53 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:10 AM
100 ـ قال ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ (ج1ص287) :حدثنا محمد بن حسان الأزرق بخبر غريب إن كان حفظ اتصال الإسناد حدثنا بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن بلال : أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم لا تسبقني بآمين .
قال أبو بكر : هكذا أملي علينا محمد بن حسان هذا الحديث من أصله . الثوري عن عاصم فقال عن بلال , ـ والناس إنما يقولون في هذا الإسناد عن أبي عثمان ـ أن بلالاً قال للنبي صلى الله عليه و سلم .
الحديث أخرجه أبوداود (ج1ص576) , ورواه أحمد (ج6ص12 ) , وعبد الرزاق (ج2ص96) , وعندهما قال : قال بلال . ورواه الحاكم (ج1ص129) , والبيهقي (ج2ص 56) , وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين , ولكن خالف المتن فقال : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لبلال : ( لا تسبقني بآمين ) .
وقال الحافظ كما في عون المعبود : رجاله ثقات , إلا أن أبا عثمان لم يسمع من بلال . ( رياض الجنة ص : 54 ) .
101ـ قال ابن خزيمة (ج1ص278) : ثنا محمد بن يحي ثنا أبو سعيد الجعفي حدثني ابن وهب أخبرني أسامة ـ وهو ابن زيد ـ عن نافع عن ابن عمر كلن إذا كان مع الإمام يقرأ بأم القرآن فأمن الناس فأمن ابن عمر , ورأى تلك سنة .
الحديث : قال الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله : إسناده ضعيف , أبو سعيد الجعفي اسمه يحي بن سليمان صدوق يهم كثيراً , وأسامة بن زيد إن كان العدوي فضعيف , وإن كان الليثي فهو صدوق يهم , وكلاهما يروي عن نافع وعنهما ابن وهب أ.هـ .
وأخرجه الدارقطني من حديث بحر السقاء عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قال: { وَلاَ الضَّالِّينَ }قال : ((آمين )) , ورفع بها صوته . وقال : بحر السقاء ضعيف . (رياض الجنة ص :56 ) .
102 ـ قال أبوداود رحمه الله (ج1 ص577 ) : حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ومحمود بن خالد قالا : ثنا الفريابي عن صبيح بن محرز الحمصي قال : حدثني أبو مصبح المقرائي قال : كنا نجلس إلى أبي زهير النميري , وكان من الصحابة ,فيتحدث أحسن الحديث فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال : اختمه بآمين فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة قال : أبو زهير أخبركم عن ذلك ؟
: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألح في المسألة فوقف النبي صلى الله عليه و سلم يستمع منه فقال النبي صلى الله عليه و سلم " أوجب إن ختم " فقال رجل من القوم بأي شىء يخنم ؟ قال " بآمين فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب " فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه و سلم فأتى الرجل فقال اختم يا فلان بآمين وأبشر . وهذا لفظ محمود .
الحديث في سنده صبيح بن محرز مجهول , لم يذكر عنه في تهذيب التهذيب راوياً إلا الفريابي , ولم يوثقه إلا ابن حبان .
103 ـ قال الحاكم في المستدرك (ج 1ص 233) : حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ،حد ثنا علي بن أحمد بن سليمان بن داود المهدي ، ثنا أصبغ بن الفرج ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم " " رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات , وأقره الذهبي .
وأقول هذا الحديث معل , لأن حاتم بن إسماعيل لم يسمعه من شريك بن أبي نمر وإنما سمعه من شريك بن عبد الله النخعي عن إسماعيل المكي عن قتادة عن أنس كما في الدارقطني (ج1ص308 ) , فشريك بن أبي نمر من رجال الجماعة , وإن كان قد تكلم فيه من أجل تخليطه في حديث الإسراء .
وشريك القاضي النخعي روى له أصحاب السنن ومسلم في الشواهد والمتابعات , وابن أبي نمر يروي عن أنس , والنخعي لم يرو عن أنس , وقد ذكروا حاتم بن بن إسماعيل في الرواة عن النخعي , ولم يذكروه من الرواة عن ابن أبي نمر والحديث يدور على إسماعيل المكي , قال المعلق على الدارقطني : قال يحي : ليس بشيء . (رياض الجنة ص : 97 ) .
104 ـ قال الحاكم : حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ، بهمذان ،حد ثنا عثمان بن خرزاذد الأنطاكي ، حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ، قال : صليت خلف المعتمر بن سليمان ما لا أحصي صلاة الصبح ، والمغرب فكان " يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وبعدها " . وسمعت المعتمر يقول : ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي ، وقال أبي : ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك ، وقال أنس بن مالك : ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . " رواة هذا الحديث ، عن آخرهم ثقات , وأٌقره الذهبي .
الحديث أخرجه الدارقطني (ج1ص308 ) , قال الزيلعي في نصب الراية (ج1ص351) بعد ذكره هذا الحديث :
وهو معارض بما رواه ابن خزيمة في " مختصره " . والطبراني في " معجمه " عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن الحسن عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسر " ببسم الله الرحمن الرحيم " في الصلاة . وأبو بكر وعمر ـ وفي الصلاة ـ زادها ابن خزيمة ) إلى أن قال : ومحمد بن أبي السري قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه فقال : لين الحديث مع أنه قد اختلف عليه فيه فقيل عنه كما تقدم وقيل عنه : عن المعتمر عن أبيه عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يسر " ببسم الله الرحمن الرحيم "...) إلى آخر ماذكره في توهين هذا الحديث .
هذا وقد قال الحافظ في تقريب التهذيب : محمد" بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم , السعقلاني المعروف بابن أبي السري صدوق , عارف , له أوهام كثيرة , من العاشرة , فمثل هذا لا يعارض بحديثه الجبال الرواسي الثابتة عن أنس رضي الله عنه المتقدم بعضها .
( رياض الجنة 97 ـ 98 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:11 AM
105 ـ حديث :(لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ) لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ( رياض الجنة ص : 118 ) .
106ـ قال رحمه الله تعالى ( رياض الجنة ص: 118 ) :(أما الحديث الذي أخرجه محمد بن الهادي , وفيه النهي أن يجعل الرجل يده على يده في صدره في الصلاة , وأمر أن يرسلهما .
فهذا الحديث باطل يشهد القلب ببطلانه إذ ليس له أصل في كتب المحدثين , وقد كان بعض المتعصبة من المتمذهبة يضع المسألة , ثم يضع لها إٍسناداً انتصاراً للمذهب فلن يُقبل هذا الحديث الباطل من محمد بن الهادي , ولا من ألف مثل محمد بن الهادي , لأنه لايستحيل في العادة أن يتواطأ ألف رافضي على الكذب .
107ـ وقال رحمه الله : ( رياض الجنة ص: 119 ) : (وأما الحديث الذي استشهد به المفتي ناقلاً له من التعليق على نصب الراية , وفيه لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه نهى عن التكفير , وهو وضع اليد على الصدر , وعزاه المعلق على نصب الراية إلى الحافظ ابن القيم في الفوائد , فقد استشهد بالباطل على الباطل , وصار أعمى يقود أعمى , فالمعلق على نصب الراية حنفي جامد , ,والمفتي شيعي غال جاهل ..
فيقال لهذين وللحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى : من أخرج هذا الحديث , وأين سنده حتى ينظر في رجاله ؟ .
وإليك معنى التكفير : قال أبوالسعادات في النهاية : والتَّكْفِير هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه
إلى أن قال : ومنه حديث أبي مَعْشَر , أنه كان يَكْره التَّكْفِير في الصلاة , وذكر الزبيدي في تاج العروس نحوه ,إلى أن قال : وقيل : هو أن يضع يده على يده على صدره . وذكر ابن منظور في لسان العرب نحوه , فعلم بهذا أن التكفير في هذا الحديث يطلق على الانحناء , وعلى وضع اليد على اليد على الصدر .
لكن يقال : ثبت عرشك ثم انقش . أين سنده ؟ ولو وجد له سند إلى أبي معشر صحيح لكان الحديث معضلاً إذ أبو معشر من أتباع التابعين , وهو ضعيف , وقد قال البخاري وغيره :إنه منكر الحديث , كما في الميزان .
فعلم بهذا أن هذا الحديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ويعجبني قول أبي محمد ابن حزم رحمه الله : المقلد كالغريق يتشبث بما يستطيع أن يتناوله ولو بالطحلب .)
108 ـ قال الدارمي (ج1 ص 383 ) أخبرنا أبو نعيم ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى قريباً من الرسغ .
الحديث فيه انقطاع بين عبد الجبار وأبيه , وقد صرح بالواسطة في مسند أحمد (ج1ص479 ) ولكنهم مبهمون , وفيه أن أبا إسحاق مختلط , وزهير وهو أبومعاوية روى عنه بعد الاختلاط .(رياض الجنة ص : 120 ) .
109 ـ قال أبوداود رحمه الله (ج1ص480 ) : حدثنا محمد بن محبوب ثنا حفص بن غياث عن عبد الرحمن بن إسحاق عن زياد بن زيد عن أبي جحيفة أن عليا رضي الله عنه قال : من السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة .
الحديث أخرجه أحمد (ج1ص110 ) , وابن أبي شيبة (ج1ص391 ) , والدارقطني (ج1ص286 ) , والبيهقي (ج2ص31 ) .
الحديث في سنده عبد الرحمن بن إسحاق , وهو الكوفي ضعيف , وزياد بن زيد مجهول . ( رياض الجنة ص: 121 )
110 ـ في المجموع المنسوب إلى زيد بن علي , ولم تثبت نسبته (ج3 ص325 ) مع الروض حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال : ثلاث من أخلاق الأنبياء صلوات الله عليهم : تعجيل الإفطار, وتأخيرالسحور , ووضع الأكف على الأكف تحت السرة .
لا يثبت الحديث بهذا السند , لأنه من طريق عمرو بن خالد الواسطي , وهوكذاب يرويه عنه إبراهيم بن الزبرقان , يرويه عن إبر اهيم نصر بن مزاحم , وكان زائغاً عن الحق , وقد كُذب كما في الميزان .
111ـ قال أبوداود (ج1ص481 ) : حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل قال : قال أبو هريرة : أخذ الأكف على الأكف في الصلاة تحت السرة .
قال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي . الحديث أخرجه الدارقطني (ج1ص284 ) . رياض الجنة ص : 122) . )
112 ـ قال أبو داود: حدثنا أبو توبة ثنا الهيثم ـ يعني ابن حميد ـ عن ثور عن سليمان بن موسى عن طاوس قال
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بينهما على صدره وهو في الصلاة .
هذا الحديث أصح ماورد في تعيين موضع وضع اليدين , ولكنه مرسل .( رياض الجنة ص : 122) .
113ـ قال الترمذي رحمه الله (ج1ص159 ) : حدثنا قتيبة أخبرنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه .
قال أبو عيسى : حديث هلب حديث حسن .
أخرجه ابن ماجة (ج1ص166) , وأحمد (ج5 ص226 ) , من طريق سفيان ـ وهو الثوري ـ عن سماك به , وفيه وضع اليمنى على اليسرى على الصدر . وابن أبي شيبة (ج1ص390) , والبيهقي (ج2ص29 ) . الحديث في سنده قبيصة بن هلب وهو مجهول . (رياض الجنة ص: 123) .
114ـ قال ابن سعد رحمه الله في الطبقات (ج1ص104 ) من القسم الثاني : أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الأحوص بن حكيم عن أبي عون وراشد بن سعد وعن أبيه قالوا: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا صلى وضع يمينه على شماله.
الأحوص بن حكيم روى عن أبي عون وراشد بن سعد عن أبيه , وهو حكيم بن عمير .
والحديث ضعيف بهذا السند , لإرساله , ولضعف سعيد بن محمد الثقفي , وأحوص بن حكيم .(رياض الجنة ص: 123) .
115 ـ قال ابن أبي شيبة رحمه الله (ج1ص104 ) : حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش عن مجاهد عن مورق العجلي عن أبي الدرداء قال : من أخلاق النبيين وضع اليمين على الشمال في الصلاة .
قال الهيثمي في المجمع (ج1ص105 ) : رواه الطبراني في الكبير مرفوعاً وموقوفاً , والموقوف صحيح , والمرفوع في رجاله من لم أجد من ترجمه . ( رياض الجنة ص : 124 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:15 AM
116 ـ قال الدارقطني رحمه الله (ج1ص284 ) : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا شجاع بن مخلد ثنا هشيم قال منصور : ثنا عن محمد بن أبان الأنصاري عن عائشة قالت : ثلاثة من النبوة تعجيل الإفطار , وتأخير السحور , ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة . الحديث أخرجه البيهقي (ج2ص29 ) قال أبو الطيب : قال البخاري : لايصح سماع لمحمد بن أبان من عائشة . (رياض الجنة ص : 124 ) .
117 ـ قال ابن حبان رحمه الله (ج3ص196 ) من ترتيب الصحيح : أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء بن أبي رباح
يحدث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر سحورنا ونعجل فطرنا وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا )
قال أبو حاتم رضي الله عنه : سمع هذا الخبر ابن وهب عن عمرو بن الحارث و طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح .
الحديث أخرجه الدارقطني (ج1ص284 ) وفيه عند الدارقطني كما قال أبو الطيب طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي , قال فيه أحمد : متروك الحديث , وقال ابن معين : ضعيف ليس بشيء ,وتكلم فيه البخاري وأبوداود والنسائي وأبوزرعة وابن حبان والدارقطني وابن عدي .أ.هـ .
وقال الهيثمي في المجمع ( ج2ص105 ) رواه الطبراني في الكبيرورجاله رجال الصحيح , وقال الحافظ في التلخيص (ج1ص224 ) : وقال الطبراني : أخشى أن يكون الوهم فيه من حرملة .أ.هـ . يريد الحافظ رحمه الله أن ليس الحديث معروفاً إلا من حديث طلحة بن عمرو . ( رياض الجنة ص : 125 ) .
118 ـ قال البيهقي (ج2ص29 )وأخبرنا أبوسعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا إسحق بن أحمد الخزاعي بمكة ثنا يحي بن سعيد بن سالم القداح , قال عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إنا معشر الأنبياء أمرنا بثلاث : بتعجيل الفطر , وتأخير السحور , ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة " .
تفرد به عبد المجيد , وإنما يعرف بطلحة بن عمرو , وليس بالقوي عن عطاء عن ابن عباس , ومرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولكن الصحيح عن محمد بن أبان الأنصاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : ثلاث من النبوة : فذكرهن من قولها .أ.هـ . كذا قال . وقد تقدم أن محمد بن أبان لا يعرف له سماع من عائشة , وفي سند الحديث أيضاً يحي بن سالم القداح له مناكير , كما في الميزان . ( رياض الجنة ص : 125 ) .
119 ـ قال البيهقي رحمه الله (ج2ص30 ) : أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الصوفي أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا بن صاعد ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا محمد بن حجر الحضرمي حدثنا سعيد بن عبد الجبار بن وائل عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أوجبنا نهض إلى المسجد , فدخل المحراب , ثم رفع يديه بالتكبير , ثم وضع يمينه على يسراه على صدره .
قال ابن التركماني : محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل عن عمه سعيد له مناكير , قاله الذهبي , وأم عبد الجبار هي أم يحي لم أعرف حالها ولا اسمها . (رياض الجنة ص : 125 ـ 126 ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:17 AM
بما أن كتاب شيخنا رحمه الله :(الطليعة في الرد على غلاة الشيعة ) ذكر فيه كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة آثرت أن أنقله كاملاً على مراحل


قال الشيخ رحمه الله تعالى :(( الطليعة في الرد على غلاة الشيعة ) .

هذا، وبما أنهم اغتروا ببعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة رأيت أن أكتب جملة من الأحاديث التي لم تثبت في فضائل أهل البيت رحمهم الله.
وأنبه إلى أنني قد حذفت رجال السند رغبة في الاختصار، وقد ذكرت ما قيل في سند الحديث بعده نقلاً عن علماء الجرح والتعديل رحمهم الله.
الحمد لله ، نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)
وبعد : فإن من أعظم الفضائل التي يجدر بالمسلم أن يتحلى بها الصدق، وأقبح الرذائل التي يجب على المسلم أن يتباعد عنها الكذب ، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه البخاري ومسلم.
وروى الإمام أحمد عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي ، فمرا بي على رجل قائم على رأسه ، بيده كلوب من حديد ، فيدخله في شدقه فيشقه حتى يبلغ قفاه ، ثم يخرجه في شدقه الآخر ، ويلتئم هذا الشدق ، فهو يفعل ذلك به ، فقلت : أخبراني عما رأيت . فقالا : أما الرجل الذي رأيت فإنه كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق ، فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة ، ثم يصنع الله تبارك وتعالى به ما شاء )) . ورواه البخاري ومسلم مطولا.
وإن أعظم الكذب , وأقبحه الكذب على الله ورسوله كما قال الله سبحانه وتعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) هود : 18.
وقد تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )). وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين )). ولقد عظمت المصيبة ، واشتد خطر ما حذرنا رسول الله عليه وآله وسلم من الكذب عليه ، حتى أصبحت الأحاديث المكذوبة بضاعة كثير من الواعظين , وغيرهم من المتمذهبين ، لا سيما في باب المناقب ، فقد توسع الناس في ذلك حتى أفضى ذلك إلى تضليل كل طائفة الأخرى . ولما كان غلاة الشيعة من أعظم الناس كذباَ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا سيما في فضائل أهل البيت عليهم السلام ( 1)، حتى إنهم نسبوا لهم ما يحط من قدرهم ، وربما أفضى ذلك إلى الشرك بالله ، وليس ذلك بغريب ، فقد ادعوا لعلي رضي الله عنه الربوبية وهو حي ، فلما نهاهم مراراً فلم ينتهوا أمر بأخاديد فخدت , وأضرم النار فيها وحرقهم قائلاً :
لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبرا
وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على ذلك ، إلا أن ابن عباس رضي الله عنه كان يرى أنهم يقتلون ولا يحرقون لحديث : (( لا يعذب بالنار إلا رب النار )). كل هذا وقع بسبب الغلو المنهي عنه شرعاً .
لأجل ذلك رأيت أن أجمع لي ولإخواني من طلبة العلم الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل أهل البيت ، ولكني أذكر مقدمة بعنوان : من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:18 AM
من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل

إذا رام الداعي إلى الله أن يبين للناس منزلة أهل البيت التي أنزلهم الله إياها، وأن يوضح لهم الأحاديث المكذوبة ، وأن الله قد أغنى أهل بيت النبوة بتنويهه بعلو شأنهم حيث قال:( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) الأحزاب :33 , وبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " إني تارك فيكم ثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور " , وحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: " وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"ثلاثاً. رواه مسلم عن يزيد بن أرقم رضي الله عنه ، كل هذا لا يرضي غلاة الشيعة , وإذا قال لهم: إن هذا الحديث موضوع قالوا: إنك تبغض آل محمد، ولولا أنني رأيت ضرر الأحاديث الموضوعة، وضلال معتقدي صحتها، وتضليلهم لمن لا يقول بها فضلوا وأضلوا وضللوا غيرهم، وأصبحت عندهم هي العلم النافع، لولا ذلك لما تصديت لجمع هذه الأحاديث لقصر باعي , وقلة اطلاعي ، ولكن - الله المطلع -أراه واجباً متحتماً ، ولا يعرف ذلك إلا من قد عرف أحوالهم , وجالسهم وعرف انحرافهم.
نسأل الله لنا ولهم الهداية آمين. والله المستعان. والآن أبتدئ في المقصود فأقول وبالله التوفيق.


*الأحاديث الموضوعة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي الله عنه *
120/1- حديث: ( خلقت أنا وهارون بن عمران , ويحيى بن زكريا , وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة) .
قال ابن الجوزي: هذا الحديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . والمتهم به المروزي ـ وهو محمد بن خلف ـ . قال يحيى بن معين: هو كذاب، وقال الدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: كان مغفلاً، يلقن فيتلقن ، فاستحق الترك.
121/2- حديث:"خلقت أنا وعلي من نور ، وكنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، ثم خلق الله آدم فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثم جعلنا في صلب عبد المطلب ، ثم شق اسمينا من اسمه، فالله محمود , وأنا محمد , والله الأعلى , وعلي علي "
قال ابن الجوزي: هذا وضعه جعفر بن أحمد، وكان رافضياً يضع الحديث.
قال ابن عدي: كنا نتيقن أنه يضع.
123/3- حديث:" لقد صلت الملائكة على علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يصل معي رجل غيره" .
124/4حديث:" صلى علي الملائكة وعلى علي ابن أبي طالب سبع سنين، ولم تصعد شهادة أن لا إله إلا الله إلا مني ومن علي بن أبي طالب"
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الطريق الأولى : ففيه محمد بن عبيد الله، قال يحيى: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وأما الثاني : فقال ابن عدي: عباد[1] ضعيف غالٍ في التشيع. قال العقيلي: هو ضعيف، يروي عن أنس نسخة عامتها مناكير ، وعامة ما يروي في فضائل علي عليه السلام. فقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث جداً، منكره.اهـ.
قلت: أبى الله إلا أن يفضح الكذابين . ورحم الله سفيان إذ يقول: ما ستر الله عز وجل أحداً يكذب في الحديث، ولقد صدق ابن المبارك حيث قال: لو هم رجل في السحر أن يكذب في الحديث لأصبح الناس يقولون: فلان كذاب . وقال حسان بن زيد: لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ ا. هـ. وصدق حسان بن زيد فإن الذي يقرأ في التاريخ يعلم أن عليّاً وأبا بكر وبلالاً وزيد بن حارثة وخديجة وابن مسعود وعماراً وحمزة وغيرهم كانوا قد أسلموا[2] مع علي، فيجزم بكذب هذين الحديثين لمخالفتهما للواقع. وكذا عمر رضي الله عنه فإنه أسلم سنة ست من النبوة بعد أربعين رجلاً , وإحدى عشرة امرأة كما في الاستيعاب.
125/5- قول علي: " أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس لسبع سنين ".
قال ابن الجوزي: موضوع، والمتهم به عباد بن عبد الله قال علي بن المديني:كان ضعيف الحديث. وقال الأزدي روى أحاديث لا يتابع عليها. وأما المنهال- وهو أحد الرواة[3]- فتركه شعبة، وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن حديث علي : أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر. فقال : اضرب عليه , فإنه حديث منكر.
126/6- حديث:" عرضت علي أمتي في الميثاق في صور الذر بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وكان أول من آمن بي علي بن أبي طالب ، فكان أول من آمن بي وصدقني حين بعثت، فهذا الصديق الأكبر"
قال ابن الجوزي: هذا لا نشك أنه من عمل الذراع[4] إنه كان كاذباً يضع الحديث.
127/7- حديث:" يا علي، أخصمك بالنبوة , ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع , ولا يحاجك فيها أحد من قريش: أولهم إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية يوم القيامة".

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:24 AM
من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل

إذا رام الداعي إلى الله أن يبين للناس منزلة أهل البيت التي أنزلهم الله إياها، وأن يوضح لهم الأحاديث المكذوبة ، وأن الله قد أغنى أهل بيت النبوة بتنويهه بعلو شأنهم حيث قال:( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) الأحزاب :33 , وبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " إني تارك فيكم ثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور " , وحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: " وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"ثلاثاً. رواه مسلم عن يزيد بن أرقم رضي الله عنه ، كل هذا لا يرضي غلاة الشيعة , وإذا قال لهم: إن هذا الحديث موضوع قالوا: إنك تبغض آل محمد، ولولا أنني رأيت ضرر الأحاديث الموضوعة، وضلال معتقدي صحتها، وتضليلهم لمن لا يقول بها فضلوا وأضلوا وضللوا غيرهم، وأصبحت عندهم هي العلم النافع، لولا ذلك لما تصديت لجمع هذه الأحاديث لقصر باعي , وقلة اطلاعي ، ولكن - الله المطلع -أراه واجباً متحتماً ، ولا يعرف ذلك إلا من قد عرف أحوالهم , وجالسهم وعرف انحرافهم.
نسأل الله لنا ولهم الهداية آمين. والله المستعان. والآن أبتدئ في المقصود فأقول وبالله التوفيق.


*الأحاديث الموضوعة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي الله عنه *
120/1- حديث: ( خلقت أنا وهارون بن عمران , ويحيى بن زكريا , وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة) .
قال ابن الجوزي: هذا الحديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . والمتهم به المروزي ـ وهو محمد بن خلف ـ . قال يحيى بن معين: هو كذاب، وقال الدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: كان مغفلاً، يلقن فيتلقن ، فاستحق الترك.
121/2- حديث:"خلقت أنا وعلي من نور ، وكنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، ثم خلق الله آدم فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثم جعلنا في صلب عبد المطلب ، ثم شق اسمينا من اسمه، فالله محمود , وأنا محمد , والله الأعلى , وعلي علي "
قال ابن الجوزي: هذا وضعه جعفر بن أحمد، وكان رافضياً يضع الحديث.
قال ابن عدي: كنا نتيقن أنه يضع.
123/3- حديث:" لقد صلت الملائكة على علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يصل معي رجل غيره" .
124/4حديث:" صلى علي الملائكة وعلى علي ابن أبي طالب سبع سنين، ولم تصعد شهادة أن لا إله إلا الله إلا مني ومن علي بن أبي طالب"
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الطريق الأولى : ففيه محمد بن عبيد الله، قال يحيى: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وأما الثاني : فقال ابن عدي: عباد[1] ضعيف غالٍ في التشيع. قال العقيلي: هو ضعيف، يروي عن أنس نسخة عامتها مناكير ، وعامة ما يروي في فضائل علي عليه السلام. فقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث جداً، منكره.اهـ.
قلت: أبى الله إلا أن يفضح الكذابين . ورحم الله سفيان إذ يقول: ما ستر الله عز وجل أحداً يكذب في الحديث، ولقد صدق ابن المبارك حيث قال: لو هم رجل في السحر أن يكذب في الحديث لأصبح الناس يقولون: فلان كذاب . وقال حسان بن زيد: لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ ا. هـ. وصدق حسان بن زيد فإن الذي يقرأ في التاريخ يعلم أن عليّاً وأبا بكر وبلالاً وزيد بن حارثة وخديجة وابن مسعود وعماراً وحمزة وغيرهم كانوا قد أسلموا[2] مع علي، فيجزم بكذب هذين الحديثين لمخالفتهما للواقع. وكذا عمر رضي الله عنه فإنه أسلم سنة ست من النبوة بعد أربعين رجلاً , وإحدى عشرة امرأة كما في الاستيعاب.
125/5- قول علي: " أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس لسبع سنين ".
قال ابن الجوزي: موضوع، والمتهم به عباد بن عبد الله قال علي بن المديني:كان ضعيف الحديث. وقال الأزدي روى أحاديث لا يتابع عليها. وأما المنهال- وهو أحد الرواة[3]- فتركه شعبة، وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن حديث علي : أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر. فقال : اضرب عليه , فإنه حديث منكر.
126/6- حديث:" عرضت علي أمتي في الميثاق في صور الذر بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وكان أول من آمن بي علي بن أبي طالب ، فكان أول من آمن بي وصدقني حين بعثت، فهذا الصديق الأكبر"
قال ابن الجوزي: هذا لا نشك أنه من عمل الذراع[4] إنه كان كاذباً يضع الحديث.
127/7- حديث:" يا علي، أخصمك بالنبوة , ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع , ولا يحاجك فيها أحد من قريش: أولهم إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية يوم القيامة".

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:26 AM
128/8- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:" كفوا عن علي، فلقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه خصالاً ، لأن تكون واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وعبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهينا إلى باب أم سلمة رضي الله عنها، وعلي نائم على الباب فقلنا: أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يخرج إليكم فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فثرنا إليه ، فاتكأ على علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم ضرب بيده على منكبه ، ثم قال:"إنك مخاصم مخصم، أنت أول المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعده، وأقسمهم بالسوية، وأرفقهم بالرعية , وأعظمهم مزية ، وأنت عضدي وغاسلي ودافني، والمتقدم إلى كل شديد وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي"
ثم قال ابن عباس رضي الله عنه : ولقد مات علي رضي الله عنه بصهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبسطة في العسرة، وبذل الماعون ، وعلم بالتنزيل، وفقه في التأويل، وقتلات الأقران.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع من عمل الإبزاري[5]، وكان كذاباً.
129/9- قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:"أنت أول من آمن بي ، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الأكبر، تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار"
قال ابن الجوزي: موضوع، فيه عباد بن يعقوب. قال ابن حبان:يروي المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك. وفيه علي بن هاشم. قال ابن حبان: كان يروي عن المشاهير المناكير، وكان غالياً في التشيع. وفيه محمد بن عبيد قال يحيى: ليس بشيء.
130/10 - قول ابن عباس: ستكون فتن فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين:كتاب الله , وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب:"هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي".
قال ابن الجوزي: موضوع ، والمتهم به عبد الله بن داهر، فإنه كان غالياً في الرفض ، قال يحيى بن معين: ليس بشيء ، ما يكتب عنه إنسان فيه خير.
131/11- قول ابن مسعود :كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة وفد الجن، فتنفس، فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال:"نعيت إلى نفسي ياابن مسعود" قلت: فاستخلف قال:"من؟" قلت:أبو بكر . فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس، فقلت: ما شأنك؟ بأبي وأمي يا رسول الله. قال:"نعيت إلي نفسي" قال:قلت: فاستخلف. قال:"من؟" قلت: علي بن أبي طالب قال:" والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين"
قال ابن الجوزي: موضوع والحمل فيه على ميناء، وهو مولى لعبد الرحمن بن عوف، وكان يغلو في التشيع، قال يحيى بن معين: ليس بثقة، ومن ميناء العاض بظر أمه حتى يتكلم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو حاتم الرازي: كان يكذب.
132/12- /قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:"أنت وارثي" .
قال ابن الجوزي: هذا حديث مما عمله الإبزاري ، وكان كذاباً.
133/13- حديث" أولكم مني وروداً على الحوض أولكم إسلاماً ، علي بن أبي طالب" .
قال ابن الجوزي : هذا الحديث لا يصح . قال أحمد بن حنبل:أبو معاوية[6] الزعفراني لم يكن حديثه بشيء ومتروك. وكذلك النسائي: متروك، وقال البخاري ومسلم: ذهب حديثه. وقال أبو زرعة: كذاب . وقال أبو علي بن محمد: كان يضع الحديث، وقد روى هذا الحديث سيف بن محمد عن الثوري، وسيف شر من أبي معاوية.
134/14- حديث :" إن أخي ووزيري وخليفتي من أهلي , وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني , وينجز وعدي – علي بن أبي طالب".
قال ابن الجوزي: قال ابن حبان: مطر بن ميمون يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا تحل الرواية عنده.
135/15- حديث : من لم يقل علي خير الناس فقد كفر.
136/16- حديث: يا محمد ، علي خير البشر من أبى فقد كفر"
137/17- حديث: علي خير البرية"
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله. أما حديث علي- وهو رقم15 – ففيه محمد بن كثير الكوفي، وهو المتهم بوضعه فإنه كان شيعياً، وقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه. وقال ابن المديني: كتبنا عنه عجائب وخططت على حديثه. وقال ابن حبان : لا يحتج به بحال. وأما حديث ابن مسعود(وهو رقم16) ففيه حفص بن عمر، وليس بشيء. ومحمد بن شجاع الثلجي، وقد سبق في أول الكتاب أنه كذاب ، والمتهم به الجرجاني الشيعي.
وأما حديث أبي سعيد( وهو رقم17) : ففيه أحمد بن سالم قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ، فإنه يروي عن الثقات الطامات.
قلت: وثم طرق أُخر لا يصح منها شيء، تركتها اختصاراً، ولا يخفى على من له أدنى فهم عدم صحة هذه الأحاديث ، لدلالتها أن علياً رضي الله عنه أفضل من الأنبياء كلهم، لأنهم من البشر، واعتقاد هذا كفر ، نسأل الله السلامة. وقد قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية عقب هذا الحديث : موضوع، قبح الله واضعه.ا.هـ.
138/18- حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها"
139/19- حديث: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح من جميع الوجوه، أما حديث علي – وهو رقم18- فقال الدار قطني: قد رواه سويد بن غفلة عن الصنابحي لم يسنده، والحديث مضطرب غير ثابت ، وسلمة لم يسمع من الصنابحي .. قال ابن الجوزي: وثم في الطريق الأول محمد بن عمرو الرومي قال ابن حبان: كان يأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم ، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وفي الطريق الخامس مجاهيل- وهو رقم19- .
قلت: وثم طرق أخر تركتها اختصاراً، وكلها قد قدح ابن الجوزي وغيره من الحفاظ في صحتها ، وقد أطال الكلام أهل العلم على هذا الحديث ، فمنهم من حكم عليه بالوضع كابن الجوزي، ومنهم من قال بصحته كالحاكم ولا يخفى تساهله في تصحيح الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة، ولذلك لا يعتمد المحدثون على تصحيحه. قال العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه: (إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد) , ولهم في مستدركه ثلاثة أقول :إفراط وتفريط وتوسط. فأفرط أبو سعيد الماليني وقال: ليس فيه حديث على شرط الصحيح، وفرط الحافظ السيوطي، فجعله مثل الصحيح وضمه إليهما في كتابه الجامع الكبير، وجعل العزو إليه معلماً بالصحة، وتوسط الحافظ أبو عبد الله الذهبي فقال: فيه نحو الثلث صحيح ، ونحو الربع حسن، وبقية ما فيه مناكير وعجائب[7].ا.هـ كلامه رحمه الله.
أما ابن حجر والسيوطي فقد حكما على الحديث أنه من قسم الحسن، لكثرة طرقه، وقد تعقبهما العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله ، وبين أنه لا يصح منها طريق، ذكر هذا في تعليقه على الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، وكذا صاحب أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، ذكر أنه موضوع، وعاب على من ذكره في كتابه من الفقهاء كابن حجر الهيتمي.
قلت: ولا يخفى أن هذا الحديث قد خالف الواقع، فلو كانت الشريعة جاءتنا من قبل رسول الله عن علي لاحتمل أن الحديث له أصل ، ولكن ما دام أن أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه لم يحط بالشريعة كلها، وقد كان يطلب من الصحابة الحديث كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه(رفع الملام عن الأئمة الأعلام) قال رحمه الله في سياق البيان: إنه ما من أحد إلا وقد فاته شيء من العلم، وكذلك علي رضي الله عنه قال: كنت سمعت من رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء[8] أن ينفعني منه، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر، وذكر حديث التوبة المشهور، وأفتى هو وابن عباس وغيرهما بأن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً تعتد أبعد الأجلين ، ولم تكن قد بلغتهم سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيعة الأسلمية وقد توفى عنها زوجها سعد بن خولة، حيث أفتاها النبي بأن عدتها وضع حملها، وأفتى هو وزيد وابن عمر وغيرهم –رضي الله عنهم- بأن المفوضة إذا مات عنها زوجها فلا مهر لها، ولم تكن بلغتهم سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بروع بنت واشق.ا. هـ كلامه.
أقول: ومما يدلنا أن الحديث قد خالف الواقع ما رواه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث، فقد ذكر بعض المترجمين له رضي الله عنهم أنه روى خمسمائة وستة وثمانين حديثاً، فهذا يدل دلالة واضحة أن الحديث ليس بصحيح ، لأنه قد نقل إلينا عن سائر الصحابة رضي الله عنهم أضعاف ما رواه علي رضي الله عنه.
ولسنا نحسد أمير المؤمنين على ما أعطاه الله من النظر الثاقب، والرأي الصائب، والفهم الصحيح. ولكنا نريد أن نبين للناس الأحاديث الموضوعة التي لبست على كثير من الناس دينهم . والله المستعان.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:28 AM
140/20- قول أسماء رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:" صليت؟" قال: لا . قال:" اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك ، فاردد عليه الشمس" قالت: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلا شك ، فقد اضطرب الرواة فيه إلى أن قال: وأحمد بن داود ليس بشيء وهو أحد رواة الحديث هذا.
قال الدار قطني: متروك كذاب، وقال ابن حبان : كان يضع الحديث . قال: وفيه عمار بن مطر قال فيه العقيلي: كان يحدث عن الثقات بالمناكير، وقال ابن عدي: متروك الحديث ، وفضيل بن مرزوق ضعفه يحيى ، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات ويخطئ على الثقات.
ثم قال ابن الجوزي رحمه الله: قلت: ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضيلة، ولم يتلمح إلى عدم الفائدة، فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت قضاءً ، فرجوع الشمس لا يعيدها أداءً.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أن الشمس لم تحبس على أحد إلا ليوشع.ا. هـ ، وقال العلامة عبد الرحمن المعلمي : هذه القصة أنكرها أكثر أهل العلم لأوجه:
الأول: أنها لو وقعت لنقلت نقلاً يليق بمثلها.
الثاني: أن سنة الله عز وجل في الخوارق أن تكون لمصلحة عظيمة، ولا يظهر هنا مصلحة، فإنه إن فرض أن علياً فاتته صلاة العصر –كما تقول الحكاية- فإن كان ذلك لعذر فقد فاتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر يوم الخندق لعذر ، وفاتته وأصحابه صلاة الصبح في سفر وصلاهما بعد الوقت، وبين أن ما وقع لعذر فليس فيه تفريط، وجاءت عدة أحاديث في أن من كان يحافظ على عبادة ثم فاتته لعذر يكتب الله عز وجل له أجرها كما كان يؤديها ، وإن كان لغير عذر فتلك خطيئة إذا أراد تعالى مغفرتها لم يتوقف ذلك على إطلاع الشمس من مغربها، ولا يظهر لإطلاعها معنى، كما لو قتل رجل آخر ظلماً ثم أحيا الله تعالى المقتول، لم يكن في ذلك ما يكفر ذنب القاتل.
الثالث : أن طلوع الشمس من مغربها آية قاهرة إذا رآها الناس آمنوا جميعاً , كما ثبت في الأحاديث الصحيحة , وبذلك فسر قول الله عزوجل: )يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ...) الأنعام :158.
فكيف يقع مثل هذا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولا ينقل أنه ترتب عليه إيمان رجل واحد أ.هـ .
يتبع إن شاء الله نعالى .

(الحواشي )
1 قلت ـ أبو مالك ـ : قوله ـ رحمه الله تعالى هذه فيه نظر حيث وأنه مما دخل على بعض أهل السنة من بدع الشيعة , وللمسأ لة انظر تفسير ابن كثير لقول الله تعالى : ({إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56 .

[1] هو عباد بن عبد الصمد كما في السند ، من الموضوعات.

[2] أعني معه في السبع السنين مع قطع النظر عن أول من أسلم.

[3] هو المنهال بن عمرو من رجال البخاري، تركه شعبة، لأنه سمع من بيته صوت طرب، وهذا لا يقدح في المنهال، إذ يحتمل ألا يكون في البيت، ويحتمل أنه كان نائماً، ويحتمل أنه من بعض أهله وهو كاره لا يستطيع أن يغير، وعلى كل فلا يقبل هذا الجرح من شعبة رحمه الله.

[4] الدراع: هو أحمد بن نصر.

[5] وهو الحسن بين عبيد الله.

[6] وهو عبد الرحمن بن قيس.

[7] وقد ذكرنا نبذة من أوهام الحاكم الفاحشة في مقدمة الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.

[8] الحديث رواه أحمد وغيره، وفيه أسماء بن الحكم ، أنكر البخاري عليه هذا الحديث.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:29 AM
141/21- قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعلي: (إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك ".
قال ابن الجوزي: قال أبو حاتم: ليس هذا الخبر من حديث ابن المسيب ، ولا من حديث الزهري ، ولا من حديث مالك، فهو باطل، ما قاله رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قط. وحفص بن عمر- وهو أحد رواة هذا الحديث – كان كذاباً . وقال العقيلي: حفص يحدث عن الأئمة بالبواطل.
142/22 - حديث "النظر إلى علي عبادة"
ذكر له ابن الجوزي ثلاث عشرة طريقاً. ثم قال: هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه ، ثم تكلم على الرجال المجروحين في أسانيدهن.
143/23 - قول أنس: كنا يوماً مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السوق ، فرأى بطيخاً ، فحل درهماً ثم دفعه إلى بلال. وقال: اذهب به فاشتر بطيخاً، فمضى ومضينا معه إلى منزله وأتى بلال بالبطيخ ، فأخذ منه علي واحدة ، فعورها ثم ذاقها ، فإذا هي مرة فقال:يابلال ، خذ البطيخ فرده وائتنا بالدرهم ، وأقبل حتى أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث، فلما رجع بلال قال: يا بلال ، إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي ويده على منكبي: "يا أبا الحسن ، إن الله قد أخذ محبتك على البشر والشجر والثمر والمدر، فمن أجاب إلى حبك عذب وطاب ، ومن لم يجب إلى حبك خبث ومر، وإني أظن هذا البطيخ لم يجب".
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع، وواضعه أبرد من الثلج ، فإن أخذ المواثيق إنما يكون لما يعقل، وما يتعدى ابن الجندي ، قال أبو بكر الخطيب: كان يضعف في روايته، ويطعن عليه في مذهبه، سألت الأزهري عن ابن الجندي ـ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى ، المعروف بابن الجندي.ـ , فقال: ليس بشيء، وقال العتيقي: كان يرمى بالتشيع.
144/ 24- قول علي: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم نمشي في طرقات المدينة، إذ مررنا بنخل من نخلها صاحت نخلة بأخرى: هذا النبي المصطفى ، وعلي المرتضى. ثم جزناها صاحت ثانية بثالثة: هذا موسى وأخوه هارون . ثم جزناها فصاحت رابعة بخامسة: هذا نوح وإبراهيم. ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة : هذا محمد سيد المرسلين وهذا علي سيد الوصيين. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: " يا علي، إنما سمي نخل المدينة صيحاناً، لأنه صاح بفضلي وفضلك".
قال ابن الجوزي: هذا من أبرد الموضوعات وأقبحها ، فلا رعى الله من عملها ، ولا نشك أنه من عمل الذراع وقد ذكرنا عن الدار قطني أنه قال: هو دجال كذاب.
قلت: ولا سامح الله من نقله لأجل الاحتجاج به. ولقد عرف بولس سلامة النصراني سخافة عقول الشيعة، ونظم هذه الأحاديث الموضوعة في كتاب سماه(عبد الغدير) ، فترى الشيعة معجبين بذلك الكتاب ، ويقولون: لقد عرف فضل علي مسيحي ، والنواصب منكرون له، وهم لا يعلمون أن عمله مكيدة للإسلام، واقتداء بعبد الله بن سبأ وشيعته الذين لا يألون جهداً في تفرقة كلمة المسلمين، والذين كانوا سبباً في إشعال الفتن بين المسلمين، من وقت الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى يومنا هذا.. فما أشبه بولس سلامة صاحب الكتاب المسمى بـ(عبد الغدير) ببولس اليهودي- الذي زعم أنه دخل في النصرانية ، وكان ذلك منه مكيدة ليفسد على النصارى دينهم . وهذا فعل بولس سلامة ، ولكن غلاة الشيعة لا يعقلون. وليتهم عرضوا دعوى بولس سلامة أنه يحب علياً على قول الله سبحانه وتعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة : 120. الآية، ليتضح لهم كذبه ، والله المستعان.
145/25- قول جابر: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب.
قال ابن الجوزي: هذا حديث باطل ، وقد تقدم أن الحسن العدوي كان يضع الحديث.
146/26- حديث: " حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب".
قال ابن الجوزي: قال الخطيب: رجال إسناده بعد محمد بن مسلمة كلهم معروفون ثقات . والحديث باطل مركب على هذا الإسناد. ومحمد بن مسلمة قد ضعفه اللالكائي , وأبو محمد الخلال جداً.
147/27-حديث: (من أراد أن ينظر إلى آدم في عمله ، ونوح في فهمه، وإبراهيم في حكمه، ويحيى بن زكريا في زهده، وموسى في بطشه , فلينظر إلى علي بن أبي طالب) .
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع ، وأبو عمر متروك.
141/21- قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعلي: (إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك ".
قال ابن الجوزي: قال أبو حاتم: ليس هذا الخبر من حديث ابن المسيب ، ولا من حديث الزهري ، ولا من حديث مالك، فهو باطل، ما قاله رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قط. وحفص بن عمر- وهو أحد رواة هذا الحديث – كان كذاباً . وقال العقيلي: حفص يحدث عن الأئمة بالبواطل.
142/22 - حديث "النظر إلى علي عبادة"
ذكر له ابن الجوزي ثلاث عشرة طريقاً. ثم قال: هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه ، ثم تكلم على الرجال المجروحين في أسانيدهن.
143/23 - قول أنس: كنا يوماً مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السوق ، فرأى بطيخاً ، فحل درهماً ثم دفعه إلى بلال. وقال: اذهب به فاشتر بطيخاً، فمضى ومضينا معه إلى منزله وأتى بلال بالبطيخ ، فأخذ منه علي واحدة ، فعورها ثم ذاقها ، فإذا هي مرة فقال:يابلال ، خذ البطيخ فرده وائتنا بالدرهم ، وأقبل حتى أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث، فلما رجع بلال قال: يا بلال ، إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي ويده على منكبي: "يا أبا الحسن ، إن الله قد أخذ محبتك على البشر والشجر والثمر والمدر، فمن أجاب إلى حبك عذب وطاب ، ومن لم يجب إلى حبك خبث ومر، وإني أظن هذا البطيخ لم يجب".
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع، وواضعه أبرد من الثلج ، فإن أخذ المواثيق إنما يكون لما يعقل، وما يتعدى ابن الجندي ، قال أبو بكر الخطيب: كان يضعف في روايته، ويطعن عليه في مذهبه، سألت الأزهري عن ابن الجندي ـ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى ، المعروف بابن الجندي.ـ , فقال: ليس بشيء، وقال العتيقي: كان يرمى بالتشيع.
144/ 24- قول علي: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم نمشي في طرقات المدينة، إذ مررنا بنخل من نخلها صاحت نخلة بأخرى: هذا النبي المصطفى ، وعلي المرتضى. ثم جزناها صاحت ثانية بثالثة: هذا موسى وأخوه هارون . ثم جزناها فصاحت رابعة بخامسة: هذا نوح وإبراهيم. ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة : هذا محمد سيد المرسلين وهذا علي سيد الوصيين. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: " يا علي، إنما سمي نخل المدينة صيحاناً، لأنه صاح بفضلي وفضلك".
قال ابن الجوزي: هذا من أبرد الموضوعات وأقبحها ، فلا رعى الله من عملها ، ولا نشك أنه من عمل الذراع وقد ذكرنا عن الدار قطني أنه قال: هو دجال كذاب.
قلت: ولا سامح الله من نقله لأجل الاحتجاج به. ولقد عرف بولس سلامة النصراني سخافة عقول الشيعة، ونظم هذه الأحاديث الموضوعة في كتاب سماه(عبد الغدير) ، فترى الشيعة معجبين بذلك الكتاب ، ويقولون: لقد عرف فضل علي مسيحي ، والنواصب منكرون له، وهم لا يعلمون أن عمله مكيدة للإسلام، واقتداء بعبد الله بن سبأ وشيعته الذين لا يألون جهداً في تفرقة كلمة المسلمين، والذين كانوا سبباً في إشعال الفتن بين المسلمين، من وقت الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى يومنا هذا.. فما أشبه بولس سلامة صاحب الكتاب المسمى بـ(عبد الغدير) ببولس اليهودي- الذي زعم أنه دخل في النصرانية ، وكان ذلك منه مكيدة ليفسد على النصارى دينهم . وهذا فعل بولس سلامة ، ولكن غلاة الشيعة لا يعقلون. وليتهم عرضوا دعوى بولس سلامة أنه يحب علياً على قول الله سبحانه وتعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة : 120. الآية، ليتضح لهم كذبه ، والله المستعان.
145/25- قول جابر: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب.
قال ابن الجوزي: هذا حديث باطل ، وقد تقدم أن الحسن العدوي كان يضع الحديث.
146/26- حديث: " حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب".
قال ابن الجوزي: قال الخطيب: رجال إسناده بعد محمد بن مسلمة كلهم معروفون ثقات . والحديث باطل مركب على هذا الإسناد. ومحمد بن مسلمة قد ضعفه اللالكائي , وأبو محمد الخلال جداً.
147/27-حديث: (من أراد أن ينظر إلى آدم في عمله ، ونوح في فهمه، وإبراهيم في حكمه، ويحيى بن زكريا في زهده، وموسى في بطشه , فلينظر إلى علي بن أبي طالب) .
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع ، وأبو عمر متروك.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:31 AM
148/28- حديث: اسمي في القرآن ( والشمس وضحاها) الشمس : 1 , واسم علي بن أبي طالب ( والقمر إذا تلاها) الشمس : 2، واسم الحسن والحسين ( والنهار إذا جلاها) الشمس : 3, واسم بني أمية(والليل إذا يغشاها) الشمس 4. إن الله بعثني رسولاً إلى خلقه ، فأتيت قريشاً فقلت لهم : معاشر قريش، إني جئتكم بعز الدنيا وشرف الآخرة ، أنا رسول إليكم" فقالوا: كذبت لست برسول الله ، فأتيت بني هاشم فقلت لهم: معاشر بني هاشم، إني قد جئتكم بعز الدنيا وشرف الآخرة، أنا رسول الله إليكم . فقالوا لي : صدقت ، فآمن بي مؤمنهم علي بن أبي طالب , وصدقني كافرهم يعني أبا طالب ، فبعث الله بلوائه، فركزه في بني هاشم ، فلواء الله فينا إلى يوم القيامة ، ولواء إبليس في بني أمية إلى أن تقوم الساعة، وهم أعداء لنا وشيعتهم أعداء لشيعتنا"
قال ابن الجوزي: قال الخطيب: وهذا الحديث منكر جداً ، بل موضوع ، وفي إسناده ثلاثة مجهولون : الحوضي ـ الحوضي هو محمد بن عمرو ، كما في السند من الموضوعات ـ ، وموسى بن إدريس، وأبوه، ولا يصح بوجه من الوجوه.
149/ 29 - قول سليمان: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فقلت : يا رسول الله ، إن الله لم يبعث نبياً إلا بين له من يلي بعده، فهل بين لك؟ قال: "لا" ثم سألته بعد ذلك فقال:" نعم علي بن أبي طالب".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع ، وفيه حكيم بن جبير. قال يحيى : ليس بشيء , وقال السعدي: كذاب وقال العقيلي: واهي الحديث. والأصبع والحسن مجهولان لا يعرفان إلا في هذا الحديث ، وفي هذا الإسناد سلمة بن الفضل،
قال ابن الميني: رمينا حديثه، وفيه محمد بن حميد ، وقد كذبه أبو زرعة , وابن وارة , وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالمقلوبات.
150/30- قول ابن عباس رضي الله عنه : لما عرج بالنبي صلى الله علي وآله وسلم إلى السماء السابعة، وأراه الله من العجائب في كل سماء، فلما أصبح جعل يحدث الناس من عجائب ربه، فكذب من أهل مكة من كذبه ، وصدقه من صدقه ، فعند ذلك انقض نجم من السماء، ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " في دار من وقع هذا النجم ؟ فهو خليفتي من بعدي " قال: فطلبوا ذلك النجم ، فوجدوه في دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فقال أهل مكة: ضل محمد وغوى ، وهوى إلى أهل بيته، ومال إلى ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فعند ذلك نزلت هذه السورة ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) النجم : 1-4 .
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، لا شك فيه ، وما أبرد الذي وضعه، وما أبعد ما ذكر. وفي إسناده ظلامة منها أبو صالح باذام ، وهو كذاب.
وكذلك الكلبي، ومحمد بن مروان السدي، والمتهم به الكلبي قال أبو حاتم بن حبان: كان الكلبي من الذين يقولون : إن علياً لم يمت، وإنه يرجع إلى الدنيا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها. لا يحل الاحتجاج به.
قال ابن الجوزي رحمه الله: قلت: والعجب من تغفيل من وضع هذا الحديث ، كيف رتب ما لا يصلح في العقول من أن النجم يقع في دار ويثبت حتى يرى، ومن بلهه أنه وضع هذا الحديث عن ابن عباس وكان ابن عباس في زمن المعراج ابن سنتين ، فكيف يشهد تلك الحالة ويرويها.
قلت: كفى غلاة الشيعة خزياً وضلالة روايتهم مثل هذه الأحاديث ، التي تنفر عنها الطباع، وتمجها الأسماع، فالرسول مشغول بالدعوة إلى الله ، وهؤلاء مشغولون بالخلافة ، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له هم إلا تأسيس الخلافة لعلي وذريته. فالله المستعان.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:32 AM
151/31 - قول أنس بن مالك : انقض كوكب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى هذا الكوكب، فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي, قال: فنظرنا فإذا هو انقض في منزل علي بن أبي طالب ، فقال جماعة من الناس: قد غوى محمد في حب علي بن أبي طالب، فأنزل الله تعالى:( والنجم إذا هوى) إلى قوله (وحي يوحى).
قال ابن الجوزي: هذا هو الحديث المتقدم إنما سرقه بعض هؤلاء الرواة، فغيروا إسناده، ومن تغفيله وضعه إياه على أنس، فإن أنساً لم يكن في مكة في زمن المعراج، ولا حين نزول هذه السورة ، فإن المعراج كان قبل الهجرة بسنة ، وأنس إنما عرف رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، وفي هذا الإسناد ظلامة، أما مالك النهشلي فقال ابن حبان: يأتي على الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، وأما ثوبان فهو أخو ذي النون المصري، ضعيف في الحديث، وأبو قضاعة منكر الحديث، متروكه ، وأبو الفضل العطار , وسليمان بن أحمد مجهولان.
152/32- حديث: (وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي , وخير من أخلف بعدي – علي بن أبي طالب) .
153/33- خبر: قلت لسلمان الفارسي: سل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وصيه؟ فقال له سلمان: يا رسول الله ، من وصيك؟ قال: من كان وصي موسى؟" قال: يوشع بن نون. "فإن وصيي , ووارثي يقضي ديني , وينجز موعدي ، وخير من أخلف بعدي – علي بن أبي طالب".
ذكر ابن الجوزي رحمه الله لهذا الحديث أربع طرق ، ثم قال: هذا حديث لا يصح . أما الطريق الأول وهو رقم 33- ففيه إسماعيل بن زياد، قال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدار قطني: متروك، وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: أكثر رواة هذا الحديث مجهولون وضعفاء. وأما الطريق الثاني ففيه مطر بن ميمون . قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث . وفيه جعفر، وقد تكلموا فيه , وأما الطريق الثالث: ففيه خالد بن عبيد، قال ابن حبان : يروي عن أنس نسخة موضوعة، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب. وأما الطريق الرابع: فإن قيس بن ميناء من كبار الشيعة , ولا يتابع على هذا الحديث.
قلت: قال في الميزان: قيس بن ميناء عن سلمان الفارسي بحديث:" علي وصيي..." ، وهذا كذب.
154/34- حديث : يا أنس اسكب لي وضوءاً ، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين" قال أنس :فقلت :اللهم اجعله رجلاً من الأنصار إذ جاء علي عليه السلام قال:"من هذا يا أنس" فقلت: علي . فقام مستبشراً فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه , ويمسح عرق علي بوجهه فقال علي: يا رسول الله، لقد رايتك صنعت شيئاً ما صنعت لي قط. قال: ما يمنعني , وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي) .
قال ابن الجوزي: وقد روى هذا الحديث جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس.
قال زائدة: كان جابراً . وقال أبو حنيفة : ما لقيت أكذب منه.
أقول: قد اطلعت على كتاب يسمى المراجعات ، لبعض الإمامية، فأثنى على جابر ، وهكذا كتابه مملوء بالثناء على أناس مجروحين، والطعن على صحابة سيد المرسلين. لذلك رأيت أن أنقل لك ما تكلم به علماء الحديث في جابر الجعفي، ليتضح لك كذب صاحب المراجعات. ولقد اغتر بهذا الكتاب كثير من الناس ، لأنه بصفة سؤال وجواب بين صاحب المراجعات وشيخ الأزهر، فيظن المطلع عليه أنه قد اتفق عليه هو وشيخ الأزهر خصوصاً من لا يعرف كذب الرافضة قديماً وحديثاً.
أما الكلام على جابر الجعفي , فقد قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا أبو غسان محمد ابن عمرو الرازي قال: سمعت جريراً يقول: لقيت جابراً الجعفي , فلم أكتب عنه ، كان يؤمن بالرجعة.
وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يُظهر ما أظهر ، فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه، وتركه بعض الناس . فقيل له : وما أظهر؟ قال: الإيمان بالرجعة.
حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت رجلاً سأل جابراً عن قوله عز وجل: (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) بوسف : 80 .فقال جابر: لم يجئ تأويل هذه . قال سفيان: وكذب،فقلنا لسفيان: وما أراد بهذا قال: إن الرافضة تقول: إن علياً في السحاب فلا تخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي منادٍ من السماء . يريد علياً أنه ينادي: أخرجوا مع فلان . يقول جابر: فذاك تأويل هذه الآية. وكذب . كانت في إخوة يوسف ـ صلوات الله عليهم ـ .
حدثني سلمة حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت جابراً يحدث بنحو من ثلاثين ألف حديث، ما أستحل أن أذكر منها شيئاً ، وإن لي كذا وكذا.اهـ. باختصار.
أما الإمام الذهبي رحمه الله، فقد أطال الكلام في الميزان على جابر الجعفي ، ومما قال : قال ابن حبان: كان سبئياً[1]، من أصحاب عبد الله بن سبأ ، كان يقول : إن علياً يرجع إلى الدنيا.أ.هـ . قلت: وهذا يفسر ما تقدم من أنه يؤمن بالرجعة.
155/35- خبر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم المرض الذي توفي فيه، وكانت عنده حفصة وعائشة ، فقال لهما: "أرسلا إلى خليلي" فأرسلنا إلى أبي بكر فجاء فسلم، ودخل فجلس، فلم يكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حاجة، فقام فخرج، ثم نظر إليهما فقال: "أرسلا إلى خليلي" فأرسلنا إلى عمر فجاء عمر فسلم ودخل ، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حاجة فقام فخرج، ثم نظر إليهما فقال:"أرسلا إلى خليلي" فأرسلنا إلى علي، فجاء فسلم ودخل فلما جلس أمرهما فقامتا. قال: " يا علي ، ادع بصحيفة ودواة" فأملى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكتب ، وشهد جرير، ثم طويت الصحيفة. فمن حدثكم أنه يعلم ما في الصحيفة إلا الذي أملاها أو كتبها , أو شهدها فلا تصدقوه.
قال ابن الجوزي : هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو منقطع من حيث إن عطية تابعي، ثم قد ضعفه الثوري وهشيم , وأحمد ويحيى , ونصر بن مزاحم قد ضعفه الدار قطني، وقال إبراهيم بن يعقوب: كان نصر زائغاً عن الحق مائلاً، وأراد بذلك في الرفض، فإنه كان غالياً، وكان يروي عن الضعفاء أحاديث مناكير أ.هـ.

[1] قوله: سبئياً نسبة إلى عبد الله بن سبأ ، وهو يهودي من صنعاء، تظاهر بالإسلام ، من أجل أن يتوصل إلى أغراض له من إشعال الفتن بين المسلمين , وإفساد الإسلام وهو من الذين غلوا في علي عليه السلام، فبلغ علياً رضي الله عنه ، فطلبه ليقتله ، فهرب إلى قرقيسيا. اهـ من التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية بتصرف.
156/36- قول علي رضي الله عنه : بايع الناس لأبي بكر، وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق، فسمعت وأطعت، مخافة أن يرجعوا كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع الناس عمر ، وأنا والله أولى بالأمر وأحق ، فسمعت وأطعت، مخافة أن يرجعوا كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذاً أسمع وأطيع، إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم، لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح، ولا يعرفونه لي ، كلنا فيه شرع سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلم بما لا يستطيع عربيهم وعجميهم ولا المعاهد منهم , ولا المشرك رد خصلة منها لفعلت. ثم قال: نشدتكم الله أيها النفر جميعاً، أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله , وأسد رسوله , وسيد الشهداء؟ قالوا: اللهم لا. قال : أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين الموشى بالجوهر، يطير بها في الجنة حيث يشاء؟ قالوا: اللهم لا . قال: أفيكم أحد له زوجة كزوجتي فاطمة؟ قالوا: اللهم لا. قال : أفيكم أحد كان قتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني؟ فقالوا: اللهم لا. قال : أفيكم أحد كان أعظم غناءً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين اضطجعت على فراشه، ووقيته بنفسي، وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا : اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري , وغير فاطمة عليها السلام؟ قالوا اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر , وسهم في الغائب؟ قالوا : اللهم لا. قال : أكان أحد غيري حين سد أبواب المهاجرين، وفتح بابي، فقام إليه عماه حمزة والعباس، فقالا: يا رسول الله ، سددت أبوابنا، وفتحت باب علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" ما أنا فتحت بابه، ولا سددت أبوابكم ، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم". فقالوا: اللهم لا. قال : أفيكم أحد تمم الله نوره في السماء غيري حين قال( وآتِ ذا القربى حقه) الإسراء:26.؟ قالوا: اللهم لا . قال: أفيكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنتي عشرة مرة غيري حين قال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) المجادلة :12. ؟ قالوا: لا. قال: أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى وضعته في حفرته غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، لا أصل له ، وزافر مطعون فيه.
قال ابن حبان: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وكانت أحاديثه مقلوبة، وقد رواه عن رجل لم يسمعه ولعله الذي وضعه. قال العقيلي: وقد حدثني به جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، وأسقط الرجل المجهول . قال: وهذ عمل ابن حميد، والصواب ما قاله يحيى بن المغيرة عن رجل.
قال: وهذا الحديث لا أصل له عن علي، وقد ذكرنا عن أبي زرعة وابن وارة أنهما كذبا محمد بن حميد.
قال الشوكاني: وقال في الميزان: هذا خبر منكر غير صحيح، وحاشا أمير المؤمنين من قوله هذا. وقال العلامة عبد الرحمن المعلمي: في هذا الخبر احتجاجات ركيكة، يجل قدر أمير المؤمنين علي عنها، وإنما تناسب عقود الجهلة. أ.هـ.
وأقول: كفى بكلام هذا الواضع على نفسه شهيداً على كذبه حيث قال: فقام إليه عماه حمزة , والعباس، فقالا: يا رسول الله، سددت أبوابنا وفتحت باب علي . فيقال لهذا الواضع: متى اتفقا مسلمين في المدينة وحمزة رضي الله عنه استشهد بأحد في السنة الثالثة من الهجرة، والعباس رضي الله عنه لم يهاجر إلا عام الفتح في السنة الثامنة، وهكذا يفضح الله الكذابين، فله الحمد والمنة.
فإن قلت: إن في نهج البلاغة المنسوب إلى علي رضي الله عنه ما يشهده لهذه الواقعة من التوجع من الصحابة رضي الله عنهم بسبب أخذ الخلافة عليه.
فالجواب: ما قاله العلامة المقبلي أحد العلماء المجتهدين من علماء اليمن، قال رحمه الله في كتابه العلم الشامخ (ص364): أخرج البخاري عن علي رضي الله عنه أنه قال: اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الخلاف حتى يكون الناس جماعة، أو أموت كما مات أصحابي. قال: وكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروى عن علي رضي الله عنه كذب. وصدق ابن سيرين رحمه الله، فإن كل قلب سليم وعقل غير زائغ عن الطريق القويم , ولب تدرب في مقاصد سالكي الصراط المستقيم – يشهد بكذب كثير مما في نهج البلاغة، الذي صار عند الشيعة عديل كتاب الله، لمجرد الهوى الذي أصاب كل عرق منهم ومفصل ، وليتهم سلكوا مسلك جلاميد الناس ’ وأوصلوا ذلك برواية تسوغ عند الناس وجادلوا عن رواتها، ولكن لم يبلغوا بها مصنفها ، حتى لقد سألت في الزيدية إمامهم الأعظم وغيره، فلم يبلغوا بها الرضي الإمامي الرافضي، وأئمتهم منذ زيد بن علي إلى يومنا هذا تزعم أن الرافضة دعاة الكفر , وشرار الخلق. نعوذ بالله من الضلال والهوى.
وما كان علي رضي الله عنه وأرضاه إلا إمام هدى، ولكنه ابتلي وابتلي به ومضى لسبيله حميداً ، وهلك به من هلك، هذا يغلو في حبه لغرض له ، أعظمهم ضلالاً من رفعه على الأنبياء أو زاد على ذلك. وأدناهم من لم يرض له مما رضي لنفسه لتقديم إخوانه وأخدانه في الإمارة. ا.هـ . كلامه رحمه الله.
أقول: أما الذي نسبت إليه الشيعة تأليف نهج البلاغة فهو محمد بن الحسين بن موسى الرضي أبو الحسن، شاعر بغداد، رافضي جلد.ا.هـ . ميزان الاعتدال.
فهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند، خصوصاً فيما يوافق بدعته، فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج. وأما المتهم عند المحدثين بوضع النهج فهو أخوه علي قال في الميزان: علي الحسين العلوي الحسين الشريف المرتضى ، المتكلم الرافضي المعتزلي، صاحب التصانيف، حدث عن سهل الديباجي والرزباني وغيرهما، وولي نقابة العلوية، ومات سنة 436 عن 81سنة . وهو المتهم بوضع نهج البلاغة، وله مشاركة قوية في العلوم، ومن طالع كتاب نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح ,والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما،
وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم فمن بعدهم من المتأخرين جزم بأنه الكتاب أكثره باطل.ا. هـ. كلامه رحمه الله.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:34 AM
157/37- خبر: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في المجلس قد أطاف به أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام، فوقف وسلم، ونظر مجلساً استحق أن يجلس فيه ، ونظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وجوه أصحابه أيهم يوسع له ، وكان أبو بكر جالساً عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فتزحزح له عن مجلسه، وقال: هنا يا أبا الحسن، فجاء فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر. قال أنس: فرأيت السرور في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل على أبي بكر وقال: "يا أبا بكر ، إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل".
قال ابن الجوزي: هذا الحديث موضوع ، قال الدار قطني: محمد بن زكريا الغلابي كان يضع الحديث. قال : والذارع كذاب دجال.
قال ابن الجوزي: قلت: والظاهر أن الغلابي وضعه ، وأن الذارع سرقه،
158/38- خبر: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد مع علي بن أبي طالب , وكانت راية المشركين مع طلحة بن أبي طلحة، فذكر الحديث، وذكر فيه أن كل من كان يحمل راية المشركين يقتله علي رضي الله عنه، حتى عد تسعة أنفس حملوها وقتلهم علي، وقتل جماعة من رؤسائهم يحمل عليهم، فقال جبريل: هذه المواساة. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(أنا منه وهو مني) , ثم سمعنا صائحاً يصيح في السماء، وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي ابن أبي طالب.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، والمتهم به عيسى بن مهران، قال ابن عدي: حدث بأحاديث موضوعة، وهو محترف في الرفض.
159/39- حديث: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"هي لك يا علي لست بدجال"
قال ابن الجوزي : هذا الحديث موضوع، وضعه موسى بن قيس، وكان من غلاة الروافض ، وقد غمض في هذه المديحة لعلي أبا بكر وعمر . قال العقيلي: وهو يحدث بأحاديث رديئة بواطيل.
قلت: ومن هذا الحديث وأمثاله من الموضوعات أخذ بعض متعصبي الشيعة تحريم الفاطمية على غير الفاطمي، والتحقيق أنه لو صح لما دل على ذلك، ولقد أحسن العلامة المقبلي اليماني حيث قال في الكلام على هذه المسألة في كتابه العلم الشامخ(ص353).

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:36 AM
الانتصار للفاطميات[1]
قال المقبلي رحمه الله: ومثل ما استصغر في الفروع ما فعله الزيدية في عصرنا هذا , ولم يكن في أوائلهم، وهو تحريم الفاطميات على من ليس بفاطمي، ووجه العلو في الرئاسة، ولا ينبغي أن يذكر ما تشبثوا به ، فإنما هو كذب , ومخرفة، مثل ما يروى من الأحاديث الجمة في تزويج فاطمة رضي الله عنها، وأحوالها من الموضوعات المعلومة، رفع الله شانها بما أغناها به من الاختصاصات عن تلك الهنات التي جاءوا بها، قالوا: فيلحق بها بناتها، وعلى فرض كلامهم هذا كانت بناتها ممنوعات الأزواج شرعاً ، لأنهن لم يكن لهن حينئذ إلا إخوانهن كما في بنات آدم جعل الله لهن مخرجاً، وهؤلاء لا مخرج لهن عند الزيدية، وقال إمام العصر هذا حفظه الله تعلى، وهو ذو المشاركة القوية في العلوم، والذهن السيال والتأله، والتعبير , والمقاصد الحسنة، والوقوف عند الحق بجهده، وكان في أول أمره فيما بلغنا لا يعبأ بهذه المقالة، ثم غلا فيها وجاوز، حتى روى أحد كتابه أنه بلغ إلى أن قال: من خالف هذا فقد كفر، قال ذلك الكاتب مؤكداً بالكاف , والفاء , والراء، ولما سئل عن الدليل قال: نحن نعتبر الكفاءة , وللأعلى في سائر الناس إسقاط حقه فيها، وأما في الفاطميات , فالحق لله ليس لأحد أن يسقطه ، وقوله: الحق لله هو معنى دعواه أن الله حرمه ، فجعل الدعوى دليلاً ، وهكذا من سلك متن عمياء , وخبط عشواء، وقد استدل بعضهم بأنه قد صار نكاح الفاطمية لمن ليس بفاطمي بحسب العرف الطارئ، كالهتك لحرمة أهل البيت , والوضع من شانهم، فلا يجوز فعله.
والجواب: أيدعي هذا على أهل الأرض جميعاً، فهذا مقابل للضرورة.
والتطبيق منذ عصر الصحابة إلى الآن على التزوج بهن في جميع الأرض، حتى رأينا وضعاء يرتفع عنهم آحاد الناس يتزوجون بالفاطمية، لعارض فقر ونحو ذلك، ولم يقع استنكار، وإن أردتم في بقعتكم هذه من جبال اليمن خاصة، فأما علماء الدين فليس عندهم إلا اتباع الدليل، ولا يستنكرون إلا مخالفته، كما قال الإمام المهدي، وقد يقال: إن هذا القول قريب من خلاف الإجماع، وزيادة لفظ قرب قريب، وأما العامة أتباع كل ناعق، فإنهم نشؤا في منع الدولة ودعوى تحريمه وتهويله، كذلك فإن المسألة دولية لا دليلية.
إلى أن قال رحمه الله: والمراد الآن ذكر مفسدة هذه المسألة السهلة فأولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في نسبه وسببه فقال: "كل نسب وسبب ينقطع إلا نسبي وسببي" فهذا ما يحمل الصلحاء على المنافسة على سببه صلى الله عليه وسلم، ويزيد الفاطميات حظوة , ولو لم يكن من مطالب الرجال. كالعجوز , والشوهاء ، ثم صارت الآن في اليمن يشيب أكثرهن بلا زواج، وتفسد من تفسد، ويتفرع على فساد من تفسد منهن مفاسد أخرى، لأن الرفيع يحاذر ما لا يحاذره الوضيع ، فيقتحم في تستيره نفسه كل هول.
وقد علم أن النساء أكثر من الرجال، وسيما وهو خصيصة آخر الزمان، فمن أين لنا فاطميون بهن؟ وليتهم مع هذا حملتهم النخوة , والحمية على القيام بهن وأبنائهن، ولكن يعدلون إلى ما تقتضي به أهواؤهم من بنات السوقة , والجيش، فترى الفاطميات اليوم مع كثرتهن في اليمن متجرعات لهذه المظلمة، مع ما علم من الأمر الشرعي من المسارعة إلى التزويج، مع وجود من ترضى شرعاً(إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) الأنفال: 73.لقد كان والله – أخبرني بعض الحجاج- رجل صالح عدل أنه وصل إلى اللحية , فرأته امرأة ذات حشم وأبهة، فأرادت الزواج به، فطمعت فيه لكونه غريباً يخفى، فقالت له : أنت شريف وقل، وكررت عليه وهو يقول: لا . فرجعت تبتهل إلى الله سبحانه وتعالى وتقول: فعل الله بك يا مؤيد وفعل، تريد المؤيد بن القاسم، لأنه كان شديداً في نحو هذا. وابن سعد الدين المذكور من تلامذته ووزيره ، فيالها من رحم قطعوها، وضيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أزلفوها، وما أحسن ما قيل في الغلو: ما جاوز حده جانس ضده، وإنما خصصنا المثال بهذه المسألة ، لأنها حديثة السن ربما لم يسمع بها أهل المذاهب , أو غالبهم، وكانت ولادتها فيما أظن وقت أحمد بن سليمان , وأيام المنصور، واستحكمت قوتها في زمن صلاح بن علي، ووقع بسببها ما وقع، وأما الهادي وغيره , فما نقلوا عنهم إلا نقيض ذلك.
ومما فرعوا عليها من الافتراء أن عمر رضي الله عنه اغتصب أم كلثوم بنت علي، وتهدده، حتى تلافى ذلك العباس وعقد له. وقال بعضهم: لم يدخل بها عمر. قالوا ذلك لما رأوا فعل علي يهد بدعتهم هذه، وكان يلزمهم أن الزنا بالإكراه، وصان الله أمير المؤمنين وبني هاشم والمهاجرين والأنصار وسائر المسلمين أجمعين.
لقد بلغوا من حطه وحطهم إلى حد لم يبلغ إليه أرذال العرب , وأذلهم وأقلهم، وهذا من أعظم مطالب إبليس ، فدس لهم هذا السم في حلوى تلك الأهواء.
وكفى بالمذهب شناعة أن يشهدوا على أئمتهم بأنهم فعلوا هذا المنكر العظيم في زعمهم: علي والحسن والحسين وجميع أهل البيت، كما ذلك في السير جميعاً في كتب هؤلاء الغالين فضلاً عن غيرهم ، ولم يسمع بخلاف إلا من المذكورين ونوادر بعدهم.
وليت شعري كيف يتصور دعوى الإجماع إن لم يكن في هذه المسألة التي أطبقت أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على العمل بها من غير نكير , وكان ينبغي أن يحرموا ذات الدين المتين لمن ليس يدانيها من المسلمين، فإن هذا في العرف العام شنيع ، فهلا اقتضى التحريم فإن الله تعالى يقول: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات :13 . فهل يترك هذا الفضل الذي ترى، وتعتبر الأنساب التي لم يعتبرها الله ورسوله ، بل نزلت الآية لردها ، فكأنهم أجابوها بهذه المقالة . حتى نشوان الحميري في بعض رسائله مناظرة بين بعض الزيدية أحمد بن سليمان , أو بعض شيعته في هذه المسألة , وأن الشريف: لعلك متزوج بشريفة. فقال: قد فعلت . قال: ممن؟ قال: من الذين قال الله فيهم: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) البينة: 7فهل فوق هذا؟.
ومرادنا من هذا إنكار المنكر، لا منازعة الدولة في عملهم ، فإنما هذا مسلك من تلك المسالك، وما أردنا إلا ضرب المثل ، ولا قيد للباطل , ولا نهاية له ، ولا ينجي منه إلا الوقوف على الحدود الشرعية، ولو أنصفوا لما اختلفوا. والله المستعان.
وقد بلغ غلو بني إسرائيل في رفعهم لنفوسهم إلى أنهم حصروا النبوة عليهم، فأدركوا كل الشقاء: ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) النساء 171 . اهـ كلامه رحمه الله.
وهذه المسألة قريبة العهد كما يقول المقبلي رحمه الله تعالى، ولم تكن عند أهل بيت النبوة، ففي المحبر (ص437) : وتزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمر بن الخطاب، ثم خلف عليها عون بن جعفر بن أبي طالب، ثم محمد بن جعفر، وتزوجت أم الحسن بنت علي بن أبي طالب جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، ثم خلف عليها جعفر بن عقيل بن أبي طالب، ثم عبد الله بن الزبير بن العوام.
وتزوجت أم القاسم بنت الحسن بن علي بن أبي طالب مروان بن أبان بن عثمان ابن عفان ، ثم خلف عليها علي بن الحسين ثم الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب.
وتزوجت سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب – عبد الله - بن الحسن ابن علي، وكان أبا عذرها ، فمات عنها، فخلف عليها مصعب بن الزبير ، فولدت له فاطمة ماتت وهي صغيرة، فقتل عنها، فخطبها عبد الملك بن مروان فأبته، فتزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام بن خويلد ، ثم الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان فلم يصل إليها، فارقها قبل ذلك ، ثم زيد بن عمر بن عثمان، ثم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فلم يدخل بها، وخيرت فاختارت نفسها.
وتزوجت أم علي بنت علي بن الحسين بن علي – علي بن الحسين بن الحسن ثم خلف عليها عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، ثم محمد بن معاوية بن عبد الله ، ثم نوح بن إبراهيم بن محمد بن أبي طلحة بن عبيد الله . وأغلب هؤلاء الذين تزوجوا بعلويات ليسوا بعلويين فمن متى أصبحت العلوية مظلومة؟ .
فأنت تجد هؤلاء الذين يزعمون أنهم سادة، وليس لهم من السيادة شيء، ينهونا معشر القبائل عن التعصبات القبلية، وهم أشد الناس تعصباً ، أوليس الله سبحانه وتعالى يقول: ( إنما المؤمنون إخوة) الحجرات:10 .ويقول:( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن) الحجرات :11
ويقول: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات : 13.
وقد استنكر هذه المسألة محمد بن إسماعيل الأمير، وهو من أهل بيت النبوة ، فقال في سبل السلام في باب الكفاءة والخيار: وللناس في هذه المسألة عجائب لا تدور على دليل غير الكبرياء والترفع. ولا إله إلا الله ! كم حرمت المؤمنات النكاح لكبرياء الأولياء واستعظامهم أنفسهم . اللهم ، إنا نبرأ إليكم من شرط ولده الهوى , ورباه الكبرياء، ولقد منعت الفاطميات في جهة اليمن ما أحل الله لهن من النكاح، لقول بعض مذهب الهادوية: إنه يحرم نكاح الفاطمية إلا من فاطمي من غير دليل ذكروه.
وليس مذهباً لإمام المذهب الهادي عليه السلام، بل زوج بناته من الطبريين , وإنما نشأ هذا القول من بعده في أيام الإمام أحمد بن سليمان , وتبعهم بيت رياستها، فقالوا بلسان الحال: تحرم شرائفهم على الفاطميين إلا من مثلهم، وكل ذلك من غير علم , ولا هدى , ولا كتاب منير، بل ثبت خلاف ما قالوه عن سيد البشر كما دل له: وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "انكحي أسامة" رواه مسلم، وفاطمة قرشية فهرية أخت الضحاك بن قيس، وهي من المهاجرات الأول كانت ذات جمال , وفضل وكمال. جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن طلقها أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بعد انقضاء عدتها منه، وأخبرته أن معاوية وأبا جهم خطباها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أما أبو جهم فلا يضع عصاه من عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد" الحديث . وأمرها بنكاح أسامة مولاه ابن مولاه وهي قرشية وقدمه على أكفائها ممن ذكره , ولا أعلم أنه طلب من أحد أوليائها إسقاط حقه.
ثم تكلم على حديث أبي هريرة فقال: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا بني بياضة ،أنكحوا أبا هند" اسمه يسار، وهو الذي حجم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان مولى لبني بياضة ، وأنكحوا إليه وكان حجاماً. رواه أبو داود والحاكم بسند جيد، فهو من أدلة عدم اعتبار كفاءة الأنساب. وقد صح أن بلالاً نكح هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف. وعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على سلمان الفارسي. اهـ كلامه رحمه الله.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:38 AM
160/ 40- قول أنس رضي الله عنه : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأى علياً مقبلاً فقال:" أنا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة " .
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه مطر. قال أبو حاتم ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، فلا يحل الرواية عنه.
وبهذا الحديث والحديث الذي بعده وما أشبههما من الموضوعات استدل غلاة الشيعة على أن قول علي رضي الله عنه حجة، وأنه معصوم لا يجوز مخالفة قوله، وهذان القولان أحقر من أن يُشتغل بالجواب عنهما، وكفى بهما دلالة على سخافة عقول الرافضة القائلين بهما. وكيف وجمهور الأمة لم يقولوا بحجية إجماع الخلفاء الأربعة فضلاً عن قول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه منفرداً.
أما جماعة من الزيدية , فهم يقولون بأن قوله حجة إذا وافق ما يذهبون إليه , ولقد أعظم النكير عليهم العلامة محمد بن علي الشوكاني في كتابه نيل الأوطار في باب الحجر على المبذر . قال رحمه الله: وكثيراً ما ترى جماعة من الزيدية في مؤلفاتهم يجزمون بحجة قول علي إن وافق ما يذهبون إليه، ويعتذرون عنه إن خالف بأنه اجتهاد لا حجة فيه.أ.هـ . كلامه رحمه الله.
161/41- حديث: " إن حافظي علي بن أبي طالب ليفتخران على جميع الحفظة بكينونتهما مع علي، أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشيء منه يسخط الله عز وجل".
قال الشوكاني: رواه الخطيب عن عمار مرفوعاً , وقال : هذا طريق مظلم، ورواه من طريق وقال: فيها مجهولون.
162/42- حديث :" من مات وفي قلبه بغض لعلي بن أبي طالب , فليمت يهودياً , أو نصرانياً".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم به علي بن قرين. قال العقيلي: هو موضع هذا الحديث. وقال يحيى بن معين: هو كذاب خبيث. وقال البغوي: كان يكذب.
163/43- حديث: إن علياً رأى النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا، وهو مقبل على شخص في صورة الفيل، وهو يلعنه ، فقلت: من هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ فقال:" هذا الشيطان الرجيم" فقلت: والله ، يا عدو الله لأقتلنك، ولأريحن الأمة منك فقال: ما هذا جزائي منك، قلت : فما جزاؤك يا عدو الله؟ قال: والله، ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه في رحم أمه".
وجاء من طريق أخرى عن ابن عباس بهذا المعنى وفيها زيادة : اقرأ ما قال الله تعالى:( وشاركهم في الأموال والأولاد)الإسراء : 64.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع . أما حديث ابن مسعود فإنه عمل إسحاق بن محمد النخعي، وهو الذي يقال له: إسحاق الأحمر. قال أبو بكر الخطيب: كان إسحاق من الغلاة، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بالإسحاقية، وهو ممن يعتقد في علي الإلهية قال: وأحسب أن حديث ابن عباس سرق من هذا الحديث، وركب على ذلك الإسناد.
قال ابن الجوزي: وهذا هو الظاهر . وأن إسحاق وضع حديث ابن مسعود فسرقه ابن أبي الأزهر، وقد ذكر عن أبي بكر بن ثابت أن ابن أبي الأزهر كان يضع الأحاديث على الثقات.
164/44- حديث: من أحب أن يتمسك بالقضيب الرطب الدر الذي غرسه الله بيده، فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السلام:"
قال ابن الجوزي: قال الأزدي: كان إسحاق بن إبراهيم يضع الحديث.
وجاء من طريق أخرى فيها الحسن بن علي بن زكريا العدوي.
قال الدار قطني: ما كتبته إلا عنه.
قال ابن الجوزي: وهو العدوي الكذاب الوضاع، ولعله سرقه من النحوي.
165/45- إن الله منع القطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وأنه يمنع المطر عن هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب"
قال ابن الجوزي: رواه ابن عدي عن ابن عباس مرفوعاً، وقال: وضعه الحسن بن عثمان بن زياد على الطهراني، والطهراني صدوق . وقال عبدان: الحسن كذاب.
166/46- قول أنس : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع:" يا أبا برزة، إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب، فقال: إنه رائد الهدى , ومنار الإيمان , وإمام أوليائي، يا أبا برزة، علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي يوم القيامة، وثقتي على مفاتيح خزائن جنة ربي".
167/46- عن جابر بن سمرة قال: قالوا: يا رسول الله ، من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال:" الذي حملها في الدنيا علي ابن أبي طالب عليه السلام"
قال ابن الجوزي: أما الحديث فلم أر للاهز غير هذا، وقال أبو الفتح الأزدي: لاهز غير ثقة ولا مأمون ، وهو أيضاً مجهول. وقال ابن عدي: لاهز مجهول يروي عن الثقات المناكير، روى هذا الحديث الباطل في فضل علي , والبلاء منه.
وأما حديث جابر , فقال يحيى: ناضح ليس بثقة. وقال مرة: ليس بشيء.
وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال ابن حبان: ينفرد بالمناكير عن المشاهير.
وقال أبو أحمد بن عدي: هو من متشيعي الكوفة، روى حديث الراية، وهو غير محفوظ. وقد روى أبو بكر بن مردويه هذا الحديث من طرق ليس فيها ما يصح.
والعجب من حافظ الحديث كيف يروي ما يعلم أنه باطل ولا يبين ما يعلمه. إن هذا لخيانة للشرع.

[1] العنوان من عندي.(الشيخ ) .

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:40 AM
168/48 - حديث: "ترد الحوض راية أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده، فيبيض وجهه ووجوه أصحابه،فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: تبعنا الأكبر وصدقناه ، وآزرنا الأصغر ونصرناه، وقاتلنا معه، فأقول: رِدُوا رِدُوا مرتين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبداً. وجه إمامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر البدر أو كأضوأ نجم في السماء".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسناده مظلم ، وفيه مجاهيل لا يعرفون ، ومخرجه من الكوفة.
169/49- قول ابن عباس:( نزلت في علي ثلثمائة آية)
قال الشوكاني: سلام وجبير متروكان، والضحاك ضعيف.
وقال ابن الجوزي: موضوع . قال السيوطي في اللآلئ: سلام يروي له ابن ماجة . قلت: فكان ماذا؟ أفكل من روى له ابن ماجة يحتج به كلا، فسلام قال فيه الذهبي في الميزان: قال أبو حاتم : ليس بالقوي، وقال ابن عدي : منكر الحديث ثم سرد ثمانية عشر حديثاً، وقال: عامة ما يرويه حِسان إلا أنه لا يتابع عليه.
وقال العقيلي: في حديثه مناكير. حدثنا محمد بن زيدان الكوفي حدثنا سلام بن سليمان المدائني حدثنا شعبة عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعاً قال: " معك يا علي يوم القيامة عصا من عصي الجنة، تذود بها الناس عن حوضي" وهذا لا أصل له ، قلت: ولا رواه شعبة، ثم ساق له أحاديث مناكير.أ.هـ.
170/50- خبر : قتل علي بن أبي طالب عمرو بن ود، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كبر، وكبر المسلمون معه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم، أعطِ علي بن أبي طالب فضيلة لم تعطها أحداً قبله، ولا تعطيها أحداً بعده ، فهبط جبريل عليه السلام ومعه أترجة من الجنة فقال: إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: حي بهذه علي بن أبي طالب، فدفعها إليه ، فانفلقت في يده فلقتين، فإذا فيها حريرة بيضاء مكتوب فيها سطران : تحفة من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب"
قال ابن الجوزي: حديث لا نشك في وضعه وأن واضعه الذارع.قال الدار قطني:هو كذاب دجال.
171/51- خبر: مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما، فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، فقال عمر لعلي: يا أبا الحسن، أنذر إن عافى الله عز وجل ولديك أن تحدث لله عز وجل شكراً، فقال علي رضي الله عنه: إن عافى الله عز وجل ولدي صمت ثلاثة أيام شكراً. وقالت فاطمة مثل ذلك. وقالت جارية لهم مثل ذلك ، فأصبحوا قد مسح الله بالغلامين وهم صيام، وليس عندهم قليل ولا كثير، فانطلق علي رضي الله عنه إلى رجل من اليهود فقال له : أسلفني ثلاثة آصع من شعير، وأعطني جزة صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فأعطاه، فاحتمله علي تحت ثوبه، ودخل على فاطمة رضي الله عنها ، وقال: دونك اغزلي هذا، وقامت الجارية إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته، فخبزت منه خمسة أقراص ، وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجع، فوضع الطعام بين يديه وقعدوا ليفطروا، وإذا مسكين بالباب يقول: يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين على بابكم، أطعموني أطعمكم الله على موائد أهل الجنة، قال : فرفع علي يده ورفعت فاطمة وأنشأ يقول:
يا فاطمة ذات السداد واليقين أما ترين البائس المسكين
قد جاء إلى الباب له حنين يشكو إلى الله ويستكين
حرمت الجنة على الضنين يهوي إلى النار إلى سجين
فأجابتـــه فاطمـة:
أمرك يابن عــــم سمع وطاعة مالي من لوم ولا وضــاعة
أرجو أن أطعمت من مجـاعة. فدفعوا الطعــام إلى المسكين.
وذكر حديثاً مطولاً من هذا الجنس في كل يوم ينشد أبياتاً وتجيبه فاطمة بمثلها من أردأ الشعر وأفسده ، مما قد نزه الله عز وجل ذينك الفصيحين عن مثله وأجلهما ، فلم أر أن أطيل بذكر الحديث لركاكته ، وفظاعة ماحوى، وفي آخره أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بذلك فقال: اللهم أنزل على آل محمد كما أنزلت على مريم ثم قال: ادخلي مخدعك ، فدخلت فإذا جفنة تفور مملوءة ثريداً وعراقاً، مكللة بالجوهر) وذكر من هذا الجنس.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يشك في وضعه، ولو لم يدل على ذلك إلا الأشعار الركيكة والأفعال التي يتنزه عنها أولئك السادة. قال يحيى بن معين: أصبغ بن نباتة لا يساوي شيئاً- فهو من رجال السند- وقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث محمد بن كثير ، وأما أبو عبد الله السمرقندي فلا يوثق به.
قال السيوطي : قال الحكيم الترمذي[1] في نوادر الأصول: ومن الحديث الذي تنكره القلوب حديث رواه ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى:(يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) الإنسان: 7-6. وذكر حديثاً مطولاً ، ثم قال الحكيم الترمذي : هذا حديث مفتعل أ.هـ.
فإن قلت: ذكر الزمخشري وغيره من المفسرين أن هذه الآية نزلت فيهم للسبب المذكور قبل.
قلت: جرت عادة كثير من المفسرين أنهم يذكرون ما بلغهم عن نبي , أو صحابي , أو تابعي أو غيره، سواءً كان صحيحاً أو ضعيفاً أو موضوعاً. ألا ترى أن بعضهم قد فرق في تفسيره الحديث الموضوع في فضل كل سورة من القرآن: من قرأ سورة كذا وكذا فله من الأجر كذا كذا. وقد اتهم به المحدثون نوح بن أبي مريم أو ميسرة بن عبد ربه، وقد قسمه الزمخشري في آخر كل سورة، دع عنك القصص الإسرائيلية التي ليس لها أصل من الصحة ، فلقد ملئت بها التفاسير. قيض الله من يبين غثها وسمينها وصحيحها من سقيمها، وأعظم من ذاك وذاك من يصحح الحديث الضعيف , أو الموضوع الموافق لمذهبه، ويضعف الحديث الصحيح المخالف لهواه.
ورحم الله العالم الرباني محمد بن علي الشوكاني إذ يقول منتقداً على الزمخشري حيث ضعف حديث: قال لي جبريل: ما كان على الأرض شيء أبغض إلى من فرعون، فلما آمن جعلت أحشو فاه وأنا أغطه، خشية أن تدركه الرحمة)رواه الترمذي وقال حديث: حسن صحيح . فقال الشوكاني رحمه الله : والعجب كل العجب ممن لا أعلم له بفن الرواية من المفسرين، ولا يكاد يميز بين أصح الصحيح من الحديث وأكذب الكذب منه. كيف يتجرأ على الكلام في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحكم ببطلان ما صح منها:؟ ويرسل لسانه وقلمه بالجهل البحت , والقصور الفاضح الذي يضحك منه كل من له أدنى ممارسة لفن الحديث؟
فيا مسكين مالك ولهذا الشأن الذي لست منه في شيء؟ ألا تستر نفسك وتربع على ضلعك ؟ وتعرف بأنك بهذا العلم من أجهل الجاهلين؟ وتشتغل بما هو عملك الذي لا تجاوزه، وحاصلك الذي ليس لك غيره، وهو علم اللغة وتوابعه من العلوم الآلية.
ولقد صار صاحب الكشاف رحمه الله بسبب ما يتعرض له في تفسيره من علم الحديث الذي ليس هو منه في ورد, ولا صدر سخرة للساخرين ، وعبرة للمعتبرين. فتارة يروي في كتابه الموضوعات وهو لا يدري أنها موضوعات ، وتارة يتعرض لرد ما صح ويجزم بأنه من الكذب على رسول الله والبهت عليه، وقد يكون في الصحيحين وغيرهما مما يلتحق بهما من رواية جماعة من الصحابة بأسانيد كلها أئمة أثبات حجج . وأدنى نصيب من عقل يحجر صاحبه عن التكلم في علم لا يعلمه ولا يدري به أقل دراية، وإن كان ذلك من علم الاصطلاح التي يتواطأ عليها طائفة من الناس ويصطلحون على أمور فيما بينهم، فما بالك بعلم السنة الذي هو قسيم كتاب الله وقائله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وراويه عنه خير القرون ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وكل حرف من حروفه وكلمة من كلماته يثبت بها شرع عام لجميع أهل الإسلام أ.هـ. فتح القدير سورة يونس.
وذكر نحو هذا في تفسير سورة هود عند قوله تعالى: ( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك) هود :107 في الكلام عليها بالتفسير بالرواية.
ويقول ابن الجوزي رحمه الله منتقداً على بعض المفسرين : ولقد فرق هذا الحديث يعني الحديث الذي جاء في فضائل القرآن سورة سورة أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره , فذكر عند كل سورة ما يخصها ، وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك، ولا أعجب منهما، لأنهما ليسا من أصحاب الحديث. وإنما عجبت من أبي بكر بن أبي داود فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو يعلم أنه حديث محال؟ ولكن شره جمهور المحدثين، فإن من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطل، وهذا قبيح منهم، لأنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من حدث عني حديثاً يرى أنه كذاب فهو أحد الكذابين" أ.هـ. كلامه رحمه الله.
أقول: ومثل هذه الآية المتقدمة ما ذكره بعض المفسرين في سبب نزول" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)المائدة:55.

[1] اسمه محمد بن علي بن الحسن، وهو مبتدع غالٍ في التصوف. راجع ترجمته من تذكرة الحفاظ.

172/52- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أعطاك أحد شيئاً؟" قال: نعم. قال :"من؟" قال: ذلك الرجل القائم. قال:" على أي حال أعطاكه؟" قال:وهو راكع.قال: وذلك علي بن أبي طالب. قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) المائدة :56.
موضوع: قال ابن كثير رحمه الله: هذا إسناد لا يفرح به.
قلت: لأن فيه محمد بن السائب وهو متروك.
ثم قال رحمه الله: ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه، وعمار بن ياسر ، وأبي رافع ، وليس يصح شيء منها بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، وقد تقدم إلى أن قال: وأما قوله(وهم راكعون)[1] فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: (ويؤتون الزكاة) ، أي في حال ركوعهم ، ولو هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره، لأنه ممدوح وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى.اهـ كلامه رحمه الله.
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله:(وهم راكعون) جملة حالية من فاعل الفعلين اللذين قبله. والمراد بالركوع الخشوع والخضوع، أي : يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم خاشعون خاضعون لا يتكبرون، وقيل: هو حال من فاعل الزكاة، والمراد بالركوع هو المعنى المذكور : يضعون الزكاة في مواضعها غير متكبرين على الفقراء , ولا مترفعين عليهم، وقيل المراد بالركوع على المعنى الثاني ركوع الصلاة، ويدفعه عدم جواز إخراج الزكاة في تلك الحال. أ.هـ . كلامه رحمه الله تعالى.
وبهذا يتضح لك أنه لا ينبغي الاعتماد على شيء من الأحاديث الموجودة في التفاسير ، حتى يعلم ما قال المحدثون رحمهم الله في درجة هذا الحديث، لأن الصحيح من أسباب النزول , والتفسير النبوي قليل. وقد جمعت الصحيح من أسباب النزول بحمد الله في بحثي الذي قدمته للجامعة الإسلامية وهو مطبوع ـ طبعة مكتبة ابن تيمية بالقاهرةـ.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:41 AM
قال العلامة:الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة(صفحة351):
فـــائـدة:
قال أحمد بن حنبل : ثلاثة كتب ليس لها أصل : المغازي والملاحم والتفسير.
قال الخطيب: هذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة ، غير معتمد عليها، لعدم عدالة ناقليها وزيادة القصص فيها. فأما كتب التفسير فمن أشهرها كتابان للكلبي ومقاتل بن سليمان. قال أحمد في تفسير الكلبي: من أوله إلى آخره كذب ، لا يحل النظر فيه . وقد حمل هذا على الأكثر لا على الكل.
ومن هذا تفسير المبتدعة المشهورين بالدعاء إلى بدعتهم ، فإنه لا يحل النظر في تفسيرهم، لأنهم يدسون فيه بدعهم فتنفق على كثير من الناس. ذكر معنى ذلك السيوطي . قال: وأما تفسير الصوفية فليس بتفسير، كتفسير السلمي المسمى بحقائق التفسير، فإن اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
وأقول: لا شك أن كثيراً من كلام الصوفية على الكتاب العزيز هو بالتحريف أشبه منه بالتفسير، بل غالب ذلك من جنس تفاسير الباطنية وتحريفاتهم. ومن جملة التفاسير التي لا يوثق بها تفسير ابن عباس، فإنه مروي من طرق الكذابين كالكلبي , والسدي , ومقاتل. ذكر معنى ذلك السيوطي ، وقد سبقه إلى معناه ابن تيمية.
ومن كان من المفسرين تنفق عليه الأحاديث الموضوعة كالثعلبي والواحدي والزمخشري , فلا يحل الوثوق بما يروونه عن السلف من التفسير، لأنهم إذا لم يفهموا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يفهموا الكذب على غيره ، وهكذا ما يذكره الرافضة في تفاسيرهم من الأكاذيب كما يذكرونه في تفسير:( إنما وليكم الله ورسوله) المائدة:55.
وفي تفسير (لكل قوم هاد) الرعد 7. وقوله ( وتعيها أذن واعية) الحاقة 12.أنها في علي رضي الله عنه ، فإن ذلك موضوع بلا خلاف . وهكذا ما يذكرونه من تصدق علي بخاتمه.
وفي تفسيرهم: (مرج البحرين) الرحمن 19. بعلي وفاطمة ، و(اللؤلؤ والمرجان) الرحمن 22 , الحسنان ، وكذا قوله: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) يس 12 في علي ـ رضي الله عنه ـ .
وكذا ما ذكره بعض المفسرين أن المراد بـ:( الصابرين) رسول الله صلى الله عليه وسلم، (والصادقين) أبو بكر ، و(القانتين) عمر ، (والمنفقين) عثمان ، (والمستغفرين) آل عمران 17علي.
وأن (محمد رسول الله والذين معه) أبو بكر (أشداء على الكفار) عمر (رحماء بينهم) عثمان (تراهم ركعاً) الفتح : 29 علي ، وأمثال هذه الأكاذيب.أ.هـ.كلامه رحمه الله.
وأقول: لما لم يمكن أحد أن يدخل في القرآن شيئاً ليس منه أخذ أقوام يستغلون أسباب النزول. ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمن به أن يكذب على الصحابة والتابعين، وأن يتقول عليهم في أسباب النزل ما لم يقولوا، فكن على حذر من ذلك . والله المستعان.
173/53-خبر: عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيتها لما حضره الموت:"ادعوا لي حبيبي" فدعوت له أبا بكر فنظر إليه ، ثم وضع رأسه، ثم قال:" ادعوا لي حبيبي" فدعوا له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه ، ثم قال: (ادعوا لي حبيبي) فقلت : ويلكم ادعوا له علي ابن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره , فلما رآه فرد الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه , فلم يزل محتضنه حتى قبض ، ويده عليه.
قال الشوكاني: قال الدار قطني: غريب تفرد به مسلم بن كيسان الأعور، وتفرد به إسماعيل بن أبان الوراق، قال في اللآلئ: ومسلم روى له الترمذي وابن ماجة وهو متروك، وإسماعيل من شيوخ البخاري. وقد رواه ابن عدي من طرق أخرى عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: وزاد: فقيل لعلي: ما قال؟ قال:علمني ألف باب يفتح الله كل باب ألف باب.
قال المعلمي رحمه الله : من طريق كامل بن طلحة عن ابن لهيعة وكامل سمع من ابن لهيعة بآخرة وليس ذلك بشيء أ.هـ.
وقال ابن الجوزي رحمه الله في الكلام على قولها: فلم يزل محتضنه حتى قبض مبيناً لمعارضة هذا الموضوع للحديث الصحيح: وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري أ.هـ.
أقول: وأما قوله: "علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب " فهو مردود بما جاء عن علي رضي الله عنه ففي الصحيح عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا ، إلا كتاب الله ،أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قلت: فما في هذه الصحيفة ؟ قال: العقل وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر.
وفي رواية: قلت لعلي: هل عندكم شيء من الوحي غير القرآن؟ قال: لا والذي فلق الحبة , وبرأ النسمة ، إلا فهم يعطيه الله تعالى في القرآن ... الحديث.
174/54- حديث: "لن يرى تجردتي , أو عورتي إلا علي".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم به عبد الملك بن موسى وهو عمير بن موسى الوجيهي قلب الراوي اسمه ، لأجل ضعفه. كذلك قال الدار قطني.
قال ابن الجوزي رحمه الله : وهذه من المحن العظيمة التي زل فيها كثير من المحدثين تدليس الضعيف والمجروح ، وهذه حيلة عظيمة على الشرع، لأنه إذا لم يعرف أحسن الظن به فعمل بروايته.
قال يحيى بن معين: عمير بن موسى ليس بثقة . وقال النسائي والدار قطني:متروك .وقال ابن عدي: هو في عداد من يضع الحديث متناً وسنداً.

خطاب أسد الدين
03-30-2016, 07:43 AM
175/55- قول علي : إن خليلي حدثني أني أضرب لسبع عشرة تمضي من رمضان، وهي الليلة التي رفع فيها موسى.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، فأما أصبغ بن نباتة فقال يحيى: لا يساوي شيئاً. قال: لا يحل لأحد أن يروي عن سعد الإسكافي.
قال ابن حبان: كان سعد يضع الحديث على الفور.
176/56- (مافي القيامة راكب غيرنا ، نحن أربعة) فقام إليه عمه العباس، فقال: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أما أنا فعلى البراق وجهها كوجه الإنسان وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ، وأذناها زبرجد خضروان ، وعيناها مثل كوكب الزهرة تنفذان مثل النجمين المضيئين، لهما شعاع مثل شعاع الشمس، بلقاء محجلة، تضيء مرة وتنمي أخرى، ينحدر من نحرها مثل الجمان، مضطربة في الحلق، أدنى ذنبها مثل ذنب البقرة، طويلة اليدين والرجلين أظلافها كأظلاف الهر، من زبرجد أخضر ، تجد في سيرها ، ممرها كالريح ، وهي مثل السحابة، لها نفس كنفس الآدميين ، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق الحمار , ودون البغل"
قال العباس: ومن يارسول الله؟ قال:" حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله على ناقتي" قال العباس: ومن يا رسول الله؟ قال: "وأخي علي على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركناً ،ما من ركن إلا وفيه ياقوتة تضيء للراكب المحب، عليه حلتان، وبيده لواء الحمد،وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد محمداً رسول الله، فتقول الخلائق: ما هذا إلا نبي مرسل , أو ملك مقرب، فينادي منادٍ من بطنان العرش: ليس هذا نبياً , ولا ملكاً مقرباً , ولا حامل عرش ، هذا علي أبي طالب وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.
وجاء من طريق أخرى بهذا المعنى ، إلا أنه زاد في حق علي: "أفلح من صدقه وخاب من كذبه ، فلو أن عابداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالسن البالي، ولقي الله مبغضاً لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما الطريق الأولى فابن لهيعة ذاهب الحديث، كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئاً، وضعفه ابن معين وكان يدلس عن ضعفاء.أ.هـ.
وفي سنده أيضاً عبد الجبار السمسار، قال في الميزان : روى عن علي بن المثنى الطهوري فأتى بخبر موضوع في فضائل علي.
وأما الطريق الثاني : فقال أبو بكر بن الخطيب: رجاله فيهم غير واحد مجهولون. وآخرون معروفون بغير الثقة، والمفضل في عداد المجهولين.
وأما الأصبغ فقال يحيى : لا يساوي شيئاً.
فإن قلتَ : هذه الأحاديث التي جزمتم بأنها موضوعة قد ذكر بعضها في صحيفة علي بن موسى الرضا، وناهيك به علماً وشرفاً وفضلاً، قلتَ: قد أنكر الحفاظ صحتها إلى علي بن موسى الرضا، على أنه قد تكلم فيه بعض أهل العلم.
وإليك ما ذكره صاحب الميزان رحمه الله فقال: علي بن موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي العلوي الرضا عن أبيه عن جده قال ابن طاهر: يأتي عن أبيه بعجائب.
قلتُ: إنما الشأن في ثبوت السند إليه ، وإلا فالرجل قد كذب عليه، ووضع عليه نسخة سائرها الكذب على جده جعفر الصادق، روى عنه أبو الصلت الهروي أحد المتهمين، ولعلي بن مهدي القاضي عنه نسخة ، ولأبي أحمد عامر بن سليمان عنه نسخة كبيرة ، ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة . مات سنة 303 .
قال أبو الحسن الدار قطني: أخبرنا ابن حبان في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروى عنه عجائب يهم ويخطئ . وفي نسخة من نسخ الميزان : يروي عنه أبيه عجائب.أ.هـ.
أما النسخة التي قد طبعت مرتين مع المجموع المنسوب إلى زيد بن علي التي نسبت إلى علي بن موسى الرضا , فالمتهم بها عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي , أو أبوه المتقدم ذكره . قال في الميزان: عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه , أو وضع أبيه.
قال الحسن بن علي الزهري: كان أمياً لم يكن بالمرضي أ.هـ .
وقد عدها الشوكاني من النسخ الموضوعة. أما المجموع المنسوب إلى الإمام زيد بن علي رحمه الله فيجدر بنا أن نتحدث عنه، حيث إن الصحيفة قد طبعت معه مرتين، والشيء بالشيء يذكر ، وحيث إن المعلق عليه وهو عبد الواسع الواسعي حمل على علماء الحديث وقال: إنهم نقموا على أبي خالد الواسطي الراوي للمجموع عن زيد بن علي محبته لأهل البيت، وهكذا عادتهم أنهم يقدحون بمجرد المخالفة للمذهب ولو كان حقاً ، ويعدلون من كان من أشياعهم ولو كان باطلاً....الخ ما ذكره في أول المجموع من صفحة 14 إلى صفحة 16 كلها مجادلة بالباطل، والآن أذكر لك كلام المحدثين في أبي خالد ، حتى يظهر لك رميه للمحدثين بما لم يقولوا، وحتى يتضح لك أن العمل بالأحاديث الموجودة في المجموع مشكل جداً، حتى يعلم من خرجه من علماء الحديث.
قال الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال: عمرو بن خالد القرشي كوفي أبو خالد، فحول إلى واسط.
قال وكيع : كان في جوارنا يضع الحديث ، فلما فطن له تحول إلى واسط، وقال معلى بن منصور: عن أبي عوانه كان عمرو بن خالد يشتري الصحف من الصيادلة ويحدث بها. وروى عباس عن يحيى قال: كذاب غير ثقة ، حدث عنه أبو حفص الأبار وغيره، فروى عن زيد بن علي عن آبائه. وروى عثمان بن سعيد عن يحيى قال: عمرو بن خالد الذي يروي عنه الأبار كذاب. وروى أحمد بن ثابت عن أحمد بن حنبل قال: عمرو بن خالد الواسطي كذاب. وقال النسائي:روى عن حبيب بن أبي ثابت كوفي ليس بثقة . وقال الدار قطني: كذاب.
وروى إبراهيم بن هراسة أحد المتروكين عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذكرين يلعب أحدهما بصاحبه ثم ذكر أربعة أحاديث منها: عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن عمرو بن خالد الواسطي عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي قال: انكسرت إحدى زندي , فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرني أن أمسح على الجبائر.أ.هـ كلام الذهبي رحمه الله.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام، بعد أن ساق هذا الحديث: رواه ابن ماجة بسند واهٍ جداً. قال العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله: والحديث أنكره يحيى بن معين وأحمد وغيرهما، قالوا: وذلك أنه من رواية عمرو بن خالد الواسطي، وهو كذاب . أ.هـ. كلام الشيخين رحمهما الله.
فأنت تجد علامة اليمن يقرر قول المحدثين أن أبا خالد كذاب.
وهكذا شأن العلماء المنصفين فإنهم يذعنون للحق ويصرحون به، ولا يروغون روغان الثعلب ويجادلون بالباطل، لكي ينفق تلبيسهم، كما هو شان كثير من ذوي الأهواء , وعلماء الدنيا.
ولقد اشتمل التقريظ للمجموع وشرحه على الكذب الصراح , والغش البين، والخديعة الواضحة ، حتى إنني لما طالعت تلك التقاريظ، وراجعت كلام المحدثين رحمهم الله في أبي خالد أصبحت لا أثق بكلام مقرظ ، ولا بمقدمة مطبعة، ومن بين يدي أولئك المغرضين محمد زاهد الكوثري، فلقد افترى على المحدثين، ونال من أربعة من علماء اليمن، وهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير، والعلامة المقبلي، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير، والعلامة محمد بن علي الشوكاني، لا لشيء سوى أنهم يتبعون الدليل , ولا يتمذهبون ولكونه مقلداً جامداً تأذى من كلام أولئك الأئمة الداعين إلى الكتاب والسنة، ولقد أنصف الله لهم، وفضح الكوثري على لسان العلامة عبد الرحمن المعلمي، في كتابه التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل.
ولقد ذكرني صنيع الكوثري وصنيع أولئك المغرضين قول الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) التوبة 34. وهكذا تفعل الدنيا بعلماء السوء، نسأل الله السلامة آمين.
أما الراوي للمجموع عن أبي خالد فهو إبراهيم بن الزبرقان، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: لا يحتج به كما في الميزان.
والراوي عن إبراهيم للمجموع نصر بن مزاحم ، قال الذهبي في الميزان: رافضي جلد ، وقال العقيلي: في حديثه اضطراب وخطأ كثير، وقال أبو خيثمة:كان كذاباً ، وقال أبو حاتم: واهي الحديث متروك. وقال الدار قطني: ضعيف أ.هـ.
ومن الرواة الذين ذكرهم الشارح في سنده إلى أبي خالد محمد بن عبد الله الشيباني، قال الخطيب فيه : كتبوا عنه بانتخاب الدار قطني، ثم بان كذبه فمزقوا حديثه ، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة. أ.هـ. ميزان.

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 12:16 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
كثيرا من نزاع الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة ومعان مشتبهة حتى تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها ولو سئل كل منهما عن معنى ما قاله لم يتصوره فضلا عن أن يعرف دليله ...
وقال:
والمقصود هنا أن الأئمة الكبار كانو يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة لما فيه من لبس الحق بالباطل مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها فإن ما كان مأثورا حصلت له الألفة وما كان معروفا حصلت به المعرفة كما يرى عن مالك رحمه الله أنه قال : إذا قل العلم ظهر الجفاء وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء فإذا لم يكن اللفظ منقولا ولا معناه معقولا ظهر الجفاء والأهواء ولهذا تجد قوما كثيرين يحبون قوما ويبغضون قوما لأجل أهواء لا يعرفون معناها ولا دليلها بل يوالون على إطلاقها أو يعادون من غير أن تكون منقولة نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه و سلم وسلف الأمة ومن غير أن يكونوا هم يعقلون معناها ولا يعرفون لازمها ومقتضاها وسبب هذا إطلاق أقوال ليست منصوصة وجعلها مذاهب يدعى إليها ويوالي ويعادى عليها .
الفتاوى ( 12 / 113 )

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 12:18 AM
من تعود الانتقام لابد له ان يظلم

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 12:21 AM
تأصيل في مسألة الخروج على الحاكم المسلم وأنها تكون بالكلام وتكون بالسيف ..

قال العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في تعليقه على رسالة الشوكاني: رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين: ((فقد وجهت اﻻنتقادات إلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين بل العجب أنه وجه الطعن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قيل له: اعدل، وقيل: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله! وقال الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنه يخرج من ضِئْضِئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته عند صلاته، يعني: مثله، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف، ويكون بالكلام، هذا ما أَخَذَ السيفَ على الرسول - عليه الصلاة والسلام - لكنه أنكر عليه، وما يوجد في بعض كتب أهل السنة، من أن الخروج على الإمام: هو الخروج بالسيف، فمرادهم بذلك: هو الخروج النهائي الأكبر، كما ذكر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الزنى يكون بالعين، ويكون بالأُذُن، ويكون باليد، ويكون بالرجل، لكن الزنى الأعظم: هو زنى الحقيقة، هو زنى الفرج، ولهذا قال: ((الفرج يُصدِّقه أو يُكذِّبه)).

قال: ((فهذه العبارة من بعض العلماء: هذا مرادهم، ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال: أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول، الناس لا يمكن أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم، لا بد أن يكون هناك شيء يثيرهم، وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجًا حقيقة، دلَّتْ عليه السنة، ودلّ عليه الواقع.

أما السنة فعرفتموها، وأما الواقع: فإنا نعلم علم اليقين: أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لم يخرجوا على الإمام ( بمجرد أخذِ السيف ) لا بد أن يكون توطئة وتمهيد: قدح في الأئمة، وستر لمحاسنهم، ثم تمتلئ القلوب غيظًا وحقدًا، وحينئِذٍ يحصل البلاء )).

قال ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)): أخبرنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد قال: سمعت عبد الله ابن عكيم يقول: لا أُعين على دم خليفة أبدًا بعد عثمان، فقيل له: يا أبا معبد، أوَ أعَنْتَ على دمه ؟ فيقول: ((إني أَعُدُّ ذِكْر مساويه عونًا على دمه )) أخرجه ابن أبى شيبه فى المصنف(12/47)وابن سعد فى الطبقات(6/115). وعنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قِيلَ لَهُ أَلاَ تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتُرَوْنَ أَنِّى لاَ أُكَلِّمُهُ إِلاَّ أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِى وَبَيْنَهُ مَا دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَه. أخرجه مسلم(2989).

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 12:26 AM
سئل العلامة الألباني رحمه الله تعالى :
شيخنا بارك الله فيك ذكر علماء السلف رحمة الله عليهم أن أنواع التوحيد ثلاثة ألوهية وربوبية وأسماء وصفات فهل يصح أن نقول:بأن هناك توحيد رابع هو توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم؟

الجواب :


لا يصح..لا يصح ولكن الرد ما يكون بهذا الجواب !
الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية والذين يدندنون بهذه( الكلمة المحدثة في العصر الحاضر) يتخذونها سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاءبه الأنبياء والرسل كلهم وإنما سلاحا سياسياً وأنا من أجل أن أثبت لكم ما قلت لكم آنفا أن هذا السؤال كثر مني جوابه مرارا وتكرار إن شئت هذا بيني وبينك بس اسمعكوا الآن ما سبق الجواب من هذا السؤال اللي هناك وإن شئت مضينا فيما نحن فيه أنا أقول....السؤال:إن شئت أنت شيخنا...أن تقرأالشيخ:
لا أنا....أنا لا أريد أن أحرج أيضا على الناس إنما كما يريدون..أنا قلت في مثل هذه المناسبة تأيدا لما قلته أنفا أن استعمال كلمة حاكميةهو من تمام الدعوة السياسية التي يستصفها بعض الأحزاب القائمة اليوموأذكر بهذه المناسبة قصه وقعت بيني وبين أحد الخطباء في مسجد من مساجد دمشق يوم الجمعة خطب خطبته كلها حول الحاكمية لله عز وجل أخطأ هذا الإنسان في مسألة فقهية لما انتهى من صلاة الجماعة تقدمت إليه وسلمت عليه وقلت له يا أخي أنت فعلت كذا وكذا وهذا خلاف السنة قال لي أنا حنفي والمذهب الحنفي يقول بما فعلته قلت سبحان الله أنت خطبت بالحاكمية لله عز وجل فأنتم تستعملون هذه الكلمة فقط لمحاربة من تظنون من الحكام أنهم كفار لأنهم لا يحكمون بشريعة إسلامية ونسيتم أنفسكم أن هذه الحاكمية تشمل كل مسلم فلماذا أنت الآن أنا اذكر لك أن الرسول فعل كذا وأنت تقول أنا مذهبي كذا أنت خالفت ما تدعو الناس إليه فنحن لولا أنهم اتخذوا هذه الكلمة وسيلة للدعاية السياسية عندهم نحن نقول هذه بضاعتنا ردت إلينانحن دعوتنا التي ندعو الناس إليها فيها الحاكمية وفيها غير الحاكمية توحيد الألوهية وتوحيد العبادة يدخل فيها ما تدندنون حوله ونحن الذي نشرنا ما تذكرونه حينما تدندنون حول الحاكمية حديث حذيفة ابن اليمان لما النبي عليه الصلاة والسلام لما اتبع(..الصحابة الكرام هذه الآية:(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)
قال : عمار بن ياسر لأ لأ لا مش عمار بن ياسر لا لا ولا تميم الداري ....عدي بن حاتم الطائي إي نعم.. "قال : والله يا رسول الله ما اتخذناهم أربابا من دون الله قال : ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالا حرمتموه وإذا حللوا لكم حراما حللتموه قال : أما هذا فقد كان قال : فذاك اتخاذكم إيهام أربابا من دون الله"نحن الذين نشرنا هذا الحديث ووصل هذا إلى الآخرين ثم طوروا جزءا من توحيد الألوهية أو العبادة بهذا العنوان الحديث المتبع لغرض سياسي أنا ما أرى شيئا في اصطلاح هذا لولا أنهم وقفوا عنده دعاية ولم يعملوا بمقتضاه وهو كما ذكرت آنفا جزء من توحيد العبادة فتراهم يعبدون الله كيفما اتفق لأحدهم وإذا قيل كما ذكرنا آنفا في قصتنا مع الخطيب هذا العمل خلاف هذا خلاف قول الرسول عليه السلام قال : أنا مذهبي كذا... الحاكمية لله ليست فقط ضد الكفار والمشركينوضد المتعبدين أيضا الذي يتعبدون الله بخلاف ما جاء به الله في كتابه أو نبيه عليه الصلاة والسلام في سنته هذا ما يحضرني الجواب على مثل هذا السؤال .



https://www.youtube.com/watch?v=s8NsCV98uzA



الشيخ الفوزان فى توحيد الحاكمية

السائل : يا فضيلة الشيخ – وفقكم الله – ما حكم من يقول : " إن معنى لا إله إلا الله هي : لا حاكمية إلا الله " ؟

الشيخ : ما شاء الله !
هذا أخذ جزء , جزء قليل من معنى " لا إله إلا الله " , و ترك الأصل الذي هو التوحيد و العبادة ؛ " لا إله إلا الله " معناها : لا معبود بحق إلا الله.
فهي تنفي الشرك و تثبت التوحيد ؛ و الحاكمية جزء من معنى " لا إله إلا الله " ,و لكن الأصل هو التوحيد ؛ الأصل في " لا إله إلا الله " هو التوحيد (( و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا)) (( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) (( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )) لكن هذه فتنة هؤلاء الذين يقولون هذه المقالة , إما أنهم جهال , يفسرون كلام الله و كلام رسوله , و هو ليس عندهم علم , إنما هم أصحاب ثقافة عامة , و يسمونهم " مفكرين " (1) , لكن ليس لهم فقه في دين الله ؛ و عدم الفقه فيدين الله آفة ؛ و لا يجوز لأحد يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله و هو ليس عنده فقه و علم ؛ ما يكفي أنه مثقف و أنه يقرأ في الجرائد و الصحف و يعرف أحوال العالم و ما عليه الناس ؛ هذا ما هو بعالم , هذا مثقف ؛ فلا يجوز أن يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله إلا العلماء , أهل العلم , و أهل الفقه ؛ أو أن هذا الرجل مغرض , يكون عالم لكنه مغرض , يريد أن يصرف الناس عن التوحيد , و يشغلهم بقضايا دون التوحيد ؛ فهو إما جاهل و إما مغرض هذا الذي يفسر هذا التفسير.
على كل حال , هو تفسير ناقص جدا , و لا ينفع حتى لو حُكِّم, لو قامت المحاكم على تحكيم الشريعة في المخاصمات بين الناس الأعراض و الحدود ؛ و تُرِك أمر الشرك و الأضرحة قائما ؛ فهذا لا ينفع و لا يفيد شيئا و لا يعتبروا مسلمين بذلك , حتى يزيلوا الشرك , و يهدموا الأوثان ؛ النبي – صلى الله عليه و سلم – بدأ بهدم الأوثان قبل أن يامر الناس بالصلاة و الصيام و الزكاة و الحج ؛ تعلمون أنه أقام في مكة ثلاثة عشر سنة , يأمر بالتوحيد و ينهى عن الشرك , حتى إذا تمهدت العقيدة و قامت العقيدة و وُجد من المسلمين من يؤازر الرسول - صلى الله عليه و سلم – على أمر الجهاد , نزلت عليه شرائع الإسلام : الصلاة و الصيام و الحج ,و بقية شرائع الإسلام ؛ البناء لا يقوم إلا على الأساس ؛ لا بد من الأساس أولا , ثم البناء ؛ و لذلك شهادة " ألا إله إلا الله و ان محمدا رسول الله " هي أول أركان الإسلام ؛ و النبي – صلى الله عليه و سلم – يقول : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه :شهادة ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله )) .
نعم ؛ حتى بعضهم كتب كتاب يقول فيه : " إن الله خلق الخلق ليحققوا الحاكمية في الأرض " هذا مخالف لقوله – تعالى - : (( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )) يعني ما راح للآية هذه , بل خلقهم من أجل يحققوا الحاكمية ؛ يا سبحان الله ! الله – تعالى – يقول : (( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )) و أنت تقول " ليحققوا الحاكمية " ؟! نعم ؛ من أين جاء بهذا التفسير ؟!
(1) و في الحقيقة هم مكفّرين لا مفكرين , فانتبه!

رابط الملف الصوتي: http://www.alfawzan....nds/00815-26.ra

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 12:29 AM
الشيخ فركوس – حفظه الله -

السؤال: هل شرحُ سيّد القطب ﻟ: «لا إلهَ إلاّ اللهُ» يُعَدُّ أفضل شروحات كلمة التوحيد؟

الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فتفسيرُ سيّد قطب وأخيه محمّد لمعنى: «لا إله إلاَّ الله» بالحاكمية -أي: لا حاكمَ إلاَّ الله- تفسيرٌ قاصرٌ غيرُ صحيحٍ فكيف يكون الأفضل؟!! فهو مخالِفٌ لِمَا عليه تفسيرُ السلف الصالح لمعنى «لا إله إلاَّ اللهُ» وهو لا معبودَ بحقٍّ إلاَّ اللهُ، ويدلُّ عليه قولُه تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]، وقولُه تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]، وقولُه تعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: 36]، وقولُه تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، وقولُه صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»(١- أخرجه البخاري في «الزكاة»: (1399)، ومسلم في «الإيمان»: (133)، وأبو داود في «الزكاة»: (1558)، والترمذي في «الإيمان»: (2810)، والنسائي في «الزكاة»: (2455)، وابن ماجه في «الفتن»: (4061)، وأحمد: (9139)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، لذلك كان تفسير السلف الصالح لها هو التفسيرُ الوحيدُ الذي لا يصحُّ تفسيرٌ غيرُه، وهو إخلاصُ العبادة لله وحدَه لا شريك له، ويدخل فيها تحكيم الشريعة قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: 5]، فهو تفسيرٌ أعمُّ وأشملُ بخلاف الحاكمية فهي جزءٌ من توحيد الربوبية، وهي في عمومها ناقصة لإخراجها توحيد الإلهية وكثيرًا من الأصول والأركان من الحكم بما أنزل اللهُ تعالى، فقد صحَّ عن النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَةُ»(٢- أخرجه أحمد: (22817)، وابن حبان: (6839)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (7360)، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. وحسّنه مقبل الوادعي في «الصحيح المسند»: (490)، وصحّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (5075)).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجزائر في: 5 ربيع الأول 1427ﻫ
الموافق ﻟ: 3 أفريل 2006م



١- أخرجه البخاري في «الزكاة»: (1399)، ومسلم في «الإيمان»: (133)، وأبو داود في «الزكاة»: (1558)، والترمذي في «الإيمان»: (2810)، والنسائي في «الزكاة»: (2455)، وابن ماجه في «الفتن»: (4061)، وأحمد: (9139)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٢- أخرجه أحمد: (22817)، وابن حبان: (6839)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (7360)، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. وحسّنه مقبل الوادعي في «الصحيح المسند»: (490)، وصحّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (5075).

http://www.ferkous.com/rep/Ba27.php


الشيخ برجس – رحمه الله –

السائل يسأل عما يسمى بتوحيد الحاكمية , و هل له حظ من النظر و الاعتبار في أقسام التوحيد ؛ فنقول : إن الله – سبحانه و تعالى – مُتَوَحِّدٌ في ربوبيته , متوحد في أسمائه و صفاته , متوحد في ألوهيته ؛ هذه هي أقسام التوحيد التي جرى عليها السلف – رضي الله عنهم و أرضاهم- ؛ و توحيد الحاكمية داخل في طاعة الله – عز و جل – و عبادته وحده لا شريك له ؛ كما أنه – أيضا – يدخل في ربوبية الله – عز و جل – (( ألا له الخلق و الأمر )) (( إن الحكم إلا لله )) بمعنى أن القضاء لله – سبحانه و تعالى – وحده لا شريك له ؛ و يدخل في ذلك القضاء الكوني , و يدخل في ذلك القضاء الشرعي , كما حرره جماعة من المفسرين , كالعلامة الشنقيطي و غيره ؛ و دخوله في توحيد الإلاهية واضح , أن الله – عز و جل – تعبّدنا بالقرآن , تعبّدنا بالسنة , فلا عبادة في غير هذين المصدرين ؛ فاتباعهما هو تحقيق لتوحيد الألوهية .
فمن ثم , وضعُ توحيد الحاكمية قسيما لأقسام التوحيد المعروفة الثلاثة , هو من الأمور التي أدخلها بعض من انحرف في مسائل التكفير في هذا العصر – كجماعة الإخوان المسلمين و غيرهم – و هو ليس في شيئ , إذ أقسام التوحيد الثلاثة كافية ؛ و أما إفراد الله – عز و جل – بالحكم و إفراد نبيه 0 صلى الله عليه و سلم – بالحكم , فذلك معروف من كتاب الله , و من سنة النبي – صلى الله عليه و سلم - ؛ و هو داخل في عبادة الله – تعالى- وحده لا شريك له.

الرابط الصوتي للتحميل : http://www.burjes.co...es_hakemyyah.rm


الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-


السؤال: سماحة الوالد الآن هناك من يقول أن أقسام التوحيد أربعة ويقول أن القسم الرابع هو توحيد الحاكمية فهل هذا صحيح؟

الجواب: ليست أقسام التوحيد أربعة وإنما هي ثلاثة كما قال أهل العلم وتوحيد الحاكمية داخل في توحيد العبادة. فمن توحيد العبادة الحكم بما شرع الله، والصلاة والصيام والزكاة والحج والحكم بالشرع كل هذا داخل في توحيد العبادة.

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 12:31 AM
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17763 )

س 1 : هل العقيدة أولا أم الحاكمية ؟

ج 1 : أول ما يجب على المسلم معرفة العقيدة الصحيحة والتمسك بها ، قال الله تعالى : سورة محمد الآية 19فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، ولذلك كان

(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 27)

الرسل عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدؤون في دعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال الله تعالى : سورة النحل الآية 36وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ . والحاكمية جزء من العقيدة ، وليست هي العقيدة وحدها .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو بكر أبو زيد
عضو صالح الفوزان
عضو عبد العزيز آل الشيخ
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

و هنا المصدر

http://www.alifta.co...rstKeyWordFound

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:22 AM
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 267)
فتوى رقم ( 4054 ) :
س : بعد التحية والتكريم : أخي الكريم الشيخ عبد العزيز بن باز بما أني مخرج وكاتب سينمائي ومسرحي أخيرا فكرت في إنتاج شريط فيلم جديد تحت عنوان (رجل من بابل ) هذا السيناريو أو القصة والحوار يتحدث عن سيدنا إبراهيم الخليل ، فطبعا بعد قراءة الكتاب الذي ألف من طرف الكتاب التونسيين والكتاب من بعض الدول العربية أخرجت منه السيناريو والحوار ، وفجأة سمعت في المركز التعليمي السعودي بتونس أن الأخ الكريم وكيل وزارة الإعلام يزور تونس الخضراء في مهمة اجتماع هيئة الإذاعات العربية فرحبت به ؟
ج : لا يجوز تمثيل الرسل والأنبياء وهذا لازم لتصوير قصصهم فلا يجوز الإقدام على ذلك ؛ لما يترتب عليه من المفاسد ، وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في هذا الموضوع يتضمن بيان تحريم ذلك .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:28 AM
قال الحسن البصرى !!

نفسك ان لم تشغلها بالحق ، شغلتك بالباطل

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:30 AM
قال بن القيم
الحكمه هى قول ما ينبغى على الوجهه الذى ينبغى فى الوقت الذى ينبغى

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:31 AM
يقول الامام ابن تيمية

(لا يقولن احدكم لا ادعو حتى يكتمل ايمانى فانه بين امرين:
اما ان يموت ولم يكتمل ايمانه بعد..واما ان يأتى يوم ويقول قد اكتمل ايمانى فليعلم انه قد ضل)

قال الحسن البصرى

من نافسك فى دينك فنافسه ,ومن نافسك فى الدنيا فألقها فى نحره

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:33 AM
قال الشافعى
من اتى مجلس العلم دون الورقه والقلم كمن اتى المطحنه دون القمح

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:35 AM
قال ابن القيم رحمه الله :

من هداية الحمار -الذي هو ابلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله

من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه ، ويفرق بين الصوت

الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير

فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار.

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:36 AM
قال وهيب بن الورد:

إن استطعـــت ألا يسبقـــك الى الله أحـــد فافعــــــل



قال الحسن البصري


يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:48 AM
قال فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله


أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين . أقول :
اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا , هناك قتال , هناك قتال في كثير من البلاد . أما جهاد يكون تحت راية إسلامية ويكون مع الأسف أحكام إسلامية ومن هذه الأحكام : أن الجندي لا يتصرف برأيه , لا يتصرف بإجتهاد من عنده وإنما هو يأتمر بأمر قائده وهذا القائد ليس هوالذي نصّب نفسه قائدا وإنما هو الذي نصّبه خليفة المسلمين . أنا أعني إنتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام نوع من هذا القتال كاد يشبه الإنتحار . مثلا :
حينما يهجم فرد من أفراد الجيش بسيفه على جماعة من الكفار المشركين فيعمل فيهم ضربا يمينا ويسارا هذا في النادر قلما يسلم , فهل يجوزله أن يفعل ذلك . نقول يجوز ولا يجوز إذا كان قائد الجيش الإسلامي في زمن الرسول هو الرسول عليه السلام إذا أذن له لازمه ذلك , أما أن يتصرف بنفسه فلا يجوز له ذلك لأنها مخاطرة ومغامرة إن لم نقل مقامرة . تكون النتيجة خاسرة .
لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم أو الخليفة المسلم لما ؟لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يقدّر الأمور حق قدرها وهو يعرف متى ينبغي له أن يهجم مثلا مئة من المسلمين على ألف أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم وهو يعلم أنه سيقتل منهم العشرات , لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين فإذا قائد جيش المسلم أن ولى لهذه القيادة من الخليفة المسلمين أمر جنديا بطريقة من طرق الإنتحار العصرية يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله عز وجل . أما الإنتحارباجتهاد شاب متحمس كما نسمع اليوم مثلا أفراد يتسلقون الجبال ويذهبون إلى جيش من اليهود ويقتلون منهم عددا ثم يُقتلون ما الفائدة من هذه الأمور هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها لصالح الدعوة الإسلامية إطلاقا لذلك نحن نقول للشباب المسلم حافظوا على حياتكم بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم وأن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم هذاالعمل ولو كان بطيئا ولوكان ..... فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم مهما كانت الخلافات الفكرية أوالمنهجية قائمة بينهم كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكما لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولا. وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


http://www.fatwa1.co...ehad/index.html


قال فضيلة الشيخ اللحيدان حفظه الله


يقول السائل : هل يوجد في هذا الزمان في العالم جهاد إسلامي وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب : يوجد جهاد النفس وجهاد المنافقين بالرّد عليهم وبيان نفاقهم ومن قدر أن ينصر المظلومين في الشيشان أو غيرها بالمال فليفعل .


http://www.fatwa1.co...ehad/index.html

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:49 AM
قال فضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله


فضيلة الشيخ ما هي شروط الجهاد ؟ وهل هي متوفرة اللآ ؟
شروط الجهاد معلومة أن يكون للمسلمين قوة يستطيعون أن يجاهدوا الكفار , يستطيعون الجهاد وعندهم قوة وعندهم إمكانية يستطيعون بها قتال الكفار لابد من هذا أما إذا ما كان عندهم إمكانية , ما عندهم قوة فإنهم لا جهاد عليهم , الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في مكة قبل الهجرة ما شُرع عليهم الجهاد لأنهم ما يستطيعون , وكذلك لابد أن يكون الجهاد تحت قيادة مسلمة وبأمر ولي الأمر وهو من صلاحيات ولي الأمر , الجهاد من صلاحيات ولي أمرالمسلمين هواللي يأمر , هو اللي ينظمه , هو اللي يتولاه , يشرف عليه من صلاحيات ولي الأمر ما هو من صلاحيات كل واحد أو كل جماعة أنك تروح أو تغزو بدون إذن ولي الأمر .


http://www.fatwa1.co...ehad/index.html

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:51 AM
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف و نحوه , لضعف المسلمين ماديا و معنويا و عدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية , ولأجل دخولهم في المواثيق و العهود الدولية , فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة.


المصدر : مجموع فتاوى ابن عثيمين رحمه الله ج(18/388)

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:53 AM
جواب سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ
-----------------------------------------------------

* سؤال : هل يأثم المسلم بأن يقاتل تحت شعار دولة كافرة ؟

ـ جواب : نعم يأثم .

* سؤال : اننى احب الجهاد وقد امتزج حبه فى قلبى . ولا استطيع ان اصبر عنه , وقد استاذنت والدتى فلم توافق , ولذا تاثرت كثيرا ولا استطيع ان ابتعد عن الجهاد . سماحة الشيخ :ان امنيتى فى الحياة هى الجهاد فى سبيل الله وان اقتل فى سبيله وامى لا توافق . دلنى جزاك الله خيرا على الطريق المناسب ؟

ـ الجواب : جهادك فى امك جهاد عظيم , الزم امك واحسن اليها , الا اذا امرك ولى الامر بالجهاد فبادر ,لقول النبى صلى الله عليه وسلم : " واذا استنفرتم فانفروا " رواه البخارى .
ومادام وليى الامر لم يأمرك فاحسن الى امك , وارحمها ,واعلم ان برها من الجهاد العظيم , قدمه النبى صلى الله عليه وسلم على الجهاد فى سبيل الله , كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فانه قيل : يارسول الله اى العمل افضل ؟ قال : الصلاة على ميقاتها . قلت : ثم اى ؟ قال : ثم بر الوالدين . قلت : ثم اى ؟ قال : الجهاد فى سبيل الله . فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادانى " . متفق على صحته فقدم برهما على الجهاد , عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه قال : جاء رجل الى النبى يستاذنه فى الجهاد .فقال : "احيى والدك ؟ " قال نعم . قال "ففهيما فجاهد " . متفق على صحته وفى رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم :"
ارجع اليهما فاستأذنهما فان أذنا لك فجاهد والا فبرهما " . رواه ابو داود , فهذه الوالدة : ارحمها , واحسن اليها حتى تسمح لك , وهذا كله فى جهاد الطلب , وفى ما اذا لم يأمرك ولي الامر بالنفير , واما اذا نزل البلاء بك فدافع عن نفسك وعن اخوانك فى الله ,ولا حول ولا قوة الا بالله , وهكذا اذا امرك ولى الامر بالنفير فانفر ولو بغير رضاها لقول الله تعالى : ( ياايها الذين ءامنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم الى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا فى الاخرة الا قليل ) ـ التوبة : 38 ـ .

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:55 AM
اجوبة فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ-----------------------------------------------------------


قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ : " ... ولهذا قال العلماء يجب القتال ويكون فرض عين فى امور اربعة :

الاول : اذا حضر الصف : لقوله الله تعالى ( ياايها الذين ءامنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يوليهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد بآء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ) ـ الانفال 15 ـ .
وجعل النبى صلى الله عليه وسلم التولى يوم الزحف من كبائر الذنوب من الموبقات , الا ان الله تعالى خفف عن عباده , واذن للمسلمين اذا كان العدو اكثر من مثيلهم ان يفروا لقول الله تعالى : (آلان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وان يكن منكم الف يغلبوا الفين ) ـ الانفال 66 - ولهذا اجاز العلماء الفرار من العدو اذا كان اكثر من الضعف .

الثانى : اذا استنفره الامام , يعنى اذا قال الامام : "اخرج وقاتل " , فانه يجب على المسلمين ان يخرجوا ويقاتلوا لقول الله تبارك وتعالى :( ياايها الذين ءامنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم الى الارض ) ـ التوبة 38 ـ يعنى ملتم اليها بثقل , ومعلوم ان الذى يختار الارض على السماء انه ضائع (ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا فى الاخرة الا قليل ) ـالتوبة 38 ـ .

الثالث : اذا حصر العدو بلده , وهذا هو الشاهد لما قلناه قبل قليل , اذا حصر بلده صار الجهاد واجبا لانه جهاد دفاع , لان العدو اذا حصر البلد معناه أن أهلها يكونون عرضة للهلاك , لاسيما فى مثل وقتنا الحاضر اذا حصر العدو البلد , و قطع الكهرباء و المياه , وقطع مصادر الغاز , وما أشبه ذلك , معناه أن الامة سوف تهلك , فيجب الدفاع مادام عندهم ما يمكن أن يدافعوا به يجب أن يدفعوا .

الرابع : اذا كان محتاجا اليه : يعنى اذا احتيج الى هذا الرجل بعينه وجب أن يقاتل .

فهذه أربعة مواضع ذكر العلماء رحمهم الله أن الجهاد فيها يكون فرض عين , وما عدا ذلك يكون فرض كفاية لأمر الله تعالى به فى آيات كثيرة من القرآن , وأخبرالنبى صلى الله عليه وسلم أن :
( الجهاد ذروة سنام الاسلام ) , يعنى أن المجاهدين يعلون على اعدائهم , ولهذا شبهه النبى صلى الله عليه وسلم بذروة السنام ,لانه اعلى ما فى البعير ,فالجهاد فرض كفاية اذا قام به من يكفى سقط عن الباقى ,وان لم يقم به من يكفى تعين عليه .
ولكن اعلموا ان كل واجب لا بد فيه من شرط القدرة , والدليل على ذلك النصوص من القرآن والسنة ومن الواقع ايضا ,اما القرآن فقد قال تعالى : (( لا يكلف الله نفسا الا وسعها )) ـ البقرة 286 وقال تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) ـالتغابن 16 ـ وقال تعالى : (( وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتابكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج )) ـ الحج 78 ـ يعنى حتى لو امرتم بالجهاد مافيه حرج ان قدرتم عليه فهو سهل , وان لم تقدروا عليه فهو حرج مرفوع , اذالا بد من القدرة و الاستطاعة ,هذا من القرآن . ومن السنة قال النبى صلى الله عليه وسلم :" اذا امرتكم بامر فأتوا منه ما استطعتم " وهذا عام فى كل امر لان قوله :[ بأمر] نكرة فى سياق الشرط فيكون للعموم , سواء أمر العبادات أو الجهاد او غيره .

واما الواقع فقد كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى مكة يدعو الناس الى توحيد الله , وبقى على هذا ثلاثة عشرة سنة لم يؤمر بالجهاد مع شدة الايذاء له ولمتبعيه عليه الصلاة والسلام ,وقلة التكاليف ؛فاكثر اركان الاسلام ما وجبت الا فى المدينة , ولكن هل أمروا بالقتال ؟ الجواب : لا . لماذا ؟ لانهم لا يستطيعون ,وهم خائفون على انفسهم .
ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم خرج من مكة خائفا على نفسه ـ وهذا معروف ـ ولذلك لم يوجب الله عز وجل القتال الا بعد ان صار للامة الاسلامية دولة وقوة (( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير )) ـ الحج 39 ـ .

وقال : ـ رحمه الله ـ عن شرط القوة فى الجهاد :

* لا بد فيه من شرط : وهو ان يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال ,فان لم يكن لديهم قدرة فان اقحام انفسهم فى القتال القاء بانفسهم الى التهلكة ,ولهذا لم يوجب الله سبحانه وتعالى على المسلمين القتال وهم فى مكة , لانهم عاجزون ضعفاء , فلما هاجروا الى المدينة وكونوا الدولة الاسلامية , وصار لهم شوكة امروا بالقتال , وعلى هذا فلا بد من هذا الشرط , والا سقط عنهم كسائر الواجبات , لان جميع الواجبات يشترط فيها القدرة لقوله تعالى :((فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا )) ـ التغابن 16 ـ وقوله (( لا يكلف الله نفسا الا وسعها )) البقرة 286 .

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:57 AM
اجوبة فضيلة الشيخ : د . صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ :
----------------------------------------------------------------------
* سؤال : اذا كان لوالدى ابناء غيرى وهو ليس بحاجتى , ولو احتاج شيئا فاخوتى سيقومون به بدلا عنى وليس له مبرر فى عدم ذهابى الى الجهاد الا خوفا ان اقتل فى سبيل الله فماالحكم فى ذلك ؟

ـ جواب : الحكم انك تطيعه ولو كان له مئة ولد, ولو كانوا يقومون بما يحتاج اليه مادام انه قال لك لا تروح , تجب عليك طاعته والبر به اذا كنت تريد الاجر , اما اذا كنت تريد انك تركب رايك فهذا راجع لك , لكن ان كنت تريد الاجر و الثواب : فأطع والدك , ولا تخرج عنه وهو غضبان , او انه لم ياذن لك , لان حقه مقدم بعد حق الله سبحانه وتعالى , لكن بعض الناس يحتقر والده يقول : والدى ماله رأى ,ولا عنده فكر ,ولا يعرف شيىء , يحتقرون والديهم والعياذ بالله , ولا يرجعون لهم ,ويعتبرون أنفسهم أنهم أحسن رأى منهم .

* سؤال : هل يجب الجهاد فى وقتنا هذا ؟ وما الرد على من استدل بقول النبى صلى الله عليه وسلم : " اذا تبايعتم بالعينة , واخذتم بأذناب البقر , ورضيتم بالزرع , وتركتم الجهاد , سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه حتى ترجعوا الى دينكم " ؟

ـ الجواب : اذا كان للمسلمين قوة ويقدرون على الجهاد وعلى الغزو فى سبيل الله فهذايجب على وليى الامر , هذا من صلاحيات وليى الامر انه يكون جيوشا للغزو ,ويقود الجيوش بنفسه او يؤمر عليها كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك , اما اذا كان المسلمون لا يستطيعون قتال الكفار , فهم يؤجلون الجهاد الى ان يقدروا على القتال وعلى الجهاد, ولكن يكون قتالهم فى هذه الحالة من باب الدفاع , فمن اراد بلادهم او غزاها فانهم يقاتلونهم دفاعا عن حرماتهم .

واما اذا كان فيهم قوة ,فانهم يقاتلون قتال طلب لنشر الاسلام , وهذا يكون تحت راية يعقدها وليى امر المسلمين ,ويتولاها بنفسه او يؤمر عليها من ينوب عنه ,وهذا شيىء معروف فى كتب الجهاد وكتب العقائد ,ان يكون مع الامراء ويكون مع الأ ئمة , فهم الذين يتولون أمور الجهاد وتحت راية واحدة ,ما يكون هناك رايات هذا يحصل فيه ـ كما جرب ـ اختلاف وتناحر بين الجماعات ,ولا يتوصلون الى شيىء ,لا بد من توحد القيادة , قيادة الجهاد لا بد من توحدها تحت راية واحدة باشراف وليى امر المسلمين .

*سؤال : ما رايكم فيمن يوجب الجهاد فى وقتنا الحاضر , ولو خرج احدهم مجاهدا فهل يأثم ؟

ـ جواب : الجهاد اذا توفرت ضوا بطه وشروطه , وجاهد المسلم هذا طيب , اما ما دامت لم تتوفر شروطه ولا ضوابطه فليس هناك جهاد شرعى, لانه يترتب عليه ضرر بالمسلمين اكثر من المصلحة الجزئية, انت ضربت الكافر لكن الكافر سينتقم من المسلمين, وسيحصل ما انتم تسمعون, هذا لا يجوز مادام ما توفر الجهاد بشروطه وبضوابطه ومع قائد مسلم وراية مسلمة فلم يتحقق الجهاد, وان كان قصد الانسان حسن ويريد الجهاد, يثاب على نيته لكن هو مخطىء فى هذا .

*سؤال : ذكرتم حفظكم الله انه يجب ان يراعى احوال المسلمين ويعرف الكفار الذين يجب قتالهم والكفار الذين يكف عنهم فارجوا من فضيلتكم مثالا للذين يكف عنهم وكم هى المدة التى يكف عنهم ؟ وماهى الاحوال التى يكف فيها ؟

ـ جواب : الذين يكف عنهم هم الذين لا نستطيع قتالهم ,وكذلك الذين لهم عهد وهدنة بين المسلمين , فهؤلاء ايضا لا يجوز قتالهم حتى تنتهى الهدنة ,او انهم يغدرون بالعهد , امامادام العهد باقيا وهم مستقيمون عليه فلا يجوز للمسلمين ان يقاتلوهم , قال جل وعلا ( فماا ستقاموا لكم فااستقيموا لهم ان الله يحب المتقين ) ـ التوبة 7 ـ (واما تخا فن من قوم خيانة ) ـ الانفال 58 ـ
يعنى اذا كانوا معاهدين :( فانبذ اليهم على سواء ) ـ الانفال 58 ـ اذا اردت ان تنهيى العقد الذى بينك وبينهم فانك تعلمهم ـ تعلن هذا لهم ـ حتى يكونوا على بينة , فالعهود ليست بالامر السهل او الهين , يقول الله جل وعلا :(واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا ) ـ الاسراء 34 ـ فلا يجوز نقضها الا بمبرر شرعى , ويكون هذا بامر الامام الذى عقد معهم هذا العقد , فهو الذى يتولى العقد وهو الذى يتولى النقض , فهو من صلاحية الامام وليس من صلاحية اى احد سواه حتى لا يصير الامر فوضى .

*سؤال : ما حكم الجهاد فى هذا الوقت مع منع وليى الامر ؟

ـ جواب : لا جهاد الا باذن وليى الامر لان هذا من صلاحيته , والجهاد بدون اذنه افتيات عليه , فلا بد من رايه واذنه , والا فكيف تقاتل وانت لست تحت راية , ولا تحت امرة وليى امر للمسلمين ؟

*سؤال : لو ان رجلا خرج للجهاد ووالداه غير راضيين عن جهاده فمات إ فهل يعتبر شهيدا ؟

ـ جواب : يعتبر عاقا لوالديه , وعقوق الوالدين كبيرة من كبائر الذنوب ,واما شهادته فالله اعلم بها ,لا ادرى . ولكنه يعتبر عاقا لوالديه , وربما يكون خروجه غير مأذون فيه شرعا فلا يكون شهيدا .

*سؤال : ماهى شروط الجهاد , وهل هى متوفرة الآن ؟

ـ جواب : شروط الجهاد معلومة :ان يكون فى المسلمين قوة وامكانية لمجاهدة الكفار , اما ان لم يكن عندهم امكانية ولا قوة فانه لا جهاد عليهم ,فالرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا فى مكة قبل الهجرة ولم يشرع لهم الجهاد ؛ لانهم لا يستطيعون . وكذلك لابد ان يكون الجهاد تحت قيادة مسلمة , وبامر وليى الامر ؛ لانه هو الذى يامر به , وينظمه , ويتولاه , ويشرف عليه , فهو من صلاحياته , وليست من صلاحيات اى احد او اى جماعة تذهب او تغزو بدون اذن وليى الامر .

*سؤال : هل من جاهد بدون اذن وليى الامر ثم قتل فهل يكون شهيدا ام لا ؟

ـ جواب : يكون غير مأذونا له فى هذا القتال فلا يكون قتاله شرعيا ,ولا يظهر لى انه يكون شهيدا .

------------------------------

المصدر : فتاوى الأ ئمة فى النوازل المدلهمة

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 01:59 AM
سُئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدِّث الديار الشامية وعلاَّمة عصره

يوم 29 ـ جمادى الأولى ـ 1416 هـ الموافق لـ 23ـ 10 ـ 1995 عمَّا يأتي:


في هذه الفترة الأخيرة يا شيخ! خاصة ممَّا يحدث من كوارث وفتن، وحيث صار الأمر إلى استخدام المتفجرات التي تودي بحياة العشرات من الناس، أكثرهم من الأبرياء، وفيهم النساء والأطفال ومَن تعلمون، وحيث سمعنا بعض الناس الكبار أنَّهم يندِّدون عن سكوت أهل العلم والمفتين من المشايخ الكبار عن سكوتهم وعدم التكلُّم بالإنكار لمثل هذه التصرفات الغير إسلامية قطعاً، ونحن أخبرناهم برأي أهل العلم ورأيكم في المسألة، لكنَّهم ردُّوا بالجهل مما يقولونه أو مما تقولونه، وعدم وجود الأشرطة المنتشرة لبيان الحق في المسألة، ولهذا نحن طرحنا السؤال بهذا الأسلوب الصريح حتى يكون الناس على بيِّنة برأيكم ورأي من تنقلون عنهم، فبيِّنوا الحق في القضية، وكيف يعرف الحق فيها عند كلِّ مسلم؟ لعل الشيخ يسمع ما يحدث الآن أو نشرح له شيئاً ممَّا يحدث؟


قال الشيخ: ما فيه داعٍ.

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.

{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُسْلِمُونَ}

{يأيّها الناسُ اتّقُوا ربَّكمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً واتَّقُوا اللهََ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كان عَلَيْكُمْ رَقِيباً}

{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكمْ ويَغْفِرْ لَكمْ ذُنوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}



أمَّا بعد: فإنَّ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ المور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.



أنت ـ جزاك الله خيراً ـ أشرتَ بأننا تكلَّمنا في هذه المسألة، وذكرت أنَّهم (يهدون) بجهل أو بغير علم، إذا كان الكلام ممَّن يُظنُّ فيه العلم، ثم يقابَل ممن لا علم عندهم بالرفض والردِّ فما الفائدة من الكلام حينئذ؟ لكن نحن نجيب لمن قد يكون عنده شبهة (بأنَّ هذا الذي يفعلونه هو أمر جائزٌ شرعاً) ، وليس لإقناع ذوي الأهواء وأهل الجهل، وإنَّما لإقناع الذين قد يتردَّدون في قبول أنَّ هذا الذي يفعله هؤلاء المعتدون هو أمر غير مشروع.

لا بدَّ لي قبل الدخول في شيء من التفصيل بأن أُذكِّر ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ بقول أهل العلم: (( ما بُني على فاسد فهو فاسد ))، فالصلاة التي تُبنى على غير طهارة مثلاً فهي ليست بصلاة، لماذا؟ لأنَّها لم تقم على أساس الشرط الذي نصَّ عليه الشارع الحكيم في مثل قوله صلى الله عليه وسلَّم: (( لا صلاة لمن لا وضوء له )) ، فمهما صلى المصلي بدون وضوء فما بُني على فاسد فهو فاسد، والأمثلة في الشريعة من هذا القبيل شيء كثير وكثير جداًّ.



فنحن ذكرنا دائماً وأبداً بأنّ الخروج على الحكام لو كانوا من المقطوع بكفرهم، لو كانوا من المقطوع بكفرهم، أنَّ الخروج عليهم ليس مشروعاً إطلاقاً؛ ذلك لأنَّ هذا الخروج إذا كان ولا بدَّ ينبغي أن يكون خروجاً قائماً على الشرع، كالصلاة التي قلنا آنفاً إنَّها ينبغي أن تكون قائمة على الطهارة، وهي الوضوء، ونحن نحتجُّ في مثل هذه المسألة بِمثل قوله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}


إنَّ الدورَ الذي يَمرُّ به المسلمون اليوم من تحكّم بعض الحكام ـ وعلى افتراض أنَّهم أو أنَّ كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً ـ إذا افترضنا هذه الفرضية فنقول: إنَّ الوضع الذي يعيشه المسلمون بأن يكونوا محكومين من هؤلاء الحكام ـ ولْنَقُل الكفار مجاراةً لجماعة التكفير لفظاً لا معنى؛ لأنَّ لنا في ذلك التفصيل المعروف ـ فنقول: إنَّ الحياة التي يحياها المسلمون اليوم تحت حكم هؤلاء الحكام لا يخرج عن الحياة التي حييها رسول الله عليه الصلاة وعلى آله وسلَّم، وأصحابُه الكرام فيما يُسمى في عرف أهل العلم: بالعصر المكي.

لقد عاش عليه السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة، والتي كانت تأبى صراحةً أن تستجيب لدعوة الرسول عليه السلام، وأن يقولوا كلمة الحق (( لا إله إلاَّ الله )) حتى إنّ عمَّه أبا طالب ـ وفي آخر رمق من حياته ـ قال له: لولا أن يُعيِّرني بها قومي لأقررتُ بها عينَك.



أولئك الكفار المصرِّحين بكفرهم المعاندين لدعوة نبيِّهم، كان الرسول عليه السلام يعيش تحت حكمهم ونظامهم، ولا يتكلَّم معهم إلاَّ: أن اعبدوا الله وحده لا شريك له.

ثم جاء العهد المدني، ثم تتابعت الأحكام الشرعية، وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين، كما هو معروف في السيرة النبوية.

أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن هنالك خروج كما يفعل اليوم كثيرٌ من المسلمين في غير ما بلد إسلامي.



فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أُمرنا بالاقتداء به، وبخاصة في الآية السابقة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}

الآن كما نسمع في الجزائر، هناك طائفتان، وأنا أهتبلها فرصة إذا كنت أنت أو أحد الحاضرين على بيِّنة من الإجابة عن السؤال التالي: أقول أنا أسمع وأقرأ بأنَّ هناك طائفتين أو أكثر من المسلمين الذين يُعادون الحكام هنالك، جماعة مثلاً جبهة الإنقاذ، وأظن فيه جماعة التكفير.

فقيل له: جيش الإنقاذ هذا هو المسلَّح غير الجبهة.

وقال الشيخ: لكن أليس له علاقة بالجبهة؟

قيل له: انفصلَ عنها، يعني: قسم متشدِّد.



قال الشيخ: إذاً هذه مصيبة أكبر! أنا أردتُ أن أستوثق من وجود أكثر من جماعة مسلمة، ولكلٍّ منها سبيلها ومنهجها في الخروج على الحاكم، تُرى! لو قضي على هذا الحاكم وانتصرت طائفة من هذه الطوائف التي تُعلن إسلامها ومحاربتها للحاكم الكافر بزَعمهم، تُرى! هل ستَتَّفقُ هاتان الطائفتان ـ فضلاً عمَّا إذا كان هناك طائفة أخرى ـ ويقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟

سيقع الخلاف بينهم! الشاهد الآن موجود مع الأسف الشديد في أفغانستان، يوم قامت الحرب في أفغانستان كانت تُعلن في سبيل الإسلام والقضاء على الشيوعية!! فما كادوا يقضون على الشيوعية ـ وهذه الأحزاب كانت قائمة وموجودة في أثناء القتال ـ وإذا بهم ينقلب بعضُهم عدوًّا لبعض.

فإذاً كلُّ مَن خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلاَّ خُسراً، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلَّم إذاً في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنَّما يكون بالدعوة.



أولاً: دعوة التوحيد، ثم تربية المسلمين على أساس الكتاب والسنة.

وحينما نقول نحن إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرَتين، إنَّه لا بدَّ من التصفية والتربية، بطبيعة الحال لا نعني بهما أنَّ هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أن يصيروا أمة واحدة، وإنَّما نريد أن نقول: إنَّ مَن يريد أن يعمل بالإسلام حقًّا وأن يتَّخذ الوسائل التي تمهد له إقامة حكم الله في الأرض، لا بدَّ أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم حكماً وأسلوباً.

بهذا نحن نقول إنَّ ما يقع سواءً في الجزائر أو في مصر، هذا خلاف الإسلام؛ لأنَّ الإسلام يأمر بالتصفية والتربية، أقول التصفية والتربية؛ لسبب يعرفه أهل العلم.


نحن اليوم في القرن الخامس عشر، ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة، لم نرث الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك الإسلام الذي أتى أُكلَه وثمارَه في أول أمره هو الذي سيؤتي أيضاً أُكُلَه وثمارَه في آخر أمره، كما قال عليه الصلاة والسلام: (( أمَّتي كالمطر لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره )).



فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، والحديث الآخر الذي هو منه أشهر: (( لا تزال طائفةٌ مِن أمَّتِي ظاهرين على الحقِّ لا يضرُّهم مَن خالَفَهم حتى يأتي أمرُ الله )).


أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن يصبح الملايين المملينة من المسلمين قد تبنَّوا الإسلامَ مصفًّى وربَّوْا أنفسهم على هذا الإسلام المصفَّى، لكنَّنا نريد لهؤلاء الذين يهتمُّون حقًّا أولاً بتربية نفوسهم ثم بتربية من يلوذ بهم، ثم، ثم، حتى يصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلاَّ بهذا التسلسل الشرعي المنطقي.



بهذا نحن كنَّا نجيب بأنَّ هذه الثورات وهذه الانقلابات التي تُقام، حتى الجهاد الأفغاني، كنَّا نحن غير مؤيِّدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب، والآن الذي يحكم والذي قاموا ضدَّه معروف بأنَّه من رجال الصوفية مثلاً.


القصد أنَّ مِن أدلَّة القرآن أن الاختلاف ضعف حيث أنَّ الله عزَّ وجلَّ ذكر من أسباب القتل هو التنازع والاختلاف {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدِيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم 31 ـ 32]، إِذَن إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأنَّ هذا التشيع وهذا التفرُّق إنَّما هو دليل الضعف.


إذاً على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تمثَّل بكلمة أعتبرها من حِكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، لكن أتباعه لا يُتابعونه ألا وهي قوله: (( أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم على أرضكم )).


فنحن نشاهد أنَّ ... لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات، بل أستطيع أن أقول بأنَّ كثيراً من رؤوس هذه الجماعات لم يُطبِّقوا هذه الحكمة التي هي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين (( التصفية والتربية ))، لم يقوموا بعد بتصفية الإسلام ممَّا دخل فيه ممَّا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك، لم يُحققوا هذه ـ أي تصفية في نفوسهم ـ فضلاً عن أن يُحقِّقوا التربية في ذويهم، فمِن أين لهم أن يُحقِّقوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟!.


أقول: إذا عرفنا ـ بشيء من التفصيل ـ تلك الكلمة (( ما بُني على فاسد فهو فاسد ))، فجوابنا واضح جدًّا أنَّ ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو سابقٌ لأوانه أوَّلاً، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً ثانياً، لكن لا بدَّ من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال.

نحن نعلم أنَّ الشارعَ الحكيم ـ بٍما فيه من عدالة وحكمة ـ نهى الغزاة المسلمين الأولين أن يتعرَّضوا في غزوهم للنساء، فنهى عن قتل النساء وعن قتل الصبيان والأطفال، بل ونهى عن قتل الرهبان المنطوين على أنفسهم لعبادة ربِّهم ـ زعموا ـ فهم على شرك وعلى ضلال، نهى الشارع الحكيم قُوَّاد المسلمين أن يتعرَّضوا لهؤلاء؛ لتطبيق أصل من أصول الإسلام، ألا وهو قوله تبارك وتعالى في القرآن: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَن لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَيْسَ لِلإِنسَانِ إَلاَّ مَا سَعَى} [النجم 36 ـ 39]، فهؤلاء الأطفال وهذه النسوة والرجال الذين ليسوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقتلهم لا يجوز إسلاميًّا، قد جاء في بعض الأحاديث: (( أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله سلَّم رأى ناساً مجتمعين على شيء فسأل؟ فقالوا: هذه امرأة قتيلة، قال عليه السلام: ما كانت هذه لتقاتِل )).


وهنا نأخذ حكمين متقابلين، أحدها: سبق الإشارة إليه، ألا وهو أنَّه لا يجوز قتل النساء؛ لأنَّها لا تُقاتل، ولكن الحكم الآخر أنَّنا إذا وجدنا بعض النسوة يُقاتلن في جيش المحاربين أو الخارجين، فحينئذ يجوز للمسلمين أن يُقاتلوا أو أن يقتلوا هذه المرأة التي شاركت الرجال في تعاطي القتال.


فإذا كان السؤال إذاً بأنَّ هؤلاء حينما يفخِّخون ـ كما يقولون ـ بعض السيارات ويفجِّرونها تصيب بشظاياها مَن ليس عليه مسؤولية إطلاقاً في أحكام الشرع، فما يكون هذا من الإسلام إطلاقاً، لكن أقول: إنَّ هذه جزئية من الكُليَّة، أخطرها هو هذا الخروج الذي مضى عليه بضع سنين، ولا يزداد الأمر إلاَّ سوءاً، لهذا نحن نقول إنَّما الأعمال بالخواتيم، والخاتمة لا تكون حسنةً إلاَّ إذا قامت على الإسلام، وما بُني على خلاف الإسلام فسوف لا يُثمر إلاَّ الخراب والدمَّار )).


من شريط: من منهج الخوارج.

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:01 AM
سُئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدِّث الديار الشامية وعلاَّمة عصره

يوم 29 ـ جمادى الأولى ـ 1416 هـ الموافق لـ 23ـ 10 ـ 1995 عمَّا يأتي:


في هذه الفترة الأخيرة يا شيخ! خاصة ممَّا يحدث من كوارث وفتن، وحيث صار الأمر إلى استخدام المتفجرات التي تودي بحياة العشرات من الناس، أكثرهم من الأبرياء، وفيهم النساء والأطفال ومَن تعلمون، وحيث سمعنا بعض الناس الكبار أنَّهم يندِّدون عن سكوت أهل العلم والمفتين من المشايخ الكبار عن سكوتهم وعدم التكلُّم بالإنكار لمثل هذه التصرفات الغير إسلامية قطعاً، ونحن أخبرناهم برأي أهل العلم ورأيكم في المسألة، لكنَّهم ردُّوا بالجهل مما يقولونه أو مما تقولونه، وعدم وجود الأشرطة المنتشرة لبيان الحق في المسألة، ولهذا نحن طرحنا السؤال بهذا الأسلوب الصريح حتى يكون الناس على بيِّنة برأيكم ورأي من تنقلون عنهم، فبيِّنوا الحق في القضية، وكيف يعرف الحق فيها عند كلِّ مسلم؟ لعل الشيخ يسمع ما يحدث الآن أو نشرح له شيئاً ممَّا يحدث؟


قال الشيخ: ما فيه داعٍ.

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.

{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُسْلِمُونَ}

{يأيّها الناسُ اتّقُوا ربَّكمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً واتَّقُوا اللهََ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كان عَلَيْكُمْ رَقِيباً}

{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكمْ ويَغْفِرْ لَكمْ ذُنوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}



أمَّا بعد: فإنَّ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ المور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.



أنت ـ جزاك الله خيراً ـ أشرتَ بأننا تكلَّمنا في هذه المسألة، وذكرت أنَّهم (يهدون) بجهل أو بغير علم، إذا كان الكلام ممَّن يُظنُّ فيه العلم، ثم يقابَل ممن لا علم عندهم بالرفض والردِّ فما الفائدة من الكلام حينئذ؟ لكن نحن نجيب لمن قد يكون عنده شبهة (بأنَّ هذا الذي يفعلونه هو أمر جائزٌ شرعاً) ، وليس لإقناع ذوي الأهواء وأهل الجهل، وإنَّما لإقناع الذين قد يتردَّدون في قبول أنَّ هذا الذي يفعله هؤلاء المعتدون هو أمر غير مشروع.

لا بدَّ لي قبل الدخول في شيء من التفصيل بأن أُذكِّر ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ بقول أهل العلم: (( ما بُني على فاسد فهو فاسد ))، فالصلاة التي تُبنى على غير طهارة مثلاً فهي ليست بصلاة، لماذا؟ لأنَّها لم تقم على أساس الشرط الذي نصَّ عليه الشارع الحكيم في مثل قوله صلى الله عليه وسلَّم: (( لا صلاة لمن لا وضوء له )) ، فمهما صلى المصلي بدون وضوء فما بُني على فاسد فهو فاسد، والأمثلة في الشريعة من هذا القبيل شيء كثير وكثير جداًّ.



فنحن ذكرنا دائماً وأبداً بأنّ الخروج على الحكام لو كانوا من المقطوع بكفرهم، لو كانوا من المقطوع بكفرهم، أنَّ الخروج عليهم ليس مشروعاً إطلاقاً؛ ذلك لأنَّ هذا الخروج إذا كان ولا بدَّ ينبغي أن يكون خروجاً قائماً على الشرع، كالصلاة التي قلنا آنفاً إنَّها ينبغي أن تكون قائمة على الطهارة، وهي الوضوء، ونحن نحتجُّ في مثل هذه المسألة بِمثل قوله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}


إنَّ الدورَ الذي يَمرُّ به المسلمون اليوم من تحكّم بعض الحكام ـ وعلى افتراض أنَّهم أو أنَّ كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً ـ إذا افترضنا هذه الفرضية فنقول: إنَّ الوضع الذي يعيشه المسلمون بأن يكونوا محكومين من هؤلاء الحكام ـ ولْنَقُل الكفار مجاراةً لجماعة التكفير لفظاً لا معنى؛ لأنَّ لنا في ذلك التفصيل المعروف ـ فنقول: إنَّ الحياة التي يحياها المسلمون اليوم تحت حكم هؤلاء الحكام لا يخرج عن الحياة التي حييها رسول الله عليه الصلاة وعلى آله وسلَّم، وأصحابُه الكرام فيما يُسمى في عرف أهل العلم: بالعصر المكي.

لقد عاش عليه السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة، والتي كانت تأبى صراحةً أن تستجيب لدعوة الرسول عليه السلام، وأن يقولوا كلمة الحق (( لا إله إلاَّ الله )) حتى إنّ عمَّه أبا طالب ـ وفي آخر رمق من حياته ـ قال له: لولا أن يُعيِّرني بها قومي لأقررتُ بها عينَك.



أولئك الكفار المصرِّحين بكفرهم المعاندين لدعوة نبيِّهم، كان الرسول عليه السلام يعيش تحت حكمهم ونظامهم، ولا يتكلَّم معهم إلاَّ: أن اعبدوا الله وحده لا شريك له.

ثم جاء العهد المدني، ثم تتابعت الأحكام الشرعية، وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين، كما هو معروف في السيرة النبوية.

أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن هنالك خروج كما يفعل اليوم كثيرٌ من المسلمين في غير ما بلد إسلامي.



فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أُمرنا بالاقتداء به، وبخاصة في الآية السابقة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}

الآن كما نسمع في الجزائر، هناك طائفتان، وأنا أهتبلها فرصة إذا كنت أنت أو أحد الحاضرين على بيِّنة من الإجابة عن السؤال التالي: أقول أنا أسمع وأقرأ بأنَّ هناك طائفتين أو أكثر من المسلمين الذين يُعادون الحكام هنالك، جماعة مثلاً جبهة الإنقاذ، وأظن فيه جماعة التكفير.

فقيل له: جيش الإنقاذ هذا هو المسلَّح غير الجبهة.

وقال الشيخ: لكن أليس له علاقة بالجبهة؟

قيل له: انفصلَ عنها، يعني: قسم متشدِّد.



قال الشيخ: إذاً هذه مصيبة أكبر! أنا أردتُ أن أستوثق من وجود أكثر من جماعة مسلمة، ولكلٍّ منها سبيلها ومنهجها في الخروج على الحاكم، تُرى! لو قضي على هذا الحاكم وانتصرت طائفة من هذه الطوائف التي تُعلن إسلامها ومحاربتها للحاكم الكافر بزَعمهم، تُرى! هل ستَتَّفقُ هاتان الطائفتان ـ فضلاً عمَّا إذا كان هناك طائفة أخرى ـ ويقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟

سيقع الخلاف بينهم! الشاهد الآن موجود مع الأسف الشديد في أفغانستان، يوم قامت الحرب في أفغانستان كانت تُعلن في سبيل الإسلام والقضاء على الشيوعية!! فما كادوا يقضون على الشيوعية ـ وهذه الأحزاب كانت قائمة وموجودة في أثناء القتال ـ وإذا بهم ينقلب بعضُهم عدوًّا لبعض.

فإذاً كلُّ مَن خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلاَّ خُسراً، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلَّم إذاً في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنَّما يكون بالدعوة.



أولاً: دعوة التوحيد، ثم تربية المسلمين على أساس الكتاب والسنة.

وحينما نقول نحن إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرَتين، إنَّه لا بدَّ من التصفية والتربية، بطبيعة الحال لا نعني بهما أنَّ هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أن يصيروا أمة واحدة، وإنَّما نريد أن نقول: إنَّ مَن يريد أن يعمل بالإسلام حقًّا وأن يتَّخذ الوسائل التي تمهد له إقامة حكم الله في الأرض، لا بدَّ أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم حكماً وأسلوباً.

بهذا نحن نقول إنَّ ما يقع سواءً في الجزائر أو في مصر، هذا خلاف الإسلام؛ لأنَّ الإسلام يأمر بالتصفية والتربية، أقول التصفية والتربية؛ لسبب يعرفه أهل العلم.


نحن اليوم في القرن الخامس عشر، ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة، لم نرث الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك الإسلام الذي أتى أُكلَه وثمارَه في أول أمره هو الذي سيؤتي أيضاً أُكُلَه وثمارَه في آخر أمره، كما قال عليه الصلاة والسلام: (( أمَّتي كالمطر لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره )).



فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، والحديث الآخر الذي هو منه أشهر: (( لا تزال طائفةٌ مِن أمَّتِي ظاهرين على الحقِّ لا يضرُّهم مَن خالَفَهم حتى يأتي أمرُ الله )).


أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن يصبح الملايين المملينة من المسلمين قد تبنَّوا الإسلامَ مصفًّى وربَّوْا أنفسهم على هذا الإسلام المصفَّى، لكنَّنا نريد لهؤلاء الذين يهتمُّون حقًّا أولاً بتربية نفوسهم ثم بتربية من يلوذ بهم، ثم، ثم، حتى يصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلاَّ بهذا التسلسل الشرعي المنطقي.



بهذا نحن كنَّا نجيب بأنَّ هذه الثورات وهذه الانقلابات التي تُقام، حتى الجهاد الأفغاني، كنَّا نحن غير مؤيِّدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب، والآن الذي يحكم والذي قاموا ضدَّه معروف بأنَّه من رجال الصوفية مثلاً.


القصد أنَّ مِن أدلَّة القرآن أن الاختلاف ضعف حيث أنَّ الله عزَّ وجلَّ ذكر من أسباب القتل هو التنازع والاختلاف {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدِيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم 31 ـ 32]، إِذَن إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأنَّ هذا التشيع وهذا التفرُّق إنَّما هو دليل الضعف.


إذاً على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تمثَّل بكلمة أعتبرها من حِكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، لكن أتباعه لا يُتابعونه ألا وهي قوله: (( أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم على أرضكم )).


فنحن نشاهد أنَّ ... لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات، بل أستطيع أن أقول بأنَّ كثيراً من رؤوس هذه الجماعات لم يُطبِّقوا هذه الحكمة التي هي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين (( التصفية والتربية ))، لم يقوموا بعد بتصفية الإسلام ممَّا دخل فيه ممَّا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك، لم يُحققوا هذه ـ أي تصفية في نفوسهم ـ فضلاً عن أن يُحقِّقوا التربية في ذويهم، فمِن أين لهم أن يُحقِّقوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟!.


أقول: إذا عرفنا ـ بشيء من التفصيل ـ تلك الكلمة (( ما بُني على فاسد فهو فاسد ))، فجوابنا واضح جدًّا أنَّ ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو سابقٌ لأوانه أوَّلاً، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً ثانياً، لكن لا بدَّ من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال.

نحن نعلم أنَّ الشارعَ الحكيم ـ بٍما فيه من عدالة وحكمة ـ نهى الغزاة المسلمين الأولين أن يتعرَّضوا في غزوهم للنساء، فنهى عن قتل النساء وعن قتل الصبيان والأطفال، بل ونهى عن قتل الرهبان المنطوين على أنفسهم لعبادة ربِّهم ـ زعموا ـ فهم على شرك وعلى ضلال، نهى الشارع الحكيم قُوَّاد المسلمين أن يتعرَّضوا لهؤلاء؛ لتطبيق أصل من أصول الإسلام، ألا وهو قوله تبارك وتعالى في القرآن: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَن لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَيْسَ لِلإِنسَانِ إَلاَّ مَا سَعَى} [النجم 36 ـ 39]، فهؤلاء الأطفال وهذه النسوة والرجال الذين ليسوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقتلهم لا يجوز إسلاميًّا، قد جاء في بعض الأحاديث: (( أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله سلَّم رأى ناساً مجتمعين على شيء فسأل؟ فقالوا: هذه امرأة قتيلة، قال عليه السلام: ما كانت هذه لتقاتِل )).


وهنا نأخذ حكمين متقابلين، أحدها: سبق الإشارة إليه، ألا وهو أنَّه لا يجوز قتل النساء؛ لأنَّها لا تُقاتل، ولكن الحكم الآخر أنَّنا إذا وجدنا بعض النسوة يُقاتلن في جيش المحاربين أو الخارجين، فحينئذ يجوز للمسلمين أن يُقاتلوا أو أن يقتلوا هذه المرأة التي شاركت الرجال في تعاطي القتال.


فإذا كان السؤال إذاً بأنَّ هؤلاء حينما يفخِّخون ـ كما يقولون ـ بعض السيارات ويفجِّرونها تصيب بشظاياها مَن ليس عليه مسؤولية إطلاقاً في أحكام الشرع، فما يكون هذا من الإسلام إطلاقاً، لكن أقول: إنَّ هذه جزئية من الكُليَّة، أخطرها هو هذا الخروج الذي مضى عليه بضع سنين، ولا يزداد الأمر إلاَّ سوءاً، لهذا نحن نقول إنَّما الأعمال بالخواتيم، والخاتمة لا تكون حسنةً إلاَّ إذا قامت على الإسلام، وما بُني على خلاف الإسلام فسوف لا يُثمر إلاَّ الخراب والدمَّار )).
من شريط: من منهج الخوارج.

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:04 AM
فتاوى العلماء الكبار في"العمليات الانتحارية"

الشيخ عبد العزيز بن باز


السؤال: ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود؟
الجواب: الذي أرى وقد نبهنا غير مرة أن هذا لا يصح، لأنه قتل للنفس، والله يقول: ((ولا تقتلوا أنفسكم))، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة))، يسعى في هدايتهم، وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين، وإن قتل فالحمد لله، أما أنه يقتل نفسه يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم! هذا غلط لا يجوز، أو يطعن نفسه معهم! ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين، أما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصح، إنما الواجب عليهم الدعوة إلى الله، والتعليم، والإرشاد، والنصيحة، من دون هذا العمل) اهـ
كتاب الفتاوى الشرعية للحصين، ص166


الشيخ محمد ناصر الدين الألباني


(والجواب أن العمليات الانتحارية هذه لها صورتان:
الصورة التي تجوز لا وجود لها اليوم في اعتقادي إلا أن يكون شيء لا نعلمه، وهو أن يكون المنتحر أقدَمَ على الانتحار بطريقة ما لإصابة أكبر عدد ممكن من أعداء الله، أن يكون انطلاقه إلى هذه العملية الانتحارية تنفيذًا لأمر قائد الأعداء الذي يعرف ما تحتاجه الأمة المسلمة من الفداء، هذا يجوز أما أن يُقْدِم المسلم على عملية انتحارية بمحض رأيه واجتهاده فهذا لا يجوز، واضح الجواب؟) اهـ
سلسلة الهدى والنور رقم 273

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:05 AM
السؤال الثالث: هل يجوز ركوب سيارة مفخخة بالمتفجرات والدخول بها وسط الأعداء وهو ما يسمى الآن بالعمليات الانتحارية؟ مع الدليل.
الجواب: قلنا مرارًا وتكرارًا عن مثل هذا السؤال بأنه في هذا الزمان لا يجوز، لأنها إما أن تكون تصرفات شخصية فردية لا يتمكن الفرد عادةً من تغليب المصلحة على المفسدة أو المفسدة على المصلحة، أو إذا لم يكن الأمر تصرفًا فرديًا وإنما هو صادر من هيئة أو من جماعة أو من قيادة أيضًا هذه الهيئة أو هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية إسلامية، فحينئذ يُعتبر هذا انتحارًا، أما الدليل فمعروف! فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما، أنَّ من نَحَر نفسه بأي آلة فهو في جهنم يعذب بمثلها، إنما يجوز مثل هذه العملية الانتحارية -كما يقولون اليوم- فيما إذا كان هناك حكم إسلامي، وعلى هذا الحكم حاكم مسلم، يحكم بما أنزل الله، ويطبق شريعة الله في كل شئون الحياة، منها: نظام الجيش، ونظام العسكر، يكون أيضًا في حدود الشرع، فإذا رأى الحاكم الأعلى -وبالتالي يمثله القائد الأعلى للجيش- إذا رأى أنَّ مِن مصلحة المسلمين إجراء عملية انتحارية في سبيل تحقيق مصلحة شرعية هو هذا الحاكم المسلم هو الذي يُقَدِّرها مستعينًا بأهل الشورى في مجلسه، ففي هذه الحالة فقط يجوز مثل هذه العملية الانتحارية، أما سوى ذلك فلا يجوز) اهـ
سلسلة الهدى والنور 451

======================================

(يقول السائل: يعني أولاً ما يتعلق بموضوع فلسطين والجهاد هناك، بعض الجماعات تُقِر الجهاد الفردي مستدلة بموقف الصحابي أبي بصير، وتقوم بما يسمى "عمليات استشهادية" -لا أقول انتحارية!- فالسؤال يقول: فما حكم هذه العمليات؟
الشيخ: هنشوف الحكم، [كام سنة صار لهم]؟
أحد الحاضرين: أربع سنوات.
الشيخ: [...] من ثمارهم تعرفونها ...
السائل: استدلالهم بموقف أبي بصير.
الشيخ: شو عمل أبو بصير؟! عمل مثل ما عملوا الجماعة الآن؟! ولا خرج؟!
السائل: خرج.
الشيخ: رجعنا إلى حيث كنا، هل هم خرجوا؟!
السائل: نعم هم يقومون بعمليات من الخارج، من خارج فلسطين إلى داخل فلسطين.
الشيخ: [...] هذا بسؤالك، فما باله إذا سمع الجواب؟! هههه) اهـ
سلسلة الهدى والنور 527


(هذه مسألة تربطني بمسألة أخرى تقع اليوم، وسُئِلت عنها مرارًا، وهو الذي يمسى بـ.. شو بيسموها تبع الـ تفجير نفسه؟! ها؟ العمليات الانتحارية هذه، هل يجوز هذا؟ هذا واقع، ولا بد لي من جواب عليه، أقول: هذا يجوز ولا يجوز، ما يقع اليوم لا يجوز لأنها تصرفات فردية، ومنطلقة من عواطف جامحة، لا يُقيدها شرع ولا عقل، ولا فرق بين هذا المسلم ينتحر وذاك الشيوعي أو الياباني كما وقع يوم ما وقعت المعركة بينهم وبين الأمريكان، فهذا وهذا سواء، لأنه هذا لا ينطلق عن دينه، وعن فتوى من أهل العلم، فلا يجوز، أما لو كان هناك حاكم مسلم، وبالتالي قائد للجيش مسلم، وفقيه، فيدرس الناحية العسكرية، وساحة المعركة، وإلى آخره، يُقَدِّر المرابح والخسائر، بيعمل [...] المعادلة بين الربح وبين الخسارة، ثم يجد أنّ الربح في هذه العملية الانتحارية تفوق خسارة هذا الشباب المسلم، فحينئذ نقول: يجوز، لأنه مثل هذا وقع في بعض المعارك الإسلامية الأولى، مثل: فتح دمشق مثلاً، الشام .. بلاد الشام، ونحو ذلك، وقعت بعض العمليات الانتحارية، كان الجندي يستأذن قائده، ويقول بأنه يريد أن يموت شهيدًا ويهجم على الكردوس هذا يعني جماعة الروم وأمثالهم، ويظل يقتلهم حتى يقتلوه، فيسمح له القائد، وفعلاً يكون نهايته أنه يستشهد في سبيل الله تعالى، فإذًا فلنتفقه في معرفة الأحكام لما يقع، ونؤجل البحث في أمور لم تقع) اهـ
سلسلة الهدى والنور 533

السائل: العمليات اللي بتقوم بيها .. العمليات الاستشهادية أي الانتحارية، تجوز ولا لأ؟
الشيخ، لأ، ما يجوز.
سلسلة الهدى والنور 678

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:07 AM
السائل: ذكرت في جلسة سابقة .. ما أجزت العمليات الانتحارية، العمليات الانتحارية ما أجزتها، [نريد] توضيح -بارك الله فيك-، وهل يستطيع الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعدم سماح والديه له؟
الشيخ: أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل، لكن المشكلة أن المجالس تختلف، تارةً نوجِز، تارةً نُفَصِّل، من المعلوم عند العلماء جميعًا دون خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارًا بمعنى خلاصًا من مصائب، من ضيق ذات اليد، من مرض أَلّمَّ به حتى صار مرضًا مزمنًا، ونحو ذلك، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور بلا شك أنه حرام، وأن هناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم أن من قتل نفسه بسُمٍّ أو بِنَحْر نفسه أو نحو ذلك بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة، حتى فَهِم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرًا، لأنه ما يفعل ذلك إلا وقد نَقَم على ربه -عز وجل- ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها، المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الانتحار، فضلاً عن أن ينفذ فكرة الانتحار، ذلك لأن المسلم -وهنا مثال للموضوع السابق أن العلم يجب أن يقترن به العمل، وإذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح-، حينما يعلم المسلم ويُرَبَّى المسلم على ما جاء في الكتاب والسنة، تختلف ثمراته .. انطلاقاته في الحياة الدنيا، وتختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله ورسوله، لا، ءامنوا بالله ورسوله ولكن ما عرفوا ما قال الله ورسوله، فمما قال الله -عز وجل- على لسان نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((عجب أمر المؤمن كله، إن أصابته سَرَّاء حَمِد الله وشكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضَرَّاء صبر فكان خيرًا له، فأمر المؤمن كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن))، فمن أصابه مرض مُزْمِن، من أصابه فقر مُدْقِع وهو مؤمن ما تفرق معه، إن كان صحيح البُنْيَة أو كان عليلها، إن كان غني المال أو كان فقيره، ما تفرق معه، لأنه -كما يقال في بعض الأمثال العامية- هو كالمنشار، الطالع والنازل هو مأجور يأكل حسنات، إن أصابته سرَّاء شكر الله -عز وجل- فأثيب خيرًا، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له، فالذي ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنًا.
لكن يمكن .. نستطيع أن نتصور أن مسلمًا ما قادته نوبة فكر انحرف به فانتحر، هذا يمكن أن يقع، لهذا الإمكان ولهذا الاحتمال ما نقول نحن يقينًا هذا ليس مؤمنًا، هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها، إذا مات مسلم اسمه أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك لكن كان معلومًا بإنكاره للصلاة بإنكاره لشرائع الإسلام، هذا إذا مات لا يُدفن في مقابر المسلمين، كذلك بالنسبة لمن انتحر وعُرف أنه انتحر نَقَم على الله -عز وجل- ما أَحَلَّ به من مصائب، أمَّا قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر، لهذا الاحتمال لا نقول نحن أنَّ كل من انتحر فهو كافر، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.
الآن نأتي إلى إيش الانتحارية؟ العمليات الانتحارية، هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم، حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلاً بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلاً.
نحن نقول: العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة، وكلها محرمة، وقد تكون من النوع الذي يُخَلَّد صاحبه في النار، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار -كما شرحت آنفًا-، أما أن يكون عملية الانتحار قُربة يتقرب بها إلى الله اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه، في سبيل وطنه، هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقًا، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين، أقول: اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقًا، هناك قتال، هناك قتال في كثير من البلاد، أما الجهاد يكون تحت راية إسلامية، ويقوم على أساس أحكام إسلامية، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه، لا يتصرف باجتهاد من عنده، وإنما هو يأتمر بأمر قائده، وهذا القائد ليس هو الذي نَصَب نفسه قائدًا، وإنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين، فأين خليفة المسلمين اليوم؟ أين الخليفة بل الحكام الذي رفع راية الإسلام ودعا المسلمين أن يلتفوا حوله وأن يجاهدوا في سبيل الله -عز وجل-؟ هذا لا وجود له، فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يشترط أن يكون تحت راية إسلامية، هذه الراية الإسلامية لا وجود لها، فإذًا جهاد إسلامي لا وجود له، إذًا انتحار إسلامي لا وجود له، أنا أعني انتحارًا قد كان معروفًا من قبل، في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام، نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار، مثلاً: حينما يَهْجُم فرد من أفراد الجيش بسيفه على كردوس، على جماعة من الكفار المشركين، فيعمل فيهم ضربًا يمينًا ويسارًا، هذا في النادر قلما يسلم، فهل يجوز له أن يفعل ذلك؟ نقول: يجوز ولا يجوز، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول -عليه السلام- إذا أذن له جاز له ذلك، أما أن يتصرف من نفسه فلا يجوز له لأنها مخاطرة، ومغامرة، إن لم نقل مقامرة، تكون النتيجة خاسرة، لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم، أو الخليفة المسلم، لِمَ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يُقَدِّر الأمور حق قدرها، وهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلاً مائة من المسلمين على ألف، أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم، وهو يعلم أنه قد يُقتَل منهم عشرات، لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين، فإذا قائد الجيش المسلم المُوَلَّى لهذه القيادة من الخليفة المسلم أَمَرَ جنديًا بطريقة من طرق الانتحار العصرية، يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس، كما نسمع اليوم مثلاً أفراد يتسلقون الجبال، ويذهبون إلى جيش من اليهود، ويَقتلون منهم عددًا، ثم يُقتَلون ما الفائدة من هذه الأمور؟! هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها في صالح الدعوة الإسلامية إطلاقًا.
لذلك نحن نقول للشباب المسلم: حافظوا على حياتكم، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم، وأن تتعرفوا عليه تعرفًا صحيحًا، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم، هذا العمل ولو كان بطيئًا، ولو كان [...] فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم، مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم، كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكمًا، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولاً، وخير الهُدَى هُدَى محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-) اهـ
سلسلة الهدى والنور 760

======================================

السائل: عند أبي داود -رضي الله عنه-: "عَجِبَ ربُّنا لرجل -أو كما قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قاتل الجيش، وانهزم الجيش، وعاد وحده، وقاتل حتى قُتِل".
ما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو دليل لجواز العمليات ضد اليهود الفردية، يعني: الأشخاص الذين يذهبون مُدَرَّبين بالسلاح، وجاهزين بالسلاح، وانتقامًا لحُرمات الله -تبارك وتعالى-، جزاك الله خيرًا؟
الجواب: وأنت جزاك الله خيرًا، أما عن الحديث فأنا لا أستحضره الآن هل هو صحيح أو ضعيف- ، وسنن أبي داود -كما تعلمون- فيه من هذا وفيه من هذا، ولكن إذا كان المقصود بالسؤال عن صحة الحديث أو ضعفه هو الناحية الفقهية منه، فممكن الوصول إلى الجواب عن الناحية الفقهية، ولو توقفنا الآن عن الجواب عن ثبوت الحديث أو ضعفه، لكن لعلَّ بعض إخواننا يذكر شيئًا .. تذكر شيء؟
المهم، العمليات الانتحارية التي تقع اليوم، أنا بقول في مثلها: تجوز ولا تجوز، وتفصيل هذا الكلام المتناقض ظاهرًا: تجوز في النظام الإسلامي، في الجهاد الإسلامي، الذي يقوم على أحكام الإسلام، ومن هذه الأحكام ألا يتصرف الجنديُ برأيه الشخصي، وإنما يأتمر بأمر أميره، لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- كان يقول: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني"، فإذا كان هناك -ونرجو أن يكون هذا قريبًا- جهاد إسلامي قائم على النظام الإسلامي، وأميره لا يكون جاهلاً، إنَّما يكون عالِمًا بالإسلام، خاصة الأحكام المتعلقة بالجهاد في سبيل الله، هذا القائد أو هذا الأمير -أمير الجيش- المفروض أنَّه هو الذي يعرف وأخذ مخطط ساحة المعركة وتصورها في ذهنه تمامًا، فهو يقال في مثله: "يعرف كيف تُؤكل الكَتِف"، يعرف مثلاً إذا كان هناك طائفة من الجيش له نكاية شديدة في الجيش الإسلامي، ويرى أن يُفادي بجندٍ من جنوده ويختار، -هذا مثال وأنا لستُ عسكريًا لكن الإنسان يستعمل عقله-، كلنا يعلم أنَّ الجنود ليسوا في البسالة بنسبةٍ واحدة والشجاعة، وليسوا بنسبة واحدة في معرفة القتال وأحكام القتال وأصول القتال وإلى آخره، فأنا بتصور إنه هذا القائد الخبير الخِرِّيت هيأخذ رجل من الساقَة، يعني من الذين يصلحون للطبخ والنفخ مش يصلحون للقتال! لأنَّه لا يحسن القتال، وليس عنده شجاعة، بيقوله: تسلح بالقنابل، واركب الطائرة، وروح ارمِ فيها هالجماعة اللي موجودين في الأرض الفلانية، هذا انتحار يجوز، أمَّا ييجي واحد من الجنود -كما يفعلون اليوم- أو من غير الجنود أنَّه ينتحر في سبيل قتل اثنين ثلاثة أربعة من الكفار، فهذا لا يجوز، لأنَّه تصرف شخصي ليس صادرًا من أمير الجيش، هذا التفصيل هو معنى قولنا: "يجوز ولا يجوز"، ولعلَّ الجواب واضح إن شاء الله، أما الحديث فأرجو أن تتابعني بالسؤال هاتفيًا إذا كان بإمكانك، حتى أُراجعه، وأستفيد أنا أولاً، ثمَّ نفيد غيرنا ثانيًا.
السائل: القضية ليست هو أنْ يُفجر نفسه، إنَّما هو يُقاتل بسلاحه، فيُقتل بأيدي اليهود، هذه القضية.
الشيخ: هي نفسها يا أخي! فيه جيش إسلامي يُجاهد في سبيل الله؟؟ ما في!
السائل: الرجل الذي هجم على صف الروم، كما في رواية ...
الشيخ: أرجوك ما تستعجل، فيه جيش يُجاهد في سبيل الله فقاتل هذا بهذه الطريقة؟؟ الجواب: لا.
السائل: قضية أنَّه يُجرأ المسلمين على ...
الشيخ: نحن من أين أخذنا التفصيل بارك الله فيك؟ من المعارك التي كانت تقع في [السارية]، كان ييجي الرجل الذي بدّو يقتل جماعة من الكفار، يقول للقائد: أنا أريد أن أهجم على كردوس هذا الجماعة كذا، يقول له: يلاّ هيا في سبيل الله، فيسمع له ويأذن له، لكن ماذا تقول لو قال له: لا، هل يجوز له أن يتقدم؟
السائل: في حالة القائد: لا، لا يجوز له.
الشيخ: هذا قصدي، أنا ذكرت لك ما يجوز وما لا يجوز، حينما يكون هناك جهاد قائم على الأحكام الشرعية، لو قائد هو الذي يُنظم المعارك، وهو الذي يأذن بأنْ ينتحر فلان في سبيل القضاء على عدد من الكفار، الآن هذا غير موجود، ولذلك يجب سدّ هذا الباب، حتى نهيأ الجو الذي نوجِد فيه خليفة أولاً، ونوجد قائد يأتمر بأمر الخليفة، ونوجد جند يأتمرون بأمر إيش؟ القائد، وهكذا، ولذلك لا بدَّ من: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ)).
السائل: [...] على الشباب إنه من طرق إحياء هذا العمل إنه هذه العمليات هو ما قتل أربعة، ما نظر للقتل، لكن إلى مردودها كبيرة في حماس الشباب، وإقبالهم على الإسلام، والعزة التي تُشعَر أو تُحَس بالنفوس، يعني بعدها فيها أثر طيب، هذه العمليات من هذا الباب يقولوا أنَّها طيبة ...
الشيخ: رغوة صابون، من متى بدأت هذه؟
السائل: من قريب.
الشيخ: طيب، ماذا تغير المجتمع ...؟
السائل: يعني على المدى يحسبونها.
الشيخ: ما يتغير المجتمع الإسلامي إلا بالتصفية والتربية، هؤلاء الذين ينتحرون الله أعلم بعقيدتهم، الله أعلم بعبادتهم، قد يكون فيهم من لا يصلي، قد يكون شيوعيًا، وإلى آخره ...
السائل: أسأل عن المسلمين.
الشيخ: يا أخي أنا عارف أنا عارف، أنت تسأل عن مسلم، لكن أنا بحكي عن الواقع، أنا بحكي عن الواقع. نعم.
السائل: يعني لو تصورنا أنَّ منظمة كـ"حماس" تدعوا إلى الإسلام وتجاهد [...] تجاهد في سبيل الله.
الشيخ: سبق الجواب يا أستاذ.
السائل: فإذا كان هناك قادة لهم عسكريون، وأوعدوا إلى بعض الأفراد أنْ يُهاجموا فئة من اليهود.
الشيخ: الله يهدينا وإياكم، الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركة ليست إسلامية، شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته، وين العدة؟! العالم الإسلامي كله بيتفرج، ودولي بيتقتَّلوا وبيتذبَّحوا ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونيجي بأى لجماعة مثل جماعة "حماس" هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا -بارك الله فيكم-! نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن.
*******************************

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:09 AM
السائل: ذكرت في جلسة سابقة .. ما أجزت العمليات الانتحارية، العمليات الانتحارية ما أجزتها، [نريد] توضيح -بارك الله فيك-، وهل يستطيع الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعدم سماح والديه له؟
الشيخ: أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل، لكن المشكلة أن المجالس تختلف، تارةً نوجِز، تارةً نُفَصِّل، من المعلوم عند العلماء جميعًا دون خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارًا بمعنى خلاصًا من مصائب، من ضيق ذات اليد، من مرض أَلّمَّ به حتى صار مرضًا مزمنًا، ونحو ذلك، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور بلا شك أنه حرام، وأن هناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم أن من قتل نفسه بسُمٍّ أو بِنَحْر نفسه أو نحو ذلك بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة، حتى فَهِم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرًا، لأنه ما يفعل ذلك إلا وقد نَقَم على ربه -عز وجل- ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها، المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الانتحار، فضلاً عن أن ينفذ فكرة الانتحار، ذلك لأن المسلم -وهنا مثال للموضوع السابق أن العلم يجب أن يقترن به العمل، وإذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح-، حينما يعلم المسلم ويُرَبَّى المسلم على ما جاء في الكتاب والسنة، تختلف ثمراته .. انطلاقاته في الحياة الدنيا، وتختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله ورسوله، لا، ءامنوا بالله ورسوله ولكن ما عرفوا ما قال الله ورسوله، فمما قال الله -عز وجل- على لسان نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((عجب أمر المؤمن كله، إن أصابته سَرَّاء حَمِد الله وشكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضَرَّاء صبر فكان خيرًا له، فأمر المؤمن كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن))، فمن أصابه مرض مُزْمِن، من أصابه فقر مُدْقِع وهو مؤمن ما تفرق معه، إن كان صحيح البُنْيَة أو كان عليلها، إن كان غني المال أو كان فقيره، ما تفرق معه، لأنه -كما يقال في بعض الأمثال العامية- هو كالمنشار، الطالع والنازل هو مأجور يأكل حسنات، إن أصابته سرَّاء شكر الله -عز وجل- فأثيب خيرًا، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له، فالذي ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنًا.
لكن يمكن .. نستطيع أن نتصور أن مسلمًا ما قادته نوبة فكر انحرف به فانتحر، هذا يمكن أن يقع، لهذا الإمكان ولهذا الاحتمال ما نقول نحن يقينًا هذا ليس مؤمنًا، هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها، إذا مات مسلم اسمه أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك لكن كان معلومًا بإنكاره للصلاة بإنكاره لشرائع الإسلام، هذا إذا مات لا يُدفن في مقابر المسلمين، كذلك بالنسبة لمن انتحر وعُرف أنه انتحر نَقَم على الله -عز وجل- ما أَحَلَّ به من مصائب، أمَّا قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر، لهذا الاحتمال لا نقول نحن أنَّ كل من انتحر فهو كافر، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.
الآن نأتي إلى إيش الانتحارية؟ العمليات الانتحارية، هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم، حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلاً بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلاً.
نحن نقول: العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة، وكلها محرمة، وقد تكون من النوع الذي يُخَلَّد صاحبه في النار، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار -كما شرحت آنفًا-، أما أن يكون عملية الانتحار قُربة يتقرب بها إلى الله اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه، في سبيل وطنه، هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقًا، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين، أقول: اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقًا، هناك قتال، هناك قتال في كثير من البلاد، أما الجهاد يكون تحت راية إسلامية، ويقوم على أساس أحكام إسلامية، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه، لا يتصرف باجتهاد من عنده، وإنما هو يأتمر بأمر قائده، وهذا القائد ليس هو الذي نَصَب نفسه قائدًا، وإنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين، فأين خليفة المسلمين اليوم؟ أين الخليفة بل الحكام الذي رفع راية الإسلام ودعا المسلمين أن يلتفوا حوله وأن يجاهدوا في سبيل الله -عز وجل-؟ هذا لا وجود له، فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يشترط أن يكون تحت راية إسلامية، هذه الراية الإسلامية لا وجود لها، فإذًا جهاد إسلامي لا وجود له، إذًا انتحار إسلامي لا وجود له، أنا أعني انتحارًا قد كان معروفًا من قبل، في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام، نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار، مثلاً: حينما يَهْجُم فرد من أفراد الجيش بسيفه على كردوس، على جماعة من الكفار المشركين، فيعمل فيهم ضربًا يمينًا ويسارًا، هذا في النادر قلما يسلم، فهل يجوز له أن يفعل ذلك؟ نقول: يجوز ولا يجوز، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول -عليه السلام- إذا أذن له جاز له ذلك، أما أن يتصرف من نفسه فلا يجوز له لأنها مخاطرة، ومغامرة، إن لم نقل مقامرة، تكون النتيجة خاسرة، لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم، أو الخليفة المسلم، لِمَ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يُقَدِّر الأمور حق قدرها، وهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلاً مائة من المسلمين على ألف، أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم، وهو يعلم أنه قد يُقتَل منهم عشرات، لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين، فإذا قائد الجيش المسلم المُوَلَّى لهذه القيادة من الخليفة المسلم أَمَرَ جنديًا بطريقة من طرق الانتحار العصرية، يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس، كما نسمع اليوم مثلاً أفراد يتسلقون الجبال، ويذهبون إلى جيش من اليهود، ويَقتلون منهم عددًا، ثم يُقتَلون ما الفائدة من هذه الأمور؟! هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها في صالح الدعوة الإسلامية إطلاقًا.
لذلك نحن نقول للشباب المسلم: حافظوا على حياتكم، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم، وأن تتعرفوا عليه تعرفًا صحيحًا، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم، هذا العمل ولو كان بطيئًا، ولو كان [...] فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم، مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم، كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكمًا، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولاً، وخير الهُدَى هُدَى محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-) اهـ
سلسلة الهدى والنور 760

======================================

السائل: عند أبي داود -رضي الله عنه-: "عَجِبَ ربُّنا لرجل -أو كما قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قاتل الجيش، وانهزم الجيش، وعاد وحده، وقاتل حتى قُتِل".
ما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو دليل لجواز العمليات ضد اليهود الفردية، يعني: الأشخاص الذين يذهبون مُدَرَّبين بالسلاح، وجاهزين بالسلاح، وانتقامًا لحُرمات الله -تبارك وتعالى-، جزاك الله خيرًا؟
الجواب: وأنت جزاك الله خيرًا، أما عن الحديث فأنا لا أستحضره الآن هل هو صحيح أو ضعيف- ، وسنن أبي داود -كما تعلمون- فيه من هذا وفيه من هذا، ولكن إذا كان المقصود بالسؤال عن صحة الحديث أو ضعفه هو الناحية الفقهية منه، فممكن الوصول إلى الجواب عن الناحية الفقهية، ولو توقفنا الآن عن الجواب عن ثبوت الحديث أو ضعفه، لكن لعلَّ بعض إخواننا يذكر شيئًا .. تذكر شيء؟
المهم، العمليات الانتحارية التي تقع اليوم، أنا بقول في مثلها: تجوز ولا تجوز، وتفصيل هذا الكلام المتناقض ظاهرًا: تجوز في النظام الإسلامي، في الجهاد الإسلامي، الذي يقوم على أحكام الإسلام، ومن هذه الأحكام ألا يتصرف الجنديُ برأيه الشخصي، وإنما يأتمر بأمر أميره، لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- كان يقول: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني"، فإذا كان هناك -ونرجو أن يكون هذا قريبًا- جهاد إسلامي قائم على النظام الإسلامي، وأميره لا يكون جاهلاً، إنَّما يكون عالِمًا بالإسلام، خاصة الأحكام المتعلقة بالجهاد في سبيل الله، هذا القائد أو هذا الأمير -أمير الجيش- المفروض أنَّه هو الذي يعرف وأخذ مخطط ساحة المعركة وتصورها في ذهنه تمامًا، فهو يقال في مثله: "يعرف كيف تُؤكل الكَتِف"، يعرف مثلاً إذا كان هناك طائفة من الجيش له نكاية شديدة في الجيش الإسلامي، ويرى أن يُفادي بجندٍ من جنوده ويختار، -هذا مثال وأنا لستُ عسكريًا لكن الإنسان يستعمل عقله-، كلنا يعلم أنَّ الجنود ليسوا في البسالة بنسبةٍ واحدة والشجاعة، وليسوا بنسبة واحدة في معرفة القتال وأحكام القتال وأصول القتال وإلى آخره، فأنا بتصور إنه هذا القائد الخبير الخِرِّيت هيأخذ رجل من الساقَة، يعني من الذين يصلحون للطبخ والنفخ مش يصلحون للقتال! لأنَّه لا يحسن القتال، وليس عنده شجاعة، بيقوله: تسلح بالقنابل، واركب الطائرة، وروح ارمِ فيها هالجماعة اللي موجودين في الأرض الفلانية، هذا انتحار يجوز، أمَّا ييجي واحد من الجنود -كما يفعلون اليوم- أو من غير الجنود أنَّه ينتحر في سبيل قتل اثنين ثلاثة أربعة من الكفار، فهذا لا يجوز، لأنَّه تصرف شخصي ليس صادرًا من أمير الجيش، هذا التفصيل هو معنى قولنا: "يجوز ولا يجوز"، ولعلَّ الجواب واضح إن شاء الله، أما الحديث فأرجو أن تتابعني بالسؤال هاتفيًا إذا كان بإمكانك، حتى أُراجعه، وأستفيد أنا أولاً، ثمَّ نفيد غيرنا ثانيًا.
السائل: القضية ليست هو أنْ يُفجر نفسه، إنَّما هو يُقاتل بسلاحه، فيُقتل بأيدي اليهود، هذه القضية.
الشيخ: هي نفسها يا أخي! فيه جيش إسلامي يُجاهد في سبيل الله؟؟ ما في!
السائل: الرجل الذي هجم على صف الروم، كما في رواية ...
الشيخ: أرجوك ما تستعجل، فيه جيش يُجاهد في سبيل الله فقاتل هذا بهذه الطريقة؟؟ الجواب: لا.
السائل: قضية أنَّه يُجرأ المسلمين على ...
الشيخ: نحن من أين أخذنا التفصيل بارك الله فيك؟ من المعارك التي كانت تقع في [السارية]، كان ييجي الرجل الذي بدّو يقتل جماعة من الكفار، يقول للقائد: أنا أريد أن أهجم على كردوس هذا الجماعة كذا، يقول له: يلاّ هيا في سبيل الله، فيسمع له ويأذن له، لكن ماذا تقول لو قال له: لا، هل يجوز له أن يتقدم؟
السائل: في حالة القائد: لا، لا يجوز له.
الشيخ: هذا قصدي، أنا ذكرت لك ما يجوز وما لا يجوز، حينما يكون هناك جهاد قائم على الأحكام الشرعية، لو قائد هو الذي يُنظم المعارك، وهو الذي يأذن بأنْ ينتحر فلان في سبيل القضاء على عدد من الكفار، الآن هذا غير موجود، ولذلك يجب سدّ هذا الباب، حتى نهيأ الجو الذي نوجِد فيه خليفة أولاً، ونوجد قائد يأتمر بأمر الخليفة، ونوجد جند يأتمرون بأمر إيش؟ القائد، وهكذا، ولذلك لا بدَّ من: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ)).
السائل: [...] على الشباب إنه من طرق إحياء هذا العمل إنه هذه العمليات هو ما قتل أربعة، ما نظر للقتل، لكن إلى مردودها كبيرة في حماس الشباب، وإقبالهم على الإسلام، والعزة التي تُشعَر أو تُحَس بالنفوس، يعني بعدها فيها أثر طيب، هذه العمليات من هذا الباب يقولوا أنَّها طيبة ...
الشيخ: رغوة صابون، من متى بدأت هذه؟
السائل: من قريب.
الشيخ: طيب، ماذا تغير المجتمع ...؟
السائل: يعني على المدى يحسبونها.
الشيخ: ما يتغير المجتمع الإسلامي إلا بالتصفية والتربية، هؤلاء الذين ينتحرون الله أعلم بعقيدتهم، الله أعلم بعبادتهم، قد يكون فيهم من لا يصلي، قد يكون شيوعيًا، وإلى آخره ...
السائل: أسأل عن المسلمين.
الشيخ: يا أخي أنا عارف أنا عارف، أنت تسأل عن مسلم، لكن أنا بحكي عن الواقع، أنا بحكي عن الواقع. نعم.
السائل: يعني لو تصورنا أنَّ منظمة كـ"حماس" تدعوا إلى الإسلام وتجاهد [...] تجاهد في سبيل الله.
الشيخ: سبق الجواب يا أستاذ.
السائل: فإذا كان هناك قادة لهم عسكريون، وأوعدوا إلى بعض الأفراد أنْ يُهاجموا فئة من اليهود.
الشيخ: الله يهدينا وإياكم، الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركة ليست إسلامية، شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته، وين العدة؟! العالم الإسلامي كله بيتفرج، ودولي بيتقتَّلوا وبيتذبَّحوا ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونيجي بأى لجماعة مثل جماعة "حماس" هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا -بارك الله فيكم-! نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن.
*******************************

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:10 AM
الشيخ محمد بن صالح العثيمين


1 - قال رحمه الله في شرحه لأصول التفسير عند قول الله تعالى ((لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)):
(ولما ظهرت قضية الإخوان الذين يتصرفون بغير حكمة، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعمًا منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله، والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا، ماذا أنتج هؤلاء؟ أسألكم، هل أقبل الكفار على الإسلام؟ أو ازدادوا نفرة منه؟ ازدادوا نفرة منه، وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا يُنْسَب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة، والإسلام بريء منها، الإسلام بريء منها، حتى بعد أن فُرِضَ الجهاد ما كان الصحابة –رضي الله عنهم- يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم، أبدًا، إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد.
أما هذا الإرهاب فهو –والله- نقص على المسلمين، أقسم بالله! لأنا نجد نتائجه، ما في نتيجة أبدًا! بل هو بالعكس فيه تشويه السمعة، ولو أننا سلكنا الحكمة فاتقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاً، ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية، لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة) ا.هـ.
الشريط الأول من شرح أصول التفسير (1419 هـ)

======================================

2 - وقال رحمه الله في شرحه لـ"رياض الصالحين (1/165–166)" عند شرحه لحديث الغلام والساحر :
(... أما ما يفعله بعض الناس من الانتحار، بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله، ومن قَتَل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين، كما جاء في الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لأن هذا قَتَل نفسه لا في مصلحة الإسلام، لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين لم ينتفع الإسلام بذلك، لم يُسلم الناس، بخلاف قصة الغلام، فإن فيها إسلام الكثير، كل من حضر [...] أسلم، أما أن يموت عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين من العدو فهذا لا يقتضي أن يُسلم الناس، بل ربما يتعنت العدو أكثر، ويُوغر صدره هذا العمل حتى يفتِكَ بالمسلمين أشد فتك، كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين، فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جرَّاء ذلك ستين نفرًا أو أكثر، فلم يحصل بذلك نفع للمسلمين، ولا انتفاع للذين فُجرت هذه المتفجرات في صفوفهم.
ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير حق، وأنه موجب لدخول النار -والعياذ بالله-، وأن صاحبه ليس بشهيد، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولاً ظانًّا أنه جائز فإننا نرجو أن يسلم من الإثم، وأما أن تُكتب له الشهادة فلا! لأنه لم يسلك طريق الشهادة، لكنه يسلم من الإثم لأنه متأول، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر) اهـ

======================================

فضيلة الشيخ -عفا الله عنك- نسمع في بعض ساحات الجهاد ممن يقوم بأعمال جهادية ويسميها البعض "أعمالاً انتحارية" بأن يحمل معه أو يلغم نفسه بالقنابل، ويلقي بنفسه بين جنود العدو لتتفجر القنابل في جسده، فيموت أولهم، فهل يقاس هذا الفعل على العبد الذي يَعْجَب الله منه وهو يقاتل بلا درع؟
الجواب: هذه الأعمال الانتحارية التي يذهب الإنسان إلى عدوه وقد ملأ جسمه من القنابل لتتفجر ويكون هو أول قتيل فيها محرمة، والفاعل لها قاتل لنفسه، وقتله لنفسه واضح، حَمَل قنابل وتفجرت به فمات، وقد ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه "من قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا"، لكن إذا كان هذا الإنسان فَعَل ذلك جاهلاً يظن أن هذا من تمام الجهاد، فإن الله -سبحانه وتعالى- لا يعذبه بذنبه، لأنه متأول، وأما من علم بذلك فإنه يعتبر قاتلاً لنفسه، وقد يورد علينا بعض الناس في هذا القول: أنّ البراء بن مالك -رضي الله عنه- في غزوة بني حنيفة أمر أصحابه أن يحملوه ويقذفوا به داخل الباب؛ باب الحَوْطة، من أجل أن يفتح الباب لهم، وهذا لا شك أنه إلقاء بنفسه إلى أمر خطير، فيقال: إن البراء بن مالك -رضي الله عنه- قد وثق من نفسه أنه سينجو، وفيه احتمال ولو واحد من مائة أنه ينجو، لكن من تقلد بالقنابل التي نعلم علم اليقين أنه أول من يموت بها فهذا ليس عنده احتمال ولا واحد في المائة ولا واحد في الألف أنه ينجو، فلا يصح قياس هذا على هذا، نعم للإنسان الشجاع البطل الذي يعرف نفسه أن يخوض غمار العدو ويخرق صفوفهم لأن النجاة فيها احتمال، وعلى هذا فيكون إيراد مثل هذه القضية غير وارد، لأن هناك فرقًا بين من يعلم أنه سيموت ومن عنده احتمال أنه سينجو.) اهـ
لقاء الباب المفتوح رقم 80

======================================

السؤال: استدل بعض الناس بجواز قتل النفس أو ما يسمونه بالعمليات الانتحارية بحديث ذكره مسلم في صحيحه، حديث قصة غلام أصحاب الأخدود، فهل استدلالهم هذا صحيح؟
الجواب: هذا صحيح في موضعه، هذا صحيح في موضعه، يعني إذا وُجد أن قتل هذا الإنسان نفسه يحصل به إيمان أمة من الناس فلا بأس، لأن هذا الغلام لَمَّا قال للملك: خذ السهم من كنانتي ثم قل: "باسم رب هذا الغلام"، فإنك سوف تصيبني، وفعل الملك، ماذا صنع مقام الناس؟ آمنوا كلهم، هذا لا بأس، لكن الانتحاريين اليوم لا يحصل من هذا شيء، بل ضد هذا، إذا [...] أنه انتحر أول من يقتل نفسه، ثم قد يقتل واحدًا أو اثنين وقد لا يقتل أحدًا، لكن ماذا سيكون انتقام العدو؟ كم يقتل؟ يقتل الضعف أو أكثر، ولا يحصل لا إيمان ولا كف عن القتل، أفهمت؟ هذا الرد عليهم، نقول: إذا وجد حالة مثل هذه الحال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقصها علينا لنسمعها كأنها أساطير الأولين، قصها علينا لنعتبر، إذا وجد مثل هذه الحال لا بأس، بعضهم يستدل بقصة البراء بن مالك في غزوة اليمامة، حيث حاصروا حديقة مسيلمة، والباب مغلق، وعجزوا، فقال البراء: ألقوني من وراء السور، وأفتح لكم، فألقوه وفتح، هذا ما فيه دليل، ليش؟ لأن موته غير مؤكد، ولهذا حَيِي وفتح لهم الباب، لكن المنتحر الذي يربط نفسه بالرصاص والقنابل، ينجو ولاَّ ما ينجو؟ قطعًا لا ينجو، ولهذا لولا حسن نيتهم لقلنا: إنهم في النار يُعذَبون بما قتلوا به أنفسهم) اهـ
لقاء الباب المفتوح 204

======================================


السؤال: فضيلة الشيخ: علمت حفظك الله ما حصل في يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهودياً على يد أحد مجاهدي حماس، وجرح فيه قريباً من خمسين، وذلك أن هذا المجاهد لَفَّ على نفسه متفجرات ودخل في إحدى حافلاتهم ففجرها، وهو إنما فعل ذلك:
أولاً: لأنه هو بنفسه إن لم يُقتَل اليوم قُتِلَ غدًا؛ لأن أشد شيء على اليهود الشباب الملتزم.
ثانيًا: أن الحادث الذي مَرَّ في الخليل يريد أولئك المجاهدون أن ينتقموا من اليهود منه.
ثالثًا: أنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم وغيرهم من النصارى على القضاء على الحماس الموجود في فلسطين، فهل هذا الفعل منه يعتبر انتحار أو يعتبر جهادًا؟
وما نصيحتك في مثل هذه الحال، لأننا إذا علمنا أن هذا أمرًا محرمًا لعلنا نبلغه إلى إخواننا هنا، وفقك الله؟
الجواب: هذا الذي وضع على نفسه هذا اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفس الرجل، لا شك أنه هو الذي تسبب لقتل نفسه، ولا يجوز مثل هذه الحال إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام، لا لقتل أفراد من الناس، لا يمثلون الرؤساء، ولا يمثلون القادة لليهود، أما لو كان هناك نفع عظيم للإسلام لكان ذلك جائزًا، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على ذلك، وضرب لهذا مثلاً بقصة الغلام، الغلام المؤمن الذي كان في أُمَّة يحكمها رجل مشرك كافر، فأراد أن يقتل هذا [الغلام] الحاكمُ المشرك الكافر، فحاول عدة مرات، مرة يُلقى من أعلى جبل -هذا الرجل-، ومرة يُلقى في البحر، ولكنه كلما فعل ما يهلك به هذا الرجل نجا، فتعجب! فتعجب الملك الحاكم، فقال له يومًا من الأيام: أتريد أن تقتلني؟ قال: نعم، وما فعلت هذا إلا لقتلك، قال: اجمع الناس كلهم، ثم خذ سهمًا من كِنانتي، واجعله في القوس، ثم ارمني به، ولكن قل: "باسم رب هذا الغلام"؛ وكانوا إذا أرادوا أن يُسَمُّوا: باسم الملك، لكن قال: قُل: "باسم رب هذا الغلام"، فجمع الناس، قال: سهلة! ليس عليّ إلا [...] جمع الناس، جمع الناس، ثم أخذ سهمًا من كنانته، وقال .. وضعه في القوس، وقال: "باسم رب هذا الغلام"، وأطلق القوس، فضربه، فهلك، فصاح الناس كلهم: الرب رب الغلام، الرب رب الغلام، وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك؛ أنكروا، لماذا؟ لأنهم قالوا: هذا الرجل المشرك -الحاكم- فعل كل ما يمكن أن يهلك به هذا الغلام ولم يهلك، ولما جاءت كلمة واحدة: "باسم رب هذا الغلام"، هلك، إذًا: مدبر الكون هو هذا الحاكم أم الله؟ الله! فآمن الناس.
يقول شيخ الإسلام: هذا حصل فيه نفع كبير -ولا لأ؟- نفع كبير للإسلام، وإلا مِنَ المعلوم أن الذي قتل .. أن الذي تسبب في قتل نفسه هو هذا الرجل لا شك، لكنه حصل فيه نفع كبير، آمنت أُمَّة كاملة، فإذا حصل مثل هذا فيقول الإنسان: أنا أفدي نفسي .. بل أنا أفدي ديني بنفسي ولا يهمني، أما مجرد أن يَقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، ثم ربما تأخذ اليهود بالثأر فتقتل مئات، ولولا ما يحاولون اليوم من عَقد الصلح والسلام -كما يقولون-، لرأيت فِعَالهم في الانتقام من الفلسطينيين لهذه الفِعْلة التي فعلها هذا الرجل) اهـ
اللقاء الشهري 22

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:12 AM
السائل: ماذا تقول في العمليات الانتحارية في فلسطين؟ هل هم شهداء؟
الشيخ: ما هي العمليات الانتحارية؟ ما هي ما هي ؟
السائل: تفجير، تفجير يا شيخ، تفجير أنفسهم مع الأعداء.
الشيخ: يعني يفجر نفسه؟
السائل: نعم يا شيخ.
الشيخ: حتى يموت؟
السائل: نعم.
الشيخ: هذه سبق الجواب عليها، وقلنا: إن هذا الذي يفعل ذلك قد قَتَل نفسه، وأنه مُعذَّب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا، كما ثبت ذلك عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن هذا حرام عليه؛ لأن الله قال: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ))؛ لكن هؤلاء الجهال الذين فعلوا ما فعلوا إذا كانوا جاهلين ويظنون أن هذا يقربهم إلى الله -عز وجل-، فإني أرجو ألا يُعذبوا بهذا العذاب؛ لكن ليس لهم أجر؛ لأن ما فعلوه إثمًا لو تعمدوا ذلك، لكن هم متأولون، فيُعفى عنهم، ثم إننا لا نتدخل في النيات، هل هذا لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا، أو انتقامًا لأنفسهم فقط؟ ما ندري! هذا شيء علمه عند الله؛ لكن يجب أن نعلم .. أن نلاحظ الفرق بين من يقاتل العدو انتقامًا، وبين من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، مَن الذي في سبيل الله؟ نعم؟ مَن قاتَل لتكون كلمة الله هي العليا، أما مَن قاتل انتقامًا لنفسه من قوم اعتدوا عليه فهذا لا يكون مقاتلاً في سبيل الله، لذلك يجب علينا أن نتعقل لئلا يفوتنا النصر، فإن فوات النصر للأمة الإسلامية التي تبلغ ملايين الملايين على طغاة من اليهود أو الوثنيين أو غيرهم أسبابها أنهم ما مشوا على ما ينبغي، أولاً: المعاصي عندهم كثير، والإهمال كثير، وتجد الواحد منهم يذهب -مثلاً- يقاتل العدو لكنه لا يصلي، هو نفسه لا يصلي! فلا بد أن نجاهد أنفسنا قبل كل شيء، ونصحح مسيرتنا إلى الله -عز وجل- قبل أن نقاتل؛ أن نحاول تصحيح مسيرة غيرنا.
على كل حال، الجواب باختصار: أن الانتحار حرام، وأن من فعله فقد قتل نفسه، وعَرَّض نفسه للعقوبة العظيمة أنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا؛ لكن من فعله عن جهل أو تأويل فإننا نرجو من الله -سبحانه وتعالى- ألا يلحقه هذا العقاب) اهـ
لقاء الباب المفتوح 125

======================================

السؤال: يا شيخ بعض العمليات الانتحارية التي في فلسطين تنظمها حركة حماس، هناك بعض العلماء أفتوا بجوازها، ما رأيكم؟
الجواب: نرى أن العمليات الانتحارية التي يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرام، بل هي من كبائر الذنوب؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن من قَتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم، ولم يستثن شيئًا، بل هو عام، ولأن الجهاد في سبيل الله المقصود به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتحر يُدَمِّر نفسه، ويُفْقَد بانتحاره عضوًا من أعضاء المسلمين، ثم إنه [يسبب] ضررًا على الآخرين، لأن العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أُمَمًا إذا أمكن، ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئي الذي قد يقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، يحصل ضرر عظيم، كما هو الواقع الآن بالنسبة للفلسطينيين مع اليهود.
وقول من يقول: "إن هذا جائز" ليس مبنيًا على أصل، إنما هو مبني على رأي فاسد في الواقع، لأن النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا، ولا حجة لهم في قصة البراء بن مالك -رضي الله عنه- في غزوة اليمامة حيث أمر أصحابه أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب، فإن قصة البراء [ما هي] هلاك مائة في المائة، ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس، فليس فيها حجة.
بقي أن يُقال: ماذا نقول في هؤلاء المعينين الذين أقدموا على هذا الفعل؟ نقول: هؤلاء متأولون، أو مقتدون بهؤلاء الذين أفتوهم بغير علم، ولا يلحقهم العقاب الذي أشرنا إليه؛ لأنهم كما قلت لك: متأولون، أو مقتدون بهذه الفتوى، والإثم في الفتوى المخالفة للشريعة على من أفتى) اهـ
لقاء الباب المفتوح 164

======================================

سؤال: ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده, ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم؟ وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله؟
الجواب: الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه, وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا, كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم.
وعجبًا من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات وهم يقرؤون قول الله تعالى: ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) ثم يفعلوا ذلك!! هل يحصدون شيئًا؟ هل ينهزم العدو؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود, حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكًا بعنجهيتهم, بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها (اليمينيون) الذين يريدون القضاء على العرب.
ولكن من فعل هذا مجتهدًا ظانًّا أنه قربة إلى الله -عز وجل- فنسأل الله تعالى ألا يؤاخذه، لأنه متأول جاهل.
وأما الاستدلال بقصة الغلام, فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام, لا نكاية في العدو, ولذلك لَمَّا جمع الملك الناس وأخذ سهمًا من كنانة الغلام وقال: "باسم الله رب الغلام", صاح الناس كلهم: "الرب رب الغلام", فحصل فيه إسلام أمة عظيمة, فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك مجالاً للاستدلال, وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قصها علينا لنعتبر بها, لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو فإن العدو لا يزداد إلا حنقًا عليهم وتمسكًا بما هم عليه.) اهـ

المصدر: فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:14 AM
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ


سئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-:
(تتعرض بعض الدول الإسلامية لحرب أو احتلال من دول أخرى، فيعمد بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المعتدي بالطرق الانتحارية، فيقتل نفسه، ويقتل غيره من الأعداء، وربما امتد ذلك لأهل بلده أو غيرهم من الآمنين، ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل الله، وأن المنتحر شهيد. ما رأي سماحتكم في هذا العمل؟
فأجاب: الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال، وأجَلّ القربات، وقد جاءت في الأمر به والحث عليه نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، حتى قال بعض العلماء أن جمعها يستوعب مجلدًا كاملاً. من ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» متفق عليه.
وعن أبي عبس الحارثي -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّمه الله على النار» رواه البخاري وغيره.
وله من حديث ابن أبي أوفى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الجنة تحت ظلال السيوف».
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها».
وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- بالجهاد، حيث قال: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ..».
وأمر المؤمنين بذلك، فقال –سبحانه-: «انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ».
وجعل المجاهدين في سبيل الله أفضل من غيرهم من المؤمنين القاعدين، حيث قال سبحانه: « لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً».
وغير ذلك كثير من النصوص الدالة على الأمر بالجهاد وبيان فضله، وذلك لأن الجهاد في سبيل الله تتعلق به مصالح دينية وأخرى دنيوية، فمن المصالح الدينية إعلاء كلمة الله، ونشر دينه في بقاع الأرض، وكَبْت من أراد بهذا الدين وأهله سوءًا، وإظهار أهل هذا الدين الحق على غيرهم كما أمر الله بذلك، وفيه أيضًا حماية لحوزة المسلمين، ودفاع عن دينهم، وبلادهم، وأهليهم، وأموالهم، لذلك قال العلماء أن الجهاد يتعين -بمعنى أن يكون فرض عين على كل مسلم قادر- في ثلاث حالات:
الأولى: إذا التقى الزحفان، وتقابل الصفان، حرم على من حضر الانصراف، وتعين عليه المقام والجهاد، لقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا»، وقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ»، والتولي يوم الزحف قد عده النبي -صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات.
الحالة الثانية: إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهل البلد قتالهم ودفعهم.
الحالة الثالثة: إذا استنفر الإمام قومًا لزمهم النفير، لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ» الآية، ولحديث «وإذا استنفرتم فانفروا»، ويجب أن يكون الجهاد خالصًا لوجه الله، كما هو الشأن في سائر العبادات، وكذلك يجب أن يكون وفق ما شَرَع الله وبَيَّن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فمن ذلك يجب أن يكون الجهاد تحت لواء المسلمين، يقوده الإمام المسلم، وأن يكون أهل الإسلام عندهم العدة الحسية من آلات الحرب، ووجود المحاربين، ولا بد من إعداد هذه العدة، وخصوصًا العدة المعنوية بتصحيح عقائد المسلمين وعباداتهم، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالجهاد الشرعي.
أما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين الأعداء أو ما أسميته بالطرق الانتحارية، فان هذه الطريقة لا أعلم لها وجهًا شرعيًا، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله، وأخشى أن تكون من قتل النفس، نعم إثخان العدو وقتاله مطلوب، بل ربما يكون متعينًا، لكن بالطرق التي لا تخالف الشرع.) اهـ
المصدر: من لقائه مع جريدة الشرق الأوسط، العدد بتاريخ 21/4/2001، وانظر "الفتاوى الشرعية" للحصين ص 169

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:15 AM
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


السائل: في قوله -سبحانه وتعالى-: ((ولا تقتلوا أنفسكم)) هذا نص في مسألة قتل النفس، فما هو المخصِّص لهذه الآية للقول بجواز العمليات الاستشهادية عند من يقول بجوازها؟ مع أن المصلحة لا تقدم على النص.
الشيخ: يا أخي اللي أفتى بجواز هذا هو اللي يُسأل! أنا ما أفتيت بهذا! هو اللي يُسأل عن دليله وعن شبهته في فتواه، وتخصيص هذه الآية: ((ولا تقتلوا أنفسكم))، نعم) اهـ

السائل: هل تجوز العمليات الانتحارية وهل هناك شروط لصحة هذا العمل؟
الجواب: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما تبغي الحياة؟! شو تعمل بالانتحار؟! والله -جل وعلا- يقول: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)) فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه، بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة، ولا يمنع هذا أنه يجاهد في سبيل الله، ويقاتل في سبيل الله، ولو تعرض للقتل والاستشهاد هذا طيب، أما أنه يتعمد قتل نفسه فهذا لا يجوز، وفي عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الغزوات، كان واحد من الشجعان يقاتل في سبيل الله، مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم إنه قُتِل، فقال الناس يثنون عليه: ما أبلى منا أحد مثل ما أبلى فلان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هو في النار))، هذا قبل أن يموت، قالوا ما أبلى منا .. هو جرح، فقالوا: ما أبلى أحد منا مثل ما أبلى فلان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هو في النار))، فصعب ذلك على الصحابة، كيف هذا الإنسان الذي يقاتل ولا يترك من الكفار أحد إلا تَبِعه وقتله يكون في النار؟! فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعد ما جُرِح، ثم في النهاية رآه وضع السيف على الأرض .. يعني وضع غمد السيف على الأرض، ورفع ذُبابته إلى أعلى، ثم تحامل عليه، وقَتَل نفسه، تحامل على السيف ودخل السيف من صدره وخرج من ظهره فمات الرجل، فقال هذا الصحابي: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرفوا أن الرسول لا ينطق عن الهوى، لماذا دخل النار مع هذا العمل؟ لأنه قتل نفسه، ولم يصبر.
فلا يجوز للإنسان إنه يقتل نفسه [ولا يقدم على شيء فيه قتل نفسه؛ إلا إذا كان ذلك في حال الجهاد مع ولي أمر المسلمين وكانت المصلحة راجحة على مفسدة تعريض نفسه للقتل].) اهـ
الإضافة الأخيرة بين المعوفتين من كتاب "الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجَْدِيدَة" ص 124

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:17 AM
الشيخ صالح اللحيدان



من يقتل نفسه ليس شهيداً
قضاؤنا لا يتعاطف مع موقوفي التفجيرات
عبدالله العريفج (الطائف- هاتفياً)

حذّر رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان من مغبة الانتماء لما يُسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي، وقال إن من أيَّد هذا التنظيم أو فكره بعيد عن الخير كله ... ثم سئل:
قتل هؤلاء لأنفسهم انتحارًا بحزام ناسف أو تفجير خشية وقوعهم في قبضة الأمن.. ما حكمه? وهل هذا استشهاد في سبيل الله?
فقال: الاستشهاد ليس هكذا! ولكن في أن يقابل الشخص ميادين القتال بين المسلمين والكفار في حال حرب، ثم لو أقدم وهو يعرف حتمًا أنه سيقتل دون أن يقتل أحدًا لا يُجْزَم بأن هذا استشهاد.. أن يَقتل الإنسان نفسه فمهما فعل لا يقول إنسان يعرف دلالات الكتاب والسنة أن هذا العمل استشهادي، وأن القتيل فيه شهيد! بل إن السنة جاءت صريحة بعظيم إثم من يقتل نفسه, ومن يجعل نفسه في حال يفجرها هو أو تتعرض لأي عارض سيحصل فيه تفجير وقتل فهو داخل في باب قتل الإنسان نفسه.) اهـ

الشيخ عبيد الجابري


السؤال: ما حكم العمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض المقاتلين اليوم؟
الجواب: اسمٌ على مُسمى، انتحارية وإن سمَّاها بعضهم "استشهادية"، فهي قتلٌ للنفس أولاً، وقد جاءت النصوص المستفيضة الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن قاتل نفسه في النار، بشكل عام.
الأمر الثاني: ليس فيها نِكاية للعدو، بل فيها تهييج وتحريض وتحريش العدو، وتحريك لما كان يخفيه من قوته على أهل الإسلام.
الأمر الثالث: على أرضية الواقع -كما يقولون- ماذا صنعت العمليات هذه في فلسطين ضد إسرائيل؟ هذا المنتحر -أو المستشهد كما يُسمونه- يُفجِّر نفسه وسيارة، ويُخرِّب منشآت محدودة: كمحطة محروقات، أو محطة سكة حديدية، أو متاجر، وقد يقتل أشخاصًا، ويجرح آخرين، لكن ماذا تصنع إسرائيل؟ إسرائيل تُدَمِّر جرّاء ذلك الأخضر واليابس، وتُدَمِّر قرى، وتُداهم بيوتًا، والله أعلم ماذا يحصل جرّاء هذه المداهمات الكافرة من سلبٍ ونهبٍ وانتهاك أعراض، والواجب على المجاهد أن يسعى في حماية بيضة الإسلام، وأن يتجنب كل ما كان فيه مهلكة للإسلام وأهله، لكن هؤلاء جُهّال، ولم يجدوا راية قوية تحكمهم، وتُحسن سياستهم، ويُعلموهم الجهاد الصحيح بالرجوع إلى أهل العلم، وإنما هي نَعَرَات، وأحزاب، كل حزب يُجَرِّب قوته، ويستعرض عضلاته، وقبل يوم أو يومين سمعت في الأخبار نقلاً عن بعض قوات منظمة جهادية في فلسطين -كما يقولون- أنها أوقفت أو قررت وقف العمليات الاستشهادية -كما يقولون-، وهي في الحقيقة انتحارية، نعم، وبهذا يستبين أنها ليست من السنة في شيء، وليست من الجهاد الحق الشرعي في شيء، بل هي عملٌ أرعن، أهوج، يُضر بالإسلام وأهله، ويفسد ولا يصلح. نعم.


الشيخ عبد العزيز الراجحي


يقول السائل: ما رأيكم في الحركات الاستشهادية الموجودة في الساحة الآن؟
(والله أنا ذكرت هذا في الدورة .. دورة شيخ الإسلام ابن تيمية، سئلت عن هذا السؤال، وأجبت في الشبكة: أرى أنه ليس بمشروع، الذي ظهر لي من الأدلة أنه ليس بمشروع، وأنه ليس من جنس المبارزة بين الصفين في القتال، وليس من جنس إلقاء الرجل نفسه على الروم، يقولون إن هذا من جنسه وهو ليس من جنسه، أولاً: أن الحركات اللي بيسموها الحركات الاستشهادية ليست في صف القتال، ليست في صف القتال، وإنما هو [...] يأتي إلى أُناس آمنين ويفجر نفسه بينهم، ما هي في صف القتال، والنصوص التي جاءت أن يكون في صف القتال، المسلمون صف والكفار صف، يتقاتلون ثم يُلقي نفسه المؤمن إلى الكفار.
ثانيًا: أن الذي يلقي بنفسه إلى الكفار ما قتل نفسه! قد ينجو! بخلاف الذي يفجر نفسه، هذا منتحر، فجر نفسه.
ثالثًا: أنه ثبت في خيبر أن عامر بن الأكوع لما ضربه اليهودي -هذا في صحيح البخاري- ارتد إليه ذباب السيف، فأصابه، فأصاب رجله، ثم مات، فتكلم ناس من الصحابة وقالوا: إن عامر بن الأكوع أبطل جهاده مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أخيه سلمة بن الأكوع وإذا هو حزين، فسأله، قال: يا رسول الله إنهم يقولون إن عامر بطل جهاده. فقال النبي: "كذب من قال ذلك! إنه لجاهد مجاهد قل عربي [...]" فإذا كان الصحابة أَشكَل عليهم كون عامر ارتد إليه ذباب السيف بدون اختياره وقالوا بطل جهاده، فكيف بالذي يفجر نفسه باختياره؟! واضح الاستدلال؟ إذا كان عامر بن الأكوع يرتد إليه ذباب السيف بدون اختياره لما ضربه اليهودي، ولما أصابه قال الصحابة بطل جهاده، [...] لكن أشكل عليهم، هو لم يقتل نفسه ولم يفجر نفسه، وإنما [ارتد] ذباب سيفه بدون اختياره، وهو مجاهد، ثم مع ذلك قال الصحابة بطل جهاده، فقال النبي: كذب من قال ذلك، فكيف بمن يفجر نفسه؟! هذا الذي يظهر لي، وهناك بعض طلبة العلم أفتى بأن هذا استشهاد لكن [هذا ما يصح]) اهـ


يكثر الكلام حول العمليات الاستشهادية التي تقام في فلسطين وفي غيرها، فما هو حكم هذه العمليات، وجزاكم الله خيرًا؟
الجواب: هذه العمليات، سمعت شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله - يفتي بأنها انتحار، أنه لا يجوز للإنسان أن يضع على نفسه قنابل ويفجرها؛ لأن هذا انتحار وقتل.
وكتب بعض الناس كتابات في هذا، وبرروا هذه العمليات، وقال: إنها تشبه ما جاء في بعض الأحاديث أو من فعل الصحابة أن بعض الصحابة يُقْدِمون على الكفار، ويلقي بعضهم بنفسه في جيش الكفار، وكذلك أيضًا يفتح الحصون وحده، ويتعرض للخطر، ولكن هذا ليس بظاهر؛ لأن هذا قياس مع الفارق؛ لأن الصحابة أو الصحابي الذي يلقي بنفسه أو يبرز للكفار، إنما هذا في صف القتال، صف القتال، صف المسلمين، وصف الكفرة، فينفذ فيهم.
أما العمليات الاستشهادية ما فيه صف قتال أمامكم، ما فيه صف، ثم أيضًا الذي ألقى بنفسه ما قتل نفسه، ولا جعل في نفسه شيئًا، ولا عمل شيئًا، ما ضرب نفسه، وما قتل نفسه، وهذا قتل نفسه بفعله، هذا عمل شيئًا يقتل نفسه.
ومما يدل أيضًا على ذلك ما حصل في غزوة خيبر من أن أخا سلمة بن الأكوع لما بارز رجلاً من اليهود، ارتد عليه ذباب سيفه -طرف سيفه-، فأصاب رجله، بدون اختياره، ارتد إليه سيفه -طرف سيفه- فأصابه، فلما أصابه وتوفي، صار الناس يتحدثون .. صار الصحابة يتحدثون أنه قتل نفسه، فحزن عليه سلمة بن الأكوع، وجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: مالك حزين؟ قال: يا رسول الله، إنهم يقولون -عن أخيه-: إنه قتل نفسه، فقال النبي -صلى عليه وسلم-: كذب من قال ذلك، إنه لجاهد مجاهد، له الأجر مرتين.
فهذا يدل على أن الصحابة أشكل عليهم هذا الأمر، وأنه ارتد عليه ذباب السيف بدون اختياره، فكيف لو كان قتل نفسه باختياره، وفجر نفسه؟! وكل هذا يدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يفجر نفسه، ولا أن يقتل نفسه؛ لأنه يعتبر قاتلاً نفسه، نعم.
ولا يظهر لي الكتابة التي كتبها بعض الناس، رأيت بعض الكتابات، كتب بعض الناس يبررون هذه العمليات، ويرون أنها من الاستشهاد، وأنها من جنس إلقاء بعض الصحابة نفسه في الروم، أو إلقاء .. فتح حصون وما أشبه ذلك، فهي قياس مع الفارق. نعم.) اهـ
من شرح كتاب الشرح والإبانة "حديث لا يزال العبد مستورا حتى يرى قبيحه حسنا" موقع الشيخ الرسمي على الإنترنت

خطاب أسد الدين
04-01-2016, 02:18 AM
الشيخ أحمد بن يحيى النجمي


سؤال 21: فضيلة الشيخ، نسمع كثيرا عن ما يسمى بالعمليات الاستشهادية – الانتحارية – وصورتها كالآتي :
يقوم الرجل بوضع قنبلة في ملابسه، وعندما يصل إلى منطقة معينة محددة من قبل الجهات المنظمة لهذه العملية، فإنه يقوم بتفجير نفسه قاضيا معه على كل من وجد في هذه المنطقة، سواء كانت هذه المنطقة دكانا أو مطعما أو سوقا أو حديقة يكثر فيه اجتماع الناس أو يقوم بقيادة سيارة مليئة بالمتفجرات، وعندما تصطدم السيارة بمكان معين تتفجر، وينفجر معها السائق أو يقوم بقيادة حافلة مليئة بالمتفجرات، ومعه مجموعة من الناس كرهائن، سواء كانوا مسلمين أو كفارا أو خليطا من المسلمين والكفار، ثم يقوم بتفجير الحافلة، فيموت كل من وجد في هذه الحافلة حتى السائق .
والسؤال هو: ما حكم من يقوم بهذه العمليات الانتحارية، سواء قصد الانتحار أو لم يقصد، وذلك بهدف إلحاق الضرر بالعدو ؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
وبعد: تسألون عن حكم العمليات الانتحارية التي وصفتم، وهذه العمليات عمليات محرمة لا يجوز فعلها، لأنها مبنية على الخيانة، وعلى أمور خفية يكون فيها تستر على الغادرين، والغدر لا يجوز والخيانة محرمة، حتى ولو كان القصد منه إلحاق الضرر بالعدو، وحتى لو كان العدو معتديا وظالما، فالله سبحانه وتعالى يقول: (( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ )) [الأنفال: 58]. وجاء في الحديث: [ أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك ] (السلسلة الصحيحة برقم 424 وفي الإرواء برقم 1544) فالخيانة منبوذة في الشرع الإسلامي، وممنوعة فيه، وكذلك الغدر أيضا إذ لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يغدروا بأحد من قادة الكفر كالوليد بن المغيرة، وأبو جهل، وعتبة بن ربيعة وغيرهم، حتى ولم يكسر أصنامهم في حالة الغفلة منهم، ونبي الله موسى صلى الله عليه وسلم يقول لقومه كما أخبر الله عنه مع أن العدو يذبِّح أبناءهم ويستحيي نساءهم، فإذا ولدت المرأة جاء الجلاوزة فأخذوه إذا كان ذكرا وذبحوه أمام أبيه وأمه، فشكى قوم موسى إليه ذلك، فقال لهم: (( اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )) [الأعراف: 128]، ولم يأمرهم بغدر أحد، ولا قتل أحد .
والمهم أن هذه العمليات تصدر من قوم جهال يجهلون الشريعة، فيعملون أعمالا مبنية على العاطفة من دون أن ينظروا هل هي مباحة في الشرع أم لا !! فهم يرون ظلم الأعداء، وعسفهم فيظنون أن ما عملوه له وجه من الصواب، وليس كذلك، ولعل هناك من يفتيهم بجواز هذه العمليات .
ثم إن في ذلك جناية على سائر المسلمين، حيث أن العدو يزداد في العداء لهم، والظلم والتعسف لهم، فانظروا مثلا العمليات التي حصلت في أمريكا ماذا ترتب عليها من ظلم للإسلام وأهله، واعتداء عليهم !! فالأفغان فيها الملايين من المساكين الذين ظلموا بسبب تلك الحادثة وكذلك الفلسطينيون والعراقيون، فنسأل الله أن يبصر المسلمين، ويجنبهم القادة الجاهلين .
أما وصف هذا العمل بأنه استشهاد، فإنه وصف في غير محله، ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أم العلاء وهي تقول لعثمان بن مظعون – رضي الله عنهما – حين مرض ومات: (رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله) فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: [ وما يدريك أن الله أكرمه ! ] فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أما عثمان فقد جاءه والله اليقين ، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري – وأنا رسول الله – ما يفعل بي ] قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا) رواه البخاري، وقد ورد النهي عن أن يقال فلان شهيد، لأن الشهادة تترتب على الإخلاص، والإخلاص لا يعلمه إلا الله، فلا ينبغي أن نصف المنتحرين بأنهم شهداء، ولا أن عملهم شهادة، ولكنا نرجو لمن مات على التوحيد إذا كان عمله مشروعا نرجو له الشهادة .
أما عمل هؤلاء، فإنه عمل جاهلي، ولا يصح أن نصف أصحابه بأنهم شهداء، وبالله التوفيق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 24: هل يجوز مساعدة الكفار في إلقاء القبض على من يدَّعون حقا أو باطلا أنهم من منظمي هذه العمليات ؟ وما الحكم إذا كان منظمي هذه العمليات من المسلمين ؟
الجواب: يجوز التعاون مع الكفار غير المحاربين على أصحاب العمليات الإرهابية، سواء كانوا من المسلمين أو الكفار، لأن السكوت عنهم يلحق الضرر بالإسلام والمسلمين، فيظن أن الإسلام دين إرهاب، ودين إفساد أو دين خيانة وغدر، والإسلام يبرأ من هذا كله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله - ومن معه من المسلمين – خيرا، ثم قال: [ اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ] رواه مسلم. فهو كما ترى يوصي المسلمين المجاهدين بعدم الغدر، فالغجر ليس له مكان في الإسلام، والخيانة كذلك، فالإسلام دين العدل ودين الحق .
وقبل ذلك لابد من معرفة الإرهاب ما هو ؟ إنه إخافة الآمنين، ونشر الذعر بين الناس بالأعمال السرية التي تبيت في السر، وتكون مبنية على الخيانة، والغدر، ولا يعلم بها الناس إلا بعد أن تنفذ، فهذا هو الإرهاب، فالخائف لا يطيب عيشه، ولو كان موفرا له المأكل والمشرب، ولذلك قرن الله عز وجل بين هذين الأمرين في قوله تعالى: (( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ )) [قريش: 4] .
وإن ما يعمله اليهود في فلسطين من قتل وجرح المسلمين الآمنين لهو الإرهاب بعينه، وإن ما يقارفونه من احتلال للبيوت والأراضي، وتجريف للمزارع التي يعيش فيها المسلمون لهو الإرهاب والإفساد بعينه، فأين المنصفون ؟! وبالله التوفيق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 25: هل يجوز للمسلم أن يتستر على منظمي هذه العمليات الانتحارية أو بخططهم إذا كانوا من المسلمين أو كفارا إذا كان الهدف واحد وهو إلحاق الضرر بدولة معينة بحجة أن هذه الدولة هي العدو المشترك لظلمها ولجورها، ولاغتصابها أراضي كان يعيش فيها المسلمون والكفار معا كما نسمع عن اجتماع النصارى مع المسلمين في فلسطين لمحاربة اليهود، أفيدونا مأجورين ؟
الجواب: لا يجوز التستر على منظمي هذه العمليات الانتحارية، ومن تستر عليهم فهو يعد منهم ومتعاونا معهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لعن الله من آوى محدِثا ] رواه مسلم، ومعنى محدِثا: يعني كونه يعمل عملا إجراميا يأباه الإسلام، ويرده، فلا يجوز التعاون معهم على ذلك، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

المصدر: [ ( الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية ) الجزء الثاني (ص: 59 – 66) لفضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النَّجمي، جمع وتعليق: حسن بن منصور الدغريري، ط. (دار المنهاج) بالقاهرة – مصر ]